حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان برلين السينمائي الدولي الثالث والستون

فيلمان من العرب وعن العرب

بقلم سمير فريد

فيلمان عرضا فى مسابقة الأفلام القصيرة فى مهرجان برلين، كل منهما ٣٠ دقيقة، عن الواقع العربى: الفيلم الألمانى «انتظار» إخراج الإيطالى ماريو ريزى عن مخيم الزعترى للاجئين السوريين فى الأردن، والفيلم الفرنسى «حرمة» إخراج السعودية عهد كامل.

مأساة الشعب السورى

مرة أخرى فى مهرجان برلين، بعد الفيلم الأمريكى «الدولة ١٩٤» إخراج الإسرائيلى دان سيتون عن الاعتراف بدولة فلسطين فى الأمم المتحدة، نشاهد فيلماً لمخرج غير عربى عن قضية عربية كبيرة، وهى قضية اللاجئين السوريين الفارين من مذابح النظام البعثى الحاكم فى سوريا، والمستمرة منذ نحو عامين فى ظل الحسابات غير الأخلاقية لكل دول العالم بما فيها الدول العربية، تماماً كما فر اللاجئون الفلسطينيون من مذابح الحركة الصهيونية فى فلسطين قبل إنشاء إسرائيل.

ومرة أخرى نرى فيلماً ألمانياً هو الأول والوحيد حتى الآن عن موضوعه، كما كان الفيلم الأمريكى «الدولة ١٩٤»، وهو أمر فاجع حقاً رغم إنتاج العشرات من الأفلام العربية كل سنة. ولابد هنا من تحية مؤسسة الشرق للفن التى اشتركت فى إنتاج فيلم ماريو ريزى، وهى المؤسسة المعنية بالفنون التشكيلية، وإحدى المؤسسات التى تجعل الشارقة عاصمة جديدة للفنون فى دولة الإمارات مع دبى والعاصمة أبوظبى.

وليس من الغريب أن تساهم الشارقة فى إنتاج الفيلم، فالمخرج الذى ولد فى إيطاليا عام ١٩٦٢ ويقيم فى برلين من الفنانين التشكيليين المعروفين دولياً، وشارك فى معارض مهمة فى العديد من مدن العالم من نيويورك إلى سيدنى، ومن إسطنبول إلى أمستردام. و«انتظار» فيلمه القصير السادس منذ ٢٠٠٥، وقد عرض فيلمه الثانى فى برنامج «الملتقى» فى مهرجان برلين عام ٢٠٠٨.

لم أشاهد أيا من أفلام ماريو ريزى السابقة، وما نشر عنها يشير إلى أنها تجريبية، وتنتمى إلى فن ما بعد الحداثة المركب. ولكن فيلم «انتظار» يختلف لأنه فيلم تسجيلى، وله معنى سياسى واضح، ويمثل سلاحاً فى معركة الشعب السورى للخلاص من الحكم الدموى الفاشل، وينبه العالم إلى المأساة التى يعيشها هذا الشعب.

يعبر الفنان عن موضوعه بأسلوب يؤكد موهبته ورؤيته الإنسانية، فهو لا يتناول النظام السورى، ولا موقف العرب والعالم من حرب الإبادة التى يقوم بها ضد الشعب السورى، ولا ذلك الإصرار من قوات النظام على تدمير المدن والقرى وتحويل سوريا إلى خرائب وأطلال، وإنما يتناول حياة الناس فى مخيم الزعترى كنموذج لحياة اللاجئين السوريين فى المخيمات التى أقيمت فى الأردن ولبنان وتركيا.

الإنسان عند ريزى، مثله فى ذلك مثل أى فنان حقيقى هو الأهم، أو «قدس الأقداس» كما قال تشيكوف يوماً. ويبدو ذلك فى اختيار المخرج لامرأة عادية تدعى إخلاص الحلوانى، وهى أرملة قتل زوجها أثناء الحرب فى حمص، لتكون الشخصية المحورية التى تربط بين مشاهد الفيلم من البداية إلى النهاية. إننا نرى مشاهد من الحياة اليومية فى المخيم لعائلات مختلفة فى الليل والنهار، ووقت صفاء الجو ووقت عواصف الصحراء، ومن بعيد دبابة تطل على المخيم. وبقدر التعبير عن الحياة البدائية القاسية فى المخيمات بقدر التعبير عن مقاومة اللاجئين لها، ومحاولة التكيف انتظاراً ليوم الخلاص والعودة إلى الوطن. ومن كان يتصور أننا سوف نشاهد يوماً فيلماً عن مخيمات لاجئين سوريين بعد أن شاهدنا لمدة نصف قرن ويزيد الأفلام عن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.

ويمتاز الفيلم بأسلوبه الفنى الرفيع حيث شريط الصوت تسجيلات من أحاديث الناس عن حياتهم واتصالاتهم مع الأهل فى سوريا، ومن دون أى تعليقات سياسية، وحيث كل لقطة بمثابة لوحة تشكيلية، وبدلاً من الموسيقى هناك إيقاع الألوان والانتقال السلس الذى يثير التأمل بين المشاهد. ولا غرابة فى أن يكون المخرج هو مدير التصوير فى نفس الوقت، فالصورة عنده هى الأهم فى الشكل، كما أن الإنسان هو الأهم فى المضمون.

