كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«دبليو» ستون فى افتتاح مهرجان دبى السينمائى اليوم

بقلم   سمير فريد

مهرجان دبي السينمائي الدولي

الدورة الخامسة

   
 
 
 
 

يفتتح اليوم مهرجان دبى السينمائى الدولى الخامس الذى يستمر ثمانية أيام، وتعلن جوائزه للأفلام العربية فى حفل الختام يوم ١٨، ويبلغ مجموع قيمتها المالية أكثر من نصف مليون دولار أمريكى، ويديره السينمائى الإماراتى مسعود أمر الله.

يعرض فى الافتتاح الفيلم الأمريكى «دبليو» الذى أخرجه أوليفر ستون عن الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش بحضور المخرج العالمى الكبير والممثلة اليزابيث بانكس التى قامت بدور لورا بوش زوجة الرئيس الأمريكى، وهذا هو العرض الأول للفيلم فى الشرق الأوسط.

يعرض من مصر فى مسابقة الأفلام العربية الطويلة «جنينة الأسماك» إخراج يسرى نصر الله، وفى مسابقة الأفلام العربية القصيرة «ساعة عصارى»، إخراج شريف البندارى، و«زيارات يوم شتوى».. إخراج إسماعيل حمدى، و«الشغالة» إخراج هايدى سمعان، ويرأس خيرى بشارة لجنة تحكيم الأفلام القصيرة.

وتشترك فى عضوية لجنة تحكيم الأفلام الطويلة الكاتبة أهداف سويف والممثلة لبلبة، وخارج المسابقة يعرض الفيلم الطويل «عين شمس» إخراج إبراهيم البطوط، والفيلم القصير «أحلام مقلية» إخراج نانسى كمال، ويصدر المهرجان كتاباً عن العصر الذهبى للسينما المصرية، ويوجه الدعوة إلى عدد كبير من النقاد والصحفيين والسينمائيين المصريين.

يكرم «دبى» الخامس فنان السينما البريطانى العالمى الكبير تيرى جيليام، والمخرج الصينى تسوى هارك، والمخرج الجزائرى رشيد بوشارب، ويشهد العرض الأول فى العالم لسبعة أفلام عربية منتظرة هى الجزائرى «مصطفى بن بولعيد» إخراج أحمد راشدى، والتونسى «ثلاثون» إخراج فاضل الجزيرى، والفلسطينى «المر والرمان» إخراج نرجس نجار، والعراق «فجر العالم» إخراج عباس فاضل، وثلاثة أفلام مغربية هى «فرانسيز» إخراج سعاد بوجاتى، و«هل تتذكر عادل» إخراج محمد زين الدين، و«كزا نكرا» إخراج نورالدين لخمارى.

جديد دبى ٢٠٠٨، مسابقة للأفلام الآسيوية والأفريقية وسوق دبى السينمائية الدولية، وبرنامج عن سينما التحريك، وإصدار كتابين هما «العصر الذهبى للسينما المصرية» و«أسواق السينما فى العالم العربى والعالم»، وإصدار دى فى دى لـ٨ أفلام إماراتية قصيرة عرضت فى المهرجان، وتنظيم ورشة عمل لمدة ثلاثة أيام لإنتاج أفلام تحريك مدة كل منها دقيقة واحدة، وذلك إلى جانب برامجه المعتادة مثل الجسر الثقافى الذى يتضمن ندوة دولية عن حوار الثقافات، وليالى عربية، وسينما الأطفال، وملتقى دبى للسيناريو الذى يعرض للإنتاج ١٨ مشروعاً فى دورته الثانية بزيادة ٣ مشروعات على العام الماضى.

وكما أعلن عبدالحميد جمعة، رئيس المهرجان يبلغ مجموع أفلام الدورة ١٨١ فيلماً من ٦٦ دولة، وهكذا يبدو من البرنامج أننا أمام مهرجان حافل فى ختام مهرجانات السينما الدولية التى تقام فى العالم العربي، أو ختامها مسك كما يُقال.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في 11 ديسمبر 2008

 
 

الرومانسية تطغى على عروض مهرجان دبي السينمائي

عمان - الرأي

يعرض مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الجديدة التي ستنطلق الليلة مجموعة وفيرة واستثنائية من الأفلام الرومانسية التي تعكس قوة الحب الصادق والعميق وقدرته على التغلب على الصعاب التي تقف في وجهه.

ومن بين هذه الأفلام رائعة المخرج الاسترالي باز لورمان أستراليا ، وهو الفيلم الذي استغرق إعداده وتصويره سنوات طويلة وتؤدي بطولته نيكول كيدمان إلى جانب هيو جاكمان .

يروي الفيلم قصة حب عاصفة تجري وقائعها في أستراليا أثناء الحرب العالمية الثانية بين سيدة بريطانية ليدي سارة آشلي وراعي مزرعة المواشي الخاصة بها في رحلتهما التي ستستغرق مئات الأميال عبر البراري الأسترالية القاسية هرباً من خطر المستوطنين الإنجليز حيث تزداد قصة الحب التي تجمعهما من رغبتهما وتصميمهما، تحت قصف الطائرات اليابانية، على مواجهة المستقبل المجهول.

ومن الأفلام الرومانسية التي تولد وتتعمق بالرغم من جميع الصعاب، يأتي فيلم مثل مارلون وبراندو للمخرج التركي حسين كارابي، والذي تعيد فيه الممثلة التركية عائشة داماغسي تمثيل ملحمة الحب الكبيرة التي عاشتها مع الممثل العراقي الكردي حمة علي عندما التقته في أحد مواقع التصوير عام 2003 قبيل الغزو الأمريكي. وهناك، اشتعلت بين الاثنين شرارة حب جارف، قبل أن يُضطر كل منهما العودة إلى وطنه: عائشة إلى إسطنبول و حمة إلى السليمانية. ثم ما تلبث أن تشتعل الحرب؛ فتتوافد التقارير الإخبارية القادمة من العراق، لتقرر عائشة المخاطرة بحياتها لتسافر بحثاً عن حبيبها، وتمرّ خلال رحلتها بأكثر المناطق خطراً في المنطقة.

ومن فلسطين، وبعد شهور من التصوير المحفوف بالمخاطر في مواقع حساسة في الأراضي المحتلة، يأتي فيلم المر والرمّان للمخرجة نجوى نجّار. يروي الفيلم حكاية شابة تهوى الرقص تدعى قمر تجد نفسها وحيدة بعد أن يعتقل الجيش الإسرائيلي زوجها في رام الله. قمر ، التي كانت هجرت الرقص بعد زواجها بوقت قصير، تعود إليه لأنه الشيء الوحيد الذي يسليها. وخلال التدريبات تلتقي ب قيس وتقوم بينهما علاقة. الفيلم بطولة ياسمين المصري التي شاركت في فيلم سكر بنات للبنانية نادين لبكي، وكل من النجمة الفلسطينية هيام عبّاس وعلي سلمان اللذان شاركا في فيلم الجنة الآن للمخرج هاني أبو أسعد.

في فيلم تولبان ، نجد آسا المسكين الذي يعيش في كوخ صغير في منطقة السهول الكازاخستانية، يقضي نهاره ليتعلم كيف يصبح راعياً، لكن دون جدوى، فباله مشغول بالتفكير بأميرة أحلامه تولبان وبكيفية الفوز بقلبها. تارة يروي لوالديها قصة طويلة يسطّر فيها بطولاته العظيمة في البحرية، وتارة يدخل مع تولبان في جدال طويل ليقنعها بأن أذنيه ليستا كبيرتين بقدر ما تتصوّر. خلاصة الأمر، يدرك آسا بأن حياته لن تكتمل إلا بالحصول على فتاته. وحين تهب رياح التغيير على براري كازاخستان المفتوحة ورمالها الصحراوية، يضطر آسا إلى مواجهة المستقبل. فهل يبقى في هذه الأرض الجرداء القاسية، أم يرحل ليجرّب حظه في المدينة؟ وكيف سيؤثر ذلك على قصة حبّه مع تولبان ؟

وفي أهوار العراق الجنوبية تدور أحداث فيلم فجر العالم للمخرج العراقي عباس فاضل . ويروي الفيلم قصة مستور ويلعب دوره وليد أبو المجد و زهرة تلعب دورها حفصية حرزي . تفرّق الحرب بين هذين الحبيبين بعد أيام من إقامة حفل زفافهما السعيد، إذ يُرسل مستور جُندياً إلى جبهة الحرب وعلى خط النار يتعرف على رياض ، المجنّد القادم من بغداد، وتنشأ بينهما صداقة قوية. يصاب مستور في أرض المعركة وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، يطلب من رياض أن يعده بالبحث عن زهرة والاهتمام بها إلا أن مصاب زهرة الأليم أكبر من أن تسمح لها مبادلة رياض مشاعر الحب والإعجاب على الرغم من سعيه للفوز بقلبها. إلاّ أن كوارث أخرى تنتظر الأهوار وأهله.

في الفيلم المصري جنينة الأسماك للمخرج يسري نصرالله، نتعرف على طبيب التخدير يوسف (عمرو واكد) ومقدمة البرامج الإذاعية ليلى (هند صبري). حال الشخصيتين تشبه كثيراً أحوال الكثير من أبناء القاهرة اليوم. كلاهما في الثلاثينات من العمر، موظفان، غير متزوجين، وحذران في علاقاتهما العاطفية ويعيشان في عالم يتصادم ويتقاطع مع العادات والتقاليد والعلمانية والدين.

في حديقة للأسماك، يقترب الشخصان واحداً باتجاه الآخر بحذر، لكن دون أن يلتقيا فعلياً نتيجة الظروف المحيطة بهما. في ظل هذه الأجواء الرومانسية التي يسيطر عليها الارتياب والتردد، تخرج الشخصيات الأخرى في الفيلم من قالبها الروائي في محاولة لإلقاء نظرة تأمّلية على ليلى و يوسف ، مضيفة إلى البعد الكوميدي الظريف قصيدة شعرية.

ومن إسبانيا، هناك الدراما العاطفية الدافئة في عريس لياسمينا الذي يروي قصة علاقات متشابكة، وأزمات عاطفية ونتائج غير متوقعة للحب تشيع الفوضى بين مجموعة من الأصدقاء المجتمعين في أحد مكاتب الهجرة. فنجد لولا ، الفتاة المتفائلة والمرحة التي تعتريها الشكوك في أن خطيبها جورج مغرم ب ياسمينا المغربية الباحثة عن إذن للإقامة في إسبانيا، والتي تتطلع إلى الزواج من خطيبها رجل الشرطة جافي الذي يقابل حماسها بالمماطلة والتأخير في تحديد موعد للعرس. عريس لياسمينا فيلم ممتع ينبض بالمشاعر والأسرار ويمتاز بأداء تمثيلي رائع لجميع أبطاله.

أما فيلم حب الأقارب ، فهو كوميديا رومانسية تروي قصة أمير ، الشاب الثلاثيني الذي احترف تحطيم القلوب، والذي يعتبر نفسه خبيراً في إنهاء العلاقات العاطفية، فهو قادر على تولي مهمة قطع أية علاقة بالنيابة عن أي شخص آخر. ويفخر أمير بحصانته العاطفية المزعومة، لكن سرعان ما يشعر بانزعاج كبير عندما يسخر منه أصدقائه لبلوغه هذه السن دون ارتباط جدي. في خضم ذلك، تصل قريبته زارا من المملكة المتحدة في زيارة عائلية وتقرر مساعدته في تحسين صورته أمام أصدقائه، فتتظاهر بأنها حبيبته وشريكة حياته. وهنا، تنطلي الخدعة على الجميع، إذ يظنون أن أمير قد وجد أخيراً حبه المنتظر. وحين ذاك، تدرك زارا بأن أمير نفسه عاش الدور وصدّق الكذبة، وأنّ عليها تذكيره بأنهما أقارب من الدرجة الأولى، ما يجبر أمير على إعادة النظر بحياته العاطفية.

الرأي الأردنية في 11 ديسمبر 2008

 
 

مهرجان دبي السينمائي مع ١٨١ فيلماً وحملة ضد الأيدز

سينما من ٦٦ بلداً وجائزة عالمية للفيلم العربي

نديم جرجورة/ دبي

عاماً تلو آخر، يتقدّم »مهرجان دبي السينمائي الدولي« خطوة نوعية إضافية إلى الأمام. عاماً تلو آخر، يُقدّم المهرجان الوليد حديثاً شيئاً جديداً، يحاول عبره أن يمزج الاستعراض بالصناعة والتجارة والتسويق، وأن يُقدّم حيّزاً لتواصل إبداعي بين غربيين وعرب يملكون تجارب متفرّقة في الكتابة والإنتاج، وأصحاب مشاريع مقبلين من دول العالم العربي تحديداً. لم يعد المهرجان محاصراً بالظاهر فقط (سجادة حمراء، ضيوف عالميين، سترات رسمية خاصّة بحفلتي الافتتاح والختام... إلخ)، لأن منظّميه سعوا جاهدين إلى جعله منارة ثقافية/ فنية في قلب الخليج العربي، لإضاءة بعض المساحة بأنوار الفن السابع، بمختلف مستوياته وجوانبه وإبداعاته. لم يعد معنياً بالتفاصيل الهامشية فقط، من دون أن يتخلّى عنها كلّياً، لأنها جزءٌ أساسي من مقوّمات المهرجان الدولي (فنادق فخمة، خدمات متفرّقة لتأمين راحة المدعوين، حفلات ليلية يومية... إلخ)؛ بل ذهب إلى السينما أيضاً، عاملاً على جعل إنتاجاتها جسراً فعلياً للتبادل الثقافي/ الفني بين الجميع.

ملتقى الثقافات

قبل أيام قليلة على افتتاحه الدورة الخامسة للهرجان، دعا رئيسه عبد الحميد جمعة إلى الاحتفال بإطلاقها »مع عشّاق السينما في دبي وضيوفنا من أنحاء العالم«، مشيراً إلى مشاركة ١٨١ فيلماً من ٦٦ بلداً من العالم العربي والدول الأخرى: »في العام الخامس على إقامة هذا الملتقى للثقافات والإبداعات، نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان إلى دولة الإمارات العربية المتحدّة، لما قدّمته، على مدى الأعوام الماضية، من حفاوة ودعم وتشجيع، ألهمتنا لنعمل بجدّ وإخلاص في سبيل تقديم حدث جدير بالاهتمام«. أما المدير الفني للمهرجان مسعود أمر الله آل علي، فأعلن أن دورة هذا العام تشهد إضافة »مسابقة المهر للإبداع السينمائي الآسيوي/ الأفريقي« إلى برامج المهرجان، التي تضمّ أفلاماً »من دول لم نكن نتوقّعها، مثل باكستان وأفغانستان، إضافة إلى الحضور القوي لدول اشتهرت بحركة سينمائية متميّزة، كاليابان وتركيا وإيران، ما منح المهرجان، في دورته الحالية، تنوّعاً فنّياً لم يسبق له مثيل، وهو ما يتماشى ورؤيتنا الدولية، وسعينا إلى عرض الأفلام من كافة أنحاء العالم«. وذكر بيان صحافي صادر عن إدارة المهرجان، أن هذا الأخير، احتفالاً منه بدورته الخامسة، يُقدّم ثلاثة مشاريع جديدة: الأول كتاب متخصّص بصناعة السينما، بالتعاون مع إدارة مهرجان »كان«، يتضمّن معلومات عن آخر مستجدات السوق السينمائية العالمية؛ وبحث موسّع (نفّذته شركة »نلسن« بتكليف من إدارة المهرجان) يتناول سوق السينما في العالم العربي، خصوصاً في دولة الإمارات العربية المتحدّة والبحرين ولبنان وفلسطين ومصر والمغرب وتونس. الثاني قرص فيديو رقمي (دي في دي)، يحتوي على ثمانية أفلام إماراتية قصيرة، عُرضت في دورات سابقة. أما المشروع الثالث، فعبارة عن كتاب »يحتفل بالعصر الذهبي للسينما المصرية«. وأكّدت المديرة التنفيذية للمهرجان شيفاني بانديا الالتزام الدائم للمهرجان بدعم السينما العربية وترويجها: »أصبح المهرجان اليوم ملتقى السينمائيين الدوليين، ونال مزيداً من الشهرة والاحترام في أنحاء مختلفة من العالم. نأمل أن نتمكّن من بناء علاقات مثمرة، تجمع مختلف الثقافات السينمائية على أرض المهرجان«.

تسامح و»أيدز«

من النشاطات المنوي تنظيمها، إلى جانب المسابقات الرسمية المختلفة، هناك ندوة »الجسر الثقافي«، التي تركّز على مواضيع التسامح والسلام العالمي، بمشاركة عدد من السينمائيين والمثقفين والمعنيين بالهمّ الثقافي العام، كالصحافي الكندي كاميرون بيلي (مدير مشارك في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي) والروائي الجزائري ياسمينا خضرا والمغنّي والموسيقي والناشط الاجتماعي الأميركي من أصل جامايكي هاري بيلافونت والمخرج الأميركي من أصل أثيوبي هيل جيريما والمخرجة الكندية من أصل هندي ديبا ميهتا. في الإطار نفسه، تعود حملة »سينما ضد الأيدز« للعام الثاني على التوالي إلى المهرجان، برعاية الأميرة هيا بنت الحسين، حرم محمد بن راشد آل مكتوم (نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي). ففي العام الفائت، جمع العشاء الفخم والمزاد الخيري ثلاثة ملايين دولار أميركي لصالح مؤسّسة »أمفار«، إحدى أبرز المؤسّسات الدولية العاملة في مجال الأبحاث الخاصّة بالـ»أيدز«، والوقاية منه والتوعية بمخاطره ودعم السياسات العامّة المتعلّقة به. وذكرت معلومات صحافية أن عدداً كبيراً من المدعوين سيُشارك في حفلة هذا العام، من بينهم الممثلات غولدي هون وسلمى حايك ولورا ليني وغيرهنّ.

