حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي التاسع والستون

مسابقة مهرجان فينيسيا:

ملاحظات على اختيار الأفلام

أمير العمري- مهرجان فينيسيا

لاشك أن قيمة واهمية أي مهرجان أو بالأحرى، أي دورة من دورات أي مهرجان سينمائي، تعود بالدرجة الأولى إلى مستوى الأفلام. هذه القيمة ربما لا يدركها سوى عدد قليل من النقاد والمتخصصين، ولا يدركها في معظم الأحوال معظم العاملين بحقل "الصحافة الفنية" من صحفيي الدردشة والنميمة وفستان الممثلة وحفل الافتتاح واستعرضات حفل الختام ولون فستان مذيعة الحفل وما إلى ذلك من تلك التفاهات التي تسود أكثر في بلدان العرب دون غيرها.

وقد كان من المثير للسخرية على سبيل المثال، أن توجه لي إحدى الصحفيات العاملات بالصفحة الفنية في إحدة الصحف المصرية، سؤالا يتعلق بمهرجان الاسماعيلية في الدورة السابقة التي توليت إدارتها، فقد سألت بكل جدية عن سبب غياب النجوم عن المهرجان؟ وهذا السؤال يأتي بالطبع تحت تصور أن أهم ما يميز أي مهرجان هو حضور النجوم أو من يعتبر كذلك، مع عدم إدراك أنه في مهرجان متخصص في الأفلام التسجيلية والقصيرة لا يةجد عادة نجوم سوى مخرجي هذه الأفلام أنفسهم وليستن أسماء من عينة نعومي كامبل وريتشارد جير وسلمى حايك.. مع حفظ الألقاب!!

المهم أن الحديث عن أي مهرجان يجب في ظني، أن يبدأ من الاختيارات الفنية: تقسيم المهرجان إلى أقسام وبرامج ذات طبيعة محددة، تلعب دورا في تسليط الأضواء على مجموعات متجانسة من الأفلام والسينمائيين الذين يراد تسليط الأضواء عليهم، أو أن يكون القاسم المشترك هو موضوع معين أو سمة ما فنية أو فكرية نربط بين هذه الأفلام. ثم يأتي مستوى الأفلام نفسها وقيمتها الفنية خاصة الأفلام المتسابقة على الجوائز، لأن هذه الأفلام يتم اختيارها عادة من بين مئات الأفلام، ولابد أن تأتي في النهاية لكي تبرر لنا اختيارها دون غيرها من بلدان العالم المختلفة خصوصا وأن مسابقات الأفلام الروائية الطويلة لا تعرض عادة أكثر من 22 فيلما.

اختيار الأفلام

هنا تقع المسؤولية على عاتق مدير المهرجان رغم وجود ما يسمى بلجان المشاهدة والترشيح والاختيار التي يفهم البعض دورها خطأ أيضا، فهي ترشح وتقترح لكنها لا تستطيع أن تفرض وتلزم، فالمهرجان مثل الفيلم، عمل ابداعي من رؤية مديره الفني الذي من حقه أن يقبل أو يرفض أو يختار أفلاما أخرى قد تأتي إليه في اللحظة الأخيرة ولا يمكنهخ التضحية بها أو انتظار قرار لجنة معينة فيها، فاللجان تقترح والمدير يسحم الاختيار في النهاية النهاية.

وقد سادت موجة من التفاؤل بعودة البرتو باربيرا مجددا إلى منصب مدير مهرجان فينيسيا، أقدم تلك المهرجانات في التاريخ البشري، ولكن من خلال متبعة معظم أفلام المسابقة حتى الآن، ومتابعة أفلام أخرى اختيرت للعرض خارج المسابقة، يمكننا القول إن باربيرا لم يوفق كثيرا في اخيتاراته بل أخضع تلك الاختيارات على ما نرى، للمفاضلة الجغرافية، التي تميل عادة إلى تأكيد الطابع الأوروبي على المهرجان، بل ويمكن القول بثقة أيضا، طابع أوروبا الغربية تحديدا، فأفلام أوروبا الشرقية أو تلك القادمة من بلدن شرق أوروبا: المجر والتشيك وصربيا وسلوفاكيا وبولندا وبلغاريا والبوسنه واليونان وغيرها، شبه غائبة عن برامج المهرجان باستثناء فيلم أو فيلمين من روسيا (ربما لإخذاء العين فقط- كما يقال!).. ولا يعقل أن تغيب الأفلام الجيدة ولو في حدود ثلاثة أو أربعة أفلام فقط من كل تلك السينمات ذات التاريخ العريق والاسهامات المتميزة عالميا على هذا النحو المريب.

