كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

حول الحالة الغريبة للسيد بنجامين بوتون

تأملات فى الموت والزمن والحياة

رمضان سليم

أوسكار

2009

   
 
 
 
 

يقودك هذا الفيلم و الذي عنوانه (الحالة الغريبة للسيد بنجامين بوتون) إلى نبش الكنير من القضايا المتصلة بالسينما والأدب من ناحية، وكذلك القضايا المتصلة بمعالجة السير الذاتية علئ الشاشة أما عن الجانب الأدبي، فالفيلم يعتمد علئ قصة ليست قصيرة للكاتب الأمريكي سكوت فيتزجيرالد ( 1896 ‏- 1950 ‏) نشرت عام 1922 ضد مجموعة قصصية وبنفس العنوان. وما كتبه الروائي في الأصل الأدبي يختلف بدرجة كبيرة عمآ قدم في الفيلم حتئ أنه يمكن القول بأن العامل الشترك بين الفيلم والقصة لا يعدو أن يكون حضور الفكرة الرئيسية فقط.

وكل ذلك يعني أن حقل الاقتباس مفتوح علئ مصراعيه، وأن الادعاء بضرورة التمسك بكل تفاصيل العمل الأدبي ليس إلا فكرة مغلوطة لا تخدم فن السينما بأي حال من الأحوال.

الجانب التأني هو مجال السير الذاتية.. والشخصية هناهى (بنجامين)وهى ليست شخصية عامة أو مشهورة منل غيرها من الشخصيات ، إنه تنخصية عادية من جانبها التاريخي والاجتماعي. لكنها صارت كذلك بسبب ظروفها الخاصة وغرابة نوعية حياتها، وبسبب هذه الغرابة، تحولت إلى شخصية ربما تكون عامة، أو علئ الأقل تستحق أن تروى قصتها وأن تذكر ضمن قصص السير الشخصية.

لقد ولد بنجامين كبيرا في السن ساعة مولده.. ليس من حيث الحجم ولكن من حيث الشكل الخارجي أولا، ثم عمره الفعلى الذي تجاوز 86 عاما. ومن الطبيعي أن يتدرج الأمر بعد هذه الفرادة أو الغرابة إلى السير بالاتجاه المختلف. أي أن يكون النمو بالعكس.. فيصغر بنجامين تدريجيا ومع مرور السنوات إى أن يصل إلى مرحلة الطفولة، ثم الموت بعد ذلك. والموت هنا صيرورة حاسمة ونهاية مستقرة وثابتة ولا يختلف الأمر كثيرا سواء بدأنا من النهاية أو من البداية.

لا تهمنا كثيرا البواعث التي جاءت وراء مسألة اختيار هذه الفكرة اوصياغتها بشكل قصصي.. فمن ضمن أصول كتابة القصة القصيرة بشكلها التقليدي أن يلتقط الكاتب فكرة مؤثرة أو دالة أو غريبة والمهم هو كيفية المعالجة بالدرجة الأولئ، وإذا عدنا إلى رواية غاتسبي العظيم 1925 احدى أهم روايات الكاتب وجدنا بطلها يبحت عن فكرة غريبة ويحاول تطبيقهابشكل استنما ري وتجاري، وبصرف النظر عن مقدار النجاح أوا لفشل. فالمهم هو البحت عن المختلف، اللافت للانتباه.

في هذا الفيلم ( الحالة الغريبة للسيد بنجامين) يبدو الأمر وكأنه مختلف.. ذلك أن التركيز قد انتقل إلى ما هو أبعد من غرابة الواقعة، وطال الأمر جوانب عميقة من الحياة بألوانها واشكالها المتباعدة والمتقاربة في نفس الوقت، ولكن في حدود ما تسمح به السينما، بحيت لايتحول الفيلم إلى لون من التأمل الفكري والفلسفي الذهني المعتمد علئ اللغة .. بما لا تستطيع الشخصيات أن تحمله معها وأن تعبر به عن مواقفها في الحياة وباتجاه بعضها.

لقد حاول الفيلم، من خلال السيناريو أن يضع خلفية لوقائعه، ونقصد بذلك خلفية تاريخية حقيقية، حتئ لا تذهب الغرابة المتخيلة بكل شيء ويصبح الفيلم أقرب إلى نوعية الخيال العلمي. وكان يمكنه أن يكون كذلك.

إن المرجعية الواقعية التاريخية قد اكسبت الفيلم قوة وجعلت شخصية بنجامين مجرد شخصية بشرية من لحم ودم، ليست أسطورة أو علامة اعجاز لها بعدها الديني، فمن خلال الأحدات سوف نرى احتفالا بانتهاء الحرب العالمية الأولئ وصخبا وحرك غير عادية. ومع عودة للجنود من الجبهات العسكرية ..من هؤلاء بوتون الأب.. الذي يريد أن يلتحق بزوجته لكي يطمئن علئ وليده الجديد . لكن عندما يصل المنزل، يجد زوجته علئ وشك الموت، لتوصيه خيرا بالطفل، بحيت يكون له مكان علئ الأرض… وبمجرد موتها نراه يهرع بالطفل إلى الشارع بغيةالتخلص منه.. ويكاد يلقيه في النهر لولا وجود أحد رجال التنرطة عرضا. ولذلك يتجه به نحو مكان أخر وهو عتبات منزل شبه معزولبه جلبة.. ليضعه هناك ومعه بعض النقود ليضمن علئ الآفل وجود من يعطف عليه.

إن الطفل الوليد يمكن اعتباره مشوها من حيت الشكل لكنه فعليا ليس كذلك، فهو كبير السن .. 86 سنة … عند ولادته وبه تجاعيد كنيرة وضحكته واضحة ويمكن لأهل النقد والتأويل أن يدركوا أن انتهاء الحرب العالمية ظاهري فقط.

ويبدو أمرا حسنا ..لكنها فعليا تترك وراءها الألم وها هو الطفل الشيخ يولد من رحم الحرب. ولد كبيرا بفعل الأهوال ليتدرج في الصغر كلما ابتعد عن مصائبها. إن بنجامين هو من نتاج حرب مثلما حدث مع طفل (طبل الصفيح) للكاتب الالماني غونترغراس.

‏تجد خادمة منزل المتقاعدين (الزوجة السمراء) كويني الوليد بنجامين وحيدا وتقبل به طفلا . هدية الرب لامرأة عاقر.. ويقبل به النزلاء في المنزل علئ مضض وأحيانا بلا مبالاة، وهم يدركون وكما أبلغهم الطبيب أن أيام الطفل معدودة، فهو يعاني من هشاشة العظام وقد ولد أعمى بسبب المياه الزرقاء في العيننين.

‏رغم ذلك فقد عاش بنجامين،بسلوكه الوديع فهوهادئ الطباع لا يكاد يشبه الأطفال وهو يلبس النظارات الطبية ويخلو رأسه من الشعر ولا يستطيع الحركة علئ قدميه ويستخدم كرسيه المتحرك. أيضا تعلم القراءة والكتابة وعلمته احدى نزيلات منزل المتقاعدين الموسيقئ.

‏لقد دخل بنجامين في بعض التجارب البسيطة ومن ذلك تجؤله في المدينة برفقة قزم تعرف عليه، واعتبار تلك الجولة مدخلا لعالم الحرية بالنسبة إليه.

‏و بالنسبة إلى الفتاة الصغيرة (ديزي) فجدتها تسكن البيت..تعرف علبها وصار بينها وبين بنجامين تواصل ولقد اعترف بنجامين بأنه قد أحبها منذ صغرها. كما أن جدتها كانت تقرأ لهما قصصا تسرد من كتاب للأطفال.

‏أما كويني فقد ذهبت إلى الواعظ الديني لتزيل عقمها، وهي تعرض حالة بنجامين علئ الواعظ الذي يسرع في أوامره ونداءاته الغريبة لغرض أن ينطلق بنجامين علئ قديمه.. وفعلا تم ذلك ولكن يكون القربان هو الواعظ نفسه الذي يموت إنر ذلك، وفي الحقيقة لا يركز الفيلم علئ هذه النقطة ولا يجعل من بنجامين صورة غرائبية بالمفهوم الديني، ولكن يمضي به نحو الواقع ويجعله يدرك بأنه ومع مرور الأيام يتدرج في نموه نحو الصغر فتزداد قوته ويتحس شكله كله، ولكن أحيانا يموت بعض الناس من

حوله ويدرك بالتالي أن حياته مختلفة.

‏إذا عدنا إلى بداية الفيلم، وجدنا أن المدخل يقود إلى وجه امرأة عجوز قعيدة سرير المرض والموت في المستتنفئ. وهي نفسها (ديزي) وقد جلست بقربها ابنتها كارولين.

‏ورغم ان العلاقة تبدومتوترة بين الأم وابنتها إلا أن الأم تشير الى مفكرة بعيدة فتتناولها الابنة وتشرع في قراءتها حسب طلب الأم. وهذه المفكرة تحتوي علئ كتابه وصور وتخطيطات، لنعرف بأننا ازاء قراءة لمذكرات بنجامين، مع تعليقات متداخلة من قبل الأم (ديزى) وهكذا يسير الفيلم من البداية إلى النهاية. أما خارج المستشفئ فإن العاصفة الشديدة تضرب بقوة (اعصار كاترينا 2005 ‏بنيو او رليانز وتظهر بعض الاشارات لذلك من خلال صوت العاصفة وتأثيرها علئ نافذة الغرفة.

‏بهذه الطريقة في السرد يمكننا أن تنذكر الفيلم الشهير (تايتنيك) عندما تسرد العجوز ما حد~ث لها ومن وجهة نظرها، وفي خط رومانسي يحاول هذا الفيلم أن يعيده من جديد ولو جزئيا، كما تذكرنا قصة الفيلم بأنها قريبة جزئيا من فيلم معروف وهو (فورست غامب) هنا لا تعلم (ديزى) بكل التفاصيل ولذلك اعتمد الفيلم علئ مذكرات خاصة لبنجامين تقرأهاالابنه وتعلق الام عليها بين الحين والآخر.

‏عندما يبلغ بنجامين سن القدرة علئ الحركة والاعتماد علئ النفس يغادرا لمكان الذي اعتاد عليه ويلتحق بزورق للصيد يديره كابتن (مايك) ليعمل فيه عملا خفيفا ليس إلا. ولكن صداقة تنعقد بينه وبين هذا الكا بتن الذي يدخله إلن عوالم جديدة لا يعرفها ..ومن ذلك أن يتعرف علئ النساء في ماخور يرتاده البحارة. ثم يتعرف علئ والده بوتون اد يعرفه والده من بعيد ويحاول الاقتراب منه لمعرفة ما حدث له. ثم بعد فترة معينة يعترف له والده بكل القصة ويكتب له عقدا بالتنازل عن مصنع يملكه.

‏من الوقائع التي يستند إليها الفيلم باعتبارها خلفية تاريخية ضرب ‏اليابانيين لميناء بيرل هاربر تم دخول الكا بتن مايك الحرب للمساعدة وعمله علئ اغراق احدى السفن اليابانية والفيلم يصوركل ذلك من وجهة نظر واحدة، وبطريقة سريعة لربط الواقعي بالمتخيل.

‏وهنا علينا أن تنذكر أن في بداية الفيلم تسرد العجوزدأيزى قصة صانع الساعات الأعمئ والذي فقد ابنه في الحرب فصنع لذلك ساعة ضخمة، علقت بالمحطة الرئيسية بنيويورك وقد كشف عن هذه الساعة في احتفال كبير وبحضور الرئيس الأمريكي (روزفلت). ولقد أعلن صاحبها أنها ساعة تسير عقاربها إلى الوراء لكي يأمل كل من فقد شخصا ما بأنه يمكن للزمن أن يعود وبالتالي لا يذهب الضحايا إلى الحرب فلا يتم فقدانهم.

‏لقد استخدم الفيلم طريقة ارجاع المتناهد إلى الخلف فعليا للتعبير عن ذلك، وبأسلوب مبتكر له جاذبية تنعكس علئ فكرة ارجاع الزمن والتي كان ميلاد بنجامين جزءا منها فهو لا يسير إلى الأمام ولكنه يعود

إلن الوراء.

‏إن فكرة ولادة بنجامين بهذه الطريقة وحياته المختلفة عن الآخرين تعكس شعورا بالألم من الحرب.. وأمنيه بأن يرتد الزمن إلى الخلف لتجنب مصائب الحرب العالمية الأولئ، وما هذا الطفل الوليد إلا رمزا لهدة الامنية.

‏يسعئ الفيلم من خلال سيناريو محكم إلى الاتصاق بالواقع فعليا بتقديمه للقصة الجانبية الحقيقية قصة

‏الساعة الفعلية رغم أن صانعهاقد اختفي بعد ذلك نهائيا.

إن الساعة هي صورة مشا بهة لحالة بنجامين نفسها.

‏ومن جانب أخر تكثر في الفيلم تفاصيل جانبية كنيرة وقصص فرعية ‏لايمكن أن نقول عنها بأنها جميعا ترفد سياق الفيلم، لكنها تنويعات تضيف أبعادا جوهرية وتجعل التسلسل لا يسير نحو غاية معينة أو نهاية محددة مهمة، فلا شك في أن وفاة بنجامين في النهاية عندما يصل إلن مرحلة الطفولة مسألة واضحة وليست نهاية مفاجئةولذلك كان لجوء الفيلم إلى الدوران والتطور بالعرض وليس بالطول. إن الغاية غير متمثلة في النهاية ‏التي يصل إليها الفيلم، ولكن في تقديم الزركشة والاكثار من التفريعات ذات الدلالة في المعنى داخل سياق الفيلم أو خارجه.

‏سوف نجد شخصيات كثيرة علئ هامش القصة الرئيسية، ومن ذلك مثلا ما ذكرنا، من قصة صانع الساعة الأعمئ. وكذلك قصة الكا بتن الذي صار صديقا لبنجامين ومات بعد ذلك وتحولت ملكية الزورق إلن بنجامين نفسه. إن الكا بتن مايك يتحدث عن نفسه باعتباره فنانا ظل الطريق في البحر وعلى جسده توجد وسومات كثيرة تشيرإالى ذلك وهو يفتخر بهذا الوشم ويعرضه للجميع.

‏هناك شخصية أخرى جانبية من البحارة تتعامل باستمرار مع الشا عرشكسبير وهناك رجل يسكن مع بنجامين في بيت المسنين يقول ويكرر باستمرار بأنه قد صعق سبع مرات بالبرق، وفي كل مرة نرى من قوله شدرات ‏هناك مطربة الاوبرا التي تموت فيدرك بنجامين معنن المو ت ا ثر ذلك. والأهم بالطبع شخصية (اليزابيت) وهي شخصية اضافية، مر بها بنجامين عندمأ ‏كان ينتقل بالزورق فلقد تعرف عليها في فندق صغير ووجدها زوجة لدبلوماسي تعاني الفراغ القاتل، وكان مفتاح العلاقة هو الكلام اليومي وفي الليل عندما تهدأ الحركة.. عن طريقها تعرف علئ الأكل الرفيع منل الكافيار منلا وصارت مع تكرار اللقاء عشيقة لكنها كانت مجرد لحظة برق خاطف، غابت علئ الفور وهذا الأمر يتكرر مع بنجامين دائماحيث كل ا اشخصيات التي يلتقي بها مؤقتة تمر به أو يمر بها ويكون بينهما فراغ طبيعي تعكسه طبيعة تكوينه ونوعية حياته العكسية.

‏أيضا هناك حالة من الفشل والخيبة تسيطر علئ الشخصيات التي يلتقي بها بنجامين ولو بشكل مؤقت

فهذه اليزا بيت منلا تحكي أنها قد حاولت عبور (المانش) سباحة ولكنها فشلت وهي بعد صغيرة السن.

‏إنها نفس المرأة التي يشاهدها بنجامين على شاشة التلفزيون عندما عاش مع ديزى لفترة ما في البيت الريفي يشاهدها وقد عبرت بحر الما نش وقد بلغت من العمر أكنر من ستين عاما، إذ لا مكان لعمر معين في تحقيق الأمنيات والغايات وخصوصا إذا كانت رؤيتنا للزمن نسبية.

‏يتعهد بنجامين بارسال صور الأمكنة التي يزورها إلى د أيزى وبالفعل تتجمع الصور لتضاف إلى المذكرات. تم يعود ويزورد أيزى في باريس حيث تعمل في فرقة رقص الباليه بعد أن تدربت فيه طويلا، ورغم أن حياتها بوهيمية وعلاقاتها العاطفية مشتابكة ومتعددة إلا أنها تنظر إلى بنجامين نظرة خاصة، وفوق ذلك فالعلاقة الرومانسية التي قدمها الفيلم، بها بعض لحظات الضعف، فلا أحد من التنخصيتين مخلص للآخر، بنجامين يزور الفتيات في باريس انر لقائه السلبي مع دأيزى، وهي تعيش حياتها أيضا مع أكنر من راقص.

