حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان الخليج السينمائي السادس

اضغط للذهاب إلى الموقع الرسمي للمهرجان

يوميات مهرجان الخليج السينمائي - 4

عناوين بالعامية وأخرى مبهمة مع نتائج هزيلة لأفلام متسابقة

دبي: محمد رُضا 

أفلام اليوم الأول من العروض الكاملة في المهرجان كانت - في معظمها - مخيبة للآمال. ربما كان الأمر يحتاج لبرمجة تأخذ بالاعتبار اختيارات أفضل كبداية قبل ورود ما اختير لذلك اليوم.. أو - كما في حالات معينة - ربما كان من الأفضل عدم ورودها أصلا. طبعا، لا معلومات عن الأسباب الداعية لوجود أفلام ركيكة (قد تكون أعجبت من اختارها) لذا فإن مبرر توفيرها ليس محورا، بل نتيجة.

«حب ملكي»، المعروض في المسابقة الرسمية للأفلام الخليجية الطويلة، هو واحد من الأفلام التي كان لا بد من تقديمها كونه إنتاجا إماراتيا معبرا عن سينما خليجية طموحة. هو واحد من نحو عشرة أفلام روائية طويلة تم إنتاجها خلال الفترة الفاصلة بين الدورة الخامسة من مهرجان الخليج والدورة السادسة (الحالية) وهو أحد فيلمين من الإمارات من هذا النوع تم تحقيقهما.

مثل أفلام إماراتية سابقة، هو عمل محمل بالطموحات. ومثل بعضها، طموحاته أكبر حجما من أن يتحملها منهج عمل يفتقر إلى تواصل مع الطازج والجديد من الأفكار والطروحات. في أفضل حالاته هو ميلودراما تشمل الضحك والرومانسية والمأساة الفردية مصاغة لجمهور تلفزيوني ومنتج أساسا لحسابه. المشكلة هنا هو أن فيلما منتجا لحساب التلفزيون سيخدم جمهورا مختلفا عن جمهور السينما. وهذا جانب أول. الجانب الثاني هو أنه سيختلف عن جمهور المهرجانات ولن يحقق نقاطا عالية ترضي طلاب الفن من سينمائيين أو نقاد.

كتب جمال سالم (الذي يعمل منذ سنوات في تلفزيون أبوظبي) وأخرج فيلما ينطلق من نقطة ما قبل نهايته: سيارة تضم زوجة شابة ورجل مسن (زوجها) تمضي في شوارع دبي ليلا. سرعة السيارات الأخرى التي تتجاوز السيارة التي نتابعها تكشف عن أن هذه السيارة غير مسرعة. هذا لا يمنع من أن المشهد التالي هو لحادثة تخرج فيها السيارة عن الجسر الذي تمر فوقه لتسقط في الماء. عند هذه النقطة يعود الفيلم بنا إلى ستة أشهر سبقت الحادثة. هناك شاب غير وسيم (جمعة علي) واقع في حب زميلة له في الجامعة (آلاء شاكر) منذ أن شاهدها أول مرة قبل سنتين. معرفة المرء بالشخصية الإماراتية تتنافى تماما مع الوضع المراد تأسيسه هنا. ولا يتضح هذا التنافي إلا حين ندرك سريعا المعالجة الكوميدية لهذا الوضع. بكلمات أخرى، نستطيع أن نقبل حبا مضطربا ومن طرف واحد لرجل خجول ولا يجد سببا للبوح بحبه لو أن المعالجة توازي وضع الشخصية دراميا ومأسويا (لأن سنتين من حب من طرف واحد هو مأساة). أما معالجته كوميديا فيحيل المسألة إلى إثارة الضحك على بطله من دون دواع أبعد. التفعيلة اللاحقة ليست بدورها جديدة: صاحبنا يكتشف، بعد ساعة من مرور الفيلم، أن شيخا ثريا (حبيب غلوم) أحب الفتاة نفسها منذ أن رأى صورتها الفوتوغرافية. كان طلب سيارته من سائقه ووجد في السيارة ألبوم صور (لماذا؟) وبين الصور تلك الحسناء. ربع ساعة من قبل أن يوضح الشيخ أنه يريد الفتاة زوجة، ولو أنه يريد أيضا لهذا الزواج أن يبقى سريا. في هذا الحين يزداد سوءا وضع العاشق الذي يعتبر أن حب قيس لليلى وروميو لجولييت ما هو إلا جزء بسيط من حبه للفتاة، واسمها جوري. في النهاية هذا العمل ضعيف في الكثير من خاناته. خال من الإبداع لدرجة استخدامه التفعيلة ذاتها: هناك دائما ذلك الصديق الملازم لمتاعب بطل الفيلم (The Sidekick ) الذي يستمع وينصح ويتبرم ويشرح ما لا لزوم لشرحه. الموقف أساسا مات من قبل أن تمر على الفيلم ربع ساعته الأولى.

* إشارة الفيلم معطلة

* هناك ما هو أسوأ من هذا الفيلم في إطار عمل قصير (25 دقيقة) عنوانه المكتوب على الشاشة «ترفيك لايت» والمقصود بالطبع «ترافيك لايت» أو إشارة مرور وهو من أفلام مسابقة الأفلام الخليجية القصيرة. بلد الإنتاج هو العراق والمخرج هو سامي قفطان الذي كان بحاجة لمن يرتب له فكرته (البسيطة) على نحو أكثر فاعلية: هناك رجل متقدم في السن، يقود سيارته نهارا ويصل إلى إشارة مرور حمراء. فيقف. حين تضيء الشارة الخضراء لا يمضي. وحين ترجع حمراء ينطلق. نسمع صوت صدام ونرى طبيبا (يحمل عوض حقيبة الأطباء شنطة بيزنس رجال أعمال) يقف وراء السيارة المصابة وينقل الرجل الغائب عن الوعي إلى سيارته لإسعافه. الشرطي الواقف بالقرب من مكان الحادث يقول: «هذا جزاء من لا يتبع إشارة السير» ثم يركب دراجته ويمضي (!). لا ينتهي الفيلم هنا، بل ننتقل من دون رابط صحيح (ناهيك أن يكون مفهوما) إلى رجل آخر. يطل إلى شارة (أخرى؟) ويقف بانتظار الإشارة الخضراء التي لن تعمل إلى أن خرج من سيارته لشراء علبة دخان. حين يراها خضراء يركض لسيارته لكنها تتحول إلى حمراء مرة أخرى. مرتان فقط وتبقى حمراء طول الفيلم. كل السيارات من حوله تعبرها وهي حمراء، أما هو فيبقى في مكانه منتظرا أن «تخضر». وينتهي الفيلم وهو لا يزال ينتظر.

قد تكون الرغبة ذات دلالة عميقة (الإنسان الذي لا يتقدم ولا تتقدم به الحياة) أو ربما الرغبة هي تنفيذ فكرة سوريالية (السيارات الأخرى تعبر والرجل يقبع في مكانه حتى ساعات متأخرة من الليل)، لكن في كلا الحالتين فإن الناتج هو فيلم رديء في صياغته وتشكيله وتنفيذ فكرته. حتى وإن لم يكن يهدف لدلالة عميقة أو لفكرة سوريالية، فإنه أضعف من أن يكون مجرد فكرة كوميدية أو تراجيدية.

