حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان الخليج السينمائي السادس

اضغط للذهاب إلى الموقع الرسمي للمهرجان

بيكاس.. اليتم في الوطن لا الأب والأم

كتب رانيا يوسف

"دانا وزانا" هما نموذجان مصغران للمجتمع الكردي في كردستان العراق، وهما يتيمان فقدا والديهما أي فقدا أي إحساس بالأمان والرعاية، كما يشعر المجتمع الكردي باليتم والانفصال المعنوي عن باقي العراق، ولم يتسنَّ لهما الانخراط في هذا المجتمع الذي هاجرا إليه وهما في طريقهما إلى الهجرة الكبري إلى بلد الحلم "اأمريكا"، حيث اختتم المخرج الكردي كرزان قادر أحداث فيلمه "بيكاس" بالتأكيد على أن الخلاص من شعور الضعف والعزلة الذي يشعر به الأخوان "دانا وزانا" يكمن في ترابطهما وتمسك كل منهما بالآخر، مؤكدًا أن الوحدة وترابط شعب كردستان هو الحل الوحيد لمواجهة النبذ الطائفي الذي تواجهه تلك المنطقة المقتطعة من العراق.

بيكاس تعني باللغة الكردية اليتيم أو الشخص الذي فقد أهله، ويعود مخرج الفيلم الذي عرض ضمن مسابقة الأفلام الطويلة في مهرجان الخليج السينمائي في دورته السادسة إلى عام 1990 أي إبان فترة حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، من خلال قصة الطفلين "دانا وزانا" وهما أخوان فقدا والدهما أثناء الحرب، ثم فقدا والدتهما؛ ليعيشا بمفردهما وسط المجتمع الذي يسحق طفولتهما ويتلاعب بضعفهما وصغر عمريهما. يمر الأخوان بمواقف كثيرة قاسية، حيث العنف الذي يمارسه بعض سكان الحي عليهما وحالة الفقر والجهل التي تحيط بهما، ويبحثان عن الخلاص في شخصية سوبرمان المخلص والمنقذ الذي يستلهم مخرج الفيلم بعض ملامحه من حكاية حقيقية حدثت له أثناء وجوده في كردستان عندما كان طفل يحلم بزيارة أمريكا ومقابلة الشخصيات الخيالية التي تصدرت الأفلام الأمريكية في تلك الفترة، بينما يختزل الصغار أحلامهم في البحث عن نموذج بطولي يحتمون به يمارس أهل المدينة العنف ضد الأخوين، فيحاول "دانا وزانا" الفرار إلى أمريكا؛ لاستحضار سوبرمان الخارق؛ ليعيد والديهما إلى الحياة، وينتقم من الأشخاص الذين أساءوا معاملتهما.

يحمل الفيلم جانبًا فانتازيًّا كوميديًّا يصوغ أجواءه الطفلان الصغيران بعفوية أفكارهما وحماس طفولتهما في الإصرار علي الهجرة إلى بلد لا يعرفان حتى أين يقع، ويدفعهما هذا الحماس إلى شراء حمار؛ ليوصلهما إلى أمريكا، ويقوم الأخ الأصغر بعمل جواز سفر له ولأخيه برسم صورتيهما داخل دفتر، إنها الحياة في صورتها البدائية بكل ما تحمله من عفوية وبراءة مختزلة في أحلام طفلين مشردين في وطنهما الصغير ويتيمين في وطنهما الكبير، المجتمع الكردي في الداخل يعنفهما، والمجتمع العراقي في الخارج يتجاهلهما؛ ليؤكدا في كل موقف يقعان فيه أنهما يعيشان على هذه الأرض ولكن خارج هذا العالم الذي لا يشعر بوجودهما.

استخدم المخرج الأسلوب الخطابي والمباشرة في النصح والتأكيد أن وحدة الأكراد وقوتهم تكمن في ترابطهم لا في تفرقهم، ولم يحمل الفيلم النظام العراقي ولا صدام حسين مسئولية اضطهاد شعب كردستان ونبذهم عن المجتمع العراقي فحسب، بل حاول المخرج وضع المجتمع العراقي قيد المسئولية إلى جانب النظام، وذلك في آخر مشاهد الفيلم، حيث وصل الأخوان بعد رحلة قاسية ومحفوفة بالمخاطر من كردستان إلى داخل العراق؛ ليعبرا إلى الحلم الأكبر، لكن الأخ الأكبر يقع في منطقة مليئة بالألغام، وكاد أن يفقد حياته، بينما يهرع الأخ الأصغر لاستحضار المساعدة من سكان إحدى المدن المجاورة لمكان المنطقة الملغومة، لكن لا أحد يراه أو يسمعه، وينتهي به الأمر تحت أقدامهم، في الوقت الذي يحاول الأخ الأكبر الخلاص من هذا الموقف، يحاول الابتعاد عن مكان اللغم، بعد أن أدرك أنه سيموت تقع المفارقة، حيث ينجو من الموت، ويلحق بأخيه إلى القرية التي يشعران فيها بالغربة ولم يجدا سبيلاً إلا التمسك كل منهما بالآخر، في رسالة مباشرة وجهها مخرج الفيلم من خلال لغة السرد إلى شعب كردستان العراق، يدعوهم إلى الالتفاف حول أنفسهم والاستقواء ببعضهم بعضًا ضد النظام الذي يضهدهم.

شهد الفيلم أمس حضورًا جماهيريًّا كبيرًا، وقد عرض الفيلم من قبل ضمن فاعليات مهرجان دبي السينمائي العام الماضي، وهو الفيلم الروائي الأول لمخرجه كرزان قادر الذي ولد في مدينة السليمانية في كردستان العراق عام 1982، ثم غادر إلى السويد بعد الحرب على العراق، وقد صرح المخرج أن بعض أحداث الفيلم الذي كتب له أيضًا السيناريو مستوحاة من أحداث حقيقية حدثت له قبل مغادرته كردستان.

اليوم .. افتتاح سوق الخليج السينمائي بدبي

كتب رانيا يوسف

يفتتح اليوم -الأحد- سوق الخليج السينمائي الأول ، ضمن فعاليات "مهرجان الخليج السينمائي" بإمارة دبي بالإمارات العربية المتحدة والذي يستمر حتى 17 أبريل الجاري ، وهي مبادرة تهدف إلى تطوير الثقافة السينمائية المحلية، والإقليمية، وخلق المزيد من الفرص لصانعي الأفلام في الخليج في مجالات التدريب والتطوير والإنتاج والتوزيع.

تتضمن مبادرات "السوق" المنتدى وندوات توجيهية، ندوات حوارية، وحلقات التواصل الصباحية، إضافة لورش العمل عصر كل يوم لمدة ساعتين، وليالي الخليج التي تبدأ مع منتصف الليل وتتواصل لغاية الثانية صباحاً.

كما يشارك المخرج "يسري نصر الله" ضمن فعاليات سوق سيناريو الأفلام الخليجية القصيرة - الدورة الثانية، والتي تفتح أبواب التواصل بين كتاب السيناريو في المنطقة والمخرجين والمنتجين.

البديل المصرية في

14/04/2013

 

قصصها تتراوح بين الفلكلور والمعاصرة

الأفلام القصيرة مسار إجباري للمخرجين الإماراتيين

تحقيق: أيهم اليوسف 

يتجدد اللقاء سنوياً مع مخرجي الأفلام القصيرة الإماراتيين في مهرجان الخليج السينمائي لعرض نتاجاتهم الفنية، التي يمثل في بعضها كبار الممثلين، إضافة إلى أفلام لمخرجين قدامى لم يجدوا التمويل لإنتاج أفلام طويلة، واكتفوا بالفيلم القصير كمتنفس لهم . وكالعادة تختلف القضايا والأفكار التي يطرحونها عبر أفلامهم، التي تشهد تطوراً بالنسبة إلى السنوات الماضية، ويتجسد ذلك بتفوق التقنية على القصة .

