كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

إلهام شاهين:

حاربت في قرطاج حتي يحصل «ميكرفون» علي «التانيت الذهبي»

كتب سهير عبد الحميد

أيام قرطاج السينمائية

الدورة الثالثة والعشرون

   
 
 
 
 

شاركت الفنانة إلهام شاهين مؤخرًا في عضوية لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان قرطاج الذي شهد تواجدًا بارزًا للسينما المصرية وعبرت إلهام شاهين عن سعادتها بالمشاركة في هذا المهرجان، خاصة بعد فوز فيلم «ميكرفون» بجائزة التانيت الذهبي كذلك فوز آسر ياسين بجائزة أحسن ممثل.. إلهام قالت إنها بذلت مجهودا شاقا داخل لجنة التحكيم حتي يفوز الفيلم المصري بهذه الجائزة.

وعن تجربتها في قرطاج وعرض فيلميها «خلطة فوزية» و«واحد صفر» في سوق المهرجان وأعمالها المقبلة تتحدث إلهام شاهين في هذا الحوار:

·         شارك من قبل في لجان تحكيم العديد من المهرجانات الدولية، فما الفرق بين هذه المشاركات ومشاركتك في مهرجان قرطاج؟

- الفرق هنا كبير فهذه أول مرة أشارك كعضو لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة للمهرجان وقد سعدت جدا بالاستقبال الحافل للسينما المصرية والفنانين المصريين.. كما سعدت بنظرة أعضاء لجنة التحكيم لي ولفيلمي «خلطة فوزية» و«واحد صفر»، بالرغم من عدم مشاركتهما في المسابقة الرسمية للمهرجان، إلا أن أعضاء لجنة التحكيم ذهبوا لمشاهدة الفيلمين اللذين عرضا في سوق المهرجان إعجابا بي كفنانة مصرية وحتي يتعرفوا أكثر علي الشخصية التي يتعاملون معها، خاصة أن أعضاء اللجنة معظمهم فنانون أجانب.

·     واجه فيلم «ميكرفون» صعوبة داخل لجنة التحكيم حتي يحصل علي جائزة التأنيت الذهبي.. حدثينا عن الكواليس داخل لجنة التحكيم؟

- الصعوبة كانت في رئيس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة فهو عميد معهد السينما بفرنسا ويقوم بتدريس السينما في جامعتي نيويورك وبرلين وهذا جعل نظرته الفنية للأفلام مختلفة لذلك بذلت مجهودا شاقا داخل اللجنة حتي يفوز «ميكرفون» بالجائزة الذهبية، حيث كان رئيس اللجنة غير موافق إلي أن اقتنع برأيي ويحصل الفيلم علي الجائزة لتكون المرة الأولي التي تحصل فيها مصر علي جائزة التانيت الذهبي في عمر مهرجان قرطاج الذي تعدي 60 عاما وهذا إن دل علي شيء يدل علي أن السينما المصرية بخير.

·         ما سبب حرصك علي المشاركة في المهرجانات الدولية؟

- علي المستوي الشخصي أنا أسافر كثيرا، لكني فنيا أحرص علي تواجد اسم مصر في أي مهرجان بشكل مشرف، لذلك شاركت في عامين في 43 مهرجانا دوليا والذي أسعدني خلال هذه المهرجانات هو حصول فيلم «واحد صفر» علي 49 جائزة كان آخرها في مهرجان كازان بروسيا كذلك حصول «خلطة فوزية» علي 17 جائزة وهذا لم يحدث من قبل سواء في مصر أو في العالم كله.

·         معظم الأفلام السينمائية التي شاركت فيها مؤخرًا تحمل توقيعًا نسائيا.. هل هذا تحيز لجنسك؟

- فعلا أنا متحيزة للمرأة المصرية وأعتبرها الأقدر في التعبير عن مشاعر بنات جنسها واحتياجاتهن أكثر من الرجل والأمثلة علي ذلك نجاح اعمال مثل «قصة الأمس» «خلطة فوزية» و«واحد صفر» سواء جماهيريا أو علي مستوي المهرجانات لذلك الذين يقولون اني نصيرة المرأة المصرية لم يكذبوا فإذا لم أنصر أبناء جنسي فمن أنصر وأنا أعلم جيدًا أن الرجال لن يعجبهم هذا الكلام.

·         قيل إن فيلمي «خلطة فوزية» «وواحد صفر» يروجان لثقافة العشوائيات ويقدمان صورة مشوهة للواقع المصري، ما تعليقك؟

- ارفض هذا الكلام وأرفض من يحاول أن ينال من نجاحي أنا وفريق عمل الفيلمين اللذين نجاحا علي المستوي الجماهيري والفني أما مسألة العشوائيات فهي جزء من مجتمعنا ولابد ألا نخفي عيوبنا وإنما نحاول اصلاحها.

·         ما سبب تأخير البدء في فيلمي «يوم للستات»، «حكايات الحب»؟

- أنا السبب في تأخير ظهور هذه الأفلام للنور وذلك لانشغالي بالمشاركة في عدد كبير من المهرجانات فبالنسبة لفيلم يوم للستات سوف يتأخر لحين انتهاء المخرجة كاملة أبو ذكري من تصوير مسلسل «ذات» أما فيلم «حكايات الحب» فالمؤلفة شهيرة سلام تقوم الآن بإجراء التعديلات التي طلبتها الرقابة علي السيناريو وبعد الانتهاء سوف تبدأ التحضير فورًا.

·         فيلم «حكايات الحب» يناقش تفاصيل دقيقة بالدين المسيحي، ألم تخافي من هذا؟

- الموضوع سبق وتناولناه في فيلم »واحد صفر« ولم يكن شائكًا كما تظنين وبالنسبة لفيلم «حكايات الحب» فهو دعوة للحب والسلام ولا يوجد شيء فيه يقلقنا ولكن سوف نحافظ أكثر في كلام الحوار الذي يأتي علي لسان البطلة.

·         وماذا عن قضية معالي الوزيرة؟

- هو عمل سياسي يتناول حياة البرلمان والوزراء والمعاناة التي يتعرض لها الشخصيات العامة وتحاول أن تقرب الرأي العام من حياتهم الخاصة التي يفهمها البعض بشكل خاطئ ونحن الآن في انتظار المخرجة انعام محمد علي حتي تنتهي من مشرفة وهناك احتمال ألا يلحق بالعرض الرمضاني.

·         وهل صحيح أنك اعتذرت عن مسلسل «شجرة الدر»؟

- هذا غير صحيح لكن الموضوع أن يسري الجندي لم يكتب سوي 7 حلقات من المسلسل ونحن في انتظار أن ينتهي من الكتابة حتي نبدأ التحضير خاصة أن هذا عمل تاريخي ويحتاج لمجهود كبير حتي يخرج بشكل لائق.

·         ما رأيك في الأعمال التاريخية المصرية التي قدمها السوريون في رمضان الماضي وبالتحديد مسلسل «كليوباترا»؟

- بالنسبة لكليوباترا فأنا لم اتابع العمل لأني كنت مشغولة بتصوير مسلسل «مازلت آنسة» حتي 25 رمضان لكن بصفة عامة لست ضد التجربة، فأنا مع تقديم الشخصيات التاريخية أكثر من مرة وبأكثر من شكل وكل شخص يجتهد ليخرج أفضل ما عنده.

·         وهل هناك شخصية تاريخية تحلمين بتقديمها بخلاف «شجرة الدر»؟

- كنت أحلم بتقديم شخصية الملكة «حتشبسوت» وقد اشتغلنا أنا والراحل يوسف شاهين علي الشخصية وبذلنا مجهودًا كببرًا فيها لكنه انشغل بأعمال أخري وتم تأجيلها أكثر من مرة بسبب التمويل إلي أن توقف نهائيا بعد وفاة يوسف شاهين.

روز اليوسف اليومية في

09/11/2010

# # # #

آسر ياسين: أهدي جائزتي لداود عبد السيد والمشاركة في المهرجانات خطوة للعالمية

كتب ايه رفعت 

بعد حصوله علي جائزة أفضل ممثل في الدورة المنتهية لتوها لمهرجان «قرطاج» السينمائي الدولي» عن دوره في فيلم «رسائل البحر» يشعر الفنان بأنه يسير علي طريق مستقيم لن يتراجع عنه.. وبالرغم من أن هذا الفيلم هو أول مشاركة لياسين مع المخرج داود عبد السيد، إلا أنه نجح في جذب الأنظار إلي موهبته في المهرجانات الدولية.. وبعد فترة كبيرة من الغياب قرر آسر ياسين تحدي نفسه بتقديم الأدوار الكوميدية من خلال قيامه ببطولة الفيلم الكوميدي «بيبو وبشير».

