كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

د. درية شرف الدين:

القنوات المحلية بتقلد القناة الأولى والتانية اللي بيقلدوا القنوات الخاصة

التليفزيون المصري لم ينجب نجماً منذ 15 عاماً

محمد فوزي

نصف قرن على إنشاء التلفزيون المصري

   
 
 
 
 

الحديث عن التليفزيون المصري يستدعي بالضرورة الحديث عن علاماته. ودرية شرف الدين علامة مضيئة وصفحة مشرقة في كتاب ماسبيرو لأنها امتداد حقيقي للرائدات همت مصطفي وسميرة الكيلاني وكثيرات دخلن ماسبيرو بالتميز وخرجن منه لا يردن من أحد جزاء ولا شكورا.. فهي تجمع مع الثقافة الواسعة الحضور اللافت والدأب الذي بات سلعة نادرة.. عندما يأتي ذكر السينما لا يظهر سوي اسمها مرتبطاً بالبرنامج الأشهر «نادي السينما» الذي استمر لربع قرن قبل أن يقرر الوزير «الهمام» أنس الفقي أن يلغيه بحجه أنه لا يجلب إعلانات.. أنا وأنت وأجيال كثيرة لم ترتبط وتحب وتعرف قيمة السينما الأجنبية إلا من خلال سهرة السبت، علي القناة الأولي وبعد مرور نصف قرن علي إنشاء التليفزيون من حقنا عليها وحقها علينا أن نعرف مشوارها داخل هذا المبني..

·         كيف دخلت التليفزيون؟

- دخلت المبني عن طريق اختبار أصوات وترجمة ولغة عربية ونجحت في هذا الاختبار والتحقت بالإذاعة وتحديدا إذاعة الشرق الأوسط، لكن تدربنا في البرنامج العام وتولانا أساتذة من أكفأ ما يمكن، أذكر منهم الأستاذة أميمة عبدالعزيز وفايق فهيم وصالح مهران، بعد ذلك احتاج التليفزيون مذيعين نشرة أخبار من العاملين في الإذاعة، وأعلن ذلك فتقدمت للمسابقة وأذكر أن وزير الإعلام في ذلك الوقت كان الدكتور أحمد كمال أبوالمجد، وعرفت أنه أخذ تسجيلات المسابقة إلي مكتبه وشاهدها هو ومجموعة من الأساتذة وصدرت النتيجة عن مكتبه وكنت مازلت حديثة العهد بالمجال مقارنة بآخرين كانوا أكبر مني سنا، وعندما ظهرت النتيجة كنت الاسم الأول في القائمة التي تم اختيارها. وبدأت بقراءة النشرة الإخبارية وكان هذا في منتصف السبعينيات.

·         من تولي تدريبك؟

- التدريب بمعناه المعروف لم أتلقه لأن الفترة التي قضيتها في الإذاعة تعلمت فيها طريقة الإلقاء وتدريب الإذاعة في قراءة نشرات الأخبار شيء صعب جدا واحترافي كل ما تعلمناه في التليفزيون مواجهة الكاميرا.

·         من الأسماء التي كانت موجودة علي الساحة في تلك الفترة؟

- كانت هناك أسماء رنانة مثل الأستاذة همت مصطفي وتماضر توفيق وغيرهما وبسبب ما عرف بثورة مايو لم أشهد أسماء كبيرة كنت أتمني أن أكون بالقرب منهم.. وبعد فترة حدثت لهؤلاء انفراجة وبدأت أشاهدهم عن قرب مثل الأستاذ الكبير جلال معوض وصلاح زكي عندما كنت أقابل هؤلاء الأساتذة في مناسبات خارج المبني وكنت أتمني أن أصنع لهم «تماثيل» نظراً لما يمثله هؤلاء الأساتذة من صقل ثقافي ووطني وكان كل واحد منهم له صوته وأداؤه المميز وكان كل منهم يقدر الآخر ويحترمه.

