كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

طارق الشناوي يكتب :

لمحات في الذكرى الخمسين للذي ولد عملاقاً

نصف قرن على إنشاء التلفزيون المصري

   
 
 
 
 

ماسبيرو الآن يقاوم الاحتضار في ظل ثورة الفضائيات والحل الوحيد للإصلاح هو العمل بمقولة «انسف تليفزيونك القديم»

لدي قناعة راسخة بأن كل منا في الحياة يرتبط لا شعورياً بما تقدمه التكنولوجيا من مستجدات عصرية من ولد مع عصر الكهرباء أو التليفون ليس كمن ولد في عصر المحمول والإنترنت.. أشعر أن مواليد زمن الإذاعة وزعامة الميكروفون ليس كمن ولد في عصر التليفزيون وثقافة الصورة.. أنا أعتبر نفسي من مواليد عصر التليفزيون الأبيض والأسود عندما كان الحصول علي التليفزيون في متناول الطبقة المتوسطة كل الموظفين مقابل جنيه أو اثنين في الشهر يخصمان من المرتب يستطيع أن يحصل علي تليفزيون هكذا دخل التليفزيون بيتنا لأن أبي كان من هؤلاء الذين يحق لهم يخصم منهم جنيهين من مرتبهم.. تربت ذاكرتي علي مكانة خاصة للتليفزيون في بيتنا.. عندما كان الإرسال لا يتجاوز بضع ساعات ولا يوجد سوي قناتين فقط اسمهما «5» و«9» أتذكر أنني كنت أحرص علي أن أفتح التليفزيون قبل بداية الإرسال وأنتظر ظهور دائرة عليها أرقام لا أفهمها ولكني ألا أنكر سعادتي عندما كنت أتسمر أمام الشاشة حتي يأتي صوت المذيعة معلناً بدء الإرسال وأنتظر محتفظاً بنفس الدهشة حتي يأتي صوت المذيعة معلناً نهاية الإرسال وكثيراً ما كنت أتأمل تلك الدائرة السحرية ذات الأرقام التي لا أفهم منها شيئاً ثم أستمع إلي صوت «الوش» وهو يأتي عادة بعد ثانية واحدة من اختفاء تلك الدائرة ولا أجد أمامي سوي إغلاق التليفزيون.. صار التليفزيون يشكل أكبر متعة في حياة البيت المصري.. مباريات الكرة وصوت الكابتن «لطيف» كانا هما متعتي الأولي في تلك السنوات لا ينافسهما سوي المسلسلات التي كانت تعرض مثل «هارب من الأيام» و«خماسية الساقية».. نجوم مثل «صلاح السعدني»، «عبد الله عيث» سميحة أيوب وسناء جميل مسرحيات يلعب بطولتها «أبو بكر عزت»، «فؤاد المهندس»، «محمد عوض»، «عبد المنعم مدبولي»، «أمين الهنيدي» كانوا هم الأقرب إلي مشاعري.. لعب التليفزيون دوراً اجتماعياً وثقافياً وفنياً.. مثلاً كان نجوم الشاشة الصغيرة هم أيضاً نجوم المجتمع ولهذا وقع اختيار المخرجين عليهم للتمثيل وهكذا نجد مخرجين بحجم «يوسف شاهين»، «صلاح أبو سيف»، «عاطف سالم» يقع اختيارهم علي مذيعين مثل «نجوي إبراهيم»، «عبد الرحمن علي»، «سمير صبري»، «مني جبر» للاشتراك في بطولة أفلام سينمائية.. المايسترو «صالح سليم» نجم الكرة الأول يسند له المخرجون عز الدين ذو الفقار وهنري بركات وعاطف سالم «الشموع السوداء»، «الباب المفتوح»، «السبع بنات».. يتذكر الجميع «صالح سليم» باعتباره نجماً أسطورياً استثنائياً علي المستطيل الأخضر ولكن الحقيقة أنه إذا كان «صالح سليم» عنوان الأهلي فإن الكابتن «يكن» كان هو أيضاً عنوان الزمالك وتمت أيضاً الاستعانة به هو وعدد من لاعبي الزمالك مرة أو اثنتين مع آخرين في أفلام كان حظها مثل حظ الزمالك قليلاً من النجاح حتي الكابتن «لطيف» باعتباره هو الأكثر نجاحاً بين المعلقين كثيراً ما كان يستعين المخرجون بمقاطع من تعليقاته في الأفلام.. وبرغم أهلويتي وتعصبي في تلك السنوات - ملحوظة لا أزال أشجع علي خفيف الفانلة الحمراء - برغم ذلك فإن حماسي للكابتن «لطيف» الزملكاوي كان يفوق متابعتي لكل المعلقين «علي زيور» و«حسين مدكور» برغم أهلويتهما الواضحة فأنا لا أنسي خفة دم «علي زيور» ورصانة أداء «مدكور» إلا أن «لطيف» حاجة تانية!!

