كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

قصّة رومانسيّة تميط اللثام عن الصراع الطبقي في الهند

صيف بومباي... سلاسة الأداء وصدق المشاعر

عدنان حسين أحمد

مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي الثالث

   
 
 
 
 

يكشف فيلم صيف بومباي عبر قصة رومانسية مثيرة للمشاعر مشكلة الصراع الطبقي التي تحتدم في الهند. فـ "غيتا"  التي تنتمي الى أسرة ثرية، ميسورة الحال تقع في حبِ شاعرٍ مرهف الحس، ولا تفوتها فرصة لحضور أمسياته الشعرية التي تلقى صدًى طيبًا على الدوام، غير أنها تجد نفسها منجذبة بقوة لا مثيل لها الى رسام ومصور لا يقل ابداعًا عن الشاعر المذكور سلفًا. وفي لحظة ضبابية تمارس معه الحب، ولا تجد ضيرًا في الاعتراف لحبيبها الأول بما فعلته مع صديقها الثاني.

أبو ظبي: ضمن برنامج مسابقة الأفلام الروائية الطويلة عُرض في اليوم الثالث من المهرجان فيلم "صيف بومباي" للمخرج جوزيف ماثيو. وقد نال العرض استحسان النقاد والاعلاميين والجمهور الغفير الذي  حضر على حد سواء. يتناول هذا الفيلم الرومانسي والدرامي أكثر من محور. غير أن القصة الرئيسة فيه يمكن تلخيصها بـ "امرأة تقع في حب رجُلين" الأول حبيبها الشاعر والمثقف التي حرصت على حضور أمسياته الشعرية ومتابعة قصائده التي ينشرها هنا وهناك. والثاني هو الرسام والمصور الذي يتاجر بالممنوعات ثم يتعرض الى حادث مروع يودي بحياته، فيما تشعر "غيتا" بفراغ مخيف رهيب اثر موته المروع الذي يهّزها من الأعماق. لنتابع خيوط القصة على وفق سياقها الزمني الدي ورد في السيناريو الذي كتبه المخرج نفسه. تنتمي "غيتا" (جسّدت الدور تانيتشا تشاترجي) الى أسرة ثرية ميسورة الحال، وهي امرأة منغمسة في العمل، متحررة، واثقة من نفسها، ترتبط بقصة حب مع الشاعر "جايديف" (لعب الدور سمرت تشاكرابرتي)، لكنها تجد نفسها منجذبة أيضًا الى الرسام والمصور "مايدان" أدى دوره الممثل (جانين غوسوامي). ينتمي الشاعر جايديف الى أسرة ميسورة الحال أيضًا، لكنه يفضل العيش بعيدًا عن أسرته، إذ توفر له العزلة النسبية قدرًا كبيرًا من التركيز في كتابة نصوصه الشعرية التي تنبض بالأحاسيس والمشاعر الانسانية النبيلة. وقد قال في إحدى قصائدة التي تلاها في أمسية شعرية كانت "غيتا" حاضرة فيها:" المدينة في بعض الأحيان لا تفرّق بين الإنسان والكلب". أما الرسام والمصور مايدان فينتمي الى شريحة القاع، وهي أوسع الشرائح في المجتمع الهندي. وعلى الرغم من موهبته الفنية إلا أنه يتعرف على وغد يتاجر بالممنوعات فيجرفه هذا الأخير الى مساره الملئ بالمجازفات. هنا تبدأ متاعب مايدان الحقيقة إذ يتوزع بين حبيبته من جهة، وبين أهله وذويه من أخرى، وبين زميله الذي يقف دائمًا على الحافة الخطرة. هكذا تتصاعد البنية الدرامية للفيلم الى أن تصل الى ذروتها، فتارة نرى غيتا وهي تحتضن صديقها الجديد، وتقبّلة تارة أخرى الى أن ينتهي بهما الأمر لممارسة الحب. لم تستطع "غيتا" أن تخبئ هذا الأمر الجلل عن حبيبها الشاعر. وحينما تخبره يُصاب بصدمة كبيرة، فيطردها من البيت في لحظة غضب عنيف. وفي خضم هذا الجو النفسي المتوتر لكلا البطلين تقع حادثة المصور ونفهم أنه قد فارق الحياة. يعود اليها الشاعر بعد أن تهدأ أعصابه قليلاً ويعتذر لها، لكنها تذهب الى بيت المصور وتقابل والدته التي تقول بأن "مايدان كان معجبًا كثيرًا".

دقة الحوار وجمالية الصورة

يبدو أن جوزيف ماثيو كاتب سيناريو محترف، ويعرف جيدًا الأسرار الابداعية لهذا النوع الفني من الكتابة الابداعية. فالحوار مقتضب، ومكثف، وسلس، لا ترهل فيه. وقد تمكن من سحب المُشاهد الى لعبته الفنية التي تعتمد على التتابع السردي الكرونولوجي الذي يرصد عملية تطور الأحداث ونموها نموًا طبيعيًا يخلو من الهنات والعثرات. وقد تمكن بوساطة دقة الملاحظة المُشار اليها سلفًا أن يكشف للمشاهدين عن طبيعة الصراع الطبقي والثقافي والاجتماعي القائم بين الطبقتين الرئيستين في المجتمع الهندي وهما طبقة الأثرياء الصغيرة نسبيًا لكنها تمتلك مفاتيح الحياة الاقتصادية والسياسية، وطبقة الفقراء، الواسعة النطاق التي لا تمتلك غير الفقر وضيق ذات اليد. كان رصد كاتب السيناريو دقيقًا الى الدرجة التي بتنا نعرف بوساطته طبيعة الحياة اليومية في كلا الطبقتين الاجتماعيتين. وقد وفرت السفرة التي قام بها "مايدان" الى أسرته بصحبة "غيتا" وحبيبها الشاعر، التصور الدقيق لحال الطبقة الفقيرة، وطريقة عيشها، وبعض عاداتها وتقاليدها الثقافية والاجتماعية. كما تعرفنا من خلال السيناريو أيضًا على طبيعة حياة الأسر الثرية في المجتمع الهندي المعاصر. فنادرًا ما نشاهد منظر القبلات في الأفلام الهندية، غير أن جوزيف ماثيو أراد أن يكسر الايقاع الرتيب الذي اعتادت عليه بعض الأفلام الهندية التي لا تخرج عن النمط السائد خشية من ملامسة التابوهات المحرمة في الهند. أما جماليات التصوير فقد تمثلت في اللقطات والمشاهد الجميلة التي صورها الفنان أمول راثود سواء في الريف أو المدينة إذ أمدّت الفيلم على مدى "105" دقائق بزخم كبير من الجمالية. ومن خلال التصوير يمكن للمشاهد أن يرى الفرق المهول بين الأحياء الثرية الموسرة وبين الأحياء الفقيرة المعدمة.

أداء الممثلين

 إن ما يلفت الانتباه في "صيف بومباي" هو القدرة التعبيرية الكبيرة للممثلين الذين جسّدوا الأدوار الرئيسة الثلاثة في الفيلم. وربما كانت غيتا هي النموذج الأكثر تألقًا في الفيلم من سواها لأسباب كثيرة. فنادرًا ما نجد بطلة فيلم هندي تحمل مواصفات جمالية عادية، لأن رهان المخرج ليس قائمًا على عنصر الجمال حسب، وإنما يمتد الى منطقة المشاعر والأحاسيس الصادقة التي يمكن لها أن تجذب الجمهور وتجعله يتفاعل معها من دون الحاجة الى مواصفات جمالية خارجية. فجمال الروح في كثير من الأحيان هو الأقدر على ملامسة جوهر العاطفة الانسانية الراكسة في أعماق الإنسان. فغيتا هي فتاة خفيفة السمرة، متوسطة الطول، وليس فيها ما يميِّزها عن باقي النساء الهنديات، لكنها متمردة على واقعها الاجتماعي ورافضة له بشكلٍ ما. غير أن صدقها ومشاعرها الحقيقة كانا يمثلان عنصري الشد والاغراء في شخصيتها المُحببة الى النفس، ولولا هذا الصدق الحقيقي الكامن في أعماقها لما ذهبت الى حبيبها الشاعر واعترفت له بأنها مارست الحب في لحظة غائمة مع صديقها المصور، ولولا هذا الاعتراف لبقي السر طي الكتمان. لم يقتصر هذا الأداء العفوي المتقن على غيتا وحدها وإنما يمتد الى الشاعر جايديف الذي أسَرَنا بشخصيته العميقة المعبرة التي هي نتاج لعمقه الفكري والثقافي والانساني. أما المصور مايدان فقد تألق في مجمل المشاهد التي أداها بسلاسة نادرة وإنسيابية لافتة للانتباه. لا بد من الاشارة الى أن المشاهدين كانوا مندمجين مع الأحداث الصادقة طوال مدة الفيلم وهذا يعني أن الملل لم يجد طريقه الى الكم الغفير من المشاهدين الذين اكتظت بهم صالة العرض الرئيسة في قصر الامارات. ويبدو أن هذا الفيلم سينال نصيبه من الجوائز القيمة التي يمنحها مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي.

موقع "إيلاف" في

12/10/2009

####

موضوعات عاطفية وسياسية واجتماعية تكشف صورة تركيا الحديثة

15 فيلمًا في برنامج السينما التركية الجديدة في أبو ظبي

إيلاف / أبو ظبي:  

يخص مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي السينما التركية ببرنامج لأفلام العرض الأول فاتحًا بذلك نافذةً عربية على المنجز السينمائي التركي، في إطار ستراتيجية هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في مدّ جسور الحوار والتبادل الثقافي والمعرفي بين الدول العربية وتركيا. 

وتتعدد موضوعات هذه الأفلام التي تحقق رؤية إدارة مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي عبر تبنيها لبرنامج "السينما التركية الحديثة" في عالم مفتوح الحدود والآفاق على المنجز السينمائي العالمي بكل أطيافه وألوانه، كما تتنوع مضامينها بين بيئية وسياسية واجتماعية وذاتية وعاطفية لتكشف التفاصيل الدقيقة لصورة تركيا الحديثة بعين مخرجيها الكبار من أمثال بيلين إسمر، أورهان إسكيكوي، أوزغور دوغان، أوزغان ألبير، درويش زعيم، سميح قبلان أوغلو، رها إردم، يشيم أوسطا أوغلو، سيفي تيومان، ومحمود فاضل كوشكان وآخرين.

ويتضمن برنامج العروض الخاص بالسينما التركية الحديثة عرض فيلمين مشاركين في مسابقة الأفلام الروائية هما: "10 حتى 11" للمخرجة بيلين إسمر، و"في الطريق إلى المدرسة" للمخرجين أورهان إسكيكوي و أوزغور دوغان، إلى جانب عرض سبعة أفلام من أفلام العرض الأول في الخليج هي "خريف" للمخرج أوزغان ألبير، "نقطة" للمخرج درويش زعيم، "حليب" للمخرج سميح قبلان أوغلو، "شروقي الوحيد" لرها إردم، "صندوق باندورا" ليشيم أوسطا أوغلو، "كتاب الصيف" لسيفي تيومان، و"المسبحة الخطأ" للمخرج محمود فاضل كوشكان.

كما يسبق العرض الأولي لهذه الأفلام الروائية الطويلة عروض ستة أفلام تركية قصيرة هي "موت الشاعر" للمخرج إيليف إرغيزين، "حليب وشوكولاتة" للمخرج سينيم توزين، "قربان" لعلي بيتيل، "حلاوة طحينية بالسميد" لإزغي قبلان، "منعطف" لفرات مانشوهان، و"الانتظار" للمخرجة أمينة أمل بالسي.

ويعتبر الفيلم "10 حتى 11" للمخرجة بيلين إسمر وتمثيل نجاة إيشلر، مدحت إسمر، تايانش، أيايدين، لاشين سيلان، سافاش آكوفا وسنان دوغميسي من أفلام العرض الأول في الخليج والذي يتعرف الجمهور العربي والخليجي والإماراتي من خلال مشاهده وحبكته السردية الروائية الطويلة على تفاصيل الحياة اليومية لعجوز هو العم مدحت الذي يشغله الشغف بجمع الذكريات من عشوائية تفاصيل حياته، لكن الأمر يصبح أكثر صعوبة عندما تتدهور حالته الصحية فيجبر في نهاية الأمر على أن يترك ذكرياته للبواب علي.

ويعتبر فيلم "في الطريق إلى المدرسة" للمخرجين أورهان إسكيكوي و أوزغور دوغان وتمثيل إيمري آيدن، زولكوف يلدريم، زولكوف هوز، رودجا هوز وفيهيب هوز من الأفلام التركية الاستثنائية التي توثق تناقضات تركيا الحديثة والجدل التاريخي حول المشكلات العرقية التي تعاني منها وأولها المسألة الكردية، إذ يتتبع الفيلم تسلسل الأحداث في رحلة يقوم بها للمرة الأولى معلم تركي شاب من غرب البلاد يتم إرساله إلى قرية كردية نائية في الجنوب الشرقي ليصبح المعلم الوحيد في مدرسة القرية.

ويفتح فيلم "خريف" للمخرج أوزغان ألبير نافذة بيئية على جماليات الطبيعة التركية من خلال اعتماد المخرج حلول فصل الخريف في جبال منطقة البحر الأسود كخلفية مشهدية طبيعية منعكسةً على حياة السجين يوسف الذي يتم إطلاق سراحه لأسباب صحية، فيعود ليعيش تفاصيل الفقدان المتواصل لحياة الشباب، كما يترك هذا العمل الروائي بما فيه من بساطة وغنائية فريدتين علامةً راسخةً في تاريخ السينما التركية المعاصرة.

 أما فيلم "نقطة" للمخرج درويش زعيم وتمثيل نعمان أكر، كيم أكساكال، بيجوم بيرغورين، بايازيت غوليركان، نادي غولر، حكمت كاراغوز، سرحت كيليش، شينر كوكايا، محمد علي نوروغلو، ستار تانريوجين ومصطفى أوزونيلمار، فيصوّر حكاية خطاط شاب موهوب يتورط في سرقة نسخة قديمة وثمينة من القرآن الكريم، ويبرز هذا الفيلم كتجربة بصرية فنية صافية.

فيلم "حليب" للمخرج سميح قبلان أوغلو، تمثيل مليح سيلشاك وباشاك كوكلوكايا، يقع ضمن أفلام "ثلاثية يوسف" ويروي قصة الصراع الداخلي الذي يعيشه الشاب يوسف بشأن تركه المنزل، فرغم أنه متعلق بمنزله وحياته وما هو آمن ومعروف بالنسبة إليه فإنه يتوق إلى التخلص من المألوف ليواجه الجديد القابع خلف جبال بلدته ومبانيها.

ويقع فيلم "شروقي الوحيد" لرها إردم وتمثيل أوندرك، أنشيباس، إيليت إشكان، إردال بيسيكتشيوغلو، وليفينت يلمار، ضمن مجموعة الأفلام العاطفية الذاتية التي فتحت للسينما التركية باباً إلى الذات العربية عبر بوابة الوجدان، إذ يجسد براعة التلاعب بالموسيقى التصويرية للمخرج في تصويره تجربة فتاة تبلغ الرابعة عشرة من العمر، وتحاول عبر تمتماتها المتتالية التأقلم مع محيطها الذي يخلو من الحب.

أما فيلم "صندوق باندورا" لييشيم أوسطا أوغلو من تمثيل تسيلا تشيلتون، ديريا ألابورا، أونور أونسال، عثمان سونانت، أوفول أفكيران، تايفان ياديمسوي، ونظمي كيريك، فيحكي الوجه الجميل للعلاقة الإنسانية بين الجدة نصرة التي تتوه بين الجبال المحيطة بقريتها وحفيدها الفتى المتحضر مراد.

بينما يحمل فيلم "كتاب الصيف" لسيفي تيومان من تمثيل تينر بيرسيل، تايفون غوناي، هارون أوزواغ، أيتن توكون وعثمان إينان، طابع السيرة الذاتية لسيفي تيومان، ويسلط الضوء على الحياة الريفية التركية وما يخلفه البطريرك من تساؤلات بعد وفاته عن المال المفقود والعشيقة الغامضة، وينبغي على علي ذي السنوات العشر وشقيقه فيصل وعمهما حسن أن يمضوا صيفاً طويلاً قائظاً سعياً لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن خيارات حياتهم.

وبالنسبة لفيلم "المسبحة الخطأ" للمخرج محمود فاضل كوشكان، وتمثيل نادر ساريباكاك، غوركيم يلتان وإرسان أويسال ، فإنه يسرد قصة بسيطة بطيئة الوتيرة عن غرام شاب مسلم وامرأة كاثوليكية، وتكمن فرادته في أنه بخلاف الأفلام الأخرى التي تقدم الرأي العلماني الإشكالي حول دور الدين في عملية تغريب تركيا المعاصرة، لا يقدم الإيمان على أنه مصدر معركة مستمرة.