يعمل عبدالله الجعيدي، طالب إعلام في كلية التقنية برأس الخيمة، ومخرج فيلم “الصدمة”، مع خمسة من زملائه في الجامعة منذ السنة الماضية في إنتاج أفلام لمهرجان الخليج السينمائي، وطرحوا هذه السنة أفكاراً جديدة، وعلى أساسها بدأوا بتصوير أفلامهم، وأنهوها خلال أسبوعين فقط كي يعودوا أنفسهم على سرعة الإنجاز .

بالنسبة إلى المواضيع التي تناولوها في أفلامهم، قال: أردنا الابتعاد عن القضايا الاجتماعية المستهلكة، لذلك ركزنا على التخيلات النفسية وربطها بالأحداث، وبالنسبة إلي رصدت عبر فيلمي “الصدمة” قصة شاب غرق أخوه أمام عينيه، وحاول الهروب من ذلك المشهد الذي يلاحقه، إلى درجة وصلت لهروبه من ذاته، أما فيلم “وادي”، فقد عكس آلام أم عمياء تتخيل أن ولدها اختطف منها، وفيلم “لحظات” يرصد الجانب النفسي لمجموعة شباب توفي صديقهم .

مريم النعيمي، خريجة إعلام ومختصة بصناعة الأفلام القصيرة لموقع جريدة “ذي ناشيونال” الإلكتروني، تشارك للمرة الرابعة في المهرجان، وحدثتنا عن فيلمها “غروب” بقولها: استنبطت فكرتي من الفلكلور الإماراتي، وهي قصة رعب تشبه “أم دويس” ويمثل فيها الممثل منصور الفيلي والممثلة آلاء شاكر، ونهدف للفت الشباب الإماراتي بطريقة عصرية إلى الفلكلور، لأنه لا يدرس بالكامل في المدارس، ويهمنا أن نظهره بطريقة معاصرة تجذب الكل من كل الأعمار .

يشارك خالد عبدالله، في هذه الدورة بفيلم “ما ينفع الندم” الذي يميل إلى النمط الأجنبي، لأن معظم حواراته باللغة الإنجليزية، ويعكس الواقع في حياة الشباب والفتيات في المدينة، ويركز في النهاية على أن كل شخص يحصل على نتيجة أعماله التي قام بها عاجلاً أم آجلاً .

وقال: يهمني في بداية المهرجان أن أجد أسماء شبابية جديدة، وأعتبر نفسي واحداً منها، ومن انقطعوا منذ سنوات، والمستمرين في تقديم أعمال جديدة كل سنة .

ويشارك أحمد الحبسي، طالب إعلام في تقنية رأس الخيمة، ومخرج فيلم “وادي” للمرة الثانية في المهرجان، وعن مشاركته قال: نتناول أهم القضايا المعاصرة التي تلفت انتباه الناس إليها وينبغي إيجاد الحلول لها، واخترت الهجرة غير الشرعية وتأثيراتها .

وعن أبطال الفيلم، قال: طرحت الفكرة على الفنانة عائشة عبدالرحمن، ووافقت، ثم تواصلت مع الفنانين عبدالرحمن الكاس وإسماعيل بلهون، وأبديا استعدادهما للتمثيل معنا، ومن ناحية الإخراج استفدت من تجاربي مع مخرجين خلال عملي معهم سابقا .

وأوضح عبدالله الجنيبي، أنه شارك في أولى دورات المهرجان وفاز بجائزة، وفي الدورة الماضية شارك في مهرجان دبي السينمائي بفيلم “الطريق”، وفاز بجائزة أفضل إخراج، وقال عنه: يمتلك فيلمي عصارة 25 سنة من الخبرة في مجال إنتاج فيلم، إضافة إلى الفكرة التي يحملها .

وأضاف: ككاتب، ومخرج الفيلم بالمشاركة مع حميد العوضي، أردت أن ألقي الضوء على المظاهر السلبية لبعض الشباب والأسباب التي أدت إلى ذلك، مثل التحرش بالأطفال والعنف الأسري، لأقول من خلالها إننا نختار البداية، ولكن النهاية تختارنا .

وبيّن أن المهرجان في هذه السنة يمتلك الكثير من الأفلام الإماراتية، ولكنه يأسف لأنها في رأيه تهتم بالتقنية أكثر من النص، وتابع: لذلك نحتاج إلى كتّاب سيناريست وأفكار خلاقة تتواكب مع التقنية الموجودة، لأننا نعاني أسلوب معالجة الفكرة .

أما عن سبب تقديمه أفلاماً قصيرة حتى بعد خبرته الطويلة قائل: الأفلام القصيرة ليست للشباب فقط، وهي بالنسبة لي المتنفس لتوصيل رسائلي، ومحاولة لتسليط الضوء، ولا نملك تحويلاً للأعمال الطويلة.

الوضع نفسه بالنسبة إلى خالد علي الذي امتهن الإخراج منذ 1992 وشارك بفيلم “أين نحن؟” وهو عمل تجريبي رمزي، يتحدث عن قصة فتاة تعرضت للاعتداء من قبل أشخاص مجهولين .

وقال: توجد لدينا مواهب، ولكن لا يتوافر الدعم المناسب لها، لذلك تظهر أعمالنا إنتاجات شخصية متواضعة، وبعد كل هذه السنوات من الخبرة ما زلنا نجرب ونحلم بسينما تجارية .

الشحي: الحكايات لم تتطور

أوضح وليد الشحي، عضو لجنة تحكيم الأفلام القصيرة الدولية في المهرجان، أن مسيرة السينما في الإمارات بدأت منذ 12 سنة، وواجهتها صعوبات كثيرة، وبعدها تطورت الأدوات التقنية والتمويل والجهات الممولة، مثل “إنجاز” و”سند”، ورغم ارتفاع عدد الأفلام وتطور التقنية والصورة، ولكن القصص لم تشهد هذا التطور، وأن هوس الشباب خف .

وقال: رغم عدم وجود أفلام طويلة، لكننا بدأنا بالحراك الفعلي في الخليج، وبدأت تجارب الأفراد والسينما الحقيقية تظهر في دول أخرى، وبعضها تبدأ من جديد ويظهر عليها طابع الهوس السينمائي .

عروض متنوعة في افتتاح القرية التراثية بالذيد

انطلقت أمس الأول فعاليات القرية التراثية بمدينة الذيد، بحضور محمد سلطان بن هويدن رئيس المجلس البلدي بالذيد، وعبدالعزيز المسلم مدير إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وعلي مصبح الطنيجي مدير بلدية مدينة الذيد، وناصر سعيد الطنيجي رئيس اللجنة المنظمة للفعاليات والفنان الكويتي عبدالعزيز المسلم ضيف أيام الشارقة التراثية لهذا العام .

وخلال حفل الافتتاح تم تقديم عروض متنوعة شملت دخول الطروش وهي الجمال المحملة بالأمتعة الخاصة بأصحابها التي تجوب القرية أمام الجمهور، تبعها استعراض للخيول العربية الأصيلة، ثم عرض للصقار وهو المتخصص بعملية الصيد بالصقور بعدها عرض لكلاب الصيد السلوقية، تلاها استعراض للسيارات الكلاسيكية القديمة، ثم الطراد الذي يقوم بجلب الأسماك من المناطق الساحلية إلى المناطق البدوية، ومن ثم بيعها لأهالي المنطقة، كذلك شاركت إدارة التراث بالشارقة بفقرة كرنفالية قدمتها فرقة ليوا، فيما كرّم المجلس البلدي وبلدية مدينة الذيد رمزين تراثيين من رموز الرواة والإخباريين في المعارف الشعبية بمدينة الذيد هما مطر بن دلموك الكتبي وراشد بن حمود الطنيجي، وعقب ذلك تجول الحضور داخل أقسام القرية المختلفة، واطلعوا على ما تتضمنه من أجنحة ومعروضات، شاركت فيها مؤسسات وهيئات حكومية وخاصة .