·         في البداية كيف تلقيت خبر فوزك بجائزة أفضل ممثل عن دورك في فيلم رسائل البحر؟

- تلقيته بفرحة كبيرة، أنا فخور بهذه الجائزة لأنها أول جائزة لي أحصدها من مهرجان دولي عريق مثل «قرطاج» هذه الجائزة لأستاذ ومخرج الفيلم داود عبد السيد لأنني لولاه ما كنت شاركت في بطولة فيلم «رسائل البحر» ولا كنت سأحصل علي الجائزة.

·         وكيف كان شعورك وأنت لم تحضر المهرجان لتسلم الجائزة؟

- أشعر بالندم الكبير علي عدم تمكني من حضور المهرجان وتسلمي الجائزة بنفسي، وذلك لارتباطي بتصوير فيلمي الجديد وكنت قد حضرت العديد من المهرجانات الدولية التي شارك بها فيلم «رسائل البحر» من قبل كان آخرها مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي.

·         وماذا عن مشاركتك في بطولة فيلم «بيبو وبشير».

ـــ منذ عشرة أشهر عرض علي كريم فهمي المولف سيناريو الفيلم وتحمست كثيراً لفكرته.. وكنت أدرس أكثر من عمل مع المخرجة مريم أبو عوف، وقتها فقمت بعرض هذا السيناريو عليها، بعدها قمنا بالاتفاق مع شركة نيو سنشري للإنتاج الفني ومن ثم وافقوا علي إنتاج الفيلم، هذا بالإضافة لأن الفيلم يعد أول تجربة كوميدية أقدمها في السينما فهي ليست كوميديا ساخرة ولكنه عبارة عن كوميديا جيدة ومحترمة وموظفة، فالفيلم يسرد التغيرات التي طرأت علي مجتمعنا.

·         هل قررت تغيير نوعية الأدوار التي تقوم بها بخوض أول تجربة كوميدية من خلال هذا الفيلم؟

- أنا أهتم بنوعية الدور بقدر اهتمامي بالفيلم نفسه، فالأفلام التي قدمتها سابقاً كانت مهمة و«بيبو وبشير» من الأفلام الكوميدية المهمة جداً.. فنحن لا نريد تقديم فيلم كوميدي ساذج غير أن بيبو وبشير يحمل مراحل كثيرة للشخصية التي تحمل الطابع الكوميدي والرومانسي معاً، من خلال شخصية شاب مصري من أصل أفريقي.

·     أعلم أنك وافقت علي القيام ببطولة فيلم «المسطول والقنبلة» للمخرج محمد خان بعدما اعتذر عنه أكثر من فنان، مثلما حدث في فيلم «رسائل البحر» ما تعليقك؟

- الموضوع ليس له علاقة بمن عرض عليه الدور قبلي ومن قام برفضه أنا اهتم فقط بالدور الذي أقدمه فأنا لا أحسبها بهذه الطريقة بل أري أن المخرج رشحني له وعلي أن أقبل أو أرفض وفيلم مثل «المسطول والقنبلة» يكفيني فيه العمل مع مخرج كبير مثل محمد خان كما أنه مأخوذ عن رواية للراحل نجيب محفوظ.

·         هل انتهيت من مشاهدك في فيلم «أسوار القمر»؟

- لا لم ينته التصوير بعد.. فكان آخر موعد للتصوير قبل شهر رمضان الماضي بأسابيع.. ومن يومها توقف الفيلم ولا أعلم عنه شيئاً والفيلم يتبقي له أسبوعان وينتهي التصوير.

·         وما صحة عدم حصولك علي أجرك بالكامل في الفيلم؟

- ليس صحيحاً.. فلقد تم التعاقد منذ البداية مع شركة الإخوة المتحدين المنتجة للفيلم علي أن (الأجر يكون حسب سير العمل) وبعدما توقف التصوير حصلت علي جميع حقوقي المالية نسبة للمشاهد التي صورتها.

·         هل تأكدت مشاركة فيلم «رسائل البحر» بمسابقة الأوسكار؟

- لم يتم التأكيد علي اختيار لجنة الأوسكار للفيلم في المسابقة أم لا، ولكني أتمني مشاركته بشدة.

·         هل تهتم بمشاركة أفلامك بالمهرجانات؟

- أكيد يجب أن أهتم بمشاركة فيلمي في المهرجانات الدولية بشكل خاص، لأن الذهاب للمهرجانات يشكل خبرة أخري لدي، فأنا أتعرف علي أشخاص وأفكار جديدة.. غير أن الفيلم سيعرض لجماهير أخري وبالتالي أحصل علي شهرة أوسع بالإضافة إلي أن المهرجانات هي أسهل طريق للوصول إلي العالمية.

·         هل معني ذلك أنك لا تهتم بالنجاح الجماهيري بشكل كبير؟

- لا بالعكس والدليل علي ذلك أني اشتركت في فيلم «بيبو وبشير» كنوع من التحدي في شأن النجاح الجماهيري، ولكن أعتقد أن فيلم «رسائل البحر» استطاع أن يبطل نظرية أن أفلام المهرجانات لا تنجح جماهيرياً.. لأنه حقق نجاحاً كبيرًا علي المستوي الفني والتجاري.

·         ولماذا لم تشارك في بطولة مسلسل درامي مثل باقي الفنانين الشباب؟

- المسألة بالنسبة لي ليست المشاركة للحصول علي كام مليون وخلاص، ولكني أبحث عن المسلسل الذي يحمل فكرة أو مضموناً جيداً ويجذبني لخوض التجربة.. فلقد تم عرض أكثر من عمل درامي للمشاركة بسباق شهر رمضان الماضي.. وتم عرضهم بالفعل علي شاشة التليفزيون ولكني كنت مشغولاً وقتها بتصوير «أسوار القمر» ولم أتحمس لأي منهم.

روز اليوسف اليومية في

07/11/2010

# # # #

التانيت الذهبي مصري في مهرجان قرطاج

قرطاج ـ أسامة عبدالفتاح

بعد غياب طويل‏,‏ عادت مصر لتفوز بالتانيت الذهبي لمهرجان أيام قرطاج السينمائية‏,‏ الذي منح الجائزة الكبري لدورته الثالثة والعشرين مساء الأحد الماضي لفيلم ميكروفون‏‏.‏

إخراج أحمد عبد الله‏,‏ بطولة خالد أبو النجا ومنة شلبي ويسرا اللوزي‏,‏ وهو يدور حول عالم فرق موسيقي الأندرجراوند في الإسكندرية ،كما حصل الفنان آسر ياسين علي جائزة أفضل ممثل عن فيلم رسائل البحر‏,‏ للمخرج الكبير داود عبد السيد‏,‏ وفاز المخرج الشاب محمد حماد بجائزة منظمة المرأة العربية عن فيلمه القصير أحمر باهت‏.‏

وذهب التانيت الفضي إلي الفيلم الجزائري رحلة إلي الجزائر للمخرج عبد الكريم بهلول‏,‏ والبرونزي للفيلم المغربي الجامع للمخرج داود أولاد سيد‏,‏ وجائزة أحسن ممثلة للنجمة دنيس نيومان عن الفيلم الجنوب إفريقي شيرلي آدامز‏,‏ الذي فاز بجائزة الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية‏(‏ فيبريسي‏).‏

وكان المهرجان اختتم بحفل بسيط الأحد الماضي بعد تسعة أيام من العروض والأنشطة المكثفة بدأت‏23‏ أكتوبر الماضي وجعلت هذه الدورة استثنائية بكل المقاييس‏..‏ وكانت البداية قرار الرئيس التونسي زين العابدين بن علي اعتبار‏2010‏ عام السينما‏,‏ كما حظيت هذه الدورة بمجموعة من البرامج الموازية التي تحتفل بفن السينما في العالم كله‏,‏ مثل قسم ملامح من السينما المكسيكية‏,‏ وقسم أضواء علي سينما جنوب أفريقيا‏,‏ وقسم متميز باسم سينما دول يوغسلافيا سابقا‏.‏وبالإضافة إلي المشاركة المصرية الكبيرة والوجود العربي الواضح والبعد الأفريقي الذي يحرص عليه المهرجان دائما‏,‏ شهدت هذه الدورة عرض مجموعة من تحف الفن السابع في العالم‏,‏ مثل فيلم وودي ألان الجديد ستقابل غريبا طويلا أسمر‏,‏ والعم بونمي الحائز علي سعفة كان الذهبية هذا العام‏,‏ ورجال وآلهة الفائز بجائزة لجنة التحكيم الكبري في كان أيضا‏.‏

الأهرام المصرية في

09/11/2010

# # # #

 

أيام قرطاج السينمائية..

