كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

بينها مصري ومغربي

صايل: 15 فيلماً تتنافس على جائزة مهرجان مراكش السينمائي

عبد الستار ناجي

المهرجان الدولي للفيلم بمراكش

الدورة التاسعة

   
 
 
 
 

دخلت الاستعدادات المراحل النهائية لاعمال الدورة التاسعة لمهرجان مراكش السينمائي الدولي مع اعلان المهرجان الفيلم الدولي بمراكش، مشاركة 15 فيلما سينمائيا في المسابقة الرسمية للدورة التاسعة للمهرجان التي ستنعقد ما بين 4 إلى 12 ديسمبر ومن بين هذه الاعمال التي تمثل 15 دولة 8 افلام اولى لمخرجيها هي «هليوبوليس» للمخرج أحمد عبدالله (مصر) و«ليوز روم» (غرفة ليو) لإنريك بوشيشيو (أوروغواي)، و«لوف أند راج» (الحب والغضب) لمورتين جييس (دانمارك) و«ماي دوتير» (ابنتي) لشارلوت ليم (ماليزيا) و«نورتليس» لريغوبيرتو بيريزكانو (مكسيك)، و«نوتينغ بيرسونال» (لا شيء شخصيا) لأرسزولا انتونياك (هولندا) و«كان سول تيان إي لي أوتغ سويفغون» (يصمد وللاحد ويليه الآخرون) لليا فيهنير (فرنسا) و«ترو نون» لنوسير سعيدوف (طاجيكستان).

كما تتنافس في الدورة التاسعة لمهرجان الفيلم الدولي بمراكش أفلام «ايام لوف» (أنا الحب) للوكا غوادغنينو (إيطاليا)، و«لي بارون» (البارونات) لنبيل بن يادير (بلجيكا)، و«سامبول» لهيتوشي ماتسوموتو (اليابان)، و«طوكيو تاكسي» لكيم تاي سيك (كوريا الجنوبية)، «وذو كود هيرت» لكاري داكور (الولايات المتحدة)، و«الرجل الذي باع العالم» للأخوين سهيل وعماد نوري (المغرب) و«وومن ويذأوت بيانو» (امرأة بدون بيانو) لخافيير روبولو (اسبانيا) وتتنافس الاعمال المشاركة على جوائز (النجمة الذهبية)، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وجائزة أحسن تمثيل نسائي وآخر رجالي وسيقوم المهرجان هذا العام بتكريم الممثل المغربي سعيد التغماوي، والبريطاني السير بين كينجسلي، والمخرج البوسني إمير كوستوريكا، والممثل الأميركي كريستوفر والكن. وإلى جانب المكرمين الأربعة، الذين أعلن المهرجان عن تكريمهم، كانت المؤسسة المنظمة للتظاهرة، التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، أعلنت، في وقت سابق، تكريم السينما الكورية، بالإضافة إلى إلقاء نظرة على السينما التايلندية، فيما نصب المخرج الإيراني، عباس كيارو ستامي، رئيسا للجنة التحكيم.

هذا وتوكد الاخبار القادمة من مراكش حضور اكبر عدد من صناع السينما العالمية من بينهم المخرج الاميركي الكبير مارتن سكورسيزي وعدد اخر من كبار النجوم.

وفي تصريح خاص اكد نور الدين صايل مدير عام المهرجان ان مهرجان مراكش السينمائي يمثل بوابة حقيقية للتواصل مع الابداع السينمائي العالمي وان اللجنة المنظمة للمهرجان استطاعت ان تحصل على اهم النتاجات العالمية الجديدة والمتميزة والتي تحمل توقيع الكبار ما يوكد قيمة المهرجان ومكانته الدولية.

كما أشاد صايل بالدعم الكبير الذي يحظى به مهرجان مراكش من لدن جلالة الملك محمد السادس شخصيا حيث يقام المهرجان تحت رعايته وبحضور شخصي من مولاي رشيد.

هذا وستقوم «النهار» بتغطية فعاليات عرس مراكش السينمائي الدولي من خلال رسالة يومية.

النهار الكويتية في

26/11/2009

 

الإيراني عباس كياروستامي رئيساً للجنة التحكيم الدولية

مهرجان مراكش يكرّم السينما الكورية

عبد الستار ناجي 

تتواصل الاستعدادات في مدينة مراكش المغربية لانطلاق اعمال الدورة التاسعة لمهرجان مراكش السينمائي الدولي برعاية جلالة الملك المغربي محمد الخامس وذلك في الفترة من 4-12 ديسمبر المقبل. وقد تم الاعلان ان المخرج الايراني عباس كياروستامي سيترأس لجنة التحكيم الدولية للمهرجان وجدير بالذكر ان كياروستامي حاصل على السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي عن فيلمه «طعم الكرز»، بالاضافة لعدد مهم من الانجازات السينمائية.

وجدير بالذكر انه من مواليد ايران سنة 1940، وتابع دراسته الفنية بجامعة طهران، مع اخراج جنيريك أفلام الخيال، والاعلانات الاشهارية.

في سنة 1969 أسس بايران مصلحة السينما لمعهد التنمية الثقافية للأطفال والشباب والبالغين، التي تنتج العديد من الأفلام الايرانية، والتي يخرجها المخرجون، من قبيل أمير ناديري، وبهرام بيسي، ودريوش مهرجوي، وابراهيم فوروزيش، وسوهراب ساشيد ساليس.

وأخرج عباس كياروستامي أفلاما قصيرة، أبرزها «الخبز والممر». وفي سنة 1974 بصم أول فيلم روائي طويل له تحت عنوان «المسافر» الذي يتناول واحدا من موضوعاته المفضلة: الطفولة. وأخرج بعد ذلك «التقرير» (1977)، والفيلم الوثائقي «تلاميذ الأقسام التحضيرية» (1984)، ثم أفلام «أين منزل صديقي؟» (1987)، «وتستمر الحياة» (1991).

وتمت مكافأته سنة 1992 خلال مهرجان كان على جميع أعماله، وحصل على جائزة روبرتو راسليني. ثم أخرج بعد ذلك «عبر أشجار الزيتون» (1994)، و«طعم الكرز» (1996) الذي حصل من خلاله على السعفة الذهبية لكان 1997. وخلال نفس السنة منحه اليونيسكو ميدالية فيليني.

سنتان فيما بعد، فاز فيلمه الروائي السابع، «الريح ستحملنا» بالجائزة الكبري الخاصة بالتحكيم بمهرجان البندقية. ويعد عباس كياروستامي أيضا كاتبا لقصيدة «لنمشي مع الرياح» التي نشرت في سنة 2002. كما يعتبر من أكبر الكتاب ومخرجي الفن السابع، وقد أهلته وزارة الثقافة الفرنسية لصف ضابط الفنون والآداب في يناير 2003، وقد أنهى مؤخرا توجيه جولييت بينوش في «نسخة طبق الأصل»، فيلمه الروائي التاسع حول الخيال. وجدير بالذكر ان لجنة التحكيم لهذا العام تضم ايضا في عضويتها عدداً بارزاً من النجوم والمبدعين من انحاء العالم من بينهم النجمة والمخرجة الفرنسية فاني اردان وزوجة المخرج الراحل فرانسوا تريفو. وتضم اللجنة ايضا المخرج الفلسطيني ايليا سليمان والممثلة الايطالية ايزابيلا فيراري والكاتب والمخرج الفرنسي كريستوف هونري والممثلة الاسبانية ماريسا باراديس والمخرج البريطاني مايك فيجس واللمثلة الهندية نانديتا داس والمخرج الارجنتيني باولو ترابيرو ومصمم الرقص المغربي لحسين زينون.

الاحتفاء بفن السينما الكورية

بعد تكريم المغرب سنة 2004، واسبانيا في سنة 2005، وايطاليا في 2006، ومصر في 2007، وبريطانيا في 2008، يعتزم القائمون على المهرجان تكريم هذه الدورة البلد الآسيوي الفاعل في ميدان السينما الدولي: كوريا الجنوبية.

يحتفي مهرجان السينما الدولي لمراكش بالسينما الكورية، بمناسبة مرور 100 سنة على تواجدها، وكذلك لكونها واحدة من أكثر دينامية في العالم.

ويعد نسيج كوريا الصناعي القوي نتاج تاريخها. فمنذ أواسط سنوات الخمسينيات، خولت القومية المتطرفة، التي نتجت مباشرة عن حرب كوريا، اقلاعا قويا للسينما المحلية. وانطلاقا من 1962، تم وضع نظام للكوتا، حيث أصبح كل منتج موزع مجبرا على انتاج عدد معين من الأفلام، اذا ما أراد استيراد أفلام أجنبية. وفي سنة 1993، تمت بلورة «كوتا الشاشة»، بعد تم التخلي عنها خلال سنوات السبعينيات والثمانينيات. ويقوم هذا النظام على اجبارية كل قاعة سينمائية عرض أفلام كورية ما لا يقل عن 146 يوما سنويا. وفي 2006، قبلت الحكومة الكورية بطلبات الولايات المتحدة الأميركية من التقليص من كوتا الشاشة الى 73 يوما بالنسبة للأفلام المحلية.

ومع ذلك تحافظ السينما الكورية على حيويتها الفنية والاقتصادية. فهي تشكل محركا على المستوى الآسيوي.

ويتميز أسلوب الكتابة والاخراجات الكورية بالتجديد سواء ام كوون تيك، أو بارك شان ووك، وكيم مي دوك، وكيم جي وون، وبونغ جونـهو، وام سانغ سوو، لي شانغ دونغ الدين اكتسبوا سمعة دولية. كما أن الكتاب الشباب مثل نا هونغ جين لن يخرجوا عن القاعدة وأمامهم مستقبل مشرق.

والجذير ذكره أن مهرجان مراكش الدولي للسينما سينظم هذه السنة بين 4 و12 ديسمبر 2009.

هذا وستقوم «النهار» بتغطية ومتابعة فعاليات عرس مراكش السينمائي عبر رسالة يومية خاصة من المهرجان.

أهم أعماله:

  • 1974 المسافر.
  • 1977 التقرير.
  • 1987 أين منزل الصديق.
  • 1992 وتستمر الحياة.
  • 1994 عبر أشجار الزيتون.
  • 1996 طعم الكرز.
  • 1999 وستحملنا الرياح.

Anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

25/11/2009

 
 

مهرجان مراكش السينمائي ينطلق بإبداعات عالمية

عمان - ناجح حسن

تنطلق يوم الرابع من الشهر الجاري في المغرب فعاليات مهرجان الفيلم الدولي في مراكش بمشاركة 15 فيلما سينمائيا في المسابقة الرسمية للدورة التاسعة للمهرجان التي تتواصل لمدة عشرة أيام متتالية .

ومن بين هذه الأفلام القادمة من خمسة عشر بلدا عربيا وعالميا هي: هليوبوليس للمخرج أحمد عبد الله (مصر) و( غرفة ليو) لإنريك بوشيشيو (أوروغواي) و (الحب والغضب) لمورتين جييس (دانمارك) و(ابنتي) لشارلوت ليم (ماليزيا) و(نورتليس) لريغوبيرتو بيريزكانو (المكسيك) و(لا شيء شخصيا) لأرسزولا انتونياك (هولندا) و(يصمد وللأحد ويليه الآخرون) لليا فيهنير (فرنسا) و(ترو نون) لنوسير سعيدوف (طاجيكستان).

كما تتنافس في الدورة التاسعة لمهرجان الفيلم الدولي بمراكش أفلام (أنا الحب) للوكا غوادغنينو (إيطاليا) و(البارونات) لنبيل بن يادير (بلجيكا) و(سامبول) لهيتوشي ماتسوموتو (اليابان) و(طوكيو تاكسي) لكيم تاي سيك (كوريا الجنوبية) (وذو كود هيرت) لكاري داكور (الولايات المتحدة) و(الرجل الذي باع العالم) للأخوين سهيل وعماد نوري (المغرب) و (امرأة بدون بيانو) لخافيير روبولو (اسبانيا) .

وتمنح لجنة تحكيم المهرجان الأعمال الفائزة بالمسابقة جوائز: النجمة الذهبية لمدينة مراكش وجائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة أفضل تمثيل نسائي و رجالي.

وسيكرم المهرجان نخبة مختارة من ابرز صناع السينما العربية والعالمية هم: الممثل المغربي سعيد التغماوي المقيم في فرنسا صاحب مشوار سينمائي ثري بالأفلام العالمية سواء في السينما المغربية أو الأوربية أو العالمية والبريطاني بين كينجسلي صاحب دور غاندي بالفيلم العالمي الشهير العائد للمخرج ريتشارد اتنبره والمخرج البوسني أمير كوستاريكا الحائز على سعفة كان مرتين والممثل الأميركي كريستوفر والكن صاحب العديد من ادوار الشر اللافتة .

وإلى جانب المكرمين الأربعة يحتفي المهرجان بإبداعات السينما الكورية التي حظيت بإعجاب النقاد ونالت جوائز رفيعة بالإضافة إلى تسليط الضؤ على السينما التايلندية فيما اختير المخرج الإيراني عباس كياروستامي رئيسا للجنة التحكيم المهرجان وعضوية كل من السينمائيين المغربي حسن زينون والفرنسية فانس أردانت الهندية نانديتا داس والإيطالية إيزابيل فيراري والبريطاني ميك فيكي والفرنسي كريستوف هورون والأسبانية ماريسا باريديس والفلسطيني إيليا سليمان والأرجنتيني بابلو ترابيرو..

الرأي الأردنية في

02/12/2009

 
 

رجل السينما "الرقم 1" في المغرب يتحدث الى "النهار" عن طموحاته وتفاؤله العاق

نور الدين الصايل: ليس هناك خيال أكثر تطوراً من السينما!

هوفيك حبشيان/ المغرب

من الصعب تناول سيرة نور الدين الصايل والكتابة عن تجربته من دون الوقوع في فخّ المديح وتوزيع الاطراء. فالصايل هو اليوم رجل السينما "الرقم 1" في المغرب. وليس من قبيل تضخيم الشأن، القول إن لا شيء يحصل في سينما تلك البلاد من دون أن يكون للصايل علاقة به سواء من قريب أو من بعيد. الى الرؤية التي يمتلكها، هو ايضاً حارس السينما المغربية الذي يحميها من أعدائها في الداخل وأولئك الذين، في الخارج، يريدونها "سينما مناسبات" تطل برأسها بين الفينة والفينة، قبل أن تعود الى سباتها العظيم والى عالمثالثيتها.  

لكن، في رأس الصايل، ثمة مخططات أخرى، تحقق جزء منها خلال الأعوام الستة الفائتة التي ترأس خلالها المركز السينمائي المغربي، اذ جعل السينما المغربية تهب هبة كبيرة مثيرة حسد بلدان عربية كثيرة لديناميتها المفاجئة غير المسبوقة. ولا شك ان تلك السينما تحتاج الى الكثير من الرعاية، جماهيرياً وفنياً ومهرجانياً وانتشاراً، وهي أحوج ما تكون الى الحرية والاستقلالية لفضح المسكوت عنه في مجتمع حافل بالتناقضات، يترجح بين التقليد والحداثة، بين الانفتاح على الغرب والتمسك بأصول واعراف اسلامية.

لا يزال هناك مشوار سينمائي طويل أمام المغاربة، لكن على الأقل هناك نموذج انتاجي رصين (مستوحى بتصرف من الصيغة الفرنسية الشهيرة "سلفة على الايرادات")، يمكن البناء عليه من الآن وصاعداً وبلورته. باختصار، التجربة المغربية جديرة بأن نرفع لها قبعتنا. فمع استراتيجيا الصايل، باتت سينما تلك البلاد تمر في مرحلة تاريخية "لذا يجب ضبط أصولها حتى لا يكون بناؤها مشوها".

الصايل مجموعة رجال في رجل واحد: ناقد سينمائي واستاذ فلسفة ومدير تلفزيون سابقاً، ها نحن نراه اليوم يهتم بمهرجانين، أولاً طنجة حيث يساير المبتدئين؛ وثانياً مراكش حيث يرافق المشاهير. الأول نقيض للثاني. وبين هاتين المهمتين، يدير مركزاً سينمائياً بات مرجعاً، واليه يعود الفضل الأكبر في رفع عدد الأفلام المغربية المصنوعة في عام واحد من 5 الى نحو من 15، وربما أكثر في سنوات سابقة ولاحقة. أما خلف هذه السيرة الناجحة (success story على الطريقة المغربية)، فهناك رجل مثقف مدمن فلسفة وقراءة، وسينيفيلي أكول من المدرسة القديمة، كان قد أسس جمعية نوادي السينما في المغرب، وترأسها طوال عشر سنين (1973 - 1983)، وساهم في "مغربتها" وإدراجها في سياق وطني، قبل أن تأخذه الفرص المقتنصة الى عوالم التلفزيون، حيث اكتسب خبرة كاملة متكاملة، من خلال عمله في المحطة الفرنسية المشفرة "كانال بلوس أوريزون" في منتصف الثمانينات من القرن الفائت، مستفيداً من منصبه ليشرع الابواب أمام سينمائيين من بلدان لا مراكز ثقل لها على الخريطة السينمائية الدولية. بيد أن مشروع انقاذ القناة الثانية المغربية جاء به رئيساً، ثم عيِّن مديراً للمركز السينمائي المغربي، ومذذاك لا يتطور مساره الا تصاعدياً...