ولعل الدليل على سياسة التفضيل الجغرافي- السياسي على حساب المستوى الفني، وجود فيلم ضعيف المستوى، مفكك، مترهل الايقاع، ملييء بالشخصيات التي تدخل وتخرج وتختفي كيفما اتفق، ودون أي مغزى على الإطلاق، مع غياب مفزع لوحدة الأسلوب أو البناء، ذلك الفيلم البرتغالي الضعيف "خطوط ويلنجتون" الذي قد يغرنك وجود عدد من الأسماء الشهيرة في عالم التمثيل فيه مثل ميشيل بيكولي وكاترين دينيف وايزابيل أوبير وجون مالكوفيتش، لكن كل هؤلاء المملثين ما هم سوى ضيوف شرف فظهورهم محددود للغاية في فيلم يمتد لأكثر من ساعتين ونصف الساعة، دون أي اشباع!

وهو مجموعة من القصص المتداخلة لعشرات الشخصيات والأحداث الغريبة التي وقعت خلال الغزو الفرنسي للبرتغال في أوائل القرن التاسع عشر، والدفاع المشترك البريطاني (بقيادة الجنرال ويلنجتون) والبرتغالي ضد الفرنسيين ونجاح التحالف في تحطيم الجيش الفرنسي وهو على مشارف لشبونة.

فيلم تاريخي ملحمي، أدبي في كونه يروي الكثير من القصص المتداخلة ولكن بدون أدنى وحدة فنية، مع الكثير من التكرار والحشو، وليس على طريقة العبقري الراحل الكبير راول رويز الذي تهدي إليه مخرجة هذا العمل- فاليريا سارامنتو- فيلمها.

عطلة الربيع: فضيحة المهرجان

الفيلم الآخر الذي أعتبر وجوده في المسابقة وصمة هو الفيلم الأمريكي "عطلة الربيع" Spring Breakers(أو اللاتي يقمن بعطلة في الربيع) وهو أقرب إلى أفلام "البورنو" أو ما يعرف بـ soft pornأي تلك الأفلام الجنسية التي تستعرض العري واللعب بالأجساد في اطار من الفوضى اللونية والصخب الموسيقي مع أجواء تعاطي المخدرات والافراط في الرقص الهستيري واحتساء الخمر، لا لشيء سوى الحديث عن ضياع الشباب في أمريكا وكيف تقوم أربع فتيات حسناوات بالسطو على مطعم والاستيلاء على مبلغ كبير من المال لقضاء عطلة للهو والمرح الصاخب المجنون، وما يعقب ذلك من القبض عليهن ثم خروجهن بكفالة يدفعها زعيم عصابة مخدرات يرغب في توظيفهن لخدمته!

لا يمكنك تصور مدى سطحية الأسلوب الذي يستخدمه المخرج الشاب هارمون يكورين الذي أخرج 19 فيلما طويلا وقصيرا، تسجيليا وروائيا ولكنه لا يعرف حتى الآن الدرس الأول في السينما، وهو الاقتصاد، أي أنك لا يمكنك أن تنتظر لأكثر من 35 دقيقة قبل أن يدخل صاحبنا إلى موضوع فيلمه، ويقضي كل هذا الوقت الثمين في التكرار والتكرار في تصوير مشاهد الصخب المجنون والحفلات الشبقية واللهو العبثي واستعراض المؤخرات والصدور من خلال المايوهات المكشوفة بل والعري الكامل بلا معنى، فالفكرة وصلت، ولكن ماذا بعد. وعندما يبدا مستر هارموني في الاجابة عن هذا السؤال، يكون الجمهور قد انصرف عن دار العرض!

الفيلم القادم من كوريا الجنوبية للمخرج ذائع الصيت كيم كي دوك بعنوان "بيتا" Pietaجاء أيضا ضعيفا مليئا بالحشو والتكرار والمبالغات ومشاهد العنف التي تصل إلى أقصى درجات السيريالية في رؤية أوديبية خاصة، عن علاقة شاب بأمه التي تعود اليه بعد أن أهملته لثلاثين عاما، تحول خلالها إلى وحش كاسر يمارس العنف وتحطيم العظام وثقب اليدين وقطعها أيضا لكل من يتأخر في دفع قيمة القروض حتى أصبح هناك في المدينة عدد لا بأس به من أصحاب العاهات المستديمة بسببه. والدافع هو الحصول على الأموال التي تدفعها شركات التأمين طبقا لعقود خاصة تكون قد أبرمت مع تلك الشركات مقدما.

