حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان دبي السينمائي الدولي التاسع ـ 2012

جمعت 3 مخرجات من الإمارات واليمن والسعودية

التجارب السينمائية للمرأة الخليجية في ندوة

سينما المرأة الخليجية كانت حاضرة في هذه الدورة من المهرجان عبر ندوة حوارية أقيمت على هامشه جمعت كلاً من المخرجة السينمائية الإماراتية نايلة الخاجة واليمنية خديجة السلامي، والسعودية هيفاء المنصور حيث تحدثن عن تجاربهن مع واقع السينما في الخليج والساحة العامة، وعن شجونهن، ومصاعبهن، وتقبل المرأة الخليجية في مجتمع شرقي ذكوري .

في البداية وجهت ميسون عزام مقدمة في قناة العربية مجموعة من المحاور إلى المخرجات الثلاث وكانت البداية حول إن كانت المرأة الإماراتية الأكثر حظاً سينمائياً في الخليج؟ وما مدى تأثير المجتمع والأسرة في قراراتها وحريتها في خوض تجربة العمل السينمائي؟

أجابت المخرجة الإماراتية نائلة الخاجة موضحة عدة نقاط حول تأثير العائلة والبيئة على مناخ السينما في الإمارات والعوامل الإيجابية والسلبية التي تحدد قرارات المرأة الإماراتية، متحدثة عن تجربتها الشخصية، وكل ما مرت به من عوائق وصعوبات وقالت: دولة الإمارات رحبت بكل الفنون على اختلاف أنواعها، وعندما نتحدث عن السينما لا يطول الحديث عن المناخ العام لهذه الصناعة، لأنها موجودة في الإمارات التي خصصت مهرجانات وأنشطة وفعاليات خاصة بنشر هذه الصناعة محلياً وعالمياً، على عكس بعض البلدان الخليجية التي لاتزال تدور في حيز ضيق جداً مثل السعودية واليمن، التي لا توجد بهما دور عرض أفلام سينمائية، أما في الإمارات فالوضع مختلف تماماً لما تشهده من انفتاح وتطور في شتى الميادين، وبخصوص تجربة المرأة الإماراتية فأستطيع تشبيه تعاطيها مع السينما كأنها أمام طاولة كبيرة عليها أطيب وألذ المأكولات لكنها لا تستطيع أن تصل إلى بعض الأصناف، والسبب في ذلك هو عدم تقبل الأهل لفكرة دخول المرأة في هذا المجال، بالرغم من تشجيع الحكومة لها وانفتاح البيئة الثقافية والفكرية وتعدد الجنسيات الذي يلعب دوراً محورياً لكن الأهل يقفون عائقاً أمامها .

وتضيف: لم يكن الطريق أمامي مفرشاً بالورود لكن إصراري وحبي لعالم السينما والإخراج جعلني أحذف كلمة مستحيل من قاموسي، فأنا تأثرت بوالدي كثيراً الذي يعشق السينما ومتابعة الأفلام، وعندما أخبرته عن رغبتي في دراسة الإخراج السينمائي لم يوافق لأنه رسم شخصيتي كطبيبة وليس كمخرجة سينمائية، في حين أن إخوتي أتيحت لهم الفرصة للسفر إلى الخارج وإكمال تعليمهم أما أنا فكان الأمر بالنسبة لعائلتي معقداً جداً وبشروط مثل دراسة الإخراج في حالة وفاتهم، وأن يكون لي حرية الاختيار والسفر لو كنت متزوجة، ولأنني أشعر برغبة جامحة في دراسة هذا المجال في الخارج تعرفت بعد أسبوعين إلى صديق طلبت منه أن يتزوجني ويساعدني على تحقيق حلمي، مع أنني لم أكن أملك المال الكافي، لذا لجأت إلى بيع سيارتي المرسيدس وتم الزواج والسفر، وتلقى زوجي في اليوم السادس من زواجنا فرصة ذهبية للعمل في شرطة دبي، وبعد أربع سنوات انفصلنا وعندما أتذكر بداياتي عندما كان عمري 21 عاماً وأقارنها بوضعي الحالي، وأنا في سن 34 عاماً يزيد يقيني بأن المرأة الإماراتية مع الإرادة والتصميم على تحقيق أهدافها ستصل إلى مبتغاها .

وعن كيفية اختراقها السوق الإماراتي روت الخاجة تجربتها من البداية إلى أن أصبحت مثالاً مهماً للمرأة الفاعلة في مجال السينما: عندما عدت إلى الإمارات كنت أحمل دراستي فقط لكنني لا أملك خبرة في الإخراج السينمائي، وبدأت أخترق السوق الإماراتي من زاوبة حبي للعمل التجاري الذي وضعني في تحد حقيقي مع نفسي فأمامي ستة أشهر ستحدد مكانتي التجارية في مجال الإعلانات وعلى جذب زبائن وجهات وشركات تفعل عمل الشركة وتدفعها إلى الأمام، ومع خطة عمل معينة بدأت أدعو الشركات والأفراد إلى أنشطة وحفلات تفتح أمامهم المجال لتقوية جسور التواصل والعمل المشترك، وبالنسبة لي كان نجاحي التجاري في سوق الإعلانات هو سر نجاحاتي المتتالية حيث بدأت بإعلان لوكالة مارسيدس، وبعدها توالت العقود والأعمال التي قادتني إلى تصوير الأفلام القصيرة ومع الوقت شعرت بأن جميع الأبواب الموصدة فتحت أمامي، وأنا حالياً بصدد الإعداد لأول فيلم روائي طويل سيكون بداية مختلفة في عالم السينما، وتتابع: أنا لست متحيزة للمرأة كونها هي من صنعت الفيلم أبداً، فأنا مع الفيلم ذاته إن كان غنياً فكرياً وفيه احتراف سينمائي بغض النظر عن التعاطف المباشر مع المرأة، وأتضايق كثيراً مع تمييز المرأة عن الرجل وتخصيص لها يوم سنوي للاحتفال به، لأنها امرأة فاليوم نحن نعيش عصر الإنجاز والمادة الإبداعية التي يقدمها الرجل أو المرأة فلا فرق بينهما، إنما قد تؤثر إنتاجات المرأة السينمائية وتكرار نشاطاتها في هذا المجال في إيجاد مفاهيم جديدة للتعامل مع عملها السينمائي .

