كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

آخر تنبؤات جوائز الأوسكار قبل ساعات من إعلانها

ماجدة خيرالله

أوسكار

2009

   
 
 
 
 

أنظار العالم تتجه الي هوليوود في انتظار الحدث السينمائي الأكثر أهمية وإثارة الأوسكار الذي سوف تعلن نتائجه فجر الاثنين 3 فبراير بتوقيت القاهرة أي بعد أقل من 36ساعة أكتب هذه المقالة صباح السبت ! ويتابع الحفل أكثر من مليار شخص في كل أنحاء الدنيا من خلال القنوات الفضائية التي سوف تنقله علي الهواء مباشرة!وقد تم اختيار النجم السينمائي الوسيم هيوجاكمان لتقديم فقرات الحفل الذي يقام بقاعة كوداك في لوس أنجلوس، رغم أن العادة المتبعة طوال الثمانين دورة السابقة الاستعانة بأحد نجوم الكوميديا لتقديم الحفل وإشاعة أجواء من المرح والبهجة لتخفيف حدة التوتر والترقب قبل أن يفتح أحد مقدمي الحفل المظروف الذي بين يديه ليقول الكلمة التي ينتظرها نجوم وصناع الأفلام المرشحة الأوسكار يذهب إلي... ويعتبر البعض أن النتائج تكاد تكون محسومة، ولن تحمل أية مفاجآت غير متوقعة، عما جاء قبلها من جوائز الجولدن جلوب وإتحاد الممثلين في أمريكا، وجوائز نقاد نيويورك وأخيرا جوائز البافتا الاكاديمية البريطانية التي إتفقت جميعا علي منح فيلم كلب العشوائيات المليونيرعددا لا يحصي من الجوائز أهمها جائزة أفضل فيلم وأفضل مخرجداني بويلوأفضل سيناريو مأخوذ عن أصل أدبي، وأفضل موسيقي الهندي أ..رحمن متفوقا بذلك علي فيلم القضية المحيرة لبينجامين بوتن الذي نال ثلاثة عشر ترشيحا!!ورغم وجود خمس مرشحات لجائزة أفضل ممثلة، إلا أن الأمور تكاد تكون محسومة لصالح كيت وينسليت عن دورها الرائع في فيلم القارئ، الذي حصلت عنه علي أربع جوائز حتي الآن! أما جائزة أفضل ممثل فسوف تتأرجح بين اسمين لا ثالث لهما ميكي روروك عن دوره في فيلم المصارعة وقد سبق له الحصول علي ثلاث جوائز عن نفس الدور مما يدعم موقفه ويجعله الاقرب للاوسكار، أما منافسه شون بين الذي تألق في تجسيد شخصية هارفي ميلك أول من نادي بحرية المثلية الجنسية في سنوات الستينات، فقد حصل علي جائزة واحدة عن نفس الدور من نقابة الممثلين!.ولايوجد أية احتمالات أخري في حصول النجم الشاب الراحل هيث ليدجار علي جائزة أفضل ممثل في دور مساعد عن الفارس الأسود وهو الفيلم الذي حقق أعلي إيرادات في الموسم السينمائي المنصرم، ومع ذلك لم يحصل علي أية ترشيحات بخلاف جائزة، هيث ليدجار الذي حول شخصية الجوكر التي قدمها في الفيلم إلي أسطورة وأيقونة حظ! حتي أن ملايين الشباب من كل أنحاء العالم قد إختاروا وجه الجوكر ليصاحب رسائلهم الإلكترونية ومواقعهم علي الفيس بوك، بينما راح نخبة من عشاق النجم الراحل بتجميع لقطات من أعماله السينمائية ولقاءاته التليفزيونية ليتعرف الجمهور علي الوجه الحقيقي للفنان الراحل حتي لا يظل وجه الجوكر ملاصقا لإسم هيث ليدجار بدلا من وجهه الحقيقي!، وتم طرح هذا الفيلم من خلال المواقع المختلفة علي الإنترنت، لتخليد ذكري هيث ليدجارالذي توفي وهو في ريعان الشباب قبل أن يكمل التاسعة والعشرين من عمره! الذين أخطأتهم الترشيحاتقد يؤدي الاهتمام الإعلامي الكبير بالنجوم والافلام الفائزة إلي إغفال غيرها من الافلام التي كانت مرشحة للاوسكار، ولم يكن لها نصيب من الفوز ولكنها تشهد بحالة إبداع تصل أحيانا لدرجة الانصهار الذي قد لا يتكرر مرة أخري في حياة الفنان! من بين هؤلاء ريتشارد جينكيز الذي كان مرشحا لجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم الزائر الذي يدور حول استاذ جامعي يعيش في حالة فراغ نفسي بعد وفاة زوجته ويلتقي بالصدفة بشاب عربي من سوريا يساهم في تغيير نظرته للحياة ويعيد له الأمل في وجود أشياء كثيرة تستحق أن نعيش لأجلها، وتشارك في بطولة الفيلم الممثلة الفلسطينية هيام عباس، والممثل اللبناني المقيم في أمريكا إزان سليمان! فيلم الزيارة يقدم صورة مختلفة عما اعتادت هوليوود تقديمه في أفلامها عن العرب والمسلمين منهم بصفة خاصة ومع ذلك فإن الفيلم نفسه لم يرشح لأي جائزة باستثناء جائزة افضل ممثل لريتشارد جانكيز وهو ممثل مخضرم تخطي الستين من عمره وشارك في عدد ضخم من المسلسلات التليفزيونية والأفلام السينمائية ولكن في أدوار محدودة وغير مؤثرة، وإذا به يقفز مرة واحدة الي دور البطولة ويرشح كأفضل ممثل!.وتعتبر آن هيثواي 6سنه أصغر المرشحات لجائزة افضل ممثلة في دور أول عن دورها في فيلم ريتشل تتزوج حيث تؤدي شخصية فتاة كيم تعاني من حالة إضطراب دائم ناتج عن إدمانها للمخدرات، الأمر الذي سبب لأسرتها الكثير من المتاعب التي تتحول الي كارثة، بعد أن تتسبب كيم أو آن هيثواي في مقتل شقيقها الأصغر في حادث سيارة كانت تقودها وهي تحت تأثير المخدر! وفي حفل زفاف ريتشل الشقيقة الكبري لكيم، تنفجر الأزمات بين الشقيقتين من جانب وبين أمهما التي تخلت عنهما لتتزوج من رجل آخر، تقدم آن هيثواي أداء شديد التميز لشخصية فتاة تعاني من حالة تأنيب ضمير وإحساس بالاضطهاد وخاصة من جانب أمها! التي لم تغفر لها مسؤوليتها عن وفاة شقيقها الاصغر! ولا تعرف آن هيثواي كم يمضي من الوقت كي تعثر علي دور آخر يؤهلها للترشيح للاوسكار وخاصة أنها قدمت في ريتشل تتزوج شخصية إنسانية متعددة الابعاد استنفذت مخزونها الابداعي ولولا وجود كيت وينلسيت بين المرشحات للاوسكار كان يمكن لآن هيثواي أن تكون صاحبة الحظ في سماع تلك الكلمة السحرية والأوسكار يذهب الي......أما ميلسا ليو الممثلة التي تخطت الثامنة والاربعين من عمرها دون أن تلفت الانتباه رغم ماقدمته من مسلسلات وأفلام تليفزيونية وسينمائية فقد واتتها الفرصة مؤخرا بعد أن إنضم اسمها لأربع ممثلات كن مرشحات لجائزة افضل ممثلة، والفيلم الذي وضع ميلسا ليو في بؤرة الاهتمام الاعلامي هو النهر المتجمد الذي تقدم فيها شخصية امرأة في منتصف العمر يهجرها زوجها ويتركها تعيش مع ابنيها في منزل صغير يقع في منطقة قريبة من الحدود الامريكية الكندية، يحاصرها الجليد معظم شهور العام، فيزيد شعورها ببرودة حياتها وإفتقادها لرفيق يساندها ويرفع عن كاهلها حملا ثقيلا من الديون المتراكمة، فلا تجد أمامها غير طريق واحد مليء بالمخاطر، يمكنها من الحصول علي قوت يومها الضروري هي وولديها الصغيرين، حيث تقوم بتهريب بعض المتسللين للحدود الكندية بطريقة غير شرعية وإخفائهم في سيارتها والعبور بهم عبر النهر المتجمد الذي ينتهي الي منطقة الكيوبيك الكندية، وتتعرض لكم هائل من المخاطر الناجمة عن مصادماتها برجال العصابات من ناحية ورجال الشرطة من ناحية أخري!عار الجهلوإذا كان أوسكار أفضل ممثلة قد ضاع من ميلسا ليو رغم أدائها المتميز في فيلم النهر المتجمد، فقد ذهب الي كيت وينسليت الذي استحقته بجدارة هذا العام عن دورها في فيلم القارئ للمخرج ستيفن دالدري وتدور أحداث الفيلم في ألمانيا وبعد مرور سنوات علي نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث يرتبط فتي مراهق بحب إمرأة من الطبقات العاملة تكبره بسنوات عديدة، هي هانا شميت أو كيت وينسليت، التي تعلمه فنون الحب والحياة ويجد معها مالم يجده مع شخص آخر، وتطلب منه هانا قبل كل لقاء عاطفي يجمعهما، أن يقرأ عليها أهم الكتب والروايات العالمية الشهيرة، ويبدو أنها كانت تشعر بالعار لأنها لا تعرف القراءة أو الكتابه، وبعد أن تحولت علاقتها به إلي نوع من الإدمان تختفي هانا من حياة الشاب المراهق فيسعي جاهدا في البحث عنها، وعندما يفشل في ذلك يجد أنه أصبح أسيرا لحبها ولا يستطيع إقامة علاقة مع أي إمرأة أو فتاة أخري، ويلتحق الشاب بكلية الحقوق، ويفاجأ بمحاكمة حبيبته هانا مع خمس نساء أخريات بتهمة تعذيب بعض السجينات من اليهود أثناء الحكم النازي لدرجة إحكام غلق أبواب السجن عليهن لحرقهن أحياء بناء علي تعليمات المسؤولين، وهي التهمة التي تثير الرأي العام في ألمانيا وتنتهي بإدانة هانا شميت التي تفشل في اثبات براءتها فيحكم عليها بقضاء عشرين عاما في السجن، ويقوم حبيبها الذي أصبح رجلا محاميا شهيرا، بإرسال شرائط سجل عليها بصوته قراءته لأهم القصص والروايات الادبية، حتي تساعد هانا علي اجتياز محنتها، وعن طريق تلك التسجيلات تتعلم هانا القراءة والكتابة، ولكنها تفضل الانتحار في النهاية عندما تتأكد أنها سوف تخرج من السجن امرأة عجوزاً ولن تجد من ينتظرها أو يعبأ بأمرها!فيلم القارئ من التحف السينمائية التي يندر تكرارها ويمتاز بلغة سينمائية شديدة الرقي، رشحت مخرجه ستيفين دالدري لجائزة افضل مخرج، ولولا وجود فيلم كلب العشوائيات المليونير الذي التهم معظم الجوائز ومنها جائزة افضل مخرج، لكان الأوسكار من نصيب مبدع فيلم القارئ بلاجدال!

