كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

دراما

عشرون عملاً مصرياً على مائدة رمضان

دبي ـ أسامة عسل

دراما رمضان

2008

   
 
 
 
 

عشرون عملاً مصرياً درامياً تتسابق على الشاشات التلفزيونية والفضائيات في وجبه رمضانية شديدة الدسامة هذا العام، تضم عدداً كبيراً من النجوم والنجمات في مسلسلات تستمر أحداثها طوال الشهر خلافاً للأعمال القصيرة المسماة بـ «الست كوم» .. وفيما يأتي بانوراما موجزة عن بعض الأعمال المقرر عرضها:

«أيام الدالي» الجزء الثاني: بطولة نور الشريف وصلاح عبدالله ووفاء عامر إلى جانب الوجوه الشابة دينا فؤاد وأيتن عامر وعمرو يوسف، عقب النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول من المسلسل في رمضان الماضي، يقدم نور الجزء الثاني من المسلسل الذي يحكي قصة صعود ونجاح «الدالي».. وهو من قصة وليد يوسف وإخراج يوسف شرف الدين.«شرف فتح الباب»: بطولة يحيى الفخراني وهالة فاخر ومحمد لطفي وبثينة رشوان وأحمد خليل، يحكي المسلسل عن أحد الموظفين الذي يرفض تلقي رشوة فيتم تلفيق تهمة له، وهو من تأليف محمد جلال عبدالقوى وإخراج رشا شربتجي.

«بعد الفراق»: بطولة الفنانة هند صبري في أول عمل لها بالتلفزيون ويشاركها البطولة الفنان خالد صالح وإيهاب فهمي ونشوى مصطفى، ويدور المسلسل حول قصة «سكرة» الخادمة التي تذهب للقاهرة للبحث عن حبيبها «يوسف» الذي عمل صحافياً، فيتبرأ منها لتجتهد في عملها حتى تصبح سيدة أعمال غنية ومشهورة، ليحاول هو العودة إليها فترفض، قصة محمد أشرف وإخراج شيرين عادل.«عدى النهار»: بطولة صلاح السعدني ومنه فضالي ونيكول سابا ورزان مغربي. وتدور أحداثه خلال فترة الستينات، من خلال عائلة «الشعراوي باشا» الذي كان نجماً اقتصادياً لامعاً في عهد الملكية، وحاولت الثورة مصادرة أملاكه لسلوكه طرقاً غير مشروعة في تكوين ثروته، إلا أنه ينجح في تهريب معظمها إلى الخارج بمساعدة صديقه المحامي المعروف «غنيم».

وفي النهاية يحصد ابنه عادل نتيجة إلغاء الفوارق الطبقية حيث يغرق في حب زميلته «صفية» التي ترفضه وتحب الحسيني العامل البسيط، قصة محمد صفاء عامر وإخراج إسماعيل عبدالحافظ.

«قلب ميت»: بطولة غادة عادل وشريف منير ومنى هلا وجمال إسماعيل، وتدور أحداثه في زمن تغتال فيه البسمة وتضيع البراءة بسبب الفقر، ويعرض المسلسل حياة مجموعة من الفقراء الذين تدفعهم ظروفهم للوقوع في الخطأ من خلال شخصية الشاب «رضا أبو شامة» صاحب الأفعال الجسورة الذي يملك ما يسميه العامة «بقلب ميت» .

حيث يشارك في قيادة سيارة بسرعة جنونية في طريق عام، فيما يعرف بسباق السيارات الطائشة، ما يؤدي إلى وقوع العديد من الحوادث القاتلة، واستعان صناع العمل بخبراء أفارقة لمشاهد الحركة والأكشن، السيناريو لأحمد عبدالفتاح وإخراج مجدي أبو عميرة.

«نسيم الروح»: بطولة نيللي كريم ومصطفى شعبان وأيمن زيدان، وتدور أحداث المسلسل حول «سعد عزيز» اللقيط الذي يرفض بشدة هذه الحقيقة، فيظهر في صورة شريرة تشبه «عثمان خليل» الذي رباه وهو رجل شديد القسوة والعجرفة.

وعلى الجانب الآخر، تفشل «جلنار» النقية الطيبة أخت «سعد» في الحفاظ على فطرته الخيرة، يخوض «سعد» رحلته مع الحياة ويشق طريقه دون ضمير ليحقق أقصى نجاح ويصل إلى أقصى درجات النفوذ والسطوة وفي قمة نجاحه يعرف حقيقة أنه ليس لقيطاً بل هو ابن رجل غني شجاع قتل لشجاعته، وتمضي الأحداث في ربط هذا الصراع الذي يجري بالحارة مع أحداث ثورة 1919، قصة يسري الجندي وإخراج سمير سيف.

«طيارة ورق»: بطولة ميرفت أمين وعزت أبو عوف وغادة إبراهيم وتدور فكرته حول الصراع بين حضارتين مختلفتين إحداهما تعتمد على القوى والتلاعب بالثوابت، والأخرى تعتمد على الأصالة، قصة الدكتور أيمن عبدالرحمن وإخراج زهير أحمد قنوع.

«في أيد أمينة»: بطولة يسرا ونشوى مصطفى وسامي العدل وجيهان فاضل وهشام سليم وروجينا. تقدم يسرا من خلال المسلسل قصة أمينة الصحافية التي يتم اختطاف ابنها، وتظل تبحث عنه في إطار من التشويق والإثارة. ويلقي المسلسل نظرة على قضايا الأطفال واستغلالهم وتعاطيهم للمخدرات إلى جانب موضوع اختطاف الأطفال.. قصة محمد الصفتي وعادل مبارز وإخراج محمد عزيزية.

«شط إسكندرية»: بطولة ممدوح عبدالعليم ووفاء عامر وعزت أبو عوف وانتصار وجيهان قمري، تدور أحداث المسلسل بالكامل في مدينة الإسكندرية بشوارعها وشواطئها في عرض بانورامي لكل الأحياء بمختلف طبقاتها من خلال رجل الأعمال عاصم الحسيني الذي يقوم بدوره ممدوح عبدالعليم، وهو صاحب مجموعة شركات ملاحية بدأ حياته من الصفر، ولكنه بأساليبه الخاصة استطاع أن يصبح أحد رموز الإسكندرية، قصة مجدي صابر وإخراج أحمد صقر.

«ظل المحارب»: بطولة هشام سليم وعلا غانم وباسم ياخور وإبراهيم يسري ومحمد كامل، تدور الأحداث حول دولة «كربستان» وعاصمتها «أربيا» وهي دولة صغيرة على الخريطة، إلا أن أهميتها اتضحت منذ سنوات عدة، حينما اكتشفوا أنها ترقد على بحيرة بترول وثروات معدنية ويورانيوم.

ما جذب إليها أنظار الدول العظمى خاصة منظمة «ءط» التي تريد عقد اتفاقية تعاون استراتيجي مع الحكومة الحالية بقيادة الجنرال «الحديدي» للتنقيب عن هذه الثروات، مقابل استغلالها لمدة مئة عام قابلة للتجديد مما يغضب المنظمات الثورية، ويدعوها إلى التضامن تحت قيادة ثورية واحدة لإسقاط الحكومة الحالية.. قصة وسيناريو وحوار بشير الديك وإخراج نادر جلال.

«قمر»: قصة فيفي عبده وسيناريو وحوار عزت آدم، أما الإخراج فقد توالى على المسلسل أكثر من اسم بسبب بعض المشكلات التي سببها تدخل فيفي عبده، مثل محمد النقلي وتيسير عبود، وهو من بطولة فيفي عبده وجمال عبدالناصر ونهلة سلامة وخيرية أحمد ورانيا محمود ياسين.

وتدور أحداث المسلسل حول قمر التي تعمل بائعة للشاي في الأسواق بالنهار، وفي الليل تقف أيضاً لبيع الشاي والقهوة في أحد المقاهي لتعين نفسها وأسرتها على تحمل أعباء الحياة، إلى أن تحدث مفاجأة تقلب لها حياتها رأساً على عقب، لتصبح بعدها تاجرة مخدرات.

«قمر 14»: بطولة محمود قابيل وروجينا وتامر هجرس وجيهان فاضل وجلال الشرقاوي، تدور أحداثه في ليلة صيفية عندما يسمع طلقات رصاص تدوي في ضاحية المقطم فيسرع رجال الداخلية والمعامل الجنائية في البحث والتحليل وكان التقرير هو حالة قتل عمد نفذها رجال «كريم الجمال» وراح ضحيتها رجل وفتاة وكشفت تحريات الشرطة بقيادة العميد «علوان» والضابط «علاء» عن جريمة تجاوزت تهمة القتل العمد، قصة منى رجب وسيناريو وحوار وإخراج الدكتور عصام الشماع.

«بنات في الثلاثين»: بطولة أميرة فتحي ومنال سلامة ومنة فضالي وندى بسيوني ورانيا يوسف وإيمان أيوب وسهام جلال، ويتناول مشكلة العنوسة وتأخر سن الزواج، تدور أحداث المسلسل حول بنات في سن الثلاثين يتحرك بهم قطار العمر مع زيادة الطموحات، إلى جانب البحث عن الحب وعن الحياة الناعمة. قصة منى نور الدين إخراج تيسير عبود.

«جدار القلب»: بطولة الفنانة سميرة أحمد ومصطفى فهمي ومحمود قابيل ومنة فضالي وريم البارودي، يقدم المسلسل مجموعة من القيم والمبادئ من خلال الدكتورة «كريمة» المسؤولة عن قسم المتهمين في مستشفى الأمراض العقلية.

والمشهود لها بالشرف والأمانة، عندما تعاملها مع حالة محولة من المحكمة لرجل الأعمال الثري زهير الهلالي المتهم بقتل زوجته، يحاول محاميه رشوتها لكنه يفشل، ثم يحاول استغلال تورط «إدريس» شقيق كريمة في اختلاس أموال البنك الذي يعمل به.. تأليف أحمد عبدالرحمن وإخراج أحمد صقر.

«بنت من الزمن ده»: بطولة داليا البحيري وباسم سمرة وتاتيانا وألفت عمر وميار الغيطي، ويحكي المسلسل عن العشوائيات وكيف تتحول فتاة بريئة تبيع الورد في الشوارع إلى فتاة شريرة ومستغلة، عقب تعرضها لعملية اغتصاب بشعة تدبرها لها إحدى زميلاتها التي تغار منها، فتقرر الانتقام منها على طريقتها الخاصة.. تأليف محمد الغيطي وإخراج سامي محمد علي.