بالإضافة إلى هذا كلّه، أعلنت إدارة المهرجان عن شراكتها مع »الاتحاد الدولي لنقّاد السينما (فيبريسكي)« لإطلاق »جائزة النقّاد الدوليين«، التي تُمنح سنوياً لأفضل فيلم روائي عربي. فقد انطلقت الجائزة المذكورة في عدد من المهرجانات السينمائية الدولية، بهدف تكريم السينما كأحد أنواع الفنون، وتشجيع المواهب السينمائية الصاعدة، علماً بأن اللجنة التي تمنح الجائزة للفيلم العربي في دبي مؤلّفة من الناقد الفرنسي جان روي باري (صحيفة »لومانيتيه«) رئيساً، ولاتيكا بادغاونكاريس (من مهرجان »أوشيانز سيني فان« في الهند) والنقّاد روي تندينها ومحمود جمني وحسين بيومي حسن أعضاءً. كما يعقد الاتحاد نفسه ندوة خاصّة بدور السينما العربية وتأثيرها الدولي: »يُعتبر »الاتحاد الدولي لنقّاد السينما« أحد أهم المراجع في مجال السينما والنقد السينمائي في العالم«، كما قال أمر الله آل علي، مضيفاً أن الجائزة تمثّل »اعترافاً عالمياً بأهمية السينما العربية، وما تشهده من تطوّر في الأعوام المقبلة، خاصة أن صناعة السينما آخذة بالنضوج، تزامناً مع تطوّر البنية التحتية«، ومشيراً إلى أن مهرجان دبي يأتي »في مقدمة ما تشهده الساحة السينمائية العربية من تطوّرات«، محيّياً الاتحاد »على اهتمامه بإسهامات منطقتنا في السينما العالمية«. أما كلوس إدير، الأمين العام للاتحاد، فقال إن المهرجانات السينمائية »تُعتبر فرصة رائعة للاطّلاع على السينما العالمية، خاصة أن معظم صالات السينما تُركّز على قطاع محدود من الإنتاج السينمائي العالمي، الذي تسيطر عليه الأفلام الهوليوودية. بصفتنا نقّاداً سينمائيين، من المهم لنا تقديم الدعم للسينما الوطنية بأشكالها وفئاتها المختلفة. حرصنا على الاستجابة لدعوة مهرجان دبي لنا، الذي يُقدّم إطلالة شاملة على أحدث إنتاجات السينما العربية. إنها فرصة أيضاً للالتقاء بالنقّاد في العالم العــربي، آملين أن نفتح نافذة من دبي على العالم، الــذي لا نزال نحاول اكتشافه حتى اليوم«.

السفير اللبنانية في 11 ديسمبر 2008

 
 

المغرب والجزائر يهيمنان على المسابقة العربية للدورة الخامسة

مهرجان دبي السينمائي ينتظر جمهوره  بملاحم وتراجيديات

هوفيك حبشيان

اذا كان مهرجان السينما الأوروبية يختم المهرجانات في بيروت، فمهرجان دبي السينمائي يختم المهرجانات في العالم العربي، بعد شهرين مزدحمين بالتظاهرات السينمائية التي عقدت في كلّ من بيروت وقرطاج وأبو ظبي ودمشق والقاهرة ومراكش. ولو لم يبدل تاريخ انعقاد مهرجان الفيلم الوطني في مدينة طنجة المغربية (13 - 20 الجاري)، لكان دبي فعلاً خاتم المهرجانات. أياً يكن، هناك اثنا عشر فيلماً عربياً تتنافس على جوائز "المهر" للأفلام الروائية الطويلة في مهرجان دبي الذي يفتتح اليوم دورته الخامسة لتستمر الى الثامن عشر من الجاري. نصف أفلام المسابقة العربية لهذه السنة من المغرب والجزائر، والبقية موزعة بين لبنان وسوريا وتونس ومصر والعراق وفلسطين. من هذه الاعمال: "فرنسية" للمغربية سعاد البوحاتي، تؤدي فيه حفصية حرزي (بطلة "البذرة والبغل") دور صوفيا التي تقيم مع عائلتها في فرنسا، لكنها تضطر إلى العودة إلى المغرب بعد فقدان والدها عمله هناك. ومن الجزائر يأتينا "آذان" لرباح عامر زعيمش، ومحوره مصنع في ضاحية باريس لتجهيز المساند الخشبية لشاحنات النقل يديره مهاجر جزائري. ومن المغرب، مرة أخرى، يأتي فيلم "عقلت على عديل؟" لمحمد زين الدين عن حياة أخوين مهاجرَين إلى بولونيا حيث يتورّط الشقيق الأصغر بعلاقات تودي به وشقيقه إلى كارثة. وتتضمن الاختيارات المشاركة في المسابقة قصتين عن الحبّ والعائلة. ففي فيلم "مسخرة" يروي الجزائري - الفرنسي لياس سالم قصة منير الذي يعيش في قرية تقع في قلب جبال أوراس الجزائرية مع عائلته وأخته ريم، المصابة بمرض النوم المفرط. منير مهووس بفكرة البحث عن خطيب لأخته. والى "جنينة الأسماك" ليسري نصرالله، تتيح الدورة الحالية مشاهدة فيلم "ثلاثون" للتونسي فاضل الجزيري الذي يلقي الضوء على حياة شخصيات سياسية بارزة في تاريخ تونس. ويعتبر هذا العمل الملحمي، الذي استغرق انجازه عقداً من الزمن، أكثر الأفلام التونسية تكلفة.

أما "مصطفى بن بولعيد" للجزائري أحمد راشدي، والذي يُعرض للمرة الأولى عالمياً، فهو عن قصة الجزائري البطل بن بولعيد، القائد الحقيقي للثورة الجزائرية التي أطلقها من السجن. "ثلاثون" و"بن بولعيد" قراءتان تلقيان الضوء على شخصيات معروفة في التاريخين التونسي والجزائري كادت الحوادث وتسارع التقلّبات السياسية تدفعهما إلى النسيان. ويفتح السوري عبد اللطيف عبد الحميد بفيلمه "أيام الضجر" صفحة من تاريخ سوريا إبان قيام الوحدة بين بلاده ومصر. أما "كزا نغرا" للمغربي نور الدين لخماري، فهو عن قصة واقعية مستقاة من العنف والفوضى المنتشرين في شوارع الدار البيضاء. اختار المخرج شابين غير محترفين من بين آلاف الشباب المشردين المقيمين في "كازا". ثمة حصة أيضاً للسينما العراقية في دبي هذه السنة: يروي عباس فاضل في "فجر العالم" قصة حب في أهوار الجنوب العراقي لم تُتح له حروب النظام السابق فرصة التنفس. باختصار، إنه قصة شابين عراقيين لا يهنآن بعرسهما، إذ تئدها حرب الخليج الأولى قبل الأوان.

مهرجان دبي السينمائي ينتظر في هذه الدورة جمهوره بملاحم وتراجيديات من الغرب. من "تشي" الى المعتقلين السياسيين في بريطانيا ("جوع")، مروراً بالحرب العالمية الثانية، فالبانوراما العالمية مثقلة بالنفس السينمائي الكبير والضخامة. ثمة عناوين مهمة: "أوستراليا" لباز لورمان الذي ينتظره الجميع (يبدأ عرضه محلياً من 24 الجاري). نيكول كيدمان وهيو جاكمان في ملحمة سينمائية باهظة التكلفة ذات ساعتين واربعين دقيقة، تذكّر بالأفلام الهوليوودية الكبيرة، ولا سيما "ذهب مع الريح". "تشي" ستيفن سادربرغ، بجزءيه، سيعرج أيضاً على دبيّ، وهو عمل بديع سبق أن شاهدناه في الدورة الأخيرة من "مهرجان كانّ". ويعود البريطاني المغاير داني بويل عبر "سلامدوغ ميليونير" الى الاخراج، بعد فترة قدّم خلالها افلاماً باهتة، وحبذا أن يكون قد عاد اليه إلهامه الذي لمسناه في "تراينسبوتينغ". من كانّ أيضاً، يستعيد دبي أحد أكثر الأفلام تخييباً للآمال هذه السنة: "عمى" للبرازيلي فرناندو ميرييس، علماً ان الفيلم مقتبس من ساراماغو والممثلان هما جوليان مور ومارك روفالو. بالاضافة الى رائعة لوران كانتيه "بين الجدران" ("سعفة" كانّ 2008)، سيعرض أيضاً في دبي "المصارع" لدارن أرونوفكسي الذي نال "الأسد الذهبي" في مهرجان البندقية الأخير، أيلول الماضي، والذي يعود من خلاله ميكي رورك في دور يسحق القلوب. وفي هذه الفئة يعرض كذلك آخر أعمال كل من مايكل وينتربوتوم، وكاترين بيغلو، وإد هاريس الذي يستعيد أمجاد السينما الأميركية من خلال وسترن أنجزه وسمّاه "أبولوزا". هناك أيضاً "جوع" لستيف ماكوين، عن سجناء ايرلنديين في سجن بريطاني، الذي نال جائزة "الكاميرا الذهبية" في كانّ، وهو واحد من أهم أفلام هذه السنة.

النهار اللبنانية في 11 ديسمبر 2008

 
 

مهرجان «دبي» ينطلق اليوم رهان على النجوم... في انتظار الجمهور

محمد عبد الرحمن

«مهرجان دبي السينمائي الدولي» يطمح إلى تثبيت نفسه موعداً أساسياً يسهم في النهوض بالسينما الخليجية. نظرة أوّليّة إلى برنامج الدورة الخامسة التي تنطلق اليوم

تنطلق مساء اليوم الدورة الخامسة من «مهرجان دبي السينمائي الدولي» التي تستمر حتى 18 الحالي. وبينما بدأ توافد الصحافيّين والسينمائيين منذ يوم أمس، بدت إدارة المهرجان واثقةً من تفاصيل الدورة الجديدة التي حملت الكثير من «الأرقام القياسية» مقارنةً بالدورات السابقة، وتحديداً بالدورتين الثالثة والرابعة بعد استعادة الإدارة الإماراتية لمقاليد المهرجان، واستبعاد مديره الأول نيل ستيفنسون.

في أروقة «دبي»، لم يعد التركيز كبيراً على أسماء الضيوف الأجانب والنجوم العرب. صحيح أنّ المهرجان لم يفقد جاذبيته تجاه هؤلاء النجوم، بل يدعو هذا العام العشرات منهم، لكنّ الجانب المتعلق بصناعة السينما طغى على تفاصيل هذه الدورة، ما يؤكد «رغبة حقيقية» بتحويل المهرجان إلى حدث سينمائي بالأساس، يسهم في النهوض بالسينما الخليجية التي لم تغادر مرحلة البدايات بعد، ثم تأتي لاحقاً الأهداف الأخرى، سواء كانت سياحية أو اقتصادية.

الرغبة في تطوير المهرجان تشمل أيضاً هاجس استقطاب الجمهور العادي، علماً بأن الأزمة التي تواجهها معظم التظاهرات العربية ــــ أي صعوبة فرز جمهور حقيقي للمهرجان ــــ تأخذ في دبي بعداً مضخّماً. هكذا استنبطت هذا العام مسابقة «المهر للإبداع السينمائي الآسيوي ــــ الأفريقي» للأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والوثائقية، تماماً كما يحدث في مسابقة «المهر للإبداع السينمائي العربي». إنّ عدد أفلام المسابقة الجديد يزيد على عدد أفلام المسابقة العربية التي انطلقت في الدورة الثالثة، فالمسابقة الجديدة تشهد تنافس 41 فيلماً، بينما تتنافس 39 فيلماً فقط على الجوائز العربية. رغم ذلك، فالمهرجان مطالب في السنوات المقبلة باختيار أفلام تُعرض أول مرة على لجان التحكيم. إذ إنّ مسابقة الأفلام العربية الروائية الطويلة مثلاً، تشهد مشاركة 12 فيلماً معظمها شاركت في مهرجانات عربية سابقة، بل انتهى عرضها التجاري مثل فيلم يسري نصر الله «جنينة الأسماك» و«أيام الضجر» للسوري عبد اللطيف عبد الحميد والجزائري «مسخرة» والفلسطيني «ملح هذا البحر»، بينما يشارك لبنان في المسابقة نفسها بشريط «بدي شوف» للثنائي جوانا حاجي توما وخليل جريج. وتقدم المسابقة الوثائقية العربية 15 شريطاً، بينها «عدسات مفتوحة في العراق»، و«سمعان بالضيعة» للبناني سيمون الهبر و«سامية» من سوريا و«ملف خاص» من مصر. وعوّضت إدارة المهرجان غياب الأفلام العربية الجديدة، بعروض هي الأولى من نوعها لأفلام أميركية شهيرة في مقدمتها شريط الافتتاح «دبليو» لأوليفر ستون، و«أوستراليا» لباز لومان، وفيلم «تشي» عن حياة الثائر الأسطورة تشي غيفارا. وبعيداً عن المسابقات والأفلام الأميركية، حرصت إدارة المهرجان على دعم باقي الأقسام بأعمال ينتظر الجمهور رؤيتها، وتكون قادرة في الوقت نفسه على جذب الصحافيين والنقاد. إذ يشهد قسم «ليال عربية» عرض 15 عملاً يُفتتح بـ«المر والرمان»، وهو أول الأعمال الروائية للمخرجة الفلسطينية نجوى نجّار، تدور أحداثه في رام الله خلال العقد الأخير، ويتناول قصة راقصة تدعى قمر تجد نفسها وحيدة بعدما سُجن زوجها، فتعود إلى المسرح حيث تلتقي بقيس وتنشأ بينهما علاقةٌ عاطفيّةٌ. الفيلم من بطولة ياسمين المصري وعلي سليمان وهيام عباس. هذا إضافةً إلى الفيلم المصري «عين شمس» للمصري إبراهيم البطوط الذي يناقش موضوعات السلطة والفساد. ويعرض «عريس لياسمينا» نمطاً من الكوميديا السوداء عن الأزمات العاطفية التي تمرّ بها مجموعة أصدقاء مهاجرين في إسبانيا.

أما برنامج «سينما العالم» فيشهد عروض 23 شريطاً، إلى جانب تسعة أفلام في برنامجي «أفلام التحريك» و«سينما الأطفال». علماً بأنّ قسم «التحريك» استُحدث هذه الدورة التي تشهد أيضاً صدور كتاب عن صناعة السينما، بالتعاون مع مهرجان «كان»، وكتاب آخر عن العصر الذهبي للسينما المصرية.

www.dubaifilmfest.com

الأخبار اللبنانية في 11 ديسمبر 2008

 
 

سينما مغمورة .. لا يمكن مشاهدتها إلا في دبي

محمد الخليف

يبدو واضحاً للجميع أن مدينة "دبي" تحاول بشكل جدي استنساخ مفهوم المهرجانات السينمائية الجماهيرية الكبرى - مثل مهرجان "تورنتو" -، ووفقاً للخطوات التي سارت عليها حتى الآن فإنها نجحت فعلاً عبر مهرجانها السنوي في خطف انتباه كل من يبحث عن سياحة سينمائية جماهيرية، وخصوصاً أولئك البعيدين عن أوروبا وأمريكا ولا يجدون سوى مهرجان "بوسان" و"طوكيو" كمصدر أساسي لعروض أفلام "مهرجانية" لا تجد طريقها لصالات العرض التجارية.

في دورة هذا العام من مهرجان دبي والتي تنطلق مساء اليوم الخميس هناك عدد وفير من أفلام قادمة من سينمات مجهولة قد لا تتوفر للمشاهد فرصة للإطلاع عليها إلا في دبي، أفلام لازالت مستمرة في رحلتها لمهرجانات أخرى، حاصدة لجوائز "كان" المختلفة، أو حتى أفلام قادمة من إيطاليا بصفتها الدولة السينمائية الأولى هذا العام والتي يخصص لها مهرجان دبي تظاهرة خاصة يعرض فيها فيلم (ديفو - il Divo) الفائز بجائزة لجنة التحكيم في كان، وفيلم (جومورا - Gomorra) الذي خطف الجائزة الكبرى في كان.

ومن الأفلام الكبيرة التي سيعرضها المهرجان ضمن قسم "سينما آسيا وافريقيا" الفيلم الإيراني (أنشودة العصافير - The Song of Sparrows) للمخرج مجيد مجيدي والذي كان أحد أبرز المشاركين في مهرجان برلين وفيلم (سوناتا توكيو Tokyo Sonata) الياباني الفائز بلجنة التحكيم لقسم نظرة خاصة في مهرجان كان و(ثلاثة قرود Three Monkeys) التركي الفائز بأفضل إخراج في مهرجان كان.

من سريلانكا وضمن برنامج "الجسر الثقافي" هناك (ماشان - Machan) الفائز ضمن أيام البندقية بجائزة "لابيل"، ومن أثيوبيا فيلم (تيزا - Teza) الفائز بجائزة السيناريو في مهرجان البندقية والمشاركة في مسابقة المهر للأفلام الآسيوية والافريقية بجوار الفيلم الكازاخستاني (تولبان Tulpan) الفائز بالجائزة الأولى في قسم نظرة خاصة في كان. ومع عناوين هذه الأفلام الحديثة، ستعرض دبي أفلاماً قديمة لثلاثة مخرجين قادمين من ثقافات مختلفة تعتزم دبي تكريم مسيرتهم السينمائية، هم البريطاني تيري جيليام - يعرض له فيلم "اثنا عشر قرداً"، وفيلم "برازيل"، والجزائري رشيد بوشارب - يعرض له ثلاثة أفلام هي "السنغال الصغيرة، "نيولوفر" و"شاب" ومن هونغ كونغ المخرج تشوي.

فيلم "مطر" الممثل الوحيد للمملكة في مهرجان دبي

تشارك المملكة العربية السعودية في مهرجان دبي السينمائي بفيلم واحد فقط هو فيلم (مطر) للمخرج عبدالله آل عياف ضمن قسم "أصوات خليجية". وسيعرض الفيلم ثلاث مرات ابتداء من يوم غد الجمعة. وهو يحكي قصتين متوازيتين لشاب يوشك أن يفقد أهم شيء في حياته وطفل يستعيد نعمة فقدها منذ ولادته. ويتغلغل المخرج في نفسية البطلين مجسداً حجم الربح والخسارة النفسية في الحالتين.

وهذه هي السنة الثانية على التوالي التي يشارك فيها عبدالله آل عياف في أقسام مهرجان دبي الرئيسية حيث سبق له المشاركة السنة الماضية في المهرجان ممثلاً وحيداً للمملكة في مسابقة المهر للإبداع العربي عن فيلم "إطار" الفائز أيضاً في مسابقة "أفلام من الإمارات" ومهرجان الأفلام السعودية بالدمام. يذكر أن فيلم "مطر" هو الفيلم الثالث في مسيرة عبدالله آل عياف بعد فيلم "إطار" وفيلمه الوثائقي الأول "السينما 500كم" الذي تحدث فيه عن مشكلة السينما في المملكة ومعاناة المتعاطين معها.

 

فيلم من دبي 2008م

الطريق إلى مكة - رحلة محمد أسد

ضمن قسم "ليال عربية" يعرض مهرجان دبي السينمائي هذا الفيلم الذي يوثق رحلة المفكر الإسلامي محمد أسد إلى الإسلام. حيث يتتبع المخرج النمساوي "جورج ميش" رحلة محمد أسد وطريقه إلى مكة بحثاً عن الحقيقة. هذا ويعتبر محمد أسد أحد أكبر المفكرين في عصره وقد ولد لعائلة من اليهود الاشكناز وكان اسمه "ليوبولد ويز" قبل ان يعلن إسلامه عام 1926م ويغير اسمه إلى محمد أسد.

نجوم عالميون يضيئون سجادة دبي الحمراء

تحفل قائمة ضيوف الدورة الخامسة من مهرجان دبي بأسماء سينمائية لامعة من مخرجين ومنتجين وكتاب وممثلين. وسيحضر فعاليات المهرجان نجوم هوليوود بريندان فريزر بطل سلسلة "المومياء" إضافة إلى نيكولاس كيج مع المنتج تشارلز روفن (صاحب أفلام "ذا دارك نايت")، و(باتمان بيغيتر)، والذي سيستلم جائزة الشخصية السينمائية لمهرجان دبي السينمائي الدولي

2008.إضافة إلى سلمى حايك، غولدي هاون، ولورا ليني".