جريدة القاهرة في 24 فبراير 2009

 
 

الرأي تتنبأ بخمس جوائز رئيسة..

قراءة فـي نتائج (الأوسكار)

محمود الزواوي

تنبأت الرأي بخمسة من الفائزين بجوائز الأوسكار الرئيسة الست، وهي جوائز أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثلة في دور رئيس وأفضل ممثل وممثلة في دورين مساعدين. وذهب اثنتان من هذه الجوائز لفيلم   المليونير المتشرد   الذي احتل مركز الصدارة هذا العام بفوزه بثمان من جوائز الأوسكار، هي أفضل فيلم وأفضل مخرج للمخرج البريطاني داني بويل، بالإضافة إلى جوائز السيناريو المقتبس والتصوير والموسيقى التصويرية وأفضل أغنية ومكساج الصوت والإخراج الفني. وذهبت اثنتان من هذه الجوائز للموسيقار الهندي الله رخا رحمان الذي فاز بجائزتي أفضل موسيقى تصويرية وأفضل أغنية.

وفاز الممثل شون بين لجائزة أفضل ممثل في دور رئيس عن دوره في فيلم السيرة الذاتية   ميلك  ، متغلبا بذلك على الممثل ميكي روك منافسه الرئيس على هذه الجائزة، بعد أن تقاسم هذا الممثلان معظم جوائز روابط نقاد السينما الأميركيين. وهذه هي ثاني مرة يفوز فيها الممثل شون بين بجائزة الأوسكار بعد فوزه بها عن دوره في فيلم   نهر ميستيك   (2003).

وكما هو متوقع فقد فازت الممثلة البريطانية كيت وينزليت بجائزة أفضل ممثلة في دور رئيس عن دورها في فيلم   القارىء   بعد أن كانت قد رشحت لهذه الجائزة خمس مرات شملت ترشيحها عن فيلم   تايتانيك   (1997) الذي جلب لها الشهرة والنجومية. كما فازت الممثلة الإسبانية بينيلوبي كروز بجائزة أفضل ممثلة في دور مساعد عن فيلم   فيكي كريستينا برشلونه  . أما جائزة أفضل ممثل في دور مساعد فقد ذهبت - كما هو متوقع - للممثل الأسترالي الراحل هيث ليدجر عن أدائه المتميز لدور الجوكر في فيلم الحركة والمغامرات   فارس الظلام   بعد هيمنته على جميع جوائز روابط السينما الأميركيين. وفاز بهذه الجائزة بعد مضي 13 شهرا على وفاته في سن الثامنة والعشرين بعد تناوله جرعة زائدة من الأدوية في أحد فنادق نيويورك. وبذلك يصبح هيث ليدجر ثاني ممثل يفوز بجائزة الأوسكار بعد وفاته بعد الممثل البريطاني بيتر فينش الذي حقق ذلك في الفيلم المتميز   شبكة تلفزيونية   (1976).

وبذلك تكون ثلاث من جوائز الأوسكار الأربع في فئات التمثيل قد ذهبت هذا العام لثلاثة ممثلين وممثلات أجانب. وليس ذلك بشيء غير مألوف في هذه الجوائز التي كان للممثلين الأوروبيين نصيب كبير منها منذ بدء تقديمها قبل 80 عاما، وخاصة الناطقين باللغة الإنجليزية، أي البريطانيين وزملائهم غير الأوروبيين من الأستراليين والكنديين.

لم تشتمل أسماء الفائزين بجوائز الأوسكار هذا العام على مفاجآت تذكر، وذلك خلافا لمعظم السنوات. ولعل الاستثناء الوحيد لذلك هو فيلم   حالة بنيامين بتون الغريبة   الذي لم يفز إلا بثلاث جوائز فنية للمؤثرات الخاصة والإخراج الفني والماكياج، علما بأنه تصدر جميع الأفلام بثلاثة عشر ترشيحا.

وفاز فيلمان آخران بجائزتين لكل منهما، وهما كل من فيلم   فارس الظلام   الذي فاز بجائزة أفضل مونتاج صوت، بالإضافة إلى جائزة أفضل ممثل في دور مساعد التي منحت للممثل هيث ليدجر، وفيلم   ميلك   الذي فاز بجائزة أفضل سيناريو أصلي إلى جانب فوزه بجائزة أفضل ممثل في دور رئيس للممثل شون بين.

وعند استعراض جوائز الأوسكار عبر تاريخها الطويل، نجد أن توزيعها ينقسم بصورة عامة إلى نمطين. فإما أن يهيمن فيلم واحد على الجوائز ويفوز بنصيب الأسد، كما حدث هذا العام بفوز فيلم   المليونير المتشرد   بثمان من جوائز الأوسكار الأربع والعشرين، وإما أن توزع الجوائز، بما فيها الجوائز الرئيسة، على عدة أفلام.

ويعزى ذلك إلى مجموعة من العوامل المعقدة والمتنوعة التي تؤثر في عملية اختيار المرشحين والفائزين بهذه الجوائز من قبل أعضاء الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما الذين ارتفع عددهم من 231 عضوا يمثلون خمسة فروع سينمائية في العام 1927 إلى 5829 عضوا في الوقت الحاضر، يمثلون 15 فرعا سينمائيا، ويشكل الممثلون أكبر هذه الفروع.

الرأي الأردنية في 24 فبراير 2009

 

فيلم «المليونير المتشرد» يحصد ثماني من جوائز الاوسكار

لوس أنجليس ـ رويترز 

في انتصار كبير لفيلم كاد ألا يحصل على حق العرض حصد (المليونير المتشرد) الذي يروي قصة الصعود من العدم الى الثراء ثماني من جوائز الاوسكار بما في ذلك جائزة اوسكار لافضل فيلم.

ومن بين الجوائز الاخرى التي حصل عليها (المليونير المتشرد) Slumdog Millionaire أوسكار أفضل مخرج للبريطاني داني بويل.

ويدور الفيلم المفعم بالامل حول فتى هندي فقير يشارك في مسابقة ببرنامج تلفزيوني لكسب المال والحب.

وحصل سايمون بيفوي كاتب سيناريو الفيلم على اوسكار لافضل سيناريو أعد للسينما.

وحصد (المليونير المتشرد) أيضا جوائز اوسكار لافضل تصوير وأفضل مؤثرات صوتية وأفضل مونتاج وأفضل موسيقى للمؤلف الموسيقي ا. ر. رحمن وأفضل أغنية.

وفازت سبعة أفلام فقط من قبل في تاريخ الاوسكار بثماني جوائز أو أكثر.

وتدور أحداث الفيلم في أحياء مدينة مومباي الهندية وتعرض الفيلم لمشكلة عندما تخلت عنه جهة الانتاج وهي استوديوهات وارنر اندبندنت بيكتشرز التابعة لشركة وارنر بروس العملاقة ولكن في نهاية الامر أنقذت استوديوهات فوكس سيرشينج لايت بيكتشرز الفيلم وعرض في نوفمبر تشرين الثاني.

وقال بويل في الكواليس للصحفيين بعد حصوله على جائزة اوسكار أفضل مخرج"الفيلم يروي قصة حب ولكنها غير ظاهرة... العمود الفقري للفيلم هو برنامج المسابقات ولكن اذا نظرتم الى ما وراء ذلك ستجدون قصة أخرى مستترة وهي قصة الحب."

والفوز الكبير الذي حققه (المليونير المتشرد) أضفى أجواء تفاؤل على الاوسكار وسط كساد عالمي بعد أن سيطرت في السنوات الاخيرة أفلام الجريمة المظلمة مثل فيلمي (لا مكان للعجائز) No Country for Old Men و(الراحلون) The Departed على جائزة أفضل فيلم.

والفئة الوحيدة التي لم يحصل فيها (المليونير المتشرد) على جوائز كانت في التمثيل الذي حصد نجوم بارزون جوائزه.

حصلت النجمة البريطانية كيت وينسليت على اوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم (القاريء) The Reader الذي جسدت فيه دور حارسة نازية سابقة بأحد السجون تقع في حب مراهق.

وغالبت وينسليت دموعها وهي تحصل على الجائزة وتذكرت عندما كانت طفلة تحلم بالفوز بالاوسكار.

وقالت "سأكون كاذبة ان قلت أني لم أعد نفسي لالقاء مثل هذه الكلمة من قبل.. أعتقد أني كنت في الثامنة من عمري انذاك وكنت أنظر الى نفسي في مرآة دورة المياه."

أما النجم شون بين ففاز للمرة الثانية في تاريخه بجائزة باوسكار أفضل ممثل. حصل بين على الجائزة عن دوره في فيلم (ميلك) Milk الذي جسد فيه دور النشط المدافع عن حقوق المثليين هارفي ميلك الذي قتل الرصاص عام 1978 .

وكان بين فاز بجائزة اوسكار لافضل ممثل للمرة الاولى عام 2004 عن دوره في (نهر غامض).