‏رغم ذلك فإن العلاقة بينهما تنمو وتكون تمرة العلاقة طفلا صغيرا هو الفتاة التي تقرأ المذكرات (كارولين).

‏تموت كويني الأم المربية ويرحل الأب الفعلي ولا يجد بنجامين أمامه إلا الرحيل أيضا إذ لا يمكن لديز ى أن تربي طفلتها وترعاه هو أيضا وخصوص او أنة في الطريق إلى أن يصبح طفلا. يرحل بنجامين تاركا ابنته وتارك اديزى وحيدة لتتزوج برجل أخر ينتظرها. يزورهابنجامين بعد ذلك مرة واحدةويرحل. إن لحظات الغياب أطول من لحظات الحضور.

بعد سنوات يتم العنور علئ بنجامين صغيرا يكاد يكون فاقدا للذاكرة، به أمراض كنيرة ويبقى في نفس بيت المسنين ترعاه دأيزىمثل الام بعد أن كانت حبيبة وعشيقة إلى حين وفاته.

‏خارج غرفة المستتنفئ حيت ينتظر دأيزى أن تموت في أية لحظة، هناك اعصار تتصاعد خطورته باستمرار ويهدد بفيضان كاسح جماعي هذه المرة وليس فرديا. إن الموت هو النهاية الحقيقية لكل شيء مهما كانت نوعية البداية، ورغم ذلك فإن الطائر الصغير (الطنان) يحوم حول زجاج النافذة، إنه نفس الطاائر الذي يظهر بين الحين والآخر، والذي كانت وسوماته تملأ جسد القبطان مايك وهورمز للبقاء والتجدد والحياة، ورغم قسوة الموت التي تحاصر الأفراد فإن اعصار كاترينا 2005 ‏هو مرجعية واقعية أخرى للفيلم.

‏لقد اعتمد الفيلم علئ عدد من الشخصيات، وكان للممثلين الدور المهم في انجاحه وعلئ رأس هؤلاء الممثل (برآد بيت) في دور مختلف تماما فيه اعتماد علئ التقنية الحديثة. لكن كان للحضور الشخصي الأهمية القصوى في ربط الجمهور بهذه الشخصية وحالتهأ الغريبة. وهو استمرار لدور الممثل في (بابل ‏) وكذلك في فيلم (أدى القتال) وفيلم (اغتيال حبيبي جيس ‏ وبشيء من الاختلاف (الحرق بعد القراءة 2008 ‏) أما الممثلة المقابلة في الدور فهي كيت بلانشيت التي اشتهرت بدورها في فيلم (ملاحظات حول فضيحة) 2006 ‏وفيلم الطيار 2005 ‏وفيلم بابل 2006 ‏والفيلم الأهم اليزا بيت ( 200 ‏وكذلك سجائر قهوة 2005 ‏.

‏رغم صغر دورها وعدم حكريته إلا أن (جوليا ارومند) قد حافظت علئ الهدوء المطلوب منها وكبتت انفعالاتها قدر الامكان وخصوصا أن البرودة هي الجو العام الملائم لحركة الشخصيات، وطابع البرود هو طابع الشخصية الرئيسية. فهو يترك الأمور تسير بحسب مقتضياتها دون إلحاج أو اندفاع أو حماس مبالغ فيه. وهي تمثل حالة استمرار لهذه الشخصية (آبنته).

‏لقد اختفت هذه الممثلة قليلا منذ (امبراطورية انلاند 2006 ‏) لكنها عادت في فيلم (تشي، الجزء الأول والجزء الثاني) وهي تؤكد وجودها بهذا الدور بعد دورها فى فيلم الحجاب.

‏تبقى بعد ذلك الممثلة الرائعة(تيلدا سوينتون) وكان دورها من أقصر الأدوار إلا أن حضورها قد اكسب الفيلم عمقا واضحا، عمل السيناريو علئ تأكيده بتكرار المعااني المختلفةوتوزيع عدد من الشخصيات بين الحين والآخر.

‏أما المخرج ديفيد فيشر فهو صاحب التجربة اللافتة للانتباه بداية من فيلم (نادى القتال 1999 ‏) وفيلم (اللعبة ( 1997 ‏) وفيلم (الغريب 1992 ‏) والفيلم الأهم (سبعة 1995 ‏) ثم (غرفة الرعب 2002 ‏) وآخر أفلامه زوداياك ( 2000 ‏) وهو يعلو بأفلامه الى آفاق بعيدة مهما كان الموضوع.الدى يتناوله ‏كما قلنا الفيلم مليء بالتفاصيل والشخصيات والجزئيات ونجاحه هو جزء من حضور هذه الكثرة المتداخلة، والتي نجح السيناريو في ادماجها بطريقة واحدة، وكانت النتيجة فيلما للتأمل والبحث المستمر عن أوجه التداخل والتباعد بين مسائل الموت والحياة، بصرف النظر عن معرفتنا أو عدم معرفتنا بنوعية البدايات والنهايات.

سينما طرابلس في 21 فبراير 2009

 

المصارع بين الخسارة والربح خيط رفيع

رمضان سليم 

الصراع بين لعبتين

‏لأمد قصير شعرنا بأن هناك علاقة ما بين شخصية (راندى) في فيلم (المصارع) والممثل الذي قام بالدور (ميكي رورك).

‏ميكي رورك ممثل يمكن لمشاهد أن ينساه ويتغاضى عن ذكره فهو لم يقدم طوال حياته السينمائية أفلاما مهمة، رغم أنه قد بدأ مبكرا عام 1999 ‏بفيلم ستيفن سبيلبرج ( 1991 ‏) وهو المولود عام 1950 ‏وصاحب عشرات الأشرطة التي يغلب عليها طابع الحركة وحتى في هدا المجال لم يكن فمثلا بارزا وهو وقد بلغ الان خريف العمرو لا نجد في مجمل حياته الفنية أفلاما لها قيمة فنية كبيرة مثلما لم يجد المصارع (راندى) في آخر أيامه من يقف معه، انه يبقى خاسرا حتئ ولو كسب نتائج معظم المباريات.

‏لكن ميكي روركي وبعد سنوات من العمل، يجد من يقدم إليه هذا الدور لينقذه وهو لم يكن مظلوما كما يشير بعض النقاد لكنه فعليا ليس لديه أدوار ذات قيمة تؤهله للاقتراب من الجوائز العالمية.

‏فى مهرجان فينيسا 2008 ‏تحصل فيلم المصارع علئ الجائزة الذهبية، وكاد الممثل ميكي رورك أن يتحصل علئ جائزة أفضل ولكن القواعد والاجراءات الخاصة بالمهرجان لا تسمح بذلك، ليتحصل بعدها علئ جائزة القولدن جلوب للتمثيل وفي ذلك كل الكفاية.

‏ربما أجمل ما في فيلم (المصارع) أن المشاهد لا يتوقع أن يكون الفيلم بهذا المستوى، ربما بسبب الاسم والعنوان، وربما لأن عالم المصارعة لا يسمح بوجود أفلام، عدا تلك التي تقترب من الحركة والاثارة، رغم أن السينما قد نجحت في تقديم أفلام جيدة بخصوص لعبة الملاكمة مثل الثور الهائج وروكي بأجز ائه المختلفة ولكن المصارعة اقترنت فقط بالأعمال السطحية وباستخدام المصارعين نجوما في أفلام التشويق والاثارة.

‏يبدأ الفيلم بظهور بعض القصاصات من الصحف والمجلات والتي تظهر بطولات المصارع (راندى) أو (رام روبنسون) ثم بعد عشرين سنة نجد هذا المصارع وهو يستعد لمباراة جديدة. ولكن في ملعب محلي صغير، فقد تراجع اسمه ورغم ذلك مازال داخل حلبة المصارعة.

‏ومن خلال الصوت نسمع بعض الكحات المتوالية الدالة على مرض المصارع ‏كمايكشف الفيلم عن وجه داخلي يحمله هؤلاء المصارعين فهم أصدقاء وراء الكواليس وفي الواقع وهم أعداء وخصوم اشداء أمام الجمهور وعلى حلبة المصارعة، وسوف نرى راندي يعبر عن ذلك بعلاقاته الجيدة مع المصارعين الأصغر سنا منه بما فيهم خصومه ‏هناك تظاهر وخداع خارجي تمليه الظروف الخارجية فقط، ومن ذلك منلا استخدام راندي لسكين صغير يربطه بمعصمه، ثم يجرح جبهته لإسالة الدماء بقصد اثارة الجمهور والذي يجب أن يشاهد منظر الدم لأنه يعبر عن اقصى حالات العنف ‏يصور الفيلم أيضا الصعوبات التي يجدها راندي وقد بلغ خريف العمر فهو لا يتحصل إلا علئ أجر زهيد من المصارعة وقد أجبر علئ المبيت في سيارته بعد أن طرده صاحب البيت لأنه لم يدفع الايجار.

‏لا يسقط الفيلم كنيرا في الجانب الميلودرامي، فهو يحافظ علئ توازن مدهش بفضل القدرة علئ التحكم في سياقات الفيلم المختلفة وحصر المشاهد فى اقل نطاق ممكن ‏هناك وجهان لهذا المصارع الوجه الناجح (راندي) والوجه الفا شل دانزسكي وبقدر نجاحه في المصارعة يجد نفسه في الخارج رجلا محطما وفاشلا فهو قد هجر ابنته (ستيفاني) وتركها صغيرة، وهو ليس لديه إلآ بعض الأصدقاء. كما أنه يرتاد ملهى ليليا، ترقص به فتاة متوسطة العمر (كاسيدي) تقوم بدورها الممنلة (ماريزا توس) هي أيضا تستعرض جسدها للجمهور كما يفعل راندي. ورغم ذلك فهي أم لطفل صغير تربيه. وهي تحكم نفسها بمجموعة قوانين تضبط حياتها العملية فهي (راقصة تعري) لكنها تنظر إلى هذا الأمر علئ أنه مجرد عمل فقط. كما أنها تقوم بمهمة مجالسة الزبائن في الملهى الليلي، وهي بذلك تبيع الوهم والخداع للآخرين منلقا يفعل راندي، عندما يصطنع الاثارة علئ الحلبة لايهام الجمهور بالخطورة، بينما يبقى الصراع في أصله أقرب إلى الصنعة الاحترافية. إنها مباراة في ممارسة المهنة وفى التمثيل هناك أوجه شبه بين شخصية راندي وشخصية كاسيدي، ولقد ركز السيناريو علئ ذلك فبالاضافة إلى أن كليهما يستعرض جسده ويتلاعب بالجمهور بالاثارة،هناك أيضا أوجه شبه في الحياة. لأن لكل منهما حياته الاجتماعية المفصولة تماما عن طبيعة ‏المهنة التي يعمل بها. فهما من الواقع (رانزسكي في مواجهة بام).

‏يستخدم راندي الحقنة لتسكين الأوجاع ويلجأ إلى التدريب العنيف للحفاظ علئ رشاقته لتحقيق قدر من النجاح الشكلي أمام الجمهور.

‏كما أنه يعمل في حمل الصناديق داخل المحلات التجارية في الصباح والحقيقة لم يهتم الفيلم كثيرا بالمشهد الخاص بذلك، وبدا وكأن عمله من النوع البسيط وخصوصا وأن الصناديق صغيرة كما ظهرت علئ الشاشة وكان يمكن أن يكون العمل أكثر صعوبة.

‏سوف نجد أن السيناريو يختار له عملا بسيطا أيضا عندما يجعله عاملا ‏في محل للوجبات السريعة بعد أن ترك المصارعة. ولكن المهم بالنسبة للفيلم هو التعامل مع الناس.

‏هناك استعداد لمباراة متميزة مع المصارع (دايلان) حيت للمصارعين الحق في استخدام أنواع مختلفة من الأسلحة الصغيرة، منل الدبابيس والمسامير الصغيرة والأسلاك الشائكة.

‏وبطريقة ذكية تنتقل مشاهد الفيلم بين أحدات المصارعة فعليا، والمشاهد الموالية والتي يتم فيها استخراج القطع المعدنية من جسد المصارع راندي بادارة من الطبيب الخاص.

‏تكون هذه المباراة والتي كسبها راندي هى الفاصلة، فقد تهاوى المصارع علئ الأرض بعد أن خرج الجميع. وفي الصباح وجد نفسه في المستشفئ ليكتشف بأنه قد تعرض لأزمة قلبية حادة.

‏في الفيلم رشاقة من نوع متميز، والمشاهد محسوبة بدقة بحيت لا يشعر المتابع بالسأم من الفيلم والكاميرا تتعامل مع الأحدات بطريقة بسيطة ومعبرة ولا تقتنص إلا ما تحتاج إليه فعليا. فمثلا هناك مشهد قصير فيه سخرية من الراقصة كاسيدي ومن عمرها فهي الأكبر سنا بين الراقصات، والمشهد يبدو خارجيا لكنه يخدم السياق. لأن السخرية ‏تكاد تطال راندي نفسه باعتباره يعمل خارج عمره علئ نفس الخط مع الراقصة وهو يدافع عنها وعن نفسه المرحلة التا نية من الفيلم تبدأ عندما يهجر راندي المصارعة لأنه مهدد بالموت وربما احتاج إلى عملية جراحية في أية لحظة.

‏هذا الموقف جعل المصارع ينتقل من مكانه الطبيعي الذي عاش فيه معظم حياته والذي يعرفه جيدا فهو عالمه الصغير، جعله ينتقل إلى عالم أخر وهو الحياة الواقعية الطبيعية والتي يبدو ‏فيها فاشلا إلى أقصى حد.

‏لقد حاول الاقتراب من ابنته في البداية فطردته، وحاول للمرة الثانية وبمساعدة الراقصة كاسيدي، ومع تقديم بعض الهدايا المناسبة، وبالفعل نجح في تحقيق خطوة أولى، لكنه لم يستطع أن يستمر ذلك انه في الوقت الذي حدد فيه موعدا ثانيا للقاء مع ابنته عاش تجربة أخرى مع وفاقه من المصارعين، فهو لا يستطيع مغادرة هذه اللعبة فيبدأ بحضورها متسليا ‏ومتفرجا ثم متعاطيا لبعض المخدرات ثم في لهو مع احدى المعجبات به، يفقد موعده ‏مع ابنته. بسبب ذلك انقطعت الصلة تماما مع الابنة التي رأت فيه أبا فاشلا لا يمكن اصلاحه وهي بسببه ربما قررت هجر كل الرجال. لتعيش مع صديقة لها بعيدة عن ماضي طفولتها والذي لا تذكر شيئا منه فيما يظهر.

‏أيضا عندما حاول راندي الاقتراب من كاسيدي نجده يبتعد عنها فرغم التشابه الظاهري بينهما إلا انهما مختلفان فعليا. فهي (الراقصة) ناجحة في حياتها الظاهرية والداخلية أو تحاول أن تكون كذلك بينما هو المصارع لا يمكنه النجاح إلا علئ المسرح (مسرح حلبة المصارعة فقط).

‏في مشهد متميز يدعو الاب ابنته للخروج في نزهة في مكان ذكريات قديمة تم يرقصان سويا رقصة الاقتراب، ونلحظ هنا أن راندي يحاول أن يكون تلقائيا وطبيعيا، لكنه لا يستطيع. هناك قوة معينة تسحبه إلى عالم المصارعة بكل ما فيها من خطورة واستعراض وجمهور يتفاعل معه ويجعله مركز الاهتمام.

‏في هذا الاطار يبدو ميكي روركي ملائمأ للدور من الناحية الجسدية ‏ حيت نجد جسده متناسقا وشعره منسدلا علئ كتفيه.

‏وهو يجمع بين العمر المتوسط والشعور الداخلي بامكانية الاستمرار في العمل بميدان المصارعة.

‏ولهذا يجد نفسه عندما هجر اللعبة، غريبا عن الأمكنة التي يزورها ويتعامل معها. فهو يعمل في محل لبيع الأكل الجاهز. ويعاني فية الأمرين لأنه لا أحد ينظر إليه أو يبالي به. هو مجرد نكرة وأحيانا محل تعليقات ساخرة.نعم لا توجد تعبيرات في الوجه واضحة، لكن حشرجة الصوت وآلنظرات الخجولة جعلت الشخصية ضعيفة، رغم أنها شكليا ليست كذلك.

‏اختار كاتب السيناريو (روبرت سيجال) أن تكون لحظة النهاية متميزة وفعليا تبدأ عندما وجد (راندي) أمامه احدى الزبائن في المحل وهي تطلب طلبا صعبا ولا يرضيها شيء ومع البطءوالتأني والايقاع الهادئ يتحول قرار الرجوع للمصارعة إلى حالة غضب، ترتبط بالدم الذي سبق وان شاهدناه في المصارعة فقط. إذ يهوي راندي بقبضته علئ ألة فرم اللحم ويترك الدماء تسيل .. بينما تتساقط محتويات المحل أثناء خروجه وكأن جسده الذي يحمله معه لا يمكن تدجينه.