«رمانة الميزان»: بطولة بوسي ورياض الخولي وسامي العدل وأحمد خليل وأحمد فلوكس، تدور الأحداث حول «وجدان» التي تعمل في سلك المحاماة وتتمتع وزوجها «سالم» بسمعة طيبة ويحاولان تربية أبنائهما على القيم والمبادئ والأخلاقيات التي بدأت تختفي من مجتمعنا، ويتعرض «سالم» للتهديد ولكنه لا يهتم وتحاول زوجته أن تنبهه إلى الخطر الذي يتعرض له إلى أن يقتل ويقيد الحادث ضد مجهول، إلا أن «وجدان» ترفض تصديق ذلك وتظل تبحث وراء الحقيقة حتى تصل لها وتكشف قاتل زوجها.. قصة الكاتبة الكبيرة فتحية العسال وإخراج أمل أسعد.

«دموع القمر»: بطولة الفنانة اللبنانية نور في أول تجربة تلفزيونية لها، ويشاركها البطولة رياض الخولي ورانيا فريد شوقي وهياتم وحاتم ذو الفقار وعبير صبري، تدور أحداث المسلسل حول إحدى الفتيات الجامعيات التي تسكن في إحدى القرى، وتهرب من تحرشات زوج أمها المستمرة إلى القاهرة، لتعمل في إحدى الوكالات الإعلانية، ثم تكتشف فيما بعد أن هذه الوكالة تستغل الفتيات اللاتي يعملن فيها لتحقيق مصالح شخصية مع الكبار، تأليف مجدي سالم وإخراج هشام شعبان.

البيان الإماراتية في 2 سبتمبر 2008

 

دراما

نجوم الدراما يمضون رمضان داخل «البلاتوهات»

خدمة - دار الإعلام العربية 

مع بدء الأيام الأولى من شهر رمضان، يدخل القائمون على الدراما الرمضانية من مخرجين ومؤلفين وممثلين، في صراع شديد مع الزمن للانتهاء من تصوير أعمالهم التي بدأ عرض أول حلقاتها، حيث لا يزال عدد كبير من هذه المسلسلات مستمرا في تصويره، ربما حتى الأيام الأخيرة من رمضان.

هذه الأعمال تضم مسلسلات كبار نجوم رمضان من أمثال يحيى الفخراني ونور الشريف ويسرا وأيضا النجوم الشباب مثل غادة عادل وهند صبري وأحمد رزق، وإن كان ذلك قد أصاب البعض بالقلق خوفا من استبعادهم، إلا أن هناك عددا كبيرا من النجوم نجحوا في حجز أماكنهم، رغم عدم انتهائهم من الحلقات العشر الأولى.«في أيدٍ أمينة» يأتي أول هذه الأعمال مسلسل «في أيد أمينة» للفنانة يسرا، والذي لا يزال تصويره جاريا إلى الآن ما بين الاستوديوهات وشوارع القاهرة، وتم تقريبا الانتهاء من تصوير معظم أحداث المسلسل، بينما أكد المخرج محمد عزيزية مخرج العمل أن المسلسل سيستمر تصويره حتى منتصف رمضان، حيث تسافر أسرة المسلسل في أول أيام رمضان إلى الأردن، كي يتم التصوير لمدة عشرة أيام.

«شرف فتح الباب» في الاتجاه ذاته، يعكف الفنان يحيى الفخراني على الانتهاء من تصوير دوره في مسلسل «شرف فتح الباب»، وإن كان أكثر من ربع أحداثه ينتظر الإنجاز. وتعود هذه الأزمة بسبب بدء الفخراني التصوير هذا العام متأخرا.. وعلى غير المعتاد، بسبب عدم استقراره على ورق مناسب لدخوله الموسم الرمضاني، وأكدت مخرجة المسلسل رشا شربتجي أنها في صراع مع الزمن للانتهاء من تصويره. «أيام الدالي» أما النجم نور الشريف الذي يقوم بتصوير حلقات الجزء الثاني من مسلسل «أيام الدالي» في حي «غاردن سيتي بمدينة الإنتاج الإعلامي، فقد أكد مخرج مسلسله يوسف شرف الدين أنه انتهى تقريبا من معظم تصوير أحداث المسلسل، ولم يتبق منه سوى مشاهد قليلة ويبقى يوم واحد سيتم السفر فيه إلى بورسعيد، وأكد أنه يقوم حاليا بعمل المونتاج والمكساج للمسلسل، حتى يتم الانتهاء من المسلسل كاملا في الأسبوع الأول من رمضان.

«قمر»

وينضم لهذه القائمة مسلسل «قمر» للفنانة فيفي عبده الذي يستمر تصويره أيضا حتى منتصف رمضان، وأشار مخرج المسلسل تيسير عبود إلى أنه استطاع في خلال شهر تقريبا، ومنذ بدء دخوله المسلسل الذي كان للمخرج هاني إسماعيل في إنجاز تصوير كم كبير من المشاهد، حيث انتهى تقريبا مما يقرب من 12 ساعة من أحداث المسلسل، وأيضا من عملية مونتاج 10 حلقات تقريبا، وأشار إلى أنه يقوم حاليا بتصوير مشاهد في الإسكندرية، وبعدها يعود للاستوديوهات في القاهرة.

«قمر 14»

ويستمر تصوير مسلسل «قمر 14» قصة وإخراج عصام الشماع داخل مدينة الإنتاج الإعلامي، حيث انتهى الشماع حتى الآن من مونتاج وتصوير حوالي 12 حلقة، في حين تجري كتابة الحلقات الثلاثة الأخيرة للعمل، وهي الأزمة التي بسببها يعيش الشماع حالة من القلق.

«قلب ميت»

أما المخرج مجدي أبو عميرة فأكد أنه ليس قلقا من استمرار تصوير مسلسل «قلب ميت» حتى بدايات شهر رمضان لأسباب عدة أهمها أن المسلسل انتهى من مونتاج وتصوير معظمه، وتم حجز مكانه على عدد كبير من الفضائيات، مؤكدا أنه انتهى تقريبا من مونتاج 15 حلقة حتى الآن، ويتبقى الانتهاء من التصوير تقريبا 15 يوما سيكون 5 أيام بالقاهرة، و10 أيام في الغردقة.

«طيارة ورق»

وفي رحلة سباق أخرى، يستأنف المخرج السوري زهير قنوع تصوير المشاهد المتبقية من مسلسله «طيارة ورق» ـ الذي يعد أولى تجاربه الإخراجية في مصر ـ في عدد من شوارع القاهرة بعد رحلة أمضاها مع فريق العمل في سوريا، لتصوير بعض المشاهد الخارجية، المسلسل بطولة ميرفت أمين وعزت أبو عوف وأسامة عباس.

«نسيم الروح»

وبالإضافة إلى مسلسل «نسيم الروح» للفنان مصطفى شعبان ونيللي كريم الذي يواصل مخرجه سمير سيف تصوير مشاهده المتبقية خلال اليومين التاليين في «صراع مع الزمن» ليتفرغ بعدها لمونتاج باقي الحلقات، حيث تمكن من تسليم ما يقرب من 10حلقات.

«شط إسكندرية»

ويأتي أيضا مسلسل «شط إسكندرية» الذي استطاع أن يحجز مكانه على التلفزيون المصري، والذي دخل مخرجه أحمد صقر في صراع لإنجازه رغم البدء بتصويره في وقت قاتل، ويبدو أن تصويره سيستمر في شهر رمضان، إلا أن صقر أكد أنه غير قلق من هذا الأمر، لكونه أمرا أصبح معتادا عليه، مشيرا إلى أن المشاهد المتبقية من المسلسل ستستغرق 20 يوما.

«بعد الفراق»

والأمر ذاته، يتكرر مع مسلسل «بعد الفراق» للفنانة هند صبري، وإن كان المسلسل خارج خريطة القنوات الأرضية والتلفزيون المصري، بسبب عدم تحقيقه جذبا للإعلانات، إلا أنه نجح في حجز أماكنه على عدد كبير من القنوات الفضائية مثل دْقيُّ وءُّْ والحياة وٍقك، لكن لا يزال تصويره جاريا حتى الأيام الأولى من الشهر الكريم، الذي يشهد حالة من الزحام الشديد داخل الاستوديوهات.

«جمال عبد الناصر»

ويعد مسلسل «جمال عبد الناصر» الذي يقوم ببطولته الفنان مجدي كامل أول بطولة مطلقة له مع الدراما التلفزيونية، وأيضا أول تجربة للمخرج السوري باسل الخطيب مع الدراما المصرية، ولا يزال هذا العمل في مراحل التصوير، بينما تم وضع 25 حلقة منه في المونتاج. وأكد باسل الخطيب أنه انتهى تقريبا من تصوير المشاهد الصعبة التي استغرقت وقتا طويلا مثل الحروب والمعارك وغيرها..

 

زووم إن

أعمال تفادت المأزق وأنجزها أصحابها مبكراً 

نجح بعض المخرجين في الهروب من مأزق تمضية رمضان داخل البلاتوه، بانتهائهم من تصوير أعمالهم مبكرا، وتسليمها للعرض على لجان المشاهدة، ويأتي ترتيب هذه الأعمال على النحو التالي: مسلسل «جدار القلب» بطولة الفنانة سميرة أحمد ومصطفى فهمي ومنة فضالي ومن إخراج أحمد صقر، «هيما» بطولة أحمد رزق والذي انتهى مخرجه جمال عبد الحميد من تصويره أخيرا، ويواصل حاليا متابعة عملية المونتاج والمكساج للحلقات المتبقية، حيث تمكن من إنجاز ما يقرب من 19 حلقة حتى الآن.

وانتهى المخرج محمد أبوسيف من تصوير حلقات مسلسل «الهاربة» للفنانة تيسير فهمي، ويليه مسلسل «ظل المحارب» بطولة هشام سليم وعلا غانم والممثل السوري باسم ياخور من إخراج نادر جلال، ثم مسلسل «بنات في الثلاثين» بطولة ندى بسيوني ومحمود قابيل وأميرة فتحي وإخراج تيسير عبود، كما حقق المخرج وائل فهمي رقما قياسيا في تصوير مسلسله الجديد «عميشة في جزيرة النسوان» حيث استغرق تصوير المسلسل البالغ عدد حلقاته 30 حلقة حوالي 40 يوما.

