كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

التلفزيون المصري: التحدي والإنشاء !

كمال القاضي ـ القاهرة

نصف قرن على إنشاء التلفزيون المصري

   
 
 
 
 

في دراسة متخصصة عن تاريخ التليفزيون المصري ونشأته أعدها نخبة من أساتذة الإعلام وقيادات ماسبيرو تم حصر شامل لإنجازات التليفزيون في مرحلة الستينيات وما تلاها وألقى الضوء على مراحل تطور البث منذ عام 1960 وحتى دخول الإعلام المصري عصر الفضائيات، تناولت الدراسة ثلاثة محاور رئيسية أولها النشأة واستعراض إرهاصات الخدمة التليفزيونية في مصر وبدايات الإرسال وصولا إلى عام 1980 والتطور الذي بدأ مع عام 1981، حيث التفكير في مد الإرسال لتغطية كل أنحاء الجمهورية ثم الاتجاه نحو إنشاء القنوات الإقليمية والدخول في عصر الفضائيات والقنوات المتخصصة، ويأتي المحور الثالث بمثابة مسح شامل لنمط الملكية والمسؤولية الإعلامية والاجتماعية والذاتية الثقافية في مواجهة الغزو الوافد وإعداد الكوادر الإعلامية، تتناول الدراسة القنوات التالية من حيث النشأة والتطور والأهداث وساعات البث، القناتان الأولى والثانية والقنوات الإقليمية والقنوات المتخصصة.

في عددها الصادر في 13 شباط/فبراير عام 47 نشرت جريدة 'البروجرية' خبرا عن اعتماد الحكومة المصرية مبلغ 200 ألف جنيه مصري لبناء استديوهات للإذاعة والتليفزيون، ولكن أحبط المشروع وتأجل تنفيذه حتى عام 1951 وفي هذه الأثناء أجرت الشركة الفرنسية لصناعة الراديو والتليفزيون أول تجربة للإرسال في مصر، وذلك لتصوير المهرجانات التي اقيمت بمناسبة الزواج الثاني للملك فاروق عن طريق محطة إرسال أقيمت بمبنى سنترال باب اللوق وكان لهذه الشركة هدف آخر أن تعرض على الحكومة المصرية آن ذاك تشييد محطة تليفزيونية بالقاهرة وروجت الشركة الفرنسية لمشروعها الإعلامي الجديد بوضع أجهزة الاستقبال التليفزيونية في بعض الأماكن المهمة بالقاهرة وأقيم حفل ساهر بهذه المناسبة دعا إليه كبار الصحافيين وعدد من الوجهاء وظهر لأول مرة نقيب الصحافيين في ذلك الوقت حافظ محمود على شاشة التليفزيون ليوجه التحية الى أعضاء البعثة الفرنسية التي استخدمت سنترال باب اللوق في فعاليات الحفل الساهر، وكما هو وارد في الدراسة ان هذه التجربة كانت اختبارا أجرته بعثة الاتصالات الفرنسية لإثبات صلاحية المناخ المصري للبث التليفزيوني، وفي ايار(مايو) من عام 53 نشرت إحدى الصحف الفرنسية أيضا إقتراحا لإحدى الهيئات الأجنبية بإنشاء محطة تليفزيون بالقاهرة تغطي مساحة 60 كيلو مترا مربعا قابلة للزيادة وتحول المشروع للدراسة الى ان جاء عام 54 وتقدم الصاغ صلاح سالم بمشروع الى الرئيس جمال عبدالناصر شخصيا لإنشاء إذاعة جديدة ومحطة تليفزيونية فوق جبل المقطم ووافق الرئيس عبدالناصر فورا على المشروع وأوكل مسؤوليته الى المهندس صلاح عامر وكيل الإذاعة للشؤون الهندسية وعليه اعتمدت حكومة الثورة مبلغ 108 ألف جنيه لإقامة مبنى الإذاعة والتليفزيون في مساحة 12 ألف متر بشارع ماسبيرو بكورنيش النيل بولاق وبدأت الدراسات وأعلن عن استيراد مصر لأجهزة اتصال حديثة خلال عام 56، وقد جرى العمل في تصميم الاستديوهات ومحطات الإرسال ودراسة وضع نواة للتليفزيون فوق جبل المقطم وتطايرت أنباء رسمية للعالم كله عن بداية البث الإذاعي التليفزيوني في منتصف عام 57 ولكن سرعان ما تعطل تنفيذ المشروع بسبب العدوان الثلاثي وظل معطلا إلى عام 59 وفي 25 تموز/يوليو من عام 59 فتحت عطاءات المشروع من 14 شركة عالمية كبرى وتمت الدراسة الفنية لهذه العطاءات في خلال ثلاثة أشهر وتبين أن الصالح للمشروع من الناحيتين الفنية والاقتصادية هو العرض المقدم من شركة R.C.A الأمريكية واستقر الرأي على استخدام النظام الأوروبي 625 خطا و50 مجالا للصورة في الثانية الواحدة، حيث أنه الأكثر ملائمة من الناحية الفنية للتيار الكهربائي المتردد المستخدم في مصر بواقع 50 ذبذبة في الثانية الواحدة، وقد اختير للحيز 3 كيلوات بند، ولم يمر سوى ستة أشهر على بداية المشروع حتى تم الإنتهاء منه وبدأ الإرسال في 21 تموز/يوليو عام 1960 بعد صدور تعليمات من القيادة السياسية بضرورة الإنتهاء من هذا الإنجاز قبل مرور شهرتموز (يوليو) وإتاحة الفرصة لإجراء البروفات الهندسية الخاصة بالاستديوهات على مسرح قيصر عابدين الذي تحول الى ورش عمل، فضلا عن استخدام كافة الإمكانيات الموجودة باستديو مصر، وفي نفس الوقت كانت البعثات المصرية في طريقها للعودة من الخارج بعد دراسة أحدث النظام الهندسية والإذاعية بمعهد R.C.E بأكاديمية S.R.T بنيويورك وتم لأول مرة إفتتاح التليفزيون المصري في تمام الساعة السابعة مساء 21 تموز(يوليو) 1960 ولمدة خمس ساعات يوميا في الاحتفال بالعيد الثامن لثورة تموز/يوليو وبدأ الإرسال بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم إذاعة وقائع حفل افتتاح مجلس الأمة وخطاب الرئيس جمال عبدالناصر ونشيد وطني الأكبر ثم نشرة الأخبار ثم الختام بالقرآن الكريم، وفي أعقاب افتتاح المبني وبداية الإرسال صدر أول قرار من رئيس مجلس إدارة هيئة الإذاعة المصرية السيد محمد أمين حماد بإنشاء إدارة عامة للإذاعة المرئية 'التليفزيون' تتبع الإذاعة المصرية ليبدأ الإرسال الإعلامي المنتظم لهذا الوافد الجديد، وقد بلغت قوة الإرسال حينذاك 20 كيلو وات من محطتي الإرسال اللتين أنشئتا فوق المقطم بإرتفاع 300 متر فوق سطح البحر.

استهل التليفزيون المصري إرساله بقناة واحدة 'القناة الخامسة' وكان زمن الإرسال محددا، بمعدل 6 ساعات يوميا يبدأ في السابعة مساء الى ما بعد منتصف الليل ثم ارتفع هذا المعدل ليصل الى 13 ساعة يوميا بعد بدء إرسال القناة الثانية '7' في 21 تموز/يوليو عام 61، في 13 تشرين الاول/أكتوبر من عام 62 بدأ إرسال ثالث قناة بالتليفزيون المصري '9' ووصل متوسط ساعات الإرسال على القنوات الثلاث الى 20 ساعة يوميا وتضاعفت شيئا فشيئا لتصل ما بين 25 و30 ساعة يوميا.