موقع "إيلاف" في

12/10/2009

 
 

مهرجان أبو ظبي ما زال يبحث عن هويّة

نجوم دورته الثالثة سوريّون على حساب الحضور المصري

أبو ظبي ــ زياد عبد الله

«مهرجان الشرق الأوسط السينمائي» يعيش «نصف بداية» إذا صدقنا مديره الجديد، الأميركي بيتر سكارليت. والرهان على النجوميّة أيضاً مؤجّل، فالسجادة الحمراء لم تطأها أقدام كثيرة. وعلى رغم عرضه بعض الأفلام اللافتة من إيليا سليمان إلى مايكل مور، يمكننا القول إن المبادرة لا تزال بيد منافسه الحميم في دبي

عاد «مهرجان الشرق الأوسط السينمائي» إلى الواجهة مع انطلاق دورته الثالثة التي تستمر حتى 17 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي. هذه المرة، حرص المنظمون على أن تكون نصف الأفلام المشاركة من منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى استحداث جائزة جديدة، تضاف إلى جوائز اللؤلؤة السوداء، خاصة بأفلام تلك المنطقة وتشمل الفئات الثلاث الروائي الطويل والقصير والوثائقي. هذه الخطوة اتّخذها المدير التنفيذي الجديد للمهرجان الأميركي بيتر سكارليت، القادم من خبرة طويلة في إدارة مهرجاني «ترايبيكا» و«سان فرانسيسكو». لكن مهلاً قليلاً، سكارليت أعلن في المؤتمر الصحافي للمهرجان أنّ «الدورة المقبلة ستكون بدايته الحقيقية». وعليه، نحن في صدد نصف بداية هنا. ويبدو أن السجادة الحمراء الخالية من النجوم حتى الآن، ستكون من نصيب سكارليت وحده الذي

العرض الأول لـ«بالألوان الطبيعية» الذي يعيد أسامة فوزي إلى السينما بعد غياب

يُنظر إليه كمخلص للمهرجان ذي الإمكانات المادية الهائلة. النجوم العالميون، باستثناء ديمي مور وهيلاري سوانك، غابوا عن المهرجان رغم أنّ سكارليت أعلن مراراً عن قدومهم، بل صرّح بأن هناك مفاجآت كثيرة في هذا الصدد. حتى جورج كلوني الذي يعرض فيلمه «الرجال الذين يحدّقون بالماعز» لم يأتِ، وكذلك الممثلة البريطانية فانيسيا ردغريف التي كرّمها المهرجان وحضر نيابةً عنها زوجها الممثل فرانكو نيرو. مقابل غياب النجوم، جاءت لجان التحكيم برّاقة ضمّت أسماءً كبيرة. هكذا، ترأس الإيراني عباس كياروستامي لجنة تحكيم الأفلام الطويلة وضمّت اللجنة عضوية المخرج المصري محمد خان، بينما ترأس لجنة تحكيم الأفلام القصيرة يسري نصر الله.

أما غياب النجوم المصريين فبدا جلياً مقابل حضور كثيف للسوريين منذ ليلة الافتتاح مع جمال سليمان وأمل عرفة وحاتم علي الذي يشارك فيلمه «الليل الطويل» في المسابقة وخالد تاجا الذي يلعب دور البطولة، وكاتب النصّ المخرج هيثم حقي.

الافتتاح كان لأوّل مرة مع فيلم عربي هو «المسافر» العائد بخفي حنين من «مهرجان البندقية»، ما أثّر سلباً في استقبال جمهور «مهرجان الشرق الأوسط» له رغم الفضائل البصرية والسينمائية الكثيرة التي تميّز بها شريط أحمد ماهر.

المهرجان سيشهد عرض 129 فيلماً من 49 بلداً، ضمّت أهم الإنتاجات العربية هذا العام. وقد شملت مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 17 عملاً بينها اثنان يُعرضان للمرة الأولى هما «إبن بابل» و«بالألوان الطبيعية». يفتح محمد الدراجي في «إبن بابل» ملفّ المفقودين العراقيين من خلال قصّة صبي فقد والده خلال حرب الخليج عام 1991 ويعيش مع جدّته التي سمعت أن بعض الأسرى وجدوا أحياءً في جنوب العراق، فتقرر معرفة مصير ابنها. أما «بالألوان الطبيعية» فيعيد أسامة فوزي إلى السينما بعد غياب خمسة أعوام منذ «بحب السيما» عام 2004. كما تضم المسابقة «الزمن الباقي» لإيليا سليمان و«هليوبوليس» للمصري أحمد العبد الله. ومن إيران، يشارك شريط بهمان غوبادي «لا أحد يعرف شيئاً عن القطط الفارسية» الذي يستشرف حركة الاحتجاج التي شهدتها شوارع طهران أخيراً. وقد أنجزه المخرج الإيراني سرّاً ومن دون تمويل، لكونه ممنوعاً من التصوير في بلده منذ ٢٠٠٧.

فيما تستكمل التونسية رجاء عماري في شريطها «دواحة» ما بدأته في باكورتها «ساتان أحمر» الذي قدم سيرة امرأة ترفض الانغلاق والخضوع. شريطها الثاني الذي يحمل عنوان أغنية تونسية تؤدّى للأطفال كي يناموا، يتناول قصة عائلة من ثلاث نساء تكتنفها مأساة ويكشف الفيلم فصولها تباعاً. أما حاتم علي فيذهب في «الليل الطويل» ــــ كتب نصّه هيثم حقي ــــ إلى طرح قضية السجن السياسي من خلال تصوير الليلة الأخيرة خلف القضبان لمعتقلين سياسيين ينتظرون الإفراج عنهم. وتضم المسابقة أيضاً شريطاً تركياً هو «10 حتى 11» لإيلين إسمر. علماً بأنّ تركيا اختيرت للاحتفاء بإنتاجاتها عبر عرض سبعة أفلام هي الأحدث من إنتاجات هذه السينما. وخارج المسابقة، سيُعرض جديد جورج كلوني «الرجال الذين يحدّقون بالماعز». الشريط الذي يحمل توقيع المخرج غرانت هسلوف، يستخلص الكوميديا من احتلال العراق، إضافةً إلى شريط جديد مايكل مور «الرأسمالية: قصة حب».

الأفلام المشاركة في المهرجان تمثّل غواية حقيقية لكل متابعي الفنّ السابع، وتضع المهرجانات التي ستلي «الشرق الأوسط» في مأزق، وخصوصاً أنّ المهرجان استقطب أفلاماً تتنافس المهرجانات على عرضها الأول أقلّه في العالم العربي. وهنا نعني منافسه «مهرجان دبي السينمائي» الذي ما زال يحتفظ بالصدارة، وخصوصاً أنّه استطاع أن يبلور خصوصية ما، فشل فيها «أبو ظبي». مع ذلك، الدورة الثالثة من المهرجان «مدججة» بأقوى الأفلام العربية والعالمية. ولعلها وليمة سينمائية بامتياز على صعيد العروض التي تشهد حضوراً جماهرياً غاب العام الماضي. يتزامن ذلك مع استحداث «لجنة أبو ظبي لصناعة الأفلام» التي تموّل المشاريع السينمائية حول العالم و«أكاديمية نيويورك للأفلام» في محاولة لـ«هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث» بجعل أبو ظبي وجهة سينمائية حقيقية. فهل يتناغم «مهرجان الشرق الأوسط» مع هذا المطمح؟

الأخبار اللبنانية في

12/10/2009

 
 

يشارك بفيلم “الليل الطويل

حاتم علي: المهرجان جزء من صناعة السينما

يتميز حاتم علي الذي يشارك في المهرجان بفيلم سينمائي طويل يحمل عنوان “الليل الطويل” بجمعه بين مهنتي التمثيل والاخراج وإن بدأ بالتمثيل أولا في المسلسلات السورية، ثم انتقل إلى الاخراج من دون أن يتخلى عن التمثيل. تحدث في هذا الحوار الذي أجرته “الخليج” معه على هامش المهرجان عن دور المهرجانات السينمائية في خدمة الفن السابع، مقدما رؤية غير تقليدية بربطها بصناعة السينما، وأشار إلى اهمية القطاع الخاص في صناعة سينما سورية، وكشف عن بعض كواليس فيلمه وعن سبب دخوله الفيلم كمخرج وممثل.

·         يرى البعض أن المهرجانات السينمائية لا تضيف جديداً لتطوير السينما وإنما مجرد فرصة للقاءات التعارف طالما أنها لا تتبنى إنتاج أفلام، كيف ترى هذه المقاربة؟

 يسود لدى بعض الاعلاميين والنقاد والمثقفين تساؤلات من هذا النوع في ظل وجود أزمة تمويل حادة للأفلام وبالتالي أليس من الأجدى توفير مصاريف المهرجانات أو جزء منها لتمويل صناعة سينمائية حقيقية؟ هذا السؤال يقود لنتيجة محسومة سلفا، وهو عدم إدراك صاحبه أهمية المهرجانات التي توازي أحيانا أهمية الانتاج السينمائي ذاته خاصة في المنطقة العربية التي لا توجد فيها تقاليد سينمائية عريقة، بل تسود نظرة انتقادية لفن السينما لها علاقة بالبيئة الثقافية والدينية إضافة لسيادة نوع معين من أفلام شباك التذاكر سواء العربية أو الأمريكية. وبالتالي في ظل هذه الظروف أعتبر المهرجانات السينمائية جزءاً لا يتجزأ من صناعة السينما وبناء تقاليد مختلفة تصبح جزءا من التكوين الثقافي للمشاهد العربي.

·         طرح أحد الممثلين فكرة اطلاق قناة تلفزيونية عربية تشتري الأفلام السينمائية في عرضها الأول كحل لانتشال صناعة السينما من أزمتها طالما ان المشاهد لا يذهب إلى صالات العرض، هل ترى أن الأزمة عميقة لهذه الدرجة؟

 الاقتراح غير موفق وناتج عن سوء تشخيص للمشكلة، هل ستنتهي المشاكل لو تم هذا الأمر؟ لا ننسى الرقابة العربية على التلفزيون، والقضايا التي تعالجها السينما وطريقة عرضها للمشاكل لا تتوافق مع عرضها تلفزيونيا، أعتقد ان الحل الأفضل هو توفير صالات سينمائية، لأنه لا يمكن الحديث عن أن الجمهور لا يذهب لصالات العرض بينما لا توجد صالات من الأساس، إضافة إلى ضرورة ان تتحمل الجهات الرسمية نفسها مسؤولية الدعم.

·         المؤسسة العامة للسينما في سوريا كانت مستأثرة بالانتاج السينمائي في السابق، الآن دخل القطاع الخاص على الخط، هل لمست تغيرا في الوضع نحو الأفضل؟

 هناك محاولات لجر القطاع الخاص إلى السينما، مثلا فيلمي “الليل الطويل” من انتاج المخرج هيثم حقي الذي أنتج أيضا فيلم “التجلي الأخير لغيلان الدمشقي” وفيلماً آخر لنضال الدبس بعنوان “روداج” وفيلم سيليينا الذي أخرجته، وهناك فيلم آخر للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد. إذاً، لدينا في العام أربعة أو خمسة أفلام للقطاع الخاص بينما في السابق كان ذلك معدوما، وأعتبر ذلك مؤشراً بسيطاً ربما يتطور مستقبلا. مع ذلك تبقى السينما في سوريا واقعة في مأزق والخروج منها يحتاج إلى معجزات.

·         وجدناك مؤخراً تتجه للاخراج السينمائي، مع استمرارك في الدراما التلفزيونية. أين تجد الساحة الحقيقية لتحقيق مشروعك ورؤيتك الفنية والثقافية من خلال الاخراج، الدراما أم السينما؟

 الدراما محكومة بشرطها، لدينا جهاز التلفزيون والجمهور غير المتجانس، والرقابة، وطريقة الانتاج التي تجافي الفن الحقيقي، كل هذا برأيي يجعل من الدراما مادة للاستهلاك السريع.

·         هل نفهم من كلامك أنك تتجه نحو التقليل من الأعمال الدرامية على حساب التوسع في الاخراج السينمائي؟

 دائماً نعمل في الدراما لكن عيوننا على السينما، وغالبية المخرجين السوريين تخرجوا من مدرسة اخراج سينمائية لكن للظروف التي ذكرتها اتجهوا للتلفزيون ليعبروا من خلاله عن أحلامهم السينمائية. وهذا العامل هو الذي ادى لتطور الدراما ذاتها لأنها اقتربت من اللغة السينمائية. ولو أتيح لي العمل في السينما سأتمسك بها على حساب الدراما.

·         كيف ترى وضع السينما في الشرق الأوسط؟

 السينما الايرانية متميزة سواء بموضوعاتها أو طريقة معالجتها الاخراجية، وأعتبر ان هذه مفارقة تستحق التوقف عندها لأنها آتية من ثقافة اسلامية لكن لها أسبابها أيضا، وهي الجذور والتقاليد السينمائية العريقة في ايران، وسنويا تنتج بين 80 إلى 90 فيلما فهي ليست سينما حديثة العهد، ونفس الأمر بالنسبة للسينما المصرية لكن الفارق بينهما ان الأولى تمتلك مجموعة من المخرجين الذين صنعوا مجدا من خلال أفلامهم للسينما الايرانية.

·         حدثنا قليلا عن فيلمك المشارك في المهرجان “الليل الطويل”؟

 انهينا التصوير في 19 يوماً وبكاميرا غير سينمائية، بعد ذلك قمنا بنقلها لشريط 35 ملم في موسكو، وتم التصوير بين دمشق وباريس، ولم يكن لدينا التمويل الكافي مما اضطرنا للاقتصاد والتقشف، حتى أنني قمت بالتمثيل في الفيلم لتقليل التكاليف لأن دوري كان في باريس ولم نكن في موقف يمكننا من توفير نفقات إقامة ورحلة لممثل آخر، فقررت أداء الدور. والفيلم شارك بعدة مهرجانات، وحصل على تنويه لجنة التحكيم في مهرجان روتردام، وحصل على جائزة الثور الذهبي لأفضل فيلم في مهرجان توارفينا بايطاليا، ومدعو حاليا لعدة مهرجانات في شيكاغو بأمريكا ومونبلييه بفرنسا والقاهرة ومومباي ونيودلهي.

الخليج الإماراتية في

12/10/2009

####

الليل السوري الطويل.. الاستبداد يقتل الروح  

المخرج السوري حاتم علي يدين التعذيب والسجن السياسي في اشارة الى الاوضاع المرتبكة ببلاده.

أبوظبي - ليلة واحدة هي زمن أحداث الفيلم السوري (الليل الطويل) الذي يبدأ بهطول المطر وضوء يحاول التسلل إلى ظلمات مغارة أو معتقل لتكشف اللقطات التالية عن مجموعة معتقلين قضوا سنوات في ظلمات السجن حيث تقرر الإفراج عن بعضهم ومنهم أبو نضال المسن الذي قضى 20 عاما وراء الأسوار ولكنه يموت وحيدا بمجرد الوصول إلى بيته القديم.

ولا يبدو السجين الذي قام بدوره الممثل خالد تاجا مكترثا بخروجه إذ ظل مؤمنا بما سجن من أجله ويبدو هذا حتى من أسماء أبنائه وبناته "نضال" و"كفاح". و"عروبة". ولكن خروج الأب فاجأ الأبناء وأصابهم بالارتباك وهم غير متفقين على الإيمان بما يراه أبوهم رسالة فالأخ الأكبر يرى أن أباه أضاع عمره والأصغر يرد عليه بأن الأب ضحى بالكثير من أجل الوطن.

ويمضي الرجل ليلته الأخيرة في سيارة أجرة ويكتشف أن معالم الطريق تغيرت. ويطول انتظار أبنائه له حتى الصباح فيذهب ابنه كفاح الذي يلعب دوره الممثل باسل خياط فيفاجأ بأنه لفظ أنفاسه وقد أسند رأسه إلى شجرة ممددا ساقيه بين أوراق الخريف.

أما السجين الذي لم يفرج عنه وظل يحلم بأداء دور مسرحي وينتظر الخروج ليشارك في مهرجان للمسرح فيتكوم حول نفسه وقد أكل الخوف روحه مع إظلام الشاشة وانتهاء الفيلم الذي أخرجه السوري حاتم علي.

والفيلم الذي تبلغ مدته 94 دقيقة عرض مساء الأحد ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في أبوظبي وينظم له مساء الاثنين عرض ثان.

والدورة الثالثة للمهرجان تختتم السبت القادم ويشارك فيها 129 فيلما من 49 دولة. وتنظم المهرجان هيئة أبوظبي للثقافة والتراث.

ولا يميل الفيلم إلى المباشرة ولا يسعى إلى إدانة نظام سياسي بعينه بل يهمس في تصاعد درامي ذي طابع إنساني مكثف ليجعل من حادث خروج الأب فرصة لطرح أسئلة يصرح الأبناء بعضها ويترك الفيلم البعض الآخر للمشاهد.

وعقب عرض الفيلم قال مؤلفه ومنتجه السينارست والمخرج السوري هيثم حقي إنه يهدف إلى الإعلاء من القيم الإنسانية ويأمل أن تطوى صفحة ماضي هؤلاء السجناء بانتهاء هذا "الليل الطويل" وألا تعود هذه الظروف التي أدت بهم إلى هذا الاعتقال.

وعبر كثير من السوريين عن إعجابهم بالفيلم الذي يدين فكرة اعتقال السياسي. وقال الشاعر السوري علي كنعان إن دموعه سالت وهو يشاهد الفيلم الذي اعتبره عملا ملحميا وأضاف "أنا واحد من أبناء هذا الليل الطويل الذي أرجو أن ينتهي".

ويثور جدل في سوريا حول قضايا حقوق الإنسان رغم أجواء التفاؤل التي واكبت تولي بشار الأسد حكم البلاد عام 2000 خلفا لأبيه حافظ الأسد الذي أنهى حكمه عقودا من الانقلابات في سوريا.

وقال مخرج الفيلم حاتم علي بعد العرض في شيء من التعميم إن فيلمه يحمل أكثر من رسالة ويمكن قراءته وتأويله على أكثر من مستوى إلا أنه لم ينكر أن الأحوال والظروف العامة في العالم العربي "تبعث على الأسى والتشاؤم".

ميدل إيست أنلاين في

12/10/2009

 
 

صيف بومباي” فيلم هندي لا يتجمل

أبوظبي - فدوى إبراهيم

يقدم المخرج والسيناريست الهندي جوزيف ماثيو فيلمه الروائي “صيف بومباي” بطريقة مختلفة عما اعتدنا عليه في السينما الهندية، يعرض الفيلم الحياة بواقعها في مدينة بومباي من خلال عرض للصور المعبرة وحياة شخصيات في المدينة.