للبيئة والمجتمع الذي تعيش فيه المراة الإماراتية كل الأثر في رؤاها السينمائية كما قالت الخاجة، فالعمل السينمائي الذي يصدر من الإمارات يختلف عن العمل السينمائي الذي يخرج من فرنسا مثلاً، وأشارت إلى مسألة مهمة وهي نظرة الجيل الجديد وتفاعلهم مع التجارب الإماراتية فمن خلال الالتزام بأعراف المجتمع الإماراتي وعاداته وتقاليده بعيداً عن الجرأة الصارخة ستنتقل الأجيال القادمة إلى تقبل إيجابي لخوض تجربة الاندماج السينمائي، وما سوف يساعدهم أكثر هو تشجيع العائلة لهم وهذا لن يأتي إلا بالتزامنا نحن الإماراتيات بنهج سينمائي صحي يسهل لنا التطرق إلى كل القضايا والهموم والآمال المجتمعية لكن من دون تجريح ولا جرأة مرفوضة فهناك ألف طريقة وطريقة للتعبير عن أهم القضايا وأخطرها لكن بأسلوب مريح اجتماعياً يتقبله الجميع .

هيفاء المنصور هي أول مخرجة سعودية تخرجت في الجامعة الأمريكية في القاهرة وحاصلة على درجة الماجستير من جامهة سيدني في الإخراج والسينما، وحصلت على جوائز عالمية عديدة، وتعتبر من الشخصيات المؤثرة جداً في المجتمع السعودي، وعن درجة التأثير والتأثر بمجتمعها السعودي تحدثت المنصور من خلال تجربتها السينمائية التي عرضت في المهرجان “وجدة” وانعكاسات عملها كامرأة خليجية اخترقت عالم السينما بقوة، وقالت: بداية أحترم بيئتي وعادات مجتمعي في السعودية في كل كتاباتي السينمائية، ولا أنكر أنه يوجد في السعودية تناقض الأفراد في تقبل كل ما تكتب المرأة السعودية والتفاعل معه، لكن عندما يخرج عمل من سعودية تثار حوله بعض النقاط، وأود الإشارة إلى تجارب السينما الإيرانية التي تتميز بذكاء حاد في طرح الموضوع أو القضية المجتمعية فبعيد عن الإشارة المباشرة في بعض الموضوعات الحساسة يتفنن المخرجون الإيرانيون في لفت نظر المشاهد حول الفكرة ومرادها لكن بأسلوب محافظ غير خادش للحياء، وأنا لا أرى في فيلم “وجدة” أي تجاوز لكنني أشرت إلى الفتاة والمرأة السعودية وهي مراهقة كيف تتعامل مع أحلامها، وكيف يتعاطى المجتمع المحافظ معها، وأود الإشارة إلى أن هناك تغييرات جذرية لمنطق تفكير السعودية بدءاً من مراهقتها حيث تكون في هذا العمر مقبلة على الحياة وطموحة وحالمة وتمتلك إمكانات مذهلة، لكن ما إن تخرج من المراهقة وتصل إلى عمر معين حتى يبدأ تفكيرها ينحصر في الزواج فقط، وهنا لا أقصد أن الزواج غير مهم لكن انغلاق المرأة السعودية بعد الزواج يحدد فاعليتها وتأثيرها في المجتمع مع أنها لديها طاقات خلاقة والسبب الأول في هذا التغيير القيود المجتمعية التي تنظر إلى المرأة من زوايا محدودة ضيقة الآفاق .

وعن عمل الرجل السينمائي وتعاطيه مع قضية نسائية وكيفية طرحها في أفلامه أضافت المنصور أن الرجل السينمائي له تجارب رائعة وحاضرة تجاه المرأة بشكل عام لكن تبقى المرأة الأقدر على طرح قضيتها في السينما والتفاعل معها بكل شفافية وخصوصية تميزها عن رؤية الرجل .

هل الحديث عن المرأة السعودية في السينما هو ورقة رابحة يستفيد منها الغرب، أم أن هناك شروطاً ومعايير تصنف الأعمال السينمائية لدى الشركات الأجنبية، تجيب المنصور عن هذه الأسئلة حيث قالت: لا يعتبر الغرب الحديث عن المرأة السعودية أمراً لافتاً أو يستدعي قبوله على أساس أنه سعودي، بل على العكس إطلاقاً ومن خلال تجربتي الشخصية في عمل “وجدة” لم يكن الطريق أمامي سهلاً في إقناع الشركة الألمانية التي أنتجت الفيلم لأن السيناريو عندما قدمته اعتبروه ركيكاً ولم يقبل من أول طرح إلى أن تمت إعادة صياغته وحبكته ثلاث مرات وما أود قوله هو السيناريو الغني والمترابط والهادف هو من يجذب السوق الغربية .

