كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

بعد فوز الشوق بـ الهرم الذهبي لمهرجان القاهرة السينمائي

المخرج خالد الحجر: كسبت رهاني على روبي وكوكي

القاهرة - رولا عسران

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الرابعة والثلاثون

   
 
 
 
 

بين دراسته القانون في جامعة القاهرة وعشقه للسينما، بدأ مشواره الفني الممتد منذ عام 1987. عمل مساعداً للمخرج الراحل يوسف شاهين مدة عامين ثم سافر إلى إنكلترا ليتعمق في دراسة السينما، فحصل على درجات علمية عدة في الإخراج والتأليف السينمائي.

عن فيلمه «الشوق» الفائز بجائزة {الهرم الذهبي} لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي كان لنا اللقاء التالي مع المخرج خالد الحجر.

·         هل تعتبر «الشوق» فيلم مهرجانات؟

نعم، على رغم أني لا أعترف بتصنيف الأفلام لكن طبيعة المواضيع التي يناقشها الفيلم مثل الفقر والكبت اللذين يؤدي كل منهما إلى مشكلات سواء اجتماعية أو نفسية، تتطلب زاوية مختلفة في التناول.

·         متى سيُعرض الفيلم تجارياً، وهل سيحظى برأيك بإقبال الجماهير؟

من المقرر عرضه تجارياً في أوائل العام المقبل. برأيي، على رغم أن «الشوق» فيلم مهرجانات لكنه ليس بعيداً عن الجمهور، إذ لا شيء يمنع من أن يحمل صبغة تجارية تضمن نجاحه جماهيرياً، كذلك أتمنى أن يُعرض في عدد آخر من المهرجانات الدولية.

·         هل يؤثّر عرض الفيلم تجارياً في مشاركته في مهرجانات أخرى؟

لا، لأن الفيلم لم يُعرض تجارياً سوى في مصر.

·         كيف جاءت فكرة الإنتاج المشترك للفيلم؟

طرقت أبواب أكثر من منتج مصري وعرضت عليهم سيناريو الفيلم، ولكنهم جميعاً رفضوه، لأن القصة من وجهة نظرهم ثقيلة على الجمهور، ولأن الفيلم لن يلاقي النجاح المرجو منه، فالمنتجون أصبحوا ينتجون للنجوم الكبار فحسب لأن هذا ما يضمن لهم تحقيق أرباح ومكاسب مادية. بعدها قرّر المنتج محمد ياسين تنفيذ الفيلم بمساعدة الإنتاج الفرنسي المشترك، وهذه ليست المرة الأولى التي أتعامل فيها بنظام الإنتاج المشترك، إذ كانت لي تجربة سابقة مع ألمانيا ودول أخرى عدة، الأمر الذي يتيح فرصة كبيرة للانتشار والتوزيع في الخارج وتعريف الجمهور الأجنبي بالسينما المصرية. كذلك ثمة دول أوروبية عدة تعطي منحاً للإنتاج السينمائي، وفي «الشوق» تحديداً حصلنا على منحة «دعم الجنوب» التي تمنحها فرنسا بهدف الارتقاء بفن السينما، وليس شرطاً أن يكون الدعم مادياً خالصاً، بل يأتي أيضاً على شكل معدات أو فنيين.

·         يهاجم البعض الفيلم بسبب احتوائه على عدد من المشاهد الجنسية؟

لم يُعرض «الشوق» قبل مهرجان القاهرة السينمائي، وقد فوجئت بقضايا عدة تُقام ضدي بدعوى أن الفيلم يحتوي على مشاهد جنسية كثيرة، فكيف يهاجَم فيلم قبل عرضه؟!

·         هل ترى أن مساحة الحرية السينمائية راهناً أصبحت أكبر؟

مساحة الحرية في الماضي كانت أكبر بكثير من الآن، وقد ناقش صناع الأفلام آنذاك مواضيع كثيرة كانت تعد غريبة ومسكوت عنها حينها وقد ظهر هذا بوضوح في: «الحرام»، «بداية ونهاية»، و{القاهرة 30»، أما اليوم فمساحة مناقشة القضايا المعاصرة قلّت جداً.

·         لماذا لم تشارك أفلام مصرية أخرى في مسابقة المهرجان الرسمية؟

أولاً، إدارة المهرجان هي المسؤولة عن الاختيار والتقييم، ثانياً قد تكون الأفلام عُرضت في مهرجانات خارجية، ومن شروط مهرجان القاهرة أن يكون الفيلم يُعرض للمرة الأولى، أو ربما لم تتوافر أفلام مصرية ذات مستوى فني عالٍ لتمثّل مصر في المسابقة الدولية.

·         ألا ترى أن نسبة المعاناة والألم في الفيلم كانت أكبر من أن تُحتمل؟

يحمل {الشوق} الكثير من المعاناة والألم، إذ إن كثيراً من ضيوف المهرجان الذين شاهدوا الفيلم بكوا أثناء عرضه وبعده، ما يعني أن رسالتي وصلت إليهم وشعروا بحجم المعاناة. الفيلم جريء في تناوله موضوع الفقر وصادم على مستوى القصة، والتمثيل، والنهاية تحديداً.

·         هل تدخّلت في السيناريو الذي كتبه بطل الفيلم سيّد رجب؟

على العكس. كان تعاملي مع سيّد رجب سهلاً جداً، خصوصاً أننا نعرف بعضنا منذ فترة، ما سهّل التعاون بيننا. قصة الفيلم نُشرت في إحدى المجلات الأميركية، فطلبت من سيّد تحويلها إلى سيناريو، وبمجرد أن انتهى من كتابته طلبت منه بعض التعديلات البسيطة ليظهر الفيلم بشكله الحالي.

·         كيف أثرت دراستك الأكاديمية في رؤيتك الفنية؟

أدركت أهمية البروفات والجلوس كثيراً مع الممثلين كي تظهر الشخصيات التي يؤدونها بأفضل صورة، الأمر الذي يتجاهله كثر فيظهر بعض الممثلين بالأداء نفسه في كل فيلم. كذلك عرفت أهمية الاهتمام بإطار الصورة الكامل، وهذا ما تعلّمته من يوسف شاهين.

·         ما رأيك في كون خالد يوسف امتداداً لمدرسة الراحل يوسف شاهين؟

لكل مخرج طريقته الخاصة في التعامل مع الفيلم، أي أن له رؤية خاصة تميّزه عن باقي المخرجين. قد نتأثّر بمخرج ما أثناء رحلة التعلّم لكن المخرج الجيد لا يقلّد من سبقوه.

·         بعد دراستك السينما في إنكلترا، ما الفارق الرئيس برأيك بين السينما الإنكليزية والسينما الفرنسية؟

يمثل المخرج في السينما الفرنسية حجر الأساس، إذ لا يقتصر دوره على الإخراج بل يمتد الى كل صغيرة وكبيرة في الفيلم، بعكس السينما الإنكليزية والأميركية التي يقتصر دور المخرج فيها على توجيه الممثلين وتحديد أماكن الكاميرات.

·         كيف ترى السينما المصرية راهناً؟

تعاني أزمة في الصناعة وتحديداً في الأفلام التي تناقش قضايا مهمة، إذ لا تجد من يموّلها، لأنها قد لا تدر دخلاً كونها ليست أفلاماً تجارية في المقام الأول، لكن هذا لا يمنع من وجود أفلام مستقلة جيدة جداً. من جهة أخرى، السيادة اليوم هي للدراما التلفزيونية.

·         غالبية أبطال أعمالك من الوجوه الشابة ونجوم الصف الثاني، ما السبب؟

لأنني أسعى دائماً إلى اكتشاف المواهب الشابة، مثلاً عندما اخترت خالد أبو النجا وأحمد عز وهنا شيحة للقيام ببطولة فيلم «حب البنات» لم يكونوا «سوبر ستارز»، لكنهم أصبحوا في ما بعد من نجوم الصف الأول، كذلك الحال في أفلام كثيرة أخرجتها. في «الشوق»، اخترت روبي وراهنت على أختها كوكي وأتصوّر أنني كسبت الرهان.

·         كيف جاء اختيارك لروبي للقيام ببطولة الفيلم؟

تعرّفت الى روبي أثناء عملي مع الراحل يوسف شاهين في فيلم «سكوت هنصور»، وشعرت بأن في داخلها طاقة تمثيلية كبيرة، وحين وجدت الفرصة الملائمة لها اخترتها بلا تردّد.

الجريدة الكويتية في

13/12/2010

 

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي... الأفلام المصريَّة واقعيَّة بامتياز

فايزة هنداوي

للمرة الأولى منذ سنوات لم يعانِ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (انتهت فاعلياته أخيراً) غياب الفيلم المصري.

شاركت أربعة أفلام مصرية في أقسام المهرجان المختلفة: في المسابقة الدولية شارك «الشوق» من تأليف سيد رجب وإخراج خالد الحجر وبطولة روبي وأحمد عزمي وباسم سمرة وسوسن بدر وبسمة ومحمد رمضان. في المسابقة العربية شارك فيلمان إضافة إلى «الشوق» هما «الطريق الدائري» من تأليف تامر عزت وإخراجه وبطولة نضال الشافعي وفيدرا وسامية أسعد، أما «ميكروفون» فمن تأليف أحمد عبد الله وإخراجه وبطولة مجموعة من النجوم في مقدّمهم خالد أبو النجا، يسرا اللوزي، أحمد مجدي، هاني عادل، عاطف يوسف مع ظهور خاص للنجمة منة شلبي.

في مسابقة الديجيتال شارك الفيلم الرابع «الباب» من إخراج محمد عبد الحافظ وبطولة عمر عبد الحافظ وياسر أبو العلا ومصطفى حسني.