وقال لدى استلامه الجائزة "لم أكن أتوقع ذلك وأريد أن أكون واضحا تماما أنا أعلم مدى الجهد الذي كثيرا ما أبذله لكي أحصل على تقديركم."

وفازت بينيلوبي كروز بجائزة اوسكار أفضل ممثلة مساعدة لتصبح أول ممثلة اسبانية تحصل على جائزة اوسكار عن دورها في فيلم (فيكي كريستينا برشلونة) Vicky Cristina Barcelona.

أما اوسكار لافضل ممثل مساعد حصل عليها هيث ليدجر الذي توفي العام الماضي ليصبح ثاني ممثل بعد بيتر فينش يحصل على جائزة اوسكار بعد وفاته.

وفاز ليدجر بالجائزة عن أداء دور الجوكر في فيلم (فارس الظلام) The Dark Knight الذي يأتي ضمن سلسلة أفلام الرجل الوطواط.

وتوفي ليدجر اثر تناوله جرعة زائدة من دواء بطريق الخطأ. وتسلم والده كيم ليدجر ووالدته سالي بل وشقيقته كيت الجائزة وسط وقوف الحاضرين والتصفيق له.

وقال كيم "هذه الجائزة الليلة تدعم تصميم هيث الكامل لان تقبلوه بشكل حقيقي جميعكم هنا.. زملاؤه في صناعة كان يحبها جدا."

وفي بقية الجوائز فاز داستن لانس بلاك بجائزة اوسكار افضل سيناريو كتب خصيصا للسينما عن فيلم (ميلك) كما فاز فيلم (وول اي) Wall-E على اوسكار لافضل فيلم رسوم متحركة.

وحصل فيلم (حالة بنجامين باتون) The Curious Case of Benjamin Button على جائزتي اوسكار لافضل موقع تصوير وأفضل مكياج في حين حصل فيلم (الدوقة) على اوسكار لافضل ملابس.

وفي احدى المفاجات تمكن فيلم (الرحيل) Departures الياباني من التغلب على أبرز المرشحين الفيلم الاسرائيلي (رقصة فالس مع بشير) وحصل على جائزة اوسكار لافضل فيلم أجنبي.

وفاز فيلم (رجل يسير على حبل) على أوسكار لافضل فيلم وثائقي والذي يدور حول رجل تمكن من السير على حبل ممتد في الهواء بين برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1974 .

وقدم حفل الاوسكار الواحد والثمانين والذي تنظمه أكاديمة الفنون والعلوم السينمائية الممثل هيو جاكمان الذي اختير لتحسين نسبة المشاهدة التلفزيونية للحفل التي تراجعت في السنوات الاخيرة.

الدستور الأردنية في 24 فبراير 2009

 
 

جوائز الأوسكار.. للأجانب

"مليونير الحواري" أفضل فيلم..وكيت وينسليت أحسن ممثلة

شون بين أحسن ممثل في ميلك.. والأسبانية كروز أفضل ممثلة مساعدة

واشنطن خاص: حصد فيلم "مليونير الحواري" أهم وأغلب جوائز "الأوسكار" التي تمنحها أكاديمية فنون وعلوم السينما الأمريكية في دورتها الحادية والثمانين في الحفل الذي أقيم علي مسرح كوداك في لوس أنجلوس في وقت مبكر من صباح أمس.

حصل الفيلم البريطاني "مليونير الحواري" علي جائزتي أحسن فيلم وأحسن مخرج لداني بويل. تدور أحداث الفيلم في الهند حول شاب يعيش في حواري مومباي يشارك في برنامج "من سيربح المليون" بنسخته الهندية. ويثير أداؤه المذهل شكوك مقدم البرنامج وسلطات القانون حوله.

توالي حصد الأجانب لأهم جوائز أوسكار لهذا العام والتي قدم حفلها أيضا الممثل والمغني والراقص الاسترالي هيو جاكمان الملقب بأكثر الرجال جاذبية في العالم.

حصلت الممثلة البريطانية كيت وينسليت. بطلة "تايتانيك". علي جائزة أحسن ممثلة عن دورها في فيلم "القاريء" بعد أن أطاحت بنجمات من العيار الثقيل نافسن علي الجائزة وهن أنجلينا جولي وآنا هاثا واي وميريل ستريب. ويدور "القاريء" المأخوذ عن رواية للقاضي وأستاذ القانون الألماني اليهودي بيرنهارد شلينك. حول مدي قدرة الأجيال علي استيعاب حجم المحرقة وهولها مع مرور الزمن ورحيل من عايشوها وما إذا كانت الروايات ووسائل الإعلام كافية للإبقاء علي ذكراها حية.

حصل شون بين علي جائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم "ميلك" الذي يحكي السيرة الذاتية لهارفي ميلك. رائد الدفاع عن حقوق الشواذ الذي قتل منذ نحو 30 عاما.

وحصلت الاسبانية بينيلوب كروز لأول مرة علي احدي جوائز أوسكار حيث انتزعت جائزة "أحسن ممثلة مساعدة" عن دورها في الفيلم الأسباني الرومانسي "فيكي كريستينا برشلونة".

وتلعب كروز دور امرأة أسبانية تقيم علاقة مزدوجة مع زوجها السابق وأيضا مع امرأة أمريكية.

وهذه هي المرة الخامسة التي يخرج فيها وود آلن فيلما تحصل الممثلة المساعدة فيه علي جائزة أوسكار عن دورها.

ومنحت الأكاديمية جائزة أحسن ممثل مساعد للاسترالي الراحل هيث ليدجر الذي عثر عليه ميتا في شقته بنيويورك في 22 يناير من العام الماضي وتبين أن الوفاة ناجمة عن تعاطيه جرعة زائدة من عقار مهديء وهو بعد في الثلاثين من عمره. وحصل ليدجر علي جائزته عن دوره في فيلم "الفارس الأسود". وهي المرة الثانية التي تمنح فيها جائزة أوسكار لممثل راحل.

أحرز "مليونير الحواري" نصرا ثالثا تمثل في جائزة "أحسن سيناريو" مأخوذ عن قصة لشيمون بيفوي بينما حصل "ميلك" علي جائزة أخري. وهي أحسن سيناريو كتب خصيصا لفيلم.

وحصل فيلم "وول إي" علي جائزة أحسن فيلم رسوم متحركة. وهو من إخراج أندرو ستانتون. وهو فيلم خيال علمي يحكي قصة روبوت يسمي "وول إي" مصمم بحيث يقوم بتنظيف الأرض من المخلفات والنفايات إلا أنه لا يلبث أن يقع في غرام روبوت أخري اسمها "حواء" ويتعقبها إلي الفضاء الخارجي في مغامرة مثيرة.

كما في حصد "مليونير الحواري" ثلاث جوائز أخري وهي أحسن تصوير سينمائي. وأحسن موسيقي وأحسن أغنية لفيلم.

وتنوعت الجوائز التي حصل عليها الفيلم بين أفضل فيلم وأفضل إخراج وجائزتين كأفضل أغنية أصلية وجائزة أفضل صوت وجائزة أفضل تصوير سينمائي وجائزة أفضل سيناريو وأفضل تحرير فيلم.

فيما يلي القائمة الكاملة للفائزين بالأوسكار:

·         أفضل فيلم: مليونير الحواري

·         أفضل ممثل: شون بين "ميلك"

·         أفضل ممثلة: كيت وينسليت "القاريء"

·         أفضل ممثل مساعد: هيث ليدجر "باتمان فارس الظلام"

·         أفضل ممثلة مساعدة: بينيلوبي كروز "فيكي كريستينا برشلونة".

·         أفضل مخرج: داني بويل "مليونير الحواري"

·         أفضل فيلم بلغة أجنبية: "ديبارتشرز" "اليابان".

·         أفضل سيناريو مقتبس عن عمل أدبي: سايمون بيوفوي "مليونير الحواري"

·         أفضل سيناريو كتب خصيصا للسينما: داستن لانس بلاك "ميلك".

·         أفضل فيلم رسوم متحركة: "وول إي"

·         أفضل إخراج فني: "حالة بنيامين بوتون الغريبة"

·         أفضل تصوير: مليونير الحواري

·         أفضل مكساج: "مليونير الحواري"

·         أفضل مونتاج صوتي: "باتمان فارس الظلام"

·         أفضل موسي تصويرية: ايه. آر. رحمن "مليونير الحواري"

·         أفضل أغنية: جاي هو "مليونير حواري".. ايه. آر. رحمن وجولزار.

·         أفضل تصميم أزياء: "الدوقة"

·         أفضل فيلم تسجيلي: "مان أون واير"

·         أفضل فيلم تسجيلي قصير: "سمايل بينكي"

·         أفضل مونتاج: "مليونير الحواري"

·         أفضل مكياج: "حالة بنيامين بوتون الغريبة"

·         أفضل فيلم رسوم متحركة قصير: "منزل المكعبات الصغيرة"

·         أفضل فيلم قصير: "توي لاند"

·         أفضل مؤثرات بصرية: "حالة بنيامين بوتون الغريبة".

الجمهورية المصرية في 24 فبراير 2009

 
 

«الأوسكار» يفضّل مدن الصفيح

وشون بن «أفضل ممثّل» للمرّة الثانية

عثمان تزغارت

الأغنياء الجدد المتحدّرون من أصول هامشيّة، المثليون، الثوار وأبطال خارجون من كتب الأدب... هؤلاء هم نجوم «الأكاديميّة» الشهيرة في لوس أنجلس هذا العام

ذهبت حصة الأسد في جوائز الأوسكار 2009 إلى Slumdog millionaire للبريطاني داني بويل. فقد حصل «مليونير الفقراء» (أو مليونير مدن الصفيح) على ثماني جوائز، منها أوسكار أفضل فيلم وأفضل مخرج. جاء ذلك على حساب منافسه الأبرز «الحالة الغريبة لبنجامين باتن»، للمخرج الأميركي ديفيد فينشر (بطولة كايت بلانشيت وبراد بيت)، إذ لم ينل الشريط سوى ثلاث جوائز من أصل 13 ترشيحاً.

