كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

فيلم "أفاتار" وسينما المستقبل

أمير العمري - لندن

عن فيلم

أفاتار

AVATAR

   
 
 
 
 

أن يكون فيلم "أفاتار" Avatar فيلما من الأفلام المصنوعة جيدا باستخدام كل ما توفره تكنولوجيا السينما والتصوير في الوقت الراهن، هذا أمر لا شك فيه على الإطلاق.

نعم.. هذا فيلم جيد، بل وممتع جدا، للمشاهدين من كافة الشرائح والمستويات، فهو يحتوي على كل ما يصنع فيلما مسليا، ينجح في شد المتفرج إلى مقعده لنحو ثلاث ساعات.

هناك أولا الحبكة البسيطة المألوفة التي يتعرف عليها المتفرج بسهولة، كونه خبرها وجربها من قبل عشرات المرات في أفلام عديدة:

* الرجل "الأبيض" الأمريكي، الذي يقع في حب فتاة من جنس آخر، ويجد نفسه بالتالي أقرب إلى الدفاع عن هذا الجنس الآخر ضد أبناء جلدته الذين يتصفون بالوحشية، ويرفضون فهم هذا "الآخر" المختلف، صاحب الحضارة العميقة الجذور، الراسخة في الأرض، بل ويسعون إلى تدمير تلك الحضارة القديمة باستخدام كل ما هو متاح من أدوات الدمار الحديثة، بما ينذر بوقوع كارثة تمتد لتشمل كوكبنا الأرضي بأسره. إنه ببساطة، ذلك الصراع القديم بين الخير والشر.

* قصة الحب البسيطة التي تربط بين شخصين من خلفيتين ثقافيتين مختلفتين، بما يوحي بذلك الارتباط "الكوني" بغض النظر عن الاختلافات في المظهر.

* فكرة رفض الغزو وما تعكسه بوضوح من موقف رافض للسياسة الخارجية الأمريكية الحالية، خاصة وان الفيلم يجعل الحافز الأساسي لغزو البشر لكوكب آخر يدعى "باندورا"، هو الحصول على معدن نفيس نادر، في إشارة رمزية إلى النفط. وهذا الرفض الفردي للبطل الأمريكي مستقر وراسخ في ذاكرة المشاهدين حول العالم، من خلال تكرار النمط نفسه في عشرات الأفلام السياسية وغير السياسية في هوليوود منذ فيلم "العسكري الأزرق" في أوائل السبعينيات.

ولكن ما الذي يميز "أفاتار" كفيلم، كصنعة، كعمل فني، كعرض للمتعة والإبهار؟ وهل سيغير هذا الفيلم، كما صرح مخرجه جيمس كاميرون، صاحب أكبر نجاح يحققه مخرج في تاريخ السينما في العالم (صاحب أعلى الايرادات في "تايتانيك) ، ويصبح مثالا على عصر جديد للفيلم الروائي الطويل؟

لا شك أن الصنعة هنا متقنة إلى درجة الإبهار، واستخدام تقنية التصوير بالأبعاد الثلاثة 3D تجعلك وأنت تشاهد الفيلم، تدلف إلى مشاهده الهائلة، تصبح جزءا منها، تتورط في المخاطر التي يتعرض لها البطل، وتكاد تشم رائحة الأشجار في الغابات، وتلمس مياه البحيرات، وترتجف لتطاير القذائف من حولك، وتغطي وجهك خوفا من أن يصيبك أحد الأحجار المتطايرة، أو الشظايا التي تنتج عن القصف المرعب في الجزء الأخير من الفيلم.

حجم الخيال الذي صممه وصنعه جيمس كاميرون مذهل حقا، أشكال الكائنات التي تقطن في ذلك الكوكب (الذي يمكن ان يكون القمر في المستقبل القريب، أي في سنة الأحداث 2151 حسبما يقول لنا الفيلم).. هي حقا بدائية إلى حد كبير، لاتزال تحارب باستخدام الرمح والسهم، تعتنق ديناتها الخاصة، تستمد قوتها من قوة الأشجار العملاقة القائمة منذ آلاف السنين، لكن الأهم، ان لديها مشاعر "إنسانية" أو أكثر إنسانية، وأكثر شجاعة أيضا، من كثير من "البشر"، فهي تعرف الحب والتعاضد، ترحب بالغريب القادم مرتديا سحنتهم وشكلهم وإن كان لا يعرف لغتهم، لكنه يثبت مهارة كبيرة في تعلم كل شيء، حتى ما كان يعد مستحيلا إلا على أصحاب القوة والبأس الشديدين من الأبطال "الوطنيين".

هذه "القبيلة" التي يحل عليها بطل الفيلم، وهو أساسا، جندي سابق من جنود المارينز أصبح مقعدا الآن باحثا عن عمل يشغل فيه مكان شقيقه التوام الذي توفي حديثا، هي المعادي الدرامي المتخيل هنا للآخر، الذي لا يملك التكنولوجيا الحديثة، أي تكنولوجيا الدمار، لكنه يملك شيئا آخر: البراءة والرغبة بالتمسك بالأرض وبثقافته الخاصة والتماسك والحب بين الجميع.

أما الطرف الآخر، الأمريكي، فقد توصل عن طريق العلم، طبقا للوسائل التي تمارسها البروفيسورة "جريس" (التي تقوم بدورها هنا سيجورني ويفر بطلة فيلم "الغريب Alien الأول من عام 1978) إلى القدرة على أن يحل العقل البشري في جسد مصمم بتقنيات علوم الحامض النووي DNA ويجعل العقل قادرا على التحكم في كل ما يقوم به هذا الإنسان "الموازي" – إذا جاز التعبير- ولكن من داخل جهاز خاص أقرب إلى التابوت الذي يرقد فيه الميت. هذا الإنسان الموازي هو مخلوق "افتراضي"، يمكن التحكم فيه عن بعد، كما يمكن تسخيره كما يشاء مبتكروه. لكنه هنا يتمرد تمردا "ثوريا" على صانعيه، ويرفض الامتثال للتعليمات، والخضوع للقوى التي تسيره لخدمة أهداف محددة، بل ينضم إلى الطرف الآخر، ويقوده للتصدي للخطر الأمريكي الغاشم.

لاشك أن حجم الخيال هائل، والاستناد إلى افتراضات علمية قديمة تتعلق بعلم السبرنطيقا مثلا في كيفية انتقال الاشارات العصبية من المخ والسيطرة على الفعل عن طريق التخاطر العقلي وما إلى ذلك من نظريات، تقرب الموضوع إلى حد ما، من أذهان المشاهدين، وإن كانت لا تسعى إلى إقناعهم بـ""واقعية" ما يشاهدونه إلا إذا اعتبرنا تلك الواقعية واقعية مستقبلية!

ولاشك في نجاح كاميرون الكبير في تقديم صورة تفصلية دقيقة للعالم الافتراضي الذي يجسده عن طريق تقنيات توليد الصور باستخدام علوم وبرامج الكومبيوتر، لذلك الكوكب الساحر، بغاباته الفسيحة، وأشجاره العملاقة، وبحيراته، لدرجة أنك كمشاهد تشعر بأدق التفاصيل، بحبات المطر الخفيف، بأوراق الشجر المتساقطة، بحفيف الأغصان التي يزيحها البطل وهو يكافح من أجل الاستجابة للتدريبات العنيفة التي ترغمه عليها صديقته من هذا الكوكب، التي يمكن للمشاهد، أن يدرك أن العلاقة معها ستتطور، وبدلا من أن يكتفي "البطل الأمريكي الأبيض" بدور المرشد لأبناء جلدته من الغزاة الذين تسلحوا بترسانة الدمار الهائلة إلى حدها الأقصى، يتحول إلى قائد، يقود أبناء القبيلة المستهدفة، ويوحد القبائل الأخرى معها، وينجح في تسخير طيور الرخ العملاقة، ويحولها إلى أدوات فتاكة تصطدم بالطائرات الغازية العلاقة وتحطمها.

الرسالة الإنسانية واضحة في الفيلم، وهي رسالة تدين الغزو والوحشية واحتقار الأجناس الأخرى صاحبة الحضارات القديمة لمجرد أنها لم تحقق تقدما علميا في مجال أسلحة الدمار، كما يجسد الفيلم التناقض بين العلم والقوة العسكرية من خلال ذلك الصراع بين البروفيسورة "جرس" التي تجري تجارب على تاريخ وأنماط حياة سكان الكوكب الآخر، وتكتشف وجود علاقة خفية "روحية" بين الأشجار العملاقة، وبين القائد العسكري للحملة "الأمريكية"- أو ربما البشرية القادمة من كوكبنا الأرضي- التي تسخر قوة الدمار بدافع الاحتكار والاستيلاء على مادة خام نادرة يطلق عليها في الفيلم "unobtanium تلاعبا بكلمة unobtainable التي تعني "يصعب الحصول عليه".

غير أن الفيلم يتناقض مع رسالته الأولية الظاهرية، عندما يقدم صورة يحتفي بها المشاهد في الجزء الأخير من الفيلم، للحرب والقتال والعنف الذي يصل إلى اقصى درجات السيريالية.
وفي الوقت نفسه، يحتفي الفيلم بشكل واضح بالعلم الأمريكي، بتكنولوجيا الدمار الأمريكية المخيفة، وبالقدرة الهائلة المستقبلية على تدمير مجتمعات كاملة وازالتها من الوجود، كما يحتفي بالبطل الأمريكي الفردي (السوبرمان) الذي يجعله مسيحا جديدا، يخلص "الآخر" من الشر، وينجو به، وهو نفس التفسير السائد في افلام هوليوود الليبرالية، وهو أيضا ما يتعرف عليه ويتماثل معه عادة جمهور الطبقة الوسطى الأمريكية من الشباب، أي الشريحة الغالبة التي تمثل جمهور السينما.