هناك دائما من يحب الميكروفون

العرب أونلاين- رمضان سليم

ما الوجه الذي ستظهر عليه أيام قرطاج السينمائية بعد عقد من الزمان؟..هذا السؤال الذي جاء في مقدمة "دليل أيام قرطاج السينمائية" في دورتها الجديدة لعام 2010وهي الدورة التي تحمل الرقم "23".

إن كل المهتمين بالسينما يعلمون جيدا أن مهرجان قرطاج السينمائي يعدّ من أقدم المهرجانات السينمائية العربية، بل هو الأقدم فعليا، فقد انطلق عام 1966، وكانت له خصوصية متميزة وحقق خلال مسيرته نجاحات كبيرة، كان لها التأثير الكبيرعلى الإنتاج التونسي والعربي والإفريقي، وكان له التأثير الواضح على الجمهور التونسى محليا أيضا.

من حق الجميع أن يطرح السؤال. الى أين يمضي مهرجان قرطاج السينمائي؟

وما هي المتغيرات التي تفرض نفسها عليه؟ وهل وصل الأمر الى مناقشة المبادىء والمنطلقات التي كانت في بداية التأسيس؟

أظن أن هناك متغيّرات جديدة تفرض نفسها، وهذه الدورة رقم "23" تؤكد ذلك، ويبدو أن الدورة القادمة للأيام ستشهد منعطفا هاما، وهو أمر لابد من طرحه ومناقشته.

تميّزت الدورة الجديدة "2010" بجملة من الإضافات الجديدة، مع الاعتماد على أسس المهرجان التقليدية المعروفة، وأهمها فيلم "الصرخة" التشادي في الافتتاح.

أيضا هناك المسابقة الرسمية للأفلام الروائية، والمسابقة الرسمية للأفلام الروائية، والمسابقة الرسمية للأفلام القصيرة، ويلاحظ أن قسم أفلام الفيديو قد ألغي تماما، وتحوّلت المسابقة الى نوعين روائية قصيرة وروائية طويلة بصرف النظر عن كونها سينما أو فيديو، وللنوعين لجنة رسمية واحدة.هناك قسم جديد خاص بالأشرطة القصيرة التونسية لكنه مندمج مع قسم الأفلام الوثائقية الرسمية في برنامج واحد وله لجنة تحكيم واحدة.

كما يوجد قسم سينماءات من العالم وهو معروف ومعتاد ويحتوي على أفلام متنوعة من كل أنحاء العالم. وهناك قسم خاص بالأطفال وبه أفلام رسوم متحركة، ولكن الأفلام به قليلة جدا "ثلاثة أفلام فقط."

لابد لنا أن نشير أيضا الى أقسام المهرجان الأخرى، وهي متعددة ومنها مثلا "حصص خاصة" وقد عرضت به بعض الأفلام المهمة مثل" ميرال وفينوس السوداء"، ومن الأقسام المهمة "سينما وذاكرة" وفيه تمّ تكريم اسم الفنان الراحل محمود الجموسي وكذلك الفنان الراحل الهادي الجويني مع عرض فيلم "الباب السابع" الذي شارك الهادي الجويني فيه بنفسه.

في نفس القسم تم تكريم السينمائي الطاهر الشريعة مع عرض فيلم قصير جزئي وثائقي حول حياته ومجهوداته السينمائية.

من الأقسام التي ينبغى أن تذكر قسم اكتشافات وقسم "ملامح من السينما المكسيكية" وقسم نظرة قريبة على السينما في جنوب افريقيا وقسم أفلام من بلدان يوغسلافيا سابقا ـ البوسنة ومقدونيا وكرواتيا وصربيا وسلوفينيا.

من افريقيا تكريم الممثل الراحل"صوتيفى كوباتي"من بوركينا من خلال عرض أفلامه مثل "ماهابهارتا ـ الضباع ـ السنغال الصغيرة ـ نعر لندن".

هناك أيضا قسم خاص بتكريم المخرج الجزائري الفرنسي رشيد أبو شارب، وكذلك تكريم الممثلة الفلسطينية هيام عباس، حيث عرضت بعض أفلامها مثل "الستار الأحمر ـ الجنة الآن ـ امريكا ـ المر والرمان ـ كل يوم عيد".

ومن التكريمات نجد تكريما للمخرج اللبناني "غسان شلهب" ومن الأقسام المهمة "بانوراما السينما التونسية" وبه أفلام طويلة وقصيرة ووثائقية.

إذا عدنا الى لجنة التحكيم الرئيسية "المسابقة الرسمية" سوف نجدها تتكون من راؤول بيك من هاييت وقد اشتهر بفيلم "لوممبا" 2000 ،بالإضافة الى إخراجه لأفلام أخرى طويلة وقصيرة. أيضا هناك أنور إبراهيم من تونس وهو موسيقار وضع موسيقى تصويرية لأفلام كثيرة مثل "عصفور السطح" و"صمت القصور" و"بزناس" و"موسم الرجال" وغير ذلك من الأفلام.

من أفغانستان تم اختيار عتيق رحماني وهو كاتب ومخرج، ومن السنغال جوزيف راماكا وهو مخرج وكاتب سيناريو ومدير مهرجان. من مصر تم اختيار الممثلة الهام شاهين ومن سوريا الممثلة سلاف فواخرجي ومن فرنسا المخرجة والنتجة "ديان بارتييه".

لابد من الإشارة هنا بأن الممثلة السورية سلاف فواخرجي قد اعتذرت منذ اليوم الأول ولم يتم تعويضها بشخص آخر.

ومن الواضح أن الانتقادات التي وجهت لاختيار لجنة التحكيم كانت أقرب الى الصواب وخصوصا التركيز على النجوم وتكرار الأسماء، من المعروف أن سلاف فواخرجي كانت من ضمن أعضاء لجنة التحكيم في مهرجان أبو ظبي السينمائي وأن الممثلة الهام شاهين قد تكرر أسمها كثيرا في المهرجانات بلا مبرر لذلك.

الحضور النسائي يتكرر أيضا في لجنة مسابقة الأفلام الوثائقية ولقد حضر الممثل خالد أبو النجا من أبو ظبي مباشرة الى تونس أيضا.

هناك مسابقة أخرى موازية لكنها مهمة، خصصت بمناسبة انعقاد مؤتمر منظمة المرأة العربية وقد شكلت لجنة لهذه المسابقة يرأسها عبد الجليل خالد، رئيس المركز القومي للسينما في مصر وقد منحت اللجنة جائزتها الى فيلم قصير من مصر بعنوان"أحمر باهت" لمخرجه محمد حامد.

وفي نفس الإطار كرمت منظمة المرأة العربية في مؤتمرها المخرجة عطيات الابنودى من مصر مع تنظيم ندوة حول المرأة والسينما شارك فيها عدد من المتدخلين.

من فعاليات المهرجان، تنظيم ندوة حول النقد السينمائي بحضور اتحاد النقاد السينمائيين الدوليين "الفيربيسي" مع ندوة موازيه حول النقد السينمائي في البلدان العربية وذلك تحت إشراف جمعية النهوض بالنقد السينمائي فى تونس.

كما قلنا، فإن أفضل الأقسام كان يتمثل في بانوراما الأفلام القصيرة التونسية وكان الإقبال كبيرا على هذا القسم، كما أن العروض كانت جيدة من الناحية الفنية والثقافية، وقد شهد الجميع بأن الأفلام التونسية القصيرة قد تفوقت على الأفلام التونسية الطويلة.

كانت لأفلام المسابقة الرسمية "الطويلة" أهمية متميزة، لأنها نالت اهتماما واسعا صحفيا ونقديا، وخصوصا وأن المناقشات في دار الثقافة ابن خلدون بتونس العاصمة قد خصصت لهذه الأفلام، وفى جميع الأحوال لم يقع اهتمام واضح بمناقشتها وربما من الأفضل تغيير قاعة ابن خلدون والبحث عن بديل مناسب يغري النقاد والصحفيين بالحضور، لأن جل المشاركين لا يحضرون نقاشات الأفلام.

شاركت تونس في المسابقة الرسمية بثلاثة أفلام طويلة هي:" النخيل الجريح" لمخرجه عبد اللطيف بن عمار - والذي أحرز التانيت الذهبي- عن فيلم عزيزة في سنوات سابقة من المهرجان.