ترتكز فكرة “صيف بومباي” على تبيان الفروق الطبقية في المجتمع داخل المدينة ومدى تأثير هذه الفروق في سلوك الإنسان. يبدأ الفيلم بمشهد لحادث غامض، ليقدم لنا فتاة تدعى “غيتا” تعيش مع صديقها “الكاتب جايدييف” دون علم اسرتها المكونة من والدها وأخيها، علماً ان (غيتا) وجايدييف من طبقة اجتماعية واحدة تقريباً، وتعمل هي في شركة نشر وتلتقي بشخص يبحث عن عمل يدعى (مايدن) من طبقة فقيرة ويسكن في أحد احياء بومباي في سكن يفتقر لأبسط اساسيات الحياة، تحاول “غيتا” مساعدة مايدن في العمل معها في تصميم أغلفة الكتب، ومن خلال ارتباطها به للتعرف على اعماله الفنية ودخلت حياته وتعرفت وصديقها الى الحي الذي يسكن فيه، وأخذ بايدن يعرفهما على اماكن وانماط حياة لم يكونا عرفاها حتى انه اخذهما الى قريته حيث تعيش امه التي يتكفل بحياتها فعاشا لمدة وجيزة نمطاً مختلفا من الحياة، إلا ان بايدن يغريه المال وبتأثير من صديقه الذي يسكن معه يدخل في عمل خطير هو توزيع المخدرات بالتعاون مع احد التجار ليكسب المال، لكنه لم يستمر بالعمل بتأثير من غيتا التي حاولت تشجيعه على تركه، ولم تكن هناك اي علاقة عاطفية بين غيتا والفنان بايدن حيث بقت علاقتهما في حدود الصداقة، الا ان صديق غيتا يسقط في فخ خيانتها مع الخادمة، وتستمر الأحداث حتى يغيب بايدن الفنان عن غيتا لمدة ايام فتقلق وتذهب الى سكنه الفقير لتسأل عليه فتجده مصاباً بكدمات في وجهه واجزاء من جسمه وتسأله عن السبب فيقول لها انه تعرض لحادث بسبب عمله في الممنوعات، فتتقرب منه لتبدأ هنا علاقة عاطفية تنتهي بالسقوط في الخيانة، ولم تستطع غيتا ان تكتم هذا الأمر فذهبت الى صديقها في بيته لتخبره بأنها خانته مع بايدن فيقوم جادييف بطردها من البيت وتنقطع علاقتهما ببعضهما، حينئذ يذهب بايدن الى صديقه وشريكه في توزيع الممنوعات لإنهاء عمله ولأخذ حقه في مال سابق كان له عند صديقه إلا أنه لم يعطه المال، فيخرج من المنزل في حالة سيئة ويركب دراجته النارية وبسرعة شديدة يسير في الشارع ليصدم في حادث كان أشار له المخرج في أول مشهد في الفيلم، علمت غيتا بحادث صديقها بايدن فذهبت لتطمئن عليه في المستشفى فتفاجأ بوفاته، فساءت حالتها النفسية وذهبت بعيدا عن المدينة لتستعيد عافيتها واذا بها تفاجأ بعودة جادييف ليعتذر منها فتقبل اعتذاره، وتذهب غيتا الى والدة بايدن المتوفى لتساندها في محنتها لينتهي الفيلم بمشهد البطلة غيتا مع والدة بايدن. يحاول المخرج جوزيف ماثيو أن يعرض فكرته من خلال قصة مع عرض الحياة في بومباي على حقيقتها ويوفق في ذلك، فيعالج الموضوع بشكل بسيط دون أن يدخل في متاهات، وكذلك يوفق في اظهار الوجه الآخر لبومباي، فنشاهد فيلماً هندياً بلا اصوات عالية ولا رقص وغناء ولا حتى مناظر طبيعية خلابة، فهو فيلم يعكس الواقع الذي يراه المخرج بعينيه في بومباي، حتى ان نهاية الفيلم بموت البطل كانت مختلفة عن نهايات الأفلام النمطية الهندية السائدة وهذا الاختلاف الموظف بطريقة صحيحة يضفي على المشاهد الواقعية. 

بمشاركة 14 عملاً انطلاق “أفلام من الإمارات” اليوم

تنطلق اليوم فعاليات مسابقة أفلام من الإمارات متضمنة عروض الأفلام القصيرة، وستعلن أسماء الفائزين يوم الجمعة القادم. وتنقسم المسابقة إلى فروع “الأفلام القصيرة من الإمارات”، الأفلام القصيرة من دول مجلس التعاون الخليجي، “الأفلام الطويلة من الإمارات”، يشارك في مرحلتها النهائية 14 فيلماً من أصل 142 فيلماً ما بين أفلام قصيرة وطويلة من كل من: الإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين والمملكة السعودية وسلطنة عُمان.

وقال عبدالله العامري مدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث إن مسابقة “أفلام من الإمارات” تساهم في الانطلاق بصناعة السينما المحلية إلى العالمية، بخاصة أنها تقام ضمن فعاليات مهرجان سينمائي شهد حضوراً عالمياً وعربياً من أهم نجوم صناعة السينما والأفلام، ويحرص القائمون على المهرجان على مشاركة العديد من الفنانين الإماراتيين المتميزين بما يعمل على توفير الخبرة اللازمة لهم والتفاعل مع التجارب العالمية، كونهم الرواد في التعبير عن واقع وأحلام وطموحات المجتمعات الإماراتية والخليجية.

وتعرض خلال المسابقة الأفلام التالية ضمن فرع “أفلام قصيرة من الامارات”: “عبور” (عرض أول) لعلي جمال، “أحزان صغيرة” لهاني الشيباني، “الجزيرة الحمراء في عيون السينمائيين الإماراتيين” لأحمد الزين وأحمد عرشي، “مفتاح” لأحمد الزين، “جفاف مؤقت” (عرض أول) لياسر سعيد النيادي، “مساء الجنة” (عرض أول) لجمعة السهلي، للمنافسة على جوائز مسابقة الأفلام القصيرة الإماراتية. أمّا مسابقة الأفلام القصيرة الخليجية فتضم أفلام “ثلاثة رجال وامرأة” لعبد المحسن الضبعان، “بياض”(عرض أول) لخالد سالم الكلباني، “زهور تحترق” لمحمد ابراهيم محمد، “همسات الخطيئة” (عرض أول) لعبد الرحمن الخليفي وأخيراً فيلم “ياسين” لجمال الغيلان. أمّا مسابقة الأفلام الطويلة فتعرض أفلام “حقنا في الفروسية” (عرض أول في الشرق الأوسط) لحنان عبدالله محمد المهيري، “الغرفة الخامسة”-عويجه لماهر الخاجة وأخيراً فيلم “الفندق” لهاني الشيباني.

وتعتبر المسابقة الحاضنة للمنجز السينمائي الإماراتي بكل أطيافه وتنويعاته أكان لجهة المضمون والمحتوى، أو لجهة الإنتاج والكادر التمثيلي والإخراجي فيها، بخاصة أن هذه الأفلام قد تمكنت أولاً من بناء البيئة الحاضنة للمهرجان، وهي الأحق بالتعبير عن خصائصه كمساحة تنوع وانفتاح وإبداع محلي عربي بأبعاد العالمية والإنسانية، وثانياً لأن هذه المسابقة احتاجت وتحتاج إلى الاهتمام الذي يخدم الأهداف التي انطلق لأجلها مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي لجهة رعاية الطاقات في عالم صناعة السينما وتفجيرها، بما يعزز النجاح الذي يحققه مشروع مدينة أبو ظبي الثقافي بآفاقه المستقبلية وانفتاحه على الآخر، وهذا ما يندرج ضمن استراتيجية هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في جعل العاصمة أبوظبي عاصمة للفن والثقافة، وهذا لا يمكن أن يحدث دون وجود قوى لصناعة السينما المحلية والتي تشكل عنصراً مهماً وأساسياً من عناصر الثقافة المعاصرة، ولا يمكن أن يخرج أحد إلى العالمية قبل أن يتفهم عناصر ثقافته المحلية المعبّر عنها بأفلام إماراتية الشكل والمضمون.

الخليج الإماراتية في

12/10/2009

 
 

تشغل المشاهد بالأسئلة ولا تبهجه

الأفلام الإيرانية لوحات من الداخل يحتفي بها الخارج

قراءة: حسين الجمو

تتميز السينما الايرانية، منذ ظهور أول فيلم ناطق فيها عام 1932 بالمقارنة مع سينما دول منطقة الشرق الأوسط بأن خطها البياني لم يشهد تراجعا أو انتكاسات كبرى رغم الظروف السياسية المتقلبة التي مرت بها خاصة منذ قيام الثورة الاسلامية فيها سنة ،1979 وظلت هذه السينما تقدم مخرجين متميزين طيلة تاريخها، ومن هنا يمكن الحديث ليس فقط عن سينما إيرانية، بل عن مدرسة سينمائية حقيقية أثرت بشكل كبير على أسلوب الإخراج السينمائي العميق والمليء بالرموز. ولا يخلو مهرجان في العالم او في الشرق الوسط من عمل إيراني، فالمهرجانات الغربية تحتفي بالأفلام الايرانية عندما تفكر بعرض أفلام من الشرق الأوسط، وبطبيعة الحال لا يمكن لمهرجانات تجري في المنطقة دون ان يكون هناك حضور لها. وفي هذه الدورة من مهرجان الشرق الأوسط سيعرض فيلمان إيرانيان، الأول بعنوان “عن ايلي” للمخرج أصغر فرهادي، والثاني بعنوان “لا أحد يعرف عن القطط الفارسية” للمخرج الكردي الايراني بهمن غوبادي.

لعل انتشار الفنون الايرانية بما فيها السينما أكبر تعبير عن ان استمرار المدرسة الايرانية في الإخراج والتصوير وطبيعة المعالجة السينمائية لا تمت بصلة للوضع السياسي، بل تعتبر أحد أشكال التعبير السياسي والاجتماعي، فهي سينما ناجحة في الخارج، وتعاني في الداخل. هذه المعادلة لا يمكن لأي مراقب موضوعي القفز فوقها إذا ما ألقينا نظرة على بعض الأسماء السينمائية اللامعة التي تنتمي الى السينما الإيرانية، مثل الممثلة الايرانية كلشيفته فرهادي التي شاركت ليوناردو دي كابريو بطولة فيلم “متن من الأكاذيب” الذي عرض العام الماضي في ختام المهرجان، بسبب مشاركتها في الفيلم. وتعرض المخرج جومرد بور أحمد لمضايقات العام الماضي، وكذلك المخرج بهمن غوبادي الذي يواجه صعوبات لتصوير أفلامه في إيران، والقائمة تطول ولا تنتهي ولا تستثني أيضاً المخرج الشهير محسن مخملباف وابنته سميرة.

استفادت السينما الايرانية منذ بداياتها من الملاحم الأدبية والشعرية الكبرى التي يزخر بها تاريخ بلاد فارس، مثل رائعة الشاعر الكبير نظامي “فرهاد وشيرين” والتي تحولت لفيلم لأول مرة عام ،1934 وعام 1937 ظهر فيلم “مجنون ليلى”، وباعتبار ان هذه الروايات معروفة على نطاق واسع ليس فقط للايرانيين بل لعموم شعوب المنطقة، فإن التراث كان الرافعة الأولى للسينما الايرانية. أما موجة السينما الجديدة والمستمرة حتى اليوم فتعود أسسها إلى الشاعرة فوروغ فاروخزاد التي أخرجت فيلم “منزل مظلم” عام ،1962 ثم فيلم “ليل الأحدب” لفاروق غفاري، و”البقرة” عام 1969 لداريوس مهراجوي الذي انتزع مضمونها من روح الصوفية بتحويل رجل إلى بقرة ميتة.

ومهما بدت موضوعات الأفلام الإيرانية غارقة في معالجة تفاصيل الحياة اليومية، فإن إيران “الدولة” تشكل الخلفية الحية التي يرسم عليها المخرج لوحته السينمائية. فقط في الأفلام الايرانية يمكن ان يكون لتعطل الشارة المرورية في أحد المشاهد التي تصور نقل مريض إلى المستشفى معنى سياسي يلخص ضرورة الاعتدال في التغيير لأن المريض يمكن ان يموت في الفوضى. بالتوازي مع ذلك، فإن تنوع الثقافات في إيران يجعلها منطقة دسمة بالقصص الصالحة لتتحول لأفلام، حيث ينشط المخرجون الأكراد الايرانيون ضمن نفس الخط السينمائي وطريقة المعالجة الهادئة والرمزية وعلى رأسهم بهمن غوبادي الذي عالج قضية الشتات الكردي من خلال عمليات التهريب بين الحدود العراقية الايرانية في فيلم “زمن الخيول المنتشية”. ولعل أهم ما يميز مضمون هذا النوع من الأفلام عن الأفلام العربية، أنها لا تهتم بإدخال البهجة والأمل إلى قلب المشاهد، بل تحفزه لطرح أسئلة على نفسه، فلا تقوم بدور المرشد والأب والبطل الذي يلخص الكثير من مضامين السينما العربية، وحقائق هذه الأفلام قاسية لدرجة أن تتحطم جرعة الأنسولين الأخير لامرأة مريضة تحت عجلة كرسي فتاة معاقة، فهذه المضامين تقول للمشاهد: عليك أن تحزن وتفكر معي في كيفية إنهاء التعاسة في حياتنا، لكنها رغم ذلك لا تصل بل لا تقترب من تكتيك إحداث الصدمة العنيفة كما في السينما السريالية، فهي غير مريحة للمشاهد لكنها ممتعة في تفجير طاقة التساؤل لديه.

ويعتبر محسن مخملباف اهم رواد السينما الايرانية، ومن اهم أفلامه “المقاطعة” ،1985 ويروي فيه تجربته الشخصية عندما ضرب شرطيا وحكم عليه بالسجن خمس سنوات، وفي 1998 أخرج “زمن الحب” حول قضية المرأة الايرانية وصوره في تركيا بعد منعه في ايران، ورغم وقوفه مع ثورة الخميني في نهاية السبعينات من القرن الماضي ضد الشاه لم يجد حرجا في التعبير عن حنينه لتلك الفترة التي وقف ضدها، والمعروفة في الأوساط السينمائية بإيران غوغوش نسبة إلى الممثلة والراقصة الايرانية التي ذاع صيتها في إيران أكثر من مارلين مونرو في أمريكا.

خرج من عباءة هذه السينما مخرجات كثيرات، لعل أشهرهن ابنته سميرة مخملباف (مواليد 1980) التي قدمت فيلم “التفاحة” 1998 لتكون أول مخرجة في تاريخ مهرجان “كان” تنافس في هذا العمر على السعفة الذهبية، وعالجت في الفيلم قضية مراهقتين سجنتا في بيتهما من قبل أبيهما لإحدى عشرة سنة منذ ولادتهما، لكونه يعتبرهما كالزهور تذبل ما أن تصيبها الشمس. لم تجز الرقابة الإيرانية هذا الفيلم، لكن سميرة أطلقته على الفيديو، إلى أن خلط أوراق لجنة التحكيم في “كان” ومنحته بالإجماع جائزتها.

بعد هذا النجاح الذي حققته، قدمت فيلم السبورة 2001 عارضة فيه مغامرات معلمين كل يحمل سبورته ويتجول في الطرق الملتوية والترابية على الحدود العراقية - الإيرانية ليعلم اللاجئين. ولسميرة مخملباف أيضا “حصان بساقين” حصلت فيه على جائزة لجنة التحكيم بمهرجان “كان” “في الخامسة عصرا” 2003 ونافس على السعفة الذهبية في المهرجان نفسه. وقدمت روهشان بني اعتماد فيلمها الوثائقي الأول “ثقافة الاستهلاك” عام ،1984 وحين فاز فيلمها الروائي “نرجس” بجائزة الاخراج في مهرجان في طهران عام 1991 كانت أول امرأة تحصل عليها. وتصر روهشان على ضرورة إيجاد المخرج طريقة ما لعرض فيلمه داخل إيران أولا.

ومن أبرز المخرجين أيضا مجيد مجيدي الذي عمل بداية مع محسن مخملباف من دون أن يقلده، إذ يكون حجم السيناريو كبيرا في أفلامه ويتيح وقتاً للحوار بين الشخصيات، على خلاف موجة السينما الايرانية التي تركز على الصورة التي تحاور المشاهد. ومن أشهر أفلامه “باران” 2002 ويدور حول فتاة تتنكر بزي ولد لتعمل مع الذكور لمساعدة أهلها. وفي العام الماضي أخرج فيلم “اغنية الطيور”. وبالنظر الى قائمة المخرجين البارزين في إيران لا ننسى جعفر بناهي وعباس كياروستامي صاحب فيلم “طعم الكرز” الذي حصل على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان “كان” في ،1997 والذي يتراس لجنة تحكيم الأفلام الروائية في المهرجان، إضافة إلى محمد شيرواني وغيرهم. المتتبع للسينما الايرانية لا بد ان يكتب كلمة “وغيرهم” لأنه لا يمكن الوقوف على كل الأسماء اللامعة.

إقبال جماهيري كبير على العروض

شهدت عروض المهرجان إقبالاً كبيراً من الجمهور، الذي استمتع بمشاهدة الأفلام التي سلطت الضوء على الحياة الاجتماعية والاهتمامات اليومية التي يمكن أن يمر بها أي فرد في كل أنحاء الكرة الأرضية.

كما تسابق العشرات أمام قاعات عرض الأفلام للفوز بمقعد ومشاهدة العروض السينمائية المختلفة التي اشتملت على نخبة من الأفلام بخاصة أن بعضها يعرض للمرة الأولى عالمياً، ومعظمها تعرض للمرة الأولى في الشرق الأوسط في مشهد لا يتكرر إلا في أكبر المهرجانات وأكثرها شهرة وعالمية على الإطلاق.