·         هل جهاز التليفزيون أو الدولة كرم هؤلاء الأساتذة وأعطاهم حقهم؟

- لا علي الإطلاق.. إداهم حقهم في إيه؟يعني واحد زي الأستاذ جلال معوض أو صلاح زكي أنا لم أعاصرهما لكن التقيت بهما في بعض المواقف ورغم أنهما رائدان وكانا يعملان من أيام الملكية حتي جاءت الثورة وعملا في عهد جمال عبدالناصر ثم انتهي دورها وانتهي تكريمهما وانتهي كل شيء.

·         انتهي دورهما وانتهت علاقة التليفزيون والدولة بهما؟

- أنا لم أسمع عن تكريم ما.. إذا كان التكريم أن يحصلا علي شهادة مكتوباً عليها كلمتان هذا ليس تكريماً.. كل مواطن مصري يحمل الآن شهادة تقدير.

·         بدأت في التليفزيون قارئة نشرة..ثم انتقلت للبرامج.. ما نوعية البرامج التي فضلت تقديمها في بداية عهدك بالتليفزيون؟

- أنا طول عمري أختار لنفسي طريقاً وأقول إن هذا الطريق يتفق مع قدراتي ومقوماتي، وبالتالي لا أستطيع أن أدخل طريقاً لا أفهم فيه ولا أستطيع أن أنافس فيه..

ما نوعية البرامج التي كانت تناسبك؟ أنا خريجة علوم سياسية وأعشق العلوم السياسية وكل ما يمت للسياسة من تاريخ وجغرافيا واقتصاد بصلة أنا أحبه. وعندما دخلت التليفزيون كان هناك تعامل فني ووقتها دلني المرحوم عبدالرحمن علي أكاديمية الفنون وتحديداً المعهد العالي للتذوق الفني.. وقاللي روحي هناك ادرسي، فسألته ها ادرس إيه؟ قاللي موسيقي وفن تشكيلي ومسرح وسينما، فاستهوتني المسألة جداً وبدأت الدراسة فحصلت علي دبلومة ثم الماجستير فالدكتوراه في النقد الفني.

·         هل هذا ما جعلك تقدمين برنامج «نادي السينما»؟

- السينما مزيج من أشياء كثيرة جدا من ضمنها السياسة..والسياسة في السينما واضحة لأن الفيلم الذي يتناول فترة سياسية هو فيلم سياسي..حاولت في نادي السينما من البداية أن أقول مينفعش الفصل بين الفن والسياسة، وهذا كان في أول حلقة في فيلم قدمته وكان اسمه «خمن من القادم للعشاء؟ وكانت له خلفية سياسية عن أب وأم بيض وبيربوا بنتهم بشكل غير عنصري، وفجأة تقع البنت في غرام شاب أسود وأصبحت تلك المواجهة في مواجهة هذه البنت،وقالت لهم إن صديقها جاي النهاردة علي العشاء «خمن من القادم علي العشاء؟»، وفوجئوا بأنه أسود، فهل تحولوا إلي عنصريين فجأة؟ هذا الفيلم له خلفية سياسية.. لذلك قلت في الحلقة ما أنواع الأفلام الأمريكية في هذه الفترة، ما الحركات العنصرية في المجتمع الأمريكي، وضع السود والأقليات في أمريكا.. وبالتالي هذا الفيلم حتي أتحدث فلابد من الإشارة إلي الخلفية السياسية والتاريخية والنفسية للمجتمع الأمريكي في تلك الفترة..من هنا أخذ نادي السينما شكله في أنه لا يناقش فقط أمور السينما ولكن يجمع بجانبها عدة أشياء تؤثر وتتأثر بالسينما.