* إشادة من دون فن

* في العروض القصيرة أيضا فيلم قصير آخر خارج المسابقة من أفلام قسم «أضواء» لديه مشكلة مع العنوان الذي قد يلتبس على المتفرج: «صوتك، رحتك، أهلك» إذ سيمر بعض الوقت قبل أن تدرك أن الكلمة الثانية ليست خطأ وأنها ليست «راحتك» مثلا بل «رائحتك» مكتوبة بالعامية. هذا فيلم إماراتي الإنتاج من إخراج مرام عاشور وأمنية العفيفي حول فتاة تخرج من البيت مودعة أمها على شريط صوت تتحدث فيه الفتاة، على نحو من المناجاة، حول وضعها كمصرية غادرت الوطن وتعيش الآن في الغربة. مادة هذا الشريط الصوتي ليست معمقة، لكن كذلك الصورة. الفيلم مصور بكاميرا ديجيتال عادية ذات ألوان باهتة، إما لأن كاميرا غير حديثة، وإما لأن الفيلم لم يستفد من عملية تصحيح الألوان بعد التصوير. على تكرار مشهد لوداع الفتاة لأمها تعتقد أن المقصود بالمناجاة هو تلك الأم، لكننا نكتشف في الدقيقة الأخيرة هو أن هذه المناجاة موجهة لمصر. طبعا من حق كل مواطن أن يشيد بمواطنته ويفتخر بها ويبثها لواعج قلبه.. لكن هل نستطيع أن نفعل ذلك بحساسية فنية عالية ومستوى أدائي وإنتاجي أفضل؟ هل يمكن أن نبتعد عن الخامة الأدبية ونصنع فيلما فنيا فعليا؟

الالتباس في عنوان «صوتك، رحتك، أهلك» والخطأ في عنوان «ترفك لايت» أقل غرابة من عنوان الفيلم التسجيلي الطويل (المشترك في المسابقة) وهو «دوت كو دوت يوكي» أو بالإنجليزية .CO.UK لم أدرك الصلة بين هذا الربع الأخير من عنوان إلكتروني وبين حكاية ثلاثة مهاجرين أحدهم عربي والآخرين هنديين والجميع يعيشون في لندن. أحد الهنديين يعمل في توزيع البيتزا ليلا، والثاني يعمل على الهاتف في مطعم البيتزا وهو فقد ساقه إثر حادثة سير. والثالث.. متأسف نسيت، لكنه موجود في مرابع الليل يرقص وفي صالون الحلاقة يقص شعره زيرو على الجانبين ويقوم بدور السائل حينا ويتحدث للكاميرا حينا آخر.

المخرج، كحيل خالد، لديه غاية نبيلة بلا ريب وهي تناول معيشة المهاجرين الأجانب في لندن. الجانب الداكن للغربة (ليس الفيلم الأول في هذا النطاق كما قيل في التقديم) لكنه يضغط على كل الأزرار الخطأ حين التنفيذ ولا تدري إلى أين يتجه بك الفيلم؟ لأنه، في المصاف الأخيرة، لا يبلور ما يطرحه بل يعرضه مسطحا.

* عرس كبير

* وفيلم تسجيلي طويل آخر ينقلنا إلى جزر القمر. هذا أفضل شغلا تقنيا وإدارة فنية. إنه لسينمائي سعودي اسمه فيصل العتيبي سبق له وأن حقق فيلما تسجيليا جيدا بعنوان «الحصن»، لكن «الزواج الكبير» (وهو أول عنوان سليم لدينا هذا اليوم) أقل جودة من سابقه. إنه عن التقاليد الراسخة في جزر الإمارات، حيث يعمد كل رجل إلى زواجين (إذا أراد وهو - كما نفهم - غالبا ما يريد): زواج أول هو الزواج الصغير، ثم زواج آخر (بعد سنوات) هو الزواج الكبير. خلال تلك السنوات سيعمل الرجل على تأمين حاجات وتكاليف ذلك الزواج الكبير وسوف يطمح إليه ويسعى صوبه كهدف أعلى: «أنت قد تكون وزيرا لكنك ما زلت صغيرا إلى أن تدخل العرس الكبير» كما يقول أحدهم لوزير جاء يهنئه. حين يحين الوقت سينطلق الرجل من منزل زوجته الأولى إلى منزل زوجته الثانية. هناك يقوم بتغيير ملابسه التي وضعتها عليه الزوجة الأولى إلى تلك التي سيدخل بها العرس وهي ملابس لا يجوز ارتداء مثيل لها إلا حين الإقدام على هذا الزواج الآخر.

معلوماتيا مفيد، لكن الفيلم تلفزيوني ما أوقع المخرج في مطب مؤذ: عليه أن يملأ 52 دقيقة من الفيلم بموضوع كان يمكن سرده في ثلث ساعة. لذا، الكثير من المشاهد مكرر صوتا وصورة. وإذ كان يستطيع المخرج الخروج من شرط الموضوع الممتد بين نقطتين ليتفرع للحديث عن تقاليد أخرى أو يتعمق بالنتائج الاقتصادية التي يمر عليها أو يفتح المجال لمحاور جديدة، إلا أنه اكتفى بالمطلوب منه ما يجعل الفيلم يبقى طرحا تلفزيونيا في أفضل حالاته.

الشرق الأوسط في

14/04/2013

يوميات مهرجان الخليج السينمائي - 3

البحث عن التمويل في سوق الخليج: من يدعم من؟

دبي: محمد رُضا 

ملأ الجمهور القاعة الكبيرة في صالة الافتتاح يوم أول من أمس متحفّزا لبداية الدورة السادسة من هذا المهرجان المتخصص بالسينما الخليجية رغم عروض مختارة من دول العالم أيضا. وبعد كلمات التقديم والافتتاح والتحية، بوشر بعرض فيلم «وجدة» على جمهور غالبه الكاسح لم ير الفيلم في عروضه الخليجية أو الدولية السابقة.

يقول المدير العام للمهرجان مسعود أمر الله آل علي ردّا على سؤال حول اختيار فيلم هيفاء المنصور كفيلم افتتاح على الرغم من عروض سابقة بأنه، وببساطة: «رأيناه أفضل فيلم صالح لهذه الغاية». ويُضيف: «كان لدينا اختيار آخر نافسه، لكننا وجدنا أن (وجدة) يبقى أكثر أهمية».

وردّا على سؤال حول تأثير العروض السابقة لهذا الفيلم (ولسواه في المسابقة وخارجها) على عروضه الحالية قال:

«الناقد والمتابع عموما للأفلام في الغالب شاهده في مهرجانات سابقة، لكن هناك النسبة الغالبة من الجمهور الذي لم يشاهده بعد. لقد اكتشفنا أن كل العروض المحلية والعالمية التي سبقته ساهمت في تعزيز حضوره هنا خصوصا بين الأجانب الذين قرأوا عنه من خلال التغطية الإعلامية الكبيرة التي حظي بها في الغرب».

وهو يرى أن أفلاما معيّنة عليها أن تجد سبيلا لكي تُعاد وسط غياب الفرص التجارية التي تتمتّع بها الأفلام التجارية عموما.

* البحث عن التمويل

* والحقيقة أن وجهة النظر مقبولة ولو أن الاختلاف يبقى قائما حول النسبة التي يمكن إتاحتها لإعادة عرض أفلام سبق لها وأن افتتحت في مهرجان دبي أو أبوظبي أو سواهما. لكن هذه الملاحظات تبقى جانبية حيال المهام الأساسية التي يواصل مهرجان «الخليج» التصدّي لها، وهي تفعيل سينما ذات هوية خليجية وتوفير كل الأسباب الممكنة من ناحيته لخلق فرص التواصل. هذا ما يضعه في مواجهة ظروف هي من أعباء المخرجين المحليين والخليجيين بل والعرب جميعا. وهي ظروف صعبة ومتأزمة رغم النشاطات الناجحة التي تعكسها مثل هذه المناسبة.

حين يتحدّث مخرج عن مشروعه الروائي الطويل المقبل، فإن كلماته المختارة تعكس المرحلة التي يمر بها المشروع. طبعا ترتفع النبرة بحماسة ظاهرة أحيانا وتنخفض لحد معين حينا آخر أو يصاحبها الإحباط في أحيان ثالثة.

المخرج المصري أسامة فوزي يمر بحالة تعتبر متوسطة. حين سألته عن مشروعه الجديد الذي يحاول تحقيقه منذ سنتين ابتسم ثم تنهّد ثم قال: «لا زلت أبحث عن التمويل، لكن الأوضاع والظروف كما تعلم صعبة وإذا كنت تعرف شخصا يمكن أن يموّلني من أي بلد عربي، أرجو أن تدلني عليه».