وشهدت القرية هذا العام بناء نموذج كامل لمحاكاة البيئة البدوية القديمة ممثلة في “فريج البدو”، الذي يشمل بيوت الشعر والحظيرة والطوي وغيرها، إضافة إلى المصيف الذي يحتوي على بعض البيوت المبنية من العريش ودكان “حارب” والمنامة والسبلة، وبعض الألعاب الشعبية القديمة للأطفال، فيما تم تصميم نموذج متكامل يحاكي بداية التعليم النظامي في مدينة الذيد قديماً .

من جانبه رفع محمد سلطان بن هويدن رئيس المجلس البلدي لمدينة الذيد أسمى آيات الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على ما يوليه سموه من اهتمام ورعاية للمحافظة على تراث وموروث المنطقة الثقافي والتاريخي، وإيمانه العميق بضرورة أن يتصل الطابع التراثي والثقافي للمنطقة مع الصورة الحضارية، التي تعيشها إمارة الشارقة الآن .

وأشار عبدالعزيز المسلم مدير إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة إلى أن القرية التراثية في مدينة الذيد تفوقت على نفسها وتميزت بالإتقان والحرفية العالية التي ترجمت شعار المهرجان هذا العام (المعارف الشعبية عماد التراث) من خلال حزمة من الفعاليات والبرامج، مشيراً إلى أن المعارف الشعبية هي معارف أصيلة، نشأت في البيئة الإماراتية التقليدية، وهي جزء لا يتجزأ من التقاليد الثقافية للمجتمعات .

وأكد علي مصبح الطنيجي مدير بلدية الذيد، أن البلدية أولت التراث الإماراتي أهمية قصوى، وسعت جاهدة إلى إبرازه والمحافظة على مفرداته ومكوناته من خلال المساهمة في تنظيم فعاليات القرية التراثية للعام السادس على التوالي . من جانبه نوه ناصر سعيد الطنيجي رئيس اللجنة العليا المنظمة للفعاليات، بالنجاح الذي تحققه القرية عاماً بعد عام الذي لم يكن ليتم إلا بتعاون من المؤسسات الحكومية والخاصة والجهات الراعية، ودعا الجمهور لزيارة القرية والاستمتاع بأجنحتها المختلفة والفقرات المتنوعة، ومسرح المسابقات الذي يستمر يومياً حتى نهاية الفعاليات . وأبدى الفنان الكويتي عبدالعزيز المسلم سعادته بزيارة قرية الذيد التراثية بما تمثله من نموذج مميز لمحاكاة البيئة البدوية الأصيلة وما تقدمه من معارف شعبية مختلفة .

مسعود أمرالله ينال جائزة محمد الماجد للإبداع

قدّمت أسرة الكاتب البحريني الراحل محمد الماجد جائزة محمد الماجد للإبداع، إلى مدير مهرجان الخليج السينمائي؛ مسعود أمرالله آل علي، وذلك تقديراً لإسهاماته المتميزة في صناعة السينما الخليجية .

وقال مسعود أمرالله آل علي؛ مدير مهرجان الخليج السينمائي: محمد الماجد ألهم أجيالاً عديدة في كتاباته وإبداعه، على امتداد حياته المهنية المتميزة، ولقد مُنيت الصحافة والأدب العربي، بخسارة كبيرة، بفقدان هذا الفنان المبدع . ولاشك في أن هذه الجائزة ستواصل إرثه الثقافي والفني لسنوات عديدة مقبلة .

تُقدّم جائزة محمد الماجد للإبداع، سنوياً، من قبل عائلة الفنان إلى شخصية بارزة في عالم السينما الخليجية، في شهر إبريل/نيسان من كل عام .

متعدد اللغات والثقافات تسيطر عليه الجذور العربية

"برلين تلغرام" فيلم يداوي آلام الهجر بالموسيقا

دبي - “الخليج”:

جمعت المخرجة العراقية الفرنسية “ليلى البياتي” مجالات إبداعها المتعددة لتوصل لنا صوت حزنها في اثنين وثمانين دقيقة شكّلت فيلماً بعنوان ''برلين تلغرام '' حكت فيه قصتها بلغات متعددة ونسيج من الثقافات يرمز إلى عالم ليلى التي تعود لأب عراقي وأم فرنسية .

جمعت ليلى كل خيوط حياتها في نوتاتها الموسيقية التي تنقلت بها بين برلين والقاهرة، حاملة الكاميرا بيدها تصور محاولاتها في البحث عن المواساة بعد أن تركها حبيبها، فقررت أن تكتب هذا الفيلم وتقوم بإخراجه ولعب دور البطولة كي توصل رسالة عبر السينما، تصور كيف كانت تواجه ألم فقدانه بالموسيقا، تكتب الأغاني وتجمع فرقتها الموسيقية كي تعلمهم كيف يعزفون لحناً يليق بشجن صوتها وكبرياء جرحها.

ليلى في أول مشهد في الفيلم تغني وهي تبكي، وكأنها تتخلص مما يفيض من آلامها بالغناء، ثم نتعرف معها إلى حياتها في تلك المرحلة التي تبدو انعكاساً لمحاولات أصدقائها البائسة في مساندتها لتتغلب على حالة الانكسار التي تملكتها، وتشجيعها لتخطو من جديد نحو حياة أخرى، إضافة إلى الدور الحقيقي الذي لعبته أختها “هناء البياتي”، التي مثلت دورها الحقيقي في الفيلم كما في الحياة، وهي تدفع ليلى للاستمرار بالإيمان بكل كيانها وإبداعها لأن الحياة لا تتوقف عند فراق أحد، فتستمر ليلى بكتابة أغانيها وملاحقة نوتاتها الموسيقية إلى أن نراها قد جمعت فرقتها الموسيقية وبدأت تدريباتها ليرافقوها في الغناء كما في الحياة، ألحاناً تلون عالمها الصاخب بالألوان بنفس درجة صخبه بالحزن .

يحمل الفيلم طابعاً عالمياً يبدو جلياً في تعدد الثقافات والجنسيات التي ينتمي إليها أصدقاء ليلى في الفيلم، ويتضمن ثلاث لغات محكية هي العربية والفرنسية والانكليزية، وقد تمت ترجمته إلى اللغة الانجليزية . أما المشاهد فقد تم تصوير معظمها في برلين حيث تتجول كاميرا ليلى برفقة هواجسها وكلماتها، لننتقل معها في الثلث الأخير من الفيلم إلى القاهرة ونرى الجذور العربية في تكوين شخصيتها، فتعرفنا إلى عائلتها بطريقتها الفنية الإيحائية، لتختصر لنا رسالتها بحديث على لسان والدها وهو يشرح لأحد الأصدقاء في رحلة بحرية، قول المتنبي : “الطير يرقص مذبوحاً من الألم”، فتبدو العبارة محاورة لحالة ليلى التي تغني وتكتب وتمثل وتخرج معاناتها في فيلم يصور آلامها الداخلية .

الفيلم إنتاج جوليان سيجالاس، مارتن هاغمان، بيار أو ألفيز، وقد قامت بكتابته ليلى البياتي بالتعاون مع ماريليز دومونت ، وهو من بطولة ليلى وأختها هناء البياتي، مريم نجد ، إريك مينارد، مارك باربيه . موسيقا الفيلم والأغاني: تأليف وألحان وأداء ليلى البياتي .

ورش عمل في "أكاديمية نيويورك للأفلام" في أبوظبي

أعلن “مهرجان الخليج السينمائي” عن مشاركة “أكاديمية نيويورك للأفلام في أبوظبي” للعام الثالث على التوالي راعياً فضياً لفعاليات المهرجان .

وتستضيف الأكاديمية، هذا العام، ضمن جدول برامج “سوق الخليج السينمائي”، ورش عمل شاملة ومتكاملة في مجال إنتاج الأفلام، تستهدف طلبة الجامعات المبدعين من مختلف التخصصات السينمائية.