وقد أنشئت محطة إرسال أسوان في تموز/يوليو عام 62 في محاولة لتعميم الإرسال لتغطية المناطق النائية وبلغ إرسال المحطة ثلاث ساعات يوميا وكانت تنقل الشرائط الإذاعية عبر القطار من ماسبيرو الى أسوان، وهكذا بدأت مسيرة الإعلام المصري في التنامي حتى وصلت الى ما هي عليه الآن بفضل الجهود المخلصة والقرار الجريء للرئيس عبدالناصر بضرورة إنشاء هيئة إذاعية تتحدث بلسان مصر وشعبها في الوقت الذي كان يواجه فيه تحديات على كافة الأصعدة والجبهات، رحم الله الرئيس.

القدس العربي في

29/11/2009

 
 

احتفالات اليوبيل الذهبى للتليفزيون.. إطلاق قناة جديدة.. وتطوير القنوات الإقليمية وبثها تجريبياً على «نايل سات»

كتب   حمدى دبش

بمناسبة مرور خمسين عاما على إنشائه، يشهد التليفزيون المصرى خلال احتفالاته باليوبيل الذهبى، العديد من التطورات التى استقر عليها المهندس أسامة الشيخ رئيس الاتحاد بعد الاجتماع الذى عقده أنس الفقى وزير الإعلام وعدد من قيادات التليفزيون المصرى، وتم الاستقرار على تطوير القنوات المتخصصة والإقليمية التى فقدت هدفها وهرب منها المعلنون،

وافتتاح قناة «التليفزيون العربى» لعرض تراث التليفزيون عليها، وتحتوى على مواد برامجية وإخبارية وتاريخية ووثائقية ومنوعات توثق وتؤرخ مسيرة التليفزيون منذ إنشائه حتى الآن، إضافة إلى إطلاق قناة «النيل الإخبارية الدولية» الجديدة، التى تتبع قطاع الأخبار، والتى تردد أن الهدف من إطلاقها، محاولة القضاء على البطالة فى التليفزيون بعد أن وصل عدد العاملين فيه إلى ٤٨ ألف عامل.

أجواء إطلاق قناة «التليفزيون العربى» شهدت خلافات عديدة داخل التليفزيون، فقد رفض رؤساء القنوات وبعض المخرجين إسناد رئاسة القناة لعمر زهران رئيس قناة «نايل سينما»، واعتصموا الأسبوع الماضى أمام مكتب أسامة الشيخ، مما جعله يتخذ قرارا بأنه سيتولى بنفسه رئاسة القناة، رافضا تعيين رئيسا لها حتى الآن، وكان «الشيخ» كلف «زهران» برئاسة هذه القناة – حسبما يتردد فى ماسبيرو- بعد أن طلب من رؤوساء القنوات والمخرجين تقديم تصور لها، فلم يتقدم سوى عمر زهران، فتحمس له «الشيخ» وأسند إليه مسؤولية القناة، ومن المقرر أن تبدأ القناة الجديدة يوم ٢١ يوليو الجارى لمدة ٢١ يوما وتتوقف خلال شهر رمضان ثم تعود بعده.

ويواجه أسامة الشيخ حاليا أزمة فى نقل المواد الإعلامية القديمة على شرائط جديدة بسبب عدم وجود الماكينات المتخصصة فى ذلك بقطاع الهندسة الإذاعية فاضطر إلى الاستعانة بالماكينات الموجودة فى مدينة الإنتاج الإعلامى التى اشترطت على التليفزيون حصولها على ١٠٠ جنيه فى الساعة نظير استخدامها.

يتم حاليا تصليح بعض الأعطال الخفيفة الموجودة فى الأفلام القديمة مثل القطع واختفاء الألوان والتجريحات الخفيفة من خلال الماكينة التى اشتراها التليفزيون لإصلاح الأفلام النادرة فى التليفزيون غير القابلة للعرض، وأكد مصدر مسؤول فى التليفزيون وجود أفلام كثيرة غير صالحة للنقل بسبب سوء تخزينها، وقال: تمكنا من تجهيز ١٠٠٠ شريط فقط.ونظرا لعدم نجاح قناتى «النيل الثقافية» و«الأسرة والطفل»،

بشهادة مصدر مسؤول فى وكالة «صوت القاهرة» وهى الراعى الرسمى لإعلانات التليفزيون، تقرر استبدالهما بقناتى «الإبداع» و«العائلة»، بحيث تتخصص «الإبداع» فى تقديم كل ما هو متعلق بالثقافة والفكر، وقرر «الفقى» تشكيل لجنة من وزارتى الإعلام والثقافة لتنسيق الموضوعات والبرامج التى تتولى القناة تقديمها، وأعضاؤها هم:

عماد أبو غازى وأشرف زكى وعبدالمنعم كامل وخيرى عبدالجليل ومحمد أبوسعدة من وزارة الثقافة، وأسامة الشيخ وهالة حشيش وأنيس منصور وعمرو أنور وسيد فؤاد من وزارة الإعلام، ومن المفترض أن تشارك القناة فى إنتاج عروض مسرحية مع بعض الفرق المسرحية لتقديمها على شاشتها،

كما تتولى تغطية المعارض التشكيلية وكل عروض دار الأوبرا، إضافة إلى المؤتمرات والندوات المتعلقة بالمهرجانات المحلية والدولية، أما قناة «العائلة» فهى متخصصة فى كل ما يتعلق بالأسرة المصرية دون التركيز على فئة عمرية معينة، وحسب ما يتردد فى ماسبيرو، فإن أسامة الشيخ قرر فى الاجتماع الأخير تأجيل إطلاق القناتين إلى ما بعد رمضان، بسبب الأزمة المالية التى يمر بها التليفزيون، بدلا من افتتاحهما فى الحادى والعشرين من الشهر الجارى.

التطورات التى يشهدها التليفزيون لم تقتصر على قطاع القنوات المتخصصة فقط بل امتدت إلى قطاع القنوات الإقليمية، فقد قرر وزير الإعلام إعادة إطلاق «شبكة تليفزيون المحروسة» بدلا من القنوات الإقليمية، ‏وتضم قناة «القاهرة» لتغطية إقليم القاهرة الكبرى‏، و«القناة» لتغطية محافظات السويس‏ والإسماعيلية‏ وبورسعيد بالإضافة إلى محافظة الشرقية‏، و«الإسكندرية» لتغطية أخبار الإسكندرية ومطروح والبحيرة‏، و«الدلتا» لتغطية إقليم محافظات دلتا مصر‏، و«الوادى» لتغطية إقليم شمال الصعيد،‏ و«طيبة» لتغطية محافظات سوهاج‏ وقنا‏ والأقصر وأسوان.

الجديد أن الوزير اتخذ قرارا بإطلاق هذه القنوات على القمر الصناعى المصرى «نايل سات»، ليتمكن من مشاهدتها عدد أكبر من المشاهدين داخل مصر وخارجها، وطالب بتطويرها لدعم الأنشطة التنموية فى عمق محافظات مصر‏ من خلال استخدامها فى توصيل الخدمة الإعلامية المحلية فى شتى مجالات التنمية للمواطن البسيط، وشدد على ضرورة أن تعبر كل قناة إقليمية عن ملامح وشخصية وسمات الإقليم وخصوصيته.

عادل معاطى رئيس قطاع القنوات الإقليمية أكد لـ«المصرى اليوم» أن الهدف من إصدار «شبكة تليفزيون المحروسة» هو مواكبة تطور الحركة الإعلامية، واحتفالا بمرور ٥٠ عاما على إنشاء التليفزيون، وقال: وجدنا أن القنوات الإقليمية القديمة فقدت هويتها كما أن أسماءها ليس لها معني، لهذا سيتم تغييرها تماما وتغيير طبيعة برامجها حتى نتمكن من جذب جمهور الأقاليم مرة أخرى، وجذب المعلنين أيضا،

فهذا هو الهدف الرئيسى من التطوير، وقد تم تجهيز استديو لكل قناة، فضلا عن استيراد أحدث الكاميرات ويتم حاليا إعداد دورات مكثفة للعاملين فيها حتى تظهر الشبكة فى شكل أفضل. وأكد «معاطى» أنه يعرف جيدا أن هناك منافسة قوية بين الشبكة والعديد من القنوات الفضائية الموجودة على «نايل سات»،

وقال: رغم أن هدفنا الأول هو تحقيق رغبات المشاهدين فى الأقاليم وإلقاء الضوء على اهتماماته، لكننا إذا لم ننجح على تردد «نايل سات» سيتم إعادة هذه القنوات إلى البث الأرضى، وفى الخطة المقبلة سيكون هناك قناة لكل محافظة لتكون صوتها ووسيلة للتعبير عن مشاكلها.