أسامة مر بهذه الحالة من قبل: بين «عفاريت الأسفلت» سنة 1996 و«جنة الشياطين» (1999) ثلاث سنوات (مدّة معقولة)، لكن بين «جنّة الشياطين» وفيلمه الثالث «بحب السينما» خمس سنوات، وبين ذلك الفيلم وفيلمه الرابع «بالألوان الطبيعية» (2009) خمس سنوات وهذا ليس طبيعيا في بلد كان مهد صناعة السينما العربية بأسرها.

والمشكلة ليست أن الظروف الحالية غير مواتية، بل إن الظروف لم تكن مواتية منذ نهاية الثمانينات. وخير من يعبّر عنها الفترات الطويلة التي تفصل بين أفلام مخرجين جيدين وطليعيين أمثال خيري بشارة وداود عبد السيد ومحمد خان وكاملة أبو ذكري وبشير الديك وأسماء البكري وسواهم. الآن أصبحت أصعب ومحمد خان إذ انتهى من تصوير «فتاة المصنع» ويقوم حاليا بتوليفه وإعداده، شهد مرور أربع سنوات جافّة بين حصوله على تمويل هذا الفيلم وبين آخر فيلم أنجزه وهو «في شقة مصر الجديدة».

والحال ليس مصريا فقط.

تسأل هنا مخرجين من دول الخليج المختلفة فتجد أن نسبة ملحوظة منهم في طور السعي بحثا عن التمويل، ونسبة أخرى لا زالت في إطار التخطيط للفيلم الروائي الطويل الأول مدركين بالطبع صعوبة الانتقال من التخطيط إلى التنفيذ.

أحد هؤلاء الساعين بحثا عن التمويل هو المخرج الإماراتي وليد الشحّي الذي يشترك في عضوية لجنة التحكيم ويتحدّث بثقة لافتة عن نيّة الانتقال من مرحلة تحقيق أفلام قصيرة وتسجيلية (وهي أفلام عادت عليه بجوائز مختلفة) إلى مرحلة فيلمه الروائي الأول. خطوة ينظر إليها بثقة وتفاؤل، لكنه يدرك، كسواه، أن المشوار ربما يكون حافلا وأن التأسيس قد يسير متمهلا.

* المفتاح هو الجمهور

* إذن هي إشكالية عامة يعاني منها الطامحون لتحقيق الفيلم التسجيلي ورئيس المهرجان عبد الحميد جمعة أول من يرفض تسويق وضع غير واقعي. يقول لنا: «نحن في دول الخليج كافّـة لا زلنا نؤسس صناعة الفيلم الخليجي، وهي لم تتم بعد. ما زالت قيد التطوير لكنها تحتاج لعدّة سنوات قبل أن تكتمل». ويضيف: «هذا سيبقى طموحنا بالطبع، لكن علينا أن نخطو الخطوات على نحو واقعي وأن نستثمر هذه الطاقات المختلفة. وإن سألتني سأؤكد بأنني أرى أننا نسير على نحو واثق إلى الأمام. لم نصل بعد لكننا في طريق الوصول».

مهرجانات السينما الخليجية (دبي، أبوظبي، الدوحة، أفلام من الإمارات، مهرجان الخليج) خلقت أجواء مريحة للتفاؤل بل وتجاوزته إلى مدّ العديد من الطامحين لتحقيق أفلامهم بأنواع مختلفة من الدعم. صناديق وورشات عمل ثم المزيد من الدعم المسكوب في شكل محاولة فتح أسواق. لم يبق لها سوى أن تنتج الأفلام بنفسها، ولو أنها لن تفعل ذلك بالطبع لأنها ليست الجهة الموكلة بذلك.

هذه المهرجانات تستند إلى مظلة من الدعم الرسمي وإلى رعاة من المؤسسات الرسمية والخاصّة. وهذا ما يمكّنها من مزاولة كل هذه الخطوات التي ساهمت حتى الآن إنجاز أفلام من أطوال مختلفة ومواضيع وأنواع متعددة. والأمر ليس حكرا على السينما في الخليج بل استفادت إنتاجات عربية أخرى (لبنانية ومصرية وأردنية وفلسطينية وعراقية غالبا) من هذا التوجه الذي بدا قبل سنوات كما لو كان مخاطرة وانجلى لبعض الوقت عن فوضى ملحوظة قبل أن يثبت ويتقدّم ويصبح مسؤولا عن بث الحياة في أوصال العمل السينمائي معوّضا بعض تلك الظروف الصعبة التي يحسب لها الإنتاج حسابات مالية وتسويقية أكثر بكثير مما كان يفعل من قبل.

والحال أن السينما لا تتشكل إلا بثلاثة شروط: الأول إنتاجي وصناعي، والثاني كمي والثالث زمني. معنى هذا الكلام أن السينما في بلد ما تنبع من معايير مهمة قوامها وجود كم من الإنتاج ورقعة من الزمن الذي يسمح لهذا الكم بالمثابرة والتنوّع - لكن ما يبقى مهما بل والأهم في الصورة كلها المقوّمات الإنتاجية. لقد أنتجت السينما في الخليج أفلاما عديدة قليل منها في القرن الماضي وأكثرها من مطلع هذا القرن حتى اليوم. الكم - على بعضه البعض وبصرف النظر عن نوع الفيلم ونوعيته - بات موجودا، لكن ما هو غير موجود ما يشكل عناصر الإنتاج الفعلي. لب المسألة ليس الجمهور المنتخب الذي يحضر المهرجانات، بل الجمهور الذي يقبل على صالات السينما. هذا لا يجب أن يغيب عن البال لأسباب جوهرية من بينها أن هذا الجمهور هو الذي يعلن الطلب وحين يعلن فإن الجهات الإنتاجية تستجيب لأنها ترى أن هناك مصلحة مادّية واضحة. لا يكترث الموزّع وصاحب الصالة إذا ما كان الفيلم آتيا من منطقة الخليج وحائزا على جائزة هذا المهرجان أو ذاك. ما يكترث له هو إذا ما كان الجمهور يهتم لدرجة أنه سيقبل على الصالة لمشاهدته أسبوعا وراء آخر.

بالتالي، فإن الجمهور هو الشرط الأول: وجوده يعني أبعد من مجرد إنتاج أفلام. يعني ثبات السينما وتأسيس صناعة فاعلة، وعلى فترة زمنية أقرب يعني وجود منتجين وموزّعين ينطلقون صوب السوق الخليجية بأسرها، لأن السوق المحلية لا تكفي وحدها لاستعادة التكلفة أو لا تغري بالمحاولات الجادة أساسا.

* مهرجانات تحت التأسيس

* وعلى الرغم من كل ذلك، لا زالت هناك تلك الطموحات الكبيرة على مستوى المهرجانات ذاتها. كل عام نسمع أو نشهد عن مهرجان جديد سينطلق خلال أيام أو أشهر. هناك مهرجان جديد في أبوظبي خاص بأفلام البيئة ينطلق في العشرين من هذا الشهر، يتبعه مهرجان جديد آخر في الكويت في الخامس والعشرين ولثلاثة أيام تحت اسم «ملتقى الكويت السينمائي» يليه الدورة الثانية لمهرجان الفيلم السعودي الذي تقيمه شركة «روتانا». في الأعوام القليلة الماضية تم تأسيس «المهرجان السينمائي لدول مجلس التعاون الخليجي» الذي عقد دورته الأولى في الدوحة ويعقد دورته الثانية في الكويت. وهناك مهرجان يقام في عمان خاص بالسينما العربية، وآخر (نسمع عنه ولا نقرأ شيئا حوله) في بغداد. وعلى ذكر بغداد، هناك نية لمهرجان كردي في كركوك.

هنا تكمن المسألة الجوهرية: إنه من الصعب على أي مهرجان أن يولد كبيرا، ومن الصعب عليه إن وُلد كبيرا أن يواصل الصعود، لكن الأصعب من الحالتين أن يولد صغيرا على أمل أن يكبر. بالتالي، فإن المهرجانات العربية في المنطقة الخليجية إذ تنتشر (وهي ضرورية ومطلوبة) عليها أن تخطط بعناية لما بعد التأسيس حيث لا ينفع أن يحقق المهرجان دورته الحالية ثم ينتظر ليرى إذا ما كان سينجز دورته المقبلة على أساس الفصل بين الدورات.