ستقوم الأكاديمية اليوم بإدارة ورش عمل في مجال إنتاج الأفلام القصيرة، لتغطي جوانب عملية إنتاج الأفلام القصيرة، بدءاً من مرحلة ما قبل الإنتاج، وانتهاءً بعملية توزيع ونشر الأفلام . كما ستقدم ورشة عمل ثانية غداً، تركّز على عملية توجيه الممثلين، وتقديم المبادئ الأساسية لتدريب الممثل، وأساليب التعامل معهم، وإلهامهم، سواءً خلال مرحلة التدريب على العمل السينمائي (البروفة)، أو في موقع التصوير، وستطرح ورشة العمل أنشطة متميزة من شأنها إلهام المخرجين حول كيفية استثمار أهم مصادر إنتاجاتهم السينمائية .

يُذكر أن “أكاديمية نيويورك للأفلام في أبوظبي”، وإلى جانب توفير ورش عمل مُتخصّصة في صناعة الأفلام، ستقوم بدعم طالبين مبدعين في مجال الإخراج السينمائي، من خلال إشراكهما في برنامج للمنح الدراسية الخاصة بالإخراج ضمن الأكاديمية، وذلك لمدة أربعة أسابيع، بدءاً من شهر سبتمبر القادم، وسيتمّ الإعلان عن أسماء الفائزين بالمنح، يوم الأربعاء 17 أبريل، خلال الحفل الختامي لتوزيع الجوائز ضمن “مهرجان الخليج السينمائي” .

ابنة الثمانية أعوام تحل ضيفة على المهرجان

ميريان الصالح أصغر إعلامية في السعودية

حوار: زكية كردي 

مواهب ميريان الصالح المتعددة ونضج تفكيرها جعلا منها نجمة وهي في الثامنة من عمرها لتفوز بإعجاب كل من يتابعها، وبفضل تميزها نالت عضوية الصحافة والإعلام في السعودية . المفاجآت لدى ميريان كثيرة، نتعرف عليها في الحوار التالي معها . .

·        كيف حصلت على عضوية الصحافة والإعلام في المملكة العربية السعودية؟

- قدمت حفلاً لوزارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية، فتم تكريمي ومُنحت العضوية .

·        هل تكتبين الشعر؟

- أنا لا أكتب الشعر، أحفظه فقط وأجيد إلقاءه .

·        هل تعملين في مجال الصحافة الآن؟

- أراسل جريدة “اليوم”، وجريدة “الشرق” إضافة إلى تغطيتي لأخبار المنطقة الشرقية لصالح قناة “إم بي سي إف إم” لبرنامج “قلب الحدث” وبرنامج “أخبار دوت كوم” .

·        ماذا عن موهبة التمثيل؟

- شاركت في ثلاثة أفلام قصيرة هي “مريان” للمخرج ماهر الغانم الذي أعتبره ملك الفانتازيا، وفيلم “التالي” للمخرج نفسه، و”نعال المرحوم” للمخرج محمد الباجا، إضافة إلى مشاركتي في مسرحيات عدة وحفلات غنائية أيضاً .

·        هل كانت كلها أدوار بطولة؟

- في الفيلم الأول كان دور بطولة، أما في الفيلمين الآخرين فكان دوري رئيسياً فقط .

·        ما الأعمال الغنائية التي شاركت بها؟

- شاركت في مهرجان القطيف “واحتنا فرحانة” في أوبريت “غالي يا وطن”، وشاركت في مهرجان الدوحة الوطني السابع بأوبريت “قطيفنا الخير”، إضافة إلى مشاركتي في أكثر من مسرحية أهمها “همام في بلاد الشام” التي فزت عنها بجائزة أفضل ممثلة واعدة .

·        هل هناك جوائز أخرى؟

- فزت في مسابقة المضمار للموهوبين التي شارك فيها أكثر من ستين عضواً كأفضل موهبة، وقد عدت للتو من مصر، حيث شاركت في مهرجان لمسرح الطفل أقيم في الغردقة، وكنت قد دعيت لأشارك فيه بمسرحية “حجابي سر جوابي” وكرمني محافظ البحر الأحمر عن دوري وأدائي في المسرحية؟

·        وكيف هي مشاركتك في مهرجان الخليج السينمائي؟

- للأسف لست مشاركة في المهرجان، بل لبيت دعوة المهرجان التي أتشرف بها .

·        ما مدى تأثير مواهبك المتعددة على أدائك في المدرسة؟

- لا أسمح إطلاقاً لأي شيء بأن يؤثر على دراستي، فأنا أدرك جيداً أن دراستي هي العنصر الأهم في حياتي، ولهذا أقوم بتحضير جداولي لأيام إضافية وأحياناً لأسبوعين تقريباً، عندما أكون مضطرة للتفرغ قليلاً لعمل ما، وعادة لا أخرج للمشاركة في أي نشاط إلا بعد أن أنتهي من دراستي .

·        في أي المجالين تنوين الاستمرار في المستقبل، الإعلام أم التمثيل؟

- أنوي أن أدرس الطب والتخصص في أمراض الدم الوراثية، لأن أمي وأختي مصابتان بهذا المرض .

·        وماذا بالنسبة للإعلام والتمثيل هل هما مجرد هواية بالنسبة لكِ؟

- هما هواية ولا مانع من أن أستمر بهما، خصوصاً إن حصلت على أدوار بالحجاب فلا مانع لدي أبداً .

الخليج الإماراتية في

14/04/2013

 

ضمن عروض برنامج «أضواء» في الدورة السادسة من مهرجان الخليج السينمائي

أفلام روائية قصيرة تتناول الحنين وغربة الذات

إبراهيم الملا (دبي) 

ضمن سعيه لاحتضان مختلف التوجهات والتجارب السينمائية للمخرجين الشباب في المنطقة، وتحقيقاً لنواياه الفنية في منح الفيلم الخليجي فضاء تفاعلياً مع جمهور بات يستكشف ملامح مغايرة لأفلام تعبّر عن خصوصيتها وجرأتها أيضا في البحث والمغامرة ومحاورة القضايا الحية والملموسة، قدم مهرجان الخليج السينمائي مساء أمس الأول في صالات الفيستفال سيتي بدبي أول برامجه الخاصة بالأفلام الروائية القصيرة التي توزعت على الأفلام المتنافسة على جوائز المهرجان، والأخرى المنتمية لبرنامج (أضواء)، وهي أفلام خارج المسابقة الرسمية لأسباب متعلقة بالشروط التنظيمية ولوائح المشاركة.

وتميزت هذه الأفلام بتنوعها وتفاوتها من حيث النسق الإخراجي، وطرق تناولها للقضايا الذاتية والعامة المطروحة فيها، فمن أفلام اختارت الرصد المحايد لوقائع خارجية تتحدث عن نفسها دون تدخلات للحوار والتفاصيل السردية، إلى أفلام انتصرت للمزج بين الوثائقي والروائي، وأفلام أخرى انحازت لمحتواها السردي الصرف والمترجم لمسارات السيناريو، ولابتكارات المخرج المشهدية ضمن الإطار العام للحكاية.

معمار تشكيلي

في فيلم بعنوان «تحت السماوات» لمخرجة تنحدر من أصول عراقية هي رانيا توفيق، تتأسس المشاهد الأولية للفيلم على كادرات تجريدية تلتقط تفاصيل رسوم وكتابات غير مكتملة على الجدران، وساهم في خلق هذا الانطباع المحير من جهة تحديد ماهية هذه الرسومات وطبيعتها، لجوء المخرجة للقطات المقربة جداً، والتي لا توضح بقدر ما تستر، ولا تبوح بقدر ما تضمر، ولكن مع الانسحاب التدريجي للكادر نحو اللقطات المتوسطة والبعيدة، يتوضح للمشاهد المحتوى الجمالي لمعمار تزييني وتشكيلي مبهر، لفنانين فطريين يحولون الجدران الصامتة للشوارع إلى مساحات مشتعلة بالتجريب اللوني والخطوط المدهشة التي تؤكد قدرة المهمشين في التعبير عن مواهبهم المنسية وإضفاء الجاذبية الروحية والبصرية في أمكنة اعتادت على نمط روتيني مكرر وتحتاج لمن يزحزحها قليلا باتجاه التنويع والثراء البصري واكتشاف الجانب المبهج من الحياة.

