كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

{الشرق الأوسط} في مهرجان «كان» السينمائي (6)

الكنديان إيغويان وكروننبيرغ يتنافسان في المهرجان بأضعف عملين لهما

كان: محمد رُضا 

مهرجان كان السينمائي الدولي السابع واالستون

   
 
 
 
 

هناك مخرجان كنديان، كلاهما من خارج مقاطعة كوبيك ذات الثقافة الفرنسية، يحركان ما هو هامد في السينما الكندية. يكادان يكونان المتحرك الوحيد فيها. هذان هما أتوم إيغويان وديفيد كروننبيرغ. كلاهما اشترك في مهرجان «كان» أكثر من مرة. إيغويان (مواليد الإسكندرية سنة 1960) نال جائزة المهرجان الكبرى سنة 1997 عن «الخلود الجميل» The Sweet Hereafter وعاد هذا العام بفيلم «الأسيرة»، بينما عاد كروننبيرغ (الذي نال جائزة خاصة عن فيلمه «صدام» سنة 1996) بفيلم «خريطة للنجوم». كلاهما يشترك في المسابقة، وهناك نافذة واحدة لأي منهما ينفذ منها إلى السعفة أو إلى أي جائزة رئيسة، إذ لن يكون في المنظور المتوقع فوز كلا الفيلمين الكنديين معا.. هذا إذا ما فاز أحدهما أصلا.

«الأسيرة» يعمل على منوال تشويقي - لغزي يحيطه إيغويان بقدر من الأسلوبية في السرد بحيث لا يسقط في نهج الأفلام التشويقية الأخرى. سبق أن شاهدنا من مواطنه دنيس فيلنفيو فيلما مماثلا في موضوعه الأساسي، لكنه مختلف في قصته، وهو «سجناء» (2013). هذا الموضوع هو خطف الأطفال. في حالة «الأسيرة»، هناك ذلك الرجل المتزوج ماثيو (رايان رينولدز) الذي يتوقف عند محل ليشتري حلوى لابنته ذات السنوات التسع التي تركها في السيارة حين دخل المحل. لم يغب سوى دقيقتين أو ثلاث، وحين عاد وجدها اختفت، زوجته (ميراي إينوس) تثور عليه وتزدريه. بعض المحققين (سكوت سبيدمان) يرتاب فيه. لكن رئيسة المحققين نيكول (روزاريو دوسون) تصدقه.

ثماني سنوات تمر والأب لا يزال يبحث عن ابنته كاساندرا (أليكسيا فاست) التي أصبحت بالطبع شابة لا تزال حبيسة غرفة خاطفها ميكا (كفن دوراند). هنا يختار المخرج إبقاء السبب وراء قيام ميكا بخطف كاساندرا (أو كاس كما تُنادى اختصارا) مبهما. يطلب منها التواصل على الإنترنت مع فتيات في مثل عمرها، لكن لا برهان على أنه يستخدم ذلك على نحو خلاعي. خلال هذه السنوات تحول التحريان الرئيسان إلى عشيقين، لكنهما (وباقي عناصر الفرقة المتخصصة في البحث عن الأطفال المفقودين) لا يصلان إلى نتيجة

* خريطة للنجوم

يختار إيغويان، كالعادة، الشتاء والأرض المغطاة بالثلج والسماء الرمادية طقوسا بصرية للكاميرا ويدفن الحكاية فيها باحثة عن دفء ما. وهو يستند إلى مدير تصويره بول ساروسي لتأمين ذلك، وكلاهما ينجح في مضمار منح الفيلم مستواه الحرفي الصحيح. المشكلة هي في أن الفيلم يسير في اتجاهات مختلفة سيرا غير واثق. إنه من عداد أسلوب المخرج الانتقال زمنيا، وخلط بعض الأوقات لتشكيل حس بالاغتراب، لكن الحكاية الحالية (كتبها ديفيد فرايزر عن فكرة للمخرج) لا تستحق ذلك اللعب التشكيلي. تبقى بسيطة في مفادها، يمكن مشاهدتها في حلقة من مسلسل بوليسي تلفزيوني، بعد تنظيفها من التعقيدات غير الضرورية لمثل ذلك الوسيط.

من ناحية أخرى، هناك تواصل المخرج مع أفكاره السابقة. لقد طرح موضوع الأولاد وموضوع الخطف والاحتجاز في أكثر من عمل، بما في ذلك عنصر قيام البعض بالتجسس على البعض الآخر، عبر كاميرات مراقبة (ورد ذلك في فيلميه السابقين «عشق» و«إكزوتيكا» مثلا). لكن كل ذلك لا يخلق هنا ارتباطا وثيقا بين المخرج وفيلمه.

لدى إيغويان حق تفضيل رسم مسافة واحدة من كل الشخصيات من دون تفضيل إحداها على الأخرى. بذلك لا أشرار ولا أخيار، لكن حدث يروى ويحاول المخرج أن يرويه بمعالجة أسلوبية فنية لائقة. هذا البعد عن كل الشخصيات معبر عنه بوضع شخصياته على شاشات الكومبيوتر والتلفزيونيات ليراقبها من بعد «أبعد». والفيلم يبدأ بحس هيتشكوكي ضئيل، ثم يختفي ذلك الحس ويختفي معه القدر التفاعلي المفترض بين المخرج وموضوعه.

الحال ليس أفضل كثيرا لدى ديفيد كروننبيرغ. قبل عامين قدم أحد أفضل أفلامه (أو بالنسبة لهذا الناقد أفضل أفلامه «كوزموبوليس») والمرء انتظر منه أن يكمل النقلة النوعية التي سادت ذلك الفيلم. فيه شاهدنا الممثل روبرت باتنسون يلعب دور ملياردير شاب تقوده سيارة الليموزين الخاصة به في شوارع المدينة المكتظة ويستقبل فيها كل معارفه في الحياة والعمل). في فيلم كروننبيرغ الجديد «خريطة للنجوم» روبرت باتنسون هو الآن سائق ليموزين يستأجرها النجوم في هوليوود. شاب يكتب في أوقات فراغه سيناريو، وله دور صغير في عمل تلفزيوني، آملا أن تقوده قدماه إلى الفرصة الكبيرة التي يتوخاها.