·         هل كان البرنامج فكرتك أم تم اختيارك لتقديمه؟

- حدث الآتي:كنت أصغر من أن اقترح تقديم برنامج وحدي - في منتصف العشرينيات من العمر - كنت خايفة وجديدة في التليفزيون فمقدرش أقول أنا عايزة أقدم برنامجاً وحدي لم يعرف أحد قدراتي أنا فقط أقدم نشرة الأخبار.. وكان يوجد وقتها الأستاذ محمد قناوي وكان مخرجا كبيرا في التليفزيون وتنبأ بأن هذه الفتاة الصغيرة ومن خلال مناقشاتنا قال لهم إنني أستطيع تقديم البرنامج ودخل معنا الأستاذ يوسف شريف رزق الله وكان يعد البرنامج.وبعد شوية وجدت أنني لا أستطيع تقديم مادة دون أن أقوم بإعدادها وكنت قد بدأت أدرس وشاركت في إعداد بعض الحلقات، وبعد سنوات قليلة جدا اتجه يوسف شريف رزق الله إلي مجالات أخري خاصة أيضا بالسينما وأنا قمت بالإعداد وكان يشاركني أحيانا المخرج محمد قناوي واستمر البرنامج.

·         نادي السينما استمر في التليفزيون المصري كام سنة تقريباً؟

- أكثر من ربع قرن..نادي السينما خد عمري في التليفزيون.

·         عندما بدأت إعداد البرنامج كنت مركزة في اختيار الأفلام علي إيه؟ الأحداث السياسية علي الساحة أم مناسبة معينة؟

- كانت بتحكمني الجودة الفنية للفيلم.دي سهرة والناس قاعدة تسمعني ومش معقول أقدم لهم فيلماً ضعيفاً لازم أقدم فيلماً جيداً علي قدر معين من الجودة والمضمون قد يكون هذا المضمون سياسياً أو فنياً نفسياً أو طبياً.. وهذه الجودة تأتي بطريقتين، إما القراءة عن الفيلم أو مشاهدة نسخة منه والحكم عليه يصلح أو لا.

·         هل كنت متعودة قبل عرض الأفلام أن تبلغي المسئولين في التليفزيون؟

- طبعاً.

·         هل تم الاعتراض؟

- آه.. طبعاً وأكثر من مرة..زمان كانت الروح الرقابية متشددة ومسيطرة علي العاملين في اتحاد الإذاعة والتليفزيون وهذا راجع لأنهم كانوا منفردين بالساحة وكانوا يمثلون الدولة وكانت الرقابة التليفزيونية شديدة الحساسية أحيانا ذكية وأحيانا لا..

·         ما الأفلام التي تم رفضها؟

- علي سبيل المثال وليس الحصر، فيلم «عمر المختار» رفض بشدة عندما تقدمت بطلب لعرضه، وكان المبرر «انتي مش عارفة إن مصر متخانقة دلوقتي مع ليبيا، وانتي جايبة لنا معمر القذافي في آخر الفيلم هو اللي ها يبقي خليفة عمر المختار؟» هنا أفادتني الخلفية التاريخية والقراءة عن الفيلم، فقلت لهم إن الفيلم عظيم وشيء رائع أن نقدمه، وبعدين مين قال إن القذافي في الفيلم، فكانت الإجابة إن الطفل الصغير الذي التقط نظارة عمر المختار في نهاية الفيلم هو معمر القذافي.كانوا يقصدون الرمز، فقلت لهم أكثر من مرة إنه عندما أعدم عمر المختار (عام 1928) لم يكن القذافي مشروع جنين، فلم يصدقني أحد وتم تشكيل لجنة برئاسة حافظ عبدالوهاب - الذي اكتشف عبدالحليم حافظ - وكان رئيسا للإذاعة في السابق، فكتب في تقريره «فخر للتليفزيون المصري أن يعرض هذا الفيلم» وعندما شاهده الناس كسر الدنيا وقتها..بعد هذه الواقعة بدأت أفكر..

