حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي التاسع والستون

فيلم "وجدة" السعودي:

مفاجأة مهرجان فينيسيا السينمائي

أمير العمري- مهرجان فينيسيا

من المفاجآت السارة في الدورة التاسعة والستين لممهرجان فينسيا (البندقية) السينمائي الدولي العرض العالمي الأول لفيلم "وجدة" أول فيلم روائي سعودي بالكامل، من اخراج مخرجة سعودية هي هيفاء المنصور، التي قامت بتصويره بالكامل داخل الأراضي السعودية متحدية عشرات العقبات والمشاكل الاجتماعية والفنية.

وقد عرض الفيلم ضمن قسم "آفاق" الذي يحتفي بالمواعب السينمائية الصاعدة.

المفاجأة تتمثل في كون هذا الفيلم الروائي الطويل الأول لصاحبته التي أخرجت قبله ثلاثة أفلام قصيرة، جاء متمتعا بمستوى فني جيد، وبموضوع يثير اهتمام المشاهدين، منسوج من ناحية السيناريو، ببراعة ودقة كبيرتين، وبأداء تمثلي ممتاز من مجموعة الممثلين الذين اشتركوا في الفيلم.

ولعل من أسباب تميز الفيلم من الناحية الفنية اشتراك طاقم فني ألماني في التصوير والمونتاج والصوت والديكور والموسيقى والمكساج وهو ما توفر للفيلم بفضل الانتاج المشترك بين شركة روتانا وشركة رازور الألمانية.

موضوع الفيلم بسيط ويدور حول طفلة في العاشرة من عمرها تقيم في مدينة الرياض، ترغب في الحصول على دراجة بأي ثمن، لكي تسابق بها وتسبق زميلها "عبد الله" في المدرسة وتثبت أنها لا تقل عنه. وفي سبيل الحصول على الدراجة تبذل الفتاة "وجدة" التي تقوم بدورها وعد محمد، كل ما تستطيع: تدخر من مصروفها، تقوم ببعض الأشغال اليدوية البسيطة التي تكفل لها الحصول على بعض المال، تتحايل على أصدقائها للحصول على مقابل لما تقدمه لهن من خدمات، كأن تقوم بتوصيل رسالة من زميلة لها في المدرسة الى شاب ينتظر خارج المدرسة، وهي الحادثة التي ستتسبب في الكثير من التعقيدات لها من جانب مديرة المدرسة التي لا يعجبها سلوك "وجدة" وتمردها ورغبتها في تحقيق الذات بالتميز عن الأخريات.. وإن لم تكن على نفس الدرجة من التفوق في القراءة وحفظ القرآن.

غير أن المدرسة تعلن عن مسابقة لحفظ جزء من القرآن تكون جائزتها ألف ريال للمركز الأول، الأمر الي يدفع وجدة للاجتهاد في الفهم والحفظ، إلى أن تفوز فعلا بالمركز الأول لكن مديرة المدرسة (حصة) ترفض منحها المبلغ المالي بدعوى أنه سيدخل ضمن التبرعات التي تذهب الى الفلسطينيين في قطاع غزة.

من خلال هذه القصة البسيطة التي تصور في الرياض، في الشارع، وفي المدرسة، وفوق أسطح المنازل، يصبح سعي وجدة للحصول على الدراجة، رمزا للرغبة في الانعتاق والتحرر من أسر القيم التقليدية السائدة في المجتمع، فالجميع يحرون وجدة في الفيلم بالقول إن ر كوب الفتيات للدراجات أمر غير مستحب، بل ولا يقبله المجتمع.

ومن خلال هذا المدخل الي يشبه الكثير ما كان يستخدمه الكثير من الأفلام الإيرانية، يتطرق الفيلم إلى الكثير من القضايا المرتبطة لتعقيدات العلاقة بين الرجل والمرأة، ونظرة الرجل لها في المجتمع السعودي، من مشكلة الزي الذي يفرض على المرأة ارتداؤه خارج المنزل، إلى علاقتها بزوجها كما في حالة والدة وجدة التي يهجرها زوجها بسبب عدم انجابها طفل ذكر ويتزوج من امرأة أخرى رغم ما تتمتع به من جمال فائق، ورغم حبها الكبير له وتفانيها في العمل بالمنزل ثم العمل كمعلمة في إحدى المدارس مما يقتضي منها الذهاب يوميا إلى أقاصي المدينة في سيارة يقودها سائق باكستاني متعجرف يشكو كثيرا من تأخر المرأة عن الموعد المحدد لتحرك السيارة التي تنقل أيضا عددا آخر من المعلمات، وهي إشارة واضحة في الفيلم إلى عدم تمكنها من القيادة حسب القوانين السعودية، بل وفي الفيلم أيضا الكثير من الإشارات إلى الممارسات القمعية من جانب ما يسمى بـ"هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" التي يشار إليها في الفيلم بـ"الهيئة".