قطاع الأخبار أيضا يشهد إطلاق قناة «النيل الإخبارية الدولية» الناطقة باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وإعادة إطلاق قناة «النيل للأخبار». وأكد مصدر فى التليفزيون أن ما حدث من تغيرات فى قناتى «النيل الثقافية» و«الأسرة والطفل» سيحدث فى باقى قنوات النيل المتخصصة.

المصري اليوم في

10/07/2010

####

خطبة لـ«جمال عبدالناصر»

تفتتح بث قناة «التليفزيون العربى» الجديدة فى احتفالات «اليوبيل الذهبى»

كتب   منى ياسين 

تبدأ قناة التليفزيون العربى المتخصصة فى إذاعة تراث التليفزيون فى الـ١٥ سنة الأولى من عمره، إرسالها فى الساعة السابعة مساءً يوم ٢١ يوليو فى ذكرى مرور نصف قرن على إنشاء التليفزيون، ويفتتح بث المحطة الجديدة بخطبة للرئيس الراحل جمال عبدالناصر. وأعلن أنس الفقى، وزير الإعلام، أن الاحتفال باليوبيل الذهبى للتليفزيون سيتضمن إطلاق ألعاب نارية أمام مبنى التليفزيون وعلى كورنيش النيل مع بدء الاحتفالات، كما ستتم إضاءة مبنى التليفزيون من الخارج بأجهزة الليزر الحديثة لأول مرة لمدة ثلاثة أيام.

وتصدر هيئة البريد المصرى طابع بريد تذكارياً فئة جنيه ونصف يعبر عن هذه المناسبة، كما تشارك وزارة المالية من خلال مصلحة سك العملة بإصدار عملة ذهبية تذكارية فئتى جنيه واحد و٥ جنيهات. وتتضمن الاحتفالات ندوة دولية يومى ١٩ و٢٠ يوليو تحت عنوان «آفاق وتحديات الإعلام المرئى المصرى» يشرف عليها عبداللطيف المناوى، رئيس مركز أخبار مصر ويشارك فيها خبراء التليفزيون وخبراء دوليون فى الإعلام، وتبحث عدداً من المحاور من بينها: حرية الإعلام، وتطوير التشريعات، وتأثير الملكية على حرية الإعلام، والرقابة الذاتية، وحق المشاهد فى المعرفة، وتأثير الإعلان على محتوى الرسالة الإعلامية.

من جهة أخرى، تعاقد اتحاد الإذاعة والتليفزيون مع زاهى حواس، رئيس المجلس الأعلى للآثار، لتقديم برنامج عن «المصريات» لاستعراض التاريخ الفرعونى على قناة «إبداع» المقرر أن تحل محل قناة النيل الثقافية، والأديب الكبير جمال الغيطانى لتقديم برنامج عن الأماكن المصرية، والناقد السينمائى سمير فريد لتقديم برنامج يستعرض السينما فى العالم، والإعلامى عمر بطيشة لتقديم برنامج على غرار برنامجه الإذاعى الشهير «شاهد على العصر»،

إلى جانب الشاعر جمال بخيت، بينما يجرى التفاوض مع الكاتب الكبير أنيس منصور لتقديم برنامج «صالون أنيس» الذى يتناول جميع القضايا العامة، بعد التوصل معه إلى اتفاق مبدئى للعمل كمستشار للقناة حسبما أكد المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون لـ«المصرى اليوم». وقال عمر أنور، رئيس القناة، إن البرامج الجديدة سيبدأ تسجيلها الأسبوع المقبل، مشيراً إلى أنه لم يتحدد حتى الآن موعد لإطلاقها.

المصري اليوم في

17/07/2010

####

في الاحتفال باليوبيل الذهبي للتلفزيون:

ندوة دولية وقناة خاصة وطوابع وعملات تذكارية

مني ياسين 

أعلن «أنس الفقي» وزير الإعلام عن تفاصيل الاحتفال باليوبيل الذهبي للتليفزيون، بمناسبة مرور نصف قرن على إنشائه، والذي يوافق 21 يوليو الجاري.

وقال الفقي إن الوزارة قررت إطلاق ألعاب نارية أمام مبنى التليفزيون وعلى كورنيش النيل مع بدء الاحتفالات، ابتهاجاً بهذه المناسبة، كما ستتم إضاءة مبنى التليفزيون من الخارج بأجهزة الليزر الحديثة لأول مرة ولمدة ثلاثة أيام.

كما تصدر هيئة البريد المصري طابع بريد تذكاري فئة جنيه ونصف يعبر عن هذه المناسبة، كما تشارك وزارة المالية من خلال مصلحة سك العملة بإصدار عملة ذهبية تذكارية فئتي جنيه واحد و5 جنيهات.

وأكد وزير الإعلام أن التليفزيون المصري واكب منذ إطلاقه عام 1960 أحداث حقبة غالية عاشتها مصر في قلب أحداث عالمها العربي والإفريقي والدولي، وكان مرآة صادقة عبرت عن مسيرة الشعب المصري وتاريخه، موضحا أن التليفزيون بدأ إرساله بـ6 ساعات يومياً، ووصل مجموع ساعات إرساله اليومية بشاشاته المتعددة حالياً إلى 490 ساعة.

وقرر الوزير أن يشرف «عبد اللطيف المناوي»، رئيس قطاع الأخبار، على الندوة الدولية المقرر عقدها يومي 19 و20 يوليو تحت عنوان "آفاق وتحديات الإعلام المرئي المصري" والتي يشارك فيها خبراء التليفزيون وخبراء دوليون في الإعلام، وتبحث عدداً من المحاور من بينها: حرية الإعلام، وتطوير التشريعات، وتأثير الملكية على حرية الإعلام، والرقابة الذاتية، وحق المشاهد فى المعرفة، وتأثير الإعلان على محتوى الرسالة الإعلامية، ومواثيق الشرف، واقتصادات المحطات التليفزيونية، وأثر التليفزيون فى تغيير الأنماط السلوكية السلبية لدى الأفراد والجماعات.

وقال الفقي إن قناة التليفزيون العربي، المخصصة لبث تراث التلفزيون في الـ15 سنة الأولى من عمره، سوف تبدأ إرسالها في الساعة السابعة مساءً يوم 21 يوليو.

ومن المقرر أن يتم افتتاح القناة بخطبة للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، يليها العديد من الفقرات منها حوارات لكبار المذيعين مثل سلوى حجازي، مع يوسف وهبي، وشادية، وسعاد حسني، وهند رستم، وفاتن حمامة، كما يتم عرض لقاء مع والدة المطربة أسمهان بعد وفاة ابنتها.

ويصدر التلفزيون كتاباً تذكارياً بعنوان "سجل ذهبي للرواد" يضم أهم الأحداث التليفزيونية التى واكبت الخمسين عاماً، و يُسجل بالصور والأسماء إنجازات رواد الإعلام فى مصر خلال تلك الفترة، إلى جانب سلسلة من الإصدارات الثقافية والفكرية ستصدر طوال عامل كامل لإثراء المكتبة العربية بتاريخ التليفزيون وحاضره وأهم القضايا والظواهر المواكبة له فى خمسين عاماً.

