كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«تجربة» في عهد فاروق و«إنجاز»

في عصر عبدالناصر

«ملون» مع السادات و«نايل سات»

في سنوات مبارك

إيهاب التركي

نصف قرن على إنشاء التلفزيون المصري

   
 
 
 
 

قبل أن يصبح التليفزيون في حياة المصريين أهم وأكثر جهاز تعاملوا معه وألفوه كانت الإذاعة هي وسيلة التسلية الأكثر انتشاراً، لم يكن ينقصها سوي نقل الصورة إلي جوار الصوت، في الستينيات كانت فكرة مشاهدة الصورة بمصاحبة الصوت في حفل غنائي يقام في مدينة بعيدة تجربة سحرية، مشاهدة أحد أفلام «إسماعيل يس» أو«هتشكوك» أو«جون وأين» من خلال جهاز صغير في المنزل في الستينيات دون الاضطرار إلي الذهاب إلي السينما كانت أمراً يقترب إلي المعجزة والخيال، سرعان ما تحولت تلك المعجزة إلي هوس بأداة الترفيه الجديدة، أصبح جهاز التليفزيون في حياة الأسرة المصرية مع مرور السنوات أحد أفراد العائلة، تسمع صوته يعلو في الصباح مع استيقاظ من بالمنزل، ويظل ساهراً حتي صباح اليوم التالي، في بعض البيوت - مع انتشار وكثرة القنوات وتنوعها - لم يعد جهاز تليفزيون واحد يكفي، أصبح للأطفال جهاز يتابعون فيه حلقات الكارتون الكثيرة والمتنوعة، وللأم جهاز تتابع فيه المسلسلات في الوقت الذي يكون فيه الزوج يتابع المباريات الرياضية أو برامج التوك شو. لم يكن اختراع التليفزيون ونقل الصورة من مكان إلي آخر مجرد اختراع علمي عادي، كان معجزة سعت الدول والحكومات والأفراد إلي امتلاكه، بدأت التجارب الأولية للحصول علي صورة ونقلها إلي مكان بعيد في نهاية القرن التاسع عشر، كانت تجارب تبدو للعامة مجرد جنون علماء، فلم تكن السينما نفسها قد استوعبت تماماً، كانت العروض الأولي للأفلام تصاحبها أحياناً حالة فزع من الجمهور الذي كان يجري خارجاً من الصالة حينما يشاهد قطاراً مقبلاً نحو الكاميرا، بل في الثلاثينيات ظن الإيطاليون أن فأر ميكي ماوس الضخم علي الشاشة وحش حقيقي وحدث هرج وذعر شديد في قاعة العرض، هذا الصندوق الصغير الذي تتصدره شاشة تعرض الصور البعيدة جاء ليضيف إلي معجزة نقل الصوت عبر التليفون والراديو بعداً أخر، بدا التليفزيون بصورة رسمية في مصر عام 1960 ولم تكن مصر متأخرة كثيراً عن بدايات إنشاء التليفزيون في العالم بمقاييس إيقاع ذلك الزمن، ومع وضع ظروف الحروب التي عطلت انتقال تلك التكنولوجيا سواء بسبب الحربين العالميتين الأولي والثانية في أوروبا، أو بسبب الحروب المحلية التي دارت في الشرق الأوسط وكانت مصر طرفاً فيها، فقد بدأت مصر فعلياً في عهد «جمال عبدالناصر» إنشاء التليفزيون بعد 32 عاماً من بداية الإرسال التليفزيوني المحدود في الولايات المتحدة عام 1928، وتلي الولايات المتحدة في خلال شهور أو سنوات دول كبري مثل إنجلترا وفرنسا وألمانيا والاتحاد السوفيتي، كانت تلك الدول تعمل في أوقات متزامنة علي تجارب اختراع نقل الصورة من مكان إلي مكان، أقدم تلك التجارب ألمانية، وأكثر تلك التجارب نجاحاً كانت في إنجلترا، ولكن الحرب عطلت جميع التجارب في أوروبا مما منح الولايات المتحدة المجال لتكون الرائدة في تنفيذ تجارب حقيقية وناجحة للإرسال التليفزيوني قبل غيرها من الدول، ورغم أن عام 1960 هو التاريخ الرسمي لبداية مشروع التليفزيون في مصر، ورغم أن هذا المشروع كان وطنياً وتمت إدارته بكوادر مصرية مدربة، إلا أن هناك محاولات لبداية الإرسال التليفزيوني في بعض الدول العربية قبل مصر، أغلبها كانت مشاريع يقوم بها المحتل الأجنبي، فحسب تاريخ بدايات التليفزيون عالمياً فقد كانت هناك بدايات أولية في المغرب وكانت تحت الاحتلال الفرنسي عام 1953، ثم العراق والجزائر عام 1956، تلتها الكويت والسعودية عام 1957، في حين بدأ الإرسال في لبنان قبل مصر بعام واحد وكان ذلك في عام 1959، لكن قبل بداية التليفزيون المعروفة في مصر في عهد الرئيس «جمال عبدالناصر» كانت هناك محاولات جادة أيام الملكية، وتعود أول بداية معروفة إلي عام 1947 حيث نشرت جريدة «البروجريه» خبراً عن اعتماد الحكومة المصرية مبلغ 200 ألف جنيه لبناء استديوهات للإذاعة والتليفزيون، ولكن المشروع تعثر حتي عام 1951 حينما بدأت الشركة الفرنسية لصناعة الراديو والتليفزيون أول تجربة إرسال تليفزيوني حقيقية في مصر، وكانت التجربة تهدف لاختبار ملاءمة المناخ في مصر لنظام الإرسال التليفزيوني، وقامت الشركة بالتجربة من خلال تصوير الاحتفالات التي أقيمت بمناسبة زواج الملك فاروق من الملكة ناريمان، وقامت الشركة بوضع بعض أجهزة التليفزيون في عدة نواد وأماكن مهمة بالقاهرة تستقبل البث التليفزيوني للاحتفالات، وظهر في هذا الإرسال التجريبي «حافظ محمود» نقيب الصحافيين وقتها علي شاشة التليفزيون ليوجه التحية إلي أعضاء البعثة الفرنسية التي استخدمت سنترال باب اللوق كمكان للإرسال، وتضع هذه التجربة مصر في المرتبة الأولي عربياً إذا تحدثنا عن أول تجربة حقيقية وناجحة للإرسال، لكن إنشاء كيان كامل وكبير خاص بالتليفزيون جاء في عهد «جمال عبدالناصر» الذي أعطي إشارة البدء في المشروع الكبير عام 1959، فقد أصبحت مصر بما تملك من خبرات فنية في مجال السينما والإذاعة وبما تملك من كوادر بشرية ومواد ومصنفات فنية صاحبة مؤسسة تليفزيونية كبيرة.