وأرجع مصدر في إدارة المهرجان الإقبال الجماهيري اللافت إلى ما يقدمه الحدث من نوعية وجودة في مستوى الأفلام المعروضة خلاله، وهو أمر يؤكد على الهدف من وراء إقامة المهرجان والذي تسعى هيئة أبوظبي للثقافة والتراث إلى تجسيده واقعاً في مهرجانها عاماً بعد عام بأن يصل إلى العالمية ومنافسة كل المهرجانات السينمائية واستحقاق أن تنال العاصمة أبوظبي شرف أن تكون عاصمة للثقافة والفن، وأن تكون في لائحة الدول المستضيفة والمقيمة لكل أنواع الفن السابع.

وأرجع الزوار ومشاهدو الأفلام التدافع على مشاهدة هذه العروض والتهافت على قاعات السينما في قصر الإمارات والمارينا مول وأبوظبي مول، إلى نوعية الأفلام التي تم اختيارها هذا العام والتي تعرض عدة مواضيع هادفة وتناسب جميع أفراد العائلة، والتي تراوحت ما بين بيئية وثقافية واجتماعية وكوميدية.

وتُجمع آراء الحضور من النقاد والجمهور معاً على أهمية مضامين وموضوعات الأفلام التي تتناول من وجهة نظر سينمائية جوانب الهم الإنساني المتعددة والمعاناة التي يتكبد مشقتها مبدعون اختاروا عين الكاميرا، وسيلة تعبير جادة عن قضايا ذات عمق وحالات جماعية تتحد في الرؤية غير الربحية لصناعة السينما التي تخدم مجتمعاتها وتنقل أفكار أفرادها ورؤاهم بمصداقية وموضوعية.

هواتشو” حكاية من ريف تشيلي

وسط إقبال جماهيري كبير شمل حضوراً لافتاً للأطفال والصغار من أفراد الأسرة، عرض أمس الأول فيلم “هواتشو” للمخرج أليخاندرو الميندراس في قاعة سيني ستار 1 في المارينا مول، والفيلم الذي أنتجه كل من برونو بيتاتي وأليس جالادو وكريستوف فريديل وميتشيل ريلهاك وسيباستيان دوسنت كروا، وصوره للسينما أنتي بريون، ومثل فيه كليميرا أغوايو، مانويل هيرنانديز، اليخاندرا يانيز، كورنيليو فيلاغران، وويلسون فالدينيتو، يروي حكاية أسرة ريفية في تشيلي حيث يصور الواقع اليومي لعيش أفراد هذه الأسرة ويعكس الطبيعة الخلابة في الريف مظهراً جمال الأرض الزراعية والحقول الممتدة على طول الطريق وباحات المدارس والأماكن السياحية الجذابة عبر سرد سينمائي يجمع بين الواقع والمتخيل إذ يحكي جماليات الحلم لبطله، وقصيدة الواقع اليومي لأفراد الأسرة وإيقاع عمل هؤلاء في الزراعة عند سفوح جبال الأنديز في ريف التشيلي.

والفيلم الذي يعد من أهم الأعمال الحديثة لسينما تشيلي يعتبر من أفلام المدرسة الطبيعية التي تنادي بإبراز تفاصيل الجمال الطبيعي على الشاشة، كما هو في

الحكاية الدافئة للحياة الزراعية على أرض الواقع ويفسح المجال للمشاهد العربي للتعرف إلى مجتمعات أمريكا اللاتينية.

الصغار والكبار في ضيافة الخيمة

أقيم في خيمة المهرجان أمس الأول “يوم الأسرة” الذي تضمن عروض ألعاب الخفة السحرية والرسم على الوجه، واستعراضات للفنون وحكواتي للأطفال، وفعاليات مختلفة جذبت الحضور الذين تجاوز عددهم 600 طفل بصحبة أسرهم وبدت عليهم علامات الفرح. وسارت العائلات مصطحبة أطفالها على السجادة الحمراء التي وضعت خصيصاً لهذه الاحتفالية الكبيرة التي تؤكد أن لكل مهرجان سينمائي معالمه الخاصة وأهدافه التي يسعى إلى تحقيقها.

وعبر الأطفال عن فرحهم بالمشاركة مع ذويهم في هذه المناسبة التي أبرزت أهمية الدمج بين الترفيه والتوجيه الهادف والجاد في سبيل بناء جيل متفهم لضرورات الثقافة المجتمعية التي تكتمل بالتثقيف الفني والسينمائي والموسيقي.

كما شكر الأهالي إدارة المهرجان وهيئة أبوظبي للثقافة والتراث على جمع أفراد العائلة الظبيانية من مواطنين ومقيمين وزوار تحت سقف خيمة مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي للاستمتاع بأجواء أسرية وترفيهية هادفة سلطت الضوء على أهمية العلاقات الأسرية المتوازنة والوطيدة بين أفراد الأسرة الواحدة وبخاصة الأطفال من أبناء هذه الأسر.

وبعد الاحتفالية بيوم الأسرة توجه الجميع إلى عرض فيلم “قصيرون” وهو آخر أفلام روبرت رودريغيز مخرج فيلم “أطفال جواسيس” و”المرياتشي” و”كوكب الرعب”، والذي عرض في القاعة الكبرى في قصر الإمارات عصر أمس الأول، ويروي الفيلم قصة طفل غريب الأطوار تتغير حياته عندما تسقط صخرة ملونة بألوان قوس قزح من السماء تمنح من يلامسها كل ما يتمناه.

الفيلم من تمثيل وليام ميسي، وجيمس سبيدر، جيك شورت، كات دينيغيز، تريفور غاغنون، ديفون غيرهارت، جولي فانيير وريبيل رودريغيز.

الخليج الإماراتية في

12/10/2009

 
 

طريق النحل” دراما تحاكي الواقع الاجتماعي

دمشق علاء محمد

بعد انتهاء العروض الدرامية قبل أيام قليلة وبدء الفرز الشامل للأعمال ومن خلال استفتاءات كثيرة ومعمقة، تبين أن مسلسل “طريق النحل” كان أحد أهم المسلسلات التي أنتجت هذا العام وقد وصفه نقاد بأنه “ضربة الموسم” وذلك للقصة المثيرة التي احتوتها حلقاته الثلاثون.

يدور المسلسل حول قصة عائلة يتشتت أفرادها بعد وفاة الأب وسجن الأم ظلماً وبهتانا، ووضع الأولاد في ميتم اجتماعي وبعثرة أوراق العائلة، ثم نجاح كل الأولاد في حياتهم الثانية عند العائلات التي تبنتهم وازدياد المسافة بينهم وبين الحقيقة القابعة في سجن النساء، ثم التئام الشمل من جديد على يد ابنة المغدور المتسبب في كل شيء.. كل هذا يشكل علامة بارزة لمسلسل يعتبر في الطليعة بين أعمال الموسم الحالي الذي وسمه الكثير من التشابه في أعمال عديدة جعلت الهروب إلى القصص المستمدة من الواقع عنوانا للنقاد والمتابعين.

كان لافتاً في البداية حدث وفاة “أبو زياد” مقتولاً، ثم محاولة شقيقه التقرب من زوجته بالحرام أولا ثم بالحلال، ما يؤدي إلى هرب الأم بأطفالها الأربعة إلى المدينة حيث تعمل هناك خادمة في أحد المنازل.

ويحاول صاحب المنزل الاعتداء عليها بالترغيب والترهيب محاربا إياها في لقمة عيشها، لكنها في إحدى جولات الصراع بينها وبينه تتمكن من قتله على مرأى من عين ابنته الصغيرة “رزان”.

يتم الحكم على الأم بالسجن عشرين عاماً لعدم ثبوت أي دليل على أنها كانت تدافع عن شرفها أثناء عملية القتل، ويوضع الأطفال الأربعة في الميتم، وهناك في الميتم تأتي عائلات لم ترزق بأولاد، لتبني أطفال، فيذهب “قيس” إلى عائلة ثرية وينمو بها ويتعلم الموسيقا في دبي بمساعدة جدية من أمه الجديدة “فريدة” فيصبح مطربا معروفا، وتذهب “سلام” لتربى عند ابراهيم وزوجته، فتكبر عندهما وتتعلم لتصبح طالبة في الطب، وخلال فترة الصبا والتعليم الجامعي تشك زوجة ابراهيم بأن هناك علاقة عاطفية بين زوجها و”سلام” التي تعرف أنهما والداها، فتتوتر العلاقة بين الزوجين إلى أن تفضح الزوجة أمر “سلام” وتعلمها بأنها ليست ابنتهما فتغادر الأخيرة المنزل لاجئة إلى بيت إحدى صديقاتها. أما “رهام” فتذهب إلى بيت مدير شركات عديدة في البلد اسمه “عبد الباري” فتكبر وتتعلم وتقع في غرام ابن عمتها (المفترض) رامز، وحين يقرران الزواج تخبره أمه بأن “رهام” ليست ابنة خاله كما يعرف وإنما أتي بها من الميتم فتتوتر العلاقة بين “رامز” و”رهام”.

يبقى الشقيق الأكبر وهو الوحيد الذي استمر في الميتم حتى سن الثامنة عشرة وخرج منه للعمل في منشرة، وهناك يقوم بإيذاء صاحب العمل الذي أبدى رأياً سلبياً في أمه وهو يحدثه عنها، فكان أن دخل السجن.

وبينما تمضي الأم مدة حكمها والأبناء مشتتون ولا يعرفون حقيقتهم الضائعة، كانت “رزان” ابنة المغدور التي شاهدت “أم زياد” وهي تقتل والدها قبل سنوات طويلة، قد أصبحت محامية، والجريمة لا تزال ماثلة في مخيلتها فتبحث في ملفات القضاء عن “أم زياد” وتتمكن من زيارتها وتحصل لها على إخلاء سبيل، ثم تتابع اجتهادها وتستطيع الوصول إلى الولد الأكبر “زياد” من خلال البحث والتعاون مع الميتم لتعثر أخيراً عليه في المنشرة.

رحلة لم الشمل انتهت درامياً كما هي العادة بتلاقي الجميع بعد عقدين من الفراق المرير. وقد ركز العمل في أبرز جوانبه على عنصر العاطفة ولم يغفل عامل العقل في بعض قضاياه ولعل حالة المحامية “رزان” التي سعت ونجحت في إخلاء سبيل الأم ولمّ الشمل خير تجسيد للغة العقل، إذ إنها رأت بأم عينها محاولة والدها المغدور الاعتداء على “أم زياد”، كما كان للضرورة الدرامية دور كبير في تحديد مصير بعض شخوص العمل مثل مشهد تعرف الأم وابنها “زياد” على الولد الآخر، المطرب “قيس” حيث كان المطرب الناجح يتحدث في الإذاعة عن حقيقته عبر لقاء صحافي سمعه “زياد” وأمه وهما يستمعان في السيارة إلى الإذاعة وهنا لعبت الحبكة الدرامية دورها ولم يعد الأمر إلى جهد يقوم به أحد شخوص العمل.

عبد الهادي الصباغ.. (منتج العمل، وممثل بارز فيه بدور ابراهيم)، يقول في لقاء معه:

العمل مأخوذ بكامله من الواقع، لا شيء أتى من الخيال إلا بعض التراكيب الدرامية عند الكاتب وهذا حق مشروع لأي مؤلف يريد طرح شخصيته الكتابية في الدراما.

“طريق النحل” قصة تختصر كثيراً من معاناة أسر سورية وعربية وحتى في الغرب، مع حال التشتت والتفكك الأسري وما يؤدي إليه من نتائج.

وقد طرح “طريق النحل” أكثر من محور يلعب بعضه على العاطفة وبعضه الآخر على وتر العقل، فقد كان بإمكان الكاتب أن يقاطع بين موقف المحامية “رزان” في الكبر وبين عاطفتها إذ رأت والدها مقتولاً أمامها في الصغر، لكن العقل لعب دوره هنا فكان أن لمت شمل عائلة، معترفة بجرم ارتكبه والدها أدى إلى وفاته وتدمير عائلة تلك المرأة بالكامل.

كذلك طرح العمل فكرة رائجة هي أن طبيعة العلاقة بين الآباء غير الحقيقيين للأولاد، من خلال التبني، وبين أولئك الأولاد لا تسير دائما وفق السوية المطلوبة، كاتهام زوجة ابراهيم زوجها بعلاقة عاطفية مع من تبنياها، كما أن “رهام” عندما اقتربت من الزواج بابن عمتها (المفترض) كانت لها عمتها غير الحقيقية بالمرصاد فأجهضت العلاقة لفترة.

العمل واقعي ويستحق أن يكون “ضربة الموسم” من خلال ما أداه في القصة، ولا يجوز إغفال الجوانب الفنية حيث برز دور الممثلين الشباب وبعضهم يعمل لأول مرة، وكانوا بحكم القصة الجماعية أبطالا بالتساوي دون ميزة لأحد عن الآخرين.

الخليج الإماراتية في

12/10/2009

####

فيلم توفرت له مقومات النجاح

"الرسول" صرخة ضد الحروب

قراءة: حسين الجمو  

عندما يتوفر لفيلم ما كل الأدوات التقنية المطلوبة والمهارات الفنية لانتاجه،يبقى الرهان على فكرة الفيلم ذاتها باعتبار التقنيات العالية لا تشكل أية عقبة، وهذا ما كان عليه الفيلم الأمريكي “الرسول” الذي عرض ليلة أمس الأول في فندق قصر الامارات ضمن المهرجان.

في “الرسول” اختار المخرج اورين موفرمان الذي شارك في كتابة السيناريو مهنة قديمة موجودة في معظم الجيوش التي تخوض الحروب، وهي مهمة إبلاغ ذوي الجنود القتلى بخبر وفاة من يخصهم، والفيلم بطولة بن فوستر، ووودي هارلسون، ومدته 112 دقيقة، وشاركت في انتاجه شركة شهرزاد من البحرين.

يتطرق الفيلم لموضوع الحرب من زاوية وظيفة خاصة في الجيش بالتبليغ عن القتلى، وإذا كان الفيلم لا يدور عن حرب العراق مباشرة إلا أن هذه الحرب تشكل الخلفية الرئيسية للفيلم، لكن من زاوية مواقف اهالي الضحايا، وليس من وجهة نظر العراقيين أو الجنود الأمريكيين، ويمكن اعتباره من الأفلام المناهضة لفكرة الحرب ذاتها.

يخسر الرقيب في الجيش الأمريكي “مونتغومري” علاقته بصديقته “كيلي” التي ترتبط بشخص آخر، حيث اختار المخرج على ما يبدو البدء مباشرة بإحصاء ضرائب الحياة العسكرية، فعدم استقرار الجندي وتعرضه الدائم للمخاطر يجعل منه خيارا غير رابح بالنسبة لأي فتاة ستعيش القلق والهلع طيلة فترة غيابه، والجندي الشاب نفسه يوافق بألم على الانفصال لعدم إتاحة الفرصة للضابط المسؤول عن بلاغات الوفاة “طوني” من طرق بابها يوما ما. ويرصد الفيلم التحولات الاجتماعية التي يمر بها الملتزمون بالحياة العسكرية.

يتلقى الرقيب الشاب مونتغومري التعليمات والتدريبات من الضابط المسؤول حول كيفية تنفيذه هذا العمل المهم بدقة، وهو تسليم الخبر قبل مرور 24 ساعة من تحديد هوية الجندي القتيل، وإبلاغ أقرب الناس إليه فقط، وعدم رن الجرس مباشرة بل طرق الباب أولا، والانتظار 30 ثانية ثم المغادرة إذا لم يفتح احد، وقول كل شيء بوضوح ودفعة واحدة من دون تأثر وتجنب استخدام كلمات مثل فقد أو ضاع أو إنما توفي أو قتل، وعدم التفاعل مع انفعالات العائلات. هذه بعض التعليمات الضرورية لمن يريد القيام بمهمة “الرسول”، وهو هنا رسول الحزن والمآسي والموت.

في المهمة الأولى التي يقوم بها يواجه وفريقه موقفا محرجا عندما تطلب منهم صديقة الشاب المقتول ألا يبلغوه أنها حامل لتتركها مفاجأة له، يتحدث “الرسول” بأن ابنهم قتل في حرب العراق فينال صفعة من أم الجندي وشتائم وطرد من المنزل. يعلق الضابط المسؤول على الموقف ببساطة انه لا يوجد زبون راض عن هذه المهنة، وهذا الضابط نفسه شارك في حرب عاصفة الصحراء أثناء حرب تحرير الكويت.

في المهمة الثانية يبصق عليه والد جندي آخر قتل في العراق. وهكذا استطاع المخرج تنويع ردات الفعل العاطفية بمختلف انواعها حول خبر مقتل أقرب المقربين، وقدم صورة نفسية دقيقة تفسر سبب عنف البعض في ردة فعله وهدوء البعض الآخر مثل “لارا” المرأة التي فقدت زوجها في العراق أيضا، حيث لم يصبها الانهيار كما حدث لعجوز وامرأته بعد إبلاغهم “الرسول” خبر مقتل ولدهما. وبحبكة لا تعاني من أية ثغرات تتطور العلاقة بين “لارا” التي لم تكن على وفاق مع زوجها وبين “الرسول” عندما شكك الأخير بكلام الضابط المسؤول والخبير في حالات هؤلاء المصدومين من الناحية النفسية والذي توقع فيه ان تكون “لارا” تخون زوجها لذلك لم تتأثر كالآخرين، راقب الشاب جوانب من حياة “لارا” حتى تأكد من عدم صحة ما جزم به مسؤوله، فلا يوجد أي شخص في حياتها ويقرر ارساء علاقة عاطفية معها لا تنجح إلا في نهاية الفيلم حيث يختتم به المشهد الأخير.