ومن المعروف لدى صناع الدراما في هذا الموسم، أن غالبيتهم يعشقون تصوير الباقي من أعمالهم في الوقت الذي تعرض فيه على الشاشات في رمضان، مع متابعة تكملة الأجزاء الناقصة، في محاوله للتعايش مع الجمهور، وتدارك بعض السلبيات في الحلقات التي تم تسليمها للعرض، والقليل منهم من ينتهي من أعماله كاملة، مفضلا متابعتها داخل البيت بعيدا عن مسؤوليات وإرهاق العمل داخل «البلاتوه».

البيان الإماراتية في 2 سبتمبر 2008

 
 

رمضان في الشام (2 ـ 2)

ذكريات الدراما الإذاعية والتلفزيونية تعبق في الوجدان!

محمد منصور

ارتبط شهر رمضان بالدراما، وأصبحت ذكريات الناس الفنية مع المسلسلات جزءا من ذكريات الشهر الكريم وحضوره في وجدانهم! وفي دمشق كانت الدراما الإذاعية ثم التلفزيونية صاحبة حضور رمضاني بارز منذ أكثر من نصف قرن... أولا بسبب نهضة وقوة إذاعة دمشق وريادتها في الخمسينيات... وثانياً لأن البيئة الدمشقية الشعبية بلهجتها وشخوصها ونمط بناء حارتها، كانت مادة وموضوعاً للكثير من الأعمال الفنية الخالدة التي بثت أو عرضت في رمضان... والتي حققت اكتساحاً جماهيرياً كبيراً كان (باب الحارة) آخر نماذجه المعبرة عن تلك الحالة! هنا وقفة مع رمضان في الشام من خلال صدى الأعمال الفنية الدمشقية التي عرضت وشكلت إرثاً فنياً لأجيال عدة! دراما حكمت محسن الإذاعية! دخل التلفزيون والمذياع من قبله حياة الناس... فحل محل الحكواتي والكركوزاتي في ليالي رمضان العامرة بالسهر والحكايا.

وبالتوازي مع حضور الحكواتي، كانت إذاعة دمشق في خمسينيات وستينيات القرن العشرين بطلة الأمسيات الرمضانية... وكانت تمثيليات القاص الشعبي حكمت محسن، التي أخرجها الفنان القدير تيسير السعدي، بطل الساحة بلا منازع في تلك الفترة وخصوصا أنها كانت تحمل نكهة البيئة الشعبية الدمشقية بشخوصها النمطية المميزة: (أبو رشدي- أم كامل أبو فهمي- أبو شاكر- أبو صياح) فضلا عن أنها كانت تتناول خصوصية الحياة اليومية في ظل الشهر الكريم، فتتحدث عن الأشخاص الذين يفطرون خلسة؛ بأسلوب انتقادي طريف وذكي ومليء بالفهم العميق لنسيج الحياة الشعبية.

ويذكر الفنان تيسير السعدي أن الناس كانوا يوّقتون زياراتهم في رمضان قبل أو بعد التمثيلية الإذاعية. فقد سمّر حكمت محسن ببساطته وعفويته قلوب الناس، واستبد بأسماعهم... نقل تفاصيل حياتهم الواقعية برهافة وذكاء فأشجاهم، وترك فيهم حنيناً لا يزول لأعماله الخالدة... وقصصه الآسرة... لطبق الطعام الذي دار كل بيوت الحارة عند الإفطار ثم عاد لصاحبه، لأن كل بيت كان يرسله إلى جاره أملا في أن يسد حاجة أو يضفي على المائدة الفقيرة بهجة... لنوادر المسحراتي وحكاياه في آخر الليل عن الصوم والناس والبيوت المغلقة على همومها بكبرياء وتعفف! لقد غدت تمثيليات حكمت محسن علامة رمضانية فارقة، صنعت حضور الدراما الإذاعية في تلك الفترة، وشكلت تراثاً لا ينضب من القصص والحكايا! ومع انتشار التلفزيون واشتداد عوده درامياً، تراجع الفن الإذاعي شيئاَ فشيئاً وصارت المنافسة بالصوت والصورة... الجميع عاشوا ذكريات عرض الكثير من الأعمال التلفزيونية الرمضانية التي شكلت في الوجدان الصورة الفنية الملأى بالبهجة لحضور الشهر الكريم! (مساكين) التلفزيون السوري! يذكر متابعو بدايات التلفزيون السوري أن أول مسلسل أنتج خصيصاً للعرض الرمضاني كان مسلسل (البخلاء) الذي أخرجه هاني الروماني وغسان جبري عام 1967 وأعده ياسر المالح عن كتاب البخلاء للجاحظ! ومن الأعمال المميزة والهامة في ذاكرة رمضان الدمشقي الفنية... مسلسل (مساكين) الذي أنتجه التلفزيون السوري عام 1969 والذي أتى بفكرته الفنان عمر حجو، وشاركت في كتابة الأفكار كما قامت بكتابة السيناريو والحوار السيدة رويدة الجراح... وكان من الأعمال المبكرة التي أنتجت بهدف العرض الرمضاني، ليس من الناحية التجارية كما هو الآن... بل من الناحية الموضوعية لأن فكرته كانت تنطلق من مقولة (إطعام مسكين) في رمضان...! تناوب على إخراج (مساكين) بحلقاته الخمس عشرة ثلاثة مخرجين: دريد لحام، علاء الدين كوكش، سليم صبري، لكن هذه الفكرة الشعبية البسيطة أخذت منحى نقدياً، حين كان يجري البحث في مجريات الأحداث عن هذا المسكين الذي يستحق الصدقة، فإذا بالعمل يشرّح الواقع الاجتماعي بروح انتقادية جريئة بدءا من دور العجزة وانتهاء بواقع مرشحي البرلمان! (صح النوم) المسلسل.. الحدث! ارتبط رمضان على العموم بالحاجة إلى العمل الكوميدي... ولعل أقدم حضور لمسلسل كوميدي رمضاني في ذاكرة السوريين، تعود إلى مطلع السبعينيات حيث قدم دريد لحام مع رفيق دربه الفنان الكبير نهاد قلعي والمخرج خلدون المالح.. المسلسل الناجح (صح النوم) الذي كتبه نهاد قلعي والذي ضمنه شيئا من أجواء رمضان وخصوصاً في جزئه الثاني.

كان مسلسل (صح النوم) أول عمل رمضاني سوري يحقق حالة منع تجول في الشارع السوري... وقد وزع عربياً على نطاق واسع، حاملا في ثناياه... اللهجة الدمشقية ونموذج الحارة الدمشقية، بخفة ظل خلقت نجوما وكاركترات عاشت طويلا في أذهان السوريين... كبارا وصغارا! لقد قدم (صح النوم) قصة حب بين غوار الطوشة ومعلمته صاحبة فندق (صح النوم) فطوم حيص بيص... لم يكن الناس يحبذون متابعة قصص غرامية في شهر الصوم... لكن الكوميديا الشعبية الآسرة التي غلفت بها قصة الحب تلك... والمسحة الشرقية الملتزمة التي حولت العواطف الى مادة فكاهية جعلت من مسلسل (صح النوم) عملا اجتماعياً يضج بالحياة والمفارقات والرغبة في نقد بعض مفاهيم الحارة الدمشقية التقليدية بحب عبر حارة: (كل مين إيدو إله) التي اتخذها المسلسل نموذجا له! وقد توالت أعمال الفنان دريد لحام التي كانت تعرض في رمضان وترتبط به في ذاكرة الناس: (وين الغلط- وادي المسك ) مع محمد الماغوط مؤلفا وخلدون المالح مخرجا.. ثم في تسعينيات القرن العشرين: (الدغري) الذي أخرجه هيثم حقي و(أحلام أبو الهنا) و(عائلتي وأنا) وكلاهما من تأليف الكاتب حكم البابا وقد أخرج الأول هشام شربجي والثاني حاتم علي، ثم (عودة غوار) الذي أخرجه دريد لحام بنفسه. وإلى جانب دريد لحام برز منذ منتصف ثمانينيات القرن العشرين الفنان ياسر العظمة ليقدم في مواسم رمضان المتتالية سلسلته الكوميدية التلفزيونية الشهيرة (مرايا) التي كانت تقدم رؤى اجتماعية وكوميدية ناقدة استقطبت كذلك اهتمام الشارع السوري فباتت محطة رمضانية لها الكثير من الألق.. قبل أن يعتريها الهرم وتصاب بداء الثرثرة وأمراض الاستفاضة والاستطراد والخطابية غير الفنية في السنوات الأخيرة! مسلسلات البيئة الشامية! مع انتعاش الإنتاج الدرامي السوري في تسعينيات القرن العشرين مسلسلات طبعت مواسم رمضان بطابعها فكنا أمام مسلسلات (هجرة القلوب إلى القلوب) للكاتب عبد النبي حجازي والمخرج هيثم حقي، و(أبو كامل) بجزأيه للكاتب د. فؤاد شربجي والمخرج علاء الدين كوكش، و(نهاية رجل شجاع) و(أخوة التراب) للكاتب حسن.م.يوسف والمخرج نجدت أنزور.. ثم (الجوارح) للكاتب هاني السعدي والمخرج نجدت أنزور و(أيام شامية) للكاتب أكرم شريم والمخرج بسام الملا.. و(خان الحرير) بجزأيه للكاتب نهاد سيريس والمخرج هيثم حقي.. وكلها مسلسلات عرضت في رمضان عبر التلفزيون السوري ومحطات فضائية أخرى وحققت نجاحا شعبيا متميزاً.. جعلها حدثا فنيا طبع المواسم الرمضانية التي عرضت فيها، ونالت من الاهتمام النقدي في الصحافة العربية ما يوازي حجم المشاهدة التي حظيت به.. لكن بقيت دمشق ببيئتها ونماذجها هي النموذج الرمضاني المفضل... ولهذا نجد أن أكثر الأعمال التي أصابت نجاحا كبيراً في شهر رمضان وبقيت في ذاكرة وأذهان الناس... كانت أعمال بيئة دمشقية، بدءا من (أبو كامل) ومروراً بالنجاح اللافت لمسلسل (أيام شامية) الذي كان علامة مميزة من علامات ذاكرة دمشق الرمضانية... وانتهاء بما حدث في (باب الحارة) بأجزائه التي تحولت إلى ظاهرة غير مسبوقة في المتابعة الرمضانية على الصعيد العربي هذه المرة... وليس الدمشقي أو السوري فقط! وإذا أردنا أن نبحث عن تفسير مقنع لازدهار ظاهرة مسلسلات البيئة الشامية وارتباطها بالعرض الرمضاني... لأمكن لنا أن نلاحظ أن الصبغة المحافظة التي تطبع العلاقات الاجتماعية في تلك الأعمال، والتي تتميز بالحشمة والمرجعية الدينية، والتحفظ اللفظي... والاندفاع نحو التكافل الاجتماعي وفعل الخير لدرجة تبدو أحياناً مثالية... كل هذه الأشياء أسهمت في جعل هذه الأعمال مناسبة لشهر رمضان تماماً بالنسبة للمشاهد العربي... ولخصوصية الشهر بطابعه الديني. أما بالنسبة للمشاهد الدمشقي... فهو يستعيد دمشق أكثر ما يستعيد في شهر رمضان... حيث تبرز بقوة الطقوس والعادات والتقاليد... وتطغى نكهة الحياة والعلاقات الشعبية على كل ما عداها... ولذلك ما إن يرى تلك الصورة تنعكس على الشاشة أيضا... حتى يتعلق بها ويتفاعل معها، مهما تكررت أحداثها، أو تشابهت شخصياتها، أو عفا الزمان على قيمها وأفكارها!