خديجة السلامي، هي أول مخرجة ومنتجة سينمائية يمنية تطرح جرأة لافتة في قضايا المرأة حيث شاركت في فيلمها “صرخة” المرأة اليمنية وروح الربيع العربي في تسجيل وثائقي سلط الضوء على المعاناة والإرادة والشجاعة التي تميزت بها المرأة اليمنية في الميدان ومع الثوار، وقالت عن عملها في السينما وتأثرها بعادات المجتمع اليمني على حياتها التي لم تكن سعيدة: الترمد هو من صنع مني سينمائية جريئة فقد تزوجت عندما كنت في عمر صغير جداً (11عاماً) وكانت عائلتي تقليدية جداً إلى أن تحولت إلى طفلة متمردة على المجتمع وسافرت إلى أمريكا (16عاماً) وبدأت مع نفسي رحلة الحياة التي لم تكن وردية، فمن الألم والظلم والتشدد إلى الحرية والتعبير والانطلاقة، من خلال بوابة السينما التي عبّرت فيها عن كل ما أشعر به، وخطواتي في هذا المجال كانت جهوداً ذاتية كنت أحمل كاميرتي وأصور الناس في الشارع اليمني، ومع أنني أعلم بمدى المخاطرة لكن ثمة شيء في داخلي يرفض الصمت ويصرخ بحق الحياة والمشاركة في المجتمع .

وأضافت عن انعكاسات تجاربها الجريئة على السينما اليمنية واليمنيين: المجتمع لا يقبل المرأة اليمنية السينمائية، لأنه تربى على مفاهيم مغلقة، ولأنني كنت أشعر بثورة داخلية تقودني إلى الحديث السينمائي المعلن، قررت خوض أي تجربة أحس بها من دون أن أشعر نفسي بأنني ضحية فصحيح أنني لم أكن محظوظة بطفولتي، إلا أن هذه المعاناة أصبحت نعمة وجعلت مني شخصاً آخر معطاء، وأذكر تجربة فيلم “أمينة” هذا الفيلم الذي صورت فيه نساء من السجن .

الخليج الإماراتية في

16/12/2012

يسلط الضوء على مشكلات المجتمع الأردني

"لما ضحكت موناليزا" خيوط متشابكة ومشاهده تدعو للبكاء

دبي - محمد هجرس

موناليزا لا تعرف الضحك وليس بمقدورها أن ترسم ابتسامة وهي تخطو نحو العمل في وظيفتها، ويستغرب كل من حولها بتلك الحياة التي تخلو تماماً من التعبير عن حب الحياة والناس، هذا ما يطرحه الفيلم الأردني .

“لما ضحكت موناليزا” للمخرج فادي حداد المتخصص في الانتاج الرقمي بالجامعة الأمريكية في دبي الذى قام بكتابة السيناريو والمونتاج أيضاً، ومن بطولة تهاني سليم، وهيفاء الأغا، ونادرة عمران، وسهى النجار، والممثل المصري شادي خلف . وهو عمل يسلط الضوء على السلبيات التي يعيشها المجتمع الأردني من خلال سيناريو بسيط تتشابك خيوطه التي تتمحور حول شقيقتان تعيشان مع بعضهما بعد وفاة الأم والأب من دون زواج، وتفرض الأخت الكبرى سطوتها على شقيقتها الصغرى التي لا تتحدث مع أحد وترفض الضحك خوفاً من الناس حتى يدق قلبها للحب لأحد المصريين الذين يعملون في المحيط الذي يعيشون فيه، وتخبر شقيقتها الكبرى بأنه يريد الزواج بها فتقابل منها بثورة كبيرة وتذكرها بأنها هجرت العالم من أجلها وداست على شبابها من أجل أن تحافظ عليها ورجتها أن تبتعد عن هؤلاء الرجال الذين حطموها، عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها، وتبدأ في الاعتراف لها بحكايتها التي لم تبح بها لأحد، لتتصاعد الأحداث التي تأخذ المشاهد إلى عوالم يعرفها ويسكت عنها .

التقينا أبطال الفيلم فاتفقوا على أنه نقلة كبيرة في حياتهم الفنية لأن العمل مع مخرج شاب مليء بالحماسة وبالأفكار الجديدة تجعلهم يقدمون أفضل مالديهم . تقول تهاني سليم التي أدت شخصية “موناليزا” إنها المرة الأولى التي أقوم فيها بمثل هذا الدور الجديد، الذي أعده تجسيداً لشريحة كبيرة من المجتمع الأردني لأن البطلة شاهدت من خلاله سلبيات هائلة يعيشها الناس، مشيرة إلى أن كل عمل فني يحاول عرض السلبيات من خلال الصورة المتحركة التي تخاطب الحواس البشرية، التي تتأثر بكل ما يعرض عليها بشرط أن ترى جانباً من حياتها في العرض، وهو ماحاولت ابرازه في شخصية موناليزا التي كانت مدخلاً للمجتمع الأردني، والتي لم تكن تعرف أن تبتسم حتى ولو مجاملة وتعيش مع أختها الكبيرة التي تخبرها بحبها لحمدي الذى يذكرها بأحلام مصر القديمة التي تغير من شخصيتها ورؤيتها للحياة والناس . وعن الصعوبات التي واجهتها تؤكد أنها انحصرت في كيفية البحث عن طرق جديدة في تقمص الشخصية والتعبير عنها دون ابتسامة، لأن مايقرب من 95 في المئة من المشاهد لا يوجد بها ضحك ولا حتى ابتسامة، إضافة الى التحول الذي يحدث لباقي الشخصيات تدفعها إلى عدم افتراض الصدق في أحد .