‏يقرر راندي العودة إلى المصارعة ا ن الحلبة اقرب ما تكون الى النداهة التى تشدة اليها ‏انه معزول وحيد ليس أمامه إلا أن يسترجع صخب الجمهور وانفعالاته. إن الحياة التقليدية العادية ليست لأمثاله ‏ لذلك نجده يستعد لمواجهة الخصم الذي انتظره طويلا.

‏لقد كان من المفترض أن يلتقي به فعليا، علئ أن تكون هي المباراة الختامية. ايتولا هو الخصم ومثل العادة هناك صداقة بين الخصمين، ورغم محاولة الفتاة كاسيدي الاقتراب منه مجددا والاعتذار له إلا أنه يمضي نحو غايته الأخيرة، وهو لذلك يلقي خطبه علئ الحلبة، مثلما يفعل أكثر المصارعين حاليا، وكأنها خطبة التوديع فهو قد مسك الشمعة من جهين مشتعلتين وقد آن له أن يحترف. ويصبح راندي بذلك بطلا ولا بطل في نفس الوقت.

‏يخرج راندي عن قواعد اللعبة ويدرك الخصم بأن ذلك يحدث بقصد فالمصارع يهدف إلى انهاء حياته والتعجيل بذلك وفي لقطة النهاية نراه يستخدم طريقته المعتادة في القفز من أعلى الحلبة لكي يقضي علئ خصمه، وفي الحقيقة هو يحطم قلبه الضعيف والذي لا يمكنه احتمال حيوية الجسد.

‏لا شك أن هناك اعتبارات أخرى لها علاقة بنجاح الفيلم ومن ذلك استخدام الموسيقئ واستخدام الصمت أحيانا. كما أن هناك عددا من الأ غنيات المصاحبة للأحداث. وهي أغنيات اكسبت الفيلم بعض الشاعرية وخصوصا الأغنية الأخيرة والتي جاءت في نهاية الفيلم وهي بعنوان (المصارع).

‏لم يقدم المخرج (دارين ارنو فسكي) في السابق إلا ثلاثة أفلام وهي النبع 2006 ‏قداس من أجل حلم 2000 ‏وفيلم بعنوان (بي) 1998 ‏ولعل أشهر أفلامه هو النبع ورغم هذه التجربة الفقيرة فإن فيلم المصارع يشعرك بأن المخرج قد استمد تجربته من مخرجين سابقين أمثال سكور سينزي وستانلىر كو بيرك وتيرانس ماليك وغيرهم.

‏من هفوات الفيلم وهده لاعتبارات خاصة فقط، استخدامه لعبة فيديو لدلا له علئ الصراع بين الأمريكي والعراقي في البداية، ثم استخدامه لها في النهاية حيث يشير كل مصارع الى دولة معينة ويحمل علما لها وبصرف النظر عمن ينتصر فى النهاية فان هدا التصور الشكلى المباشر قد سار خارج سيلق الفيلم باعتباره معاناة انسانية عامة ليس لها مرجعية سياسية ولا تحدها جغرافيا ولا تقف وراءها أية ملامح تدل على اغراض سياسية مبيتة أو غير مبيتة.

سينما طرابلس في 12 فبراير 2009

 
 

قراءة في نتائج الأوسكار في حفلته المتجددة

البريطاني »مليونير صعلوك« يفوز بثمانية والإسرائيلي »بشير« تم استبعاده

هوليوود - محمد رُضا

سنقرأ اليوم او غداً أنه لم تكن هناك مفاجآت في نتائج الأوسكار. »مليونير صعلوك« نال الأوسكار في مجالات أفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل تصوير لجانب خمسة أوسكارات أخرى. كيت ونسلت فازت عن دورها في »القاريء«٠ شون بن عن دوره في »ميلك« وبينيلوبي كروز عن دورها في »فيكي، كرستينا برشلونة«.... ما هي المشكلة إذاً؟

المشكلة هي أن النظر الى الأوسكار من باب المفاجآت لا يمنح هذه المناسبة القيّمة حقها من التقدير. إنه كما لو أن علي الأوسكار أن يبحث فيما هو ليس متوقّعاً فوزه لمنحه الجائزة عن عمد وعن قصد حتى تأتي الحفلة حابلة بالمفاجآت وترضي بذلك من ينشد تسجيل الموقف ذاته كل عام٠

من البداية ذكر هذا الناقد أن المفاجآت ستكون قليلة وأفضل المتسابقين فازوا سلفاً٠ وهي كانت فعلاً جوائز متوقّعة في معظم حالاتها. لكن رغم ذلك، فإن من فاز بها استحق، معظم الأحيان الفوز بها فعلاً بصرف النظر عما إذا كان فوزه جاء متوقّعاً او غير متوقّع٠

بداية أيضاً، سعت حفلة الأوسكار لأن تكون مختلفة عن الحفلات السابقة من حيث التقديم. حرصت على أن تتحاشى تلك المطوّلات التي كانت تقضي على روح المتابعة بما في ذلك تلك النمر الإستعراضية الكبيرة. نعم كان هناك بعضاً منها لكنها كانت سريعة وقصيرة وغير مُعيقة٠

أيضاً ابتعدت عن جلب كوميدي يملأ الحفل نكاتاً تسقط على بلاط المكان غير مثيرة سوى الضحك المصطنع وأحياناً لا تحصد حتى ذلك النوع من الضحك٠

تحاشت أيضاً توجيه ممثل واحد لكي يقرأ الترشيحات ويمنح الجائزة للممثل الواحد كما كان الحال دائماً. في هذه المناسبة الحادية والثمانين، شاهدنا خمس ممثلات يصعدن المنصّة لتقديم الممثلات الخمس المرشّحات لأوسكار أفضل تمثيل نسائي، وخمس ممثلين رجال يصعدون المنصّة بعد ذلك لتقديم الممثلين المرشّحين لأوسكارهم٠

هذا التجديد لم يؤد فقط الى اختزال الوقت، بل دفع أيضاً الى تجديد الحياة في أوصال حفلة كانت عانت خلال السنوات العشر الأخيرة على الأخص من سقوط الأسهم بين المعلنين والجمهور على حد سواء٠ ومع أن أرقام المشاهدين في أميركا والعالم لم تعلن حين خرجت النتائج وعند كتابة هذا التقرير، بل ستعلن في يومين او ثلاثة، الا أن المرء لن يكون مندهشاً إذا ما سجّلت نسبة مشاهدي الأوسكار إرتفاعاً ولو طفيفاً٠

حب للميلودراما

على الأقل الحفلة تستحق هذا العام الإهتمام لذاتها٠ ففي الأساس، لا يزال الأوسكار أقرب الى المناسبة الدولية الفعلية شأنه في ذلك شأن أي مهرجان سينمائي عالمي٠ هنا، ومع وجود رابحين من اليابان الى الهند ومن ألمانيا الى بريطانيا، فإن عالمية الجائزة مقرونة بالإهتمام الذي لا زالت السينما تشهده حول العالم حيث ملايين الناس تدخل صالات السينما في أركان الأرض الأربعة كل يوم منذ أن نحو 110 سنوات٠

الى ذلك، يحمل الإحتفال تقديراً للسينما الجيّدة. طبعاً المشككون او الساخرون عادة ما يعيبون على الأوسكار استبعاد الأفلام التي لا تحقق إيرادات كبيرة في نوافذ التذاكر. لكن هذا ليس صحيحاً، ليس لأن المرشّحين يدرسون الإيرادات قبل ترشيح الأفلام ثم قبل التصويت على الأفلام والشخصيات الفائزة فقط، بل لأن الأفلام المشاركة هي بالفعل من أفضل الإنتاجات للعام الماضي. كذلك فإن المواهب التي حققتها او شاركت في تحقيقها في الحقول المختلفة من الإخراج الى التصوير الى الموسيقى الى التوليف وباقي الحقول) هي مواهب ممتازة. كيف لا والمرء يجهد لكي يكتشف عيباً في تمثيل او في تأليف موسيقي او في التصوير ولا يجد الا منافسة حادّة على الجودة؟

إذاً، فاز »مليونير صعلوك« بثماني أوسكارات بينها أهم إثنين وهما جائزة أفضل فيلم وأفضل إخراج وكان من الصعب فصلهما: الفيلم من النوع الذي تطلّب مشاركة جامعة على نطاق واسع لأنه فيلم استعراضي من ناحية وتدور أحداثه في الأزقّة والشوارع الحقيقية في بومباي ما تطلّب جلداً ودراية. لكن الأصعب من ذلك هو إنجاز التوليفة الجيّدة لفيلم يستعير من السينما الهندية حبها للميلودراما من دون السقوط في مطبّات ذلك النوع٠

أفضل منه قليلاً هو »قضية بنجامين باتون المثيرة للفضول« من حيث أنه دراما مركّبة على وضع خيالي مع حرص المخرج على معالجتها واقعياً٠ وفي حين خسر براد بت، بطل هذا الفيلم، أوسكاره لحساب شون بن عن دوره في فيلم »ميلك« (وهو دور جريء بلا ريب) الا أن الخاسر أيضاً في هذا السباق تحديداً هو الممثل ميكي رورك٠

وكان لافتاً أن يخصّه الممثل شون بن وقد استلم جائزته بالكلام حين قال له: أنت أخي٠ أعتقد أن اللفتة مهمّة ومقصودة ليس ترحيباً بعودة ممثل جيّد الى رحاب هوليوود بعد أن ضاع في سراديقها لأكثر من عشر سنوات، بل أيضاً لأن نوعية إداء ميكي رورك التقمّصية بلا قيود للشخصية التي يمثلها في فيلم عودته »المصارع« هي من ذات نوعية الأداء الذي قام به شون بن في »ميلك«. كلاهما يذهب الى الشخصية الصعبة من دون خوف٠

اليابان وإسرائيل

لكن إذا ما أردنا مشاركة الذين يقيمون الأوسكار على أساس إذا ما كانت نتائجه مفاجئة او غير مفاجئة، فإن المفاجأة شبه الوحيدة التي حدثت هو استبعاد الفيلم الإسرائيلي »الرقص مع بشير« عن جائزة أفضل فيلم أجنبي وتتويج الفيلم الياباني »مُغادرات« بها. ليس أن الفيلم الياباني لا يستحق، بل لأن الفيلم الإسرائيلي صوحب بدعاية رنّانة منذ البداية٠ لكن إذا ما أراد المرء قراءة هذه النتيجة فأمامه إختياران: إما أن الفيلم الإسرائيلي خسر الجائزة لأن الفيلم الياباني أفضل وإما خسرها لأن الفيلم الإسرائيلي ينتقد إسرائيل ما ألّب عليه كثيرين٠

ربما الأقرب للصواب أن الرسالة السياسية لم تهم العدد الكافي من المقترعين بقدر ما أثارت إهتمامهم الحالة الإنسانية الرقيقة التي وردت في الفيلم الياباني٠ 

أهم النتائج جاءت على النحو التالي:

أفضل فيلم Slamdog Millionaire:

أفضل مخرج: داني بويل عن Slamdog Millionaire

أفضل ممثل رئيسي: شون بن عن Milk

أفضل ممثلة رئيسية كيت ونسلت عن The Reader:

أفضل فيلم أجنبي Departures:

أفضل تصوير، أفضل مونتاج، أفضل موسيقا، أفضل توليف، أفضل أغنية، أفضل سيناريو مقتبس Slamdog Millionaire

أفضل سيناريو كُتب خصيصاً Milk :

أفضل ممثلة مساندة بينيلوبي كروز عن Vicky Christian Barcelona:

أفضل ممثل مساند: هيث لدجر عن The Dark Knight:

مدونة "ظلال وأشباح" في 23 فبراير 2009

 
 

حالة بنجامين بوتن العجيبة ترشحه ل13 جائزة أوسكار

دبي ـ أسامة عسل

فيلم (الحالة العجيبة لبنجامين بوتن) سباحة داخل النفس البشرية والمشاعر الإنسانية في جو مليء بالسحر والجمال، وعبقريته الحقيقة في أسلوب الإخراج وأداء التمثيل، فكل لقطة تفتح الطريق للقطة أخرى في بناء فني مبدع يتصاعد في روعه وعذوبة .. اختيار أماكن التصوير وأزمنتها، درجات الإضاءة، حركة الكاميرا، ألوان الملابس وأشكالها، مستويات الصوت البشري مع تدرج العمر صعودا وهبوطا، عناصر كثيرة تضافرت في انسجام كامل دون نشاز أو خلل، ودفعت به إلى منصة الأوسكار مع ترشيح لنيله 13 جائزة مختلفة.

يلعب دور البطولة النجم براد بيت الذي يظهر في اللحظات الأولى وهو طفل رضيع لكن في الثمانين من عمره. وتدور أحداث الفيلم في إطار فانتازي حول (بنجامين بوتون) الذي تسير الحياة معه بالعكس، ففي الوقت الذي يكبر الناس من حوله يصغر هو إلى أن يصبح طفلا رضيعا في هذا الفيلم الذي يعتبر تحفة سينمائية تستغرق على الشاشة ساعتين و47 دقيقة. يندمج المشاهد في الأحداث حتى يشعر وكأنه يشيخ تارة ويستعيد شبابه ونضارته تارة أخرى. اقتبست قصة هذا الفيلم من رواية ثانوية كتبها الأديب الأميركي سكوت فيتزجرالد غير أن كاتب السيناريو اريك روث طورها وأعطاها أبعادا أكثر وأعمق شمولية، وهو صاحب فيلم فروست جمب للممثل توم هانكس.

تأتينا قصة حياة بنجامين بكل تفاصيلها وهي تُقرأ على ديزي من قبل ابنتها (التي تجسد دورها الممثلة جوليا أورموند) في غرفة أحد المستشفيات بولاية نيو أورليانز في العام 2005، و بشكلٍ متزامن مع اقتراب إعصار كاترينا من المدينة. وقد يكون استحضار الإعصار في هذا الفيلم نوع من الإسقاط على اقتراب معرفة الحقيقة التي أخفتها ديزي عن ابنتها لمدة طويلة في فيلم الحالة العجيبة لبنجامين بوتن، نرى بنجامين الطفل المولود في جسم رجل عجوز، في مدينة نيو أورليانز في فترة الحرب العالمية الأولى، تموت أمه أثناء الولادة ليضطر أبوه أن يضعه في دار رعاية للمسنين عند كويني التي تلعب دورها (تاريجا هانسون) والتي تصبح بمثابة أمه، على الرغم من أنها تتوقع موته في أي لحظة.

نرى حياة بنجامين في دار الرعاية، وتوقه لاكتشاف الحياة كما لو أنه طفل صغير، يلعب مع الطفلة دايزي التي تؤدي دورها عندما تكبر النجمة الأسترالية الحسناء كيت بلانشيت، يتسلل معها في منتصف الليل ليتبادلوا الأسرار، لكن بنجامين لا يعرف شيئا عن حياته، فهو رجل عجوز لكن بدون ذكريات، أو أي خبرة.

وفي الوقت الذي تتحول مسيرة حياة بنجامين إلى محرك لأحداث الفيلم، نجد أنه أصبح مادة للتأمل تحظى بتعاطف المشاهدين، خصوصا قبل أن يتعرف على ملذات الجسد والخمر في المدينة التي شهدت ولادته. يذهب باتون للعمل على متن باخرة جوالة حيث يمكث لفترة وجيزة في روسيا، ويجرب الكافيار والعلاقات العاطفية في بيت للدعارة.

وعندما يعترف أبوه الذي تركه وهو صغير عجوز وقبيح بأبوته، تبدأ مرحلة جديدة في حياته ويكون على وشك الوصول إلى منتصف العمر وعندما يتلاقى مرة أخرى مع ديزي التي تهجر رقص البالية نتيجة حادثة سيارة وهي في باريس، وتعود إليه لينجب منها ابنته كارولين يقرر الرحيل خوفا من مصيره كأب يتجه نحو مرحلة الطفولة، وهكذا يطرح الفيلم نفس الإشكالية الأزلية المتعلقة بفناء الإنسان ونهاية شبابه.

يتمحور فيلم بنجامين بوتن حول فكرة عيش الحياة مهما كانت، المخاطرة وفتح أبواب جديدة، الجرأة والتحدي في ظل الصعوبات، واستطاع المخرج ديفيد فينشر تكريس خبرته التي تعرفنا عليها من قبل في أفلامه مثل اللعبة وغرفة الرعب وزودياك. في أن يقنعنا إلى حد كبير بما فعله بـ (ديزي وبنجامين) في مراحل العمر المختلفة. ويمكن القول ان هذا الفيلم يمثل خطوة متطورة في عالم السينما الرقمية التي قدمت تجارب ناجحة من قبل.

وصلت ميزانية تصوير الفيلم إلى 150 مليون دولار، ولا يعني حصوله على ثلاثة عشر ترشيحاً للأوسكار أنه الأقرب للظفر بهذه الأوسكارات. فقد يخرج خالي الوفاض منها جميعاً، وذلك لأن كل فئة من الفئات التي ترشح لها تضم منافسين آخرين لهم حظوظ أكبر بالفوز، ولكنه بلا شك ضمن لنفسه مكانة مرموقة في التاريخ السينمائي إلى جانب أفلام كلاسيكية شهيرة مثل كازبلانكا وذهب مع الريح وتايتنك.