* الاحتفاء بالفنان الكويتي محمد جابر

* كان التقدير مزدوجا في حفل الافتتاح ليل الخميس عندما وقف رئيس مهرجان الخليج السينمائي عبد الحميد جمعة لجانب الفنان الكويتي محمد جابر مقلدا له جائزة شرفية عن سنوات مهنته التي تمتد لأكثر من ثلاثين سنة قدّم فيها الكاتب والممثل أكثر من ستين عملا مسرحيا وتلفزيونيا. من ناحية هو تقدير المهرجان لأحد الخامات الفنية الكبيرة في الكويت والمنطقة العربية، ومن ناحية أخرى هو تقدير يشترك به جمهور الفنان الذي تحمّس له وصفّق طويلا حين ظهر على المنصّة ضمن مراسم هذا الاحتفاء.

الشرق الأوسط في

13/04/2013

 

المدى في مهرجان الخليج السينمائي 6..

(شيرين) يستعيد أسطورة من التراث الكردي. . و(بيكاس) يتحدث عن الأم

دبي/ علاء المفرجي  

شهد اليوم الرابع للمهرجان عرض ثلاثة أفلام روائية طويلة تنتظم في المسابقة الرسمية للأفلام الخليجية الطويلة ، وهذه الأفلام جميعها لمخرجين عراقيين.  الأول كان فيلم (بيكاس) للمخرج كرزان قادر المقيم في السويد ، الفيلم يتناول حكاية طفلين يتيمين مشردين في كردستان خلال تسعينات القرن الماضي، إبان الحكم الديكتاتوري .. يجد هذان الطفلان أملهما بالحياة في شخصية (سوبرمان)  ويعقدان العزم على السفر الى أميركا للقائه.. وأمام خيبة أملهما في إيجاد وسيلة للوصول إليه يكون حمارهما هو الوسيلة الوحيدة لذلك، والفيلم يحاول ان يرصد الآثار السلبية التي خلفها نظام الاستبداد على الواقع الاجتماعي وواقع الطفولة في كردستان.

الفيلم الثاني الذي يحمل عنوان (شيرين) للمخرج حسن علي هو استعادة للأسطورة الكردية (فرهاد وشيرين) ولكن بمعالجة درامية جديدة، حيث يعود الشاب فرهاد الى مسقط رأسه في كردستان العراق بعد غربة عنها لأكثر من أربعة أعوام، ويلتقي مصادفة بحبيبته شيرين القادمة بدورها الى القرية لزيارة أهلها.. وعندها يبدأ صراع الاثنين للإفلات من قهر القيود الاجتماعية والتقاليد الصارمة بين فرنسا والعراق. الفيلم الثالث حمل عنوان (برلين تيلغرام) للمخرجة العراقية الفرنسية ليلى البياتي وهي مخرجة مغنية وكاتبة تعيش في أوروبا ، سبق لها ان شاركت في مهرجان كان السينمائي في دورة عام 2009 بفيلمها القصير الذي حمل عنوان (فو) ونالت عنه تنويها خاصا..في فيلمها (برلين تيلغرام) الذي ينتمي الى أفلام الطريق هو عن ليلها وحبها الذي غادرها مبكرا فيحملها صوتها وهي تغني بين المدن ومنها القاهرة في رحلة لانهاية لها .

وفي إطار الفعاليات المصاحبة  ناقشت ليلة أمس الأحد، مفاهيم جديدة "للتمويل الجماعي"، الذي يقدم فرصا جديدة  لإنتاج المشاريع الإبداعية، والذي يمكن من خلاله تمكين جيل جديد من الفنانين المحترفين والناشئين في دول مجلس التعاون الخليجي لإنتاج أفلامهم بشكل مستقل.

وكان مفهوم “التمويل الجماعي قد انتشر في جميع أنحاء العالم، من خلال مواقع مثل Indiegogo وKickstarter  التي استقطبت الآلاف من الراغبين بجمع التبرعات، حيث تجمعهم مع الممولين، الراغبين بتقديم الاسهامات المادية التي تتراوح بين عشرات إلى آلاف الدولارات مقابل جوائز مميزة.

وليلة “التمويل الجماعي” من خلال برنامج ليالي مهرجان الخليج السينمائي بإدارة فيدا رزق، الشريكة المؤسسة لموقع "أفلامنا"؛ وهي أول بوابة متخصصة في الشرق الأوسط للتمويل الجماعي الخاص بالمشاريع الإبداعية عبر الانترنت

ويتمحور النقاش حول مفهوم "التمويل الجماعي"، حيث يقدم الأفكار التي تناقش مزايا البرنامج ، وفي هذا السياق أوضحت رزق: "نطمح إلى مشاركة المجتمع في عملية الإنتاج الثقافي وزيادة عدد الأفكار الإبداعية في المنطقة. ونفخر أن العديد من المشاريع التي حصلت على التمويل من "أفلامنا" قد تمتعت بنجاح كبير على الصعيد الدولي وحصدت العديد من الجوائز، من بينها جائزة أفضل فيلم في مهرجان برلين لفيلم لما شفتك للمخرجة آن ماري جاسر وغيرها الكثير، ونحن على ثقة بأن مفهوم "التمويل الجماعي" سيكتسب أهمية متزايدة في السنوات المقبلة".

وقال سامر حسين المرزوقي، مدير سوق دبي السينمائي: “إن مهرجان الخليج السينمائي ملتزم برعاية المواهب المحلية، وسوف تساعد المنصات المبتكرة مثل 'أفلامنا' على أن يثمر هذا المشروع. وآمل أن تفتح هذه الجلسة عيون صناع الأفلام على الإمكانيات والفرص المتوفرة لأصحاب المواهب في المنطقة".

وبدوره أعلن "مهرجان الخليج السينمائي" عن مشاركة "أكاديمية نيويورك للأفلام في أبوظبي" للعام الثالث على التوالي راعياً فضياً لفعاليات الدورة السادسة من المهرجان، التي تحتفي بإبداعات السينما الخليجية المتنوعة والمعاصرة.

تضيّف الأكاديمية، هذا العام، ضمن جدول برامج "سوق الخليج السينمائي"، ورش عمل شاملة ومتكاملة في مجال إنتاج الأفلام، تستهدف طلبة الجامعات المبدعين من مختلف التخصّصات السينمائية، وتغطي مجالات عدة، مثل: توجيه الممثلين، وإنتاج الأفلام القصيرة. وكانت الأكاديمية قد أسّست مدرسة متخصصة للإنتاج السينمائي بمعايير ومواصفات عالمية، لتكون مركزاً تعليمياً متكاملاً يستقطب المواهب الواعدة في صناعة السينما التي تشهد نمواً سريعاً في المنطقة.

أمس الأحد، الموافق 14 أبريل، قامت "أكاديمية نيويورك للأفلام في أبوظبي" بإدارة ورشة عمل في مجال إنتاج الأفلام القصيرة، لتغطي جوانب عملية إنتاج الأفلام القصيرة، بدءاً من مرحلة ما قبل الإنتاج، وانتهاءً بعملية توزيع ونشر الأفلام. كما ستقدم ورشة عمل ثانية اليوم الاثنين 15 أبريل، تركّز على عملية توجيه الممثلين، وتقديم المبادئ الأساسية لتدريب الممثل، وأساليب التعامل معهم، وإلهامهم، سواءً خلال مرحلة التدريب على العمل السينمائي (البروفة)، أو في موقع التصوير، وستطرح ورشة العمل أنشطة متميزة من شأنها إلهام المخرجين حول كيفية استثمار أهم مصادر إنتاجاتهم السينمائية.

في هذه المناسبة، قالت مهسا معتمدي؛ المدير التنفيذي للتسويق والفعاليات في "مهرجان الخليج السينمائي": "نحن سعداء بالمشاركة المميزة لـ"أكاديمية نيويورك للأفلام في أبوظبي"، لدعم جهود "مهرجان الخليج السينمائي" في تطوير صناعة السينما في المنطقة. ونُثمّن مساهمات الأكاديمية في استقطاب المتخصصين من ذوي الكفاءات العالية في مجال صناعة السينما من أنحاء العالم، ودعوتهم لحضور نشاطات "مهرجان الخليج السينمائي"، وتبادل المعرفة والخبرات الغنية مع المخرجين والممثلين الواعدين الحاضرين في المهرجان، هذا العام".