وترى هيفاء الأغا العمل مليء بالفلسفة الكئيبة التي يعيشها الناس دون الشعور بها، وأن شخصية الأخت الكبرى التي قامت بها في الفيلم ليست بالغريبة عليها رغم أنها شخصية تزخر بالكثير من التحديات لأنها ملأى بالألم والمعاناة حتى في الحوار الذي حاولت أن تأخذ من روحه لتضيف اليه أبعاداً أخرى كانت تراها في نفسها لذلك حافظت عليها، لأنها شخصية عاشت معاناة لمدة تزيد عن عشرين سنة في صمت من دون البوح لأحد وتبقى كاتمة لسرها وهو أنها كان لها حبيب واشترت فستان الزفاف لاتمام الزواج به لكنه يختفي بعد أن استطاع أن يأخذ منها كل ما كان يريده، وفي لحظة صدق منها مع شقيقتها تخرج لها فستان الزفاف وهي تحاول عدم الضغط عليه حتى يبقى على حاله وتنهار باكية في مشهد دفع كل من كان خلف الكاميرا إلى البكاء . وعن سبب تشبيه البعض لها في هذا المشهد والكثير من المشاهد بالممثلة المصرية الراحلة سناء جميل تؤكد أنها رغم الصداقة التي كانت بينهما والحب الذي لا يمكن ان يدانيه حب لها إلا أنها لا ترى ضرراً في ذلك حتى وان كانت تقلدها لأنها تعتبرها الاستاذة والمعلمة وحاولت كثيراً جرها إلى العمل في الدراما المصرية لكن ظروفها لم تساعدها على تحقيق ما كانت العظيمة الراحلة تتمناه . ولفتت إلى أنها لا تمثل ولا تتصنع حسب آراء الكثير من صناع السينما، لأنها قبل أي شيء تدرس الشخصية وأحيانا تقرأ عنها كثيراً وتعتمد بعد ذلك على العفوية الشديدة التي تتميز بها، ما يسبب لها معاناة شديدة بعد الانتهاء من التصوير لأنها لا تستطيع التخلص من الشخصية التي تؤديها .

ويرى فادي حداد أن العمل اسقاط على كل السلبيات الموجودة في وطنه الأردن وأنه يهدف من وراء العمل التفتيش في الدواخل الانسانية للعثور على أجمل ما في النفس وبأن الحياة لا تتوقف عند الفشل وعدم تحقيق النجاح .

الخليج الإماراتية في

16/12/2012

"ميسي بغداد" يعاد عرضه اليوم

هدف في مرمى المعاناة بساق واحدة

دبي - باسل عبد الكريم

يرتدي قميص برشلونة ويحمل الرقم ،10 استطاع بمهارات قدرية أن يراوغ الظروف، ويضع هدفاً في مرمى المعاناة، بعد فقدانه إحدى ساقيه أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق، ولكنها لم تتمكن من حرمانه من لمس الكرة . قصة حمودي الذي يقطن في إحدى المناطق الريفية في بغداد، والذي يمنّي النفس في أن يحذو حذو نجمه المفضل لاعب فريق برشلونة ليونيل ميسي، أثبت أن التحدي والإصرار يصنعان المعجزات، وبهما يتمكن الانسان من كسر الحواجز، الأمر الذي لفت اهتمام المخرج العراقي ساهم عمر خليفة الذي اختاره بطلاً لفيلمه الوثائقي “ميسي بغداد” الذي عرض أمس في مول الإمارات، ويعاد عرضه اليوم في الساعة الثالثة بعد الظهر .

الفيلم يجسد انعكاساً للكثير من معاناة اطفال العراق، فالحلم بالنسبة لبعضهم كما هو حال بطله، لا يتعدى الرغبة في مشاهدة مبارة لكرة القدم، وسط ظروف قهرية يصعب فيها حتى تأمين وسيلة المشاهدة (التلفزيون)، فالجهاز الوحيد في القرية يملكه والد حمودي، وهو السبب الوحيد الذي يدفع اطفال القرية للقبول بطفل بساق واحدة كلاعب اثناء لعبهم كرة القدم، وبعد ان تعطل التلفزيون طرد من الفريق، والجهاز الثاني يملكه شخص آخر يسمح للأطفال بمشاهدة المباريات بمقابل مادي، ولأنه مشجع لفريق ريال مدريد المنافس، حرمهم من متابعة المباريات، فحمودي لا يتوقف عن الصراخ كل مرة “ميسي افضل من رونالدو” . حرمان يدفع حمودي ورفاقه الى الاستمرار بحلمهم الاكبر في متابعة المبارة النهائية بين برشلونة وريال مدريد، وبالتحديد المواجهة الخاصة بين النجمين “كريستيانو رونالدو” و”ليونيل ميسي” . ارادة حمودي بالرغم من بتر قدمه دفعته لطلب المساعدة من والده للقبول بالتوجه إلى بغداد وتحمل مشقة الطريق وخطورته لإصلاح التلفزيون . في طريق العودة وعلى صوت أزيز الرصاص والتفجيرات والقتلى، قتل والد حمودي، الذي عاد وحيداً بالوسيط الذي سيحقق حلمه، تاركاً وراءه جثة والده، في دلالة سينمائية من المخرج، على ان آلة القتل عند اطفال العراق هي أحد المواقف الاعتيادية في حياتهم، ومحطة تكرر مرورهم بها . رسالة اخرى يجسدها الفيلم بشخصية حمودي الذي عاد للمنزل بساق واحدة ومعه التلفزيون لمتابعة المبارة، فلا صوت يعلو فوق صوت الإرادة، تلك هي الرسالة التي يحملها ذوو الاحتياجات الخاصة في حياتهم اليومية، فقد تتحول الإعاقة الجسدية أحياناً إلى حافزٍ معنوي ودافع للنجاح .