كوابيس أم

وفي فيلم “اختفاء” للمخرج الكويتي عبدالمحسن الجادر يقتفي الفيلم حكاية أم تفقد ابنتها الوحيدة قرب إحدى الشواطئ المنعزلة، ويظل أثر هذا الاختفاء المؤلم حاضرا في كوابيس الأم وفي أحلام يقظتها، وكأنها لا تريد الاستسلام لشرط هذا الغياب الفادح، ولا تريد التصالح مع فكرة الفقدان، ورغم تدخل طبيبها النفسي للتخفيف من معاناتها، إلا أن لقطة الختام تضع المشاهد في المنطقة ذاتها التي تعيشها الأم، حيث تظل صورة الطفلة حاضرة في كل الوجوه المحيطة بالأم، وفي كل الأمكنة المسكونة بمحطات استعادية وذاكرات ترفض أن تنمحي وسط هدير الحزن واملاءاته الشائكة.

علامة شوم

وفي فيلم “وليد” المصنف ضمن برنامج (أضواء) للمخرج اللبناني المقيم في الإمارات نزار صفير، يتناول الفيلم حكاية موظف عربي مغترب يفشل في العثور على وظيفة في مكان من المفترض أن يكون حافلا بالفرص، ومؤهلا لاستقطاب الخبرات النادرة، ولكن فيلم “وليد” ينحو في اتجاه واقعي أكثر، مع ضخ بعض المشاهد التي يصنعها كوميديا الموقف، والذي يبدو هنا أقرب إلى السخرية السوداء، خصوصا عندما يستدعي وليد زوجته الحبلى ومعها طفلها من لبنان، لأنه بات على ثقة بأن وظيفته مضمونة، بسبب خبرته وامتلاكه لمؤهلات علمية لا يملكها الكثير من الباحثين عن العمل هنا.

وفي مفارقة مؤلمة تتحول هذه المؤهلات الخاصة إلى لعنة أو علامة شؤم تطارد وليد أينما ذهب، حيث إن تخصصه النادر غير مطلوب في سوق العمل، ولا توجد شركات أو مؤسسات مهيأة لتوظيفه في هذا التخصص. هذه الصدمة المفاجئة والمربكة التي تصيب وليد وأسرته، تدفعه في النهاية للعمل كمهرج يخفي ملامحه الحقيقة وانكساراته الدفينة كي يتكسب من إضحاك الأطفال وإبهاجهم في إشارة للتناقض الفج، والنهاية الدراماتيكية لطموحات وتطلعات فردية عالية، لم تسعفها الظروف على الإنوجاد والتحقق، لأن الآمال الكبيرة يمكن لها من خلال التبدلات القاسية أن تتحول فجأة إلى هزائم ذاتية كبيرة، تدفع أصحابها في النهاية إلى الرضوخ لشرط الاحتياج وتلبية متطلبات الحياة والظروف الضاغطة.

أزمة مهنة

وفي فيلمه “كاد المعلم” يلجأ المخرج الإماراتي الشاب حمد صعران والذي يتصدى أيضا لدور الشخصية الرئيسية في الفيلم إلى أسلوب (الدوكيودراما) لمزج النسق التسجيلي بالنسق الروائي، من أجل تجاوز الخطاب المباشر والصارم، عند تناول قضايا اجتماعية معلقة مثل مشكلة توطين الوظائف، وعزوف الخريجين الجامعيين من الدخول في سلك التدريس. وينسج المخرج من خيوط العنوان الذي يتصدر فيلمه، حالات وأخيلة، وأسئلة بعضها واقعي، والآخر افتراضي لتفكيك وتحليل النظرة الاجتماعية السلبية المحيطة بمهنة التدريس، حيث تقرر الشخصية الرئيسية في الفيلم الدخول فعليا في التجربة وتقمص دور المدرس من أجل التعرف أكثر إلى هذه البيئة الطاردة واستكشاف مسبباتها.

ومن خلال لقاءات مباشرة مع الطلبة والمدرسين والمسؤولين في سلك التربية والتعليم، ومن خلال مشاهد تمثيلية داخل غرف الدراسة، يضيء الفيلم بعض البقع المعتمة لهذه القضية التربوية العالقة حتى الآن، والتي أدت إلى إغلاق تخصص (التعليم) في الجامعات المحلية، ويعرج الفيلم على الأعباء النفسية والذهنية والاجتماعية المرهقة التي تحاصر المدرس، وتضعه وسط ضغوط هائلة تبدأ مع بداية اليوم ولا تنتهي مع مغادرته لأسوار المدرسة، لأن هذه الأسوار تلاحقه إلى البيت وتسبب له مشكلات عائلية وصحية، وما يزيد من المشكلة حسب توصيف الفيلم الإهانات والمضايقات التي يتعرض لها المدرس من تلامذته، وتساوي راتب المدرس مع رواتب الموظفين الحكوميين الذين ينتهي عملهم بمجرد مغادرتهم لمقر الوظيفة.

وفي مشهد ختامي أقرب إلى الكابوس، يعيد بطل الفيلم حساباته المتعلقة باختيار وظيفة التدريس كمهنة مستقبلية، بعد أن يعاين وعن قرب التداعيات المنهكة والمنعطفات النفسية لهكذا مهنة تنطوي على قداسة وتبجيل، ولكنها في العمق وفي الواقع الحقيقي تجلب الكثير من الألم والمعاناة. ويظل عنوان الفيلم “كاد المعلم” في النهاية معلقا في فضاء الحيرة والالتباس، وفي المقولة التي لا تريد أن تكتمل حتى لا تضيف مزيدا من الإحباط على مهنة فائضة بإشكالاتها.

تؤدي وظيفتين.. تعريفية وجمالية

عن إغواء «الجميل» في ملصقات «الخليج السينمائي»

جهاد هديب (دبي) 

لعل أجمل ما في الملصق السينمائي لأي فيلم هي غايته الوظيفية إلى جوار الغاية الجمالية منه. تلك الغاية التي تتحدد لدى الكثيرين من المخرجين أن يشي الملصق بشيء ما من مضمون الفيلم أو إلى قبس من فكرته، مثلما هي تلك المقدمة الطفيفة التي عادة ما تتضمنها أي مطوية أو “بروشور”.

وبدءا، فإن “فن الملصق” هو فن ارتبط منذ نشأته بالدعاية، السياسية منها خصوصا، في أوروبا النصف الأول من القرن العشرين، ونما وتطور متأثرا بفن الغرافيك إلى أن بات في آخر الأمر واحداً من الفنون التشكيلية التقليدية، على الرغم من استمراره جامعا بين الوظيفتين معا: التعريفية فالجمالية.

هنا في مهرجان الخليج السينمائي لدورته السادسة هذه، كيف يمكن النظر إلى الملصق ودوره في الكشف لو أخذنا البعض من العينات العشوائية من الأفلام دون اعتبار لدخولها في إحدى مسابقاته من عدمه؟ من الواضح أن الصورة الفوتوغرافية باتت تلعب دورا مهما وأخّاذا في بعض الأحيان، وهذه الصورة أيضا من الواضح أنها قد استفادت من التقنيات الحديثة لبرامج الكمبيوتر المختصة بإبراز جماليات الصورة، بل والإضافة إلى هذه الجماليات إلى حدّ أن العناصر المكونة ل”لوحة” الملصق تكون أحيانا أجمل من الواقع الفيلمي نفسه. إنها غالبا صورة الممثلة الرئيسية في لقطة درامية محددة، الأمر الذي من الممكن وصفه بأنه نوع من الإغواء الدرامي الذي يؤدي دوره الوظيفي في جذب عين الجمهور جمالياً باتجاه الفيلم.