وتضم قائمة النجوم المدعوين للمهرجان والذين تأكد حضورهم أبرز نجوم السينما العربية منهم سمير غانم، سمير صبري، جميل راتب، يحيى الفخراني، هشام سليم، سعيد صالح، صباح الجزائري، سلاف فواخرجي، تيم حسن، سامر المصري، وجمال سليمان. ومن الخليج سعاد عبدالله، محمد المنصور، عبدالرحمن العقل، طارق العلي، لطيفة المجرن، سعاد علي، عبدالمحسن النمر، ناصر القصبي، عبدالعزيز جاسم، وغانم السليطي وجابر نغموش.

الرياض السعودية في 11 ديسمبر 2008

 
 

كوكبة عالمية

لا أزمة مالية، بريق السينما يسطع في مهرجان دبي

ونجحت دبي في تكريس مهرجان بمواصفات عالمية ليلقي بظلاله على مهرجانات اكثر عراقة.

دبي - انطلق مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الخامسة مساء الخميس بحضور كوكبة من الممثلين والسينمائيين العالميين والعرب.

وسار عشرات النجوم على السجادة الحمراء امام عدسات المصورين في مشهد لم يخفت فيه البريق الاعتيادي لحفلات دبي المترفة، بالرغم من الأزمة المالية العالمية التي بدا تأثيرها خافتا على الإمارة الطموحة.

ومن ابرز نجوم السجادة الحمراء هذه السنة اوليفر ستون والنجمان بن افليك وغولدي هون على ان ينضم نجوم آخرون الى المهرجان في وقت لاحق لاسيما نيكولاس كيج وسلمى حايك.

ولطالما عكس مهرجان دبي السينمائي الدولي منذ انطلاقته في 2004، صعود دبي السريع وتحولها الى مركز اقليمي للسياحة والاعلام والاعمال، الا ان هذه الصورة تبدو متاثرة للمرة الاولى بسبب تداعيات الازمة المالية العالمية وتاثيراتها التي بدات تظهر في القطاعات العقارية والمالية وحتى السياحية.

ويعرض المهرجان على مدى ايامه الثمانية 181 فيلما من 66 بلدا في دورة ارادها المنظمون متماشية اكثر من اي وقت مضى مع شعار المهرجان "ملتقى الثقافات والابداعات".

ويستمر المهرجان حتى 19 ديسمبر/كانون الاول.

وبعد حفل الافتتاح، ينطلق المهرجان بعرض فيلم "دبليو" لاوليفر ستون الذي كان من اشرس المنتقدين للحرب في العراق، وهو فيلم يتطرق الى حياة وشخصية الرئيس الاميركي المنتهية ولايته جورج دبليو بوش.

ومن ابرز النجوم الذين يشاركون في المهرجان الى جانب بن وكايسي أفليك، بريندان فريزر واوليفر ستون وداني غلوفر ونيكولاس كيج والمنتج تشارلز روفن الذي سيتسلم جائزة الشخصية السينمائية لمهرجان دبي السينمائي الدولي 2008.

وتشارك سلمى حايك وغولدي هون ولورا ليني في سهرة تنظم على هامش المهرجان لجمع التبرعات من اجل جميعية "امفار" التي تعنى بالابحاث والتوعية بمرض الايدز.

وتعرض خلال تلك السهرة مقتنيات لنجوم ونجمات في مزاد علني.

اما ابرز النجوم العرب المشاركين في المهرجان فهم كارمن لبس وسمير غانم وسمير صبري وجميل راتب ويحيى الفخراني وهشام سليم وسعيد صالح وصباح الجزائري وسلاف فواخرجي وتيم حسن وسامر المصري وجمال سليمان.

وبعد ان اطلق المهرجان في 2006 جوائز المهر للابداع السينمائي العربي، اضاف المنظمون هذه السنة جوائز المهر للابداع السينمائي في آسيا وافريقيا.

ويبلغ اجمالي قيمة الجوائز حوالى نصف مليون دولار.

وتوزع جوائز المهر للسينما العربية على ثلاث فئات هي الافلام الروائية الطويلة والوثائقية والقصيرة، وذلك مسابقة المهر لسينما آسيا وافريقيا.

ويشارك 11 فيلما في مسابقة الافلام الروائية العربية الطويلة بينها فيلم "آذان" للمخرج الجزائري رباح عامر زعميش وفيلم "ايام الضجر" للمخرج السوري عبداللطيف عبد الحميد، وفيلم "بدي شوف" للمخرجين اللبنانيين جوانا حاجي توماس وخليل جريج، وهو فيلم تلعب بطولته النجمة الفرنسية كانرين دونوف وتدور احداثه بعيد انتهاء حرب لبنان في صيف 2006.

كما يشارك في مسابقة المهر للسينما العربية 15 فيلما وثائقيا و12 فيلما قصيرا.

كما يستمر المهرجان هذه السنة ببرامجه المعهودة مثل "الجسر الثقافي" (افلام تحاكي العلاقة بين الثقافات) اضافة الى برنامج سينما الاطفال وبرنامج ليالي السينما العربية وبرنامج خاص ببوليوود وآخر خاص بالسينما الخليجية.

ويحتفي المهرجان هذه الدورة للسنة الثانية على التوالي بالموسيقى عبر برنامج "ايقاع وافلام" الذي يمزج بين العروض السينمائية والعروض الموسيقية الحية.

ونجح مهرجان دبي السينمائي خلال بضع سنوات في تكريس نفسه مهرجانا اقليما وحتى عالميا، ملقيا بظلاله على مهرجانات اكثر عراقة مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

الا ان مدنا خليجية اخرى تنافس امارة دبي في المجال السينمائي لاسيما امارة ابوظبي التي اطلقت في 2007 "مهرجان الشرق الاوسط السينمائي الدولي"، ورفعت جوائزه في 2008 الى مليون دولار لتصبح الاكبر من نوعها في العالم.

كما تسعى ابوظبي الى تكريس مكان على خارطة الصناعة السينمائية عبر تشجيع وتمويل الانتاج السينمائي في الامارة.

ومؤخرا، اعلنت الدوحة عزمها تنظيم مهرجان سينمائي دولي يشرف عليه خصوصا النجم العالمي روبرت دي نيرو.

والمدن الثلاث تتنافس على الريادة في منطقة الخليج، ليس فقط اقتصاديا بل ثقافيا ايضا.

ميدل إيست أنلاين في 11 ديسمبر 2008

 
 

افتتح دورته الخامسة بفيلم «دبليو» للأميركي أوليفر ستون...

مهرجان دبي: هموم انسانية و«مهر عربي» وزحام سياسي

دبي - فيكي حبيب

منذ ليلة الافتتاح بدا واضحاً ان السياسة تهجم بقوة على فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الخامسة.

 ولا عجب في الأمر، خصوصاً ان فيلم الافتتاح هو «دبليو» لأوليفر ستون الذي يعتبر أشبه بنشيد وداع للرئيس الأميركي جورج بوش الابن الذي أثار من السجالات في تاريخ أميركا وتاريخ العالم ما لم يثره أي رئيس اميركي آخر. طبعاً الفيلم يدخل في عمق هذا السجال، ليس فقط بسبب موضوعه المتمحور من حول بوش (دبليو)، بل بسبب شخصية مخرجه، أوليفر ستون، الذي لا يقل عن بوش إثارة للسجال. من هنا، في حضور الفيلم وفي حضور صاحبه وفي حضور فكرة ان أسابيع قليلة تفصل العالم عن اللحظة التي يبدأ فيها نجم بوش بالانحسار، كان من الواضح ان مهرجان دبي خبط عالياً، محدداً لنفسه وللعروض السينمائية وظيفة سياسية عالية. بعد هذا، هل يهم كثيراً ان يكون الافتتاح بفيلم سبق ان عرض وأشبع عرضاً؟ في الحقيقة ان مهرجان دبي، إذ يأتي في نهاية العام، وكخاتمة لسلسلة طويلة عريضة من المهرجانات، كان عليه ان يكتفي بعرض ما سبق مشاهدته، في شكل عام، طوال الموسم الفائت، بدءاً من مهرجاني «برلين» و «كان» وفي شتى مواسم العروض التجارية، على ان يعرف بعد كل شيء كيف يقدم عروضه معاً، نافخاً فيها روحاً جماعية لعل فيها إمكاناً حقيقي لإعطاء هذا المهرجان هوية، كان كثر يعتبرون غيابها مأخذاً عليه. هذه الهوية غير معلنة حتى الآن... ولكن يمكن استخلاصها من عروض مزدوجة البعد: إحداها تقدم خلاصة لما سبق ان عرض وفاز او اخفق في كبريات المهرجانات السابقة، والثانية يغلب عليها طابع الاهتمام بالقضايا التي تشغل العالم.

منذ البداية إذاً، تظهر على شاشة «دبي» القضايا الكبرى، من الإرهاب والحروب الناتجة منه عبر «دبليو»، الى القضية الفلسطينية، الى قضايا البيئة، الى العولمة، الى الدويلات التي تحل محل الدولة، الى الهجرة، الى الحروب المتنقلة، الى البحث المضني عن السعادة (غالباً من طريق الرقص والحب)، الى تفكك العائلة والتناحرات الحضارية.

طبعاً لا يمكن هنا إحصاء كل القضايا الجدية والمعاصرة التي يعكسها مجموع الأفلام المعروضة في دبي، خلال ثمانية أيام (بدءاً من أمس وحتى الخميس المقبل). من هنا سيكون الأفضل رسم خريطة إجمالية لفاعليات مهرجان يزداد حجم طموحه وبعده الواقعي بمقدار ما تتقدم السن به (خمس سنوات حتى الآن وضعته على خريطة المهرجانات العالمية وإن قللت من طابعه الاحتفالي في شكل ملحوظ هذا العام لمصلحة طابع سينمائي حقيقي).

تحف من «كان»

واللافت ان عدد الأفلام المشاركة هذا العام يزيد بمقدار الضعف عما كان الأمر عليه في العام الفائت. وكذلك حال التظاهرات، لا سيما منها تظاهرة العروض الأساسية التي تضم افلاماً، كانت غالبيتها فازت بجوائز في مهرجانات أساسية سابقة، مثل «3 قرود» للتركي نوري بيلج سيلان و «غومورا» المتحدث عن المافيا في نابولي، و «ال ديفو» الإيطالي عن حياة وسقوط جوليو اندريوتي، و «الجوع» للانكليزي ستيف ماكوين، و «العمى» للبرازيلي ميرييّس، عن رواية ساراماغو (كان فيلم الافتتاح في دورة «كان» الأخيرة)، ناهيك بتحفة ستيفن سودربرغ الأخيرة «تشي» عن حياة ارنستو غيفارا... وهذه الأفلام كلها كانت ابرز ما عرض خلال عام 2008، ومن الواضح ان عرضها خلال هذا المهرجان يعطيها نكهة جديدة، خصوصاً انها في غالبيتها تنضوي تحت خانة افلام القضية، من دون ان تفتقر الى البعد السينمائي.

لكن هذه الأفلام الأساسية ليست كل شيء. فهناك أيضاً احتفال ضخم بالسينما الهندية (من علاماته الأساسية احدث أفلام ديبا مهتا، المخرجة المشاكسة التي سبق ان أقامت الدنيا ولم تقعدها بثلاثية صارت اليوم من كلاسيكيات السينما العالمية). ومن الاحتفالات ايضاً، احتفال بسينما الأطفال يضم، كما تقول ميرنا معكرون، منسقة التظاهرة خمسة افلام «انتقيناها من بين 120 فيلماً أتت من كل أنحاء العالم». وهذه التظاهرة هي غير تظاهرة سينما التحريك التي تشغل مكانة أساسية في هذه الدورة، وتضم بعض اجمل واقوى ما حقق هذا العام، في سياق هذا الفن الصاعد بقوة، من الكوري «حكاية مستر صوري» الى الأميركي «سيتا تغني البلوز» مروراً بالياباني «الزاحفون من السماء»...

وكما هي الحال بالنسبة الى الهند، تحظى إيطاليا بتكريم خاص خلال هذه الدورة، إذ تقدم تظاهرة «تحت الضوء» مجموعة من أحدث الإنتاجات الآتية من البلد الذي كان ضوء سينماه قد خبا بعض الشيء، بعدما كان واحداً من اكبر منتجي الأفلام السينمائية المهمة طوال اكثر من نصف قرن. وهذه التظاهرة تضم، إضافة الى «غومورا» لماتيو غاروني (عن كتاب وضع مؤلفه منذ شهور في دائرة الخطر بفعل تهديدات عصابات المافيا النابوليتانية التي يفضح سيطرتها على المدينة) أفلاماً لجيانيي دي جورجيو وفرانشيسكو مونزي، إضافة الى فيلم «بارادا» وهو الأول للمخرج الشاب ماركو بونتيكورفو، وبه ستفتتح هذه التظاهرة...

كل هذه الأفلام وسواها تقدم هنا في دبي تحت شعار السعي لبناء جسور ثقافية، وهو على أي حال اسم تظاهرة خاصة، تأتي بأفلام من إسبانيا وإيطاليا والأرجنتين ونيوزيلندا وفلسطين وسواها، لتتقاطع مع تظاهرة اخرى لا تقل عنها احتفالاً بالتواصل بين الشعوب والقارات، هي تظاهرة «سينما آسيا - أفريقيا» التي تقدم صورة ما عن أوضاع هاتين القارتين ونظرة بعض أبنائهما الى العالم وأحواله، من نظرة التركي سيلان الى نظرة المخرجة الألمانية دوروتي وينير الى صناعة أفلام الفيديو المزدهرة في نيجيريا من خلال فيلم «مهمة سلام»، مروراً بفيلم «المطارد» الذي يتحدث عن مشكلة الرقيق الأبيض المتفاقمة حالياً في أنحاء من العالم، وصولاً الى «طوكيو سوناتا» وتحفة مجيد مجيدي الجديدة «أغنية الطيور». هذا الفيلم الإنساني والشاعري الآتي من إيران، سيقارن بنظيره الآتي من افغانستان «طفل كابولي» لبارماك أكرم، وكذلك بأفلام من بنغلادش وإيران ايضاً (عن «ثلاث نساء» صورتهن كاميرا المخرجة منيجة حكمت منتميات الى ثلاثة أجيال...).

فأين العرب من هذا كله؟

عرب لليال ولجائزة المهر

الأفلام العربية حاضرة ايضاً، وبوفرة. خصوصاً في برنامجين متقاطعين، أولهما «ليال عربية»، وثانيهما «جائزة المهر للسينما العربية» (التي أضيفت اليها هذا العام مهر آخر للسينمات الآسيوية والأفريقية القصيرة).

ويهدف برنامج «ليال عربية» الذي تشرف عليه انطونيا كارفر «الى عرض أحلام وتصورات وأفكار وإبداعات مخرجين من الوطن العربي أو مخرجين عرب يعيشون في العالم». وتفتتح هذه التظاهرة بالفيلم الفلسطيني «المرّ والرمان» لنجوى نجار في عرض عالمي أول. وفي التظاهرة ذاتها «قنديشا» المغربي الذي سبق ان شوهد في الدورة الأخيرة لمهرجان «مراكش»، إذ أثار عرضه سجالات حادة. ومن لبنان يأتي فيلم «نيلوفر» لسابين الجميل، عن ابنة الثانية عشرة التي تحلم بالدراسة في قرية بعيدة، وهذه الطفلة ستجد معادلتها في طفلة مصرية من عمرها تقريباً، هي بدورها شخصية محورية في فيلم «عين شمس» لابراهيم بطوط. ومن لبنان يأتي أيضاً العمل الطويل الأول لهاني طمبا «ميلودراما حبيبي». ومن السينما العربية ايضاً فيلم «خمسة» لكريم الدريدي و «طفولة محرمة» عن المقاومة والمصائر الفلسطينية، و «الطريق الى مكة» عن الكتاب الأشهر لمحمد أسد، اليهودي النمسوي الذي اعتنق الإسلام في ثلاثينات القرن العشرين وصار من اكبر المدافعين عنه.

ولا تقف العروض العربية عند هذا الحدّ، إنما ستتكفل تظاهرة «جائزة المهر العربي» طوال ايام المهرجان بإثارة السجال والمناقشات، خصوصاً انها تقدم تحت إشراف مستشار البرنامج العربي عرفان رشيد، 12 من أبرز النتاجات العربية للعام الذي ينقضي من «جنينة الأسماك» ليسري نصرالله الى «فرانسيز» للمغربية سعاد البوحاتي و «المعقل الأخير» للجزائري رباح زعميش، و «هل تتذكر عادل؟» للمغربي محمد زين الدين و «مسخرة» للجزائري لياس سالم، وصولاً الى «ايام الضجر» للسوري عبداللطيف عبدالحميد، و «ملح هذا البحر» للفلسطينية آن ماري جاسر و «بدي شوف» للبنانيين جوانا حاجي توما وخليل جريج، و «فجر العالم» للعراقي عباس فاضل... اما الفيلم الذي يبدو انه منتظر اكثر من غيره فهو «مصطفى بن بولعيد» للمخرج المخضرم احمد راشدي الذي لا ينافسه في مكانته إلا «ثلاثون» للتونسي فاضل الجزيري. ولعل القاسم المشترك بين هذين الفيلمين، هو ملحميتهما وغوصهما في تاريخ بلديهما، بكاميرا مخرجين يعتبر أولهما (راشدي) من مؤسسي السينما الجزائرية، وثانيهما (جزايري) احد ابرز مسرحيي تونس، وواحداً من الساعين الى ربط الفنون بعضها ببعض، مع ربط التاريخ وحركته الملحمية.

كل هذا إذاً، خلال ثمانية أيام. فما الذي سيمكن المهتم ان يشاهد خلال هذا الوقت المضغوط؟ وهل سيتاح له ان يخرج الى الهواء الطلق في استراحة ما، من دون ان تتلقفه، هناك في الخارج عروض تقدم على مسرح مدينة دبي للإعلام يومي 16 و17 من هذا الشهر؟ عروض أثبتت بحسب المدير الفني للمهرجان الناقد مسعود امرالله «شعبيتها في العام الماضي، لذلك كان لا بد لنا من تكرارها هذا العام». وهي تتعلق بفيلمين فقط، هما الهولندي المغربي المشترك «حرارة» والياباني التحريكي «الزاحفون من السماء» الذي يستخدم تقنية الثلاثة أبعاد ليروي حكاية حب متمردة. 

«أصوات خليجية» تعلو

بعد «أفلام من الإمارات» و «أفلام من الخليج»، التظاهرتين المتعاقبتين اللتين لم يعد لهما مكان في مهرجان دبي، لا يبتعد المهرجان هذه الدورة عن اهتماماته الخليجية، إذ يخصص تظاهرة جديدة تراهن على مستقبل السينما في بلدان الخليج بعنوان «أصوات خليجية».