من جهة أخرى، تعاقد اتحاد الإذاعة والتلفزيون مع «زاهي حواس» رئيس المجلس الأعلى للآثار لتقديم برنامج عن "المصريات" لاستعراض التاريخ الفرعوني، والأديب الكبير جمال الغيطاني لتقديم برنامج عن الأماكن المصرية، والناقد السينمائي سمير فريد لتقديم برنامج يستعرض السينما فى العالم، والإعلامي عمر بطيشة لتقديم برنامج على غرار برنامجه الإذاعي الشهير "شاهد على العصر"، وذلك فى قناة "إبداع" المقرر أن تحل محل قناة النيل الثقافية.

المصري اليوم في

16/07/2010

 
 

مقعد بين الشاشتين

خمسون سنة والشاشة في بيوتنا..

بقلم : ماجدة موريس

* مساء الاربعاء القادم في الساعة السابعة تنطلق قناة "التليفزيون العربي" من التليفزيون المصري بمناسبة عيد ميلاده الخمسين وأشكر المسئولين انهم تراجعوا عن تسميتها "قناة التراث" واندهش لاستبدالها بالتليفزيون العربي فهي قناة مصرية تحتفل بعيد انطلاق بثها من القاهرة ولكن ربما كان لانطلاق البث التليفزيوني المصري هو والسوري معا من جهاز واحد في دولة واحدة هي دولة الوحدة العربية الدافع لهذه التسمية ولكنه دافع تاريخي انتهي بعد انفصال دولتي الوحدة ليصبح التليفزيون هو تليفزيون مصر فقط ويستقل تليفزيون سوريا عنه.. ومع ذلك فإن فكرة قناة "التليفزيون العربي" هذه التي سوف تنطلق بعد ايام هي فكرة جيدة ليدرك الناس ويروا ماذا كان غيرهم يري قبل خمسين عاما ومازال الكثيرون يتذكرون وجوها وبرامج وملامح وانجازات قدمها التليفزيون المصري كما يتذكرون ملامح البدايات وتلك الاعمال الدرامية المصرية والاجنبية التي لم يهزمها الزمن ففي تاريخ التليفزيون بدأت الدراما التليفزيونية بالافلام القصيرة والتمثيليات لكبار الكتاب والمخرجين قبل أن تطول وتصل إلي السباعيات ثم المسلسلات ذات الثلاث عشرة حلقة وفي هذا التاريخ ايضا اجتذب التليفزيون اكبر عدد من الموهوبين الذين جاءوا من الاذاعة والمسرح ومن الصحافة ومن الدراسة بالخارج وفتح ابوابه لاختبارات حقيقية بلا وساطة لاكبر عدد من خريجي وخريجات الجامعات في مصر ومثلهم من العاملين بالإعلام الصحفي فتح لهم ابواب التدريب واستقدم خبراء اجانب ثم ارسل الناجحين منهم الي الخارج للتدريب في كل المجالات ومن هنا لايزال اكبر وأهم جيل من مخرجات وكاتبات الدراما والفيلم التسجيلي من هذا الجيل الاول وكذلك فتح التليفزيون ابوابه للمرأة في كل مجالات العمل به ولم يتم هذا اعتباطا وانما في إطار توجه عام للدولة لإنصافها وفتح كل الابواب امامها بعد ثورة يوليو 1952 والحقيقة أن التليفزيون المصري ربما يكون الجهاز الوحيد الذي يعبر عن مدي التحولات والتغيرات في مصر علي مدي سنوات عمره فلا الاذاعة بعمرها المديد استطاعت ان توثق الاحداث مثله ولا السينما بما واجهته من ازمات متتالية وحتي اليوم التليفزيون هو اكثر الاجهزة تعبيرا عن مصر في زمن الحلم القومي والعربي وزمن الهزيمة وخطاب التنحي الشهير للزعيم عبدالناصر ثم العودة. ثم الارتباك فيما يقدم علي الشاشة ما بين الالتزام بقيم وافكار ما قبل النكسة أو الهروب منها بأعمال خفيفة أو هزلية مثل "العتبة جزاز" وغيرها ثم عودة انضباط الشاشة بعد حرب أكتوبر المجيدة مرورا برحيل ناصر ووداعه الذي سجلته عدسات التليفزيون للملايين الذين شاهدوا غيرهم يودعه في شوارع مصر وخطب الرئيس السادات وحواراته الرئاسية لاول مرة مع الإعلامية همت مصطفي واعلانه الانفتاح الاقتصادي ومعاهدة السلام وتلك اللقطات الفريدة له وهو يذهب إلي العدو ليوقع معاهدة السلام واتفاقية كامب ديفيد ثم رحيله الدامي اثناء الاحتفال بانتصار أكتوبر وتولي الرئيس حسني مبارك ورفعه علم مصر علي آخر أرض مصرية تحررت واسترداد سيناء والغناء لها وغيرها من الاحداث التي سجلتها كاميرات الجهاز الوليد الذي جاء في موعده تماما ليوثق كل الاحداث وليضع المشاهد دائما في قلب الحدث ويغريه بالالتفات والانتظار خاصة مع صعود اجيال من الإعلاميين المبدعين رجالا ونساء مازال عطاؤهم مصدر فخر والهام سواء في قراءة نشرات الاخبار أو تقديم البرامج فلا يمكن لمن عاشوا بدايات التليفزيون وازدهاره نسيان اسماء مثل سعد لبيب وتماضر توفيق وسميرة الكيلاني وحمدي قنديل وصلاح زكي وليلي رستم وسلوي حجازي وزينب حياتي واماني ناشد وغيرهم بعضهم كان أول من أرسي قواعد نوعيات بعينها من البرامج مثل حمدي قنديل وبرامج الصحافة التي اصبحت بندا اساسيا الآن في كل القنوات وتجربة تماضر توفيق مع برامجها محو الامية وسميرة الكيلاني والبرامج الثقافية وليلي رستم واماني ناشد واساليب اجراء الحوارات.. هؤلاء وغيرهم ضمن كتيبة كبيرة من المبدعين في كل المجالات صنعوا لهذا الجهاز قدراته الكبيرة في الاتصال مع جمهور كبير سرعان ما عسكر امام الشاشة الصغيرة وسرعان ما اصبحت لديه حاسة نقدية تجاه جهازه المفضل فبدأ يطالب بما لا يجده خاصة بعد أن انطلق البث الفضائي واصبح الخاص يجاور العام علي الشاشة تماما مثل الحياة.

ان الاحتفال الذي سيقيمه اتحاد الاذاعة والتليفزيون مساء الاربعاء القادم في منطقة الهرم وانطلاق قناة الاحتفال لمدة 21 يوما "تتوقف مع بداية شهر رمضان" هي مناسبة مهمة لتقديم المواد والبرامج الأكثر اهمية في هذا التاريخ الحافل للتليفزيون ولقد اعلن المهندس اسامة الشيخ رئيس الاتحاد أن هذه القناة ستبث برامج السنوات الخمس عشرة الاولي من عمره "من عام 1960 إلي عام 1975" فكيف سيتم اختيار موادها؟ ثم ما هي مواصفات ما سوف يعرض علي القنوات الاخري بعنوان "خمسين سنة تليفزيون" وهناك ايضا ندوة آفاق وتحديات الإعلام المصري المرئي الدولية التي تحتاج لاسبوع - وفقا لمحاورها - وليس يومين فقط علي الاقل للحوار حول جهاز بدأ ارساله بست ساعات يوميا ووصل اليوم مع شاشاته المتعددة إلي 490 ساعة.. وتأثيره علي الشخصية المصرية وعلي الحياة في هذا البلد لنصف قرن بأكمله بل إننا في الحقيقة نحتاج لحوار علي مدي عام كامل للاجابة علي هذا فقط.

magdamaurice1@yahoo.com

الجمهورية المصرية في

15/07/2010

 
 

