حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي التاسع والستون

ألبرتو باربيرا يأتي بالانهيارات الكبرى الى أشهر جزيرة سينمائية

ثلاثي أميركي يثير الحماسة ومانويل لن يغادر اذا لم نتعرف إلى غيبو

هوفيك حبشيان ـــ البندقية

ثلاث سنوات هي فارق العمر بين ماركو موللر، الذي يتبوأ ليس من دون صعوبات جمة، الادارة الفنية في مهرجان روما منذ مطلع هذه السنة، وخلفه البرتو باربيرا، الآتي الى أشهر جزيرة سينمائية (ليدو البندقية)، على كتفيه تحديات كبيرة وفي باله أفكار تقفز فوق انجازات سلفه.

ثلاث سنوات، طبعاً هذا على المستوى البيولوجي والتكويني. أما في مقاييس المعرفة والفكر والاطلاع، فما شكّله باربيرا في الدورة الأخيرة ما قبل السبعين، جدير بأن نأخذه في الاعتبار، وأن نراقب كيف ستكون ألوان أعرق المهرجانات السينمائية، وكيف ستكون أنغامه وتأوهاته واندهاشاته فتمرده على انواع الانهيارات العصبية التي تصيب العالم.

باربيرا لم يخَف في المؤتمر الذي عقده في روما بل أعلن بصراحة: هذه الدورة التاسعة والستون من مهرجان البندقية دورة الأزمات السياسية والأخلاقية والاقتصادية. ويبدو ان العيون ستمتلئ بالدموع والهموم. فدائماً على السينما أن تنقل هذا كله كي لا تُتهَم بأنها متواطئة ومتخاذلة. للشاشة دورٌ في الاشتغال على الوعي الجماعي، وأيُّ مكانٍ أفضل من المهرجان كي تقترب المسافة بين ما يحدث في موسكو وما يحدث في لوس انجليس؟ هناك وحدة حال لا تعتمد فقط على المصادفات البريئة. انها هاجس كل مهرجان يستحق اللقب.

من أصل 1459 فيلماً أُرسلت الى الادارة، اختار فريق باربيرا 50 عنواناً في التشكيلة الرسمية التي تتألف من ثلاثة أقسام أساسية: المسابقة، خارج المسابقة، و"آفاق" (أوريزونتي). كلها أفلام تعرض للمرة الاولى دولياً، خارج بلدانها. هناك 18 فيلماً في المسابقة الرسمية، 10 منها أوروبية خالصة. في البرنامج، هناك سينمائيون كنا نقتفي أثرهم، ونحاول معرفة أين سيحط رحالهم، ما بين كانّ، برلين والبندقية. لكن، الأسماء كلها ليست على مسافة واحدة من حماستنا وانتظارنا. فبول توماس اندرسون غائبٌ عن الشاشات منذ 2009، تاريخ انجازه "سيكون هناك دماء"، خلافاً لتيرينس ماليك الذي كان الحدث الأهم في دورة العام الماضي من مهرجان كانّ، بعد نيله "السعفة الذهب" عن "شجرة الحياة". سينمائيان اثنان، استطاع "الموسترا" ضمّهما الى برنامجه الذي يحوي مادة أميركية تثير الفضول، بعدما كان فشل كانّ في أيار الماضي في ابراز أيٍّ من الأفلام الأميركية المختارة. نضيف الى كلٍّ من ماليك وأندرسون، معلّم التشويق، الابن الروحي لهيتشكوك، براين دو بالما، الذي يخرج من قمقمه الذي قطنه للسنوات الست الأخيرة، مذ ضربنا معه موعداً في "منقّح".

اذاً، في غياب كوانتن تارانتينو الذي يبدو انه "ذاهب" الى أحضان أخرى مع "دجانغو المحرر من أسره"، نحن أمام قامات ثلاث تأتينا من خلف الأطلسي: ماليك الذي اصبح على مشارف السبعين، فباتت المشاريع تمطر عليه، بعدما كانت السنوات التي تفصل فيلماً له عن الآخر تقاس بالعقود. وها انه يتخلى عن نمطه البطيء في العمل، ليقدم To the wonder، عن مثلث غرامي يتنقل بين باريس وأوكلاهوما. لا نعرف ضمن أي أجواء سيطرح مخرجنا الكبير الحكاية، الا ان الألسنة تقول إن الفيلم مستوحى من سيرة ماليك الخاصة. حتى لحظة كتابة هذه السطور، لا شيء مهماً عن الفيلم، حتى دعايته لم تُنشر بعد على شبكة الانترنت. أما اندرسون، فسيروي لنا في "المعلّم"، بفخامة بصرية متجسدة في قوة الـ70 ملم، الكيفية التي تأسست بها السيانتولوجيا في أميركا على يد رون هابرد، الذي حوّله اندرسون الى لانكاستر دود (فيليب سايمور هوفمان) الساعي الى تأسيس جمعية روحية، فور خروجه من عذابات الحرب العالمية الثانية. الفيلم يشهد ايضاً عودة يواكين فينيكس، الذي لم يضطلع بأي دور منذ "عاشقان" لجيمس غراي، والأخير هو المخرج الذي يعيده قريباً الى الضوء مع "الحياة المنخفضة". لم يكن سهلاً انجاز هذا الفيلم، اذ تعرض اندرسون لمضايقات من اللوبي التابع الى كنيسة السيانتولوجيا. ويُحكى انه اضطر على اثرها أن ينظم عرضاً للفيلم يشاهده طوم كروز (سبق أن مثّل تحت ادارته في "ماغنوليا")، وهو أحد اتباع هذه الكنيسة، ولم ينته اللقاء بينهما على خير، كما يبدو. أيا يكن، فالخيارات الجمالية في هذا الفيلم ستفرح قلب السينيفيليين الذين سبق ان وقعوا تحت سحر الفيلم السابق، وخصوصاً ان اندرسون يعود ويسلّم الموسيقى الى جوني غرينوود وراديوهيد.