كان القاسم المشترك بين الأفلام الروائية الطويلة الواقعية الشديدة ونقل الحياة بتفاصيلها كافة، لكن من زوايا مختلفة خاصة بكل فيلم. إذ رصد «الشوق» حياة بعض الأسر الفقيرة في أحد أحياء الإسكندرية وتأثير العوز عليها من خلال أم تضطر الى التسوّل لإنقاذ حياة ابنها المريض بالفشل الكلوي، إلا أنها لا تدركه، فتقرّر الاستمرار في التسوّل لأجل ابنتيها، ويستعرض المخرج من خلال الفيلم المعاناة التي يحياها أهل هذا الحي وعلاقاتهم المضطربة ببعضهم البعض.

في هذا السياق، قال خالد الحجر إن الفيلم شديد الواقعية، لأنه ينقل حياة فئة من البشر تعيش القهر والفقر، لذلك جاء بصبغة «سوداء» لأنه يعرض حياة سوداء.

أما مؤلف الفيلم سيد رجب فقال إن الفقراء يستحقون أن نقدم عنهم أعمالاً سينمائية لأنهم يمثلون غالبية الشعب المصري، ولا بد، برأيه، من وجود أفلام تناقش الكبت الاجتماعي بأشكاله كافة.

أما «ميكروفون» الذي شارك في المسابقة العربية فتدور أحداثه في قالب غنائي اجتماعي، عبر خالد الذي يعود إلى الإسكندرية بعد غياب سبع سنوات ليكتشف أن البلد قد تغير ويفشل في الاحتفاظ بحبيبته أو إعادة علاقته بوالده، ثم يلتقي بمجموعة من المواهب الحقيقية الاسكندرانية التي تحاول أن تصل أغانيها وموسيقاها إلى الجمهور.

يستعرض مخرج الفيلم ومؤلفه أحمد عبدالله السيد الفرق الاسكندرانية الغنائية المستقلة، وبعض المواهب التي يغني بعضها الهيب هوب على أرصفة الشوارع، وبعضها الآخر يعزف موسيقى الروك فوق أسطح العمارات القديمة، فيما يرسم آخرون لوحات السلويت على الجدران. كذلك، يتعرض الفيلم للحادثة الشهيرة الخاصة بمقتل الشاب الاسكندراني خالد سعيد على أيدي الأمن من خلال مشهد ضرب لبائع متجوّل يتعرض للتعذيب بوحشية حتى الموت.

قال أحمد عبد الله إن الفيلم مبني على قصص حقيقية للشباب الاسكندراني الموهوب الذي يحيا على هامش المشهد الإبداعي، في محاولة لتسليط الضوء على جيل جديد من المبدعين يبحث عن فرصة للوجود على رغم العوائق والعقبات كافة، مشيراً إلى مشاركة أربع فرق موسيقية من الإسكندرية بشخصياتها الحقيقية هي: مسار إجباري، واي كرو، ماسكارا وصوت في الزحمة.

أضاف عبد الله أن حادث خالد سعيد وقع أثناء تصوير الفيلم فقرر الإشارة إليه.

بدوره، لفت بطل الفيلم خالد أبو النجا الى أن أهم ما يميز هذا العمل هي الواقعية الشديدة، حتى أن الممثلين أنفسهم كان اختيارهم مرتبطاً بتشابههم مع الشخصيات التي أدوها في الفيلم. وأضاف أن حوارات كثيرة دارت في الفيلم كانت طبيعية ولم تكن موجودة في السيناريو المكتوب.

كذلك، ذكرت يسرا اللوزي أن أهم ما جذبها لهذا الفيلم عدم تقيّدها بسيناريو محكم، ومنحها مساحة لارتجال بعض الحوارات المناسبة للموقف، لذلك كان الفيلم صادقاً وحقيقياً، كما قالت.

الفيلم المصري الثالث في المسابقة العربية هو «الطريق الدائري»، وتتناول أحداثه قضايا الفساد الطبي المنتشرة في مستشفيات عدة، إضافة إلى بيع الأعضاء البشرية مثل الكلى باعتبارها تجارة رائجة ورابحة.

يعرض الفيلم هاتين المسألتين عبر تصدّي صحافي لقضية فساد كبرى مرتبطة بفلاتر الغسيل الكلوي ومحاولته إنقاذ ابنته المصابة بالفشل الكلوي، ما يضطره في النهاية الى التنازل وقبول مبلغ مادي كبير مقابل التخلّي عن فضح الفساد لإنقاذ ابنته.

أوضح مخرج الفيلم ومؤلفه تامر عزت أنه لم يتقصد قضية بعينها، بل أراد التنبيه إلى الفساد الذي يودي بحياة الأبرياء من دون ذنب، مشيراً إلى حرصه على تقديم وجهة نظر واقعية ومنطقية لأن الطبيعة تؤكد ضعف الأب أمام أبنائه.

أمّا فيدرا التي تشارك في بطولة الفيلم، فقالت إن شخصيات الفيلم جميعها واقعية تحمل الخير والشر معاً بعيداً عن المثالية أو الشر المطلق.

فيلم «الباب» الذي شارك في مسابقة الديجيتال يدور حول الشاب أشرف كمال الذي ينشأ في بيئة بسيطة ثم ينتقل إلى العيش مع ابن عمه الثري المهندس حسام في شقته التي تحتوي على متطلباته الحياتية كافة، وداخل هذه الشقة يجد أشرف باباً موصداً يحذره ابن عمه من الاقتراب منه رافضاً الإجابة عن أي سؤال يطرحه بشأن هذا الباب. بمرور الوقت يستحوذ الباب الغامض على اهتمام أشرف ويصبح شغله الشاغل.

يعلِّق المخرج محمد عبد الحافظ بأن الفيلم يناقش حالة حقيقية قد تسيطر علينا جميعاً وهي تحوّل موضوع ما إلى هوس يدمّر حياتنا.

الجريدة الكويتية في

13/12/2010

 

الشوق... رحلة الفقر والجنون

محمد بدر الدين

الأوضاع في هذه البلاد قد تفضي إلى الجنون وربما تؤدي إلى الموت! لا سيما مع الفقر المتزايد الذي يشمل شرائح اجتماعية كثيرة إحساسها متفاقم بالقهر والظلم.

هذه هي الحال التي يعبّر عنها فيلم «الشوق» إخراج خالد الحجر وسيناريو سيد رجب في أول تجربة له في هذا المضمار، وهذه هي حال بطلة الفيلم فاطمة (تؤدي الدور باقتدار الممثلة الراسخة سوسن بدر) وهي أم لابنتين بلغتا سن الزواج كبراهما شوق (روبي)، ولطفل يعاني آلاماً مبرحة ويحتاج إلى غسيل كلى أكثر من مرة أسبوعياً وتكلّف كل جلسة ثلاثمائة جنيه. ليس هذا فحسب إنما يلحّ الطبيب على ضرورة الإسراع في العلاج وعدم انتظار الدور الذي قد يأتي على مهل في المستشفيات الحكومية.

تنجح فاطمة وزوجها (يؤدي دور الأب بإقناع سيد رجب) في جمع تكاليف الجلسة الأولى بعد بيع أثاث المنزل بمعاونة المقربين في الحارة الواقعة في مدينة الإسكندرية، فيلتقط الطفل الأنفاس وتداعبه شقيقتاه وتمرحان معه... لكن كيف سيؤمنان تكاليف جلسات غسيل الكلى التالية؟

يقترح زوج فاطمة عليها أن تقصد أهلها في قريتها في مدينة طنطا وتطالبهم بحقوقها، لكنها تتردد لأنها غادرت منزل والديها في شبابها المبكر بعد إصرارها على الزواج من الشخص الذي تحبه ورفض أهلها له لفقره... في نهاية المطاف وتحت ضغط الحاجة، تستقلّ القطار إلى قريتها.

لدى وصولها تبقى فاطمة على تردّدها وما إن تقترب من باب الدار القديمة حتى يستفيق الحنين في قلبها وتشعر بتأثر بالغ، فتلمحها شقيقتها من بعيد وتنادي باسمها إلا أن فاطمة تفرّ مسرعة.

ربما كان على المخرج أن يصوّر لنا مشهداً قوياً أكثر يجعلها تتوجس أو تقلق ويدفعها إلى هذا الفرار، بدلاً من نداء الأخت الذي لم يكن فيه ما يثير القلق، بل على العكس كان يفترض أن يهدئها ويساعدها على دخول البيت واللقاء المتأخر مع الأهل.

على أي حال، تهرع فاطمة إلى القطار وبعد أن تستقله تكتشف أنه يتجه إلى القاهرة، فتستسلم للأقدار وتجوب شوارعها وتمرّ على أصحاب المحال في محاولة للعثور على عمل، لكنها عبثاً تبحث فتجلس على أحد الأرصفة منهكة ذليلة، لتجد فجأة من يضع في يدها قروشاً... عندها تنتبه إلى طريقة قد تجمع بها بعض مصاريف علاج الطفل وهي التسوّل.

فعلاً، تنجح في ذلك وتتعرف إلى امرأة كادحة بدينة تجلس أمام الحمام العمومي فتصادقها وتبيت لديها (تؤدي الدور بجمال وتلقائية منحة زيتون)، لكن عندما تعود فاطمة إلى حارتها في الإسكندرية تجد أن الطفل، بمرضه المطرد بلا علاج، قد توفي.

هذا هو الدرس الأكبر والأقسى في حياتها. تعاود الأم الكرة وتقصد القاهرة بعيداً عن معارفها ومحيطها وتنصرف إلى التسوّل لتؤمن لأفراد أسرتها بعض حقوقهم في الحياة، ابتداء من شراء تلفزيون إلى الإدخار لتزويج ابنتيها زواجاً يجلب لهما الخير وحياة مختلفة عن حياتها التعسة حتى مع زوج أحبته، لذلك ترفض زواج ابنتها شوق من الشاب الذي تحبه (أحمد عزمي) وتقسو عليها وتدفع البلطجية إلى ضربه ونهيه عن الاقتراب منها، فتغضب شوق وينمو لديها شعور بالضغينة تجاه والدتها إلى حدّ أنها تحاول الانتحار وتتضامن معها شقيقتها الصغرى عواطف (تؤدي الدور كوكي شقيقة روبي، وجه جديد يظهر للمرة الأولى على الشاشة، وكلتاهما عبرتا بأداء جيد سلس).