البيان الإماراتية في 22 فبراير 2009

 
 

قبل توزيع الجوائز الأشهر..

توقعات الأوسكار.. ثقة رورك أمام طموح براد بيت

منافسة حامية بين فرسان هوليوود على جوائز الأوسكار 81

كتبت علا الشافعى ومحمود التركى

تشهد مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، بعد ساعات قليلة، توزيع جوائز الدورة الـ 81 للأوسكار، والتى تعد الجوائز الأرفع على مستوى العالم، وتنظمها أكاديمية الفنون والعلوم، حيث ستتجه أنظار العالم إلى مقر الأكاديمية لتشهد الممثل الأمريكى هيوجاكمان يقدم الحفل ومعه المنتجون الموسيقيون بيل كوندون ولورانس مارك.

وبعد تبارى نجمات هوليوود فى عرض أزيائهن كعادتهن دائما فى ذلك الحدث السينمائى الهام، ومنهم أنجلينا جولى وميريل ستريب وغيرهن، سيجلس النجوم فى انتظار توزيع الجوائز، بعضهم يتسلح بالطموح وآخرون يملأهم الثقة، والبعض يكتفى بالأمنيات، ولا يمنع ذلك توقع البعض لمفاجأة.

أكثر هؤلاء النجوم ثقة الممثل ميكى رورك، بطل فيلم "المصارع"، والذى رشح للفوز بجائزة أفضل ممثل، بينما ينتظر اقتناص الفرصة زملائه براد بيت، الذى لم يفز بتلك الجائزة على مدار تاريخه السينمائى، ويأمل أن يساعده دوره فى فيلم "بينجامين بوتون" للفوز بتلك الجائزة، وأيضا ريتشارد جينكنز عن فيلمه "الزائر"، وفرانك لأنجيلا عن فيلم "فروست ونيكسون: ساعة الحقيقة"، وشون بن عن فيلم "هارفى ميلك".

وحسب توقعات النقاد فى هوليوود، فإن كيت وينسلت بفيلمها "القارىء" الذى قدمت فيه دوراً جريئاً، فلديها ثقة كبيرة فى الفوز بجائزة أفضل ممثلة، وتأتى بعدها ميريل ستريب بفيلمها "الشك" وتنتظر آن هاثاواى عن فيلم "زواج ريتشل" وأنجلينا جولى عن فيلم "المستبدل"، وميليسا ليو عن "النهر المتجمد"، اقتناص الفرصة.

ويرشح الكثيرون فيلم "المليونير المتشرد" لنيل جائزة أفضل فيلم، ومعه فيلم "حالة بنيجامين بوتون العجيبة"، و"فروست ونيكسون: ساعة الحقيقة"، و"القارىء"، و"هارفى ميلك"، و"فارس الظلام".

أما عن النقاد المصريين فيرى الناقد يوسف شريف رزق الله، أن فرص فيلم المليونير المتشرد للفوز بجائزة أفضل فيلم تتفوق على الجميع، أما أحسن إخراج سيكون من نصيب ديفيد فيتشر عن رائعته "بنيجامين بوتون"، وأحسن ممثل ستذهب إلى ميكى رورك عن "المصارع"، بينما الجميلة كيت وينسلت يتوقع لها رزق الله، أن تفوز بجائزة أفضل ممثلة.

بينما تتزايد حظوظ براد بيت للفوز بجائزة أفضل ممثل لدى الناقد طارق الشناوى، كما رشح فيلمه "بينجامين بوتون" للفوز بجائزة أفضل فيلم سينمائى، ويتحمس الشناوى لأنجلينا جولى لتفوز بجائزة أفضل ممثلة، بينما يرى رفيق الصبان، أن ميكى رورك وفيلم المليونير المتشرد والنجمة كيت وينسلت هم الأقرب للفوز بجوائز الأوسكار.

اللافت للنظر أن حفل الأوسكار ربما يشهد مفاجأة قلما تتكرر فى ذلك الحفل، وتتمثل فى فوز ممثل راحل بجائزة أفضل ممثل مساعد، وهو هيث ليدجر عن دوره فى فيلم "فارس الظلام" ليكون سادس ممثل بتاريخ الأوسكار بترشح لأحد الجوائز بعد وفاته، وينتظر اقتناص تلك الجائزة أيضا كل من روبرت داونى، وفيليب سيمور هوفمان، وجوش برولين، ومايكل شانون.

كما تأتى بينلوبى كروز ضمن قائمة الممثلات اللاتى تنتظرن الفوز بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها فى فيلم "فيكى كريستينا برشلونة"، ومعها إيمى آدامز وفيونا ديفيز بطلتى فيلم "الشك" ، وتاراجى بى هنسون عن فيلم "حالة بينجامين بوتون العجيبة"، وماريزا تومى عن فيلم "المصارع".

اليوم السابع المصرية في 22 فبراير 2009

 

ميكى رورك

رفيق الصبان 

تتجه الأنظار بقوة هذا العام فى حفل توزيع جوائز الأوسكار إلى الممثل الأمريكى ميكى رورك.. كى ينال جائزة أحسن ممثل عن دوره فى فيلم "المصارع" الذى أخرجه "دارين أرونوفسلى رورك" الذى احتجب عن السينما فترة تزيد عن الخمسة عشر عاماً، يعود هذه المرة ليجسد شخصية مصارع ابتعدت عنه الأضواء ويحاول مستميتاً أن ينال فرصة أخيرة ليثبت وجوده حتى لو كلفه ذلك حياته.

رورك الذى اشتهر بوسامته وبسحر خاص فى شخصيته ظهر فى عدد من الأدوار القليلة الأهمية، وكان من بين الممثلين الشبان الذين تعقد حولهم الآمال وجاءته الفرصة الذهبية الكبرى عندما لعب دور البطولة فى فيلم نفسى له طابع جنسى آثار ضجة هائلة فى أواخر الثمانينيات ومنع عرضه فى أكثر من دولة، نظراً لجرأة المشاهد الجنسية التى أبدعها المخرج "أدريان لين" فى هذا الفيلم الغريب، حيث يلعب رورك دور شاب سادى يجد لذة خاصة فى اصطياد ضحاياه من النساء بتكتيك شديد الذكاء، إلى التعلق به وما أن يتأكد من سيطرته العاطفية على ضحيته حتى يبدأ بممارسات سادية ذات طابع جنسى جرىء تشتد مع أحداث الفيلم إلى أن تنتهى بعمليات سادية مازوخية يموت فيها الحب تماماً، ويحل محلها فضول جنسى حاد وشيق مختلط بالألم والإذلال.

ولكن اللعبة تنقلب على اللاعب آخر الأمر عندما تتحول إحدى ضحاياه من مازوخية متسلمة إلى أنثى سادية تعرف طريقها جيداً لكى تقود عشيقها القديم نحو مدارات اللذة المصنوعة من الذل والألم والخضوع.

فى هذا الدور المتعدد الجوانب تألق رورك، كما لم يتألق فى أى فيلم سابق، كان شديد الوسامة والتفنن، غامض التأثير عميق النظرة، كل حركة منه محسوبة بدقة وكل نظرة لها معناها الصحيح وسحر جنسى مغمور يشع من تصرفاته كلها.

أوربان لين عزف على أوتار ميكى رورك كلها وعرف كيف يستخرج منها أشهر الألحان إثارة وعمقاً وتأثيراً.

لكن الحظ لم يحالف رورك، كما كان يتوقع الجميع وجاء الجزء الثانى من الفيلم، الذى أعقب نجاح الجزء الأول خالياً من أى تأثير، خاصة وأنه تم إسناده إلى مخرج جديد ترك أوتار موهبة رورك تلعب وحدها دون انسجام أو تأثير، وهكذا جاءت "هذه الأسابيع الثمانية" وهو اسم هذا الفيلم الشهير وبالاً على رورك، وبدا أنه فتحت له فجأة أبواب المجد والشهرة.

وكما انقلب الجلاد إلى ضحيته فى هذا الفيلم خفتت أنوار الشهرة فجأة وابتعدت الأضواء عن نجم كان مرشحاً لأن يكون واحداً من أبرز نجوم هوليوود فى تلك الفترة.

أما فى فيلم المصارع يقدم رورك وجهاً بعيداً تماماً عن وجهه الوسيم الذى نعرفه، وجهاً محيراً متعباً أقرب إلى القبح منه إلى الجمال وجسد مترهل وعينين يشع منها ذلك شعاع الأمل والتحدى.

وكما قهرته هوليوود، فها ستأتى اللحظة التى يقهر فيها رورك ليسترد كل أيام الزمن الضائع.

ترى هل سيربح المصارع معركته الأخيرة فى الحياة؟ أم أن نهايته ستكون كنهاية الشخصية التى يجسدها؟، وعند ذلك يتعانق الواقع مع الحلم فى سقوط مروع لا قرار له.

اليوم السابع المصرية في 22 فبراير 2009

 
 

أسباب عاطفية وفنية للترشيحات

هذه الأسماء أوفر حظاً في "الأوسكار"

محمد رضا

تقوم حفلات الأوسكار منذ بداية توزيعها قبل 79 سنة على مشهد واحد بطله من سينهض من مقعده ليصعد المنصّة ويتسلم التمثال المذهّب، ومن يبقى في مكانه من بين المنافسين ولا يجد بدّاً، وهو يُشاهد سواه، يفوز، سوى المشاركة في التصفيق، له حتى ولو كان في داخله يشعر بالرغبة في الاحتجاج أو النحيب.

الليلة موعد اعلان النتائج التي تبدو من هذا الموقع خالية من المفاجآت في أغلب ميادينها. فالترشيحات قوية في ميادين وعادية أو ضعيفة في ميادين أخرى، وأسماء بعض الأشخاص والأفلام المرشّحة تبدو مؤكدة ما يحد من وقع المفاجأة والصدمة المطلوبة.

على ذلك، هذه لائحة بالأفلام والشخصيات المتوقّع فوزها مصحوبة بذكر لمن يراه الناقد يستحق الفوز بالفعل، وهذه الرؤية تختلف حيناً وتتفق آخر مع ما تجمع عليه الترشيحات.

* أفضل فيلم:

“المليونير الصعلوك”، والسبب:  كل ذلك الصدى الكبير الذي حصده جنباً الى جنب مع العدد الوفير من الجوائز من مؤسسات وجمعيات سينمائية متخصصة، ولأنه يمثّل -بالنسبة لهوليوود- نوعاً من الأفلام الميلودرامية التي دائماً ما تفضّلها.

هل يستحق؟ لا بأس به، ولكن، اختيار الناقد “قضية بنجامين باتون المثير للفضول” حيث كل شيء في الفيلم مصنوع بحسابات فنية عالية.

* أفضل ممثل:

سيفوز، ميكي رورك عن “المصارع”، والسبب أن تشخيص رورك  هنا  يمس المشاعر بصدقه لكن هذا جانب واحد من السبب. الجانب المهم الآخر هو أن لهذا الممثل تاريخاً مهنياً في “هوليوود” يماثل ذلك الذي نراه في شخصيته كملاكم صعد وهبط سلّم المجد ويحاول التمسّك بأهدابه قدر المستطاع.

هل يستحق؟ بكل تأكيد

اختيار الناقد: ميكي رورك.

* أفضل ممثلة:

كيت وينسلت عن “القارئ”.

والسبب أنها رُشّحت أكثر من مرّة ولم تفز. هذا أوّلاً، ثانياً دورها  أكبر من دور منافستها الأولى على هذه الجائزة وهي ميريل ستريب. كلتاهما جيدة لكن لدى كايت تنوّعاً في اللحظات الدرامية أكثر مما لدى ستريب المرشّحة عن دورها في “ريبة”.

هل تستحق؟ نعم  لكن ميريل ستريب تستحق أيضاً

واختيار الناقد: كيت وينسلت.

* أفضل ممثل مساند:

هيث لدجر عن “الفارس الداكن”.

والسبب عاطفي في الدرجة الأولى فالممثل مات قبل عام كامل.

هل يستحق؟ هناك آخرون يستحقّون سواه.

اختيار الناقد: فيليب سايمور هوفمان عن “ريبة”.

* أفضل ممثلة مساندة:

تاراجي هنسون عن “قضية بنجامين باتون المثير للفضول”.

السبب: إنها أفضل من الممثلات المنافسات لها في هذا المضمار.

هل تستحق؟ نعم، وكذلك ماريسا توماي عن “المصارع” .

اختيار الناقد: تاراجي هنسون.

* أفضل مخرج:

داني بويل عن “المليونير الصعلوك”.

السبب: سيفوز فيلمه بالأوسكار.

هل يستحق؟ نعم، وقد يحدث أن يفوز “بنجامين باتون” بأفضل فيلم، وداني بويل كأفضل مخرج أو العكس

اختيار الناقد: ديفيد فيشر مخرج “بنجامين باتون”.

الخليج الإماراتية في 22 فبراير 2009

 
 

الاوسكار الـ(81 ) يمنح جوائزه بسخاء

شون بن وكيت وينسلت  الاحسن والمليونير المتشرد الافضل بين الافلام

لوس انجليس : وكالات / متابعة - تابع العالم فجر أمس وعلى مدار أكثر من ساعتين عبر الشاشات حفل توزيع جوائز الاوسكار الحادي والثمانون الذي تقيمه الاكاديمية الامريكية لعلوم السينما، وحظي الحفل الواسع الذي قدمه بأبهار المثل هيو جاكمان بأهتمام الكثيرين خصوصا وأن حفل هذا العام  ميزته مشاركات الافلام المهمة والنجوم الذين ترشحوا للحصول على جوائزه، ففي أطار فئة أحسن ممثل  فاز شون بين بجائزة اوسكار أحسن ممثل عن تقمصه لشخصية الراحل هارفي ميلك الناشط في مجال حقوق الممثلين من سان فرانسيسكو .

ونال بين (48 عاما) جائزة الاوسكار الثانية في مشواره الفني بعد الجائزة الاولى في عام 2004 التي فاز بها عن أداء الدور الرئيسي لوالد حزين في فيلم “نهر غامض” Mystic River .

وقال بين لدى استلامه الجائزة “لم اتوقع هذا وأريد أن أكون واضحا تماما أني أعرف مدى الجهد الذي بذلته للحصول على التقدير.” واستحضر بين على نحو مقنع الجاذبية الاسطورية لميلك الذي قتل بالرصاص في عام 1978 في قاعة سيتي هول بسان فرانسيسكو، وكان من المعروف أن السباق على جائزة أحسن ممثل هذا العام سيكون معركة بين شون بين وميكي رورك الذي حقق عودة رائعة في مشواره الفني في دور رياضي كبير في السن يحاول البقاء داخل الحلبة في فيلم “المصارع”  ، وكان المرشحون الآخرون عن جائزة احسن ممثل هم:  جوش برولين في فيلم “ميلك” وروبرت داوني جونيور في “تروبيك ثاندر” الرعد الاستوائي، وفيليب سيمور هوفمن في “الشك” ومايكل شانون في “ريفولوشنري رود” الطريق الثوري .

وهيث ليجر أحسن ممثل مساعد

كما  فاز الممثل الاسترالي هيث ليدجير الذي توفي العام الماضي عن عمر يناهز 28 عاما باوسكار احسن ممثل مساعد عن تجسيده دور الجوكر في فيلم “فارس الظلام” The Dark Knight .

وليدجير الذي توفي بسبب تناوله جرعة زائدة من الدواء بطريق الخطأ هو ثاني ممثل يحصل على جائزة اوسكار بعد وفاته،وكان بيتر فينش قد فاز بالاوسكار بعد شهرين من وفاته بأزمة قلبية عن دوره كمذيع تلفزيوني في فيلم “الشبكة” لعام 1976 . وقال كيم والد ليدجير لدى تسلمه الاوسكار مع امه سالي بيل وشقيقته كيت “هذه الجائزة الليلة..تدعم تصميم هيث الكامل لأن تقبلوه بشكل حقيقي.. جميعكم هنا اصدقاؤه في صناعة كان يحبها جدا.”

وقالت امه “لقد تأثرنا فعلا بهذا التكريم والاحترام اللذين قدمتموهما له بهذه الجائزة.”

وعثر على ليدجير الذي كان يخجل من الاضواء ميتا في شقته في نيويورك قبل خمسة اشهر من عرض فيلم “فارس الظلام” في يوليو تموز 2008 .

وينسلت احسن ممثلة

فازت الممثلة البريطانية كيت وينسلت بجائزة اوسكار احسن ممثلة عن تجسيدها لدور امرأة المانية لها تاريخ نازي سري في الفيلم الدرامي الرومانسي “القارئ” The Reader .

ورشحت وينسلت بطلة فيلم “تايتنك” Titanic التي يبلغ عمرها 33 عاما لجائزة اوسكار خمس مرات خلال الثلاث عشرة عاما الماضية ولكنها كانت تعود دائما خالية الوفاض.

