كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«مهرجان دمشق»

البوابة الذهبية لتركيا وإيران

كتب مها متبولى

مهرجان دمشق السينمائي الدولي

الدورة الثامنة عشرة

   
 
 
 
 

لم تكن رحلتي إلي سوريا للمشاركة في فعاليات «مهرجان دمشق السينمائي الدولي» شيئًا عاديا، فقد طغت علي ذهني أطياف الوحدة بين مصر وسوريا في الستينيات والتحام المصائر في حرب أكتوبر 1973، ووقوف الشعبين يدًا واحدة.. فالشعب السوري في قلب كل مصري وأدركت منذ أن بدأت السير في شوارع دمشق أنه لا يمكن أبدًا أن تفرق السياسة ما وحدته الشعوب والأوطان، فرغم العزلة التي ضربت علي الشعب السوري، فإنه مازال ينبض بمشاعر الحب والتقارب بين الأشقاء، حتي إنه يحتفظ بكل ما يخص المصريين من رموز وذكريات، ويعتبرها شيئًا ثمينًا يحاول أن يبعده عن الغبار.

ولكن شهدت سوريا انفتاحًا علي الثقافتين الإيرانية والتركية في العامين الماضيين. في سوريا لمست بنفسي كيف أن الإيرانيين فرضوا حضورهم الطاغي علي الأسواق التجارية، لدرجة أن لافتات المحلات تحولت من اللغة العربية إلي الفارسية، وليس ذلك فحسب، بل امتلأت المكتبات بالروايات الفارسية والتركية، ليعاد تشكيل وجدان الشعب في اتجاه آخر، بينما تراجعت الروايات المصرية لتترك الساحة الثقافية السورية لبهلوانات البحث عن دور في المنطقة، والأكثر غرابة من ذلك. أنك تشاهد في شوارع دمشق صورًا للرئيس بشار الأسد والخوميني وحسن نصرالله بطريقة تثير التعجب..فالتحالفات السياسية بين سوريا وإيران التي استمرت أكثر من 30 عامًا.. بدأت تصل إلي عصب الحياة الثقافية السورية.

وعلي نفس المضمار تسير خطي التعاون بين سوريا وتركيا، فبعد إلغاء التأشيرات بين البلدين، بدأت جسور التواصل بين البلدين تفرض نفسها عبر قطار سريع يربط الحدود ببعضها، بالإضافة إلي لعب سوريا دورًا أساسيا في أن تكون همزة الوصل بين الثقافتين التركية والإيرانية والشعوب العربية، بل إن سوريا تعمل علي تسويق هاتين الثقافتين في العالم العربي بما يضمانه من أبعاد سياسية لا تخفي علي أحد.

مدير المهرجان يبالغ في وصف حادث «اسطول الحرية»

فإيران تريد أن تصدر الدولة الدينية لشعوب المنطقة وتفرض نفوذها الإقليمي، وتركيا تريد أن تضمن لنفسها العمق الاستراتيجي والمكانة الدولية من خلال دور إقليمي في الشرق الأوسط، ولن يتم ذلك إلا من خلال بوابة دمشق، لذلك كانت تركيا هي ضيف شرف المهرجان وشاركت وحدها بعشرة أفلام، وقد جاءت كلمة مدير المهرجان محمد الأحمد لتلقي الضوء علي كل هذه الأجواء، حيث أكد أن استضافة السينما التركية كضيف شرف المهرجان لم يأت من فراغ، بل لارتباط الشعبين التركي والسوري بروابط الجوار والتفاعل الحضاري منذ قديم الزمان.

ومع أن التاريخ يؤكد توتر هذه العلاقة سياسيا بخصوص الموارد المائية ولواء الإسكندرونة المتنازع عليه بينهما، بالاضافة إلي مشكلة الأكراد، وإذا كانت كل هذه المشكلات قد حلت، إلا أن رئيس المهرجان أكد شيئًا مهمًا.. هو الاشتراك في الهم العربي والفلسطيني، فقد قدمت تركيا ثمانية شهداء في «أسطول الحرية»، وهو الأمر الذي تم الاحتفاء به بشكل مبالغ فيه جدًا خلال حفل الافتتاح، حيث قدمت لوحة استعراضية علي المسرح لجثة شهيد ملفوفة بالعلم التركي وارتفعت حولها كل الأعلام التي شاركت في اسطول الحرية إلا العلمين المصري والجزائري، مع أنه لا يوجد شعبان من الشعوب العربية قد ضحيا بالشهداء مثل هذين البلدين.

الجزائر قدمت مليوني شهيد.. وخاضت مصر خمس حروب من أجل القضية الفلسطينية.. لكن وكما قلت.. اللعبة السياسية في سوريا تدار لصالح تركيا وإيران، وأثر ذلك علي فعاليات المهرجان، إذ عرض الفيلم التركي «عسل» للمخرج كابلان أوغلو في الافتتاح، وهو فيلم سياسي، وإن كان يخفي روح السياسة في داخله ويبتعد بها عن المباشرة، فقد كثف المهرجان استثمار عناصر الوفد التركي الذين وصل عدهم إلي 30 سينمائيا، إذ أسندت مهمة المشاركة في لجنة التحكيم الخاصة بالأفلام الروائية الطويلة لـ«كيريم إيان» المدير الفني لمهرجان أسطنبول السينمائي، ومن ناحية أخري كرم النجمة توركان شواري، بينما تم تقليص عدد أعضاء الوفد المصري، وإبعاد أفلامه عن دوائر الضوء في المهرجان.

خطة استبعاد السينما المصرية

فيلم «الوتر» تم قبوله كفيلم تجاري ليكون من السهل استبعاده من قائمة الجوائز، مع أنه كان من الممكن أن تختار إدارة المهرجان فيلم «رسائل البحر» أو «الحاوي» أو «الميكروفون» ولكن ذلك لم يحدث، بهدف أن يظل الفيلم المصري خارج المنافسة، حتي لا تتعرض إدارة المهرجان للحرج الذي تعرضت له في العام الماضي بعد رفضها منح فيلم «واحد صفر» أية جائزة، علي الرغم من أن الفيلم حظي بإشادة الجمهور والنقاد وحصل علي 47 جائزة بمفرده في مهرجانات دولية وعالمية وفي العام قبل الماضي رفضت لجنة التحكيم منح فيلم «خلطة فوزية» أية جائزة رغم حصوله علي 17 جائزة دولية وعربية.

عاصفة في لجنة التحكيم ضد فيلم سوري بطلها «انزور وساندرا»

ولذلك تم توزيع جوائز مهرجان دمشق السينمائي بناء علي الخريطة السياسية التي بدأ بها من حفل الافتتاح حتي الختام، فقد تم منح الفيلم الإيراني «الرجاء عدم الازعاج» الجائزة الفضية وجائزة المخرج مصطفي العقاد للفيلم التركي «كوزموس» بينما حصل فيلم «مطر أيلول» وهو للمخرج عبداللطيف عبدالحميد علي الجائزة البرونزية وهو فيلم سوري، كما أشادت إدارة المهرجان ولجنة التحكيم بالفيلم السوري أيضًا «حراس الصمت».

أدي الخلاف داخل لجنة التحكيم إلي تفجر مناورات شد وجذب كان بطلها المخرج نجدت انزور الذي رفض ومعه ساندرا نشأت التسليم بمنح الفيلمين السوريين هذه الجوائز، وكشفت كواليس المهرجان عن تعرض لجنة التحكيم إلي ضغوط من قبل إدارة المهرجان، إلا أن أنزور أكد أن الفيلمين السوريين لا يستحقان أية جوائز للضعف في المستوي، بينما اعتبر البعض أنه يحاول أن يجامل المصريين ليفتح له أسواقًا جديدة للإخراج الفني في مصر، بعد أن أغلقت في وجهه جميع أبواب الدراما الخليجية والليبية، إلا أن نجدت أنزور أكد أن الأفلام «الفرنسي والإسباني والألماني» كانت تستحق الجائزة بدلاً من الأفلام السورية.

عودة السينما الجزائرية

مثّل فيلم «خارجون علي القانون» وهو الفيلم الجزائري الفائز بالجائزة الذهبية للمهرجان، وكذلك جائزة أفضل فيلم عربي.. عودة التألق والتميز إلي السينما الجزائرية.. فهو فيلم عالمي بكل المقاييس، وترتفع قامته فوق جميع الأفلام لأنه يجمع بين عمق الفكرة والرؤية وإبداع المخرج رشيد أبوشارب، وقد أجمع النقاد المصريون علي جدارة الفيلم الجزائري بالفوز بجائزة المهرجان.. واعتبروه عودة لإحياء مجد السينما الجزائرية في السبعينيات، وقد حاول البعض أن يثير الفتنة بين الوفدين المصري والجزائري بعد أن سرب شائعات يروج فيها لغضب المصريين من فوز الفيلم الجزائري، إلا أن الشائعات ماتت تحت أقدام الحفاوة التي لاقاها الفيلم الجزائري من قبل النقاد المصريين.

الفيلم يمثل قصة إحدي الثورات الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي والتضحيات التي بذلتها المقاومة من أجل الاستقلال.

الحضور المصري في الشارع السوري حضور غنائي في المقام الأول، لأن نجوم الغناء يفرضون أنفسهم علي الساحة السورية، فعندما تسير في الشارع أو تركب أية وسيلة مواصلات تجد صوت أم كلثوم وعبدالحليم حافظ، وفي داخل الكافيهات ومحال الاسطوانات تسمع أغاني عمرو دياب وتامر حسني، وداخل المكتبات تلتقي بروايات نجيب محفوظ وطه حسين والعقاد، أما السينما المصرية فمازالت تحتفظ بحضورها القديم، لكن جديدها لم يعد مطروحًا علي الساحة السورية.