هكذا يتولد لدى المحيطين بفاطمة، التي عانت طويلاً من الظلم، لا سيما ابنتيها وبعض قاطني الحارة، شعور بأنها أصبحت ظالمة بدورها فيكرهونها، وعندما تخبط رأسها في الحائط مراراً، كأنها جنت، يتركونها تمضي في فعلتها حتى الموت، فيما كانوا سابقاً يسارعون إلى إنقاذها على الأقل بوضع وسادة خلف رأسها وهي تضربه في الحائط بقسوة وهذيان.

ذهبت الفتاتان في التعبير عن غضبهما الجمّ إلى حدّ إقامة علاقات مع الشباب والتفريط في كل شيء والعبث معهم، ذلك على النقيض من سلوكهما السابق، فمزجتا بين الانتقام من الأم، التي تحولت في نظرهما إلى جائرة ومتسلطة، والخضوع لرغبات دفينة متزايدة ومواجهة حرمان طال.

ثم، تمضي الفتاتان في مشهد النهاية، حيث دنيا الله الواسعة وشاطئ الإسكندرية الممتد والأفق المفتوح... نعم ربما المفتوح على كل احتمال أو حال.

الفيلم قاسٍ وموجع، عن حياة معاشة قاسية. إنه محاولة تجسيد لمأساة كاملة تعبّر عن أوضاع المجتمع.

يُشار إلى أن السيناريو هو التجربة الأولى لكاتبه وللأعمال الأولى عادة ثغراتها، وإلى أن المخرج يتطور في جهده الفني أو الحرفي فيلماً بعد آخر، أياً كانت الملاحظات أو التحفظات على عمله، فـ{الشوق» في تقديرنا أنضج أعماله لغاية اليوم.

الجريدة الكويتية في

13/12/2010

 

ابن بابل الأفضل والخطاف الأسوأ بين الأفلام العربيّة

أثارت الأعمال المختارة ضمن المسابقة الرسمية للأفلام العربية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ34 ردود أفعال متباينة، بين الانبهار ببعضها والاستياء من البعض الآخر والتساؤل حول سبب مشاركته في المسابقة.

كما توقّع كثر، لاقى الفيلم العراقي «ابن بابل»، الحاصل على أكثر من 16 جائزة عالمية والمُشارك في أكثر من 40 مهرجاناً دولياً، استحسان الجمهور. فعلى رغم أن قصته تدور حول موضوع شائك خاص بالسجون العراقية والمقابر الجماعية التي كانت موجودة أثناء فترة حكم صدام حسين، إلا أن الجمهور اتفق على أن المخرج العراقي محمد الدراجي استطاع الاهتمام بالإيقاع والخط الإنساني في الفيلم بطريقة غير مباشرة ومن دون إقحام الآراء السياسية فأوصل إلى الجمهور الأحاسيس التي يرغب هو في توضيحها، مقدماً سينما راقية.

ردّ الفعل نفسه حظي به الفيلم العراقي «حي خيالات المآتة»، فعلى رغم جنوحه نحو «التجريدية» ومدته الزمنية القصيرة (أقل من65 دقيقة)، إلا أن انبهار الجمهور بالفيلم جعله يتغاضى عن أي مشكلة بسيطة ظهرت فيه، إذ يحكي عن فكرة فلسفية بعض الشيء، وهي حالة الخضوع التي تعاني منها غالبية شعوب العالم العربي، ما جعلنا جميعاً نشبه خيال المآتة.

بساطة تناول الفكرة والسيطرة الرائعة لمخرج الفيلم حسن علي على مجاميع الأطفال المشاركين وعلى أسراب الطيور سواء من الحمام أو الغربان جعلت الحضور في حالة انبهار بمن فيهم المخرج العراقي محمد الدراجي، خصوصاً بعد علمه بأن تكلفة الفيلم لم تتعدَّ الـ300 ألف دولار، وأن المخرج قد بنى قفصاً للطيور على مساحة 2500 متر مربع وبارتفاع 15 متراً وبنى داخله أحد الديكورات.

إيقاع

جاءت ردود الأفعال على الفيلم المغربي «الجامع» جيدة جداً، لفكرة الفيلم البسيطة التي تحكي عن رجل في إحدى القرى المغربية يدخل في صراع مع أهل القرية بسبب رفضهم هدم ديكور خاص بجامع بعد الانتهاء من تصوير فيلم على اعتبار أنه مسجد حقيقي.

كذلك، جاء حوار الفيلم لافتاً، وقال المخرج إنه لم يكتبه بل ذهب في أنحاء المغرب وسجل مناقشاته مع الناس ومع علماء الدين، ما ساعده في ظهور شكل الفيلم النهائي بصورة حقيقية.

وعلى رغم أن الفيلم التونسي «آخر ديسمبر» لا يناقش فكرة جديدة، إذ يتكلم عن علاقة طبيب المدينة بأهل إحدى القرى وتحديداً علاقته بإحدى بنات القرية، إلا أن خبرة المخرج معز كمون ومشاركته في أفلام عالمية عدة مثل «حرب النجوم» جعلته قادراً على تكوين صورة لافتة وإيقاع أشاد به الجمهور والنقاد.

إضافة إلى ذلك، يناقش الفيلم مشاكل قرية تونسية، وهذه خطوة جديدة في السينما التونسية التي تهتم غالباً بمشاكل المدينة أو بإظهار معالم تونس الخلابة، وهذا ما رفضه المخرج قائلاً إنه لا يقدم فيلماً لتنشيط السياحة.

أما مفاجأة المسابقة فكانت من نصيب الفيلم الإماراتي «أهل الحي»، الذي تدور أحداثه في مدينة دبي عن مجموعة من العلاقات والصدف التي يشبكها المخرج علي مصطفى مع بعضها بطريقة أشاد بها جميع الجمهور وبمستوى الصورة والفيلم ككل.

رأى معظم الحضور أن الفيلم يستطيع المنافسة في أي مهرجان عالمي وحصد الجوائز لتطوّر التقنيات فيه وأداء الممثلين الجيد جداً والصورة المميزة.

الفيلم البحريني «حنين»، وعلى رغم ضعف مستواه التقني، إذ لا تتعدى تكلفته الـ80 ألف دينار، إلا أن مخرجه حسين الحليبي تناول ظاهرة شائعة بطريقة رقيقة.

تدور الأحداث حول أسرة بحرينية تضم بين أفرادها شيعة وسنة تربطهم جميعاً علاقة ودودة وإنسانية للغاية.

أما أسوأ أفلام المسابقة العربية، بحسب إجماع النقاد، والذي تسبب في جدل واسع لعدم أحقيته في المشاركة في المهرجان فهو الفيلم المغربي «الخطاف».

شارك فيه المصريان عصام كاريكا وصبحي خليل، وقد تساءل معظم الحضور عمَّا إذا كان دخول الفيلم إلى المهرجان جاء مجاملةً لهما، فهو بحسب البعض فيلم ساذج لا يحمل أي قيمة ولا معنى فني ولا حتى مقومات سينمائية.

الجريدة الكويتية في

13/12/2010

 
 

«فيتو» ضد مهرجان الحفل الواحد

حفل الافتتاح لمهرجان القاهرة

بقلم : عبد النور خليل

جوانبها في الحاح.. وقد وفر هذه السجادة المالي نجيب ساويرس في السنة التي تولي فيها منفردا كراع لمهرجان القاهرة، والسير علي السجادة الحمراء حتي باب دار العرض تقليد معمول به في مهرجاني برلين وكان، لكن في كلا المهرجانين يعبره عشرات من المشاهير كل ليلة.. وأضع خطا تحت كل ليلة.. فحفل السواريه علي سبيل المثال في سينما لوميير -الصالة الرسمية لمهرجان كان- يعبر السجادة الحمراء آليًا مخرج الفيلم ونجومه جميعا ومعهم عشرات من نجوم العالم الذين جاءوا إلي المهرجان برغبتهم كمشاركين أو جاءوا لتسويق آخر إنتاج سينمائي جديد لهم أو الدعاية لفيلم يخططون لإنتاجه..

وفي «كان» و«برلين» أيضا أكبر سوقين تجاريين للسينما العالمية، وفضلا عن احتلالها لأركان خاصة من السوق تعرض بعض أفلامها الجديدة في صالات خاصة للنقاد والصحفيين العالميين، وبالمناسبة يصل عددهم في كان أو برلين أكثر من 3500 صحفي وناقد في كل دورة.. بل إن عديدًا من الدول ذات الإنتاج السينمائي الكثير، تتخذ لها مقرات منفصلة في قصر السينما في كان أو مبني مرسيدس بنز المجاور لقصر ماريلين ديتريش مقر مهرجان برلين.. في «كان» علي سبيل المثال تحتل هوليوود ما يطلق عليه اسم «أمريكان بفاليون» وتحرص الهند علي أن تخرج علي الساحة العالمية من خلال مقر «بليوود» وهكذا تحرص إسبانيا وفرنسا وإنجلترا ودول إسكندنافيا مجتمعة علي الاستقلال بمقرات خاصة.

الحفل الواحد عجز تنظيمي!