وأبرز مفاجآت الجوائز التي تمنحها «أكاديميّة فنون السينما وعلومها»» في لوس أنجلس كانت هذا العام فوز النجم المشاكس شون بن بجائزة أفضل ممثّل، عن دوره في فيلم Milk لغس فان سنت، الذي نال بدوره أوسكار أفضل سيناريو أصلي، وهو مقتبس عن سيرة عمدة سان فرانسيسكو هيرفي ميلك الذي كان أوّل سياسي أميركي جاهر بمثليّته، ثمّ اغتيل عام 1978. خاطب شون بن الأكاديمية الهوليودية ساخراً، لدى تسلّمه «أوسكار أفضل ممثّل»: «أشكركم على منحي هذه الجائزة، يا عشّاق المثليين المؤيّدين للشيوعية». وأضاف «أعتقد أنّ الوقت قد حان لأولئك الذين صوّتوا لمنع زواج المثليين في كاليفورنيا لأن يشعروا بالعار...». هذه المرّة الثانية التي يحصل فيها بن على جائزة أوسكار، بعدما فاز بجائزة أفضل ممثّل عن دوره في فيلم كلينت إيستوود «ميستيك ريفر» عام 2003.

وكانت إحدى اللحظات المؤثّرة في حفلة الأوسكار، لهذا العام، منح النجم الأوسترالي الراحل هيث ليدجر أوسكار أفضل ممثّل في دور ثانوي، عن أدائه الباهر في دور شخصية «الجوكر» في فيلم «باتمان» الأخير «فارس الظلام»، وأصبح بذلك ثاني ممثّل ينال الجائزة بعد وفاته، بعد الممثّل الأوسترالي الراحل بيتر فينش عام 1976.

وكما كان متوقّعاً، فازت النجمة البريطانية كايت وينسلت بجائزة أفضل ممثّلة، عن دورها في «القارئ»، للمخرج البريطاني ستيفان دالدري. أما زوجها المخرج سام مانديز، فلم يحظ بالحفاوة نفسها، بل عاد فيلمه بخفّي حنين. نقصد «طريق الثورة» الذي تقاسمت بطولته مع ليوناردو دي كابريو، والذي كان قد ترشّح لخمس جوائز. ونالت النجمة الإسبانية بينيلوبي كروز أوسكار أفضل ممثّلة في دور ثانوي عن أدائها في فيلم «فيكي كريستينا برشلونة» لوودي ألن.

وحظي أوسكار أفضل سيناريو مقتبس عن عمل أدبي باهتمام خاص. ذلك لأنّ أبرز الأفلام المتنافسة مقتبسة عن أعمال روائية، من «الحالة الغريبة لبنجامين باتن» المقتبس عن قصة لسكوت فتزجيرالد، و«القارئ» المقتبس عن رواية برنهارد شلينك، و«طريق الثورة» المقتبس عن رواية ريتشارد ياتس... وصولاً إلى «مليونير الفقراء» المقتبس عن كتاب الدبلوماسي الهندي فيكاس سواروب. في النهاية، فاز «المليونير» بجائزة أفضل سيناريو، ومعها أيضاً أغلب الأوسكارات التقنية (أفضل تصوير، أفضل مونتاج، أفضل صوت، أفضل موسيقى). أما «بنجامين باتن»، فلم ينل من الأوسكارات التقنية التي كان أوفر الأفلام المرشّحة لها حظاً، إلا ثلاث جوائز، وهي أوسكار أفضل ماكياج وأفضل مؤثرات بصرية وأفضل إدارة فنية. هذا أمرٌ يعدّ نادراً جداً في هوليوود. فـ«مليونير الفقراء» أُنتج بميزانية محدودة، من دون أي نجوم معروفين، ويروي قصة هامشية ليتيم يقيم في إحدى مدن الصفيح، قرب بومباي، يفوز في برنامج «من سيربح المليون؟».

وخلافاً لمعظم التوقعات، أفلتت جائزة أفضل فيلم أجنبي من الفرنسي لوران كانتي عن فيلمه «بين الجدران» (السعفة الذهبية في «كان»)، ومن الإسرائيلي آري فولمان عن «رقصة فالس مع بشير»، ومن الألماني يولي إيدل عن «عصابة بادر ـــــ ماينهوف»، إذ سلبها منهم الياباني يوجيرو تاكيتا عن فيلمه Departures.

أما جائزة أفضل فيلم وثائقي، فقد عادت إلى Man Of Wire للمخرج جايمس مارش والمنتج سيمون شين. وهو فيلم يروي سيرة المغامر الفرنسي فيليب بوتي، المولع بتسلّق ناطحات السحاب، ونجح عام 1974 في نصب حبال متحركة فوق برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، للتجوّل بين سقفي البرجين، ما أكسب البرجين شهرةً عالميةً، وذلك قبل ربع قرن من تدميرهما في هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001.

الأخبار اللبنانية في 24 فبراير 2009

 
 

وينسليت لم تخيب ظن محبيها وشون بن هزم "المصارع"

"المليونير المتشرد" نجم مهرجان الأوسكار ب 8 جوائز

حصد فيلم “المليونير المتشرد” حصة الأسد في جوائز الأوسكار ال،81 وعددها 8 جوائز أبرزها جائزتا “أفضل فيلم” و”أفضل مخرج”. وحصلت الممثلة البريطانية كيت وينسليت على أول جائزة أوسكار في حياتها وهي جائزة “أفضل ممثلة”، فيما كانت جائزة أوسكار “أفضل ممثل” من نصيب الممثل الأمريكي شون بن.

وأشاد جوردون براون رئيس الوزراء البريطاني بالنجاح الذي حققه البريطانيون في حفل جوائز الأوسكار وهنأ صناع “المليونير المتشرد” ووينسلت بجوائزهم.

وقال براون “سعدت جدا، وتمكنت من مشاهدة فيلم المليونير المتشرد، واستحق فعلا هذا النجاح”. وذكر أن النجاح الذي حققه “المليونير المتشرد” وجائزة الأوسكار التي فازت بها وينسلت يعدان “إنجازا رائعا لصناعة السينما البريطانية التي تقود العالم الآن في هذا المجال”. وأضاف “كانت ليلة رائعة لبلادنا”.

وفاز، في الحفل الذي أقيم في مسرح كوداك في هوليوود، الممثل الأسترالي الراحل هيث ليدجر بجائزة أوسكار “أفضل ممثل مساعد” عن دور الجوكر في فيلم “باتمان” “دارك نايت”. ونقل الحفل مباشرة على شبكة “آي بي سي” وقدمه الممثل الأسترالي هيو جاكمان. وفاز داني بويل مخرج “المليونير المتشرد”، الذي يدور حول شاب يفوز في برنامج تلفزيوني، بجائزة “أفضل مخرج”، فيما حصد الفيلم جوائز أخرى منها “أفضل فيلم” و”أفضل سيناريو” و”أفضل تصوير” و”أفضل تدقيق سينمائي” و”أفضل ميكساج” و”أفضل موسيقا تصويرية” و”أفضل أغنية” التي كانت من نصيب الملحن الهندي إي آر رحمن.

وتحدث بويل عند تسلمه الجائزة قائلاً انه وعد أولاده بأنه في حال فاز يوماً بالأوسكار فهو سيقبلها بروح شخصية “تيغر” في الدب “ويني”. وتوجه إلى الجمهور قائلاً “كنتم كرماء جداً معنا هذه الليلة وأود أن أشكركم كثيراً”.

وتفوق “المليونير المتشرد” في الإخراج على أفلام “قضية بنجامين باتون المثيرة للفضول” و”فروست/نيكسون” و”ميلك” و”القارئ” الذي فازت كيت وينسليت بجائزة “أفضل ممثلة” عن دورها فيه كحارسة في معتقل.

وفاز شون بن بجائزة الأوسكار الثانية في حياته وهي جائزة “أفضل ممثل” عن دور الناشط في مجال الدفاع عن حقوق المثليين هارفي ميلك في فيلم “ميلك”، متفوقاً على زميله ميكي رورك عن دوره في “المصارع”.

وفاز الممثل الأسترالي الراحل هيث ليدجر، الذي توفي في 2008 نتيجة تناوله جرعة زائدة من الأدوية عن طريق الخطأ، بجائزة أوسكار “أفضل ممثل مساعد” وتسلمت عائلته الجائزة عنه.

وفازت بينيلوب كروز بجائزة “أفضل ممثلة مساعدة” عن دورها في فيلم “فيكي كريستينا برشلونة”.

أما فيلم “قضية بنجامين باتون المثيرة للفضول “ من بطولة براد بيت ففاز بجوائز أوسكار “أفضل إخراج فني”، و”أفضل ماكياج”، و”أفضل مؤثرات بصرية” رغم أنه كان مرشحاً ل13 جائزة.

وحصد فيلم “وال إي” جائزة “أفضل فيلم رسوم متحركة”، في حين كانت جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي من نصيب الفيلم الياباني “ديبارتشرز”.

وتسلم جيري لويس الممثل الهزلي، الذي ذاع صيته في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، جائزة جان هيرشولت الإنسانية من أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية المنظمة لحفل جوائز الأوسكار. 

الهند تحتفل بمبدعيها

بعد أن كان فيلم “المليونير المتشرد” نجم حفل الاوسكار بحصوله على ثماني جوائز، احتفلت أم الطفلة روبينا علي المشاركة في الفيلم بفوز ابنتها.

وكان الأقارب والجيران تجمعوا في منزل موني قرشي والدة الطفلة البالغة من العمر ثمانية أعوام في أحد الأحياء الفقيرة بالهند لمتابعة الحفل. وقالت قرشي عن ابنتها التي لعبت دور الطفلة الصغيرة لاتيكا في الفيلم “أنا سعيدة لأن ابنتي فازت بهذه الجائزة ولأني تمكنت من رؤيتها على خشبة المسرح مع مثل هؤلاء النجوم الكبار”.

وكانت روبينا علي سافرت مع بقية الأطفال المشاركين في الفيلم إلى لوس أنجلوس لحضور الحفل وصعدت على خشبة المسرح مع المشاركين فيه عقب إعلان فوزه بجائزة أوسكار لأفضل فيلم.