ناقد فني من سورية

القدس العربي في 3 سبتمبر 2008

 

رمضان في الشام (1 ـ 2)

أسواق يثقلها الغلاء... وأكلات شعبية مطورة!

محمد منصور  

تبدلت صورة رمضان مثلما تبدلت صورة دمشق... هذه حقيقة تؤكدها معطيات التغيير العاصف الذي حل بالمدينة خلال العقود الثلاثة الماضية، التي بدأ معول الهدم يفتت نسيج الحياة الشعبية والمكان الشعبي فيها... موقناً أنه عندما يزول المكان تضمحل تلك العلاقات! لكن أهمية صورة رمضان اليوم، أنها تمثل تلك الرغبة الدفينة بالتشبث بكل جماليات دمشق التي كانت... ففي هذا الشهر تزدهر قيم وروابط العلاقات، وتنتعش الذاكرة وتصحو مظاهر الحياة الشعبية الحميمية من سبات... وتعود الأسواق الشعبية لتحتل مكانتها الأثيرة في النفوس، منتصرة على حداثة (المولات) ومغريات المراكز التجارية الكبرى! ومما لا شك فيه أن هذا الحنين، والرغبة في استعادة الجذور، له علاقة بروحانية طقس الصيام، الذي يجعل النفوس أقرب إلى الله... وأقرب إلى بعضها بعضاَ... وإلى ذاتها أيضاً... مثلما له علاقة بالذكرى المتوارثة والمختزنة عن هذا الطقس السنوي الذي يطبع حياة المدينة بطابع خاص، مختلف وجديد... إذ ما إن يعلن التقويم حلول الشهر الكريم، حتى يتبدل شيء ما في إيقاع المدينة وفي نفوس الناس.... تهرع المدينة إلى مآذنها وقبابها... إلى طيورها وسماواتها... تهرع دمشق إلى ذاتها... إلى شامها الشريف... المكتظ بالمواقع القدسية التي نشرت أوابدها وعلامات توهجها في الزمان والمكان! زينة كهربائية على واجهات البيوت! لرمضان في دمشق طقوس ومظاهر قديمة... بعضها انقرض، وبعدما تحول إلى فولكلور، وبعضها مازال مستمرا بقوة... وثمة أيضاً طقوس حديثة، ومظاهر استجدت في السنوات الأخيرة، بعضها ارتبط بتطور الحياة... كطقوس العرض التلفزيوني الذي حل محل الحكواتي والمذياع، وبعضها استمد من حالة تنافس مع مظاهر الاعتداد بالتقاليد الدينية لدى طوائف وأديان أخرى... كما هو الحال بالنسبة لمظاهر الزينة الخارجية على واجهات وبلكونات البيوت والدور السكنية... والتي بدأت بالانتشار بقوة في السنوات الخمس الأخيرة... من خلال تعليق الأضواء الكهربائية التي رسمت هلال رمضان ونجوم سمائه... وكتبت عبارة (رمضان كريم) للاحتفاء بقدوم الشهر... وهو تقليد مستمد من احتفال الطوائف المسيحية بأعياد الميلاد والفصح... حيث تتحول الأحياء السكنية المسيحية في دمشق في تلك الأعياد إلى شعلة أضواء تتصدر واجهات بيوتها أضواء الزينة التي ترسم أجراساً وشجيرات ميلاد وأيقونات شهيرة! والواقع أن هذا الطقس المستحدث يعكس نوعاً من التنافس الثقافي في الاحتفاء بأعياد وطقوس كل دين على حدة... ليس من منطق الحساسيات الطائفية، فهذا أمر غائب تماما عن نسيج دمشق التاريخي... بل من منطق الاعتزاز بالهوية الدينية والثقافية مع تأكيد الاحترام لهوية الآخر! تكريزة رمضان! عندما يأتي شهر رمضان في الصيف كما هو الآن... يستعيد الدمشقيون طقساً قديماً من طقوس التحضير لاستقبال هذا الشهر، وهو (تكريزة رمضان) والتكريزة عبارة عن سيران أو نزهة عائلية يقوم بها الدمشقيون قبل قدوم رمضان بأيام، ليودعوا فيها حياة النزهات استعداداً لاستقبال شهر العبادة والصيام، حيث يلتزم الصائمون بيوتهم وموائدهم... وتغدو مائدة الإفطار الرمضانية محصورة في أجواء تلك البيوت العامرة بالألفة، أو متبادلة بين الأقارب في الولائم والمباركات المتبادلة! والواقع أن هذا التقليد... وإن كان الكثيرون يجهلون اسمه الشعبي القديم، فإنه مازال متبعاً حتى اليوم... وقد أحصينا في آخر يوم جمعة سبق حلول رمضان، كثافة عالية في النزهات العائلية في غوطة دمشق وربوتها ومنتزهاتها وعلى جانبي طريق مطار دمشق الدولي ... ولعل كثير من أولئك المتنزهين، كانوا يودعون أيام العطل والنزهات، ليكونوا على موعد مع صيام شاق في نهارات الصيف الطويلة والحارة! أسواق يثقلها الغلاء! تدب في الأسواق حركة فوضوية نشطة، حيث تمتلئ الأسواق الشعبية بالبضائع والمواد الغذائية وبائعي الخضار والفواكه، وحتى الباعة الجوالين الذين يكثرون في هذا الشهر، وقد اتخذوا زاوية أو ركنا بحثا عن فسحة للبيع والشراء... لا تلاحقهم فيها دوريات شرطة المحافظة، التي تتساهل قليلا في رمضان، بالقياس إلى سلوكها الفظ والقاسي الذي تعتمده في باقي أيام السنة! كانت عبارة (رمضان كريم) التي تتردد في أرجاء السوق وكأنها مفتاح للبيع والشراء... كانت هذه العبارة حتى سنوات قليلة خلت، تعبيراً عن الخير الكثير والرخاء الاقتصادي الذي ينشر أجنحته على الجميع في رمضان، حيث لا يجوع صائم، ولا يحرم فقير، ولا ُتعجز مائدة إفطار معوز من محدودي الدخل... لكن رمضان هذا العام يأتي على الدمشقيين، مثقلا بأعباء ارتفاع الأسعار، التي ارتفعت في الأسواق السورية بمعدل 32.39 حسب الرقم القياسي لأسعار المستهلك الذي أصدره المكتب المركزي للإحصاء.