الفيلم الثاني" آخر ديسمبر" لمعز كمون والفيلم الثالث"سجل احتضار" للمخرجة عايدة بن علية. والأفلام الثلاثة تتسم عموما بالضعف، رغم أن الموضوع الذي تم اختياره في" النخيل الجريح" مهم نسبيا وبذلك لم يحصل أيّ فيلم على أية جائزة إلا جائزة لجنة تحكيم الأطفال وهي لجنة ليس هناك ما يبرر وجودها إلا إذا كان هناك قسم خاص للأطفال به مسابقة رسمية، وهذا ما لم يتوفر في مهرجان قرطاج الى حد الآن.

شاركت الجزائر بفيلم"رحلة الى الجزائر" لمخرجه عبد الكريم بهلول صاحب" شاي بالنعناع" والفيلم جيّد على مستوى السرد وتدفق الأحداث، ولكن أطروحته يثار حولها الكثير من الأسئلة، لأنه يتودد الى السلطة الرسمية ويبالغ في ذلك تحت شعار إنصاف المجاهدين، ولقد نال الفيلم جائزة التانيت الفضي وبالطبع هناك أفلام أفضل منه كثيرا.

من مصر هناك فيلم" رسائل البحر" لداوود عبد السيد وقد أغفلت لجنة التحكيم هذا الفيلم نهائيا، ربما لأن المخرج قد نال في السابق جوائز كثيرة، ورغم ذلك فقد فاز ممثله الأول آسر ياسين بالجائزة الأولى "تمثيل رجال"، وربما كان يستحق ذلك رغم أن هناك من هو أفضل منه، مثل الشخصية الرئيسية فى الفيلم المغربي الجامع.

الفيلم الثاني من مصر وهو"ميكرفون" للمخرج أحمد عبد الله والذي يعرض له فيلم آخر على هامش المسابقة تحت اسم "هيلوبوليس". الفيلم شبابي ومتميز يعتمد تقريبا على الارتجال وهو من الأفلام الحديثة في طريقة السرد والمعالجة ولقد نال الجائزة الذهبية، وبالطبع يستحق الفيلم الجائزة ولكن المسألة تخص لجنة التحكيم وحدها، لأن من الممكن أن يتحصل عليها فيلم آخر ولا أحد ينتبه الى فيلم" ميكرفون".

من المغرب جاء فيلم"الجامع" لمخرجه داوود أولاد السيد، صاحب الجوائز الكثيرة والفيلم من أفضل أفلام المهرجان ولكن لجنة التحكيم لم تمنحه إلا الجائزة الثالثة "التانيت البرونزي".

من لبنان كان فيلم"كل يوم هو عيد" لديمة الحر وهو فيلم جيد وقد منح تنويها من قبل لجنة التحكيم وكان من الممكن منحه جائزة لجنة التحكيم الخاصة، ولكن اللجنة لم تفعل ذلك، إذ إنها لم تتوسع في الجوائز وبدون مبرر.

من أهم أفلام المسابقة الروائية فيلم "سيرلي ادامز" من جنوب افريقيا، وهو فيلم يستحق أي جائزة بما في ذلك التأنيت الذهبي، ولكن تم استبعاده واكتفت لجنة التحكيم بمنحه ممثلة الأولى دونيز نيومان جائزة التمثيل الأولى ـ نساء، وهي تستحقها دون نقاش.

هناك جائزة جديدة تعتمد على الجمهور "جائزة الجمهور" وقد فاز بها الفيلم الجزائري"رحلة الى الجزائر"ويبدو أن الجمهور من نوعية معينة، يقترب من الانفعال المباشر وفي جميع الأحوال لا تكاد تعني الجائزة الكثير.

بالنسبة للأفلام التونسية القصيرة فازت تونس بالتانيت الذهبي وكان ذلك تعويضا واضحا، والفيلم التونسي الفائز جيد جدا وهو بعنوان"عيشة" "المسابقة المحلية" لوليد الطابع. وكذلك الأمر بالنسبة للفيلم الثاني"الجائزة الثانية" فهو من تونس لحميدة الباهي. أما جائزة الفيلم الوثائقي "الذهبية" فقد فاز بها فيلم من فلسطين وهو بعنوان"اربطني"لمي راشد.

هناك جائزة باسم اتصالات تونس وهي منحة لتكملة فيلم ماليا وفاز بها المخرج التونسي نضال شطا عن فيلم قيد الانجاز وهو" السراب الأخير".

كانت المشاركة الافريقية محتشمة، ففي مسابقة الأفلام القصيرة "الدولية" فازت كينيا بالجائزة الفضية عن فيلم "بومزي" لمخرجته وارنورى كاهيو وهو فيلم يعتمد على التقنية والتصوير والجمع بين القديم والجديد، بينما فاز فيلم"صابون نظيف" بالتانيت الذهبي لمالك عماره من تونس.

اما التانيت البرونزي فقد فازت به اثيوبيا عن الفيلم القصير"ليزر" للمخرج زلالم ولد مرايام.

ومن الأفلام الافريقية الجيدة نجد الفيلم الكيني"فتى الروح" ولكنه لم يفز بأية جائزة واحتوى برنامج مسابقة الأفلام الطويلة أيضا على فيلم متواضع وهو"ايماني" من أوغندا وهو فيلم فيديو وليس سينما، وكما أشرنا فقد جمعت أفلام السينما والفيديو في بوتقة واحدة.

بالنسبة إلى الجوائز الموازية- وهي خارج المسابقة وخارج اختصاص لجان التحكيم- يهمنا كثيرا أن نذكر بأن الفيلم القصير"فيديو" وهو باسم "شراكة" قد فاز بالجائزة الأولى والتي منحها اتحاد المخرجين فىي البلدان الإسلامية، وهذا الفيلم الذي أخرجه صلاح قويدر من ليبيا قد نال اهتماما جيدا واقترحت مشاركته في كثير من المهرجانات القادمة اما الجائزة الثانية في الإطار نفسه فقد فاز بها الفيلم التونسي القصير"هوس" للمخرج أمين شيبوب.

بالنسبة لجائزة اتحاد النقاد السينمائيين العالمي فقد تم منحها للفيلم الافريقي"شيرلي ادامز" من جنوب افريقيا. ومنحت غرفة منتجي الأفلام في تونس جائزتها الى الفيلم المغربي "الجامع".

هناك أيضا ورشة المشاريع والتي وزعت جوائزها المالية لسيناريوهات قيد التنفيذ وقد وزعت الجوائز المالية بين فلسطين وتونس والجزائر والمغرب وساحل العاج والسنغال.

بعض المعلقين أشاروا إلى أن هذه الدورة "23" من أيام قرطاج السينمائية قد استهدفت المصالحة مع مصر والتي لم تفز بأية جائزة ذهبية منذ اختيار يوسف شاهين وربما كان هذا الكلام صحيحا، وكل ذلك لا يمنع القول بأن هذه الدورة تعدّ من الدورات المتميزة المليئة بالأفلام والتنويعات وهي تكشف عن أن أيام قرطاج السينمائية قادمة على تغيرات جوهرية في السنوات القادمة.

العرب أنلاين في

11/11/2010

# # # #

ثقافات / سينما

ميكروفون يحقق فوزا تاريخيا بذهبية قرطاج من55 عملا سينمائيا

إيلاف / قرطاجة:  

نجح فيلم "ميكروفون" في انتزاع جائزة التانيت الذهبي – الجائزة الكبرى- لمهرجان قرطاج السينمائي الدولي في دورته الـ23 من بين 55 عملا سينمائيا من18دولة مختلفة تنافست جميعا للحصول علي هذه الجائزة ، مما جعله الفيلم المصري الاول الذي يحصد هذه الجائزة ، ولم يحصل من مصر في هذا المهرجان علي هذه الجائزة سوي المخرج العالمي الراحل يوسف شاهين وكانت عن مجمل اعماله، وقد ابدى اعضاء لجنة التحكيم إعجابهم بالأداء التمثيلي الرائع لابطال الفيلم خالد أبو النجا، ومنة شلبي ويسرا اللوزي و احمد مجدي و هاني عادل و عاطف يوسف بالاضافه الي الفرق الموسيقيه التي ادى اعضاؤها ادوارهم الحقيقيه ، كما أثنوا على أحمد عبد الله السيد مخرج و مؤلف العمل، الذي استطاع بسلاسة شديدة أن يتناول قصص حقيقيه لشباب يريد التعبير عن نفسه بطريقته من خلال فيلم ملئ بالطاقه والموسيقي الشبابيه،واشار رئيس لجنة التحكيم راؤول باك "ان هذا العمل استحق الجائزة الكبري لجرأته ولشجاعته ولنضارته و ثراء شخصياته وموسيقاه الباحثه عن الجديد في جو يرفض لشباب الموسيقيين الوصول لمايحلمون به"

اشار المخرج أحمد عبد الله السيد "ان الامركان بمثابة مغامرة حقيقة بالنسبة لنافلقد لاقي العرض الخاص للفيلم بالمهرجان استحسان عدد كبير من ضيوف المهرجان علي الاخص الجمهور التونسي والذي ملأ قاعات السينما في العرضين اللذين اقيما للفيلم وهو ماجعلني اشعر بسعادة للاقبال علي الفيلم وهو ما تكرر في كل الدول التي تم عرض الفيلم فيها ومنها تورنتو وفانكوفوولندن وغيرها من المهرجانات ، ولكن هذه الجائزة كانت استثنائية ولانها المسابق الرسمية الاولي التي يشارك بها الفيلم، ولانها في اول مهرجان عربي يعرض فيه الفيلم، ولانها من قرطاج و لأنها توجت جيلا جديدا من شباب الفن المصري كما انها تؤكد أن السينما المصرية قادرة على التجديد وجذب انتباه العالم".