شخصية الضابط طوني ستون تكفلت بتخفيف جرعة المأساة التي يتضمنها الفيلم من حزن وبكاء وغضب، من خلال القناعات الطريفة التي خرج بها من حياة حافلة بالأحداث. هذه الروح الفكاهية اكتسبها من صدمته بحقائق كان يعتقد عكسها، مثل حرب العراق، وتفاصيل أخرى تهكم عليها كادعاء الجيش بأن جندياً ما قتل في معركة بينما الحقيقة ان سيارته انزلقت في حفرة “لأنه لا بد من إعطاء معان كبيرة للموت” وأحيانا أخرى يحدث العكس تماما عندما تقتضي المصلحة ذلك. وتشكل النساء محورا مهما من حياة الضابط، ويعتبر أن سبب غضب المجتمع من الحرب الأخيرة في العراق انه لا توجد هناك نساء للجنود على عكس عاصفة الصحراء أو حرب فيتنام، وتطور شخصية الضابط تسير باتجاه تحطيم مكابرته على نفسه ومحيطه بقسوته وتحمله، وفي البداية يبدأ ذلك بعودته لتناول المشروبات مع الرقيب الذي خدم في العراق أيضا، ثم ينفجر بالبكاء عندما يروي الأخير قصة تسببه بمقتل أعز أصدقائه في الحرب.

الفيلم على صلة وثيقة بعلمي النفس والاجتماع، فإضافة إلى رصد جوانب من حياة مسؤولي وظيفة الابلاغ في الجيش وحياة ذوي القتلى وتنوع عرض حالاتهم النفسية في نفس الموقف، التساؤل المهم الآخر الذي يطرحه على الصعيد الاجتماعي، هل حياتنا وتشابكاتها مع الآخرين تتحدد وفقا لطبيعة العمل وإلى أي مدى يؤثر فيها؟ والفيلم ذاته يجيب خلال مجرياته عن السؤال سواء من خلال فشل الرقيب “مونتغومري” في علاقته الاولى بسبب تطوعه في الجيش الأمريكي أو نجاحه في علاقته الثانية مع “لارا” بحكم طبيعة عمله. في الجانب السياسي نجح المخرج في تجنب المباشرة في الطرح أو الانتقاد، لأنه من خلال أحداث الفيلم نفسه سيطرح المشاهد، لماذا يموت هؤلاء الجنود في العراق، وماذا يفعلون هناك؟

الخليج الإماراتية في

12/10/2009

 
 

إختتام مؤتمر "ذي سيركل" لعام ٢٠٠٩

هيفاء المنصور تفوز بمنحة الشاشة البالغة مئة ألف دولار أميركي

إيلاف / أبوظبي

أعلنت لجنة أبوظبي للأفلام عن اختتام أعمال مؤتمر "ذي سيركل" السنوي الثالث بنجاح في فندق إنتركونتينتال في أبوظبي، ومنح جائزة الشاشة البالغة مئة ألف دولار أميركي لهيفاء المنصور من السعودية. وقام سعادة محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وعيسى المزروعي مدير إدارة المشاريع الخاصة في الهيئة، وديفيد شيبرد مدير لجنة أبوظبي للأفلام، بتكريم الفائزة والمتحدثين في المؤتمر الثالث لـ (ذي سيركل).

تتضمن جائزة الشاشة، والمخصصة لإبراز المواهب الصاعدة في السينما وفي التلفزيون في جميع أنحاء الشرق الأوسط، منحة قدرها مئة ألف دولار أميركي وذلك لتطوير السيناريو ودعم ومتابعة الفائز.
وقد تم اختيار هيفاء عن قصتها "وجدة"، وهي قصة فتاة سعودية طموحة وحالمة بالحرية تعيش ضمن مجتمع يحد من أحلامها، لتحوز على منحة مسابقة الشاشة من ضمن خمسة مرشحين نهائيين، والذين شاركوا في مؤتمر "ذي سيركل" بهدف عرض مشاريعهم على لجنة التحكيم التي تضم شخصيات قيادية وعظماء صناعة السينما.

وستتابع لجنة أبوظبي للأفلام مع الفائزة عن كثب سير المشروع في مختلف مراحل تطوره وعملية إنتاجه.

 كما تلقت الفائزة في المرتبة الثانية، آن ماري جاسر من فلسطين، رحلة إلى مهرجان ميلبورن السينمائي الدولي كجزء من اتفاقية الشراكة المنعقدة بين لجنة أبوظبي للأفلام ومؤتمر ۳۷ °ساوث ماركت - مهرجان ميلبورن السينمائي الدولي .

وتضمن اليوم الختامي لمؤتمر "ذي سيركل" الإطلاق الأول للمؤتمر الاستشاري لتدريب المهارات في الإمارات، وهو برنامج يجمع كلاً من المدارس وشركات الإنتاج الإعلامية ومذيعين من مختلف أنحاء المنطقة ليوفر فرصًا أمام الطلاب للمشاركة في أعمال سينمائية وتلفزيونية.

وقد ضم مؤتمر "ذي سيركل" أكثر من ٤٠ مشاركًا من الشخصيات القيادية والعظماء في مجال صناعة السينما والذين وفدوا إلى  أبوظبي لحضور المؤتمر المنعقد من التاسع وحتى الحادي عشر من أكتوبر. تضمن المؤتمر متحدثين رئيسيين كالسيد هاتش باكر، رئيس مجلس إدارة نيو ريجنسي للإنتاج السينمائي (New Regency Pictures). و السيد جيم بيرك، المدير التنفيذي لبارتيسيبانت ميديا (Participant Media). والسيدة نانسي تيليم رئيسة سي بي إس باراماونت إنترتينمنت للإنتاج التلفزيوني (CBS Paramount Network Entertainment Group President). كما تضمن أيضًا جلسات نقاش أدراها صناع أفلام بارزون ومنتجون ووكالات ومدراء إنتاج تنفيذيون، من كل من: أوروبا والولايات المتحدة الأميركية وجنوب أفريقيا والأرجنتين والصين والشرق الأوسط. علاوة على عقد جلسة النقاش بالغة الأهمية حول دور المرأة في سينما الشرق الأوسط، حيث سلطت الضوء على رائدات صناع السينما من النساء في المنطقة.

كما عقدت أيضًا ندوة مميزة حول خدمات مواقع التصوير التي تؤمنها لجنة أبوظبي للأفلام، والتي هي عبارة عن قاعدة بيانات على الإنترنت، قابلة للبحث، توفر معلومات حول مواقع التصوير الإقليمية.
ويقول السيد عيسى سيف المزروعي، مدير إدارة المشاريع الخاصة بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث: "لقد حافظ مؤتمر ذي سيركل على أهميته كمنبر قيم لترويج الثقافة الإماراتية. وقد عكس المؤتمر لهذا العام التزامنا المتواصل لتطوير صناعة السينما والتلفزة في أبوظبي، ورعاية المواهب الجديدة والترويج للثقافة العربية عبر الأفلام".

في حين، قال السيد ديفيد شيبرد، مدير لجنة أبوظبي للأفلام: "ما زال مؤتمر ذي سيركل يشكل فرصة رائعة للحوار بين الشخصيات المرموقة في مجتمع الترفيه حول القضايا التي تشكل صناعة السينما والتلفزة في الإمارات العربية المتحدة، وما وراءها. فلقد أدت هذه الشخصيات دورًا حيويًا في الجهود التي نبذلها لخلق مستوى جديد من المشاريع في هذه المنطقة، وساهموا في ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز عالمي للتميز في صناعة السينما والتلفزة. وذلك عبر مشاركتهم رؤاهم وخبراتهم العالمية".

ويعد مؤتمر "ذي سيركل" الحدث السنوي الذي يعنى بتقديم شخصيات قيادية في قطاع الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، ومحاضرات احترافية  وجلسات نقاش تهتم بمناقشة توجهات الإنتاج العالمية، التمويل والتوزيع، وتأثيرات التكنولوجيا الرقمية، وتطور صناعة الأفلام والتلفزة في أبوظبي. كما تعرض جلسات المؤتمر مباشرة على الإنترنت.

إيلاف في

12/10/2009

 
 

أكد أن المهرجان فرصة للكوادر الشابة

عارف الطويل: أحلم بسينما إماراتية

عارف الطويل مخرج سوري بدأ ممثلا ثم اتجه للإخراج وكانت أول تجاربه في المسلسل التاريخي “زمان الوصل”، ثم عمل مخرجاً للعديد من المسلسلات الاماراتية . وفي رمضان الماضي قدم “دروب المطايا” الذي وصفه بأنه أول عمل يؤرخ لتاريخ الامارات .

التقته “الخليج” على هامش المهرجان ليتحدث عن كيفية اسهامها في صناعة سينما اماراتية، وتحضيره لفيلم اماراتي طويل .

·         بداية كيف يسهم المهرجان في صناعة سينما اماراتية؟

 نحن نذهب الى حلمنا جميعا وأنا شخصيا أحلم بالسينما الاماراتية المحترفة، فصناعة السينما يجب أن تتم بمفرداتها الصحيحة وذلك لا يحصل من خلال المهرجانات فقط، وإنما من خلال اعداد الكوادر الوطنية الاماراتية الشابة وتأهيلها وتدريبها على عناصر صناعة الفن السينمائي كالسيناريو والاخراج والتصوير، وعندما يتم بناء هذه القاعدة المسلحة بالمفردات الاكاديمية السينمائية عندها نقول إن لدينا سينما اماراتية، والمهرجان يفيد السينمائيين الاماراتيين من خلال اطلاعهم على ما يقدمه السينمائيون من مختلف الدول ومختلف الألوان والأطياف، وهذا يفيد أي مهتم بصناعة السينما الإماراتية لتكوين ذاكرة بصرية .

·         وجدناك في الدراما المحلية كمخرج، هل سنجدك في السينما الاماراتية؟

 هذا حلمي،  ومشروع فيلم اماراتي موجود عندي وعند أصدقائي هنا منذ سنوات، وتكلمت مع سلطان النيادي وجمال سالم وآخرين عن هذا المشروع وأعتقد أن ولادة الفيلم قريبة جدا، نحن الآن اشترينا معدات وتقنيات التصوير والانتاج ونعمل الآن على صياغة الافكار وتحديد السيناريوهات . وسيكون الفيلم اماراتياً بكل المقاييس وآمل أن يرى النور خلال سنة، ويشرفني العمل في هذا الفيلم وأنا اعتبر نفسي اماراتيا وهذا شرف كبير لي خصوصا أن 90 في المائة من انتاجي الفني نفذ في هذا البلد .

·         هل أثر التوسع في انتاج الأعمال الدرامية سلبياً في السينما؟

 انتشار الدراما له أسباب اقتصادية، فالمعلن يبحث عن الدراما ليضع فيها اعلانه وهذا ما يدفع القنوات للعرض، وبذلك يحقق المعلن انتشاره . وضعف السينما العربية نابع من عدم وجود صناعة سينمائية قوية على المستوى العربي باستثناء مصر نوعا ما، ويدل على ذلك محدودية انتشار دور العرض السينمائية في العالم العربي بشكل عام، وأيضا باستثناء مصر التي تنتج الكثير من الافلام مكتفية بالسوق المحلي . بينما مثلا في سوريا لا يوجد أكثر من عدة سينمات تعد على أصابع اليد، فلماذا تنتج فيلماً ولا يوجد له سوق، هذا ما أدى لتفوق الدراما على السينما لدينا .

·         مسلسلك “دروب المطايا” الذي عرض مؤخراً، هل حقق النجاح الذي كنت تتوقعه؟

 بالطبع، أعتبر مسلسل دروب المطايا عبارة عن 30 فيلماً قصيراً وصور أساسا بطريقة سينمائية لذلك فكل حلقة هي فيلم برأيي، وهو أول دراما اماراتية ملحمية تؤرخ للامارات للأهل والاجداد الذين عاشوا على هذه الأرض الطيبة قبل 80 عاما وتحملوا الظروف المعيشية القاسية والصعبة للغاية وتشبثوا بأرضهم رغم ضنك الحياة وقتها، ووصولا إلى اكتشاف النفط الذي كان له دور كبير في تحسين الظروف المعيشية . من خلال هذا العمل رصدنا ثلاث بيئات محلية بيئة البحر والصيادين وبيئة واحات النخيل وبيئة البدو في الصحراء، العمل دون أدنى شك مهم جدا وهو عمل تأسيسي لم يسبقه عمل آخر يؤرخ للامارات بكل تفاصيلها من حيث العادات والتقاليد واللهجات واللباس ولم نغفل أي شيء فيه، والحقيقة لسلطان النيادي دور كبير في نجاح العمل ومراجعته تاريخيا .

·         وماذا عن مسلسل “أم البنات”؟

 “أم البنات” حظي بمشاهدة كبيرة ليس على مستوى المنطقة فحسب، وانما على المستوى العربي أيضا، ورأيت ذلك في سوريا حيث عرفت أن المسلسل محبوب من الجمهور السوري ويتابعه بشغف ويتفاعل معه، وهذا أمر طبيعي فجميعنا لدينا نفس الهموم ونفس الاحلام وتركيبة الأسرة العربية أينما كانت متشابهة .

·         كانت لك تجربة “سيت كوم” أيضا في “عجيب غريب” هل حققت أهدافها؟

 يشرفني أنا وجمال سالم وأحمد الجسمي أن نتصدى لأول عمل “سيت كوم” اماراتي يتم تصويره بثلاث كاميرات في الاستيديو، وحقق العمل النجاح المنشود وتتجه قناة دبي الفضائية لإنتاج أكثر من ستين حلقة منه .

·         كيف ترى الدراما الاماراتية في ظل التنافس الشديد بين الدراما المصرية والسورية؟

 الدراما الاماراتية شابة وحديثة وتتقدم بقوة في ساحة الدراما العربية، وأعتقد أنها خلال عشر سنوات ستكون من الدراما العربية المحبوبة جدا من المحيط للخليج وسيحسب لها حساب، وسيكون لها حضورها في كل الفضائيات والمحطات، وبرغم الدعم الذي تتلقاه الآن فإنها بحاجة إلى دعم أكبر من خلال تأهيل الكوادر المحلية واعدادهم على كل الصعد للدخول إلى عالم الدراما . ومؤخراً فهم تصريح لي بشكل خاطئ حول الدراما الاماراتية وبعض الشخصيات الرائدة التي تعمل فيها، وأنا بطبيعة الحال مقل في الظهور الاعلامي سواء في التلفزيون أو الصحافة، وأقول كل ما أريده من خلال أعمالي، لكني فوجئت بعبارة وردت في حديث لي، كشفت أن ما قلته فهم خطأ وحدث سوء تفاهم . وشعرت أنني ظلمت بتصريح لا يمكن أن أقوله .

·         ما تاريخ تعرفك إلى الوسط الفني الاماراتي؟

 من تعاونت معهم في الإمارات اعتبرهم زملاء الحلم الذي يمتد من تسعينات القرن الماضي . البداية كانت من خلال التواصل عبر الأيام المسرحية، فأنا ابن المسرح قبل كل شيء، والبداية كانت مع مهرجان الشارقة المسرحي والذي أتيته مشاهداً وممثلاً ومحاضراً ومحكماً، ومن خلاله تعرفت إلى جمال سالم وسلطان النيادي وحبيب غلوم وسميرة أحمد وأحمد الجسمي وابراهيم سالم ومرعي الحليان وحسن رجب ومنصور الفيلي، هؤلاء بالنسبة لي يمثلون أبناء جيلي ونحن ننتمي لجيل الستينات، وكلنا نحمل نفس الحلم ونفس التطلعات من أجل الدراما الاماراتية، ومنهم من أصبحوا منتجين للدراما كأحمد الجسمي وجمال السالم وسلطان النيادي وسميرة أحمد، وهؤلاء سبب نجاح الدراما الاماراتية لأنهم ليسوا تجارا، وانما فنانون حقيقيون يقدمون دراما تحترم الناس وطالما هي بين أيديهم ستكون بخير .

الخليج الإماراتية في

13/10/2009

####

'جيران' لتهاني راشد: فيلم وثائقي مصري عن السفارة الأمريكية بالقاهرة

حواجز الشرطة واعدادهم دفعت السكان لتشبيه حي 'غاردن سيتي' بقطاع غزة

أبوظبي رويترز:  

في فيلم وثائقي لمصرية مقيمة في كندا تصف دبلوماسية أمريكية سفارة بلادها بالقاهرة بأنها ' قلعة أمريكية' في حين ينبه الكاتب الماركسي الراحل محمود أمين العالم مخرجة الفيلم إلى النظر للسفارة من نافذة بيته حتى لا يصيبها الرصاص بعد أن تضرر سكان الحي من الإجراءات الأمنية التي يرونها مبالغا فيها حتى إنها جعلت العصافير تكف عن التغريد.

وتسجل تهاني راشد في فيلم (جيران) كيف كان حي غاردن سيتي هو الأرقى في مصر قبل ثورة 23 تموز/يوليو 1952 التي أنهت النظام الملكي والاحتلال البريطاني للبلاد. وكان سكان الحي من الأجانب والمتمصرين وصفوة الطبقة العليا من المصريين وكانوا يجنبون أبناءهم الاقتراب من شارع قصر العيني وهو الحد الغربي للحي حتى لا يختلطوا بالشعب الذي كانوا يرونه 'من النافذة أو من السيارة' على حد قول بعضهم في الفيلم.

ويضم الحي سفارات بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وغيرها. ومنذ سنوات زادت أعداد قوات الشرطة في الشوارع المؤدية للسفارة الأمريكية كما وضعت حواجز حديدية دفعت البعض لتشبيه الحي بقطاع غزة حتى إن الروائي المصري صنع الله إبراهيم رفض جائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي العربي عام 2003 أمام نحو 200 من الكتاب العرب والأجانب في دار الأوبرا بحضور وزير الثقافة فاروق حسني احتجاجا على ما اعتبره ترديا لأحوال البلاد ومنها أن السفير الأمريكي 'يحتل حيا بأكمله' في إشارة إلى غاردن سيتي.