يقول هذا الستيني الهادئ (والصدامي عند الحاجة) انه تعلم الحياة متفرجاً على الشاشة المستطيلة وانه كان هناك تكامل بين مهنته مدرّساً للفلسفة والسينما. معادلة الحياة - السينما عند الصايل ذكّرتني بما قاله تروفو ذات مرة: "عندما نحبّ الحياة، نذهب الى السينما". لكن رجلنا يذهب الى ابعد من ذلك تأكيداً واصراراً على أن هذا الفن أنقذه من الحياة. ففي الحديث الذي اجريته واياه (بالفرنسية) في الدورة الأخيرة من مهرجان طنجة للفيلم المتوسطي القصير، اعترف لي بأن السينما انقذته "من" الحياة. وتابع جملته: "ساعدتني ألا أدخل الحياة من باب الواقعية، بل من باب الحلم. السينما جنّبتني مشكلات الحياة الحقيقية لأنني عشتها على الشاشة".

·     يمتلك المغرب حالياً استراتيجيا سينمائية تبلورت في السنوات الأخيرة لتضخ مجموعة من الأفلام وصلت محصلتها في بعض السنوات الى الـ15 أو 20 شريطاً سينمائياً في عام واحد. كيف تقوّم هذه التجربة المغربية، انطلاقاً من كونك رئيساً للمركز السينمائي المغربي؟

- نحن في المغرب الآن نعمل خلافاً لمنطق "تحفة كل عشر سنين". أكثر من يهمها هذه الصيغة هي القوى السينمائية الكبرى حول العالم. قبل بضع سنوات، كان هناك سينمائي مالي أنجز فيلماً رائعاً، إسمه سليمان سيسه وفيلمه يدعى "يلن". كان ذلك في آواخر الثمانينات. الجميع صفقوا له، ثم نال جائزة لجنة التحكيم في كانّ وراح الكثيرون في الغرب يهللون له ويعتبرونه عبقرياً. هذه الجماعة التي صفقت هي نفسها تريد أن تتخصص الدول العربية والافريقية بالتحف الكبيرة. فهذا ما يهمها. يريدون وضع اليد على سوقك السينمائية ومن ثم التصفيق للعبقرية التي اخترعتها، علماً ان هؤلاء، بدورهم، ليسوا أكثر عبقرية منا في مجال العدد، لكن الفرق بيننا وبينهم أنهم ينجزون 500 فيلم كل عام تكسح أسواقنا وتعود عليهم بالعائدات المالية الضخمة جراء استثمارها في صالاتنا. باختصار، يضعون اليد على خيالنا وإمكان أن يكون لنا تعبير حر ومستقل. نتيجة هذه السياسة، تجد أن بلداً مثل مالي لم ينجز فيلماً آخر، أو على الاقل تحفة أخرى، بعد فيلم سيسه. أنا كنت فضّلتُ أن ينتج المالي 20 فيلماً في العام، ومنها فيلم لسيسه اسمه "يلن"، ولا يقتصر الانتاج في هذا البلد على تحفة كبيرة. من السهل أن تصفق المهرجانات لمخرجينا الكبار، وخصوصاً اذا كان عدد هؤلاء قليلاً. نحن بالطبع يعجبنا هذا الشيء كثيراً: أن ينتج أحد بلداننا 3 أفلام كل 12 عاماً ويحصل على جائزة كبيرة في مهرجان برلين! هذا جيد للفنان. لكن في المسألة شيء من الهراء، لأن هذا يعني انه ليس عندنا ادنى فكرة عن كيفية دوران العجلة السينمائية العالمية. هذه مقاربة انتروبولوجية غربية للسينما: بلد لا يخرج منه شيء منذ 20 عاماً، فجأة يأتيهم بتحفة فنية!

هناك مقولة صينية رائعة تقول: بدلاً من أن تعطي الفقير سمكة كل يوم، فالأفضل أن تعلّمه الصيد. نحن الآن قد تعلّمنا الصيد. لكن المشكلة أن ثمة الكثير من الانظار السلبية على كل سياسة مستقلة. تخيّل أنهم في اللحظة التي بدأنا نتعلم فيها الصيد، أفرغوا البحر من المياه. قوة الغرب كامنة في كونه يحدد قوانين السوق. يقولون لنا: "عليكم أن تنظّموا الأمور بأنفسكم، لديكم مواهب والخ". ثم عندما ندخل في مرحلة الانجاز، ينتبهون الى ان هذا الشيء قد يعود عليهم بالضرر، وهذا صحيح طبعاً. اذا أحصينا الافلام التي صدرت في الصالات المغربية في عام واحد (وعددها 350 فيلماً مصدرة من خارج البلاد)، نرى ان المراتب الثلاث الاولى في شباك التذاكر تحتلها أفلام مغربية. 300 ألف هو عدد مشاهدي الفيلم المغربي الذي يأتي في الصدارة، في حين انك تجد في المرتبة السابعة فيلماً أميركياً واسع الانتشار لا تتعدى ايراداته 50 أو 60 ألف مشاهد. هذه الأرقام تشمل المغرب كله، لأننا لا نملك الكثير من الصالات (80 صالة).

ثمة فيلم مغربي اسمه Les bandits جذب 500 ألف مشاهد. نحن نربّي الجمهور على الفيلم المغربي، لكن تبقى المشكلة أن كل الافلام التي تلي المرتبة الرابعة في قائمة الايرادات، هي أفلام أميركية. وهذا من شأنه أن يجعل الهيمنة الاميركية أقوى على مستوى مجموع الايرادات. لكن حصة السينما المغربية من السوق هي 15 في المئة، وربما هي 18 في المئة هذه السنة، لكن هذا الوضع لم يكن قائماً قبل فترة قليلة. أما حصة السينما الأميركية فلا تزال تدور حول الـ40 في المئة، فيما الهند حصتها 20 أو 25 في المئة، ومصر حصتها 12 أو 13 في المئة، اذ يتراجع حضور سينماها تدريجاً. المشهد ايجابي، لكن ما يهم الغرب هو أن يقولوا لنا "انجزوا تحفة مرة كل عشر سنين، لكن انتبهوا: لن تكون لكم الحصة الكبرى من السوق المحلية منذ اللحظة الاولى". ولكن نحن نريد ان تكون لنا حصة من السوق ليس فقط في بلادنا بل في بلادهم كذلك. لِمَ لا. واذا قيل لنا لماذا، فسنكرر: لِمَ لا؟

•••

·         هل ثمة كيمياء وانسجام بينكم وبين السلطة المغربية؟

كل شيء يحصل من طريق التفاوض. يجب إقناع الناس. الدولة المغربية اليوم تفتح مناقشات جادة. حتى مبادرة اقامة مهرجان مثل "مراكش السينمائي" جاءت من جلالة الملك شخصياً. لهذه المبادرة معانٍ كبيرة. هذه رسالة حقيقية تحتفي بالخيال الحرّ والتعبير الحرّ، كذلك هي دعوة الى تفتيح عيون المغاربة على ما هو دولي من خلال السينما. لماذا السينما تحديداً؟ لأنه ليس هناك خيال أكثر تطوراً من السينما. لم نجد بعد ما هو أفضل منها. ليس شيء عادياً أن يكون الملك هو من طرح فكرة اقامة مهرجان سينمائي على ارض المغرب. ونحن يسرنا أن يكون على رأس سلطتنا شخص يمنح السينما هذا الاهتمام الذي يمنحها إياه. مع الدولة المغربية هناك مناقشة واسعة. انها مسألة عامة. لا يتعلق الأمر بقرارات يأخذها هذا أو ذاك، كلٌّ من زاويته. يجب اقناع الآخرين بما يجول في بالنا. نحاول ان نكون موضوعيين في عملنا، والقرارات لا تنم عن مزاج اصحابها. ننظر الى العالم ونقول انه في وسعنا أن نفعل ما تفعله كل البلدان التي تحترم الجمهور وتحترم الثقافة. لم يعد عندنا حاجة الى القول "ابتكرنا كذا وكذا"، بل ما نريده هو أن نرفع أنفسنا الى مصاف ما ينجز من اعمال دولياً.

·         لكن من هو عدوّكم الأكبر في داخل المغرب اليوم؟     

 - قلة الطموح هي عدوّنا الأكبر. وهذا ليس عدوّنا في المغرب فحسب، بل في البلدان العربية والافريقية كلها. دائماً نخفي أنفسنا خلف ضيق الامكانات. قد يكون ضيق الامكانات من الأسباب الجوهرية، لكن هذه الاسباب سرعان ما تتحول ذرائع. مَن الذي يدعم الأفلام القصيرة المعروضة هنا في المهرجان؟ هل تعتقد ان الدولة هي التي من المفترض أن تموّل هذه الأفلام؟ لقد سُنَّ القانون المغربي المتعلق بهذا الموضوع وهو يطبَّق الآن: على كل شركة انتاج أن تنجز ثلاثة أفلام قصيرة كي تشرع نشاطاتها وتتمكن من التحالف مع علب انتاج أخرى. كنا ننجز 10 أفلام قصيرة سنوياً فصرنا فجأة ننجز 80 فيلماً قصيراً بسبب هذا القانون. في هذا النظام، ليست الدولة مَن يدفع، كل ما تفعله هو أنها تخلق الحوافز. وهذا أفضل من أن تعطي المال. في وجود القوانين والحوافز والاقتناعات، لا بد من أن نصير أشخاصاً طموحين. والا لنجرد أنفسنا من كل طموح ونسلّم أمرنا الى الحتمية والعبث، ونذيّل كلامنا دائماً بـ"ما الفائدة من فعل هذا أو ذاك؟". عندي، أن كل مباراة لم تنته بعد، لا نستطيع أن نعتبرها خاسرة أو رابحة.

·     ثمة سينمائيون مغاربة أظهروا أخيراً جرأةً ما في بعض أفلامهم. لكن دينوا من متطرفين. في هذا المناخ، هل يجوز الذهاب الى ابعد؟

- أنا ضد النموذج الأوحد. فقط بالتناقض تستطيع أن تذهب الى الأمام. ليس من الجائز أن ننتظر كي يتفق الكل مع الكل. عندما يفكر البعض مثل البعض الآخر، فهذا يعني أن لا أحد يفكر.

·         لكن حين تصبح مادة المناقشة قبلة في فيلم، فهذه المناقشة غير مفيدة سينمائياً...

- في المغرب لم نعد نناقش هذه المسألة. اذا كانت هناك حاجة في فيلم الى تصوير قبلة، فليكن. وفي حال وجوب تصوير مشاهد أكثر جرأة وعنفاً، فهناك هيئة لمراقبة الأفلام ومنع عرضها لمن هم دون الـ12 أو الـ16. لكن، لا أتفهم المنع الكلي لفيلم. لماذا تمنع فيلماً ما دام يُعرَض في صالة وما دام مشاهدوه قد دفعوا المال وقصدوا الصالة لمشاهدته. الا اذا كان في الفيلم تحقيراً للقيمة الانسانية أو تحريضاً على العنف والكراهية العنصرية والاتنية. حتى في الولايات المتحدة، قد يحدث أن تعترض جمعية سرية على ظهور نهدي امرأة في فيلم. يؤخذ على الممثلات المغربيات انهن يقبّلن في افلام أجنبية، لكن لا ينتبه هؤلاء الى ان الممثلات المغربيات يقبّلن أيضاً في الأفلام المغربية. في "ياسمين والرجال"، الممثلة الرئيسية تقبّل لأن النص يفرض عليها ذلك، والقبلة هي ذات معنى في سياق الفيلم، ولا تأتي في غير مكانها. في "حجاب الحب"، البطلان يقبّلان أحدهما الآخر، لأنه كان ينبغي اظهار هذا التناقض من الداخل. مع ذلك كله، ان يكون هناك ناس ضد هذا الشيء، فهذا يعني أننا نعيش في بلد حي. أحترم رأي الآخر، ما دامت المناقشة على مستوى معين. اما اذا تحولت المناقشة عنفا جسديا وابتزازا، فإننا نكون بذلك قد خرجنا على قواعد اللعبة. أحترم رأي الآخر، حتى لو كان هذا الآخر جاهلاً. المسألة بهذه البساطة: يجب منح هذا الآخر الثقافة المطلوبة. على الذي يعترض على شيء ما، أن يكون مطلعاً على هذا الشيء. كثر يعترضون على أفلام لم يشاهدوها. في امكانك أن ترفض مشاهدة فيلم، لكنك لا تستطيع منع الآخرين من مشاهدته.

·         أريد أن أسألك عن جانبك الشخصي. لا نعرف عنك الكثير...

- لم أحرص يوماً على أن تكون شخصيتي متلفعة بالسرّ. لا أحد يسألني، وأعتقد أن لا حاجة اصلاً الى ذلك. استطيع أن اقول إنني ولدت في طنجة، ثم غادرتها حين كنت في الخامسة عشرة. درستُ الفلسفة وعلّمتها في مرحلة لاحقة. في فترة من الفترات، عشت في بيروت التي كنت اعتبرها أجمل مدينة في العالم. ومن أكثر الأشياء التي لم استوعبها في حياتي، كيف لناس يعيش البعض منهم على الرصيف المقابل للبعض الآخر أن يشهروا السلاح في وجوه بعضهم البعض. بيروت ما قبل الحرب كانت مدينة التسامح. إحدى روائع الانسانية كانت العيش المشترك بين اللبنانيين. وذات يوم يأتيك خبر بأن هؤلاء الناس يتقاتلون بوحشية. لسنوات لم تطأ قدماي بيروت. لم أكن اريد رؤيتها مجدداً. ودامت هذه القطيعة حتى عام 2002. تجربة مثل تجربة الحرب اللبنانية تعلمك بألا تقول "لقد فهمت كل شي". حتى اليوم، هناك من يستفيض في شرح وقائع ما حصل خلال الحرب. أشبّه هؤلاء، بالمحللين الذين يفسرون عام 2006 ما حصل في عام 2000. ليس هذا ما نطلبه. هل هناك أحد كان استطاع أن يقول، في عام 1974، ان حرباً ستقع وهي لن تنتهي؟

·         الا تحنّ الى طفولتك في طنجة؟

- لا، لا اشعر بعاطفة تجاه الحجر. ارتباطي أكثر هو بالوجوه والاصدقاء. اتنقل مع العالم الذي في داخلي والفلسفة هي التي علّمتني هذا الشيء. الفلسفة والسينما تشاركتا في تأهيلي. عندما عبرنا في كتابات سبينوزا، وقابلنا هيغل، وطوّرنا سبل المعرفة مع نيتشه، وتعلمنا أسس تطبيق نظريات فرويد، وعدنا بعد هذا كله الى النصوص التأسيسية للاسلام الحقيقي، ودائماً باتباع منطق المسافة، فهذا كله يجعل الانسان أكثر تطوراً.

·         قل لي، ماذا تفعل في أوقات الفراغ؟

- الوقت الفارغ أنتزعه. أقرأ كثيراً. أجالس الاصدقاء. برفقة زوجتي نعيش حياة زوجية حقيقية. ليست من النساء اللواتي ينزوين في مكان ما ويجعلن أزواجهن ينزوون بدورهم. هي زوجتي الثانية وقريباً سأصبح أباً. انا شمولي في التفاؤل وأؤمن بالحياة.

•••

·         توقفت عن الكتابة. ألا تشتاق اليها؟

- الكتابة فعل حقيقي. لا نكتب ونحن ننتظر الاوتوبيس. لا اشتاق في الضرورة الى الكتابة، لكن أعرف انه سيأتي يوم أكتب فيه. في المقابل، أقرأ كثيراً. عام 2007، قررت أن أقرأ Les Rougon-Macquart الذي يتألف من 20 رواية كتبها اميل زولا. تطلّب مني قراءتها سنة كاملة. كان هذا شيئاً مدهشاً، اذ اكتشفت واحداً من أهم كتّاب العالم. أما السنة الماضية، فقرأت كل مؤلفات دوستويفسكي، وأدركت أن قراءة هذا الروائي بحسب تاريخ صدور مؤلفاته شيء يمكن أن يغيّر حياة انسان. القراءة تحتاج الى فكر تنظيمي. قبل الذهاب الى المكتب صباحاً، فأنا أحتاج الى ساعة ونصف الساعة من القراءة المتواصلة.

·         ما هي ملذات الحياة اليوم بالنسبة اليك؟

- أن أجالس صديقاً لتبادل وجهات النظر. هذا شيء لا يثمَّن. التقنية المثالية هي الا تلتقي طوال الوقت اصدقاءك، بل أن تلتقيهم حين تشتهي ذلك. ألاحظ الآن وانت تسألني هذا السؤال أنني لست شخصاً معقداً. عندي، أشياء بسيطة قد تشكل مصدر بهجة.