وقد ذكرت صحيفة (تشرين) الحكومية أن أسعار الأغذية ارتفعت بمعدل 46.65 عن عام 2005 وهي سنة الأساس التي يحسب المكتب ارتفاع الأسعار على أساسها... وقد بلغت أعلى نسبة ارتفاع في الفواكه التي زادت بمعدل 80 تلاها الخبز والحبوب التي ارتفعت بنسبة 69 فالبيض والأجبان والألبان التي ارتفعت بنسبة 66 أما الحلويات التي تشهد إقبالا كثيفاً في شهر رمضان، فقد ارتفعت في الآونة الأخيرة، وقبل اقتراب الشهر الكريم بنسبة 43 لكن يبقى ما يميز أسواق شهر رمضان عن باقي العام، ورغم هذا الغلاء الفاحش الذي لم تعرف له دمشق مثيلاً... هو أن الأسواق تبقى ممتلئة، ومستويات البضائع من حيث الأصناف والجودة والتنوع، تسعى للنظر في حاجة أصحاب الدخل المحدود... أما هذا الازدحام الذي يملأ جنبات الأسواق، ويشيع فيها نوعا من الاكتظاظ المزعج أحياناً... فهو لا يفسد للود قضية... فللموائد موعد واحد... وللصائمين كذلك هدف روحي واحد! مأكولات شعبية مطورة! تنتشر في أسواق دمشق أطعمة ومأكولات خاصة في شهر رمضان... وتتربع المرطبات الرمضانية على رأس قائمة احتياجات أي متسوق كالعرقسوس والتمر هندي وشراب قمر الدين المصنوع من أجود أنواع المشمش الحموي والشامي... وقد كانت النساء الدمشقيات فيما مضى يصنعن هذه المشروبات في بيوتهن بعد شراء المادة الأولية من عند العطار... إلا أن كثيرات من ربات البيوت اليوم، يفضلن شراءها جاهزة في أكياس نايلون... للتفرغ لأعباء الطبخات الرئيسية أو أصناف المقبلات التي تكثر على الموائد في شهر رمضان، أو أصناف الحلويات الأخرى التي باتت تستقي وصفات تحضيرها من برامج الطبخ التي تملأ شاشات المحطات في شهر رمضان! ورغم ذلك فإنه لا غنى عن الحلويات أو المأكولات الشعبية الخفيفة التي تجد طريقها إلى واجهات المخازن التجارية وإلى عربات الباعة الجوالين، حيث الطقوس الرمضانية تطال مناحي الحياة اليومية كافة. ومن أشهر المأكولات الشعبية التي تنتشر في رمضان (الجرادق) وهي عبارة عن أطباق رقيقة وكبيرة من العجين المقلي بالزيت، والمزين بخيوط الدبس المغلي، يطوف بها الباعة الجوالون في أقفاص كبيرة ومغطاة وينادون عليها بعبارات مسجوعة ملتبسة المعاني... تقول: (يللي الهوى رماك يا ناعم... رماك وكسّر عضامك ياناعم... كل سنة والحبايب سالمة يا ناعم) وفيما بعد نسي الناس الاسم الأصلي لهذه الأكلة الشعبية، وباتت تعرف اختصاراً باسم (ناعم) ربما لهشاشة الطبق الذي سرعان ما يتكسر من هبوب نسمة الهواء كما تقول نداءات الباعة! ومن الحلويات الرمضانية الشهيرة في دمشق (النهش) وتصنع من رقائق العجين الممزوج بالبيض، والتي تأخذ أشكالا بيضاوية أو دائرية بأحجام تكبر أو تصغر، وغالباً ما تزين بالفستق الحلبي أو القشطة. ومنها كذلك (المعروك) وهو نوع من الحلويات التي تشبه الخبز إلا أنه أكثر سماكة، ويضاف إليه كمية أكبر من السكر ويتم تحمير وجهه بالفرن، حتى يصبح مائلا إلى البني ثم يدهن بالسمن حتى يلمع، ويزين بحبات السمسم وقليل من السكر الناعم... فيغدو شهي المنظر والرائحة! وقد ظهرت في الأسواق الدمشقية مؤخراً أشكالا جديدة ومطورة من (المعروك) تختلف عن تلك التقليدية القديمة والمتقشفة... فمنها ما صار يحشى بالتمر أو بجوز الهند والزبيب... ومنها ما صار يملأ بكريمة الشوكولا! إلى ذلك يقبل الناس على الحلويات التقليدية المعروفة في دمشق، والتي تحول حي الميدان الدمشقي في السنوات العشر الأخيرة... إلى مركز جديد من مراكزها وتجمع محلاتها، ومن هذه الحلويات: المبرومة، و(كول واشكور) ومعناها: ُكلْ واشكر الله! والبلورية والبرازق والغريْبة، التي ظهرت منها أنواع مطورة وكبيرة الحجم تحشى بالقشطة... والكنافة بأنواعها المختلفة، وسوى ذلك من الحلويات التي تمتلئ بها محلات (البغجاتية) وهذه هي التسمية الدمشقية القديمة لبائعي الحلويات، الذين تزدهر أسواقهم في رمضان أكثر من أي وقت آخر! فول وفتات شامية! ولا تكتمل مائدة رمضان دون طبق من الفول والحمص... وعادة لا تخلو حارة شعبية من وجود (حمصاني) فيها... فضلا عن المحلات المنتشرة بكثرة في الأسواق... وعن الباعة الجوالين الذين كانوا يبيعون ما يسمى (فول القدرة) نسبة إلى اسم الوعاء النحاسي الذين يضعون فيه الفول على عرباتهم! وفي شهر رمضان تحديداً يؤمن الحمصاني أطباق الحمص والفول لبيوت الحارة قبيل موعد الإفطار بوقت قصير، ولذلك فإن أبناء الحارة يذهبون إليه وهم يحملون أوانيهم المنزلية بخلاف أولئك الذين يشترون الفول من السوق، والذي يوضع في أكياس النايلون التي لا يحبذ الكثيرون استخدامها وخصوصاً للمواد الغذائية الساخنة! وأياً يكن الأمر... فإن الغالبية العظمى لا يخرجون من الأسواق دون أن يمروا على (الحمصاني) وغالباً ما يكون طبق الفول أو الحمص وكذا الفتات الشامية التي تصنع منه، أول ما يتناوله الصائم بعد الماء والعرقسوس أو التمر هندي وطبق الحساء اليومي... فهو نوع من المقبلات الرمضانية التي لا غنى عنها حتى ولو كانت فائضة عن حاجة المعدة أحياناً! إمساكية رمضان! يبدأ يوم الصوم كما هو معروف- بلحظة الإمساك عن الطعام قبل الفجر... ولذلك فإن التقاويم التي تطبع من أجل التذكير بأوقات الصلوات الخمس والإفطار وآذان الإمساك تسمى في دمشق (إمساكية) وغالباً ما نرى الناس في الأيام الأولى أو تلك التي تسبق حلول رمضان... يحملون مع ما يشترونه لفافات ورقية صقيلة هي (إمساكية رمضان) التي تعلق في البيوت والمحلات التجارية طيلة الشهر الكريم! ولم تعد هذه الإمساكية تقتصر على بعض الجهات العامة التي كانت تتبارى في طبعها وتوزيعها مجاناً على الناس... ولوجه الله كما يقول البعض... بل أصبحت اليوم وسيلة للدعاية. فالمؤسسات والمصانع والمكتبات والشركات وتجار دمشق يتبارون اليوم في توزيع الإمساكيات التي تروج لمنتجاتهم وتجارتهم، ويتصدر هذه الإمساكيات آيات قرآنية أو صور فوتوغرافية للمسجد الأموي الذي يعتز الدمشقيون به، أو لسواه من معالم دمشق التاريخية التي لها مكانة خاصة في نفوس أبنائها! ساعة الإفطار! تمضي ساعات النهار الأخيرة في زحمة التسوق الغذائي واللهاث في الأسواق! ورغم الحركة الخاصة التي تدب في المدينة خلال شهر رمضان وطيلة النهار تقريباً، فإن الحركة التي نراها في الشوارع في الساعة الأخيرة التي تسبق الإفطار وآذان المغرب، تبدو أكثر خصوصية وطرافة... هذا المشهد يستلفت انتباه المحامي والباحث الراحل الأستاذ نجاة قصاب حسن، فيصفه في كتابه الشهير (حديث دمشقي) على النحو الآتي: (الناس يتراكضون... والسيارات العامة الكبيرة والصغيرة، وهي الآن عشرات الألوف، تثير وراءها موجات من الهواء الساخن المعطر بالبنزين والمازوت، والدراجات تسلل بين مارة مستعجلين، وكل واحد يحمل معه شيئاً ولاسيما من مآكل السوق وحلوياته، التي يكون قد أوصى عليها. وفي الحارات يصعد الكثيرون إلى السطوح تسلية لجوعهم، وارتقاباً للمدفع أو لضوء المئذنة وصوت المؤذن... والآن تفتح الإذاعات على امتلاء صوتها بتلاوة الآيات، وتكبرها مكبرات الصوت من أعلى المآذن! والتلفزيون يعرض صورة المقرئ يقرأ القرآن... وكل ذلك في ارتقاب اللحظة الحاسمة، وفي البيوت تنهمك السيدات في المطابخ بالسكب وترتيب الموائد، ويعاون في ذلك الرجال والأطفال. وفجأة يعلن المذيعون والمذيعات بأصوات غير جائعة ولا كهفية، ولا تصدر عن بطون خاوية: 'حان الآن سيداتي وسادتي موعد آذان الإفطار...' وينطلق المدفع والآذان... ولو أن أصوات الملاعق التي تصطدم بالصحون لتأخذ اللقمة الأولى، جمعت في صوت واحد لطبّق صليله الآفاق... ويبدأ الأكل والشرب بنهم... أما المدخنون فيبدؤون بالسيجارة!) آذان الأموي... والشام الله حاميها! ويضرب المدفع طلقاته، وينطلق الآذان من جميع المساجد والجوامع، لكن يبقى لآذان المغرب في الجامع الأموي الكبير في دمشق نكهته الخاصة... حيث تضاء مآذن الجامع المهيب بالمصابيح الكهربائية المشعة (سابقاً بالشموع ثم قناديل الزيت) وينطلق الآذان على شكل فرقة من المنشدين من أصحاب الأصوات القوية والعذبة التي يتناوبون في الترديد الجماعي، خلف المؤذن بطريقة فريدة وجميلة يسمعها ويستمتع بها جميع الأحياء السكنية القديمة المحيطة بالجامع الكبير فتمس شغاف وحنايا القلوب. وعند انتشار الإذاعة كان بالإمكان لصوت الراديو أن ينقل الآذان الأموي الشجي إلى مختلف البقاع... أما التلفزيون السوري فقد أهمل في فترة الإفطار لسنوات طويلة مكانة الأموي في نقل لحظة الإفطار... فكان يستعيض بآذان مسجل، ومن أي جامع وبأي صورة أرشيفية... حتى عاد في السنوات الأخيرة إلى نقل آذان الإفطار من الجامع الأموي... مع اشتداد الضغوط الأخيرة على سورية بعد صدور تقرير القاضي الألماني ديتلف ميليس في قضية اغتيال الحريري... وإثارة الشبهات حول سورية، وقد قابل الإعلام السوري هذه الضغوط برفع شعار: (سورية الله حاميها) وبالاهتمام بالكثير من المظاهر الدينية التي تجد صدى لدى عامة الناس... وكان أبرزها إعادة الاهتمام بفترة الإفطار... عبر نقلها من المسجد الأموي على الهواء مباشرة... وفتح موائد على نفقة المحسنين لإفطار رواد المسجد من الصائمين! مسحّر رمضان: الصوت الشبح! ولنا محطة أخيرة في هذا الاستعراض ليوميات رمضان الدمشقي مع (المسحر) وهو شخص يقوم بمهمة إيقاظ الناس على السحور قبيل آذان الفجر، وقد كان (المسحراتي) كما يسمى باللهجة الدمشقية مهنة لها تقاليدها بل وعائلاتها التي عرفت بتناقلها وتوارثها من الآباء إلى الأبناء... ويذكر منير كيال في كتابه (رمضان وتقاليده الدمشقية) أن دمشق كانت تحتوي أكثر من (75) مسحّراً، يتوزعون على ثلاث مناطق، وثلاث مجموعات... وكل مجموعة يجتمع مسحرّوها في مقهى الحي حتى السحور... يتسامرون ويحتسون الشاي، ويستعرضون دخلهم في المساء ما بعد الإفطار، ومن ثم ينطلق كل منهم إلى مطافه ليباشر عمله. ينطلقون حاملين الطبلة والسلة والفانوس، أو القنديل، ينطلقون عبر الليل والهدوء الشجي، والحارات الملتوية المظلمة، يمرون بالأبواب يقرعونها بعصيهم الصغيرة، أو يدقون (السقاطات) التي كانت تعلو الأبواب الخشبية... ويرددون بأصواتهم التي تتفاوت بين الطلاوة والخشونة وبين الارتفاع والخفوت عبارات رمضان التي أصبحت جزءا من شخصياتهم: (اصحَ يا نايم... وحد الدايم... سبح بحمد الله) أو: (قوموا على سحوركم... إجا رمضان يزوركم) ولئن أصبح المسحراتي اليوم جزءا من فولكلور الماضي، في ظل وسائل الإيقاظ الشخصية والحديثة، وفي ظل ليالي السهر الطويل على محطات لا تنام ولا تشبع مسلسلات، ولئن تلاشى صوت هذا المسحراتي في عتمة ليل آخر من زمن آخر فإن الطبلة لا تزال باقية، وعصاها لازالت تدق الباب... أما سلة المسحراتي التي ستمتلئ بالطعام، فكم اختلط فيها الحابل بالنابل... وكم أضاء فانوسه ليل رمضان في ذاكرة الطفولة الفضولية، وهي تغالب النوم على الشرفات، بانتظار أن ترى بالعين المجردة صاحب الصوت- الشبح!