ويحكي لنا خالد ابو النجا عن كواليس المهرجان و يقول" كان قد تم ترشيحي لاكون عضو بلجنه التحكيم الدوليه للمسابقه الرسميه و لكن بعد ان تم اختيار فيلمي ميكروفون في المسابقه بالطبع تغير الوضع فطلبت مني اداره المهرجان ان ابادل هذا بلجنه تحكيم اخري و هي الافلام الوطنيه التونسيه القصيره ومسابقه الافلام الوثائقيه، و قد استمتعت بهذا جدا فقد لمست مدي تقارب مشاكل الشباب التونسي و المصري التي تقدم في افلامهم الجديده، فهناك روح جديده تبحث عن التغيير، وعند بداية المهرجان اعلن ان هذه الدورة ستكون استثنائية و شبابيه ، وكانت بالفعل، فكم كنت اتمني ان يري الجمهور التونسي ثلاثه افلام لي اعتبرها نقطه تحول هامه لسينما جديده شابه من مصر و بالفعل وجدت الثلاث افلام تعرض ضمن اقسام مختلفه في المهرجان: و وجدتني الهث ما بين عملي كلجنه تحكيم الافلام التونسيه و الوثائقيه و بين عروض افلامي مع طاقم فيلم كل عمل .. كنت اجري من عرض لشباب تونسي واعد الي عرض ميكروفون مع احمد عبدالله السيد و يسرا اللوزي و عاطف يوسف ثم الي عرض واحد صفر مع الهام شاهين و هكذا.. نقدم أفلامنا او نستقبل رد فعل الجمهور ... ففي عروض فيلم "واحد صفر"و"هليوبوليس"و"ميكروفون" الذي كان بالمسابقه الرسميه : امتلات القاعات عن آخرها بالجمهور التونسي الذي ابهرني بمدي اقباله و تعرضه للافلام من كل مكان بالعالم... في الختام وبشكل خاص عند اعلان فوزنا بالجائزةالكبري لميكروفون.كانت افضل تتويج لايام سينمائيه لاهثه لن انساها في حياتي".

وردا علي توقعه للجائزه قال خالد ابو النجا: " تصورنا انه من الصعب ان نحصل علي هذه الجائزة التي لم يحصل عليها اي فيلم مصري شارك ضمن فعاليات المهرجان طوال 23 عاما هي عمر المهرجان ، كما ان رئيس لجنة التحكيم المخرج الهايتي راؤول باك يعد ناشطا سياسيا وكان من البديهي ان يفضل فيلما سياسيا للفوز بالجائزة الكبري ، خاصةواننا وجدنا من خلال مشاهدتنا للافلام التي تتنافس معنا في نفس المسابقة انها افلام سياسية علي عكس فيلم ميكروفون ،والذي يعد فيلما مختلفا و بسيطا و ان كان في رايي سياسيا اجتماعيا الي حد ما لاننا نتحدث عن تجربه شباب يقدم موسيقاه و فنه بطريقته المستقله و يواجه بيئه تعودت علي السائد و المألوف و تنبذ التجديد و التغيير، الا ان لجنه التحكيم يبدو انها تحمست لنا اكثر و قررت تقديم رساله قويه لمسانده السينما المستقله فقدمت لنا جائزه تاريخيه".

واكد المنتج محمد حفظي " ان الفيلم يدور حول قضية لم يتم تناولها من قبل في السينما المصرية فهو تجربة جديدة وجريئة وهو ما جعل الفيلم يشارك في عدد كبير من المهرجانات المختلفة ولكن الموضوع كان مختلفا تمام في تونس فقد كان اشبه بتحدي خاصة وان هناك عدد كبير من الافلام التي تنافسنا معها كان مستواها الفني جيد جدا وهو ما كان فرصة حقيقية للتلاقي والتحاور وفي الوقت نفسه التنافس خلال ايام المهرجان الذي يعتبر من اعرق التظاهرات السينمائية العربية والافريقية وهو ما جعل التنافس بداخلنا اقوي ورغبتنا في الفوز اكبر ".

تدور أحداث الفيلم في قالب غنائي اجتماعي، حيث يستعرض مخرج الفيلم ومؤلفه أحمد عبدالله السيد الفرق السكندرية الغنائية، وبعض المواهب السكندرية الحقيقية في قالب درامي يجمعهم،حيث تعتمد القصة على يوميات خالد الذي يعود إلى الإسكندرية بعد غياب أعوام قضاها في الولايات المتحدة، يرجع خالد متأملا كيف تغيرت مدينته الاسكندريه، باحثا عن حبيبته (منه شلبي) و ترميم علاقته المتصدعة بوالده (د.محمود اللوزي). لكنه يكتشف أن عودته جاءت متأخرة، فحبيبته على وشك السفر و ترك الاسكندريه وعلاقته بوالده وصلت طريقا مسدودا.وأثناء تأمله لشوارع الإسكندرية، يلتقي بشبان وشابات منهم من يغني الهيب هوب على أرصفة الشوارع ومنهم من يعزف موسيقى الروك فوق أسطح العمارات القديمة، في حين يرسم آخرون لوحات الجرافيتي على الجدران. تختلط تفاصيل حياة خالد الخاصة بما يدور حوله من أحداث فينخرط في هذا العالم الجديد ليروي قصصا حقيقية لجيل ناشئ من الفنانين يعيشون على هامش المشهد الإبداعي.من الجدير بالذكر ان فيلم ميكروفون مبني علي قصص حقيقيه من الشباب السكندري و حتي الادوار الدراميه التي يؤديها الممثلون كتبت علي اساس قصص حقيقيه للممثلين انفسهم.

ميكروفون من بطولة مجموعة من النجوم في مقدمتهم خالد أبو النجا ، يسرا اللوزي ، احمد مجدي ، هاني عادل، عاطف يوسف مع ظهورخاص للنجمة منة شلبي.كما يشارك فيه أربعة فرق موسيقية من الأسكندرية بشخصياتهم الحقيقية هي: مسارإجباري، واي كرو، ماسكارا وصوت في الزحمة. مديرالتصوير طارق حفني لاول مره و مهندس الديكور امجدنجيب و مونتاج هشام صقر ،
يشارك في الانتاج خالد ابو النجا مع كلينك فيلم لصاحبها السيناريست محمد حفظي ، وتم تصويره بالكامل في مدينةالأسكندرية خلال الفترة من أبريل إلىيونيو2010.

لمزيدمن المعلومات:

www.microphone-film.com

إيلاف في

12/11/2010

# # # #

 

برحيل الطاهر الشريعة... هل تندثر أيام "قرطاج"

 أحمد بوغابة – المغرب

صرحتُ لقناة الجزيرة الإخبارية على الهواء مباشرة، في نشرتها "الحصاد المغاربي"، يوم افتتاح الدورة الأخيرة للمهرجان السينمائي المعروف ب"أيام قرطاج السينمائية"، والذي تحتضنه العاصمة التونسية كل سنتين، بأن هذه التظاهرة قد شاخت وترهلت وأخطر من كل شيء أنها انحرفت عن خطها التحريري الذي رسمته منذ بدايتها سنة 1966. وأضفت أيضا بأنها فقدت هويتها التي ميزتها عن باقي المهرجانات، وضيَّعَتْ تلك الخصوصية النادرة التي كانت تتمتع بها كأول تظاهرة سينمائية في القارة الإفريقية و"العالم العربي"... وحتى في ما كان يُطلق عليه في القرن الماضي ب"العالم الثالث".