والفيلم حمل في اثناء عرضه، نجاحاً لافتاً بين الحضور، كما حظي باهتمام العديد من وسائل الإعلام في العاصمة الإسبانية مدريد، حيث اتخذت وسائل الإعلام هناك من هذا الفيلم مادة إعلامية دسمة، إذ أشادت العديد من الصحف الاسبانية مثل “الموندو ديبورتيفو” و”سبورت” و”ماركا”، بفكرة المخرج “ساهم خليفة” ونجاحه في إبراز الجانب الإنساني من خلال لعبة كرة القدم التي تسهم في التخفيف عن معاناة الأطفال وزرع الأمل في نفوسهم .

الخليج الإماراتية في

16/12/2012

انطلقت في القرن التاسع عشر ولاتزال غائبة عربياً

السينما التونسية مشكلات معقدة تبحث عن حلول

دبي - محمد هجرس

رغم أن تاريخ السينما التونسية يرجع إلى سنة من القرن التاسع عشر فإنها مازالت تجاهد لإيجاد مكانة متميزة على الخريطة السينمائية، وهو ما أتاحه لها مهرجان دبي السينمائي من خلال المشاركات السنوية في المسابقات والبرامج التي حصدت فيها العديد من الجوائز، وهي تشارك خلال هذه الدورة بثلاثة أفلام، الأول “نسمة ليل” للمخرج حميدة الباهي الذي ينافس في مسابقة المهر للأفلام الروائية الطويلة، والفيلم يتعرض للثورة التونسية من خلال شخصية يوسف التي ينتحلها شخص آخر، والثاني “يا من عاش” في مسابقة المهر للأفلام الوثائقية الذي يوثق للحياة الآن بأنها لم تتغير رغم الدم الذي سال في الشوارع، في حين أن الفيلم الأخير هو “صباط العيد” للمخرج أنيس لسود، والذي ينافس على جوائز المهر العربي للأفلام القصيرة .

في البداية تقول حميدة الباهي: السينما لم تكن بحاجة إلى الثورة حتى تعبر عن مطالب، لأنها كانت تعبر قبل ذلك بطرق مختلفة، لكن الثورة التي قامت في تونس هي من أكبر وأروع الثورات، لأنها كانت سلمية وكانت ثورة لشعب مثقف وواعٍ جعل العالم كله يرى مدى تحضره، ولابد من إدراك صناع السينما في العالم العربي أن الحرب الحقيقية الآن فكرية، تتطلب ضرورة توفير أكبر الإمكانات المادية لخلق صناعة سينما تقف بقوة مع السينما العالمية، كما يفعل الامريكيون والأوربيون .

وعن مشكلة السينما اليوم يقول أنيس لسود الوضع الحالي أميل إلى الإجابة بأن لا مستقبل للسينما التونسية التي ترزح تحت وطأة المشكلات . والمشاريع الكبيرة مثل إنشاء مركز وطني للسينما تقاد بمستوى أدنى من المتوسط من قبل السلطات العامة والسياسية . ورغم أن تونس تزخر بالطاقات الإبداعية ويتم إهدارها وهو ليس أمراً جديداً، لكنه قد يقود إلى الكارثة، لذا فإن من الملح أكثر من أي وقت مضى أن يوحد أهل المهنة مطالبهم وأحلامهم وأن يضعوا جانباً الخلافات الصبيانية والمصالح الشخصية الصغيرة المدى . وبما أن كلمة “ثورة” صارت موضة، فإن الأمل الوحيد أن تحصل ثورة ثقافية للخروج من الركود المؤسساتي السائد والنهوض بالمستوى الفني، وحل مشكلات التمويل، والتوزيع، فوزارة الثقافة تمول الفيلم التونسي بنسبة 35 في المئة وعلى المنتج أن يتدبر أمره في 65 في المئة البقية، وهذا يقولون عنه إنه كبير جداً ويكاد يكون مستحيلاً توفيره، لذلك لا بد من إعادة النظر في هذا الأمر .

الخليج الإماراتية في

16/12/2012

مزاد خيري يجمع أكثر من 500 ألف دولار على هامش المهرجان

دبي - باسل عبدالكريم

حقق المزاد الخيري الذي حمل شعار “ليلة واحدة لتغيير حياة الكثيرين”، والذي استضافه أمس الأول مهرجان دبي السينمائي الدولي تحت رعاية حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، سمو الأميرة هيا بنت الحسين سفيرة الأمم المتحدة للسلام، في فندق أرماني في برج خليفة، أكثر من 500 ألف دولار أمريكي، يذهب ريعه إلى المؤسستين الإنسانيتين “دبي العطاء” و”أوكسفام” . التي ستقوم بدورها بتحويل التبرعات لتقديم المعونة والمساعدات إلى المجتمعات المعوزة والأشخاص المحتاجين في كل أنحاء العالم .