ويأتي هذا البرنامج، بحسب بيان المهرجان، «ليضيف بُعداً جديداً على الأفلام الإماراتية ومجالاً للأفلام الخليجية التي بدأت تحذو التجربة الإماراتية السابقة في إنتاج الأفلام القصيرة، والتي لطالما حرص ضيوف المهرجان على متابعتها».

وتضم هذه الأعمال أفلاماً وثائقية وقصيرة لمواهب سينمائية من الإمارات والعراق وقطر والكويت وسلطنة عُمان والسعودية.

وحول هذا البرنامج قال المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي مسعود أمرالله: «تأتي مبادرة «أصوات خليجية» لتجسد استراتيجية مهرجان دبي السينمائي الدولي الهادفة إلى جعل الحدث منصة عالمية تتيح للمجتمع الدولي التعرف الى حضارتنا الغنية، من خلال مشاهدة أعمال خليجية متميزة. ويشكّل البرنامج أيضاً فرصة لمخرجينا الخليجيين لعرض أعمالهم أمام نخبة من المتخصصين الذين يقدرون الفن ويشجعون إنتاج الأفلام في المنطقة. لذا رأينا أهمية توسيع البرنامج ليشمل الأعمال السينمائية من المنطقة، بهدف توفير إطلالة أكثر شمولاً على السينما الخليجية».

وتتصدر الإمارات قائمة الدول المشاركة بخمسة أفلام، منها «مطرقة ومسامير» لحمد العور، و «بنت النوخذة» لخالد المحمود و «الفزعة» لسعيد الظاهري.

ومن المشاركات الخليجية الأخرى في البرنامج فيلم «الواقعية أفضل» لداوود وياسر الكيومي من عُمان، و «تناقضات» للمخرج الكويتي مقداد الكوت، و «مطر» للمخرج السعودي عبدالله آل عيّاف و «إرهاب - سياحة» للقطري خالد المحمود، و «تقويم شخصي» للمخرج العراقي بشير الماجد.

ويكرّم المهرجان ثلاث مواهب إماراتية سينمائية تقديراً لما يقدمونه من إسهامات في السينما الإماراتية. ويقدم ثلاث جوائز، هي جائزة أفضل موهبة إماراتية، وجائزة أفضل مخرج إماراتي وجائزة أفضل مخرجة إماراتية.

الحياة اللندنية في 12 ديسمبر 2008

 
 

نجح خلال سنوات في تكريس نفسه مهرجانا اقليميا وعالميا

مهرجان دبي السينمائي ينطلق هذه السنة ببريق لم يخفت

دبي ـ اف ب: انطلق مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الخامسة مساء امس الخميس بحضور كوكبة من الممثلين والسينمائيين العالميين والعرب بينهم المخرج اوليفر ستون والنجمان بن افليك وغولدي هون.

وسار عشرات النجوم على السجادة الحمراء امام عدسات المصورين في مشهد لم يخفت فيه البريق الاعتيادي لحفلات دبي المترفة، بالرغم من الازمة المالية التي بات جليا ان تاثيرها على الامارة الطموحة ليس صغيرا.

ومن ابرز نجوم السجادة الحمراء هذه السنة اوليفر ستون والنجمان بن افليك وغولدي هون على ان ينضم نجوم آخرون الى المهرجان في وقت لاحق لاسيما نيكولاس كيج وسلمى حايك.

ويعرض المهرجان على مدى ايامه الثمانية 181 فيلما من 66 بلدا في دورة ارادها المنظمون متماشية اكثر من اي وقت مضى مع شعار المهرجان 'ملتقى الثقافات والابداعات'. ويستمر المهرجان حتى 19 كانون الاول (ديسمبر).

وبعد حفل الافتتاح، انطلق المهرجان بعرض فيلم 'دبليو' لاوليفر ستون الذي كان من اشرس المنتقدين للحرب في العراق، وهو فيلم يتطرق الى حياة وشخصية الرئيس الامريكي المنتهية ولايته جورج دبليو بوش.

ومن ابرز النجوم الذين يشاركون في المهرجان نجما هوليوود بن وكايسي أفليك وبريندان فريزر واوليفر ستون وداني غلوفر ونيكولاس كيج والمنتج تشارلز روفن الذي سيتسلم جائزة الشخصية السينمائية لمهرجان دبي السينمائي الدولي 2008.

وتشارك ايضا سلمى حايك وغولدي هون ولورا ليني في سهرة تنظم على هامش المهرجان لجمع التبرعات من اجل جميعية 'امفار' التي تعنى بالابحاث والتوعية بمرض الايدز. وعرضت خلال السهرة مقتنيات لنجوم ونجمات في مزاد علني.

اما ابرز النجوم العرب المشاركين في المهرجان فهم كارمن لبس وسمير غانم وسمير صبري وجميل راتب ويحيى الفخراني وهشام سليم وسعيد صالح وصباح الجزائري وسلاف فواخرجي وتيم حسن وسامر المصري وجمال سليمان.

وبعد ان اطلق المهرجان في 2006 جوائز المهر للابداع السينمائي العربي، اضاف المنظمون هذه السنة جوائز المهر للابداع السينمائي في آسيا وافريقيا.

ويبلغ اجمالي قيمة الجوائز حوالي نصف مليون دولار.

وتوزع جوائز المهر للسينما العربية على ثلاث فئات هي الافلام الروائية الطويلة والوثائقية والقصيرة، وذلك مسابقة المهر لسينما آسيا وافريقيا.

ويشارك 11 فيلما في مسابقة الافلام الروائية العربية الطويلة بينها فيلم 'آذان' للمخرج الجزائري رباح عامر زعميش وفيلم 'ايام الضجر' للمخرج السوري عبداللطيف عبد الحميد، وفيلم 'بدي شوف' للمخرجين اللبنانيين جوانا حاجي توماس وخليل جريج، وهو فيلم تلعب بطولته النجمة الفرنسية كاترين دونوف وتدور احداثه بعيد انتهاء حرب لبنان في صيف 2006.

كما يشارك في مسابقة المهر للسينما العربية 15 فيلما وثائقيا و12 فيلما قصيرا.

كما يستمر المهرجان هذه السنة ببرامجه المعهودة مثل 'الجسر الثقافي' (افلام تحاكي العلاقة بين الثقافات) اضافة الى برنامج سينما الاطفال وبرنامج ليالي السينما العربية وبرنامج خاص ببوليوود وآخر خاص بالسينما الخليجية.

ويحتفي المهرجان هذه الدورة للسنة الثانية على التوالي بالموسيقى عبر برنامج 'ايقاع وافلام' الذي يمزج بين العروض السينمائية والعروض الموسيقية الحية.

ونجح مهرجان دبي السينمائي خلال بضع سنوات في تكريس نفسه مهرجانا اقليميا وحتى عالميا، ملقيا بظلاله على مهرجانات اكثر عراقة مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

الا ان مدنا خليجية اخرى تنافس امارة دبي في المجال السينمائي لاسيما امارة ابوظبي التي اطلقت في 2007 'مهرجان الشرق الاوسط السينمائي الدولي'، ورفعت جوائزه في 2008 الى مليون دولار لتصبح الاكبر من نوعها في العالم.

كما تسعى ابوظبي الى تكريس مكان على خارطة الصناعة السينمائية عبر تشجيع وتمويل الانتاج السينمائي في الامارة.

ومؤخرا، اعلنت الدوحة عزمها تنظيم مهرجان سينمائي دولي يشرف عليه خصوصا النجم العالمي روبرت دي نيرو.

والمدن الثلاث تتنافس على الريادة في منطقة الخليج، ليس فقط اقتصاديا بل ثقافيا ايضا.

القدس العربي في 12 ديسمبر 2008

 

السينما الفلسطينية في مهرجان دبي:

حياة فلسطينية في أعمال سينمائية واقعية

دبي ـ 'القدس العربي' 

ترك عرض فيلم 'الجنة الآن' للمخرج هاني أبو أسعد في عام 2005 أثراً واضحاً في وعي المشاهدين على المستوى العالمي. آنذاك كان الاعتقاد سائداً بأن لا وجود لصناعة سينما في فلسطين. وبما سبق فيلم هاني أبو أسعد من إنجاز المخرجين الفلسطينيين، أمثال ميشيل خليفي، إيليا سليمان، علي نصار، وعدد آخر من الوثائقيين الشباب برهنت على قدرة السينما الفلسطينية على البروز، واحتلال مواقع هامة في خارطة الإنجاز السينمائي العربي.

ويقدّم مهرجان دبي السينمائي الدولي بدورته الحالية دليلاً على هذه الحيوية، وعلى أن الفيلم الفلسطيني ليس فقط حقيقة على أرض الواقع، بل هو إنجاز إبداعي ذو وقع مؤثر واستثنائي.

في هذا الإطار يقدم المهرجان مساء 12 كانون الأول (ديسمبر)، وعلى مسرح الهواء الطلق في مدينة دبي للإعلام، فيلم 'سلينغشوت هيب هوب' والذي تروي فيه المخرجة الفلسطينية ـ الأمريكية جاكي سلّوم، من خلال موسيقى 'الهيب هوب' قصة الجيل الشاب في فلسطين سواء في الضفة الغربية، وغزة، أم داخل أراضي 48، ويرصد كيف يَستخدم هؤلاء الشباب 'الهيب هوب' و'الراب' كأداة للتعبير عن معاناتهم في مواجهة الاحتلال والفقر، ويُبرزون الجوانب الإنسانية لهذه المعاناة .

ربما كان البعض يجهل أن موسيقى الـ 'هيب هوب' والـ 'راب' امتلكت شعبية كبيرة في فلسطين، لكن مشاهدة هذا الفيلم، وهو أوّل الأعمال الطويلة لسلّوم، ستُعرَّفُ بهذه الثقافة الناشئة، وكيف يقوم مغنو 'الراب' بإلهام شباب فلسطين. وستتيح الفرصة للتعرّف عن كثب على مقدار تأثير فناني 'الراب' الفلسطينيين على شباب الضفة الغربية، وقطاع غزة.

الجدير بالذكر، أن الجمهور سيشاهد بعد العرض أداء حياً لفرق موسيقية فلسطينية لـ 'دام' و'عبير'، و فرقة الراب الفلسطينية 'بي آر' .

في العرض الافتتاحي لبرنامج 'ليالٍ عربية'، يقدّم مهرجان دبي السينمائي الدولي فيلم 'المر والرمان' في عرضه الأوّل، للمخرجة الشابة نجوى نجّار، والذي يُعدّ إنجازه بحد ذاته معجزة لوجستية نظراً لحجم الإنتاج الواسع، وفريق العمل الكبير وظروف التصوير تحت الإحتلال في ظل القمع والضغوطات المتباينة. وصُوّر الفيلم في رام الله، ويروي حكاية فتاة حالمة تعشق الرقص تدعى 'قمر'. حين يُسجن زوجها تجد نفسها وحيدة. وفي ظل هذه الوحدة تعود إلى المكان الوحيد الذي يجعلها تشعر بالحرية المطلقة، أي المسرح الذي كانت هجرته لبرهة من الزمن. وهناك تلتقي بـ 'قيس'، وتنشأ بينهما علاقة ود يزيدها حبهما المشترك للرقص اشتعالاً.

نجمة الفيلم بارعة الأداء ياسمين المصري تقوم بدور 'قمر' إلى جانب علي سليمان وهيام عباس، اللذين أديا بطولة 'الجنّة الآن'.

كما يُعرض فيلم 'ملح هذا البحر'، وهو أوّل عمل روائي طويل للمخرجة آن ماري جاسر، تروي فيه قصة 'ثريّا'،الشابة الفلسطينية الأصل، المولودة في بروكلين في الولايات المتحدة الأميركية، والتي تعود لأرضها حيث تصطدم بواقع الاحتلال، ينضم إليها الشاب الفلسطيني، عماد 'ويؤديه صالح بكري'. يتشبث الإثنان بمحاولة تحقيق قسط بسيط من أمنياتهما، وتصطدم تلك الأمنيات بواقع الإحتلال المرير، لكنهما يعزمان على الأخذ بقياد الأمور بأيديهما .

ثلاثة أفلام وثائقية ترصد أوضاع فلسطين في الماضي والحاضر: فيلم 'طفولة محرّمة' للمخرجة الإيطالية باربرا كوبيستي يلقى الضوء على تأثير الصراع على الشباب والأطفال. 'علي أبو عواد'، أحد رجال الانتفاضة الأولى، و'إليك الحنان' جندي إسرائيلي سابق، يمارسان الآن أنشطة تسعى لإحلال السلام في المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني، ويطبق كلاهما تجربته وما خبره في مراحل نموّه في مجتمع عسكري، ويؤكدان رغبتهما في الحياة بسلام .

ويروي فيلم 'ذاكرة الصبّار: حكاية ثلاث قرى فلسطينية' للمخرج حنّا مُصلح معاناة ثلاث قرى أزالتها إسرائيل عن الوجود في العام 1967 لتُقيم على أرضها حديقة للتنزة للإسرائيليين .

أما فيلم عبد السلام شحادة 'إلى أبي'؛ فهو فيلم شخصي عميق ومؤثر يروى قصة 50 عاماً من التاريخ الفلسطيني عبر صور فوتوغرافية، ولقاءات وأصوات مصوري ذلك الزمان، وما اختزنوه من ذكريات.

ويعرض المهرجان أفلاماً قصيرة تروي قصصاً رائعة من فلسطين من بينها شريط 'عرفات وأنا' لمهدي فليفل، ويروي فيه 'مروان'، الفلسطيني اللندني المولد، قصتي حب: واحدة حبه لخطيبته 'ليزا'، أما الأخرى فهي قصة حبه لرمز الثورة الفلسطينية الزعيم ياسر عرفات، فكيف تمكّن من جمع قصتي الحب هاتين معاً؟

وفي فيلم 'بعثة الفضاء' تستعيد فنانة الوسائط المتعدّدة الفلسطينية المولد 'لاريسا صنصور' مشاهد من رائعة المخرج الكبير 'ستانلي كوبريك' '2001- أوديسا الفضاء'، وتأخذنا في رحلة سوريالية لتحقيق مهمة نذرت نفسها لها، ألا وهي أن تكون أول فلسطينية تخطو على سطح القمر.

القدس العربي في 11 ديسمبر 2008

 
 

عروض أفلام روائية جديدة من العراق والمغرب والجزائر

إنطلاق الدورة الخامسة من مهرجان دبي السينمائي

محمد موسى من دبي

لم تدوِّ القاعة الإمارتية بالتصفيق بعد كلمة المخرج الاميركي الشهير اوليفر ستون، والتي قدم فيها فيلمه "W" ، والذي عرض الأمس الحادي عشر من شهر ديسمبر  في افتتاح مهرجان دبي السينمائي، ولم تدفع كلمة المخرج الاميركي الغاضبة ، الجمهور إلى حماسة زائدة أو إظهار  انفعالات مكبوتة. تحدث اوليفر ستون عن العالم الذي يجب ان ينتبه إلى ما ارتكبه من خطأ بانتخاب جورج بوش رئيسًا للولايات المتحدة الاميركية لفترة ثماني سنوات، وبأنه يجب ألا  يتكرر هذا الخطأ مرة اخرى.

فيلم "W"  الذي عرض بعد كلمة أوليفر ستون ، والذي يعرض تجاريًا ومنذ أسابيع في اميركا واوروبا، يقدم  الظروف التي أوصلت  جورج بوش الى الوصول الى البيت الابيض . يبدأ الفيلم من فترة  الشباب الاخرق للشاب "البسيط" القادم  من تكساس ، الى زمن غير بعيد عن الزمن الحاضر، الى بوش  يقود حرب العراق، وبوش يستعد الى حرب جديدة.

المخرج الذي اكد في كلمتة البارحة، ان قصص  الفيلم، هي نتائج عمل عشرات الصحافيين ، والذين جمعوا الكثير من تفاصيل حياة وشباب جورج بوش ، تفسير المخرج هذا ، يبدو ردًا على الانتقادات التي وجهت للفيلم في اميركا واوروبا ، وتقديمه قصص ،  يشكك في اصولها. المخرج مثلا ، قدم علاقة سيئة  مفترضة  بين جورج بوش الابن والاب ،ورغبة بوش الابن الحصول على رضا والده ، هذه العلاقة المعقدة ،هي التي تفسر الكثير من شخصية  جورج بوش ومنعطفات حياته ، مثل اتجاهه للسياسية ، وحتى حربه على صدام حسين ، كانت ثأرًا شخصيًا من الرجل الذي كاد يقتل الاب.

ومع قصة الخلاف بين الاب والابن ، يقدم أوليفر ستون ، فيلما ، يكاد يكون ببنية  هوليودية تقليدية ، من وجود الشرير (ديك شيني نائب الرئيس) ، والشخصية الطيبة ( كولن باول رئيس الدفاع الاميركي السابق) . عداء المخرج المعروف للسياسيات اليمينية الاميركية ، بدت شديدة الوضوح والقوة ، هناك مشاهد بعينيها ، كانت منفعلة كثيرًا واحيانًا مقرفة الى حد كبير، ولا تليق بمخرج متمرس مثل ستون.

الفيلم  لا يشبه الأفلام التي اعتاد مهرجان دبي السينمائي تقديمها في إفتتاح  دوراته السابقة ، ليس لان المهرجان  يميل الى  "الافلام الأمينة" ، لكن فحيح العداء  والانتقام الذي يتضمنه الفيلم واضح كثيرًا ، ولا تستحق ان يحتفل بها في مهرجان سينمائي  يفترض به عدم التورط في سجالات سياسية .

لكن دورة مهرجان دبي السينمائي ، هي ليست فيلم الافتتاح فقط ، فهناك 161 فيلمًا تنتظر العرض في الايام القادمة ، وهناك الكثير من النقاشات والنشاطات التي ستغطي  هجاء أوليفر ستون الأخير. 

دورة قوية للسينما التسجيلية العربية

 في مسابقات "المهر" للافلام الوثائقية الطويلة ، يقدم المهرجان هذا العام ، مجموعة مهمة من الافلام  ، البعض من هذه الافلام يعرض للمرة الأولى، بعضهم  يعود إلى مخرجات ومخرجين عرب معروفين   ، يعودون باعمال جديدة ، لتتبع مسار اعمال سابقة  احدثت الكثير من الجدل وقت عرضها قبل سنوات. اختيارات الدورة الحالية ، تؤكد الجهد الكبير للادارة الفنية للمهرجان في التواصل مع جديد السينما التسجيلية الجدلي ، والاحتفاء به وبصانعيه .