ثقافة المشاهدة‏..‏ متاهه علي الشاشة

تحقيق‏:‏هبة هجرس

قديما حينما بدأ الإرسال التليفزيوني لأول مرة عام‏1960‏ قيل أن التليفزيون ولد عملاقا برأس صغيرة والآن بعد مرور أكثر من نصف قرن علي ظهور الشاشة الصغيرة إلا أن ثقافة المشاهدة عند المصريين لم تتغير حتي هذه اللحظة وهناك أكثر من شاهد علي تلك الثقافة التي اتسمت بالارتجالية والعشوائية وبكونها غير منتظمة ولا منظمة‏,‏ وبالتالي‏,‏ فهي كالمشاهد المصري يقع بين حدي الافراط والتفريط‏,‏ تارة يلوم نفسه بعد أن يجد أنه كان مفرطا أهدر أوقاته فيما لا يجدي نفعا‏,‏ كما أنه تارة أخري يصفق كفا بكف حسرة لدي اكتشافه التفريط الذي أدي به إلي إهداره فرصة مشاهدة البرنامج
أو العمل الذي يريد أو يعتقد أنه يحتاجه تائها حائرا أمام الريموت كنترول‏.‏ تجد التليفزيون في كل بيت مفتوحا علي أي شيء دون النظر لقيمة المحتوي ودون فهمه ودون الوعي بقيمة الوقت فهل جاء التليفزيون إلي الناس في وقت كان فيه الوعي الثقافي غير موجود‏...‏ أم أن وقت الجمهور متسع لدرجة أنه يشاهد كل شيء وأي شيء‏..‏ أم أن المشاهد المصري بعد مرور أكثر من خمسين عاما لم ينضج بعد ليختار وينتقي ماذا يشاهد؟‏!‏ هل يمكن لنا الحديث عن ثقافة المشاهدة تلك التي تجعل المشاهد يعرف ما الذي يريد مشاهدته‏,‏ ومتي وعلي أي شاشة؟ وينجو من والعشوائية والارتجال والوقوع صدفة علي مشاهدة فيلم أو لقاء أو حوار أو برنامج؟ اسئلة كثيرة تتداخل فيها رؤي مختلفة وثقافة غربية ونظام سائد في بلد عربي وجاءت الاجابات عليها متشابهة في جزء منها ومختلفة في أجزاء كثيرة‏.‏علي جانبي الشاشة الصغيرة تقول سلمي الشامي ــ طالبة بالجامعة الأمريكية ـ أنها تحب مشاهدة التليفزيون أثناء تناول الطعام وغالبا ما يكون فيلما أجنبيا مثيرا أو فيلما عربيا غاية في الرومانسية وأحيانا تتابع نشرات الأخبار أما غير ذلك فهي تقضي وقت فراغها علي الكمبيوتر‏,‏ حيث الانترنت وثقافة الشات وتضيف أنها لا تهتم كثيرا بالقصص والمضامين المقدمة علي الشاشة الصغيرة‏,‏ وإنما يهمها أكثر الصناعة والشكل النهائي للمادة المقدمة‏...‏ ويقول محمد فكري ــ تلميذ بالمرحلة الاعدادية ــ أنه يحب مشاهدة أفلام الاكشن ومباريات كرة القدم وأفلام عادل إمام وبرامج المسابقات‏,‏ ولا يهتم بأي شيء آخر وكثيرا ما يغضب منه والده لإهماله المذاكرة وحبه للتليفزيون‏..‏ ويقول عزت شاكر ــ موظف ــ أنه يتابع البرامج التليفزيونية التي تمس المواطن ومشاكله ومنها مصر النهاردة والحقيقة وواحد من الناس إلي جانب مباريات كرة القدم‏,‏ ويضيف أنه أحيانا يشاهد بعض الأفلام والمسلسلات الأخري بجانب قنوات الأخبار‏,‏ وينتقد بشدة كثرة الاعلانات علي شاشة التليفزيون وبين البرامج‏...‏ وتقول أماني مصطفي ــ ربة منزل ــ أن لديها طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات وتضطر في معظم الوقت أن تجلسها أمام التليفزيون لمشاهدة أفلام الكارتون أو الأغاني حتي تنتهي من أعمال المنزل دون سماع صراخ الطفلة‏,‏ وكثيرا ما أنتهي من العمل لأجدها غارقة في النوم أمام التليفزيون‏,‏ وتضيف ليس أمامي غير هذه الوسيلة لتساعدني علي قضاء الوقت‏,‏ ولا تعرف سوي قنوات الأفلام والأغاني والمسلسلات‏...‏ ويقول محمود موافي ــ عامل بإحدي القهاوي ــ أنه يشاهد التليفزيون في القهوة التي لا تري فيها سوي قنوات الأغاني والأفلام وماتشات الكورة فقط وكما تعلمون القهاوي تزدحم مساء حيث الانتهاء من مواعيد العمل الرسمية وقضاء وقت الفراغ‏...‏ وتقول زينب السيد ــ موظفة ــ أنها تحب مشاهدة التليفزيون كثيرا لكنها لا تجد الوقت الكافي لذلك نظرا لعملها ولكونها أما وزوجة‏,‏ وتضيف أنها في وقت الفراغ تستمتع بمشاهدة المسرحيات والمسلسلات وأحيانا بعض القنوات الدينية‏,‏ وليس عندها وقت محدد للمشاهدة‏,‏ ولا برنامج معين تقوم بمتابعته‏...‏ وتقول سميرة سالم ــ متزوجة حديثا ــ أنها لا تعمل وتظل طوال النهار في البيت‏,‏ ولكي تخفف الاحساس بالملل فإنها تجلس أمام التلفاز طوال النهار وحدها حتي أثناء قيامها بالأعمال المنزلية‏,‏ وبالليل في صحبة زوجها‏,‏ وتضيف أنها تحب مشاهدة كل القنوات حتي غير المفهوم منها مؤكدة أنها تعودت علي دوشة التليفزيون حتي أنها كثيرا ما تنسي أن تغلقه أثناء الخروج أو النوم‏...‏ وتقول عايدة محمد ــ طالبة بالثانوية العامة ــ أنها تشاهد التليفزيون كثيرا هربا من جو المذاكرة الكئيب وأنها تحب متابعة المسلسلات التركية وأفلام الأكشن‏,‏ وليس لديها اهتمام بمتابعة نشرات الأخبار‏...‏ وتقول عالية محمود ــ طالبة بإعلام القاهرة ــ أن التليفزيون أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا ليس فقط علي مستوي السياسة وما يتعلق بها من سماع آخر الأخبار والتحليلات بل كل المستويات الأخري كل‏,‏ من تناول الموضوعات والاحداث السياسية الاستراتيجية إلي الموضوعات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية إلي القضايا والموضوعات الثقافية الفنية‏,‏ وحتي التوجهات الفكرية والتربوية‏,‏ دون أن ننكر الرياضة وحصص الترفيه‏,‏ بما فيها المسابقات والطرائف والتسالي‏...‏ ويؤيدها في ذلك عادل شوقي ــ خريج اقتصاد وعلوم سياسية ــ ويضيف أن الشاشة الصغيرة رغما عنا هي قناة اتصال جماهيرية واسعة تصب في الثقافة والمعرفة والتربية‏,‏ وتقوم بمهمة تشكيل الرأي العام أو التأثير به وتنمية الذائقة البصرية في عصر سمته الأساسية ثقافة الصورة‏.‏