وكان “المليونير المتشرد” أثار جدلاً في الهند، إذ اعتبر البعض اسمه وتصويره للفقر مهينين، لكن قرشي التي تقيم مع ابنتها وبقية أفراد الأسرة في منزل متداع من دون مياه جارية في أحد أحياء مومباي دافعت عن الفيلم. وقالت “أعلم أن هذا الفيلم تعرض لانتقادات لتناوله الفقر. ولكنه يعني أيضاً أن طفلة من أحياء مومباي لم تكن تتخيل حتى أن تسافر للخارج وصلت إلى الاوسكار، ومن ثم كيف يمكن أن يكون شيء مثل هذا سيئاً؟”.

ولم يمنع الجدل الذي احتدم حول الفيلم محبي السينما الهندية من الفرح بفوزه بثماني جوائز، حتى وإن كان سبب الفرح أن منها جائزتين للهنديين المؤلف الموسيقي أيه ار رحمن ومهندس الصوت ريسيل بوكيتي . وقال نجم بوليوود امير خان “حظي رحمن بتقدير عالمي، كنا نعرف دائماً أنه متعدد المواهب وبارع”.

وأضاف أن الجائزة التي منحت لبوكيتي تمثل أيضاً تقديراً للفنيين الموهوبين والذين يتمتعون بالخبرة من العاملين بقطاع صناعة الأفلام الهندية.

وبعثت بارتيبا باتيل رئيسة الهند برسالة تهنئة لرحمن في الوقت الذي خرج فيه معجبوه في مومباى في بلدة شيناي مسقط رأسه وفي أنحاء الهند المختلفة للاحتفال.

ومما زاد من بهجة الهنود حصول فيلم “سمايل بينكي” على جائزة أحسن فيلم تسجيلي قصير. والفيلم يروي الجهود المبذولة لمساعدة آلاف من الأطفال الهنود الذين ولدوا بعيوب الشفاه المشقوقة.  

أسرة ليدجر فخورة

أعرب والد الممثل الأسترالي الراحل هيث ليدجر عن فرحته وفخره بتسلم جائزة الأوسكار التي فاز بها ابنه؛ لأنها تكريم لتصميمه وعزمه الكبيرين.

وفاز ليدجر بجائزة أوسكار “أفضل ممثل مساعد” ليكون ثاني ممثل يفوز بالجائزة بعد وفاته. وكان الأمريكي بيتر فينش فاز بجائزة “أفضل ممثل” بعد شهرين على وفاته في 1977 عن دوره في فيلم “الشبكة”.

وتوجه كيم ليدجر إلى الحفل المحتشد بالنجوم فقال “أشعر بتواضع كبير بكوني بين كل هؤلاء الأشخاص الرائعين في هذا القطاع الرائع، وهذه الجائزة تدعم تصميم هيث الكامل لأن تقبلوه بشكل حقيقي. جميعكم هنا زملاؤه في الصناعة التي كان يحبها كثيراً”.

وقالت الوالدة “سعدنا كثيراً بالشرف والاحترام الذي منحتموه لابني من خلال هذه الجائزة والليلة هي للفرح والاحتفال بإنجازاته”. وقالت كيت شقيقة ليدجر نفتخر بتسلم الجائزة نيابة عن الطفلة الجميلة ماتيلدا”، في إشارة منها إلى ابنة أخيها “3 سنوات”.

الخليج الإماراتية في 24 فبراير 2009

 
 

قراءة في حصاد جوائز الأوسكار الـ81

مليونير بويل يودع التشرد.. ووينسلت تستبدل الشامبو بالجوائز

كتب عمـاد النويـري

مليونير المخرج البريطاني داني بويل يبدو انه سيودع حياة التشرد إلى الأبد بعد فوزه الساحق في «مسابقة من سيربح المليون» في الفيلم وبعد فوزه الأكثر «سحقا» للمرة الثانية بثماني جوائز اوسكارية «من أصل عشرة ترشيحات» منه أفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل تصوير وأفضل مونتاج وافضل موسيقى وافضل مؤثرات صوتية وافضل سيناريو مقتبس عن عمل ادبي وأفضل مكساج. ويذكر أيضا انه قد حصد أربع جوائز في مسابقة الغولدن غلوب، حيث حصل على جوائز أفضل تصوير وإخراج لمخرجه داني بويل، والسيناريو لمؤلفه: سيمون بيوفوي والتمثيل لديف باتيل، اضافة الى جائزة التأليف الموسيقي.

سيناريو الفيلم صاغه سيمون بيوفوي، وقد اقتبسه عن رواية «سؤال وجواب» الذائعة الصيت للروائي والدبلوماسي الهندي فيكاس سوارب والتي كانت الأكثر مبيعا في العديد من الدول وترجمت إلى 36 لغة، وقد اعتمد المخرج على آلية الاسترجاع «الفلاش باك» بوصفها الآلية التي تربط زمنياً بين حياة جمال مالك المراهق الهندي الفقير الذي تربى ونشأ في حواري بومباي ليصبح فجأة محط أنظار الملايين في الهند عندما نجح في الوصول إلى المرحلة النهائية في مسابقة برنامج «من سيربح المليون» وفي لحظات الانتظار للإجابة عن كل سؤال يعود البطل الصغير لتذكر حادثة معينة حدثت خلال حياته وتتراكم الأسئلة ومعها تتراكم الذكريات المؤلمة التي تجسد مراحل الحياة التي مر بها جمال منذ الطفولة المبكرة وحتى جلوسه أمام مذيع البرنامج وتدريجيا نتعرف على الكثير من طبيعة المجتمع الهندي والكثير من الصور التي تشكل إطلالة مهمة على واقع مأساوي مشحون بالظلم والقسوة.

يمكن اعتبار «المليونير المتشرد» واحدا من الأفلام التي تصور العشوائيات الفقيرة في الهند من خلال معالجة مرئية متميزة، وارى انه لا يفعل ذلك بغرض التشويه أو الانتقام، فقد شاهدنا من قبل الفيلم الهندي «سلام بومباي» للمخرجة ميرا نير وكان مفعما بتصوير كل ماهو قبيح في الهند.

ميزة «المليونير المتشرد» انه يحاول الانتصار للفقراء والمعدمين الذين لا يفقدون الأمل مهما كانت قسوة الحياة، وكان تحفظنا عندما كتبنا عن الفيلم ان الحل لمشاكل هؤلاء الفقراء لا تأتي دائما عن طريق المسابقات.

ويذكر ان «المليونير المتشرد» تنافس مع «القارئ» و«فروست نيكسون» و«وحالة بينجامين بوتون الغريبة»، و«هارفي ميلك». وقد سلمت الجائزة الى منتج الفيلم كريستشن كولسون الذي تحدث عن الرحلة الرائعة للفيلم الذي صور بميزانية 15 مليون دولار وحصد حتى الآن ايرادات عالمية تصل الى 160 مليون دولار.

وينسلت وكلمة شكر

وكنت اعرف ان كل ممثلة عظيمة عليها الانتظار قليلا حتى تحقق دور عمرها، كما فعلت ميريل ستريب مثلا في فيلم «جسور مقاطعة ماديسون»، أو كما فعلت جين فوندا في «العودة للوطن» وقبلهما ديانا كيتون في «الحمر» أو جودي فوستر في «صمت الحملان»، وجاءت الفرصة أكثر من مرة لكيت وينسلت من خلال أفلام حققت شهرة متواضعة وربما شهرة كبيرة أحيانا مثل «العطلة» و«الحس والمعقولية» و«هاملت» و«الدخان المقدس». و كان من الواضح أن وينسلت تنضج مع كل فيلم جديد رغم أن أدائها التمثيلي لم يختلف إلا قليلا من فيلم إلى أخر.

وعندما تم ترشيحها عن فيلمها الأخير «القارئ» للحصول على جائزة الأوسكار قلت لنفسي أخيرا قد جاء دور العمر «روز» فاتنة تايتنك الجميلة. لكن ذهبت ظنوني وتوقعاتي أدراج الرياح. هذا رغم علمي بل تاكدي أنها في طريقها للحصول على جائزة الأوسكار خلال الأيام القليلة المقبلة. هكذا كتبت عندما قدمت قراءتي لفيلم «القارئ» منذ أيام على صفحات «القبس» وهكذا صدقت توقعاتي ولا يعني ذلك التقليل من جهد كيت وينسلت كممثلة قديرة كما شاهدناها في «الطريق الثوري» ولا يقلل ذلك أيضا من جهد انجيلينا جولي في «استبدال» وميريل ستريب في «الشك».

في الحفل الذي أقيمت فعالياته أمس الأول قالت وينسلت إنها تمرنت على كلمة الشكر الخاصة بالأوسكار أمام مرآة الحمام وهي في سن الثامنة حاملة علبة الشاميو عوضا عن الجائزة وقد تحقق ماتمرنت عليه.

شون بن وزواج مثليي الجنس

شون بن (48 عاما) تفوق على ريتشارد جينكنز في «الزائر» وفرانك لانغيلا في «فروست/نيكسون» وميكي رورك «المصارع» وبراد بيت «الحالة الغريبة لبنجامين بوتن». وقال لدى تسلمه الجائزة «اشكركم يا عشاق مثليي الجنس المؤيدين للشيوعية. لم أكن أتوقع هذا الفوز».

وأضاف «اعتقد ان الوقت قد حان لأولئك الذين صوتوا لمنع زواج مثليي الجنس (في كاليفورنيا) أن يفكروا بالعار الكبير إذا ما استمروا في التصرف على هذا النحو. يجب ان نمنح الجميع حقوقا متساوية». وأوضح «إنني فخور لأنني أعيش في بلد ينتخب رجلا أنيقا رئيسا وبلد ينتج فنانين شجعانا».

هل يستحق بن الجائزة؟

نقول نعم ولا. نعم نقولها لان شون بن من الممثلين الأميركيين العباقرة الذين أكدوا موهبتهم خلال العقد الأخير ونذكر له حصوله على جائزة الاوسكار كافضل ممثل منذ خمس سنوات عن «النهر الغامض» للمخرج كلينت ايستوود. ونقول لا لان هناك شبهة أخلاقية اجتماعية سياسية مدنية في حصوله على الجائزة لتأكيد وجهات نظر أقليات تطالب بحقوقها مثل جمعيات الدفاع عن مثليي الجنس المنتشرة في أميركا وأوروبا.