التليفزيون في رمضان هو السيد القادر علي أن يسيطر علي الجميع فوازير ثلاثي أضواء المسرح «جورج» و«سمير» و«الضيف» ثم رحل «الضيف» ويستمر «جورج» و«سمير».. أتذكر لجورج سيدهم حلقة وهو يؤدي دور «أحدب نوتردام» التي كان يكتبها الشاعر «حسين السيد» ويخرجها «محمد سالم» الذي كان يحمل لقب ملك المنوعات علي اعتبار أن «نور الدمرداش» كان هو ملك الدراما.. كان «جورج» يردد قائلاً «يا بختك يا حجر يا بختك يا حجر يا ريتني كنت قاسي وقلبي من حجر» فكنت أبكي من فرط صدقه في الأداء.. لم تستسلم الإذاعة لهذا الذي وصفوه قبل نصف قرن بأنه ولد عملاقاً.. «د. عبد القادر حاتم» وزير الإعلام الأسبق أول من تحمس لإنشاء التليفزيون برغم أن الدولة لم تكن مستعدة اقتصادياً لإقامته كانت هناك أولولويات أخري.. وتأجلت خطة إنشائه الثورة أخرت دخول التليفزيون لأن الملك «فاروق» كان قد وضع خطته لدخول التليفزيون لمصر في عام 52 وبدأت التجارب بالفعل بتصوير زواجه من الملكة «فريدة» ولكن مع الثورة تعثرت الأولويات وأرجأوا المشروع أمام توجه سياسي واقتصادي واجتماعي يعيد طرح الضروريات معتقداً بأن كل شيء من الممكن تأجيله.. مصر هي الدولة العربية الثانية التي يدخل إليها البث التليفزيوني سبقتنا العراق بثلاثة أعوام ولأننا كنا نحمل اسم الجمهورية العربية المتحدة وهناك وحدة مع سوريا فلقد دخل البث التليفزيوني يوم 21 يوليو أيضاً مع سوريا إلا أن هذا لم يعن تشييع جثمان الإذاعة لأنها في الحقيقة لم تفقد بريقها ولا وجودها حتي الثمانينيات خاصة في رمضان بل كانت فوازير «آمال فهمي» ومسلسلات «محمد علوان» وبعدها مسلسل «سمير عبد العظيم» ومسلسل «فؤاد المهندس» و«شويكار» وبرامج إذاعية أخري تشكل قوة جاذبة للمستمعين وقبل سنوات قليلة لم يصمد من كل ذلك سوي فوازير «آمال فهمي» وبرنامج «عمر بطيشة».. كان «عمر» قد توقف أثناء رئاسة «إيناس جوهر» عن تقديم برنامجه وانتقل إلي الإذاعة الخاصة نجوم «F.M» وفي مرحلة أظنها مطلع الثمانينيات أصدر وزير الإعلام في رمضان قراراً بإيقاف الإرسال التليفزيوني في الفترة من المغرب إلي العشاء حتي يتابع الناس فقط الإذاعة وبعدها ينتقلون إلي التليفزيون لتصبح المنافسة متكافئة ولكن الأمر لم يستمر طويلاً ربما فقط عاماً أو عامين ثم عاد الإرسال مجدداً مرة أخري دون توقف .. كان يحدث أحياناً أن يصدر قرار بإنهاء الإرسال مبكراً الثانية عشرة حتي لا يسهر الناس ويتغيبون عن العمل ثم توقفت كل هذه القرارات.. ظل التليفزيون هو الملك المسيطر علينا والغريب أنني توجهت في بداية مشواري الصحفي لتغطية أخبار التليفزيون ولم يكن لدي تصريح دخول للمبني ولم تمنحني مجلة «روز اليوسف» أي ورقة رسمية تؤكد أنني أتدرب بها لأستطيع دخول المبني وكثيراً ما كنت أتحايل علي الأمن وأدخل أحياناً خلسة وأتذكر أن الكاتب الروائي والإذاعي الكبير «بهاء طاهر» كان مسئولاً عن إذاعة البرنامج الثاني وكثيراً ما كان يتدخل دون أي معرفة سابقة بمنحي تصريحاً يتيح لي الدخول للمبني.. أتذكر ثورة لمخرجي التليفزيون احتجاجاً علي لائحة الأجور وعدم توفر العدالة وكنت أتبع وقتها مبدأ أن الصحفي من حقه أن ينتحل أي شخصية للحصول علي الحقيقة واندسست بين فريق المخرجين علي اعتبار أن ملامحي إذا كانت لا تؤهلني بأن أبدو مخرجاً فهي من الممكن أن تضعني في زمرة مساعدي الإخراج وبدأ النقاش الساخن بين «عبد الرحيم سرور» رئيس التليفزيون والعاملين وأنا سعيد بما يجري أمامي وأشحذ ذاكرتي لالتقاط تفاصيل هذا الاجتماع الساخن ثم فوجئت بأن أحد المخرجين يطلب الكلمة وقال «بيننا صحفي جاسوس» وانفعل «عبد الرحيم سرور» كيف يدخل صحفي إلي عرين الأسد وتم طردي من عرين الأسد ومن بعدها علمت أنه حتي الثائرون بينهم من يعملون لحساب النظام الذي يعلنون غضبهم عليه لأن هذا المخرج كان هو وقتها يبدو أمام الجميع بأنه أكثر الغاضبين ثورة!!