أما الأميركي الثالث، دو بالما، فيعود الى الأجواء التشويقية المحببة على قلبه وقلبنا، في "شغف"، مستعيناً بأموال فرنسية المانية لصنعه، وهو ريمايك لآخر فيلم أنجزه آلان كورنو، قبل رحيله المفاجئ عام 2010. دو بالما، للتذكير فقط، اشتهر بالريمايكات وابدع فيها. سبق له أن قدم رؤية جديدة لـ"سكارفايس" (1983)، متجاوزاً في نقاط عدة نسخة هاورد هوكس عام 1932. وماذا نقول عن "هوس" (1976)، الذي يُعدّ تحية لهيتشكوك وتحفته الخالدة "فرتيغو" (تم التصويت له في مجلة "سايت أند ساوند" كأفضل فيلم على الاطلاق). في جديده، يعود الى الينبوع: الازدواجية، التلاعب، الجنس، الغموض الذي يتلف الأعصاب، كل هذا على خلفية جرائمية. يعيد الفيلم الى الاذهان "متأنقة للقتل" (1980)، أما الممثلتان راشيل أدامز ونومي راباس فشبيهتان ببطلتي "مولهولاند درايف" لديفيد لينتش. خوسيه لويس ألكايين (مدير تصوير ألمودوفار) تولى تشكيل الصورة، في حين اسند تأليف الموسيقى الى بينو دوناجيو، الذي عمل معه قبل عقدين من الزمن.

هناك اربعة أفلام اميركية في المسابقة، وهذه نسبة مهمة، ذكرنا منهما اثنين، ويبقى: "بأي ثمن" لرامين بهراني وSpring Breakers لهارموني كورين. بهراني (1975)، الايراني الاصل، برز في بضعة أفلام جيدة وفذة منها "غودباي سولو" (2008)، يضع حوادث جديده في البيئة الزراعية حيث أب يريد من ابنه أن يتولى مزرعة العائلة. هذا كله طبعاً يدور في العمق الأميركي. في حين ينتصر زميله كورين الذي يكبره بسنتين فقط، لحكاية اربع فتيات أميركيات ومغامرات لفتح مطعم للوجبات السريعة. طبعاً، لا ندري المدى المعطى للسياسة في هذه الأفلام، لكن ما نعرفه منذ الآن ان الحكومة الايرانية حاولت تسييس المهرجان عبر التهديد بسحب الأفلام الايرانية (هناك ايراني واحد فقط خارج التشكيلة كون بهراني جنسيته أميركية)، بسبب العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي على ايران في الملف النووي.

مخرج آخر، هو أوليفييه أساياس، منتظر مع "بعد أيار" في الايام المقبلة في جزيرة الليدو. بعد فيلمه البديع "كارلوس"، يوقّع نصاً محوره التقلبات السياسية والاجتماعية لما بعد "أيار 68". رحلة عبر الزمان تنقلنا من ايطاليا الى لندن، وترغم ابطالها على أن يحسموا خياراتهم. في تصريح له، يقول أساياس انه لا يؤمن بالسيرة الذاتية في السينما لأن الذكريات تتلاشى وتكون عرضة للتشويه مع مرّ الأيام، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بالحديث عن مرحلة المراهقة. في المقابل، يصرح بأنه يؤمن بالشباب كمصدر للالهام، وكحقيقة داخلية علينا ان نقيس انفسنا بها دائماً. مواطنه الفرنسي، كزافييه جيانولي، سيأتينا متأبطاً "سوبرستار"، جامعاً اسمين لامعين في السينما الفرنسية الشعبية هما كاد ميراد والبلجيكية الساحرة سيسيل دو فرانس. الحجة التي ينطلق منها الفيلم: رجل من عامة الشعب، يصبح مشهوراً من غير سبب، فيُطلب منه توقيع الاوتوغرافات أينما حلّ، وكلما رفض هذه الشهرة الفارغة طاردته الحشود في زمن شبكات التواصل و"المتاهات العصرية" كما يسمّيها المخرج، آتياً على ذكر كافكا وهيتشكوك في حديثه عن الفيلم.

في مسابقة لا تتضمن الا ثلاثة أفلام "آسيوية" (بعدما كان المهرجان في عهد موللر مسرحاً لها)، يأتي المخرج الكوري القدير كيم كي دوك بـ"بييتا" عن رجل يعمل لمصلحة أحد الذين يستدين الناس منه الأموال. انه فيلم عن المال، هذا المال الذي يضع الناس أمام رهان الجشع في مجتمعات اختارت الرأسمالية ديانة لها. يقول كي دوك ان هاجس الناس اليوم هو الاعتقاد بأن المال هو الحلّ لكل المشكلات، بينما في رأيه، المسألة عكس ذلك تماماً. الآسيوي الآخر في المسابقة ليس الا الياباني الشهير تاكيشي كيتانو، الذي يقدم مع "ما بعد الانتهاك"، تتمة لفيلمه السابق عن عائلة اجرامية من آل سانو. واذا كان كيتانو، يعمل وفق منظومة "فيلم كل عامين"، فليست هذه حال المخرج الفيليبيني بريانت ميندوزا، الذي قدّم فيلمه الاشكالي الأخير، "أسيرة"، في برلين، وها انه يعود بـ"سينابوبونان"، حيث معاينة لحالتين نسائيتين من خلال امرأة عاقر وأخرى منجبة.