رغم عدم وجود وثائق تؤرخ لبدايات البث التليفزيوني في مصر، ونوعية البرامج التي كانت تبث بخلاف خطب الرئيس والقرآن الكريم تقول دراسة أجنبية بموقع تاريخ التليفزيون في العالم أن توجهات مصر الاشتراكية انعكست كثيراً علي البرامج الأجنبية التي كان يعرضها التليفزيون المصري، وكانت في أغلبها برامج فنية وثقافية من إنتاج الاتحاد السوفيتي ومن دول أوروبا الشرقية، وكانت هذه المواد والبرامج الثقافية رفيعة المستوي ولكنها ليست ترفيهية وجماهيرية مثل الأفلام والمسلسلات الأوربية والأجنبية التي بدأ التليفزيون في عرضها وحظي بعضها بشعبية كبيرة مثل مسلسل «الجريء والجميلة» «The Bold and The Beautiful»، و«نوتس لاندينج»، و«مركب الحب» «Love Boat»، و«نايت رايدر»، و«دالاس» الذي أصبح اسم شخصية بطله الشرير «جي أر» تتردد علي الألسنة مرادفاً للشخصية الشريرة، وأيضاً مسلسل «الجذور» الذي أصبح اسم شخصية بطله الفتي الأفريقي الذي عاني الأسر والعبودية «كونتا كينتي» شهيراً للغاية، شخصية المحقق الأمريكي «كوجاك» التي أداها الممثل «تيلي سافالاس» أصبحت أيضاً من الشخصيات الشهيرة حتي أن إعلان حلويات مصري شهير وقتها استخدم شخصيته، أيضاً شخصية المحقق «كولومبو» التي أداها الممثل «بيتر فولك» في مسلسل حمل اسم الشخصية، وهي الشخصية التي ظلت في الذكري حتي أن شخصية الأنيميشن المفتش «كرومبو» تمصير لهذه الشخصية، طبعاً هناك كثير من الأعمال الدرامية العالمية التي كان التليفزيون يحرص علي عرضها مثل المسلسل الإنجليزي «Upstairs, Downstairs»، والمسلسل الياباني «أوشين»، أو مسلسل كوميديا الحرب الفرنسي القصير بعنوان «الفرقة».