حضر الحفل نخبة من مشاهير السينما العالمين، منهم الممثل العالمي كولين فيرث، الحائز على جائزة الأوسكار وزوجته سيدة الأعمال ليفيا فيرث، بصفتهما سفيرين دوليين لمؤسسة أوكسفام، إلى جانب مجموعة كبيرة من نجوم الفن والسينما والأزياء، مثل كريستين ديفيز وروني مارا وعمرو واكد وعلي مصطفى، وخالد النبوي، ورجاء الجدواي، وشيرين، ومحمود عبدالعزيز وزوجته بوسي شلبي، وأحمد راتب، ونيرمين الفقي، وبثينة الريسي، ومهيار خضور، وسامر اسماعيل، وغسان مسعود، وحمد العماني، ويعقوب عبدالله، ومحمود بوشهري، ومصممة المجوهرات السعودية خلود كردي .

من بين المعروضات في المزاد فستان أحمر قام بتصميمه “دار فالنتينو” للأزياء، وارتدته ليفيا فيرث، زوجة الممثل العالمي كولين فيرث، خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام ،2012 وفرصة قضاء يوم في ميلانو مع محررة مجلة Vogue Italia المعروفة فرانكا سوزاني وفريقها في المكتب الرئيس للمجلة، إضافة إلى الإقامة لمدة ليلتين في فندق أرماني الفاخر بميلانو، كما تضمن المزاد فرصة قدمتها سفيرة أوكسفام ونجمة هوليوود سكارليت جوهانسون لحضور ليلة افتتاح مسرحية (Cat on a Hot Tin Roof) في مسرح برودواي ولقائها، ويشمل ذلك تذكرتي طيران ذهاباً وعودة على درجة رجال الأعمال إلى نيويورك والإقامة لمدة ليلتين في فندق “ذا لندن إن واي سي”، ولوحة زيتية فريدة رسمتها ريشة الفنان ناصر أوفيسي، وهي باسم “Lute Player and Horse in greenz”، ومن المقتنيات أيضاً ساعة يد راقية من شوبارد مصنوعة من الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً والستانلس ستيل، وطقم حاصل على شهادة من Ecological Fairtrade hFairmined .

الخليج الإماراتية في

16/12/2012

ينافس في مسابقة المهر العربي للأفلام الطويلة

"خويا" فانتازيا مغربية تعبر عن العلاج بالموسيقا

دبي - “الخليج

ضمن عروض مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة في مهرجان دبي السينمائي الدولي، ينافس الفيلم المغربي “خويا” الذي يتحدث عن تمازج الألوان وتماهيها مع النفس البشرية التي يتحول صاحبها إلى مريض مليء بالتخيلات التي لا وجود لها، ويتم علاجه بالموسيقا الصاخبة، وذلك من خلال الأحداث المتشابكة التي تتضافر مع الخط الدرامي للبطل “مو” الذي يختصر به الفرنسيون اسم “محمد” الذي يعيش مع أسرته في باريس، ولأنه يحب الرسم تسيطر على حياته الألوان وتتحكم في كل تصرفاته ويرى الحياة من خلالها، لدرجة أنه يتخيل أن له شقيقاً يرسم له صورة من خياله ويبدأ في الحديث معه، ويطلعه على كل صغيرة وكبيرة في حياته، ويكتب له رسائل يعبر فيها عن مشاعره تجاهه.

يبدأ الفيلم بظهور “مو” ونظراته زائغة، وهو يتعاطى الدواء، وفي المشهد الثاني نراه يدخل إلى مصحة نفسية، خلال نزول التترات ليكون المشهد بعد ذلك وهو مع حبيبته التي تتألم من أجله، وهو صامت معبراً عن حالته بنظرة تائهة تتداخل مع الألوان ووجهه للصورة التي رسمها لأخيه المتخيل من وجهة نظره، لنكتشف بعد ذلك ممارسة ضغوط نفسية عليه من أمه وأبيه لدفعه إلى السفر للمغرب للزواج بابنة خالته لأن الفتاة التي يحبها لا يمكن أن يتزوجها، فيذهب إلى هناك لرؤية الفتاة قريبته، لكن ألمه يزداد وفي أثناء هذا الشعور يلتقي بالشاب المغربي “قناوي” الذي يصحبه إلى الحياة التي يعيشها الناس في المغرب، ويتعرف إلى فرقة “قناوة” ويرتبط بها وبما تنتجه من موسيقا عصرية ممزوجة في التراث، ويشفى خلال تلك الرحلة من هواجسه بالموسيقا القناوية .

وهي حكاية تؤكد أن العمل في حد ذاته ليست له هوية سوى العلاقات الإنسانية المفقودة، بغض النظر عن الدين واللغة والجنس .