بعد سنة من فوز الفيلم الروسي "فاوست" لألكسندر سوكوروف بأرقى جائزة في المهرجان، فيلم روسي آخر يدعى "خيانة" لكيريل سيريبرينيكوف، يحل ضيفاً على المسابقة. "أنجزت فيلم كارثة عن علاقة غرامية"، يقول المخرج الذي يعمل في مجال السمعي البصري منذ 1998. الخيانة الزوجية هي محرك الفيلم. انه عن مشاعر خفية، وعن اشياء لا توجد لها اسماء في اللغة البشرية. في مكان آخر وبيئة أخرى، ترصد المخرجة الاسرائيلية راما برشتين تصدعات المجتمع الذي تنتمي اليه، من خلال المصاب الذي تتعرض اليه عائلة من اليهود الارثوذكس، اذ تؤجل إحدى بناتها عرسها بعد موت شقيقتها الصغيرة خلال الانجاب. العنوان: "أملأ الفراغ".

إيطالياً، هناك ثلاثة أفلام. في طبيعة الحال، نحن في انتظار معرفة ما يخفيه جديد ماركو بيللوكيو الذي أدهشنا أخيرا مع "انتصار"، وخصوصاً ان قبالة كاميراه هذه المرة اثنين من جبابرة التمثيل: طوني "ايل ديفو" سرفيللو وايزابيل أوبير. يتطرق بيللوكيو هنا الى مسألة الموت الرحيم انطلاقاً من قضية الفتاة الوانو انغلارو التي، بعد تعرضها لحادث سير ووقوعها في الغيبوبة، ناشدت بأن يوضع حدّ لحياتها. طوني سرفيللو هو القاسم المشترك بين هذا الفيلم، وفيلم ايطالي ثانٍ، "كان ابنٌ" لدانييلي كيبري. تختتم الاختيارات الايطالية مع جديد فرانتشيسكا كومنتشيني، "يومٌ خاص"، على أمل أن يكون مستواه أفضل مما قدمته سابقاً، وسط صيحات الاستهجان للصحافة الغاضبة.

موسترا البندقية يلتفت الى الوراء دائماً، الى تاريخه الذي لا يمكن الإمساك به في قبضة اليد الواحدة. لهذا السبب هناك استعادات لأفلام من الزمن الكبير (هوكس، بازوليني، بروكس، الخ) وايضاً اعادة عرض لأفلام نادرة حفظها ارشيف المهرجان، لجان دولانوا وكارلوس ساورا وآخرين. يضاف الى هذا تكريم فرانتشيسكو روزي لمجمل أعماله. وايضاً التفاتة، ولو متأخرة، لابن البلد مايكل تشيمينو، صاحب واحد من أروع أفلام تاريخ السينما "باب الجنة" (1980). اسماء كبيرة واخرى سبق لها أن اثبتت جدارتها من على أهم المنابر السينمائية، تعرض جديدها خارج المسابقة أو في قسم "أوريزونتي": جان بيار أميري، سوزان بيير، باسكال بونيتزر، ليليانا كافاني، جوناثان ديمي، سبايك لي وعموس غيتاي الذي يُعرض له فيلمان. من دون أن ننسى عودة روبرت ريدفورد بعد مشاريع غير موفقة في السنوات الأخيرة. وكيف لا ننحني احتراما أمام شيخ السينمائيين مانويل دو أوليفيرا، الذي لا يزال نشيطا وهو دخل عامه الرابع ما بعد المئة، ولا يريد وداعنا قبل أن نتعرف إلى "غيبو"، مع ثلاثة من أجمل وجوه السينما: جان مورو، كلوديا كاردينالي، ومايكل لوندزال. وأخيراً، وليس آخراً، كيف يمكننا أن نتجاهل الدقائق الـ270 لملحمة الياباني الجهبذ كيوشي كوروساوا، "توبة"، التي يبدو أنها جننّت ألبرتو باربيرا.

hauvick.habechian@annahar.com.lb

مايكل مان، رئيس يحبّ "أفاتار"!

هـ. ح.

طفل السينيفيليين المدلل، أصبح على مدار العقدين الماضيين، ومن خلال حفنة من الأفلام، في مصاف رواد هوليوود، وتجاوز من خلال "أعداء الشعب" (2009)، سكورسيزي ودو بالما في رؤيته لعالم الجريمة المنظمة. ها انه يتسلم دفة التحكيم في البندقية. لسينما مان طبقتان، واحدة ظاهرة للعيان، وثانية تتجلى في عوالمه السفلية، فيما التصادم حليف كل وحدة تصويرية عنده، لأن خلف أناقة الكادرات المهيبة رذيلة وانحلالاً وتواطؤا وفسادا، يقع فيه الطرفان معاً، الباحث عن العدالة كما الساعي الى الافلات من مخالبها.