مرة أخري أحضرت فيلما عن «رونالد ريجان» وكان لايزال رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية والفيلم بيقول إن والده كان سكيراً وكان يرجع كل ليلة سكراناً وإن أمه كانت بتضطر تربي «فراخ» وتبيع البيض عشان يعيشوا.. ومرة أخري اعترضوا علي الفيلم بحجة أنه يسيء للرئيس الأمريكي، فقلت لهم يا اخوانا إن هذا الفيلم أمريكي الإنتاج ومأخوذ عن كتاب من تأليف ريجان نفسه وهو لا يخجل من هذا لأنه غير مسئول عن سكر وسلوك أبيه..فقالوا لا ولم يعرض الفيلم.. لأنه كان يحدث إسقاطاً بمعني أن هذا الفيلم.

·         اختيارك لضيوف نادي السينما كان يتم علي أي أساس؟

- كنت أختار من أراه مفيداً للتحدث عن الفيلم فمرة أختار موسيقي لأن الموسيقي متميزة في العمل أو أديباً لأن قصة الفيلم مأخوذة عن عمل أدبي وأحيانا أستاذ تاريخ لأن الفيلم يتعرض لفترة تاريخية معينة..وهكذا، كان الاختيار بناء علي مضمون الفيلم، وهنا فادتني دراسة النقد وأيضا كان هناك عامل مهم وهو الذكاء الإعلامي بمعني كيف توصل معلومات صعبة وتمررها للجمهور بأسلوب سهل لأن الجمهور هو الهدف الأول للإعلام.

·         بجانب نادي السينما كنت تقدمين نشرة الأخبار..هل اختلفت النشرة في الماضي عن الآن؟

- مؤكد.. اختلفت كثيراً.

·         في الشكل أم في المضمون؟

- في الاثنين..الشكل الأول كانت شكلاً تقليدياً أملس وأقرب إلي الراديو، الصيغة واحدة وتقرأها أو تسمعها متفرقش كتير..وكانت النشرة أكثر حكومية ورسمية..الآن النشرة اختلفت وأصبحت أقل رسمية، مصورة بشكل أفضل، اتسعت شبكة المراسلين.. وبقت الفرجة أكتر.

·         بمناسبة الأخبار والقنوات..أين التليفزيون «الرائد» من منظومة الإعلام العربي؟

- أولاً يجب أن نفرق بين المصطلحات.الريادة فعل يدل علي تاريخ البلد ومعناها البداية، وبهذا المعني التليفزيون المصري رائد لأنه من أوائل التليفزيونات في المنطقة.. الآن، الحال اختلف تماما بصرف النظر عن هذه الفكرة الأولي، الناس تقول نحن تليفزيون الريادة نعم وما الميزة؟ كانت ميزة عندما بدأت، لكن الآن خلاص.أنت تسأل أين الإعلام المصري بصرف النظر عن تصنيفه خاصاً وعاماً، قومياً ومستقلاً.. وجود قنوات مصرية ظهرت في السنوات الأخيرة هذا شيء جيد جداً، لأنه ثبت وجود الإعلام المصري وسط الشاشات العربية، علينا أن نحيي الإعلام الخاص لأنه أبقي مصر داخل دائرة الإعلام العربي بكثافة وبقوة وفي كثير من الأحيان بإجادة.. هذا بشكل عام.

·         والتليفزيون المصري الحكومي؟!

- جميع الدراسات النفسية تقول إن أي مشاهد في الدنيا يلجأ أولا إلي إعلامه المحلي فإن لم يجد فيه ما يشبعه ويجيب عن تساؤلاته الكثيرة ويشاركه أفراحه وأحزانه فيلجأ لجهة أخري، الإعلام الحكومي في مصر يدخل في سباق مع الإعلام الخاص رغم أن الإعلام الخاص له توجهاته وحساباته المختلفة..أولا يجب أن أدرك دوري ثم أؤديه بكفاءة لكن أن يختلط دوري بدور الآخرين فهناك يبدأ الفرق..أقولها بصراحة كنت أتمني أن يتميز الإعلام الحكومي بدور لا يؤديه الآخرون.