كاتب من سورية

القدس العربي في 2 سبتمبر 2008

 
 

جدل 'اسمهان' يذكّر بمشكلة 'نزار قباني':

فتش عن الفلوس!

حكم البابا

يحدث اليوم للمسلسل الذي يتناول حياة المطربة السورية الأصل 'أسمهان' ماسبق وحدث قبل عامين وبنفس الحدة تقريباً للمسلسل الذي تناول حياة الشاعر 'نزار قباني'، ويكاد سياق الأحداث المتشابهة بين المسلسلين يعيد نفسه بشكل متطابق تقريباً، بدءاً من غضب أقرباء الشخصيتين بسبب عدم استئذانهم أو اعتراضاتهما على الطريقة التي تم عبرها تناول الشخصيتين العامتين، وهما بالتالي يريدان فرض نوع من الرقابة والفلترة على الأحداث التي سيتناولها العمل الفني، أو بسبب تجاهلهما مادياً باعتبار أن صلة القربى والدم تمنحهما حقوق احتكار حياة الشخصيتين الشهيرتين، والحصول على مقابل مادي في حال موافقتهما على انجاز عمل فني يتناول حياتيها، وصولاً إلى تبادل الاتهامات الاعلامية ورفع الدعاوى القضائية على الجهة المنتجة، وهما بالمناسبة جهتان انتاجيتان مختلفتان لكنهما متطابقتان في ردة الفعل التي تكاد تكون واحدة على أقرباء الشخصيتين، بدءاً من تذرعهما بحجة أن تناول حياة الشخصية العامة مباح ومتاح للجميع انطلاقاً من كونها شخصية عامة لم تعد ملكاً لعائلتها، وانتهاء بأن العمل الفني الذي قاموا بانتاجه هو محاولة لتقديم صورة فيها كل الاحترام للشخصية العامة التي يتناولون سيرة حياتها. مشكلة مسلسل 'أسمهان' ومن قبله مسلسل 'نزار قباني' أنها تحتمل الجدل، فبطريقة ما كلا الفريقين ـ أقرباء الشخصية العامة والجهة المنتجة للعمل الفني الذي يتناول سيرتها ـ يملكان منطقاً قادراً على الاقناع، ويستطيع أن يؤثر في جزء من الجمهور، فمن حق أقرباء أسمهان كما كان من حق أقرباء نزار قباني معنوياً أن يؤخذ رأيهم في حياة المطربة والشاعر، لأنهم كانوا أقرب الناس إليهما وبالتالي فهم الأكثر قدرة على تقديم الصورة الأكثر شبهاً بشخصيتيهما الحقيقيتين، ويستطيعان إغناء العمل الفني بتفاصيل عن سلوكهما، وتقديم التفاسير الأقرب للواقع لكل أفعالهما، لكن بالتأكيد من دون أن يعني ذلك التدخل لحذف أو إضافة صفات أو علاقات غير حقيقية تخص المطربة والشاعر، في محاولة منهما لتكبير وتوسيع هالة القداسة التي تحيط بالشخصيتين وشطب أية مساحات سوداء أو يخيّل لأقربائما بأنها سوداء من حياتيهما، كنفي علاقة أسمهان الملتبسة بعالم السياسة والمخابرات، أو حذف دنجوانية نزار قباني على سبيل المثال.

ومن حق أقرباء أسمهان كما كان من حق أقرباء نزار قباني أن يحصلوا على تعويض مادي مجز يناسب الأجور التي تدفع في الانتاج التلفزيوني، مثلهما مثل أي صاحب رواية تتحول إلى نص تلفزيوني إن لم يكن أكثر، فجزء كبير من سهولة تسويق المسلسل يعتمد على اسم وشهرة صاحب الشخصية التي يصور حياتها، ولأن العمل التلفزيوني هو عمل تجاري وربحي بالدرجة الأولى وإلاّ ماكان تجار اللحوم وباعة البطيخ قد دخلوا ميدانه واستثمروا أموالهم فيه، ومادفعوا الملايين إلاّ ليحصلوا على أضعافها، وفي هذه النقطة يختلف المسلسل التلفزيوني عن كتاب يؤلف عن حياة أو في نقد شخصية عامة ما، ويستطيع كاتبه نشره دون استئذان أقرباء تلك الشخصية أو الالتزام بأية حقوق مادية تجاهها.

ما لاتعترف به جهات الانتاج الفنية التي تقدم على انتاج مسلسل عن شخصية عامة عادةً هو الحقوق المعنوية والمادية (وهذه الأخيرة هي الأهم) لأقرباء تلك الشخصية، ورغم إدعاءاتها على الشاشات وفي الصحف بأنها اختارت انتاج مسلسل عن شخصية عامة ما من منطلق احترامها وتقديرها لقيمة ومكان وانجازات هذه الشخصية، إلاّ أنها وعند أول نقطة خلاف مع أقرباء الشخصية، والذي غالباً مايكون مادياً، تكشّر عن أنيابها في وجوههم، وتفرش لهم الملاية وتبدأ بالردح واللطم، بدون أدنى اهتمام أو احترام على الأقل لصلة القرابة التي تجمعهم بالشخصية التي يروي سيرتها المسلسل.

في النهاية ورغم أي خلاف بين جهة انتاج تقدم مسلسلاً عن شخصية عامة وأقرباء تلك الشخصية ما يهم المشاهد هو رؤية عمل فني مميز، مثل الذي كتبه محفوظ عبد الرحمن عن 'أم كلثوم'، وعندها لن يهمه ماإذا كان أقرباء السيدة أم كلثوم قد اختلفوا مع الجهة الانتاجية أو المؤلف أو المخرجة، لكن عندما يعرض عمل بالسوء والرداءة اللذان عومل بهما شاعر كبير كنزار قباني، على يد كاتب سيناريو من الدرجة العاشرة كقمر الزمان علوش ومخرج مفكك كباسل الخطيب (وكلاهما يملكان تصوراً مزيجاً بين السياحية والعدوانية عن البيئة الدمشقية) في المسلسل الذي حمل اسم 'نزار قباني'، يصبح الحديث عن الخلاف بين عائلة نزار قباني والجهة المنتجة للمسلسل أهم وأكثر صخباً من الحديث عن المسلسل نفسه، وهو مالا أرجوه لمسلسل 'أسمهان'! ملائكة وشياطين أول فكرة خطرت لي وأنا أتجول في دراما رمضان الدينية هي أنه إذا كان سكان هذه المنطقة من الأرض بالسمو الأخلاقي والصفات الملائكية والنبل الفروسي التي تقدمهم بها المسلسلات الدينية، فلماذا خص الله منطقتنا بعدد كبير من الأنبياء والرسل وبثلاثة أديان سماوية تحوي كمّاً كبيراً من أوامر النهي والزجر والتحريم، ومايفوقه من صيغ التهديد والترهيب والوعيد، وما يزيد عنهما في وصف أشكال وأنواع وطرق التعذيب والعقاب، ولماذا حدثت بين أبناء البطن الواحد والدين الواحد معارك طاحنة ومخزية واجه فيها الابن أباه، وصفّت الأم ابنها، وقتل الشقيق شقيقه، ليس في سبيل نشر الدعوة، أو إعلاء كلمة الله، وإنما بحثاً عن مغنم، أو طموحاً إلى سلطة، أو رغبة في حكم. وأول سؤال وجهته لنفسي وأنا أمرّ على دراما رمضان التاريخية هو أنه إذا كان أعداء العرب روماً أو فرساً أو أتراكاً في مسلسلات التاريخ البعيد، أم أوروبيين أو إسرائيليين في مسلسلات التاريخ القريب، يظهرون في الدراما العربية شخصيات كاريكاتورية تستحق الرثاء، مضحكة وماجنة لا همّ لها إلا شرب الخمر وملاطفة النساء ، فكيف تسنى لهم على اختلاف أنواعهم احتلال منطقتنا وحكم شعوبها لعقود (وبعضهم لقرون)، وإذا كانوا فعلاَ بهذه الصورة الكاريكاتورية التي يظهرون بها في مسلسلاتنا واستطاعوا حكمنا فما الذي كانت عليه صورتنا الحقيقية إذاَ!؟

كاتب من سورية

hakambaba@hotmail.com qpt2

القدس العربي في 2 سبتمبر 2008

 
 

اضخم انتاج في تاريخ التلفزيون السوري والقطاع الخاص (2 ـ 2)

دراما رمضان السورية: مزيد من مسلسلات الحارات.. وقليل من الكوميديا

لندن 'القدس العربي' من أنور القاسم

أهل الراية تدور أحداث المسلسل الجديد في سوق ساروجة، في قلب دمشق، والذي كان في فترة سابقة يسمى 'سوق الورد، وذلك لاحتوائه على دكاكين وبسطات الورد التي كانت تحيط ببيوت دمشق القديمة. والعمل مأخوذ من الموروث الشعبي من خلال حكايا وقصص واقعية، تدور أغلبها عام 1898 في ساروجة ويتطرق لنواح اجتماعية مهمة ويركز على الأخلاق والقيم العربية الأصيلة، وفقا للصحيفة السورية.

تأليف أحمد حامد وإخراج علاء الدين كوكش. وكان مسلسل مشابه قد اثار في العام الماضي لغطا كبيرا حول الرسالة التي يريد إيصالها إلى المشاهدين.