أثارت ماجدة الصباحي نوعًا من الجدل بكلمتها القصيرة التي ألقتها بعد تكريمها عندما أكدت أنها مازالت وسط السوريين ولم تتركهم منذ الوحدة بين مصر وسوريا فوقف الجميع وصفقوا تحية احترام وتقدير لها، وكلمات ماجدة لها معني كبير وهو أن مصر في قلب سوريا، وأن انفصال الوحدة هو انفصال سياسي شكلي ليست له أية علاقة بالروابط الوجدانية، وهو الأمر الذي جعل إدارة المهرجان حريصة علي أن تكرم رموز الفن. السينمائي المصري عامًا بعد عام. وهو ما أعاد إلي ذهني كلمات الأغنية التي شدا بها عبدالحليم عن الوحدة بين مصر وسوريا.

«غني يا قلبي وهني الدنيا.. وقول مبروك كبر البيت.. واتجمع شملك أنت وأخوك.. قول للدنيا أجمل عيد.. مصر وسوريا اتخلقوا جديد.. شيلنا السور من بين جناينا - كبر البيت وهيكبر أكثر».

السوريون ينسجون محبتهم دائمًا في القلوب والشعب السوري يعامل الجميع بطيب الاخلاق فلا تطلب منه شيئًا إلا ويكون الجواب واحدًا من أمرين أما «تكرم» أو علي «رأسي». ولكن تسويق السياسة التركية والإيرانية في مهرجان دمشق السينمائي بطريقة مباشرة.. شوش علي الروح الفنية للمهرجان، لأنه أخذ طابع الإعلام الموجه الذي يبدأ من قواعد مسلم بها ليصل إلي نتائج معروفة سلفًا، وهذا ما ظهر بوضوح من خلال جوائز المهرجان فمن بين 46 دولة مشاركة في الفعاليات.. فقد ذهبت أهم الجوائز إلي مثلث التحالف «السوري - الإيراني - التركي» الذي يفترض أنه مهرجان دولي لا إقليمي.  

# # # #

مفاجأة جورج وسوف لـ«مي حريري»

كتب مها متبولى

تألقت مي حريري كضيفة شرف في «مهرجان دمشق السينمائي»، وبدت في منتهي التلقائية بدون غرور أوعنجهية أو بودي جاردات، حتي إنها خطفت قلوب السوريين في حفل الختام وانشغل الجميع بالالتفاف حولها في حفل الختام.. لدرجة أنهم أثاروا فضول رجال الأمن في دار الأوبرا السورية بسبب التجمهر الشديد وكثرة الزحام حتي طلبوا منها أن تنصرف إلي الفندق ليعود المكان إلي هدوئه المعتاد.

وبروح المطربة وخفة دم الفنانة.. داعبت مي حريري المحيطين بها وانصرفت إلي حفل كبير في كازينو «شيلو»، وغنت مي حريري في الحفل بنفس مفتوحة ومرح وانطلاق، وفجأة توقفت الموسيقي ليتم الإعلان عن قدوم سلطان الطرب «جورج وسوف» الذي تم استقباله بصورة تفوق الخيال وأحيط بمشاعر حب لا يمكن وصفها.

سبب زيارة وسوف لسوريا في هذا التوقيت.. أنه جاء لإحياء حفل غنائي، ولا يمكن أن يتخيل أحد التلقائية التي يتعامل بها جورج وسوف مع الناس، فهو يصيح بأعلي صوته من مفاجأة الالتقاء بأصدقائه القدامي ويأخذ البعض الآخر بالأحضان ويجلس علي بعض الموائد يشارك المعجبين في تناول الطعام، ويرفض التقاط الصور مع البعض ويعوضهم بدلاً منها بقبلة علي الرأس.

الأهم من ذلك كله أن جورج يتصرف مع جمهوره كأنهم أسرته الكبيرة، لدرجة أنه أخذ الميك بيده ليشارك مي حريري في الغناء، وغني أجمل أغنياته علي الإطلاق.  

# # # #

سر «رنا» و«لما» في كواليس المهرجان

كتب مها متبولى

تضمنت فعاليات المهرجان.. فتاتان علي قدر كبير من الذكاء والتفاني في التجاوب مع ضيوف المهرجان.. لدرجة أنهما كانتا تتدخلان لحل أية مشكلة تواجه الضيوف. ارتباط هاتين الفتاتين بالمهرجان تضمن عدة مفاجآت..

أهمها أنهما شقيقتا مدير المهرجان وقد تطوعتا للمساعدة في إنجاح الفعاليات دون أن تكون لهما أية صفة رسمية، فلا هما موظفتان تتقاضيان راتبًا.. ولا هما من المشرفات المعينات من قبل وزارة الثقافة السورية، بل تتحركان بدافع الانتماء للبلد والعلم السوري، وهذا ما لفت إليهما الأنظار.

أما آخر المفاجآت فانهما ليستا فقط متشابهتين في الجمال وإنما أيضًا في الاسم فالأولي «لما» والثانية «رنا» وكاننا معًا مصدر بهجة للمهرجان.  

سر «رنا» و«لما» في كواليس المهرجان

كتب مها متبولى

تضمنت فعاليات المهرجان.. فتاتان علي قدر كبير من الذكاء والتفاني في التجاوب مع ضيوف المهرجان.. لدرجة أنهما كانتا تتدخلان لحل أية مشكلة تواجه الضيوف. ارتباط هاتين الفتاتين بالمهرجان تضمن عدة مفاجآت..

أهمها أنهما شقيقتا مدير المهرجان وقد تطوعتا للمساعدة في إنجاح الفعاليات دون أن تكون لهما أية صفة رسمية، فلا هما موظفتان تتقاضيان راتبًا.. ولا هما من المشرفات المعينات من قبل وزارة الثقافة السورية، بل تتحركان بدافع الانتماء للبلد والعلم السوري، وهذا ما لفت إليهما الأنظار.

أما آخر المفاجآت فانهما ليستا فقط متشابهتين في الجمال وإنما أيضًا في الاسم فالأولي «لما» والثانية «رنا» وكاننا معًا مصدر بهجة للمهرجان.

روز اليوسف اليومية في

10/11/2010

# # # #

 

مهرجان دمشق يؤكد أن ما بين مصر وسوريا أعمق من الخلاف السياسى

بقلم   سمير فريد

كرّم مهرجان دمشق فى حفل الافتتاح الفنانة الكبيرة ماجدة فى أول ظهور لها منذ سنوات طويلة، والفنان الكبير حسن يوسف، كما كرّم فى حفل الختام الفنانة الكبيرة نبيلة عبيد، ووجه الدعوة إلى الفنانين الكبار سميرة أحمد وسمير صبرى ومحمود حميدة، والفنانين الشباب سمية الخشاب ونيللى كريم ومصطفى فهمى ورانيا فريد شوقى ومنال سلامة، وإلى ساندرا نشأت للاشتراك فى لجنة التحكيم الدولية، ومنير راضى للاشتراك فى لجنة التحكيم العربية، وإلى الفيلم المصرى «الوتر» إخراج مجدى الهوارى، وتمثيل غادة عادل ومصطفى شعبان، للاشتراك فى المسابقتين الدولية والعربية بحضور الثلاثة، وجاء الفيلم فى عرضه العالمى الأول مفاجأة مبهجة بمستواه الفنى المتميز.

كان من تقاليد مهرجان دمشق السينمائى الدولى أن يلتقى رئيس الجمهورية مع أعضاء لجنة التحكيم الدولية، وقد كنت عضواً فى اللجنة فى دورة عام ١٩٨٣، وكانت العلاقات مقطوعة بين مصر وسوريا بسبب الخلاف السياسى، وعندما علم الرئيس السورى الراحل حافظ الأسد أننى صحفى من مصر أثناء تقديم أعضاء اللجنة، طلب منى البقاء بعد انتهاء المقابلة، وصرح تصريحات مهمة، نشرت فى اليوم التالى فى الصفحة الأولى من جريدة «الجمهورية»، حيث كنت أعمل.

وكانت العبارة التى لا أنساها فى هذه التصريحات «نحن غاضبون من مصر لأنها لا تقودنا، إذ يمكن تغيير كل شىء إلا الجغرافيا والتاريخ»، وقد أكد مهرجان دمشق فى دورة ٢٠١٠، التى اختتمت أعمالها يوم السبت الماضى، مرة أخرى أن ما بين مصر وسوريا أعمق من الخلاف السياسى.

وأكد أن لمهرجانات الفنون دوراً فى رأب الصدع الذى يمكن أن يحدثه الخلاف السياسى على مستوى العلاقات بين الشعوب، وجاءت دورة ٢٠١٠ فى موعدها بهذا الخصوص، تماماً كما أن صوت أنصار السلام إن لم يرتفع فى زمن الحرب، فمتى يرتفع، وعلى النقيض من مهرجانات الرياضة وكرة القدم بالذات التى أصبحت تفتقد الروح الرياضية، افتقاداً تاماً.

وكان الوفد المصرى من السينمائيين والصحفيين والنقاد أكبر وفود المهرجان، كما هى العادة فى مهرجان دمشق، من بينهم منيب شافعى، رئيس غرفة صناعة السينما، وممدوح الليثى، رئيس اتحاد النقابات الفنية، والمنتجون عادل حسنى وصفوت غطاس وفاروق صبرى ومحسن علم الدين وإسماعيل كتكت، وبقى أن يؤكد مهرجان القاهرة بدوره أن ما بين مصر وسوريا أعمق من الخلاف السياسى.

المصري اليوم في

18/11/2010

# # # #

مهرجان دمشق يتوج «خارج القانون» بذهبيتين ويرد على مهرجان «كان»

بقلم   دمشق - سمير فريد

أعلنت يوم السبت جوائز مهرجان دمشق السينمائى الدولى الثامن عشر فى حفل الختام بدار الأوبرا السورية، أعلنت لجنة التحكيم الدولية التى رأسها المخرج الروسى فلاديمير مينشوف الكبير، فوز الفيلم الفرنسى - الجزائرى المشترك «خارج القانون» إخراج رشيد بوشارب بالجائزة الذهبية لأحسن فيلم طويل، كما أعلنت لجنة التحكيم العربية برئاسة الممثل السورى الكبير أسعد فضة عن فوز نفس الفيلم بجائزة أحسن فيلم عربى.