وأن يخصص مهرجان القاهرة السينمائي والقائمون علي إدارته وتنظيمه كل جهودهم وكل إمكانياتهم في حفل الافتتاح أو حفل الختام فقط، في الوقت الذي تجعل فيه المهرجانات السينمائية العالمية كل يوم من أيامها حفلا للافتتاح يسير فيه كبار النجوم والمخرجين علي السجادة الحمراء، فذلك التقصير يعتبر نوعا من العجز التنظيمي، قد يقال إن المهرجان لا يملك دارًا للعرض ولا قصرا لمقره حتي يمكنه أن يقدم فيلم اليوم في مسابقته الرسمية يساهم فيها نجومه ومخرجوه.. ودعوني أرد.. وماذا تفعل دار الأوبرا إذن بكل دور العرض فيها التي تحتضن المهرجان؟!.. إن المسرح الكبير يحتضن حفلتي الافتتاح والختام بهذا الجهد.. لماذا لا يشهد غير هذين الحفلين.. ولماذا -وهو علي أبوابه تنتهي السجادة الحمراء- لا يقدم فيه المهرجان حفلا للفيلم المعروض في حفل السواريه بحضور مخرجه ونجومه.. لا أعتقد أن رئيس دار الأوبرا الفنان الصديق عبدالمنعم كامل يمكن أن يرفض أو يعارض في تخصيص دار عرض المسرح الكبير للمهرجان في حفلات السواريه؟!.. بل إن المنظمين والإداريين يمكن أن يحتلوا دارا حديثة -قد احتلوها فعلا- مثل «نايل سينما» التي تقف كدار عرض درجة أولي عالية المستوي بين دور العرض المصرية، ويحولون عرض السواريه فيها إلي ما يشبه حفل افتتاح أو ختام؟!..

لقد كانت حفلة السادسة من اليوم الثاني بقاعة الإبداع الفني في رأيي من أنجح حفلات العروض في المهرجان.. كانت تقدم فيلم «نسخة طبق الأصل» ومن إخراج الإيراني عباس كيارومستامي.. وقبل العرض بدقائق قليلة، فوجئنا بضيفة المهرجان النجمة الكبيرة جولييت بينوش تظهر في السلام.. جاءت تقدم فيلمها للجمهور الذي سيشاهده والذي فازت عن دورها فيه بجائزة أحسن ممثلة في دورة مهرجان «كان» السينمائي الدولي في مايو الماضي.. ولا تتصورون بأي احتفاء أو ترحيب لاقاها به جمهور الحاضرين وخاصة في مظهرها وملبسها وحديثها من القلب عن الفيلم أو الشخصية التي مثلتها عن تصفيق وإعجاب وإن لم يصحبها أحد من منظمي المهرجان أو إدارته، بل صاحبتها فقط الزميلة ماجدة واصف إحدي الشخصيات البارزة في معهد العالم العربي بباريس.. ذلك حادث عابر أردت أن أدلل به علي ما يمكن أن يصاحب عروض الأفلام المشاركة في مسابقة المهرجان المهملة تماما من اهتمام إدارة المهرجان ومنظميه.

عمر الشريف وبينوش وجير روح حفل الافتتاح!

ومع اعتراضي علي أن يكون مهرجان القاهرة السينمائي الدول، مهرجان الحفل الواحد، ومع اتهامي بالقصور والعجز في أن يجعل المسئولون عنه، كل يوم «حفل افتتاح جديد، وتجاهل كل النشاطات الخاصة بالمهرجان طوال أيامه وصولا إلي يوم الختام، أحب أن أعترف صراحة أن حفل افتتاح الدورة الرابعة والثلاثين الأخيرة كان بحق من أنجح ما قدم المهرجان من حفلات افتتاح.. لأسباب عديدة.. لأنه كان كان مهدي إلي عملاقين من عمالقة السينما المصرية في تاريخها الطويل وهما محمود المليجي وأمينة رزق.. ولأن عمر الشريف نجمنا المصري العالمي كان طويل القامة وهو يظهر علي المنصة كرئيس شرف المهرجان، بأسلوبه البسيط الهادئ المتمكن لكي يقدم للجماهير نجمة السينما الفرنسية الكبيرة جولييت بينوش قائلاً: إنه لم يعمل معها وأن كان يعرفها ويعرف مكانتها البارزة في السينما الفرنسية.. ذاكر أنها الفائزة الثانية بين نجمات فرنسا التي فازت بالأوسكار كأحسن ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم «المريض الإنجليزي» ثم ضحك قائلاً: أنا كمان رشحت للأوسكار أكثر من مرة، انما «أدوني شلوت»..

ببساطة وبحديثه من القلب أشاع عمر جوا من المسرح في الصالة واستحق تصفيق الجماهير أكثر من مرة، خاصة عندما بدأ في تقديم النجم الأمريكي الكبير، صاحب الرصيد الكبير في نفوس جمهورنا منذ شاهده لأول مرة في فيلم «امرأة جميلة» قائلاً إنه ممثل كبير جاد يعرف كيف ينتقي أدواره وكيف يلتزم بمواقف إنسانية وسياسية مشهورة كزيارته لقطاع غزة وهو تحت الاحتلال الإسرائيلي الغاصب وأعلن غضبه وسخطه علي هذا الاحتلال.

هذان النجمان العظيمان »جير وبنوش« وما قالاه تحية للحضارة المصرية وشعب مصر وأرض مصر المعطاءة والعمق الإنساني الذي يحسانه تجاه ناس مصر، إضافة إلي نجمنا المصري العالمي طويل القامة عمر الشريف الذي أبي إلا أن ينهي الفقرة بمزجة أخري عندما روي للجماهير كيف أن العين يجد الغربيون والأجانب عامة صعوبة كبيرة في نطقه ولهذا سموه «أومار شريف» ثم قدم رئيس المهرجان بقوله: «إزات أبو أوف» تدليلاً علي رأيه.

هذا الحفل الافتتاحي الرائع، الذي شهد الكثير من الأحداث المحترمة، حتي في تكريماته والشخصيات المختارة للتكريم بكل عناية.. مثل تقديم المصري الفائز بجائزة.. المصور المنتج محمد سعيد الذي ابتدع وحدة التصوير الخارجي المنقولة في عربة واحدة، فحل الكثير من المشاكل أمام كبري استوديهات السينما في هوليوود.. والممثل المصري المقيم في لندن خالد عبد الله الذي بدأ يشق طريقاً لنفسه في السينما العالمية.. وميلاد بسادة ابن التليفزيون المصري المهاجر إلي كندا ليتحول إلي مخرج سينمائي مرموق العائد إلي مصر ليعمل تسبقه شهرة عالمية..

حتي المكرمون من نجومنا، نجوم السينما المصرية، كان اختيارهم غاية في الدقة.. ليلي علوي وردة السينما المصرية الناضرة دائماً وتحقيقها الفيلم رقم 80 في تاريخها علي الشاشة.. وصفية العمري بتاريخ سينمائي وتليفزيوني طويل يقف وراءها ويساندها إلي جانب اختيار الأمم المتحدة كسفيرة للنوايا الحسنة.. ثم ثالث المكرمين د.رمسيس مرزوق وريث كل المصورين العظماء في السينما المصرية مثل عبد الحليم نصر ووديد سري وحيد فريد وعبد العزيز فهمي، وحصوله علي درجة الدكتوراة من السربون.. واذكر أنه فاجأني ذات مرة في مهرجان كان وقد جاء بطلبه الذين يدرس لهم في التصوير السينمائي في أحد معاهد فرنسا السينمائية، واذكر أيضًا أنه قد بهرني بالدقة بإشاعته الجو الضوئي الذي يناسب كل لقطة زمانا ومكانا في آخر ما شاهدت له وهو فيلم مجدي أحمد علي «عصافير النيل».

سقطة وحيدة في الحفل

وإذا اعترفت مقدماً أن حفل افتتاح المهرجان في دورته الرابعة والثلاثين كان حفلاً يليق بمكانته العالمية، لكن لم يكن يخلو من بعض السقطات، مثل الشاشة المعتمة المظلمة أحياناً، التي كانت تعرض المشاهد السينمائية من أعمال محمود المليجي وأمينة رزق أو جوليت بينوش وريتشارد جير وثلاثي المكرمين من المصريين ذوي المكانة العالمية أو ثلاثي المكرمين المصريين، كانت تسئ إليهم ولا تخدم مكانتهم، حتي عندما قدمت شريط الفيديو الموجه من النجم البريطاني ميشيل يورك الذي تحدث فيه إلي جماهير مهرجان القاهرة مشيداً به ومعتذراً بمرضه وعدم استطاعته حضور المهرجان.. ماذا يمنع من أن تعد شاشة جانبية لكي تعرض هذه المشاهد بوضوح يكشف عن جدارة من مثلوها؟!

ربما لأن مخرج الحفل وليد عوني، أراد أن يجعل من وجهة نفريتيتي الذي قدمه في أعلاه مسرحًا مدخلاً لهذه المشاهد ولم يهمه أن تأخذ حظها من الوضوح..

الاثنين غداً

تحليل واقعي لجوائز السينما المصرية الخمس في حفل الختام!

روز اليوسف اليومية في

14/12/2010

 

مهرجان القاهرة السينمائي الذي فقد بريقه:

عثرات واستعراض واختراق إسرائيلي

محمود عبد الرحيم 

هل أصاب مهرجان القاهرة السينمائي ذات اللعنة التي لحقت بمهرجان أبو ظبي، وناله الاختراق الاسرائيلي؟

علامة استفهام كبيرة، تنتظر إجابة من إدارة المهرجان، إن كانت لديها إجابة واضحة، وشجاعة في قول الحقيقة، وتنتظر أيضا تحقيقا وموقفا من كل الرافضين للتطبيع من الفنانين والمثقفين المصريين.

فمثلما أعلنت المنتجة البريطانية الحاصلة على جائزة الجمهور في مهرجان أبوظبي، بشكل فجائي أنها 'إسرائيلية' وفخورة بهذا الانتماء الشرير، استغلت بطلة الفيلم البلغاري 'التعليق الصوتي' الحائز جائزتين من مهرجان القاهرة، كاسيل نوها اشير، فرصة ندوة صحافية عقب عرض الفيلم، لتصرح بدون مقدمات، أنها تشارك في العمل في السينما الإسرائيلية، على نحو استفزازي يبدو مقصودا.