فالمخرجة التسجيلية  السورية هالا احمد تعود يفيلم جديد بعنوان "هيه! لاتنسى الكمون" ،  بعد فيلمها الاخير "انا التي تحمل الزهور الى قبرها" ، والمخرجة العراقية ميسون الباجه جي تقدم فيلم "عدسات مفتوحة في العراق" بعد آخر أفلامها "العراق بلد العجائب" والذي عرض عام 2004  ،اضافة الى فيلم العراقي قاسم عبد "حياة ما بعد السقوط" ، وفيلم المخرج المصري سعد الهندواي فيلم "ملف خاص" ، وفيلم المصرية آنجي واصف "مارينا الزَّبالين" عن  فتاة تعيش في قرية الزَّبالين في مصر، وفيلم  سمير عبدالله في "بعد الحرب..."  عن  حرب صيف 2006 في لبنان ، وفيلم  "سمعان بالضيعة" اللبناني سيمون الهبر،وفيلم  الجزائري مالك بن إسماعيل فيزور "ولو في الصين"، وفيلم  "أماكننا الممنوعة"للسورية ليلى الكيلاني ، وفيلم  المخرج الفلسطيني  حنّا مُصلح "ذاكرة الصُّبَّار: حكاية ثلاث قرى فلسطينية" وفيلم  "مدينتين وسجن" للمخرجة السورية  سؤدد كعدان ، وفيلم في "هذه الأيدي" للمخرج المغربي حكيم بلعباس ، وفيلم المخرج الفلسطيني عبد السلام شحادة "إلى أبي"،وفيلم السوري عمار البيك "سامية" ، وفيلم المغربية ليلى نادر "حبيت كثير".

افلام روائية جديدة

يختم مهرجان دبي السينمائي  ، موسم المهرجانات العربية السينمائية  لهذا العام. المهرجان الذي بدأ قبل خمس سنوات ، وأختار شهر ديسمبر لتتظيمه  (لاسباب ربما لها علاقة بمناخ مدينة  دبي الحار ، والتحسن الكبير الذي يحمله شهر ديسمبر في جو المدينة ) تحول سريعا الى واحد من اكثر المهرجانات العربية جودة في التنظيم ، وقدرة على جذب الافلام المتنوعة ، والنجوم العرب والاجانب . ولان وقت تنظيم المهرجان ، يحل في نهاية العام ، اي بعد ان تنهي جميع المهرجانات السينمائية العربية الاخرى دوراتها ، واجه المنظمون لمهرجان دبي تحديات أكبر ، لتقديم دورات تتميز بتقديم الجديد ، والحافظ على المستوى ذاته من الاثارة ،خاصة مع الاهتمام الإعلامي الكبير بالمهرجانات العربية السينمائية والتنافس الواضح والذي بدأت هذه الأخيرة  على اظهاره ، للحصول مثلا على الحقوق الاولى لعرض بعض الافلام ، وجذب نجوم معينين الى دوراتها.

يقدم مهرجان دبي السينمائي هذا العام ثلاثة افلام روائية جديدة تعرض للمرة الأولى ، أحدها عراقي طويل لينضم الى الفيلمين العراقيين الوحيدين اللذين انتجا بعد حرب 2003 وسقوط النظام العراق السابق ، "احلام" لمحمد الدراجي و "غير قابل للعرض" لعدي رشيد.الفيلم العراقي الجديد يحمل عنوان "فجر العالم" للمخرج عباس فاضل ، وتدور قصته في الاهوار العراقية . مع الفيلم العراقي ، هناك فيلم المخرج الجزائري  احمد الراشدي "مصطف بن بو لعيد"  والذي يقدم حياة البطل الجزائري "بولعيد" والذي قاد ثورة من داخل السجن وشجع على الديمقراطية في تعامله مع الاخريين. كذلك سيعرض الفيلم المغربي  "كزا نكرا" للمخرج المغربي نور الدين لخماري، والذي يقدم قصة واقعية  من العنف المدن المغربية ، ولفيلمه هذا اختار المخرج  شابين غير محترفين من المشردين للقيام بالأدوار في الفيلم.

الأفلام الثلاثة ستعرض مع مجموعة اخرى من الافلام العربية  في مسابقة المهر العربي للافلام الروائية الطويلة منها ، فيلم يسري نصر الله "حديقة الاسماك" ، وفيلم المخرج التونسي فاضل الجزيري "ثلاثون" ، وفيلم المغربية سعاد البوحاتي "فرانسيز".

هوية اسيوية افريقية

ينظم مهرجان دبي السينمائي ، وبالاضافة الى جوائز المهر السينمائية ، للافلام التسجيلية والطويلة ، مسابقات المهر للافلام الاسيوية والافريقية ، في السعي الى تكريس  هوية تتاكد كل دورة تقريبًا، باتجاهه الى السينمات المعروفة والمجهولة من آسيا وأفريقيا ، وتسليط الضوء على آخر نتاجاتها ، والاحتفال بروادها ومبدعها ، هذه الهوية تنسجم اكثر مع المهرجان وشعاره المعروف بربط الجسور ولقاء العقول. ويتلاءم ايضًا مع الدور الذي تحاول مدينة دبي الاضطلاع به ، بتقديم نموذج المدينة  الحديثة الناجحة والقريبة من حدود القارتين الكبيرتين.

ومع افلام المسابقتين الجديدتين ، يعيد المهرجان تنظيم ، برنامج للسينما الهندية ، وهو التقليد الذي بدا العام الفائت ، ويبدو انه في طريقه للاستمرار ، خاصة مع العلاقة القوية التي تربط مدينة دبي وسكانها بالثقافة الهندية وفنونها.

تظاهرات ونشاطات

ومع افلام المسابقات وقسم الافلام الهندية ، ينظم المهرجان ، تظاهرة "ليل عربية " وفيها يتم عرض افلام عربية قصيرة وطويلة غير مشتركة في مسابقات "المهر" ، تظاهرة "الجسر الثقافي" ، لافلام تركز التجارب الانسانية المختلفة وتلاقي وتقاطع هذه التجارب . تظاهرة سينما العالم ، تقدم اختيارات سيتمائية مختلفة من 10 دول ، وفي تظاهرة "في دائرة الضوء" يسلط المهرجان اضوائه هذا العام  على مجموعة من  الافلام الايطالية الجديدة ، تظاهرة "سينما التحريك"  وفيها يتم عرض الجديد من افلام الرسوم المتحركة ، تظاهرة "سينما الاطفال" ، وهي مخصصة لافلام الاطفال ، تظاهرة "أصوات خليجية"  وتعرض فيها مجموعة من افلام السينما الخليجية ، تظاهرة "إيقاع وافلام" ، وفيه يتم عرض افلام موسيقية او حفلات موسيقية مصورة بطرق سينمائية  وحديثة ، مثل الحفل لفريق "U2" ، والذي سيعرض على احدى الصالات الاماراتية الأسبوع القادم  ، مصورا بنظام الأبعاد الثلاث.

موقع "إيلاف" في 12 ديسمبر 2008

 
 

أفلام من الدورة الخامسة لمهرجان دبي السينمائي الدولي

هوليود – محمد رضا

انطلق يوم أمس الخميس مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الخامسة. إنه آخر المهرجانات العربية المرصوصة واحداً وراء الآخر في الربع الأخير من العام، والأفضل تنظيماً والأكثر حرفية بينها والأسرع خطى صوب إنجاز الوعد بتبوّؤ المركز الكبير على الخارطة السينمائية العالمية. وهو يشمل عدداً كبيراً من التظاهرات، أقواها وأكثرها جذباً للجمهور هي تظاهرات (ليالي عربية) و(سينما العالم) و(مسابقة المهر للسينما العربية)، لكنه هذا العام قرر إضافة مسابقة أخرى هي مسابقة المهر للسينما الإفريقية والآسيوية، وفي حين أن معظم أفلام المسابقتين العربية والأفرو - آسيوية جديدة، وبقيت طي الكتمان إلى آخر لحظة، فإن الأفلام الموزّعة بين باقي الأقسام مؤلّفة في العديد منها من أفلام سبق أن شاهدها هذا الناقد في المهرجانات التي أمّها سابقاً.

فيما يأتي خمسة من الأفلام التي يعرضها المهرجان في شتّى أقسامه، مع العلم أن الاختيارات انحازت لتلك التي ستثير - على الغالب - اهتمام المشاهدين بعدما سمعوا عنها طويلاً.

Che

يخلو فيلم ستيفن سودربيرغ هذا من وجهة النظر مكتفياً بتقديم الموضوع والشخصية الرئيسية فيه من دون الرغبة لا في الدفاع عنها ولا في مهاجمتها ولا في إنجاز فيلم ذي موقف ما. نتيجة ذلك لا تسأل نفسك فقط عن جدوى الفيلم، بل عن جدوى مدّة عرضه الطويلة. هذا الفيلم صمم وفي البال أن يضخ بعض الأرباح تبعاً لاسمين أو ثلاثة في الفيلم: أرنستو تشي غيفارا نفسه، والممثل الذي يقوم بتشخيصه وهو بنيثو دل تورو والمخرج سودربيرغ. هذه ليست مسألة تجارية فقط، بل فنيّة. صحيح أن المدّة الزمنية الطويلة (نحو أربع ساعات ونصف) تمنح المخرج قدرة على تقديم بانوراما حياة على النحو العريض وحياة تشي غيفارا تتطلّب بالتأكيد مثل هذه البانوراما، إلا أن الصحيح أيضاً أن المرء يستطيع أن يتحدّث أفضل عن تشي غيفارا، أو أي شخص آخر، من خلال توظيف الموضوع توظيفاً شخصياً، ربما ذاتياً، وبالتأكيد ضمن وجهة نظر هي التي تساعد على الانتقاء. المسألة هنا تزداد إثارة للضيق حين يبدأ الفيلم بالتنقل سريعاً بين الأزمنة. من دون أن تكون حضّرت نفسك بورقة وقلم لتسجّل التواريخ ستجد وضعك أشبه بوضع متابعي البينغ بونغ منتقلاً من العام 1955 في لحظة إلى العام 1964 في لحظة أخرى أو إلى أي سنة أخرى?

هذا جانب، فإن الحسنات تكمن في أن المخرج يعرف كيف يصوّر مشاهد صغيرة من دون أن يبدو التمثيل فيها مسرحياً أو متقطّعاً. لدى البعض فإن وجود هذه المشاهد يفتح السبيل على قيام الممثل الثانوي بأداء جاهز وغير تلقائي. لكن واحدة من حسنات المخرج أنه يُدير المشاهد الصغيرة والكبيرة بفاعلية والممثلين (الكُثُر) تحت إدارته تصيبهم معاملة متساوية. التمثيل الجيّد من بينثيو دل تورو في دور السياسي الثوري الذي انتهت حياته اغتيالاً لا علاقة له بحقيقة أن دل تورو قرأ دوراً لا يطلب منه البرهنة على أن المحفوظ التاريخي عن تلك الشخصية حقيقي أو ذو أهمية هنا؛ لذلك يبدو غيفارا هنا كما لو كان مجرّد قائد عسكري وليس محرّكاً فعلياً للثورة اللاتينية. قائد يشغل نفسه بعمليات التنظيم والإشراف على معاقبة المقاتلين الذين يخرجون عن النظام والقوانين الموضوعة. عن حق طبعاً فلا أحد يوافق أن يحارب الثائر باسم مناهضة الدكتاتورية ثم يغتصب فتاة قروية تحت اليافطة ذاتها، لكن هذا كله أراه يدخل تحت هامش من تعبئة الوقت وليس استغلاله لخلق عمل مهم.

بدي شوف

يختلف فيلم الثنائي المتزوّج جوانا وخليل عن فيلميهما السابقين (البيت الزهر) و(يوم كامل) في أكثر من نحو. في حين أن الفيلمين السابقين روائيان بالكامل، فإن هذا الفيلم هو تسجيلي النبرة والشكل ولو أن بعض التأليف خلال التصوير قائم أيضاً. وفي حين أن المسائل المطروحة في الفيلمين السابقين، والجيّدين، تعاملت مباشرة مع الشخصيات اللبنانية، فإن التعامل هنا مع شخصية غير عربية يتم تصويرها وهي تقوم بجولة على ظهر الواقع المستحدث. لكن الجامع مهم أيضاً: كل من هذه الأفلام وطني بمعنى أنه يبحث في الهوية اللبنانية. الأول خلال الحرب الأهلية، الثاني بعد الحرب الأهلية وتبع لها، والثالث إثر الاعتداء الإسرائيلي على لبنان قبل أكثر من عام. هنا نرى الممثلة الفرنسية كاثرين دينوف في زيارة للبنان لحضور حفلة تبدو خيرية لصالح المتضررين من الاعتداء الإسرائيلي خلال حرب 2006 وهي تقرر أنها تريد أن ترى بأم عينيها ما جاءت تدعو إليه. بناءاً على ذلك تركب سيّارة الممثل اللبناني ربيع مروّة بينما يركب حارسها الشخصي (ومن دون أي سبب سوى رغبة الفيلم حصر الممثلين ربيع وكاثرين في صورة واحدة من دون الاضطرار للتعامل مع حضور ثالث) سيارة المخرجين جوانا وخليل، وينطلق الجميع في رحلة من بيروت جنوباً إلى الحدود مع الدولة الجنوبية المحاذية. إنها رحلة تمر على أنقاض أحياء ما زالت مهدّمة منذ زمن الحرب الأهلية إلى الضاحية التي تهدّمت في الحرب الأخيرة إلى الطرق التي لا تزال مزروعة بالألغام إلى دور الأمم المتحدة وجنودها وإلى اختراق الطائرات الإسرائيلية الأجواء اللبنانية وفي كل ذلك الكاميرا على وجه كاثرين القلقة أحياناً (ولأسباب مفهومة) على نفسها وسلامتها لكنها تستقبل ما تراه في هضم للحقيقة. المشكلة هي أننا لا نعرف ما تفكّر به. ليس هناك ضرورة لمشهد مقابلة معها تتحدّث فيه عن رأيها، لكن هناك ضرورة لأن يخرج المشاهد وقد اكتسب معرفة بموقفها. الحوار بينها وبين ربيع هامشي جدّاً بالمقارنة مع المهمّة العسيرة التي ستقوم بها. ربيع يشرح لها بعض الحيثيات لكن هذا لا يتطلّب وجود كاثرين دينوف، ولا الرحلة بحد ذاتها، بل يستطيع أي منا فعل ذلك على مقهى في شارع الحمرا في بيروت أو الشانزليزيه في باريس؛ لذا، وعلى الرغم من الإعجاب بما حاول المخرجان إنجازه، إلا أن ما تم إنجازه فعلاً هو أقل مما كان بالإمكان تحقيقه والوصول إليه.

Hunger

يستيقظ كل صباح يوم حالك المدعو جيري كامبل (ليام مكماهون) ويخرج من بيته وأوّل ما يفعله هو النظر إلى الشارع الذي يمتد ميّتاً أمامه. يعود إلى سيارته المتوقّفة في مرآب البيت ويفحصها قبل الصعود إليها فلربما كانت ملغومة. تنظر إليه زوجته من وراء النافذة المغلقة. يصعد السيّارة ويقودها إلى حيث يعمل. إنه شرطي يعمل في سجن يحتوي في أحد أقسامه على سجناء من (جيش أيرلندا الجمهورية) ونتعرّف على اثنين منهم، أحدهما اسمه دايفي (برايان ميليغَن) وصل للتو، وتم وضعه في زنزانة ينزل فيها سجين آخر? نحو ثلاثة أرباع الساعة من الفيلم تدور حول تعذيب المسجونين وما يعانونه من ضرب وعنف يماثل لكنه لا يبلغ المدى الذي وصل إليه التعذيب في أبو غريب? مهمّة جيري ضرب السجناء والسجناء لا يرتعدون خوفاً بل يضربون إذا ما استطاعوا. يرفسون ويقاومون وفي أقل الاحتمالات يبصقون؛ ما يزيد من غضب جيري فيضرب بشدّة حتى تحمر عظام أصابعه وتتورّم! تستطيع رغم ذلك أن تدرك أن جيري لا يحب عمله هذا. ذات يوم يتوجّه إلى زيارة أمّه في مأوى للعجزة يحمل لها زهوراً تحبّها، لكنها غائبة عن الإدراك، تنظر أمامها من دون أن يبدو على محياها أنها تسمعه أو تراه أو تعلم بوجوده. يجلس قريباً منها منحنياً عليها. في الوقت ذاته يدخل رجل يسحب مسدّسه ويطلق النار على جيري. لقد نفّذت المقاومة الأيرلندية وعدها بقتله وما كان جيري يخشاه حدث. يسقط قتيلاً. بالتدريج ثم على نحو ثابت ننتقل إلى السجين بوبي ساندس. إنه شخصية حقيقية (يقوم بتمثيله مايكل فاسبندر) قرر الإضراب عن الطعام؛ لأن بريطانيا لا تريد الموافقة على اعتبار سجيني الجيش الجمهوري سجينين سياسيين، ونسمع رفض مسز تاتشر القاطع وهي تقول (بينما الكاميرا تسبح فوق مشهد لغسل الماء الآسن) إن الجيش الأيرلندي يحاول استخدام أبسط وسائل المشاعر الإنسانية وهي الشفقة وذلك عن طريق إضرابه! أمامنا يضعف الممثل ويصبح جلدة على عظمة في تفانٍ يؤكد إيمان صانعي الفيلم أو على الأقل رغبتهم في إجادة التعبير عن بذلهم في تلك المرحلة من تاريخ أيرلندا (تقع الأحداث سنة 1981) في تقديم عمل واقعي وسياسي. ستيف مكوين، طبعاً ليس الممثل الأمريكي الراحل، فنان تشكيلي في الحقيقة يعمد إلى فيلمه الأول وما يصب عليه اهتمامه الأول هو أن يكون في الوقت ذاته تفصيلياً، واقعياً، حقيقياً وصادماً. وهناك الكثير مما يصدم في الفيلم الذي يختار له المخرج إيقاعاً بطيئاً لكنه ليس مضجراً على الإطلاق. بعض الفوضى في ترتيب الأحداث والسرد الذي يتّجه في النصف الآخر وجهة تهمل الشخصيات السابقة يشي بأن المخرج ليس من يسرد، يستطيع بناء دراما حكواتية. الفيلم يضعف في دقائقه الأخيرة وينتهي حاصراً نفسه بمشاهد طويلة لا تحتوي ذات ما حوته المشاهد السابقة من قدرات تعبيرية.