·         هل المسؤولية الملقاة على كتفيك كبيرة الى هذا الحدّ في ظل امتلاك سلطة كهذه؟

- بداية، يجب ألاّ نبالغ في امتلاكي السلطة. هناك مقولة فحواها ان "السلطة تبعث على الجنون والسلطة المطلقة تبعث على الجنون أكثر وأكثر". أنا قارئ نهم للفيلسوف كانط، وهو كان من الذين أثّروا فيَّ كثيراً عندما كنت ادرس الفلسفة. مع كانط يجري الكلام دائماً "عن" مكان ما. عندما يتكلم المرء، يُسأل: "من أي مكان تتكلم؟". اذاً، يتوقف الكلام على المكان الذي نتكلم منه. أنا احاول مخاطبة الآخرين على قدم المساواة. اعرف أن هذا كله نسبي، ولا يبقى الا حقيقة ما قررنا أن نفعله جماعياً. ولا يبقى الا ما نتركه، اي القرارات التي نتخذها والتي لا مجال للعودة عنها، وايضاً الاخطاء التي نرتكبها والنجاحات التي نحرزها. هذه هي الأشياء التي تبقى. ما إن تُعطى سلطةً ما، حتى تصبح التجربة قوية. كثيراً ما أتخذ قرارات، إما تنال الاعجاب وإما لا. نتيجة ذلك، تصبح، ولمرحلة من الزمن، رجلاً مكروهاً عند الذين لم تعجبهم قراراتك. اذا كنت تريد المحافظة على حسن علاقاتك مع الجميع، فالافضل الا تأخذ أي مسؤولية على عاتقك، وان تذهب للعيش في الصحراء، وهذا ليس ما أطمح اليه، كوني مناضلاً. نحن في المغرب نعمل وفق نظام "منح السلفة على الايرادات"، هناك مثلاً 15 مشروعاً يجري تقديمها، نختار خمسة منها، والباقي يُلغى. هذا يعني أنني سأكون مكروهاًَ لفترة معينة من جانب الذين رُفضت مشاريعهم، وهذه الفترة تتوقف بحسب ذكاء الشخص أو غبائه، فاذ كان غبياً فستطول الفترة، واذا كان ذكياً فستقصر

·         أيّ مصير تتوقع للمغرب بعد عشر سنين من الآن؟

- نمر بمراحل صعبة، سواء في المغرب أو في البلدان العربية. ما يجري قد يدفعنا الى القاء نظرة متشائمة على واقعنا. الأزمة الاقتصادية الحاصلة الآن لا تسهّل الأمور. أعتقد أن ما نفعله اليوم في المغرب جدير بالاهتمام، وهو نهج قد يزعج. حظنا كبير ان الملك محمد السادس ينظر الى الصعاب مباشرةً ووجهاً الى وجه، ويرفع الكلفة في حديثه مع التاريخ. لا يضع رأسه في الرمل بل يواجه. وكل من يتحلى بالطموح لا بد ان يجد في الملك الرجل المناسب. لن نستطيع الخروج مما نحن فيه من دون الطموح. وانا ابقى على تفاؤلي، وهو تفاؤل العقل

 (hauvick.habechian@annahar.com.lb)

 

خارج الكادر

حكي نقّاد

صديقي الناقد،

أمس تذكّرتكَ فجأة وتذكرتُ أنكَ اتصلتَ بي قبل فترة. لم أكن واعياً عندما كنتُ احادثك. اعتقد أنني تحدثتُ معك وأنا نائم. لا اتذكر ما قلته لك، اتمنى الا أكون اعطيتك أسراراً كبيرة. رقم حسابي في احد المصارف السويسرية مثلاً. الا اذا كان الهدف نبيلاً: تأسيس مجلة للسينما مثلاً. فأنت صديقي قبل أن تكون صحافياً، لكنك أحياناً صحافي قبل أن تكون صديقي. وعندما تذكرتكَ، قلتُ لنفسي سأذهب الى مدوّنته لأقرأ ما كتبته ووجدت رسالة تلك السيدة المرسلة اليك والتي اضحكتني كثيراً.  

•••

أضحك كثيراً حينما اسمع كلاماً عني. يأتي هذا من اعجابي الشديد بغروشو ماركس، الذي كان يضحك على نفسه عندما لا يجد احداً يضحك عليه. فأنا لا آخذ نفسي على محمل الجد، على رغم انني أعمل بجدية. وأعتقد ان الكتابة عن السينما يجب أن تمر أحياناً عبر الطرافة (كما تفعل أنتَ بين الفينة والفينة. للمناسبة أنت ربما تكون الوحيد يفعل ذلك في العالم العربي). ففي صحيفة "ليبيراسيون" مثلاً هناك زاوية اسبوعية يكتب فيها ناقد عن افلام الـ"سيري بي"، بأسلوب جد ساخر، حتى انه في احدى المرات كان يتحدث فيها عن فيلم، اقترح أن يضعه (الفيلم) في الحمّام ويسحب السيفون. فهذا المكان يليق به، قال. فلو كتبتُ الشيء نفسه عن فيلم هابط يُعرَض في إحدى صالات الحمراء المعفنة، وأنا مقتنع ان هذا مكانه الحقيقي، لكان ذبحني القراء قبل المخرج. فالكل هنا مترابطون بحلقات أخلاقية لا نعلم أين تبدأ، لكن نعرف اين تنتهي وكيف! اذاً، المشكلة ربما هي في اللغة العربية التي لا تأخذ فيها راحتكَ وأنت تشتم. لا شتيمة أنيقة في لغتنا، كما في لغات أجنبية اخرى، بل يتحول النقد الساخر او الكاريكاتور سبّة واهانة. لذا، أقول للسيدة: طبعاً أنتِ على حق لأن اسلوب الاستهزاء ليس متداولاً في النقد العربي، وهنا لا اقول انني اخترعت شيئاً، لكن ينبغي البدء من مكان ما. في النهاية نحن نتكلم عن سينما. طبعاً هي قضية وثقافة وكل ما يترتب عليها من اعتبارات، لكن نحن لا نتكلم اقتصاداً ولا رياضة، ولسنا موظفي مصارف! "شوية خروج على اللياقة والديبلوماسية ما بتضر". صحيح انه يمكن ان ترى  نوعاً من الاستهزاء في الكلمة التي استخدمتها، لكن هذه عقيدة، وكل عقيدة تناقَش، ويمكن أن تكون مادة تمجيد او ازدراء. السيدة الفاضلة تقول إني أشخصن النقد. أسألها كيف؟ لو ذكرتُ ان أنف المخرج طويل وينبغي أن يجري عملية جراحية لتصغيره، لكان ذلك هراء، وفي هذه الحال كان يمكنها القول انني اتكلم عن شخصه لا عن عمله. عندذاك أقبل أن ترجمني السيدة الفاضلة بحجر.

•••

لا أريد أن ألهيكَ عن عملكَ مع رسالتي هذه، فتضطر أن ترّد وتضيّع وقتك الثمين. لكن "منيح بعد في أنت" نتواصل معه، لأن العقول كلها صارت متحجرة، وكل واحد يكتب من زاوية تريحه ويهيمن عليها، ويعتقد انه يخلق العالم من جديد. شيء مقرف حقاً. أكتشف يوماً بعد يوم ان الناس العاديين الذين يحبّون السينما هنا في أوروبا (ألقّبهم بالسينيفيليين، كلمتي المفضلة) أكثر فهماً أحياناً من بعض حاملي الأقلام في الصحف العربية الكبرى. وأرجو أن لا تفهم خطأ، فأنت تعرف عمّن أتكلم. على الأقل، هؤلاء يناقشون. لا يهزّون رؤوسهم ويمشون، ولا يقتصر النقد عندهم على ثنائيات بليدة "حلو، مش حلو"، "عجبني، ما عجبني". فلا سينما من دون مناقشة. السينما هي دعوة الى المناقشة.

•••

على سيرة آلان رودولف، في الأمس كان ثمة لقاء جماعي معه هنا. كانت لي مقابلة معه، لكن السيدة التي ترافقه، وفي رغبتها للاتصال بي، اتصلت بالرقم الخطأ. وهكذا كان. عندما رويت هذه القصة لناقد آخر يشارك في المهرجان، لم يستطع إخفاء الفرحة على وجهه. وكأنني ملّكته الدنيا. على الاقل هذا زميل صادق، يشهر كراهيته في وجه الآخر!

•••

غداً، انشر تعليقاً عن مبادرة أحد النقاد، فيه بعض الملاحظات تشمل خطوته السوريالية، لكني جمّلته قليلاً، كي لا يستاء مني. هذه المرة الاولى أكتب فيها عن زميل عربي. لا اعرف ماذا يكون رد فعله اذا قرأ التعليق - العقصة. على كل حال، الكتابة عن الزملاء ونصوصهم يجب ان تكرَّس وتصبح جزءاً من المناقشة المفتوحة، وهو شيء صحي جداً، لكنه مغلّف بنوع من تابو عندنا، يجب اسقاطه يوماً ما. ألم يكن اعضاء "الموجة الجديدة" في فرنسا الستينات يناقشون المسائل السينمائية الكبرى، وتصل بهم الحال أحياناً الى حدّ الشتيمة والعداء؟ نحن لا نفتقر الى العداء في ما بيننا، لكن ليست عداوات من أجل جوهر السينما، بل عن أشياء تدور حولها. أكرر مرة ثانية: وحده الميت لا يناقش.

•••

يا صديقي، لا يزال بعض الصحافة العربية المتخلفة مصراً على كلمة "عالمي" في وصفه بعض الفنانين والسينمائيين والممثلين. العربي اذا نجح في الخارج، يصبح عالمياً، أما الآخرون عندما ينجحون في بلدانهم، فلا داعي للقول عنهم إنهم عالميون لأنهم يولدون عالميين. هل هناك انسان عالمي وآخر غير عالمي؟ أو "أنتي" عالمي؟ أرجوك أكتب مقالاً في هذا الشأن! مهلاً: دعك من هذه التفاهات. انسَ الموضوع!

سأعود اليك...

هـ. ح

النهار اللبنانية في

03/12/2009

 
 

مهرجان مراكش الدولي يفتتح اليوم دورته التاسعة

اكتشافات عالمية وتكريمات بالجملة وغياب عربي

ابراهيم العريس

هل يكفي عرض فيلمين مصريين، سبق عرضهما في تظاهرات كثيرة، وفيلمين من المغرب (أحدهما في المسابقة الرسمية والثاني في تظاهرة ثانوية) لمواصلة الاحتفال الذي بدأناه قبل سنوات بتحول مهرجان مراكش السينمائي الدولي، من تظاهرة فرنسية، الى مناسبة مغربية لعرض أفلام عربية كثيرة والاحتفال ببعض السينمات العربية؟ من المعروف عن مهرجان مراكش، الذي تبدأ اليوم فعاليّات دورته السادسة، أنه واحد من أفضل المهرجانات السينمائية العربية، حتى وإن كان قد اعتاد ان يقيم توازناً دقيقاً بين عروضه العربية وعروضه الأجنبية. وهو دائماً ما تميز عن المهرجانات السينمائية العربية الأخرى، وتحديداً منذ تسلم الناقد، ورئيس المركز السينمائي المغربي نور الدين صايل، لمقدراته خلفاً لفريق عمل فرنسي كان أسسه لجعله احتفالية اجتماعية بقدر ما هو مهرجان سينمائي، تميّز بشعبية واسعة أمنتها له، في معظم الأحيان عروضه العربية - المصرية بخاصة -، بحيث عرف كيف يقيم توازناً بين سينما النخبة وسينما الجمهور الشعبي.

في قلب الأحداث

ويذكر محبو هذا المهرجان كيف أن احتفاله ذات عام بتكريم السينما المصرية أوصله الى ذروة نجاحه وشعبيته. غير أن هذا يبدو بعيداً هذا العام. فالدورة الجديدة لا تتميز بوفرة أفلامها العربية، بصورة عامة، والمغربية حتى، بصورة خاصة. ومع هذا من الصعب وضع اللائمة على المهرجان نفسه، إلا من ناحية جانبية. فاللائمة تقع على توقيت المهرجان إذ انه يأتي في الشهر الأخير من العام بعد أن تكون المهرجانات العربية الأخرى قد استهلكت كل الأفلام الصالحة للعروض المهرجانية (اضافة الى أن ثمة من بين هذه المهرجانات من يدفع لأصحاب الأفلام لقاء عرضها في بدعة قد تكون من وجهة نظر هؤلاء محقة، لكنها تبدو غير منطقية مهرجانياً)، أما من ناحية أخرى، جانبية، فإن ما يلفت النظر هو ان ادارة المهرجان، بدلاً من أن تختار هذا العام سينما عربية (اللبنانية أو الفلسطينية أو السورية مثلاً، لتكريمها عبر سرد تاريخها أسوة بما كان من نصيب السينما المغربية ثم المصرية)، آثرت أن تخص بالتكريم سينما كوريا الجنوبية واكسسوارياً، سينما تايلندا.

طبعاً لا يمكن الاعتراض على هذا التكريم الآسيوي المزدوج والذي يطاول بلدين بدأت السينما في كل منهما تفرض حضورها القوي وتنوعها وإبداع فنانيها على العالم كله. ولكن، طالما انه كان معروفاً باكراً، أن عرض الأفلام العربية في الدورة التاسعة هذه، سيكون نادراً، ألم يكن من الأجدى والمتوازن تكريم سينما عربية من المؤكد ان الجمهور المغربي، الشعبي والمثقف، قد يفضل الاطلاع على تاريخها ونتاجاتها، على الأقل للتعويض عن غياب أفلام عربية في التظاهرات الرئيسة؟

لم نشأ بهذا الكلام ان نوجه نقداً جذرياً الى مهرجان يمتعنا ونسانده عاماً بعد عام، فهو، بأفلام عربية أو من دونها يظل مهرجاناً مميزاً، في الخريطة العربية وفي الخريطة العالمية. ويظل - وهذا أهم ما في الأمر - مهرجان الاكتشافات السينمائية بامتياز، سواء في عروض المسابقة (15 فيلماً لهذا العام بينها المصري «هليوبوليس» والمغربي «الرجل الذي باع العالم») أو في عروض «الاختيارات الخاصة» (أفلام من بلدان شتى بينها المغربي «شروخ»)، أو عروض خارج المسابقة (بينها «احكي يا شهرزاد» ليسري نصرالله)، ناهيك بهذه الاستعادة المهمة، والتي تحدثنا عنها، لتاريخ السينما الكورية عبر عرض نحو أربعين فيلماً، حققت بين 1955 و2008. واستعادة بعض أحدث انتاجات السينما التايلندية.

وكالعادة، متوقع الآن، وعلى الأقل من اختيارات أفلام المسابقة الرسمية، أن تكون طوال الشهور التالية للمهرجان في قلب الأحداث السينمائية العالمية... ونعرف أن هذا قد حدث بالنسبة الى عدد كبير من أفلام عرضت في الدورات السابقة للمهرجانات، وكانت - في معظمها - مجهولة تماماً، لتصبح بعد التعرف عليها، واكتشافها في «مراكش» من كلاسيكيات السينما الحديثة في العالم (ولا بأس من التذكير هنا، بين أعمال أخرى، بأفلام مثل «كريزي» الكندي، و «دروب جانبية» للأميركي الكسندر باين، و «انشودة جاك وروز» لربيكا ميلر، ناهيك بأعمال أتت - بخاصة - من بلدان أوروبا الشرقية لتقول الكثير حول الواقعين السينمائي والاجتماعي في منطقة من العالم باتت «نائية جداً» و «مجهولة جداً» منذ تحررت من ربقة الانتماء الى المعسكر الاشتراكي!).

وبتأمل لائحة أفلام المسابقة الرسمية لهذا العام، من الممكن منذ الآن توقع انتشار للكثير منها في مهرجانات العالم وصالاته في العام المقبل، بخاصة ان الاختيارات وقعت على أفلام لا تغيب عنها ملاحظة موقع الفرد من العصر الحديث، والتغيرات الجذرية حتى لأكثر المجتمعات ثباتاً، على وقع العولمة وتشابك الأوضاع الاقتصادية في عالمنا الحديث. نقول هذا ونفكر بأفلام مثل المصري «هليوبوليس» (راجع ما نشر في «الملحق» عنه، الأسبوع الماضي وهذا الأسبوع)، والمكسيكي «الشمال المفقود» عن محاولات دؤوبة يقوم بها شاب مكسيكي للوصول الى «فردوس الخلاص» في أميركا الشمالية، والهولندي - الإرلندي «ليس الأمر شخصياً» عن امرأة هولندية تتوجه لتعيش في ارلندا... وفي مقابل هذه الفتاة الهولندية، لدينا زهرا، المرأة الجزائرية التي تصل الى فرنسا، ولكن كي تلتقي قاتل ابنها (فيلم فرنسي لليافهنر).

وإذا كانت اليابان ترسل فيلم «رمز» المتحدث عن رجل يفيق صباحاً ليجد نفسه في غرفة فاقعة البياض، فإن كوريا الجنوبية ترسل، خارج إطار البرنامج التكريمي الخاص بسينماها، فيلمين جديدين، فيما ترسل اسبانيا فيلماً عن وحدة امرأة معاصرة. الفيلم عنوانه «امرأة دون بيانو» من اخراج خافيير ريبولو. وترسل الأورغواي فيلم «غرفة ليو» عن شاب يجد حبيبته ذات يوم بعد أن حلم بها طويلاً، في الوقت ذاته الذي يعثر فيه على نفسه. الحب أيضاً، ولكن من وجهة نظر المرأة - شبيهة ايما بوفاري هنا -، في الفيلم الإيطالي «أنا الحب»، الذي يحدثنا فيه المخرج لوكا غوادانينيو عن امرأة تجد نفسها أسيرة زواجها وقصرها المنيف، فلا تجد وسيلة للهرب من أسرها الروحي سوى في اكتشاف الحب مع فتى هو صديق ابنها الماهر في فنون الطبخ، ومن بلجيكا يأتي المغربي الأصل نبيل بن يادر بفيلم «البارونات» الذي يدور من حول «البارون» حسن، بصيغة المتكلم والذي يفيدنا منذ البداية ان تخصصه كبارون، هو فن الضحك... في الوقت الذي يتخصص في الفيلم الدنماركي «حب وغضب»،، مجايل له، هو دانيال، في البحث عن مستقبل له كعازف بيانو. أما تخصص الأم وابنتها الشابتين في الفيلم الماليزي «ابنتيّ» فإنما هو الألم والمعاناة، واختلاط العواطف!