مثله في هذا الحلم أغاثا (ميا ووزيكوفسكا)، الفتاة التي غابت (ثماني سنوات أيضا) بعدما تسببت في احتراق بيت الأسرة حين كانت لا تزال طفلة. واحدها سافورد (جون كوزاك) يعمل مرشدا تأمليا للنجوم (عمل مجز يجنيه من الباحثين عن الراحة النفسية من دون الذهاب إلى الطبيب المختص) والأم كرستينا (أوليفيا ويليامز) تعمل مديرة أعمال، ومن بين من تدير أعمالهم ابنها الشاب ذو الـ13 عاما بنجي (إيفان بيرد)، وهو ممثل صغير خرج حديثا من المصحة بعد أن دخلها مدمنا. إنه ممثل فوق العتبة الأولى من الشهرة لكنه متعجرف وجاهل و(كما نرى لاحقا) قاتل.

إلى جانب هذه الزمرة هناك (وعلى نحو منفصل في معظم أحداثه) الممثلة هافانا (جوليان مور) التي بلغت من السن ما يجعلها تقلق على مستقبلها. هناك فيلم قيد الإنتاج يدور حول والدتها الراحلة، وهي تريد أن تلعب الدور، لكن الاختيار يرسو على ممثلة أخرى ثم يعود فيرسو عليها، بعدما تعرضت الممثلة الأخرى لمأساة موت طفلها. أغاثا تعمل لدى هافانا كمساعدة خاصة، وبما أنها شقيقة بنجي وابنة والدها الذي لا يريد أن يرى وجها، وأمها المريضة بالقلق عليها، فإن الخطين يلتقيان، خصوصا أن هافانا تنجح في سرقة السائق من أغاثا، التي كانت اعتقدت أنها وجدت العشيق المناسب.

أتوم إيغويان:

أرفض تقديم شخصيات من السهل الحكم عليها

·        يعود تاريخك مع «كان» إلى نحو 25 سنة، قدمت فيها عشرة أفلام إلى اليوم. ما الذي يجعلك تختاره بين كل المهرجانات الدولية الأخرى لافتتاح أفلامك؟

- أعتقد أن الجواب واضح، لأن «كان» هو الأكثر عالمية وشهرة بينها. لا أقصد أن أقلل من شأن المهرجانات الأخرى، لكن «كان» دائما ما كان منصة جيدة لي ولآخرين. قبل 25 سنة عرضت هنا فيلما مبكرا لي هو «أدوار ناطقة»، ثم عدت وفي كل مرة يبدو لي المهرجان وقد وطد علاقته بالجميع على نحو أفضل.

·        هذا الفيلم من إنتاجك أيضا.

- من إنتاجي ومن كتابتي وإخراجي وأنا سعيد بوجودي هنا بسببه.

·        شخصياتك في هذا الفيلم مربوطة بحركة لولبية دائمة. ثماني سنوات من بحث الأب ومن معاناة الأم ومن أسر الفتاة التي في هذا الوقت نمت ولا تزال تأمل في أن يجري إطلاق سراحها.. هل هناك رسالة ما تنتظر منا أن نقرأها هنا؟ رسالة تتعلق بفعل الزمن في أنفس هذه الشخصيات؟

- نعم. الفترة الزمنية هي التي تشهد بقاء كل شيء على حاله باستثناء مرور سنوات العمر. الوضع غالبا لا يزال على حاله، وكل من عايش الأزمة التي عصفت بحياة هؤلاء ما زال تحت عبئها بلا ريب. إنه كما لو أن الزمن توقف لثماني سنوات عن الحركة مبتلعا مصائر كل هذه الشخصيات الرئيسة.

·        أفلامك تتعامل عادة مع نوع من التشويق البوليسي بينها بالطبع هذا الفيلم وفيلمك الآخر الذي أنجزته أخيرا «عقدة الشيطان»، الذي عرض تلفزيونيا. هل من الصواب القول إنها أفلام تحقيقات بوليسية؟

- الفارق بين التسميتين تشويق بوليسي وتحقيق بوليسي عادة غير موجود. على الفيلم الذي يحمل مبدأ الجريمة أن يقدم التحقيق الذي يجريه المحقق، وهذا بدوره يدلف بالعمل صوب التشويق. ما رغبت دائما به هو الابتعاد عن سرد حكايات نمطية من أي نوع. أستطيع أن أقول إنني أحب الأفلام الغامضة، وإن الغموض مقرون بنجاح أكثر عندما يكون الموضوع بوليسيا. لكن كما ذكرت ما أنشده هو أن أكون قادرا على إضافة معالجات تبعد الفيلم الذي أقوم به عن النمط في السرد خصوصا.

·        في أفلامك عموما أنت على بُعد واحد من كل الشخصيات، وهذا البعد يشي بأنك تحب أن تجلس وتراقب الذي يدور عوض أن تتعامل معه شريكا؛ هل توافق على هذا؟

- سؤال جيد، لكن الجواب أطول من هذا الوقت المحدد لنا، أحاول أن أكون ذا غرض (objective) بالفعل، وهذا ما تلاحظه عندما تقول إنني أرسم مسافة واحدة بيني وبين كل الشخصيات في الفيلم. هذا أيضا، بالمناسبة، موجود في فيلمي الآخر «عقدة الشيطان». لا أريد أن أكون متدخلا فيما أعرضه، وبالطبع أرفض تقديم شخصيات من السهل الحكم عليها. أساسا لا أحكم عليها بل أميل إلى استعراضها وأنظر إليها بموضوعية. هذا يمكّنني من فحص الحكاية وشخصياتها من وجهة نظر إنسانية. قبل أسابيع قليلة، مات بوب هوسكينز الذي مثل لي فيلم «رحلة فيليسيتا» (1999) وفيه لعب دورا شريرا لا خلاف عليه. لكن من خلال النظرة البعيدة والحيادية عليه تمكنا من فهمه بصورة أفضل. إنها في اعتقادي الطريقة الأفضل لفهم الحالة الإنسانية.