يعتبر «خارج القانون» من روائع سينما ٢٠١٠ فى العالم، وقد عرض فى مسابقة مهرجان كان، ولم يفز بأى جائزة رغم استحقاقه الفوز، ونظم اليمين المتطرف فى فرنسا مظاهرات حاشدة ضد الفيلم منذ أعلن عن اختياره للعرض فى مهرجان «كان»، وأثناء عرضه فى المهرجان، وأثناء عرضه العام فى فرنسا الشهر الماضى. وفى العالم العربى عرض الفيلم فى افتتاح مهرجان الدوحة - ترايبكا الثانى فى قطر خارج المسابقة. ويكشف «خارج القانون» صفحة سوداء من صفحات الاحتلال الفرنسى للجزائر بأسلوب فنى بارع وعمق فكرى كبير، ومن المتوقع أن يرشح لأوسكار أحسن فيلم أجنبى فى مسابقة الأكاديمية الأمريكية العام المقبل.

فاز الفيلم بأكبر جائزتين في المهرجان عن جدارة، وأكد عمل لجنتي التحكيم الدولية والعربية بشكل مستقل تماما، وكان من المثير للسخرية أن يفوز بأحسن فيلم في المسابقة الدولية، ولا يفوز بها في المسابقة العربية، مما يؤكد ضرورة انفصال أفلام المسابقتين سواء في مهرجان دمشق أم مهرجان القاهرة حتى لا يواجه أي مهرجان منهما هذا الموقف المحتمل. ولا توجد جائزة لأحسن فيلم محلي في أي مهرجان دولي على أي حال.

 جوائز الأفلام الطويلة الأخرى، الفضية فاز بها الفيلم الإيرانى «يرجى عدم الإزعاج» إخراج محسن عبدالوهاب، والبرونزية للفيلم السورى «مطر أيلول» إخراج عبداللطيف عبدالحميد، ولجنة التحكيم للفيلم الإيطالى «حياتنا» إخراج دانيللى لوكيتى، ومصطفى العقاد لأحسن إخراج وفاز بها ريها إيردم عن الفيلم التركى «كوزموس»، وأحسن ممثلة جابرييلا ماريا شميت عن الفيلم الألمانى «مصففة الشعر» إخراج دوريس دورى، وأحسن ممثل وفاز بها جورج بيستيرينوى عن الفيلم الرومانى «إذا أردت أن أصغر سوف أصغر» إخراج فلورين سيربان.

المصري اليوم في

17/11/2010

# # # #

«الخارجون عن القانون» يقطف جائزتين في مهرجان دمشق

دمشق - إبراهيم حاج عبدي 

لم تنجُ الدورة الثامنة عشرة من مهرجان دمشق السينمائي التي انتهت قبل أيام، من اللغط الذي تركز، هذه المرة، حول لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة التي ترأسها المخرج الروسي فلاديمير مينشوف، ومنحت جائزتها الذهبية للفيلم الجزائري «الخارجون عن القانون» لرشيد بوشارب. وبمعزل عما إذا كانت هذه الجائزة جاءت، كما قيل، بمثابة رد على ما تعرض له الفيلم لدى عرضه في مهرجان كان السينمائي الأخير من رفض، واحتجاج اليمين الفرنسي المتطرف ضده باعتباره «يشوه حقائق التاريخ»، أو بوصفه «تحية لثورة الجزائر»، فإن ما لا يمكن التغاضي عنه هو أن اثنين من أعضاء لجنة التحكيم وهما المخرج السوري نجدة أنزور والمصرية ساندرا نشأت قد انسحبا من اللجنة قبل اختتام المهرجان وتوزيع الجوائز.

ولم يكتف أنزور بالانسحاب، بل عقد مؤتمراً صحافياً بعد انتهاء المهرجان، شكك فيه بـ «مصداقية ونزاهة رئيس اللجنة» معترضاً على طريقة تعامله مع أعضائها، وعلى النتائج. واللافت أن رئيس المهرجان محمد الأحمد الذي عقد، بدوره، مؤتمراً صحافياً أعلن خلاله عن ملامح الدورة المقبلة للمهرجان، رأى أن أنزور «كان على حق» حين انسحب من اللجنة، مستدركاً أن لجان تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان «كانت مع هذا أقوى لجنة في تاريخ مهرجان دمشق السينمائي نظراً للسمعة الطيبة والخبرة السينمائية لأعضائها».

دراما بوليسية

الفيلم الجزائري الفائز يتناول محطات دراماتيكية في تاريخ الجزائر عندما كانت مستعمرة فرنسية، ويسرد بوشارب ضمن قالب بوليسي، مليء بالعنف، كيفية نشوء جبهة التحرير الوطني الجزائري في فرنسا ونزعتها الراديكالية في القضاء على مناهضيها، وظهور حركة فرنسية موازية سميت بـ «اليد الحمراء» بغرض تصفية الجبهة الوليدة. وإذا استثنيا هذا الفيلم، الذي نال «جائزة أفضل فيلم عربي» كذلك، باعتباره مشغول بجهد واضح ووفق سيناريو معقد، فإن المؤكد أن الفيلم الإيراني «آسف على الإزعاج» لمحسن عبد الوهاب، الذي حاز فضية المهرجان، لم يكن يستحق هذا اللقب، فهو بعيد عن تلك الأجواء السينمائية المرهفة التي منحت السينما الإيرانية مجدها، وشهرتها العالمية الواسعة. إنه أقرب إلى حلقة تلفزيونية تسرد ثلاث حكايات عادية من طهران، وباستثناء تلك الومضات الذكية في الحوار الذي كان يدور بين شخصياته القليلة، فانه لا ميزة أخرى للفيلم الذي لا يحيلنا مطلقاً إلى تحف مجيد مجيدي وكياروستامي ومخملباف وغيرهم.

أما الفيلم السوري «مطر أيلول» لعبد اللطيف عبد الحميد، الذي قطف برونزية المهرجان، فجاء أشبه بمرثية سينمائية حزينة لحكايات حب في منتهى الشفافية تنمو بين الجوارح، بينما تترصدها الأقدار الأليمة التي تغلق باب الأمل أمام أية نهاية سعيدة. فيلم قائم على المفارقات المحببة، واللوحات الكوميدية الطريفة التي باتت ملمحاً رئيساًَ لسينما عبد الحميد الذي يوظف، هنا، وعلى نحو موفق؛ مؤثر تلك الأغاني التي استقرت في ثنايا الوجدان وصاغت ذاكرة جيل ينتمي إليه المخرج الذي بدا غير راض عن البرونزية، إذ كان يتطلع إلى أكثر من ذلك، غير أن أنزور استكثر حتى هذه الجائزة عليه، فقد رأى بان هذا الفيلم لم يكن يستحق جائزة إزاء وجود أفلام أفضل، برأيه، مثل الاسباني «الزنزانة 211»، والفرنسي «أميرة مونتبنسييه»، والألماني «مصففة الشعر» الذي استحق جائزة أفضل ممثلة لجابرييلا ماريا شميد عن دورها في الفيلم، أما جائزة أفضل ممثل فذهبت إلى جورج بيستيرينو عن دوره في الفيلم الروماني «إذا أردت أن أصفّر، فسأفعل».

ولم تخرج تركيا (ضيف الشرف) من المهرجان من دون جائزة، إذ ذهبت جائزة مصطفى العقاد للإخراج إلى الفيلم التركي «كوزموس» للمخرج ريها ايردم، بينما ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة إلى الفيلم الإيطالي «حياتنا» للمخرج دانييل لوشيتي، في حين حظي فيلم «حراس الصمت» لسمير ذكرى بتنويه خاص من لجنة الفيلم العربي التي أشادت بمسألة الاقتباس السينمائي من الرواية الجادة. ومن بين نحو 90 فيلماً مشاركاً في مسابقة الأفلام القصيرة، فاز الفيلم البلجيكي «الأرجوحة» لكريستوف هيرمانز بالذهبية، ونال السلوفاكي «حجارة» لكاترينا كيريكيسوفا بالجائزة الفضية، أما الفيلم التونسي «موجة» لمحمد عطية فقد فاز ببرونزية الفيلم القصير.

«مولد مصر بلا حمّص»

الملاحظ أن مصر التي شاركت بفيلم روائي طويل هو «الوتر» لمجدي الهواري، ونحو عشرة أفلام قصيرة خرجت خالية الوفاض، فضلاً عن أن تظاهرة «بانوراما السينما المصرية» التي دأب المهرجان على تنظيمها خلال الدورات السابقة غابت في هذه الدورة، وتقلص عدد الضيوف المصريين من نحو 80 نجماً إلى ما يقرب من عشرين نجماً فقط، الأمر الذي أثار تساؤلات عبر عنها الأحمد عندما لمح إلى أن الحضور المصري الكبير، في دورات سابقة، أثار انتقادات مثلما أن الحضور القليل، كما في هذه الدورة، فعل الأمر ذاته.

في غضون ذلك، وكما جرت العادة، فان آراء النقاد تراوحت بين السخط والرضا، فقد سمعت أحدهم يقول: «لو لم يعرض المهرجان سوى فيلم «جميل» لأليخاندرو ايناريتو لكفاه ذلك تميزاً». هذه المبالغة يمكن دعمها بحقيقة تقول إن تظاهرة البرنامج الرسمي عرضت أفضل الإنتاجات السينمائية العالمية التي نالت جوائز في كان وبرلين وأوسكار أفضل فيلم أجنبي، إلى جانب تظاهرات لمخرجين كبار شكلوا علامات مضيئة في تاريخ الفن السابع. لكن في المقابل ستسمع انتقادات تتمحور حول مقاطعة بعض السينمائيين السوريين للمهرجان، وستسمع كذلك أن المهرجان راح يفقد هويته التي تمثلت في شعار دورات سابقة «من أجل سينما متقدمة متحررة»، إذ كان الاهتمام ينصب، آنذاك، على سينما آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية فحسب، فضلاً عن تفاصيل صغيرة تتعلق بانسحاب هذا الفنان أو ذاك من حفل الافتتاح أو الختام لعدم عثوره على كرسي في الصفوف الأمامية، وكذلك عن مشادة كلامية جرت بين ذكرى وبعض الصحافيين إثر عرض فيلمه «حراس الصمت»، وغير ذلك من الهنات التي تصاحب أي مهرجان. مع ذلك يظل «دمشق السينمائي» نافذة واسعة الطيف يطل من خلالها محبو الفن السابع على أفلام تتعذر مشاهدتها من دون هذه المناسبة. أكثر من ذلك، فإن الطقس السينمائي الحار، والديناميكي، الذي يخلقه مهرجان دمشق، غريب ومثير للتساؤل، فلو عرض أي فيلم من أفلام التظاهرات في صالات دمشق في أي وقت آخر لما وجدت ربع العدد الذي يتهافت على صالات السينما أثناء المهرجان، وهو ما دفع السيناريست خالد خليفة إلى القول: «لو كان الأمر بيدي لأطلت فترة المهرجان إلى أربعة أسابيع بدلاً من أسبوع واحد»!!