قاع المدينة فى جدة

السعودية من أهم دول العالم، ليس فقط لأنها المصدر الأكبر للبترول، وإنما أساساً لأنها مهد الإسلام. ولكن السعودية هى الدولة الوحيدة فى العالم التى تحرم بناء دور للسينما بناء على تفسيرات خاطئة للعلاقة بين الصورة والدين الإسلامى والعلاقة بين الرجل والمرأة. والسينما هى المظهر الكبير للحداثة فى عصرنا، ومن مصلحة المسلمين ومصلحة العالم تحديث السعودية، ولذلك كان فيلم «وجدة» إخراج السعودية هيفاء المنصور من أحداث مهرجان فينسيا العام الماضى، وكان فيلم حرمة إخراج عهد كامل من أهم الأفلام القصيرة التى عرضت فى مهرجان برلين هذا العام.

وعهد كامل قاسم مشترك بين الفيلمين، فهى ممثلة ومخرجة درست فى أكاديمية نيويورك، وقد مثلت الدور الرئيسى فى «وجدة»، وكذلك فى فيلمها القصير الذى كتبته وأخرجته. و«حرمة» فيلمها القصير الثالث بعد «ثلاث ملكات» عام ٢٠٠٦، و«الجندرجي» عام ٢٠٠٩، والذى مثل الدور الرئيسى فيه الممثل المصرى المعروف عمرو واكد. وقد عرض الفيلم فى برلين باسم فرنسا، كما عرض «وجدة» باسم ألمانيا فى فينسيا، ولكن الهوية الثقافية لكلا الفيلمين سعودية خالصة.

ويبدو «حرمة» ملخصاً لفيلم طويل أكثر منه فيلماً قصيراً، إنه قصة أرملة من الطبقة الوسطى الفقيرة فى أحياء جدة الخلفية مات زوجها وهى حامل فى طفلهما الأول، ويستغلها شقيق الزوج استغلالاً دنيئاً، ويدعى أن المتوفى اقترض منه مائة ألف ريال، وتضطر المرأة إلى العمل مع صبى يمنى من أطفال الشوارع الذين لا يحملون الجنسية السعودية فى توزيع المخدرات.

الفيلم من الأفلام الواقعية التقليدية، وإن غلبت عليه الميلودراما، ونهايته التى تجمع شخصياته الثلاث مفتوحة على كل الاحتمالات، ولكن الأمر المؤكد ظهور علامات ميلاد الطفل الذى تحمله الأرملة. وتؤدى عهد كامل الدور على نحو جيد كما فى أداء دورها فى «وجدة». وتظل قيمة الفيلم فى خروجه عن المألوف فى الأفلام السعودية القصيرة، والتعبير عن الحياة فى قاع المدينة، ورؤيته النقدية للواقع السعودى.

المصري اليوم في

13/02/2013

«حياة مديدة وسعيدة» أو روسيا قبل الثورة الجديدة

بقلم سمير فريد 

بعد عرض ٩ من أفلام المسابقة الـ١٩ حتى أمس الأول الأحد، وحسب الاستفتاء الوحيد للنقاد الذى نشر فى عدد أمس الاثنين من النشرة اليومية لمجلة «سكرين إنترناشيونال» البريطانية، جاء الفيلم التشيلى «جلوريا» إخراج سباستيان ليلو فى المركز الأول (٣ .٤)، وكان الوحيد الذى حصل على أربع نجوم من أربع من النقاد الثمانية، ويليه الفيلم النمساوى «الجنة الأمل» إخراج أولريش سيدل (٢.١)، ثم الفيلم الكندى «فيك وفيلو شاهدا دباً» إخراج دنيس كوت (٢).

كل الأفلام السبعة الأخرى لم تصل إلى درجتين، وهو تقدير ضعيف جداً، وجاء الفيلم الأمريكى «الموت الضرورى لشارلى كونترمان» إخراج فريدريك بوند فى المركز الأخير، بل الوحيد الذى حصل على أربعة أصفار. ومن الواضح أن اختياره كان أساساً لاشتراك الممثل الدنماركى مادس نيكلسن فى تمثيله، وهو الآن نجم أوروبا الصاعد فى هوليوود.

والاستفتاء الذى يشترك فيه ثمانية نقاد من ألمانيا والدنمارك والبرازيل وبريطانيا والولايات المتحدة، ليس أكثر من مؤشر على مستوى المسابقة، فالنقاد يختلفون، وهذا طبيعى، ولكن اختلافهم يصل إلى حد التناقض الكامل أحياناً، فالفيلم الكندى حصل على تقديرات ضعيفة وصلت إلى الصفر فى رأى أحدهم، ولكن ما رفعه إلى المرتبة الثالثة حصوله على أربع نجوم فى رأى ناقد آخر، وبذلك اشترك مع الفيلم الأمريكى صاحب الأصفار الأربعة من ناحية، ومع الفيلم التشيلى الوحيد الذى حصل على أربع نجوم من أربعة نقاد.

ثلاث نشرات

تصدر فى مهرجان برلين هذا العام ثلاث نشرات يومية باللغة الإنجليزية، نشرة مجلة «سكرين إنترناشيونال» البريطانية، ونشرتان عن «فارايتى» و«هوليوود ريبورتر» الأمريكيتين، والثلاث أهم صحف صناعة السينما فى العالم، واهتمامها بالصدور فى مهرجان برلين يعكس النجاح المتزايد لـ«سوق الفيلم الأوروبى»، وهى سوق دولية بكل معنى الكلمة رغم اسمها الذى يقصرها على أوروبا.

اهتمام كبير بالفيلم المصرى

ولا تشترك فى السوق من العالم العربى هذا العام سوى دولة واحدة هى قطر عبر مؤسسة الدوحة للسينما، وذلك رغم عدم وجود أى أفلام قطرية فى أى من برامج المهرجان، مما يؤكد وجود سياسة ناجحة للنهوض بالسينما فيها.