·        في هذا الفيلم تبقى شخصية الخاطف مبهمة الأسباب؛ لماذا خطف؟

- هي غامضة لكنها ليست مبهمة. لا أعتقد ذلك. مرة أخرى التعامل معها يجري على منحها غطاء بشريا وليس عاطفيا. الدوافع عندي ليست بأهمية النتائج الصادرة عنها. تستطيع أن تقول ذلك وأفلامي ليست عن الدوافع التي تجعلنا نتصرف على هذا النحو أو ذاك، بل عما نحصده من نتائج، وما تتأثر به شخصيات أخرى حولنا تبعا لما أقدمنا عليه.

الشرق الأوسط في

20.05.2014

 
 

قالت إنها تعرفت على جبران خليل جبران من خلال جدّها

سلمى حايك تعرض مشاهد من فيلم {النبي} لجمهور كان

كان: محمد رُضا 

إذا ما ارتفعت مبيعات كتاب «النبي» لجبران خليل جبران في الأشهر السابقة مباشرة لنهاية العام، فإن هذا الارتفاع سيكون، على الأغلب، نتيجة العروض الجماهيرية الواسعة المنتظرة لفيلم سلمى حايك الجديد المأخوذ عن ذلك الكتاب.

الطريقة التي تنتج بها سلمى حايك هذا النص تحفظ له قدره من القيمة الأدبية والروحانية بحيث سيعود إليه كثيرون وسيقبل عليه جيل جديد بلا ريب، خصوصا أن الفيلم موجّه للصغار كما للكبار.

في ليلة يوم أول من أمس كشفت الممثلة - المنتجة في حفل خاص عن مشاهد من الفيلم المأخوذ عن ذلك العمل الذي وضعه جبران سنة 1923 وباع من حينها ما يزيد على مائة مليون نسخة وعلى نحو مطرد إلى اليوم. المشاهد ليست متعاقبة والعمل لم ينجز بعد كليا، لكن سعادتها به طاغية. تقول لنا في حديث خاطف بعد العرض وقبل التوجّه إلى الحفلة الليلية التي أقيمت على شرف المناسبة: «هذا هو أول عرض أقيمه للفيلم وفعلت ذلك هنا في (كان) لأنني أريد البدء بتقديمه إعلاميا على الأقل تمهيدا لعرضه المقبل على نحو كامل».

وردّا على سؤال حول ما يعنيه كتاب «النبي» لها، أجابت: «يعني كل شيء. منذ ثلاث سنوات عندما بدأت العمل على هذا الفيلم وأنا لا أنام جيّدا. ساعاتي كلها مرهونة على هذا المشروع. مرتبطة بخطواته الحثيثة. أراقبه ينمو ويتألف لقطة بلقطة وسعيدة الآن أننا بتنا - أنا وفريق العمل - قادرين على عرض بعض ما أنجزناه منه هنا».

·        هل قرأت جبران وأنت صغيرة؟

- تعرفت على جبران من خلال جدي الذي توفي وأنا في السادسة من عمري. ذات مرّة أذكر جيّدا أنني دخلت إلى غرفته ووجدت الكتاب على طاولته بالقرب من سريره. سألته عنه فأمسك بالكتاب وفتح صفحاته وأخذ يقرأ. عدت للكتاب في فترات مختلفة من حياتي وفي كل مرّة كنت أتمنى لو أن أحدا ينتج فيلما عنه.. في النهاية سألت نفسي لم لا أقوم أنا بذلك.

·        ذكرت جدّك خلال حديثك في الحفل..

- هو حبي الأول. تعلّمت منه الكثير وهو غاب وأنا صغيرة لكني ما زلت أحبه.

«النبي» فيلم رسوم متحركة يؤدي صوت بطله مصطفى (صوت الحكمة الذي يوزع أبياته وفلسفته من خلال 28 فصلا)، الممثل البريطاني ليام نيسون ويشترك في تحقيقه تسعة مخرجين من الإمارات (محمد سعيد حريب) والولايات المتحدة (نينا بالي، وجوان سفار، وبيل بلمتون، جوان غراتز) وفرنسا (جايتون وبول بريتزي وميشيل سوشا) وآيرلندا (توم مور)، كل يحمل طابعه وأسلوبه كما تقنيته في عمل الأنيمشن (سيليوَت، دمى متحركة، دجيتال الخ…) والحريّة الممنوحة له بدمج حكاية مع مقاطع من نصوص النبي. بذلك يسير الفيلم على سكتي حديد: هو عرض مصوّر لنصوص وأشعار «النبي» لجبران وحكاية تمهّد لما سيلي بين كل مقطع ومقطع.

تقول: «لولا هؤلاء الفنانون الذين اجتمعوا على تذليل صعوبة تقديم فيلم مبني على تلك الأشعار من دون أن يكون وعظيا وجامدا لما كان عندي ما أعرضه هذا اليوم».

·        جزء من الصعوبة يكمن في النص أساسا. حدثينا عن منهج العمل بينك وبين كل من هؤلاء المخرجين؟

- التقيت بكل مخرج على حدة. بعضهم لم يكن قرأ جبران ولا يعرفه عمليا بل سمع به، وبعضهم درسه في الجامعة التي تخرّج منها لكن الجميع أقبل على قراءة النصوص المتاحة.

كتاب «النبي» مؤلف من 28 فصلا قصيرا كل منها يحمل عنوانا مختلفا («حب»، «زواج»، «العطاء»، «الجريمة والعقاب»، «شغف»، «بيوت») وكان لا بد للمنتجة أن تختار من بينها ما تراه مناسبا يؤمّن الفكرة الأساسية: «أسندت كل فصل من فصول الفيلم التسعة إلى مخرج منفرد وتركت له حريّة العمل. حين تشاهده كاملا أعتقد أنك ستعجب بكيفية اندماج كل أسلوب ضمن وحدة الفيلم ككل».

·        أليس مبدأ منح المخرج حرية مطلقة يعني خروج الفيلم بمعالجات وأفكار متناقضة لا يمكن لها أن تعمل معا؟

- لم تكن حرية مطلقة. كانت هناك خطط محددة، لكن ما قصدت قوله هو أن كلا منهم استخدم حريّته الأسلوبية والإبداعية ضمن منهج واحد متفق عليه. بقي الهاجس موجودا من أن يبدو الفيلم متنوعا أكثر مما يجب لذلك أبقيت عيني مفتوحتين على النتائج ولم يبدأ أي مخرج العمل إلا من بعض اجتماعات طويلة حول الكيفية التي سيجري بها تحقيق الفيلم وكيف سيلتقي مع الفصول الأخرى للمخرجين الآخرين.