أحداث كثيرة تزاحمت في ذاكرتي ولكني لا أنسي ثورة أخري هي تلك التي أعلنها مذيع نشرة الأخبار «شفيع شلبي».. كان «شفيع» هو أول مذيع تليفزيوني يتمرد علي أسلوب التقديم سبقه نجوم في التليفزيون مثل «سمير صبري»، «طارق حبيب»، «أحمد سمير»، «محمود سلطان» ولكن «شفيع» جاء بأسلوب آخر أكثر بساطة وتلقائية وجرأة أتذكر له حديثاً مع «يوسف السباعي» وكان وزيراً للثقافة اتهمه «السباعي» علي الهواء بأنه يتجاوز في أسئلته.. كان «شفيع» يأتي للمبني وهو يستقل دراجته ويضعها علي مقربة من «عم عريان» بائع الجرائد، اعتبرت بعض القيادات أن هذا التصرف لا يليق بمذيع يعمل في «ماسبيرو» وبينما اعتبرناه وقتها أسلوباً عصرياً جداً لمذيع في بداية حياته لا يستطيع شراء سيارة خاصة به وليس لديه سيولة نقدية لكي يسدد ثمن أجرة التاكسي.. ابتعد «شفيع» عن المبني ولم تفلح كل المحاولات لعودته ليس بسبب الدراجة ولكن من المؤكد أن ملامح المذيع الذي يقف خارج الصف لم تكن واردة ولا هي أيضاً مستحبة.. المذيع التابع للدولة الموظف المنضبط هي المسيطرة علي المبني خاصة أننا نتحدث عن مرحلة ما قبل الفضائيات.. الآن صارت ملامح هذا المذيع هي المطلوبة ويبدو «شفيع» وكأنه جاء قبل موعده بربع قرن ولهذا وجه كل طاقته بعد ذلك في مجال إخراج الأفلام التسجيلية التي توافقت مع أحلامه!!