الفيلم المولدافي “آنّا” يكاد يقوم برمته على هذه الفكرة: فكرة إغواء “الجميل”. وهناك أيضا إغواء من نوع آخر هو إغواء الغامض أو إغواء الغامض الواضح، كما هي الحال في الفيلم الإيطالي “قصة سونيا” حيث امرأة ما تبدو شابة وتعبر مكانا ضيّقا لعله وقد أدارت ظهرها للكاميرا، حيث المرأة بلباسها الغامض الذي ينتمي إلى موديلات السبعينيات الإيطالية الفاتنة، وحيث الواقعية الإيطالية الجديدة القذرة لمجتمع إيطاليا إبان السبعينيات. أمّا بالنسبة لصور الفيلم، فالله أعلم مَنْ سيُتاح له متابعة الفيلم حتى آخره.

هذه الأفلام التي هي في أغلبها أوروبية تأتي من منطقة ثقافية أخرى مختلفة تماما بهمومها وانشغالاتها الراهنة عن سواها، ففي فيلم “أم أخرى” للمرأة في الملصق شأن آخر، إنها تبدو امرأة لصيقة بجدار وذكريات مؤلمة، وهو نوع آخر من الإغواء الذي يستهدف إثارة مشاعر من التضامن، ربما لأننا مسبقا نعرف الحكاية المؤلمة لأمهات العراق، إذ لها مطرح جليل في ذاكرتنا العربية الحديثة. أي أن “الجميل” هنا أمر يتصل بجماليات الحزن وحدها - وتحديدا الحزن العراقي في وجه امرأة شابة وجميلة ومحتشمة تبعا لمقاييس الثقافة العربية السائدة – وذلك على النقيض من صورتي المرأة في “آنا” راعية الغنم التي تتعرض للاغتصاب من رجل مخمور، ومن “قصة سونيا” المدينية الإيطالية من سبعينات القرن الماضي.

وفي هذا السياق، لعل ملصق الفيلم “8 مليار” من أطرف الملصقات وأدناها جمالية، إذ إن الصورة في الملصق هي صناعة غرافيكية كمبيوترية تخلو من الخيال، وتحمل عنوان الفيلم في حين أن الصور المرافقة تبدو أكثر وفاء لفكرة إغواء “الجميل”، حيث هذا “الجميل” هو المرأة بكل تكوينها الجسدي والنفسي، وقد عبّرت عنه الصورة.

غير أن الأغلب من بين الملصقات اختار أن يكون عاديا، بل ومحايدا أحيانا، وفي أحيان أخرى تقع بعض الملصقات في مطب مباشر، هو مطب الدعاية الفجة لأبطال الفيلم، فتجدهم هكذا على الملصق واحدا إلى جوار الآخر أو فوق بعضهم بعضاً إلى حد يشبه ما يسميه أهل مصر إفيشات الأفلام على ما تعني لغة السينما اليوم: ملصق الفيلم.

أيضا وقع البعض الآخر في المباشرة في المعنى، وغالبا ما تتحدث هذه الأفلام عن أحداث ونزاعات تحدث راهنا في غير منطقة من العالم بأفق تخييلي.

كشفوا عن ظواهر وعالجوها برؤية سينمائية إخراجية جميلة

إماراتيون شباب يضعون بصماتهم في الأفلام الروائية القصيرة 

دبي (الاتحاد) - تضمنت الدورة السادسة لمهرجان الخليج السينمائي مشاركة عدد كبير من الأفلام الإماراتية التي تمثلت في الافلام الروائية القصيرة التي شاركت في المسابقة الرسمية الخليجية للافلام القصيرة. وبنظرة فاحصة لتلك الأفلام يجد المشاهد انها تقدم رؤية سينمائية شبابية لاتخلو من الجرأة والمغامرة، لأنها تكشف ظواهر ومشاكل متعددة وتضع الحلول الإيجابية لها بأسلوب درامي لا يخلو من المتعة والفائدة.

“الاتحاد” تجولت في أروقة المهرجان والتقت عددا من المخرجين الشباب الذين يتوقع ان يكون لهم مستقبل باهر في عالم الاخراج السينمائي.

لحظات

يقول ابراهيم ناجم الراسبي مخرج فيلم “لحظات”: “هذه هي مشاركتي الثانية في المهرجان بعد العام الماضي، وقد عشت أجواء المهرجان واكتسبت خبرات وتحدثت الى مخرجين وكتاب استفدت منهم في تطوير إمكانياتي، وهو ما جعلني أدخل مهرجان هذا العام بخبرة افضل”. ويضيف: “ان مثل هذه المهرجانات تتيح للمخرجين الشباب الاستفادة من الافلام المعروضة وورش العمل والندوات المقامة على هامش المهرجان والتي تخلق خبرات متراكمة تساعدهم في تصحيح مسارهم السينمائي”. ونوه الراسبي الى ان أحداث فيلمه تتناول صديقين قررا التوجه في رحلة لزيارة صديق لهما ميت لاستعادة أعماله الطيبة والخيرة في معنى الوفاء، وهي تتنوع ما بين مشاغبات ودراما وكوميديا، وتترك للمشاهد أسئلة يفسرها حسب رؤيته لمضمون الفيلم..

نسيان

وقالت فاطمة البلوشي مخرجة فيلم “كأنك نسيت”، إن مشاركتها بهذا الفيلم جاءت بعد تشجيع الأهل بالاضافة الى الزملاء من المخرجين المرموقين، وأضافت: الفيلم هو عبارة عن مشروع تخرجي من الجامعة، وقد بذلت جهودا كبيرة في إخراجه كي يتناسب مع مكانة مهرجان الخليج السينمائي السادس الذي يستضيف الكثير من الأفلام المرموقة. وتقول البلوشي: “أشكر القائمين على المهرجان وأساتذتي في الجامعة الذين بذلوا جهدا كبيرا من أجل مشاركتي وإخراج الفيلم الى حيز الوجود”، وتضيف: “أطمح الى المشاركة في المهرجانات السينمائية القادمة التي أعد لها العدة من الآن، حيث ستكون مشاركتي المستقبلية ذات شأن”.

تذكارات

وعبرت أماني العويس مخرجة فيلم “تذكارات من الحلوى” عن سعادتها الكبيرة بالمشاركة في مهرجان الخليج السينمائي السادس موضحة ان هذه هي المشاركة الأولى لها، حيث عمدت إلى تقديم هذا الفيلم الذي يعالج مرض العصر وهو مشكلة المخدرات، تلك الآفة التي أصبحت تضر بالمجتمع وتسيء إليه، وتضيف قائلة: لقد حاولت بهذا الفيلم معالجة مشكلة الإدمان على المخدرات بأسلوب درامي، مؤمنة بان السينما بإمكانها ان تلعب دورا مهما في كشف هذه الظاهرة ومعالجتها. وتختم اماني بدعوة زميلاتها الاماراتيات الى الدخول في عالم صناعة السينما والاخراج وامتلاك الكلمة والصورة الجريئة لمعالجة الظواهر الاجتماعية السيئة في المجتمع.

البرزخ

اما حنين الحمادي وفاطمة عبد الرحيم مخرجتا فيلم “البرزخ” فقد اكدتا على ان هذا الفيلم يعالج عدم تقبل المجتمع للأشخاص الذين يخرجون من السجون، حيث حاولتا تقديم رؤية سينمائية تتضمن رسالة تتمحور حول ضرورة تأقلم واندماج هؤلاء في المجتمع كونهم قد قضوا فترة عقوبة واصبحوا أناسا أسوياء لا يختلفون عن غيرهم. وتوضح الحمادي انها من خلال هذا الفيلم حاولت توصيل رسالة فنية درامية مؤثرة تخدم هذه الشريحة من المجتمع. وتختم فاطمة عبد الرحيم حديثها بالإعراب عن سعادتها بالمشاركة في هذا الفيلم مع زميلتها حنين الحمادي ومنتج الفيلم شاهين الذي لم يبخل بالنصح والمشورة كونه شخصا يمتلك رؤية اخراجية وخبرة في هذا المجال.