هنا بطبيعة الحال، يختلط الخيال مع الواقع، بحيث لا نعرف الفرق بينهما، وما إذا كان بطلنا يحلم أو يتخيل أو يعيش الحقيقة. وبشكل يثير القشعريرة تصدمك في هذا الفيلم بشكل مجاني تماما- متكررا على نحو مقرف- كل مناظر القتل والعنف وسفك الدماء وقطع اليدين ونشر الجسم وتحطيم العظان واللقاء من الطوابق العليا بالضحايا بل وقيام البطل باغتصاب أمه لكي يتأكد أنها أمه فعلا ولا تكذب عليه، رغم أنينها واستعطافها وبكائها، وهي مشاهد طويلة مقصودة في حد ذاتها بغرض تحقيق الصدمة وليست كجزء عضوي في سياق حبكة معينة.

عنف مجاني

سيجد بعض هواة هذا النوع من الأفلام الآسيوية العنيفة متعة خاصة في متابعة مثل هذا الفيلم وغيره مثل الفيلم الياباني الممل "غضب شديد" Outrage Beyondللمخرج الشهير تاكيشي كيتانو (مازلت معجبا بأدائه كممثل في الفيلم المعروف "عيد ميلاد سعيد يامستر لورنس"- 1982) وهو فيلم من أفلام "الياكوزا: اليابانية المليئة بالعنف أيضا والدماء التي تسيل أنهارا، وهو يستمر في نسج المزيد من التفاصيل ولالصراع بين أسر المافيا اليابانية وقيامها بالتصفيات الجسدية بطرق شديدة الغرابة أحيانا تصل الى السيريالية البصرية المخيفة. لكن مشكة هذه الأفلام أنها لا تعكس رؤية فلسفية معينة للعالم، ولا نظرة خاصة للإنسان، ولا تؤصل لفكرة معينة عن الصراع، بل هدفها الأساسي الصدمة والدهشة، للك لا يبقى شيء في الاكرة بعد أن ينتهي الفيلم.

المخرج الفرنسي الشهير أوليفييه أسايس جاء بفيلم جديد الى المسابقة بعنوان فرنسي هو "بعد مايو" Apres Maiوعنوان انجليزي غريب هو "شيء ما في الجو" Something in the Airولاشك أن العنوان الفرنسي أكثر منكقية فالفيلم يدور في أوساط مجموعات الطلاب الفوضويين واليساريين في باريس بعد فشل انتفاضة مايو 1968، في محاولة يائسة لاستعادة "الثورة" الطلابية الفوضوية الموجهة ضد الدولة، وفي خضم تلك الأحداث العنيفة، التي تشمل الحرق والتدمير والتفجيرات، تنشأ قصص حب، تنتهي نهايات متفاوتة.

الموضوع ليس جديدا بل وقد سبق أن طرقه الكثير من المخرجين الفرنسيين لكن رغم الطموح لاعادة طرق الموضوع، يفشل أسايس على نحو مثير للدهشة حقا، في توليف القصص الكثيرة التي يتضمنها فيلمه، مع كثيرة الشخصيات مما يؤدي أحيانا إلى نسيان متابعة مصائر بعض الشخصيات. نعم لقد نجح في خلق اجواء الفترة بكل صخبها وجنونها، لكن لا جديد يبقى. إنه فيلم نوستالجي بالدرجة الأساسية، أي أنه يتطلع إلى الوراء في اشتياق وتحسر ولكن ليس بروح نقدية حقيقية.

ويظل فيلم "إلى الأعجوبة" في رأيي الفيلم الأكثر جمالا ورؤية وأسلوبا بصريا يتجاوز كل ما حققته السينما الأوروبية رغم أمريكية مخرجه الموهوب تيرنس ماليك. لا يهم ما يقوله نقاد فينيسيا خاصة الايطاليون منهم، فهم بطبعهم كما نعرفهم، يغالون كثيرا في قيمة أفلامهم وبعض الأفلام العجائبية الأخرى، فليس من الغريب والأمر كذلك أن تجد على قمة الترشيحات لنيل جائزة الأسد الذهبي، الفيلم الاسرائيلي المحدود المستوى والهدف "املأ الفراغ" أو الفيلم الياباني الذي يدور في حلقة مفرغة "غضب شديد".. والمفاجآت حتما ستأتي كما هي العادة في فينسيا.