عند مان، خصلة شعر هي التي تفصل بين مفهومي الخير والشر على طريقة السينما الهوليوودية الكاسحة الانتشار. يقف مان أميراً مزهواً وكئيباً على هذا الحدّ الفاصل، ليصوّر لحظة تحوّل هذا المغبش والمبهم لحظةً خالدة.

مقاربات كثيرة لعمل مان، لكن القراءة المثلى له لا تكون الا سوسيولوجية وفكرية وسينمائية وبصرية في الحين نفسه. تفاصيل كثيرة يتشكل منها عمله، الذي كثيراً ما تعتمل في داخله رؤية سياسية متيقظة. أما مشهديته البارعة، وخصوصاً تلك حيث يتم تبادل الرصاص، فأشبه بباليه أجساد وضعها قبالة كاميرا محمولة، يهتز فيها الكادر فيعاد تأطيره مراراً وتكراراً وتجتازه لحظات من الـ"فلو" الفني الجميل. سينمائي "ليلي" (من ليل) بامتياز، فشخصياته أسيرة هذا الليل قبل أن تكون اسيرة شيء آخر. لكنه يبقى مخرجاً ذكورياً، اذ تربكه العلاقة بين الجنسين ولا يكون في افضل حالاته حين يصوّر دمعة امرأة.

عبثاً نحاول ايجاد استنادات سينمائية حاضنة لأسلوبيته. عرفناه معلّماً في امكان اشاعة مناخات "تعبيرية" في "شرارة"، وميالاً الى التوثيق وكشف المستور في "ذا اينسايدر"، وخلاّقاً فريداً في "علي"، الذي به أكد انحيازه الى ما يسمّى الـ"بيوبيك"، أي الشريط الذي يتمحور على سيرة شخصية عامة، وعرفناه أيضاً ملفيلياً (من جان بيار ملفيل) في "كولاتيرال"، وشكسبيرياً في "شرطة ميامي" و"أعداء الشعب".

بعدما جال في أكثر من "جانر"سينمائي، كان قد استعاد الفيلم الاسود التقليدي في "كولاتيرال"، وجاءنا فيه بصورة غير منقحة، وبشخصيات تتصف بالعزلة والتكتم على الماضي. منذ اوائل اعماله للشاشة الصغيرة، وأيضاً في سينماه التي تتوزع على 10 أفلام، بدا مان مهتماً بالأسلوبية. لعل الغنائية والتجريد والحسية هي الثوابت التي تتكرر في عمله. القلوب المشحونة بالاحاسيس تتصدر الحركة، علماً ان هذه القلوب حاضرة تماماً في كل افلامه، وهي تعمل كما لو كانت قنبلة موقوتة، وتيرة وأسلوباً. ينحاز مان الى الشخصيات التي تتحدى الظروف والصعاب، ولا تساوم، واذا فعلت فإنما لفترة زمنية محددة.

ملحوظة: من ضمن افلامه العشرة المفضلة، اختار مان "أفاتار" لجيمس كاميرون و"بيوتيفول"لأليخاندرو غونزاليث ايناريتو.

"آفاق" الطليان مفتوحة للعرب!

هـ. ح.

¶ هيفاء المنصور أول مخرجة سعودية. هي واحدة من اثني عشر ابناً وبنتاً للشاعر السعودي عبد الرحمن المنصور. امتشقت الكاميرا وحملت على عاتقها نقل الصورة الحقيقية للمرأة السعودية عبر الوسيلة السينمائية، بغية كشف عورات محيطها الانساني وقلب معاييره الجامدة في مجتمع ينظر بعض أهله الى السينما كما لو انها نوع من الشر. في فيلمها القصير الاول "مَن"، طرحت المنصور قصة "السفّاح" الذي أُشيع بأنه "إمرأة" قبل أن يتبين أنه رجل متنكر في زي إمرأة محجبة. هذه القصة عنت الكثير للمنصور لأنها تعكس غياب هوية المرأة، وتشير إلى إستغلالها حتى في موضوع القتل. الفيلم الروائي القصير الثاني للمنصور، "الرحيل المر"، يتحدث عن التغريب بمفهومه الأوسع، ويتمحور على شاب سعودي بسيط يجيد الغناء والشعر، فيهاجر بحجة الدراسة ولا يعود. تصور المنصور في هذا الفيلم الاشياء الكثيرة التي ضاعت بسبب النزوح من القرى إلى المدينة.

في "نساء بلا ظل"، تناقش المنصور قضية المرأة في المجتمع السعودي، وعلاقتها بالرجل، والاشكالات الثقافية والفكرية، وموقف الدين من قضيتها، كما يتناول المسائل المتصلة بعمل المرأة وقضايا الاختلاط والزواج وحرية الاختيار. أتاحت المخرجة الكلام لنساء لا يحق لهن الظهور والتعبير عن أنفسهن، وأثارت مسألة صعوبة تصوير الواقع. لكن ما الذي دفع بهيفاء المنصور التي نالت شهادة في الادب الانكليزي الى تبنّي الكاميرا أداة للتعبير، في مجتمع تحيط بالصورة مفاهيم خاطئة جداً؟ الجواب ربما في "وجدة" (قسم آفاق) فيلمها الروائي الطويل الأول، الذي، بحسب المخرجة، أول شريط يصوّر بالكامل في المملكة. وجدة فتاة حالمة، يوجد مثلها الألوف في الرياض ومدن أخرى. فهل تنجح المنصور في رهانها: اقتحام خصوصية المجتمع السعودي، بعيداً من كل الممنوعات؟

