سمير فريد :
منع عرض فيلم "نوح" أشبه بمحاربة طواحين الهواء
علي الأزهر أن يعيش عصر انفتاح العالم..
والسينما العالمية تحترم مشاعر المسلمين
كتب : نجلاء أبوالنجا
أزمة حادة أشعلها بعض علماء ومشايخ الازهر اليوم ،اعتراضا علي
التنويه عن عرض فيلم "نوح"للنجم العالمى راسل كرو والمخرج دارين
أرونوفسكي في مصر يوم 26 مارس ..وطالب عدد منهم بمنع عرض الفيلم في
مصربسبب تجسيده لسيرة النبي نوح عليه السلام والذي يقوم بدوره راسل
كرو، بل وهدد بعضهم بحرق دور العرض التي سيعرض بها ،وتقديم شكوى
رسمية للرئيس الجمهورية عدلي منصور والمشير السيسي وللتدخل لمنع
الفيلم تماما
وعلق الناقد الكبير سمير فريد قائلا :" موقف الازهرالرافض لفيلم
"نوح"ليس جديدا علي تلك النوعية من الافلام بل هو أمر معتاد مع كل
فيلم يتعرض لاي نبي مثلما حدث مع فيلم"الام المسيح" للنجم ميل
جيبسون عندما عرض في مصر منذ سنوات "..
وأضاف فريد أن منع أي فيلم يتعرض للأنبياء قد يكون جائزا ومقبولا
في مصر وفي الافلام المصرية او العربية لكن تطبيق هذا الامر علي
الافلام العالمية ليس مقبولا واشبه بمحاربة طواحين الهواء ..فمنع
الفيلم من دور العرض لن ينفي وجوده ولن يمنع الجمهور من الوصول له
عن طريق وسائل التواصل الاخري مثل الانترنت او الفيديو او السي دي
.ولهذا علي الازهر أن يعيش العصر الذي نحيا فيه ،والذي يستحيل فيه
الوصول للفن أو المعلومة حتي وان كانت عن الانبياء
.
وأوضح فريد أن السينما العالمية تحترم الازهر والمسلمين السنة جدا
بدليل عدم تجسيد شخصية النبي محمد في اي فيلم احتراما لرغبة
المسلمين السنة في عدم ظهور نبيهم او تجسيده ..والعالم يحترم تلك
الرغبة طواعية منه وليس اجبار فليس هناك أي قانون دولي يمنع فكرة
تجسيد سيدنا محمد لكن بشكل ودي ومحترم تقوم السينما العالمية بذلك
احتراما لنا ..ولكن يري صناع السينما العالمية انه ليس للمسلمين
الحق في الاعتراض على تجسيد أنبياء أخرين مشتركين بين اديان اخرى
،خاصة ان الانبياء تم تجسيدهم علي الشاشة منذ السينما الصامتة في
العالم كله
.
في حين تقوم السينما والدراما الايرانية بتجسيد الانبياء فجسدت
شخصية سيدنا يوسف في الدراما ،وهناك مشروع سينمائي عن سيدنا"محمد"
عليه الصلاة والسلام ..ولا أعرف التطورات الأخيرة في هذا الفيلم ..والايرانيين
لأنهم شيعة لا يمنعون هذه النوعية من الافلام بالعكس يقدمون
الانبياء صوتا وصورة في كل أعمالهم وهذا ما يجعلهم مختلفين عن
المسلمين السنة
.
واختتم فريد كلامه بأن الرقابة قانونيا ليست مجبرة علي الانصياع
لرأى الأزهر او أي مؤسسة دينية او سياسية او حكومية في مصر،سواء
الازهر أو الجيش أو الشرطة او النقابات ..فاللرقابة كامل الحرية في
إبداء رأيها وفق ما يتناسب مع رؤيتها الفنية
..
ولكن في بعض الاحوال هناك اعتبارات قد يخضع لها الرقيب مثل الاحوال
السياسية والامنية ،وخوفا من وقوع أحداث شغب، خاصة أن البلاد تمر
بظرف حساس جدا وقد يكون الفيلم حجة لاثارة الأخوان والسلفيين
والمشاكل والعنف ..وأذكر أن اثناء عرض
فيلم "المسيح "في باريس ،وقعت أعمال شغب وتم وضع قنابل في بعض دور
العرض وحرق البعض الاخر بسبب إعتراض بعض المتشددين المسيحيين علي
الصورة التي ظهر بها المسيح واحساسهم أنها غير لائقة
. |