ويبدو وكأن هيفاء المنصور كانت وهي تكتب السيناريو، تضع أمامها عشر نقاط أو أكثر، تختزل من خلالها المشاكل التي تواجهها المرأة في النجتمع السعودي، وتترجمها إلى مشاهد وإشارات وغمزات، يتضمنها نسيج الفيلم، ولكن الملاحظ أيضا أن هيفاء نجحت في توليف كل تلك الإشكاليات بطريقة سلسلة ومقنعة وفي سياق درامي مقبول.

هناك على سبيل المثال إشكالية العلاقات بين الجنسين، وما يترتب على ما هو قائم من قمع ومنع وحظر للاختلاط في الأماكن العامة، من مهازل تحدث داخل البيوت، وتنكشف وتصبح حديث الجميع، كما نرى من خلال الإشارة إلى حكاية اللص الذي ضبطوه في منزل "حصة" مديرة المدرسة، ويعرف الجميع أنه ليس لصا بل "الحبيب المجهول"!

هذه القصة تستخدمها الفتيات في المدرسة للتندر على المديرة المتعجرفة المتشددة التي تتعامل معها بقسوة وغلظة، وتعود هيفاء المنصور في سياق الفيلم فيما بعد، لاستخدام نفس القصة عندما تجعل الفتاة وجدة تواجه "حصة" بعد أن رفضت منحها المبلغ المالي للجائزة التي حصلت عليها بعد أن أخذت تنتقد سلوكها ورغبتها في شراء الدراجة، فتغمز لها وجدة بموضوع عشيقها الذي زعم أنه لص كان يحاول سرقة المنزل وأصحابه في داخله!

البناء القصصي للفيلم بسيط، ويدور من حول الفتاة "وجدة"، ومشكلة أمها مع والدها، ومشاكل الفتيات وكيف ينظر الرجال للنساء، والتناقض بين ما هو معروض من أزياء على أحدث اطرز العالمية ومنظر النساء في ملابسهن السوداء التي تغطي كل الجسد والوجه فيما عدا العينان.

وفي الفيلم مشاهد شديدة التأثير كما في مشهد مسابقة قراءة القرآن الكريم، وبراعة التحكم في الأداء من جانب مجموعة الممثلين وعلى رأسهم الممثلة السعودية "عهد" التي تميزت كثيرا في دور مديرة المدرسة "حصة" وهي الممثلة التي درست الاخراج السينمائي والتمثيل في الولايات المتحدة حيث تقيم هناك منذ نحو خمس عشرة سنة، وهذا هو فيلمها الروائي الأول كممثلة في دور رئيسي، وسبق لها القيام بدور في فيلم "المملكة" الأمريكي.

وتفوقت أيضا الممثلة السعودية المعروفة ريم عبد الله في دور الأم، والممثل سلطان العساف في دور الأب.

ولاشك أن هيفاء تمكنت من إخراج الكثير من المشاهد ببراعة وحافظت على التلقائية في أداء بطلتها الصغيرة (وعد محمد) التي قامت بدور وجدة، واستطاعت أيضا التحكم في أداء باقي الممثلين، وإدارة الكاميرا رغم اضطرارها أحيانا للعمل بجهاز لاسلكي من داخل شاحنة صغيرة تنتظر قرب موقع التصوير بسبب خشيتها من التعرض لها من قبل "الهيئة" حيث تمنع النساء من مزاولة مثل هذا العمل لما فيه من اختلاط بالرجال!

أهمية فيلم "وجدة" تأتي أولا من كونه صور في الرياض رغم كل المصاعب التي تحدثت عنها هيفاء المنصور تفصيلا في المقابلات التي أدلت بها للصحافة العالمية وخلال المؤتمر الصحفي لها في مهرجان فينيسيا. وتتمثل أهمية الفيلم ثانيا في كونه أول فيلم سعودي بالكامل رغم المشاركة الفنية الألمانية، تكتبه وتخرجه امرأة هي هيفاء المنصور، وأول فيلم سعودي يخرج للعرض في مهرجان دولي كبير مثل فينيسيا وتشترى حقوق توزيعه في بلدان عدة منها فرنسا والمانيا وايطاليا.