وتضم وينسلت هذه الجائزة الى الجوائز التي فازت بها هذا الموسم وهي جائزتان جولدن جلوب وجائزة نقابة ممثلي السينما الامريكية وجائزة من الاكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون (بافتا). وكان فوز الممثلة البريطانية كيت وينسلت بجائزة أفضل ممثلة  صعبا اذا كان هناك خصم قوي هو الممثلة ميريل ستريب عن دور راهبة تلعبه في فيلم "الشك".

و "المليونير المتشرد" يفوز بجائزة الاخراج

من جهة أخرى فاز المخرج البريطاني داني بويل بجائزة اوسكار عن اخراج فيلم "المليونير المتشرد" Slumdog Millionaire الذي يروي قصة للصعود من القاع الى الثراء تجري أحداثها في أحياء مومباي، وتغلب بويل (52 عاما) - الذي لم يرشح من قبل للفوز بجائزة الاوسكار - على ديفيد فينشر مخرج فيلم “حالة بنجامين باتون” The Curious Case of Benjamin Button ورون هوارد مخرج فيلم “فروست نيكسون” Frost/Nixon وجاس فان سانت مخرج فيلم “ميلك” Milk وستيفن دالدري مخرج فيلم “ القارئ” The Reader ، كما يصبح بويل بذلك أول بريطاني يفوز بجائزة أحسن مخرج منذ تكريم المخرج سام منديز في عام 2000 عن فيلم “الجمال الامريكي” American Beauty.

وقال بويل لدى استلامه جائزته على خشبة مسرح كوداك “لقد كنتم كرماء جدا معنا هذه الليلة.” وتدور أحداث فيلم  “المليونير المشرد” الذي حصد 8 من جوائز الأوسكار في الأحياء الفقيرة لمدينة مومباي في الهند حول شاب هندي فقير يشارك في برنامج مسابقات تلفزيوني من أجل كسب المال والحب.  وفاز المخرج داني بويل بجائزة افضل مخرج عن فيلم “المليونير المشرد” الذي حصد فضلا عن جوائز أخرى منها أحسن سيناريو وأحسن تصوير وأحسن موسيقى تصويرية وأحسن أغنية.

وفاز الملحن الهندي ايه ار رحمن بأوسكار أفضل أغنية وهي أغنية “جي هو” في فيلم “المليونير المشرد”، كما فاز أيضا باوسكار أفضل موسيقى تصويرية في نفس الفيلم.

وكان المليونير المشرد قد واجه منافسة من فيلم “الحالة الغريبة لبنجامين باتون” وهو من الأفلام التي رشحت بقوة أيضا فقد حقق نجاحا جماهيريا كبيرا، وقد بلغت إيراداته في أنحاء العالم 242 مليون دولار وكانت الأفلام التي رشحت أيضا : القارئ، ميلك، فروست/نيكسون.

من جهة أخرى وفي أطار مسابقة الفيلم الاجنبي فاز الفيلم الياباني “Departures” على اوسكار أفضل فيلم أجنبي وحصل فيلم “والي” من ستوديو ديزني-بيكسار على جائزة الاوسكار عن فئة الرسوم المتحركة متقدما على “كونج فو باندا” و”فولت، نجم بالرغم عنه.

بينيلوب كروز تحصل على اوسكار أحسن ممثلة مساعدة

وفازت الممثلة الاسبانية بينيلوب كروز باول جائزة اوسكار لها بعد حصولها مساء الأحد على اوسكار احسن ممثلة مساعدة عن دورها في الفيلم الكوميدي الرومانسي “فيكي كريستينا برشلونة” Vicky Cristina Barcelona  وبذلك تكون أول أسبانية تحصل على جائزة من هذا النوع، وقالت كروز (34 عاما) بالاسبانية لدى تسلمها الجائزة “اهدي هذه الجائزة لكل الممثلين في بلادي.” وقالت  ايضا في مستهل توزيع جوائز الأوسكار الـ 81 في مسرح كوداك في هوليوود.

وعقب إعلان نتيجة فوزها قالت  “هل أغمى على أحد هنا، يبدو أنني سأكون الأولى”.

وتفوقت كروز على فيولا ديفيس وايمي ادامز وكلتاهما تمثل في فيلم الشك وماريسا تومي في فيلم المصارع وتاراخي بي هينسون في “الحالة الغريبة لبنجامين باتون”. هذا وكان الممثل  هيو جاكمان قد قام بتقديم  فقرات الحفل بعد أن أحاطت السرية بتفاصيل تلك الفقرات حتى لا تتسرب الى مشاهدي التلفزيون، حيث يحظى حفل التوزيع بنسبة عالية من المشاهدين الذين بلغ عددهم 32 مليونا العام الماضي.

الإتحاد العراقية في 23 فبراير 2009

 
 

الأرقام القياسية تتألق فى حفل جوائز الأوسكار

حصد كل من "تيتانيك" و"بن هور" و"سيد الخواتم" 11 جائزة..

فاز تيتانيك بـ11 جائزة ورشح لـ14

كتبت هنا موسى

تحفل جوائز الأوسكار بالعديد من الأرقام المميزة، فمنذ انطلاق أول حفل للجوائز عام 1929 وحتى الدورة الأخيرة منحت أكاديمية الفنون والعلوم أكثر من 6000 تمثال أوسكار لعدد كبير من المبدعين، الذين ساهموا بشكل كبير فى إثراء الفن السينمائى.

11 هو الرقم القياسى لعدد فوز فيلم واحد بجوائز الأوسكار، والذى حقق هذا الرقم 3 أفلام فقط، هى: فيلم "تيتانيك 1997" بطولة رونالدو ديكابرى، وكيت وينسلت، والذى حقق نجاحاً جماهيرياً ضخم، ورشح بواقع 14 ترشيحا، وفاز منها بـ11 جائزة، و فيلم "بن هور 1959" بطولة تشارلتن هيستون، وإخراج وليام ويلير، وفاز أيضاً بـ11 جائزة من أصل 12 ترشيحا، يليهم فيلم "سيد الخواتم عودة الملك 2003" إخراج بيتر جاكسون، والذى حصل على 11جائزة.

كما أن هناك 3 أفلام فقط عبر تاريخ الأوسكار تمكنت من حصد الجوائز الخمس الرئيسية، وهى "أفضل فيلم، وإخراج، ونص سينمائى، وممثل وممثلة" وهى: فيلم "حصل ذات ليلة 1934"، و"طار فوق عش المجانين 1975"، و "صمت الحملان 1991".

ومن الممثلات الأكثر فوزاً بجائزة الأوسكار الممثلة كاثرين هيبورن، حيث فازت بجائزة الأوسكار 4 مرات من أصل 12 ترشيحا، وتعتبر هى الممثلة الأوفر حظا فى العالم فى جوائز الأوسكار.

أما المخرج جون فورد يعد أكثر المخرجين حظاً، حيث فاز بالأوسكار 4 من أصل 5 ترشيحات، ولم يكن للمخرجات حظاً طيباً مع جوائز الأوسكار، حيث لم تتمكن أية مخرجة من الفوز بأوسكار أفضل إخراج.

كما كان للدول العربية نصيب قليل من المشاركة فى الأوسكار بدأها الممثل المصرى عمر الشريف هو الفنان العربى الوحيد الذى رشح للأوسكار، وكان ذلك عن دوره فى فيلم "لورانس العرب 1962" والذى قام فيه بأداء شخصية الشريف على بن الحسين.

كما رشح بعد ذلك بوقت طويل المخرجان الجزائرى رشيد بو شارب مرتين عن فيلمى "غبار الحياة 1995"، و"أيام المجد 2006"، والفلسطينى هانى أبو أسعد عن فيلم "الجنة الآن 2005".

ويعد المنتج والمخرج والكاتب الشهير والت ديزنى صاحب الرقم القياسى فى الترشيح والفوز بالأوسكار فى مختلف الفئات، حيث بلغ عدد ترشيحاته للجائزة 64 ترشيحا حصل منها على 22 فوزا و4 جوائز تكريمية، وأيضاً الممثل والمخرج والمنتج السينمائى وارن بيتى يمتلك رقماً قياسياً فريداً، حيث إنه الوحيد الذى رشح لـ4 جوائز أوسكار فى نفس العام عن نفس الفيلم بوصفه منتجاً ومخرجاً وكاتباً وممثلاً، حدث ذلك أولاً مع فيلم "الجنة تستطيع الانتظار 1978" ولم يفز وقتها بأية جائزة، وتكرر الأمر بعدها ب3 سنوات مع فيلم "أحمر 1981" الذى فاز عنه بأوسكار أفضل إخراج.

وللمرة الوحيدة فى تاريخ الأوسكار يفوز ممثلين بجائزتين أوسكار عن أدائهما لشخصية واحدة هى العراب "فيتو كورليوني"، حيث فاز مارولون براندون عن أداء الشخصية فى الجزء الأول، وفاز بها روبرت دى نيرو وذلك فى الجزء الثانى.

اليوم السابع المصرية في 23 فبراير 2009

 

مفارقات جوائز الأوسكار

3 فنانين رفضوا تسلمها وبيتر فينش يأخذها بعد وفاته... أصغر وأكبر من حصل على الجائزة "تاتوم أونيل" 8 سنوات و"جيسيكا تاندى" 87 عاماً

كتبت هنا موسى  

جوائز الأوسكار مليئة بالمفارقات والأحداث الطريفة لدى البعض والحزينة لدى البعض الآخر، كما أنها شهدت مواقف رآها المتابعون لذلك الحدث السنوى الضخم غريبة، يأتى فى مقدمتها أنه على مدار تاريخ الجائزة الأهم فى تاريخ السينما رفض استلامها 3 أشخاص، وهم الكاتب دادلى نيكولز الفائز بأفضل نص سينمائى مقتبس عن فيلم "المخبر 1935" بسبب إضراب نقابة الكتاب ضد الاستوديوهات السينمائية، والممثل جورج سكوت الفائز بأفضل ممثل عن فيلم "باتون 1970" لرفضه الدخول فى منافسة مع زملائه الممثلين على الجائزة، وأيضاً الممثل مارلون براندو الذى فاز بها عن فيلم "العراب 1972" بسبب التمييز الذى تمارسه الولايات المتحدة عموماً وهوليوود على وجه الخصوص ضد الهنود الحمر.

أكثر مفارقات الأوسكار تتمثل فى وجود 3 أفلام كانت الأكثر ترشيحاً لتلك الجائزة، إلا أن حظها السيئ جعلها تخرج صفر اليدين دون أية جائزة وهذه الأفلام هى: "نقطة الانعطاف 1977" وحصل على 11 ترشيحاً، وفيلم "اللون الأرجوانى 1985" والذى حصل على 11 ترشيحاً أيضاً، وفيلم "عصابات نيويورك 2002"، وحصل على 10 ترشيحات.

ليست الأفلام فقط من تعرضت للحظ التعس فى الأوسكار بل الممثلون أيضا، حيث رشح كل من ريتشارد بورتون وبيتر أوتول، للجائزة عدد 7 مرات ولم يفز بها أحد منهما.

بل إن هناك ممثلين فازوا بالجائزة بعد وفاتهم، مثل بيتر فينش، حيث حصل على أوسكار أفضل ممثل عن فيلم "الشبكة 1977"، ولكنه توفى قبل حفل الأوسكار بأيام بنوبة قلبية، والممثل الأتعس حظاً منه هو جيمس دين، لأنه رشح للأوسكار مرتين بعد وفاته الأولى كأفضل ممثل عن فيلم "شرق عدن 1956"، وفى العام التالى عن فيلم "العملاق 1957" وكان توفى بحادث مرورى بعد الانتهاء من تصوير العملين.

وتعد جيسيكا تاندى أكبر ممثلة فازت بجائزة الأوسكار، حيث كان عمرها 81 عاما عند حصولها على أوسكار أفضل ممثلة عن دورها فى فيلم "قيادة الآنسة ديزى 1989"، بينما تعد "تاتوم أونيل" أصغر من فازت بجائزة الأوسكار، حيث حصلت على أوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن فيلم "القمر الورقى 1973" وهى لا تزال فى العاشرة.

اليوم السابع المصرية في 23 فبراير 2009

 

 شون بن ..قلب واسع وطبع حاد

شون فاز أمس الأحد بجائزة أوسكار أفضل ممثل عن دوره فى فيلم "هارفى ميلك"

هوليوود (أ. ف. ب) 

اضطلع شون بن الذى فاز أمس الأحد بجائزة أوسكار أفضل ممثل عن دوره فى فيلم "هارفى ميلك"، طويلا بادوار الشرير قبل أن يتحول مخرجا محترما معروفا بمواقفه السياسية الحادة وشخصيته القوية.

لا يتمتع بن، البالغ الثامنة والأربعين بوسامة توم كروز الذى بدأ حياته الفنية إلى جانبه العام 1981 فى "تابز" بعد مشاركة سرية له فى سن السن الرابعة عشر فى مسلسل "ليتل هاوس إن ذى برارى"، إلى جانب والدته الممثلة آيلين راين.

وقام بن بدور المراهق الشقى فى الكوميديا الشهيرة فى الولايات المتحدة "فاست تايمز آت ريد جمونت هاى" 1983، إلا أن زواجه من المغنية مادونا العام 1985 هو الذى عرفه إلى الجمهور العريض خصوصا، ولم يبق من هذا الزواج سوى ذكرى فيلم فاشل "شانجهاى سوربرايز" العام 1986 وبعض الأحداث غير المشرفة، ففى العام 1987 أمضى بن المعروف بطبعه الذى لا يساوم، 32 يوما فى السجن بعدما اعتدى بالضرب على ممثل.

يشار إلى أن بن، نجل ليو بن المخرج الذى شملته الحملة على الشيوعيين فى خمسينيات القرن الماضى، عرف انطلاقة جديدة من خلال دوره كمجند فى الشرطة فى فيلم "كولورز" 1988 لدنيس هوبر أو عسكرى عنيف فى "كاجولتيز اوف وار" لبريان دى بالما 1989.

وفى العام 1991 انتقل للمرة الأولى وراء الكاميرا لإخراج فيلم "ذى أنديان رانر" المستوحى من حرب فيتنام قبل أن يخرج فيلما آخر العام 1995 "كروسينغ غارد" و"ذى بليدج" العام 2001 وهما فيلمان من بطولة جاك نيكلسون.

وبن المعروف بلعبه أدوارا قاتمة، فاز بأوسكار أفضل ممثل العام 2004، بعد أربعة ترشيحات، عن دور الأب الذى يريد الانتقام فى فيلم "ميستيك ريفر" الذى أخرجه كلينت إيستوود.

وفى 2007 أخرج بن "إينتو ذى وايلد" حول شاب هامشى قبل أن يترأس فى السنة ذاتها لجنة التحكيم فى مهرجان كان.

وفى فيلم "هارفى ميلك" يقوم شون بن بدور أول سياسى أمريكى يقر بأنه من مثليى الجنس، واغتيل قبل ثلاثين عاما فى سان فرانسيسكو.

وقال بن، لدى تسلمه الجائزة، اعتبر أن الوقت قد حان لأولئك الذين صوتوا لمنع زواج مثليى الجنس (فى كاليفورنيا) أن يفكروا بالعار الكبير إذا ما استمروا فى التصرف على هذا النحو. يجب أن نمنح الجميع حقوقا متساوية، موضحا "أننى فخور لأننى أعيش فى بلد ينتخب رجلا أنيقا رئيسا وبلد فيه فنانون شجعان".

وكان من كبار منتقدى عهد الرئيس السابق جورج بوش، وغاب عن حفل توزيع جوائز الأوسكار العام 2003 الذى أقيم بعيد اجتياح العراق بعد اشهر قليلة على زيارة مثيرة للجدل فى العراق.

اليوم السابع المصرية في 23 فبراير 2009

 
 

النضج الفنى لأنجلينا جعلها أبرز المرشحات لجائزة الأوسكار

فتاة 12 عاماً بمقوم أسنان..نجمة فاتنة.. سفيرة للنوايا الحسنة

طريق أنجلينا جولى للجائزة مفروش بالنضج الفنى والإنسانى

محمود التركى

النضج الفنى الذى تعيشه الممثلة الأمريكية أنجلينا جولى حاليا جعلها من أبرز المرشحات للفوز بجائزة أفضل ممثلة عن فيلمها "المستبدل" أو Changeling، وذلك بعد أن فازت منذ 10 سنوات بجائزة أوسكار أفضل ممثلة فى دور مساعد عن فيلمها "فتاة توقف نموها" أو Interrupted Girl.