ورغم عرض الفيلم المصرى الروائى الطويل «الخروج للنهار» إخراج هالة لطفى فى برنامج «الملتقى»، فإنه لا يوجد مكتب يمثل السينما المصرية فى السوق. وكان الواجب على المركز القومى للسينما وغرفة صناعة السينما التواجد واستغلال عرض فيلم مصرى للترويج للفيلم وللسينما فى مصر بصفة عامة.

وهناك اهتمام كبير بفيلم هالة لطفى، حيث يعرض خمس مرات، بل إنه الفيلم الوحيد الذى يعرض للصحافة فى آخر عروضه يوم السبت القادم. ففى كل يوم هناك أفلام عديدة تعرض للصحافة، ولكن فيلمنا الوحيد الذى يعرض يوم السبت. كما نشرت «فارايتى» مقالاً نقدياً عن الفيلم للناقد جى ويسبيرج فى عدد الجمعة الماضى من نشرتها اليومية، ثانى أيام المهرجان الذى شهد أول عروض الفيلم.

روسيا قبل الثورة

تعمل مهرجانات السينما الدولية الكبرى على اكتشاف مواهب جديدة من مخرجى الأفلام، وتتابع عرض أفلامهم بحيث يعتبر المخرج من «أبناء» المهرجان.

وقد شهدت مسابقة برلين عرض الفيلم الروسى «حياة مديدة وسعيدة» إخراج بوريس كليبينكوف، وهو من «أبناء» برلين، حيث سبق عرض فيلمه الروائى الطويل الأول «كوكتيبل» الذى أخرجه مع ألكسى بوبو جريبسكى فى «الملتقى» عام ٢٠٠٤، كما عرض فيلمه «إنقاذ مجنون» فى «الملتقى» أيضاً عام ٢٠٠٩، وها هو يصل إلى المسابقة.

ولد كليبينكوف عام ١٩٧٢ وتخرج فى معهد السينما فى موسكو عام ١٩٩٧، أى أنه من الجيل الأول من مخرجى السينما الروس بعد سقوط الاتحاد السوفيتى عام ١٩٩١. وقد لقى «كوكتيبل» نجاحاً ملحوظاً، وأصبح من الأفلام التى تعبر عن ذلك الجيل.

ويبدو فيلم «حياة مديدة وسعيدة» الذى كتبه مخرجه مع ألكسندر رودنيوف مثل الأفلام الروسية التى صنعت بعد الثورة الشيوعية عام ١٩١٧ من حيث موضوعه، فهو عن الفلاحين الفقراء فى قرية من قرى شمال روسيا اليوم، والذين يخضعون لسيطرة صاحب الأرض، ويتمردون عليه عندما يوافق الإدارة المحلية على بيع المزرعة، ويعرضهم للمزيد من البؤس.

يبدأ الفيلم وينتهى بلقطة لمنظر طبيعى للمزرعة التى تطل على البحر، وفى المشهد الأول نرى الشاب ساشا (ألكسندر ياتشينكو) فى الفراش مع صديقته آنيا (آنا كوتوف)، وفى المشهد الأخير نعود إلى نفس المشهد، ولكن بعد أن تغيرت العلاقة بينهما من النقيض إلى النقيض، وبعد أن قام ساشا بمذبحة أطلق فيها الرصاص على ضابط شرطة وموظفين كبيرين من العاملين فى الإدارة المحلية وقتلهم جميعاً، وأصبح ينتظر القبض عليه، مما يعبر عن قدر من السخرية فى عنوان الفيلم عن الحياة المديدة والسعيدة.

ويعانى الفيلم من مشاكل درامية كبيرة، فليس هناك مبررات كافية للقتل، وهو أكبر الكبائر، وهناك التباس فى العلاقة بين ساشا والأرض، فلا تدرى هل هو مالكها أم مؤجرها من الإدارة المحلية، وما الغرض بالضبط من الضغط عليه لكى يتنازل عنها، ولا تفسير لتركه المدينة وفضل إدارة المزرعة، وتعمل صديقته سكرتيرة فى الإدارة المحلية، وتساهم فى الضغط عليه للحصول على المال الذى يكفى لشراء شقة فى المدينة يعيشان فيها معاً، ولذلك تقنعه بالموافقة، وتغضب منه عندما يتراجع بعد رفض الفلاحين، وهم بدورهم يتراجعون عن موقفهم، بل يقول أحدهم «كان لا يجب أن تستمع إلينا»!

ويتميز الفيلم بأسلوب الإخراج الواقعى المتطور، حيث تم التصوير بالإضاءة الطبيعية، وقام به مدير التصوير بافل كوستو ماروف الذى سبق أن فاز فى برلين، وتم استبعاد الموسيقى تماماً، واختيار ممثلين من الوجوه العادية التى يمكن أن تلتقى بها على أى ناصية فى أى شارع. ورغم أن مدة الفيلم ٧٧ دقيقة، وهو أقصر أفلام المسابقة، إلا أنه لم يخل من دقائق زائدة. إنه فيلم حزين يعبر عن قلق بالغ إزاء الواقع وتجاه المستقبل، ولكنه يفشل فى التعبير عن هذا القلق.