وفي قلب التكريم

المرجح منذ الآن أن يثير اضطرار لجنة التحكيم، برئاسة المخرج الإيراني عباس كياروستامي، للفصل بين هذه الأفلام حيرة اللجنة... ولكن أليست هذه هي، دائماً قواعد اللعبة. من هنا، وفي انتظار حفل الختام الذي سيكرم أفلاماً وينسى أخرى، سيستمتع الجمهور كالعادة بمشاهدة عشرات الأفلام والتمتع باكتشافها، وغالباً قبل أية جماهير أخرى. وحتى في بلدان المنشأ... وكذلك بحضور تلك التكريمات الخاصة، التي ستطاول فنانين أثبتوا حضورهم في مسار السينما العالمية. وتكريمهم في شكل مزدوج. عبر حضورهم شخصياً والحديث عنهم، ولكن أيضاً وفي شكل أكثر حضوراً، عبر عرض بعض أهم الأفلام التي ارتبطت بأسمائهم: من «غاندي» للسير بن كينغسلي (من اخراج ريتشارد آتنبورغ عام 1983، الى «علي زاوا أمير الشارع» لسعيد تغماوي (من إخراج نبيل عيوش عام 2000 مروراً بـ «هيرسبراي» لكريستوف واكن (من اخراج آدم شانكمان عام 2007) ... ناهيك بأمير كوستوريتسا، الذي سيكون أشهر المكرمين، هو الذي سيذكّر من دون شك بأن هذا هو ثاني تكريم عربي له هذا الموسم، بعدما كُرِّم قبل أسابيع في دمشق.

الحياة اللندنية في

04/12/2009

 

احتفاء بالسينما في تجلياتها الإنسانية

الرباط – نور الدين محقق 

< يواصل المهرجان الدولي للفيلم بمدينة مراكش تألقه من سنة لأخرى، حيث استطاع منذ بزوغ نجمه أن يصبح أحد المهرجانات السينمائية الكبرى في العالم. ومن ثمَّ موعداً سينمائياً يحرص الكثيرون من السينمائيين سواء المغاربة أو العرب أو الأجانب على متابعة أشغاله والأفلام التي يقدمها. هكذا نجد أن اللجنة المنظمة له وككل سنة تحرص على تحديد برنامجه بدقة. وهو أمر إيجابي لأنه يقدم صورة عن الأجواء التي سيقدم فيها المهرجان وسينما البلد التي سيتم تكريمها فيه وأسماء المحتفى بهم، وما إلى ذلك من أمور تنظيمية وفنية. ومن ثم لم يكن غريباً أن يرأس لجنة التحكيم هذا العام المخرج الإيراني الكبير عباس كياروستامي الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان «كان» 1997 وعلى الجائزة الكبرى للجنة التحكيم في مهرجان البندقية. هذا المخرج السينمائي الذي قدم مجموعة من الأفلام القوية ابتداء من فيلمه الروائي الطويل «المسافر» ومروراً بكل من أفلامه: «بين أشجار الزيتون» و «طعم الكرز» و «ستعصف بنا الرياح» و «صورة طبق الأصل» وغيرها.

كما يتم الاحتفاء في هذه الدورة بالسينما الكورية التي بلغت مئة سنة من عمرها والتي تعرف حضوراً قوياً ضمن باقي سينمات العالم، واستطاعت أن تقدم مخرجين وكتّاب سيناريو معروفين على المستوى العالمي كما هو الشأن مع كل من إيم كوون تايك وبارك شان ووك وكيم كي دوك وكيم جي وون وبونغ جون هو وإيم سانغ سو وهونغ سانغ سو ولي شانغ دونغ وغيرهم. والاحتفاء بهذه السينما في هذه الدورة يأتي على عادة المهرجان في تقديم سينمات العالم والاحتفاء بها، إذ سبق له الاحتفاء بسينمات أخرى في الدورات السابقة مثل السينما المغربية والإسبانية والإيطالية والمصرية والبريطانية. وهي عملية ايجابية، إذ إنها تسلط الأضواء على السينمات العالمية في مختلف تجلياتها الإنسانية وتساهم بالتالي في دعم مبدأ حوار الحضارات في أقوى مظاهره، ذلك أن السينما هي مرآة الشعوب في العصر الحالي، عصر الصورة بامتياز.

كما تم الإعلان أيضاً عن الوجوه السينمائية البارزة التي ستكرم في هذه الدورة وهي: السير بن كنغسلي، وسعيد التغماوي، وأمير كوستوريتسا، وكريستوفر والكن. هذه الأسماء التي قدمت للفن السابع ألقاً كبيراً وساهمت في عملية إشعاعه وامتداده. فالسير بن كنغلسي قدّم أدواراً كبيرة في مقدمها تشخيصه القوي لدور الماهاتما غاندي في فيلم «غاندي» الذي أبدعه المخرج ريتشارد أتينبوروغ، والذي حصل من خلاله على جوائز عدة تأتي في مقدمها جائزة الأوسكار. كما قدم الممثل المغربي سعيد التغماوي في المجال السينمائي العالمي مجموعة من الأدوار القوية ووقف أمام أشهر الممثلين، كما هو الشأن مثلاً في فيلم «مراكش إكسبريس» للمخرج غيليس ماكينون حيث جسد دور البطولة أمام الممثلة كيت وينسليت، نجمة فيلم «تايتانيك»، كما مثل إلى جانب النجم الأميركي جورج كلوني ومارك والبرغ في فيلم «لي روا دو ديزير» للمخرج دافيد أو. راسل، و شارك في فيلم «لاست مينوت كاصبا» للمخرج مايكل فينين، كما قدم دوراً بارزاً في فيلم «علي زاوا» للمخرج المغربي نبيل عيوش، إضافة إلى مشاركاته في مجموعة من الأفلام الفرنسية والايطالية والأميركية وغيرها. أما المخرج أمير كوستوريتسا، فقد قدم للسينما مجموعة من بينها «هل تذكر دولي بيل؟» الحائز على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية عام 1981، و «أبي في رحلة عمل»، الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان «كان» عام 1985 وغيرها. أما الممثل الأميركي كريستوفر والكن فقد حاز من خلال دوره في فيلم «رحلة الى حافة الجحيم» الذي أخرجه مايكل سيمينو عام 1971، والذي جسد فيه شخصية جندي، على جائزة الأوسكار لأحسن دور ثان، وجائزة لجنة التحكيم في مدينة نيويورك، كما شارك في مجموعة من الأفلام القوية إلى جانب نجوم هوليوود المعروفين مثل جوليا روبرتس، وكاترين زيتا جونز في فيلم «زوج من النجمات» للمخرج جوو روث، كما مثل إلى جانب النجم ليوناردو ديكابريو في فيلم «إقبض علي إن استطعت» لستيفن سبيلبرغ والنجمين ميشال بفايفر وجون ترافولتا في «هيرسبراي» لآدم شانكمان.

هكذا يكون المهرجان الدولي للفيلم في مراكش قد استعد لتنظيم دورته التاسعة بكثير من الاحترافية. ذلك أن هذا المهرجان السينمائي المغربي يقدم صورة قوية للسينما في بعدها الإنساني المنفتح على مختلف سينمات العالم والحريص على تقديمها بكثير من الألق حتى تستطيع أن تستفيد من بعضها البعض وتتوهج أكثر.

الحياة اللندنية في

04/12/2009

 
 

برعاية جلالة الملك المغربي محمد السادس

اليوم افتتاح مهرجان مراكش السينمائي الدولي التاسع

عبد الستار ناجي

مراكش اليوم مثل صبية في صباح عيد. ارتدت افضل حلتها لاستقبال عرسها السينمائي الدولي. حيث مهرجان مراكش السينمائي الدولي يحتفل بدورته التاسعة برعاية جلال الملك محمد السادس وبحضور مولاي رشيد وحشد متميز من نجوم وصناع السينما العالمية الذين بداوا بالتوافد على مراكش منذ مساء الامس حيث شهد مطار المدينة ازدحام عدد بارز من نجوم السينما العالمية الذين جاءوا من انحاء المعمورة ليشاركوا المغرب ومراكش افراحه واعياده السينمائية والفنية. مشيرين الى ان مراكش بوابة الصحراء باتت اليوم موعدا لاقامة اهم الملتقيات والمهرجات الدولية وذلك لظروفها المناخية المعتدلة طيلة العام. ورغم الصقيع الذي يجتاح العالم هذه الايام الا ان شمس مراكش تحمل الدفء والجمال لاهل السينما العالمية. لقد استطاع مهرجان مراكش السينمائي وعبر دوراته الثمان الماضية ان يؤكد موقعه البارز دوليا عبر برامجه وافلامه وتكريماته وفعالياته القادرة على اجتذب اهم الاعمال السينمائية واهم الصناع لان المغرب ومراكش تظل واحة امان حقيقية ونقطة اشعاع فني وابداعي. وكانت اللجنة المنظمة لمهرجان مراكش السينمائي الدولي قد اعلنت عن مشاركة 15 فيلما سينمائيا في المسابقة الرسمية للدورة التاسعة للمهرجان التي ستنطلق اليوم الجمعة الرابع من ديسمبر وحتى 12 ديسمبر الحالي، ومن بين هذه الاعمال التي تمثل 15 دولة 8 افلام اولى لمخرجيها هي «هليوبوليس» للمخرج أحمد عبدالله «مصر» و«ليوز روم» ( غرفة ليو) لإنريك بوشيشيو (أوروغواي)، و«لوف أند راج» (الحب والغضب) لمورتين جييس (دانمارك) و«ماي دوتير» (ابنتي) لشارلوت ليم (ماليزيا) و«نورتليس» لريغوبيرتو بيريزكانو (مكسيك)، و«نوتينغ بيرسونال» (لا شيء شخصيا) لأرسزولا انتونياك (هولندا) و«كان سول تيان إي لي أوتغ سويفغون» (يصمد وللاحد ويليه الآخرون) لليا فيهنير (فرنسا) و«ترو نون» لنوسير سعيدوف (طاجيكستان).

كما تتنافس في الدورة التاسعة لمهرجان الفيلم الدولي بمراكش أفلام «أيام لوف» (أنا الحب) للوكا غوادغنينو (إيطاليا)، و«لي بارون» (البارونات) لنبيل بن يادير (بلجيكا)، و«سامبول» لهيتوشي ماتسوموتو (اليابان)، و«طوكيو تاكسي» لكيم تاي سيك (كوريا الجنوبية)، «وذو كود هيرت» لكاري داكور (الولايات المتحدة)، و«الرجل الذي باع العالم» للأخوين سهيل وعماد نوري (المغرب) و«وومن ويداوت بيانو» (امرأة بدون بيانو) لخافيير روبولو (اسبانيا) وتتنافس الاعمال المشاركة على جوائز (النجمة الذهبية)، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وجائزة أحسن تمثيل نسائي وآخر رجالي.

وعلى صعيد التكريمات يحتفي المهرجان بالممثل المغربي العالمي سعيد التغماوي، والبريطاني السير بين كينجسلي، والمخرج البوسني إمير كوستوريكا، والممثل الأميركي كريستوفر والكن. وإلى جانب المكرمين الأربعة، الذين أعلن المهرجان عن تكريمهم، كانت ادارة مهرجان مراكش، التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، أعلنت، تكريم السينما الكورية، بالإضافة إلى إلقاء نظرة على السينما التايلندية، فيما نصب المخرج الإيراني، عباس كياروستامي، رئيسا للجنة التحكيم. وجدير بالذكر ان لجنة التحكيم لهذا العام تضم ايضا في عضويتها عدداً بارزاً من النجوم والمبدعين من انحاء العالم من بينهم النجمة والمخرجة الفرنسية فاني اردان وزوجة المخرج الراحل فرانسوا تريفو. وتضم اللجنة ايضا المخرج الفلسطيني ايليا سليمان والممثلة الايطالية ايزابيلا فيراري والكاتب والمخرج الفرنسي كريستوف هونري والممثلة الاسبانية ماريسا باراديس والمخرج البريطاني مايك فيجس واللمثلة الهندية نانديتا داس والمخرج الارجنتيني باولو ترابيرو ومصمم الرقص المغربي لحسين زينون.

تكريمات

بعد تكريم المغرب سنة 2004، واسبانيا في سنة 2005، وايطاليا في 2006، ومصر في 2007، وبريطانيا في 2008، يعتزم القائمون على المهرجان تكريم هذه الدورة البلد الآسيوي الفاعل في ميدان السينما الدولي: كوريا الجنوبية. يحتفي مهرجان السينما الدولي لمراكش بالسينما الكورية، بمناسبة مرور 100 سنة على تواجدها، وكذلك لكونها واحدة من أكثر دينامية في العالم.

ويعد نسيج كوريا الصناعي القوي نتاج تاريخها. فمنذ أواسط سنوات الخمسينيات، خولت القومية المتطرفة، التي نتجت مباشرة عن حرب كوريا، اقلاعا قويا للسينما المحلية. وانطلاقا من 1962، تم وضع نظام للكوتا، حيث أصبح كل منتج موزع مجبرا على انتاج عدد معين من الأفلام، اذا ما أراد استيراد أفلام أجنبية. وفي سنة 1993، تمت بلورة «كوتا الشاشة»، بعد تم التخلي عنها خلال سنوات السبعينيات والثمانينيات. ويقوم هذا النظام على اجبارية كل قاعة سينمائية عرض أفلام كورية ما لا يقل عن 146 يوما سنويا. وفي 2006، قبلت الحكومة الكورية بطلبات الولايات المتحدة الأميركية من التقليص من كوتا الشاشة الى 73 يوما بالنسبة للأفلام المحلية. ومع ذلك تحافظ السينما الكورية على حيويتها الفنية والاقتصادية.

فهي تشكل محركا على المستوى الآسيوي.

ويتميز أسلوب الكتابة والاخراجات الكورية بالتجديد سواء ام كوون تيك، أو بارك شان ووك، وكيم مي دوك، وكيم جي وون، وبونغ جونـهو، وام سانغ سوو، لي شانغ دونغ الدين اكتسبوا سمعة دولية. كما أن الكتاب الشباب مثل نا هونغ جين لن يخرجوا عن القاعدة وأمامهم مستقبل مشرق.

ونشير الى ان المهرجان يشهد حضور عدد من النجوم العالميين والعرب من بينهم الفنان الكويتي داوود حسين الذي يصل الى مراكش تلبية لدعوة رسمية من اللجنة المنظمة للمهرجان.

بالاضافة لعدد اخر من الزملاء الاعلاميين والصحافيين والنقاد من الصحافة الكويتية والخليجية والعربية والعالمية.

ويبقى ان نقول: انها الرسالة الاولى وفي الغد المزيد.

وعلى المحبة نلتقي

النهار الكويتية في

04/12/2009

 

 

وجهة نظر

مراكش

عبد الستار ناجي 

تفتح اليوم أعمال الدورة التاسعة لمهرجان مراكش السينمائي الدولي، ومنذ اللحظة الأولى، للوصول الى مدينة مراكش، يشعر المرء انه أمام احتفالية سينمائية دولية، كيف لا، والمهرجان يقام برعاية جلالة الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية الشقيقة، وبحضور مولاي الأمير رشيد.

ومع انطلاق أعمال الدورة الجديدة اليوم، فاننا نتذكر الدور الذي قام به الفرنسي الراحل - دانييل توسكان بلانتيه - الذي كان وراء فكرة وانطلاقة هذا المهرجان بدعم من جلالة الملك، ومؤازرة عدد بارز من السينمائيين المغاربة، وفي مقدمتهم نور الدين صايل مدير المركز السينمائي المغربي، والذي يعتبر أحد سفراء السينما المغربية الى العالم.

كما نتذكر مع الانطلاقة الجديدة، قائمة الأسماء التي كرمها المهرجان عبر دوراته السابقة، ولعل من أهمهما في الدورة الأولى كلود البلوش وجون بورمان وعمر الشريف، وفي الثانية فرانسيس فورد كابولا ودايفيد لينش ومحمد حسن جندي، وفي الثالثة آلان ديلون ومانويل دي أوليفييرا ويسرا وأوليفر ستون وريدلي سكوت، وفي الرابعة آلان باركر وكلوديا كاردينالي وشون كونري ويوسف شاهين، وفي الخامسة مارتن سكورسيزي وحميدو بن مسعود، وفي السادسة رومان بولانسكي، وتتواصل التكريمات والأسماء والمتأمل يلاحظ مكانة تلك الأسماء، وبالتالي قيمة المهرجان ومكانته الفنية العالية.

واليوم حينما تُضاء الأنوار تصدح الأصوات في ساحة جامع الفضاء في مراكش، لتعلن عن انطلاق الدورة التاسعة.. يأتي التأكيد على مكانة هذا العرس السينمائي الذي بات محطة أساسية للتواصل بين الشمال والجنوب.

وعلى المحبة نلتقي.

Anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

04/12/2009

 

تعرض في تظاهرات مهرجان مراكش السينمائي

السينما المغربية مرآة تعكس واقعها

عبد الستار ناجي 

تبدو السينما ومنذ مرحلة مبكرة من انطلاقتها شديدة التماس مع واقعها عبر جملة من الافلام والقضايا التي تتصدى لها ويبدو أن القضايا الاجتماعية في المغرب قد استحوذت بنسبة كبيرة على الانتاج السينمائي المغربي لعام 2009، مشيرين الى ان جملة تلك الافلام ستمثل السينما المغربية في عدد من المهرجانات ومن بينها مراكش ودبي ومن قبلها القاهرة ودمشق.