كانت "أيام قرطاج السينمائية" تهتم بسينما الجنوب: الإفريقية والعربية خاصة، وهي سينما ناشئة حينها في أقطار خرجت توا من معطف الاستعمار، وأخرى كانت مازالت تناضل لإحرازه في جو سياسي تسوده حركات التحرر في جنوب الكرة الأرضية. كما كانت "أيام قرطاج السينمائية" تظاهرة حميمية إلى حد أننا كنا ندافع عنها وعليها لأنها كانت جزء من كياننا السينمائي والفضاء الوحيد الذي يجمعنا حول أفلامنا، إنتاجاتنا المحلية التي كنا نفتخر بها، مهما كانت ضعيفة، وبغض النظر عن سذاجتها وأخطائها التقنية، وبها كثير من الانكسارات، إلا أنها كانت صورتنا وصوتنا. لم نكن نمل من مناقشتها وتحليلها ودفع أصحابها إلى المزيد من الخلق والإبداع بروح أخوية يعلم بها الجميع ويحس بها كل متورط في سينمانا.

وقد ساهمت هذه التظاهرة بشكل مباشر- مدعمة بالمد الفكري التحرري لسنوات الستينات – في ظهور ما سيُعرف حينها ب "السينما الثالثة". وهي "سينما الجنوب" التي تمتد من أمريكا اللاتينية إلى آسيا مرورا طبعا من إفريقيا، ولها مدافعوها كُثُر حتى في الأقطار الأوروبية، حيث ظهرت مجلات متخصصة في "السينما الثالثة" من بينها مجلة في المغرب "سينما 3" في بدايات السبعينات من القرن الماضي والتي كان يصدرها الناقد والسينمائي المغربي الأستاذ نور الدين الصايل. ساهمت فيها أقلام من مختلف الأقطار تؤمن بهذه السينما الناشئة والمستقلة والمتحررة الداعية لإنتاج صورنا وتداولها. مهرجان قرطاج كان ببعد إفريقي وعربي، أو بلغة السياسة جنوب جنوب، فكان فضاء يلتقي فيه هذا الفكر من خلال السينما بريادة المفكر السينمائي الطاهر الشريعة.   

لقد كانت "أيام قرطاج السينمائية" عيدا مشرقا نلتقي فيه كل سنتين وننتظره بشغف كبير بمجرد ما يسدل ستاره، إلى حد أنني شخصيا فضلت الذهاب إليه عوض مهرجانات أخرى أوروبية حين تتقاطع في نفس التاريخ، لأن قرطاج كانت أيامه كلها نقاشات سينمائية جادة بعد فرجة جماعية ممتعة. مدرسة لامتحان النقد السينمائي. وبالأساس وجود جمهور واسع ومتنوع ومثقف وعاشق للسينما لأن الشعب التونسي شعب جميل الذي امتحنته عن قرب لمدة سنوات، ليس في مهرجان قرطاج السينمائي فقط وإنما أيضا في مناسبات ثقافية متعددة وخاصة أنني تلقيت تداريب صحفية عدة في المركز الإفريقي لتدريب الصحفيين والاتصاليين بتونس في إطار البرنامج الأوروبي "ميد- ميديا" والمؤسسة الألمانية فريدش نومان تحت إدارة الشبكة الأوروبية المغاربية للتكوين في الاتصال من تمويل الاتحاد الأوروبي. لم أكن أحس إطلاقا بغربة ما داخل هذا البلد المغاربي.

ظهرت مهرجانات كثيرة بعده، سواء في القارة الإفريقية أو الأقطار العربية وكذا في بعض البلدان الأوروبية، التي بدأت تتخصص في الفيلم الإفريقي أو العربي أو هما معا، إلا أنها جميعها لم تفلح في إسقاط راية قرطاج إلى الأمس القريب. لكن للأسف رُفعت المعاول من داخله – أي من داخل تونس - لهدمه بتغيير ملامحه كليا وإعادة النظر في خصوصيته وإدخال ديكور غريب عنه وشحنه بأصوات شاذة لا يهمها الإرث الثقافي في الحقل السينمائي الذي أسسته "الأيام" عبر سنوات.

إننا مع التجديد والتطوير والارتقاء الذي يحتفظ بِلُبِ الهوية إلا أن ما وقع في الدورتين السابقتين واضحة الأهداف والمقاصد والمهام التي أُنيطت بالإدارة الجديدة تتزعمها منتجة لم تنجح في فرض نفسها على الساحة باستثناء ببعض الوصلات الإشهارية التجارية. لقد ترأست "قرطاج" بمهمة قتل ماضي "الأيام" الجميلة بكل تجلياتها ومحوها من الذاكرة. وهذا ما أكدته كتابات صحفية كثيرة ناقدة للدورتين التي يمكن الاطلاع عليها بسهولة في مواقع البحث بالانترنيت. وحتى لا ندع مجالا للشك يمكن للقارئ الكريم الاطلاع على كلمة المديرة الجديدة المنشورة في موقع المهرجان والتي تؤكد فيها ما أسلفنا ذكره ابتداء من العنوان خاصة إدا تمعنتم جيدا بين السطور لكون الافتتاحية ترسم عادة خريطة العمل والمهام والأهداف...

 "اغتيال قرطاج"...

وتشاء الصدفة الماكرة إلا أن تؤكد هذه المعطيات الخفية بإبرازها إلى العلن ولو بثمن باهظ جدا. فهذه الصدفة التاريخية المُعبرة تغنينا عن كل تعليق إضافي عليها لأن لعبة القدر هنا بين تاريخين تتطلب دراسة بسيكولوجية عميقة من طرف المتخصصين.
تتجلى هذه الصدفة/القدر في "تكريم" مؤسس "أيام قرطاج السينمائية" الطاهر الشريعة (1927 - 2010 ) في ختام الدورة الأخيرة ليختطفه الموت بعد أربعة أيام من ذلك، وكأنه إعلان غير مباشر- أو ضمني- عن موت "أيام قرطاج السينمائية" حيث تم استحضار مؤسسها في ختام المهرجان (أشدد على يوم الاختتام وليس في افتتاحه !؟ !؟ !؟ !؟ !؟ فلو كان يوم الافتتاح يعني الرغبة في الاستمرار – دبلوماسيا- لكن في الاختتام هو التحية والسلام عليكم). حضر الطاهر الشريعة ليعلن وصيته ويرحل. وكان قد أعلنها من قبل بأيام في صحيفة الشروق التونسية، وزكاها الزميل كمال الريحاني في مقال له عن رحيل الطاهر الشريعة في موقع الجزيرة الوثائقية، حيث "حذر الراحل من التدخل الأجنبي وأوصى أن تبقى هذه الأيام مستقلة" وهو يدرك ما يقوله خاصة وأنه اشتغل مع الفرنسيين ويعلم بمقالبهم

سيُسائل التاريخ لا محالة، مستقبلا، الإدارة الساهرة حاليا على المهرجان الذي تم تصريفه للتجارة "لماذا لم يُكرم الطاهر الشريعة سنوات قبل ذلك؟" مع أنه يقطن قريبا من المهرجان. لماذا، أيضا، "لم يكن يُستدعى للمهرجان في حياته؟" وكأنه غريب عنه؟؟؟. لماذا تأخر التكريم، هو أبو"الأيام"، مع أنه حظي به في العديد من التظاهرات الإفريقية والدولية بحيث أن المغرب سبق تونس بسنوات في تكريمه وذلك سنة 2002. وأيضا في واغادوغو سنة 1987 وتسلم جائزة من يد رئيسها المتمرد طوماس سانكارا... وغيرها من الأسئلة التي قد نسوقها هنا فتأخذ مساحة كبيرة من هذا النص لذا نكتفي بما سبق من التساؤلات والأسئلة وبعدد كبير من علامات الاستفهام إن التاريخ يمهل ولا يهمل. ومن لا يثق في هذه العبرة فلينزع الغشاء من عينيه ويرى قليلا من حوله في التاريخ القريب وليس البعيد فقط.