¶ ابرهيم البطوط ("حاوي") يأتي الى البندقية بفيلم من أجواء الثورة المصرية، التي أفرزت حالة اجتماعية وسياسية تصبح معها المطالبة بثورة مضادة أمراً شرعياً. "الشتا يللي فات" (آفاق) يقول عنه البطوط انه من الأفلام التي ما كان من الممكن صناعتها قبل "25 يناير"، وهو تاريخ يسكن الوجدان السينمائي لهذا الذي لقّب نفسه بـ"مصري البطوط". يقول: "اشتغلت على ذاتي كثيراً لكي تكون هناك علاقة بيني وبين الأفلام التي انجزها. الأفلام مثل البحر: تعتقد انك تتحكم به، لكن في الواقع، لا يمكن التحكم به. البحر يحضنك وعليك احترامه وحسب. في السينما، ان تتحكم بالشيء يعني ان تقتله. لا يمكنك التحكم بشيء. والقتل يحصل من خلال محاولة التحكم".

¶ هذا ليس كل شيء بالنسبة الى السينما العربية في البندقية، اذ هناك ايضاً صوتان نسائيان ينضمّان الى هذا الكورس، هما الجزائرية جميلة الصحراوي ("ياما" في قسم "أوريزونتي") وهيام عباس في باكورتها "ارث" (قسم "أيام البندقية"). الصوت الثالث من لبنان، يتمثل في نادين لبكي، التي تشارك في عضوية لجنة تحكيم "آفاق".

النهار اللبنانية في

30/08/2012

 

 

مصر تشارك ب«الشتا اللى فات».. وأگبر تمثيل للمخرجات

«أصولى رغما عنه» يفتتح مهرجان فينيسيا.. والربيع العربى الحاضر الأبرز

رشا عبدالحميد

تنطلق مساء اليوم فاعليات الدورة التاسعة والستين لمهرجان فينيسيا السينمائى الدولى والتى تستمر حتى 8 سبتمبر المقبل، ويعرض بالافتتاح فيلم «الأصولى رغما عنه» للمخرجة الهندية ميرا نير.

ومهرجان فينيسيا من أقدم مهرجانات السينما فى العالم حيث قدمت نسخته الأولى عام 1932 لذا يحوز على اهتمام إعلامى واسع.

وترتكز قصة فيلم الافتتاح على رواية للكاتب محسن حميد التى نشرت عام 2007، وتدور حول شاب باكستانى تخرج فى جامعة هارفرد ويعمل مستشارا ماليا فى «وول ستريت»، ويعيش فى صراع بين آماله وطموحاته المرتبطة بحياته وتعليمه الأمريكى وبين أصوله الباكستانية ويقوم ببطولة الفيلم كات هدسون وكيفير سوزرلاند ولياف شريبر.

وبدأت المخرجة الهندية ميرا ناير مشوارها السينمائى كممثلة ثم تحولت الى الإخراج خاصة بالأعمال الوثائقية وهى أيضا كاتبة ومنتجة ورشحت للعديد من الجوائز منها جائزة «البافتا» مرتين، بينما فازت بجائزتى الجمهور والكاميرا الذهبية فى مهرجان «كان» السينمائى الدولى عن فيلمها «سلام بومباى» عام 1988 .

ولن تكون ميرا ناير هى العنصر النسائى الوحيد فى احتفالية فينيسيا هذا العام حيث تتميز تلك الدورة بأن 21 فيلما بها من أصل 52 إخراج نسائى، كما سيركز المهرجان هذا العام أيضا على الثورات والربيع العربى والأزمة الاقتصادية التى يواجهها العالم وغيرها من الموضوعات والقضايا المهمة التى اختارها مدير المهرجان الجديد البرتو باربيرا.

وعلق البرتو باربيرا على المشاركة النسائية الواسعة بالمهرجان هذا العام قائلا: «لا يجب أن يكون المهرجان مجرد ظهور على السجادة الحمراء للفنانات».

ويتنافس فى مسابقة هذا العام ثمانية عشر فيلما على جائزة السد الذهبى، فتجمع احتفالية هذه الدورة عددا كبيرا من المخرجين المتميزين منهم تيرانس مالك وبول توماس اندرسون وبراين دى بالما وتاكيشى كيتانو وماركو بيلوكيو وأوليفيه اساياس وجزافييه جيانولى ودانييل كيبرى ورامين باهرانى وبيتر بروسينس وغيرهم من المخرجين.

ويرأس لجنة التحكيم المنتج الأمريكى مايكل مان وتضم اللجنة المخرج بيتر شان من هونج كونج، والممثلة البريطانية سامانتا نورتون، والعارضة الفرنسية ليتيسيا كاستا وبابلو ترابيرو ومارينا ابراموفيك وارى فولمان.

كما سيشارك فى فاعليات المهرجان خمسة أفلام عربية منها الفيلم المصرى «الشتا اللى فات» للمخرج إبراهيم البطوطى، و«وجدة» للمخرجة السعودية هيفاى المنصور، و«ياما» للمخرجة الجزائرية جميلة صحرواى، و«يا من عاش» للمخرجة التونسية هند بوجمعة، و«ميراث» للمخرجة الفلسطينية هيام عباس.

من جانبه، قال باربيرا «قررت أن أخوض المخاطرة بتقديم أفلام لمخرجين غير معروفين من مختلف الدول وبدون قيود سينمائية».