طبعا موضوع ماتطرحه هذه الجمعيات يستحق المناقشة، ولا يقلل ذلك من الإشارة إلى جهد بعض من تنافسوا معه على الجائزة مثل براد بت في «الحالة الغريبة لبنجامين بوتن» وميكي رورك في «ميلك».

بينلوبي كروز وهيدجر

وعن دورها في فيلم «فبكي كريستينا برشلونة» حصدت بينلوبي كروز جائزة أفضل ممثلة مساعدة بعد منافسة مع ايمي ادامز وفيولا ديفيز «الشك» وتارجاجي بن هنسون «الحالة الغريبة لبنجامين بوتون» وماريسا تومي «المصارع». وكنت أفضل ان تذهب الجائزة إلى تراجي بن هنسون فقد أبدعت في «الحالة الغريبة لبنجامين بوتون».

كما منح الممثل الاسترالي الراحل هيث ليدجرحصد جائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم «باتمان - فارس الظلام» الذي حقق ثاني اكبر الايرادات في تاريخ السينما في أميركا الشمالية. وكان الممثل الاسترالي ليدجر قد توفي العام الماضي عن عمر ناهز 28 عاما بعد اخذ جرعة زائدة من خليط من ستة ادوية من المسكنات والمهدئات ويعتبر ليدجر ثاني شخص يفوز بجائزة الاوسكار بعد وفاته.

ولا يقلل ذلك ايضا من موهبة واجادة مايكل شانون في فـ«الطريق الثوري».

مؤثرات خاصة وتميز

وعندما شاهدنا «حالة بينجامين بوتون الغريبة» كتبنا اننا أمام تحفة سينمائية توافر لها العديد من العناصر على صعيد المؤثرات الخاصة البصرية والصوتية بعد ان نجح المخرج ديفيد فينشر في تكريس خبرته التي تعرفنا عليها من قبل في أفلامه مثل «اللعبة» و«غرفة الرعب» و« نادي القتال» و«سبعة» و«زودياك» وفي ان يقنعنا الى حد كبير بما فعله بديزي وبينجامين في مراحل العمر المختلفة.

ويمكن القول ان هذا الفيلم يمثل خطوة متقدمة في عالم السينما الرقمية التي قدمت تجارب ناجحة من قبل على يد مجموعة من رواد الإخراج من أمثال ستيفن سبيلبيرغ وبيتر جاكسون وروبيرت زيميكيس،.

وبالرغم من تميز المؤثرات الخاصة فان إبداع فينشر يتجلى أيضا من خلال تركيزه على المكان والشخصيات، وزوايا التصوير والقدرة على توظيف الإضاءة واختيار موسيقى تصويره مؤثرة ومعبرة وقد نجح الفيلم في ان يحصد جوائز أفضل إخراج فني وأفضل ماكياج وأفضل مؤثرات بصرية والفيلم يستحق عن جدارة هذه الجوائز.

وفي فيلم «الدوقة» استطاع المخرج بنجاح استعادة الأجواء الخاصة بالفترة الزمنية ونجح في تقديم سيمفونية بصرية تلعب فيها عناصر الفيلم المختلفة أدوارها بنجاح كبير. ملابس مناسبة تماما للعصر وإضاءة توحي بالمكان وبالفعل يستحق فيلم «الدوقة» جائزة أفضل تصميم أزياء. وان كنا لا نقلل من الجهد المبذول في هذا المجال في أفلام مثل «حالة بنجامين بروتون الغريبة» و«استبدال» و«الطريق الثوري».

في حفل ينقصه الكثير من بهجة والق الحفلات السابقة أعلنت أمس الأول جوائز الأوسكار 81 لتنتهي فعاليات أهم حدث سينمائي في العالم ينتظره عشاق ومحبو السينما في كل مكان.

ومازلنا نعتبر ان جوائز الأوسكار رغم أهميتها لا تخلو أبدا من شبهة التحيز السياسي والثقافي.

لقطات

مايرز وهيلتون  أسوأ ممثل وممثلة

لوس أنجلوس – أ.ف.ب - «فاز» النجمان مايك مايرز وباريس هيلتون بجائزة «رايزي اوارد» أو «التوتة الذهبية» المناقضة لجوائز الاوسكار التي تمنح لاسوأ الاعمال السينمائية.

وحصل الكوميدي الكندي مايك مايرز الذي اشتهر في دور «اوستن باورز» على جائزة اسوأ ممثل عن «لاف غورو»، الذي حصل بدوره على جائزة اسوأ فيلم، وكتبت النيويورك تايمز عنه انه «تجربة تجعل المشاهد يتساءل عما اذا كان سيستطيع ان يضحك يوما من جديد».

كما اعترفت «مؤسسة التوتة الذهبية» التي تنظم تقليديا هذا الحفل قبل 24 ساعة من حفل الاوسكار بمساهمة الوريثة الغنية باريس هيلتون في تاريخ الفن السابع.

فقد حصلت باريس هيلتون على ثلاث «جوائز» وهي اسوأ ممثلة واسوأ ثنائي على الشاشة في «ذي هوتي آند ذي نوتي» واسوأ ممثلة في دور ثان عن «ريبوا ذي جينتك اوبرا» وهما الفيلمان اللذان تركا اسوأ ذكرى للنقاد وشباك التذاكر.

اما توتة اسوأ ممثل في دور ثان فكانت من نصيب الايرلندي بيرس بروسنان عن «ماما ميا» الفيلم الكوميدي الموسيقي الذي حقق نجاحا شعبيا كبيرا لكنه كشف نقاط الضعف الصوتية لجيمس بوند السابق.

وتقدم «مؤسسة التوتة الذهبية» هذه الجوائز غير المشرفة منذ عام 1980. وهي على شكل ثمرة توت في حجم كرة الغولف مرتكزة على بكرة فيلم سوبر 8 بلون الاصفر الذهبي قيمتها 4،97 دولار
ونادرا ما يحضر «المكرمون» هذا الحفل.

براون يهنئ  البريطانيين الفائزين

لندن – د.ب.أ – اشاد رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون بالنجاح الذي حققه البريطانيون في حفل الاوسكار هذا العام، بعدما حصد فيلم «المليونير المتشرد» ثماني جوائز اوسكار. وقال ان النجاح الذي حققه الفيلم وجائزة الاوسكار التي فازت بها وينسلت «انجاز رائع لصناعة السينما البريطانية التي تقود العالم الآن في هذا المجال».

واضاف براون قائلا: «الليلة الماضية كانت ليلة رائعة لبلادنا».

أوسكار لليدجر بعد وفاته

هوليوود (الولايات المتحدة) – أ.ف.ب – منح الممثل الاسترالي هيث ليدجر جائزة اوسكار افضل ممثل في دور ثان عن دوره في فيلم «باتمان، ذي دارك نايت» (باتمان، فارس الظلام)، بعد 13 شهرا على وفاته اثر تناوله جرعة زائدة من الادوية في عمر 28 عاما.

والمرشحون الآخرون عن هذه الفئة كانوا جوش برولين في فيلم «هارفي ميلك» وروبرت داوني جونيور في «الرعد الاستوائي» وفيليب سيمور هوفمن في «داوت» (الشك) ومايكل شانون في «الطريق الثوري».

قائمة الفائزين

ــ أفضل فيلم: «المليونير المتشرد».

ــ أفضل ممثل: شون بين (ميلك).

ــ أفضل ممثلة: كيت وينسلت (القارئ).

ــ أفضل ممثل مساعد: هيث ليدجر (باتمان – فارس الظلام).

ــ أفضل ممثلة مساعدة: بينيلوبي كروز (فيكي كريستينا برشلونة).

ــ أفضل مخرج: داني بويل (المليونير المتشرد).

ــ أفضل فيلم بلغة اجنبية: (ديبارتشرز) «اليابان».

ــ أفضل سيناريو مقتبس عن عمل ادبي: سايمون بيوفوي (المليونير المتشرد).

ــ أفضل سيناريو كتب خصيصا للسينما: داستن لانس بلاك (ميلك).

ــ أفضل فيلم رسوم متحركة: (وول – إي).

ــ أفضل إخراج فني: (حالة بنجامين بوتون الغريبة).

ــ أفضل تصوير: (المليونير المتشرد).

ــ أفضل مكساج: (المليونير المتشرد).

ــ أفضل مونتاج صوتي: (باتمان – فارس الظلام).

ــ أفضل موسيقى تصويرية: ايه . آر . رحمن (المليونير المتشرد).

ــ أفضل اغنية: جاي هو (المليونير المتشرد).. ايه . آر . رحمن وجولزار.

ــ أفضل تصميم ازياء: (الدوقة).

ــ أفضل فيلم تسجيلي: (مان اون واير).

ــ أفضل فيلم تسجيلي قصير: (سمايل بينكي).

ــ أفضل مونتاج: (المليونير المتشرد).

ــ أفضل ماكياج: (حالة بنجامين بوتون الغريبة).

ــ أفضل فيلم رسوم متحركة قصير: (منزل المكعبات الصغيرة).

ــ أفضل فيلم قصير: (توي لاند).

ــ أفضل مؤثرات بصرية: (حالة بنجامين بوتون الغريبة).