قبل أن تستأثر القنوات المتخصصة والمشفرة بحقوق عرض الأفلام الأجنبية الحصرية وقبل هذا العدد الكبير والمهول من القنوات المفتوحة والمغلقة والمشفرة والمدفوعة الثمن كانت مشاهدة الفيلم الأجنبي علي شاشة التليفزيون أمراً أكثر سهولة، كانت عملية مشاهدة الفيلم عملية متعة ثقافية متكاملة، سواء كان هذا البرنامج (نادي السينما) بمناقشاته وتحليلاته الممتعة، أو (أوسكار) باختياراته المميزة، أو (بانوراما فرنسية) بأفلامه المختلفة عن سينما هوليوود، أو (حدث بالفعل) بأفلامه المقتبسة من أحداث حقيقية، أو حتي برنامج المنوعات الشهير (اخترنا لك) كانت فرصة المشاهدة المتنوعة والممتعة يصاحبها النقد والتحليل الذي يقف خلفه إعداد جيد وضيوف متميزون لهم رؤية فنية وثقافية تفتح للمشاهد أفقاً رحباً لفهم العمل الدرامي، في تلك المرحلة كان التليفزيون في أوج مجده عالمياً، وكان التليفزيون المصري ينتقي وينقل من الإنتاج العالمي الكثير من الأعمال التليفزيونية بالإضافة للأفلام، وقد شكلت ثقافة القائمين علي البرامج المتخصصة في الدراما الأجنبية جزءاً مهماً من ظهور العديد من البرامج المهمة التي شكلت وجدان المشاهد المصري لسنوات طويلة خاصة في مرحلة السبعينيات والثمانينيات التي يمكن اعتبارها الفترة الذهبية للتليفزيون المصري بشكل عام. ربما يكون برنامج (نادي السينما) هو البرنامج الأهم الذي كان ينقل روائع السينما العالمية للمشاهد المصري، بقائه ربع قرن كواحد من أهم برامج السينما الأجنبية دليل نجاحه. وقد أصبح ذلك البرنامج بعد فترة من بدايته حالة خاصة للغاية في المشاهدة، فرغم أن الاختيارات المميزة للأفلام كانت من أهم عوامل نجاحه، فإن هناك عوامل أخري جعلت من متعة مشاهدته أمراً خاصاً للغاية، منها ذلك التتر المميز الساحر الذي كان يصاحب بداية ونهاية البرنامج، وكان في مرحلة من عمر البرنامج يستخدم المقطوعة الشهيرة من الموسيقي التصويرية لفيلم «التانجو الأخير في باريس» «Last Tango in Paris» من تأليف الموسيقار الأرجنتيني الأصل «جاتو باربيري»، وذلك قبل تطوير البرنامج وتغيير التيمة الموسيقية للتترات لاحقاً بتيمة إيقاعية أقل نعومة ورومانسية، لكنها أصبحت أيضاً شهيرة جداً ويستخدمها البعض حالياً كنغمة للموبايل رغم أن البرنامج نفسه لم يعد موجوداً بعد أن استغني عنه التليفزيون المصري، وذهبت به الإعلامية «درية شرف الدين» إلي قناة دريم الخاصة ولكنه لم يستمر طويلاً، ارتبط المتفرجون بمشاهدة الفيلم الأجنبي ومتابعة النقاش حوله بالطريقة المميزة التي كانت تقدم بها «درية شرف الدين» برنامجها، طلتها الأسبوعية الرقيقة والهادئة وهي تتحدث عن الفيلم كأنها تلقي قصيدة شعرية كانت تمهيداً مؤثراً يجعل المشاهد مستعداً لمشاهدة الفيلم بعقلية متفتحة ومدركاً لأبعاد الفيلم ورؤية مخرجه، انعكس أسلوبها في احترام الفيلم إلي المشاهد الذي كانت تتفتح له أبعاد ومناطق جديدة متميزة في المشاهدة، بعض تلك الأبعاد فني تماماً أو يتعلق بسلوك الشخصيات في الفيلم وأحياناً تتعلق بخلفية الموضوع الذي يتناوله الفيلم، ولهذا لم يكن كبار نقاد السينما المتخصصين فقط هم ضيوف البرنامج بل أحياناً بعض المتخصصين في الموضوع الذي يتناوله الفيلم ليعطوا للمشاهدة بعداً آخر يربط بين الخيال وبين الحقائق الواقعية التي يتناولها العمل، اهتم البرنامج بعض الفيلم المتميز سواء كان أمريكياً أو أوروبياً، بالطبع التنوع الذي كان يتم به اختيار الأفلام جعل للبرنامج شعبية كبيرة ولا يمكن أن ينكر أحد أن هذا البرنامج أصبح جزءاً من الثقافة العامة للمشاهد المهتم بالفنون وبالثقافة السينمائية. كانت مهمة إعداد البرنامج في البداية يقوم بها الناقد والإعلامي «يوسف شريف رزق الله»، وإذا أضفنا إليه أن مذيعة البرنامج بثقافتها السينمائية واطلاعها كونا ذوق المتفرج في مرحلة مهمة كان التليفزيون مجرد قناتين فقط.