والبرتو باربيرا ولد فى ايطاليا عام 1950 وحصل على درجة الماجستير فى تاريخ السينما والنقد وبدأ مشواره فى عام 1972 فى الجمعية الإيطالية للفنون المسرح ومنذ عام 1980 حتى عام 1983 كان رئيس النقد السينمائى فى صحيفة «لاجازيتا ديل بوبولو»، وكان يكتب فى الكثير من الصحف والمجلات السينمائية وقدم برامج تليفزيونية منها برنامج «سينما سكوب» وفى الراديو أيضا كان ناقد سينمائى فى برنامج «حفل هوليوود».

وفى العام 1989 تولى رئاسة مهرجان «تورينو» السينمائى حتى عام 1998، وكان مديرا لمهرجان فينيسيا السينمائى من عام 1999 حتى عام 2001، وكان عضوا فى لجنة تحكيم مهرجان «كان» السينمائى الدولى فى عام 2010 ومنذ عام 2004 وهو مدير المتحف الوطنى للسينما فى تورينو.

وكان يتولى رئاسة مهرجان «فينيسيا» من قبله ماركو مولر لأكثر من ثمانى سنوات وهى أطول فترة تولها فيها شخص إدارة المهرجان طوال تاريخه، لذا جاء تركه للمنصب مفاجأة للجميع.

وأكد منظمو المهرجان أن اختيار البرتو باربيرا جاء من أجل تطوير وخلق سوق ناجحة من المهرجان يمكن الاستثمار فيه والمنافسة مع غيره من المهرجانات وأسواقها السينمائية الناجحة مثل مهرجان «كان» والخروج من خسائر السنوات السابقة.

الشروق المصرية في

29/08/2012

 

وأول مشاركة سعودية لفيلم "وجدة"..

اليوم..افتتاح "فينسيا2012" بمشاركة الفيلم المصرى "الشتا اللى فات"

كتبت - رانيا علوى 

يفتتح اليوم الأربعاء مهرجان فينسيا السينمائى الدولى دورته التاسعة والستين، ويستمر حتى يوم السبت 8 سبتمبر، برئاسة ألبرتو باربيرا ويقام فى ساحة كامبو سان بول بروما.

تبدأ عروض يوم الافتتاح الساعة السابعة مساء لعدد من الأفلام خارج المنافسة الرسمية، فيعرض «The Reluctant Fundamentalist» إخراج ميرا ناير، ومن بطولة كاتى هيدسون ولياف شريبر وكيفر سوزرلاند ونيلسان اليس واوم بورى ومارتين دونوفان، كما يُعرض الفيلم الوثائقى «ENZO AVITABILE MUSIC LIFE» من إخراج جوناسان ديمى وبطولة اينزو افيتابيل ولوجى لاى ودابى توريه وبرونو كانينى وجيراردو نونيز.

كما يعرض فيلم «ENZO AVITABILE MUSIC LIFE» من إخراج جوناثان دينى، وقام ببطولته انزوا افيتابيل، ويعرض أيضا الفيلم الإيطالى الوثائقى «MEDICI CON L’AFRICA» للمخرج كارلو مازاكوراتى.

وتضم اللجنة الحكم لمهرجان فينسيا السينمائى الدولى كا من مارينا إبراموفيك وإيرى فولمان وماتيو جارونى وأرسولا مايور وبابلو ترابيرو.

ويقدم مهرجان فينسيا «Biennale College» وهو مشروع للمخرجين الشباب عبارة عن ورشة عمل تدريبية تهدف إلى إنتاج أفلام بميزانية منخفضة، وبنهاية العام تكون نتيجة «Biennale College» هو خلق سلسلة من الأعمال الفنية بعد منافسة قوية بين مدارس صناعة الأفلام حول العالم.

يُعرض للنجم المصرى عمرو واكد والمخرج إبراهيم البطوط فيلم «الشتا اللى فات» بالمهرجان ضمن فئة «Orizzonti» والذى ينافس عددا كبيرا من الأفلام العالمية، يشارك عمرو واكد بطولة الفيلم فرح يوسف وصلاح الحنفى، وصلت مدة الفيلم إلى 94 دقيقة، وتدور أحداث الفيلم حول التغير الذى تعرضت له مصر فى الفترة الأخيرة.

كما يشارك الفيلم السعودى «وجدة» للمخرجة هيفاء المنصور ضمن نفس الفئة من بطولة ريم عبدالله، ووعد محمد، وعبدالرحمن الجوهينى، وسلطان العساف، وبهذا الفيلم تعد هيفاء المنصور أول سعودية تشارك فى مهرجان فينسيا والفيلم يتناول قصة فتاة سعودية طموحة وحالمة بالحرية تعيش بإحدى ضواحى الرياض بالمملكة العربية السعودية ذلك المجتمع الذى يحد من أحلامها. يشارك فى المسابقة الرسمية عدد من الأفلام للحصول على جائزة الأسد الذهبى منها الفيلم الفرنسى «Something in the Air» تأليف وإخراج أوليفيار أساياس، ومن بطولة لولا كريتون ودولورز شابلين وفيكتوريا لاى واينديا ميندواز.