ولكن كيت وينسلت لم تمنحها ذلك الشرف واقتنصت الجائزة منها، ولا يمنع ذلك أن أنجلينا استطاعت تحقيق نجاحا كبيرا فى الأعوام الماضية، ولم يكن أحد يتخيل أن أنجلينا تلك الفتاة التى كانت عام 1987 تتحسس طريقها إلى معهد ستراسبرج المسرحى عندما كانت تبلغ 12 عاما وتضع نظارة طبية، ومقوم أسنان ستصبح نجمة سينمائية فيما بعد، لكنها كانت تؤمن بأنها قادرة على ذلك، وهو ما قالته لوالدها الممثل جون فويت "سأصبح نجمة يوما ما"، وذلك حسبما ذكر موقعها الإلكترونى عقب فوزها بجائزة الأوسكار فى مطلع الألفية الثالثة، وأضافت أنها عندما ذهبت إلى المدرسة الثانوية وجدت الكثير من أصدقائها يطمحون إلى أن يصبحوا نجوما وكانوا يتمتعون بقدر كبير من الجمال والجاذبية، لكن لم يتوقع أى منهم أننى سأسبقهم إلى تلك النجومية.

أنجلينا فى فيلمها "المستبدل" تقوم بدور امرأة وحيدة تبحث عن طفلها المخطوف، وتتشبث بالأمل فى العثور عليه، فى ظل مواجهتها لضغوط وفساد رجال الشرطة الذين يعملون فى المدينة التى تسكن بها، حيث برعت فى ذلك الدور بشدة حسبما أكدت العديد من الصحف الأمريكية، وهو ما وصفوه بأنه إنجاز كبير، خاصة مع توليها مسئولية 6 أطفال مع زوجها النجم براد بيت، 3 منهم بالتبنى، تتولى رعايتهما انطلاقا من جهودها الإنسانية التى بدأتها منذ عام 2001، لتصبح الألفية الثالثة فترة النضج له على المستوى الفنى والاجتماعى والإنسانى، حيث يأتى ذلك بعدما ظلت فترة طويلة النجمة المفضلة للشباب فقط ولم تكن تهتم سوى بإظهار مفاتنها.

الأمر المميز فى حياة أنجلينا، حسبما يؤكد محبوها على موقعها الإلكترونى angelinajolie.com أنها منظمة جدا وترتب مواعيدها بشكل دقيق، كما أنها تعتمد على زوجها فى تفاصيل أمور حياتها، وتعيش معه فى وفاق تام، بعد عدة زيجات فاشلة مرت بها كان أولها عام 1993 من الممثل جونى لى ميلر.

اليوم السابع المصرية في 23 فبراير 2009

 

 

يساوى حملة إعلانية

فستان السجادة الحمراء بـ25 مليون دولار

سيدة المفاجآت الأولى فى حفلات جوائز الأوسكار فى اختيار فستانها

نسمة صادق 

"الظهور بفستان واحد على السجادة الأحمر فى حفلة توزيع الأوسكار، يساوى حملة إعلانية للفستان بقيمة 25 مليون دولار" مقولة شهيرة لـ"برونوين كونزجريف" مؤلف كتاب عن علاقة الأزياء بحفلة توزيع الأوسكار.

وتبدأ عملية اختيار الثوب قبل أشهر من الحفلة، أى مع مهرجان كان السينمائى الدولى، الذى يفتتح موسم الأفلام، لتبدأ بعده عملية رصد الأزياء حتى قدوم موعد حفلة توزيع جوائز الأوسكار.

وبالنسبة إلى أخريات، تبدأ عملية تصميم الثوب مع إعلان ترشيحات الأوسكار، حيث ترسل دور الأزياء تصميماتها إلى الممثلات المرشحات، على أمل الحصول على رد إيجابى، وخلال عملية اختيار الثوب، تشاهد الممثلة ما يقرب من مائة فستان، إلا أن عملية الاختيار النهائية قد لا تكتمل إلا قبل يومين فقط من الحفلة.

واختارت نجمات هوليود هذا العام ألوان أزيائهن للتناسب مع طبيعة أدوارهن فى أفلام المسابقة، فـ"آن هاثاواى" ربما ترتدى فستانا باللون الأبيض أو الأوف وايت ليكون ملائماً لطبيعة فيلمها "زواج ريتشل"، لكن إنجيلينا جولى فى هذه المناسبات يطلقون عليها سيدة المفاجآت، حيث عادة ما تفاجئ جمهورها بألوان غير متوقعة.

اليوم السابع المصرية في 23 فبراير 2009

 
 

براد بيت وميريل ستريب .. وحلم الأوسكار

بيت وستريت .. بين الجائزة الأولى والرابعة

كتبت نسمة صادق

بين حلم الجائزة الأولى، والحصول على الجائزة الرابعة للأوسكار، تأتى المقارنة بين حالتى الممثل الأمريكى براد بيت المرشح للجائزة لأول مرة فى تاريخه والممثلة ميريل ستريب التى حصلت على 3 جوائز من قبل.

براد بيت .. وحلم الجائزة الأولى

ولد الممثل الأمريكى براد بيت المرشح لجوائز الأوسكار عن دوره فى فيلم "حالة بنجامين بوتون الغريبة"، فى 18 ديسمبر من عام 1963 فى شاونى بأوكلاهوما، لكنه تربى فى سبرنجفيلد بميسورى على يد والد مزارع يملك مزرعة، وأم تعمل كأخصائية اجتماعية فى مدرسة.

تخرج بيت من مدرسة "كيكابو" الثانوية فى سبرنجفيلد عام 1982، حيث كان ضمن عدد من الفرق الرياضية مثل: التنس والجولف والسباحة، وتميز فى كل منهم. ودخل بيت الشاب، الذى أصبح الآن من أشهر نجوم هوليوود، جامعة ميسورى قسم الصحافة، وتخصص فى الدعاية والإعلان، لكنه ترك الجامعة قبل أن يتخرج منها، ليجرب حظه فى التمثيل بعاصمة السينما الأمريكية هوليوود.

حصل بيت بالفعل على أول أدواره السينمائية فى فيلم "ثلما ولويس" Thelma and Louise ، ليظهر فى دور راعى بقر فى عدد من المشاهد، جعلته متواجداً على الشاشة لمدة 14 دقيقة، وذلك عام 1991.

ثم كانت الانطلاقة الحقيقية فى مشواره الفنى عام 1994، عندما شارك فى بطولة الفيلم المثير "لقاء مع مصاص دماء" Interview With the Vampire مع النجم توم كروز. وفى العام نفسه شارك فى بطولة الفيلم الكلاسيكى "أسطورة الخريف" Legends of the Fall، ليُلقب بعده مباشرة من مجلة "بيبول"، كأكثر الرجال إثارة فى العالم عام 1994.

فى العام التالى قام بيت ببطولة الفيلم المرعب المثير "سبعة" Se7en ، الذى كان يدور حول سفاح يترك خلفه سبع علامات فى موقع جريمته، وشارك معه فى الفيلم الممثل مورجان فريمان والممثلة جوينيث بالترو.

لتبدأ العلاقة بين بيت وبالترو، ويعلنا خطوبتهما يوم 20 ديسمبر عام 1996، وذلك جعلهما محط أنظار الإعلام والصحافة لفترة من الوقت.

وفى 1997 قدم بيت فيلم "سبع سنوات فى التبت"Seven Years in Tibet ، والذى قدم فيه أداء تمثيلياً عالياً، ليصبح نجمه السينمائى فى أوجه، ولكن حياته الشخصية كانت تعانى من بعض المشاكل، حيث انفصل فى العام نفسه عن بالترو بعد أن استمرت علاقتهما لمدة عامين ونصف العام.

بعد ذلك قدم النجم الشاب عدة أفلام سينمائية ناجحة مثل "تعرف على جو بلاك" Meet Joe Black عام 1998 مع أنطونى هوبكنز و"المكسيكى" The Mexican عام 2001 مع جوليا روبيرتس.

ولكن الصحافة كانت مهتمة بحياته العاطفية والشخصية أكثر من نجوميته السينمائية، خاصة بعد أن تزوج من النجمة جينيفر أنستون عام 2000، والتى كانت هى الأخرى فى أوج شهرتها بسبب مسلسل "الأصدقاءFriends"، ليظهر من أجلها فى إحدى حلقات المسلسل الكوميدى الشهير كضيف شرف عام 2001. وفى العام نفسه بدأ فى تقديم سلسلة أفلام "أوشن" Ocean مع صديقه المقرب جورج كلونى ومات ديمون، وبدأه بـ"أوشن 11"Ocean's Eleven، والثانى كان "أوشن 12"Ocean's Twelve عام 2004 والثالث كان "أوشن 13"Ocean's Thirteen عام 2007 الذى شارك فيه النجم ألباتشينو.

ولا يمكن إغفال ذكر الفيلم الذى جعل بيت متربعاً على قمة قائمة "أكثر الرجال إثارة وإغراءً" لعدة سنوات، "تروى" Troyالذى قدمه عام 2004.

خلال تلك الفترة بدأت حياته العاطفية تعود كمحط أنظار الإعلام مع خبر انفصاله عن أنستون فى يناير 2005، وقيل إن السبب وقتها يرجع إلى دخوله فى علاقة عاطفية مع النجمة أنجلينا جولى شريكته فى بطولة فيلم الأكشن "السيد والسيدة سميث" Mr. & Mrs. Smith، الذى عرض فى صيف العام نفسه ولكن استغرق تصويره عاماً كاملاً.

ظل الثنائى أنجلينا وبيت، اللذان لقبتهما هوليوود بـ"برانجلينا"، يحاولان الابتعاد عن الأضواء، ويفضلان عدم التحدث عن علاقتهما، رغم ظهورهما معاً فى عدة مناسبات، إلى أن تحدثا عن علاقتهما بشكل صريح وأمام الإعلام مع قرب نهاية 2005.

وصرحت جولى أنها "وقت تصوير الفيلم لم أستطع الانتظار يومياً حتى أصل موقع التصوير لأكون مع براد"، وذلك فى مجلة "فوج"، ثم بدأ يؤسسان عائلتهما معاً، حيث شارك بيت فى تبنى طفلى أنجى بالتبنى، ليصبح اسميهما مادوكس جولى بيت وزاهارا جولى بيت.

ثم أعلنا فى يناير 2006، أن جولى حامل فى طفلتهما البيولوجية الأولى التى ولدت فى مايو 2006، وحملت اسم "شيلوه نوفيل جولى بيت".

وغير مشاركة جولى فى أطفالهما، فلقد شاركها أيضاً فى شغفها بالأعمال الخيرية، حيث كان يسافر معها فى المهام التى كانت توكل إليها، بصفتها سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة فى كل أنحاء العالم.

ثم تبنيا معاً طفلهما الرابع بانكس، وأنجبا بعده طفليهما التوأم فيفيان ونوكس عام 2008، لتصبح عائلتهما مكونة من ستة أطفال.

بالنسبة لمشواره الفنى، فقد كان متوازياً فى نجاحه مع نجاحه فى حياته الشخصية، حيث قدم عام 2006 واحداً من أفضل أدائه التمثيلى فى "بابل" Babel أمام كيت بلانشيت، والذى رشح عنه للجودلن جلوب والأوسكار وعدد كبير من الجوائز. ثم عاد وقدم فى عام 2007 فيلم "اغتيال جيسى جيمس على يد الجبان روبيرت فورد" The Assassination of Jesse James by the Coward Robert Ford.

وفى عام 2008 قدم بيت مع كلونى والأخوين كوهين فيلم "الحق بعد القراءة" Burn After Reading، ثم قدم أداء عالياً آخر فى "حالة بينجامين بوتن المثيرة" The Curious Case of Benjamin Button مع بلانشيت أيضاً، والذى دور حول شخص يولد ويبدو عليه كبر السن، ثم يصغر شكله كلما تقدم به العمر وتم ترشيحه عنه لجائزة الجو لدن جلوب كأفضل ممثل.

وإلى جانب كونه ممثلاً بارعاً وأباً ورب أسرة حنون، برع أيضاً فى مجال الإنتاج، حيث احترف إنتاج الأفلام السينمائية من خلال شركة "بلان بى" Plan B ، التى أسسها مع طليقته أنستون وبراد جرى مدير عام شركة بارا مونت.

ومن الأفلام التى شارك فى إنتاجها فيلم الأوسكار "ذا ديبارتد" The Departed عام 2006، و"عام الكلب" Year of the Dog عام 2007، و"القلب الكبير" A Mighty Heart الذى قامت ببطولته شريكته فى الحياة أنجلينا جولى عام 2007، وفيلما "زوجة مسافر عبر الزمان" The Time Traveler's Wife، و"حرب العالم زيد" World Wa Z عام 2008، وفيلم "هادئ مثل النهر" Peace Like a River عام 2009.

ميريل ستريب .. الاعتزال ثم الأوسكار

ولدت الممثلة الأمريكية لويس ستريب، وشهرتها ميريل ستريب فى 22 يونيو 1949، فى نيوجيرسى بأمريكا، وتعد الممثلة الأكثر ترشيحاً فى تاريخ جوائز الأوسكار بـ 14 ترشيحاً، فازت منهما باثنين، الأولى: كانت جائزة أفضل ممثلة ثانوية عام 1979 عن دورها فى فيلم "كرامر ضد كرامر"، والثانية: جائزة أفضل ممثلة رئيسية عام 1982 عن دورها فى فيلم "اختيار صوفى".

وتعتبر ستريب واحدة من أفضل الممثلات على قيد الحياة حالياً، وتعرف بقدرتها العجيبة على إتقان جميع اللهجات، بفضل مساعدة مدربين اللغات الذين تتعامل معهم، وتميزها فى العديد من الأدوار جعلها تستحق لقب الأسطورة الحية .

وفازت الأمريكية الشهيرة ميريل ستريب بجائزة "الإيمى" Emmy عام 1979، عن مشاركتها فى المسلسل القصير الذى يحمل عنوان "محرقة اليهود" أوHolocaust""، ورشحت فى العام نفسه للحصول على جائزة الأوسكار كأفضل ممثلة، عن دورها فى فيلم "صائد الغزال" أوThe Deer Hunter ، والذى شاركت فى بطولته مع كل من روبرت دى نيرو وكريستوفر والكين، لكنها تمكنت من انتزاع هذه الجائزة فى العام التالى عن دورها فى فيلم "كرامر ينافس كرامر"، والذى شاركت فى بطولته مع النجم الأمريكى داستن هوفمان.

وفى عام 1981 رشحت ستريب مرة أخرى للحصول على جائزة الأوسكار كأفضل ممثلة عن دورها فى فيلم "امرأة الضابط الفرنسى" French Lieutenant's Woman ، لتنتزع فى العام التالى 1982 نفس الجائزة عن فيلم "اختيار صوفى" Sophie's Choice للمخرج الآن باكولا.

وحصلت النجمة الكبيرة على جائزة الأوسكار الثالثة فى تاريخها عن دورها فى فيلم "جسور ماديسون" The Bridges of Madison County عام 1995 مع النجم الكبير كلينيت إستوود، وتلقت ترشيحاً جديداً عن دورها فى فيلم "شىء واحد حقيقى" One True Thing عام 1998، ومن وقتها لم تحصل النجمة الكبيرة إلا على ترشيحين آخرين للحصول على التمثال الذهبى الأول كأفضل ممثلة عام 1999 عن دورها فى "موسيقى من القلب" Music From The Heart ، والثانى كأفضل ممثلة دور ثان عام 2002 عن فيلم "التكيف" Adaptation.

يذكر أن آخر أعمال النجمة الكبيرة ميريل ستريب كان تجسيدها لدور "ميرندا برسيتلى" رئيسة التحرير المتسلطة لأحد أشهر مجلات الموضة، والتى تعمل تحت سلطتها المساعدة الجديدة "أندى ساكس" والتى جسدت دورها النجمة الشابة آن هاثواى، كما شاركت بالأداء الصوتى فى الفيلم الكارتونى "الحياة مع النمل" The Ant Bull.

وقد سبق أن هددت النجمة الأمريكية الشهيرة باعتزال التمثيل، لأنها لا ترى أن السينما فى هوليوود تقدم فناً جيداً للنجمات الكبيرات فى السن، وقالت ستريب "أفكر جدياً فى الاعتزال والاستسلام إذا لم يتغير هذا الوضع، وإذا لم أجد الدور الذى لا يصور امرأة فى سنى بصورة غير الشيطانية التى تظهرنا بها السيناريوهات الموجودة حالياً".

اليوم السابع المصرية في 23 فبراير 2009

 
 

مذبحة في غزة ودموع في هوليوود:

الرقص الإسرائيلي مع الأوسكار الأمريكي

مروة شاكر

يعتبر النقاد والسينمائيون في العالم كله أن مجرد الترشيح لجائزة الأوسكار جائزة في حد ذاته؛ فهو يرفع من قيمة الفيلم الفنية فضلا عن المادية بزيادة فرص توزيعه والترويج الإعلامي له، وهو ما يزيد إجمالا من فرص مشاهدته, وبرغم عدم فوزه بأي من جوائز المسابقة الأشهر والأهم في العالم إلا أن الفيلم الإسرائيلي (رقصة فالس مع بشير) حقق نجاحا ساحقا على المستوى الفني بحصوله على جائزة "الجولدن جلوب" في 11 يناير الماضي، بالإضافة إلى ترشيحه لجائزة الأوسكار عن أفضل فيلم أجنبي.