من جانبه، قال عماد دير عطاني، المدير العام لـ"أكاديمية نيويورك للأفلام في أبوظبي": "يُعدّ "مهرجان الخليج السينمائي" أحد أهم المنصّات المتميزة التي تسهم في دعم وتشجيع صُنّاع الأفلام الواعدين والمواهب السينمائية المتميزة في المنطقة. وبلا شك فإن الموهبة لا تُكتسب بالتعليم، ولكننا نسعى دوماً لتعليم المهارات وتهيئة البيئة الضرورية لنمو المواهب المبدعة".

وأضاف: "نحن سعداء بالعمل مجدداً مع "مهرجان الخليج السينمائي" لاستكمال مسيرة تعاوننا المشترك، ومواصلة التعاون لتعزيز عملية بناء جيل جديد من المخرجين والممثلين الواعدين. وستُتاح للفائزين بالمنح الدراسية فرصة كتابة وتصوير وإخراج ثلاثة من أفلامهم القصيرة، خلال شهر واحد، الأمر الذي سيعكس رسالة الأكاديمية المتمثلة في إيجاد الموازنة ما بين الدراسة الفنية والتطبيق العملي".

يُذكر أن "أكاديمية نيويورك للأفلام في أبوظبي"، وإلى جانب توفير ورش عمل مُتخصّصة في صناعة الأفلام، ستقوم بدعم طالبين مبدعين في مجال الإخراج السينمائي، من خلال إشراكهما ببرنامج للمنح الدراسية الخاصة بالإخراج ضمن الأكاديمية، وذلك لمدة أربعة أسابيع، بدءاً من شهر سبتمبر القادم، وسيتمّ الإعلان عن أسماء الفائزين بالمنح، يوم الأربعاء 17 أبريل، خلال الحفل الختامي لتوزيع الجوائز ضمن "مهرجان الخليج السينمائي".

المدى العراقية في

14/04/2013

فيلم عراقي يوثّق أربعة عقود من تاريخ العراق..

وبدء جلسات منتدى الخليج

دبي/ علاء المفرجي  

عُرض خلال اليومين الماضيين للمهرجان عدد من الأفلام  السينمائية في مختلف أقسام المسابقة، ومن بين هذه الأفلام  فيلم للمخرج العُماني خالد الزدجالي الذي يسجل له انه صاحب أول فيلم روائي طويل في تاريخ السينما العُمانية أخرج فيلم "البوم"، وهو يشارك هذا العام بفيلم "أصيل" والذي يستعرض فكرة الكفاح والإصرار على الوجود، التي يشخصها طفل بدوي يبلغ من العمر 9 أعوام فقط، وهو يخوض في سنه المبكرة صراعاً قوياً لحماية تراثه وقريته.

كما عرض فيلم المخرج العراقي عرفان رشيد (كنت هنا في بغداد) ضمن مسابقة الأفلام الخليجية القصيرة والفيلم يتناول جانبا من التاريخ العراقي المعاصر وتحديدا في العقود الأربعة الأخيرة على خلفية سيرة المخرج الحياتية التي يستعيد من خلالها صورا وكلمات ، مستعينا بمادة وثائقية تستعرض الأحداث التي مرّ بها العراق..كما عرضت مجموعة من أفلام الطلبة القصيرة. وكان حفل الافتتاح، قد كرم الفنان الكويتي محمد جابر، بمنحه جائزة "إنجازات الفنانين"، وعقدت أمس جلسة نقاشية مع الفنان استعرض خلالها تجربته الفنية التي تمتد لأكثر من خمسة عقود من الزمن.

وقال عبد الحميد جمعة رئيس "مهرجان الخليج السينمائي": "يُعد الفنان محمد جابر، الذي يكرّمه المهرجان هذا العام، أحد الفنانين الذين أرسوا أسس المشهد الفني الحيوي والمتنامي في منطقة الخليج، ونحن في "مهرجان الخليج السينمائي" نعمل بشكل حثيث، عاماً بعد عام، للبناء على هذا الإرث، من أجل استيعاب هذا النموّ الهائل لصناعة السينما في منطقة الخليج، بدءاً بدعم فنانينا البارزين، وصولاً إلى رعاية مواهبنا الناشئة". وكان المهرجان قد عرض في حفل الافتتاح أول فيلم روائي طويل يُصوّر كاملاً في المملكة العربية السعودية من إخراج هيفاء المنصور، وكان قد بدأ مشروع فيلم "وجدة" في "سوق سيناريو الخليج" عام 2008، ويقوم على قصة بسيطة عن فتاة سعودية صغيرة تعقد العزم وتبذل جهوداً كبيرة لشراء دراجة هوائية رغم التداعيات الاجتماعية المحتملة جرّاء ذلك. وقد فاز الفيلم بالعديد من الجوائز، بما في ذلك جوائز في مهرجان فينيسيا السينمائي المرموق، فضلاً عن جائزة "المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة"، وجائزة أفضل ممثلة، للطفلة وعد محمد، في "مهرجان دبي السينمائي الدولي" في ديسمبر 2012.

وقالت المخرجة هيفاء المنصور للصحفيين عن فيلمها: "لقد كانت سنة متميزة، ليس فقط لجميع الذين عملوا معي في فيلم "وجدة"، ولكن أيضاً للسينما الخليجية عامةً؛ لقد لقيت رؤيتنا في الفيلم قبولاً كبيراً من الجماهير في جميع أنحاء العالم، ويظهر مشوارنا مع فيلم "وجدة" أن قصصنا قادرة على أن تلامس الجماهير في جميع أنحاء العالم. على الرغم من أن قطاع السينما لدينا ما زال في مهده، إلا أننا نتمتع هنا في الخليج بالكثير من المبادرات الداعمة مثل "مهرجان الخليج السينمائي"، و"مهرجان دبي السينمائي الدولي"، ومجموعة واسعة من البرامج التدريبية الأخرى، التي تهدف إلى مساعدتنا على الانطلاق قدماً. أنا فخورة ومتأثرة جداً بعودتي إلى "مهرجان الخليج السينمائي" مع هذا الفيلم، وأتطلّع إلى الاحتفاء بجميع الأفلام التي يقدّمها زملائي السينمائيون من منطقة الخليج هذا الأسبوع."

وإلى جانب العروض والفعاليات المجانية للعموم، يعقد "مهرجان الخليج السينمائي" جلسات "منتدى الخليج السينمائي"، الذي يشمل نشاطات التفاعل والتواصل، ويقدم دورات مميزة، تحت مظلة "سوق الخليج السينمائي"، في دورته الأولى هذا العام، وهي مبادرة متعددة المنصات تهدف إلى تطوير وترسيخ الثقافة السينمائية المحلية والإقليمية في دول مجلس التعاون الخليجي. وبدأت الجلسات يوم الجمعة الماضي مع "ليالي الخليج"، وهو برنامج يشمل حوارات مسائية مع رواد السينما الخليجية تعقد يومياً عند منتصف الليل، وتستمر يومياً حتى يوم الثلاثاء 16 نيسان. وبدأت الليلة الأولى بعنوان "الحصول على أفضل النتائج من مهرجان الخليج السينمائي 2013" ناقش خلالها الضيوف مع إدارة "مهرجان الخليج السينمائي" مختلف البرامج والأنشطة وفئات المسابقة.  فيما تمحورت ليلة السبت حول "أفلامنا" لتناقش فرص وتحديات صانعي الأفلام، مع الشركة المؤسسة لموقع "أفلامنا" للتمويل الجماعي في المنطقة العربية؛ فيدا رزق

وستكون ليلة الأحد بعنوان "السينما السعودية تحت الضوء"، بمشاركة عدة مخرجين سعوديين بارزين، ومنهم بدر الحمود، عبد المحسن الضبعان، طلال عايل، والصحفي رجا المطيري بإدارة عبدالله العياف.