وبالنظر إلى كونها يهودية، ومن أم يهودية، ومذكورة في موسوعة يهود 'الدياسبورا' أو الشتات ضمن المشاهير، فقد تكون حاملة، غالبا، للجنسية الإسرائيلية. ويبدو أن هذه حيلة جديدة من حيل إسرائيل للاختراق الثقافي، ويبدو الأمر كذلك كما لو كان الكيان الصهيوني يريد إرسال رسالة لجموع المثقفين والفنانين ولكل الشعب المصري من رافضي التطبيع مفادها 'بانكم إذا غلقتم الباب، سأقفز من الشباك، واطلّع لكم لساني لإغاظتكم'.

ولا ندرى هل استضافتها إدارة المهرجان عن علم أم جهل بخلفيتها المثيرة للريبة؟ لكن في كل الأحوال، وسواء كانت حاصلة على الجنسية الاسرائيلية أم هي يهودية فقط تعمل في إسرائيل، فهي شخصية مثيرة للشبهات، وكان أولى بمهرجان القاهرة أن ينأي بنفسه عن دائرة الجدل والشبهة، خاصة أنه ليس خافيا على أحد أن الإلحاح الإسرائيلي على المشاركة في الفعاليات المصرية، وكسر جدار مناهضة التطبيع، خاصة الثقافي متواصل بدأب، وبكل الوسائل المباشرة وغير المباشرة.

وليس بعيدا عن هذه الواقعة، ما جرى قبل عدة شهور من مشاركة فيلم إسرائيلي في مهرجان 'الصورة'، الذي ينظمه المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة، ومحاولة تمريره بالادعاء بأنه فيلم فرنسي، أو استضافة مديرة احد المشاريع الأمريكية الثقافية المشبوهة، الذي يحمل عنوان 'الكونغرس الإسلامي الأمريكي' لباحث إسرائيلي، وتنظيم لقاءات له مع ناشطين مصريين على أنه يهودي أمريكي.

فالاستهداف قائم، ولا ينبغي التقليل من شأنه وخطورته، وليس مقبولا من مهرجان مصري، وعلى أرض مصر، قلب العروبة وقلعة الرفض الشعبي للصهيونية ولكيانها العدواني غير الشرعي، أن يقع في هذه السقطة، ويتحول إلى نقطة اختراق إسرائيلي للجسد الثقافي المصري، في حين يقاطع دولة عربية شقيقة كالجزائر، ولا يسعى لحضورها.

فلو صح كون هذه الممثلة إسرائيلية لحمل مهرجان القاهرة عار التطبيع المقيت، وواجه مصير مهرجان أبو ظبي من سمعة سيئة ومقاطعات تلاحقه، الأمر الذي يتطلب تحقيقا عاجلا، ومصارحة إدارة المهرجان الرأي العام بالحقيقة، خاصة أن مهرجان القاهرة ليس في حاجة إلى أزمات جديدة، يكفيه ما يعانيه من عثرات، ومن تراجع في القيمة والمكانة، بحيث صارت كل دورة من دوراته أضعف من سابقتها، وانصرف عنه نجوم السينما المصرية وصناعها قبل الأجانب، الذي من يقبل المجيء منهم يكون قد خفتت عنه الأضواء، ويأتي بإغراء الرشوة المالية أو بغرض السياحة المجانية في بلد الأهرامات، وليس تقديرا للمهرجان ذاته.

وهذا العام في تصوري يمكن توصيف مهرجان القاهرة السينمائي بعبارة مختصرة لكنها دالة على واقع الحال 'كثير من الغث، وقليل من السمين'، فغالبية الأفلام المشاركة تعد تجارب هزيلة، سواء على المستوى الفكري أو الفني، ولا تصلح أصلا للمشاركة في مهرجان من المفترض أنه يحمل شارة 'الدولي'، ومعظمها تجارب أولى لصناعها تفتقر للخبرة والجودة، وذات طابع تجاري، أو سبق عرضها في مهرجانات أخرى أو إنتاج قديم، لكنه منطق الكم الذي يسيطر على المنظمين، بصرف النظر عن القيمة الفنية، وللمباهاة فقط بعدد الأفلام المشاركة، وعدد أقسام المهرجان، في ظل غياب البنية التحتية للعروض، وقلة أماكن العرض أساسا، ما تسبب في إرهاق مزدوج للمتابع، خاصة من الصحافيين والنقاد، الذين ترهقهم كثرة العروض بشكل مبالغ فيه، والتنقل الدائم اللاهث بين أماكن عدة على مسافات متباعدة داخل أحياء القاهرة المختلفة، وبعضها ليس مجهزا أصلا، ما تسبب في إلغاء بعض العروض أو مشاهدة صورة وصوت سيئيين.

ولا أدري لماذا، خلال كل تلك السنوات من عمر المهرجان وتكرار نفس المشكلة، لم يتم التفكير جديا في إقامة مجمع سينمات يخصص للمهرجان، ولو بالشراكة مع القطاع الخاص، على أن يتم استغلاله تجاريا طوال العام؟

ولماذا الإصرار على هذا الكم الهائل من الأفلام، وفصل الأفلام العربية عن المسابقة الرسمية.

فالفيلم الذي لا يستطيع المنافسة مع غيره يجب استبعاده، والأفلام التي سبق مشاركتها في مهرجانات أخرى، يجب أن ينطبق عليها نفس المعيار، ولا داعي للاستعراض الفارغ وإيهام المنافسين والجمهور بأن لدينا مهرجانا أقوى من غيرنا، على غير الحقيقة، بمجرد الإتيان بتجارب هواة أو مبتدئين، وتخصيص عشرات الأقسام المربكة، التي تدل على الفقر وضعف المستوى وليس الثراء والوفرة، من قبيل 'المسابقة الرسمية الدولية'، 'المسابقة العربية'، 'مهرجان المهرجانات'، 'سينما عربية جديدة'، 'رسمي خارج المسابقة'، 'مسابقة ديجيتال'، 'مصر في عيون سينما العالم'، 'سينما تركية'، 'مهرجان واجا دوجو'، 'تكريمات'، 'قناة آر تي/ فرنسا والمانيا'.

في حين أن فيلما جيدا واحدا أفضل ألف مرة من عشرة أفلام رديئة، وكلما قلت الأعداد، تتسنى فرص المشاهدة بعمق، وإدارة نقاش جاد، والاستفادة والاستمتاع بالتجارب اللافتة من سينما متنوعة حول العالم، ومدارس فنية مختلفة، وليس اضاعة الوقت في ما لا يجدي.

وما يجب التوقف عنده أيضا هو ندوات مناقشة صناع الأفلام التي كانت شكلية وسطحية وبلا أثر، يتولاها مديرون لا يجيد معظمهم إدارة الحوار، ومترجمون يتعثرون في نقل الفكرة، في ظل غياب فنانين ونقاد معظم الأوقات، وحضور جمهور عام في ندوات متخصصة، ما جعل الندوات أقرب إلى حديث 'المصاطب'، ومجرد فرصة لحصول المقربين من إدارة المهرجان على مكافآة مالية.

وحتى الجوائز، تبدو شبهة الانحياز والمجاملة فيها واضحة، فكلنا يعرف حال السينما المصرية ومستواها المتدني، وإدارة المهرجان نفسها تشكو من صعوبة البحث عن فيلم مصري يشارك، ثم نجد أن خمس جوائز كاملة تذهب لأفلام مصرية محدودة المستوى، وسط أفلام عالمية ذات مستوى رفيع، كالتي تنتمي لسينمات عريقة كالروسية أو الفرنسية مثلا.

فهل تراجع إدارة المهرجان نفسها، وتعدل من وضعيتها، أم تريح وتستريح وتتوقف عن هذه المهزلة السنوية، التى لا تليق بمصر ومكانتها، خاصة أن مهرجانات ناشئة في دول مجاورة صارت أكثر أهمية وجذبا.

ومن غير المقبول، تعليق هذا الارتباك وسوء التنظيم و التخطيط والإدارة على شماعة المال، كما يزعم رئيس المهرجان، لأن الملايين وحدها لا تصنع المكانة، واستئجار النجوم لا يأتي بالبريق المفقود.

كاتب صحفي وناقد مصري

mabdelreheem@hotmail.com

القدس العربي في

13/12/2010

 

دعاء طعيمة : الشوق « أوصلنى «شبرا» 

أكدت الممثلة الشابة دعاء طعيمة سعادتها بالمشاركة فى فيلم « الشوق « للمخرج خالد الحجر وحصوله على الهرم الذهبى كأفضل فيلم فى مهرجان القاهرة السينمائى وحصول سوسن بدر على جائزة احسن ممثلة وعما اثاره البعض من مجاملة ادارة المهرجان للفيلم اكدت ان لجنة التحكيم التى منحته الجائزة اغلب اعضائها اجانب فلماذا سيجاملون» الشوق «ولكن قد يكون غياب الجائزة عن مصر منذ فترة كبيرة اصاب البعض بالمفاجأة.

وعن اشتراكها فى رابع عمل مع خالد الحجر بعد «حب البنات ومفيش غير كده و قبلات مسروقة «تقول انه مخرج مختلف ويجيد توظيف الممثل ويخترانى فى ادوار مختلفة عن بعض على عكس بعض المخرجين الذين يحصرون الممثل فى نوعية واحدة من الادوار «وعن شخصية «رجاء «التى لعبتها فى الفيلم تقول إنها متزوجة من رجل يبيع الجاز وتشعر بنفور تجاهه بسبب رائحته وهو ما يدفعها لخيانته وحاولت ان اتعرف على الشخصية من خلال المؤلف سيد رجب وتخيلنا تاريخا للشخصية يدفعها لسلوكها الغريب مع ابن جارتها وحول ظهور جارتها فى الفيلم وكأنها تعرف بعلاقة ابنها معها تقول إن جارتها كانت تغير على ابنها منى ولكنها تعرف ان ابنها لايستريح لزوج امه و يغير عليها لذلك كانت تتركة معى رغم شكوكها وعن ملابسها تقول ان مونيا فتح الباب هى استايلست الفيلم واتفقت مع المخرج ومعى ان تلبس الشخصية جالبيتين فقط لان مستواها الاجتماعى لا يتيح لها شراء ملابس كثيرة وعن الجديد لها بعد الشوق قالت إنها تستعد لبداية تصوير دورها فى مسلسل «شبرا» بعد ثلاث ايام من تأليف وإخراج خالد الحجر.