المصري اليوم في

12/02/2013

مخرج إسرائيلى من يهود مصر يدافع عن الشعب الفلسطينى فى فيلم أمريكى

بقلم سمير فريد 

عرض فى مهرجان برلين الفيلم الأمريكى التسجيلى الطويل «الدولة ١٩٤» إخراج دان سيتون، والذى كان قد عرض لأول مرة فى مهرجان تورنتو فى سبتمبر الماضى. الفيلم هو التاسع لمخرجه منذ عام ١٩٩٤، وكلها تسجيلية، وكلها عن الصراع الإسرائيلى- الفلسطينى.

قدم المخرج، الذى ولد فى القاهرة عام ١٩٥١، فيلمه على مسرح قاعة العرض قائلاً: «إنه فيلم مختلف عن أفلامى السابقة، من حيث أنه يعبر عن قدر من التفاؤل».

موضوع الفيلم واضح من عنوانه، وهو حصول فلسطين على عضوية الجمعية العامة للأمم المتحدة كعضو مراقب عام ٢٠١١، الذى يعنى الاعتراف بوجود دولة فلسطين. والمؤكد أن هذا الحدث أهم تطور فى قضية فلسطين منذ إنشاء السلطة الوطنية بمقتضى اتفاقية أوسلو للسلام عام ١٩٩٤. وهذا أول فيلم عن ذلك الحدث، والوحيد حتى الآن، ومن اللافت ألا يكون من إنتاج دولة فلسطين أو أى دولة عربية، وإنما إنتاج أمريكى، وأن يكون من إخراج مخرج إسرائيلى، وليس من إخراج أحد المخرجين الفلسطينيين أو العرب.

فلسطينى خالص

لم أشاهد أيا من أفلام دان سيتون السابقة، لكن الواضح من هذا الفيلم أنه من يهود إسرائيل الذين يؤمنون بحقوق الشعب الفلسطينى، ويعبرون عن حقيقة أن الشعبين الموجودين على أرض فلسطين إما أن يعيشا معاً أو يموتا معاً. إنه فيلم أمريكى لمخرج إسرائيلى، لكن هويته فلسطينية خالصة.

يبدأ الفيلم، الذى اشترك فى تصويره بالألوان، هانا أبوسعدة ويورام ميلو بما يعرف فى النقد العربى بـ«براعة الاستهلال»، فأثناء كتابة العناوين على الشاشة نرى وثائق الاعتراف بدولة إسرائيل فى الأمم المتحدة، ثم الاعتراف بدولة فلسطين عام ٢٠١١. وبعد العناوين نعود إلى الماضى عام ٢٠٠٤ عندما ألقى أوباما خطابه فى جامعة القاهرة وأعلن تأييد حل الدولتين، ونرى لقطة عامة للجدار العازل من أعلى ويكتب على الشاشة من اليمين فلسطين، ومن اليسار إسرائيل. وفى عام ٢٠٠٧ يكلف الرئيس الفلسطينى، محمود عباس، الخبير الاقتصادى سلام فياض برئاسة مجلس وزراء فلسطين. وابتداء من ٢٠٠٩ تبدأ السلطة الوطنية تنفيذ خطة لمدة عامين لبناء مؤسسات الدولة وإعادة بناء القائم منها، تمهيداً للتقدم بطلب الاعتراف الدولى بها. أو على حد قول فياض فى الفيلم: «إذا لم تكن هناك مؤسسات لا توجد دولة، وإذا لم تكن هناك دولة، فما الذى سنطالب العالم أن يعترف به. لابد أن نثبت أن الشعب الفلسطينى قادر على أن يحكم نفسه، ويحكم علاقته مع الآخرين».

عامان من التاريخ

كل أحداث الفيلم تدور بين عامى ٢٠٠٩ و٢٠١١ عن خطة عباس- فياض لبناء الدولة الفلسطينية، من بناء الوزارات والمجالس والمدارس والمستشفيات، إلى بناء المراكز الثقافية والرياضية، ومن وضع القوانين والتشريعات، إلى تكوين الفريق الوطنى لكرة القدم، ومن تنظيم وتدريب الشرطة، إلى تطوير ودعم العلاقات مع مختلف الدول.

ويوضح الفيلم مدى الصعوبات التى واجهت عملية البناء ولاتزال، وأهمها استيلاء حماس، التى تمثل اليمين الدينى الإسلامى الذى يرفض حل الدولتين، على السلطة فى قطاع غزة، وتولى اليمين الدينى اليهودى الحكم فى إسرائيل فى نفس الوقت، والذى يرفض حل الدولتين بدوره. وكما يتمثل رفض حماس السلام فى إنشاء مجموعات مسلحة من نحو ربع مليون فرد، يتمثل رفض اليمين الحاكم فى إسرائيل للسلام فى استمرار بناء مستوطنات جديدة على أراضى الفلسطينيين حتى إن عدد المستوطنين الجدد، منذ اتفاقية أوسلو، وصل إلى أكثر من نصف مليون مستوطن. وهذا الوضع نموذج لصحة المقولة الكلاسيكية عن التقاء اليمين الدينى من كلا الطرفين فى أى صراع سياسى، تماماً كما يلتقى أقصى اليسار مع أقصى اليمين.

وفى مقابل هذه الصعوبات يوضح الفيلم الدعم الدولى الكبير لبناء الدولة الفلسطينية، خاصة من أوروبا، والدور البارز لهيئة الأمم المتحدة ومنظماتها فى ذلك. إنه فيلم عن عامين من تاريخ كفاح الشعب الفلسطينى من أجل الحصول على حقوقه المشروعة، ومن تاريخ كفاح المؤمنين بالسلام من طرفى الصراع والمؤيدين لهم فى كل مكان حتى تمت الموافقة على اعتراف الأمم المتحدة بالدولة ١٩٤ من أغلب الدول الأعضاء. يقول فياض: «كل طلقة تخرج من سلاح غير سلاح السلطة الوطنية هى ضد المشروع الوطنى الفلسطينى».