الاحتفاء بالبطل الأمريكي والبارع في كسب القلوب والعقول

ولكن.. هل سيغير "أفاتار"، في النهاية، تاريخ السينما أو شكلها؟

ربما سيجعل هذا الفيلم أفلام الأبعاد الثلاثية 3D أكثر شعبية ورواجا، وربما سيتيح الفرصة أيضا لتأسيس أسواق عالمية هائلة لتليفزيون المستقبل القريب، أي أجهزة التليفزيون التي تستقبل هذه التقنية المجسمة، والتي بدأ إنتاجها بالفعل.

ولكن لا أظن أن تاريخ السينما يعتمد فقط على تلك التقنيات والألاعيب البصرية المبهرة، ويجب أن نعلم أن تقنية الفيلم المجسم (الذي يقتضي من المشاهد ارتداء نظارة خاصة لمشاهدته) هو ابتكار قديم من الخمسينيات، سبقت تجربته وفشل في تحدي الأشكال السينمائية السائدة، أي الفيلم الذي يعرض على شاشة ذات منسوب مريح للعين البشرية، وهو المنسوب الذي استقرت عليه السينما حاليا. بل ولم تنجح عدسة التصوير للشاشة العريضة "سكوب" في تحطيمه، فلا تزال الأفلام المصورة بهذه العدسة، تتركز على مواضيع لأفلام ذات طبيعة معينة، ولا تصلح لكل أنواع الأفلام.

وربما يكون الأهم من هذا، أن أفلام الأبعاد الثلاثية لا تزال النسبة الغالبة منها، تأتي من الولايات المتحدة بحكم الاستثمارات الهائلة في صناعة السينما التي لا تستطيع أن تجاريها أي دولة أخرى في العالم.

فالفيلم الأمريكي يحظى بسوق أمريكية (داخلية) تصل إلى ما يقرب من 40 ألف قاعة للعرض السينمائي، بالإضافة إلى شبكات الكابل والتليفزيون ومنافذ توزيع الاسطوانات الرقمية (دي في دي) والسلع السينمائية الموازية للفيلم مثل شريط الصوت والقمصان والالعاب الالكترونية وغيرها.

وليس من المتصور مثلا أن تاريخ السينما في العالم سيتجه تلك الوجهة "المبهرة"، بحيث يتم تصوير الأفلام "الشخصية" الفنية، التي يصنعها فنانو الفيلم في العالم، من محمد خان وداود عبد السيد وعاطف حتاتة وابراهيم البطوط مثلا، إلى بيتر جريناواي ومايك لي وفون ترايير ومايكل هانيكه ومخملباف، وغيرهم، في أي وقت في المستقبل، باستخدام هذه التقنية.

هنا يجب أن نعلم ايضا أن ما يتردد، هو أن إنتاج فيلم "أفاتار" تكلف نحو 250 مليون دولار، وربما بلغ 300 مليون حسبما يقال، بالإضافة إلى ما يقرب من 150 مليون تكاليف الحملة الدعائية المصاحبة له، وقد استرد الفيلم هذه الارقام وزاد عليها كثيرا بعد أسابيع قليلة فقط من بدء عروضه العالمية، وهذه ما نسميها بـ"خصوصية الفيلم الأمريكي"، تماما مثل خصوصية الدولة الأمريكية نفسها كظاهرة خاصة في التاريخ، غير قابلة للتكرار في أي مكان آخر في العالم.

السينما الفنية، في رأيي، ستظل تستخدم الشكل format الأكثر بساطة وتآلفا مع عين المتفرج، واتساقا أيضا، مع الإمكانيات المتاحة والتي تسمح بها المعطيات الاقتصادية القائمة التي تحكم "صناعة السينما" في معظم بلدان العالم. بل وستظل السينما التجارية السائدة في العالم (خصوصا تلك التي تتناول مواضيع واقعية) تستخدم الوسائل الأكثر بساطة. وقد اعلنت السوق الأمريكية أن 20 فيلما من بين 170 فيلما جديدا سيتم تصويرها بتقنية الصورة المجسمة ثلاثية الابعاد، ومعظم هذه الافلام من الأفلام "الخيالية"، وهي نسبة أكبر من النسبة السابقة، لكنها لا تعني غلبة هذا الشكل الذي يكاد يكون غالبا في الوقت الحاضر على أفلام الرسوم، وإن كان "أفاتار" يفتح الباب لهذه التقنية لاقتحام أفلام الممثلين البشر وغير البشر أيضا.

وليس من المتصور، رغم الحديث الذي لا ينقطع عن "عولمة الصورة"، أن يتجه العالم إلى سينما المؤثرات البصرية الخاصة التي تستفيد من تقنيات الكومبيوتر، لكي تحل محل الأداء التمثيلي الإنساني، ومحاولة السينما منذ ولادتها، محاكاة الواقع بتصوير ما يرى السينمائي أنه يحدث فيه. وليس من المتوقع أيضا أن تصبح السينما المجسمة، ثلاثية الأبعاد، باستخدام تقنية الـ3D هي التقنية السينمائية السائدة في القرن الحالي على الأقل، ولذا فمن الخطأ أن نطلق على قرننا الحادي والعشرين "قرن الـ3D"، فما هي إلا مبالغات أهل الصناعة الأمريكية.

فيلم "أفاتار"، أخيرا، يمكن بكل تأكيد أن يساهم في تطوير تقنيات صناعة السيمنا في العالم المتقدم الصناعي الذي ينتج التكنولوجيا، كما سيطور أيضا صناعة التليفزيون وربما ينقلها نقلة كبرى، إلا أن الفيلم نفسه بموضوعه المحدود الذي يلعب على الجانبين: التفوق الأمريكي والروح العسكرية الغاشمة والاحتفاء بالعنف في السينما من ناحية، ومن ناحية أخرى، الترويج لسياسة كسب "القلوب والعقول" من خلال الحب والفهم المشترك بل ومقاومة الغزو نفسه بتسخير القوة البدائية نفسها (نفس الحيلة إذن).. لن يمكنه أن يغير السينما ويقضي على براءتها الاولى التي تظل قائمة لعشرات السنين من خلال "سينما الفن".

الجزيرة الوثائقية في

18/02/2010

 

«أفاتار» ينتظر تتويج الأوسكار

من الحسن بن الهيثم إلى جيمس كاميرون

طارق الشناوي

لا يزال فيلم «أفاتار» متصدرا الإيرادات في العالم بملياري دولار، ومن المنتظر أن يصبح هو الأعلى في شباك التذاكر في العالم العربي أيضا، حيث يعرض الفيلم الآن في مصر ولبنان وأكثر من دولة خليجية، والغريب أن العرض تتصدره دائما لافتة «كامل العدد» على مدى تجاوز 6 أسابيع وبإيرادات لم يسبق أن حققها أي فيلم أجنبي طبقا لما يؤكده موزعو الأفلام في مصر على سبيل المثال. أحدث هذا الفيلم حالة من الترقب لدى الجمهور لمشاهدة أفلام الأبعاد الثلاثة.. في مصر لم تكن قبل عام فقط دور العرض مهيأة لاستقبال هذه الأفلام، وكانت تعرض بنسخ ثنائية الأبعاد.. الآن زاد العدد إلى 7 شاشات، وخلال الأشهر القادمة سوف تزيد إلى عشر شاشات.. أتصور أن أغلب دول العالم العربي التي لا تعرف هذه التقنية سوف تنشئ الشاشات ليزيد أيضا عددها وتصبح مع الزمن هي المسيطرة على الحالة السينمائية.

يظل التقدم العلمي أحد المحورين الرئيسيين اللذين تستند إليهما السينما في تقدمها، والمحور الآخر هو الإبداع.. منذ بداية السينما في عام 1895 على يد الأخوين لوميير، لويس وأوغست، في فرنسا والتطور مرتهن بفكر يحمله المبدع وآلة تساعده على تحقيق أحلامه! والفن السينمائي يعتمد على الضوء وعلى المنظور، ولقد أحدث العلامة العربي الحسن بن الهيثم إنجازات، بل ثورة في هذا العلم هي التي ارتكن إليها كل التقدم الحادث في السينما، والذي وصل الآن إلى الذروة مع جيمس كاميرون بفيلمه بتقنية 3D (الأبعاد الثلاثة).

أول تعريف لاسم السينما في اللغة العربية كان هو «الخيالة»، وهي كلمة مشتقة من «الخيال»، وحتى يتحقق الخيال مرئيا ينبغي أن يملك الفنان آلة، وإذا كان الأخوين لوميير قد بدآ التجربة فإنهما استندا إلى حقائق علمية متعلقة بأن الصورة الثنائية إذا تحركت بمعدل 16 كادر في الثانية تتلقاها العين باعتبارها صورة متحركة، ولهذا كان ينبغي قبل دخول الصوت للشريط السينمائي أن تحقق آلة العرض هذا الغرض وأن تحافظ على هذا المعدل، وبعد دخول الصوت عام 1927 ازداد المعدل إلى 24 كادر في الثانية حتى تتوافق سرعة شريط الصوت مع الصورة.. كان دخول الصوت بمثابة الثورة الأولى في السينما، بعدها تغير توجه الإخراج السينمائي، وكان الاعتماد الأساسي على حركة الممثل الأدائية للتعبير عن غياب الصوت، بالإضافة إلى كتابة التعليق لإيصال المعنى، لتكثيف كل ذلك، إلا أن الجمهور كان يتابع الشريط المرئي والمسموع وأصبحت المؤثرات الصوتية والموسيقى التصويرية أحد أهم أسلحة المخرج في التعبير.