من برامج الأفلام المميزة أيضاً (أوسكار) للناقد «يوسف شريف رزق الله» وهو برنامج كما هو واضح من اسمه يعرض الأفلام الفائزة بالأوسكار، وكان ليوسف شريف رزق الله برنامج مهم رغم انه لا يعرض أفلاماً، وهو برنامج أفلام الأسبوع حيث كان يقوم رزق الله فيه بعرض لأهم الأفلام التي سيعرضها التليفزيون في خلال أسبوع، وتميز العرض الشائق لرزق الله بالإمتاع والمعلومات الغزيرة ومثل هذا البرنامج دليل لكل من يرغب في اختيار الأفلام التي سيحرص علي مشاهدتها.

من البرامج التي ساهمت في عرض نوعية مختلفة من الدراما الأجنبية برنامج (بانوراما فرنسية) الذي كانت تقدمه المذيعة «ميرفت فراج»، ورغم سوء إعداد البرنامج وفقراته المملة ومذيعته التي لا يقل أداؤها المتلعثم سوءاً عن الفقرات إلا أن الفيلم الفرنسي الذي كان يعرضه البرنامج في نهاية الحلقة يعوض الأمر قليلاً، فلم تكن السينما الفرنسية تحظي باهتمام كبير في التليفزيون خاصة السينما التجارية ونجومها «جان بول بلموندو» و«ألان ديلون»، وكانت الفرصة كبيرة من خلال هذا البرنامج لمتابعة العديد من الأفلام الفرنسية الجميلة. من خلال برنامج المنوعات (اخترنا لك) شاهد المتفرج المصري عدداً كبيراً ومهماً من الأفلام التليفزيونية والمسلسلات الأجنبية، ارتبط هذا البرنامج بسهرة يوم الأربعاء حيث يتاح لمحبي مسلسلات الخيال العلمي والأكشن والمغامرات مشاهدة أشهر المسلسلات التي حظيت بشعبية كبيرة، وأصبحت شخصيات أبطالها مشهورة للغاية وأصبحت جزءاً من ثقافة المجتمع منها «الرجل الأخضر» و«ستيف أوستن» أو «رجل بستة ملايين دولار» «The Six Million Dollar Man» مسلسل الخيال العلمي بطولة «لي ميجرز» رائد الفضاء الذي يفقد كثيراً من أجزاء جسمه في حادث تحطم مركبته، ويتم من خلال شخص يدعي أوسكار يعمل في وكالة المخابرات الأمريكية إعادة بناء أجزاء جسم «ستيف أوستن» المفقودة بأخري آلية تكلفتها ستة ملايين دولار وهو مبلغ باهظ في فترة السبعينيات زمن إنتاج المسلسل، ويعد هذا المسلسل من الأعمال المبكرة لمسلسلات الخيال العلمي وكانت الخدع التي تصور «ستيف أوستن» يجري بسرعة رهيبة أو يثني الحديد ويري الأماكن البعيدة بعينه التلسكوبية مدهشة ومثيرة للغاية خاصة بمصاحبة الموسيقي والمؤثرات الصوتية المميزة مع الحركة البطيئة، كما يظهر مسلسل متفرع من نفس الحبكة بعنوان «المرأة الخارقة» «The Bionic Woman» بطولة الممثلة الأمريكية «لندساي واجنر» وهي النموذج الانثوي من «ستيفن أوستن» ولكن مع اختلاف الامكانيات، حيث كانت البطلة واسمها «جيمي سومرز» تتمتع بحدة السمع، وهي في المسلسل الاصلي خطيبة «ستيف أوستن» ولاعبة تنس تتعرض لحادث أثناء قيامها بالطيران الشراعي، ولاشك أن «ماكجيفر» ذلك الرجل الذي يحل كل مشاكله بأدوات بسيطة ومعلوماته العلمية الغزيرة، وبالطبع ينضم مسلسل الأكشن «مهمة مستحيلة» «Mission: Impossible» بموسيقاه المميزة إلي قائمة الأعمال الشهيرة في الثمانينيات، ولاحقاً في التسعينيات أصبحت سلسلة الغموض والخيال العلمي «ملفات اكس» «The X-Files» من الأعمال ذات الشعبية الكبيرة.

ساهم التليفزيون فيما مضي بشكل كبير في تشكيل ذوق ووجدان المشاهد المصري، ومن يتابع برامج وأفلام ومسلسلات وخريطة برامج الأعمال الأجنبية في التليفزيون حالياً سيجد أن هذا التليفزيون الذي أسس شكل وصورة الإعلام العربي شاخ نتيجة كثير من السياسات والخطط غير الناجحة، والتي لم تواكب العصر ولم تحترم تاريخ هذا الجهاز، ورغم القنوات الأرضية والفضائية التي أصبح عددها في الليمون إلا أن النتيجة حالة صخب وزحام بلا جاذبية أو اهتمام كبير من المشاهدين.

الدستور المصرية في

13.07.2010

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)