ملح هذا البحر

في فيلمها الطويل الأول ترصد المخرجة الفلسطينية ماري آن جاسر حكاية فتاة فلسطينية وُلدت في بروكلين في نيويورك من أب وأم فلسطينيين وُلدا في فلسطين ونزحا في نكبة العام 1948 إلى لبنان صغيرين مع والديهما اللذين ولدا في فلسطين. التاريخ الشاسع لفلسطين يتم تلخيصه في بضعة مشاهد حواراً وصوراً. موقف الفيلم من السُلطة الإسرائيلية يبرز من المشاهد الأولى وهو مستمد من الموقف الذي تبنيه المخرجة بنجاح من تلك السُلطة ومن مفهوم الوطن ومعنى افتقاده وكيف أحيلت أملاك عربية إلى غزاة قدموا من وراء البحر أو تم تدميرها كما لو أنها لم تكن. ثريا جاءت إلى فلسطين لمهمّة معرفة جذورها ولاسترداد ما يقارب الـ360 جنيهاً إسترلينياً كانت في ودعة البنك الفلسطيني- البريطاني حين غادر والدها فلسطين قبل ستين سنة! المصرف، يقول لها مديره البريطاني، لا يستطيع صرف المبلغ لطول المدّة التي مضت عليه، أوّلاً، ولتوقّفه عن العمل خلال سنة النكبة حيث خسر كل سجلاته مصوّراً الوضع على أنه وضع جديد لا يحق لها مطالبته بأموال أودعت فيه حين كانت هناك دولة فلسطينية. في خلال تلك الأيام الأولى من زيارتها لرام الله تتعرّف على الشاب عماد (صالح بكري) الذي يعمل جرسوناً في مطعم من ذلك الذي يستقبل زبائن فلسطينيين فوق العادة: مديرين ورجال أعمال و - نسبياً - رجالاً أثرياء. وتلتقي بعماد مرّة أخرى خلال بحثها عن عمل وهو يعرّفها على والدته التي تخرج من البيت، في مشهد ليس فقط قابلاً للتصديق بل يتكلّم أطناناً عن العادات العربية وعن التصرّف السلوكي للأم حين يخبرها ابنها بأن معه فتاة في السيارة. تخرج لتستقبلها كما لو كانت ابنتها الغائبة أو كما لو أن ابنها سيعقد قرانه عليها من دون ريب. عماد ممنوع عليه مغادرة رام الله (خلص، هذه هي الحدود بالنسبة لي) يقول وهو يخرج من سيارته الكالحة إلى ثريا عند حدود البلدة. يقفان عند تلّة تشرف على المستعمرات والمدن الإسرائيلية الممتدة من ذلك المكان عبر الأفق إلى حيث البحر (هناك)، يشير بأصبعه كما لو كان يرى ما يتحدّث عنه (البحر، لم أزره منذ سبع عشرة سنة). هناك حدود لقدرات المخرجة على صعيد تشكيل الفيلم فنيّاً. إنه بحاجة إلى صياغة سينمائية حقيقية وكاملة عوض صياغته الحالية التي هي أقرب إلى المقال النثري، لكنه لا يحوي ضعفاً ظاهراً أو ركاكة في التنفيذ. يتقصّد ما يقول ويجد الشكل الفني المناسب له.

Blindness

أفضل ما في فيلم المخرج البرازيلي فرناندو مايريليس مقدّمة الفيلم: الضوءان الأحمر والأخضر يتناوبان عند شارة طريق مزدحمة بالسيارات. في مطلع الأمر لا تعرف حقيقة هذه الأضواء المتكررة، لكن سريعاً ما تلحظ تقاطعها مع حركة السير. أخضر. سيارات. أحمر. سيارات. أخضر. سيارات وهكذا في مونتاج لا تعرف ما تستوحي منه? هنا أمسك المخرج مايريليس بنجاح لا على قلب إيقاع المشاهد الأولى فقط، بل أساساً على وضع مداهم لا تعرف ماذا تستخلص منه، وهذه اللا معرفة تستمر لما بعد الانتقال إلى سيارة عند الإشارة، لم تعد تستطيع التقدّم. السيارات التي وراءها تطلق أبواقها والسائقون يشتمون، لكن قائد السيارة المتوقّفة لديه عذر مهم. هذا السائق ذو الأصل الياباني في هذه المدينة الغربية التي لا يتم تحديد اسمها، ولو أنها تشبه تورنتو من حيث تعدد العناصر البشرية فيها، فَقَد فجأة قدرته على المشاهدة. لم يعد يرى شيئاً سوى لون أبيض. يصرخ ولا أحد يسمعه إلى أن يتقدّم رجل ليساعده. ينطلقان، لكن هذا الشخص لص. يترك السائق على ناصية الطريق وينطلق بالسيارة. السائق يصرخ خائفاً وبطريقة ما يصل لبيته. زوجته تأخذه عند طبيب عيون (مارك روفالو) الذي يفحصه، لكنه لا يجد ما هو خطأ. في صباح اليوم التالي الطبيب نفسه أصبح أعمى، كذلك لص السيارة. إنه فيروس ينتشر والحكومة تقرر نقل المصابين إلى مستشفى وعزلهم (وربما لأكثر من مستشفى لكننا نبقى مع الشخصيات المذكورة وفوقها عشرات أخرى). بين الداخلين إلى هذا المستشفى زوجة الطبيب (جوليان مور) التي تطوّعت للدخول فهي الوحيدة التي لم تخسر بصرها. كل هذا في 20 دقيقة، وهي أفضل دقائق الفيلم؛ إذ تضعنا أمام حالة تنطلق من فكرة (ماذا لو خسر أبناء المدينة بصرهم باستثناء امرأة؟)، ما بعدها هو أمر آخر. الفيلم مقتبس عن رواية الكاتب جوزي ساراماغو الحائر جائزة نوبل، وفي مطلعها طرح لعبارة ترد في رواية الكاتب: (لا أعتقد أننا فقدنا البصر. أعتقد أننا دائماً كنّاً عمياً. عمياً يبصرون. ناس يرون، لكنهم لا يشاهدون)? كلام موحٍ لكنه يرد هنا كتحصيل حاصل بعدما أخفق الفيلم مباشرة بعد إرساء وضع قصّته وشخصياته، في إقناع المشاهدين لا بإمكانية حدوث ذلك، لأن الفكرة على أي حال خيالية، بل بإمكانية حدوثها على النحو الذي نراها تحدث - وهذا أمر مختلف.

الجزيرة السعودية في 12 ديسمبر 2008

 
 

السنوات الذهبية في السينما المصرية

في كتاب فخم ورائع حمل عنوان «السنوات الذهبية في السينما المصرية» ـ سينما كايرو من عام 1936 إلى 1967 ـ جاء الإصدار الخاص الذي يقدمه مهرجان دبي السينمائي احتفاء بالدورة الخامسة، شهادة على عصر سينما دخلت من الباب الملكي لقلوب الجماهير العربية، وظلت توسع دائرتها لتواكب السينما العالمية في بواكيرها، وساهمت غالبية الصور التي رافقت الصفحات من أرشيف استديو بكر، لتعيد للذاكرة ما تاه منها وضاع في رحلة طويلة، كانت ومازالت شاهد عيان على طليعة الفن السابع في العالم العربي والقارة السمراء.

وفي نصوص الكتاب الصادر بالعربية والإنجليزية، والذي ظهر في قطع عرضي (5,32 ـ 5,24 )، وعدد صفحات بلغت (236) صفحة على ورق كوشية فاخر، تناول الناقد السينمائي مصطفى درويش، تباشير السينما المصرية التي أنتجت أول فيلم روائي عام 1927 وهو فيلم «ليلى» لممثلة المسرح عزيزة أمير، وتوالى بعد ذلك إنتاج السينما المصرية خلال ثمانية أعوام التي أعقبت هذا الفيلم، وقدمت حوالي أربعة وأربعين فيلما روائيا طويلا، بعضها صامت، والبعض الآخر متكلم، ومن أهمهما: زينب (1930)، أولاد الذوات (1932 )، والوردة البيضاء (1933 ).

وبدأت بوادر الإرهاصات الحقيقة للسينما المصرية من خلال فيلم وداد (1936 ) لكوكب الشرق أم كلثوم، وبفضل نجاحه، خرجت إلى النور أهم أفلام ذلك الزمان الممتد من النصف الثاني من عقد الثلاثينات حتى مستهل عقد الخمسينات. ويؤكد السيناريست رفيق الصبان في الكتاب نفسه، أن السينما المصرية لجأت إلى اللون الغنائي، لإدراكها أن الطرب والغناء هما الأثيران لدى جمهور ذلك الوقت، كما لعبت الكوميديا من خلال أفلام نجيب الريحاني، دورها الكبير في توسيع دائرة السينما المصرية واستقطاب جمهور جديد إليها.

وجاءت القنبلة الحقيقية التي غيرت مدار السينما المصرية في فيلم «العزيمة» الذي حمل في ثناياه أكثر من رسالة وتوجها، مشجعا الشباب بشكل مباشر على المغامرة والعمل الحر وعدم ربط أنفسهم بقيد الوظيفة الثقيل والمحدود. تبعت «العزيمة» أفلام أخرى أقل منه شأنا، ركزت على هموم الشباب المصري والأزمات التي يمر بها، كفيلم «حياة الظلام» و«السوق السوداء». لكن هذه الأفلام المهمة التي عكست هموم الشعب وقضاياه، لم توقف تيار الفيلم الغنائي والاستعراضي ذا الشعبية الجارفة في العالم العربي، بل زاد الاهتمام به وجاءت أسمهان وفريد الأطرش وصباح ونور الهدى، وظهرت أفلام استعراضية كثيرة كانتصار الشباب وبلبل أفندي وجوهرة وبرلنتي.

وأخرجت السينما المصرية أسلحتها الخاصة وقدمت أسماء لا تقل أهمية ولمعانا، كالراقصات تحية كاريوكا وسامية جمال والاستعراضية نعيمة عاكف والطفلة فيروز، وانطلقت مواهب إخراجية في هذا المجال رفعت مستوى الأفلام إلى أقصى درجاتها. وظلت السينما المصرية محتفظة براية الرومانسية والحب الذي ينتصر على كافة العوائق الطبقية، وظهر تيار جديد يمكن أن نطلق عليه أسم التيار البوليسي الذي يقدم رؤيا اجتماعية من خلال حادث مأساوي، وكان أول من وضع هذا الاتجاه هو كمال الشيخ، ونجحت أفلام الميلودراما التي أخرجها حسن الإمام في تكوين مدرسة سار على نهجها الكثيرون، وكانت سببا في انطلاق نجومية ممثلين كبار مثل فاتن حمامة، وماجدة، وشادية، وهدى سلطان.

كما بدأ التوجه نحو سينما المخرجين الذين وضعوا بصماتهم على أي نوع من الأفلام مثل يوسف شاهين، وصلاح أبو سيف، وظهرت موجة جديدة من الممثلات مليئة بالحيوية والجمال تختلف عن طاقم الممثلات السابقات، مثل سعاد حسني ونادية لطفي اللاتي انطلقن بسرعة الصاروخ إلى سماء النجومية.

وحتى مطلع 1967، بقيت السينما محافظة على قواعدها القديمة، تحاول خلق قواعد جديدة تتناسب مع تطور السينما العالمية، وفي هذا الكتاب تشهد الصورة على أن حبنا لهذه المرحلة لايزال قويا راسخا في قلوبنا.

البيان الإماراتية في 11 ديسمبر 2008

 
 

فيلم ملفت

'فجر العالم' العراقي يلفت الأنظار في مهرجان دبي السينمائي

فيلم يصور انعكاسات الحرب العراقية الايرانية للمخرج عباس فاضل يبدأ متميزا من لقطته الأولى. 

دبي - افتتحت مسابقة المهر للابداع السينمائي العربي التي تحتفي كل عام في دبي بالمواهب السينمائية من كل انحاء العالم العربي، بفيلم "فجر العالم" لعباس فاضل الذي صور انعكاسات الحرب العراقية الايرانية التي خاضها المخرج بنفسه.

فقد بدا "فجر العالم" متميزا من اللقطة الاولى التي تبشر بفجر احمر وجماليات بصرية اتسم بها الشريط ولغة سينمائية مختصرة تعبر عن البسيط واليومي من خلال قصة صديقين يتجندان معا في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

وصورت مشاهد اول عمل روائي يقدمه عباس فاضل حياة منطقة الاهوار العراقية التي جففها الرئيس العراقي الراحل حين اعتبر ان اهلها تمردوا عليه، في ما يشبه شمال مصر حيث تتشابه البيوت في بنائها فوق القصب العائم على المياه.

ولم يصور فاضل الذي خاض بنفسه الحرب العراقية الايرانية، في شريطه "فجر العالم" الحرب مباشرة بل صور انعاكاساتها والموت والخراب الذي تنشره في كل مكان وتدميرها الانسان اولا.

وفاضل الذي تغيب عن العرض لاسباب صحية اضطرته للبقاء في باريس وفق المنظمين، كان ناقدا سينمائيا وسبق ان انجز فيلمين قصيرين.

وجاء الفيلم متطورا من الناحية الفنية ومقنعا من الناحية الدرامية ومتفوقا في الاطار والطرح على الافلام الروائية العراقية التي انتجت منذ حرب 2003، رغم افتقاده للانفعالات القوية التي تمس المشاهد.

وبعد هذه الحرب، لم يتم انتاج سوى ثلاثة افلام روائية من بينها "الكيلومتر صفر" لهنير سليم و"احلام" للمخرج محمد الدراجي. لكن التجارب الوثائقية والتجريبية في عراق ما بعد صدام حسين كثرت وبزت غيرها خليجيا واحيانا عربيا اذ تمكنت من انتزاع التقدير والجوائز.

وهنا تكمن تجربة عباس فاضل في المسيرة السينمائية العراقية الجديدة، اذ قدم في عمله الطويل الروائي الاول الذي عرض للمرة الاولى في الشرق الاوسط محاولة اكثر تبلورا وتماسكا من نظيراتها في السينما العراقية الراهنة خصوصا لناحية السيناريو والكتابة السينمائية.

ورحب كثر في مهرجان دبي بهذا الفيلم، وهو من انتاج فرنسي وبمساهمة عربية في التمثيل. وقد اعتمد المخرج على ممثلين من طراز الفرنسية التونسية حفصية حرزي التي اكتشفها المخرج التونسي عبد اللطيف كشيش وقدمها في "اسرار الكسكس".

وقد منحت حرزي جائزة سيزار التي تكافىء السينما الفرنسية في 2006 لتنطلق بعدها في ادوار بطولة اخرى في اكثر من خمسة افلام عرض احدها والبقية صورت او لا تزال قيد التصوير.

كما اعتمد "فجر العالم" على ممثلين آخرين شقوا طريقهم الى الشهرة وادوا ادوارا في السينما العالمية مثل اللبناني كريم صالح الذي سبق ان خاض تجارب اوروبية وهيام عباس التي مثلت في تجارب فرنسية واميركية واسرائيلية اضافة الى عملها في السينما الفلسطينية.

واذا كان اداء هيام عباس في دور الام المفجوعة اكثر اقناعا، فان صعوبة تقليد اللهجة العراقية رغم الجهد الواضح المبذول اوجدت نوعا من الحاجز غير المرئي بين الشريط والمشاهد. وشكلت هذه اللهجة العائق الرئيسي لحفصية حرزي التي بدت جميلة جدا ومقنعة في زي المرأة العراقية التي تعيش في منطقة الاهوار.

واضافة الى اللهجة، بدا التمثيل ضعيفا ما يوجب على المخرج ان يبذل جهدا اكبر في ادارة الممثل اذ سرعان ما يسقط اداء اللبناني كريم صالح الذي يؤدي دورا مركزيا، في الرتابة والتكرار.

ولم تنفع جماليات المكان ولحظات تغير الاطارات والضوء وكذلك الحبكة الصحيحة في انقاذ الفيلم الذي يعتمد تكوينه على الصورة ونقل جو المكان الساحر اكثر مما يعتمد على الحوارات التي تروي سيرة الفرد العراقي الذي ينتقل من حرب الى حرب ويتخلص من ظلم طاغية ليقع عليه ظلم اشد واعنف.

وحضر العرض الممثل اللبناني الذي يعيش في لندن كريم صالح. وقد شارك في الاجابة عن اسئلة المشاهدين بعد العرض مساء الجمعة.

ويعرض في اطار المسابقة هذه السنة احد عشر فيلما عربيا من سبعة بلدان هي الجزائر ومصر ولبنان وسوريا والمغرب وفلسطين والعراق.

غير ان هذه المسابقة تشهد منافسة كبرى مع تنظيم عدد من المهرجانات العربية كالقاهرة ودمشق وابو ظبي لمسابقات خاصة بالفيلم العربي في ظل قلة هذا الانتاج عموما.

وبعدما كان معظم افلام هذه المسابقة يقدم في دبي في عرض اول، فقد بات يقدم تحت عناوين مختلفة مثل "العرض الاول في الشرق الاوسط" او "العرض الاول في منطقة الخليج".

وتراجع عدد العروض الدولية الى ثلاثة من اصل الافلام الـ 11 المقدمة في هذه المسابقة التي تكافىء الفيلم العربي بجوائز مالية مجزية كان مهرجان دبي السباق الى استحداثها تشجيعا للفيلم العربي.

ويشارك في مسابقة المهر العربي للافلام الروائية الطويلة في الدورة الخامسة لمهرجان دبي ثلاثة افلام من الجزائر هي "آذان" لرباح عامر زعيميش و"مسخرة" لالياس سالم الى جانب شريط منتظر لاحمد راشدي بعنوان "مصطفى بن بولعيد" عن احد ابطال الثورة الجزائرية.

ويترأس لجنة تحكيم جوائز المهر العربي هذا العام المخرج الروسي سيرغي بودروف ويشارك في عضويتها من مصر الكاتبة اهداف سويف والممثلة لبلبة ومن المغرب المخرج احمد المعنوني اضافة الى المنتج العالمي كريستوف ثوك.

وتفتتح الليالي العربية في مهرجان دبي مساء السبت بفيلم فلسطيني للمخرجة نجوى نجار عنوانه "المر والرمان" تدور احداثه في رام الله ويعرض للمرة الاولى.

ميدل إيست أنلاين في 13 ديسمبر 2008

 
 

تاريخ العراق الدامي في قصص نساء فيلم العراقية ميسون الباجه جي

محمد موسى من دبي:

الصفوف الطويلة من الجمهور المتنوع الذي كان يقف في انتظار الحصول على بطاقات الدخول الى افلام اليوم الثاني من مهرجان دبي السينمائي ، هو بالتأكيد اشارة ايجابية كبيرة على قدرة المهرجان على الوصول الى انواع مختلفة من الجمهور ، وتحوله الى نشاط ثقافي ترفيهي مهم في المدينة .

افلام اليوم الثاني من المهرجان والتي يستحق معظمها الانتظار في صفوف طويلة ، إستغرق انتاج بعضها سنوات من حياة مخرجيها وأبطالهم ، والكثير من جهدهم وقلقهم . هذه قراءة لفيلم ميسون الباجه جي "عدسات مفتوحة في العراق" والذي عرض في مساء الامس في اليوم الثاني من الدورة الخامسة لمهرجان دبي السينمائي.

علاج نفسي عراقي

يمنح مشروع للامم المتحدة ، مجموعة صغيرة من النساء العراقيات ،فرصة المشاركة في دورة صغيرة للتدريب على التصوير الفوتغرافي في سوريا عام 2006. المشروع في الحقيقة يحمل عمقا اكبر من التصوير الفوتغرافي ، هو يطمح ان يشرك النساء في تجربة تسجيل قصصهن في العراق ، الصور هنا تسجل الحكاية ، حكاية البلد وحكاية النساء انفسهن.

المشروع الذي تم تنظيمه  مرات عديدة ، وبمشاركة نساء من دول مختلفة ، اختار النساء العراقيات هذه المرة ، واختارت احدى مديرات المشروع ، المخرجة العراقية ميسون الباجه جي ، لتسجيل هذه التجربة سينمائيا.