كذلك هو أول فيلم يقوم بأداء كل الأدوار الرئيسية فيه ممثلون وممثلات من السعودية، رغم غياب الخبرة السابقة في ها النوع من العمل السينمائي.

لم تشأ هيفاء المنصور أن تترك بطلتها الصغيرة وقد هزم حلمها بل أرادت لها أن تنجح في اولى خطواتها على طريق تحقيق الذات، فجعلت الأم (التي أصبحت هي وابنتها كل الأسرة بعد أن تزوج الزوج من امرة أخرى) وكأنها تنتقم لنفسها بعد أن أدركت أنها يجب ألا تترك ابنتها تصبح في المستقبل خاضعة مثلها ، تشتري لها الدراجة التي كانت تحلم بامتلاكها، وتقدمها لها هدية، وفي المشهد الأخير تركب الفتاة الدراجة وتحقق لنفسها التحرر بل وتتمكن أيضا من التفوق على صديقها الصغير.

عين على السينما في

02/09/2012

 

"إلى الأعجوبة" فيلم تيرنس ماليك وتساؤلات عن الحب والحياة

أمير العمري- مهرجان فينيسيا 

أخيرا جاء الفيلم الجديد لمخرج الأمريكي تيرنس ماليك "إلى الأعجوبة" To the Wonderإلى مهرجان فينيسيا حيث عرض في المسابقة الرسمية التي تضم 18 فيلما.

ويعتبر "إلى الأعجوبة" الفيلم الروائي الطويل السادس لماليك (68 عاما) منذ أن بدأ الإخراج عام 1973 أي خلال 39 سنة!

وماليك معروف بأسلوبه السينمائي الذي لا يخضع للأساليب التقليدية، فهو يبني أفلامه عادة على الإحساس بالإيقاع، وبزوايا الصورة، وباللون، والحركة- حركة الكاميرا المستمرة معظم الوقت، ويهتم كثيرا بالتكوينات التشكيلية، وبعلاقة الصور بالموسيقى.

وهو يبدو في فيلمه الجديد مخلصا تماما لأسلوبه الشخصي الذي يميل إلى التجريد مع تلك النزعة الصوفية المعبة التي تتميز بطرح التساؤلات عن مغزى الوجود، في حين يبدو الكثير من لقطات الفيلم احتفاء بالإيروتيكية، بالنزوع إلى تصوير الجسد الإنساني في علاقته بالرغبة، بالعاطفة المشبوبة الجياشة، وبالتهاب المشاعر، وبالاتسفادة الهائلة من قدرات الممثلة الأفرنسية- الأوكرانية الأصل أولجا كيرلينكو، كراقصة باليه وموديل قبل أن تصبح ممثلة ناجحة.

لا توجد في الفيلم "حبكة" أو قصة تقليدية لها بداية وذروة ونهاية، ولا شخصيات تتصارع من أجل الاستحواذ أو التملك أو تحقيق النجاح بالمعنى المادي كما نرى في الفيلم الأمريكي التقليدي، بل هناك تصوير للمشاعر المختلطة، للتناقضات التي تدور داخل الإنسان، في علاقته بالحب، بفكرة التضحية والإخلاص والواجب الذي يتعين عليه الالتزام به تجاه من يحبه، وبالعلاقة مع الله، الصدق، الحق، والإيمان المتجرد.

الحلم الفرنسي

الفيلم يبدأ في باريس حيث يلتقي "نيل" الشاب الأمريكي الوسيم (بن أفليك) بامرأة شابة حسناء مليئة بالحيوية والحياة، هي "مارينا" (أولجا كيرلينكو).. ويقع الاثنان في الحب.. ويذهبان معا بصحبة تاتيانا (10 سنوات) - ابنة مارينا من زواجها الفاشل- إلى جبل سان ميشيل (الأعجوبة) وهناك يقضيان وقتا سعيدا ويقتنع نيل أن مارينا هي فتاة أحلامه، المرأة التي يتمزج معها تماما ويشعر بالصفاء النفسي والحب الدافق الذي لا يعرف حدودا، ويتعهد لنفسه أنه سيظل مخلصا لها وستكون هي امرأته التي يرتبط بها حتى نهاية العمر.

ينتقل الثلاثة- نيل ومارينا وتاتيانا- للعيش في البلدة التي ينتمي إليها نيل بولاية أوكلاهوما في الولايات المتحدة.