على الشاشة ومن خلال ما يمكن الحكم عليه من هذه المقاطع المختلفة المعروضة يحتفظ كل صاحب فصل بأسلوبه المختلفة، لكنها جميعا تجتمع في غزارة الأفكار. الطريقة الوحيدة لتقديم فيلم روحاني بنصّه الأدبي، غالبا، هي الطريقة التي تجتمع فيها تلك المقاطع الخاصّة عليه: شاشة ثرية بالحركة والأفكار التي تقترب من السريالية والحفاظ على الرسالات الإنسانية التي بثّها جبران خليل جبران عبر نصه، ثم الاعتماد على قراءة الممثل (ليام نيسون في هذه الحالة) على مصاحبة المقاطع بصوته الرخيم وهو يقرأ النصوص الشعرية. حين ينتقل الفيلم للربط بين هذه المقاطع، التي تتخذ سمة موسيقية كونها مؤداة مع موسيقى (من كتابة اللبناني الأصل أيضا غبريال يارد) بعضها ببعض، فإن الحكاية المؤلفة لا تقل رونقا.

العرض المقبل والكامل، تقول لي زوجة المخرج توم مور، سيكون في مهرجان «تورونتو» إلى جانب فيلمه الأميركي الجديد «أغاني البحر»، إنتاج بلجيكي مع أصوات ممثلين آيرلنديين منهم فيونولا فلاناغن وبرندان غليسون.

قدم مدير عام المهرجان تييري فريمو العرض بكلمة ذكر فيها «الممثلة المكسيكية» سلمى حايك. عندما تسلمت عنه المايكروفون صححته: «لقد غفل عن ذكر نصفي الآخر.. أنا مكسيكية - لبنانية وأنا فخورة بذلك».

بين كل مقطع رأيناه على الشاشة وآخر كانت تعاود الإطلالة لتقدم المطلع المقبل وصانعه. بعد ساعة ونصف تعتقد أنك كوّنت فكرة كاملة عن الفيلم إلى حين مشاهدته لاحقا. لكن النجم الساطع وراء كل ذلك كان لبنانيا محضا.

ليس فقط أن جبران خليل جبران ألقى الضوء، من قبره، على هذا البلد الذي يتناساه وباقي العمالقة الذين نموا فوق تربته، بل ها هي سلمى حايك تذكر لبنان أكثر من مرّة وفي كل مرّة بذلك الود الكبير. وفي كل مرّة تتلقى من جمهور متعدد الجنسيات الكثير من التصفيق.

من بين من تلا شعره في هذا العرض - الأمسية الممثل الفرنسي جيرار ديبارديو تبعته بعد قليل الممثلة جولي دلبي.

الفيلم من إنتاج متعدد الألوية أيضا. تم تمويل الجزء الأكبر من قطر وفنانين أميركيين وفرنسيين وهناك نسبة تمويل جاءت من لبنان احتفاء ولو متأخرا بما كان لبنان أولى بتقديمه لولا تلك الاعتبارات والشروط وقلة المعرفة بالكيفية الصحيحة أساسا. كثيرة هي المحاولات التي أرادت أن تقص حكايته وتستفيد من الثروة المخزونة من ممتلكاته وأعماله، إلا أن الحقوق التي بولغ في حمايتها دفعت معظم تلك المحاولات إلى الفشل.

* أخبار وهوامش

* يذكر كثيرون أن السرقة تفشّت في العام الماضي وعلى نحو غير مسبوق. طبعا في كل عام هناك سرقات (وهذا الناقد تعرّض لواحدة منها قبل سنوات كثيرة لكن اللص كان من الغباء بحيث خلع الباب بمطرقة ضخمة أحدثت صوتا ما أثار الانتباه إليه). لكن العام الماضي جنح اللصوص صوب المجوهرات والأموال النقدية التي ينقلها البعض في حقائب. هذا العام لا يبدو، إلى الآن، احتمال تكرار هذا الحجم من السرقة وحسب مصدر فرنسي «البوليس المدني المسلح موجود في الطرقات والحانات والفنادق بغزارة ولا يمكن تكرار ما حدث في العام الماضي».

* هناك مشروع وصل المخرج البريطاني ستيفن فريرز إلى «كان» للاشتراك في إحيائه: فيلم عن حياة رونالد ريغان قبل وخلال فترة رئاسته للولايات المتحد». الفيلم سيسرد من وجهة نظر جاسوس روسي يؤديه الممثل جون مالكوفيتش، لكن الممثل الذي سيؤدي دور الرئيس الراحل لم يعثر عليه بعد.

* المخرجان الأميركيان مارتن سكورسيزي وستيفن سبيلبرغ سيقومان بالظهور في فيلم تسجيلي للحديث عن المخرجين الراحلين ألفرد هتشكوك وفرنسوا تروفو. الفيلم مبني على نص المقابلة التي أجراها تروفو في مطلع الستينات مع المخرج البريطاني الكبير وسيشترك أيضا في التعليق المخرجون وس أندرسون وديفيد فينشر ورتشارد لينكلتر.

* خبران عن المخرج الدنماركي المطرود من «كان» قبل عامين بسبب مؤتمره الصحافي الذي أعلن فيه أنه «قد يكون نازيا». الأول أنه يكتب سيناريو فيلم رعب منتقلا من فيلمه الجنسي الأخير «مهووسة جنسيا» (ذي الجزأين) إلى رحاب سينما التخويف. الثاني، يبدو أكثر مدعاة للثقة، ومفاده أنه ينجز التحضير لمشروع بعنوان «السفن الطويلة» عن تاريخ الفايكنغز.