الحياة اللندنية في

19/11/2010

# # # #

نجدة أنزور يعلن أن الفيلم السوري لا يستحق الجائزة

نزاعات تحكيمة في أروقة مهرجان دمشق السينمائي الثامن عشر

دمشق - من جوني عبو 

شن عضو في لجنة تحكيم داخل مهرجان دمشق السينمائي الثامن عشر هجوما لاذعا على "سوية التحكيم في المهرجان"، كاشفا عن وجود انحياز لمنح فيلم سوري إحدى الجوائز الرئيسية من غير استحقاق. وقال المخرج السوري نجدة إسماعيل أنزور عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة في مهرجان دمشق السينمائي الثامن عشر لـ"النهار" إن "الفيلم السوري الفائز بالبرونزية لا يستحق أي جائزة في هذا المهرجان لوجود أفلام أفضل منه وأكثر أهمية".

وحاز فيلم "مطر أيلول" للمخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد برونزية المسابقة الرسمية للمهرجان الذي اختتم السبت الماضي بعد لغط أثاره انسحاب أنزور والمخرجة المصرية ساندرا نشأت في وقت سابق اعتراضا على مستوى التحكيم واستبداد رئيس اللجنة المخرج الروسي فلاديمير مينشوف.

وأكد أنزور لـ"النهار" أن على إدارة مهرجان دمشق السينمائي "إعادة النظر في طريقة اختيارها أعضاء لجان التحكيم".

واعتبر المخرج السوري المعروف، ان ما حصل بمثابة "جرس إنذار لتلافي الأخطاء الحاصلة مستقبلا".

واتهم أنزور رئيس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة في مهرجان دمشق السينمائي المخرج الروسي فلاديمير مينشوف بأنه يفتقر الى "الحرفية" والموضوعية". وقال أنزور الذي يحضر لإخراج مسلسل عن سيرة حياة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، إن مينشوف رفض منذ اليوم الأول مجرد إكمال مشاهدة الفيلم السوري الثاني "حراس الصمت"، حيث خرج من منتصف العرض الخاص به. وعلق على هذا التصرف بالقول "لا أعتقد أن عاقلا يسمّي نفسه رئيس لجنة تحكيم، يطلق مباشرة حكما على الأفلام من دون حتى أن يكمل مشاهدتها".

وكشف المخرج السوري المعروف بمسلسلاته الدرامية المثيرة للجدل أن "مينشوف قام بطرد مدير مهرجان دمشق السينمائي محمد الأحمد من قاعة التحكيم عندما حاول الأخير بناء على طلب محكمين آخرين، شرح ماهية "جائزة لجنة التحكيم"، قبل أن يعمد مينشوف بعد ذلك مباشرة إلى منح الفيلم السوري "مطر أيلول" الجائزة البرونزية "بدون أي نقاش أو تفسير أو تقديم مبررات"، على حد تعبير أنزور.

وأكد أنزور في مؤتمر صحافي عقده لهذه الغاية أنه كان لدى رئيس لجنة التحكيم الروسي ميل واضح لمنح جائزة كبيرة "لفيلم سوري بعينه إرضاء لإدارة المهرجان والجهات المنظمة له"، رابطا بين الجائزة والعلاقة الشخصية بين مينشوف والمخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد، باعتبار أن عبد اللطيف كان درس الإخراج في روسيا، معتبرا ذلك في مكان آخر "اعتداء على الفن السوري"، مضيفا أنه من غير المقبول "أن يعطى السوريون جوائز لا يستحقونها".

وتهكم على تصرفات رئيس اللجنة بالقول إنه "نسي أن أيام الاتحاد السوفياتي قد ولت"، وإنه "لم يعد لجهاز الاستخبارات الروسي سابقا (كي جي بي) وجود اليوم"، نافيا في الوقت عينه أن تكون هناك أي دوافع شخصية وراء رأيه بفيلم "مطر أيلول" أو ضد مخرجه، واضعا موقفه في خانة الحرص على "سمعة المهرجان" و"السينما السورية ككل".

من جهة اخرى نأى المخرج أنزور بالفيلمين الجزائري والإيراني، "الخارجون عن القانون" لرشيد بوشارب، و"يرجى عدم الإزعاج" لمحسن عبد الوهاب، اللذين نالا ذهبية وفضية في مهرجان دمشق السينمائي على التوالي، عن الخلافات التي كانت دائرة في اروقة تحكيم المهرجان، قائلا إن كلا الفيلمين نالا إجماع أعضاء لجنة التحكيم على أحقيتهما بالجائزتين.

وضمّت لجنة تحكيم الأفلام الطويلة إلى جانب رئيسها الروسي فلاديمير مينشوف، والعضوين المنسحبين المصرية ساندرا نشأت ونجدة أنزور، كلا من الفرنسيين نيكول غويمي، وجاك فيسكي، والرومانية آنا ماريا مارينكا، والألمانية هيلما ساندرز برامز، والإيطالية آنا بونايوتو، واللبنانية ورد الخال، والتركي كيريم إيان، والتونسية مفيدة التلاتلي، والجزائري محمد بن قطاف، والسوري محمود عبد الواحد.

وضم مهرجان دمشق السينمائي لهذه السنة عددا من التظاهرات السينمائية وعروضاً خاصة لأفلام مخرجين معروفين من بينهم المخرج البولوني رومان بولانسكي، والمخرج الفرنسي إيريك رومير، والمخرج الأميركي أورسون ويلز، إضافة إلى كل من المخرجين البريطاني ريدلي سكوت، والأميركي ديفيد لينش، ناهيك بأفلام المخرج البوسني أمير كوستوريكا.

النهار اللبنانية في

19/11/2010

# # # #

 

موفق قات: رائد الأفلام التشكيلية السورية فى «الوصية الحادية عشرة»

بقلم   سمير فريد

كانت الترجمة العربية الأولى لأفلام «الأنيماشان» هى أفلام الرسوم المتحركة، ولأن التحريك لا يقتصر على الرسوم فقط، وإنما يشمل أيضاً تحريك الدمى وتحريك أى شىء، فقد أصبحت تترجم أفلام التحريك. وطوال عقود، كنت مثل غيرى أستخدم كلمة التحريك، ولكن على مضض، فهى كلمة ثقيلة ولا معنى لها فى الحقيقة. وفى منتصف هذا العام، فكرت فى وصف هذه الأفلام باللغة العربية بدلاً من ترجمة الكلمة اللاتينية أثناء كتابة بحث عن السينما العربية، ورأيت أن الأفضل أن تسمى الأفلام التشكيلية، لأن مخرجيها لابد وأن يكونوا بالضرورة من الفنانين التشكيليين.

وفى مهرجان دمشق السينمائى الدولى الثامن عشر الذى اختتم أعماله الأسبوع الماضى، وجدت تطبيقاً عملياً يؤكد صحة ما انتهيت إليه، فقد شهد المهرجان معرضاً باسم «مفرقعات» للفنان التشكيلى السورى موفق قات، من ٣٠ لوحة، فى إحدى قاعات الفندق الذى أقام فيه الضيوف، وكان المعرض الذى يُعد من أحداث المهرجان المهمة تعبيراً عن شخصيات فيلمه التشكيلى الجديد «الوصية الحادية عشرة»، الذى عرض فى مسابقة الأفلام القصيرة. إنه ليس معرضاً عن رسوم الفيلم، ولكنه لوحات زيتية رسمها الفنان أثناء إخراج الفيلم على نحو موازٍ، وهكذا يتقاطع التشكيلى مع السينمائى ويندمجان فى آنٍ.

موفق قات رائد الأفلام التشكيلية السورية، ومن كبار مبدعى هذه الأفلام على الصعيدين العربى والعالمى، فقد أخرج أول فيلم سورى قصير من هذا الفن بعنوان «حكاية مسمارية» عام ١٩٩١، وفيلمه الجديد خامس فيلم تشكيلى من إخراجه، يعرض فى مسابقة الأفلام القصيرة فى مهرجان دمشق، وقد كان الفيلم جديراً بالفوز بإحدى جوائز هذه المسابقة إن لم يكن بالجائزة الذهبية.

والوصية الحادية عشرة المقصودة هى دعوة الإنسان للاهتمام بالبيئة والدفاع عن الطبيعة، وكما قال الفنان فى النشرة اليومية المتميزة التى أصدرها المهرجان، إن البشرية اليوم فى حاجة إلى «تسونامى» أخلاقى لكى تبقى، ولا تغرق فى طوفان جديد.

وفى حواره بالنشرة (من دون توقيع مع الأسف) قال موفق قات الذى قام بتصميم ديكورات وأزياء العديد من الأفلام السورية الروائية الطويلة، إنه يعمل الآن على أول فيلم تشكيلى طويل من إخراجه وموضوعه ملحمة «جلجامش»، وكانت سوريا قد شهدت إنتاج أول فيلم عربى طويل من هذا الفن بعنوان «خيط الحياة»، إخراج رزام حجازى عام ٢٠٠٥.