هناك تبدأ المشاعر في التغير، فمارينا لا تشعر بالاندماج الكامل في العالم الجديد، وتاتيانا تشكو من عدم وجود اصدقاء لها وتعلن رفضها قبول نيل كأب لها، ونيل أيضا يبدو مستعدا لاستئناف علاقة عاطفية قديمة كانت تربطه بصديقة يعرفها منذ الطفولة.. شقراء فاتنة.. مستعدة أيضا للعطاء إلى أقصى حد، وإن كانت أقل جموحا في المشاعر من مارينا.. تلك الأوكرانية الأصل التي جاءت الى باريس حيتما كانت في السادسة عشرة من عمرها، وتزوجت فرنسيا وهي في السابعة عشرة، لكنه تركها وتخلى عنها بعد سنتين من الزواج، وكان يتعين عليها أن تشق حياتها بنفسها لتوفر لابنتها احتياجاتها الأساسية.

نيل يتشكك في جدوى العلاقة.. يتساءل عن معنى الحب، وعن مغزى الارتباط العاطفي، يبحث في التناقض بين فكرة الاخلاص، واليقين في الحب، وبين الرغبة العاطفية التي تتخذ منحى آخر. وهنا يطرح الفيلم التساؤلات حول مغزى العاطفة، والحب، وهل الرغبة في "الآخر" حالة ممتدة يمكن أن تستمر أم أنها قد تخبو ثم تستيقظ العاطفة تجاه امرأة أخرى؟

المشكلة التي يواجهها نيل الآن تأتي من خارج العلاقة مع مارينا أيضا، من أهل البلدة، جيرانه الذين يرتبط بهم.. فهو يعمل كملاحظ للبيئة، ويكتشف أن هناك تلوثا خطيرا في المياه نتيجة تسرب مواد معدنية بسبب عمليات التعدين التي يقوم بها جيرانه ويتعيشن منها. وعندما يلف الأنظار الى خطورة التلوث على الأجيال القادمة يواجهونه بالصد والإعراض والرفض.

وتأشيرة إقامة مارينا في أمريكا أصبحت في طريقها للنفاذ دون أن يبدو أن نيل قد حسم أمره بشأن زواجه منها.

هناك أيضا، في ذلك العالم الأمريكي القس اللاتيني كوينتانا (يقوم بالدور خافيير بارديم) الذي يتابع من بعيد العلاقة بين نيل ومارينا، وهي العلاقة التي تجعله على ما يبدو، يطرح التساؤلات حول علاقته بما يفعله، علاقته بالله، هل هو فعلا صادق فيما يقوله للناس، وهل هو على قناعة بدوره كقس، أم كان من الأفضل له لو شق طريقا آخر!

الشك الوجودي

هذه التساؤلات، التشككات، اللوعة التي يشعر بها من يحب، والعاب الي قد يولده الإحساس بفشل الحب أو بعدم قدرته على الصمود والتفاعل والاستمرار، هي ما ينشج منها تيرنس ماليك صورا ولقطات وتشكيلات بصرية، تمتزج بالموسيقى، وبالطبيعة في عمل سينمائي يثير في النفس الكثير من التساؤولت الوجودية المقلقة أيضا، وهنا تكمن عظمة الفيلم بل وجنال أفلام ماليك كلها، فهي أفلام لا تروي حكايات سطحية للتسلية، بل تتوقف أمام شذرات من الحياة، حياة أبطاله المتشككين المعذبين، الباحثين عن التحقق، عن الامتزاج بالطبيعة، عن القرب من الله، من أجل أن تجعلنا نحن أيضا نراجع أنفسنا، ونبحث في مسار حياتنا، وإلى أين نحن سائرين.

هنا اهتمام كبير باللقطات القريبة والقريبة جدا close ups and big close upsوالحركة الدائرية للكاميرا، وقطاع المونتاج الفجائية، والانتقال بين الواقع والخيال، بين الماضي والحاضر.

هناك الكثير من المشاهد التي تدور في الخيال مثل مشهد الزواج، ولكن أساس المشاهد المفصلية في الفيلم هو الكبيعة: دائما نحن في الحقول، في الجبال، وسط الثلوج، أمام قرص الشمس.. لحظة الغروب، حقول القمح الممتدة.. وهكذا.

الحوار في الفيلم محدود بل وقليل جدا، ومعظمه لا يأتي على شكل "ديالوج" بل "مونولوج" أو تعليق خارجي من خارج الصورة على لسان البطل، وكأننا أمام كائن معذب يتساءل لنفسه دون أن يروي لنا بالضرورة.