المدى العراقية في

13/04/2013

 

تمنى أن يعود به الزمان إلى الوراء ليقدم مزيداً من الفن

محمد جابر: فوجئت بتكريم المهرجان لي

تغطية غسان خروب ونوف الموسى

يتمتع الممثل الكويتي محمد جابر بتاريخ فني طويل يمتد لـ 52 عاماً، ففي جعبته أكثر من 37 عملاً مسرحياً، وأكثر من 60 عملاً درامياً إلى جانب أعمال سينمائية أخرى، فيما كتب وأعد خلال مسيرته أكثر من 15 نصاً درامياً ومسرحياً. جابر حل ضيفاً على الخليج السينمائي خلال العام الماضي، من خلال مشاركته في فيلم "الصالحية" للمخرج الكويتي صادق بهبهاني، والمقتبس عن رواية الكاتب الأديب هيثم بودي، وهذا العام يحل عليه ضيفاً مكرماً.

مفاجأة

في حواره مع البيان، قال الجابر إن التكريم كان مفاجأة له، وإنه جاءت من الإمارات جميعها وليس إدارة المهرجان فقط، فيما أكد أن الدراما الخليجية قد خرجت من غرفة الانعاش، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن توجه الممثلين المكثف نحو قطاع الانتاج قد أثر على وضع الدراما الخليجية عموماً.

أجيال كثيرة نشأت على الأدوار التي قدمها جابر، وهو يمنحها الفرح والضحك والأمل، وفسحة أحلام يصنعها بانتقاله من دور إلى آخر، وليست شخصية "العيدروسي" إلا واحدة من عموم الشخصيات التي تماهت مع صاحبها منذ انطلاقتها في مسرحية "إغنم زمانك" (1965) والعمل التلفزيوني "مذكرات بوعليوي" (1964).

خصوصية

وعن تكريمه في المهرجان قال جابر: "في الحقيقة لقد فوجئت كثيراً عندما تلقيت خبر التكريم، لا سيما وأنه جاء بعد 52 عاماً قضيتها في الفن، ولذلك اعتبر هذا التكريم كبيراً جداً، علماً أنه ليس التكريم الأول الذي أتلقاه في حياتي، إلا أن لهذا التكريم خصوصيته لأنني أعتبر بأنه جاءني من الإمارات جميعها وليس فقط من إدارة المهرجان.

وصدقاً أقول إنني تمنيت كثيراً لو أن الزمان يعود بي 20 عاماً إلى الوراء لأقدم لهم المزيد من الفن، وأتمنى أن أتمكن من ذلك خلال السنوات المقبلة". وأضاف: "بالنسبة لي أعتبرها خطوة تحفيزية للممثل، ولذلك أضعه فوق رأسي".

أعمال فنية

في هذا العام يطل علينا جابر من خلال 4 مسلسلات، ثلاثة منها بدأ العمل فيها، أما الرابع فلا يزال على قائمة الانتظار لديه، وعن ذلك قال: "يسعدني العمل في المسلسلات الدرامية التلفزيونية التي تمنح الممثل مساحة من الإبداع الفني، لذا أحرص في اختياراتي على النص ومؤلفه في كل أعمالي"، مشيراً إلى أنه يشارك هذا العام في أكثر من مسلسل.

وقال: "لكل مسلسل شخصية أجسدها، وهي تختلف عن الأخرى في أبعادها وسلوكياتها، وأحرص دائماً على عدم تكرار أي دور أقدمه إلى الشاشة، وهذا العام أشارك مع الممثلة حياة الفهد وسعاد عبد الله في مسلسل "البيت بيت أبونا"، كما أشارك أيضاً في مسلسل "سوق الحريم" مع هيا الشعيبي، وألعب فيه دور "معتوق"، وهناك أيضاً مسلسل "الناس أجناس" مع أخي سعد الفرج، أما المسلسل الرابع وهو سعودي، لا يزال في قائمة الانتظار".

وضع جيد

وعن تقييمه لوضع الدراما الخليجية والكويتية حالياً، قال: "الدراما الكويتية وحتى الخليجية تعيش حالياً وضعاً جيداً، لا سيما وأنها قبل خمس سنوات كانت تعيش في غرفة الانعاش، وبالنسبة لي أرى بأن الدراما الكويتية تعيش حالياً مرحلة مزدهرة من الانتاج، فمثلاً هذا العام لدينا 16 مسلسلا من الكويت فقط، والأمر ذاته ينسحب على الدراما الخليجية، التي بدأت تقدم لنا مسلسلات جيدة ذات جودة عالية".

في حديثه أشار جابر إلى أن تحول الممثلين نحو الانتاج قد أثر كثيراً على وضع الدراما الخليجية، وقال إن ذلك أدى إلى تقديم انتاجات ذات مستوى عادي أو أقل، نتيجة لتوجههم نحو التوفير، وأكد أن وجود نجم واحد فقط في أي عمل لا يمكنه أن يسنده".

أعمال كوميدية

 الطابع الكوميدي، يصبغ أعمال محمد جابر هذا العام، وعن ذلك قال: "أنا شخصياً أفضل تقديم الكوميديا، لأن شخصيتي مبنية على ذلك، ورغم أنني قدمت الأدوار التراجيدية، إلا أنني فضلت العودة إلى الكوميديا هذا العام، لأن الجمهور يريد أن يراني في هذه الشخصية".

«فتاة عرضة للخطأ»..

غربة الأمنيات في مدن الأحلام 

قراءة خطوط العمل السينمائي، تعتمد على انتقاء الفكرة والقدرة على بلورتها بلغة بصرية ساحرة ومقنعة، وجماليات النص تكمن في حرفية استثمار الوقع الإنساني وتصويره بإقناع يحتمل الخيال، وعقدة التلاقي بين عناصر التمثيل والمشهدية العامة. فيلم "فتاة عرضة للخطأ"، المشارك ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الخليجية الطويلة، وقع في خطأ تكرار الفكرة.

وهي عملية إبراز الوجه الآخر للحياة اليومية في بلدان تتسم بنجاحات تجارية واستثمارات عالمية، يسعى بعض الأفراد إلى التوافد إليها ومحاولة صناعة إنجازات خاصة بهم، ومنها من ينتهي أو يؤول إلى الفشل. وجد هذا الطرح في السينما المستقلة والتجارية مسبقاً.

ولكن يكمن جديد الفيلم في اختيار شخصيات رئيسة من الجنسية الصينية، وصراعها المجتمعي والذاتي لتحقيق أمنياتها في مدن الأحلام. واتخذ مخرج الفيلم كونراد كلارك مدينة دبي موقعاً لتصوير الأحداث وتصاعدها، باعتبارها تلك النماذج النوعية في عالم الأعمال.

لماذا مغاير

المغاير في الفيلم، هو حضور الشخصيات الصينية التي مثلهما كل من الممثلة سانغ جوان، وهوانغ لو في دور الصديقتين ليفي ويايا، حيث تقومان بإنشاء مزرعة فطر بتمويل شخصي، إيماناً منهما بأنه السبيل لحياة أفضل، وتبدأ ذبذبات واقع التحديات والمآسي الشخصية لكل الشخصيتين، بإرجاعهما خطوات للخلف، ثم قرار العودة للوطن. مجدداً لماذا يعد ما سبق ذكره مغايراً؟

لأن الصينيين عادةً كخلفية ثقافية وتاريخية، يعتبرون من أكثر الأفراد نشاطاً ونجاحاً في المشروعات الاقتصادية، ولكن "فتاة عرضة للخطأ" يبرز معاناتهم، وملامح الألم والصراع الداخلي لتلك الشخصيتين، وكشف أبعادهما العاطفية، عبر علاقة حب تعيشها الشخصية ليفي من جهة، واستسلام يايا للغناء في ملهى ليلي، سبيلاً لصناعة قوتها اليومي من جهة أخرى.