ويسجل الفيلم استياء أهالي الحي من الإجراءات الأمنية التي يقولون إنها أدت إلى ركود في المحال الواقعة في المكان حتى إن بعضهم ماتوا 'كمدا بعد تراكم الديون.. (هذا) الحديد كثير. رعب' في إشارة إلى الحواجز الحديدية.

ويضيف أحدهم ساخرا 'كنا نسمع صوت العصافير (فوق الشجر الذي تتميز به المنطقة). منعوها (من التغريد)'. ويقول آخر إن السفارة 'مزعجة' وإنهم أرسلوا شكاوى إلى السفارة وإلى وزارتي الخارجية والداخلية المصريتين دون فائدة.

ويسجل الفيلم جانبا من احتفال في السفارة دعا إليه السفير الأمريكي السابق فرنسيس ريتشاردوني بعض الجيران قائلا إنه يريد التعرف عليهم مضيفا أنه يخطط لمشروع لتجميل الشوارع ولكن مواطنا سخر من هذا الكلام قائلا إن التجميل الذي فعله السفير هو أنه وضع عددا من الشجيرات بجوار الحواجز الحديدية.

ومن 'جيران' السفير الذين كانوا ضيوف الحفل هشام طلعت مصطفى رجل الأعمال المصري الذي حكم عليه قبل أشهر بالإعدام بتهمة التحريض على قتل المغنية اللبنانية سوزان تميم في دبي وقال في الفيلم إنه مستعد للاستثمار في مشروع التجميل.

ويسخر الكاتب علاء الأسواني من هذا الحضور الأمني الكثيف الذي لا يوجد إلا 'في البلاد المحتلة' مضيفا أن السفراء لم يطلبوا هذه الإجراءات ولكن وزارة الداخلية مسؤولة عن ذلك.

أما محمود أمين العالم فأشار إلى السفارة من نافذة بيته قائلا للمخرجة إنه يمكنها أن تراها وعليها ألا تطيل النظر حتى لا يصيبها الرصاص.

ويتنافس الفيلم في مسابقة الأفلام التسجيلية في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في أبوظبي الذي يختتم السبت القادم ويشارك في دورته الثالثة 129 فيلما من 49 دولة. وتنظم المهرجان تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث.

وقدمت تهاني راشد قبل سنوات فيلم (أربع نساء من مصر) عن صداقة تجمع كلا من صافيناز كاظم وأمينة رشيد ووداد متري وشاهندة مقلد. وبعده قدمت فيلم (البنات دول).

القدس العربي في

13/10/2009

 
 

المشاهد الصامتة أهم ما في الفيلم

"الليل الطويل" رؤية فنية لوضع استثنائي

أبوظبي- حسين الجمو

رغم قلة الانتاج السينمائي السوري، او حتى ربما كما يقول معظم المعنيين بهذا الشأن من الوسط الفن السوري، انه لا توجد سينما سورية حتى الآن، فإن للفيلم السوري وجوده في المهرجانات، ويحقق وظيفة الحضور بشكل جيد، وهو ما فعله فيلم “الليل الطويل” للمخرج حاتم علي الذي عرض أول أمس في المهرجان ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة .

يناقش الفيلم مرحلة طويلة من تاريخ سوريا على مدى ثلاثين عاما من وضع استثنائي عانى منه البلد سياسيا، وجسدها المخرج من خلال أربعة سجناء سياسيين اعتقلوا في ظروف النضال السياسي الذي كان سائدا فيها قبل ثلاثين عاما وهي الفترة التي قضاها السجناء الثلاثة الذين أفرج عنهم في المعتقل، بينما بقي سجين واحد وهو الذي جسده الممثل السوري “نجاح سفكوني” .

الشخصية المحورية بين هؤلاء السجناء هو كريم (خالد تاجا) الذي يعاني من مشاكل صحية، وعندما يسأله أحد رفاقه في الزنزانة عما يؤلمه من جسده، يجيب “كل شيء”، في مقاربة خفية للوضع في البلاد بعد ثلاثين عاما . ظروف السجناء في الخارج مختلفة . لكن لا يقتصر الفيلم على الجانب السياسي، بل يختار المجتمع كساحة طرحه الرئيسة، وسلط الضوء على الارتباك الذي يحدثه خروج السجناء الذين قضوا فترات طويلة، إذ إن عائلة كريم تعيش حياتها بحيث لم يعد فيه مكان لوالدهم السجين، ويظهر الارتباك عليهم عندما يقوم الشخصية الأمنية الغامضة أبو فادي “رفيق سبيعي” بإبلاغهم انهم سيخرجون الليلة، ويكون ابن هذه الشخصية الأمنية متزوجا من ابنة كريم (أمل عرفة) في علاقة مثيرة للجدل وصفها كفاح (باسل خياط) الابن الأصغر لكريم بأنها ليست فقط نتيجة للحب كما تدعي شقيقته بل عن الحب و”أشياء أخرى” مثل المال والراحة وبالتالي العلاقات الاجتماعية التي تظهر في الفيلم تبدو شديدة التشابك ويطرح أسئلة كثيرة عن الشخص الأمني الذي يظهر فيما بعد انه كان من أعز أصدقاء كريم في فترة الشباب، لكن كل منهما اختار طريقه للتغيير، وكان محتما ان يقضي احدهما الآخر . وأبناء كريم بحد ذاته ما زالوا مختلفين في موقف موحد من والدهم، فالابن الأكبر (زهير عبد الكريم) يرى أن والدهم لم يفكر بهم وتركهم من أجل ما يسميه مبادئه، بينما يتمسك كفاح برأيه ان التفكير في الوطن والتضحية لأجله هو الأهم .

عندما يخرج كريم من السجن يستقل سيارة ليذهب إلى قريته الكائنة في جبال الساحل السوري بينما ينتظره أبناؤه في منزلهم بمدينة دمشق، يصل إلى أمام بيته في القرية ويسند رأسه على جذع شجرة يظهر شعار الحزب الشيوعي الذي كان حفره في فترة شبابه، ينام ولا يستيقظ ليجده ابنه كفاح في صباح اليوم التالي ميتاً، هذا الموت غير من سبب مجيء ثائر من باريس (حاتم علي) مع زوجته وابنته من الاحتفاء بالخروج إلى العزاء .

السجينان الآخران يعيشان ظروفا مختلفة في الخارج، فكمال (سليم صبري) والد زوجة “ثائر”، ويبدو ان توضيح العلاقات الاجتماعية المتشابكة يزيدها غموضا، لكن المخرج يريد ان يوضح ان جميع هؤلاء كانوا على علاقات اجتماعية وثيقة الصلة قبل الاعتقال، لدرجة ان هذه العلاقات استمرت فيما بعد لدرجة تناقض رؤى الآباء، مثل زواج ابن الشخصية الأمنية الرفيعة من ابنة كريم . والسجين الثالث (حسن عويتي) يتحرك في نفس الاطار الاجتماعي للآخرين .

فكرة الفيلم كما وضحها كاتب السيناريو ومنتج الفيلم هيثم حقي في المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس طرح هذه المرحلة لمنع تكرارها، فالليل الطويل هي تلك المرحلة الطويلة . الشخصية الرابعة (نجاح سفكوني) بقيت في السجن، وهذا السجين المثقف متعلق بالمسرح، ويبدا المشهد الأول من الفيلم بترديده أجزاء من نص مسرحي داخل السجن، وينتهي بهذا المشهد أيضا في نص يجسد هذيانا مسرحيا عن الحرية، إلى ماذا تشير الشخصية؟

الإجابة عن هذا السؤال ربما يريد الاشارة إلى الوضع الحالي في سوريا، وهو أن المسألة لم تنته تماما بل هناك امتداد للمرحلة السابقة، مرحلة الليل الطويل، يلقي بظلاله على الواقع الحالي . خرج ثلاثة، لكن أحدهم بقي في سجينا .

وكما أشار المخرج حاتم علي في المؤتمر الصحافي، لم يستخدم الموسيقا في أول 15 دقيقة من الفيلم، بل اعتمد على تصوير واقع السجناء كما هو لنقل المشاهد إلى أجواء السجن، حيث قطرات الماء من الصنبور تقوم بدور الموسيقا، واختار لقطات مقربة لعيون الشخصيات في السجن وبعض ملامحهم الشكلية، وفي المؤتمر الصحافي انتقد البعض قلة الموسيقا في الفيلم وعدم توظيف حركة المجاميع وتصوير الشارع وغير ذلك من المشاهد العامة، لكن في مثل هذه الأفلام المطلوب إزاحة الموسيقا قليلا باستثناء بعض المشاهد، فمشهد الحزن والصدمة لا تناسبها موسيقا تستجدي عاطفة المشاهد، وهذا ما نجح فيه المخرج خاصة في بدايات الفيلم، وربما لو استمر على هذا المنوال في مسألة عدم توظيف الموسيقا كان الفيلم سيكون اكثر مدعاة للترقب كما حدث في المشهد الأخير . المشاهد الصامتة في الفيلم كانت أكثر ما يلفت الانتباه، مثل مشهد نزول مسؤول السجن الذي رافق المعتقلين لنقلهم إلى المدينة، فينزل من سيارته على الطريق لقضاء حاجة في دلالة موفقة على المنطقة النائية التي يقع فيها السجن وبعده عن المدينة .

“الليل الطويل” بادرة جيدة تضاف لرصيد السينما السورية خاصة من ناحية مضمون الفكر الذي يطرحه، وهو لا يهتم بإسعاد المشاهد بقدر اهتمامه بتصوير الواقع ونقده من خلال تخلي غالبية المجتمع عن الارث النضالي اليساري لهذه الشخصيات الوطنية . ورغم الأداء الجيد للممثلين، فإن ايقاع الفيلم كان بطيئا وهو ما اكده أيضا المخرج حاتم علي، والبطء موظف لابراز المشاعر والانفعالات العاطفية، لكن هذا يعتبر مغامرة إخراجية أثارت بعض النقاشات والجدل، فبطء الايقاع ضروري لهذا للفيلم، لكن هذا كان يتطلب سيناريو أقل طولا من الذي تابعناه لاضفاء متعة على بطء الايقاع من خلال المشاهد الصامتة والمحفزة على طرح الأسئلة والاستنتاجات .

الخليج الإماراتية في

13/10/2009

####

أول تجربة روائية طويلة لمخرجه

"الجولة الأخيرة" هروب إلى العنف

أبوظبي- فدوى إبراهيم 

بعرض أول في الشرق الأوسط وضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في المهرجان، يشارك الفيلم الأسترالي (الجولة الأخيرة) للمخرج غليندين آيفين الذي يخوض أول تجربة له في اخراج الأفلام الروائية الطويلة وسيناريو ماك غوديجون، ويقوم بإداء الأدوار كل من هيوغو ويفنغ (الأب) وتوم راسل (الابن) وغيرهما .

يقدم الفيلم فكرة مفادها ان العنف لا يولد الا العنف من خلال قصة طفل عمره 10 سنوات ووالده المجرم الهارب من القصاص حيث يقومان بجولة في الطبيعة بجنوب استراليا هرباً من العدالة ويظلان في جولاتهما هذه هاربين في كل احداث الفيلم .

يبدأ الفيلم بمشهد الأب وابنه داخل سيارة وملامح الغضب والإرهاق تبدو عليهما فينزلان عند اقرب مطعم ليأكلا بعض الطعام ويدخل الأب الى الحمام فيقص شعره بهدف تغيير الشكل لأنه هارب من جريمة ما، ثم يواصلان طريقهما فيذهبان الى بيت في احد الأحياء السكنية لتفتح لهما الباب امرأة شابة يبدو أنها تعرفهما جيداً، فيتضح أنها كانت صديقة الأب لكنهما قد انفصلا من فترة طويلة، فتنبههما وهما على الباب بألا يمكثا عندها طويلاً، ورغم ذلك تتعاطف مع الصبي الذي تعلق بها حيث شعر معها بالاستقرار، يبقيان وقتاً ولم يمكثا ليواصلا رحلتهما التي لا نهاية لها، فمن مكان الى آخر ينتقلان بسيارات يسرقها الأب، والولد الصغير يشاهد أفعال ابيه الإجرامية العنيفة تجاهه وتجاه الآخرين، فيكتسب منه بعض سلوكياته، فحينما يدخلان أي مكان لشراء الطعام يسرق ويتعامل بعنف مع البائع، وهي كعملية اسقاط نفسي لما يفعله والده به وبالآخرين في اي مكان، وتستمر الرحلة ويمارسان حياتهما بشكل أو آخر في الطبيعة الأسترالية ما بين الغابات احيانا والمساحات الواسعة احياناً أخرى، وفي احدى جولاتهم يدخل الأب وابنه متحفا في احدى المدن ليمكثا به ويذهب الأب ليتبضع ويترك ابنه في المتحف، الا ان الولد يتفاجأ وبعد فترة من مكوثه بصوت فتاة تهمس ببعض الكلمات غير المفهومة بالنسبة اليه، فإذا بها فتاة مسلمة تصلي في المكان المجاور له فينظر لها من النافذة التي تفصلها عنه فتسأله من يكون فيجيبها باختصار ويسألها ان كانت افغانية فتقول له انها هندية وتعمل طبيبة فيسألها ان كانت تستطيع ان تسعف مريضا، وخلال حوارها معه يدخل الأب الى المتحف وهو مكلل بالجراح الناتجة عن احدى جولاته لينقض على الفتاة ويضربها ويأخذ ما في حقيبتها من مقتنيات ويأخذ مفتاح سيارتها ليهربا مجدداً، وفي كل هذه الأحداث يكتسب الطفل سلوكاً عنيفاً .

يحاول الأب رغم حبه لولده أن يعلمه السباحة والرماية لكن بأسلوب عنيف لا يتناسب وعمره وطبيعته وبسلوك غير تربوي وهذا بالطبع ناتج عن كونه مجرماً عاش معظم حياته في السجون، فيبدا الولد يسلك السلوك العنيف القاسي لكن هناك شيئاً ما بداخله يرفض هذا السلوك وهذا العنف المكتسب، فيصطاد ارنباً لكنه لم يقدمه لأبيه ليطهيه  بل قام بدفنه، وفي آخر جولة قاما بها حاول الأب اجتياز مكان ما للوصول إلى منطقة معينة كان عاش بها، وفي هذا الطريق دار حوار بين الأب وابنه حول شخص يعرفه الولد وهو أحد اصدقاء الأب منذ السجن، ومن خلال عرض سريع للماضي تعود بنا الصورة لعملية تحرش  قام بها صديق الأب بالصغير وعلى اساسها ضربه الأب ضرباً عنيفاً حتى قتله، وهنا يعترف الأب لابنه بأنه قتل الرجل بسبب تحرشه به وانه يرغب في حمايته فيقوم الولد بضرب ابيه، ويقول له إن الرجل كان يعامله بلطف، فيغضب الأب وينزل ولده من السيارة على اثر هذا الكلام ويتركه وسط مكان خال، فيناديه بالصراخ والبكاء لكنه لم يستجب له ويجلس الولد في المكان وحيداً حتى عاد والده مرة اخرى ليأخذه ويقول له انه اراد ان يعلمه درساً من هذا الموقف .

يصل الأب وابنه إلى مكان ما، فيبدأ الولد يفكر بطريقة تخلصه من هذا الوضع فيقوم بإرسال رسالة نصية إلى احدى الجهات لكي تستدل الشرطة على مكانهما، وفعلاً يمضي الوقت ويفيق الأب من نومه في العراء لينادي على ابنه والابن لا يرد عليه حتى اطلق الابن رصاصة على كاحل أبيه  وعلى اطارات السيارة ليمنعه من الهرب وتأتي الشرطة فينادي الأب على ابنه وينصحه بالهروب الى أحد الأماكن، عندما يحتضن الأب ابنه يعترف الأخير بأنه هو من ابلغ الشرطة عن مكانهما فيقول له الأب انه حسناً فعل ويبقي على السلاح معه، ويمشي الابن لعدة خطوات للهرب الا انه يسمع صوت رصاص فيلتفت ليجد ابيه انتحر، فينهار ويقوم بالركض بشكل غريب الى ان يدخل البحر ويحاول السباحة متذكراً كلمة ابيه حينما كان يعلمه السباحة ( اذا اردت ان تتخلص من خطر ما في سباحتك فقم بالطوفان على الماء) .

تتلخص فكرة الفيلم في اكتساب العنف من المحيط في ظل الظروف الصعبة والظلم الذي يتعرض له الأولاد بسبب ظروف أسرية معينة، واسقاط هذا العنف الذي تعرض له الولد الصغير في الفيلم من يد والده على من حوله، الا ان حب الحياة والاستقرار والأمل يظل هاجسه الوحيد الذي أدى به إلى أن يسلم والده للشرطة على الرغم من انه لا يملك سواه، وانه لا يمكنه العيش من دونه، فيقدم المخرج فكرته من خلال قصة أب وابنه ليقدم لنا كم ان هذه العلاقة حميمية وكم من الممكن ان تخترق بالسلوكيات الخاطئة، وكان  استخدام المخرج للمؤثرات الصوتية عنصراً مهماً في الفيلم، وتصوير المشاهد في اماكن قاسية كقسوة بطل الفيلم كان موفقاً، لكن لا يوجد فيلم يخلو من الثغرات، فكان للمشهد الأخير وهو انتحار الأب تأثيره المعنوي لدى المشاهد إلا أنه ضعيف المصداقية لأن من يعيش حياته في السجون ويقوم بجولات مع ابنه سريعة وقاسية لا يمكنه أن ييأس بهذه السهولة .