الفضاء جاء بقواعد مختلفة.. التليفزيون المصري لا يرحب سوي بالمذيع الموظف.. العديد من المذيعين الذين انتهي عمرهم الافتراضي أو الذين تسللوا بدون أي إمكانات واحتلوا مساحة علي شاشة مصر الفضائية هم المسيطرون.. لا شك أن المذيعين والمذيعات هم واجهة الشاشة وعنوانها الأول إلا أن المناخ الذي نشأ وترعرع فيه التليفزيون منذ افتتاحه قبل نصف قرن أنه أتاح الفرصة للمذيع الموظف وأبعد النجوم.. كان التليفزيون يتعامل مع أي مذيع به بارقة نجومية مثلما يتعامل النجار مع رؤوس المسامير البارزة حيث ينهال عليها ضرباً بالشاكوش.. أغلب مذيعي الشاشة سواء الفضائية أم الأرضية عرفوا أن المطلوب منهم أن يتحولوا إلي موظفين في هذا المبني الضخم المترامي الأطراف الذي امتد طولاً وعرضاً وأقيم له برج إضافي مع مساحات جانبية نمت وتشعبت لكي تستطيع أن تضم هذا العدد المتوالد من القنوات التي كانت تنمو في عهد وزير الإعلام الأسبق «صفوت الشريف» الذي كان يتباهي مرتين الأولي بأن لديه أكثر من 30 قناة تليفزيونية والثانية بأنه آخر وزير للإعلام.. خسر بالطبع رهانه الثاني ولم يحمل لقب آخر وزير إعلام لأن الدولة عندما نقلته إلي مجلس الشوري أبقت علي وزارة الإعلام وتتابع وراءه وزيرين «ممدوح البلتاجي» ثم «أنس الفقي».. أما مسألة الزيادة الأفقية في قنوات التليفزيون فإنها أمام زيادة رقعة الفضاء وتعدد القنوات باتت تشكل عبئاً علي الدولة ومنذ عهد د. «البلتاجي» وهناك محاولات لتقليص مساحات تلك القنوات.. كانت الخصخصة أحد الحلول المطروحة، وبدأ «د. البلتاجي» هذه الخطوة متعجلاً ولهذا بعد أن اتخذ خطواته الأولي في البيع اضطر للتراجع، ثم تم إقصاؤه عن الإعلام.. الدولة تعلم أن قبضتها ينبغي أن تزداد قوة علي ما لديها من مساحات للبث وأنها حتي لو باعتها لرجال أعمال تابعين لها فإنه ليس بالضرورة أن تتوافق كل الأهداف والمصالح.. تأثير القنوات الرسمية في عصر السماء المفتوحة أصبح شبه معدوم.. التليفزيون المصري خارج المنافسة باستثناءات قليلة جداً ومعدودة لا تتجاوز نصف أصابع اليد الواحدة مثل «البيت بيتك» سابقاً «مصر النهاردة» حالياً ثم «من قلب مصر».. برامج التليفزيون مهما تعددت القنوات تفتقر إلي الجاذبية، والعيب بالطبع لا يتجسد فقط في أغلب مذيعيه ومذيعاته إلا أنها قد تبدو خطوة إعادة اختيار المذيعين والمذيعات في كل قطاعات التليفزيون محاولة لا بأس بها، ولكنها وحدها لا تكفي ينبغي أن يتوازي معها تغيير في المناخ العام داخل «ماسبيرو» الذي يقتل بريق أي نجم قادم.. لا أراهن علي مساحة الحرية التي أراها تتقلص بقوة ضغط الحكومة علي القنوات الخاصة فما بالكم بقنوات الدولة ولكني أري أن نظرية المسمار والشاكوش هي الأجدي بالتحطيم.. ينبغي علي قيادات «ماسبيرو» وهي تتعامل مع مذيعيها ألا تلعب دور النجار!!