الألوان في منتصف الثلاثينات جاءت خطوة أو قفزة أبعد، حيث إن السينما في النهاية تقدم الواقع الذي نعيشه، والواقع ملوّن وليس أبيض وأسود، وهكذا كان اللون حميما جدا بالسينما كفنّ، لكي تقلص المسافة بينها وبين الواقع، وهكذا أصبح اللون يشكل 90% من الأفلام السينمائية في العالم كله.. كانت هناك تجارب للتمرد على الإطار السينمائي مثل سينما سكوب، ولكنها لم تتحول إلى ثورة تؤدي إلى تغيير النمط.. هذه المرة مع الأبعاد الثلاثية «3D» نحن بصدد ثورة حقيقية استندت إلى تكنولوجيا، حيث يتم تصوير نفس اللقطة بكاميرتين لإيجاد عمق للمنظور مع شاشة خاصة، وقبل ذلك دار عرض قادرة على تحقيق ذلك باستخدام تقنية الديجيتال، ثم نظارة يرتديها رواد السينما.

في الخمسينات ومع سيطرة التليفزيون والخوف من إحجام الجمهور عن الذهاب إلى السينما بدأت محاولات بدائية لتحقيق هذه التقنية، وكان الجمهور يصاب بدوار ولا يتحقق الإحساس بالتجسيم، ولكن في السنوات الأخيرة باتت هذه التقنية مضمونة النجاح.

جيمس كاميرون في فيلمه «أفاتار» يمزج ما بين الرسوم المتحركة والأشخاص، ويقدم فيلمه في الزمن القادم من خلال غزو أميركي لكوكب آخر يمثلون شعبا من الأفاتاريين.. اختار المخرج بطلا كسيحا من جنود البحرية الأميركية، فقدَ قدرته على الحركة في أثناء المعركة. وفكرة الفيلم قائمة على أن لدى البشر تقنية تجعلهم قادرين على زرع جاسوس مستنسخ من هذا الجندي يحركونه في التوقيت المناسب.. هذا المستنسخ، وكأنه يتحرك بالريموت كنترول يتحكمون فيه من الأرض، به كل مشاعر الأفاتاريين.. أهل الأرض يريدون الاستيلاء على هذا الكوكب لوجود معدن نفيس في باطن هذه الأرض البكر، في نفس الوقت شعب «أفاتار» لديه خصوصية أنه مملكة يحكمها الملك المحبوب من شعبه.. هم يقدمون أبعادا إنسانية لنا جميعا، يرفضون الدموية، ولهذا عندما تهاجم مجموعة من الكائنات الحيوانية المستنسخ الأرضي وتكاد تقضي عليه تنقذه ابنة الملك، ولكنها تندم لأنها لجأت إلى القتل إنقاذا له.. في البداية كانت هي تريد أن تقتله باعتباره غريبا، ولكن إشارة من إحدى الحشرات الضوئية التي يتبارك بها أفراد القبيلة تجعلها تغير المؤشر، وهكذا تقرر إنقاذه بدلا من قتله.

من بين الملامح التي يحرص عليها جيمس كاميرون إضفاء الجو الأسطوري على الحياة داخل هذا الكوكب، حيث إن لديهم شجرة مباركة يلجأون إليها وتضمن لهم الحماية.. وجد المخرج الحل في استخدام لغة التخاطب، حيث جعل عددا محدودا جدا من أفراد هذا الكوكب يجيدون قليلا من الإنجليزية، بينما لهم لغتهم الخاصة التي يتحدثون بها في ما بينهم، والمبرر الدرامي لإجادة الإنجليزية مقبول فنيا لأنهم تعرضوا من قبل لغزوات سابقة، ولهذا أصبح قادتهم يجيدون بعض الإنجليزية.. إننا نرى قبيلة من الشجعان. نعم، هناك من يخشى مواجهة قوات الأرض، ولكن الأغلبية لديهم قناعة بقدرتهم على الصمود.. قوة الأرض بكل عنفها وقوة الكوكب المتواضعة على الصمود والمقاومة.. لأول مرة يقف المشاهد مؤازرا للقوة الفضائية النبيلة ضد أميركا وعنفها وتسلطها.

دائما دأبت الأفلام السينمائية على أن تقدم غزاة من الفضاء يأتون إلى الأرض، حيث نرى قوة غاشمة تريد إبادة الحياة البشرية.. هذه المرة سكان الأرض هم الذين يريدون إبادة المسالمين من كوكب آخر، وهكذا نستشعر بأن هذه «التيمة» الدرامية وكأنها تقدم نوعا من الترديد لقصص نعيشها على أرض الواقع مثل قتل وإبادة الهنود الحمر لصالح الجنس الأبيض أو غزو أميركا لأفغانستان والعراق واحتلال إسرائيل لفلسطين والوحشية الإسرائيلية في ضرب غزة.. كلها تنويعات دموية نعيشها ونكتوي بنيرانها. أليس الغزو الأميركي للعراق وراءه السيطرة على بترول الخليج، وهو ما يساوي هذا المعدن النفيس الذي يبحثون عنه؟

الأسطورة مع الواقع ثم الزمن القديم يرنو إلى المستقبل ليصنع جيمس كاميرون حلمه الذي صار ملحمته «أفاتار»، حيث ظل عشرة أعوام وهو يسعى لتحقيق هذه التحفة الإبداعية بعد فيلمه «تيتانيك» الحاصل على 11 جائزة أوسكار عام 97، و«أفاتار» أيضا مرشح للأوسكار هذا العام بـ9 فروع، وهو الأقرب لكي يتوج يوم 7 مارس (آذار) بجوائز أفضل فيلم وأفضل مخرج ومونتاج وتصوير ومؤثرات بصرية وسمعية وماكياج.

كان على كاميرون أن ينتظر كل هذه السنوات حتى تقدمت التكنولوجيا وسمحت بتقنية البعد الثالث وبميزانيات ضخمة ترصد للفيلم تحقق «أفاتار»، حيث كانت تقنية التجسيم عاملا رئيسيا لتحقيق مصداقية الفيلم، ليؤكد أن الثورة الثالثة سوف تغير تماما وجه السينما في العالم كله. يقولون إنه خلال خمس سنوات سوف تصبح كل الأفلام خاضعة لتقنية الـ«3D». أتصورها أبعد من ذلك.. كما أنني أيضا أرى أن هذه النوعية من الأفلام سوف يزداد معدل انتشارها، لكنها لن تحيل الأفلام المصورة بالتقنية العادية ذات البعدين طولا وعرضا بلا عمق إلى فعل ماضٍ لتصبح مجرد استثناء، ولكن فقط أرى أن السينما المجسمة في طريقها لكي تتوازى مع أفلام السينما التقليدية، ويبقى لنا كعرب أن نفخر رغم أننا لم نستطع حتى الآن تقديم فيلم مجسم، ولكن لدينا توجد تجارب حاليا في مصر لتقديم أول أفلام الأبعاد الثلاثة، ومن الممكن أن نرى محاولات أيضا خليجية في هذا المجال، ولكني أتصورها لا تزال بعيدة.. كان لنا السبق في علوم الصورة والضوء وفن السينما، لا يمكن أن ننسى ما قدمه الحسن بن الهيثم الذي لولاه ما تمكن جيمس كاميرون من صناعة «أفاتار».

t.elshinnawi@asharqalawsat.com

الشرق الأوسط في

19/02/2010

 

تجربة بصرية مختلفة.. وفيلم دخل التاريخ من بابه الواسع

«أفاتار» يتصدر إيرادات تاريخ السينما العالمية

الوقت - الطاهر الجمل

هو الفيلم الذي حطم أرقام الإيرادات القياسية في تاريخ السينما، واعتبره النقاد في جميع أنحاء العالم بأنه فريد من نوعه، ويمثل نقلة نوعية في صناعة السينما، فهو الفيلم الأول الذي صور بصورة ثلاثية الأبعاد بالكامل، وقام مخرج ومؤلف الفيلم باختراع لغة خاصة بأبطال الفيلم، انه ‘’أفاتار’’ الذي ينظر له باعتباره تجربة فنية فريدة من نوعها.

كوكب آخر وحضارة فريدة

تقع أحداث الفيلم في المستقبل، في كوكب ‘’بندورا’’، ويمتلك هذا الكوكب حضارة وثقافة ولغة خاصة به، كما يمتلك ثروة طبيعية نادرة خاصة به، وبالطبع يسعى سكان الأرض إلى السيطرة على هذا الكوكب للاستفادة من هذه الثروات، وقاموا بتطوير تقنية تقوم بتحويل البشر إلى سكان كوكب بندورا، وذلك من أجل دراسة هذه الحضارة وثقافتها ومعرفة أنسب الطرق للاستيلاء على هذا الكوكب.

رغبة في الاستيلاء على الكوكب

بطل الفيلم، الجندي الذي يتم إرساله إلى هذا الكوكب، يبدأ شيئا فشيئا من الاقتراب من هذه الحضارة، ويكتشف أن ثرواتهم موجودة تحت شجرة مقدسة لدى هذه الحضارة، ويقع البطل في حب واحدة من سكان هذا الكوكب، إضافة إلى انه يتعلق بهذه الحضارة ولا يرغب في أن يتم الاستيلاء عليها من سكان الأرض.

عودة قوية لجيمس كاميرون

ويذكر، أن مخرج ومؤلف الفيلم جيمس كاميرون، لم يقم بإخراج أي فيلم منذ فيلم ‘’تياتانك’’ العام ,1998 وقام فريق العمل باختراع لغة خاصة يتميز بها سكان كوكب بندورا، واحتل الفيلم المركز الحادي والخمسين في قائمة أفضل أفلام التاريخ بحسب موقع IMDB .