سلاح ذو حدين

ويقول الدكتور محمد منصور‏,‏استاذ علم النفس بآداب طنطا‏,‏ انه في ظل خروج المرأة للعمل وجدت الام في التليفزيون وسيلة سهلة جدا لتربية اطفالها دون النظر للمضامين المقدمة ودون وعي بخطورة السن الصغيرة‏,‏ وقد رأينا العديد من الاطفال وقد نما لديهم سلوك عدائي من كثرة العنف المقدم لهم في التليفزيون خاصة في افلام الكارتون ومنها ـ توم آند جيري ـ الشهير‏,‏ وللأسف الشديد يكون هدف الأم الاساسي من ذلك هو إسكات الطفل عن البكاء لأطول فترة ممكنة اي انها تقتل الوقت بأن جعلت التليفزيون هو البديل المربي للطفل وليس ذلك عيبا في كل الاحوال لكن تقع علي الأم مسئولية انتقاء ما هو ايجابي حتي تسمح لطفلها ان يشاهده وذلك يعتمد بالأساس علي ثقافة الام ووعيها بما هو ايجابي او سلبي لذا فالتليفزيون سلاح ذو حدين‏.‏ واضاف منصور ان القنوات المتخصصة في مصر مثل ـ الاسرة والطفل ـ غير موجهة بشكل صحيح حيث لا يشرف عليها متخصصون او سيكولوجيون يمكنهم توجيه البرامج المناسبة للاشخاص حسب اعمارهم وثقافتهم ومفاهيمهم وانما الذي يتم تقديمه الان غير منتقي بالمرة فضلا عن اوقات عرض البرامج نفسها التي غلبا لا تكون مناسبة‏,‏ لذا فيجب علي الدولة اختيار متخصصين يمكنهم توجيه البرامج في القنوات المتخصصة بمختلف اشكالها وبحيث يساعدون الاسرة علي تربية ابنائهما نفسيا وتعليمهم ثقافة الانتقاء والاختيار‏..‏ واضاف ان المصريين اتخذوا التليفزيون كوسيلة للتسلية فقط وليس للتثقيف وحتي من يثقف نفسه من خلال التليفزيون يفعل ذلك من اجل عمله او شيء اخر وليس بهدف التثقيف في حد ذاته فضلا عن كوننا اصلا شعب لا يعرف كيف يقضي وقت فراغه بل نملك فقط ثقافة قتل الوقت وذلك سبب كارثتنا الحالية والتي جعلتنا نتقبل اي شيء يصدره لنا الغرب دون النظر للمحتوي المقدم‏..‏

أين رموز مصر؟

ومن جانبها تؤكد الدكتورة سامية خضر‏,‏ استاذة الاجتماع بتربية عين شمس‏,‏ انه بصفة عامة ثقافة الاختيار غير موجودة في المجتمع المصري‏,‏ وتري ان الاعلام ذاته تقع عليه مسئولية كبيرة في تعليم الجمهور الاختيار والانتقاء‏,‏ وتقول‏:‏ ـ عشت في فرنسا سنوات طويلة وكنا نشاهد المذيعة تنصحنا مثلا بالنزول الي الحدائق العامة غدا لأن الجو سيكون حارا جدا واحيانا نجدها تنصحنا بأن نطفئ التلفاز لمدة معينة لكي ندخر الطاقة وغير ذلك من النصائح التي تأتي علي لسان المذيعة وكنت اعجب لأن اولادي لم يستمعوا لكلامي بل استمعوا لكلام المذيعة وهذا يعكس امرا خطيرا وينبهنا إلي خطورة هذا الجهاز العجيب ـ واضافت ان البرامج لابد وان توجه الجمهور وتعلمه كيف ينتقي ويختار لأننا وبكل اسف تربينا علي ألا نختار أي شيء في الدنيا حتي ـ العريس ـ وبالتالي وصلنا لحالة من الفوضي العارمة واصبحنا نتقبل كل ما يأتي لنا علي الشاشة الصغيرة حتي ولو كانت بلا مضمون او بلا معني فضلا عن اننا بطبيعة الحال نتفنن في تضييع الوقت ولا نحترمه‏..‏ واضافت ان الدولة لابد وان تضع خطة تثقيفية متكاملة للمساهمة في احياء وعي المجتمع من جديد وتحفيز الابتكار والابداع وتطوير التعليم وايجاد ارادة الرفض والمعارضة ووضوح الرؤية لدي المشاهد واختيار توقيت عرض مناسب للبرامج والمضامين المقدمة للجمهور ولكن ما نحن فيه الآن هو توارث مستمر للفوضي‏..‏ وتري خضر ان القنوات الحكومية تقدم مضامين افضل بكثير من الفضائيات فمثلا برنامج ـ صباح الخير يا مصر ـ من افضل البرامج في التليفزيون ومن البرامج الحوارية ايضا ـ مصر النهاردة ـ الذي يعتبر أكثر رقيا وتوازنا من كل البرامج المشابهة له علي الفضائيات‏,‏ وتؤكد اننا بحاجة للتعلم من الشاشة الصغيرة ذاتها وان نجد فيها من يوجهنا لكل ما هو صحيح خاصة وان المشاهدين يقتنعون دائما بكلام الاعلاميين‏..‏ وربما يرجع قلة مشاهدة القنوات الحكومية لعدم ثقة الجمهور فيها حيث الظن الدائم بانها تروج فقط لسياسات الحكومة في وقت تجد الفضائيات ترفض وتعارض وتنتقد بشدة‏..‏ وتنادي خضر بضرورة احياء الرموز والقمم المصرية في وسائل الاعلام أمثال طه حسين ويوسف السباعي والدكتور مصطفي محمود والدكتور مصطفي مشرفة والدكتورة سميرة موسي ويحيي حقي‏.‏

تربية اعلامية

ويقول الدكتور صفوت العالم‏,‏ استاذ العلاقات العامة بإعلام القاهرة‏,‏ ان التليفزيون صار البديل الوحيد لشغل فراغ الناس وبالتالي لا يشاهدون البرامج او الاحداث والمسلسلات بانتقائية‏,‏ فطالما لديه وقت فراغ يشاهد اي شيء والمشكلة الكبري هي ان المضمون الاعلامي هنا اصبح مؤثرا للغاية في حياة هؤلاء البشر وغالبا ما تكون له اهمية دعائية وسياسية توجه الجمهور لوجهة نظر معينة وطريق محدد خاصة في الفترة التي كان عدد القنوات فيها محدودا‏..‏ ايضا اصبحت الشاشة الصغيرة بديلا للتفاعل الاجتماعي فبدلا من ان نجد الرجل او الجار يزور اهله واقاربه وجيرانه كفعل اجتماعي وانساني قائم اصبحنا نتجمع من اجل مشاهدة ماتش كرة قدم او فيلم يتم عرضه لاول مرة وبعد انتهاء المشاهدة كل يعود الي داره دون ان يتحدث الاشخاص مع بعضهم البعض ودون ان يحدث تفاعل اجتماعي‏,‏ وبالتالي فنحن كمشاهدين لا نتعامل مع التليفزيون بانتقائية وليس لدينا تخطيط سليم لقضاء وقت الفراغ‏..‏ ويري ضرورة تعليم الجمهور التربية الاعلامية السليمة وكيفية اختيار المضامين والبرامج وفقا لاعمارهم وثقافتهم وخبراتهم وغير ذلك‏..‏ويرجع سبب اقبال الجمهور علي الفضائيات لانها سمحت للافراد بالتنوع وتعدد البدائل حيث تصل القنوات لاكثر من‏700‏ قناة بعكس القنوات الارضية المحدودة العدد القليلة الحقائق فضلا عن كونها تمثل صوت النظام الحاكم‏.‏

الأهرام المسائي في

18/07/2010

 
 

بعد نصف قرن على انطلاقته

التلفزيون المصري... فوضى وريادة مفقودة

القاهرة - أسامة فودة

يصادف 21 يوليو (تموز) ذكرى مرور نصف قرن على انطلاقة شرارة البث التلفزيوني المصري الأولى، خمسون عاماً من الإعلام المتنوّع وتاريخ حافل بالإنجازات والإخفاقات أيضاً...

أسئلة كثيرة حول أهم الانجازات وأسباب الإخفاقات يجيب عنها التحقيق التالي.

يتحسّر الإعلامي البارز حمدي قنديل، أحد أبرز الأسماء التي ساهمت في نجاح هذا الصرح الإعلامي، على ما آلت إليه أحوال إعلامنا الذي تخلى قهراً أو سهواً عن مرتبة الريادة بعدما ظل متربعاً على قمتها لسنوات...