القبس الكويتية في 24 فبراير 2009

 
 

لمسة تنحاز للحب في الفيلم الفائز 

زياد عبدالله – دبي 

كما هو متوقع، كان فيلم ( المليونير المتشرد )، أو(مليونير الأحياء الفقيرة) في ترجمة أخرى، الفائز الأكبر ليلة أول من أمس، حاصداً ثماني جوائز أوسكار، بحيث كان على كل من ينتظر نتائج هذا العام توقع ذلك عند مقارنته مع ترشيحات الأفلام التي كانت مجاورة له، من دون أن يفوتنا أن جوائز التمثيل ستكون في مكان آخر بعيد عن أحياء مومباي، والفقر الذي يشذبه «مليونير الأحياء الفقيرة»بلمسة ميلودراما لها أن تنحاز للحب، وتضع أملاً في نهاية النفق يتمثل في برنامج «من سيربح المليون» بنسخته الهندية، لا بل البداية بهذا الأمل ونحن نرى جمال مالك (ديف بيتل) يستعيد كل حياته وفق الأسئلة التي أجاب عليها في ذلك البرنامج، ولعل سرد الفيلم لأحداثه وفق تلك الآلية منح حركية عالية للفيلم، وإيقاعا سريعا نجح في إبقاء المشاهد مشدوداً إلى الشاشة بانتظار المزيد من البؤس الذي يكمن خلف كل إجابة ينطق بها جمال، مع إحلال الطمأنينة بأنه سيكون مليونيراً، وأن هذا البؤس، على صعيد فردي بحت، في طريقه لأن يتبدد، ولا أمل لنا إلا في التلفزيون وبرامجه التي بمقدورها قلب حياة الإنسان رأساً على عقب.

ثماني أوسكارات رقم استثنائي بكل المقاييس، وأمر يدفعنا لإحالة ذلك إلى «بوليوود»، وقدم لها هذا الفيلم مثالاً يجب أن تحتذيه بشكل أو آخر، وخصوصاً أن «مليونير الأحياء الفقيرة» ظل وفياً بذكاء للميلودراما البوليوودية، واستعان بممثلين بوليووديين كعرفان خان، المثال الذي يحضرني الآن، لكن بالتصاق بالواقع الذي تشيح بوجهها عنه الصناعة السينمائية البوليوودية، وأجل الرقصات والأغاني إلى آخر الفيلم مكتفياً بواحدة فقط لا غير، لا بل إن الفيلم مأخوذ عن رواية للكاتب الهندي فيكاس سوراب، وهو في النهاية خلطة انجليزية هندية.

استعراض باقي الجوائز سيكون بمثابة إضاءة للجوائز التي لم يحصدها «مليونير الأحياء الفقير»، وتحديداً في التمثيل كما أسلفنا، فأوسكار أفضل ممثلة مثلما هو أكثر من متوقع، كان من نصيب كيت وينسلت عن دورها في فيلم « القارئ» الذي أخرجه المميز ستيفن دالداري، شاهدوا هذا الفيلم، وشاهدوا وينسلت كيف لعبت شخصية هانا، شاهدوها وهي تقف أمام رالف فينس، وستعرفون كيف أنها كانت بلا منافسات، وإن كانت انجلينا جولي قد قدمت واحداً من أهم أدوارها في فيلم كلينت ايستوود «تبديل»، وأشياء كثيرة تدفعنا للقول: يكفي ميرل ستريب حصولها عليه مرتين على اعتبارها كانت من المنافسات لها، حان الوقت للاحتفاء بوينسلت وهي تنتقل من دور جميل إلى آخر بديع، أعيدوا في الذهن أفلامها وسترون كم هي خاصة ومتألقة، وإمعاناً في الغزل أكثر فإن أشياء كثيرة تدفع لأن نقول لها «ألف مبروك»، العبارة نفسها الصالحة لتوجيهها إلى شون بين وهو ينال أوسكار أفضل ممثل في دور رئيس، وللمرة الثانية بعد أن فعلها منذ خمس سنوات عند دوره في فيلم «نهر غامض»، ومعه كل أدواره الخاصة جداً، المجملة بنزعة تمردية معروفة، وليبقى ما قدمه في دوراً من الأدوار التي تستهوي أعضاء أكاديمية السينما الأميركية، فهو هارفي ميلك الناشط والمثلي، والصالح لأن يكون معبراً لتسليط الضوء على زوايا معتمة في التاريخ الأميركي، لكن، وعودة إلى توجيه المباركة لبين، فإن منافساً له يحز في النفس، قدم دوراً استثنائيا حقاً هو ميكي رورك في فيلم «المصارع» كان يستحق عليه الأوسكار بامتياز، ولعل بين كما أوحى في كلمته لدى تسلمه الأوسكار كان مدركاً لذلك، هذا لئلا نقول إنه كان يتمناها لرورك.

«ميلك» حصل أيضاً على أوسكار أفضل سيناريو مكتوب مباشرة لفيلم، وهذا طبيعي جداً كون السيناريو نقطة قوة الفيلم الرئيسة.

ولدى الحديث عن أوسكار أفضل فيلم أجنبي، فجميع التوقعات كانت متجهة إلى فيلم آري فولمان«فالس مع بشير»، فإذا بها تكون من نصيب الفيلم الياباني «المرحلون»، ولعل أعضاء الأكاديمية أدركوا أن في الفيلم ما يسيء لإسرائيل أكثر ما يكرمها ويجعلها من أصحاب الأوسكارات، يبقى هذا تخميناً مستنداً بقوة إلى الفنية العالية للفيلم والخصوصية التي يتحلى بها في جوانب عدة.

الخاسر الأكبر في حفل أول من أمس، هو فيلم ديفيد فينشر «الحالة العجيبة لبنجامين باتون»، فمن بين 13 ترشيحاً حصل على ثلاثة أوسكارات كانت تقنية، كأن يكون أفضل ماكياج من نصيب هذا الفيلم لا محالة، وأفضل مؤثرات صوتية، لكن كتأكيد على ما سبق أن كتبته، فإن هذا الفيلم قد يدفعنا إلى وصفه بالجميل والمحكم، لكنه لا يحمل أي جديد، لا بل إن نصفه الثاني محرض جيد للإحساس بالملل، وإن كان براد بيت أمامنا وإلى جانبه كيت بلانشت. في أوسكار السنة الماضية لم يكن هناك من فيلم استأثر بالجوائز مثلما الحال هذا العام، بل كانت موزعة على هذا الفيلم وذاك، وقد كان أكثرها «لا بلد للعجائز» بأربع أوسكارات، مع الحفاظ على الحضور الانجليزي المدوي دائماً في الأوسكار الأميركي، ولنا هنا في «مليونير الأحياء الفقيرة» ومخرجه دونوي بويل ومعه بالتأكيد كيت وينسلت، وأسماء كثيرة يتردد صداها في كل حفل أوسكار.

الإمارات اليوم في 24 فبراير 2009

 

جديد براد بيت وكيت بلانشيت  

«الحالة العجيبة لبنجامين باتون»..

ماذا لو كانت الطفولة شيخوخة 

زياد عبدالله – دبي 

الزمن كفيل بكل شيء، وقادر دائماً على إلحاق الهزيمة بنا، والساعة ليست إلا «ضريح الآمال والرغبات كلها» كما يقول وليم فوكنر، ولعل الزمن لم ينسجم يوماً وحاجات البشرية، وله أن يكون مبكراً أو متأخراً، وليس له أن يكون في توقيته المناسب إلا نادراً، وعليه تمسي الشيخوخة بالمرصاد، ويغدو الشباب فترة وجيزة سرعان ما تنقضي. فيلم The Curious Case of Benjamin Button (الحالة العجيبة لبنجامين باتون) الذي يعرض حالياً في دور العرض المحلية، يأتي من الزمن، يهب من عقاربه ويديرها في اتجاه معاكس، في مسعى منه لأن تكون الحياة مقلوبة رأساً على عقب، وبالتالي تشريح هذا الزمن بمراحله المتدرجة والمتفق عليها كما لم يحدث من قبل: طفولة، مراهقة، شباب، كهولة، شيخوخة، لكن ماذا لو بدأنا بالعكس أي من الشيخوخة بحيث نتلقى الموت الذي يترصدنا ونحن أطفال، وعلى قدر لا بأس به من «الفانتازيا» والاتكاء على قصة الروائي الأميركي الشهير سكوت فيتزغرالد.،ألن نكون في الحال أمام الحالة العجيبة لفيلم يحاول أن يكون عجيباً؟ وخارقاً لا لشيء إلا لأنه متسلح بكل مقومات النجاح التي حملتها أفلام أميركية كثيرة مثل «فورست غامب»، أول مثال يتبادر إلى الذهن لدى مشاهد «بنجامين باتون»، الإجابة متشعبة بالتأكيد ونحن نتحدث هنا عن فيلم مرشح لـ13 جائزة أوسكار، وعلى وفاء تام لأن يقدم للمشاهد فيلماً يضيفه إلى قائمة أفلامه الأميركية المحكومة بصيت ذائع. ننسى بعض الشيء الإجابة عما تقدم، ونضيء منابع الضجة الإعلامية التي رافقت هذا الفيلم، المتأتية لا محالة من براد بيت وكيت بلانشيت، ثم مخرج الفيلم ديفيد فينشر صاحب «زوديك» و«نادي القتال» وغيرهما من أفلام محكمة، وكذلك الأمر مع كاتب السيناريو ايريك روث صاحب سيناريو «فورست غامب» الذي كان طيفه يحوم في أرجاء «بنجامين باتون»، ولتكون نتيجة اجتماع كل هؤلاء  فيلماً مميزاً بالتأكيد لكن لا جديد فيه بالمعنى العميق للكلمة، ولعل عدد الأوسكارات التي سيحصدها لن يكون في النهاية إلا ترسيخاً لهذا النوع من الأفلام بوصفها أجمل وأفضل ما تنتجه هوليوود، أي الأفلام التي تبني منطقها على فكرة تبدو غريبة قريبة من الخوارق، وسرعان ما تتكشف عن مقولة خاصة، وتجسيد لتلك الفكرة لتقول كل ما يتعلق بها، الفكرة في «بنجامين باتون» تكمن في الزمن وإحداث انقلاب في المراحل العمرية، وبالتالي العبرة هنا، فما نقلبه قد نفهمه أكثر، وما يتغير يمسي توضيحاً للثابت، وما نحن إلا عبيد الزمن، وكل محاولاتنا لقهر الزمن محكومة بالفشل.