إيرادات تاريخية

وحقق ‘’افاتار’’ أعلى إيرادات في تاريخ السينما، إذ تفوق على فيلم ‘’تايتانيك’’، وبلغت إجمالي إيرادات الفيلم الذي أخرجه جيمس كاميرون بلغ 2.351 مليار دولار، لتتجاوز حصيلة إيرادات فيلم ‘’تايتانيك’’ للمخرج نفسه، والتي بلغت 1.843 مليار دولار في العامين 1997 و.1998

أفاتار في البحرين

مدير مجمع سينما الدانة جيرار سعد قال لـ ‘’الوقت’’، ‘’حقق الفيلم أعلى إيرادات في تاريخ السينما في البحرين’’، ورفض جيرار أن يعلن عن قيمة هذه الإيرادات بسبب سياسة الشركة.

ويرجع جيرار سبب نجاح الفيلم في البحرين والعالم، ‘’هو أول فيلم ثلاثي الأبعاد بالكامل، وهو يقدم تقنية جديدة في عالم السينما، كما أن قصة الفيلم ذاتها تحرك المشاهد وتجعله يتفاعل معها، إضافة إلى المؤثرات الصوتية المتميزة لهذا الفيلم، وبالطبع لا يمكن إغفال الدعاية الهائلة التي صاحبت هذا الفيلم’’.

ورغم مرور أكثر من شهر على نزول الفيلم في البحرين إلا انه لا يزال يحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة، بحسب جيرار سعد، خصوصا مع استمرار حملة دعاية الفيلم في المجمع.

تجربة مختلفة للمشاهد البحريني

المخرج الشاب محمد راشد بوعلي يرجع نجاح الفيلم إلى ثلاثة أسباب رئيسية، ‘’الجمهور البحريني أصبح يتابع شباك التذاكر الأميركي، و’’أفاتار’’ احتل الصدارة لمدة سبعة أسابيع متصلة، وحقق إيرادات داخل الولايات المتحدة وحدها أكثر من 630 مليون دولار، محطما إيرادات فيلم ‘’تياتانك’’.

والسبب الثاني من وجهة نظر محمد هو ‘’الفيلم يعرض بتقنية الثلاثية الأبعاد، وهذه تعتبر تجربة جديدة للجمهور البحريني، وهذا لا ينطبق على ‘’أفاتار’’ وحده إذ يزداد الإقبال على مشاهدة هذا النوع من الأفلام في السوق البحريني، رغم سوء العرض نظرا لعدم جاهزية القاعة تقنيا وفنيا لهذه النوعية من الأفلام’’.

أما السبب الثالث هو تناقل الحديث بين الناس حول هذه التجربة المختلفة بالنسبة للمشاهد لما تحتويه من أبهار بصري ولوني وتقني.

ويؤكد محمد أن صالات العرض السينمائية في البحرين تفتقد لقاعات Imax ‘’هذه القاعات تقدم متعة إضافية للفيلم، ورغم وجود عدد كبير من القاعات الحديثة في البحرين، إلا انه لا توجد أي قاعة مزودة بتقنية Imax رغم وجودها في باقي دول الخليج’’.

وجهة نظر سينمائية

وبالنسبة لمحمد كسينمائي فإنه كان في انتظار هذا الفيلم، ويعود ذلك ‘’يقدم جيمس كاميرون في أفلامه قفزات نوعية تكنولوجية، الأمر الذي جعل صناعة الفيلم تتأخر من 1995 إلى يومنا هذا، و كما قال جيمس بأنه لم يتيقن بإمكانية تنفيذ الفيلم إلا بعدما شاهد فيلم سيد الخواتم’’.

ويضيف محمد ‘’بالنسبة لي سواء كمشاهد أو سينمائي، لا اعتقد أن هذه النوعية من الأفلام تصنع لنضعها في موقع التقييم الفني أو الفكري، هل كل أحداث الفيلم تدور بمنطقية في الطرح ولكن لا يهم، هذا الفيلم بغض النظر عن أي من مشاكله هو فيلم للاستمتاع البصري الذي لا تستطيع أن توفره إلا السينما، فإذا سألتني هل هو أفضل أفلام السنة، سأجيب بالنفي ولكن هل هو الأكثر أبهارا فسأجيب بالإيجاب’’.

متعة بصرية مختلفة

طارق محمد شاهد فيلم ‘’أفاتار’’ ويقول عنه ‘’هو تجربة بصرية مختلفة للمشاهد على المستوى البصري، إضافة إلى انه يحمل قضية، وأنا استمتعت بكل مشهد في الفيلم، رغم أن تقنية العرض في البحرين لا تتوافر فيها تقنية عرض فيلم ثلاثي الأبعاد بالكامل’’.

ويعتقد طارق أن ‘’أفاتار’’ رافقته حملة دعاية عالمية ضخمة ‘’قبل نزول الفيلم إلى صالات العرض أقيمت حملة دعاية ضخمة للفيلم، جعلت متابعي السينما في مختلف أنحاء العالم ينتظرون نزول الفيلم بفارغ الصبر’’.

الوقت البحرينية في

20/02/2010

 

فجوة معرفية هائلة

افاتار .. إبهار سينمائي ينذر بخطر حقيقي

دمشق ـ من لمى طيارة

أسقط فيلم 'افاتار' على وضع أمتنا العربية حين تسلب أموالها وخيراتها من قبل معتد هدفه ابتلاع خيراتنا.

ليس من الغريب لهكذا إنتاج ضخم يقدر بملايين الدولارات أن ينتج فيلما ذا مضمون وبعد سياسي محملا بالإبهار البصري، ليصبح فيلما منسوجا على عدة مستويات: مستوى فكري بالدرجة الأولى غالبا ما سيلتفت له أصحاب القضية والفكر وأمثالهم. والمستوى الآخر إبهاري بامتياز يشد الغالبيه العظمى (متعلمة أو غير متعلمة) حتى ولو كان هذا على حساب الحياة المعيشية.

ففي زيارتي الأخيرة لمصر آثرت حضور فيلم افاتار بتقنية 3d نظرا لأن النسخة التي وصلت لسينما "سيتي" في دمشق هي نسخة عادية ولا أعرف سببا لهذا، سوى الخوف من الأجورالعالية والتي يبرر أصحاب هذا الرأي أنه قد لا تكون في متناول المواطن السوري، رغم أننا نتابع أفلاما بتقنيه 4D لا تتجاوز مدة عرضها 20 دقيقة مقابل أجور مرتفعة جدا وتلقى إقبالا جماهيريا لا بأس به وذلك في المراكز التجارية.

فرغم وجود صالات السينما الفخمة التي شيدت مؤخرا في مدينة دمشق إلا أنها لم تستخدم بعد هذه التقنية، وبالمقارنه مع مصر البلد العظيم سينمائيا المتدهور أجورا ومعاشيا، نجد أن الفيلم حقق أرباحا عاليه في صالات العرض المصرية رغم غلاء السعر!

وهذا إن دل على شيء فهو أمر خير وينبه إلى أن الجيل الجديد من الشباب قادر على تذوق كل ما هو جميل وليس مقتصرا على أفلام الغريزة الجنسية والأكشن وغيرها من الأنماط التي نسبت له وكأنه هو من صنعها وليس العكس!

وفيلم "افاتار" لمخرجه "جيمس كاميرون" حقق أرقاما قياسية في شباك التذاكر متخطيا فيلم "تايتانيك" للمخرج نفسه، "تايتانيك" الفيلم الذي بهر العالم حين عرض قبل سنوات، نظرا لأنه اعتمد أيضا على مستويين في العرض، فقام بالإبهار في الإنجاز والإخراج، أما على المستوى الطرح فقدم لفكرة تحدي الطبيعة وتحدي الخالق وكأنه يقدم موعظة دينيه بطريقه براقة وغير مباشرة، مما جعله الفيلم المفضل للكثيرين طوال العشر سنوات الماضية.

يدور فيلم " افاتار" في الخيال العلمي، وحول العالم الافتراضي المليء بالثروات والتي يرغب البشر باغتصابه والقضاء عليه (البشر هم الشر)، في رحلة أشبه ما تكون بالسيمفونية الموسيقية المرافقة للإبهار اللوني والبصري، في مقابل الحب والعاطفة والرغبة التي تقف عائقا أمام هذا الشر.

ورغم أنه كتب الكثير عن هذا العمل كقصة، وأسقط العمل على الوضع الحالي الذي تعيشه أمتنا العربية حين تسلب أموالها وخيراتها من قبل معتد هدفه ابتلاع خيراتنا ونفينا من العالم، ولو بقنبلة ذرية أو بأي سلاح كيماوي، وقام الكثير من النقاد الأميركان بمقارنته بالعمل الرائع "ماتريكس" الذي كان يخوض في نفس العوالم رغم اختلاف الطرح، وهذا طبيعي لأن الإنسان يوما بعد يوم يصبح أسوأ وأكثر قسوة وطمعا.

إلا أنني لا أود الوقوف عند حدود الموضوع، بل أود الخوض في مسأله التنفيذ الذي تجاوزت حدود المبهر، فسواء شاهدت فيلم "افاتار" بالتقنية الثلاثية الأبعاد أو بالعرض العادي وسواء شاهدته في قاعة السينما وسط الجمهور أم شاهدته على شاشتك الصغيرة في المنزل، يبقى "افاتار" فيلما مبهرا، وهذا أمر يحسب للفيلم ولصنّاعه، فلو تجاوزنا الموضوع الذي كان له بعدا سياسيا فكريا وقد رأى فيه العرب ولنقل الدول النامية على حد سواء انعكاسا لواقعها الذي تعيشه في مواجهة العلم والتكنولوجيا والتي قريبا ستسيطر على العالم، وربما لن تصل كلماتي هذه في حينها ليقرأها كل من على الأرض إلا بأمر من صانعي هذه التكنولوجيا.