تصحيح واجب

كان ما عرفته من محمد الأحمد، مدير مهرجان دمشق، قبل مغادرتى العاصمة السورية أن نجدة أنزور ألغى المؤتمر الصحفى الذى كان قد أعلن عنه كما أشرت فى «صوت وصورة» أمس.

ولكن الزميل الناقد السورى المرموق إبراهيم حاج عبدى نشر أمس الأول فى ملحق السينما الأسبوعى بجريدة «الحياة» العربية التى تصدر فى لندن، وهو أهم ملحق للسينما فى الصحافة العربية ويشرف عليه الناقد اللبنانى الكبير إبراهيم العريس ما يلى:

«لم يكتف أنزور بالانسحاب، بل عقد مؤتمراً صحفياً بعد انتهاء المهرجان، شكك فيه فى (مصداقية ونزاهة رئيس اللجنة)، معترضاً على طريقة تعامله مع أعضائها، وعلى النتائج واللافت أن محمد الأحمد الذى عقد بدوره مؤتمراً صحفياً أعلن خلاله عن ملامح الدورة المقبلة للمهرجان، رأى أن أنزور (كان على حق) حين انسحب من اللجنة، مستدركاً أن لجان التحكيم كانت مع هذا الأقوى فى تاريخ المهرجان».

المصري اليوم في

21/11/2010

# # # #

لماذا لم يوقع نجدة أنزور وساندرا على بيان لجنة تحكيم جوائز دمشق؟

بقلم   سمير فريد

فى واقعة غير مسبوقة فى تاريخ مهرجان دمشق، أعلن محمد الأحمد، مدير المهرجان، عند إذاعة جوائز الدورة الثامنة عشرة يوم السبت الماضى أن لجنة التحكيم المكونة من ١٢ عضواً اجتمعت لإقرار الجوائز، وبعد المناقشة والتصويت وقّع على بيان الجوائز رئيس اللجنة و٩ أعضاء وامتنع اثنان عن التوقيع.

أثناء عبورى بهو الفندق الذى يقيم فيه ضيوف المهرجان وأعضاء لجنة التحكيم مساء الجمعة التقيت المخرج السورى الكبير نجدة أنزور، وهو صديق قديم منذ أخرج أول أفلامه «حكاية شرقية» عام ١٩٩٠، وكان عضواً فى لجنة التحكيم، وليس من عاداتى سؤال مدير أى مهرجان أو أى عضو فى لجنة تحكيم عن الجوائز قبل إعلانها رسمياً، ولكن نجدة قال لى إنه رفض التوقيع على بيان الجوائز، كما رفضت المخرجة المصرية ساندرا نشأت التوقيع أيضاً، وإنهما سوف يعقدان مؤتمراً صحفياً صباح الأحد بعد إعلان الجوائز مساء السبت للإعلان عن رفضهما التوقيع، وأسباب ذلك الرفض.

وقال نجدة إن رئيس اللجنة المخرج الروسى، فلاديمير مينشوف، من عصر الاتحاد السوفيتى الذى ولىّ، وأراد بإصرار ديكتاتورى أن تكون الجوائز سياسية للبلد المضيف والبلاد المؤازرة له، وجغرافية لأكبر عدد ممكن من البلاد، وكان له ما أراد، وقال نجدة إنه رشح الفيلم المصرى «الوتر» لجائزة الإخراج لمجدى الهوارى، أو جائزة التمثيل لغادة عادل، ولكن مينشوف لم يقبل مجرد المناقشة، ولهذا انسحبت ورفضت التوقيع.

وبحثت عن ساندرا التى أعتز بأننى قمت بالتدريس لها فى قسم الدراسات العليا بمعهد السينما، وسألتها عما حدث، فكررت ما قاله نجدة عن مينشوف، وقالت إنه وصل إلى حد أن قال لها أثناء المناقشات «اسكتى»، فلم ترد على إهانته بمثلها لأن والدها علمها احترام من يكبرها فى العمر، واكتفت بالاحتجاج وغادرت الاجتماع ورفضت التوقيع.

وسألت محمد الأحمد، فقال إن إدارة المهرجان لا تتدخل فى أعمال لجان التحكيم على أى نحو، وإنه ليس مع نجدة وساندرا فى رفض التوقيع، لأن عليهما احترام الأغلبية، ولكنه سوف يعلن امتناعهما عن التوقيع فى حفل الختام، وعندما علم كلاهما منه أنه سوف يعلن موقفهما مساء السبت لم يجدا ما يبرر عقد مؤتمر صحفى صباح الأحد، وهكذا تم عبور الأزمة، ولم تؤثر على نجاح المهرجان، ولكنها تؤكد ضرورة أن تنص اللوائح على عدم جواز رفض توقيع أى عضو على بيان الجوائز، وضرورة الالتزام بما تتفق عليه الأغلبية.

المصري اليوم في

20/11/2010

# # # #

افتتح دورته ال18 بالعسل التركي:

مهرجان دمشق السينمائي يصنع نجاحه في 3  شهور فقط

رسالة دمشق  هشام لاشين 

لم يكن من المتوقع أن تظهر الدورة الثامنة عشرة لمهرجان دمشق السينمائي الدولي للنور هذاالعام .. فقبل ثلاثة أشهر فقط كان هناك اتجاه من وزارة الثقافة السورية التي تولي رئاستها د.رياض عصمت بدلا من الدكتور رياض نعسان أغا إلي إلغاء الدورة تقليصا للنفقات وضيق الوقت قبل عيد الأضحي مباشرة.

لكن الوزير السابق جلس مع الوزير الحالي  ومعه رئيس المهرجان ونجح في إقناع الأخير بأهمية استمرار المهرجان الذي صار سنويا بعد أن كان كل عامين في الماضي بالتبادل مع قرطاج السينمائي في تونس وقامت وزارة المالية برفع ميزانية الإنتاج السينمائي من 45 مليون ليرة إلي 135 مليونا.. ورغم ضيق الوقت إلا أن رئيس المهرجان الناقد المثقف وعاشق السينما محمد الأحمد نجح في التحرك سريعا وترتيب أقسام المهرجان ودعوة الضيوف.  فقد رفعت ستارة المهرجان لتفتتح أول أفلامه البالغة 222 فيلماً روائياً طويلاً و93 فيلماً قصيراً بالفيلم التركي "عسل" الحائز علي جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي الدولي 2010 ويرسم الفيلم صورة الطفل يوسف الذي يكشف له والده المزارع مربي النحل أسرار الطبيعة. حفل الافتتاح أقيم في صالة الأوبرا بدار الأسد للثقافة والفنون بدمشق وبحضور راعي المهرجان الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة الذي تولي منذ عدة أشهر خلفا للدكتور رياض نعسان أغا وهو بالمناسبة مبدع مسرحي وفنان حقيقي.

كان الوفد المصري كبيرا كالعادة أيضا.. كانت هناك ماجدة الصباحي ونبيلة عبيد التي جاءت في اليوم الأخير.. وكان هناك منال سلامة وأمل رزق والمنتجون عادل حسني وصفوت غطاس وإسماعيل كتكت وسميةالخشاب ونقاد وصحفيون.. وكان هناك غادة عادل ومجدي الهواري ومصطفي شعبان بصحبة فيلمهم (الوتر) وقد جاءت فرقة شعبية سورية علي باب فندق الشام لتحتفل بالفيلم وبمصر وسط غناء ورقص متواصل وسط جمهور الشارع العريض.. وهو مايتكرر  مع الأفلام المصرية كل عام حتي وإن خرجت هذا العام خالية الوفاض من أي جائزة.. ربما لأن الوتر ليس فيلم مهرجانات بالمرة فهو فيلم بوليسي محكم الصنع لكنه ليس من نوعية الأفلام التي تصلح للمهرجانات.. ولذلك كان غريبا غضب الوفد المصري ومحاولة الضغط تجاهلا لأعراف أي مهرجان دولي.. وقد وجد محمد الأحمد نفسه أمام هذه الضغوط إلا أنه احترم في النهاية لجنةالتحكيم ولم يسع للتدخل وهو مادفع غادة عادل ومجدي الهواري لتقرير السفر ليلة الختام وبصحبتهما (ساندرا نشأت) إحدي عضوات لجنة التحكيم..

وقد حاولت ساندرا أن تنفي أن دفاعها عن الفيلم المصري ورفض رئيس اللجنة الموافقة علي منحه جائزة هو السبب في انسحابها مع المخرج السوري نجدت أنزور.. ولكن لم يفسر أي منهما لماذا تأخر هذا الانسحاب حتي اليوم الأخير.. والقصة ببساطة أنه عندما علم صناع الفيلم أنه خرج خالي الوفاض من الجوائز حتي حزموا حقائبهم وطلبوا المغادرة ليلة الختام وهنا قام أحد المنتجين المصريين المرافقين بالاتصال بمدير المهرجان لإبلاغه ووجد الرجل نفسه في حرج شديد واضطر لإبلاغهم بأن هناك فرصة أمام الفيلم في جوائز المسابقة العربية مازالت ممكنة.. ولكن حتي هذه المسابقة منحت الجوائز لأفلام أخري أكثر أهمية.. وكانت النتيجة أن استأنف صناع الفيلم ومعهم ساندرا نشأت عضو لجنة التحكيم المنسحبة الرحيل علي الطائرة المغادرة في نفس ليلة الختام.. وقد سألت ساندرا عما إذا كان الفيلم المصري هو سبب انسحابها فنفت ذلك بشكل قاطع وقالت إن سبب انسحابها هي والمخرج السوري نجدت أنزور انفراد رئيس لجنة التحكيم الروسي بالقرار وعدم استكمال مشاهدة بعض الأفلام وهو مايخالف الأعراف المهرجانية.. فكيف يمكن الحكم علي فيلم سينمائي قبل انتهائه.. واعتبرت ساندرا أن تصرفات رئيس اللجنة كانت بالفعل مستفزة وهو مادعاها للانسحاب مع المخرج السوري نجدت أنزور الذي عقد مؤتمرا صحفيا في صباح اليوم التالي ليكشف فيه سبب انسحابه وكرر تقريبا نفس كلمات ساندرا نشأت.. إذن لم يكن عدم حصول الفيلم المصري علي جائزة هو بالفعل سبب هذا التصرف من عضوي لجنة التحكيم.. كما لايمكن أن يكون مسوغا للطعن في مهرجان والعكس هو الصحيح فالمهرجان الذي يرضخ للابتزاز أفضل له أن يغلق أبوابه.. وفيلم الوتر كما قلنا هو محكم الصنع ولكنه بوليسي عادي في النهاية.. ومن المؤكد أن الأفلام الفائزة كانت تستحق عن جدارة ماحصلت عليه وعلي رأسها الفيلم الجزائري الخارجون عن القانون للمخرج رشيد بوشارب الحائز علي الجائزة الذهبية.وأفضل فيلم عربي.