* ممثلات السعفة

* لم تتمتع الممثلات الأميركيات بالكثير من جوائز «أفضل ممثلة» في مهرجان كان السينمائي خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية. تحديدا مُنحت هذه الجائزة، خلال هذه الفترة، سبع مرّات لفرنسيات، ومرتين لصينيات ومرتين لبريطانيات ومرتين لدنماركيات. بينما توزعت الجوائز الأخرى على الدول التالية بمعدل جائزة «أفضل ممثلة» واحدة لكل دولة: إيطاليا، بولندا، رومانيا، إسبانيا، كندا، كوريا، البرازيل، كندا، إسرائيل.

أما عدد الممثلات الأميركيات اللواتي فزن بها خلال هذه الحقبة فهو ثلاثة وهن:

- ميريل ستريب عن «صرخة في الظلام» سنة 1989

- هولي هنتر عن «البيانو» سنة 1993

- كرستين دانست عن «كآبة» سنة 2011

الشرق الأوسط في

19.05.2014

 
 

من سلمى حايك إلى مهووس أمريكا فيريرا:

رسائل النجوم والمجانين على السجادة الحمراء!

رسالة مهرجان كان : عصام زكريا 

على السجادة الحمراء في "كان" تحدث كل الأشياء الغريبة التي تلتقطها آلاف العدسات المصوبة من كل الزوايا كما لو كانت ميكروسكوبات علمية دقيقة ترصد كل واردة وشاردة في هذا الحيوان الخرافي المسمى بالنجوم.

بالأمس جاءت سلمى حايك تتبختر على السجادة بلافتة صغيرة ترفعها أمام العدسات كتب عليها "أعيدوا لنا بناتنا". المقصود بذلك هو البنات التي قامت عصابة "بوكو حرام" الإرهابية بخطفهم في نيجيريا. والرسالة موجهة بالطبع للمسئولين وللرأي العام العالمي، من أجل اتخاذ خطوات أكثر فعالية لاستعادة الفتيات المخطوفات ومواجهة إرهاب "بوكو حرام"، ودون أن تقصد فإن رسالة سلمى حايك كانت أيضا نوعا من الدعاية لفيلم "تمبوكتو" للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو المشارك في المسابقة الرسمية، والذي يصور أفعال "بوكو حرام" الإجرامية في مالي...والرسالة أيضا تحمل تأييدا غير مباشر للتدخل الفرنسي في مالي!

الفرنسيون يعانون من عقدة الخواجة

ليس هناك رسالة أسرع أو أكثر انتشارا من الرسائل التي يتم ارسالها من فوق سجادة مهرجان "كان". ولذلك تنفق بيوت الأزياء ملايين اليوريهات على ملابس واكسسوارات النجوم الذين يتمخطرون فوق السجادة الحمراء من أجل الدعاية لمنتجاتهم من أحدث خطوط "الموضة"، ولذلك أيضا يتهافت الجميع من أجل التقاط ولو صورة فوتوغرافية على السجادة الحمراء.

أمس الأول تسلل شاب أوكراني غريب الأطوار إلى السجادة الحمراء التي يقف عليها نجوم الجزء الجديد من سلسلة أفلام "كيف تدرب تنينا" ومنهم الحاصلة على الأوسكار كيت بلانشيت والشابة السمراء أميريكا فيريرا. الشاب كان يرتدي البدلة الاسموكنج، التي يفترض أنها تميز بين الصفوة والصعاليك هنا، ولكنها بالطبع مجرد ملابس يمكن أن يرتديها أو لا يرتديها أي شخص ولا معنى لها سوى توجيه رسالة غير مباشرة للآخرين وخاصة رجال الأمن، بأن هذا الشخص مهم.

وبالرغم من عشرات الحراس ورجال الأمن المحيطين بالنجوم استطاع الشاب أن يتسلل حتى وصل إلى النجوم، وأمام آلاف الكاميرات وآلاف البشر الواقفين جلس على الأرض خلف أميريكا فيريرا ودخل تحت فستانها الأبيض الشفاف.

في لحظة قفز الحرس نحوه وسحبوه وقاموا بتسليمه إلى الشرطة...ولكن هذه الثواني الخاطفة تم تسجيلها وبثها في وسائل الاعلام عبر آلاف اللقطات ومقاطع الفيدو كليب. شهرة صاروخية لا يحلم بتحقيقها أي شخص إلا لو كان مجنونا مثل هذا الشاب. جدير بالذكر أن أحدا من الحراس ورجال الشرطة لم يقم بضربه ولو بـ"ألم" واحد على وجهه.

جمهور "كان" يعاني من هوس النجوم الأمريكان، وهو سر لا أستطيع أن أفهمه. فرنسا اخترعت السينما، ولديها صناعة سينما ضخمة ونجوم كبار تتهافت عليهم هوليوود، ومع ذلك يعاني الفرنسيون من ضعف شديد أمام "الخواجات" الأمريكان.

ليلة أمس الأول عرض الفيلم الأمريكي " اختفاء إليانور رجبي" الأمريكي المشارك في مسابقة "نظرة ما". الفيلم من بطولة إثنين من النجوم الأمريكين الشبان هما جيسيكا شاستين وجيمس ماكوفي اللذين استقبلهما الجمهور خارج وداخل قاعة العرض بجنون.

والمهم أنه بعد المظاهر الاحتفالية والهتاف والتهليل والتصفيق بدأ عرض الفيلم المنتظر...وهو مجرد فيلم هوليوودي تقليدي ردىء الصنع والتمثيل يحكي قصة حب نمطية ومكررة ومملة، ولا يستحق أن يشارك حتى في مسابقة مهرجان "كفر البطيخ". مع ذلك فالبنت المراهقة الجالسة بجواري لم تتوقف لحظة عن الضحك والبكاء انفعالا بالفيلم وأحداثه و"روعة أداء" أبطاله!

المذهل بالنسبة لي أن هذا الفيلم السخيف، الذي يبدو أنه صنع خصيصا ليستهدف الجمهور الفرنسي، استعان بالممثلة الفرنسية العملاقة إيزابيل أوبير في دور صغير هامشي كأم البطلة السكيرة التي لا تتوقف عن شرب النبيذ الفرنسي.