إن الرسالة/الوصية/التكريم/الموت/الصدفة/القدر هي نهاية مرحلة للشروع في مرحلة جديدة ستبتعد فيها "تونس" عن "قرطاج" بمسافة كبيرة في الشكل والمضمون حيث يمكننا القول وبدون مبالغة بأنه تم "اغتيال قرطاج". وستكون تونس هي الخاسرة الأولى قبل غيرها. ولن ينفعها "تحويل" التظاهرة من "أيام جنوبية" إلى "مهرجان دولي" بإدارة ظهرها لعمقها الاستراتيجي والنظر إلى الضفة الشمالية الغربية حتى يستقطب النجوم الغربيين طبعا ليلتحق بدوره بتلك المهرجانات الشاذة التي تنبُت هنا وهناك بدون ملامح بقدر ما هي استنساخ لبعضها بشكل مشوه. وهذا ما تهدف إليه مشرفته الحالية التي تفكر برأس باريسي وتنفر من كل ما هو جنوبي الذي يعني بالنسبة لها "التخلف" فغابت الأجساد الإفريقية بألوانها وأصواتها وحميميتها في الدورتين الأخيرتين حسب شهود عيان لتعوضها الأجساد الأوروبية وكأنه مهرجان السينما الأوروبية في تونس. إن "السياحة" هي التي ينبغي عليها إن تخدم "السينما" وليس العكس مادامت الأولى هي التي تستفيد من الثانية.

ستقترب "الأيام" من السياحة لكنها ستبتعد عن "السينما" كثيرا جدا فتفقد جوهرها وعمقها، وستتضاعف عزلتها بسبب أخطاء سيدة غير واعية بخطورة الخطوة التي تقدم عليها. فهل تونس في حاجة لقتتل "أيامها" الحلوة من أجل بهرجة باهتة لا تسمن ولا تغني الحقل السينمائي المحلي؟

لن يتحمس الأوروبي والأمريكي وغيرهما للانتقال إلى تونس إذا كان ما سيُعرض عليه في قرطاج في متناوله في بلده أو البلدان القريبة إليه وباحترافية أكثر رغم الإغراءات التي قد تُرسل له بعد أن كثرت المهرجانات السينمائية في العالم ووفرت إمكانية الاختيار الجيد من الغث.

رغم أن الأغلبية الساحقة (حتى لا أقول الإجماع) من الذين تتبعوا، عن قرب، الدورة الأخيرة ل"أيام قرطاج السينمائية" من المدعوين من خارج تونس، ولا أعني بهم الصحفيين والنقاد والفنانين فقط، وإنما أيضا محترفي السينما بكل اختصاصاتهم وجنسياتهم والذين أكدوا على خواء "الأيام" الأخيرة وروتينيتها ومللها وفوضويتها وانحرافها وانجرافها نحو صيغة غير مضمونة النجاح إطلاقا بقدر ما تتضمن عناصر الفشل المحتوم إذا استمرت نفس الإدارة تعبث فسادا في تحفة تونس "قرطاج" الرمز.

ورغم كل هذه المعطيات والدلائل. يطل علينا الناقد التونسي خميس الخياطي (صاحب الكتاب النقدي اللاذع "تسريب الرمال" حول الفضائيات العربية) من شاشة قناة الجزيرة الإخبارية في نشرتها "الحصاد المغاربي" بصورته الواضحة من الاستيديو الرسمي (وليس بمكالمة هاتفية فقط) وذلك بعد اختتام المهرجان ورحيل شيخ السينما الإفريقية الطاهر الشريعة ليُلمع صورة هي مُضببة أصلا ل"الأيام" التي لم تعد كما كانت. ينفي في تصريحه بوجود انحراف ويصفق للنجاح الذي حققته الدورة رغم أنف الواقع، وتحمس بلوي عنق الحقيقة. فأقول له – وقال معي الكثيرون – "سبحان مبدل الأحوال". فهل لم يقرأ الناقد خميس الخياطي، الذي ترحم على الروح الطاهرة للطاهر الشريعة؟ الكتاب الذي أصدره الراحل نفسه بعنوان "أيام قرطاج السينمائية؟ فيها وعليها..." الذي صدر عن ميدياكوم للنشر بتونس (دار النشر موجودة في تونس وليس خارجها) ضمن سلسلة "سينما" التي كان يشرف عليها خميس الخياطي نفسه؟؟؟ حيث وجه الراحل الشريعة بين دفتيه نقدا لاذعا وواضحا ومباشرا لا لُبس فيه لمهرجان قرطاج السينمائي الذي كان قد بدأ ينحرف عن مبادئه التي تأُسس بها ومن أجلها. فإذا كان السيد خميس الخياطي يعتبر رأي الشريعة لا يلزمه في شيء فإنه لم يعلن ذلك وبالتالي فهو يكون حينها قد تبنى ما جاء فيه أما إذا لم يقرأه فتلك مصيبة وطامة كبرى لمسؤول على النشر لم يتحمل مسؤوليته.

إن إسكات الصوت النقدي للراحل الطاهر الشريعة تُجاه المهرجان قد تجلى في عدة ممارسات، ذكرنا بعضها كعزله من إدارته ثم إبعاده وعدم توجيه دعوة له أم استدعائه للمشاورة بل حرمانه من الوصول إليه والهجوم عليه من خلال بعض الأقلام الصحفية الرخيصة. بل حتى من طرف من يدعون البحث العلمي في الصورة بنكران الطاهر الشريعة كهرم يُرى بدون منظار من مسافات بعيدة جدا وجعله مجرد "أيها الناس"، أو أنه لم تكن له بصمات فعالة وملموسة في السينما التونسية والإفريقية والعربية برمتها وليس أيام قرطاج وحدها والتي لم تكن إلا نتيجة لما قدمه الراحل.

 "تزوير التاريخ"...

لقد صُدمت حقا حين قرأت كتابا بالفرنسية Abécédaire du Cinéma Tunisien  (أبجديات السينما التونسية) وهو من الحجم الكبير (21/30) يقع في 433 صفحة لصاحبه هادي خليل والذي "يؤرخ" فيه للسينما التونسية (وضعت كلمة التاريخ بين مزدوجتين لتحفظي على محتوى الكتاب). ويقول بأنه باحث جامعي يعتمد على العلم في صياغة "بحثه". لأكتشف بأن "السيد الباحث" كان بحثه "ذاتيا" وطغت عليه بشكل صارخ إذ لم يذكر الطاهر الشريعة إلا في ثلاث فقرات عابرة وموجزة لا تتجاوز سطر أو إثنين (صفحات 269 و316 و383) ولم يعتمده في مراجعه إطلاقا. مختصرا مجهود الراحل "في لاشيء". بل يتخلص منه حين ذكره في الصفحات المذكورة بإحالتنا إلى الكتب التي تحدثت عنه (وكأنه، أي "العالم الباحث"، يقول لنا إذا كنتم تحبونه أو من مريديه فاقرؤوه عند غيري ... يا للأسف !!!). ولم ينشر له ولو صورة واحدة على الإطلاق. علما أن الكتاب به صور كثيرة وليست كلها مهمة أو ذات قيمة تاريخية. وهذا يذكرني بالمعسكر الاشتراكي البائد- غير المأسوف عليه- الذي يمحي أثر الذاكرة البصرية من كل الجوانب للمغضوب عليهم من طرف من يسخرون "معارفهم العلمية" في تزوير التاريخ.

إن مؤسس السينما التونسية الحقيقي ومؤرخها هو الطاهر الشريعة بلا منازع منذ أواخر الأربعينات من القرن الماضي. واستمر في بنائها وتكوينها ليصبح عمودها الفقري إلى أن تقرر معاقبته ومحاصرته والعمل على محو تاريخه ومحاولة تحطيم معنوياته إلا أنه كان قويا صلبا وشامخا بفكره المستقل الحر والناقد الثاقب في آن واحد. ويشاء القدر أن يكون طويل القامة وقوي البنيان وعميق الفكر لمواجهة خصومه في الداخل أما في الخارج فهو رمز ساطع ومضيء.

إن الراحل الطاهر الشريعة والسينما التونسية يشكلان خطا تاريخيا واحدا إذ لا يمكن الفصل بينهما. لا حديث عن السينما التونسية بدون الطاهر الشريعة ولا وجود للسينما التونسية بدونه أيضا فهذا قدر تونس التاريخي.      

كان لقائي الأول بالراحل الطاهر الشريعة في تونس، وكان حينها مُحاصرا ولا يحق له الاقتراب من مهرجان قرطاج السينمائي. إلا أن أحد أصدقائي التونسيين رتب لي موعدا معه وحملني بسيارته إلى بيته لأجري معه حوارا. ويبدو أن الشريعة وافق بدون تردد ومُرحبا به حسب ما حمله إلي صديقي التونسي لكوني مغربي. إذ له تقدير خاص للمغاربة. وهو التقدير الذي سأكتشفه منذ اللحظة الأولى عند اللقاء به.