الجمهورية المصرية في

15/12/2010

 
 

عمرو واكد:

«الأب والغريب» منحني الجائزة عن طريق السينما الإيطالية

بقلم : نسرين السعداوي

نجم له بريق خاص يتمتع بالوسامة والجاذبية وساعدته ملامح وجهه الغربية في دخوله العالمية واجهة مشرفة مصرية لما يتمتع به من ثقافة وإجادته لبعض اللغات وامتلاكه طاقة فنية جعلته يخطو السينما العالمية كان أحدثها فيلم «الأب والغريب» الذي دخل المسابقة الرسمية ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 34 وحصل علي جائزة أفضل ممثل وأفضل سيناريو ولذا سألناه:

·         أهم ما يميز الفيلم من وجهة نظرك لفوزه بأفضل سيناريو؟

- الفيلم فيه محاكاة من ثقافتين مختلفتين ما بين الشرق والغرب وكيفية التعايش أصدقاء معاً كل منا يحترم مقدسات ومعتقدات الآخر دون تعصب من أجل المصلحة الإنسانية بالإضافة إلي الملحمة الإنسانية الخصبة من خلال التطرق نحو الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم والفيلم عملية إبحار في النفس الإنسانية التي لا يعلمها الغرب عنا.

إذابة الجمود

·         بعد الجائزة ماذا ستفعل؟

- سأكون أكثر دقة وموضوعية وستكون رسالتي الحقيقية هي كيفية إزابة الجمود والتقييم بين الشرق والغرب لان السينما هي المنبع الرئيسي الثقافي والتي لها تأثير في جميع الشعوب وهدفي ان تجد السينما المصرية مكانتها بين سينما العالم.

·         هذا يعني ان اتجاهك سوف يكون نحو السينما العالمية؟

- لا ليس شرطًا أنا يهمني الرسالة التي يقولها الفيلم أولا سواء كان عالمياً أو محلياً لان العمل الفني الجيد الذي يخاطب كل العالم والاستغراق في المحلية كما فعل العملاق نجيب محفوظ الذي عمل علي توحيد الأطراف الإنسانية الثقافية من جميع الجهات ولذا أحبته كل الشعوب العربية والغربية وأنا بدأت مشواري الفني من خلال السينما العالمية وكان أول أفلامي «جنة الشياطين» إخراج أسامة فوزي والسيناريست مصطفي زكريا.

عالمية محفوظ

·         هل إجادتك للغات هي التي ساعدتك علي دخول السينما العالمية؟

- لا.. ليس شرطا، نجيب محفوظ وصل للعالمية وكان لا يتحدث سوي اللغة العربية ويوجد كثير من الفنانين العرب يتحدثون اللغة الأجنبية ولكنهم لم يصلوا للعالمية، المسألة في مضمونها رسالة يستطيع الإقبال علي فهمها جميع الشعوب وهذا يحتاج إلي موهبة خاصة في المقام الأول وبعد ذلك اللغة تساعد فقط ولكن ليست الأساس.

·         كيف تعاملت مع الشعب الإيطالي؟

- الجماهير الإيطالية تتمتع بخفة الظل كالمصريين تماماً وكنا متفاهمين جداً جداً والشعب الإيطالي به الكثير من العادات والتقاليد والمشاعر والسلوكيات المصرية وهذا شيء طبيعي لأننا تربطنا معهم منطقة البحر المتوسط.

·         من عمرو واكد؟

- إنسان مصري من المعادي خريج الجامعة الأمريكية قسم اقتصاد وكم عملت بمسرح الجامعة والتحقت بالعديد من الورش الفنية وعملت في المسرح التجريبي والمسرح المستقل.

ممثل كل الأدوار

·         كيف تصنف نفسك؟ كوميدي ، تراجيدي أم أكشن؟

- أنا ممثل أجيد كل الأدوار بإتقان ومؤمن بأن التمثيل رسالة وموهبة في المقام الأول فأستطيع أن أقدم كل الأدوار وأنا في منطقة لا ينافسني فيها أحد رغم كل هذا الزحام أنا مقتنع بذاتي وراض كل الرضا.

·         ما الذي ينقص عمرو واكد ليكون نجم شباك؟

- هذه المسألة تدخل فيها مصالح أخري أولها أصحاب السينما والموزعون الذين يفرضون علي المنتج نوعية معنية من النجوم والموضوعات الفنية وبناء علي ذلك ينفذ المنتج لانه في النهاية يريد المكسب وليس الخسارة وعندما أريد ان أكون نجم أول سأكون لكن بطرق غير مشروعة ولكن أنا في النهاية لا أريد أن أخسر نفسي وكرامتي.

·     النجم الوحيد الذي وافق علي ان يكون المساعد للبطولات السينمائية النسائية كفيلم «ديل السمكة» مع حنان ترك وفيلم «من نظرة عين» لمني زكي.. ما تعليقك؟

- لم يحدث في تاريخ حياتي السينمائية إلا من خلال هذين الفيلمين فقط وهاتان الفنانتان لهما تاريخ سينمائي لا بأس به بالإضافة إنني تربطني بهما علاقات صداقة قوية ومعزة خاصة.

السينما النسائية

·         هذا يعني انك ضد السينما النسائية؟

- لا.. بالعكس أنا مؤيد السينما النسائية ولا ننسي تاريخهن السينمائي المشرف الذي قامت علي أساسه أولي صناعة سينما كالسيدة فاتن حمامة، ماجدة، هند رستم، نادية لطفي، سعاد حسني، نادية الجندي، نبيلة عبيد، يسرا، وكثيرات كثيرات أحمل لهن جميعاً الاحترام والتقدير وأنا أحترم عمل المرأة في جميع الاتجاهات ومؤمن ان وجود المرأة وماهيتها من خلال عملها بدليل انني وافقت ان أكون بطلاً ثانيا لمني زكي وحنان ترك، ولكن أنا أقصد أنني لم أجازف بنفسي كبطل ثان لأي فنانة أخري ربما تكون من وجهة نظري أنا عادية وقد تكون فنانة سوبر لآخرين المسألة في النهاية عملية اقناع وحب للآخر.

·         من مكتشف عمرو واكد؟

- محمود حميدة وأسامة فوزي أول من آمنا بي علي المستوي الفني.

الفن والبورصة

·         لو لم تكن فناناً، فماذا تحب أن تكون؟

- أنا كنت أعمل في البورصة وحالتي المادية مرتفعة جداً ولكن حبي للفن كان أقوي مني ولذلك تفرغت للفن ولم أرض غيره بديلاً.

·         القضية التي تشغلك علي المستوي العام؟

- القضية التي تشغلني علي المستوي العام: العالم العربي الذي يعيش حالة انفصام وحيرة في قلب الحضارة الأوروبية فهو حائر ما بين هويته الضائعة والحضارة الغربية عنه التي يملكها ولا يفهمها ويستغلها بشكل سيئ غير موضوعي دون فهمها واحترامها أتمني ان تكون هذه قضيتنا الأساسية التي يجب الإنتباه إليها جيدًا خصوصاً في تلك الأيام.

·         هل لك هوايات أخري؟

- كرة القدم، الشطرنج، العزف علي آلة الجيتار

·         أصدقاؤك من الوسط الفني؟

- معظم الفنانين الذين عملت معهم أصدقائي ولا يوجد شخص بعينه.

·         فلسفة تتبعها في حياتك؟

-الفلسفة التي أتبعها في حياتي امشي عدل يحتار عدوك فيك والخط المستقيم هو أقصي وأسمي الطرق وهذا الذي أتبعه كسلوك في حياتي كلها سواء الفنية أو الشخصية.

·         من المطرب أو المطربة المفضلة عند عمرو واكد؟

- المطرب الذي يطربني وبه عبق الطرب الأصيل هو سيد درويش وحفيده إيمان البحر درويش، أما المطربة فمازالت هي كوكب الشرق والعالم كله أم كلثوم.

·         المرأة التي تجذب عمرو واكد؟

- أنا أقدس واحترم الجمال ولذا أول ما يجذبني للمرأة جمالها في المقام الأول وبعد ذلك يأتي زكاؤها وثقافتها وأخلاقها وتدينها.

·         وبسبب حبك للجمال تزوجت فرنسية؟

- لا.. الجمال موجود أيضاً في المرأة المصرية والعربية بل أحياناً تتفوق المرأة العربية علي الأوروبية في الجمال ولكن الذي ربطني بزوجتي هو الحب فقط وأنا تزوجت عن قصة حب ومازلت أعيش الحب مع زوجتي.

·         صفة تتمني التخلص منها؟

- الطيبة التي بداخلي تزيد علي الطبيعي وأتمني التخلص من هذه الصفة التي يعتبرونها سذاجة وأحياناً يسمونها عبط وهبل.

جريدة القاهرة في

14/12/2010

 

«الشوق»، «ميكرفون».. مصر تفوز مرتين

بقلم : د.رفيق الصبان 

تمامًا.. كما حصل في مهرجان دمشق السينمائي ونجحت الجزائر في اقتناص أكبر جائزتين في المهرجان (الجائزة الدولية وجائزة أحسن فيلم عربي) عن فيلمها الرائع (خارجون عن القانون) الذي أخرجه رشيد بوشارب.