أجد أن الفيلم ينذر بخطر آخر على صعيد سينمائي بحت، فهذا الفيلم الذي ابتدعت شخصياته وأحداثه من خيال علمي بحت واعتمد في تنفيذه على كل تطورات التكنولوجيا وبرامج التحريك ليصور لنا أدق التفاصيل وأبدعها، يجعلنا نقف عند نقطة لا رجوع منها، ألا وهي أين نحن من كل هذا؟

إننا نقف فعلا على حافه فجوة معرفيه هائلة، بدأناها منذ مطلع القرن واليوم نلمسها لمس اليد، فنحن في الجنوب من هذه الأرض لا زلنا نتكلم ونخوض في مشاكل وأحداث جانبية لا يوليها الشمال أي اهتمام، ونختلف على البديهيات في واقعنا، وفي مجال الفن نهتم بأمور الرقابة والمشاكل الشخصية وأجور الفنانين ودور العرض والتمويل وغيرها من الأمور التي تجاوزها الغرب ليتفرغ للإبداع وليعيد دورة المال.

فإلى متى سنبقى في الطرف المستهلك والمنبهر بالآخر؟ وإلى متى سيبقى الآخر ناظرا لنا كفريسة وكسوق لاستهلاك منتجاته.. واقعيا وخياليا؟

لمى طيارة ـ دمشق

lamasumer@gmail.com

ميدل إيست أنلاين في

21/02/2010

 

بحب السينما ..

عائدة من بلد الجليد فيلم أفاتار أغرق تايتنيك

رسالة امريكا

بقلم : ايريس نظمي

بعد حوالي ٤٢ ساعة في حالة طيران وما بين انتظار طائرة وأخري.. وصلت لزيارة ابنتي في ولاية أوهايو بأمريكا في حالة من الاعياء والتعب.. وفي نفس الوقت أردت أن أجري بعض الفحوص الطبية بعد اجراء عملية القلب المفتوح والمشاكل التي حدثت اثر ذلك. قد يظن القاريء من العنوان انني آتية من بلاد الاسكيمو التي لا نراها إلا في الأفلام والصور..  ولكن ما حدث هو انني عشت هذا الجو في البلدة الصغيرة التي تقطن فيها ابنتي وهي ينجستون.

بعد وصولنا أمريكا كان الجو جميلا.. حقيقة أنه شديد البرودة لكنها برودة محتملة. أما ما حدث بعد ذلك شيء لم أكن أتصوره.. فالصورة والفيلم شيء والواقع شيء آخر.. عواصف ثلجية عنيفة لا تستطيع معها الخروج لتستقل العربة.. تحولت الأشجار الي كتل بيضاء أما أشجار الكريسماس فهي الوحيدة الخضراء التي يكسو اوراقها هذا الجليد الأبيض وتري منظره رائعا من وراء الزجاج.. ويحذر التليفزيون والانترنت ألا يخرج الناس إلا للضرورة القصوي.

ويحاول زوج ابنتي أن يخرج سيارته التي دفنت تحت بحور الجليد فهو طبيب مرتبط بالعمل مهما كانت الأمور.. اتصل بالبوليس والنجدة لاخراجها لكنهما تركا تسجيلا علي الانسر ماشين بالاعتذار.. وكان خروج هذه السيارة وحدها تصلح أن تكون فيلما. وقد قيل لنا أن هذا الجو لم يحدث منذ مائة عام..

أما المدارس فقد أغلقت في بعض الأيام خوفا علي التلاميذ.. والانترنت هو الوسيلة التي يعرف بها الأولاد اذا كانوا سيذهبون الي المدرسة في اليوم التالي أم لا..

فرح أحفادي لأنهم سيبقون معنا.. فاليوم اجازة.. والجلوس مع الأحفاد  متعة.. حقيقة انهم لا يعرفون من اللغة العربية إلا كلمات قليلة ينطقونها بشكل مضحك.. لكننا نستطيع أن نفهم لهجتهم الأمريكية.

والوسيلة الممتعة في تلك الأيام هي متابعة أولمبياد فانكوفر.. التي يحظي الآباء والأبناء علي متابعتها وهي التنافس في الرقص الثنائي الاستعراضي علي الجليد أيضا سباق الزحافات التي تطير صعودا وهبوطا علي جبال الثلج. ومن أمتع الأشياء التي تشاهدها في التليفزيون برنامج ABC Fanil.. والذي يتباري فيه الأهالي بتسجيل لقطات نادرة جدا تثير الضحك ولا أحسن فيلم كوميدي.. وأحسن اللقطات تحصل علي جوائز.

من تحت خط الفقر الي أشهر وأغني مذيعة في العالم انها أوبرا وينفري المذيعة السوداء مقدم برنامج »أوبرا شو« والتي جاءت من تحت خط الفقر لتصبح أشهر وأغني مذيعة في العالم لقد بكت أوبرا وهي تعلن اعتزالها كمقدمة لهذا البرنامج.. وهي في عز مجدها وتألقها لتتجه الي عمل آخر يفيد البشرية.. فالمعروف عنها كرمها الزائد وعطاؤها المفرط ومساعدة المحتاجين والفقراء خاصة بالنسبة لدول افريقيا - جذورها - فأنشأت مدرسة علي أعلي مستوي للفقراء في جنوب افريقيا.. وقد بكي المشاهدون المشاركون في البرنامج حين أطلقت هذا الخبر في التليفزيون.

وأوبرا فضلا عن انها تمتلك ستوديو في شيكاجو تقدم من خلاله أعمالها - فهي تصدر مجلة باسمها (أوبرا) تعرف منها أخبارها.. وفي عز هذا الصقيع تتفرغ أوبرا أحيانا للاستعداد لفصل الربيع.. (الكلوزيت) أو حجرة الملابس مليئة بالفساتين والأحذية التي لا حصر لها.. ويقوم مصمم أزيائها بهذا العمل.. فهو يري أن بعض الملابس موضة قديمة ولكنها ستعود مرة أخري. وهناك بعض الملابس التي تعتبر ذكري جميلة في حياتها.. أما الملابس الأخري وهي ملابس جميلة توزع عن الفقراء والمحتاجين.

انني أري أن أوبرا المذيعة السوداء جميلة جدا.. فالشخصية تضفي جمالا فوق  جمال.

والمعروف أن أوبرا كانت متحمسة جدا لأوباما كرئيس الولايات المتحدة فهو أسود
مثلها.. واتخذها بعد أن فاز بالرئاسة مستشارة له مما آثار غيرة زوجته ميشيل.

جون ترافولتا في تاهيتي

بعد فجيعتة برحيل ابنه »جيت جون« مختنقا في الحمام وبعد عام من رحيله.. يحاول وزوجته العودة للحياة الطبيعية.. فظهر وزوجته كيلي برستون بالملابس الرسمية في افتتاح فيلمه الجديد »من باريس..مع الحب« ويستعد ترافولتا - ٥٥ عاما - لعمل أفلام يقوم فيها بالتمثيل أمام ابنته الطفلة الجميلة ايلا - ٩ سنوات.. فهي تريد أن تمثل مع أبيها أفلاما مع الحيوانات وهو فخور بها.. كما انه احتفل بمرور ٩١ سنة علي زواجه من كيلي. ويستعد ترافولتا للذهاب الي تاهيتي الجزيرة المنكوبة مع ٢٢ طبيبا ومعهم دواء وطعام وكل ما يحتاجونه من رعاية وذلك بعد أن أخذ ترافولتا تقريرا من الأطباء بكل ما يلزم المنكوبين.

أما الفيلم الذي تأثر به قبل سفره الي تاهيتي فهو فيلم واقعي عن طفل عمره ٧ سنوات فقد كل عائلته يسير في الطريق مترنحا لا يعلم ماذا يفعل والي أين يذهب. فماذا نفعل فنانونا أمام السيول التي هدمت المنازل في سيناء وفي الصعيد وأغرقت الناس؟ اننا لا نري منهم إلا الصور كنوع من الدعاية الزائفة.

»أفاتار« أغرق »التايتانيك«!

بالرغم من مرور أكثر من شهر لعرض فيلم »أفاتارا«.. إلا أن الاقبال عليه في أمريكا اقبالا خرافيا.. الفيلم من اخراج  وتأليف جون كاميرون الذي يعود بعد ٢١ سنة من تقديم لفيلم »تايتانيك« والفيلم غريب وجديد في كل شيءولا يمكن أن يقارن بالنسبة لتقنيته بأي فيلم آخر.. الفيلم أخرج بأسلوب ثلاثية الأبعاد وقد حصل علي أربع جوائز من الجولدن جلوب ومرشح لتسعة جوائز للأوسكار.. وقد استغرق الفيلم في اعداده ثلاث سنوات.. ويتناول معركة بين البشر الأرضيين وكائنات تعيش في كوكب آخر اسمه باندورا.. أما سكان هذا الكوكب فهم كائنات مسالمة طول الكائن ثلاثة أمتار أزرق الوجه..و هم متقدمين علميا.. ويعرف أن هذا الكوكب به كنوز من الأحجار المعدنية والأحجار الكريمة والمجوهرات.. مما دعي الأرضيين الي التخطيط للاستيلاء علي هذه الكنوز.. فيقوم علماء الأرض باستنساخ جندي سابق في البحرية وهو معوق أصيب بالشلل في أحد المعارك.. واستطاعوا أن يصنعوا منه كائنا مثل كائنات باندورا.. هذا النسخ يعرف باسم الافاتار - اسم الفيلم - يدخل الجندي المستنسخ ترافقه العالمة المشرفة علي المشروع بعد نسخها.. ويبحثون عن كائنات هذا الكوكب ليكتشفوا هذه الكنوز.. لكن الجندي المستنسخ يصيبه شعور بالتمزق بين ولائه للأرضيين وصماء هذا العالم الجديد الذي يشعر انه وطنه ولا يحمل ولاء لهم.. خاصة بعد أن شفي تماما.. من الشلل. وبقوة في الكوكب ليلتقي بحيوانات ووحوش ضارية ويحاول العودة فيلتقي بفتاة محاربة تساعده ظنا منها انه يساعد أبناء جنسها.. وتأخذه الي مكان قبيلتها وهي شجرة ضخمة.. يعيشون تحتها.. ويعيش معهم ثلاث أشهر يتعلم عاداتهم وتقاليدهم ولغتهم.. ويحصل علي منجم المعدن الثمين والذي يقع تحت الشجرة.