الفرنسيون لديهم إيزابيل أوبير، التي تعد من أعظم ممثلات العالم، والتي ترأست لجنة تحكيم مهرجان "كان" من قبل، ومع ذلك يسعدون بإهانتها في دور "كومبارس" في فيلم هوليوودي تافه، لدرجة أنها لم تحضر عرض الفيلم في "كان"، ويصابون بلوثة فرح من مشاهدة بضعة ممثلين شبان لا وزن لهم!

كروننبرج وتومي لي جونز: أصل الهيستيريا

هذا الهوس بالشهرة والنجومية هو محور أحداث فيلم المخرج الكندي ديفيد كروننبرج "خريطة النجوم" المشارك في المسابقة الرسمية والذي عرض بالأمس. وهو يدور حول عائلة ثرية تسكن لوس أنجليس تحاول أن تدعم ابنها بكل الطرق ليصبح نجما في هوليوود.

كروننبرج المشهور بأفلام الرعب مثل "الذبابة" و"وجود" و"أعراض الفيديو" يتعامل مع هوليوود هنا باعتبارها مصدرا للرعب، ومع عشق الشهرة باعتباره مرضا أمريكيا مزمنا يعاني منه حتى الطبقات الأكثر ثراء وأرستقراطية!

بالأمس أيضا عرض أول فيلم أمريكي مشارك في المسابقة الرسمية وهو Homesman من إخراج وتمثيل تومي لي جونز ويشاركه البطولة هيلاري سوانك.

الفيلم يدور في منتصف القرن التاسع عشر حول قيام سيدة مجتمع ومساعدها بنقل ثلاث نساء عاملات أصبن بالجنون إلى أحد الأديرة، والمغامرات والتجارب التي يمرون بها عبر هذه الرحلة الشاقة في الغرب الأمريكي. الفيلم يستعرض الظروف التاريخية والاجتماعية التي تضغط على النساء وتحول الكثيرات منهن إلى كائنات هيستيرية، ورغم أن أحداثه ترجع إلى أكثر من قرن ونصف، إلا أن هذه الظروف لا تزال موجودة في كثير من المجتمعات المعاصرة!

البوابة نيوز المصرية في

19.05.2014

 
 

«سبات شتوي»:

كل شيء هادئ حتى لحظة الانفجار

كان (جنوب فرنسا) – إبراهيم العريس 

أكثَرَ المعلّقون من ذكر المخرج السويدي الراحل إنغمار برغمان وزميله الفرنسي روبير بريسون في معرض التّعليق على فيلم «سبات شتوي» بعد عروضه الأولى ضمن إطار «المسابقة الرسمية» في دورة هذا العام لمهرجان «كان»، لكن المرجع الإبداعي الذي من الأفضل اللجوء إليه ليس سينمائياً بل مسرحي وفلسفي. بالتحديد يمكن هنا الحديث ببساطة عن مرجعية مشتركة تنتمي الى تشيكوف وإبسن في الوقت عينه إنما بعد تعديلها بالإستناد الى سارتر. ففي هذا الفيلم الأخّاذ والذي يسهل لدى مشاهدته نسيان طوله المفرط (ما يزيد على ثلاث ساعات بالكاد يحدث فيها شيء، ظاهرياً على الأقل)، وعلى رغم أبعاد سينمائية تصل أحياناً الى الإفراط، من الواضح ان الأساس يكمن في ذلك السبر الدقيق والبطيء لأغوار الروح... ما يعني مرة أخرى، في سينما هذا المبدع التركي الإستثنائي، أننا أمام دراسة للشخصيات تكشفها لنفسها أكثر مما تكشفها للآخرين. وكما الحال دائماً في سينما نوري جيلان، يبدأ كل شيء بحادث قد يبدو عادياً سرعان ما يعطي الفرصة لمجابهات مع الذات ولكن دائماً من طريق الآخر. رأينا هذا سابقاً في «من بعيد» وفي «مناخات» ثم في «ثلاثة قرود» وقبل عامين في «حدث ذات مرة في الأناضول». وما نسميه هنا هو أفلام جيلان التي عُرضت في مسابقات «كان» على مدى سنوات وأعطته ثلاث مرات على الأقل ثاني جوائز المهرجان ولكن ليس «السعفة الذهبية» قيل في كل مرة– وعن حق– انه يستحقها. فهل ينالها هذه المرة؟

الاحتمال وارد. فنحن هنا مرة أخرى أمام فيلم كبير. فيلم سيبدو مخيّباً لتوقعات هواة المسلسلات التركية من الذين يبحثون عن الأحداث والسهولة ومشاهد بطاقات البريد في فيلم يقف على النقيض من ذلك كله... حتى وإن رأى مشاهدوه ان كل لقطة فيه جديرة بأن تزين بطاقة بريد. فالمنطقة الأناضولية التي يدور فيها الفيلم تبدو في حد ذاتها آية في الجمال بطبيعتها الخلابة عشية سقوط الثلج وبعده، بالقرية الكابادوتشية المنحوتة بيوتها في الصخور، بالصمت المهيمن، بالأحصنة السارحة في الحقول، وبوجوه الناس القوية المعبرة رغم صمتها. إنه عالم من السكينة يهيمن عليه الممثل المسرحي المتقاعد آيدن الذي يملك ويدير هنا، مع زوجته وشقيقته، فندقاً بسيطاً وأنيقاً ويعيش أيامه حالماً بأن يلعب في حياته الفنية بعد دوراً كبيراً وبأن يكتب تاريخ المسرح التركي، مع ان ثراءه وثقافته الواسعَيْن لا يمكن ان يبقيا احلامه مستحيلة. مع الوقت وبعد سلسلة مشاهد حوارية ستبدو للوهلة الأولى طويلة ومتكررة، سنكتشف، كما يحدث دائماً لدى تشيكوف، ان العائق في وجه أحلام آيدن داخلي. وسنكتشف كذلك، كما لدى إبسن، ان المرء يحتاج إلى هزة من خارجه كي يراجع جوّانيته. ولما كان كل هذا يحتاج الى شرارة تطلق العملية كلها، تأتي الشرارة في شكل حجر كبير يلقيه فتى في الثالثة عشرة على سيارة آيدن فيكسر زجاجها الأمامي فيما كان آيدن يعبر القرية بسيارته مع سائقه.