لا يرى قنديل أي بادرة أمل للخروج بهذا الصرح من حالة التردي التي ألمّت بمستوياته كافة وقضت على {الأخضر واليابس}، بعدما كان بمثابة بؤرة برّاقة تشعّ بنورها على العالم بأسره.

يحدد قنديل أسباب التردي بمجموعة عوامل من بينها: سيطرة مناخ يؤمن باستراتيجية الترفيه على حساب التنوير، تخلي الإعلام عن دور {الريادة} وتسخير أسلحته كافة لمحاربة قناة فضائية، لهاثه وراء الربح التجاري على حساب الإبداع والثقافة، سيطرة الشللية والمحسوبية ومن يرضى عنهم النظام}.

رحيل الكفاءات

تعزو الإعلامية سلمى الشماع حالة الانحسار التي وصل إليها التلفزيون المصري بعد 50 سنة إلى رحيل الكفاءات الحقيقية هرباً من الإحباط وعدم التقدير في ظل سيطرة المحسوبية والواسطة، {لذا لا أمل في عودة الريادة إلا باختيار الكوادر بشفافية، عندها تعود الطيور المهاجرة التي يحزنها ما آلت إليه أحوال تلفزيون الريادة هذا}.

في هذا السياق، يوضح المخرج محمد فاضل أنه سُخّر سابقاً لخدمة هذا المبنى ما لا يقلّ عن مائتي فني وإداري وهندسي استطاعوا بكفاءتهم وإخلاصهم إنجاح هذا الصرح العظيم، {أما اليوم وعلى رغم وجود أضعاف هذا العدد إلا أنه خرج عن المنافسة ولم يعد المبنى، الذي يفترض أنه يروّج للإبداع والثقافة، يؤدي رسالته، لدرجة أننا بتنا نخوض معارك شرسة ليرى العمل الإبداعي النور}.

يضيف فاضل: {باختصار، بات التلفزيون في حالة يرثى لها، خصوصاً مع انتشار {البطالة المقنعة} وضياع آلاف الأعمال الخالدة التي تعد ثروات لا تقدّر بثمن بسبب الاستهتار والبحث عن الربح}.

فاضل أحد رواد الإخراج التلفزيوني وصاحب {القاهرة والناس}، المسلسل الذي كان بمثابة رصد لأحوال المجتمع بسلبياته وإيجابياته، كذلك نجح فاضل في كتابة شهادة ميلاد كمّ من النجوم، في مقدّمهم نور الشريف وأشرف عبد الغفور وغيرهما ممن أثروا حياتنا الفنية.

حرّية وديمقراطيّة

لن تستعاد الريادة، في رأي الإعلامي جمال الشاعر، إلا بالسماح بإنشاء قنوات خاصة وسيادة مناخ الحرية، يوضح: {وحدها المنافسة كفيلة بإعادة الإبداع إلى مجراه الطبيعي وليس السعي إلى حسابات الربح والخسارة، بتعبير أدقّ لن يُرفع مستوى الإبداع إلا بمزيد من الحرية والديمقراطية}.

يضيف الشاعر أن الحل يكمن في إنشاء هيئة مستقلة تعيد تنظيم الأولويات في ماسبيرو، وفي اختيار الكوادر المؤهلة لإدارة القناة بحرية تامة.

أما سوزان حسن، رئيسة التلفزيون السابقة، فتؤكد أن استعادة البريق تكون في اختيار الكفاءات والكوادر في القطاعات كافة اختياراً أميناً وبعيداً عن المحسوبية والمجاملات، وتخفيض الأعداد الهائلة التي تشغل وظائف إدارية وتكبّد خزانة الدولة أموالاً طائلة.

تشير حسن إلى أن الأجيال الحالية لا تدرك حجم تأثير الشاشة على الجمهور، إلا أن الإعلامية دينا رامز، المسؤولة عن فضائية {النيل للمنوعات}، تختلف مع حسن في هذا الرأي وتطالب بأن تحصل الأجيال الشابة على فرصتها في تولّي المسؤولية والفصل هو معيار الكفاءة، لا سيما أن الإيقاع اللاهث يحتّم على الجميع السعي إلى تحقيق التميز.

جديد ومختلف

المقولات نفسها يؤكدها عمر زهران، المسؤول عن فضائية {نايل سينما}، معتبراً أن القدرة على المنافسة في تقديم الجديد والمختلف هو الفصل ليس في النجاح فحسب إنما في الريادة أيضاً وهو ما يطمح إليه الجميع، ما يفسّر لماذا يحرص عبر قناته على رصد كل ما يتعلق بالنشاط السينمائي محلياً ودولياً وعدم الاكتفاء بعرض الأفلام كما تفعل قنوات الأفلام الأخرى.

في هذا الإطار، تستحضر الإعلامية فريدة الشوباشي ملامح الشاشة الصغيرة قبل 50 سنة قائلة: {كانت الشاشة بمثابة واجهة عرض رائعة نجحت في رسم ملامح وطن يبحث عن مكانة تحت الشمس، كانت في غاية الثراء، آلاف الشرائط تضمّ كنوز فكر وثقافة وإبداع على المستويات كافة والتي لا تعرف الأجيال الجديدة عنها أي شيء، للأسف، خصوصاً بعدما تم السطو عليها عملاً بمبدأ الربح من كل شيء وأي شيء} .

ترى الشوباشي ضرورة التخلّص من الفساد الذي استشرى في كل مكان في هذا المبنى، وذلك عبر منظومة متكاملة تعتمد إطلاق مناخ الحرية والإبداع ليعود إلى هذا المبنى تألقه بدلاً من الدخول في معارك وهمية عن الريادة التي هي فعل وليست تنظيراً.

لا يرى عبد اللطيف المناوي، رئيس قطاع الأخبار في التلفزيون المصري، الصورة بهذه الدرجة من القتامة، مؤكداً أن القيادات الشابة تولت المسؤولية بالفعل وتحاول بأقصى طاقتها المنافسة لتحقيق التميز، وأن مناخ الحرية يسود ولا خطوط حمراء، مع ذلك لا ينكر وجود بعض القصور.

أخيراً، يؤكد المهندس أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون، أن ما هو قادم أجمل وكفيل بعودة المشاهد المصري والعربي إلى الشاشة الأم.

الجريدة الكويتية في

19/07/2010

 
 

ليلي رستم:

قنوات التليفزيون معلبات منتهية الصلاحية

بقلم : دعاء حلمي

كانت البداية في يوم 23 يوليو عام 1960 بداية عالم بأكمله عالم رحب متنوع كان ومازال ينبض بالحياة وسيظل يحمل في جعبته الكثير إنه يوم ميلاد صندوق الدنيا المصري ورغم أنه كان في مهده إلا أنه ولد كبيرا فبميلاد التليفزيون ولد العديد من الكوادر و المبدعين الذين أعطوا لهذا المنبر الإعلامي الوليد زخما وثراء فجعلوا منه منارة إعلامية ومدرسة رائدة لفنون الإعلام في الوطن العربي بأكمله ومن هذه الكوادر الإعلامية المهمة ليلي رستم عميدة الإعلام المصري رغم أنها لم تعمل من خلال شاشته سوي سبع سنوات فقط إلا أن بصمتها في مجال العمل الإعلامي لا يمكن إغفالها أو تخطيها ولذلك وبعد مرور 50 عاما علي الميلاد كان لنا هذا الحديث مع رائدة من رائدات العمل التليفزيوني في محاولة لإلقاء نظرة عامة علي مشوارها معه وكيف تراه الآن بعد كل هذه السنوات وما تقييمها للمسار الإعلامي في قنوات التليفزيون الحكومي المختلفة

·         كيف كانت البداية مع هذا الكيان الوليد ؟

ـ بعد تخرجي في الجامعة الأمريكية حصلت علي درجة الماجستير في الصحافة من جامعة "نورث وسترن"من أمريكا وبعدها عدت إلي مصر وعملت كمذيعة في الإذاعة وخلال عدة أشهر كنت قد تركت بصمة واضحة أهلتني للترشيح بقوة للعمل بالتليفزيون والذي كان سيفتتح في 23 يوليو 1960 ومن ثم فقد بدأ ميلادي كمذيعة تليفزيونية مع ميلاد التليفزيون المصري..