عين على السينما في

05/09/2012

 

أول مخرج ليبى يوثق لثورة بلاده

بقلم سمير فريد 

شهد المهرجان فى برنامج عروض خاصة خارج المسابقة الفيلم الأمريكى التسجيلى الطويل «شهادة من ليبيا» إخراج عبدالله عوميش، وهو ليبى أمريكى ولد فى ليبيا عام ١٩٧٤ وهاجر إلى الولايات المتحدة، وهذا هو أول فيلم لمخرج ليبى عن ثورة ليبيا يعرض فى مهرجان دولى كبير، وثانى فيلم تسجيلى طويل للمخرج نفسه عن الثورة بعد «ليبيا فى النار» الذى أخرجه العام الماضى.

درس عبدالله عوميش السينما وعمل مصوراً للتليفزيون فى مناطق الصراعات والحروب فى كوسوفو وإثيوبيا والشيشان وتركيا، وأخرج فيلمين تسجيليين طويلين عن الصراع الفلسطينى الإسرائيلى «الاحتلال ١٠١» عام ٢٠٠٦ و«الحرب حولنا» عام ٢٠٠٩ قبل أن يخرج فيلميه عن ثورة بلاده.

والفيلم من إنتاج شركة «إتش بى أو» الأمريكية التى تعتبر من أهم شركات العالم المتخصصة فى الأفلام التسجيلية، والمنتجان المنفذان للفيلم هما دافيد فرانكهام والمخرج الكبير مايكل مان الذى يرأس لجنة تحكيم فينسيا هذا العام.

الثورة وشهداء الصحافة

«شهادة من ليبيا» (٥٦ دقيقة) أحد أربعة أفلام أنتجتها «إتش بى أو» عن شهداء الصحافة من المصورين الذين قتلوا فى المناطق الملتهبة وهم يوثقون الأحداث ويحاولون نقل الحقيقة إلى العالم.

يبدأ الفيلم قبل العناوين بوصول المصور الصحفى الفوتوغرافى الأمريكى مايكل كريستوفر براون إلى ليبيا فى أبريل عام ٢٠١٢. وندرك من حديثه على شريط الصوت ومن حوار المخرج معه من خلف الكاميرا أنه صور فى ليبيا فى إبريل ٢٠١١ بعد شهرين من اندلاع الثورة فى فبراير، ويعود إليها مرة ثانية بعد شهور من مصرع القذافى فى أكتوبر ٢٠١١.

ويعبر الفيلم عن أحداث الثورة منذ البداية من خلال وثائق الفيديو والصور الفوتوغرافية التى صورها براون حتى جرح فى المعارك وقتل اثنان من زملائه. لكن الفيلم ليس تأريخاً لما حدث فقط، وإنما أيضاً تعبير عن الواقع بعد سنة، حيث يتم الحوار مع العديد من المثقفين والمواطنين العاديين فى عدة مدن ليبية، كما يسجل بالقرب من النهاية حديث لرئيس مجلس الوزراء عبدالرحيم الكيب الذى يقول إن رجال القذافى يدافعون عن مصالحهم، وأن العصابات تحكم ليبيا بالحديد والنار.

ومن أهم المقولات فى الفيلم أن الشعب الذى عاش خارج القانون لمدة ٤٢ سنة أثناء حكم القذافى لا يمكنه فجأة أن يحترم القانون، فى إشارة إلى امتداد سم الديكتاتورية من الجلاد إلى ضحاياه، وأن هناك الآن ستة ملايين ليبى يعانون من البارانويا، والمشكلة الكبرى السلاح المنتشر فى كل مكان خارج سيطرة الدولة التى دمرها الديكتاتور، وبدأت الثورة إعادة بنائها فى أصعب الظروف. فبينما يقول أحد المثقفين إن ليبيا قبل القذافى كانت ثلاث محافظات، لكنه جعلها ثلاث دول بإثارة النعرات القبلية، يقول مواطن عادى لم تكن هناك حرية وكان الاضطهاد شديداً، لكننا كنا نعيش، بل ويقول آخر إن ما جاء إلينا الآن أشد سوءاً.