أما الجائزة الفضية فنالها  الفيلم الإيراني "يرجي عدم الإزعاج" للمخرج محسن عبد الوهاب.

وذهبت البرونزية إلي الفيلم السوري "مطر أيلول" للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد.

ونال الفيلم السوري "حراس الصمت" للمخرج سمير ذكري تنويه لجنة التحكيم .

آخر ساعة المصرية في

23/11/2010

# # # #

«مطر أيلول» و«حرّاس الصمت» في مسابقة «مهرجان دمشق السينمائي الـ18»

الحكايا البسيطة والرقص المتعثر

راشد عيسى 

يُقدّم «مطر أيلول» لعبد اللطيف عبد الحميد، الفائز بـ«الجائزة البرونزية» في الدورة الأخيرة لـ«مهرجان دمشق السينمائي» نفسه بحبكة مكــشوفة، لا تعقيد فيها ولا أسرار، إذ يقوم على عنصرين محببين لدى الجمهور. فبدلاً من قصة حب واحدة، جاء بحفنة من قصص الحب، حيث الكل عالق فيه، إلى جانب مناخ كوميدي نهل من قصص حب أقرب إلى الفانتازيا منها إلى الواقع. يحكي الفيلم قصة أب أرمل (أيمن زيدان)، واقع في الحب هو وجميع أبنائه، أربعة منهم موسيقيون، وهؤلاء كانوا ذريعة لعنصر محبّب آخر، إذ ظلوا يعزفون طوال الفيلم أجمل أغنيات الحب والطرب. إنها نوع من الموسيقى التصويرية، التي وجدت مسوِّغاً لها لتدخل في نسيج الحكاية. فهم عاشقون أيضاً، يتصرّفون على نحو كاريكاتوري. إنهم خاطبون أربع فتيات شقيقات، يزورونهن في الوقت نفسه، مرتدين الثياب نفســها، حامليــن الهدايا والوعود نفسها.

احتفال يومي

يفرد الفيلم لأحد الأبناء (حازم زيدان) حكاية أخرى، حيث يذهب يومياً ليغسل سيارة الحبيبة صعبة المنال، بطريقة طقسية، مزيناً إياها بالورود ورغوة الصابون. يصبح المشهد فرجة واحتفالاً يومياً لأهل الحي، الذين يطلّون من شرفاتهم كما لو كانوا يشجّعون فريقهم الأحب. وفريقهم هنا يقف في مواجهة مستحيلة مع غريم أُجبرت عليه حبيبته. هذه التي تؤدّيها لواء يازجي لن نشاهدها سوى في إطلالات صامتة، مع لمسة يد حنونة للعاشق الأسطوري. خاتمة الحكاية ستكون حين تلقي عليه لمرة واحدة وأخيرة كلمة «بحبّك»، لنسمع بعد لحظات صوت ارتطام سيارتها، ثم موتها. قصة أخرى يؤدّيها يامن الحجلي، الذي لن نراه سوى راكض في شوارع دمشق ليصل إلى شباك الحبيبة (ميسون أسعد). لا يرجوان شيئاً سوى نظرات من خلف الشرفة، كما لو أنهما روميو وجولييت أبديان. لكن، في المرة الأخيرة، يأتي ليجد الشرفة مســدودة بجــدار إسمنتي. صورة الشاب الراكض في الشــوارع لاهثاً، وملامحه التي تكبر سريعاً في المشهد الأخير بعــد إحــباط ويأس، يذكر بوضوح بفيلم «فورست غامب» والبطل الراكض أبداً، والذي «ينفّس» فجأة مع إحساس باللا جدوى.

ليست هذه الاستعارة الوحيدة التي يقترضها «مطر أيلول» من أعمال أخرى. فالأب (زيدان) يستعير على هامش قصة حبه لشغّالة تعمل في منزله، قصة «موت موظّف» لتشيخوف. لقد ضرب رئيس لجنة حكومية وراح يتعقّبه ليعتذر منه كلما وأينما رآه. أما الحكاية المتن لدى الأب، فهي ذلك الحب والمواعيد التي تُعقد وسط الأشجار في سيارة الأب العتيقة. وحين تشتهي حبيبته مطراً، يصنع لها مطراً على طريقة الأفلام، وسرعان ما ينقلب مشهد «الرومانس» إلى كوميديا، حين نكتشف، نحن والحبيبة، أن صهريج الماء، صانع المطر، قد نفد. دور الحبيبة لعبته هنا سمر سامي، وحضورها، خصوصاً ذلك المقطع الذي غنّته بصوتها «افرح يا قلبي لك نصيب»، كان بحق هدية الفيلم.

قصص الحب في الفيلم تصطدم كلها بجدران صلدة، من دون بحث في أسباب أو خلفيات. فالفيلم لا يهتم بذلك، حيث الأشياء كلّها بدت أقرب إلى رموز وإشارات، أبرزها تلك اللجنة الكوميدية والفانتازية المؤلّفة من أشخاص يرتدون لباساً موحّداً، يعدّون الأشجار ويقيسون الطرقات والناس، كناية عن مختلف أنواع السلطة التي تمرّ في يوميات الناس، وفي مناماتهم أيضاً. وما يلفت الانتباه، أن كل قصص الحب شديدة العذرية. فحتى القبلة في حال وجودها تكون أخوية تقتصر على الخد. قد يكون مردّ ذلك إلى أن الفيلم منتج خصيصاً بتلفزيون «قناة أوربت». وربما كان عليه أن يراعي جمهوراً أوسع من جمهور السينما. أما حضور عازف البزق السوري الراحل محمد عبد الكريم في بداية الفيلم، فلا شك في أن لا مكان له، ولم يستطع المخرج الذي أراد فيلمه تحية لأمير البزق أن يدخل الشخصية في نسيج الفيلم. ربما كان يكفي استعادة الأغاني المبثوثة هنا وهناك على مدار الفيلم.

لكن كل ذلك لم يمنع أن يمر الفيلم بسلاسة على قلوب المتفرّجين (أو لنقل بعضهم)، فبدا مهضوماً وخفيف الظل، برز فيه أداء أيمن زيدان وقاسم ملحو ويامن الحجلي، وإطلالة جميلة لميسون أسعد. لكن، علينا أن نعترف أن الفيلم بسيط بتركيــبته، وبحــكايات لا تنطوي على جديد، وبالتالي لن يتمكن الفيلم من الصمود لمهرجانات أخرى.

فرص مهدورة

«حراس الصمت»، فيلم المخرج السوري سمير ذكرى، كان الممثل الوحيد لإنتاج «المؤسسة العامة للسينما». لا نعتقد أن أحداً انتظر أفضل مما جاء، نظراً إلى مجموعة من الأفلام الكارثية السابقة للمخرج المتقاعد وظيفياً، الذي لا يريد أن يفسح لجيل كامل من السينمائيين الشباب. الفيلم مأخوذ عن رواية الأديبة غادة السمان «الرواية المستحيلة: فسيفساء دمشقية»، التي يُعتقد أنها العمل الذي يضمّ، مواربة، شيئاً من سيرة المبدعة السورية المغتربة. وهو يستعيد حكايات مبعثرة وردت أساساً في تلك الرواية، ويقترب فيها من أجواء المسرحة، حيث الشخصيات تتحوّل إلى رواة يتوجّهون مباشرة إلى الجمهور، في قصص تتوالد وتروي ما كان يجري في محيط البطلة، التي تُصرّ على احتراف الكتابة، في موازاة محاولات لاكتشاف حقيقة مقتل أمها، التي ستكشف لها الأيام أن الجهل والتقليد الأعمى هما من قتلها. ساعتان ونصف الساعة، أراد المخرج كاتب السيناريو بنفسه، أن يروي خلالها حزمة من الحكايات، وكان ممكناً اختيار مسار واحد منها. لكن المشكلة ليست هنا فحسب. فقد اجتمعت قصص مفكّكة، ومسرحة في غير مكانها، مع اختيار ولا أسوأ لممثلين، معظمهم يخوض تجربته الأولى في فيلم سينمائي، وقد جاء ذلك نظراً لرفض نجوم موثوقين العمل مع سمير ذكرى. على سبيل المثال، انظروا هذا المشهد الذي تحكي فيه البطلة للجمهور مباشرة أنها كم تمنت لو كان هذا الرجل الذي خلفها هو من تزوّج أمها. نظرنا فوجدنا رجلاً هشّاً بلا كاريزما، يؤدّيه ممثل هو الآخر بلا حول ولا قوة. ذلك لا يلغي أن في الفيلم بعض محاولات طامحة، كمشهد رقص لفتيات في قاعة الليونة يتدرّبن على الرقص، وفي الوقت نفسه يدرن حديثاً في السياسة يكشف مروحة التيارات والأحزاب السياسية السائدة في خمسينيات دمشق. فبدلاً من حوار على الطاولة، جرى الحوار رقصاً، لكن ما ينقــص المشــهد الرشاقة والخفة والسرعة التي تتطلّبها حيوية الرقص.

لا بدّ من القول أخيراً إن على «المؤسّسة العامة للسينما» التروي قليلاً في منح الفرص لمن لم يثبت نفسه في فرص سابقة. لا بد من النظر إلى جيل شاب توّاق إلى السينما.