الغلاف الموسيقي للفيلم يحتوي الصورة، يجعلها نابضة.. وتغير الألوان وتعاقب درجاتها ما بين الأصفر والأحمر والأزرق، تجعلنا أمام سيمفونية بصرية.. أو قصيدة من الشعر المرئي.. تخفي أكثر مما تظهر، تعبر بعبقرية عن الإنسان في لحظات الحب والرغبة والتشكك والألم والرفض والغضب والإحساس بالواجب وبالوفاء.

قبيل النهاية

هل حقا سينضم نيل الى مارينا مرة أخرى كما يوحي لنا الفيلم قبيل نهايته؟ لقد ادت مارينا الى باريس، وانفصلت عنها كما تقول في إحدى رسائلها لنيل، وذهبت للعيش مع والدها، رافضة منطق أمها في العيش، وأصبحت مارينا وحيدة..

ما يجعلنا نقول إن الفيلم عن المشاعر واللحظات المنتزعة من النفس البشرية وليس عن صراعات خارجية، هو أنه لا يشرح ولا يحلل بل يعرض في انطباعية واضحة، ومن خلال خليط من الصور والتداعيات وأنصاف الالتفاتات وزوايا الوجوه، وكاميرا تيرنس ماليك لاشك أنها تولي اهتماما أكبر هنا للمرأة، لسواء لمارينا أو جين (راشيل ماك آدمز).. حبيبته الأخرى. إنه مهموم أكثر بتأمل المرأة في الحب، في أكثر اللحظات حميمية، ولعله في هذا يريد أن يكشف لنا مشاعر الرجل، ولكن كما تنعكس على المرأة. ولعله أيضا أكثر المخرجين اهتماما بالمرأة، بل وقدرة على تأمل وجهها وجسدها دون افراط ودون وقوع في شباك الإثارة.

إنه يستخدم العري والجسد للتعبير البصري بشكل رائع عن الحب، أما الايروتيكية التي تنتج عن تحركات مارينا (والممثلة في الفيلم لا تكف في أي لحظة عن الحركة الأنثوية بدلال ورقة واغراء) فهي جزء أصيل من انجذاب الرجل للمرأة. لكن ماليك يجرؤ على تصويره بأسلوبه الي يتميز بالجمال والدفء الإنساني ودون أن يجعل لقكاته تخرج عن نطاق الفن إلى التجارة. وتلك قيمة كبرى دون شك تضاف الى القيم الأخرى الكثيرة التي تحفل بها أفلام ماليك.

عين على السينما في

02/09/2012

 

مهرجان فينيسيا يدين اعتقال السلطات السورية المخرج أروى نيرابيا

أصدر رئيس بينالي فينيسيا للفنون باولو باراتا، ومدري مهرجان فينيسيا السينمائي البرتو باربيرا، بيانا أدانا فيه القاء السلطات السورية القبض على المخرج السوري أوروى نيرابيا وناشدا السلطات السورية الافراج عنه.

وقال بيان صادر عن السينماتيك الفرنسية وصل الى إدارة المهرجان إن نيرابيا اعتقل يوم 31 أغسطس في مطار دمشق الدولي بينما كان يعتزم التوجه إلى القاهرة.

وجاء في البيان أن نيرابيا مخرج للأفلام التسجيلية وانه كان عضوا بلجان التحكيم في مهرجانات أمستردام وطهران ولايبزج وكوبنهاجن وهو سينمائي سوري مستقل، وأنه عمل بعد تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1999 مساعدا للاخراج مع أسامة محمد في فيلمه "صندوق الدنيا"، كما قام ببطولة فيلم "باب الشمس" اخراج يسري نصر الله عام 2004.

وذكرت أنباء المعارض السورية أنه كان مديرا لمهرجان سينما الواقع في سوريا.

عين على السينما في

02/09/2012

الفيلم الجديد لابراهيم البطوط في مهرجان فينيسيا

أعلن المخرج إبراهيم البطوط أنه تم رسميا اختيار الفيلم المصري "الشتا اللي فات" في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي التاسع والستينالذي سيشهد العرض العالمي الأول للفيلم.

ويقام المهرجان في الفترة من 29 أغسطس حتى 8 سبتمبر، ومن المقرر أن يعرض الفيلم المصريفي قسم "آفاق" أو "أوريزونتي" مع عدد من الأفلام العالمية المتميزة، والفيلم من إنتاج شركة زاد للإعلام والإنتاج بالاشتراك مع شركة أروما وشركة عين شمس للأفلام اليوم ، وبطولة عمرو واكد وصلاح حنفي وفرح يوسف.