وفي هذة المحطة نتوقف مع اربعة من احدث نتاجات السينما المغربية الجديدة ومن بين هذه الأفلام يأتي «أقدار متقاطعة» اخراج ادريس شويكا انتاج 2009 ومدته (99 دقيقة)، فيما يحكي الفيلم الطريق المتعرج لزوجين في ثلاث مراحل مهمة من حياتهما: بدء نشأة العلاقة بين الزوجين الشابين، حيث الخفة والاستهتار يغذيان أحلام الحب والسعادة والمرحلة الثانية منتصف العمر، عندما تثقل تجارب الحياة على القلب والصدر، وتفرض قيودا على مفهوم الحب والسعادة. وأخيرا، في المرحلة الثالثة، عندما يكون من المحتم على الزوجين التوقف لتقييم واستخلاص الدروس من تجاربهما بوجهة نظر أكثر حيادية. وتبني القصة على توازي هذه المراحل الثلاث، بدءاً من ذهاب زوجين شابين في عطلة. وفي الطريق، يقرران اضفاء مذاق خاص على الرحلة بلعبة: المرأة الشابة ستلعب دور مسافرة توقف السيارات على الطريق والشاب سيلعب دور السائق الذي سيغويها. فيلم «كازانجرا» وحول الواقع المغربي بكل تناقضاته جاء فيلم «كازانجرا» للمخرج نور الدين لخماري انتاج 2008 ومدته (124 دقيقة)، حيث يستعرض الفيلم حياة العديد من الشخصيات التي تعيش على هامش المجتمع نتيجة ظروف خارجة عن ارادتهم وذلك من خلال عادل وكريم وهما في سن الشباب وصديقين منذ الطفولة ويحاولان أن ينتقلا الى حياة معيشية ومادية أفضل فيلجآن الى الاحتيال ويعملان في مدينة كازابلانكا الجميلة والصاخبة. تتركز الأحداث على كريم، الذي يكلف مجموعة من الأطفال لبيع السجائر في الشوارع لحسابه الخاص وقد قرر أن يصبح مستقيما في حياته لكي يحقق النجاح ويكسب الاحترام ومن جهة أخرى نجد عادل وقد وجد الحل السحري الذي يقضى على كل مشكلاته ويحقق أحلامه وهو الحصول على تأشيرة هجرة الى السويد، غير أن الحقيقة القاسية تتحدى قراراتهما وأحلامهما عندما تظهر امرأة في حياتهما، كما تستأجرهما عصابة محلية للقيام بمهمة وهنا يجدا أنفسهما في مواجهة الاختيار الأخير. من الأفلام المغربية الجديدة هناك ايضا من اخراج محمد أحمد بن سودة وانتاج 2009 ومدته (100دقيقة) والفيلم يدور في مدينة فاس بالمغرب، حيث يقع سليمان في حب سعدية ابنة تاجر اللحوم الجافة ولكن كان له غريم هو تابوخ بطل في المصارعة ويريد هذا الاخر أن يتزوج أيضا منها فيتحداه سليمان في مباراة مصارعة والفائز يحظى بالجواز من سعدية. وتمتد مشاركة السينما المغربية بفيلم «بحيرتان من الدموع» اخراج محمد ك. حساني، وقصته تدور حول (سعاد) التلميذة البالغة من العمر 16 سنة، جريئة ومستقلة، ألقت بنفسها في قصة حب مستحيل مع جليل وهو شاب في سن الـ 19، ولم يحل دون زواجهما صغر سنهما فقط بل أيضا مشكلة انتمائهما الى وسطين اجتماعيين مختلفين، فسعاد ابنة خياط متواضع بينما ينحدر جليل من أسرة واسعة الثراء وفي اطار ذلك تتوالى الأحداث.

هذا وسنتوقف خلال الايام المقبلة مع عدد من الافلام المغربية الجديدة ضمن تغطية «النهار» لفعاليات مهرجان مراكش السينمائي الدولي.

النهار الكويتية في

03/12/2009

 
 

تتنافس فيها مجموعة من الأفلام المميزة

انطلاق المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش السينمائي

عبد الستار ناجي

رغم الاجواء شديدة البرودة هنا في مدينة مراكش المغربية الا ان حفاوة الاستقبال وحميمية المغاربة وشيئا من بقايا شمسها تحمل الدفء الى ضيوف مهرجان مراكش السينمائي في دورته التاسعة التي انطلقت مساء يوم الجمعة الماضي برعاية جلالة الملك محمد السادس وحضور مولاي رشيد وحشد كبير من نجوم وصناع السينما العالمية مع حضور شذي لاقطاب الحرفة الفنية من المملكة المغربية الشقيقة. ومنذ اللحظة الاولى لايام مراكش السينمائية تتأكد الصيغ الدولية العالية المستوى من حيث الاعداد والتنظيم وايضا الاختيارات الفنية والمشاركات السينمائية سواء من خلال المسابقة الرسمية او عبر جملة التظاهرات التي راحت تتواصل بلياقة عالية المستوى وتنظيم عالي الجودة لا يقل مكانة عن بقية المهرجانات والملتقيات السينمائية الدولية.

وكانت المسابقة الرسمية للمهرجان قد انطلقت صباح امس السبت بعد يوم الافتتاح مباشرة وتضم افلام المسابقة الرسمية مجموعة من الاعمال السينمائية المهمة ومنها:

- هليوبوليس للمخرج أحمد عبد الله (مصر) و( غرفة ليو) لانريك بوشيشيو (أوروغواي) و(الحب والغضب) لمورتين جييس (دانمارك) و(ابنتي) لشارلوت ليم (ماليزيا) و(نورتليس) لريغوبيرتو بيريزكانو (المكسيك) و(لا شيء شخصيا) لأرسزولا انتونياك (هولندا) و(يصمد وللأحد ويليه الآخرون) لليا فيهنير (فرنسا) و(ترو نون) لنوسير سعيدوف (طاجيكستان).

كما تتنافس في الدورة التاسعة لمهرجان الفيلم الدولي بمراكش أفلام (انا الحب) للوكا غوادغنينو (ايطاليا) و(البارونات) لنبيل بن يادير (بلجيكا) و(سامبول) لهيتوشي ماتسوموتو (اليابان) و(طوكيو تاكسي) لكيم تاي سيك (كوريا الجنوبية) (وذو كود هيرت) لكاري داكور (الولايات المتحدة) و(الرجل الذي باع العالم) للأخوين سهيل وعماد نوري (المغرب) و(امرأة بدون بيانو) لخافيير روبولو (اسبانيا).

وتمنح لجنة تحكيم المهرجان الأعمال الفائزة بالمسابقة جوائز: النجمة الذهبية لمدينة مراكش وجائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة أفضل تمثيل نسائي ورجالي. وسيكرم المهرجان نخبة مختارة من ابرز صناع السينما العربية والعالمية هم: الممثل المغربي سعيد التغماوي المقيم في فرنسا صاحب مشوار سينمائي ثري بالأفلام العالمية سواء في السينما المغربية أو الأوروبية أو العالمية والبريطاني بين كينغسلي صاحب دور غاندي بالفيلم العالمي الشهير العائد للمخرج ريتشارد اتنبره والمخرج البوسني أمير كوستاريكا الحائز على سعفة كان مرتين والممثل الأميركي كريستوفر والكن صاحب العديد من ادوار الشر اللافتة.

والى جانب المكرمين الأربعة يحتفي المهرجان بابداعات السينما الكورية التي حظيت باعجاب النقاد ونالت جوائز رفيعة بالاضافة الى تسليط الضوء على السينما التايلندية فيما اختير المخرج الايراني عباس كياروستامي رئيسا للجنة التحكيم للمهرجان وعضوية كل من السينمائيين المغربي حسن زينون والفرنسية فانس أردانت والهندية نانديتا داس والايطالية ايزابيل فيراري والبريطاني ميك فيكي والفرنسي كريستوف هورون والاسبانية ماريسا باريديس والفلسطيني ايليا سليمان والأرجنتيني بابلو ترابيرو.

كما يشهد المهرجان يوميا العديد من المؤتمرات الصحافية واللقاءات الاعلامية التي يشارك بها عدد من نجوم وضيوف المهرجان في مناخ سينمائي يطغى علية الجانب الاسري والحميمي حيث تجاوز الكثير من الصيغ التقليدية لحضور النجوم ووجودهم.

ورغم طغيان الحضور الفرنسي او الفرانكفوني الان المفردة العربية تظل حاضرة لتؤكد الجذور العربية التي يتميز بها هذا البلد الرائع الذي يمتلك مقومات خاصة من موزاييك وخلط بشري وثقافي واثني ولكن الجميع ينخرط تحت راية الوطن والملك.

لقطات

الفنان داود حسين يستقبل بحفاوة كبيرة من قبل الإعلام والجمهور المغربي الذي يؤكد انه يتابع جميع اعمالنا الدرامية والفنية.

الفنان خالد ابو النجا وصل من القاهرة حيث سيعرض له في المسابقة الرسمية فيلم «هليوبوليس».

درجات الحرارة في مراكش تتراوح بين 15 نهارا و5 ليلا.

النجم البريطاني السير بن كنغيسلي يحظى بحفاوة كبيرة بين جمهور مهرجان مراكش والجميع هنا يتذكر فيلمة الخالد غاندي اخراج السير ريتشارد اتنبره.

يحرص رئيس واعضاء لجنة التحكيم على مشاهدة افلام المسابقة مع الجمهور والمعروف ان الايراني عباس كياروستامي يترأس لجنة التحكيم.

النهار الكويتية في

05/12/2009

 

 

وجهة نظر

مراكش 2

عبد الستار ناجي

منذ اللحظة الاولى لانطلاق فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان مراكش السينمائي، التي انطلقت اعمالها مساء أمس الجمعة، والمعايير العالمية الدولية، هي في اقصى درجاتها، تنظيم رفيع المستوى، ورعاية ملكية وحضور سخي بأسماء الكبار من صناع السينما العالمية، وقبل كل هذا وذاك تفاعل دولي، مع هذا العرس الذي راح دورة بعد اخرى، يؤكد حضوره وموقعه المتميز على خارطة المهرجانات السينمائية الدولية.

لقد ساهمت اعمال مهرجان مراكش السينمائي الدولي، ومنذ انطلاقته الاولى في خلق حالة من الحراك السينمائي في المملكة المغربية الشقيقة، ولنا ان نشير الى العام الحالي الذي شهد انتاج اكثر من سبعة افلام، بعضها وجد طريقه للمهرجانات الدولية والعربية، والبعض الاخر سيجد طريقه لجمهور مراكش وحضوره من فنانين ونقاد.

هذا الحراك، ما كان له ان يتفاعل ويتطور، لولا وجود مهرجان مراكش وكم، اخر من المهرجانات السينمائية، ينظمها وينشطها المركز السينمائي المغربي، الذي كان بمثابة «القلب» النابض والمنشط لصناعة السينما في ذلك البلد الجميل ، الذي يمتلك كل المقومات للتحول الى ستديو كبير قادر على استيعاب اضخم واهم المشاريع السينمائية الكبرى، ولعل الزائر لمدينة ورزازات- (200 كيلو متر بعيداً عن مراكش) يشعر بان هوليوود قد انتقلت بكاملها الى تلك المدينة التي تستلقي وسط الصحراء.

حضور سينمائي سخي بالافلام والنجوم والمخرجين والنقاد والمنتجين، جاءوا من انحاء العالم، للتواصل مع جديد مراكش، الذي يتحول الى قنطرة حقيقية، تعمل على التواصل بين الشمال والجنوب.

وفي مراكش، يُطرح سؤال، حول الغياب الخليجي رغم ان اللجنة المنظمة، وعلى جميع المستويات، تشرع أبوابها لمثل هذا التواصل، والحرص على التأكيد عليه.

فلماذا يذهب نجومنا الى جميع المهرجان، وينسون مراكش «المزيانة» بأهلها وقيمتها ومكانتها الثقافية والفنية الدولية.

فهل من يبادر لمد جسور التواصل؟

وعلى المحبة نلتقي.

النهار الكويتية في

05/12/2009

 

 

وجهة نظر

مراكش 3

عبد الستار ناجي

اقتضت فترة التواجد في مراكش، لزيارة مدينة «ورزازات» يوم امس برفقة عدد من النجوم والمخرجين والمنتجين، وهي المرة الثالثة التي ازور فيها هذه المدينة، التي تحولت بفضل ستديوهات هوليوود الكبرى، الى ستديو ضخم يضم اكبر الاستديوهات والديكورات الطبيعية والخاصة بعدد من اهم الاعمال السينمائية التي صورت هناك.

ورزازات مدينة قد لا تكون على الخارطة، ولكنها في حقيقة الامر مدينة على خارطة السينما وصناعة الفن السابع.

وهنا اتذكر حكاية ذكرها لي النجم الاميركي الكبير مايكل دوغلاس (ابن كريك دوغلاس) بعد ان صور هناك فيلم «جوهرة النيل» (رفضت الرقابة المصرية تصويره في مصر) وصور في المملكة المغربية وبميزانية تجاوزت الخمسين مليون دولار، ويومها قال لي وفي حديث خاص ان المغفور له الملك الحسن الثاني (رحمه الله) امر بتسهيل كل الامكانات من اجل انجاز تصوير الفيلم، حتى انه امر بارسال طائرات من وزارة الدفاع المغربية للمشاركة في احداث الفيلم، وحقق الفيلم عوائد ضخمة للخدمات الانتاجية التي سخرت للعمل.

واليوم يسير جلالة الملك محمد السادس علىالنهج ذاته، حيث يفتح الباب على مصراعيه، امام كبريات شركات الانتاج السينمائية الاميركية والاوروبية لتصوير اعمالها في ورزازات وغيرها، وقد حط الرحال هنا كبار النجوم اعتبارا من برات بيت الى ليوناردو ديكابيريو مرورا بكبار المخرجين.

ورغم ذلك، لايزال المنتجون والمخرجون والنجوم العرب بعيدين وبمسافات فلكية عن تلك الديار والاماكن والاستديوهات الطبيعية والاحترافية العالية المستوى.

انها دعوة لمد مزيد من الجسور بين الاهل.. والأحبة. وبرافو مروكو...

وعلى المحبة نلتقي

Anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

06/12/2009

 
 

وضع السينما في المغرب 'جيد عموماً'

المغرب: إنتاج سينمائي، ولا صالات

مراكش ـ من ارفيه غيبوه

المغرب تنتج ما لا يقل عن 15 فيلماً طويلاً سنوياً رغم عدم قدرة المستثمرين على التأقلم مع واقع القرصنة المتزايد.

رأى مدير المركز السينمائي المغربي "سي سي ام" نور الدين الصايل ان السينما المغربية "جيدة عموماً" ووضعها افضل مما هي عليه في الدول الافريقية المجاورة باستثناء مصر وافريقيا الجنوبية، الا انها تعاني من نقص صارخ في صالات سينما.

وقال الصايل قبيل افتتاح "المهرجان الدولي للفيلم في مراكش" الجمعة ان "واقع السينما المغربية عموماً جيد لجهة انتاج الافلام".

واضاف ان المغرب تنتج سنويا 15 فيلماً طويلاً وبين 80 و100 فيلم قصير.

وتابع مدير المركز ان "اكثر من 15% من الافلام المعروضة في المغرب هي مغربية وتحل بعد الافلام الاميركية والهندية والمصرية".

وأشار الى ان افلاماً مغربية مثل "كازانيغرا" لنور الدين الاخمري او "امور فواليه" لعزيز سالمي شاهدهما هذه السنة اكثر من 250 ألف مشاهد في المغرب.

ورأى ان "المشكلة تكمن في ندرة صالات السينما حيث يوجد خمسون صالة في المغرب حالياً مقابل 250 في العام 1975".

ورأى ان الأسباب التي ادت الى هذا الواقع عديدة وليست حصراً على المغرب.

السبب الأول في رأيه توافر أفلام الدي في دي المقرصنة بكثرة في البلاد وبأسعار بخسة ليس في وسع السينما منافستها (يتراوح سعر الدي في دي بين سبعة وعشرة دراهم اي اقل من يورو).

وتباع الأفلام المقرصنة على مرأى من الجميع على الرغم من مداهمات الشرطة المتكررة.

والسبب الثاني ناجم عن تزايد عدد المحطات الفضائية التي تعرض يومياً عدداً كبيراً من الافلام.

اما السبب الثالث فيتعلق بمستثمري هذه الصالات الذين لم يتكيفوا مع الواقع.

وأكد نور الدين الصايل ان مغربة الصالات (شراء او مساهمة كبرى من قبل مواطنين مغاربة) منذ العام 1975 اقتصرت على الإفادة المادية البحتة من دون الدخول فعلياً في المنافسة على نحو جدي.

وقال "لقد ابقوا على الصالات الكبيرة التي تحتوي على مقاعد تتراوح بين 800 و1200 شخص على الرغم من تزايد وفرة الأفلام المعروضة على التلفزيون وافلام دي في دي (الفيديو سابقاً) الامر الذي جعل الاقبال ضعيفاً".

وفي وقت كان عدد مرتادي صالات السينما في اواخر السبعينيات يصل الى 40 مليون شخص، سجل المركز السينمائي المغربي 2.9 مليون دخول الى صالات السينما في العام 2008.

في هذا الشأن اقترح نور الدين الصايل ثلاثة حلول من اجل تحفيز المغاربة للذهاب الى السينما ستتم مناقشتها خلال انعقاد المجلس الاداري للمركز السينمائي المغربي في منتصف كانون الاول/ديسمبر، وهي: تحفيز المجالس البلدية على انقاذ صالات السينما الصغيرة القريبة (300 الى 350 مقعد)، تحديث الصالات الكبيرة من خلال تخصيص الدولة مساعدات لذلك فضلاً عن بناء مجمعات سينمائية يشتمل كل منها على 15 شاشة، ذلك انه لا يتوفر اليوم سوى مجمعين من هذا النوع في المغرب الاول في الدار البيضاء والثاني في مراكش.

ويشكل الحرص على الحفاظ على صالات السينما القديمة معركة اخرى تضطلع بها جمعية اعضاؤها شباب متطوعون شغوفون بالسينما "سايف سينما ان موروكو" (سيم).