يشارك في 'أهل الراية' اضافة الى جمال سليمان، كل من كاريس بشار، وتاج حيدر، وسليم صبري، وعبد الرحمن آل رشي. 'المنار' (20:10) 'حكايات كمان' (15:00) بيت جدي عمل آخر ومميز من الأعمال التراثية الشامية للكاتب مروان قاووق (مؤلف 'باب الحارة') والمخرج رشاد كوكش. أما البطولة هذه المرة، فهي لكل من بسام كوسا، وأسعد فضة، ووفاء موصللي، وعصام عبه جي. تدور الأحداث في حي الميدان الدمشقي عام 1930. وهو يقدم عائلة كبيرة تسكن في بيت واحد، ينشأ بينها العديد من القصص، مع عرض للحياة في الحي ومشكلاته.

'الراي' (15:55) ليل ورجال يتناول تفشي ظاهرة لجوء الناس إلى المشعوذين لحل مشكلاتهم، ويحاول النص البحث في أسباب نشوء هذه الظاهرة وانتشارها في المجتمع العربي. يقارب منطقة جديدة هي عوالم المشعوذين، وتأثيرهم في حياة الناس، وتلطّيهم خلف الدين أحياناً لتحقيق مكاسب شخصية. كما يُظهر العمل الفضائيات التي أصبحت متخصصة بالتنجيم، والتي تبتزّ المشاهدين.

تأليف محمد العاص وإخراج سمير حسين.. يشارك في المسلسل نخبة من النجوم السوريين منهم أسعد فضة، فراس إبراهيم، سمر سامي، باسم ياخور، لينا حوارنة، هاني الروماني، شكران مرتجى، نضال سيجري، وفاء موصللي، سليم كلاس وسواهم.

قناة 'الجديد' (17:00) أناشيد المطر عمل رومانسي معاصر يتألف من ثلاثة أقسام منفصلة لكل منها مخرجه وكاتبه وتجمعها ثيمة المطر، ويتكوّن كل جزء من 10 حلقات. السلسلة الأولى: مطر الربيــــع قصة وسيناريو حوار: أمل حنا إخراج: سيف الدين سبيعي بطولة: ورد صالح- غسان مسعود-كندة صالح- سمر سامي- رامي حنا- خالد القيش- قمر خلف- أسعد الجابر- أسامة حلال. السلسلة الثانية: رائحة المطر قصة وسيناريو حوار: غسان زكريا إخراج ايناس حقي بطولة: سعد لوستان - جهاد سعد- سوسن أرشيد- نضال نجم- أمانة والي - فاتن شاهين- ضحي الدبس- رغد مخلوف- صبحي الرفاعي. السلسلة الثالثة: موعد مع المطر قصة وسيناريو وحوار: رافي وهبة إخراج: ناجي طعمة بطولة: فرح بسيسو، هبة الصباغ وآخرون.

الفضائية السورية (11:30) أسمهان إنه المسلسل الأكثر إثارة للخلافات حتى بعد استمرار تصويره. فما هي الصورة التي سيقدمها عن المطربة السورية الراحلة، مع كل ما اكتنف حياتها ومصرعها من غموض؟ سؤال لا يمكن الإجابة عنه قبل المشاهدة. إلا أن الخيار نفسه محفوف بالمخاطر حين يتعلّق بفنانة تحوّلت إلى جزء من الذاكرة. تأليف ممدوح الأطرش وقمر الزمان علوش، إخراج شوقي الماجري، مع سلاف فواخرجي وفراس إبراهيم وعابد فهد ويوسف شعبان وورد الخال.

قناة 'الجديد' (21:00)، - 'السورية' (10:30) و 'الاردنية ليس سراباً مسلسل اجتماعي معاصر من تأليف فادي قوشقجي وإخراج مثنى صبح. والبطولة لعباس النوري، وسلوم حداد، وكاريس بشار، وخالد تاجا، وسلافة معمار. يتناول العمل الطبقة الوسطى السورية مع تركيز على شريحة المثقفين، مقدماً نماذج مختلفة منهم كالمثقف الذي تنسجم ممارسته مع فكره والمثقف الانتهازي، مع إشارات إلى ظاهرة التطرف الديني، إضافة إلى خط عاطفي أساسي.

قناة 'الدنيا' (14:00) عرب لندن يقدم المسلسل رصدا واقعيا لأوضاع المهاجرين العرب فى بريطانيا، لاسيما في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر /أيلول، والتي تمثل نقطة تحول في نظرة الغرب إلى العرب والمسلمين.

ويسلط الضوء على سلبيات وإيجابيات القانون البريطاني تجاه المهاجرين العرب، من خلال قصة المواطن السعودي الذي تزوج من بريطانية، وأنجب منها ابنتين وعندما عاد إليها بعد فترة وجدها قد أقامت علاقة مع أحد البريطانيين، فحاول الحصول على حضانة بناته لكنه اصطدم برفض القانون البريطاني!.

ويؤكد المسلسل أن العرب مها اختلفوا فيما بينهم، إلا أنهم يملكون القدرة على التعايش مع بعضهم البعض، والدليل أنه في نهاية كل يوم تجدهم يجتمعون في 'مقهى النيل' الذى يملكه مواطن مصري مقيم في لندن منذ عشرات السنين. ويكشف بكل شفافية عن الحالة المزرية التي وصل لها المهاجرون.

وهو مسلسل عربي من تأليف السوري أنور القوادري وإخراجه، بمشاركة عابد فهد، وباسل خياط من (سوريا)، ونرمين الفقي وتوفيق عبد الحميد (من مصر)، وسيرين عبد النور (لبنان)، وفتحي هداوي (تونس)... العمل الذي جرى تصويره بين لندن وسلوفينيا وسورية، يعالج تعقيدات الحياة لدى العرب المغتربين، من خلال عدد من الشخصيات المقيمة في العاصمة البريطانية.

قناة اوربيت (16:00) وحوش وسبايا مسلسل اجتماعي من تأليف محمد ملاك وإخراج ناجي طعمي. والبطولة لخالد تاجا، وصباح جزائري، ونادين سلامة، وصباح بركات، وصفاء سلطان، ورضوان عقيلي. يرصد العمل استغلال شركات القطاع الخاص للعاملين فيها، مع خطوط رومانسية وبوليسية، والتفاتة إلى تأثير العولمة ودخولها إلى بيوت الناس. أما الموضوع العام للعمل، فهو الصراع بين الخير والشر.

قناة 'الشاشة' (21:00) زهرة النرجس مسلسل اجتماعي معاصر من تأليف خلدون قتلان وإخراج رامي حنا. بطولة كاريس بشار، سامر المصري، عبد الهادي الصباغ، قصي خولي. يحكي العمل قصة 'نرجس العنابي' (كاريس) التي تهرب من بيت العائلة في القرية في سن مبكرة، وتتزوج الطبيب الذي عالج والدها، وتعيش في العاصمة وسط ظروف صعبة. كما يناصر المسلسل المرأة في كفاحها ضد مجتمع ظالم.

قناة 'أبو ظبي' (22:00) رصيف الذاكرة دراما اجتماعية معاصرة من تأليف وسيناريو محمود الجعفوري وإخراج سامي الجنادي. أما البطولة، فلأيمن زيدان وأماني الحكيم وحسام تحسين بك ولورا أبو أسعد وسامر عمران وفيلدا سمور وروعة ياسين وفادي صبيح وشكران مرتجى. يتناول العمل مجموعة من قصص الشباب: كيف كانوا ثم كيف أصبحوا وماذا حل بمشاريعهم وأحلامهم؟.

الفضائية السورية (22:35) رياح الخماسين عمل اجتماعي سياسي، تأليف أسامة إبراهيم، إخراج هشام شربتجي، وبطولة أسعد فضة، وسلمى المصري، وفايز قزق، ضحى الدبس، وعبد الحكيم قطيفان، وديمة قندلفت. المسلسل الذي كان اسمه 'وجهة نظر' يقترب من موضوع حساس. ذلك أن بطله فريد هو معتقل سياسي سابق، مُنع من العودة من ألمانيا وهو على وشك نيل شهادة الدكتوراه.

قناة الجديد (16.00) باب المقام تأليف محمد أبو معتوق عن مسرحية وليد إخلاصي 'مقام إبراهيم وصفية'، إخراج فهد ميري، وبطولة مرح جبر وبشار إسماعيل وعمر حجو وصباح عبيد وعصام عبه جي. تدور أحداث المسلسل في حارة شعبية حلبية هي 'باب المقام' في مرحلة ما بعد الاستقلال في خمسينيات القرن الماضي. أما بالنسبة إلى الحكاية الرئيسية، فهي عن قصة حب تنشأ في وسط تسوده الكراهية. كما يناقش العمل عدداً من القضايا كالتعصّب والتسامح.

الفضائية السورية (01:10) حبة مسك 'خبر عاجل' دراما اجتماعية معاصرة تتناول عالم الصحافة والصحافة الخاصة تحديداً، وما يدور فيها من أحداث وخفايا وتأثير جهات كالمنظمات الصهيونية ودور الصحافة في فضحها. العمل من إخراج غزوان بريجان وتأليف بسام جنيد، وينتجه التلفزيون العربي السوري، وهو من بطولة نادين وعبد الحكيم قطيفان وميلاد يوسف وكندة علوش ومجد نعيم وسليم كلاس وتولاي هارون.

الفضائية السورية (02:30) مسلسلات كوميدية بقعة ضوء يعود البرنامج الكوميدي الأشهر 'بقعة ضوء' مع نجميه باسم ياخور وأيمن رضا، تحت إدارة المخرج الشاب سامر برقاوي الذي عمل مساعداً مع الليث حجو في الأجزاء السابقة من 'بقعة ضوء'.

هذا البرنامج الانتقادي الساخر الذي كتبت لوحاته مجموعة كبيرة من الكتّاب، لم يحقق تلك الشعبية الواسعة بسبب خفة ظل فقراته فحسب، بل لقدرته على مقاربة موضوعات كانت حتى وقت قريب تعد من المحظورات.

قناة 'المنار' (18:30) هيك تجوزنا من المسلسلات الكوميدية هناك هيك تجوزنا للمخرج عمار رضوان وهو من تأليف مازن طه وانتاج الفنانة جومانة مراد ومشاركة عدد كبير من الفنانين السوريين منهم سلاف فواخرجي وجومانة مراد وباسم ياخور وباسل خياط ونادين تحسين بك وحسن عويتي ونسرين الحكيم، وسواهم. العمل ينتمي لنوع الحلقات المنفصلة، لكل حلقة حكايتها وشخصياتها.