وقد تزامن ترشيح الفيلم الإسرائيلي للأوسكار في يناير الماضي مع المذابح الهمجية التي قام بها الكيان الصهيوني في غزة في الفترة من 27 -12 – 2008 إلى 22 – 1 -2009، وأسقط خلالها أكثر من خمسة آلاف شخص ما بين قتيل وجريح بأسلحة محرمة دوليا، وكانت المفارقة الغريبة هي القدرة على ارتكاب المذابح من قبل الكيان الصهيوني على الأرض، والبكاء وإعلان البراءة منها على الشاشة، وهو رهان إسرائيلي قديم نجح مع أفلام الهولوكوست في رسم صورة الضحية اليهودي، واستدرار العطف عليه من العالم، ودعم استقرار هذه الصورة في العالم مقابل تجاهل الهولوكوست الفلسطيني.

صبرا وشاتيلا

وتدور أحداث الفيلم عن ذكريات مخرج الفيلم "آري فولمان" حول مجزرة صبرا وشاتيلا، عندما كان جنديا في الجيش الإسرائيلي، ويقارن فيلم "رقصة فالس مع بشير" بين المذبحة التي أودت بحياة مئات الفلسطينيين في مخيم للاجئين بلبنان خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي لبيروت، وبين المحرقة النازية التي تعرض لها اليهود من قبل النازيين.

ويجسد الشريط الوثائقي، الذي يأتي بأشكال رسوم متحركة، محاولات المخرج آري فولمان تجميع ذكرياته عن المذبحة، والتي شارك فيها المخرج نفسه حينما كان جنديًّا في حرب لبنان عام 1982.

ويعود فولمان في "رقصة فالس مع بشير"، والذي عُرض في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الخميس 15-5-2008، برحلة بحث موجعة في ذكرياته عن المجازر التي شهدها في المخيم الفلسطيني، عقب اغتيال الرئيس اللبناني حينها بشير الجميّل.

يبدأ الفيلم، الذي يمتد 90 دقيقة، حين يوقظ المخرج أحد أصدقائه، ممن خدموا معه في حرب لبنان، من النوم ليقص عليه كابوسه المستمر، ويروي له أنه يشاهد كل مرة نفس الحلم؛ حيث تتعقبه كلاب تنبح وعددها دائما 26، ويكتشف المشاهد لاحقا أن هذه الكلاب هي العدد نفسه من الكلاب التي قتلها الجندي على مداخل قرى لبنانية؛ لأن الكلاب كانت أول من يتنبه لتسلل الجنود، وتبدأ بالنباح فتلفت الانتباه إليهم، لكن الجندي المخرج ككثير غيره بدا غير قادر على تذكر تلك المرحلة والأعمال التي قام بها، فيقرر أن يلتقي رفاق السلاح السابقين ليطرح عليهم أسئلة حول تلك الفترة.

ويسافر المخرج لملاقاة أصدقائه في أنحاء الأرض، وكلما توغل في الحديث إليهم، وبحث في ذاكرتهم عادت صور بيروت، وصور ما حدث لتطفو على السطح، ويكتشف المشاهد أن ذلك الجندي شارك في إطلاق القذائف المضيئة فوق مخيمي صبرا وشاتيلا ليسهل العمل للميليشيات المسيحية التي كانت مهمتها "تنظيف المخيم" كما يرد في الفيلم.

والفيلم، كما الحرب، يصعب تصويره مباشرة ومرة واحدة، لهذا اختار أسلوب رسوم سريالية تحاكي الواقع، وتعيد نسجه بأدق تفاصيله من سكن الضباط الإسرائيليين خلال الاحتلال لفيلات اللبنانيين الفخمة، إلى حب اللبنانيين لسيارات المرسيدس التي كان الجنود يعمدون باستمرار إلى إطلاق النار عليها.

ويصبح الحكي وسيلة للشفاء من بيروت وذكرياتها المدمرة عام 1982، بعد أن دخل آري الجندي الشاب إلى لبنان كسائر زملائه كمن يذهب فعلا في نزهة، لكن سرعان ما يظهر العكس؛ إذ يتعرض الضابط الذي في دبابة الجندي الشاب للموت بطلقات المقاومة، فيصطدم الجندي بواقع يحكم القبضة عليه، ويغرقه في عبثية الحرب.

الخلاص

لكن إذا كان النسيان ضروريا حتى تستمر الحياة بعد المجزرة، فالتذكر ضروري ولو بعد مضي 26 عاما على مجازر صبرا وشاتيلا، ويقول المخرج: "صنعت هذا الفيلم لأولادي كي يحاولوا بعد أن يكبروا ألا يشاركوا في أي حرب".

إنه التاريخ الشخصي لهذا الجندي يلاحقه في بيروت؛ حيث رقص مع الموت أمام صورة عملاقة لبشير الجميل، وحيث كان عليه دائما هو ورفاقه إطلاق النار على كل شيء وأي شيء، وفي كل الاتجاهات، ويضيف المخرج: "أعتقد أن آلاف الجنود الإسرائيليين خبئوا ذكرياتهم حول حرب لبنان في أعماقهم السحيقة، ولكن ذلك قد ينفجر في يوم ما محدثا أضرارا لا أعرف حجمها".

وبالرغم من الضبابية التي تلف القصة يبقى ما هو متوفر من إثباتات تاريخية ذُكرت في الفيلم أيضا، أنه في الـ 16 من سبتمبر عام 1982 اقتحمت ميليشيات موالية لإسرائيل -أو ميليشيات لبنانية على حد تعبير المخرج، إن صح نسب هؤلاء المجرمين للبنان- مخيمي صبرا وشاتيلا بمساعدة وتغطية من الجيش الإسرائيلي الذي أضاء لها سماء المخيمين ليلا باستخدام القنابل المضيئة عقب اغتيال رئيس الجمهورية اللبنانية آنذاك بشير الجميل؛ حيث استمرت عمليات الذبح البربرية لمدة ثلاثة أيام بلياليها وسط تعتيم إعلامي تام.

وعلى الرغم من أن "فولمان" قام بتشبيه فظاعة مجزرة صبرا وشاتيلا بفظاعة الجرائم الألمانية التي حدثت ضد اليهود، إلا أنه أسقط مصداقيته التي حاول أن يبنيها أمام مشاهدي فيلمه عندما تجاوز حدود رواية القصة إلى دفاعه عن عدم تورط أو معرفة قيادة الجيش الإسرائيلي بالمجزرة أمام الصحفيين في المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد انتهاء عرض الفيلم مباشرة في مهرجان "كان" السينمائي، وهي معلومة لا يمكن لجندي مثله في الجيش معرفتها وتأكيدها بالدليل القاطع؛ مما يضعه في صورة السياسي لا الروائي، بالإضافة إلى بعض المبالغات مثل تصوير أحد الأطفال الفلسطينيين يحمل مضادا للدبابات، ويطلق صاروخا على إحدى حاملات الجنود الإسرائيلية!.

في النهاية، تعود قضية الفن واستخداماته المختلفة للتغرير بالشعوب لتفرض نفسها مجددا أمام الصناعة السينمائية العربية التي لم تستطع حتى الآن إتقان لعبة الدعاية التي يتقنها الإسرائيليون ومعظم صناع السينما الغربية، فما زالت بعض الأوساط الفنية العربية تتعامل مع الفن على أنه وسيلة للتسلية فقط، ولعرض قصص الحب الملتهبة التي دائما تنتهي بزواج البطلين.

مصادفة 

ويقول الناقد السينمائي طارق الشناوي الذي شاهد الفيلم في مهرجان "كان": "إنه فيلم جيد على مستوى البناء الفني؛ فهو يجمع بين التوثيق والرسوم المتحركة؛ وبالتالي هو يستحق ترشيحه للأوسكار، وكان ينافس بقوة في مهرجان "كان" مع الفيلم الفرنسي "بين الجدران" الذي فاز في المهرجان"، مضيفا: "أن قصة الفيلم مؤيدة للقضية العربية وضد ممارسات إسرائيل مع العرب، ومع كل هذا أعارض عرض الفيلم في عالمنا العربي؛ فالموضوع متعلق بالمقاطعة ومنع التطبيع مع إسرائيل، ولابد أن نتشبث بهذه الورقة التي نملكها".

منحيا فكرة تعمد التوافق الزمني لعرض الفيلم مع أحداث غزة وذلك "لأن مواعيد المهرجانات هي مواعيد ثابتة، وصادفت أن جاء ترشيح الفيلم وعرضه مع أحداث غزة، وهذا ليس له دلالة؛ لأن هذا الفيلم قبل أن يعرض في مهرجان "كان" عرض على كثير من اللجان والمسابقات الرسمية، وكان أيضا من الأفلام المرشحة بقوة للسعفة الذهبية في شهر 5-2008 لأنه فيلم قوي إبداعيا وسياسيا"، حسب قوله.

أما عن وجهة نظر المخرج التي قدمها في الفيلم فهي ليست استثنائية -كما يرى الشناوي- ولكنها تحمل نوعا من الابتكار لجأ إليه ليجمع بين وجهتي النظر الإسرائيلية والعربية، وفي نهاية الفيلم نجد أنه يختم الفيلم بجملة للسيدة التي تقول: "وينكم يا عرب"، والتي تعرض كثيرا على القنوات الإخبارية، وهذا أيضا جزء من توجه المخرج.

وتضيف الناقدة ماجدة موريس قائلة: "إن الفيلم مستواه الفني جيد؛ فالمقياس الفني متحرر أكثر من السياسي بالتحديد في أمريكا، ولو أن هناك قوانين فإنها تطبق لصالح إسرائيل، أما الفيلم فأنا لم أشاهده ولا أستطيع أن أحكم عليه، وربما تريد إسرائيل من خلال هذا الفيلم الظهور بمظهر الحمل الوديع، لكن كل هذا لن يبرر لها تصرفاتها البشعة بالأراضي العربية".

صحفية مصرية مهتمة بالشأن الثقافي  

الفائزون بجوائز أوسكار 2009 

إسلام أنلاين في 23 فبراير 2009

 
 

"المليونير المتشرد" يحصد ثمانية من جوائز الاوسكار

لوس أنجلس- العرب أونلاين- وكالات

في انتصار كبير لفيلم كاد ألا يحصل على حق العرض حصد "المليونير المتشرد" الذي يروي قصة الصعود من العدم إلى الثراء ثمانية من جوائز الاوسكار بما في ذلك جائزة اوسكار لأفضل فيلم.

ومن بين الجوائز الأخرى التي حصل عليها "المليونير المتشرد" أوسكار أفضل مخرج للبريطاني داني بويل.

ويدور الفيلم المفعم بالأمل حول فتى هندي فقير يشارك في مسابقة ببرنامج تلفزيوني لكسب المال والحب.

وحصل سايمون بيفوي كاتب سيناريو الفيلم على اوسكار لأفضل سيناريو أعد للسينما.

وحصد "المليونير المتشرد" أيضا جوائز اوسكار لأفضل تصوير وأفضل مؤثرات صوتية وأفضل مونتاج وأفضل موسيقى للمؤلف الموسيقي ا. ر. رحمن وأفضل أغنية.

وفازت سبعة أفلام فقط من قبل في تاريخ الاوسكار بثماني جوائز أو أكثر.

وتدور أحداث الفيلم في أحياء مدينة مومباي الهندية وتعرض الفيلم لمشكلة عندما تخلت عنه جهة الانتاج وهي استوديوهات وارنر اندبندنت بيكتشرز التابعة لشركة وارنر بروس العملاقة ولكن في نهاية الامر أنقذت استوديوهات فوكس سيرشينج لايت بيكتشرز الفيلم وعرض في نوفمبر تشرين الثاني.

وقال بويل في الكواليس للصحفيين بعد حصوله على جائزة اوسكار أفضل مخرج "الفيلم يروي قصة حب ولكنها غير ظاهرة... العمود الفقري للفيلم هو برنامج المسابقات ولكن إذا نظرتم إلى ما وراء ذلك ستجدون قصة أخرى مستترة وهي قصة الحب."

والفوز الكبير الذي حققه "المليونير المتشرد" أضفى أجواء تفاؤل على الاوسكار وسط كساد عالمي بعد أن سيطرت في السنوات الأخيرة أفلام الجريمة المظلمة مثل فيلمي "لا مكان للعجائز" و"الراحلون" على جوائز اوسكار لأفضل فيلم.

والفئة الوحيدة التي لم يحصل فيها "المليونير المتشرد" على جوائز كانت في التمثيل الذي حصد نجوم بارزون جوائزه.

حصلت النجمة البريطانية كيت وينسليت على اوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "القاريء" الذي جسدت فيه دور حارسة نازية سابقة بأحد السجون تقع في حب شاب.

وغالبت وينسليت دموعها وهي تحصل على الجائزة وتذكرت عندما كانت طفلة تحلم بالفوز بالاوسكار.

وقالت "سأكون كاذبة إن قلت أني لم أعد نفسي لالقاء مثل هذه الكلمة من قبل.. أعتقد أني كنت في الثامنة من عمري آنذاك وكنت أنظر إلى نفسي في مرآة دورة المياه."

أما النجم شون بين ففاز للمرة الثانية في تاريخه بجائزة باوسكار أفضل ممثل. حصل بين على الجائزة عن دوره في فيلم "ميلك" الذي جسد فيه دور النشط المدافع عن حقوق المثليين هارفي ميلك الذي قتل الرصاص عام 1978 .

وكان بين فاز بجائزة اوسكار لافضل ممثل للمرة الأولى عام 2004 عن دوره في "نهر غامض".

وقال لدى استلامه الجائزة "لم أكن أتوقع ذلك وأريد أن أكون واضحا تماما أنا أعلم مدى الجهد الذي كثيرا ما أبذله لكي أحصل على تقديركم."

وفازت بينيلوبي كروز بجائزة اوسكار أفضل ممثلة مساعدها لتصبح أول ممثلة اسبانية تحصل على جائزة اوسكار عن دورها في فيلم "فيكي كريستينا برشلونة".

أما اوسكار لأفضل ممثل مساعد حصل عليها هيث ليدجر الذي توفي العام الماضي ليصبح ثاني ممثل بعد بيتر فينش يحصل على جائزة اوسكار بعد وفاته.

وفاز ليدجر بالجائزة عن أداء دور الجوكر في فيلم "فارس الظلام" الذي يأتي ضمن سلسلة أفلام الرجل الوطواط.

وتوفي ليدجر اثر تناوله جرعة زائدة من دواء بطريق الخطأ. وتسلم والده كيم ليدجر ووالدته سالي بل وشقيقته كيت الجائزة وسط وقوف الحاضرين والتصفيق له.

وقال كيم "هذه الجائزة الليلة تدعم تصميم هيث الكامل لأن تقبلوه بشكل حقيقي جميعكم هنا.. زملاؤه في صناعة كان يحبها جدا."

وفي بقية الجوائز فاز داستن لانس بلاك بجائزة اوسكار افضل سيناريو كتب خصيصا للسينما عن فيلم "ميلك" كما فاز فيلم "وول إي" على اوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة.

وحصل فيلم "حالة بنجامين باتون" على جائزتي اوسكار لأفضل موقع تصوير وأفضل ماكياج في حين حصل فيلم "الدوقة" على اوسكار لأفضل ملابس.

وفي احدى المفاجآت تمكن فيلم "الرحيل" الياباني من التغلب على أبرز المرشحين الفيلم الإسرائيلي "رقصة فالس مع بشير" وحصل على جائزة اوسكار لأفضل فيلم أجنبي.

وفاز فيلم "رجل يسير على حبل" على أوسكار لأفضل فيلم وثائقي والذي يدور حول رجل تمكن من السير على حبل ممتد في الهواء بين برجي برج التجارة العالمي في نيويورك عام 1974 .

وقدم حفل الاوسكار الواحد والثمانين والذي تنظمه أكاديمة الفنون والعلوم السينمائية الممثل هيو جاكمان الذي اختير لتحسين نسبة المشاهدة التلفزيونية للحفل التي تراجعت في السنوات الأخيرة.

العرب أنلاين في 23 فبراير 2009

 

شون بين افضل ممثل

المتشرد الهندي يحصد جوائز الاوسكار وفوز اول للانكليزية كيت وينسلت 

ايلاف: كما كان متوقعا ، حصل فيلم "سلامدوك مليونير" على اكثر الجوائز في احتفال الاوسكار الحادي والثمانين في مدينة  لوس انجلس الاميركية والذي انتهى قبل ساعات قليلة. الفيلم حصل على جائزة افضل فيلم ، وافضل اخراج للانكليزي داني بوليه اضافة الى ستة جوائز اخرى

فيلم "سلامدوك مليونير"  والذي تجري احداثة في مدينة بومباي الهندية ، يروي قصة شقيقين قادمين من  احياء الفقر ، وحياتهما الصعبة والعنيفة، واذا كان فيلم "سلامدوك مليونير"   هو الرابح الاكبر في اوسكار هذا العام ، كان فيلم "الحالة الغريبة لبنجامين بوتن " هو الخاسر الاكبر ، فالفيلم الذي رشح لثلاثة عشر جائزة لم يفز الا بثلاث جوائز ، وعاد بطله النجم براد بيت خالي الوفاض ، بعد ان خسر امام الممثل القدير شون بين والذي فاز عن دوره كجنسي مثلي يخوض صراعا مريرا للفوز باول منصب سياسي في اميركيا في منتصف السبعينات من القرن الماضي في فيلم "ميلك".