الخليج الإماراتية في

13/10/2009

 
 

حاتم علي .. النجاح رغم عوائق الرقابة

عدسة حاتم علي تقتحم منطقة شائكة في سوريا

أبوظبي- من محمد الحمامصي  

الزنزانة بمثابة لوحة تشكيلية مأساوية، تتناثر فيها الأحلام والأفكار والآراء، وتلونها أوراق الماضي.

اقتحم فيلم حاتم علي "الليل الطويل" منطقة شائكة في عالمنا العربي، تتجاهلها السينما العربية منذ زمن ليس بالقصير، تلك المنطقة المحذورة للقمع السلطوي للرأي الآخر، وأثره المخرب في بنية المجتمعات العربية.

يدخل "الليل الطويل" إلى السلطة القمعية مباشرة من خلال أربع شخصيات رهن السجن مدد طويلة تصل إلى 20 عاما، قررت السلطة الإفراج عن ثلاثة منهم، وبالفعل تطلق اثنين منهما مع غروب الشمس ويبقى الثالث إلى صباح إلىوم التإلى.

الحوار يكشف عن أنهم جميعا مثقفين وسياسيين، ربما منهم مسرحيا وكاتبا وصحفيا، وأن كل منهم من مدينة مختلفة،عندما يصلون إلى الشارع نستشعر دهشة وفرحا مجروحا بالخروج للحياة التي تغيرت، يطلق أحدهم قدميه مستبقا نفسه إلى فندق متواضع، فزوجته هربت بابنته فور اعتقاله وأخوه كفره، وآخر يطلق ليرى ابنته وحفيدته، بينما بطلنا "كمال" يؤجر سيارة تاكسي لتوصيله إلى مكان، نعرف بالنهاية أنه مسقط رأسه وبيته القديم ليموت هناك.

يعرف نبأ الإفراج عبر حما "عروبة" الذي يأتي ممثلا لسلطة غابرة لعبت دورا "أساسيا" في سجن هؤلاء الذين كانوا أصدقاءه، بل إن "أبو نضال" ـ كمال ـ كان صديقه الحميم والمقرب الذي شهد على عقد زواجه، لكنه لم يتوان أمام مصالحه من أن يخونه ويزج به إلى السجن.

نبأ الإفراج يطير للأبناء لنتعرف على تمزق واضح في الرؤى الفكرية والإنسانية، ابن يرى أن أباه أضاع الأسرة والأبناء من أجل رأي كان من الممكن ألا يتمسك فيه، وهو الابن الذي يستولي على شقة الأسرة، وهناك الابن وأيضا الحفيد الذي تتوافق رؤاه مع ما آمن به الجد، فالوطن أهم من الأسرة.

نمضي ليلا طويلا حقا مع رحلة إنسانية نرى فيها لعذابات الإنسان، الإنسان المثقف الوطني المصر على مبادئه وأفكاره ولا يزال لديه الاستعداد لدفع أي ثمن دفعا عنها، لأنها تخص الوطن وبناءه، الإنسان الجلاد الذي يندم على فعله وزجه بأصدقائه بالسجن، ويجني من وراء ذلك سلطة ونفوذ، الإنسان الذي لا يبالي بشيء لا أبيه ولا زوجته، الإنسان الذي لا يرى إلا مصالحه، وهكذا.

لقد قدم الفنانون المشاركون في الفيلم أداء تمثيلا متميزا جدا، يرقى إن لم يكن على قدم المساواة مع الأداء العالمي، وهكذا التصوير الذي حمل حرفية عإلية على التقاط أدق تفاصيل الذات الإنسانية داخل وخارج محيطها.

تكامل الفنون أحد أبرز سمات هذا الفيلم ـ أيضا ـ فالفيلم يدخل على المشاهد دخولا مسرحيا ملفتا، وقويا، المطر يتساقط وشخصية "حسن" ـ الفنان نجاح سفكوني ـ تزلزل أركان المكان، لندخل إلى الزنزانة التي تمثل لوحة تشكيلية مأساوية، تتناثر فيها الأحلام والأفكار والآراء، وتلونها أوراق الماضي.

أيضا شارع أو شوارع الليل الطويل لم تكن مجرد مشاهد بصرية لكاميرا تمر على متغير إنساني وسجين أطلق من سجنه، بل تجاوزت ذلك لتخلق حالة من التفاعل بين الماضي والحاضر، وقد لعبت الإضاءة دورا مهما في رسم وتشكيل ما يضرم داخل شخصية "كمال" ـ خالد تاجا ـ وتجلى ذلك حين سقط المطر وتوقفت السيارة ونزل يستقبل المطر رافعا وجهه للسماء، وسط دهشة سائق التاكسي، الذي كان يشير له بدخول السيارة، لقد نجح حاتم علي في تحقيق تكامل للفنون البصرية والتشكيلية والتمثيلية، حتى إنه عندما أنهى الفيلم أيضا على لوحة تشكيلية خضراء تجمع الماضي "الجد" والمستقبل "الحفيدة"، "الشرق" الجد، "الغرب" الحفيدة في رؤية تفاؤلية لهذه العلاقة المهمة والمصيرية بين الحاضر والمستقبل، قد تتحقق يوما.

إن هذا الفيلم على كل مستوياته من إخراج وسيناريو وحوار وتمثيل وتصوير، فضلا عن قضيته الجوهرية في حياة الإنسان العربي وجرأته في تناولها دون خطاب زاعق أو افتعال مقصود، وبشفافية إنسانية راقية، يضع الفيلم السوري على أعتاب مكانة مهمة، كان لابد له أن يجتازها منذ زمن طويل.

ميدل إيست أنلاين في

13/10/2009

####

عيش الوحدة بين الاخرين

فاتنة.. لا أمل إلا الموت!

أبوظبي – من محمد الحمامصي  

حرس الملالي يطارد الاطباق اللاقطة من أعلى السطوح في فيلم عن تكميم الاصوات بايران.

حقا إن الأفلام الثمانية التي عرضت في إطار مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في دورته الثالثة، وحملت عنوانا عاما "عاطفة"، كانت ـ دون مبالغة ـ بمثابة ثماني طلقات أصابت القلب، على الرغم من اختلاف رسائلها التي توزعت بين السياسي والاجتماعي والثقافي، والملاحظات التي يمكن أن تؤخذ على بعضها، لكنها بالنهاية مست أوتارا وحركت مشاعر وطرحت تساؤلات مهمة.

الفيلم الفلسطيني"فاتنة" يرمي سياسيا إلى أن سرطان الدولة الصهيونية ينتشر في الجسد الفلسطيني، وأن عمليات استئصاله لا جدوى من ورائها، وإنسانيا يكشف بشاعة العيش تحت وطأة الاحتلال.

فاتنة فتاة فلسطينية تسكن مخيم الشاطئ وتعمل خياطة وتحب زميل لها في العمل، تصاب بسرطان الثدي، تكتشفه مبكرا، ولأنه لا طب ولا وزارة صحة ولا مستشفيات في غزة المحتلة، يتغلغل المرض، وتضطر إلى أن تلجأ لإحدى المستشفيات الإسرائيلية، لنرى اللا إنسانية التي يتعامل بها الجيش الإسرائيلي حتى مع المرضى، رحلة عذاب من غزة لدخول إسرائيل، رحلة عذاب لا يشفع فيها المرض والعجز أو أي شيء آخر.

يصيب المرض اللعين العمود الفقري، ويتوقف الأمل إلا من الموت، وعلى الرغم من أن الفيلم انتهى بطلب فاتنة فتح الشباب المطل على البحر، وحلمها بالرجل الذي تحبه، لكن إحساسا جارفا يصلك بأنها تفارق الحياة.

صنعت شخصيات الفيلم كارتونية، لكن المشاهد الخاصة بغزة وشوارعها وبيوتها لم تكن كذلك، لماذا كانت الشخصيات كارتونية، هل بسبب صعوبةفي قبول فتاة عادية أو ممثلة تلعب هذا الدور؟ ربما، وربما أراد المخرج أحمد حبش أن يقول لنا: إننا أصبحنا مجرد كارتون!!

رعب الملالي من التلفزيون

الفيلم الإيراني "الفيلم الأول" لباناه باناهي يكشف رعب حكام إيران من الفضائيات، وإلى أي مدى وصل قمع الحريات باعتبار أن هذه الفضائيات تحمل مختلف التوجهات والآراء والأفكار.

إننا أمام حكم يسلب المواطن حقه في المعرفة، مشاهد الفيلم منقسمة ما بين الشقة التي يتم التصوير منها، وأسطح العمارات حيث يقوم رجال الحرس الثوري بقطع وتكسير الاطباق اللاقطة، من سطح لآخر، دون أن يصعد أحد ليعترض، الأمر الذي يكشف حجم المأساة يعيشها المواطن الإيراني تحت الحكم الملالي.

الفيلم نفسه يتم تصويره خلسة من شقة في بناية عالية ومن وراء ستائرها، حتى إذا رآهم أحد العسكر، صعدوا إليهم، وسط رعب المصورين.

الأم الوحيدة بين الآخرين

على الرغم من بساطة فيلم "الأم ماتيكا" لجيكوب بياتك إلا أنه أكثر من رائع، حتى ليمكن القول أن هذا ليس فيلما وإنما مشهد طويل عابر، تم تصويره كما هو، امرأة عجوز لا أحد ينظر إليها، لا أحد يخاطبها، لا أحد لتفعل شيئا، لا أحد يدعوها لتأكل أو لتشرب، لا أحد يتحدث إليها، بينما يمرون من حولها وبين يديها أبناء وأحفاد وزوجات، الكل يعبر دون أن يبالي بحضورها، إنها مأساة يعيشها المسنون.

رسالة الجنوب الى الشمال

"الآخرون" فيلم هشام زمان يمثل قطعة فنية رائعة على مستوى فنيته ومضمونه الإنساني والسياسي، إنه يحمل رسالة الجنوب الفقير للشمال الغني، أن خذ أبناء وتكفل بهم لأننا لا نملك لهم عيشا.

رجل أبيض يمضي بسيارته على طريق تملأه الثلوج التي تتساقط بكثافة، يتصدر الطريق أمامه شخص لا نتبينه، ينزل الأبيض من سيارته ويقترب ممن اعتقد أنه أصابه، فيهاجمه الآخر، يتخلص منه ويسرع إلى سيارته، وبعد أن ينطلق تخرج طفلة سوداء من بين الأشجار وتنادي على أبيها، لم تكن أكثر من حيلة ولكن يبدو أنها لم تفلح.

الرجل الأبيض ثري يعيش في بيت ضخم مجهز بأفخم الأجهزة ووسائل الراحة، وبعد فترة يفاجأ بطفلة سوداء تقتحم عليه بيته، يأخذها لمركز الشرطة بعد أن ترفض الكلام لكي يجدوا أهلها، يتركها أمام المركز ويمضى، لتعود إليه في إليوم التإلى، يتقاسم معها الأكل، وفجأة يأتي أخيها الصغير حاملا حقيبته، ويشير إلى أبيه من النافذة، يمضي الأب، ويحاول الرجل الأبيض اللحاق به، وحيث يستدر هذا الرجل، وهو أسود، ينظر نظرة عميقة ثم يعاود السير متجاهلا الرجل الأبيض، تاركا له مسئولية ابنيه.

الطفل في أداء محترف

أيضا يشكل فيلم "رجل بـ 6.50 دولار" وهو حول طفل يتمتع بالجرأة والصلابة والذكاء، فيلم لا يمكن حكيه وفهم كنهه بسهولة، لكنك ترى أداء متكاملا وتصويرا فنيا بديعا، استطاع بطله "الطفل" أن يقدم لنا أداء ممثل محترف، نظرة التحدي، نظرة الثقة، حركة القوة في خطوه ومواجهاته، وقدرة ملامحه على التعبير النافذ.

إن سر هذه القوة التي يتمتع بها هذا الطفل هو "الحب" نظرة الحب من زميلته في الفصل الدراسي، وهي نظرة تدفع للثبات وتدعو للقوة وتحرك الفعل الداخلي.

مفتح القوة هو الحب.

المخرجة مريم جمعة تكشف لنا في فيلمها "هي شرطية" الذي يتناول مسيرة عمل امرأة أردنية في الأمن العام، شرطية، أن المرأة العربية لا تزال تعاني من سيطرة المجتمع الذكوري، وأن هذا المجتمع لا يزال رافضا لخروج المرأة وعملها بمواقع حساسة كالشرطة والأمن العام، باعتبار أنها لا تصلح لذلك.

أجرت المخرجة لقاءات مع رجل الشارع قبل أن تصحبنا إلى حديث بطلة الفيلم وهي شرطية أردنية، رجل الشارع يرفض المرأة والأهل يرفضون التحاق ابنتهم في الأمن العام، ثم يقبلون ذلك حين يجدونها شخصية متميزة.

وهم الحب

أما فيلم "ربيع 89" لآيتن أمين، فلم يقدم جديدا في تلك الفترة المهمة من حياة الفتاة في مراهقتها وشغفها للتعرف على الآخر، فتاتان زميلتا دراسة تعيشان وهم الحب من شاب، كل منهما تعيش مع نفسها حلما خادعا، كل منهما تخدع الأخرى بحقيقة حلمها، كل منهما لا تستطيع مواجهة ذاتها ومن ثم مواجهة صديقتها.

إنه عالم المراهقة، لكن الفيلم لم يقدم زاوية رؤية جديدة لهذا العالم الثري.

والأهم مما حاولنا قراءته من هذا الأفلام التي عرضت في مهرجان الشرق الاوسط السينمائي الدولي في أبوظبي، أنها جميعا تؤكد أهمية حضور الفيلم القصير، وأن دوره يمكن ألا يقل أهمية وتأثيرا عن دور الفيلم الطويل إذا توفرت له شروط العرض المناسبة.

ميدل إيست أنلاين في

13/10/2009

 
 

حُب وعنف في المتاهة الملحية النائية

حدود المُعطى البصري في "نقطة" درويش زعيم

عدنان حسين أحمد

يمزج المخرج التركي درويش زعيم بين أكثر من جنس ابداعي في كل فيلم من أفلامه الروائية. وفي فيلم "نقطة" على وجه التحديد يوظف البنية المُحكَمة للخط الإسلامي حيث تتعاضد مع السياق السردي الذي تتصاعد وتيره كلما تكشفت أبعاد القصة السينمائية. لقد جمع المخرج بين باقة من الأفكار القيّمة مثل الحب، واليأس، والجريمة، والعقاب، والخط العربي، والمتاهة الروحية مازجًا هذه الأفكار جميعًا بطريقة فنية تذكرنا بالرصانة والإحكام اللذين نجدهما في فن الخط الإسلامي. يمنحنا الفيلم متعة بصرية خالصة وسط المتاهة الملحية البيضاء.

أبو ظبي:  بعد النجاح الساحق الذي حققه المخرج التركي درويش زعيم في فيلم "بانتظار الفرودس" يقدّم لنا اليوم تحفته السينمائية "نقطة" التي تتناول عدة محاور في آن واحد. منها الحُب، الجريمة والعقاب، والخطاب البصري الكامن في فن الخط الإسلامي، إضافة الى عدد من المحاور الثانوية التي حبكها المخرج وكاتب السيناريو درويش زعيم "المولود في قبرص عام 1964".

يحيلنا المشهد الأول الى جمالية الخط الاسلامي الذي يستعمله المسلمون في مختلف أرجاء المعمورة حيث تركز عدسة الكاميرا على جملة شديدة الأهمية مخطوطة بعناية فائقة تذكرنا بالتقنيات المحكمة للخط العربي والاسلامي. تقول هذه الجملة "عفى الله عنه" ثم تنفتح عدسة الكاميرا على بحيرة صافية من الملح، بحيرة تمتد على مدّ البصر، وثمة أناس متناثرون هنا وهناك. ينحسر المشهد كثيرًا ليقتصر على الشخصية الرئيسة أحمد " جسّد دوره الفنان المبدع محمد علي نور أوغلو" وحبيبته التي قرر أن يقترن بها. ولعل مشاهد القُبل الحارة كانت تكشف لنا كمتلقين أنهما يعيشان قصة حب جارفة غير أن الملابسات والظروف الغامضة سوف تفضي ببطل الفيلم الى ما لا تُحمد عقباه. يقطع هذا الجو الرومانسي مجيء صديقه سليم الذي ينفرد بأحمد جانبًا ليخبره بحاجته الماسة للنقود كي يبعث عمه المريض للعلاج في أميركا. يعرف أحمد عصابة مافيا محلية لا تتورع عن القيام بأي عملية خطرة. ويبدو أن أحمدًا قد ارتكب حماقة كبيرة حينما أحاطهم علمًا بأهمية النسخة الثيمنة من القرآن الكريم التي تعود الى القرن الثالث عشر والتي يمكن أن تُباع، على أقل تقدير، بمليون يورو مما دفع العصابة لإختطافه كرهينة مقابل هذه النسخة النادرة من مخطوطة القرآن الكريم.