ذلك الحجر منطلق «الأحداث». أتى ليقول ان لا شيء على ما يرام في حياة آيدن، ولا كذلك في حياتنا. وليكشف ان الرجل يخفي خلف هدوئه وسنّه المتقدمة، أنانية واستعلاء يجعلانه، كما ستقول له زوجته وأخته، «شخصاً لا يطاق». وهاتان المرأتان هما اللتان ستكشفان في حواراتهما الطويلة مع آيدن، عمق أزمته الروحية والأخلاقية. وهذا الكشف يعطي الفيلم قوته التعبيرية وحداثته الأخلاقية، ما مكّن جيلان من التأكيد انه يبحث هنا عن المسؤولية الإنسانية وعن الأمور التي نحاول ان نخفيها جاهلين ان الآخرين– الذين نعتقدهم جحيمنا– يسكتون عنها فقط حتى اللحظة التي يتفجّر فيها كل شيء. هذه اللحظة هي يقيناً أقوى ما في «البيات الشتوي» الذي من المؤكد انه سجّل لحظة كبيرة في تاريخ مهرجان «كان».

الحياة اللندنية في

19.05.2014

 
 

بينوش وجوليان مور في مسابقة "كان" الرسمية

كتبت- حنان أبو الضياء 

جولييت بينوش، تتألق مع كريستن ستيورت وكلوى جرايس موريتز في فيلم «سحب سيلس ماريا» لأوليفييه آساياس تجتمع الممثلات الثلاث في مراحل مختلفة من مسيراتهن الفنية، وتقوم بينوش بدور ماريا أندرز الممثلة التي خبا نجمها، وأصبحت تعيش أزمة عندما تري ممثلة جديدة شابة تقوم بدور مثلته هي من قبل..

(شهد عام 1996 حدثاً مميزاً بالنسبة إلى جولييت بينوش، فقد فازت بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة ثانوية عن دورها كممرضة كندية تدعي هانا تعتني بإنسان غريب أثناء الحرب العالمية الثانية في فيلم المريض الإنجليزى. وفي العام 2000 ترشحت بينوش لنيل جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة رئيسية عن دورها في فيلم شوكولا المقتبس عن رواية الكاتبة جوان هاريس، لكن الجائزة كانت من نصيب جوليا روبرتس. وتعتبر جولييت بينوش الممثلة الأغلي ثمناً في تاريخ فرنسا).. أما جوليان مور فتشارك بفيلم «خريطة النجوم» لديفيد كرونونبرج، يناقش الفيلم الجانب المظلم والفاسد المليء بالمخدرات والاضطرابات النفسية من حياة نجوم هوليوود التي يطغي عليها من الخارج الجانب اللامع الزائف، حيث تدور أحداث الفيلم حول عائلة وايس، تلك العائلة التي تمتلك سلالة من أبرز نجوم ومشاهير هوليوود، رب الأسرة ستانفورد (جون كيوزاك) يعمل محلل ومدرب سينمائى الذي يجني الأموال من خلال مساعدة الممثلين الشباب علي أداء أدوارهم وإعطائهم النصائح والإرشادات المهمة في كل دور يلعبونه، لكن بالطبع حياته ليست مستقرة إطلاقاً حيث إن بينجي ابنه صاحب الـ13 عاماً خرج للتو من مصحة نفسية وتأهيلية دخلها حينما كان في سن الـ9، بينما تعاني ابنته أجاثا (ميا واسيكوسكا) من مرض نفسي يصيبها بهوس ارتكاب جرائم جنائية يتسبب في إلحاقها بمصحة عقلية هي الأخرى. أحد زبائن ستانفورد ممثلة تدعي هافانا (جوليان مور) وتحلم بإعادة تصوير أبرز أفلام والدتها الراحلة حيث جعل منها واحدة من أبرز نجومات الستينيات، معتقدة أن أمها زارتها في المنام وطلبت منها ذلك.

وتعود «ماريون كوتيار» في فيلم «يومان وليلة» للأخوين جان بيار ولوك دردين علي أمل أن تحظي بجائزة أحسن ممثلة هذا العام بعد أن فشلت في الحصول عليها في «المهاجر» عام 2013 وفي «صدأ وعظام» عام 2012 وتلعب ماريون كوتيار دور امرأة مهددة بفقدان عملها في بلدة صغيرة (كعادة أفلام داردان). ماريون كوتيار حاصلة على جائزة الأوسكار 2008 لأفضل ممثلة عن دورها في لا موم وجائزة الجولدن جلوب 2008 لأفضل ممثلة في فيلم كوميدي أو موسيقى عن نفس الفيلم، كما حصلت علي جائزة سيزر 2004 كأفضل ممثلة في دور ثانوى عن فيلم «خطوبة طويلة جداً».. أما صاحب أفلام الحركة راين رينولدز فيشارك بفيلم «سجينة» لأتوم إيجويان عن قصة أب يبحث عن ابنته الضائعة.. أما النجمة الأرجنتينية صاحبة أسطورة مريدا «بيرينيس بيجو»، فتشارك في كان بفيلم «البحث» لميشال هازانافيسيوس. ومن المعروف أنها رشحت من قبل عام 2012 لجائزة الأوسكار عن دورها في فيلم «الفنان» ولكنها فازت السنة الماضية بجائزة أحسن ممثلة في مهرجان كان عن دورها في فيلم «الماضى»، وتلعب في الفيلم دور موظفة في منظمة غير حكومية تساند فتي شيشانياً دمرته الحرب. وتشارك هيلاري سوانك الحاصلة علي جائزة الأوسكار كأفضل ممثلة مرتين عام 1999، عن فيلم «الفتيان لا يبكون» وعام 2004 عن فيلم «فتاة المليون دولار»، وبنفس الفيلمين حصلت علي جائزة الجولدن جلوب كأفضل ممثلة في فيلم دامي عامي 2000 و2005، كما حصلت علي جائزة نقابة ممثلي الشاشة 1999 كأفضل ممثلة عن فيلم الفتيات لا يبكون تعود إلي كان هذا العام بفيلم «رجل البيت» لتومي لي جونس، ويعرض للمثل تيموتي سبال في فيلم «السيد تورنر» لمايك ليج عن الرسام الرومنطيقى والمثير للجدل، ومن المعروف أن «تيموثى سبال» ضابط في رتبة الإمبراطورية البريطانية، وهو ممثل إنجليزي ومذيع وجسد شخصية ونستون تشرشل في الفيلم الحاصل علي جائزة أوسكار لأفضل فيلم «خطاب الملك».. ويعرض للممثل ستيف كاريل في فيلم «صياد الثعالب» لبينيت ميلر. ويعتبر كاريل من ممثلي الكوميديا المعروفين في أمريكا، وممثل ومنتج وكاتب أمريكي، حاصل على جائزة الجولدن جلوب 2006 كأفضل ممثل في مسلسل كوميدي عن دوره في مسلسل المكتب، وحصل بنفس الدور علي جائزة نقابة ممثلي الشاشة 2006 كأفضل مجموعة في مسلسل كوميدى. له العديد من أفلامه الناجحة مثل «أنا حقير» و«أنا الحقير 2» و«كن ذكياً».