وهو من بطولة مجموعة من الشباب الذين يعيشون بين المغرب وفرنسا، وهم زكريا الأحمدي وفاطمة الماحوطي ولحسن الماحوطي، وإيما راغوين وإخراج وإنتاج وتصوير كمال الماحوطي الذي التقيناه مع بقية نجوم الفيلم، وقال إنه للمرة الأولى يقوم بإخراج فيلم روائي طويل، لكنه قدم من قبل أربعة أفلام قصيرة وسبقها بالعمل في الإخراج المسرحي الذي يعتبره فناً حياً لكنه مليء بالخصوصية، في حين أن السينما تفرض نفسها بعد الانتهاء من تجهيز الفيلم ودفعه للعرض ولفت إلى أن هذا العمل بدعم من صندوق “إنجاز” .

وعن قدرته على التعبير عن وطنه في الفيلم بعودة البطل إلى المغرب أكد أنه وغيره من المغتربين لا يمكن لهم أن يعبروا عن أوطانهم الحقيقية، لأنهم ولدوا وتربوا بعيداً عنه، فارتبطوا بمكان آخر، وربما يكون الولاء له ومن يدعي غير ذلك فهو كاذب، لأن الأوطان الحقيقية هي المكان الذي نولد ونعيش فيه ونتحدث بلغته، مشيراً إلى أنه عندما يعود إلى وطنه يعتبر نفسه من السائحين .

وهنا تتدخل إيما راغوين معارضة هذا الكلام بقولها للمخرج أنت مغربي، وعليك ألا تكرر هذا الكلام، حتى لا يتأثر به الصغار الذين يعيشون في أوروبا وأمريكا بعيداً عن أوطانهم . ولفتت إلى أنها شخصياً تعيش في باريس، لكنها مرتبطة بوطنها المغرب الذي تزوره في العام مرة أو أكثر، وحالما تعود إلى باريس تشعر بغصة في صدرها .

وأشارت إلى نظرتها للسينما المغربية اليوم تختلف عن الأمس لوجود صناعة حقيقية فيها، سواء من قبل الفنانين الذين يعيشون في المغرب أو الذين يعيشون في المهجر، موضحة أن دورها تم تصويره في فرنسا لأنها كانت الحبيبة التي كانت تتألم من أجل “مو” حبيبها الذي كانت تراه الأمل في الحياة .

ويعود كمال الماحوطي من جديد لنسأله عن حال السينما المغربية فيقول: إن بها صناعة سينما لأنها تمتلك المقومات من مخرجين وممثلين وصالات عرض، لكن ينقصها الإنتاج الحقيقي، مشيراً إلى أنه مؤمن بكل ما يطرحه من أفكار ولا يمكن أن يعترض على رأي إيما راغوين بطلة الفيلم التي تعرف إليها في المسرح وكتب معها مسرحيات وقررا معاً دخول عالم السينما .

وتؤكد إيما أنها تعمل حتى الآن في مسرح، رغم دراستها للسينما المؤهلة أكاديمياً للعمل بها، لكنها تعشق المسرح بجنون، وتذكر أنها عاشت في سوريا ولديها اهتمامات كبيرة بثقافتها .

ويرى زكريا الأحمدي الذي أدى شخصية “مو” أنها ترجع إلى الشاب محمد الذي يعاني مرضاً وهو من عائلة مغربية تعيش في فرنسا وهو مشغول بالرسم والألوان والتخيلات، مشيراً إلى أنها شخصية أتعبته كثيراً لأنه ذهب إلى المستشفيات النفسية وتعرف المرض وسأل العديد من الأطباء النفسيين، إضافة إلى أنه عاد من جديد وقرأ كتابين مهمين لعالم النفس “فرويد” وهما “الشخصية” و”الذات” ليتعرف دواخل النفس التي تتحكم في صاحبها، وكيف يمكن أن تتطور أو تتراجع الشخصية .

وأوضح أنه قدم من قبل أفلاماً عديدة في فرنسا وفي أمريكا والصين وألمانيا لكنها كانت أدواراً ثانوية لكنها لم تكن صغيرة، وأضافت له العديد من الخبرات الفنية بخاصة أنه عمل مع مخرجين كبار .

الخليج الإماراتية في

16/12/2012

 

'خويا' يصالح الشرق والغرب بالموسيقى

ميدل ايست أونلاين/ دبي 

المخرج المغربي كمال الماحوطي يشارك في مهرجان دبي السينمائي بفيلم جديد يحاول من خلاله طرح رؤيته الخاصة لمفهوم الهوية.

يتنافس الفيلم المغربي "خويا" على المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة ضمن مهرجان دبي السينمائي الدولي.

ويتحدث الفيلم عن تمازج الألوان وتماهيها مع النفس البشرية التي يتحول صاحبها إلى مريض مليء بالتخيلات التي لا وجود لها، ويتم علاجه بالموسيقى الصاخبة، وذلك من خلال الأحداث المتشابكة التي تتضافر مع الخط الدرامي للبطل "مو" الذي يختصر به الفرنسيون اسم "محمد" الذي يعيش مع أسرته في باريس، ولأنه يحب الرسم تسيطر على حياته الألوان وتتحكم في كل تصرفاته ويرى الحياة من خلالها، لدرجة أنه يتخيل أن له شقيقاً يرسم له صورة من خياله ويبدأ في الحديث معه، ويطلعه على كل صغيرة وكبيرة في حياته، ويكتب له رسائل يعبر فيها عن مشاعره تجاهه.