وأضاف ابراهيم البطوط في المؤتمر الصحفي الذي حضره نجم الفيلم عمرو واكد ، أنه يشعر مع جميع الممثلين والعاملين في الفيلم بالفخر لمشاركتهم في المهرجان، والذي يعد أعرق مهرجانات السينما في العالم.

وقال الممثل عمرو واكد: "فيلم "الشتا اللي فات" هو واحد من أهم الأفلام في حياتي الفنية كممثل. لقد طرح اكتشاف شخصية عمرو الكثير من الأسئلة وشكل تحديا إنسانيا حقيقيا. وكمنتج ينتج أول أفلامه الروائية بشكل مشترك، فإنني أشعر بالفخر ويدفعني الأمل."

وتدور أحداث فيلم "الشتا اللي فات" على خلفية الاحتجاجات الواسعة التي بدأت في ميدان التحرير بالقاهرة في 25 يناير 2011. ويأخذ الفيلم (الذي كان اسمه في البداية ثورة) المشاهدين في رحلة مليئة بالمشاعر والأحاسيس في حياة الناشط عمرو (عمرو واكد) والصحفية فرح (فرح يوسف) وضابط الأمن عادل (صلاح حفني).

ويستعرض الفيلم بطريقة رومانسية معاناة أحد ضحايا إرهاب الدولة في عام 2009، في إيقاع يتداخل مع الأحداث الرئيسية التي شهدها عام 2011 وغيرت وجه مصر والعالم كما نعرفه. ومع تكشّف قصص شخصيات الفيلم، يدخل المشاهدون مباشرة إلى عالم سريالي يأخذهم إلى حالة من المجهول

عين على السينما في

31/07/2012

 "كلاسيكيات مهرجان فينيسيا" تشهد عرض 29 فيلما قديما أعيد إحياؤها

يعرض مهرجان فينيسيا في دورته التاسعة والستين بمناسبة مرور ثمانين عاما على تأسيسه (تأسس عام 1932 وتوقفت دوراته 11 مرة) عددا كبيرا من الأفلام التي أصبحت في عرف الكلاسيكيات في السينما العالمية التي تم ترميمها واستعادة نسخها الأصلية وتقديمها في طبعة جديدة.

تعرض المجموعة ضمن قسم خاص بعنوان "كلاسيكيات فينيسيا". وستفتتح عروض الكلاسيكيات بالفيلم الأمريكي طبوابة الجنة" للمخرج مايكل شيمينو الذي سيحضر عرض فيلمه الذي يستغرق عرضه نحو 210 دقيقة وكان قد انتج عام 1980 ولكنه لم يحقق أي نجاح جماهيري يذكر مما أدى الى توقف شركة كولومبيا التي انتجته عن انتاج الأفلام الضخمة التكاليف لفترة قبل أن تعيد النظر في سياستها. وقد تكلف انتاج الفيلم وقتها نحو 50 مليون دولار.

وكان هذا الفيلم قد عرض في دورة مهرجان فينيسيا عام 1982 في نسخته الكاملة وقت أن كان المخرج الايطالي كارلو ليتزاني هو مدير المهرجان.

وقد اصبح تقليد عرض الأفلام القديمة التي يتم ترميمها واستعادتها في نسخ جديدة كلملة، تقليدا متبعا في السنوات الأخيرة في عدد من المهرجانات السينمائية مثل كان وبولونبا وليون وبرلين لما لهذه الأفلام من أهمية تاريحية.

وتشترك مؤسسات عديدة عبر العالم في ترميم واعادة احياء الأفلام التي مضى عليها سنوات منذ عرضها الأول.

ومن الأفلام التي ستعرض في فينيسيا فيلم "قضية ماتيه"(1972) للمخرج الايطالي فرنشيسكو روزي، و"تحقيق مع مواطن فوق مستوى الشبهات" لايليو بتري، (1970) و"سترومبولي" لروسيلليني من عام 1950 و"أروى لي الأكاذيب" لبيتر بروك من عام 1968، و"حظيرة الخنازير" (1969) لبيير باولو بازوليني.. وغيرها.

ومن المتوقع أن يكون هذا القسم من أهم أقسام الدورة الجديدة من مهرجان فينيسيا، ويبلغ عدد الأفلام الروائية الطويلة التي ستعرض 20 فيلما، بالاضافة الى 9 أفلام تسجيلية طويلة.

عين على السينما في

25/07/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)