والفيلم الأمريكى «AT ANY PRICE» تأليف وإخراج رومان بهرانى، وبطولة زاك ايفرون ودينيس كويد وهيزر جراهام وريد ويست ومايكا مونرو، ويشارك أيضا بالمنافسة الرسمية على جائزة الأسد الذهبى الفيلم الأيطالى الفرنسى «BELLA ADDORMENTATA» إخراج وتأليف ماركو بيلوشيو، ومن بطولة إيزابيل هابيرت ومايا سانسا وتونى سيرفيلو وجورجيو باسيل، وصلت ميزانية الفيلم إلى 7.000.000 دولار أمريكى.

كما يشارك «UN GIORNO SPECIALE» من إخراج فرانسيسا كومانسينى، ومدة عرضه 89 دقيقة، وينافس أيضا فيلم «LA CINQUIÈME SAISON» للمخرجين بيتر بروسينز وجيسيكا وودورث.

وفيلم «PASSION» للمخرج رايان دى بالما، وقام ببطولته ناعومى راباس وراشيل ماكآدمز وبول اندرسون ورينر بوك، وصلت ميزانية الفيلم إلى 30.000.000 دولار أمريكى، وينافس الفيلم الفرنسى-البلجيكى «SUPERSTAR» أيضا على جائزة الأسد الذهبى لعام 2012 والفيلم من إخراج إكسافييه جيانولى، والفيلم الكورى «PIETA» للمخرج كى داك كيم، والفيلم الأمريكى «TO THE WONDER» من تأليف وإخراج تيرونس ماليك، وبطولة بن افليك وراشيل ماكأدمز وجافيار بارديم وكيزى ويليامز، مدة عرض الفيلم 112 دقيقة، وفيلم «SPRING BREAKERS» للمخرج هارمونى كورين، وبطولة جيمس فرانكو وسيلينا جوميز وايما هولزر.

اليوم السابع المصرية في

29/08/2012

 

مهرجان .. فيلم سعودي بفينيسيا

هنـــاء نجيب  

وجدة‏ ..أول فيلم سعودي روائي طويل تقوم باخراج شخصية نسائية‏,‏ اختير للعرض بقسم آفاق بمهرجان فينيسيا نمائي الدولي العريق الذي يبدأ اليوم‏.‏ وقد تم تصويرالفيلم بمدينة الرياض من بطولة الممثلة والمنتجة السعودية عهـد‏,‏. أما الإخراج للسعودية هيفاء المنصور, وهو من إنتاج سعودي ألماني وشركات عالمية أخري.

تدور أحداث الفيلم حول فتاة عمرها أحد عشر عاما وتطمح إلي ممارسة هوايتها بركوب دراجة هوائية من أجل الوصول إلي مدرستها, ولهذا تبذل الفتاة أقصي جهدها لاقتناء الدراجة التي تعد حلما ممنوعا للفتيات في بلدها, فقررت الاشتراك في العديد من المسابقات الرسمية إلي جانب قيامها بعمليات تجارية بسيطة لتوفير ثمن الدراجة, و تقدم الفنانة عهد دور مديرة المدرسة حصة التي تتسم بالصرامة ومع ذلك تظهر إنسانيتها في عدة مواقف.. وهو يعتبر دور جديد عليها حيث اعتادت القيام بأدوار المرأة التي تجبرها الظروف علي التمرد.

وقد درست الفنانة السعودية عهد الإخراج والتمثيل في الولايات المتحدة الأمريكية وتزوجت في نفس العام من رجل أعمال أمريكي, واكتسبت خبرتها من العمل داخل بلاتوهات هوليوود, حيث شاركت عام2007 في فريق عمل الفيلم الأمريكي المعروف المملكة مع المخرج بيتر بيرج, كما شاركت في بطولة الفيلم التركي رزان الذي حصل علي عديد من الجوائز العالمية, بعد ذلك قدمت نفسها كمخرجة إضافة إلي التمثيل في أول فيلم روائي قصير وهو القندرجي بطولة الفنان المصري عمرو واكد والذي حصد أيضا العديد من الجوائز السينمائية العالمية. أما هيفاء المنصور فهي أول مخرجة سينمائية سعودية(38 عاما) وهي أبنة الشاعر السعودي المعروف عبد الرحمن المنصور.. شاركت في بداية حياتها الفنية في العديد من المسرحيات والفلكلور السعودي في أثناء دراستها الجامعية, ثم قامت بإخراج عدة أفلام قصيرة هي من و الرحيل المر و أنا والآخر حيث شاركت بالأخير في عدة مهرجانات حصلت من خلالها علي جوائز.. هذا بالإضافة إلي فيلمها نساء بلا ظل عام2005 وهو فيلم تسجيلي حصد أيضا العديد من الجوائز.

الأهرام اليومي في

29/08/2012

 

أول سعودية تشارك فى مهرجان فينيسيا

هيفاء المنصور: تلقيت تهديدات بالقتل ويگفينى تصوير أول فيلم فى المملگة

كتبت ــ رشا عبدالحميد:  

كسرت المخرجة السعودية هيفاء المنصور كل الحواجز التى فرضت على المرأة فى المملكة العربية السعودية ودخلت المجال السينمائى وهى تحلم أن تجد كل إمرأة فى المملكة طريقها ومن يستمع إليها ويحقق أحلامها وليس فقط بعد أن تصبح شابة قوية تستطيع أن تتكلم وتطالب بما تريد ولكن منذ طفولتها التى تحرم فيها من أبسط الأشياء مقارنة بالذكور الذين يعاملون كالرجال منذ لحظة ولادتهم، بحسب قولها.