قصة «الحالة العجيبة لبنجامين باتون» تتلخص في التالي، يقوم صانع ساعات أميركي مع إعلان انتهاء الحرب العالمية الأولى بصناعة ساعة تمشي عقاربها بالمقلوب، يقوم بوضعها في محطة قطارات، في احتفال رسمي يشهده الرئيس روزفلت، وليوضح أن الذي دفعه إلى صناعتها بهذا الشكل، رغبته في أن يعود الزمن ويمنع حدوث ما حدث أثناء الحرب، وألا يموت من ماتوا، بمن فيهم ابنه الوحيد. في هذا ما يشكل الخلفية الأسطورية لحالة بنجامين العجيبة، الذي يولد لحظة انتهاء الحرب، ولتموت والدته بعد وضعها له، لكن ما أن يقع عليه والده حتى يحمله ويركض به لا يعرف إلى أين، ويضعه في النهاية على عتبة دار للعجزة، المكان الذي سيكون مثالياً لمولود كل ما فيه هو لرجل في الثمانين: بشرته المجعدة، عظامه المتيبسة، وغير ذلك من صفات عدا حجمه الصغير، حجم الطفل الرضيع.

تربي بنجامين خادمة في تلك الدار تكون أول من يعثر عليه، وتعمل على تنشئته كما لو أنه طفل صغير، بوصفه لقية إلهية أو شيئاً ينم عن بشارة أو ما شابه، وهي المشبعة بالتدين والإيمان، وليتعامل كل أولئك العجزة معه كما لو أنه من عمرهم، وكل ما في داخله طفولي. وعليه تمضي مراحله العمرية متناقضة مع جسده، فجسده السبعيني هو لفتى في العاشرة من عمره، وهكذا تتوالى فصول حياته. بنجامين (براد بيت) سيكتشف ما تخبئه الحياة له وإن كانت مقلوبة، ومع خروجه من دار العجزة لأول مرة مع ذاك الذي عاش مع القرود في حديقة حيوان، سيتصل بالعالم الخارجي، ومن ثم يعمل على قارب مع ربان وجد الفن على جسده وحوله إلى لوحة لأوشامه، وبالتأكيد فإنه سيكتشف المرأة والحب، ولتبقى ديزي (كيت بلانشت) حب حياته الأبقى، فشرارة حبه لها تنطلق حين تكون ديزي طفلة بينما هو طفل بجسد رجل عجوز، إلى أن يلتقي في منتصف العمر حين تكون ديزي قد اصبحت راقصة مدهشة، ولتخضع علاقتهما لكثير من التعقيدات في البداية، منها حادث السيارة الذي تتعرض إليه ديزي، وإن كان من توصيف لعلاقتهما فإن أفضلها نجده في المد والجزر، والتنعم والاستقرار مؤقتاً، إلى أن يفارقها بنجامين عند ولادة ابنته، لسبب واثق من صوابه، يتمثل  في ألا يمضي حياته إلى جانبها وهو يلعب معها بدل أن يربيها، وهو يزداد صغراً في مظهره الخارجي، من دون أن ننسى أن ديزي ستكون راوية الفيلم الممددة على فراش الاحتضار، وأن الفيلم بأكمله ليس إلا سردها قصة بنجامين وقصتها معه، لابنتها كارولين (جوليا أورموند).

في الفيلم انعطافات كثيرة، وشخصيات أكثر، ثانوية ورئيسة، عابرة ومتكررة، فهناك والد بنجامين الذي يعاود الظهور في حياته ويورثه معمل الأزرار الذي يملكه، وثمة لازمة كوميدية لطيفة تتكرر طيلة الفيلم تتمثل في ذاك الرجل الذي ضربته الصاعقة سبع مرات، مضافاً إلى ذلك الحرب العالمية الثانية، وكيف قاربها الفيلم من خلال بنجامين في مسعى منه لئلا يفوت مصاحبة بعض الأحداث التاريخية لأحداث الفيلم، وتحقيق نصاب الحب والحرب والموت، للوصول في النهاية إلى تطعيم الفيلم بنكهات ملحمية سريعة تضاف إلى  علاقة الحب بين بنجامين وديزي التي تشكل مركز الثقل الرئيس.

كما يضع الفيلم كل ما حمله تحت عباءة منطقه «الفنتازي» الذي سيقرر سير الأحداث بخفة ورشاقة، وتقديم ما له أن يكون مفخرة من مفاخر السينما الأميركية، بالاعتماد على مفاتيح نجاح معروفة وتوليفة نعرفها في أفلام لها المستوى نفسه. لن يكون في الأمر أي جديد، القول إن كل ما في فيلم «الحالة العجيبة لبنجامين باتون» متقن، والسردية البصرية على أشدها، فهذا متوقع، ومع إمكانيات ضخمة وحوار لنا أن نكثفه هنا بخلاصة ربما، تقول: يا لنا من كائنات حزينة لا نعرف إلا أن نموت.  

الإمارات اليوم في 22 فبراير 2009

 

ميكي رورك يقدّم دور العمر 

«المصارع».. الحلبة أمامه والهزيمة دائماً خلفه 

زياد عبدالله – دبي 

فيلم The wrestler «المصارع» الذي يعرض حالياً في دور العرض المحلية، دعوة خاصة للغوص في عالم سفلي لا قرار له، أو هامشي بتوصيف أدق، وتعقب مصير راندي الخارج من قعره، متسلحاً بالعزلة، وانعدام قدرته على القيام بشيء ناجح خارج حلبة المصارعة الأميركية، ورهن حياته كاملة بتلك اللعبة، حتى وإن كانت قائمة على التمثيل والخداع.

بداية يجب التأكيد على أن فيلم «المصارع» الذي أخرجه دارين أرونوفسكي، مصاغ بالحنكة التي يمليها سيناريو كتبه روبرت سيغيل بالاتكاء على شخصية رئيسة مطلقة، بحيث لن يكون الفيلم إلا سرداً لسيرتها، لمآزقها وصراعاتها، ولتأتي الشخصيات الثانوية في خدمة تسليط الضوء أكثر على حياة تلك الشخصية، لدرجة يمكن فيها اختزال تلك الشخصيات الثانوية في اثنتين، وما تبقّى يمكن التعامل معه ككومبارس.

شارة البداية تضعنا مباشرة أمام أمجاد راندي (ميكي رورك)، قصاصات صحف، وصور تذكارية، وألقاب، مع أصوات المعلقين، لكننا سرعان ما نكتشف ومن اللقطة الأولى أن ذلك في طريقه للزوال، من الطريقة التي يجلس فيها راندي ورأسه محني، من توقيعه للمعجبين، وسماعة في أذنه تقول لنا ها قد خف سمعه وتقدم في العمر، ومن وجهه البادي عليه علامات الإنهاك، كما أننا نراه مفلساً، يصل بيته أو مقصورته الصغيرة، فيجدها مقفلة لأنه لم يدفع الإيجار، فينام في سيارته، إنه الأسطورة المفلسة، والمستعد لأن يجرح نفسه بشفرة لتمثيل أن ضربات خصمه قد أدمته، طبعاً هذا يأتي بعد أن نتعرف على الاتفاق بينهما، وأن المصارعة الأميركية تمثيل في تمثيل، وعلى المصارع أن يعرف كيف يقع على الأرض، وكيف يضرب نفسه بالحبال المحيطة بالحلبة ليرتد إلى خصمه وغير ذلك مما نعرفه جميعاً.

نصل في الفيلم إلى مباراة يبتدع فيها راندي وخصمه شتى أنواع الجنون، تتكسر على جسد راندي أشياء كثيرة، يغرز في جسده مسامير وكل ما يترك عليه وعلى خصمه جروحاً كثيرة لها أن تلبي رغبات متابعي تلك المصارعة.

مع نهاية تلك المباراة تحدث انعطافة الفيلم الدرامية أو عقدته الرئيسة، إذ يصاب راندي بنوبة قلبية، ويخضع لعمل جراحي، ويكون عليه التوقف عن اللعب، واعتزال المصارعة، وعدم خوض تلك المباراة التي تكون مخصصة لاستعادة مجده، ولنلاحق بعد ذلك حياته السابقة والحالية تحت ضربات ما يمليه عليه توقفه عن الشيء الوحيد الذي يتقنه وبالتأكيد مصدر رزقه الوحيد.

ما تقدم قد يبدو قصة عادية، وهي كذلك، لولا شخصية راندي نفسها، كيف نقع عليها وكيف تتطور، وإلى أين تمضي به خياراته.

إنه انسان وحيد، لا يعرف إلا المصارعة وأخذ الإبر والهرمونات وتربية العضلات، يحب راقصة، وتعامله بدورها كزبون، له ابنة لا يتذكرها إلا عند إصابته بالقلب، وينجح في استبدال كرهها له ببعض الحب، يخرّب كل شيء، ولا ينجح في لعب دور الأب لأكثر من يومين. كما أن فشلاً آخر يطاله عندما يكتشف أنه لا يستطيع مواصلة عمل «تافه» في «سوبر ماركت»، من دون أن ننسى تناوب الرقة عليه شتى أنواع الهمجية.

ويبقى السؤال كيف قُدّم كل ذلك؟ الإجابة تكمن في تقطيع مونتاجي غاية في الإتقان، وبحوارات مقتضبة ومكثفة، وسرد يعتمد اللقطة. كل علاقات راندي مأزومة، ومن اللحظة التي يبدأ فـيها الفيلم نكتشف أن حياته نفسها مأزومة، خياراته فيها التي سيكون وفياً لها في النهاية، لا لشيء إلا لأنه لا يستطيع النجاح في شيء إلا المصارعة، فحياته وموته وما بينهما رهن بها وإن كانت هذه الرياضة لا تتجاوز مصدر رزق محاط باللعنات، لا منتصر ولا خاسر، بل تمثيل ذلك، وليكون جميع من يلعـب فيها خاسرين.

لا شك أن فيلم «المصارع» واحد من أهم أفلام ،2008 ولعل أسد البندقية الذهبي جاء كتأكيد على ذلك، وترشح ميكي رورك لأوسكار أفضل ممثل شيء يستحقه عن جدارة، هذا إن لم نقل إنه يستحق الأوسكار، ذلك أنه قدم ما يمكن وصفه، من دون تردد، بدور العمر.

الإمارات اليوم في 15 فبراير 2009

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)