تصل النساء العراقيات الى دمشق ، ليعشن معا في احد البيوت الدمشقية القديمة ، ولتبدأ مصورة فوتغرافية بريطانية في تدريبهن على استعمال الكاميرات وعلى الجوانب التقنية في الموضوع.

تسجل كاميرا المخرجة ميسون الباجه جي الايام الاولى من هذه التجربة . في احدى ورشات العمل المبكرة ، تعرض المصورة البريطانية ، صورا شديدة التأثير لناس من دول مختلفة ، مرّوا  بحروب او كوارث طبيعية ، تعليقات النساء العراقيات على هذه الصور ، تشير الى ذكاء واضح ، بسرعة تبدأ النساء باكتشاف اهمية الصور في كشف الكثير من ألم الانسانية ، دون تقديمات او مبالغة.

وكجزء من الورشة التعليمية ، تطلب المصورة من النساء العراقيات ، عرض صورهن القديمة الخاصة ، على لوح كبير ، والتعليق على هذه الصور ، ورسم خارطة لحياتهن السابقة . تبدأ النساء العراقيات سرد القصص ، وربما للمرة الاولى في حياتهن ، يرجعن الى ماضيهن ، يصفن مشاعرهن ، مآسيهن الشخصية وكوارث البلد.

تسجل كاميرا ميسون الباجه جي ،جلسات البوح تلك ، والتي اختلفت عن تعليقات السخرية المريرة الاولى ، التي غلبت على وصفهن الاول لوضع العراق في السنوات التي اعقبت حرب 2003 ، وهي السخرية التي تغلب على احاديث العراقيين في الوقت الحاضر .

منح المكان الآمن ، النساء الفرصة للعودة الى احداث مرت سريعا وضاعت في وسط فوضى العراق وعنفه في الخمس والثلاثين سنة الماضية.

التقطيع الرائع للمخرجة لقصص العراقيات والتي قدمت على مقاطع ، جعلها تبدو مرتبطة ببعضها الى حد كبير ، ولتسرد تاريخ العراق الحديث كله ، دكتاتورية ، حروب ، قمع ، ذكورية ، طائفية ، عنف . قصص النساء متنوعة ايضا ، وقادمة من مناطق مختلفة من العراق ، فالنساء قادمات ايضا من مدن مختلفة .

فيلم ميسون الباجه جي فيلم نسائي بشكل كبير ، وهذا وصف لا ينقص من قيمته ابدا ، هو يقدم قصصا نسائية تحمل مرارة كبيرة بسبب هيمنة الرجل ، ويحمل ادانة كبيرة ، للمجتمع الذكوري الذي يكبل ويفسد في احيان كثيرة حياة النساء فيه. يتدخل في تعليمهن وزواجهن وخياراتهن الاخرى.

الفيلم الذي بدأ هادئا ، تقدم بخطوات سريعة الى المتفرج ، متخطيا التقديمات الاولية بسرعة ،  الفيلم لا يشيح بوجه  او يهرب من الاختلافات التي تحملها النساء بينهن ، والعنف الذي انفجر في العراق بين الطوائف هناك ، في واحد من مشاهد الفيلم ، تعبر احدى السيدات ، عن حزنها الكبير وخوفها على إفساد تلك الاختلافات وذلك العنف ، علاقتها مع زميلاتها الاخريات بسبب اختلاف الطائفة. الجميع اشار الى اسباب العنف السياسية ، وبعده عن حقيقة العراقيين انفسهم.

رافقت احدى السيدات طفلتها الوحيدة التي لا تتجاوز الست سنوات الى الورشة ، لتضيف روحا من التفاؤل على التجمع وسيداته ، ولتخرج الجميع احيانا من الحزن الذي سببته التجربة.

بعد أشهر من التدريب على التصوير ، تعود النساء الى العراق ، من اجل التقاط مئات الصور الفوتغرافية لحياتهن هناك ، لا تذهب كاميرا المخرجة ، معهن الى العراق ، لكنها تكون في انتظارهن عندما يعدن الى سوريا مع صور وقصص .

النتائج كانت باهرة حقا ، الكثير من الصور ، اظهرت نجاح التجربة ، وقيمة تدريب المصورة الفوتغرافية البريطانية . صحيح ان الكثير من الصور جرى التقاطها من داخل البيوت والى الخارج ، لكنها بالنهاية تعكس واقع حياة النساء هناك ايضا ، فالوضع الامني والاجتماعي احيانا ، جعل خروج النساء الى خارج بيوتهن مغامرة حقيقية .في الكثير من الصور يبدو العراق  مقدما من خلال حديد شبابيك البيوت الصدء ، النساء تقف خلف الشبابيك في داخل البيوت ، وموضوع الصورة على الجانب الآخر من الشباك ، بعض الصور التقطت من سطوح البيوت ايضا . احدى السيدات ، اختارت موضوع الانفجار الكبير في شارع المتنبي في بغداد موضوعا  لصورها ، الصور هنا حملت آنية الموضوع وفداحته للسيدة والطبقة الاجتماعية المثقفة التي تنتمي اليها.

الصور التي التقطت داخل البيوت ، مؤثرة ايضا ، الكثير من هذه الصور سجلت وحدة النساء في بيوتهن وحبستهن ، في واحدة من الصور الرائعة ، يظهر ظهر احدى السيدات فقط وهي تقف على الباب المطل على الحديقة ، والضوء يتسلل من الخارج الى الداخل ، ليزيل الكثير من تفاصيل جسم السيدة ، ويبقى الحضور النسائي وحيدا ،هاربا من عنف العالم.

في نهاية الفيلم ، وبعد ان تعود النساء الى العراق وانتهاء التجربة ، تقدم المخرجة ، بعض المعلومات عن وضع نساء الفيلم الآن ، وهذا وحده يحمل مأساته غير المتوقعة ، فاحدى سيدات الفيلم ، والقادمة من مدينة الموصل في شمال العراق ، تم قتلها ببشاعة في احد شوارع مدينتها ، وبعد ان قاومت محاولات خطفها. هذه السيدة تنبأت هي نفسها و في احد مشاهد الفيلم بمقتلها ،. سيدات الفيلم الاخريات يصارعن مشاكلهن الخاصة والعامة ، احداهن هاجرت الى السويد ، والاخرى اصيبت  بمرض السرطان ، وترقد في احد المستشفيات في الاردن غير قادرة على دفع تكاليف علاجها ، وتحاول المخرجة جمع التبرعات لها لتكملة العلاج ، وقدمت في نهاية الفيلم بعض المعلومات عن الوضع الصحي لهذه السيدة وناشدت الجمهور للتبرع لها. 

 

شخصيات فيلم قاسم عبد حياة ما بعد السقوط تحضر العرض في دبي للمرة الاولى

محمد موسى من دبي: 

بالرغم من عرض فيلم المخرج العراقي قاسم عبد "حياة ما بعد السقوط" في مهرجانات سينمائية  عديدة ، وحصول الفيلم على جوائز رفيعة منها جائزة افضل فيلم تسجيلي طويل في مهرجان ميونخ للافلام التسجيلية هذا العام ، الا ان عائلة المخرج ، والتي هي موضوع فيلمه ، لم تشاهد الفيلم لحد الآن ، بسبب عدم توفر الظروف المناسبة لعرض الفيلم في العراق ، حيث يعيش اغلب افراد العائلة.

المخرج الذي تحدث في حديث صحفي لايلاف قبل اشهر ، عن رغبته بعرض الفيلم لعائلته ، تحدث ايضا عن مخاوفه من  الأثر العاطفي  للفيلم على العائلة  خاصة ان الفيلم  يتضمن الحديث عن حادث اختطاف وقتل اخ المخرج ، عن طريق الجماعات المسلحة ، وهي القضية التي تشغل عائلة المخرج ، خاصة انه لم يتم القبض الى الآن على الجامعات المتورطة او تقديمها للعدالة.

عائلة المخرج العراقي ستحضر اليوم ولاول عرض الفيلم ، في اليوم الثالث من الدورة الخامسة من مهرجان دبي السينمائي. الفيلم الذي سيعرض في مسابقة "المهر" للافلام التسجيلية يتوقع ان يثير العديد من ردود الافعال بين الجمهور ،بسبب موضوعه الشائك ، والذي يسجل يوميات حياة عائلة المخرج في بغداد بعد سقوط النظام العراقي السابق عام 2003 ، والتغييرات التي حدثت في بينة المجتمع وبداية العنف الطائفي والذي قضى على الآلف من العراقيين ، وشرد مئات الألف غيرهم ومنهم افراد من عائلة المخرج نفسه.

موقع "إيلاف" في 13 ديسمبر 2008

 
 

يرى أن المال أو المواهب لا تكفي لصناعة سينما

عبدالحميد جمعة: انتظروا الفيلم الإماراتي بعد 5 سنوات

حوار: محمد هجرس

لايزال عبدالحميد جمعة رئيس المهرجان يراهن على أن الفيلم الإماراتي قادم خلال السنوات الخمس المقبلة، وأنه لن يعتمد بشكل أساسي على ممثلين إماراتيين، ولكن على النجوم العرب، وأكد أن هذا الفيلم سيستفيد من مهارة ومكانة المخرج الإماراتي، وكتّاب السيناريو والبيئة الإماراتية التي تدور فيها الأحداث.

جاء ذلك في تصريحات خاصة ل”الخليج” على هامش فعالية “سينما الإيدز” دبي 2008 التي أقيمت مساء أمس الأول تحت رعاية حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي سمو الأميرة هيا بنت الحسين للمرة الثانية على التوالي داخل المهرجان.

وقال عبدالحميد جمعة إن صناعة الفيلم ليست بالمال أو المواهب فقط، فهناك أعمدة عديدة تقوم عليها مثل البنية التحتية الداخلية والخارجية ودعم الحكومة التي تولي هذا الأمر اهتماماً هائلاً، وأشار إلى أن القائمين على صناعة السينما في الدولة مازالوا يجربون بهدف امتلاك سينما حقيقية تنافس في المهرجانات.

وأكد جمعة ان المطالبين بضرورة أن يبدأ الفيلم الإماراتي المنتظر من حيث انتهى الآخرون ليسوا محقين في مطالبتهم، لأن هذا الفيلم سيكون في مرحلة الطفولة التي تكون بحاجة إلى عناية شديدة وتجارب عديدة للوصول إلى مرحلة البلوغ، وتوقع عدم تحقيق هذا الفيلم للنجاح الذي يتوقعه البعض، ولكنه أكد أنه سيكون من ضمن مجموعة من الأفلام التي قد يصل بعضها للمنافسة في المهرجانات السينمائية.

وفي ما يخص المهرجان وفعالياته قال عبدالحميد جمعة: نجاح المهرجانات السينمائية يعتمد على سنوات طويلة تزيد على عشر سنوات حتى تتمكن الإدارة فيها من تكوين رؤية تساعد على تخطي القديم وإضافة الجديد لكننا في دبي كنا مجبرين على تقصير تلك السنوات إلى خمس فقط، وهي التي طرح فيها المزيد من الإضافات مثل سوق الفيلم، والمهر للسينما الإفريقية والآسيوية والجسر الثقافي، بالإضافة إلى وجود 21 ورشة عمل متخصصة في كتابة السيناريو، و18 فيلماً في طور التمويل ومنها ما يحتاج إلى ممثل أو مخرج. وأشار إلى أن أصحاب هذه الأفلام يحضرون إلى دبي ويعرضون مطالبهم علهم يجدون ما يبحثون عنه لصناعة أفلامهم، وهو ما يؤكد نجاح الإدارة التي تظل طيلة شهور السنة داخل ما يشبه الثكنة العسكرية للخروج بالفكر الجديد.

وعن تقصير عرض فقرات الافتتاح التي سبقت فيلم البداية “دبليو” قال جمعة إن مهرجان دبي تطور وأصبح لا يهتم يوم الافتتاح إلا بالفيلم المعروض حتى لا يسبب إرهاقاً وضيقاً للضيوف. وقال إن نجاح هذا التوجه تجسد في عدم خروج أي شخص من قاعة العرض التي كانت مكتظة حتى النهاية.

واعترف رئيس مهرجان دبي السينمائي بأنه خلال الدورة الأولى للمهرجان لم يكن أحد من إدارته يتوقع نجاحه الكبير ولم يكن أحد يتوقع أيضاً تجاوب صناع ونجوم السينما الكبير مع الدعوات التي أرسلت إليهم. وأكد أن ما يقال عن اعتذار نجوم عالميين كثيرين عن حضور الدورة الأولى للمهرجان ليس حقيقياً لأن عدداً قليلاً اعتذر فقط بسبب الارتباط بأعمال فنية في نفس توقيت عمل المهرجان، لكنهم حضروا في الدورات اللاحقة، وعبروا عن فرحتهم بالمهرجان وبفكره المتطور.

وأكد جمعة ان المهرجان أصبح الآن بوابة النجوم على مستوى العالم، وان نجوماً عالميين اعترفوا للصحافة بذلك.

وعن تغيب النجوم العرب عن المهرجان والحضور المكثف للأجانب، اشار جمعة إلى أن المهرجان لا يركز على يوم الافتتاح في حضور النجوم، لكنه يجعل كل أيام المهرجان مثل يوم الافتتاح، وان النجوم العرب يحضرون بطريقة منظمة طيلة أيامه، بناء على طلب منهم، وأكد أن النجم المصري يحيى الفخراني لم يعتذر عن عدم حضور المهرجان لكنه طلب تأجيل حضوره لما بعد الافتتاح لارتباطه بأحد الأعمال الفنية.

الخليج الإماراتية في 14 ديسمبر 2008

 
 

المر والرمان” افتتح عروض “ليال عربية

غابت فلسطين وحضرت قصص إنسانية

دبي - محمد رضا السيد:

عرض  صباح امس على مسرح سوق جميرا الفيلم الفلسطيني “المر والرمان” بطولة ياسمين المصري وعلي سليمان وهيام عباس وأشرف فراح ويوسف أبو وردة وسامية كزموز ووليد عبد السلام ووردة جبران وفلنينا أبو أقصى ومنال عوض وفرقة الفنون الشعبية.

الفيلم الذي أخرجته نجوى جبران أحدث تداخلا جديداً بين القضية والأرض والحقوق الفلسطينية وبين النواحي الإنسانية لمجموعات متنوعة من الفلسطينيين ليكمل سلسلة من الأفلام الفلسطينية من بينها “الجنة الآن” و”المملكة” لذلك اختارته إدارة مهرجان دبي ليكون فيلم الافتتاح لبرنامج “ليال عربية”. وإن كان مدة الفيلم 95 دقيقة تدور أحداثها بين القدس ورام الله وتحديداً في السنوات العشر الأخيرة، عن زوجة حالمة تدعى “قمر”  وتؤديها الفنانة ياسمين المصري، والتي تهوى الرقص، وتجد نفسها وحيدة بعد أن سجن زوجها “زياد” أشرف فرح إثر توغل لقوات الاحتلال في مزرعة الزيتون التي تملكها أسرته المسيحية. قمر هي محور العمل خاصة مع ظهور مبكر لمعاناتها ألم الفراق  فضلا عن الآثار المدمّرة للقمع الاستعماري المتمثل في مصادرة الأراضي والتوغلات المتعددة في قلب عاصمة السلطة حاليا مدينة رام الله المحتلة، قمر التي تنتمي إلى فرقة الرقص الشعبية عليها أن تواجه القيود التي يفرضها المجتمع وأمام تلميحاتها المتكررة لزوجها بحبها وشغفها ولو حتى بقبلة عبر أسلاك السجن ينتزعها منهما المحتل يطلب منها زوجها متحسرا العودة إلى الرقص الذي طالما عشقته، وتتصادف عودتها مع تولي أمور الفرقة شاب فلسطيني عائد من المخيمات اللبنانية اسمه “قيس” ويؤدي دوره الفنان علي سليمان الذي سبق وشارك في فيلم الجنة الآن، وترتبط معه في علاقة حميمة مبنية على حبهما المشترك للرقص، تشعلها الروابط العاطفية القوية التي تولد بينهما.

هذه المرحلة من القصة لا يمكن أن يقبل بها شخص عادي من جانب الخيانة العاطفية التي ليس شرطا أن تتحقق باللقاء بين شخصين عاديين أحدهما أعزب والآخرى متزوجة فما بالكم وتلك العلاقة قامت فعليا بين زوجة سجين  يناضل ضد الاحتلال ويرفض التوقيع على التنازل عن أرضه المسلوبة للمحتل “الإسرائيلي” وإن حتى فقد لقاء زوجته التي ضعفت وطالبته بأن يوقع، مقدمة تنازلاً وراء آخر لقاء نزواتها ورغباتها الحياتية، مبررة ذلك بالحفاظ على ما تبقى لهم من الأرض والإنسان.

نبرة التنازلات علت كثيرا في الفيلم بدءا من “أم حبيب” صاحبة أحد المقاهي في رام الله التي تكرر اختناقها من توغلات الجنود الصهاينة في المدينة الهادئة، ورغم ذلك تسعى لإغلاق المذياع الذي ينشر أخبار الصراع ولا تلتفت إلى المحتل الذي تسبب في وقف رزقها ولا يبتعد خطوات عن محلها. كما يظهر في الفيلم شخصيات باهتة وأخرى متناقضة لاسيما الزوج الذي يطلب من قمر احترام حياته ومواعيده مع أهله وفي الوقت نفسه يسمح لها بالعودة لهوايتها التي اخذتها بمجملها منه، وتارة يرى قيس يوصلها لبيتها بسيارته فيغضب من دون تعبير لها ثم تراه يحنو عليها، من دون مقدمات أما أم حبيب فتظهر نفسها بالمرأة اللعوب وتفسر كلامياً نظرات قيس لقمر بالحب والرغبة وهو ما لم يتضح إلا بعد فترة. شخصيات الفيلم بدت كأنها في تجربتها الأولى للوقوف أمام الكاميرات رغم روعة اللقطات، إضافة لتزامن الموسيقا التصويرية لسمير جبران مع المواقف. ومن اللافت أيضا في هذا الجانب موقف قيس الذي تغنى بوطنيته وحلمه بالعودة لوطنه ليفتتح فيها ملاهي للأطفال ليتمكنوا من المرور من الاختناق الموجود وتقليدية الصراع، ورغم ذلك تراه يعود مرة ثانية ويطلب من قمر ان توضح موقفها من حبه وأن تفسر له ما حدث بينهما ويطلب منها ان تفك ارتباطها بزوجها وتبدأ للعيش من جديد، الغريب أيضا هو ردها عليه بأنها فعليا لا ترتبط بزياد زوجها ولا تتوقف حياتها عليه.

يمكن القول إن القضية غابت عن العمل وحضرت الإنسانيات، ولم يبق من القضية إلا لوحة على جدار السجن أو صورة للزعيم عرفات تزين حائط المقهى أو حتى لمحة من أنشودة لمحمود درويش تنادي الصمود وتشد على يد المناضلين يغنيها مجموعة يرفعون الأعلام الفلسطينية، أو حتى صورة خارجية لسجن عوفر “الإسرائيلي” والحواجز الأسمنية التي وضعها الاحتلال.