وتعبر هيفاء المنصور عن أحلامها فى أول فيلم سينمائى طويل يصور فى السعودية وهو «وجدة» وهذا هو العمل الأول لها بعد أن قدمت ثلاثة أفلام وثائقية، منها «نساء بدون ظل» لتكون بذلك أول مخرجة سعودية تتحدى كل الأعراف وتحقق المستحيل وتقتحم هذا المجال. ويشارك هذا الفيلم فى الدورة التاسعة والستين لمهرجان فينيسيا السينمائى الذى ستنطلق فاعلياته نهاية الشهر الحالى لينافس على جوائز اوريزونتى «آفاق» التى تنافس فيها مصر بفيلم «الشتا إللى فات». وتدور أحداث الفيلم حول فتاة تدعى «وجدة» عمرها أحد عشر عاما نشأت فى الرياض وكان حلمها أن تمتلك دراجة خضراء وأن تستطيع ركوبها وهو ما يحظر على المرأة فى بلادها أن تفعله ولكن لم تستطع هذه القوانين والقواعد أن تقيد أحلام هذه الفتاة.

تقول هيفاء: «أشعر بالفخر لأننى صورت أول فيلم سينمائى داخل المملكة السعودية وهو إنجاز كبير»، مضيفة «نشأت فى قرية صغيرة هناك حيث الكثير من الفتيات مثل بطلة فيلمى وجدة لديهن أحلام كبيرة ويمتلكن شخصيات قوية ويتحلين بالصبر فى مواجهة الحياة، فهؤلاء الفتيات يستطعن القيام بإعادة تشكيل وتحديد أمتنا». وكشفت عن أسباب تقديمها واهتمامها بقضايا وأحلام المرأة السعودية قائلة «عندما بلغت الثلاثين أردت أن يكون لى صوت، فالناس لا تستمع للنساء فى السعودية فهم يقفزون إلى الرجل التالى فى الصف ليتحدث، معتبرين أن المرأة ليست موجودة وهذا هو سبب تقديمى لأفلام تتحدث عن المرأة ومشاكلها هناك، هذا إلى جانب أنى أحببت الأفلام وقررت أن أغير مسارى وأكون مخرجة وهو ما فعلته وأتمنى أن يكون هذا سببا فى إلهام الكثير من النساء فى السعودية للعمل كمخرجات مثلى».

وأشارت هيفاء إلى أن بطلة الفيلم هى نموذج حى لما يحدث، «فالفتاة مشرقة ودائما تريد أن تفعل أشياء كثيرة ولكن عائلتها تقليدية جدا ويريدون منها أن تجلس دائما فى البيت مثل الأخريات، فكل الأنشطة الخارجية ممنوعة مثل ركوب الدراجات والقانون لا يمنعها ولكنها تسبب المشاكل لذا الفيلم يعتبر نقلا لواقع مثل هؤلاء الفتيات».

وتربت هيفاء، كما ذكرت فى أسرة مؤمنة بأنهم يجب أن يتيحوا لأولادهم أن يفعلوا كل ما يريدون وأنه تعرض والدها للكثير من الضغط ليتوقف عن ذلك الا أنه لم يستمع إلى من يضغطون عليه وظل يسير بنفس الطريقة بدون تغيير معهم.

وكشفت هيفاء أنها تعرضت لتهديدات كثيرة لتتوقف عما تفعل، وقالت: «تلقيت بعض مكالمات التهديد ومنهم من كان يهددنى بالقتل، ولكن لم يشكل لى الأمر أى أهمية وكل من يعمل فى مجال الاعلام هناك يتلقى تهديدات مثلى بالقتل». وسعت هيفاء ليكون انتاج الفيلم أوروبى لتضمن أن يعرض عالميا، مضيفة «إذا أراد السعوديون أن يشاهدوا الفيلم.. فسيكون عليهم أن يسافروا إلى البحرين وهو أمر محزن بالفعل أن تسافر لتشاهد فيلم صور وأنتج فى السعودية».

واختارت أن يكون ممثلى الفيلم من السعودية ومن ضمنهم ريم عبدالله الممثلة السعودية التى اشتهرت بأعمالها التليفزيونية، أما فريق العمل فمنهم بعض المحترفين من ألمانيا.

وأشارت إلى أنها واجهت الكثير من الصعوبات والتحديات فى التصوير واختيار فريق العمل خاصة فى اختيار الممثلات لأنه من الصعب أن تجد سيدات يمكن أن يتحدين التقاليد ويقفن أمام الكاميرا.

ومن أصعب الأمور التى واجهتها كان اختيار الفتاة، وقالت «استغرق اختيار الفتاة التى ستقوم بدور (وجدة) الكثير من الوقت ولأنه لم يكن من الممكن أن نعلن عن اختبارات ليتقدم الينا من نختار من بينهن بحثنا طويلا حتى وجدناها قبل بدء التصوير بأسبوع، فالسعودية ليست بالمكان السهل للعمل به لأن الناس تنظر إلى الكاميرا على أنها أمر فاسد وكان يغضب بعض الناس بسبب وجود الكاميرا معنا، ولكنى أرى أن هناك الكثيرين من الشباب يستخدمون الكاميرا الآن ومرتبطون بالتكنولوجيا من حولهم وعندما تكون الأفلام واقعا ستكون دور العرض واقعا أيضا.

الشروق المصرية في

25/08/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)