الحقيقة مرة والكذب أمرّ

وهذه الأقوال التى تبدو شديدة التشاؤم لا تعنى أن الفيلم ضد الثورة بأى حال، ففى البداية، وعلى لسان الصحفى الأمريكى أن هذا الشعب قرر التضحية بأى شىء بما فى ذلك الحياة ذاتها من أجل التخلص من الديكتاتورية، وفى النهاية نرى المخرج على الشاشة لأول مرة فى متحف شهداء الثورة وهو يروى كيف استشهد بعضهم ومتى، ويوجه إليهم تحية الإكبار والإجلال. لكن المخرج، ومن واقع خبرته فى الحياة وتصويره مآسى عديدة، يفضل أن يقول الحقيقة ولو كانت مرة، مؤكداً أن الكذب أشد مرارة. وآخر لقطة فى الفيلم للمصور براون وهو يمضى فى طريق مفتوح تعبيراً عن الأمل فى المستقبل.

ويتأثر عوميش بأسلوب أوليفر ستون فى أفلامه التسجيلية عن الشخصيات السياسية مثل كاسترو وياسر عرفات وغيرهما، وذلك من حيث استخدام مختلف أدوات التعبير السينمائى من الكتابة على الشاشة إلى المشاهد الحية والمشاهد الوثائقية والصور الفوتوغرافية، وتضاف هنا أفلام الموبايل أيضاً، فى إيقاع لاهب وحركة كاميرا مستمرة، خاصة الكاميرا الحرة المحمولة باليد أو على الكتف. وهذه الحركة توحى دائماً بالاضطراب والفوضى، وكانت فى محلها تماماً فى الشهادة عن ليبيا التى تعيش الاضطراب والفوضى، وتقاوم من أجل أن تُبعث من جديد.

من أجل حرية نيرابيا

أصدر باولو باراتا، رئيس مؤسسة بينالى فينسيا التى تنظم مهرجانات السينما والمسرح والموسيقى والرقص والعمارة والفنون التشكيلية، وألبرتو باربيرا، مدير مهرجان السينما، ومؤسسات السينماتيك الفرنسى ومهرجان كان وجمعية المؤلفين والملحنين الدولية وجمعية وسائل الاتصال الدولية وجمعية المخرجين والمنتجين الدولية، بياناً للمطالبة بالإفراج عن السينمائى السورى عروة نيرابيا، وفيما يلى نص البيان:

فى يوم ٢٣ أغسطس اعتقل عروة نيرابيا فى مطار دمشق قبل أن يركب الطائرة فى طريقه إلى القاهرة، وذلك بواسطة قوات أمن النظام السورى. وقد احتجز فى أحد سجون المخابرات. ومن وقتها لا نعرف أى أخبار جديدة عنه.

عروة هو مدير مهرجان دوكس بوكس للأفلام التسجيلية، وشارك فى لجان تحكيم مهرجانات الأفلام التسجيلية فى أمستردام وليبزج وكوبنهاجن، وهو صانع ومنتج أفلام تسجيلية مستقلة، وقد فاز مع شريكته ديانا الجارودى بالجائزة الكبرى لشبكة الأفلام التسجيلية الأوروبية.

بعد أن درس التمثيل فى معهد المسرح الذى تخرج فيه عام ١٩٩٩ عمل عروة مساعداً للإخراج مع أسامة محمد فى فيلم «صندوق الدنيا»، وقام بدور رئيسى فى فيلم يسرى نصرالله «باب الشمس»، وكلا الفيلمين من إنتاج «آرتى»، واختيرا للعرض فى مهرجان كان.

عروة نيرابيا من جيل السينمائيين الشباب فى سوريا الذين يعشقون السينما فى كل مكان فى العالم ويعشقون الحرية. إن اعتقاله يثير لدينا القلق ويجعلنا نشعر بالغضب، وإننا نطالب السلطات بالإفراج عنه فوراً.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

06/09/2012

 

عمرو واكد:

تصفيق الجمهور لفيلمنا فى فينيسيا أبكانا.. وسنشارك فى ٦ مهرجانات عالمية

كتب أحمد الجزار 

بتصفيق تجاوز خمس دقائق استقبل جمهور مهرجان فينيسيا السينمائى صناع الفيلم المصرى «الشتا اللى فات». الفيلم عرض مؤخراً فى مسابقة «آفاق»، وحظى بإقبال جماهيرى كبير، خاصة أنه الفيلم المصرى الوحيد المشارك فى مسابقات المهرجان. عبر بطل الفيلم عمرو واكد فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم» عن سعادته بهذا الاستقبال، وقال: لم أتوقع كل هذا التصفيق لدرجة أننا جميعاً لم نستطع أن نتمالك أنفسنا من البكاء أمام كل هذا الاحترام والتقدير، حتى إن المؤتمر الصحفى عقب عرض الفيلم شهد أكبر حضور لأى فيلم مشارك فى المهرجان بشهادة كل الحضور، وهذا ما جعلنا نفتخر بما قدمناه.