ويلعب دور جون دوبرن الذي يعاني من انفصام الشخصية وجنون الشك. ودوبون هو من قتل المصارع الأوليمبي دايف شولز عام 1996.

أما الممثلة الفرنسية الكندية «آن دورفال» فتعيد لعب دور الأم في فيلم «أمي» الذي يشارك به كزافيه دولان لأول مرة في مسابقة كان.. ومن المعروف أنها لعبت نفس الدور من قبل في أول فيلم كزافيه دولان «قتلت أمي»، من المعروف أن دولان شغوف بقضايا المرأة ويحكي الفيلم قصة امرأة في مقتبل العمر تعتني بتربية مراهق مضطرب. وجاسبار أوليال يشارك بفيلم «سان لوران» لبرتران بونيلو.. ويتميز جاسبار أوليال نجم السينما الفرنسية، بوسامة وجاذبية وقدرة علي أداء شخصيات مختلفة وعرض له في مهرجان «كان» الأخير. «أميرة مونبانسييه» للسينمائى الكبير برتران تافرنييه، وتحول أوليال في الفيلم الأمريكي «هانيبال» إلي سفاح آكل بشر متولياً خلافة العملاق أنطونى هوبكينز الذي مثَّل الشخصية نفسها في فيلم «صمت الخرفان»، وهذه شهادة يعتز بها أوليال ويعد لها ألف حساب فوق لائحة أفلامه.

الوفد المصرية في

19.05.2014

 
 

إصدار أول دليل للإنتاج السينمائي في دبي ضمن مهرجان «كان»

دبي ـــ الإمارات اليوم 

أصدرت لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي أول دليل للإنتاج السينمائي في دبي. جرى ذلك خلال مهرجان «كان» السينمائي الدولي، أحد أعرق وأشهر الفعاليات الخاصة بصناعة السينما على مستوى العالم، حيث تشارك اللجنة إلى جوار عدد من مؤسسات صناعة السينما من دولة الإمارات العربية المتحدة، لعرض ما لديها من قدرات وإمكانات متطورة تقدمها لصنّاع السينما على المستوى العالم.

ويعد «دليل الإنتاج السينمائي» مرجعاً شاملاً يضم كل المعلومات الخاصة بمواقع التصوير والمواهب والإرشادات التي تخص صناعة وإنتاج السينما في دبي، وهو الأول من نوعه في الإمارة، حيث يمثل هذا الدليل استراتيجية اللجنة القائمة على تبسيط الإنتاج التلفزيوني والسينمائي في دبي. وسيعمل هذا الدليل محطة واحدة للحصول على كل المعلومات حول التصوير في دبي، ومحور التقاء وتعارف للعاملين في هذه الصناعة من مختلف قطاعات عملية الإنتاج.

ويقدم هذا الدليل معلومات مفصلة حول كل جوانب عملية التصوير السينمائي في دبي، التي تتضمن إجراءات استخراج التراخيص، وتفاصيل عن مواقع التصوير، بالإضافة إلى معلومات تساعد شركات الإنتاج في التواصل مع المواهب، من محترفين غير متفرغين وفنيين ومرشدي مواقع. وسيتم توزيع هذا الدليل الشامل على كل المحترفين وأصحاب المصلحة.

وقال رئيس لجنة دبي للإنتاج السينمائي والتلفزيوني جمال الشريف «تلتزم اللجنة بتبسيط عمليات التصوير السينمائي في دبي، وفي الوقت ذاته إبراز قدرة دبي على صناعة السينما لجمهور المحترفين على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. إن توفير مرجع موحد للمعلومات سيجيب كل التساؤلات حول (مَنْ وكيف وأين) في ما يخص صناعة السينما في دبي، كما أن من شأنه مساعدة صنّاع السينما على سهولة التواصل مع أقرانهم من زملاء الصناعة، وتأسيس فرق عمل على أعلى مستويات عالمية، لتلبية احتياجات الإنتاج، سواء في مراحل الإعداد أو ما بعد الإنتاج».

وكانت دبي قد شهدت إنتاج ما يزيد على 7000 عمل تلفزيوني وسينمائي من كل أنحاء العالم، حيث لعبت لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي في عام 2013 دوراً محورياً في تيسير الكثير من مشروعات الإنتاج من مختلف الأنواع، من أبرزها فيلمان من بوليوود هما «هابي نيو يير» و«ويلكوم باك»، والعديد من المسلسلات التلفزيونية العربية، وحلقات البرنامج الأسترالي «ماستر شيف»، واستمرت اللجنة في استقطاب العديد من الإنتاجات الدولية إلى دبي في 2014، وتضمن ذلك المسلسل التلفزيوني الشهير «بولد آند ذا بيوتيفول»، والإنتاج الألماني «كروز إنتو هابينس».

إن توفير مرجع موحد للمعلومات سيجيب عن كل التساؤلات حول «مَنْ وكيف وأين» في ما يخص صناعة السينما في دبي.

شهدت دبي خلال الفترة الماضية إنتاج ما يزيد على 7000 عمل تلفزيوني وسينمائي من كل أنحاء العالم.

الإمارات اليوم في

20.05.2014

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)