يحسب لإدارة الفيلم مواجهتهم للصعوبات الفنية واللوجستية التي واجهتهم أثناء التصوير وساعدهم عليها الكثيرون منهم شخصيات بارزة فلسطينياً وعالمياً وفنياً مثل الوزيرة الفلسطينية السابقة الدكتورة حنان عشراوي والفنان العالمي ريتشارد جير، فضلا عن دعم عدد من الرعاة من بينهم مؤسسات إعلامية وثقافية أوروبية تتر الختام من بينها التلفزيون الألماني.

الخليج الإماراتية في 14 ديسمبر 2008

 

المرض قتل أجمل أشياء سلمى حايك

1.8 مليون دولار إيرادات “سينما ضد الإيدز

دبي -“الخليج”:  

كشفت النجمة العالمية سلمى حايك أن الايدز قتل اجمل الأشياء في حياتها بعد أن أصيب به اثنان من اصدقائها ومات أحدهما مؤخراً، مما جعلها تعلن الحرب عليه منذ سنوات قليلة من خلال مشاركتها في جمع التبرعات وزيارة المرضى على مستوى العالم.

وأكدت استعدادها للذهاب إلى كل دول العالم إذا دعتها الجمعيات المهتمة فيها بمحاربة المرض للمشاركة في جمع التبرعات.

جاء ذلك في تصريحات للإعلاميين قبيل مشاركة حايك وعدد من النجوم أمس الأول في الحفل السنوي الثاني لحملة “سينما ضد الايدز - دبي” ضمن فعاليات المهرجان والذي تكلل بجمع 1،8 مليون دولار لمصلحة مؤسسة “أمفار”، شارك في الحفل الذي أقيم بدعم من “كارتيير” و”لؤلؤة دبي” المخرج العالمي أوليفر ستون والنجوم غولدي هاون، ولورا ليني، وجيفري رايت، وداتي غلوفر، وهاري، وباميلا بيلافونتي، وبريتا زينتا وتيري غليام، وجيانكارلو جيانيني، وبيي فرانسيسكو فافينو، وآنا فيرزويتي.

وافتتحت النجمة غولدي هادن الحفل بكلمة معبرة تحدثت خلالها عن تاريخ “أمفار” وجهودها الكبيرة، مشيرة إلى أهمية دعم برامج وأبحاث المؤسسة الرامية لمحاربة الايدز وانقاذ حياة الكثير من المرضى.

وعبر كيفن فروست الرئيس التنفيذي لمؤسسة “أمفار” عن سعادته، بالإنجازات التي حققتها المؤسسة التي تسعى إلى اكتشاف علاج فعال لهذا المرض الخطير.

وافتتحت المزاد سلمى حايك بصحبة رودمان بريماك من “فيليبس دي بيوري” وقدمت “سوار الحب” الفريد من “كارتيير” الذي صمم خصيصاً لهذه الأمسية، ويحمل نقشاً بتوقيع “سلمى حايك” وبيع سوار جلد التمساح الأسود المزين بالذهب الأبيض والمرسع بالألماس والمثبت بأحجار سوداء من السيراميك بقيمة 80 ألف دولار. كما قدمت سلمى فرصة للظهور في مسلسلها الجماهيري الحاصل على جائزة إيمي “بيتي القبيحة” بتوقيعها إضافة إلى فرصة للقائها أثناء تصوير العمل بيعت بقيمة 35 ألف دولار.

وبيعت باقة مهرجان أزياء ميلانو بمبلغ 25 ألف دولار. وسيتمكن الفائز بالمزايدة على الباقة من حضور أزياء خريف وشتاء 2009 لكل من روبيرتو كافالي، ألبيرتا فيريتي، فيندي، ميسوني، وفيرزاتشي، وهي من أهم عروض أسبوع الأزياء في ميلانو. وعرض داني غلوفر باقة خاصة بفيلم “تيرمينايتر سالفايشن” بطولة كريستيان بايل تضمنت النسخة الوحيدة في العالم من الدراجة المستقبلية التي استخدمت في الفيلم، وتذاكر لحضور العرض العالمي الأول للفيلم، وبيعت هذه الباقة بمبلغ 140 ألف دولار.

وعرضت غولدي هاون صورة للأسطورة مارلين مونرو بعدسة المصور العالمي بيرت ستيرين عام ،1962 وبيعت الصورة بمبلغ 40 ألف دولار. وقدمت مجموعة فنادق “ماندرين أورينتال وكوينتستنتلي” جولة عبر آسيا تضمنت رحلة إلى هونج كونج وشيانج ماي بيعت ب 35 ألف دولار.

وعلى هامش الأمسية، أكدت الفنانة رجاء الجداوي أهمية تكاتف كل الجهود للوقوف بقوة ضد انتشار هذا المرض اللعين الذي أصبح لا يرحم عجوزاً ولا طفلاً، مشيرة إلى أن المساعدات الخيرية لعلاج حالات الايدز المنتشرة في الدول الفقيرة لفتة انسانية جميلة يرسمها المهرجان الذي سيتقدم عاماً بعد آخر.

وقال أوليفر ستون إن قدر المبدع الفنان أن يحارب في شتى الاتجاهات أهمها السياسات الفاشلة التي تقود العالم من سيّئ إلى أسوأ، ومرض الايدز الذي دمر سعادتنا بذهاب أعز الناس علينا.

وأكد أن محاربته للايدز ليست جديدة عليه وأنه من ضمن النشطاء في هذا المجال، مشيداً بتخصيص أمسية في المهرجان لمكافحة المرض.

الخليج الإماراتية في 14 ديسمبر 2008

 
 

فيلم 'دبليو' لاوليفر ستون في ليلة الافتتاح:

السينما الايطالية في دائرة الضوء في الدورة الخامسة لمهرجان دبي للسينما

دبي ـ 'القدس العربي' من حسين عبداللطيف:

بعد أن نجح في تعزيز مكانته كواحد من أهم الفعاليات الثقافية في دبي ودولة الإمارات منذ عام 2004، انطلقت مساء أمس على مسرح أرينا في مدينة جميرا فعاليات مهرجان دبي الدولي في دورته الخامسة تحت شعار 'ملتقى الثقافات والإبداعات' وبحضور عدد من نجوم السينما العالمية من بينهم بن أفليك وغولدي هون. كما شهدت ليلة الافتتاح عرض فيلم 'دبليو' W، للمخرج الأمريكي 'أوليفر ستون'، الذي يتناول حياة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن بطريقة كوميدية. يستمر المهرجان حتى 19 كانون الأول (ديسمبر) 2008.

تشارك في هذه الدورة 66 دولة تعرض 181 فيلماً على مدار أيام المهرجان الثمانية. منها دول تشارك للمرة الاولى كباكستان وأفغانستان.

ستكون السينما الايطالية حاضرة هذا العام ضمن برنامج 'في دائرة الضوء'، الذي يتضمن مجموعة من أهم الأفلام العالمية لبلد معين. في هذا الإطار، سيُعرَض أربعة أفلام ايطالية، حاز اثنان منها على أهم جوائز 'كان' لهذا العام وهما على التوالي فيلم 'غومورا' للمخرج ماتّيو غارّوني الفائز بالجائزة الكبرى، وفيلم 'النجم' للمخرج 'باولو سورينتينو' الحائز على جائزة لجنة التحكيم. استوحى فيلم 'غومري' حكايته من كتاب 'مافيا نابولي' للصحافي والكاتب 'روبرتو سافيانو' الذي فضح فيه عصابة 'كامورا' إحدى أخطر عصابات نابولي، مما دعا الحكومة إلى وضعه تحت حراسة الشرطة. كما يتناول فيلم 'النجم' حياة أحد أشهر السياسيين في أوروبا وأسوأهم سمعة وهو 'غيولو أندريوتي'، ويكشف الفيلم جانب من جوانب الفساد السياسي في ايطاليا. أما فيلم 'مأدبة منتصف أغسطس' للمخرج ' جانّي دي غريغورو' فيروي قصة رجل يدعى 'جياني' في منتصف العمر يعيش مع والدته المتطلبة. في إحدى الأيام، يطلب منه مدير المجمع السكني الذي يعيش فيه الاعتناء بأمه، في عطلة نهاية الأسبوع، مقابل إعفائه من فاتورة الماء والكهرباء. فيوافق البطل على طلب المدير، إلا أنه يدفع الثمن غالياً عندما يذهب إلى طبيبه لطلب المساعدة، فيقرر الآخر ترك أمه لديه أيضاً، هكذا ينتهي الحال 'بجياني' مع ثلاث نساء في عطلة نهاية الأسبوع. يروي فيلم 'ما تبقى من الليل' للمخرج 'فرانتشيسكو مونزي' قصة خادمة رومانية تدعى 'مارايا' تعمل لدى عائلة إيطالية ميسورة من الطبقة المتوسطة. تُسرَقْ إحدى قطع المجوهرات من المنزل فتلقي الأم باللوم على الخادمة بينما يدافع عنها الزوج والابنة. مما يضطر ماريا إلى العودة إلى حياتها الماضية كمهاجرة من أوروبا الشرقية وطلب المساعدة من حبيبها السابق. سرعان ما يتقاطع درب 'مريانا' مع العائلة الايطالية المضطربة من جديد، لكن العواقب تكون وخيمة هذه المرة.

كما تتضمن فعاليات المهرجان هذا العام برنامج 'الاحتفال بالسينما الهندية'. في هذا السياق ، سيعرض عدد من الأفلام الهندية لمخرجين هنود كالمبدع 'أدور غوبالاكريشنان' في فيلم 'أجواء الجريمة' الذي يتضمن أربع قصص من الحياة المعاصرة يقارن فيها بين القانون والجريمة ، بالإضافة إلى أفلام عدد من المخرجين الصاعدين. سيقدم المهرجان العرض العالمي الأول لفيلم 'إركب الموجة، جوني' الذي تدور قصته حول شاب يبيع القهوة على دراجته في شوارع بومباي، محاولاً تحسين وضعه الاجتماعي بكرامة وعزة. إلا أنه يواجه مشاكل ودسائس من قبل ضعاف النفوس بسبب محافظته على مبادئه. أما فيلم 'فالو،الثور'، يعالج وضع القوة في غير مكانها الصحيح؛ يتكلم الفيلم عن فريق سينمائي يتوجه إلى قرية نائية لتوثيق مهمة خبيران أتيا من المدينة لمساعدة الأهالي في القبض على ثور هائج (فالو)، فتثير الكاميرات فضول أهل القرية أكثر من القبض على الثور. يعالج فيلم 'حب الأقارب' قضية شاب يحاول تحسين صورته أمام أصدقائه الذين ينتقدونه لأنه لا يؤمن بالارتباط، ولتوليه مهمة قطع العلاقات العاطفية نيابة عن أي شخص أخر. فتقرر قريبة له تأتي في زيارة عائلية من بريطانيا أن تساعده في تمثيل دور حبيبته، إلا انه يقع في حبها، فتذكره بأنهما من أقارب الدرجة الأولى التي تحرّم أي علاقة عاطفية بينهما، مما يجعل البطل يعيد النظر في حياته العاطفية. أما فيلم 'البحر في الداخل' للمخرج ' شيامبارازاد' فيعالج قصة علاقة حميميه بين مفكر راديكالي وربة منزل، وتأثير هذه العلاقة على أولادها وزوجها بسبب اضطراب مشاعرها وحيرتها بين الشهوة والحب. يروي فيلم ' كانجيفارام' قصة رجل فقير في منتصف العمر، يعمل في أحد مصانع الحرير، وعد ابنته بأن يحيك لها يوم زفافها أجمل 'سراي'. إلا أنه غير قادر على الاحتفاظ بقطعة حرير لنفسه، فيبدأ بتهريب خيوط الحرير في فمه يوماً بعد يوم، وعاما بعد عام. في أول عمل روائي للمخرج سمير شاندا يروي فيلم 'حكاية نهر' قصة أب اغتصبت ابنته وقتلت ثم رميت جثتها في نهر كيليغاي. بدل أن يسعى الأب وراء القبض على المجرمين، يقرر التغلب على حزنه بتسمية النهر على اسم ابنته تخليدا لذكراها.

بعد أن كانت مسابقة المهر للإبداع السينمائي العربي التي انطلقت لأول مرة عام 2006 مقتصرة على الأفلام العربية فقط، خصصت إدارة المهرجان هذا العام جائزة المهر للإبداع السينمائي في آسيا وإفريقيا. ويشارك مسابقة المهر للإبداع السينمائي العربي 11 فيلماً من فئة الأفلام الروائية الطويلة، بالإضافة إلى 15 فيلما وثائقيا و12 فيلما قصيرا. وتبلغ قيمة جوائز المهر بشقيها العربي والأسيوي- الإفريقي 576000 دولارا.

كما سيكرم المهرجان كل من المخرج الفرنسي من أصل جزائري رشيد بوشارب الذي تعكس أفلامه واقع المهاجرين من دول المغرب العربي في فرنسا، ومخرج أفلام الحركة والفنون القتالية الصيني تسوي هارك، بالإضافة إلى مخرج الأفلام الدرامية الملحمية الأمريكي من أصل بريطاني تيري غليام.

من نجوم هوليود الذين يشاركون في المهرجان نيكولاس كيج، بريندان فريزر، لورا ليني، وسلمى الحايك. أما أبرز النجوم العرب المشاركين فهم جمال سليمان، تيم الحسن، سلاف فواخرجي، هشام سليم، صباح الجزائري، سمير صبري، سمير غانم، ويحي الفخراني.

القدس العربي في 14 ديسمبر 2008

 

يوم خاص مع مهرجان 'هوت دوكس' تُستعرض فيه آفاق صناعة الأفلام الوثائقية

مهرجان دبي السينمائي الدولي يكرّم الأفلام الوثائقية

دبي ـ 'القدس العربي': 

خصص مهرجان دبي السينمائي الدولي يوم 16 كانون الاول (ديسمبر) يوماً لمناقشة قضايا صناعة الأفلام الوثائقية. ويُقام النشاط بالتعاون مع مهرجان 'هوت دوكس' الكندي للأفلام الوثائقية. وتغطي فعالياته الإنتاجات العالمية المشتركة، والأفلام الوثائقية الإبداعية، والأفلام التي ستعرض خلال دورة مهرجان دبي الحالية.وحول هذا اليوم قال مسعود أمر الله آل علي المدير الفني للمهرجان: 'نحن سعداء جداً بشراكتنا مع 'هوت دوكس' التي تتمتع بخبرات طويلة في مجال الأفلام الوثائقية، الأمر الذي سيمنح المشاركين في ورش العمل معلومات قيمة وفرصاً للتعرف على تقنيات جديدة في هذه الصناعة المتنوعة والمميزة'.

وأضاف: 'تعتبر الأفلام الوثائقية الفئة النابضة في عالم صناعة السينما، حيث أنها تمتاز بالإبداع والمشاعر الجياشة وبالثقافة. ونسعى في مهرجان دبي السينمائي الدولي من خلال ورش العمل هذه، إلى تقديم كل الدعم الممكن إلى صانعي هذا النوع من الأفلام، والراغبين بدورهم إلى توثيق ونقل طبيعة البيئات الشرق أوسطية من النواحي الاجتماعية، السياسية، الثقافية والمادية'.

سيتضمن النشاط جلسة حوار تحت عنوان 'من الألف إلى الياء في الإنتاج العالمي المشترك' تستعرض خلالها الخطوات المتبعة والأساليب المتعلقة بالإنتاجات العالمية المشتركة بهدف تعريف المنتجين على سوق الإنتاج العالمي المشترك وآلية تمويله، إضافة إلى العناصر الأخرى التي من شأنها تسهيل هذا النوع من الإنتاج. وستدير حوار هذه الجلسة 'إليزابيث رادشو'، مديرة المنتدى السنوي لمساعدة صانعي الأفلام الوثائقية الخاص بمهرجان 'هوت دوكس'، كما وسيشارك فيها 'سيباستيان بيفا' من شركة 'فيلمز دستريبيوشن'، و'آنا غلوغوسكي' من القناة الفرنسية الثالثة، و'فادي إسماعيل' من شركة 'أو ثري للإنتاج'، التابعة لمجموعة 'أم بي سي'.

أما 'شون فارنل'، مدير البرامج في 'هوت دوكس '، فسيدير حواراً حول الأفلام الوثائقية الإبداعية، أو ما يُعرف بالأفلام 'الديكيودراما' الطويلة والتي تشهد إقبالاً كبيراً في المهرجانات العالمية، بينما يتدنى الطلب عليها من قبل التلفزيونات أو صالات السينما. وستناقش الجلسة المضمون الحالي لهذه الأفلام والفرص المستقبلية لها. وسيشارك أيضاً كل من 'ووتر براندريشت' من 'فورتيسمو فيلمز' و'منتصر مراج ' من قناة 'الجزيرة' الإخبارية و'إليان الراهب' من 'بيروت دي سي' و'ناتالي ويندهورست' من 'فيبرو'.

وستتناول الجلسة الثالثة العناصر العملية والقرارات الإبداعية والحلول الإستراتيجية التي مكنّت أربعة من الأفلام الوثائقية - الروائية التي ستعرض في مهرجان دبي السينمائي الدولي من التحول من سيناريوهات على الورق إلى أفلام. وسيقوم مخرجو تلك الأفلام بعرض تجاربهم وانطباعاتهم بكل شفافية في جلسة ديناميكية تتضمن عرض مشاهد من الأفلام تتيح للجمهور المشاركة في الحوار، والتعرف إلى التقنيات التي استخدموها في إنتاج أفلامهم المميزة.

وسيقوم 'كريس ماكدونالد'، المدير التنفيذي لـ 'هوت دوكس'، بإدارة الحوار مع كل من 'قاسم عبد' مخرج فيلم 'حياة ما بعد السقوط' الذي يروي حكاية أربع سنوات في بغداد بعد سقوط صدام حسين، و'أوزفالد ليوات' مخرجة فيلم 'تجارة سوداء' الذي يروي معاناة العائلات الكاميرونية بعد أن سببت العمليات المسلحة بمقتل أكثر من ألف شخص في العام 2000، والمخرج 'كازوهيرو صودا' الذي يُلقي بفيلمه 'جنون' نظرة على وحدة للأمراض العقلية في اليابان. أما المخرج 'فرانسوا فيرستر' فسيسلّط الضوء على نتائج التكامل المجتمعي، ويستعرض مختلف الآراء السياسية التي ما زالت تسيطر على الحياة في جنوب إفريقيا من خلال فيلمه 'أيام لقاءات البحر'. يذكر أن مهرجان دبي السينمائي الدولي سيعقد من 11 حتى 18 كانون الاول (ديسمبر) 2008، هذا وقد تأسس مكتب السينمائيين التابع للمهرجان في عام 2006 ليصبح منبراً للتعارف ومشاركة الخبرات بين أبناء صناعة السينما في العالم والمنطقة، للتباحث حول شؤون وشجون الفن السابع.

القدس العربي في 14 ديسمبر 2008

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)