وأضاف «عمرو»: معظم الآراء النقدية حول الفيلم كانت إيجابية، وكان أبرزها، بالنسبة لى، ما كتبه أحد النقاد الفرنسيين عندما قال: «الفيلم تم تقديمه بأحشاء صناعه، وهذا ما جعله حقيقياً، وصادقاً ولهذا يجب الاحتفاء به»، كما أن هناك أحد الكتاب الإيطاليين اعتبره ضمن أهم ١٨ فيلماً تعرض فى مهرجان فينيسيا هذا العام من إجمالى ما يقرب من ٣٠٠ فيلم.

وعن النقد السلبى قال «عمرو»: كان معظمه موجهاً نحو الموضوع، وليس الشكل الفنى، حيث رأى البعض أنه جاء متأخراً عن الثورة، كما أنه افتقد الإشارة إلى الإخوان، والفتاة التى تم «سحلها»، وأكد «عمرو» أن هذا النقد لا يدين الفيلم، لأن كل صانع من حقه أن يختار الموضوع والشكل الذى يقدم فيه أفكاره.

ونفى «عمرو» ما تردد حول أقتراب الفيلم من الحصول على جائزة، وقال: لا أريد أن أفكر فى ذلك، أو أتوقعه، لكنى أتركها للجنة التحكيم، لكن أكثر ما يهمنى هو الاستقبال الذى شاهدته بعينى ورد فعل الجمهور، لأن ذلك خير دليل على نجاح الفيلم وليست الجائزة هى المقياس الأساسى، لكن إن جاءت فهى شىء إضافى نفتخر به.

وأكد «عمرو» أن الفيلم تلقى العديد من العروض للمشاركة فى بعض المهرجانات العالمية، ومنها: «لندن وساوبولو وشيكاغو ومونبيلييه»، كما أنه سيعرض فى مهرجانى «دبى» و«القاهرة» فى الشرق الأوسط.

وقال «عمرو»: طالبت بأن يكون أول افتتاح للفيلم فى الشرق الأوسط من خلال «مهرجان القاهرة»، لأننى حريص على أن يكون جمهور بلدى أول من يشاهد الفيلم رغم الإغراءات، التى توفرت لنا من بعض المهرجانات العربية الأخرى، كما أننى حريص على المساهمة فى دعم هذا المهرجان، وكل المهرجانات المصرية فى ظل الظروف التى تعيشها مصر الآن.

وأشار «عمرو» إلى تعاقده مؤخراً مع شركة أيرلندية على شراء حقوق توزيع الفيلم فى جميع أنحاء العالم باستثناء الشرق الأوسط.

المصري اليوم في

06/09/2012

 

 

فيلم روائي استقبله جمهور فينيسيا بالتصفيق الحار

«الشتا اللي فات».. قصص إنسانية من وحي «25 يناير»

دبي ـ غسان خروب 

الاهتمام بانعكاسات الربيع العربي لم يعد مقتصراً على أهل السياسة فقط، فقد امتد ليطال القطاع السينمائي العربي والعالمي، فالأحداث التي اجتاحت مصر في يناير 2011 وأدت إلى سقوط النظام شكلت مادة غنية لعدد من مخرجي الفن السابع وممثليه، الذين أبدعوا في تقديم مجموعة من الأفلام التي أثارت شهية العديد من المهرجانات السينمائية الدولية ومن بينها مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الذي احتفى هذا العام بفيلم "الشتا اللي فات" للمخرج المصري ابراهيم البطوط، ليسير بذلك على خطى كان السينمائي في دورته الأخيرة التي احتفت بفيلم المخرج يسري نصر الله "بعد الموقعة".