بعد الترحيب، وبعض الأسئلة العامة حول المغرب وأحواله، سألني عن الصحيفة التي أشتغل فيها وعن إنتمائها السياسي. ثم سألني عن اللغة التي تصدر بها فأجيبه طبعا عن جميع الأسئلة. لكن، حين قلت له بأن الصحيفة تصدر بالعربية سألني عن سبب صياغة أسئلتي باللغة الفرنسية في المذكرة التي كنت قد فتحتها ووضعتها أمامي مع آلة التسجيل. لم أنتبه بأنه كان "يدرسني ويقرأني" حسب التعبير الذي استعمله مرافقي الصديق التونسي بعد أن خرجنا من منزل الشريعة.

أعترف بأنني ذهبت إليه بأفكار مسبقة، معتقدا أنه "مثقف فرانكوفوني" خالص لأنه عاش مدة طويلة في فرنسا، واشتغل مع الوكالة الفرنسية للتعاون الفني والتقني، وأنه ينتمي إلى الجيل الذي درس باللغة الفرنسية كما هو الشأن عندنا في المغرب. لذا كنت قد اعتقدت بأن الحوار سيجري بالفرنسية حتى يكون مرتاحا في الرد ويعطيني ما يخزنه من المعرفة السينمائية وتجربة مهرجان قرطاج. إلا أنه قال لي: "ما دامت الصحيفة بالعربية فلنتحاور بلغتها". لا أخفي بأنني تخوفت من أن يحدثني بالعربية إذ اعتقدت بأنه سيجيبني بخليط لغوي فيه العربية مع العامية التونسية والفرنسية فلن أنجح في نقل أفكاره خاصة وكانت لدي أسئلة أريد منه أجوبة صريحة فيها.

كم كانت مفاجأتي حين كان يرد علي بعربية فصيحة وببلاغة مدهشة بحيث لم أمل رغم طول الأجوبة التي كان يفصل فيها تفصيلا تتجاوز أحيانا 15 دقيقة.

لم يعد هذا اللقاء بالنسبة لي مجرد لقاء صحفي تنتهي علاقتي بالمستجوب فقط كما حصل لي مع كثيرين، وإنما تحول إلى إعجاب بالرجل وتقديره، محطة أساسية في عملي والأشخاص الذين إلتقيت بهم في مجال السينما. خاصة وأنه عبر لي في نهاية الحوار الرسمي (لأننا تحاورنا كثيرا على هامشه بعد ذلك) على أنه أحس بالاطمئنان لأسئلتي لكي يتحدث في عمق المواضيع، وهذا أثلج صدري ورفع من معنوياتي فاشتغلت على الحوار بعناية فائقة.

سألتقي به في المغرب، من جديد، عند حضوره فعاليات مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة حيث سلمته نسخة من الحوار لأسيء الظن به مرة أخرى بدون وعي مني، إذ اعتقدت حينها بأنه سيكتفي بإطلالة خاطفة عليه ثم يرميه في القمامة أو في أحسن الأحوال يتركه على الطاولة لترميه المنظفة ليفاجئني في بهو الفندق يشكرني على الصياغة الأمينة في نقل الحوار رغم ما قمت به من تلخيص لبعض من أجوبته. وقد فاجأني في نفس اللحظة حين ناقشني في مواضيع أخرى كانت بالصفحة السينمائية التي كنت أُعِدُها لأنتبه أن الرجل قرأ الصفحة بكاملها. وقد إلتقيت به في محافل سينمائية أخرى كلها حول السينما الإفريقية أو العربية.

ولا تجمعني بالراحل الطاهر الشريعة عشق قرطاج في صيغته القديمة فقط قبل الانقلاب عليه وحب فنون السينما بل أيضا أننا جئنا كلانا إلى الحياة في أحد أيام "5 يناير" واشتهر كناقد سينمائي حين وُلدت بالضبط، فعناصر الصدفة هاته كافية لنجد أنفسنا ننجذب إلى بعضنا في الفكر والممارسة وأنا فخور بمعرفته.

 "قال الحقيقة... ورحل"

ثم أصبح عندي تقليد بزيارته كلما حللت بتونس إلا مرات قليلة حين قيل لي بأنه مريض جدا لا يقوى على استقبال الزوار. أو ذات مرة كان فيها مسافرا إلى الجنوب التونسي. لكن أصررت ذات زيارة لي إلى تونس أن أزوره رغم مرضه لكي أحظى بتوقيع لكتابه الجديد الصادر توا بعنوان "أيام قرطاج السينمائية؟ فيها وعليها..." خاصة وأنه اختار للصفحة الأولى لكتابه، بعد الإهداء لوالديه، فقرة للمفكر التونسي هشام جعيط معبرة جدا وهي التالي: "...الحقيقة أن المثقف العربي يائس وترب وكئيب، لكن اليأس وفقدان الأمل والكآبة كل هذا يجب ألا يمنع المثقف والمفكر من تحليل الواقع والالتزام بالحقيقة ونقد المجتمع والدولة والإيديولوجية معا حتى ولو "تكلم" في الصحراء..."

وبذلك فهو نفسه يعيد إنتاج هذه الدعوة التي أنصت إليها بوعي بقول الحقيقة وليس غير الحقيقة... حيث عرّى في كتابه مهرجان قرطاج من الداخل وتنبأ بنهايته الدرامية. إلا أنه لم "يتكلم في الصحراء" بل سمعناه بقوة وأدركنا صرخته وعايناها على أرض الواقع.

ومن مهازل الدورة الأخيرة ل"الأيام" هو الخرق القانوني لقوانين المهرجان نفسه بحيث اشتركت ثلاثة أفلام تونسية في المسابقة الرسمية في الوقت الذي لا يسمح القانون إلا بإثنين. فهل لكونه البلد المنظم يحق له أن يضيف ما شاء من الأفلام؟ أم قبلت بالأفلام الثلاثة التي أنتجتها تونس خلال ثلاث سنوات وكفى المؤمنين شرا؟ إن غياب المهنية والاحتراف سمح بما ملكت السيدة المديرة من قوة بفرض ما تريده تحت أنظار الجهة المسؤولة على المهرجان ممثلة في وزارة الثقافة أو بالأحرى في قسمها السينمائي.

كما خرقت الأخلاق أيضا باختيار الممثلة المصرية إلهام شاهين كعضوة في لجنة التحكيم مع وجود فيلمين مصريين في المسابقة الرسمية فيما حُرمت الأفلام الأخرى مِمَنْ سيدافع عنها. وقد تأكد الانحياز الكبير المرضي لإلهام شاهين في تصريحاتها للصحافة المصرية بعد عودتها من تونس حيث أقرت بأنها لم تكن احترافية ومهنية في اختياراتها بل غلبت الجانب الشوفيني بالدفاع على الفيلم المصري مهما كان مستواه الرديء. ويا للهول... فقد حصل الفيلم المصري "ميكروفون" على أكبر جائزة في المهرجان وهي "التانيت الذهبي". أجمعت جميع الكتابات على مستواه الضعيف، وأنه لا يستحق أية جائزة فبالأحرى "الذهبية" وبذلك عملت الإدارة الحالية على دق مسمار في نعش المهرجان بتمييع الجائزة التي كانت قبل سنين قليلة مفخرة لمن يحصل عليها وللمهرجان ولتونس. فذَهَبَ "التانيت" بِذَهَبِهِ أدراج الرياح بسبب "تضخم الذات" ويعلم الاقتصاديون أن "التضخم" هو جوهر الأزمة. لقد ضاعت مصداقية "التانيت" إلى الأبد. لم تتجرد السيدة إلهام شاهين كعادتها في حُكمها على الأفلام بمهنية باستحضار فنون السينما عند مشاهدتها للأفلام (إذا كانت تشاهدها أصلا فهي تحسم في الأمر قبل انطلاق المهرجان وتكبد مجهودا لإقناع أعضاء اللجان قبل مشاهدتهم للأفلام ب"إغراءاتها" على ضرورة حصول فيلم مصري على جائزة، وحين لا تصل مبتغاها تثير الزوبعة كما فعلت قبل ثلاث سنوات في وهران بالجزائر، لحسن الحظ لم تكن مباراة كرة القدم قد تمت بعد حتى لا تتهم الجميع بالانحياز). إن من يستمع لها تتحدث عن السينما يستغرب كيف يمكنها أن تحكم على الأفلام وتقييمها نظرا لجهلها المطلق بحيثيات السينما اللهم الكلام الخشبي الذي يعتمد على الذات وليس على المعرفة السينمائية. رحمة الله على "الأيام" الخوالي.

الجزيرة الوثائقية في

14/11/2010

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)