ويبذل طارق مومن رئيس الجمعية جهداً كبيراً من اجل انقاذ العديد من الصالات الكبرى في شارعه، تتمتع بعضها بهندسة معمارية على طراز "ارت ديكو" الشائع في الصالات الفرنسية العائدة لسنة 1920.

وقال "ان لم نتحرك لن يعود هناك صالات سينما في المغرب في غضون عشر سنوات".

ويعمل أعضاء هذه الجمعية على التأثير بالرأي العام مستخدمين وسائل متواضعة كبيع القمصان القطنية والشارات وغيرها.

ويتوجهون مرات عدة في الاسبوع الى عربة تبيع افلام دي في دي مقرصنة ويلصقون شارات الجمعية "سيم" استنكاراً لاعمال القرصنة.

ومن غير المؤكد ان ما يفعلونه كافٍ لاقناع الناس بشراء بطاقة سينما (15 الى 40 درهم اي 1.2 يورو الى اربع يورو) عوضاً عن دي في دي مقرصن.

ميدل إيست أنلاين في

05/12/2009

 

مهرجان مراكش الدولي يفتتح دورته التاسعة.. عروض عالمية وحضور عربي متواضع 

وكالات/ افتتحت في مدينة مراكش المغربية يوم الجمعة الفائت فعاليات مهرجان مراكش السينمائي الدولي في دورته التاسعة وذلك بمشاركة افلام من دول عالمية مختلفة مع حضور متواضع للافلام العربية والمغربية المشاركه في المهرجان، واحتفي مهرجان مراكش هذا العام بالسينما الكورية الجنوبية من خلال عدد من الافلام المميزة فضلا عن استضافة سينمائيين كوريين وآسيويين للحديث عن السينما الكورية وعقد ندوات حول هذا الموضوع  هذا اضافة لاطلالة خاصة على السينما في تايوان.

ولعل مايميز المهرجان هذا العام بالرغم من بعض الجدل حول تفاوته مع مهرجانات الاعوام الماضية، عرضه لمجموعة من الافلام اللافتة سواء في عروض المسابقة (15 فيلماً لهذا العام بينها المصري «هليوبوليس» والمغربي «الرجل الذي باع العالم») أو في عروض «الاختيارات الخاصة» (أفلام من بلدان شتى بينها المغربي «شروخ»)، أو عروض خارج المسابقة (بينها «احكي يا شهرزاد» ليسري نصرالله)، ناهيك بهذه الاستعادة المهمة، والتي تحدثنا عنها، لتاريخ السينما الكورية عبر عرض نحو أربعين فيلماً، حققت بين 1955 و2008. واستعادة بعض أحدث انتاجات السينما التايلندية.

وبالطبع طغت مواضيع عالمية مجتمعية وانسانية كثيرة على فحوى كثير من الافلام المشاركة في المهرجان هذه السنة خصوصا التغيرات الجذرية في المجتمعات وتأثيرات العولمة وتشابك الأوضاع الاقتصادية في عالمنا الحديث في افلام مثل «هليوبوليس» والمكسيكي «الشمال المفقود» ، والهولندي - الإرلندي «ليس الأمر شخصياً» عن امرأة هولندية تتوجه لتعيش في ارلندا... وفي مقابل هذه الفتاة الهولندية، لدينا زهرا، المرأة الجزائرية التي تصل الى فرنسا، ولكن كي تلتقي قاتل ابنها (فيلم فرنسي لليافهنر) و فيلم «رمز» الياباني الذي يتحدث عن رجل يفيق صباحاً ليجد نفسه في غرفة فاقعة البياض والفيلم  الاسباني «امرأة دون بيانو» من اخراج خافيير ريبولو.

 وكذلك فيلم من الاورغواي بعنوان «غرفة ليو» عن شاب يجد حبيبته ذات يوم بعد أن حلم بها طويلاً، في الوقت ذاته الذي يعثر فيه على نفسه،و الفيلم الإيطالي «أنا الحب»، الذي يحدثنا فيه المخرج لوكا غوادانينيو عن امرأة تجد نفسها أسيرة زواجها وقصرها المنيف والتي تقع في غرام فتى هو صديق ابنها ، ومن بلجيكا فيلم للمغربي الأصل نبيل بن يادر بعنوان «البارونات» الذي يدور من حول «البارون» حسن، و الفيلم الدنماركي «حب وغضب»،، مجايل له، هو دانيال، في البحث عن مستقبل له كعازف بيانو. اضافة للفيلم الماليزي «ابنتيّ»  الذي يتحدث عن الألم والمعاناة، واختلاط العواطف!

هذه بعض الافلام المشاركة في دورة هذا العام لمهرجان مراكش السينمائي الدولي والتي يرأس لجنة التحكيم، فيها المخرج الإيراني عباس كياروستامي .

الإتحاد العراقية في

06/12/2009

 

وضع السينما في المغرب 'جيد عموما' بيد ان واقع الصالات يتراجع

مراكش - ا ف ب:  

رأى مدير المركز السينمائي المغربي (سي سي ام) نور الدين الصايل ان السينما المغربية 'جيدة عموما' ووضعها افضل مما هي عليه في الدول الافريقية المجاورة باستثناء مصر وافريقيا الجنوبية، الا انها تعاني من نقص صارخ في صالات سينما.

وقال الصايل في حديث لوكالة فرانس برس قبيل افتتاح 'المهرجان الدولي للفيلم في مراكش' مساء الجمعة ان 'واقع السينما المغربية عموما جيد لجهة انتاج الافلام'.

واضاف ان المغرب تنتج سنويا 15 فيلما طويلا وبين 80 و100 فيلم قصير.

وتابع مدير المركز ان 'اكثر من 15 ' من الافلام المعروضة في المغرب هي مغربية وتحل بعد الافلام الامريكية والهندية والمصرية'.

وأشار الى ان افلاما مغربية مثل 'كازانيغرا' لنور الدين الاخمري او 'امور فواليه' لعزيز سالمي شاهدهما هذه السنة اكثر من 250 الف مشاهد في المغرب.

ورأى ان 'المشكلة تكمن في ندرة صالات السينما حيث يوجد خمسون صالة في المغرب حاليا مقابل 250 في العام 1975'.

ورأى ان الاسباب التي ادت الى هذا الواقع عديدة وليست حصرا على المغرب. السبب الاول في رأيه توافر أفلام الدي في دي المقرصنة بكثرة في البلاد وبأسعار بخسة ليس في وسع السينما منافستها (يتراوح سعر الدي في دي بين سبعة وعشرة دراهم اي اقل من يورو). وتباع الافلام المقرصنة على مرأى من الجميع على الرغم من مداهمات الشرطة المتكررة.

السبب الثاني ناجم عن تزايد عدد المحطات الفضائية التي تعرض يوميا عددا كبيرا من الافلام.

اما السبب الثالث فيتعلق بمستثمري هذه الصالات الذين لم يتكيفوا مع الواقع. واكد نور الدين الصايل ان مغربة الصالات (شراء او مساهمة كبرى من قبل مواطنين مغاربة) منذ العام 1975 اقتصرت على الافادة المادية البحتة من دون الدخول فعليا في المنافسة على نحو جدي.

وقال 'لقد ابقوا على الصالات الكبيرة التي تحتوي على مقاعد تتراوح بين 800 و1200 شخص على الرغم من تزايد وفرة الأفلام المعروضة على التلفزيون وافلام دي في دي (الفيديو سابقا) الامر الذي جعل الاقبال ضعيفا'.

وفي وقت كان عدد مرتادي صالات السينما في اواخر السبعينيات يصل الى 40 مليون شخص، سجل المركز السينمائي المغربي 9.2 مليون دخول الى صالات السينما في العام 2008. في هذا الشأن اقترح نور الدين الصايل ثلاثة حلول من اجل تحفيز المغاربة للذهاب الى السينما ستتم مناقشتها خلال انعقاد المجلس الاداري للمركز السينمائي المغربي في منتصف كانون الاول/ديسمبر، وهي: تحفيز المجالس البلدية على انقاذ صالات السينما الصغيرة القريبة (300 الى 350 مقعد)، تحديث الصالات الكبيرة من خلال تخصيص الدولة مساعدات لذلك فضلا عن بناء مجمعات سينمائية يشتمل كل منها على 15 شاشة، ذلك انه لا يتوفر اليوم سوى مجمعين من هذا النوع في المغرب الاول في الدار البيضاء والثاني في مراكش.

ويشكل الحرص على الحفاظ على صالات السينما القديمة معركة اخرى تضطلع بها جمعية اعضاؤها شباب متطوعون شغوفون بالسينما 'سايف سينما ان موروكو' (سيم). ويبذل طارق مومن رئيس الجمعية جهدا كبيرا من اجل انقاذ العديد من الصالات الكبرى في شارعه، تتمتع بعضها بهندسة معمارية على طراز 'ارت ديكو' الشائع في الصالات الفرنسية العائدة لسنة 1920. وقال: 'ان لم نتحرك لن يعود هناك صالات سينما في المغرب في غضون عشر سنوات'.

ويعمل اعضاء هذه الجمعية على التأثير بالرأي العام مستخدمين وسائل متواضعة كبيع القمصان القطنية والشارات وغيرها. ويتوجهون مرات عدة في الاسبوع الى عربة تبيع افلام دي في دي مقرصنة ويلصقون شارات الجمعية (سيم) استنكارا لاعمال القرصنة. ومن غير المؤكد ان ما يفعلونه كاف لاقناع الناس بشراء بطاقة سينما (15 الى 40 درهما اي 2,1 يورو الى اربعة يورو) عوضا عن دي في دي مقرصن.

القدس العربي في

07/12/2009

 
 

«مراكش» ربحت العالم وخسرت نفسها

محمود عبد الغني

وسط حضور عربي ضعيف، انطلقت الدورة التاسعة من «المهرجان الدولي للفيلم بمراكش»... التظاهرة السينمائية التي تستمرّ حتّى 12 الحالي، اختارت السينمائي الإيراني عباس كياروستامي رئيساً للجنة تحكيم مسابقتها الرسميّة. وتأتي إطلالة صاحب «طعم الكرز» (حائز السعفة الذهبيّة في «مهرجان كان» 1997)، لتعطي المهرجان هذا الرونق العالمي الذي يبحث عنه، ساعياً إلى فرض حضوره على الساحة العالميّة.

السينمائي المعروف سيختار مع أعضاء لجنة التحكيم (بينهم الممثلة الفرنسيّة فاني أردان، والسينمائي الفلسطيني إيليا سليمان، والكوريغراف المغربي لحسن زينون...) أفضل فيلم من بين 15 شريطاً تتنافس على «النجمة الذهبية» للمهرجان، إضافةً إلى جائزة لجنة التحكيم وجائزة أفضل ممثل وجائزة أفضل ممثلة... على قائمة أفلام المسابقة شريطان عربيان فقط، لا يقدمان صورة أمينة للمشهد الراهن. الأول «هليوبوليس» لأحمد عبد الله (مصر)، والثاني «الرجل الذي باع العالم» للأخوين سهيل وعماد نوري (المغرب)، فيما الأفلام الـ13 الأخرى التي تتنافس في المسابقة، تمثّل دولاً من أوروبا وآسيا وأميركا.

فيلمان عربيان فقط في المسابقة الرسمية

مدير المهرجان نور الدين صايل لا يبدو مشغولاً بالمشاركة العربية الضعيفة: «مهرجان مراكش يمثل بوابة حقيقية للتواصل مع الإبداع السينمائي العالمي. وقد استطاعت اللجنة المنظمة أن تحصل على أهم الأعمال العالمية الجديدة والمتميّزة التي تحمل توقيع الكبار، ما يؤكد قيمة المهرجان ومكانته الدولية». ويذكّر بأن المهرجان يستضيف 120 فيلماً من مختلف أنحاء العالم، ويخصص عروضاً خاصّة بالمكفوفين، ويوماً بالبيئة. ما حاجتنا بعد ذلك إلى الاهتمام بالسينما المغربيّة، والعربيّة؟

ضيفة الشرف لهذه الدورة هي السينما الكورية في مئويّتها، من خلال 44 عملاً يقدّمها البرنامج. وتجربة هذا البلد تستحقّ الاهتمام، إذ أفاد الفنّ السابع من الزخم الاقتصادي، منذ انطلاقته الحقيقيّة أواسط خمسينيات القرن الماضي. وفي عام 1962، فرضُ نظام الكوتا حدّد استيراد الأفلام الأجنبية. وفي التسعينيات، بُلور النظام بطريقة تُلزم كل قاعة سينمائية بتخصيص 146 يوماً في العام للإنتاج الوطني. هكذا ازدهرت السينما الكورية على المستوى الآسيوي... فأين السينمات العربيّة من تلك التجربة، وهي تحتلّ في مهرجان مثل مراكش موقعاً هامشيّاً مخجلاً؟

«مهرجان مراكش» مشغول هذا العام بمسائل أهمّ من انبعاث السينما العربيّة. فهو سيكرّم مثلاً الممثل بن كينغسلي والسينمائي إمير كوستوريتسا، إضافةً إلى كريستوفر ووكن، و... سعيد تغماوي.

www.festivalmarrakech.info

الأخبار اللبنانية في

07/12/2009

 

يركز فيلم "هوم" على آثار الاحترار المناخي السلبية

مهرجان الفيلم بمراكش.. لمسة وفاء لـ"الشجون البيئية" 

مراكش: أبدى مهرجان الفيلم الدولي بمراكش عشية انطلاق قمة كوبنهاغن حول المناخ، نيته توعية الجمهور في شأن الشجون البيئية وذلك من خلال عرض ثلاثة افلام وثائقية في ساحة جامع الفناء تتمحور على هذا الموضوع، ومن بينها "هوم".

وفي مطلع الامسية، احتل حشد تألف من سياح ومراكشيين لمكان الذي يرمز اكثر من اي مكان سواه، الى عاصمة المغرب السياحية وحيث صور المخرج الفرد هيتشكوك بعض مشاهد "ذي مان هو نيو تو ماتش".

وقبالة شاشة عملاقة، اجتمع مئات المتفرجين من الاعمار كافة من اجل مشاهدة عرض الفيلم وهو من اخراج الفرنسي يان ارتوس برتران ويركز على آثار الاحترار المناخي السلبية.

وفي الوقت عينه كان يعرض في مجمع "ميغاراما مراكش" فيلما "اين انكونفينيانت تروث" للمخرج الاميركي ديفيس غوغنهايم، و"لو ساندروم دو تيتانيك" للفرنسي نيكولا اولو.

وقال برتران متوجها الى الحضور "اخرجت هذا الفيلم لأجلكم، انها قصتكم. سيبدلنا التغير المناخي جميعا وها ان اثاره بدأت تصيب المغرب". واضاف "صار الناس مدركين لأهمية البيئة وذلك في القرى الصغيرة حتى".

وفي شأن قمة كوبنهاغن اعلن برتران انه ينبغي ان نكون متفائلين "يجب ان نؤمن كمواطنين عاديين وكمسؤولين سياسيين بإمكان تحقيق مبتغانا".

وبدأ عرض فيلم "هوم" فيما كانت مآذن الجوامع المجاورة ومن بينها جامع الكتبية تدعو الناس الى صلاة العشاء.

وضمن الحضور كانت قلة فحسب قادرة على فهم التعليق الصوتي بالفرنسية المرافق لمشاهد الفيلم، واسف عدد كبير لعدم بث ترجمة عربية.

 

العرب أنلاين في

07/12/2009

 
 

انطلاق مهرجان مراكش الدولي للفيلم بحضور فلسطيني وإيراني لافت:

فيلم حربي افتتاحي مثير للجدل

مراكش ـ من عبد الغني بلوط

لم يتحرج المخرج الإيراني عباس كياروستامي من الحديث بالفارسية لغته الأم بصفته رئيس لجنة التحكيم، أثناء بداية انطلاق حفل افتتاح الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش الجمعة 4 كانون الاول/ديسمبر2009 في الوقت التي مازالت اللغة الفرنسية طاغية على المهرجان في جل وثائقه وندواته الصحافية، واعتماد اللغتين العربية والانكليزية في الترجمة. وقال كياروستامي الحائز على السعفة الذهبية لمهرجان كان الفرنسي لسنة 1997. أمام حشد من الفنانين والمتتبعين وبعض النجوم إن القيمة الحقيقية للأفلام لا تقاس بقرار لجنة التحكيم، وإنما بأحكام النقاد، مشيرا إلى أن الزمن وحده يبقى الكفيل بالحكم على مدى خلود هذه الأفلام، وكان لافتا، وفي غياب فني عربي شبه تام، حضور المخرج الفلسطيني 'اليا سليمان' صاحب فيلم 'يد الهية' عضوا في لجنة التحكيم، في الوقت الذي لم يبرمج أي فيلم صهيوني على خلاف بعض الدورات السابقة، واعتبر ذلك دعما من أعلى مستوى للقضية الفلسطينية .

وقال متتبعون إن مخرج حفل الافتتاح أبدع حين أحضر الفنان المبدع موحي او الحسين اشبان المشهور بـ'المايسترو' إلى الخشبة تكريما له على مساره الفني في مقابل تهميشه في مهرجانات أخرى خاصة بفنه، في الوقت التي أضافت الفرقة الكورية مأمول توري أبعادا أخرى إلى إيقاعات فن أحيدوس الشعبي المغربي الأصيل حين التحم فناني الفرقتين في مشهد جميل. وقال جليل لعكيلي الكاتب العام للمهرجان، إن اختيار الفرقتين لم يكن اعتباطيا، ولكن للتأكيد على عالمية الفن وعمقه الإنساني مهما تعددت اللغات واختلفت الثقافات، مشيرا أن المهرجان سيحمل الجديد للجمهور، سيما في بعده الجمالي والتثقيفي، دون ان ينسى الجانب الاجتماعي بإتاحة الفرصة للمكفوفين بصنع فرجة خاصة لهم من خلال تقنية الوصف السمعي.