مشاهد "الشتا اللي فات" لم تكن مجرد فيلم توثيقي لثورة 25 يناير، بقدر ما دار في فلك قصص الثورة الإنسانية والتي مكنت مخرجه من تحرير نفسه من تقليدية المشهد عبر إثارة قضية التعذيب بدون تقديم مشاهد عنف واضحة، وهو ما جعله من أبرز الأفلام الروائية الطويلة التي تطرقت لثورة 25 يناير بعد فيلم يسري نصر الله. ولعل طبيعة المشاهد والفكرة التي يناقشها هذا الفيلم والذي عرض ضمن تظاهرة "آفاق"، قد حفزت جمهور فينيسيا على الترحيب به بقوة، الأمر الذي دفع مخرجه للبكاء تحت تأثير التصفيق الحار الذي لقيه الفيلم.

قضية مهمة

ينطوي الفيلم وهو من بطولة الممثل والمنتج عمرو واكد والممثل صلاح الحنفي الذي يجسد شخصية ضابط أمن الدولة في الفيلم، على تفاصيل قضية مهمة جداً تكمن في ما يمكن أن يخلفه التعذيب من اثار في نفوس الشباب الناشطين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يقوم على خط متواز من القصص التي تحدث للشخصيات الثلاث الرئيسية للفيلم بين العام 2009 وموعد انطلاق الثورة في العام 2011، حيث نجد خلال سياق الأحداث أن كاميرا المخرج البطوط تعود بنا إلى فترة ما قبل الثورة، وتحديداً إلى فترة الحرب على غزة حين تعرض الكثير من الشباب المصري للتعذيب بسبب التظاهرات التي انطلقت في المعمورة المصرية تضامنا مع سكان القطاع.

ومع توالي الأحداث نجد أن المواجهة الصامتة بين عمرو (يجسدها الممثل عمرو واكد) وضابط أمن الدولة تنتهي بانتصار الأول على الثاني مع انطلاقة الثورة. وهنا يحاول الفيلم أن يبرز أنه فيما كانت قلة من المصريين قبل الثورة تكسر حاجز الخوف، بات عشرات الآلاف مستعدين لذلك خلال الثورة، وهذا يبدو واضحاً من خلال التحول في طبيعة دور مقدمة التلفزيون (صديقة عمرو)، خلال الأحداث، حيث نجدها في النصف الأول داعمة للنظام، في حين تختلف توجهاتها في النصف الثاني للفيلم، بعد أن تصادف جريحاً على الأرض وتنقله إلى مركز للعناية.

سقوط حاجز الخوف

المتابع للفيلم يجد فيه محاولة لتجنب الحديث المباشر عن الثورة، كما في معظم الأعمال السابقة، مستعيضاً عنها بمجموعة من القصص الإنسانية المختلفة التي وقعت خلال الثورة، ولعل من أبرز مشاهد الفيلم لقطة لتحقيق مع مجموعة أشخاص والذي يتجسد فيه سقوط حاجز الخوف لدى الشباب المصري. في المقابل، نجد أن البطوط يواصل في فيلمه عموماً صنع السينما بالبناء على المواقف المرتجلة من خلال الإصغاء لنبض ما يدور في التحرير وإعادة بلورته وتركيبه، وهو ما يمكن أن نستشفه من خلال أحد المشاهد المرتجلة التي صورت الممثلين في الميدان بين المتظاهرين، ليبدو المشهد واقعياً، فيما ينتهي الفيلم بعرض نصوص مختلفة تذكر في عدد شهداء الثورة وعدد الذين فقدوا عيونهم في الأحداث وكذلك عدد الناشطات اللواتي خضعن لفحص العذرية.

إبراهيم البطوط

بدأ المخرج إبراهيم البطوط مسيرته كمراسل حربي وصور عدة أعمال وثائقية للتلفزيون في السودان وافغانستان وكوسوفو وفلسطين والعراق والكويت منذ 1996. وفي العام 2008 أنجز البطوط أول فيلم روائي له وكان بعنوان "عين شمس" والذي انتخى من خلاله إلى السينما المصرية المستقلة بكل مقاييسها، الأمر الذي خوله الفوز بالعديد من الجوائز، وأتبعه البطوط في العام 2010 بفيلم "حاوي"، أما فيلم "الشتا اللي فات" فهو يعد فيلمه الروائي الثالث، وهو من إنتاج شركة زاد للإعلام والإنتاج بالاشتراك مع شركة أروما وشركة عين شمس للأفلام.

البيان الإماراتية في

06/09/2012

 

في مهرجان البندقية..