زوجة براد بيت ، النجمة انجلينا جولي ، كانت ايضا احدى الخاسرين هذه السنة ، حيث ذهبت جائزة الاوسكار في فئة الممثلات الرئيسيات والتي كانت تتنافس عليها الى النجمة البريطانية كيت وينسلت ، بعد خمس ترشيحات سابقة على الاوسكار . كيت وينسلت حصلت بدورها في فيلم "القاريء" على الجائزة ، عن قصة تجري احداثها في الخمسينات وعلاقة بين امراة ترتبط بماضي مع النازية  ومراهق.

جوائز التمثيل الاخرى ، ذهبت  الى النجمة الاسبانية بينلوب كروز والتي فازت عن دورها في فيلم المخرج الاميركي وودي الن "فيكي كريستينا برشلونه" على جائزة افضل ممثلة مساعدة ، في حين حصل الممثل الشاب الراحل هيث ليجير على جائزة افضل ممثل ثانوي عن دوره في فيلم "الفارس المظلم".

جائزة اوسكار افضل فيلم اجنبي غير ناطق بالانكليزية ، ذهبت الى الفيلم الياباني "المغادرون" ليحقق مفاجاة ، خاصة مع وجود افلام كبيرة  مثل الاسرائيلي  "فالس مع بشير" ، والالماني "باردير مينهوف كموبليس"  ، والذان كانا من المرشحين الاقوياء للفوز بالجائزة.

موقع "إيلاف" في 23 فبراير 2009

 
 

«الحالة الغريبة لبنجامين بوتون» فيلم ديفيد فينشر

ولـدت عجـوزاً وأمـوت طفـلاً

نديم جرجورة

لم يكن ابتكار مشهد الساعة العمومية في داخل محطّة القطار عبثياً. ذلك أن مخترعها، بعد تكليفه صناعتها لشهرته في هذا المجال، ارتأى أن تسير عقاربها بشكل معاكس للمألوف، لعلّ الزمن يعود إلى الوراء، فلا يموت الشباب، بل يكبرون ويعيشون حياة «طبيعية» ويتزوّجون وينجبون ويربّون، كبقية «خلق الله». فالصدمة القاتلة التي أصابت المخترع في صميمه، والمتمثّلة بمقتل ابنه الوحيد في الحرب العالمية الأولى، جعلته يذهب بمخيّلته إلى حدود السعي الجدّي إلى التلاعب بالزمن، لعلّ ابنه لا يتطوّع في الجيش، ولا يخوض المعارك، ولا يُقتل في إحداها. والتمزّق الذاتي أفضى بالرجل/ الأب إلى الانكسار أمام بشاعة اللحظة، فأراد أن ينتقم من هذه اللحظة بإخضاعها، معنوياً على الأقلّ، للتراجع إلى الوراء، بدلاً من التقدّم إلى الأمام؛ أي أن يجعل الزمن يتقدّم إلى الوراء، لعلّه يتسنّى له إنقاذ وحيده الحبيب؛ أو لعلّ أموراً كثيرة تتبدّل أحوالها في هذه الدنيا.

لعبة الزمن

غير أن هذا المشهد، في بداية «الحالة الغريبة لبنجامين بوتون»، الفيلم الأخير للمخرج الأميركي ديفيد فينشر (تمثيل: براد بيت وكايت بلانشيت وتيلدا سوينتون وتاراجي ب. همسون وجوليا أورموند)، مرتبط بالمناخ العام للنصّ الدرامي، المقتبَس (بتصرّف كبير جداً) عن قصّة بالعنوان نفسه للكاتب الأميركي فرنسيس سكوت فيتزجيرالد؛ ومتعلّق بالسياق الحياتي الذي عاشه بوتون، كما لم يعشه أحدٌ آخر. كأن فينشر، باختراعه وكاتب السيناريو إيريك روث مشهد الساعة (غير الموجود في القصّة، كتفاصيل أخرى كثيرة)، أراد تحريض مُشاهده على التنبّه إلى المعاني الإنسانية المعتملة في مفاصل الفيلم وتعرّجاته الزمنية، لأن بوتون «وُلد عجوزاً ومات طفلاً» (تيمّناً بعنوان جميل ارتأى الراحل حسين مروّة أن يوضع لحوار طويل أجري معه قبل أعوام طويلة، تناول فيه فصولاً من سيرته الذاتية: «وُلدت شيخاً وأموت طفلاً»)، هكذا بكل بساطة. وإذا أراد مخترع الساعة إعادة الزمن إلى الوراء لتغيير مسارات الدنيا وناسها، فإن فينشر/ روث جعلا المسار الحياتي «التراجعي» لبوتون محاولة ثقافية وأخلاقية وإنسانية (بلغة سينمائية صرفة) لفهم المعاني المتدفّقة من العلاقة التناقضية بين حالة فريدة من نوعها، والعالم الذي لم يعتد حالات كهذه. كأن فينشر وروث، وفيتزجيرالد قبلهما، أرادوا المضي قدماً في اختبار هذه التجربة، التي تُختصر بما يلي: كيف ينظر المرء، الذي وُلد عجوزاً في الثمانين من عمره (أو في الخامسة والسبعين من عمره، بحسب القصّة الأصلية) ومات طفلاً رضيعاً، إلى الدنيا وأحوالها، وإلى المشاعر والتجارب والعلاقات والعيش؟ كيف يتصرّف إزاء عالم يراه معكوساً، لأنه كلّما كبر في السنّ (كما هي العادة الحياتية للبشر)، ازداد شباباً وأناقة وحيوية، بينما الجميع من حوله يذبلون ويموتون؟ ربما لهذا السبب أيضاً، اختار فينشر/ روث داراً للعجزة مكاناً لـ«نمو» بنجامين بوتون، بعد أن تخلّى والده عنه، تاركاً إياه أمام عتبة باب الدار ليلاً، بعد لحظات قليلة على ولادته: أن يعيش المرء وسط حالات متتالية من الموت، وأن ينظر إلى الدنيا من ثقب الرحيل الدائم. وإذا شدّد ديفيد فينشر، في حوارات صحافية عدّة، أن فيلمه هذا عن الحبّ؛ فإن المشاهدة تكشف، من بين أمور عدّة، إصرار الفيلم على قراءة العلاقة التناقضية بين الحياة والموت، من خلال المسار الحياتي للموت نفسه، إذا جاز التعبير. في أحد حواراته تلك (المجلة السينمائية الفرنسية المتخصّصة «ستديو»، شباط الجاري)، قال فينشر إن ما أغراه في المشروع كامنٌ في «القصّة التي تتحدّث ببساطة عن الحبّ، لكن بطريقة مختلفة كلّياً»، مكرّراً تأثّره الفعلي بهذه الشخصية «التي تكبر في دار للعجزة، وتختلق حياتها وهي مُحاطة بالموت»، ومشيراً إلى وجود فكرة «أليمة» أغرته بدورها، تلك التي تقول «إن الحياة أقوى من الحبّ»، مضيفاً قناعته بأن «الموتَ أساسي في قصص الحبّ، ما جعل أفلاماً كـ«قصّة حبّ» (لآرثر هيلر) و«تايتانيك» (لجيمس كاميرون) تؤثّر كثيراً في المُشاهدين»، معتبراً أن «قصص الحبّ الأجمل في السينما، هي تلك التي جعلت الموت مادة أساسية لها».

أقانيم أساسية

العودة إلى الوراء، العيش في داخل الموت، الحبّ: ثلاثة أقانيم اشتغل عليها الفيلم الجديد لديفيد فينشر. ثلاثة أقانيم شكّلت الركائز الأساسية لنصّ سينمائي تحرّر، كلّياً، من الوطأة التاريخية للقصّة الأصلية، كي يعيد صوغ المشهد الإنساني والتفاصيل الحياتية كما يحلو له: فبالإضافة إلى إلغاء العلاقة القائمة بين الأب وابنه (عاد الفيلم إليها في منتصفه تقريباً، وللحظات سريعة)، وإقامة الابن في دار للعجزة؛ اختار فينشر/ روث القرن العشرين زمناً لسرد الحكاية، مُسقطاً عليها لقطات قد تكون مفصلية في هذا القرن، من دون التوقّف طويلاً عندها، على نقيض القصّة التي دارت أحداثها في الفترة الفاصلة بين نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. في القصّة، غياب شبه مطلق للنساء، على نقيض الفيلم الزاخر بهنّ. ثم إن بداية الفيلم (المرأة المحتضرة على فراش الموت تطلب من ابنتها قراءة مذكّرات رجل يُدعى بنجامين بوتون، على إيقاع الأمطار الغزيرة الهاطلة خارج الغرفة؛ وقصّة مخترع الساعة العمومية في محطّة القطار) لا وجود لها في القصّة إطلاقاً. لا يعني هذا كلّه أن الفيلم مطالبٌ بصون السرد الدرامي للقصّة، وباحترام مناخها الفني والثقافي والإنساني. لكن التوقّف عند هذه الملاحظة نابعٌ من رغبة ذاتية في القول إن قراءة القصّة ممتعة، بعوالمها وتفاصيلها وبساطة لغتها السردية (على الرغم من المعاني العميقة والمبطّنة، حول الذات والعلاقة بالآخر وتقبّل العالم والاختلاف الجوهري للمرء مع المحيطين به، إلخ.)، تماماً كمشاهدة الفيلم المختلف عنها، بأحداثه المتشعّبة ومشاعر شخصياته ومزالق الحياة التي عاشوها والمغامرات التي خاضوها والصدمات التي تعرّضوا لها. والمقارنة السريعة بين الفيلم والقصّة تبقى مجرّد لعبة عابرة، لتبيان قوّة النصّ المرئي في منح النصّ المكتوب «مزيداً» من براعته في استنباط المعاني المختلفة للمسار الفاصل بين الحياة والموت، بصورتيه المتناقضتين: المسار المتداول للبشر (من الطفولة إلى الشيخوخة)، والمسار الخاصّ ببنجامين بوتون (من الشيخوخة إلى الطفولة).

لم يكتف ديفيد فينشر وإريك روث باختيار دار للعجزة مكاناً لإقامة بوتون في المراحل الأولى من حياته، بل أضافا إليه عالماً نسائياً بامتياز، منح الرجل/ الطفل أكبر قدر ممكن من المشاعر والأفكار. وإذا غابت صورة الأم البيولوجية لبوتون كلّياً عن المشهد، في القصّة والفيلم معاً؛ فإن الفيلم أفسح مجالاً واسعاً جداً للمرأة، كي تمارس حضورها الأنيق (حياتياً وتمثيلاً في آن واحد) في حياته. ثم إن «البداية الأولى» (إذا صحّ التعبير) للفيلم (المرأة المحتضرة وابنتها في غرفة المستشفى)، بدا كأنه إعلانٌ مسبق للمُشاهِد عن أن المرأة (بشخصياتها وممثلاتها المتنوّعات) تكاد تكون «الشخصية» الأساسية في فيلم يروي سيرة رجل؛ مع أن «البداية الثانية» (الساعة العمومية) شكّلت إعلاناً آخر عن أن الزمن ومساراته ودوره أساسيٌّ، هو أيضاً، في «قصّة الحبّ الغريبة» التي أراد ديفيد فينشر سردها بلغته الخاصّة.

قصّة حب، أو سيرة موت، أو علاقة مختلفة بالزمن والحياة والناس: هذا كلّه صحيح. لكن الأهمّ كامنٌ في تلك اللغة الفيلمية الجميلة والهادئة، التي صنعها ديفيد فينشر في سرده حكاية بوتون. فالتصوير (الإضاءة، الكادرات، اللقطات البعيدة والقريبة) غاص في تشعّبات الحالات المختلفة والمتناقضة للشخصية الرئيسة، كما للمناخات العامّة والمراحل الزمنية المختلفة؛ والتوليف شكّل أداة جوهرية في إعادة تشكيل الصورة الكاملة للنصّ والشخصيات؛ والتمثيل متقن في تفاصيله الدقيقة، خصوصاً في الجانب النسائي، مع كايت بلانشيت، التي تزداد براعة وجمالاً أدائياً فيلماً بعد آخر؛ وتيلدا سوينتون، الصديقة والعشيقة، التي مرّت لـ«لحظات» داخل السياق، تاركة وراءها أثراً إنسانياً جميلاً؛ وتاراجي ب. همسون في دور الأم بالتبنّي، التي رافقت نموّه المختلف، ومنحته أجمل الحنان والحبّ.

بدأ عرضه التجاري، بعد ظهر الخميس الفائت، في صالات «سينما سيتي» (الدورة) و«إسباس» (جونيه) و«غالاكسي» (بولفار كميل شمعون) و«غراند أ ب ث» (الأشرفية) و«غراند كونكورد» (فردان) و«غراند لاس ساليناس» (أنفة).

السفير اللبنانية في 23 فبراير 2009

 
 

وينسليت أكثر ضحايا التزوير على الفيس بوك

أشرف أبوجلالة – إيلاف

على نحو مفاجيء وغير متوقع، تورطت الممثلة البريطانية الشهيرة كيت وينسليت مؤخراً في حرب كلامية ساخنة عبر موقع الفيس بوك الشهير للتواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت دون أن تدري، وذلك بعد أن قام شخص مجهول الهوية بفتح حساب جديد على الموقع يحمل اسم النجمة اللامعة، ليطلق سبابا ً ضاريا ً بحق النجمة الأميركية أنجلينا جولي، المرشحة أمامها لنيل جائزة الأوسكار، وجاء على هذا الحساب فيما يفترض بأنه نقلا ً عن وينسليت سباب لجولي يقول " إنها بقرة مجنونة ذات شفتين عريضتين " !!

وهو ما تم الكشف عنه عندما قام مراقبون يعملون في الفيس بوك بإغلاق هذا الحساب بصورة مفاجئة وسريعة. وأكدت تقارير صحافية إنكليزية على أن النجمة كيت وينسليت "الحقيقية" لم تكن تعرف أي شيء بالفعل عن تلك الواقعة.

وقالت صحيفة "التايمز" البريطانية أن البطلة السابقة لفيلم تيتانيك انضمت خلال الآونة الأخيرة لقائمة ضحايا هذا الاتجاه المعروف باسم الـ " Facebooking " خلال الأيام القليلة الماضية. 

كما أشارت الصحيفة إلى أن وينسليت حصلت مؤخرا ً على لقب النجمة الأكثر إمتلاكا ً لأضخم عدد من المواقع التي خصصها لها مخادعو الإنترنت.

فقد تجاوز عدد المواقع الزائفة التي تم فتحها باسمها عدد المواقع التي تم تصميمها لمطربة البوب الشهيرة بريتني سبيرز، وكذلك سارة بالين، التي شغلت من قبل منصب نائب المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية الماضية، بالإضافة للرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما هو الآخر.  

وقالت الصحيفة أن العشرات من الصفحات على موقع الفيس بوك كانت لا تزال مفتوحة حتي يوم الجمعة الماضي، وجميعها يدعي أن وينسليت هي من قامت بإنشائها جميعا ً، ويحتوي العديد منها على عدد كبير من الصور العارية لها التي تم رفعها بصورة غير مشروعة من فيلمها المرشح لنيل جائزة الأوسكار "The Reader " .

لكنها كانت نسخ خفيفة للعشرات من المواقع التي غالبا ً ما كانت تصبغ عليها النبرة التشهيرية والتي أزيلت منذ نهاية الأسبوع الماضي.  

وعلى أحد تلك المواقع، ظهرت وينسليت وكأنها متورطة في حرب كلامية مع جولي، حيث أطلقت عليها وصف" خفاش ماص للدماء " بالإضافة لكلام آخر يفوق ذلك في البذاءة. ثم رد موقع يحمل إسم جولي ، وهو موقع زائف، بالقول " عرفت الآن لما تظاهرت بأنك نسيتي اسمي في حفل الغولدن غلوبز، أيتها العاهرة. وأنا قد خرجت من شفرتي المفضلة وسأكون في انتظارك على السجادة الحمراء ". وفي الوقت الذي يواجه فيه الموقع مزاعم بأن ما يزيد عن 40 % من صفحاته البالغ عددها 70 مليون مزيفة، حاول الفيس بوك تبرئة ساحته من خلال قيامه بإلغاء الآلاف من المشاركات ، في العملية الخاصة بإدارة الضرائب المتعلقة بحفنة من مواقع المشاهير الحقيقية، التي من بينها الحساب الخاص بالنجم دافيد بيكهام لنادي لوس أنجليس غالاكسي الأميركي.  

موقع "إيلاف" في 23 فبراير 2009

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)