وتم عرض فيلم 'جون راب' خلال جلسة الافتتاح تناول قضية مثيرة للجدل على المستوى السياسي العالمي، زد على ذلك أنه من إنتاج صيني ألماني فرنسي، ويتهم اليابان بارتكاب مجازر إنسانية لا تعترف بها لحد الآن، في حق سكان مدينة 'تانكيتي' الصينية إبان الحرب العالمية الثانية، ويظهر الفيلم كيف أن البطل وهو مهندس ألماني موال لهتلر يستطيع إنقاذ الآلاف من الصينيين من مجازر اليابان باقامة منطقة آمنة، وبالرغم من القيمة الفنية التي جسدت فظاعة الحرب، ونبل المشاعر الإنسانية بمنحى عن الإيديولوجية حيث تضمن الفيلم مشهدا صادما، ولم يستسغ البعض مشهدا يتم فيه تجريد فتيات في مقتبل العمر (13 الى 14 سنة) من كل ملابسهن وتركهن عرضة لنظرات الملايين من المشاهدين، على اعتبار أن ذلك مشين وغير مقبول وإن تم باسم السينما والفن.

ويمكن القول بالنظر إلى الأفلام المعروضة إلى حد الآن، أن المنظمين اختاروا تقديم مجموعة من الأفلام التي تعتمد على تقنيات مختلفة لكنها تجسد إبعادا إنسانية كبيرة، ويلعب الحوار الداخلي دورا هاما في الكشف عن الشخصيات، وعن أمالهم وآلامهم، وفي الوقت الذي سيتم خلال هذه الدورة عرض مئة وعشرين فيلما من مختلف القارات ينتظر الجمهور المغربي عرض فيلم 'الرجل الذي باع العالم' الذي يمثل المغرب في المسابقة الرسمية، كما ينتظر أن يحدث الفيلم المصري 'احك شهرزاد' ردا عنيفا من قبل البعض سيما مع نشر أخبار عن تضمنه مشاهد جنسية فاضحة للممثلة المغربية سناء عكرود.

من جهة ثانية استاء بعض الصحافيين من إقصائهم من حضور جلسة الافتتاح، في الوقت الذي خصص مكان بعيد جدا للمدعوين منهم ولبعض الفنانين المغاربة المرموقين من قبيل عزيز موهوب، ومازال بعض رجال الأمن الخاص يتعاملون مع الزوار بكثير من الفظاظة يجعل الكثير منهم يعود أدراجه.

وتتكون لجنة التحكيم من كل من المصمم الكوريغرافي والمخرج المغربي لحسن زينون، و السينمائية الفرنسية فانس أردانت، والفنانة الهندية نانديتا داس، والكوميدية الإيطالية إيزابيل فيراري، والسينمائي البريطاني مايك فيكيس، والسينمائي الفرنسي كريستوف هورون، والكوميدية الإسبانية ماريزا باريديس، والمخرج الفلسطيني إيليا سليمان، والسينمائي الأرجنتيني بابلو ترابيرو.

وكانت اللجنة المنظمة لمهرجان مراكش السينمائي الدولي قد أعلنت عن مشاركة 15 فيلما سينمائيا في المسابقة الرسمية للدورة التاسعة للمهرجان، ومن بين هذه الأعمال التي تمثل 15 دولة 8 افلام اولى لمخرجيها هي 'هليوبوليس' للمخرج أحمد عبد الله (مصر) و'ليوز روم' (غرفة ليو) لإنريك بوشيشيو (أوروجواي)، و'لوف أند راج' (الحب والغضب) لمورتين جييس (دانمارك) و'ماي دوتير' (ابنتي) لشارلوت ليم (ماليزيا) و'نورتليس' لريغوبيرتو بيريزكانو (مكسيك)، و'نوتينج بيرسونال' (لا شيء شخصيا) لأرسزولا انتونياك (هولندا) و'كان سول تيان إي لي أوتغ سويفغون' (يصمد وللاحد ويليه الآخرون) لليا فيهنير (فرنسا) و'ترو نون' لنوسير سعيدوف (طاجيكستان). كما تتنافس في هذة الدورة أفلام 'أيام لوف' (أنا الحب) للوكا غوادغنينو (إيطاليا)، و'لي بارون' (البارونات) لنبيل بن يادير (بلجيكا)، و''سامبول' لهيتوشي ماتسوموتو (اليابان)، و'طوكيو تاكسي' لكيم تاي سيك (كوريا الجنوبية)، 'وذو كود هيرت' لكاري داكور (الولايات المتحدة)، و'الرجل الذي باع العالم' للأخوين سهيل وعماد نوري (المغرب) و'وومن ويداوت بيانو' (امرأة بدون بيانو) لخافيير روبولو (اسبانيا) وتتنافس الأعمال المشاركة على جوائز (النجمة الذهبية)، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وجائزتي أفضل ممثل وممثلة.

القدس العربي في

09/12/2009

 
 

جدل حول فرنسة مهرجان مراكش ومديره لكنه ذو مستوى دولي

أفلام من المغرب ومصر وإسبانيا والمكسيك... السينما ولغة الصمت

نديم جرجوره/ مراكش

تنتهي الدورة التاسعة لـ «المهرجان الدولي للفيلم بمراكش» في المملكة المغربية مساء بعد غد السبت. تعلن النتائج الخاصّة بالمسابقة الرسمية، المتضمّنة خمسة عشر فيلماً روائياً طويلاً. تُوَزّع الجوائز على الفائزين بها، بناء على قرار صادر عن لجنة تحكيم تألّفت من أمزجة وهواجس مختلفة، أو متناقضة. اختير الإيراني عباس كياروستامي رئيساً لها. أما أعضاؤها، فهم: الفرنسية فاني آردان والهندية نانديتا داس والإيطالية إيزابيلا فيرّاري والأميركي مايك فيغيس والفرنسي كريستوف أونوري والإسبانية ماريزا باراديس والفلسطيني إيليا سليمان والأرجنتيني بابلو ترابيرو والمغربي لحسن زينون. عشرة أعضاء شاهدوا خمسة عشر فيلماً، بهدف منح أربعة جوائز فقط: النجمة الذهبية/ الجائزة الكبرى، جائزة لجنة التحكيم وجائزتا أفضل ممثل وأفضل ممثلة. أعداد كبيرة. أرقام كثيرة. أفلام بعضها مهم، وبعضها الآخر أقلّ أهمية. مديرة المهرجان الفرنسية مليتا توسكان دو بلانتييه قالت، في حوار منشور في العدد الثاني (الأحد، 6 كانون الأول الجاري) من «الرسمي» (النشرة اليومية الناطقة باسم المهرجان الدولي)، إنه يُفترض بالأفلام المختارة أن تكون الأولى أو الثانية لمخرجيها. أرادت بهذا أن تُقدّم للسينما مخرجين جدد: «سكورسيزي ولينش الغد».

فَرْنسَة

طموح كبير. سعى المهرجان، منذ تأسيسه في العام 2001، إلى أن يكون منبراً دولياً لسينما دولية. أسّسه فرنسيون وأداروه. لا يزال هؤلاء مسيطرين عليه. يمسكون بكل شيء: التنظيم، الاختيار، التكريم، لجان التحكيم، النشرة، العاملين، آلية العمل... إلخ. أخبرني أحدهم أن هذا الـ «كل شيء» يتمّ في باريس، ثم يُنقل إلى مراكش قبل أيام قليلة من إطلاق كل دورة. هناك فقط بعض العاملين المغاربة. روى لي صديق مغربي أن الموظّفين السابقين جميعهم كانوا فرنسيين. تبدّل الأمر قليلاً بعدما تعرّض نور الدين الصايل، المدير العام لـ «المركز السينمائي المغربي» ونائب الرئيس المنتدب لمؤسّسة المهرجان، لموقف «غير طبيعي»: منعته موظّفة فرنسية شابة من الدخول إلى قاعة أقيمت في داخلها حفلة تكريمية كبيرة، لأنه لم يحمل معه بطاقة الدعوة. الشابة لا تعرفه. الأوامر صارمة. ضجّة كبيرة قامت. هو المشرف العام على المهرجان. هو منظّم الحفلة المذكورة. روى الصديق قال: «مسؤولون فرنسيون رفيعو المستوى في إدارة المهرجان اعتذروا منه. لكن أحدهم لم يتردّد عن لومه لعدم إحضار بطاقة الدعوة معه». هذا ليس تفصيلاً عابراً. منذ تأسيسه على أيدي فرنسيين، واجه المهرجان انتقادات حادة من سينمائيين مغاربة، بسبب ميله الصارخ إلى «الفَرْنسَة». تمّ إبعاد كل ما له علاقة بالمغاربة والعرب. تبوّأ نور الدين الصايل منصباً رفيع المستوى بعد مرور دورات عدّة. حاول تخفيف السطوة الفرنسية. أتاح فرصة ما أمام السينمائيين المغاربة والعرب لتقديم إبداعاتهم. لكن السلطة لا تزال في أيدي الفرنسيين، بل في يدي مليتا توسكان دو بلانتييه تحديداً. أحكمت المرأة قبضتها على المهرجان بُعيد وفاة زوجها، المنتج دانيال توسكان دو بلانتييه، إثر نوبة قلبية حادّة في الحادي عشر من شباط 2003. يعود فضل التأسيس لدانيال، أحد أبرز المنتجين الفرنسيين.

في الدورة الأخيرة هذه، لم يتبدّل الأمر كثيراً. فيلمان عربيان فقط في المسابقة الرسمية: «هليوبوليس» للمصري أحمد عبد الله و«الرجل الذي باع العالم» للأخوين المغربيين سويل وعماد نوري. إنه الفيلم الأول للمصري. إنه الفيلم الثاني للأخوين المغربيين، بعد «أبواب الجنّة» (2006). ضيوف عرب قليلون. لكن المشكلة كامنةٌ في تهميش ما عاناه معظمهم. نقّاد وصحافيون وإعلاميون مغاربة وعرب لم تُدرج أسماؤهم في الدفتر الخاصّ بلائحة المدعوين جميعهم. تردّد أن سينمائيين وفنانين مغاربة انزعجوا من طريقة دعوتهم إلى المهرجان. بعضهم قال إن الدعوة هادفةٌ إلى تغطية إعلامية استعراضية، تفيد أن المهرجان مهتم بأبناء البلد. لا يُمكن تأكيد الخبر، وإن نشرته صحف مغربية. الصراع حادٌ بين تيارين مغربيين: واحدٌ متّجه نحو فرنسة أو تغريب شبه مطلق، وثان مدافع عن المحلي والعربي. هذا صراع موجود في داخل المجتمع المغربي أيضاً. ميل غربي في مقابل تمسّك مغربي بالوطني والعربي، وبينهما أصوليون متزمّتون. ليس تبسيطاً، لكنه اختزال أول لما يجري.

لأنه «الرجل الأول» في السينما المغربية، كما وصفه الزميل هوفيك حبشيان في حوار أجراه معه مؤخّراً («النهار»، الخميس 3 كانون الأول الجاري)، بات نور الدين الصايل عرضة لانتقادات عنيفة من قِبل «التيار الوطني العربي»، إن جاز التعبير. المشاكل قائمة بينه وبين سينمائيين مغاربة عديدين. هذا أمر طبيعي. هناك من يعتبره حاجزاً أمام طموحاته ومشاريعه. هناك من يراه الداعم الأبرز لنهضة سينمائية مغربية جدّية. منصبه كمدير عام لـ «المركز السينمائي المغربي» يُسهّل إطلاق اتهامات متفرّقة ضده. منصبه كنائب رئيس مؤسّسة المهرجان، أضاف تسهيلاً آخر لإطلاق هذه الاتهامات. الرجل منيع. قيل إنه مدعوم من القصر الملكي. من شقيق الملك مولاي رشيد شخصياً، رئيس مؤسّسة «المهرجان الدولي للفيلم بمراكش». يصعب معرفة حقيقة الخفايا. للرجل أصدقاء وأعداء في الوقت نفسه. لكن أحداً من خارج اللعبة الداخلية لا يُمكنه تناسي دوره الفعّال في منح السينما المغربية استفاقة جديدة ومهمّة. إشرافه المباشر على مهرجان مراكش لا يُلغي موقعه الأساسي في تنظيم كَمّ هائل من المهرجانات السينمائية المُقامة سنوياً في مدن مغربية عدّة، ومنها الأفضل والأهمّ في خارطة المهرجانات السينمائية العربية، كمهرجان الفيلم القصير في طنجة ومهرجان سينما المؤلّف في الرباط مثلاً، الذي استمله مؤخّراً الناقد محمد بكريم، أحد كبار المسؤولين في «المركز السينمائي المغربي».

فرص مهمّة

يطول الحديث في هذا المجال. لكن الدورة التاسعة، المُشرفة على نهايتها، منحت المهتمّ بالفن السابع فرصاً عدّة لا يُمكن الاستفادة منها كلّها في أسبوع واحد (افتُتحت الدورة هذه مساء الرابع من كانون الأول الجاري). فكيف إذا كانت مدّة الزيارة الأولى إلى مراكش ومهرجانها أربعة أيام فقط؟ حتّى أولئك الذين تابعوا الأيام كلّها، لا يُمكنهم مشاهدة روائع مستلّة من الذاكرة السينمائية الدولية كلّها: تكريم السينما الكورية الجنوبية وحدها (أربعة وأربعون فيلماً منتجاً بين العامين 1955 و2009) محتاج إلى أسبوع كامل. أفلام عدّة محفورة في التاريخ الإبداعي لذلك البلد القائم بين حراك سينمائي بديع ونظام أمني وسياسي قامع. التكريمات الأخرى لا تقلّ أهمية: الممثلون الأميركي كريستوفر والكن والبريطاني السير بن كينغسلي والفرنسي المغربي الأصل سعيد طغماوي، والمخرج البوسني أمير كوستوريتزا. هناك أيضاً «نبضة قلب» وإطلالة على السينما التايلاندية ويوم البيئة و«ماستر كلاس»، أي «دروس في السينما» ألقاها، هذا العام، المخرجون المكسيكي ألفونسو سيوران والأوسترالي كريستوفر دويل والأميركي جيم جارموش والبوسني كوستوريتزا. هذه نشاطات تليق بالمكانة المطلوبة لمهرجان دولي، على الرغم من الملاحظات النقدية المُساقة ضده.

أفلام المسابقة الرسمية متفرّقة. أبرزها (من بين الأفلام التي تسنّت لي مشاهدتها) المغربي «الرجل الذي باع العالم» للأخوين نوري. اقتباس عن رواية «قلب ضعيف» للروسي فيودور دوستويفسكي. أحدث الفيلم صدمة. بعض المغربيين نبذوه منذ إنجازه في العام الفائت. بعضهم قال إن الصدمة الجمالية التي أحدثها لا تختلف عن صدمة الفيلم الأول «أبواب الجنة» أيضاً. للأخوين نوري لغة سينمائية مختلفة تماماً عن السائد العربي. يُمكن اعتبارها متجانسة والحركة المتجدّدة في السينما المغربية. «يا له من عالم رائع» لفوزي بنسعيدي و«كازانيغرا» لنور الدين لخماري ساهما بفعالية في تنشيط الحركة هذه. الأفلام الثلاثة بديعة. الصورة السينمائية مشوّقة. أسلوب المعالجة الدرامية مشغولٌ بحرفية باحثين في الجماليات، لا مجرّد سرد قصص. هناك حكاية طبعاً، لكن الشكل المعتمد في سردها مبني على التفكيك وإعادة الصوغ. «الرجل الذي باع العالم» استفاد من مناخات مسرحية وأنماط تشكيلية، لكنه حافظ على المفردات السينمائية في التوغّل داخل النفس البشرية. هناك أداء حرفي قدّمه سعيد باي وفهد بنشمسي في الدورين الرئيسين. هناك مخرجان محترفان، لا يزالان في بداية الطريق الطويلة. لكنهما كشفا عن قدرة بصرية على تأسيس بداية متينة ومهمّة ولافتة للانتباه. النزاع الذاتي والتمزّق الداخلي ركيزتا الفيلم. الكوابيس والهوس المفضي إلى الجنون أيضاً. علاقات الحبّ والصداقة والشغف... عناوين مكتوبة بنَفَس سينمائي، ومغلّفة بشيء مسرحي. صُوَرها أشبه بلوحات تشكيلية معلّقة عند الحدّ الواهي بين الحلم والحقيقة، أو بين الواقع والمتخيّل. لعبة الألوان مهمّة. رماديّ ومائل إلى الأصفر. والبياض صنو الموت الذي يزنّر المدينة الخيالية الواقعة تحت نير حرب ما. يحتاج «الرجل الذي باع العالم» إلى قراءة نقدية مفصّلة. لكن الأساسي كامنٌ في انتمائه إلى المختلف، شكلاً ومعالجة. وهذا أمر نادرٌ في النتاج السينمائي العربي. الأساسي كامنٌ أيضاً في قدرته على كشف المستور النفسي والروحي، بلغة عصبية وحادة وجميلة. العصبية والحدّة لا تلغيان الجمال، بل تدفعانه إلى تخوم أخرى من التعبير البصري الاحترافي.