سحابة الغربة

كان المساء، حيث اعتادت ليفي الوقوف أمام تلك المساحة الخارجية الضيقة الشبيه بـ "البلكونة"، ومع مرور ثانية من المشهد، تظهر سحابة بيضاء من زفير تلك السيجارة التي ظلت مصاحبة لليفي طوال رحلتها، مؤشراً للغربة وللضباب وتبدد الأحلام، بينما هي قابعة بالتفكير في كيفية تأمين استمرارية لمشروعها، ليأتي صوت الطائرة في السماء المثقل بالسواد موسيقا تشدو العودة للديار، يُختتم المشهد برفع بنظرة شاخصة لشخصية ليفي تجاه السماء، وعينيها مليئة بأمل النجاح في ظل الخوف.

وهنا الخوف امتداد لعلاقة حب عاشتها مع حبيبها الذي قرر، دونما سابق إنذار، تركها لمجرد أنها صرحت بعدم قدرتها تحمل البعد والانتظار بعيداً عنه. أما الحميمية للمكان، تلمسها المشاهد من ليفي، وهي تسأل الخباز عن أخبار أخيه، وتمزح مع بائع المعدات الكهربائية عن حبيبته، ومتى سيتزوجها، واحتضانها لحبيبها بعد دردشات تجمعهما، وهاجس عدم الاستمرار.

معايشة يومية

كانت تسكن ليفي في منطقة ديرة بدبي، وتحديداً بقرب سوق نايف، الذي يمثل أقدم الأسواق والأحياء في المدينة، تعايشت ليفي، وفي قمة ألمها ومعاناتها اليومية، تجاه ما سيحدث في مشروع مزرعة الفطر، مع المكان بانسيابية تامة، يتصور المشاهد ذلك من خلال إقدامها على تدخين "القدو".

وهي أداة لتدخين تشبه (الشيشة)، ولكنها ترجع إلى أصول فارسية، إلى جانب التفاهم والتداخل مع الجالية الهندية في المنطقة، وكان هذا بارزاً من خلال حديثها مع من يعمل لديها في المزرعة، وكذلك جيرانها في السكن.

ختام

 أسدل المخرج الستار في ختام العمل في غمار انغماس الشخصية ليفي بالسباحة في عرض البحر، بعد انسداد كل الأبواب أمام مطالب سعت لإقناعها بالتنازل عن المزرعة في مقابل تخليها عن أحلامها ومبادئها، مصوراً ذلك الاغتسال عودة لمعطيات الكون وتطهير الذات من صدوع الحياة وأزماتها، ويبقى سؤال المعاناة الإنسانية لوناً شفافاً، منسجماً مع لون الموج وضرباته على السيف، ومعالجته فلسفة قابعة بالتجربة الإنسانية.

«بني آدم» و«سيناريو»

اليوم في عرضهما العالمي الأول 

ضمن برنامج "أضواء"، الذي يقام على هامش فعاليات المهرجان، تستضيف صالات غراند سينما في دبي فستيفال سيتي اليوم العرض العالمي الأول لفيلمي "بني آدم" للمخرج الإماراتي مجيد عبد الرزاق، و"سيناريو" للكاتب والمخرج الكويتي طارق الزامل، واللذان يعدان محاولتين سينمائيتين تحملان الكثير من السعي نحو تقديم أفلام روائية طويلة خليجية.

وتتمركز أحداث فيلم "بني آدم" حول علاقات متشابكة ومتعددة تنشأ بين سلطان الثري الذي يعاني من شعور بالذنب آتٍ من طفولته، وسالم المنحدر من أسرة محدودة الدخل، وخليل المسؤول عن ثروة سلطان، حيث يرغب الأخير تزويجه من ابنته ميثاء.

سيقع سلطان في غرام امرأة اسمها مها، بينما ستكون كل من مها وابنة سلطان ميثاء واقعتين في حب سالم، وهكذا فإن الباب سيكون مفتوحاً أمام شتى أنواع المكيدة التي تأتي من ناحية خليل، ما يقود إلى مفاجآت كثيرة ونهايات تراجيدية.

بينما يمكن اعتبار فيلم "سيناريو" للمخرج الكويتي طارق الزامل التجربة الروائية الطويلة الأولى له، بعد إخراجه العديد من الأفلام القصيرة والوثائقية، ويحكي هذا الفيلم قصة مخرج ينتج ويخرج أفلاماً بميزانية منخفضة، ويستعين دائماً بمجموعة لا تتغير من العاملين معه. إنه مهووس بصناعة الأفلام وكل شيء على ما يرام، إلى أن يموت أثناء التصوير أحد العاملين معه عن طريق الخطأ، حينها تتخذ الأحداث مساراً مختلفاً، وتبدأ المشاكل والمضاعفات بينهم.

طرق التمويل الجماعي ورشة في «أفلامنا» الليلة

يستضيف المهرجان الليلة، ورشة عمل تحت عنوان "التمويل الجماعي"، والتي يديرها فيدا رزق الشريكة المؤسسة لموقع "أفلامنا"، التي تعد أول بوابة متخصصة في الشرق الأوسط للتمويل الجماعي الخاص بالمشاريع الإبداعية عبر الإنترنت.

وخلال الورشة سيتم مناقشة العديد من الأفكار التي تمثل مزايا هذا البرنامج، لا سيما أن مفهوم التمويل الجماعي قد انتشر في جميع أنحاء العالم، من خلال مواقع إلكترونية مختلفة، تمكنت من استقطاب آلاف الباحثين عن تمويل لأفلامهم.

وفي هذا السياق، أوضحت فيدا رزق: "نطمح إلى مشاركة المجتمع في عملية الإنتاج الثقافي، وزيادة عدد الأفكار الإبداعية في المنطقة. ولدينا عديد المشاريع التي حصلت على التمويل من "أفلامنا"، والتي حققت نجاحاً كبيراً على الصعيد الدولي، وحصدت العديد من الجوائز، من بينها جائزة أفضل فيلم في مهرجان برلين، لفيلم لما شفتك، للمخرجة آن ماري جاسر، ونحن على ثقة بأن مفهوم "التمويل الجماعي" سيكتسب أهمية متزايدة في السنوات المقبلة".م

ن جهته، قال سامر حسين المرزوقي مدير سوق دبي السينمائي: "مهرجان الخليج السينمائي ملتزم برعاية المواهب المحلية، وسوف تساعد المنصات المبتكرة، مثل "أفلامنا"، على أن يثمر هذا المشروع. وآمل أن تفتح هذه الجلسة عيون صناع الأفلام على الإمكانات والفرص المتوفرة لأصحاب المواهب في المنطقة". يذكر أن موقع أفلامنا قد أطلق للمرة الأولى في يوليو الماضي، ومنذ ذلك الحين، يدعم أكثر من 30 مشروعاً سينمائياً وإعلامياً.

عروض اليوم

1. شيرين

2. بيكاس

3. طعم العسل

4. بني آدم

5. أين نحن

6. قهر الرجال

7. سراب

8. الطريق

9. فراغ

10. أمل

11. برلين تلغرام

12. الانطلاق

13. طعام الطائر

14. الاختراع

15. اسمه

16. المقنع

17. نكره

18. ظل الرمادي

19. صدمة

20. حالة مؤقتة

 كافة العروض مجاناً في صالات غراند سينما دبي فستيفال سيتي

البيان الإماراتية في

13/04/2013

تجربة ثانية في مسيرة العماني خالد الزدجالي

«أصيل» مقاربة بين بيئة الصحراء والمدينة 

للصحراء مذاق خاص، لا يعرفه سوى أولئك الذين يتوسدون رمالها ويستمتعون بحرارة شمسها يومياً، الصحراء بكل جمالياتها تحولت إلى مصدر إلهام للمخرج العماني الدكتور خالد الزدجالي، الذي قدم لنا من خلال فيلمه "أصيل"، والذي يعرض حالياً في المهرجان، مقاربة رائعة بين البيئتين في الصحراء والمدينة، موضحاً لنا من خلالها طبيعة التغيرات الديموغرافية، وحتى الجغرافية التي حدثت في تاريخ سلطنة عمان.