فيلم إيطالي يعيد للحياة قضية قتل رحيم شهيرة

رويترز/ البندقية:  

ينافس فيلم يتناول قضية قتل رحيم ترجع لعام 2009 أحدثت انقساما في الرأي العام الإيطالي على الجائزة الكبرى في مهرجان البندقية السينمائي الدولي لهذا العام. ويناقش الفيلم انطلاقا من هذا الموضوع قضايا القتل الرحيم والانتحار والايمان. ويتناول فيلم "بيلا ادورمنتاتا" "Bella Addormentata" أو الجمال النائم الأيام الأخيرة في حياة الوانا انجلارو التي كانت تبلغ من العمر 38 عاما والتي دخلت في غيبوبة إثر حادث سيارة قبل 17 عاما وأصبحت معروفة في إيطاليا بعدما قرر والدها إيقاف التغذية الصناعية.

ويمزج الفيلم لقطات تلفزيونية حقيقية بشخصيات خيالية وأعاد المخرج ماركو بيلوتشيو إثارة الجدل المحتدم الذي أحاط بوفاة انجلارو في المجتمع الايطالي الكاثوليكي.

واشتبك ناشطون يرفضون القتل الرحيم أمام المستشفى الذي كانت توجد به انجلارو مع أنصار الاجراء كما تبادل النواب الايطاليون السباب داخل البرلمان بينما يظهر سيلفيو برلسكوني الذي كان رئيسا للوزراء انذاك وهو يدفع بقوة باتجاه مشروع قانون يجبر الأطباء على استمرار تغذيتها عبر أنبوب.

وتوفيت انجلارو بينما كان أعضاء مجلس الشيوخ الإيطالي يناقشون مشروع القانون في جلسة في وقت متأخر من الليل.

وتظهر في الخلفية الشخصيات الأربع الرئيسية في الفيلم وهي تعرض وجهات نظرها المتنوعة والمتضاربة حول القتل الرحيم وقضايا حرية الارادة والقضايا الاخلاقية التي تثيرها.

وبينما يبدو جليا تعاطف الفيلم بشكل أكبر مع الاراء العلمانية فإن بيلوتشيو قال إنه تفادى تبني موقف صارم وأعطى مساحة للاراء المتنوعة.

وقال للصحفيين بعد عرض الفيلم في مهرجان البندقية "آرائي تختلف بالتأكيد عن آراء بعض الشخصيات في الفيلم لكنني أرى رابطا بينها جميعا."

وأضاف "لا أؤمن بدين ولكنني أحترم من يؤمنون بالاديان وأتطلع إليهم باهتمام وفضول."

وذكر بيلوتشيو أنه تحدث بشأن الفيلم مع بيبينو انجلارو والد الوانا الذي خاض معارك أمام المحاكم الايطالية لمدة عشر سنوات من أجل إزالة الانبوب الذي يغذي ابنته مما جعله رمزا للمدافعين عن القتل الرحيم.

وقال المخرج "لم يبد أي اعتراضات. أعرف أنه شاهده (الفيلم) لكنني لا أريد أن أقول أي شيء حول رأيه فيه." ويلعب الممثل الإيطالي المخضرم توني سرفيلو دور عضو مجلس شيوخ ينتمي لحزب برلسكوني لكنه ممزق بين ولائه السياسي ومعتقداته الشخصية بينما يسعى جاهدا في الوقت نفسه لايجاد أرضية مشتركة مع ابنته وهي ناشطة كاثوليكية تعارض القتل الرحيم.

وتلعب الممثلة ايزابيل هابرت دور ممثلة مشهورة تتجه إلى الدين أملا في أن تفيق ابنتها من غيبوبة. ويشاهد مدمن مخدرات محاولتها الانتحار كثيرا وتدخل طبيب شاب لاحباط هذه المحاولات. وقالت هابرت "السؤال الذي يطرحه الفيلم في نهاية المطاف هو أننا نريد أن نكون أحرارا في الاختيار ولكن ماذا سنفعل بهذه الحرية عندما نحصل عليها؟ لا يمكن لأحد أن يجيب على هذا السؤال ولم تكن لدينا إجابة عندما كنا نصوره." وفيلم الجمال النائم هو من بين ثلاثة أفلام إيطالية تشارك في المسابقة الرئيسية بمهرجان البندقية الذي يختتم أعماله يوم السبت

إيلاف في

06/09/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)