·         أين يبدأ وينتهي حياد الإعلام؟وهل هناك حيادية مطلقة؟

- لا توجد في أي قناة حيادية مطلقة، كل قناة لها أهدافها وحساباتها سواء كانت حكومية أو خاصة..لكن هناك قدر من المصداقية إذا حافظت عليها القنوات تنجح، وهذا يبرز أكثر في القنوات الإخبارية بدليل أن هناك قنوات تنجح وتستمر وتصبح مصدر ثقة، وأخري يتم التشكيك فيما تقوله وبالتالي تفقد ثقة المشاهد، والآن المشاهد أمامه عشرات القنوات يتوقف بالريموت أمام كل قناة لمشاهدة شيء بعينه ولم تعد هناك قناة تمسك بتلابيب المشاهد زي زمان..حتي أن هناك مرضاً نفسياً معروفاً وسببه كثرة التنقل بالريموت بين القنوات. المشاهد يظل يجري بين القنوات وبعدين يقفل التليفزيون بالضبط كمن يصاب بالتخمة فيبدأ يكره الأكل.

·         أول أجر تقاضيته في التليفزيون كان كام؟

- عملت لفترة طويلة تقترب من عشر سنوات لا أتقاضي أجرا عن تقديم وإعداد نادي السينما،لأن طول عمري كان تركيزي علي ماذا أفعل وليس كم أجني من وراء هذا العمل رغم أنني أرحب لو كان العائد جيداً، لكن أنا عندي مشكلة من زمان وهي الخجل الشديد من التحدث في الأمور المالية، زمان كانت المسائل محددة في التليفزيون الدقيقة بكذا والعشرة بكذا..وأحد الزملاء استغرب جدا عندما علم أنني لا أتقاضي أجراً عن البرنامج وقالي إن من حقي الحصول علي أجر. وطالب مني كتابة ورقة فرفضت وقلت له مش هاقدر أكتب وأطالب بفلوس فكتب الطلب ووقعه، فمنحوني أجراً عظيماً كان 15 جنيها في الحلقة ثم بعد فترة وصل المبلغ إلي 50 جنيهاً وبعدين حدثت انفراجة عظمي وحصلت علي 150 جنيهاً.. وفي السنوات الأخيرة المسائل اختلفت بعض الشيء. لكن لم نصل بعد إلي ما نسمعه الآن من أرقام خرافية..كتير قوي.

·         شعورك إيه وانتي بتسمعي عن الأرقام الفلكية لمقدمي البرنامج؟

- أقولك حاجة.. ولا حاجة، يكفيني ويشبعني وأنا ماشية في الشارع إن واحد يوقفني ويسألني: فين نادي السينما؟ إزاي يتلغي ويقولوا إنه مبيجبش إعلانات واحنا متابعينه كويس؟ يكفيني سؤال الناس في كل مكان عن البرنامج، يعني عندما يقول ويكتب الناقد الفني طارق الشناوي أن محاضرة محمود مرسي في معهد السينما كانت يوم الأحد صباحا وكانوا يناقشون فيها ما شاهدوه في البرنامج أمس فهذا يكفيني ويجعلني أشعر بأنني قدمت للمواطن خدمة من خلال التليفزيون المحلي لم يبحث عنها في القنوات الخاصة.

·         لك كتاب عن السياسة والسينما في الخمسينيات.. ما الذي تغير أواختلف؟

- اختلفت أمور كثيرة هامش الحرية ونظام الحكم وثقافة الناس واهتمام الدولة واعترافها بالسينما كفن جماهيري..السينما في مصر كادت تموت ثم نشط مجموعة من الشباب وتولوا المسئولية ثم دخلت شركات الإنتاج وتولت الموضوع بشكل تجاري أكثر منه فني..لكن أكثر ما يحزنني أن الدلة رفعت يدها عن السينما تماما وأن وزارة الثقافة تقول إنها تعطي تمويل مليون جنيه في السنة وهذ مبلغ لا يكفي لصناعة فيلم واحد محترم.