وإلى جانب الدعم الدولى، هناك أيضاً دور الأجيال الجديدة من شباب الإنترنت سواء الفلسطينيين أو الإسرائيليين، ودور ثورات الربيع العربى التى بدأت فى يناير ٢٠١١، ويعتبر الفيلم أن الاعتراف بدولة فلسطين فى سبتمبر كان من ثمار تلك الثورات التى جعلت ملايين الناس فى العالم يغيرون صورة العربى المسلم السائدة. وفى آخر لقطات الفيلم يقول فياض إنه متفائل.

وثائق الأرشيف وتوثيق الواقع

يجمع أسلوب الإخراج ببراعة بين وثائق الأرشيف المصورة بالأبيض والأسود، وتوثيق الواقع فى اللقطات المصورة بالألوان خصيصاً للفيلم، والمحاورات التى تدور من وراء الكاميرا مع عشرات الشخصيات من الطرفين ومن الأطراف الدولية. هناك وثائق سينمائية عن الحروب العربية الإسرائيلية من ١٩٤٨ إلى ١٩٧٣، ووثائق تليفزيونية عن مظاهرات أنصار السلام فى إسرائيل وعنف الشرطة الإسرائيلية فى مواجهتها، وهناك محاورات مع شخصيات سياسية وأخرى مع أناس عاديين مثل الإسرائيلى الذى قتل ابنه والفلسطينى الذى قتلت ابنته، اللذين كونا معاً جمعية باسم «تجمع الآباء».

ويستخدم المخرج كتابة المعلومات على الشاشة بدقة وإيجاز بدلاً من التعليق، ويجعل مشاهدة الفيلم متعة فنية رغم موضوعه. ويقوم المونتاج بدور رئيسى فى هذا، والذى اشترك فيه بريان جونسون وآرييل سيتون، وكذلك موسيقى ميشيل بروك ذات الطابع الشرقى. وربما هناك عشر دقائق زائدة من مدة الفيلم البالغة ٩٨ دقيقة، لكنها لا تضعف من تأثيره. وربما هناك مبالغة فى التركيز على دور سلام فياض، وإحساس قد ينتاب البعض بأنه فيلم عن الحكام أكثر منه عن المحكومين، لكنه يظل من الأفلام التسجيلية الكبيرة.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

11/02/2013

اليوم إيزابيللا روسيللينى تتسلم جائزة «كاميرا البرلينالى»

بقلم سمير فريد

«كاميرا البرلينالى» جائزة خاصة تمنحها إدارة مهرجان برلين كل سنة منذ عام ١٩٨٦ لفنان سينمائى عن مجموع أعماله، وفى بعض السنوات يفوز بها أكثر من فنان، كما هو الحال هذا العام، حيث فازت بها الممثلة والنجمة الإيطالية العالمية إيزابيللا روسيللينى، وهى ابنة اثنين من رموز السينما فى كل تاريخها، المخرج الإيطالى روبرتو روسيللينى والممثلة السويدية إنجريد برجمان، وفاز بها أيضاً كاتب السيناريو الألمانى روسا فون برايونهايم. وفى حفل خاص يقام مساء اليوم يتسلم كل منهما الجائزة.

الفن المركب فى «الملتقى»

يتكون برنامج «الملتقى» من ثلاثة أقسام هى: البرنامج الرئيسى، والبرنامج التاريخى، وبرنامج «امتداد الملتقى»، الذى يقدم عروضاً لأعمال من الفن المركب (سينما ورسم ونحت وفيديو وفوتوغرافيا).

وفى «امتداد الملتقى» هذا العام أربعة أعمال من العالم العربى، منها عملان من مصر وعمل من لبنان وعمل من الإمارات. أما العملان المصريان، فأحدهما تشترك فيه فنانة السينما التسجيلية الكبيرة عطيات الأبنودى مع الفنان بول جيتاى، مؤسس «مركز الصورة» فى القاهرة، وعنوانه «كافيتريا»، والعمل المصرى الآخر للفنان مالك حلمى، وعنوانه «تسجيلات من دولة مثيرة: الجزء الثالث». وأما العمل اللبنانى فهو «أحلام بيبى»، للفنان على شيرى، ومن الإمارات «أبعد مما ترى العين» للفنانة بسمة الشريف عن الحياة فى غزة، وتقول صاحبته: «لقد أصبحت غزة مصغرا للتعبير عن انهيار الحضارة الإنسانية».

سوق الإنتاج المشترك

عندما تولى ديتركوسليك إدارة مهرجان برلين ابتكر ثلاث مؤسسات جديدة تتبع المهرجان هى: صندوق دعم السينما العالمية، وسوق الإنتاج المشترك، ومخيمات المواهب، والكلمة تترجم أحياناً معسكرات، لكن الكلمة فى العربية ترتبط بالتدريبات العسكرية، بينما المقصود هنا التدريبات السينمائية.

قدم صندوق دعم السينما العالمية منذ عام ٢٠٠٤ دعماً مالياً لعدد ١٠٦ مشروعات من بين ١٨٧٩ مشروعاً تقدمت للحصول على الدعم. والصندوق يختص أساساً بدعم المشروعات المقدمة من صناعات السينما الصغيرة والمتوسطة فى أفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط ودول وسط وجنوب آسيا.