يبدأ الفيلم بظهور "مو" بنظراته الزائغة، وهو يتعاطى الدواء، وفي المشهد الثاني يدخل إلى مصحة نفسية، خلال تتالي عناوين شارة البداية، ليكون المشهد بعد ذلك وهو مع حبيبته التي تتألم من أجله، وهو صامت معبراً عن حالته بنظرة تائهة تتداخل مع الألوان ووجهه للصورة التي رسمها لأخيه المتخيل من وجهة نظره، لنكتشف بعد ذلك ممارسة ضغوط نفسية عليه من أمه وأبيه لدفعه إلى السفر للمغرب للزواج بابنة خالته لأن الفتاة التي يحبها لا يمكن أن يتزوجها.

يسافر البطل إلى المغرب لرؤية قريبته التي طلب منه ان يتزوجها، فيزداد وفي خضم هذه المعاناة يلتقي بالشاب المغربي "قناوي" فيأخذ معه في جولة لاكتشاف حياة الناس في المغرب.

ويتعرف "مو" إلى فرقة "قناوة" ويرتبط بها وبما تنتجه من موسيقى عصرية ممزوجة بالتراث، فيكون شفاؤه من هواجسه بالموسيقى القناوية خلال تلك الرحلة.

وهذه الحكاية التي يدور حولها الفيلم تؤكد أن العمل في حد ذاته ليست له هوية سوى العلاقات الإنسانية المفقودة، بغض النظر عن الدين واللغة والجنس .

ويؤدي البطولة في الفيلم مجموعة من الشباب الذين يعيشون بين المغرب وفرنسا، وهم زكريا الأحمدي وفاطمة الماحوطي ولحسن الماحوطي، وإيما راغوين وإخراج وإنتاج وتصوير كمال الماحوطي الذي التقته صحيفة "الخليج" الاماراتية مع بقية نجوم العمل فأكد لها أنه للمرة الأولى يقوم بإخراج فيلم روائي طويل، رغم انه قدم من قبل أربعة أفلام قصيرة وسبق له العمل في الإخراج المسرحي الذي يعتبره فناً حياً لكنه مليء بالخصوصية، موضحا ان فيلمه دعمه صندوق "إنجاز".

وعن قدرته على التعبير عن وطنه في الفيلم أكد أنه وغيره من المغتربين لا يمكن لهم أن يعبروا عن أوطانهم الحقيقية، لأنهم ولدوا وتربوا بعيداً عنه، فارتبطوا بمكان آخر، وربما يكون الولاء له ومن يدعي غير ذلك فهو "كاذب"، لأن الأوطان الحقيقية هي المكان الذي نولد ونعيش فيه ونتحدث بلغته، مشيراً إلى أنه عندما يعود إلى وطنه يعتبر نفسه من السائحين .

وهنا تتدخل إيما راغوين معارضة هذا الكلام بقولها للمخرج أ"نت مغربي، وعليك ألا تكرر هذا الكلام، حتى لا يتأثر به الصغار الذين يعيشون في أوروبا وأميركا بعيداً عن أوطانهم". ولفتت إلى أنها شخصياً تعيش في باريس، لكنها مرتبطة بوطنها المغرب الذي تزوره في العام مرة أو أكثر، وحالما تعود إلى باريس تشعر بغصة في صدرها .

وأشارت إلى أن نظرتها للسينما المغربية اليوم تختلف عن الأمس لوجود صناعة حقيقية فيها، سواء من قبل الفنانين الذين يعيشون في المغرب أو الذين يعيشون في المهجر، موضحة أن دورها تم تصويره في فرنسا لأنها كانت الحبيبة التي كانت تتألم من أجل "مو" الذي كانت تراه الأمل في الحياة .

ويقول كمال الماحوطي عن حال السينما المغربية "إن المغرب بها صناعة سينما لأنها تمتلك المقومات من مخرجين وممثلين وصالات عرض، لكن ينقصها الإنتاج الحقيقي"، مشيراً إلى أنه مؤمن بكل ما يطرحه من أفكار ولا يمكن أن يعترض على رأي إيما راغوين بطلة الفيلم التي تعرف إليها في المسرح وكتب معها مسرحيات وقررا معاً دخول عالم السينما .

وتؤكد إيما أنها تعمل حتى الآن في مسرح، رغم دراستها للسينما المؤهلة أكاديمياً للعمل بها، لكنها تعشق المسرح بجنون، وتذكر أنها عاشت في سوريا ولديها اهتمامات كبيرة بثقافتها .

ويرى زكريا الأحمدي الذي أدى شخصية "مو" أنها ترجع إلى الشاب محمد الذي يعاني مرضاً وهو من عائلة مغربية تعيش في فرنسا وهو مشغول بالرسم والألوان والتخيلات، مشيراً إلى أنها شخصية أتعبته كثيراً لأنه ذهب إلى المستشفيات النفسية وتعرف المرض وسأل العديد من الأطباء النفسيين، إضافة إلى أنه عاد من جديد وقرأ كتابين مهمين لعالم النفس"فرويد" وهما "الشخصية" و"الذات" ليتعرف دواخل النفس التي تتحكم في صاحبها، وكيف يمكن أن تتطور أو تتراجع الشخصية .

وأوضح أنه قدم من قبل أفلاماً عديدة في فرنسا وفي أمريكا والصين وألمانيا لكنها كانت أدواراً ثانوية لكنها لم تكن صغيرة، وأضافت له العديد من الخبرات الفنية خاصة أنه عمل مع مخرجين كبار .

ميدل إيست أنلاين في

16/12/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)