السينما في مصر يتيمة لا أحد يتولاها لا وزارة الثقافة ولا وزارة الإعلام ولا وزارة الصناعة حتي باعتبار أنها صناعة وزارة المالية؟ اسأل أي واحد في مصر السينما تنتمي إلي أي جهة..كيف وصلنا إلي هذ الحد؟ سيبك من بيع التراث القديم، حتي التراث الجديد يباع لأن معظمه إنتاج مشترك أو كامل لقنوات تليفزيونية عربية، ماذا يملك المصريون الآن؟ وأين التليفزيون المصري ووزارة الثقافة..فين الاستوديوهات اللي عملتها الدولة لسه بيشتغلوا علي استوديوهات معظمها من أيام طلعت حرب!

·         توليت في فترة من الفترات الرقابة في وزارة الثقافة..كيف كان يتم التعامل مع الأفلام؟

- بسهولة شديدة أنا كان اعتراضي دائما علي الابتذال والتدني والبذاءة. أنا أتخيل أن أي رقيب في الدنيا ضد هذا يجب ألا يقبل مثل هذه الأشياء أو أي فنان.

·         والأفلام السياسية؟

- لم تكن هناك مشاكل من أي نوع من هذه الأفلام بأي منطق أقف أمام فيلم سياسي، لاحظ أن دراستي كانت قائمة علي السياسة وكتابي كان في هذا المجال وتكلمت فيه عن تغيير الدستور وتحديد مدة بقاء الرئيس والانتخابات الحرة، فكيف أقف أمام فيلم يحمل مضمونا سياسياً.

·         لماذا توقف برنامج «نادي السينما»؟

- لأني حسيت إنه خرج من بيته وربما كان طول مدة وجوده سبباً.ثم شعرت بأن طبيعة البرنامج لا تلائم المشاهد الفضائي الذي تعود علي كثرة التنقل بين البرامج والقنوات.

·         ولماذا قبلت عرض قناة دريم؟

- لأن التليفزيون تخلي عن البرنامج رغم نجاحه ورغم عدد مشاهديه ورغم جودته التي أقولها بملء الفم..ووصلتني دعوة كريمة من جهة مصرية محترمة وهي قناة دريم..وأقوم الآن بالتحضير لتقديم برنامج ثقافي شامل لمدة ساعة علي دريم.

·         ما علاقتك بالتليفزيون حالياً؟

- لا توجد أي علاقة.

·         ألا تتم دعوتك في المناسبات أو عرضوا عليك تدريب شباب المذيعين مثلا؟

- لا.. وآخر دعوة تلقيتها للمشاركة في حدث بالتليفزيون رفضتها

·         لماذا؟

- لأنها دعوة لا تليق بي ولا بتاريخي في هذا المبني، حيث كانت في مهرجان الإذاعة والتليفزيون الأخير واكتشفت أنهم اختاروني في لجنة اسمها «فرز الأعمال» المقدمة فرفضت دون تردد.

·         ما تفسيرك لهذا التصرف من جانب المسئولين في التليفزيون معك؟

- ربما كان عقاباً لأنني ذهبت إلي دريم.. تخيل التليفزيون بيستعين بأشخاص كثيرين جدا من خارجه ولا يستعين بأبنائه.. وعندي سؤال للقائمين علي هذا الجهاز:من الأسماء الإعلامية التي خرجت من التليفزيون المصري خلال الـ15 عاماً الماضية؟ عايزة حد يقولي اسماً كبيراً الآن علي الساحة الإعلامية تدرب في التليفزيون وتربي داخله خلال السنوات الماضية، رغم أن هذه هي وظيفة التليفزيون؟ قارن هذا بما يحدث علي الشاشات العربية التي أنجبت الكثير من النجوم وتبني وتعد «كوادر» باستمرار هم وقودها الحقيقي!

الدستور المصرية في

13.07.2010

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)