أما سوق الإنتاج المشترك فقد أنجزت ١٤٠ مشروعاً فى نفس الفترة. وفى السوق العاشرة هذا العام ٣٨ مشروعاً مختاراً من مجموع ٣١٨ تقدمت للسوق، ومن بين المشروعات المختارة واحد من العالم العربى، وهو مشروع الفيلم الأردنى «ذيل الكلب» تأليف وإخراج رامى ياسين. وفى هذا العام، تم اختيار ٧ شركات من ٧ دول هى ألمانيا وفرنسا والنرويج وهولندا وكندا والبرازيل ومصر (شركة محمد حفظى «فيلم كلينيك»)، وذلك باعتبارها شركات متميزة فى مجال الإنتاج المشترك. وينظم السوق أكثر من ألف لقاء بين ممثلى نحو ٥٠٠ شركة وبين أصحاب المشروعات الـ ٣٨. وفى العام الماضى، أضاف مدير مهرجان برلين إلى سوق الإنتاج المشترك برنامج «إقامة برلين»، حيث تتم استضافة خمسة من أصحاب المشروعات المختارة للإقامة فى برلين عدة شهور لاستكمال مشروعاتهم.

من مكتبة الإسكندرية إلى مخيمات المواهب

«مخيمات المواهب» القسم الوحيد من نوعه فى مهرجانات السينما فى العالم، حيث يتم اختيار أكثر من ٣٠٠ من السينمائيين الشباب من مختلف الدول للاجتماع والحوار ومشاهدة مختارات من أفلام المهرجان ومناقشاتها مع المخرجين، والاشتراك فى ندوات مع كبار السينمائيين، والاستماع إلى محاضرات علمية وعملية من خبراء دوليين.

وقد سبق أن اشترك فى «مخيمات المواهب» عدد من شباب السينما فى مصر مثل: مروان حامد وأحمد عاطف ونيفين شلبى وعماد مبروك وغيرهم. وفى هذا العام يشترك أحمد نبيل، منسق البرامج السينمائية فى مكتبة الإسكندرية، وأحد مخرجى السينما المستقلة فى المدينة. ويشترك من مصر أيضاً المنتج حسام علوان والمخرجان أحمد عامر وعبدالله الغالى. ويشترك من دول عربية أخرى كرستيان عيد وغيث الأمير وجو حرفوش وميرا الكوسة من لبنان، ونورا الشريف من الأردن، وأمين هاتو من الجزائر، ومهاسينيا لحشادى من المغرب، أى ١١ شاباً وشابة من صناع السينما العربية فى المستقبل.

الماضى والحاضر

ومثل أغلب مهرجانات السينما فى العالم، يهتم مهرجان برلين بعرض نسخ جديدة مرممة لمختارات من تاريخ السينما فى برنامجين: البرنامج التاريخى للمهرجان والبرنامج التاريخى للملتقى، وفى هذا العام ولأول مرة، أضيف برنامج ثالث بعنوان «كلاسيكيات البرلينالى»، وهو نفس عنوان البرنامج المماثل فى مهرجان كان، وهو «كلاسيكيات كان».

موضوع البرنامج التاريخى هذا العام صناع السينما فى «جمهورية فايمر» الألمانية التى بدأت بعد الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٨ وانتهت مع تولى النازى للسلطة عام ١٩٣٣. وفى البرنامج التاريخى للملتقى ٩ أفلام من أمريكا وفرنسا والهند وكوريا قبل التقسيم، وفى «كلاسيكيات البرلينالى» خمسة أفلام: ٣ أمريكية وفيلم يابانى وفيلم ألمانى. وهكذا يتكامل الماضى ويتفاعل مع الحاضر، ومن ينسى التاريخ لا يستطيع صناعة المستقبل.

المصري اليوم في

09/02/2013

 

«برلين» in the mood for stars

يزن الأشقر  

أعمال هوليوودية ضخمة، وثيمات معاصرة وإشكالية أوّلها المثلية في قلب الكنيسة الكاثوليكية أو مكيافيلية الرأسمالية... الدورة الـ 63 من «مهرجان برلين السينمائي الدولي» زاخرة بالنجوم الفرنسيين والأميركيين، يرأسها المخرج وونغ كار واي

برلين هي القِبلة السينمائية في هذا الوقت من السنة. في دورته الثالثة والستين، يعدنا «مهرجان برلين السينمائي الدولي» بنسخة زخمة تسلّط الأضواء على مشاكل العالم. الدورة التي انطلقت في السابع من الشهر الحالي وتستمر حتى الـ 17 منه، تضمّ أكثر من 400 فيلم من بينها أعمال هوليوودية ضخمة، وآخر إنتاجات السينما الأوروبية التي تطرح ثيمات معاصرة وإشكالية أوّلها المثلية في قلب الكنيسة الكاثوليكية أو استغلال أراضي مواطنين طاولتهم الأزمة الاقتصادية العالمية.

عشرة أيام يغلب عليها الطابع السياسي عززه افتتاح صاخب على السجادة الحمراء: أسماء مهمة متوزعة على البرامج، وإن لم تكن بزخم «مهرجان كان». الحضور العربي يتركز خارج المسابقة الرسمية كما كان عليه في الدورة السابقة. لم يسعف السينما العربية ما تشهده بلدانها من أحداث سياسية لتقدم شيئاً جديراً بـ«الدب الذهبي». اختار «البرليناله» هذه السنة التركيز على الأزمات التي تعصف بالعالم سياسياً واقتصادياً. 19 فيلماً تتنافس على دب برلين الذهبي في المسابقة الرسمية مع حضور قوي لأوروبا والولايات المتحدة، وحضور خجول لآسيا. الافتتاح جاء كأنّما ليعزز الجو السياسي للمهرجان. اقتحمت حركة Femen النسوية الأوكرانية السجادة فجأة، وانتشرت متظاهرات عاريات الصدر ومطليات بشعارات منددة بختان الإناث، قبل أن يتدارك رجال الأمن الموقف ويأخذوهن خارجاً.