)دمشق(

السفير اللبنانية في

23/11/2010

# # # #

 

أنزور وساندرا ينسحبان من لجنة تحكيم «مهرجان دمشق» وسط تساؤل .. هل ستظل مناقشات لجان التحكيم سرية ؟

القاهرة: طارق الشناوي

بمرونة وذكاء استطاع الناقد محمد الأحمد، مدير «مهرجان دمشق السينمائي الدولي» أن يعبر أزمة انسحاب عضوين من لجنة التحكيم قبل ساعات قليلة من إعلان النتائج، حيث إنه لم يغفل ليلة الختام وهو على خشبة مسرح الأوبرا السورية من إعلان تلك الحقيقة التي تم تناقلها في أروقة وكواليس المهرجان عندما أكد كل من نجدت أنزور المخرج السوري، وساندرا نشأت المخرجة المصرية، انسحابهما، ورفضا التوقيع على البيان الختامي للجنة التحكيم، بينما باقي الأعضاء البالغ عددهم تسعة قد وقعوا على النتيجة! لم يكتف العضوان المنسحبان باتخاذ موقف، ولكن خرج نجدت في مؤتمر صحافي في صباح اليوم التالي لإعلان النتائج مؤكدا أسباب اعتذاره التي تلخصت في ديكتاتورية المخرج الروسي رئيس اللجنة، فلاديمير ميتشوف، واتهمه بأنه حاول فرض آرائه من البداية وأوقف المناقشات بحجة أنه ينبغي أن يمنح جائزة لسينما البلد المضيف، سورية، وأن باقي الجوائز يجب أن تعبر عن التوجه السياسي لسورية، أي تمنح أيضا للدول الصديقة، يقصد التي لها صداقة مع سورية! في العادة فإن مناقشات أعضاء اللجنة لها سريتها، ولا يمكن الإفصاح عن التفاصيل ولا عما جرى، من الذي انحاز لهذا الفيلم أو ذاك ومن الذي وافق على قرارات اللجنة.. إنها مناقشات سرية ولكن كثيرا من لجان التحكيم تسربت نتائجها والبعض لم يكتف بالتسريب، بل حرص على إعلان مواقفه المبدئية رغم أنه ينبغي أن تظل المناقشات والمداولات سرية بعيدة عن التداول الإعلامي، وهذه القاعدة لا تمس، فلا ينبغي مثلا أن يعرف الناس من الذي انحاز إلى هذا الفيلم ومن الذي رفضه، خصوصا أن هناك قدرا كبيرا من الحساسية كثيرا ما يعلن عن نفسه، وأيضا كثيرا ما تتدخل العوامل السياسية في الاختيارات.

على الرغم من أنه - تاريخيا - لا يمكن فصل السياسة عن الفن، وأن المهرجانات الفنية انطلقت وهي تحمل من البداية مواقف سياسية، مثلا فإن موسوليني الطاغية الإيطالي هو الذي أطلق مهرجان البندقية فينيسيا في ذروة المواجهة بين «دول المحور» و«دول الحلفاء».. كان المهرجان يعبر بالتأكيد عن موقف سياسي، وتتابعت بعد ذلك المهرجانات الكبرى، منها مثلا مهرجان كان في فرنسا يعبر عن موقف الحلفاء كرد فعل لفينيسيا.. كثير من الاختيارات الفنية تحمل توجها سياسيا.. «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» الذي انطلق عام 1976 باعتباره أول مهرجان رسمي في الشرق الأوسط كانت الدولة المصرية لديها معلومات أن إسرائيل تريد أن تحظى بإقامة أول مهرجان يتبع الاتحاد الدولي للمنتجين، أي أنه له مظلة دولية رسمية، وعلى الفور تدخلت السلطة السياسية في مصر وقتها - الرئيس السادات - على مشروع تقدم به الكاتب الراحل كمال الملاخ باعتباره رئيسا لجمعية كتاب ونقاد السينما المصريين، وانطلق المهرجان، ولهذا حرصت الدولة وقتها على أن يفتتح تلك الدورة ممدوح سالم، رئيس مجلس الوزراء الأسبق. المعروف أن أعرق مهرجان عربي هو «قرطاج» الذي انطلقت دورته الأولى عام 1966، أي قبل مهرجان القاهرة بعشرة أعوام، وهو له أيضا توجه جغرافي يعبر عن موقف سياسي، حيث إن مسابقته الرسمية قاصرة على الدول العربية والأفريقية، وهذه هي المساحة الجغرافية التي تعبر عنها اختياراته ولكن «مهرجان قرطاج» ليس تابعا للاتحاد الدولي للمنتجين، وهو بالطبع أحد المهرجانات التي لها مصداقية وقيمة دولية وعربية وأفريقية، ولكنه لا يتبع الاتحاد العالمي للمنتجين الذي يلتزم بقواعد ويضم تحت مظلته أكبر المهرجانات مثل «كان»، و«برلين»، و«فينيسيا»، و«سان سباستيان».. أيضا «مهرجان دمشق» الذي انطلق عام 1979، بعد مهرجان القاهرة بثلاثة أعوام، كان لديه شعار يحرص عليه حتى مطلع التسعينات، وهو «سينما من أجل التحرر والتقدم»، وكانت حدود الاختيارات السينمائية تنطلق فقط جغرافيا من آسيا وأفريقيا ودول أميركا اللاتينية وتستطيع أن ترى الموقف السوري السياسي هنا يؤثر على توجه المهرجان.. بعد ذلك يصبح شعار المهرجان في مطلع الألفية الثالثة «دمشق تحتضن العالم»، وذلك بعد أن صار هذا هو الأقرب إلى التوجه السياسي السوري الذي فتح الباب أمام كل الأفلام السينمائية من أغلب دول العالم في أوروبا وأميركا، لأنه قبل ذلك كان يعرض فقط أفلام ما كان يعرف حتى عام 1991 بأوروبا الشرقية، قبل أن ينتهي هذا التقسيم الجغرافي! السياسة دائما تلعب دورها في الثقافة، ولكن تظل لجان التحكيم بمنأى عن أي صفقة سياسية، هذا هو الذي يمنح المهرجان مصداقيته.. بالطبع نحن لا نعرف ما الذي جرى تحديدا في لجنة التحكيم بـ«مهرجان دمشق» ولكن إعلان عضوي اللجنة نجدت وساندرا كان كافيا لتوضيح توجهات رئيس اللجنة، التي حاولت أن تمنح الجوائز بإرادة سياسية، على الرغم من أن ساندرا مثلا أعلنت أنها متحمسة للفيلم الجزائري «خارج عن القانون» الحاصل على الجائزة الكبرى في المهرجان، وهو أيضا الحاصل على جائزة أفضل فيلم من لجنة تحكيم الأفلام العربية في دمشق، ولا أتصور أن لجنة التحكيم استشعرت مثلا أن العلاقات الجزائرية - السورية على خير ما يرام فتمنحه الجائزة، ولكن الفيلم يستحق بالتأكيد الجائزتين وسبق عرضه في مهرجان «كان» في دورته الأخيرة، رغم مظاهرات الغضب، خصوصا من اليمين الفرنسي، ضد الفيلم، كما أنه عرض في افتتاح «مهرجان الدوحة» قبل أيام قليلة من «مهرجان دمشق».. كذلك فإن منح لجنة التحكيم جائزة لهذا الفيلم لا يعني موقفا سياسيا.

الفيلم السوري «مطر أيلول» حصل على البرونزية والمخرج عبد اللطيف عبد الحميد صرح في أكثر من مطبوعة بأنه كان يستحق أكثر من ذلك، رغم أن نجدت أنزور، المخرج السوري، قال إنه لا يستحق! نعود إلى السؤال هل من حق عضو اللجنة أن يصرح بكواليس ما دار؟ وهل إذا لم تتوافق آراؤه مع أعضاء اللجنة ينسحب؟! إجابة السؤال الثاني هي بالتأكيد لا.. أنا بالطبع لم أحضر فعاليات هذه الدورة من «مهرجان دمشق»، ولكني أتحدث عن منطق الأمور ما صرح به العضوان المنسحبان أن رئيس اللجنة لم يسمح لهما بعرض وجهة نظرهما فهما لم يعترضا على النتيجة، ولكن على أسلوب النقاش، وبالتأكيد لو أن النتائج طرحت للتصويت وانحاز أغلب الأعضاء إلى رأي رئيس اللجنة فليس من حق العضوين المعترضين الانسحاب ويبقى جزءا غامضا في تلك الحكاية، كيف قبل الأعضاء الآخرون ديكتاتورية رئيس اللجنة المخرج الروسي ولم يعترضوا على هذا الأسلوب، إذا صح أنه كان بالفعل يرتدي ثوب الديكتاتورية.. لا أتصور أننا سنحصل على إجابات قاطعة لأنني على يقين بأن باقي الأعضاء سوف يلزمون الصمت، ولن يعلنوا هل خضعوا لرئيس اللجنة، أم أن هذه كانت هي قناعاتهم، وتلك كانت قراراتهم؟!

الشرق الأوسط في

25/11/2010

# # # #

ساندرا نشأت: انسحبتُ من لجنة تحكيم مهرجان دمشق لأن رئيسها «الروسى» عشوائى ومتحيز وديكتاتور فى إدارته للحوار

علا الشافعى وجمال عبدالناصر 

خصت المخرجة ساندرا نشأت «اليوم السابع» بتفاصيل كواليس انسحابها من لجنة تحكيم مهرجان دمشق السينمائى بسبب تحيز المخرج الروسى فلاديمير مينشوف، رئيس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة.

وأكدت ساندرا أنها منذ البداية وافقت على المشاركة فى لجنة تحكيم المهرجان بعد علمها بأن رئيس لجنة التحكيم هو المخرج العالمى والموسيقى الشهير أمير كوستاريكا الذى أخرج فيلم «أندر جراوند» لكنها فوجئت بعد توجهها لسوريا بأن رئيس لجنة التحكيم منذ البداية هو المخرج الروسى فلاديمير مينشوف الذى أدار لجنة التحكيم منذ البداية على حد قولها بشكل عشوائى جداً، ولم يمتلك القدرة على الإدارة، بالإضافة لطريقته الديكتاتورية فى إدارة أى حوار، وحاول مجاملة السوريين بإصراره على منح جائزة للفيلم السورى «مطر أيلول».