يحاول اقناع هذه الكائنات بمغادرة الشجرة لأنه يعلم أن البشر سيأتون ليدمروها.. ويستولون علي المنجم. ويصدر قرارا من قائده العسكري ليمنع اعادته مرة أخري للكوكب.. ويحتجزوه هو والعالم في قاعدة عسكرية لكنهم يهربون منها.. لكن العالمة تصاب أثناء الفرار وتموت ويعود الجندي لشعب هذا الكوكب معلنا مساعدتهم في الحرب ضد البشرية بعد معركة ضارية ينتصر فيها سكان الكوكب.. وتنقذه الفتاة التي أحبته في الوقت الذي لقي فيه والدها قائد القبيلة مصرعه.. ليصبح »افاتار« هو قائدهم.

يعتبر فيلم افاتار من أفلام الخيال العلمي وقد حقق الرقم القياسي كصاحب أعلي ايرادات ويعتبر أفضل فيلم في العالم وفي تاريخ السينما الأمريكية. وقد استخدمت به تقنيات الجرافيك والحيل السينمائية.. ولكي يكسب »جيك« بطل الفيلم هذه المخلوقات فهو يطوع طائرا كبيرا من الطيور الجارحة يطير به ليصلي علي أرواح رئيسه التي قتلت.. وحين تضرب الشجرة تموت بعض الكائنات.. ويصلي »جيك« لكي لا يكون في هذا العالم عنفا ويحل السلام.

الفيلم استغرق عرضه ساعتين لكنه يشدك لمتابعته فلا تحس بالوقت أو الملل.. بل يمكن مشاهدته مرة أخري.. واستطاع أن يحقق مكاسب خرافية أكثر من »تايتانيك« لنفس المخرج. قال عنه أحد النقاد أن »أفاتار« أغرق »التايتانيك«.

الفيلم يجمع بين الخيال العلمي والسياسة بأسلوب فانتازي.. كما يحمل نوع من الاسقاطات التي تحدث في عالم اليوم.. لكنه في النهاية يدعو الي السلام.

انتحار مراهقة

والذي يجعل فتاة في عمر الزهور.. جميلة جذابة عمرها ٥١ عاما الي الانتحار.. انها ووبي برنس جاءت من ايرلندا مع أمها وأختها ٩ سنوات للالتحاق بإحدي مدارس الهاي سكول بعد انفصال الأم عن الأب مما جعلها تفتقد حنان الأب. واستطاعت ووبي بشخصيتها أن تجذب الأولاد اليها مما دفع زميلاتها الي الغيرة والحقد فكانوا يعايرونها بأنها ايرلندية.. وأطلقوا عليها عاهرة.. وكانوا يلسرون اليها علي »الفيس بوك« رسائل قبيحة ويطلبون منها أن تنتحر.

وفي صباح الأيام فتحت شقيقتها الصغيرة »الكلوزيت« حجرة صغيرة تضع فيها ملابسها ومحتوياتها.. فأصيبت بحالة من الهلع.. وجدتها معلقة وقد فارقت الحياة.. ومازال التحقيق مستمرا لمعرفة سبب الانتحار بسؤال زملائها وزميلاتها خاصة هذا الزميل الذي تحبه وهو من عائلة كيندي مما آثار حقد زميلاتها فأصيبت بحالة نفسية.. ونوع من الاكتئاب لتقبل علي الانتحار. وهذه هي مساويء الاتصالات الحديثة التي تتسبب في كثير من المشاكل التي تمس السمعة أيضا مع توحش الطلبة الذين لا يرحمون وتجعل فتاة في عمر الزهور تنتحر.

أخبار النجوم المصرية في

25/02/2010

 

صالة لواحد

حصريا.. حديث مع جيمس كاميرون حول افاتار السياسي

محمد رُضا

مع اقتراب الأوسكار  فإن التحديات  التي يواجهها فيلم "أفاتار" تزداد وذلك لسبب وجيه.

هناك خط نحيف على المخرج جيمس كاميرون أن يسير عليه تبعاً لمستجدّات لم تكن واردة قبل إطلاق الفيلم الى العروض الدولية قبل شهرين. فالفيلم الذي يتحدّث عن كيف هاجمت سلطات عسكرية سكان كوكب بعيد بغية احتلال مواردها الطبيعية الثمينة اعتبر، وعن حق، صدى للهجمات العسكرية التي قام بها الإنسان على هذه الأرض منذ قديم الأزل. تشاهد الفيلم فإذا بقصّة احتلال الرجل الأبيض للقارة الأميركية وإبادة هنودها تقفز في البال وصولاً الى خطوط موازية للوضع ذاته. كل ما على المشاهد أن يفعله هو أن يُلغي أسم كوكب باندورا ويضع أسم البلد الذي تعرّض، خلال تاريخ الإنسان، إلى هجمات البعض على البعض الآخر: هنا أنغولا، وهناك الجزائر وعلى بعد فييتنام وعلى مقربة فلسطين وفي الجوار العراق. ذلك لأن رسالة الفيلم، كما كتبه المخرج بنفسه، تعتبر أن الهجمة العسكرية المتعاونة مع طموحات رجال الأعمال والاقتصاديين والناتج عنها نهب الثروات الوطنية هو السائد منذ الأزل ولك أن تختار المكان والزمان لتجسيد ذلك، وهو اختار كوكب باندورا وزمنا قابعاً على بعد سنوات عديدة من اليوم

هذه الرسالة بعينها هي السبب الذي من أجلها يواجه الفيلم مأزقه مع اليمين الأميركي الذي لا تغيب عن باله مثل هذه المعاني والذي ترجمها الى مقالات تهاجم الفيلم وتتهمه بالعداوة لأميركا ومخرجه بأنه يساري التوجّه، يستغل هوليوود لمآربه الأيديولوجية.

جيمس كاميرون لا يريد أن يُثير زوابع في هذا الوقت لأن الزوابع قد تضر باحتمالات فوزه بالأوسكارات بدءاً من أوسكاري أفضل فيلم وأفضل إخراج. وهو يفصح عن ذلك  حين التقيته في الشهر الماضي للمرّة الثانية في عصر "أ?اتار"- الفيلم الذي جمع للآن قرابة بليوني دولار.

·         هل توقّعت أن يجد الفيلم النجاح الكبير الذي حصده حتى الآن؟

أعتقد أني أعربت عن أملي سابقاً بحذر شديد. ليس هناك ما هو مؤكد خصوصاً إزاء مشروع كهذا تكلّف قرابة 300 مليون دولار.

البعض يقول أكثر

البعض يقول أكثر لكن ذلك ليس ما أقصده. الفيلم حال تتجاوز ميزانيّته هذه الأيام الخمسين مليون دولار يصبح مغامرة كبيرة فما البال إذا ما تكلّف 200 مليون او 300 مليون دولار؟ لقد وجدت أن التعايش مع هذا الخطر هو أمر مفروض عليّ. أساساً لو لم أكن على استعداد لما حققت هذا الفيلم او أي فيلم بميزانية كبيرة. ما دفعني، وأعتقد أننا تحدثنا حول هذه النقطة من قبل، هو رغبتي في أن أشاهد هذا الفيلم الذي حلمت به وقد أصبح حقيقة واقعة على الشاشة. طبعاً توقّعت النجاح ولم آمل به فقط، لكن الحقيقة أنه فاق ما توقّعته. هل تابعت توقعات الصحافة أول ما نزل الفيلم الصالات؟

نعم....

لقد أجمعوا تقريباً على أنه سينجح لكنه لن ينجح على نحو يغطي على نجاح "تايتانك" او بعض الأفلام الأخرى علي قائمة أكثر الإيرادات العالمية. أنا سعيد بالطبع لأن توقعاتي وتوقّعات الصحافة لم تكن صحيحة.

بريء من التهمة

·         لكن ماذا عن الهجوم الذي يتعرّض إليه الفيلم على أساس أنه يمثل اليسار الهوليوودي؟

حقيقة لا رأي لي في ذلك. هو ليس يساراً وليس يميناً. هذا فيلم سينمائي أعترف بأنه للهروب من المشاكل التي نحياها صوب فضاء خيالي ومغامرات مستقبلية مشوّقة صحيح. لكنه في ذات الوقت يتحدّث عن احتلال الشعوب الفطرية وتبديد ثرواتها وتغيير مناخاتها ليس أكثر مما يتحدّث عنه أي فيلم خيالي علمي آخر هذه الأيام لكن مع فارق أنني حقيقة ضد التغييرات المناخية التي يتعرّض اليها هذا العالم. وهذا معبّر عنه بالفيلم. أيضاً معبّر عنه القوّة العسكرية المرتبطة بحركة الاقتصاد وكيف أن هذا التحالف يؤدي الى الاحتلال.

·         بعض المعلّقين قال أن الفيلم يتحدّث عن النفط العراقي ... 