صدمة

وقال عبدالله عوض الجعيدي مخرج فيلم “صدمه” ان مشاركته في هذا المهرجان جاءت برغبة ذاتية من أجل إبراز موهبته في هذا المهرجان الذي يضم كوكبة من المع نجوم الفن الخليجي، ويقول: يتلخص هذا الفيلم في سرد مأساة احمد الذي توفي أخوه غريقا أمام عينيه، وهو ما جعله في حالة صعبة تحت وطأة تخيلات مع نفسه واضطرابات ترجمت بشكل درامي في هذا الفيلم، وقدمت بعدا انسانيا لكيفية التعامل مع الصراع الداخلي للانسان والخروج من الأزمات النفسية المتتابعة. ويختم الجعيدي حديثه بالقول ان المهرجان أتاح له فرصة الاحتكاك واكتساب الخبرات من المخرجين المرموقين الذين سنحت له فرصة التعرف عليهم من خلال الورش والندوات.

الإتحاد الإماراتية في

14/04/2013

 

مهرجان الخليج السينمائي:

«بوبي» يمثّل تونس..والسعودية في الافتتاح...

التونسية ـ    دبي ـ موفدنا الخاص 

تشارك تونس في الدورة السادسة لمهرجان الخليج السينمائي الذي ينعقد بإمارة دبي من 11 إلى 17 أفريل بفيلم «بوبي» لمهدي البرصاوي في المسابقة الرسمية للأفلام الدولية القصيرة، ويدور الفيلم حول «فارس» طفل لم يتجاوز الثامنة من عمره يعترضه كلب متشرد في يوم عودته إلى المدرسة، كانت المرة الأولى التي يذهب فيها بمفرده، تنشأ صداقة بين فارس والكلب الذي اصبح إسمه «بوبي» ويقرر «فارس» ان يأخذه معه إلى البيت .

يقوم ببطولة الفيلم علاء الدين حمزة وجمال ساسي وشاكرة رماح ، اما مهدي البرصاوي فهو مخرج شاب تخصص في المونتاج وعمل مساعدا لرشيد مشهراوي في «عيد ميلاد ليلى» إنتاج الحبيب عطية وللمخرج الإيطالي غويدو كييزا  في «دعه يكن» 

وفيلم «بوبي» من إنتاج الحبيب عطية أيضا الذي نجح في حجز مكان للسينما التونسية في مختلف المهرجانات السينمائية التي تنتظم بالخليج العربي (أبو ظبي، الدوحة، دبي).

 فيلم سعودي في الإفتتاح: هل تنفتح السعودية بقيادة طفلة لدراجة؟

إفتتح مهرجان الخليج  الذي يعرض 169 فيلما من 43 دولة  مساء اول امس   بفيلم المخرجة  السعودية هيفاء المنصور «وجدة» وهو اول فيلم من إخراج إمرأة سعودية يصور بالكامل في الداخل(الرياض) وإن حكم على المخرجة ان تختبئ أغلب الوقت في حافلة التصوير من عيون ذكورية لا ترحب بالكاميرا عموما فما بالك إن كان من يقف وراءها إمرأة ، وقد لقي الفيلم ترحيبا واسعا منذ عرضه العام الماضي في مهرجان البندقية ووزع تجاريا في الولايات المتحدة وإيطاليا  وغيرها من الدول، كما فاز الفيلم بجائزة افضل فيلم عربي في مهرجان دبي السينمائي(ديسمبر 2012) وجائزة افضل ممثلة وعد محمد التي جسدت شخصية الطفلة «وجدة» 

تدور احداث الفيلم حول «وجدة» الطفلة الشقية الذكية التي تطمح لامتلاك  دراجة حتى تسابق صديقها وإبن حيها «عبد الله» الذي يتطوع لتعليمها قيادة الدراجة في غفلة من الجميع على سطح بيت وجدة.

 تسعى وجدة إلى تدبر امرها لتوفير المال لشراء دراجتها التي تحلم بها، دراجة خضراء كحلمها ونساء كثيرات في السعودية بمستقبل اخضر. تشارك في مسابقة  مدرسية لتجويد القرآن جائزتها ألف ريال بهدف شراء الدراجة،  تفوز وجدة بالمسابقة ولكن مديرة المدرسة التي صدمت حين عرفت ان الصغيرة تخطط لشراء دراجة قررت نيابة  عنها التبرع بالجائزة المالية لفائدة فلسطين(مسكينة فلسطين هذه التي تعلق عليها كل أوزارنا). 

تعود وجدة مكسورة الخاطر إلى بيتها الذي يلفه الصمت في غياب امها، إنها ليلة زواج الأب بثانية طمعا في إنجاب الذكور، وعلى الرغم من حزنها فقد بادرت الأم التي كانت تنهى إبنتها عن قيادة الدراجة لأنها تفقد البنت شرفها وقد تحول دون إنجابها كما هو متداول في الثقافة الشعبية (وربما عند فئة متنفذة دون غيرها في المجتمع السعودي) بإقتناء الدراجة لـ«وجدتها» التي لم يعد لها سواها بعد ان تنكر الزوج لقصة الحب التي جمعتهما، تسابقت «وجدة» مع عبد الله وتفوقت عليه ، وصلت إلى الشارع الرئيسي ووقفت تنظر للسيارات التي تمر مسرعة وهي تحدق في مدى الصحراء اللامتناهي...

قصة طريفة مع بعض القفشات الضاحكة،  هل هي كافية لتفسير هذا النجاح الساحق للفيلم حيثما عرض؟ أو هل لأنه فيلم سعودي مخرجته إمرأة يستقبل بكل هذا الترحاب؟ 

لا شك في أن ما أنجزته هيفاء المنصور -المتزوجة بأمريكي والتي ترتدي الجينز الشبابي على الرغم من أثر السنين عليها- يستحق التنويه، ولكن لمصلحة من تحميل «وجدة»  الفيلم ما لا يحتمل؟ 

هل يشكل الفيلم ثورة بصرية مثلا؟ أو هل يحمل في مضمونه ثورة ثقافية وفكرية أو يؤشر لتحولات سياسية ما في المملكة العربية السعودية؟ 

صورت هيفاء المنصور فيلمها في العاصمة السعودية الرياض وحظيت بدعم «روتانا سينما» لصاحبها الوليد بن طلال وهو حفيد الملك عبد العزيز مؤسس السعودية، وقد صرح مؤخرا في حوار «قصف به» الجمهور العربي من خلال أكثر من عشرين محطة فضائية من بينها «نسمة» قناة المغرب الكبير بأن الربيع العربي ليس سوى دمار عربي وهو بذلك يسوّغ لنمط من الإستقرار تعيشه دول بعينها في مقدمتها المملكة العربية السعودية. وعلى منوال الأمير «المتحرر» ، لم تبخل هيفاء  ببعض الرسائل لمن يهمه الأمر، فالكاميرا تتوقف دون أي داع جمالي عند صورة عملاقة للملك وولي العهد السابق- الذي غيبته الموت- وأمير منطقة الرياض –ولي العهد الحالي- كتب عليها شعار المملكة «لا إلاه إلا الله محمد رسول الله».   أما عجيبة الفيلم فهي الحديث عن إنتخابات في السعودية ويتعلق الأمر بإنتخابات بلدية وكأننا في السويد والحال أننا نعرف بعضنا البعض في بلداننا العربية جميعا

لا معرفة لي بدواخل المجتمع السعودي ولا أريد الوقوع في فخ ما يحكى ويشاع عن عوالم قد لا تصدق تختفي وراء تلك العباءات السوداء، كما لا أريد الوقوع في صورة مسطحة قدمتها هيفاء المنصور عن نساء سعوديات في كامل زينتهن بلا حجاب في مقرات العمل ونساء يدخن في بيوتهن  مرتديات ملابس فيها ما فيها لمن كان بصره متلهفا لإستكشاف المكنون... ولكن «وجدة» يظل في النهاية فيلما دعائيا وإن  أضفت عليه الدعاية الإعلامية طابع الطلائعية والريادة... فيلم يكشف ما تريد أو ما يسمح لمخرجته أن تكشفه، فيلم لا يمس بثوابت الدولة ، لأن قيادة طفلة صغيرة لدراجة لا يمثل  في النهاية فتحا مبينا وإن كنت أشك في تفهم جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للمسألة من الأصل... وحتى لا يظل حديثنا عن السعودية دون غيرها نذكّر بالحكم على صحافية سودانية بالجلد بسبب إرتدائها لسروال»الجينز»، وكم أخشى أن تصيبنا العدوى لأننا سنكون مضطرين وقتها لإستيراد خبرات في الجلد لأن قطاعا واسعا من بناتنا وسيداتنا لا يرتدين سوى «الجينز» جلاّب المشاكل و«صانع الفتنة»...