تحديات الصحراء

تجربة "أصيل" تعد الثانية في قائمة الأفلام الروائية الطويلة للمخرج الزدجالي، الذي يعتبره البعض بمثابة الأب الروحي للسينما العمانية، وقد تمكن هذا الفيلم من المشاركة في عدد من مهرجانات السينما العربية، وحتى العالمية، أبرزها القاهرة السينمائي الدولي، وتدور أحداثه الرئيسة في قرية صحراوية، يعيش أهلها على تربية الجمال ويواجهون قسوة وتحديات الصحراء، إلى جانب التغيرات الديموغرافية والتنموية التى تحدث من حين لآخر، وتؤثر في القرية وسكانها الذين يواجهون مشكلة كبيرة تؤرقهم وتصعب عليهم العيش فى هذه المنطقة، الا أنهم يصرون على البقاء والتصدي للمشكلة، رافضين كافة إغراء المدنية الحديثة.

وجه حضاري

المتابع لهذا الفيلم يشعر من خلاله مدى اهتمام المخرج الزدجالي بإبراز الوجه الحضاري والتراثي لسلطنة عمان، وهو أمر ليس بالجديد على الزدجالي، الذي قدم لنا سابقاً في فيلمه "البوم" قراءة للتراث العماني، والأمر ذاته قدمه في هذا الفيلم الذي حاول فيه إبراز مدى ارتباط الإنسان العماني ببيئته، من خلال شخصية الطفل "أصيل" التي لعبها "أحمد الحسني"، والذي يمكن القول إنه قدم أداءً رائعاً بالنظر إلى سنه وإمكاناته، وبدا متفاعلاً جداً مع الشخصية نفسها، والتي بين من خلالها مدى ارتباط الإنسان الخليجي مع الجمل الذي يعد أحد أهم عناصر البيئة الصحراوية عموماً، كما بين أيضاً مدى عمق العلاقة بين أبناء هذه البيئة واختلافهم الكلي عن سكان المدينة، وأولئك الذين تستهويهم أجواء الصحراء التي يقصدونها بحثاً عن الهدوء.

تفاصيل

الفيلم، ورغم ما فيه من تفاصيل، بدا في بعض مشاهده باهتاً، خاصة تلك التي تبرز فيها شخصية الإنجليزي "ريتشارد"، التي لعبها (سامي رزق)، والذي بدأ في الفيلم كشخصية هامشيه، ليتحول فيما بعد إلى أحد شخصيات الفيلم الرئيسة، الأمر الذي مثل إقحاماً لهذه الشخصية، ويبدو أن الزدجالي قد حاول من خلالها التطرق إلى قضية انفتاح الشرق على الغرب، إلى جانب محاولته تقديم رسالة سياسية، تمثلت في حوار قصير جداً جرى بين "الشيخ" في مسقط وبين الإنجليزي ريتشارد.

سيناريو

الفيلم جيد عموماً بالنسبة لطبيعة السينما العمانية وتجربتها، إلا أنه يحتاج إلى عملية تطوير كبيرة في السيناريو، يتم فيها التركيز على شخصية "أصيل" الرئيسة، وعملية اكتشافه للمدينة التي أبهرته كثيراً، لا سيما وأنه معتاد على بيئة الصحراء التي يؤمها بعض السياح من حين لآخر.

تكريم مسعود أمرالله بـ«جائزة محمد الماجد للإبداع»

خلال "ليال خليجية" السينمائية أمس، قدّمت أسرة الكاتب البحريني الراحل محمد الماجد "جائزة محمد الماجد للإبداع"، إلى مدير مهرجان الخليج السينمائي مسعود أمرالله آل علي، وذلك تقديراً لإسهاماته المتميزة في صناعة السينما الخليجية.

وقال مسعود أمرالله آل علي: "إنه لشرف عظيم أن يقع عليّ الاختيار لنيل "جائزة محمد الماجد للإبداع"، فقد ألهم الماجد أجيالاً عديدة في كتاباته وأبداعه، على امتداد حياته المهنية المتميزة، ولقد مُنيت الصحافة والأدب العربي، بخسارة كبيرة، بفقدان هذا الفنان المبدع.

ولاشك أن هذه الجائزة ستواصل إرثه الثقافي والفني لسنوات عديدة مقبلة".وتُقدّم جائزة "محمد الماجد للإبداع"، سنوياً، من قبل عائلة الفنان إلى شخصية بارزة في عالم السينما الخليجية، في شهر أبريل من كل عام.

إنتاج

الأفلام القصيرة في ورشة عمل اليوم

للعام الثالث على التوالي، تشارك أكاديمية نيويورك للأفلام في أبو ظبي في المهرجان كراع فضي له، وعلى هامش فعاليات المهرجان، تستضيف الأكاديمية مجموعة من ورش العمل المتعلقة في مجال إنتاج الأفلام، والتي تستهدف طلبة الجامعات من مختلف التخصّصات السينمائية، وتغطي مجالات عدة، مثل: توجيه الممثلين، وإنتاج الأفلام قصيرة.

وتقيم الأكاديمية اليوم ورشة عمل في مجال إنتاج الأفلام القصيرة، لتغطي جوانب عملية إنتاج الأفلام القصيرة، بدءاً من مرحلة ما قبل الإنتاج، وانتهاءً بعملية توزيع ونشر الأفلام.

فيما تركز في الورشة التي تقيمها غداً على عملية توجيه الممثلين، وتقديم المبادئ الأساسية لتدريب الممثل، وأساليب التعامل معهم وإلهامهم، سواءً خلال مرحلة التدريب على العمل السينمائي (البروفة)، أو في موقع التصوير. م

هسا معتمدي المدير التنفيذي للتسويق والفعاليات في مهرجان الخليج السينمائي، قالت: "نحن سعداء بمشاركة أكاديمية نيويورك للأفلام في أبو ظبي، لدعم جهود المهرجان في تطوير صناعة السينما في المنطقة، ونُثمّن مساهمات الأكاديمية في استقطاب المختصين من ذوي الكفاءات العالية في مجال صناعة السينما.

السعودية مريان أصغر إعلامية في المهرجان

تحولت الطفلة مريان الصالح 8 سنوات، إلى مادة إعلامية مهمة لدى معظم مندوبي وسائل الإعلام الذين يتولون تغطية فعاليات مهرجان الخليج السينمائي، باعتبارها أصغر صحافية تتواجد في المركز الإعلامي لتغطية فعاليات المهرجان. مريان استغلت موهبتها في الإعلام لتحاور مجموعة كبيرة من ضيوف المهرجان، فضلاً عن أنها كانت أصغر ضيف يسير على سجادة المهرجان الحمراء.

وقبل أن تخوض مجال الإعلام، خطت مريان بقوة نحو التمثيل بحسب ما أوضحت لـ"البيان"، وقالت: "إنها بدأت في مجال التمثيل بانضمامها لركن التمثيل الذي صقل موهبتها لتستمر في أول مشاركة لها في مهرجان "واحتنا فرحانه" وبدور مميز في اوبريت "غالي يا وطن"، كما لعب مهرجان الدوخله الذي احتضنها دوراً في انطلاقتها نحو النجاح".

كما تحدثت أيضاً عن مشاركاتها في 3 أدوار مختلفة في أفلام، اثنان منهما مع المخرج ماهر الغانم والثالث مع المخرج محمد الباشا وكان بعنوان "نعال المرحوم" والذي شارك في دورة المهرجان الماضية.

وخلال مسيرتها حصدت مريان العديد من الجوائز التقديرية، من بينها قيام الأمير محمد بن فهد بتكريمها لمشاركتها في مهرجان الغردقة لمسرح الطفل، فضلاً عن فوزها بجائزة أفضل ممثلة واعدة على مستوى المنطقة الشرقية في السعودية، خلال "مسابقة المضمار للموهوبين".

وترى مريان وهي العضو في مجلس أصغر إعلامي بالمملكة العربية السعودية في المخرج ماهر الغانم قدوة لها في مجال التمثيل، وتلقبه بملك الفانتازيا، كما تتخذ من وجدي المبارك مثلاً أعلى في الإعلام. ورغم موهبتها في التمثيل والإعلام الا ان عيني مريان تتجهان نحو الطب الذي ترى فيه مستقبلها، وأكدت أنها لن تتخلى عن موهبتها هذه، لا سيما في حال عدم تعارضها مع حجابها ودراستها.

البيان الإماراتية في

14/04/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)