تنويعات

«هليوبوليس» مختلف أيضاً، في إطار سينما مصرية يصنعها مخرجون شباب. خصوصيته كامنةٌ في جعله المدينة (القاهرة) شخصية سينمائية وسط شخصيات محطّمة ومنهارة. جماليته كامنةٌ في محافظته، في لحظات كثيرة، على المعنى السينمائي للصمت. الصورة أساسية. تصوير شخصية الشرطي/ حارس الأمن بديع. الوجه والنظرات والجسد والحركة، أمور مشغولة بتقنية إبداعية عالية. الحنين إلى زمن مضى عنوان مهمّ. العجوز على شرفة منزلها. الشاب الباحث في التحوّل المجتمعي والعمراني للمدينة. هنا، سقط الفيلم في الهوّة المحظورة: الوثائقي (أراد الشاب تصوير التحوّل على كاميرا فيديو لتشاهد العجوز المعزولة في بيتها الآنيّ) كسر السياق الجميل للحكاية. التزم ثرثرة مباشرة أفرغت النصّ من محتواه الجمالي. هناك الشاب الآخر الراغب في الهجرة. ثقل الخيبات والآلام جعله متعباً. جعله أشبه بعجوز حامل سنين طويلة على كتفيه، وفي ذاته وروحه. المدينة قاتلة. بل هي التحوّلات. الرغبة في الخروج من الحصار آيلة إلى الفشل. هذا اختصار لحالة المرأة في الفيلم الإسباني «امرأة من دون بيانو» لخافيير ريبولّو أيضاً. لم تعد قادرة على السير قُدماً في حياة روتينية قاتلة. أرادت التغيير. اصطدمت بعتمة الليل والنفس والبيئة. المدينة، هنا أيضاً، متبدّلة. أو ربما المرأة اكتشفت تبدّلها متأخّرة. الليل مرآة المجتمع. نماذج إنسانية وحالات نفسية وانكسارات وآلام. لكن الفيلم مشغولٌ بطريقة سيئة. انعدام واضح للحساسية الإبداعية. استخدام مزعج للموسيقى. وَهنٌ لا يُحتمل أصاب البنية الدرامية كلّها. اختياره من قبل إدارة «المهرجان الدولي للفيلم بمراكش» لم يكن موفّقاً. الفشل في كسر الحصار عنوان إنساني لفيلم «بلا شمال» للمكسيكي ريغوبيرتو بيريزكانو أيضاً. الشاب ضائع. رغبته في اجتياز الحدود الشمالية لبلده باتجاه «أرض الأحلام»، أي الولايات المتحدّة الأميركية قوية. الهجرة غير الشرعية خلاصه من جحيم المكان المقيم فيه. أو اللامكان بالأحرى. لم يستطع فعل شيء. رجال الشرطة بالمرصاد، له ولأمثاله الكثيرين. وجد نفسه معلّقاً في مدينة صغيرة. اللافت للانتباه والمثير للمتعة معاً أمرٌ واحدٌ: إمعان في تقديس الصورة السينمائية على ما عداها من مفردات الصنيع السينمائي. الصورة ولا شيء غير الصورة. وعندما يأتي الكلام، تُصبح الحروف والكلمات والجمل خفيفة وجميلة وسلسة. ما كان ينقص «امرأة من دون بيانو» مثلاً، مخيّلة تحيل الصمت المتوفّر فيه إلى عصب إبداعي. في «بلا شمال»، شكّل الصمت لغة. باتت الصورة سيّدة مطلقة على النصّ. إنها أساس السيناريو.

هذه نماذج مستلّة من المسابقة الرسمية. هناك عناوين لافتة للانتباه، داخل المسابقة وخارجها. الاهتمام بيوم البيئة مترجم إلى ثلاثة أفلام وثائقية: «حقيقة مزعجة» (2005) لديفيس غوغنهايم، و«هوم» (2009) ليان أرتيس بيرتران، و« أعراض تايتانيك» (2009) لجان ألبير ليافر ونيكولا أولو. نظّمت إدارة المهرجان عروضاً خاصّة بالمكفوفين وضعاف البصر. التقنية المستخدمة معروفة باسم «وصف سمعي». الأفلام المختارة كوميدية، بحسب التعريف الرسمي: «عطلة السيد أولو» (1953) لجاك تاتي و«الفطور في مطعم تيفاني» (1961) لبلاك إدواردز و«كعكة الثروة» (1966) لبيلي وايلدر و«البحث عن زوج امرأتي» (1993) لعبد الرحمن التازي و«وداعاً لينين» (2003) لوولفغانغ بيكر. غير أن المضامين الدرامية ليست كوميدية فقط. هناك تشريح لبيئات ومجتمعات وحالات. هناك إثارة للضحك، في مقابل ابتكار موفّق، غالباً، لنصّ إنساني. الضحك أداة للكشف. الكوميديا معبر للبوح. التجربة مهمّة. هذا مهرجان راغبٌ في التواصل مع الجميع. الإعاقة الجسدية لا تلغي الحقّ البشري في متابعة إبداع السينما العالمية. التقنيات في خدمة المعرفة. والمعرفة حقّ للجميع. والسينما ذاهبة إلى محبّيها بشغف المقبلين إليها أيضاً.

السفير اللبنانية في

10/12/2009

 

كلاكيت

السينما العائدة

نديم جرجوره

إنها مناسبة لا تُفوَّت: أن يُعرض فيلمٌ قديم الإنتاج على شاشة كبيرة، في زمن الانتشار الفظيع لأشرطة الـ «ديجيتال». أن يكون الفيلم المذكور أحد أنجح الأفلام وأهمها وأجملها، سينمائياً وفكرياً وإنسانياً. أن يحتلّ مكانة مرموقة في المشهد الدولي. أن يثير سجالاً نقدياً، لحظة إطلاق عرضه التجاري الأول، وبعد مرور وقت طويل على إنجازه. أن يفتح أفقاً آخر للنقاش. أن يدفع المُشاهد إلى إعادة طرح الأسئلة الفكرية والجمالية مجدّداً، أو أن يطرح أسئلة جديدة على ضوء الراهن. أن يجد المُشاهد نفسه أمام مرآة العالم والقدر والتفاصيل والإبداع.

إنها مناسبة لا تفوَّت. فالمهرجان، إن سعى إلى الاختلاف والتمايز، يبحث عن الأفضل في تواصله مع النتاج السينمائي والشغوفين به. والمتعطّشون إلى السينما، إن أرادوا مزيداً من المتع الروحية والفكرية والحسّية، يختارون هذا النوع من البرامج الموازية للمسابقات الرسمية والعناوين الرئيسة، لأنهم جادّون في اكتشاف النبوغ الفردي في صناعة الإبداع، أو في إعادة الاكتشاف، بعد خضوعهم لاختبارات مرّوا بها إثر مشاهدتهم الأولى. وإذا كان قليلاً عدد المهرجانات العربية المهتمّة بعرض نسخ سينمائية لأفلام قديمة ومهمّة في صالة سينمائية أثناء انعقاد دوراتها، إلاّ أن هذا الجهد بات جزءاً مهمّاً في سياسة مهرجانات دولية عريقة، أبرزها «كان». وإذا كان قليلاً عدد المهتمّين العرب بالإبداع السينمائي «العتيق»، كي لا أقول الجديد وفضاءاته الجميلة أيضاً، إلاّ أن الثقافة السينمائية الغربية تحتمّ على الـ«سينيفيلي» تمريناً كهذا: مشاهدة، أو إعادة مشاهدة روائع السينما الغربية القديمة على الشاشة الكبيرة، علماً أن صالات تجارية غربية عدّة متخصّصة بهذا النوع من العروض شبه اليومية، ما يتيح للمُشاهد المهتم فرصة اختيار ما يحلو له في أوقات متفرّقة من العام.

في برنامج تكريم الممثل الأميركي كريستوفر والكن، في الدورة التاسعة لـ «المهرجان الدولي للفيلم بمراكش»، التي تنتهي مساء الثاني عشر من كانون الأول الجاري، عُرض فيلمان قديمان للمخرج الأميركي مايكل تشيمينو: «صائد الأيل» (1978) و«باب الجنّة» (1980). إذا احتلّ روبرت دي نيرو واجهة المشهد، بأدائه الرفيع المستوى، في مقابل التمثيل العادي لوالكن، في الفيلم الأول؛ فإن والكن نفسه قدّم واحداً من أدواره الجميلة القليلة في الفيلم الثاني، إلى درجة يُمكن القول معها إنه الدور الذي «صنعه». لكن الأهمّ كامنٌ في أن تكريماً كهذا أتاح لمحبّي السينما فرصة مشاهدة/ إعادة مشاهدة هذين الفيلمين البديعين بنسختين سينمائيتين، عانت إحداهما (صائد الأيل) مشكلة تقنية (رداءة الصورة، مع أنها كانت أقلّ من رداءة الصوت)، وتمتّعت الثانية (باب الجنّة) بقدرتها على الصمود التقني أكثر. لكن هذه المسألة لم تحل دون متعة العين والقلب والانفعال والروح الناشئة من الصور البديعة المعروضة، ولم تمنع الغرق في ابتكار شكل آخر للمُشاهدة.

هكذا يكون الإبداع السينمائي خالداً.

السفير اللبنانية في

10/12/2009

 

كتــاب

عبد المعين الموحد: «التسويق السينمائي»

إذا كانت المكتبة السينمائية العربية محتاجة إلى مزيد من الكتب النقدية والدراسات التحليلية المتعلّقة بالإنتاج العربي والغربي معاً، فإن الكتب العربية المتخصّصة بمجالات صناعة السينما أقلّ عدداً من كتب سينمائية عربية متفرّقة. من هنا، يُصبح عنوان الكتاب الجديد لعبد المعين الموحد «التسويق السينمائي» («منشورات وزارة الثقافة، المؤسّسة العامة للسينما» في دمشق) أداة جذب للمهتمّين بجوانب أخرى غير تلك المتعلّقة بالنجوم والمذكّرات والتقنيات، لأن التسويق جزء أساسي من الصناعة، ولأن الأفلام محتاجة إلى خطط عملية لبلوغها المُشاهدين.

لا شكّ في أن الكتاب المذكور محتاجٌ إلى قراءة نقدية مستقلّة، نظراً إلى العناوين الفرعية التي يتضمّنها. لكن، لا بأس بتقديم سريع. فالتحليل الوارد على صفحاته تناول الجوانب التالية: اقتصاديات السينما، التسويق وبيئته وسوقه وبحوثه وإدارته وتخطيطه وواقعه في البلدان العربية ومستقبله في ظلّ التقنيات المتطوّرة، بالإضافة إلى سلوك المستهلك وبيئة المنافسة في سوق السينما العربية. هذا كلّه يرسم صورة متكاملة، إلى حد كبير، عن التفاصيل التقنية والاقتصادية المتعلّقة بعملية التسويق، ويمنح المهتمّ فرصة الاطّلاع على المعاني الفنية والثقافية لهذا الوجه الأساسي في صناعة الأفلام وتواصلها مع جمهورها.

السفير اللبنانية في

10/12/2009

 
 

فيلم 'الرجل الذي باع العالم' يمثل المغرب في المهرجان الدولي التاسع للفيلم بمراكش

حسن وهبي

يعتبر فيلم 'الرجل الذي باع العالم' نموذجا للسينما المغربية الجديدة التي يطغى عليها الخطاب السينمائي بامتياز وبنية حكائية متداخلة فيما بينها حيث يسود النص الحكائي الفلاش باك الذي يتذكر من خلاله السيد ايكس تلك اللحظات الجميلة مع خطيبته وهو في فضاء مغلق مع صديقه أثناء إعداد وثائق متراكمة وفي فضاء اكبر يعج بنتائج الحرب في إحدى المدن التي لم يحددها المخرجان الشابان عماد وسهيل نوري لا مكانا ولا زمانا حتى الأسماء يشوبها غموض (اكس في الرياضيات محط البحث الدائم ) مما يوحي بالإطار المفتوح للفيلم. تنطلق الحكاية من خبر الخطوبة لتظهر معها شبكة من الخلافات والتعاطف بين الصديقين تحت سقف واحد اللذين يحبان بعضهما إلى درجة الجنون أحيانا. لكن السيد اكس يسمح لكاميرا باولو اريس أن تتوغل في أعماق معاناته وارتداداته وموسيقى بلاتير فور ديك ونست المتميزة بالإضافة إلى تلك التقنيات المتلاعبة باللقطات خدمة للفكرة التي يريد سهيل نوري كاتب السيناريو إيصالها للمشاهد بتلك الكاميرا وهو يكتب (اكس) مرة ويلمس رأسه أخرى أو في إطار الحوار الذي سيطر على الفيلم طيلة زمن الفيلم أو من خلال تكسير الكأس أو غيرها من اللقطات المعبر عن دواخل الشخصية الرئيسية المتناقضة بين الصداقة والزواج والعمل الدؤوب لتلبية حاجياته الاجتماعية دون أن يتوفق في ذلك. هل هو المستقبل الغامض للسيد اكس أم هي معاناة عدم القدرة على الخروج من دائرة الصداقة والحميمية التي تربطه مع ناي؟ هذا الأخير يحول مسار الحكي إلى حب ثان باتصاله بميمي عشيقة اكس ليبدأ الخيال في الاشتغال والكاميرا تصوره أما الوسيلة المساعدة على التخيل فهي العين التي تنقلها كما تنقلنا وبالبطء الشديد إلى ما ينتظره المشاهد من علاقة عاطفية وجنسية بين الصديق وخطيبة صديقه ليتوقف الطموح عند الباب (باب بيت ميمي). لقد تمكن سعيد باي من لعب الدور بإتقان عميق بين العاشق الولهان والعامل المثابر والصريح ثم ذلك المنهزم في التحكم في سلوكاته بين الصديق والحبيبة التي لا تغادر خياله حتى وهو يبكي. الخيال (الفلاش باك) الذي يشجعه على البوح والاسترخاء في الحكي أحيانا داخل فضاء معتم غالبا يوحي بالقلق أو الحب العميق أو تفريغ تلك التناقضات الداخلية العميقة والمتزايدة مع تطور البنية السردية للفيلم. ومما زاد الفيلم جمالية تلك الإنارة المعتمة المقصودة لخدمة جمالية الشريط وموضوعه حيث يستدعى المشاهد للتركيز والبحث عن مكونات بنية الحكاية والتي يرى البعض أنها غائبة ولتصعيد هذه البنية يعود بنا المخرجان إلى واقع المدينة وأثار الحرب المؤثرة حتى يكون للفضاء الخارجي دور في تأزيم الوضع الذي يعيشه الصديقان بل جعل البيت في نهاية المطاف يعرف لعنة هذه الحرب المدمرة ليدمر اكس كل أمله في الحياة التي كثيرا ما أرهبته من خلال تخريب مكونات الغرفة التي يشتغل بها لبناء مستقبله.

لقد تمكن المخرجان من حياكة قصة مقتبسة من رواية 'قلب ضعيف' للروائي الروسي 'فيودور دوستويفسكي' وأية كتابة هذه حينما تتحول الرواية إلى مثابة من نوع جديد يملؤها اللون والضوء والحركة والتأثيث من اجل نقل الإحساس الداخلي المتواتر والمتصاعد في سياق النص وممارسة العشق السينمائي على الرواية لكاتب كبير عاش محنا كثيرة أثناء طفولته ومنفاه وغيرها. الفيلم من خيال جيل جديد يخبرنا أن السينما يمكنها أن تكون بخير إذا ما توفر لها العقل المبدع وهاهو جيل مواليد السبعينات والثمانينات يؤشر على تجربة سينمائية تستحق النقاش العميق بل وجيلا جديدا من النقاد السينمائيين. إذ لم ينهج الأبناء سيرة الأب المخرج حكيم النوري والذي فضل التمثيل في هذا الشريط ليظهر في أربع لقطات وبسرعة بعد أن عبر عن فرحته ومن داخل الشريط نفسه بهذا المولود الجديد ا في ثاني تجربة طويلة للثنائي الشاب نوري عماد وسهيل.

مما يزيد كتابة الفيلم جمالية تلك اللقطات المستعملة والتي هي غالبا لقطات كبرى تنقل المعاناة والسعادة كما تنقل الحوار الجدي بين الصديقين أو بين اكس وخطيبته لكن اللقطات البانورامية تقريبا فقد استعملها السينمائيين لوضع المشاهد في الإطار المكاني للحدث وان كانت أمكنة الشريط قليلة جدا مما يجعل مهمتهما صعبة نسبيا. ليتعمق السؤال حول كيفية التصوير في الفضاء المغلق الذي انطلق منه الفيلم وبكلمة 'احبك' وينتهي بالمعاناة اللامحدودة بالرغم من الدور الذي يلعبه صديق اكس لتهدئة الأوضاع. واستعان المخرجان في احد المشاهد بالكاميرا من الأعلى وكان الانهزام قد دب إلى الصديقين أو أن المخرجين أرادا نقل المتلقي من النمطية التي يصوران بها العلاقة بينهما منذ بداية الفيلم وهما في وضعية النوم أو علة المائدة أو المكتب. لكن الصوت كان بالغ الأثير يسمع بكل ما أوتي الممثلين من قوة ليمنعهما من ذلك فيما بعد والبلاغة مؤكدة والخطاب يحقق مبتغاه.

اعتمد المخرجان اللغة السينمائية لتناول موضوع يستحق النقاش لكن السينما تمنعنا من اقتراح أي تغيير على الفيلم ونحن نكتب عنه. إلا إذا كنا من كتاب سيناريو هذا الفيلم أو مخرجه أو غيره. استمر النوري وانتقلنا من السينما الاجتماعية ذات الإمكانيات المتواضعة إلى سينما اجتماعية رأسمالها التخييل حتى وان كان السيناريو مقتبسا وعن روائي شهير.

القدس العربي في

11/12/2009

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)