في المسابقة الرسمية، خلطة من الأسماء اللامعة والشابة. من الأعمال التي تشهد عرضها العالمي الأول فيلم الأميركي غس فان سنت «أرض الميعاد» مع مات دايمون. الشريط يحكي قصة موظف في شركة نفطية يتفاوض على شراء أراضي مواطنين في شمال شرق الولايات المتحدة بهدف إنشاء محطة لاستخراج الغاز عليها. يواصل المخرج الأميركي المسعى النضالي الذي اتخذته أفلامه الأخيرة بدءاً من «ميلك». لكن رويداً، سنلاحظ أنّ الشريط لا يدخل في النواحي البيئية، بقدر ما يقدم مرافعة ضد الأسلوب المكيافيلي الذي تعتمده الشركات والرأسمالية. في السباق إلى «الدب الذهبي» أيضاً، يأتي الأميركي ستيفن سودربيرغ بجديده «آثار جانبية». مع جود لو وكاثرين زيتا جونز، نحن أمام فيلم إثارة وجريمة أسود حول الصناعة الصيدلانية المستخدمة في علاج الأمراض النفسية. أميركي آخر يحضر في السباق هو فريدريك بوند وفيلمه The Necessary Death of Charlie Countryman مع شيا لابوف وايفن راشيل وود ومادز ميكلسون. فرنسياً، تشارك ثلاثة أفلام في «البرليناله» أولها «كاميل كلوديل 1915» لبرونو دومون من بطولة جولييت بينوش. بعد 25 عاماً على تجسيد إيزابيل أدجاني شخصية النحاتة الفرنسية، ها هي ممثلة أخرى تؤدي هذه الشخصية مع مخرج اشتهر بأسلوبه العنيف والمصقول. يركز الشريط على جزء من حياة كاميل عندما قبعت في مصح في جنوب فرنسا عام 1915. المخرجة والممثلة الفرنسية إيمانويل بيركو تقدّم «تمضي» حيث كاترين دونوف امرأة ستينية تواجه الفشل تلو الآخر. وأخيراً، نشاهد «الراهبة» لغيّوم نيكلو الذي يخوض في خيارات فنية جريئة. فتاة تُجبر على دخول الدير حيث تواجه شريعة الغاب وقساوة رئيسة الدير، ستحاول ما تستطيعه لنيل حريتها مجدداً. في أجواء الاكليروس أيضاً، يدور فيلم البولونية مالغوسكا شوموفسكا «باسم الـ...» الذي تجري أحداثه في قرية وتتمحور حول كاهنها المثلي الجذّاب. إحدى مفاجآت المسابقة هي مشاركة المخرج الإيراني جعفر بناهي بفيلمه الجديد «الستارة المغلقة» الذي أخرجه بسرية في حبكة سينمائية تتحدى الحظر المفروض عليه من السلطات الإيرانية.

الحضور العربي خجول كالعادة في المهرجانات الدولية. في التظاهرات الموازية لـ«برلين»، يُعرض شريط الفلسطيني مهدي فليفل الوثائقي «عالم ليس لنا» الذي نال ثلاث جوائز في الدورة الأخيرة من «مهرجان أبو ظبي السينمائي». يحكي الشريط قصة ثلاثة أجيال لعائلة من مخيم عين الحلوة. وتشارك الفلسطينية آن ماري جاسر بجديدها «لما شفتك»، والإمارات في إنتاج «الانتظار» للإيطالي ماريو ريتزي عن مخيم الزعتري للاجئين السوريين، إضافة إلى عرض الوثائقي القديم «خطوة خطوة» للسوري أسامة محمد.

الأصداء النقدية تجاه الأفلام المرتقبة بدأت تتوالى. رئيس لجنة التحكيم هذه الدورة المخرج الصيني وونغ كار واي، يشارك بفيلمه الملحمي The Grand Master خارج المسابقة. استقبل النقّاد بحذر الفيلم الذي يسلط الضوء على الفنون القتالية في الثلاثينيات من خلال رواية معلمها أب مان. فيما لقي الجزء الثالث من ثلاثية «الجنة» الذي يحمل عنوان «الأمل» للنمساوي أولريش سيدل، تفاوتاً في ردود الفعل رجّح كفة الخيبة. عروض مهمة ومتنوعة هذه السنة بثيماتها الجادة، والجميع في انتظار حكم كار واي وزملائه.

http://www.berlinale.de/en/HomePage.html

لجنة التحكيم

يرأس لجنة تحكيم الدورة الـ 63 من «مهرجان برلين» المخرج وونغ كار واي صاحب «في مزاج للحب». ويشارك في عضوية لجنة التحكيم المخرج والممثل الحائز جائزة أوسكار تيم روبنز، والمخرجة الإيرانية شيرين نشأت، واليونانية أثينا رايتشل تسانغاري، والدنماركية سوزان بير، والألماني أندرياس دريسن، والأميركية إلين كوراس.