الخطاب البصري

على الرغم من أن عنوان الفيلم "نقطة" يوحي بأن هناك إحالة واسعة الى جماليات الخط الإسلامي إلا أن واقع الحال ينحصر في المطاردة بغية الثأر والانتقام، وكأننا نشاهد فيلمًا من أفلام الجريمة. لم نرَ ذلك  التركيز المطلوب على جماليات الخط الإسلامي. وأن الجملة الوحيدة التي كنا نشاهدها على الشاشة هي "عفى الله عنه" وكأن المخرج يريد أن يذكرنا بفكرة التسامح والصفح عن الذنوب الكبيرة التي قد يرتكبها أيًا منا في هذه الحياة التي لا تسير دائمًا على ما يُرام. أما الخط الإسلامي كتقنية فنية فقد غابت تقريبًا لأن هيمنة عنصر الجريمة قد طغى على غيره من العناصر مما حرمنا من فرصة الاستمتاع بجمالية التقنيات الفنية المُحكمة للخط الاسلامي. حينما تسيطر العصابة المدججة بالسلاح على أحمد وسليم لمدة قصيرة من الزمن تنقلب إثرها الموازين. إ يختطف أحمد المسدس من آسريه ويصوب النار عليهم فيرديهم قتلى في الحال، ثم نكتشف أن سليمًا الذي كان مقيّدًا قبل قليل قد فارق الحياة هو الآخر. لا يعرف الجميع المكان الذي دُفن فيه سيلم باستثناء صديقه أحمد. وبعد رحلة شاقة وطويلة في بحيرة الملح المنبسطة على مدّ البصر يواحه أحمد مصيره المحتوم. فها هي عائلة الضحية تواجهه وتطلب منه أن يدلهم على مكان القبر الذي يضم جثمان ابنهم سليم. ثمة عنف شديد، وضرب قاس بالعصي، وركلات قوية في مواقع حساسة من جسد علي الذي يصل به الأمر الى حد الاعياء. يناوله أحدهم معولا ويطلب منه أن يحفر القبر، لكن من أين تأتي القوة لأحمد بعد أن تلقى هذا الكم الكبير من الضرب والركلات العنيفة في معظم أجزاء جسده؟. يترك المعول ويتحرك باعياء شديد مترنحًا ذات اليمين وذات الشمال. يمشي وكأنه فقد بصره وسط هذه المتاهة الملحية البيضاء ثم يسقط مغميًا عليه ليموت وحيدًا أعزل في البرية الملحية النائية.

تقمص الشخصية

لا شك في أن المتابعين للمسلسل التركي الشهير " الأجنحة المتكسرة" الذي عرض مُدبلجًا على شاشات بعض الفضائيات العربية يعرفون الممثل محمد علي نور أغلو الذي أدى دور " نوزد"  وأتقنه. فهو شخصية كارزماتيكية بحق يستطيع أن يشد انتباه الجمهور. وفي فيلم "نقطة" يعود محمد علي من جديد الى ذات الشخصية الآسرة التي يتفاعل معها. فكنا نراه في بعض المسلسلات يتفانى من أجل محبوبته، وها هو اليوم يتفانى من أجل صديقه ويعرِّض حياته للعرض بغية إنقاذه من الموقف الصعب الذي يعانية، بينما هو يقطع الخطوة الأولى صوب حياة زوجية مرتقبة, فقد رأيناه في مفتتح الفيلم وهو يعانق حبيبته غير مرة، ولكنه يستجيب لنداء صديقه سليم فيقع ما لا تُحمد عقباه. بعد انتهاء عرض الفيلم في "سيني ستار 3 في المارينامول" كان محمد علي نور أوغلو هو الشخصية الوحيدة الحاضرة من طاقم الفيلم وقد أجاب باستفاضة على أسئلة الحضور الذين سألوه عن قصة الفيلم فقال إنها خيالية من جهة ومستوحاة من كتب ومصادر تاريخية من جهة أخرى. وأضاف بأن مدة التصوير قد استغرقت 12 يومًا في تلك البحيرة الملحية النائية. وقد تغلب الممثلون على بعض الصعوبات التي واجهتهم في أثناء التصوير. أما عن دلالة "النقطة" في الفيلم، وفيما إذا كانت موجودة أم لا؟ كان محمد علي بأن على المشاهد أن يبحث عن هذه النقطة ولا بد أنها موجودة في مكان ما من القصة السينمائية. وختامًا لابد من الاشارة الى أن تيار السينما الجديدة في تركيا يزدهر يومًا بعد يوم. وهذ الباقة من الأفلام المستقلة هي خير دليل على أن السينما التركية متعافية وتتقدم بالتجاه الصحيح لأن استقلالية السينما تمنحها حرية اختيار الموضوعات الحساسة والاشكالية التي تريد أن تعالجها من دون أن تضع في حسبانها مقص الرقيب.

إيلاف في

14/10/2009

####

تجارب مريرة وثورات حالمة ودكتاتور طاغية

فيلمان لبناني وروماني يشهدان ازدحامًا على تذاكر العروض

إيلاف / أبو ظبي:  

يؤكد مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في دورته الحالية أنه يحمل الكثير في جعبته من المشهديات السينمائية الروائية الطويلة، التي تشد جمهور وعشاق السينما الذين باتوا يتوافدون بالمئات لقاعات العرض في قصر الإمارات وسيني ستار في المارينا مول بـ" أبوظبي".

 وفي سابقة لا نشهدها في الأيام العادية من السنة تكاد تغلق كل قاعات عروض الأفلام وتباع كافة التذاكر قبل ساعات وأحيانا قبل أيام من موعد العرض المنتظر.

وفي هذا السياق فقد شهدت قاعات سيني ستار في المارينا مول إقبالاً كبيرًا من قبل أفراد الجمهور الذي اتصف بالنخبوية بامتياز عبر اختيار نوعية الأفلام التي يشاهدونها، وقال البعض من هؤلاء "إن المهرجان يقدم أفلامًا تحمل فكرة جديدة وحقيقية عن حياتنا، فالمهرجان فرصة لاكتشاف جديد السينما العالمية والمحلية بلغة عالية وتقنية فنية تعيد إلى الأذهان الماضي الجميل للسينما وتحاكي المجتمع بلغة قريبة إلى قلبه وعقله في آن معا".

وعرض فيلم "ما هتفت لغيرها" في قاعة سيني ستار في المارينا المول في أبوظبي وسط إقبال جماهيري كبير من فئة الشباب والكبار الذين جاؤوا للاستمتاع بفيلم صورت أحداثه بين بيروت وفيتنام ودبي، للمخرج محمد سويد، تصوير سينمائي ومونتاج باميلا غنيمة، صوت وموسيقى نديم مشلاوي.

ويستعرض محمد سويد في فيلمه الوثائقي الطويل شهادات لرجال عايشوا تجربة الثورات الفلسطينية والفيتامنية وصولاً إلى تجربة الانتقال من الحرب إلى السلام وبناء الذات الداخلية بعد الحرب كما بناء المدن، داحضًا فكرة أن لا خيار أمام لبنانيي وعرب بيروت إلاّ هونغ كونغ أو هانوي، في رحلة بحث ابن في دفتر ذكريات أبيه ورحلاته عبر صفوف المقاتلين الثوريين في لبنان في سبعينيات القرن العشرين من خلال ملاحظات وخربشات في دفتر ذكريات تركها الوالد.

ويستعير محمد سويد عنوان فيلمه الوثائقي الثالث الطويل من أحد أناشيد حركة فتح "ما هتفت لغيرها"، حيث ينقب قليلاً في تجربة لواء الشبيبة الشهير التابع لفتح والتي تم تسجيل مقتطفات مقتضبة منها، ليروي حكاية رجال كانوا مرة أبطالاً ملحميين لكنهم الآن مختفون أو مفقودون أو غيبهم النسيان.

كما عرض فيلم "حكايات من العصر الذهبي" ضمن عرضه الأول في الشرق الأوسط في قاعة سيني ستار 4 في المارينا مول بأبوظبي، وقد تم تصوير مشاهده بين فرنسا وألمانيا، وهو الفيلم الروائي الطويل  الثالث لمخرجه كريستيان مونجيو إلى جانب كل من رازفان ماركولسكو، هانو هوفر، إيوانا يوريكارو، وكونستانتين بوبيسكو، سيناريو المخرج نفسه، ومن إنتاجه بشراكة أوليغ موتو، تصوير سينمائي ليفيو مارغيدان، أوليغ موتو وألكساندرو ستيريان، مونتاج دانا بونسكو، ثيودورا بنتشيو وإيوانا يوريكارو، موسيقى هانو هوفر ولاتشو جيمي، وتمثيل تانيا بوبا، ليليانا موكانو، ألكساندرو بوتوشن، ثيودور كوريان، إيمانويل برافو، وكالن شيريلا.

وكان أول أفلامه "غرب" قد عرض في برنامج "نصف شهر المخرجين" في مهرجان كان 2002. وكان بداية ما عرف في السنوات الخمس الماضية بالموجة الجديدة في السينما الرومانية. أو سينما الحرية.. بعد سقوط نظام تشاوشيسكو الديكتاتوري بأقل من عقدين من الزمان.

ويحكي الفيلم خمس قصص متناثرة أخرجتها مجموعة المخرجين الشباب من رومانيا، تروي حكايات الناس العاديين في ظل حكم الدكتاتور تشاوشيسكو لرومانيا، وبهذا الفيلم تبلغ حركة الموجة الجديدة الشهيرة في السينما الرومانية ذروة اشتهارها، فهذا فيلم عن الوطن عندما يتحول إلي سجن كبير بالمعني المادي والروحي معا.. الغرف مثل الزنازين وممرات السجون بين العنابر، والناس في الشوارع والسيارات والفنادق والشقق ما بين الصمت الخانق والثرثرة الفارغة.

ويذكر أن المخرج كريستيان مونجو حصل على جائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي لعام 2007، عن فيلمه "أربعة أشهر، ثلاثة أسابيع ويومان".

إيلاف في

14/10/2009

 
 

رؤية فلسفية لجوهر الصراع الإنساني

ماذا أراد إيلي سليمان أن يقول عن فلسطين وإسرائيل؟

القاهرة ـ من محمد الحمامصي

'الزمن الباقي' يقفز بالزانة فوق الجدار الإسرائيلي حول الضفة الغربية في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي.

في مشهد رائع يقفز إيلي سليمان بالزانة في فيلمه الذي عرض في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي "الزمن الباقي" فوق الجدار الذي بنته إسرائيل حول مناطق الضفة الغربية وغزة لمنع الفلسطينيين من التسلل إلى إسرائيل، وتنجح قفزته ويتخطاه بالفعل، في إشارة واضحة إلى عدم إمكانية الفصل أو العزل سواء بين الفلسطينيين بعضهم البعض، أو بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

"الزمن الباقي" يحمل رؤية فلسفية لجوهر الصراع الإنساني، وليس بالأساس الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولكن صراع الإنسان ضد القمع والاضطهاد والاحتلال، لذا فإن السلام يظل هو الطريق الأسلم للطرفين المتصارعين.

الفيلم سيرة أسرة المخرج، الماضي/الأب/الأم/الطفل، والحاضر الطفل الذي أصبح رجلا ناضجا، الأب الذي بدأ مناضلاً ثم استلم دون أن يفقد وطنيته للحياة تحت الاحتلال، يرفض لكن رفضه داخلياً وهكذا طفله وزوجته لهذا الجار الإسرائيلي، استلم للصمت وصيد السمك، ويدخل طفله الصغير مدرسة تقيم حفلا ليوم الاستقلال الإسرائيلي، ويغني الطفل في الحفل.

يأتي الفيلم على ثلاث مراحل كفلاش باك، الأولى تبدأ عام 1948 يوم أجبر الإسرائيليون أهل الناصرة على الاستسلام وتوقيع وثيقة احتلال لها، يقبض على الأب الذي كان يصنع في ورشته السلاح للمقاومة، ولا يقر بمكان ورشته فيضرب ضرباً مبرحاً، ويلقي من أعلى سور، لننتقل إلى المرحلة الثانية الستينيات أو لنكن أكثر تحديدا الفترة الناصرية التي نستشعر فيها قيمة وجود الرئيس المصري جمال عبد الناصر كزعامة، والذي بفقده تحزن الناصرة رجلاً وامرأة وطفلاً.

خلال تلك الفترة الناصرية كانت الأمور تسير طبيعية بين المحتل وسكان الناصرة، المعاملة سلسلة إلى حد كبير، لكن ما أن يموت عبد الناصر حتى تداهم الشرطة الإسرائيلية البيت، معلنة أن هناك معلومات تشير إلى تهريبه السلاح إلى لبنان، ويتم التفتيش ويلقي القبض على الأب، ويتم اقتياده أمام زوجته وطفله.

المرحلة الثالثة يسقط فيها الأب صريع المرض، فيما الطفل يصبح شاباً، ينظر من النافذة على الشباب الفلسطيني الذي يقاوم بالحجارة الرصاص والدبابة، دون أن يبدو عليه شيء سوى حزن عميق تحمله عيناه.

المرحلة الرابعة 1976 يصير فيها الطفل رجلاً ناضجاً، وتصير الأم عجوز متهالكة يقوم على خدمتها شاب يتحدث العربية لكنه كشرطي إسرائيلي، وفتاة تحمل ملامح شرق آسيا، الأم على صمتها الذي اعتدناه طوال الفيلم والذي كسرته مرتين وهي تكتب إلى أخت زوجها المقيمة بالأردن، وعلى الرغم من تحذيرها من أكل الأيس كريم لأنه يرفع السكر، تتسلل ذات ليلة وتأكله.

لقد رحل الزوج لكنه حاضر لديها، صورته لا تفارق مائدتها، لم تتبادل مع ابنها جملة واحدة في هذه المرحلة، ربما ترفضه، ربما يرفضها، لكنه حين يستشعر خطر صمتها، يشغل لها أغنية لنجاة الصغيرة، فتدب الحياة في أطرافها، وهنا نذكر أن أغاني عبد الوهاب وليلي مراد ونجاة الصغيرة حملت دلالات جميلة إنسانية لتلك العلاقة التي ربطت بين الأب والناصرة، بين الأب وزوجته، حتى أنه حين يغمض عينيه ليفارق الفيلم، يغمضها بينما ليلي مراد تغني "أنا قلبي دليلي".

إن الفيلم يحمل لغة التصالح، حتى وإن أعطى مؤشرات عدم التقارب والتفاهم والانسجام، فضلا عن مؤشرات القمع، وإنني لأتساءل إن كان إيلي سليمان أراد بهذا الفيلم تأكيد إمكانية الطرفين إلى العيش بسلام، وأن هذا أمر سهل يمكن تحقيقه بالتفاهم والتقارب وليس بالجدار العازل والاعتقال والدبابة، أم أراد للطرف الأضعف أن يستسلم ويرضى بالعيش وما يتوفر له من حياة تحت الاحتلال، ربما لا أراد هذا ولا ذلك، وإنما أراد شيئا آخر.

وفي هذا الإطار استلفت نظري غياب أي إشارة للحروب التي وقعت بين مصر وإسرائيل 1956، 1967، و1973، أو أي حرب أو عمليات عسكرية وقعت بين إسرائيل والفلسطينيين أو غيرهم، كما لا توجد أي إشارة فاعلة إلى نضال الشعب الفلسطيني، وهذا أمر قد يؤكد لنا أن إيلي سليمان ضد الحرب، ولا يرى في المقاومة حلاً، ليكن له ما يكون خاصة وأن فكره ينطلق من تحقيق البعد الإنساني في رؤيته السينمائية.

ينتهي الفيلم بموت الأم بطريقة تحمل يأساً، ترفع كافة الأجهزة المتصلة بجسمها والخاصة بالتنفس والنبض وغيره، وترفع صورة الأب / الزوج، وتعطيها لابنها، الذي يتأمل صورة الأب، ثم يردها بين يدى الأم على صدرها.

بعيد عما يحمل الفيلم من دلالات خاصة بموضوعه، فإن سينمائية إيلي سليمان بدت هنا حرفية، بحيث يمكن القوم أن ثمة معماراً هندسياً محسوباً بدقة متناهية، وأظن أن هذا أفقد الفيلم الكثير من روحه الفنية التي كانت يمكن أن تتألق لو لم يكن هناك حساباً في الأمر.

ميدل إيست أنلاين في

14/10/2009

####

مؤثرات المكياج

خبراء في المكياج والأعضاء الإصطناعية في 'أفلام من الإمارات'

مشاركون في مسابقة أفلام من الإمارات وطلاب جامعة من أبوظبي ودبي يتعلمون فن صناعة المكياج والأعضاء الصناعية.

أبوظبي ـ استضافت لجنة أبوظبي للأفلام خبراء في المكياج والأعضاء الإصطناعية من العاملين في ورشة ويتا، وذلك في مسابقة أفلام من الإمارات لهذا العام. حيث استطاع المشاركون والحضور وطلاب الجامعات الذين أتوا من أبوظبي ودبي التعلم من خلال سلسلة من الشروحات حول فن صناعة المكياج والأعضاء الصناعية، وذلك في الثاني والثالث عشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بالتنسيق مع مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في أبوظبي.

ويذكر أن ويتا استطاعت خلال العشرين عاماً المنصرمة وبتخصصها في مؤثرات المكياج والأعضاء الصناعية والتطبيقات، خلق أهم شخصيات السينما الأسطورية بواسطة مهارات خبرائها في مؤثرات المكياج والأعضاء الصناعية.

ومن أشهر الأعمال المنجزة في هذا المجال ثلاثية بيتر جاكسون، سيد الخواتم والتي فازت عنها ورشة ويتا لصناعة المكياج الخاص والأعضاء الصناعية بجائزة الأوسكار لعامي 2002 و 2004 لأفضل مكياج (في عام 2004 عن الجزء الثالث لسيد الخواتم بعنوان: سيد الخواتم – عودة الملك، وفي عام 2002 عن الجزء الأول لسيد الخواتم بعنوان: رفقة الخاتم)، بالإضافة إلى جائزة بافتا لعام 2002 عن أفضل مكياج للجزء الأول من سيد الخواتم (رفقة الخاتم).

وتقدم لجنة أبوظبي للأفلام مسابقة "أفلام من الإمارات" لتشجيع الإنتاج السينمائي مع التركيز على الأعمال القصيرة والروائية والوثائقية وأفلام الرسوم المتحركة المنفذة على أيدي صناع سينما إماراتيين، وتساعد هذه المسابقة الطلاب الإماراتيين في المدارس والكليات والجامعات على عرض أفلامهم والتنافس على جوائز قيّمة.

وتم إطلاق منحة الإمارات السينمائية لدعم صُنّاع الأفلام المحليين في إنتاج الأفلام الروائية.

ميدل إيست أنلاين في

13/10/2009

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)