نجحت مصر.. في اقتناص الجائزتين الكبيرتين أيضًا (الجائزة الدولية وجائزة أحسن فيلم عربي) عن الفيلمين الذين قدمتهما للمهرجان من أصل أربعة أفلام.. (الشوق) الذي كتبه سيد رجب وأخرجه خالد الحجر والذي حصد الهرم الذهبي.. وجائزة أحسن فيلم عربي التي نالها أحمد عبدالله عن فيلمه (ميكرفون) وكان قد سبق له أن نال جائزة جانبية العام السابق عن فيلمه البديع هليوبوليس.

واستطاعت سوسن بدر.. المصرية أن تقف وقفة الند مع واحدة من عبقريات التمثيل في العالم (إيزابيل هوبير) وأن تتقاسم معها جائزة أحسن ممثلة في المهرجان.

لا شك أن هذا العام.. هو عام السينما المصرية الشابة.. التي حققت في أغلب المهرجانات العربية.. نجاحات كانت كثيرًا ما تأمل بها سابقًا.. واستطاعت أن تحققها هذا العام.

الجائزة الكبري في قرطاج الجائزة الكبري في أبوظبي وها هي تثلث جوائزها بجائزة الهرم الذهبي والملحوظ أن هذه الأفلام كلها من إخراج مخرجين شبان.. يكونون أنفسهم وسينماهم بموهبتهم وعزمهم وعنادهم.. بعيدًا عن سيطرة المنتجين ونفوذ النجوم الكبار.

الحياد الإيجابي

كنا قد أشرنا سابقًا.. وفي بداية المهرجان إلي مستوي لجنة التحكيم الدولية لهذا العام برئاسة المكسيكي (رويشتايف) والتي تضم عناصر سينمائية محترمة من كافة البلدان.. ولم يكن لمصر نصيب فيها إلا من خلال كاتب سيناريو (محمد حفظي) ومخرج متمكن (علي بدرخان).. لذلك لم تكن هناك أية شبهة في حياديتها وفي بعد نظرها.. وفي حكمها الصائب علي الأفلام.. وهذا ما تجلي بصورة واضحة في توزيعها لجوائزها المبتعددة.. التي خرجت علينا دون شائبة.

(شوق) هو مرثية شعرية واقعية لحارة وامرأة من إسكندرية.. تتصالب أقدارهما لتقود المرأة إلي الهاوية.. وكأنها منومة تسير علي هدي قدر رهيب لا يرحم.

الفيلم يتمتع بصورة خلابة لمدينة الإسكندرية وأداء مدهش من كل عناصره.. وأغلبهم ممثلون يعبدون عن الأضواء الساطعة.. ولكنهم قريبون جدًا من مشاعر الحارة ومن خفقات القلب الإنساني إنه فيلم يقول الكثير.. من خلال نقاط متفرقة.. وشخصيات تائهة تشكل مع بعضها موزاييكا يدخل مباشرة إلي القلب كرصاصة محكمة.

خالد الحجر يعود إلي تألقه.. الذي عرفناه في فيلمه الأول ويغوص عميقًا في أغوار النفس البشرية ويقدم درسًا في الأداء التمثيلي لأبطاله..

ممثلة متمكنة

لقد عرفنا سوسن بدر.. منذ زمن ممثلة جيدة ومتحكمة في أوراقها.. ولكنها في هذا الفيلم.. تصل إلي حدود عبقرية الأداء.. وتذكرنا بكبار الممثلات من أمثال أيرين باباس وسيمون سينوريه.

ولا أعتقد أن شيئًا من الظلم قد نالها.. عندما شاركت العبقرية الفرنسية (إيزابيل هوبير) جائزتها.. إن وجود هوبير في المسابقة.. يلقي ستارًا علي كل الممثلات الأخريات.. اللواتي من الصعب الوقوف إلي جانب ظلها العملاق.. لذلك جاءت جائزة سوسن بدر جائزة ذات حدين.. حد يتعلق بأدائها العميق لشخصية أم شوق، والحد الآخر وقوفها وقفة المناصفة مع هوبير.. وهذا لوحده في رأيي.. يفوق كل الجوائز الأخري، وكل جائزة في التمثيل تطمح بها ممثلة من بلدنا.

جائزة لجنة التحكيم أو الهرم الذهبي ذهبت إلي فيلم مشترك (إيرلندي مقدوني سويدي) يركز علي فظائع حرب البوسنة.. وما فعله الجنود الصرب بالسكان الآمنين.. من قتل واغتصاب وتشريد، فيلم يغوص أيضًا في أعماق الواقع.. ليقدم لنا صورة ترتعد لها النفوس، ولكنه يغلفها بستار من (العشق الرقيق) والذي يبدو لنا بادئ الأمر مستحيلاً في هذه الظروف. ولكن دقة السيناريو واختلاط الواقع الشديد القسوة فيه بلهيب شاعري دافئ.. جعلنا نقبل مشاهده العنيفة.. التي تصفعك وتفيقك من سباتك رغمًا عنك، إنه مثال حقيقي (لسينما القضية) أو سينما المعركة إذا أردنا أن نطلق عليها تسمية أخري. عالجتها مخرجة حساسة تعرف كيف تقول وكيف تصرخ أحيانًا وكيف تهمس في أحيان أخري.

جائزة مستحقة بجدارة لجائزة الفيلم الفلبيني (أمير) الذي حصل علي جائزة أحسن تقنية صوتية وتصويرية. الفيلم يسير علي خطي الفيلم الفرنسي الشهير (مظلات ثربورج) أو الفيلم الأمريكي (كارمن جونس) حيث يستبدل حواره كله بالغناء وأحيانًا بالرقص رغم أنه يعالج بالنسبة لنا موضوعًا شديد الحساسية، عن العمالة الآسيوية.. في بلاد الخليج.

قصص الحب

كذلك لا يمكن الشك في موهبة الفيلم البولندي الذي أخرجه كأول عمل لها مخرج شاب تحدي بفيلمه كبار المخرجين، وقدم فيلمًا ملحميًا تختلط فيه البطولات بالتاريخ بقصص الحب وتدور كلها حول بناء ميناء هولندي وما يتخلل ذلك من أحداث (ولد من البحر).

موضوع قد يصبح في يد (مخرج) غيره.. موضوعًا مملاً وبعيدًا عن التشويق المطلوب ولكن أداء المخرج وإيقاعه وقدرته علي رسم الجو التايخي.. كل ذلك أعطي الفيلم نكهة مدهشة وبشرنا بسينمائي شاب.. يمكن أن يقدم لبلده الكثير.

الفيلم الإيطالي الذي أخرجه (ريكي تنيازي) ويروي علاقة شاب عربي بآخر إيطالي يتجاوران في مأساة واحدة تتعلق بأولادهما.. إنه من خلال دراما بوليسية نفسية.. يرسم معالم طريق مشترك بين متعارضين وليس بلدين.. يجمعهما شوق واحد وهم واحد.. وتفصل بينهما حواجز وهمية اخترعناها بأنفسنا واعتبرناها أحيانًا حواجز لا يمكن تجاوزها.

الفيلم نال جائزة السيناريو إلي جانب جائزة تمثيل ثنائية، جمعت بين نجمنا الصاعد (عمرو واكد) وبين ممثل شاب موهوب (السندروحاكمان) الذي أطل علينا بوسامته.. وحضوره ليذكرنا بأبيه العملاق الذي فقدته السينما العالمية.

واعترف بأنني لم أشهد الفيلم البلغاري (تعليق صوتي) الذي فاز بجائزتين كبيرتين هما جائزة النقاد العالميين (الفبرس) وجائزة أحسن إخراج، ولنا عودة لهذا الفيلم الذي لا أشك أبدًا بحسن اختيار لجنة التحكيم له. إذا نظرنا بعين التأمل إلي اختياراتها الأخري المفاجأة.. في هذه الجوائز المستحقة غياب فيلمين كانا بالنسبة لي من أهم أفلام المسابقة الروسي (من أنا) الذي يعيد للسينما الروسية بريقها.. من خلال جو بوليسي محكم وتصوير خلاب.. تختلط فيه شاعرية الرؤية.. بعمق الدراما.. وسيناريو أقل ما يقال عنه إنه (درس حقيقي في فن السينما).. شيء مثير للدهشة، أن يمر فيلم كهذا أمام أنظار لجنة تحكيم لهذه دون أن ينال تقديرًا أو إشارة أو حتي تنويهًا بسيطًا.

عباقرة السينما

الفيلم الآخر هو فيلم واحد من عباقرة السينما الكبار (باتشكو) الذي يقدم كعادته فيلمًا يستمد أحداثه من تاريخ بلاده.. ومقاومتها لمن استعمر أرضها من خلال أسلوب.. لم يتخل عنه المخرج منذ بداياته الأولي. أسلوب يختلط فيه الشعر بالموسقي بالرقص الفلكلوري بالتاريخ والمعارك.

من أجل العدالة.. فيلم كبير.. كبير كبر المهرجان نفسه.. ومخرجه واحد من القلائل في العالم لأن الذي يصنع سينما خاصة به وبأسلوبه وبرؤياه.. وهو بهذا النهج يقف مع مخرجين كبار أمثال فيليني وأنطونيوني وبرجمان وشاهين.

وأنا أعتقد أن حجب أية جائزة عنه (وهو الذي نال تتويجًا أكثر من مرة في مهرجانات كبري ككان والبندقية وموسكو وبرلين).. إنما يعود لعدم رغبة لجنة التحكيم بوضعه موضع المقارنة مع غيره.. لأنه بالحق نسيج وحده، ولا يمكن تصنيفه بعد تاريخه الطويل الحافل بالتحف السينمائية في خانة واحدة مع باقي المخرجين.

أريد أن أؤمن العذر كي لا أفقد احترامي للجنة تحكيم عالية المستوي.. شديدة الثقافة وتملك من رهافة الحس وعمق النظرة الشيء الكثير مما يجعلني لا أصدق.. إنها وضعت فيلم (من أجل العدالة) تحت ميزان التعادل.. وأنها أخرجته من سباق الجوائز عامدة متعمدة.