نعم قالوا ذلك. لكن لا أعتقد أن هذا صحيحاً. في شكل عام الفيلم يتحدّث عن ضرورة احترام الثقافات والمجتمعات الأخرى الإحتفاء بالحضارة أن تعتني بالعالم الذي تقع فيه تلك الحضارة ونحن نلاحظ قوّة بصرية تدعو الى الإعجاب بالمكان وبالشعب ، هذا الفيلم لم يكن لينجح لولا التقدّم التقني الكبير الذي تم في كل المجالات بلا استثناء. لا يوجد مجال تقني وتصويري لم يحدث فيه تقدّم كبير من عشر سنوات الى اليوم. وهذا ما تسبب في نجاح الرسالة التي تتحدّث عنها لأن جماليات الفيلم تكمن في ذلك العالم الجميل وليس في العالم المسلّح بالرغبة في السيطرة عليه.  كنا نعلم أننا سنحاول رفع سقف فن الكومبيوتر غرافيكس إلى ما لم يصل إليه فيلم آخر. كان علينا أن نؤسس لمخلوقات جديدة وعالم جديد من دون أن نغترب بعيداً. كان علينا أن نبقى قريبين من العاطفة في الوقت ذاته. هذا فيلم عاطفي ليس فقط بسبب قصّته، بل بسبب ما يقترحه من علاقة منشودة بين المشاهد وبين شخصياته الإيجابية. علينا أن نصدّق ما نراه لكي نتعاطف مع ما نراه.  لذلك كان علينا أن نبلور تكنولوجيا جديدة تستطيع إنجاز ذلك والتأكيد إنه ممكن. وكان علينا أن نبرهن لأنفسنا أوّلاً أن إنجاز هذه التقنية لتؤدي هذا الغرض هو أمر ممكن وإلا لما كان هناك فيلم أساساً كنا نريد أن تشعر شركة فوكس بأن ما نقدّمه أمر يستطيعون تبنّيه أيضاً قبل أن يضعوا التمويل المطلوب لهذا الفيلم.

الجزيرة الوثائقية في

25/02/2010

 

الجارديان:

"أفاتار" كشف الانقسام الثقافى فى مصر

كتبت ريم عبد الحميد

قال جوزيف مايتون مراسل صحيفة الجارديان بالقاهرة، إن فيلم أفاتار Avatar الذى ينتمى إلى أفلام الخيال العلمى، استخوذ على عقول المصريين والعرب، لدرجة أن عدم حصول هذا الفيلم على أى من جوائز الأوسكار القيمة مقابل حصول فيلم خزانة الألم أو The hurt locker على جائزتى أحسن فيلم وأحسن إخراج، أثار الغضب، خاصة وأن أفاتار ربما يشبه الأفلام التى تتحدث عن نضال الشعوب فى حين أن الفيلم الآخر يمجد الحرب على العراق.

واعتبر مايتون أن المعركة بين أفاتار وخزانة الألم كشفت عن انقسام كبير فى الثقافة المصرية والعربية، حيث غالباً ما يتم تجنب الأفلام التى ترصد الواقع الوحشى لصالح حكايات الخيال الأخرى مثل أفاتار الذى حقق أكثر من 8 ملايين جنيه مصرى حتى منتصف فبراير الماضى، ولا يزال يحتل المركز الرابع فى شباك التذاكر.

فالمصريون عادة يكرهون الأفلام التى تتحدث عن الأوضاع السياسية فى المنطقة ما لم تكن معادية بشكل مباشر للأمريكيين.. فيلم "Body of Lies" أو جسد الأكاذيب هو نموذج النجاح فى كسب الدعم المصرى والعربى.

وقال المراسل، إن هذا الفيلم الذى أخرجه ريدى سكوت ضعيف، ويتعامل مع الحقائق القاسية فى المنطقة بسطحية، ولكن كثيرا من المصريين يعتقدون أنه يتحدث عن أخطاء الحكومة الأمريكية فى الحرب على الإرهاب.

وبالتالى، لم يكن هناك الكثير مما يعجب المصريين فى فيلم خزانة الألم. فمن وجهة نظرهم، كما يقول مراسل الجارديان، هو فيلم مؤيد للحرب الأمريكية لم يقدم شيئاً سوى عظمة الجندى الأمريكى. وينقل المراسل عن ناشطة نسائية تدعى إيمان هاشم قولها إن فيلم خزانة الألم هو قصة تمجد الحرب و"نضال" الولايات المتحدة فى المنطقة ضد "الغضب العربى".

وعلى موقع تويتر للتواصل الاجتماعى، رأى العشرات من أنصار فيلم أفاتار إن فيلم خزانة الألم حصل على جوائز فى الأوسكار، لأنه يدور حول العراق، وصور العرب على أنهم إرهابيون، واعتبر الكاتب أن المشهد الذى أثار غضب المصريين فى بداية الفيلم الذى يظهر فيه رجل عراقى يستخدم هاتفه النقال لتفجير عبوة ناسفة جزءاً من الحقيقة التى تحدث على أرض الواقع.

لكن يبدو أن أعداء فيلم خزانة الألم لا يدركون أن هذا الفيلم ليس عن العراق، ولكنه فيلم يكشف الجانب المأسوى فى حياة الجنود.

ويكمل مايتون دفاعه عن الفيلم قائلاً: إنه لا يمجد الحرب ولكنه فيلم عن الجنود، وإدمان العصبية التى يمكن أن تنتج عن الحرب. وهو بالأساس فيلم مناهض للسياسة يتحدث عن المصاعب التى تجلبها الحرب للفرد والعائلة داخل مسرح الحرب وخارجه. وينقل الكاتب عن المخرج محسن جمعة قوله إن المصريين لا يحبون مشاهدة الحقيقة على الشاشة الكبيرة، وهذا هو السبب وراء عدم شعبية أفلام مثل سريانا وخزانة الألم، تأييدهم لفيلم أفاتار أيضا يؤكد ذلك، فهم يهربون من الحقيقة إلى عالم خيالى جديد يخاطب مباشرة كفاحهم.

للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به

اليوم السابع المصرية في

11/03/2010

 

تقنيات أفاتار تحرم ممثليه من الجوائز

أبوظبي – الخليج 

لدى جيمس كاميرون مخرج فيلم أفاتار الكثير من الأسباب التي تجعله يشعر بالسعادة وهو ينتظر إعلان ترشيحات الأوسكار للعام الحالي، وأقلها فوزه بجائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج ولكنه شعر بالفزع بأن أحدا من ممثليه من بينهم زو سالدانا وسام ورثنجتون وسيجورني ويفر لم يظهروا في قوائم المرشحين للفوز بلقب أفضل ممثل وممثلة.

وبالمقابل إذا سألنا النقاد السينمائيين عن أفضل فيلم لهذا العام فإن إجابتهم الفورية تكون، وبالإجماع، أن فيلم كاثرين بيجيلو خزانة الألم هو المرشح للفوز. وأما إذا سألنا عامة الناس الذين شاهدوا الفيلم فهم بلا شك سيقولون أن أفاتار هو الأفضل من ناحية الاستفادة من التقنيات الرفيعة، وهو أصبح أكثر حصاداً من حيث الأرباح التي حصل عليها.

وعلى خلاف الأغلبية العظمى للأفلام المرشحة للقب أفضل أفلام سينمائية فإن ممثلي أفاتار لم يحصلوا على أية جوائز كبيرة خلال مهرجان النقاد أو حتى جائزة نقابة الممثلين السينمائيين. ويعكس ذلك التناقض الذي يقع فيه مجتمع السينما، خاصة ما يتعلق باستبعاد ممثلي أفاتار والتركيز على نحو خاص على الاستخدام الثوري في عملية تحريك الشخوص وهي تقنية حديثة جدا جمعت ما بين الشخوص البشرية من الممثلين مع شخوص خيالية متحركة طورها الكمبيوتر للحصول على مخلوقات طولها يربو على عشرة أقدام، وهؤلاء كانوا في وسط وبؤرة الحركة في الفيلم.

ويثير ذلك أسئلة رئيسية منها “هل هذا تمثيل أو هو أفلام كرتونية؟

وهل يقترح ذلك أن تلغى الشخوص السينمائية البشرية مستقبلا وتتم الاستعاضة عنهم بشخوص من صنع الكمبيوتر؟ وأثار ذلك الطرح ردوداً حادة من شخصيات مهمة في مدينة صناعة السينما الأمريكية ومن أفضل الممثلين المرشحين للفوز بجوائز الأوسكار ومنهم جيف بريدج وجيرمي رينر كما أدلى كل من المخرج كاميرون وستيفن سبيلبيرج بدلوهما.

وقال بريدج لصحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية، في اليوم الذي أعلنت فيه الترشيحات: أعتقد أن باستطاعتهم فعل ذلك الآن إذا ما توفرت لديهم الإرادة.

وسيكون الممثلون البشريون من الماضي، فإذا رغبت في سمات شبيهة بكلوني، بنسبة 60%، وأعطني 10% من بريدجيز وأضف بعض الملامح من تشارلز برونسون، وستكتمل الصورة وسنحصل على كائن جديد لن يشبه أحداً، وبالطبع ستكون هذه شخصية عظيمة.

أما رينر المرشح كأفضل ممثل لفيلم خزانة الألم فله منظور آخر بالنسبة للشخوص الكمبيوترية، ويرى أن بعض الأفلام يكون فيها الممثل تجسيداً للأفلام وفي بعض الأفلام الأخرى يكون فيها الفيلم مرآة عاكسة للمخرجين وأرى أن أفاتار فيلم مذهل. وتجربة جميلة جداً ولكنه ليس فيلم ممثلين، فهو لم يسمح بالفعل للمثل أن يحكي قصة الفيلم. وهنا نجد أن المخرج هو الذي يحكي القصة وليس أحد سواه.

والواقع فهو تجربة رائعة فكاميرون يحشد ممثلي أفاتار بقوة ليخلق توازناً بين نجاح الفيلم كتقنية والممثلين البشريين في الفيلم. وقال عدد من أقطاب صناعة السينما، بينهم المخرج الشهير سيتفن سبيلبيرج، “ألم يكفهم تلك الشخوص البشرية حتى يستخدموا شخوصاً اصطناعية يسعى كاميرون للفوز بها بجائزة الأوسكار”؟.