وأضافت ساندرا: هذا الأمر دفعنى للامتناع عن توقيع بيان جوائز المهرجان احتجاجا على أسلوب المخرج الذى حاول فرض رأيه، وشاركنى فى موقفى المخرج نجدت أنذور.

وأوضحت ساندرا: المسألة ليست فى فكرة التحيز فقط، ولكن هذا المخرج لا يصلح أساساً أن يكون رئيساً للجنة تحكيم، فهو لا يجيد السيطرة على الأعضاء المشاركين فى لجنة التحكيم الذين فضل بعضهم الصمت.

الغضب من المخرج الروسى امتد إلى المخرج السورى نجدت أنذور الذى قال: «كان لابد من وقفة مع هذا المخرج لأنى شعرت بأن هناك شيئا من القمع من قبله، وأنه يرفض الحديث والحوار، وكان يبدو أن لديه أجندة مسبقة للجوائز، ولذلك انسحبت بكل أدب واحترام».

ويبدو أن المخرج الروسى أصر بشدة على منح الجائزة إكراماً للبلد المضيف صاحب المهرجان، والذى بالتأكيد أكرمه واستقبله بحفاوة شديدة متغاضيا عن المعايير الفنية التى يجب أن تكون هى الفيصل، وليس المجاملات، ورغم اعتراض عدد من أعضاء اللجنة التسعة ومن بينهم المخرج السورى نجدت أنذور الذى كان يجد أن الفيلم لا يستحق، ونفس الحال بالنسبة للمخرجة المصرية ساندرا نشأت التى وجدت نفسها فى موقف لا تحسد عليه، نظراً لحالة الصمت التى انتابت باقى أعضاء اللجنة، رغم كل ذلك كانت عجرفة المخرج الروسى وتعنته كفيلين بأن يقوم المعترضون بإصدار بيان ضد ممارسة رئيس لجنة التحكيم غير المفهومة، ولم تكتف ساندرا ونجدت بذلك بل أعلنا انسحابهما من عضوية اللجنة، ورغم كل هذه التطورات وتجاوزات رئيس اللجنة فإن رئيس المهرجان لم يتدخل وترك الأمر برمته لمزاج رئيس لجنة التحكيم، وهو ما أدى إلى تفاقم الأمور، وجاء المشهد الأخير للمهرجان غير مرض لأحد على الإطلاق، ويبدو أن رئيس اللجنة يتولى مهمته للمرة الأولى لأنه معروف ضمنياً أن كل المهرجانات تشهد حالة من المواءمات فى توزيع الجوائز، وهذا لا يخفى على أحد، حتى المهرجانات الكبرى أحياناً ما تتحكم السياسية وعلاقات دول ببعضها البعض فى الشكل النهائى الذى تخرج عليه الجوائز، وتتوقف المسألة على حرفية رئيس لجنة التحكيم فى إدارة هذه المسألة، ودائماً ما يكون هناك حد أدنى من المعايير الفنية.

فهل الأمور فى دورة مهرجان دمشق المنصرمة خرجت من سيطرة رئيس اللجنة، أم يعود إصراره على منح الفيلم السورى جائزة لأن هناك من أفهمهه وأملى عليه أن هذه هى عادة المهرجانات العربية وأن كل شىء فيها يخضع لأهواء منظميها وأن عليه أن يكون كريما لأقصى درجة مع إنتاجات البلد المضيف؟ للأسف، هذا ما باتت تشهده مهرجاناتنا العربية، ولكن يبدو أن مهرجان دمشق السينمائى الدولى بات يشهد الكثير من هذه الأزمات، ولن ينسى أحد منا ما حدث مع الفيلم المصرى «خلطة فوزية» فى العام قبل الماضى عندما تردد أن رئيس لجنة تحكيم الأفلام العربية فى وقتها الفنان دريد لحام رفض منح الفيلم جائزة، ووقتها حدثت مشادات وتردد أن هناك موقفا من الفن المصرى والسينما المصرية، ورغم نفى النجم الكبير دريد لحام هذا الكلام أو اتخاذه مثل هذا الموقف، فإنه لا يستطيع أحد أن ينكر حجم الكوارث التى تشهدها بعض المهرجانات العربية فى إملاء النتائج لأفلام وإنتاج بعينه، والمدهش أننا دائما ما نتساءل عن تراجع الفن وقيمة الفنون عندنا، ويبدو أن الإجابة تتلخص فى مقولة السيد أحمد عبدالجواد: «بضاعة أتلفها الهوى»، لتصبح «مهرجانات أتلفها الهوى».

اليوم السابع المصرية في

25/11/2010

# # # #

مهرجان دمشق السينمائي الـ18..

الخارجون عن القانون يخطفون الجوائز

فراس الشاروط/ دمشق/ خاص بالمدى 

في عام 1956 شهدت سوريا أول دورة لمهرجان دمشق السينمائي، وامتد على مدار أسبوعين شاركت فيه اكثر من (13) دولة في فعاليات السينما المختلفة . وبأعلان جوائزه الرسمية الموزعة على مسابقات فقراته الأساسية ،يكون مهرجان دمشق السينمائي قد أختتم هذا العام فعاليات دورته الثامنة عشرة في حفل كبير على قاعة دار الاوبرا ،

كما شهد أيضا عرضا لشريط (العم بونمي الذي بوسعه تذكر حيواته السابقة) للمخرج (أبيشابتونغ ويراسيثاكول) أحد أعمدة السينما التايلندية الجديدة والحائز على جائزة مهرجان كان السينمائي عام  2010.

عدت دورة مهرجان دمشق هذه من أفضل دورات المهرجان على مدار سنواته والتي حاول القائمون عليه تكريس الهوية الثقافية لدمشق العريقة كواحدة من الدول التي تحاول النهوض إجتماعياً وفنياً ( وأن المهرجان أصبح جزءا من الهوية الثقافية لمدينة دمشق وملمحا من ملامحها المميزة وعيدا سنويا ينتظر قدومه عشاق الفن السابع) كما صرح السيد مدير المهرجان محمد الأحمد... وشهدت الدورة حضورا لافتا لسينمائيين من مختلف دول العالم بمشاركة (24) فيلما طويلا في المسابقة الرسمية حمل توقيع بريطانيا ورومانيا وألمانيا والبوسنة وتركيا والصين وروسيا واليابان وايطاليا وسلوفينيا والدنمارك وبلجيكا وإيران وفرنسا واسبانيا وفنزويلا.

أما مسابقة الافلام العربية فهي من الجزائر (الخارج عن القانون) تونس (آخر ديسمبر) المغرب (المسجد) مصر(الوتر) لبنان (كل يوم عيد) الامارات (ثوب الشمس) سوريا (حراس الصمت ) و(مطر ايلول).

فيما تضمنت المسابقة الرسمية للافلام القصيرة (98) فيلما من بينها عشرة أفلام سورية ،وكرم المهرجان كلاً من الفنانة ماجدة وحسن يوسف والمنتج طارق بن عمار والمخرج السوري مامون البني والممثل سلوم حداد والاعلامي الكويتي محمد السنعوسي.

تظاهرات المهرجان

ضم مهرجان دمشق هذا العام الكثير من التظاهرات التي اقيمت على هامش فعاليات المسابقة الرسمية مثل :تظاهرة (البرنامج الرسمي) والذي ضم الأفلام الفائزة بجوائز عالمية كالأوسكار وكان وفالنسيا وبرلين وهي فرصة كبيرة لعشاق السينما للاطلاع على المنجز العالمي وأهمية هذه الأفلام لمن لم يتسن له مشاهدتها.

وهنالك ايضا تظاهرة سوق الفيلم الدولي وتظاهرة درر السينما الثمينة وهي اعادة لافلام كلاسيكية عريقة وخالدة.

وتظاهرة للمخرجين (رومان بولانسكي) البولندي و (أمير كوستريكا) الصربي و(أريك رومير) الفرنسي والبريطاني (ريدلي سكوت) و(ديفيد لينش) الأمريكي والممثل والمخرج أورسون ويلز بعرض مجموعة كبيرة لافلام كل منهم.

فيما كانت هنالك تظاهرة خاصة للممثل العملاق مارلون براندو وأخرى للممثلة ساندرابولوك، وتظاهرة للسينما التركية وأخرى للسينما الدنماركية.

وخرجت سوريا من المهرجان بلا حمص سوى جائزة برونزية للفيلم الروائي (مطر أيلول) للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد ، فيما حصدت الجزائر اهم جوائز المهرجان جائزة أفضل فيلم وجائزة افضل فيلم عربي لـ(الخارج عن القانون) للمخرج رشيد بو شارب،وحصل الممثل الروماني جورج بيستيرينو على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم (أذا اردت أن اصفر فسأفعل) وحصلت الممثلة الألمانية غابريلا ماريا شميد على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم الكوميدي مصففة الشعر للمخرجة دوريس دوري.

وذهبت جائزة (مصطفى العقاد) للإخراج للمخرج التركي (ريها أيردم) عن أخراجه فيلم (كوزموس) فيما كانت جائزة لجنة التحكيم الخاصة من نصيب الفيلم الايطالي (حياتنا) للمخرج دانييل لوشيتي.

وحصلت ايران على الجائزة الفضية لأفضل فيلم عن الفيلم (يرجى عدم الإزعاج) فيما كانت البرونزية من نصيب سوريا والذهبية للجزائر.

وتوزعت جوائز الأفلام القصيرة على النحو التالي:

الجائزة البرونزية لتونس عند فيلم (موجة) ،والفضية لسلوفيكيا عن فيلم (الحجارة) والذهبية من نصيب بلجيكا عن فيلم (الأرجوحة).

المدى العراقية في

25/11/2010

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)