نعم جوائز مستحقة وتدل علي وعي سينمائي متكامل.. وهذه ميزة تنسب لإدارة المهرجان.. التي عرفت كيف تختار محكمي مهرجانها، وكيف تخلق بينهم هذا الانسجام وهذه الرصانة والحيادية.. التي تمثلت بشكل قوي في الجوائز المعطاة.

الفيلم العربي

وتبقي جوائز الفيلم العربي وقد نال أكبرها الفيلم المصري.. (ميكرفون) لصاحب هليوبوليس أحمد عبدالله والتي لم تكتف اللجنة بإعطاء جائزة واحدة كما كان مقدرًا وإنما تنوعت جوائزها وزادتها شهادات تقدير.. سنضعها جميعًا في كفة الميزان في رؤية قادمة.

جريدة القاهرة في

14/12/2010

 

الشوق .. الهرم الذهبي وتهمة الإساءة لسمعة مصر

بقلم : ماجدة خيرالله 

الإساءة لسمعة مصر،تهمة تلاحق كل الأفلام التي تتحدث عن الفقراء،أو تلك التي تناقش قضايا الفساد،أوتظهر شخصيات تعاني من ضعف إنساني أو سقطات سلوكية، باختصار كل الأفلام تسيء لسمعة مصر،بمنطق من يتربصون بالفنون، ويريدون للسينما أن تكون وسيلة دعائية،أو للترويج للأماكن السياحية، أو مجرد وسيلة للترفيه الذي لايحمل أي مضمون،وتغرق وسط أمواج من التفاهة والسطحية! لقد أدي انتشار الجرائد الخاصة،الي ظهور جيل من الصحفيين لايمت للمهنه بصلة،بعضهم يحلو له الكتابة في الفن، علي اعتبار أنه المجال الذي يمكن ان يحقق شهرة سريعة، فمجرد الهجوم علي فنان أو عمل سينمائي او تليفزيوني يمكن أن يلفت نظر القارئ، وأصحاب العمل أيضاً، وهؤلاء يحققون نشوة عارمة من مجرد إثارة حالة من اللغو، حول الأعمال الفنية، فهذا فيلم يقدم مشاهد مثيرة وذاك ظهر به البطل وهو يدخن السجائر،ويتحول الصحفي الفني بقدرة قادر الي مفتي يتحدث عن الحلال والحرام،ويقوم بتصنيف نجوم الافلام الي مؤمنين وكفار،حسب نظرته ووجهة نظره فيما هو حلال أو حرام،حالة هائلة من الفوضي والعشوائية،والبلادة الفكرية،تنم عن جهل عظيم،والجهل هنا ليس هجاء أو "شتيمة" ولكنه وصف لمن يجرؤ علي الحديث في موضوع بدون أن يتسلح بمعلومات كافية،أو تكون لديه الخبرة والمعرفة التي تتيح له حق إبداء رأي أو إطلاق الأحكام علي الأعمال الفنية! وإذا كان لصغار الصحفيين الذين ملؤوا حياتنا مثل ذباب الصيف عذراً في جهلهم وقلة خبراتهم، فماعذر الكبار الذين قضوا في مهنة الصحافة الفنية ما يزيد علي نصف قرن؟

جائزة مستحقة

المناسبة الحديث عن فيلم "الشوق" للمخرج خالد الحجر وهو الفيلم  الذي حصل علي جائزة الهرم الذهبي في الدورة الـ 34 لمهرجان القاهرة الدولي،وجاء هذا الفوز بعد 14سنة من حصول فيلم" تفاحة" للمخرج رأفت الميهي علي نفس الجائزة! وبمجرد الإعلان عن فوز الشوق بالجائزة التي رأت لجنة التحكيم أنه يستحقها، بدأت السهام تنطلق صوبه، والاتهامات تؤكد أنه يسيء لسمعة مصر،لأنه يقدم سكان أحد الاحياء الشعبية بمدينة الإسكندرية في حالة من الفقر والعوز والمرض، مما يدفع إحدي سيدات هذه الحارة وهي "فاطمة" أو سوسن بدر بطلة الحكاية إلي التحايل علي ضيق ذات اليد، بمد اليد للآخرين "التسول"! وقد أصابتني حالة من الدهشة والانزعاج عندما قرأت مقالة لصحفي كبير،يؤكد أن وراء إنتاج فيلم الشوق جهات مشبوهة !!ولذا قمت بالبحث والتنقيب عن تلك الجهات المشبوهة التي قامت بإنتاج فيلم الشوق أو ساهمت في تدعيمه ،فوجدت أنها شركة "أرابيكا للإنتاج الفني " التي يملكها محمد ياسين،بدعم من شركة 3B الفرنسية،التي يساهم في إنتاجها المخرج الجزائري رشيد بوشارب، والشركة تقوم بإنتاج وتدعيم مجموعة من الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة بالإضافة للأفلام الوثائقية، من بينها فيلم FLANDERS   الذي حصل علي الجائزة الكبري من مهرجان كان السينمائي في عام 2006، وفيلم "خارج علي القانون" الذي شارك في آخر دورة من مهرجان كان وهو من إخراج رشيد بوشارب! والشركة لها نشاط فني وثقافي واضح، وليست جهة مشبوهة أو مجهولة، ثم إن معظم الافلام التي تقدمها سينما شمال أفريقيا وأمريكا اللاتينية، وشرق أوروبا تعتمد علي المشاركة والدعم من مؤسسات كبيرة، تضمن خروجها للنور وتهدف إلي تنشيط عملية الإنتاج السينمائي بين دول العالم، لأهداف ثقافية وتجارية أيضاً، بحيث يصعب ان تجد فيلما يعتمد علي جهة إنتاج واحدة خلال العشرين عاما الماضية! وقد كان المخرج الراحل يوسف شاهين أول من بدأ التفكير في مد جسور التعاون مع الهيئات الفرنسية لدعم إنتاج أفلامه، وكان الرجل يتحمل موجات التشكيك في انتمائه ووطنيته، وأهدافه ممن يجهلون طبيعة نشاط الجهات الداعمة لأفلامه، حتي وصل الهوس والخبل مداه، وطالب البعض بتجريده من جنسيته المصرية بعد أن قدم الفيلم التسجيلي "القاهرة "منورة بأهلها"، وهي جريمة لا تسقط بالتقادم اقترفها بعض أدعياء الوطنية والغريب أن منهم من يواجه تهماً مشابهة مع كل عمل فني يقدمه!

أفلام الفقراء

فيلم الشوق للمخرج خالد الحجر،الذي يواجه تهمة الإساءة لسمعة مصر،يتشابه مع بعض عناصر الفيلم الاسباني "بيوتيفول" ومع عشرات الافلام التي خرجت من دول فقيرة لها نفس الظروف الاقتصادية والسياسية،التي تعيشها مصر،وفيلم بيوتيفول الذي أخرجه المكسيكي "أليخاندروكونزاليز أنيريتو" يقدم شخصية إكسبيل "خافييه بارديم" وهو رجل في منتصف العمر،يعيش مع أطفاله في أحد الأحياء الفقيرة، في إحدي المدن الإسبانية، زوجته امرأة سكيرة ماجنة، ولذا فقد أبعدها عن تربية أبنائه، يكتشف إكسبيل اصابته بالسرطان، ويؤكد له الطبيب أنه لن يعيش أكثر من شهرين، فيسعي بجد وجهد للحصول علي أكبر قدر من المال ليؤمن مستقبل أطفاله، وكانت وسيلته الوحيدة لكسب العيش،الانخراط في أنشطه غير شرعية، والتحالف مع بعض عصابات تشغيل المهاجرين غير الشرعيين من الافارقة،والصينيين،الذين يعيشون حياة غير آدمية مقابل الحصول علي الطعام والمسكن،ويقدم الفيلم نماذج لرجال شرطة يحصلون علي إتاوات ورشاوي من تلك العصابات،ويقوم "إكسبيل"بدور الوسيط بين رجال الشرطه ورءوس العصابة، فهو الذي يدفع الرشاوي ليغض رجال الشرطة الطرف عن الانشطة غير المشروعة التي يقوم بها هؤلاء المهاجرين لحسابات تلك العصابات! ورغم ان الفيلم يصور حياة "إكسبيل" البائسة التي لاتقل بؤسا وبشاعة عن حياة غيره من سكان الحي،إلا أن بيوتيفول من الافلام الجميلة التي لايمكن أن تسقطها الذاكرة،ولم يتهمه النقاد بالإساءة لسمعة اسبانيا رغم أنه يفوق الشوق مرات،في استعراض حالات الفقر والغلب و الفساد الاخلاقي والاجتماعي!

ثقافة التلقي

الفرق في ثقافة المتلقي،وللاسف فإن من يكتبون عن السينما وغيرها من الفنون ليست لديهم الدراية بمعني الفن وأهدافه،ويصدرون أحكاماً أخلاقية علي الافلام ،وعلي هذا فإن فيلم بداية ونهاية يصبح فيلماً غير أخلاقي لان "نفيسة" اضطرها الفقر للوقوع في الخطيئة،وقامت بالمتجارة في جسدها،لتعيل اسرتها واشقاءها الرجال، وهي نفس التهمة التي واجهت افلام بديعه وقيمه مثل الحرام، والفتوة، والقاهرة 30، وثرثرة فوق النيل، والمذنبون والعار، وليله ساخنة وعشرات الأفلام التي تعتبرها السينما المصرية من أهم منجزاتها ومن كلاسيكاتها التي صنعت مجدها،فيلم الشوق الذي حصل علي جائزة الهرم الذهبي من مهرجان القاهرة السينمائي، يحتاج لناقد واع ومثقف للحكم عليه وتقييمه، ولايهم أن يختلف مع بعض عناصره الفنية ،طالما كان الاختلاف  نابعاً عن منطق وبعيداً عن التهم الجاهزة والجائرة التي تتصدرها تهمة الإساءة لسمعة مصر!

جريدة القاهرة في

14/12/2010

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)