وقال كاميرون: هناك منحنى تعليمي بالنسبة لمجموعات الممثلين، ومن غير المتوقع أن تتسارع فكرة إدخال شخوص اصطناعية أو متحركة في الأفلام. وكل ما عملناه كان إثارة الوعي. وليس عليهم أن يخشوا من ذلك فقط، بل عليهم أن يشحنوا بالإثارة والحماس، والآن تتوافر سلسلة من الإمكانات بعد قرن من بدء صناعة السينما، والتمثيل بطريقة تقليدية”.

ووصف كاميرون ذلك بأنه أشبه بعملية تحريك الممثل. أن ما يهمني ليس القيام بصناعة أفلام متحركة، ما أقوم به مخاطبة الممثلين. سبيلبيرج يميل إلى التفكير بذلك باعتبار مثل تلك الأفلام صنيعة الأجهزة الرقمية وليس أفلاماً كرتونية معززة بشخوص بشرية وقال انه سيستخدم تقنيات أفاتار في أفلامه الجديدة: مغامرات تيتان، وسر اليونيكورن.

ويرى كل من سبيلبيرج وكاميرون أن صناعة فيلم بالباس الشخوص الاصطناعية الصوت والقشرة البشرية أو الشبيهة بالبشرية هو أقرب إلى الأداء المسرحي. وحسب سبيلبيرج فإن عملية تسجيل الحركات وترجمة ذلك بحركة يتم إسقاطها على نموذج بالحركة والصوت يعيد المخرج إلى نوع من الحميمية التي لا يعرفها سوى الممثلين والمخرجين أثناء العمل المباشر على خشبة المسرح”.

وتتم عملية التصوير على مسرح تسجيلي للحركة والصوت من خلال ما يطلق عليه ذا فوليوم وهنا يرتدي الممثلون ملابس لاصقة بأجسامهم ورسم عليها علامات عاكسة، ففي كل حركة يؤديها الممثل تقوم مجموعة ضخمة من الكاميرات برصدها ويتجاوز عدد تلك الكاميرات المائة. وهناك أيضا آلة تصوير رئيسية على منصة لرصد وجه وعيني الممثل.

ويوضح جون لاندو منتج فيلم أفاتار أنه: تنشط الكاميرا الافتراضية دائما، وليست تلك الأيام التي نحتاج فيها إلى نصب الكاميرات والإضاءة ولمسات الماكياج وقياس الألبسة، فالمشاهد لا تحتاج إلى تصوير متكرر من زوايا مختلفة للكاميرا. وبدلا من ذلك يتم تزويد بيانات الكاميرا للكمبيوتر الذي يسجل نسخا بثلاثة أبعاد لحركة كل ممثل ويمكن للمخرج أن يضيف حركات كاميرته من منظور رقمي.

ويعتقد اندي سيركيس وهو ممثل مسرحي بريطاني مخضرم لعب دور جولوم في فيلم بيتر جاكسون ملك الخواتم بالحركة والصوت، هناك نقاء في هذه التقنية، ولن تستطيع الاعتماد على أي شيء آخر سوى مهاراتك الشخصية كممثل. وتمنح التقنية الرقمية الممثل تصوير المشهد في لقطة من دون أن يخشى من موقع آلة التصوير.

وبالنسبة لفيلم أفاتار هناك شكوى من أن كاميرون بالغ في التركيز على البعد الأحادي لشخوصه وهو ما سيعيق ممثليه من الحصول على جوائز، ولكن آخرين يعتقدون أن نجمة أفاتار زوي، على نحو خاص، تؤدي كل لحظة على الشاشة وهي ملتزمة بتسجيل الحركة والصوت، وأنها أغمضت حقها بعدم ترشيحها.

بعض مشاهدي أفاتار وخزانة الألم الفيلمين الرئيسين المتنافسين على جائزة أفضل فيلم، يقول أن الأول عمل جيد، لكن الثاني ينبغي أن يحصد أفضل الجوائز لأنه في اعتقادهم فيلم يمثل الواقعية على الأرض بينما أفاتار لا يمت للواقع بأي صلة، ويمكن اعتبار أنه فيلم خيال علمي.

وقالت زوجة رقيب عامل مع القوات الأمريكية في العراق أن خزانة الألم يمثل الواقع وما يحدث في العراق أمر لا يصدق. ورأى آخرون أن ما يقوم به الجنود في الفيلم مناف للواقع وعار على الجيش الأمريكي ولا يستحق حتى جائزة واحدة.

الشروق المصرية في

06/03/2010

 

ليل ونهار

أفاتار !!

بقلم: محمد صلاح الدين 

فكر مخرج هذا الفيلم "جيمس كاميرون" في تصويره عام 1994 بعد انتهائه مباشرة من تحفته السابقة "تايتانيك".. لكنه تراجع لأن التكنولوجيا المستخدمة وقتها لم تقنعه بتقديم رؤيته للفيلم.. فانتظر "16" عاما حتي حقق ما يريده.. هكذا يصنعون السينما عندهم.. وهكذا "يقلبونها" عندنا!!

وفيلم "أفاتار" تحفة من الخيال العلمي والمغامرات المثيرة.. يحتوي علي مؤثرات مرئية وصوتية رائعة جديرة بترشيحه للأوسكار ولكل جوائز الدنيا.. ويعتبر بداية قوية لمستقبل الابهار في صناعة الأفلام في الألفية الجديدة.. كما انه يتم عرضه بطريقة "الثري دي" أو ما يعرف بتأثيرات العرض بالأبعاد الثلاثية.. التي قد تنجح في القضاء علي قرصنة الأفلام. ومحاولة ذكية لعودة الجمهور الي دور العرض... حيث المتعة الحقيقية في المشاهدة. علي العكس تماما من الرؤية المحدودة علي الشاشات البلاسيكية الصغيرة.. وهي حلول عملية لصناع ينشغلون بالحفاظ علي تجارتهم من البوار.. وكفاية علينا احنا الفرجة!!

أما أكثر ما لفت نظري ــ كشرقي ــ في الفيلم هو موضوعه.. الذي ربما لأول مرة يناقش فكرة الحفاظ علي السكان الأصليين للأوطان وعلي مقدساتهم خاصة ضد غزو الآلات العسكرية البربرية التي أبتلينا بها في القرن العشرين ومازالت تلقي بظلالها علي القرن الجديد كحل دموي فاشي للحصول علي ثروات الآخرين. أو حتي تغيير أنظمتهم بقوة الدمار الشامل.. وهي أفكار جديدة تماما علي "هوليوود" العنصرية.. التي طالما كانت تنادي بعكس هذا.. حيث تعتبر أن كل ما هو غير أمريكي وأوروبي مباح للاستعمار.. وكذا اعتبار الضعفاء لقمة سائغة للأقوياء ويستحقون السبي.. دون النظر لتاريخم المشرف أو حضاراتهم التي ساهمت في تغيير وجه الانسانية الي الأفضل!!

اننا نري الجندي الأمريكي المقعد جاك "سام ورتيجتون" يتم تجهيزه وارساله إلي قمر بعيد في الفضاء يسمي "باندورا" والذي تعيش فيه كائنات مسالمة زرقاء اللون طويلة القامة.. كانت تعيش بأمن واستقرار قبل وصول البشر بآلاتهم العسكرية المدمرة للتنقيب عن معدن ثمين جدا علي هذا الكوكب "وهو شبيه بالبترول في منطقتنا العربية"! ويدخل الجندي مشروع اعداده في معامل تقوم بصنع كائنات مشابهة لكائنات الكوكب الذاهب اليه "مأخوذة عن طريقة اعداد الجواسيس" وهذا النسخ هو ما يسمي "أفاتار" والذي جاء منه اسم الفيلم.. وينطلق الجندي إلي سطح الباندورا.. وهناك يتعرف علي الفتاة المحاربة نايتيري "زوي سالدانا" والتي تقوم بمساعدته ظنا منها انه مرسل ليساعد أبناء جنسها.. وتأخده إلي مكان عيش قبيلتها وهو عبارة عن شجرة ضخمة تضمهم تحت ظلالها الوارفة "وهي المعادل الموضوعي لفكرة الوطن الأم".. ويتعلم عاداتهم وطريقة حياتهم وحتي لغتهم الخاص.. ولكن الآلة العسكرية وراءه تستعجله في العمل علي طرد هؤلاء السكان من هذا المكان أو تدميره والاستيلاء عليه.. وامام وداعة هؤلاء القوم وشراسة قومه العنصريين. لا يجد بدا سوي الوقوف معهم ضد قومه.. لتبدأ حربا شعواء طاغية لا تبقي ولا تذر!!

ينجح المخرج ببراعة موهوب يحمل هما انسانيا في ابراز غطرسة وغرور القائد العسكري "ستيفن لانج" الذي يقود الغزو فيظهره كواحد من أكابر المجرمين لا العسكريين مثل الاسرائيليين وهم يتفنون في القتل والبطش وسفك الدماء بلا أي وازع من ضمير.. أو حتي الأمريكان أنفسهم الذين اسرفوا في الفحش والطغيان علي بلاد العراق وافغانستان احتلالا وتعذيب ليدافع الفيلم متحضرة ومذهلة من السكان الأصليين للأوطان.. الذين ظلوا يقاومون لآخر نفس حتي تحقق لهم النصر.. برغم بدائيتهم أمام أحدث أنواع تكنولوجيا الهدم والخراب!!

أروع ما في هذا العمل أيضا تلك الرومانسية المتدفقة في وسط هذا الهم للشاب والفتاة.. الطريف فيها انها رقيقة وبريئة.. وخلت من البهارات الحريفة التي يتباهي بها بعض السينمائيين عندنا خاطب فيها الوجدان.. ولم يخاطب الغلبان.. فاستحق أعلي الايرادات!!

Salaheldin-g@hotmail.com

الجمهورية المصرية في

04/03/2010

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)