كان وزير الإعلام السابق د. «ممدوح البلتاجي» هو أقل الوزراء عمراً داخل وزارة الإعلام لم تتجاوز صلاحيته أكثر من 11 شهراً، ولكنه كانت لديه خطة للتطوير بعد أن ظل «صفوت الشريف» وزيراً للإعلام 20 عاماً برمج خلالها الجميع علي اتباع قواعد صارمة فأصبحوا يشبهون قوات الأمن المركزي، وهكذا نجد أن الولاء لكل ما يصدر عن الحكومة هو الطابع المميز لهم.. بعد انتقال «صفوت الشريف» إلي رئاسة مجلس الشوري.. انتقال «صفوت» له أكثر من تفسير ولكن ليس الآن مجال للتفسير الأهم هو أن «البلتاجي» جاء إلي وزارة الإعلام مدعماً بآمال عريضة للتغيير وبدأها بفكرة «البيت بيتك» محاكاة للقاهرة اليوم علي قناة «أوربت» الذي كان يعلم الجميع أن الرئيس «مبارك» من متابعيه، وتخبط البرنامج أقصد «البيت بيتك» كثيراً في البحث عن مذيعين، كان أعمدة البرنامج هم مهندس الديكور «محمود بركة» والكاتب الصحفي «محمد هاني»، وتعددت الأسماء من المذيعين والمذيعات والتحق به في البداية قرابة الـ 30 مذيعاً من مختلف القنوات، ثم اكتشفوا أن النجاح يرتكن إلي مذيع نجم، استقروا علي مذيع من خارج المبني جاء من الصحافة بعد أن حقق نجاحات في قناتي «دريم» و«M.B.C»وهو «محمود سعد» ثم انضم «خيري رمضان» قادماً من «القاهرة اليوم» مع مذيعين جاءا من الإعلام الرسمي «تامر أمين» و«مني الشرقاوي» وظهر «من قلب مصر» للميس الحديدي التي جاءت أيضاً من عالم الصحافة، وبدأ التليفزيون يتحرر تدريجياً من بعض القواعد الصارمة، ولكن ظل هناك شبح البرمجة فهم مبرمجون علي التبعية للقيادة، ثم شاهدنا لأول مرة ثورة بعض المذيعات والمخرجين، حدث ذلك في العام الماضي عندما رفعوا رايات الاحتجاج واقفين أمام باب «4» وهو البوابة الرئيسية لماسبيرو واستطاع «أنس الفقي» أن ينهي هذا الإضراب الذي كان الدافع وراءه ليس سياسياً ولكن غضب ضد اللوائح التي لم تنصفهم ومنحت أجوراً ضخمة لمن يأتي من خارج حظيرة التليفزيون وحاولوا قبل بضعة أشهر إعلان وقفة احتجاج أخري لم تفلح، وأظن أن التكرار صار الآن مستحيلاً!!

«ماسبيرو» يقاوم ولكنه لا يدري هل يفتح الشباك أم يغلق الشباك لو سمح ببعض الانتقاد فإن هناك من يعتبر ذلك خروجاً علي قواعد للدولة وانتهاكاً لحرمتها وأنه سوف يمنح الفرصة للفضاء الخاص للمطالبة بالمثل ولو التزم 24 ساعة بأن يصبح بوقاً للدولة والدفاع عنها فلن يشاهده أحد.. سمح لبعض البرامج الخروج علي تلك الصرامة التي ارتبطت به مثل «مصر النهاردة» - البيت بيتك سابقاً - و«من قلب مصر» كما منح لبعض البرامج الفنية في قطاع القنوات المتخصصة قدراً من المرونة أيضاً، ولكنه لا يزال يتحسس خطواته.. أسندت قبل نحو عام إلي «أسامة الشيخ» رئاسة الاتحاد خلفاً للضابط اللواء «أحمد أنيس» تلك المؤشرات تؤكد علي تغيير ما، حيث استعانت القيادة السياسية برجل مهني ساهم في إنشاء وإنجاح العديد من القنوات الخاصة «ART»، «دريم»، «الراي» وغيرها فهو يعرف مقومات سر خلطة النجاح، ولكن هل يستطيع أن ينطلق التليفزيون في «ماسبيرو» الذي بات كهلاً عجوزاً عمره نصف قرن ويغير قواعده التي نشأ عليها؟! الطريق الوحيد الممكن قد تجد فيه ترديداً لهذا الإعلان «انسف حمامك القديم».. إن أرادوا الإصلاح ليس أمامهم سوي أن يعلونها بصراحة «انسف أولاً تليفزيونك القديم»!!

الدستور المصرية في

13.07.2010

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)