شاءت الصدف أن أتابع المخرجة هيفاء المنصور في تلفزيون العربية –المنشغل بقصفه للإخوان المسلمين في مصر وحركات الإسلام السياسي في العالم العربي عدا تلك التي تقاتل بشار الأسد في سوريا- في برنامج «إستوديو بيروت»، سئلت هيفاء عن الربيع العربي فأفتت بأن الحريات في تونس تراجعت وبأن حقوق المرأة عندنا في إنحسار؟ 

  سوق سينمائية للمرة الأولى...

وإلى جانب العروض والفعاليات المجانية للعموم، يعقد «مهرجان الخليج السينمائي» جلسات «منتدى الخليج السينمائي»، الذي يشمل نشاطات التفاعل والتواصل، ويقدم دورات مميزة، تحت مظلة «سوق الخليج السينمائي»، في دورته الأولى هذا العام، وقد بدأت  الجلسات أمس مع «ليالي الخليج»، وهو برنامج يشمل حوارات مسائية مع رواد السينما الخليجية تعقد يومياً عند منتصف الليل، و يتوج سوق سيناريو الأفلام الخليجية القصيرة المشاركين، في جلسة الثلاثاء 16 أفريل، حيث سيتم منح المشاركين الفرصة لعرض نصوصهم السينمائية أمام خبراء الصناعة  لتأسيس شراكات جديدة من الممكن أن تؤدي إلى انتاج نصوصهم.

موقع "التونسية" في

14/04/2013

 

سينمائيون شباب:

نشعر بالحسرة على حال السينما في الكويت

كتب الخبرأحمد عبدالمحسن 

برزت في السنوات الأخيرة أسماء شابة اقتحمت مجال الإخراج السينمائي، وقدمت أفلاماً كويتية عرضت في مهرجانات خليجية وعربية وعالمية ونال بعضها جوائز، ما يبشر بحركة سينمائية شبابية واعدة

حول طموحات الشباب والعقبات التي يحاولون تخطيها، استطلعت «الجريدة» آراء سينمائيين شباب.

يعزو المخرج نعمان حسين عدم وجود صناعة سينما في الكويت إلى قلة الدعم المادي والمعنوي، «مع ذلك ثمة محاولات لكنها بسيطة رغم المجهود الذي يقدمه هؤلاء الشباب وسط معاناة على أكثر من صعيد».

يضيف: «أقصد بقلة الدعم عدم توفير أماكن مناسبة للتصوير. في السابق مثلاً، كنا نصوّر في أي مكان من دون أخذ أي تصريح حكومي، أما اليوم، فحتى الأماكن العامة تحتاج إلى تصريح، وفي بعض الأحيان يستحيل الحصول عليه».

يلفت إلى أن الأمور باتت أصعب من السابق لدرجة أن ثمة مؤلفين يتحاشون  كتابة نصوص تدور أحداثها في المنزل أو في المستشفى أو الأماكن الحكومية لصعوبة الحصول على تصاريح، بالإضافة إلى الافتقار إلى إمكانات وأدوات التصوير.

يشير نعمان إلى أن السينما في الدول الخليجية تطورت باستثناء الكويت، ما ولّد حسرة على السينما الكويتية إذ من المفترض أن تكون الأولى. أما في ما يتعلق بالرقابة والمشاكل التي تفتعلها، فيقول: «شروط الرقابة واضحة والخطوط الحمراء معروفة، ولا أعتقد أن السينما تعانيها، بل تكون أحياناً لمصلحة الفيلم، لا سيما عندما تتفهمنا وتناقشنا وتضع ملاحظات، ونحرص على توضيح بعض المشاهد».

مجرد تجارب

يأسف المخرج الشاب صادق بهبهاني لما تعانيه السينما في الكويت، ويرى أن الأفلام السينمائية الحالية مجرد تجارب وجهود فردية، تفتقر إلى دعم مادي  وحتى معنوي.

يشير إلى أن عواقب جمة يواجهها السينمائيون في الكويت من بينها: منع  التصوير في أماكن معينة إلا في حال الحصول على تصريح، وهذا أمر شبه مستحيل أحياناً، «بالإضافة إلى مشكلة الرقابة التي يفترض أن تُلغى من الأساس لأنها تشكل عقبة أمام الأفلام، إلا في حال تفهم الرقيب». وما يثير استغرابه أن ثمة هامشاً واسعاً للحرية في الدول الخليجية باستثناء الكويت التي تُفرض فيها خطوط حمراء كثيرة وغير مبررة.

يشيد بهبهاني بالدعم الذي يقدمه الفنانون الكبار للحركة الشبابية السينمائية في الكويت، من خلال مشاركتهم في أفلام قصيرة من دون أجر، من بينهم: منصور المنصور ومحمد جابر... وفي فيلمه الأخير «هدية» شارك الفنانان الكبيران داود حسين وزهرة الخرجي. «هؤلاء جميعهم بغنى عن الأفلام القصيرة فتاريخهم معروف لكنهم يقدمون دعماً للمخرجين الشباب، وهذا أمر نفتخر به».

أموال وجمهور

يؤكد المخرج والفنان مناف عبدال ألا صناعة للسينما في الكويت والدليل عدم وجود سوق لعرض الأفلام، يضيف: «تحتاج صناعة السينما في الكويت إلى أموال طائلة وإلى جمهور ضخم. في الهند مثلاً صناعة سينما رهيبة وفي كل يوم تُنتِج فيلماً جديداً، مع أنها تتكبد خسائر إنتاجية فادحة، إلا أن «بوليود» تنافس بشراسة ولم تيأس وهذا ما نتمناه في الكويت».

يوضح عبدال أن «ثمة جمهوراً للسينما في الكويت لكنه ليس كبيراً، وتجارب للفنان طارق العلي يشكر عليها، لكننا لم نرتقِ بعد إلى صناعة سينما حقيقية مع أن الكويت كانت رائدة في هذا المجال».

يلفت إلى أنه لا يمكن التقليل من شأن تجارب شبابية جميلة إلا أنها تفتقر إلى عناصر كثيرة من بنيها الدعم، «هذه حكاية أخرى كحكاية الرقابة مثلاً التي لا أعتقد أنها تؤثر على النصوص المُقدمة أو على الأفلام. نملك كماً هائلاً من الطاقات الشبابية سواء من ممثلين أو مخرجين وعلينا استغلالها».

خروج عن المألوف

يؤكد المخرج الشاب خالد الرفاعي أن «الحركة السينمائية الحقيقية تكون في دول عدد سكانها كبير مثل أميركا والهند وعربياً مصر، لذلك هي ضعيفة في الكويت لقلة عدد سكانها.

يضيف: «عدم وجود صناعة سينما في الكويت ليس مرده قلة الدعم، فالدولة لا تقصر وتدعم القطاعات الشبابية، لكنها غير مسؤولة عن صناعة السينما بل على القطاعات الخاصة أن تنتج أفلاماً».

في ما يتعلق بالرقابة يقول: «ليس من الضروري أن تخرج عن المألوف لتنتج فيلماً ناجحاً، فشروط الرقابة واضحة وسقف الحريات مرتفع ونحن في دولة ديمقراطية تكفل حرية الفرد».

الجريدة الكويتية في

14/04/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)