فقد بدأت العمل في البداية كمذيعة ربط ثم كقارئة للنشرة الفرنسية ولكن تعارفي الحقيقي مع جمهور التليفزيون كان من خلال برنامج «نافذة علي العالم» الذي كان يتضمن أهم الأحداث التي حدثت علي مدار أسبوع ثم برنامج «الغرفة المضيئة» الذي كان يتضمن أهم الأحداث المحلية وكان كلاهما من اعداد الصحفي الشاب وقتها مفيد فوزي الذي أعد لي فيما بعد برنامجي الأشهر والأكثر نجاحا برنامج «نجمك المفضل» وقد حقق لي نجاحا وشعبية يفوقان الوصف وذلك لحرصي علي استضافة نجوم المجتمع من الفن والأدب لإعطاء المتلقي جرعة ثقافية بشكل محبب .

·         وكيف كانت منظومة العمل في هذا الصرح الإعلامي الجديد ؟

ـ كنا في مناخ ينبض بالحيوية والثراء الفكري وكان هناك اهتمام بجميع النواحي الثقافية والفنية سواء في السينما أو الموسيقي أو علي مستوي القصة والرواية والشعر وكان الجيل بأكمله يري أن الغد سيحمل الكثير من التقدم والرقي وكنا نعمل بلا مقابل بل في الغالب كنت أنفق علي عملي الإعلامي من جيبي ليظهر بالصورة التي ترضيني وترضي الجمهور.

·         وما الرسالة أو الهدف الذي تم توجيهكم إليه في بداية برامجكم ؟

ـ كانت الرسالة الأولي التي حرصنا أن يقوم عليها عملنا الإعلامي هي زيادة الجرعة التنويرية لشعب غالبيته يعاني الأمية، وتقديم وجبة ثقافية متكاملة في شكل تغلفه التسلية المفيدة .

·         كيف كانت طبيعة المنظومة الرقابية وقتها ؟

ـ كان مدير البرامج وقتها سعيد لبيب وبما اننا كنا مجموعة من الشباب المتحمسين فكان هناك العديد من الأمور المحظورة وعلي رأسها المواضيع ذات الطابع الديني و بالطبع المواضيع السياسية

·         اذا حدث وتم تناول أي من تلك الموضوعات ولو بشكل عرضي في احدي الحلقات ؟

ـ كان السجن هو مصير كل من تسول له نفسه الحديث في هذه الأشياء والنماذج معروفة، فتهمة إفشاء الأفكار الشيوعية كانت جاهزة لتطول أيا من كان والخطوط الحمراء كانت كثيرة ويصعب تخطيها .

·         وهل طالتك تلك التهمة لتكون السبب وراء سفرك رغم ما حققته من نجاحات؟

ـ لا، وإن كان المناخ العام غير مشجع علي الاستمرار فالرقابة المشددة جعلت كثيرا من المبدعين يهاجرون ولكن بالنسبة لي في عام 1967 قرر زوجي الهجرة إلي لبنان بحكم عمله ولم يكن هناك اختيار أمامي سوي مصاحبته والرحيل معا إلي هناك حيث مكثت 15 عاما وكنت خير سفيرة لبلدي حيث لمع اسمي هناك وأصبحت نجمة تليفزيونية متألقة في سماء الإعلام اللبناني وقدمت "بين الحقيقة والخيال" و"محاكمة التاريخ العربي" و"محاكمات أدبية" ثم برنامج «سهرة مع الماضي» وهي برامج سياسية وثقافية تمت من خلال استضافتي لضيوف أثروا في الحياة اللبنانية والعربية بشكل عام .

·         اذًا هل يمكن اعتبارك إعلامية تخصصت في تقديم برامج التوك شو الشبيهة بما يقدم الان؟

ـ برامج التوك شو طول عمرها موجودة في أمريكا تحت مسمي البرامج الحوارية المسائية وبدأتها أنا وهمت مصطفي وسلوي حجازي وزينب حياتي في مصر لكن اذا كان قصدك برامج التوك شو التي تقدم الان فأنا بعيدة عنها كل البعد فغالبيتها يغلب عليها الطابع السوداوي القاتم، صحيح أن من دور الإعلام أن يسلط الضوء علي معاناة رجل الشارع البسيط في محاولة للوصول إلي بديهيات الحياة الآدمية لكن أن يكون هذا هو الإعلام وفقط فلا .

·         وما الذي ينقصها لتصبح برامج توك شو متكاملة؟

ـ يجب تسليط الضوء علي نماذج ايجابية ومحاولة تصديرها كقدوة لجمهور المتفرجين بالاضافة إلي زيادة الجرعة التثقيفية بشكل يحبب الناس في الثقافة أقصد في القراءة أو حتي الاطلاع فلا أعرف كيف مازالت الأمية تضرب متوغلة في الشعب المصري إلي الان .

·         وهل هذا يعني أنك لا تتابعين ما يقدم الان في برامج التوك الشو التي تزدحم بها قنواتنا سواء المصرية أو العربية؟

ـ لا، فأنا متابعة جيدة للبرامج الاخبارية في قناتي الجزيرة والعربية والبي بي سي الإنجليزية بالإضافة إلي حرصي علي متابعة مني الشاذلي ومعتز الدمرداش فقط.

·         والتليفزيون المصري ألست حريصة علي متابعة بيتك الأول وما وصل إليه؟

ـ لا للأسف، فأبلغ تشبيه أستطيع أن أصف به برامج التليفزيون المصري تعبير الإعلامي حمدي قنديل أنها برامج محنطة لا تأتي بجديد فما كان يقدم من 20 سنة مازال يقدم.

·     لكن ألا ترين أن تعبير محنطة مبالغ فيه في ظل ارتفاع سقف الحرية لتناول موضوعات كان يستحيل تقديمها من قبل في برامجكم ؟

ـ نعم صحيح إنه يقدم موضوعات لم نكن نجرؤ علي طرحها حتي فيما بيننا كإعلاميين لكن حتي هذه الموضوعات أصبحت حتمية ويجب مناقشتها في عصر السماوات المفتوحة والإنترنت فسيتم طرحها عندنا أو عند غيرنا من التليفزيونات.

·     وتعدد قنوات التليفزيون المصري بعد أن كان لا يزيد علي قناتين بالاضافة إلي استمرار ساعات البث طوال اليوم كل ذلك ألا يعد من النقاط التي تحسب له؟

ـ المسألة لا تقاس بالعدد لكن بنوعية ما تقدمه هذه القنوات فلا يمكن أن تكون القناة الأولي كالثانية كالفضائية نفس الموضوعات ونفس الوجوه ونفس الأفلام والمسرحيات ما هذا العبث في عقول المشاهدين وكأننا نقدم لهم معلبات منتهية الصلاحية تدمر صحتهم، فأنا أذكر عندما كانت البي بي سي بصدد اطلاق قناة ثانية استغرق الموضوع عامين من البحث عن رسالة هذه القناة الحديثة وليس الموضوع أيضا في عدد الساعات ففي أيامنا كان عدد ساعات التليفزيون لا يزيد علي 6 ساعات لكن شوفي المحتوي.

·     إذا هل هذه إجابة عما أشيع عن أن السيد أنس الفقي كلفك برئاسة قناة التراث المصرية إحدي قنوات النيل المتخصصة الجديدة ؟

ـ ضحكت قائلة: كأني لم أسمع السؤال !!!

جريدة القاهرة في

20/07/2010

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)