الأخبار اللبنانية في

11/02/2013

 

حضور عربي بكاميرا نسائية بمهرجان برلين

ابتسام عازم-برلين 

لم يمنع طقس برلين الشديد البرودة محبي السينما من الوقوف لساعات أمام شبابيك التذاكر للحصول على فرصة مشاهدة أحد الأفلام المدرجة بمهرجانها السينمائي الدولي. وقد أتاح "برلينالي" للجمهور العربي إمكانية مشاهدة عدد من الأفلام العربية التي جاء أغلبها بعدسات نسائية.

وتعرض في الدورة 63 للمهرجان -الذي يعد الأكبر في العالم- 404 أفلام، منها 19 تشارك ضمن المسابقة الرسمية. كما تعرض الأفلام المستقلة ومن بينها الأفلام العربية، التي غابت عن المسابقة الرسمية ضمن فئات عديدة أخرى مثل "بانوراما" و"فوروم" وفئة الأفلام القصيرة.

وتحضر القضية الفلسطينية بأفلام عدة من ضمنها الفيلم الروائي "لما شفتك" للمخرجة آن ماري جاسر، وهو من إنتاج فلسطيني أردني إماراتي مشترك، ضمن تظاهرة "فوروم". وشهد الفيلم إقبالا شديدا إذ نفدت مبكرا جميع تذاكر العرض الأول للفيلم في المهرجان.

كاميرا المرأة

وسبق أن عُرض الفيلم ضمن مهرجان أبو ظبي وحصل على جائزة أحسن فيلم عربي في مسابقة "آفاق جديدة" للمهرجان. وتدور أحداثه في عام 1967 في مخيم للاجئين الفلسطينيين في الأردن.

ويطرح "لما شفتك" قصة الطفل طارق الذي يصل إلى المخيم مع والدته، وينتظر الاثنان التحاق الأب بهما لكن الطفل يمل من الانتظار ومن الظروف المحيطة به ليبدأ رحلة العودة إلى فلسطين، والتي تأخذه إلى الفدائيين.

وضمن تظاهرة "بانوراما" تعرض المخرجة الكندية أنايس باربو لافيته فيلم "إن شاء الله" لتسرد قصة طبيبة من مقاطعة كيبيك تعمل في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، والعلاقة التي نشأت بينها وبين إحدى العائلات الفلسطينية هناك.

وتشارك المخرجة السعودية عهد بفيلمها "حرمة" (إنتاج سعودي فرنسي) ضمن فئة الأفلام القصيرة. ويعد الفيلم الأول للممثلة والمخرجة السعودية، وصوّرته داخل السعودية. وتدور أحداثه حول حامل تفقد زوجها بصورة مفاجئة لتجد نفسها محاطة كأرملة بقيود وقوانين لا تضمن لها أي عيش كريم وتصبح حياتها كابوسا تحاول عدم الاستسلام له.

ويتطرق الفيلم للكثير من المواضيع الحساسة في السعودية، ليس فقط الظلم الواقع على النساء، بل موضوع الفقر في البلاد، والمحنة التي يواجهها أولئك الذين يولدون دون هوية ولا أمل لهم في الحصول على الجنسية. وتنجح المخرجة السعودية الشابة خلال 37 دقيقة في شد المشاهد بحساسية وعمق ودون قوالب جاهزة لتعالج مواضيع شائكة بحبكة سينمائية محكمة.

وتحضر المخرجة المصرية هالة محمد بفيلمها الروائي "الخروج للنهار" (إنتاج2012 ) ضمن تظاهرة "فوروم"، والفيلم هو الأول للطفي بعد أفلام وثائقية عديدة. وكان الفيلم قد حصل على جائزة أفضل إخراج في مسابقة "آفاق جديدة" بمهرجان أبو ظبي العام الماضي.

وتدور أحداث الفيلم في 24 ساعة لتصور معاناة أم وابنتها في الاعتناء بأب مقعد، ونجحت المخرجة في إقناع المشاهد بصدقية الأداء -رغم أن الممثلين هواة- ونقل الأعباء الإنسانية للشخصيات الثلاث، لكن الفيلم يعاني من الإيقاع البطيء.

قضايا إنسانية

ويشارك المخرج العراقي مهند حيال في فئة الأفلام القصيرة بفيلمه "عيد ميلاد سعيد" من إنتاج عراقي بريطاني هولندي مشترك. ويعالج الفيلم قصة طفل في الخامسة من عمره يرافق والدته في يوم عيد ميلاده لزيارة قبر أبيه، وهناك وفي أثناء لعبه وتجواله بين القبور، يكتشف صورة لطفلة من عمره موضوعة على قبرها. فيبدأ باللعب معها حول قبرها وكأنها حية.

أما المخرج الإيطالي ماريو ريتسي فيرافق في فيلمه الوثائقي "الانتظار" (إنتاج إماراتي إيطالي مشترك) أرملة سورية من حمص، خلال سبعة أسابيع أمضاها في مخيم الزعتري للاجئين السوريين. ويحاول من خلال فيلمه تسليط الضوء على المعاناة الإنسانية التي تعيشها هي ومئات الآلاف من اللاجئين السوريين.

وحضرت سوريا كذلك عبر المخرج أسامة محمد في فيلمه "خطوة خطوة" (إنتاج سوري 1987)، ورغم مرور ثلاث عقود على إنتاجه فإن أسئلته تبدو اليوم راهنة أكثر من أي وقت مضى في السياق السوري، فالفيلم يطرح سؤال إطاعة المجندين العمياء لقادتهم وكيف أن بيئة من الحرمان والعسكرة والعنف تؤدي إلى التهام البلد لأبنائه.

المصدر:الجزيرة

الجزيرة نت في

11/02/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)