حارة عالهوا عمل من السنة الماضية لم يجد طريقه للعرض بسبب خلافات إنتاجية، من تأليف الممثل رافي وهبه وإخراجه، وبطولة بسام كوسا وسلمى المصري وكاريس بشار وسليم صبري وخالد تاجا. الشخصية الرئيسية فيه أبو وديع (بسام كوسا) رجل فضولي مهووس بالمراقبة. تنشأ مجموعة من المفارقات الطريفة مع قدوم بعض الساكنين الجدد إلى الحارة. عمل خفيف، لكنه بعيد عن الروح الانتقادية التي تميزت بها الكوميديا السورية.

قناة 'اليوم' (18:00) بلا ياسر العظمة! منذ 1984 تاريخ الجزء الأول من 'مرايا' تحولت أعمال ياسر العظمة إلى تقليد رمضاني. وعلى رغم تطور الدراما السورية، بقي البرنامج محافظاً على شعبيته واستفاد من الطاقات الشابة. هذا العام كما العام السابق، لن يطل علينا صاحب 'مرايا'، إذ تعثرت السنة الماضية عمليات تصوير عمله الجديد 'رجل الأحلام' مع المخرجة رشا شربتجي، بعد تعرضه لإصابة أثناء التصوير، ثم حالت انشغالات المخرجة شربتجي وبعض المشكلات الإنتاجية دون استكمال المشروع. 

 

اضخم انتاج في تاريخ التلفزيون السوري والقطاع الخاص (1 ـ 2)

دراما رمضان السورية تكتسح الفضائيات العربية

لندن 'القدس العربي' من أنور القاسم 

كل عام وانتم بخير.. ما ان نذكر رمضان حتى تتقافز الى اذهاننا مسلسلاته التي اصبحت لازمة يومية مثل افطاره، فعلى مدى شهور طويلة والدراميون السوريون يغزلون ثوب 2008، تحمّلوا برد الشتاء وحر الصيف سافروا في جبال وسهول ومرافئ سورية وخارجها والنتيجة حوالي ثلاثين عملاً تلفزيونياً، وما يميز الدراما السورية التي اجتاحت الفضائيات العربية في السنوات الاخيرة هذا العام انها الاضخم، ليس فقط على صعيد التكلفة المادية انما على صعيد توسع الانتاج وتشعب الاعمال العربية المشتركة، وسيشاهد متابعو دراما رمضان الذين اسرهم 'باب الحارة' في العام الماضي البيئة الساحلية التي تحضر هذا الموسم الى جانب البيئة الشامية وقد عاقر الانتاج السوري هذا العام التاريخ والدين والسياسة والاجتماع والتراث والكوميديا. ولعل اهم منجزات هذا العام هو احتضان العديد من الاعمال فنانين من مختلف الاقطار العربية، كان اهمها 'صراع على الرمال، الذي استوعب اكبر تعاون فني عربي. ولطالما أبدى النص الدرامي السوري انفتاحاً على قضايا عربية عامة، يصــح معها الاستعانة بنجوم عرب، كما أن هناك رؤوس أمــوال عربــية عديدة وُظفت في الإنتاج الدرامــي السوري، فكان من الطبيعي أن يتوجه هذا الإنتاج لـملايين العرب. ليس ذلك فحسب فقد دخلت الدراما السورية بقوة الساحة المصرية، حيث كتب وليد سيف سيناريو عن حياة الرئيس المصري السابق أنور السادات، وهناك عمل سوري عن حياة الفنان الراحل محمد عبد الوهاب واخر عن حياة اسمهان. وهنا تغطية لاهم الاعمال السورية التي ستعرضها المحطات العربية واوقات بثها: صراع على الرمال لعله من اهم الاعمال هذا العام نظرا لارتفاع تكلفته ولحجم المشاركين في العمل، اضافة الى لمسات مخرجه المبدع حاتم علي، وقد كتب أشعار هذا العمل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي، وقام الكاتب هاني السعدي باعداد السيناريو، واعتمد إنتاج العمل على الخبرات الإسبانية الاستثنائية في تنفيذ المعارك الحربية التي جمعت القبائل العربية في القصة وقد تم إحضار أهم الخيول العالمية وأمهر الفرسان الذين سبق وقدموا أفلام وتجارب عالمية كبيرة في أعمال تاريخية اشتهرت بمعاركها الكبيرة لتنفيذ معارك / صراع على الرمال / على أكمل وجه الأمر الذي تحدث عنه مصمم المعارك الاسباني الشهير ريكاردو كروز الذي صمم معارك أفلام كثيرة منها'Gladiator '، Last samurai' مشيرا أنه فوجئ بالإمكانيات الفنية العالية الموجودة في هذا العمل ومشيدا بالوقت نفسه بإنتاج العمل الذي وفر أرضية متميزة لمسلسل درامي كبير وما حققه في هذا العمل التلفزيوني يقارب النتائج أثمرت عنها أعمال عالمية كثيرة.

والمتابع لوجوه الممثلين والجهود الجبارة التي بذلت لمقاربة أشكالهم بالفترة التاريخية يدرك العبء الذي تحمله فريق الماكياج الإيراني الذي جرى الاتفاق معه على تقديم مقاربات تنتمي لشخصيات تلك الفترة وقد سبق وقدم هذا الطاقم أعمالا كبيرة مثل مسلسل الزير سالم وربيع قرطبة وصقر قريش.

'صراع على الرمال' بطولة تيم حسن وعبد المنعم عمايري وصبا مبارك. صوّر في سورية والمغرب والإمارات، وبميزانية غير مسبوقة فاقت 6 ملايين دولار. يبث على قناتي 'دبي' (23:00) - 'سما دبي' (16:00) باب الحارة 3 يتابع محبو المسلسل الأكثر شعبية في العالم العربي أحداث الجزء الثالث الذي يختلف في الكثير من مجرياته عن الجزء الثاني حيث تدخل الى العمل حارات جديدة وتتبدل الموازين كما يكون للنساء دور كبير فيه، مع غياب بطله عباس النوري (أبو عصام) الذي يموت في الحلقة الأولى فيما سيتزوج العقيد أبو شهاب (سامر المصري) الفنانة جومانة مراد، وفيه من الاسرار والحداث سنترك للمشاهد الحكم عليها. وتقوم بعرضه القناة الفضائية الجديدة 'ليبيا الشبابية' التي تبدأ بثها مع بداية شهر رمضان المبارك حيث تستعد لعرض عدد من البرامج و المسلسلات من مسلسل 'فنجان الدم' وكذلك ستعرض برنامج (رمضانيات دريد) الذي سيقدمه الفنان السوري دريد لحام حيث يستضيف فيه يومياً أهم الفنانين العرب .

و'باب الحارة' من تأليف مروان قاووق، والإخراج لبسام الملا، وبطولة صباح جزائري، وليليا الاطرش ووفاء موصللي، ووائل شرف ونخبة من نجوم سورية .

وسيعرض حصرياً علىmbc .

الحوت يمكن ان نسميه اوسع عمل عن البيئة الساحلية السورية فقد اقيمت قرية كاملة مع اسواقها ومراكن البحارة لخدمة هذا العمل، ، يخرج مسلسل الحوت رضوان شاهين وهو من تأليف كمال مرة وانتاج شركة عاج للإنتاج الفني، فيتناول حال الناس في مدينة اللاذقية السورية الساحلية وطريقة حياتهم اليومية مع البحر في فترة الاحتلال الفرنسي.

وتبدأ حكاية أسعد الحوت في المسلسل منذ أن كان شابا فظا غليظ القلب بقريته الصغيرة الفقيرة، حيث لم يتورع عن محاولة خطف صبحة ابنة المختار بالقوة، بل ويسخر مما يقوم به شقيقه من مقاومة للجيش الفرنسي مع الثوار والنصب والاحتيال على الناس، وابتزازهم بحيل رخيصة.

وتتلخص أهداف أسعد الحوت المريضة في الحصول على المال والجاه بطرق غير أخلاقية وبأساليب السطو والاحتيال والأعمال الشريرة.

يقوم بدور البطولة المبدعون، بسام كوسا، سلوم حداد، وخالد تاجا، ومنى واصف، وريم علي، وأندريه سكاف وفايز قزق، وسامية جزائري، وعبد الرحمن أبو القاسم، ورضوان عقيلي، ولورا أبو أسعد، ووفاء موصلي، وحسام تحسين بك، ومجموعة أخرى من النجوم.

تعرضه قناتا 'ال بي سي' 22.00 وقناة 'دبي (21:00) قمر بني هاشم مسلسل تاريخي ديني ضخم، يتناول الأحداث الحقيقية للسيرة النبوية الشريفة والجديد فيه سيكون على الصعيد التقني الفني، وقد بنيت في دمشق ولأول مرة أماكن حقيقية مثل المدينة المنورة ومسجد الرسول، ومكة المكرمة كاملة من الكعبة وحولها.

يخرجه محمد الشيخ نجيب من تأليف محمود عبد الكريم وإنتاج شركة بانه للانتاج الفني وبالتعاون مع فضائية سودانية جديدة تدعى ساهور التي بدأت البث التجريبي منذ فترة قريبة، وسيكون الافتتاح الرسمي للمحطة عبر هذا المسلسل، يشارك في تجسيد الشخصيات الرئيسية نخبة من الفنانين العرب بينهم عبد الكريم قواسمي ومحمد العبادي، من الاردن ورفيق علي أحمد وعمار شلق من لبنان ورشيد عساف وأسعد فضة وزهير رمضان وجهاد عبدو ونجاح سفكوني وتيسير ادريس وريم علي ويحيى بيازي وباسم ياخور وسلمى المصري من سورية.

تعرض هذا العمل ايضا قناة 'ال بي سي' اللبنانية.

فنجان الدم عمل ملحمي ضخم يتناول صراع القبائل البدوية ابتداء من مطلع القرن التاسع عشر وحتى نهاياته في منطقة بادية الشام، على خلفية سياسية تتمثل في التجاذبات التي كانت تحاول استمالة البدو، وعلاقتهم مع السلطة العثمانية التي كانت تهدف إلى حماية طريق الحج، والمشروع الإنجليزي في الحفاظ على طريق تجارته مع الهند ويسعى العمل إلى رصد انعكاسات هذه الصراعات السياسية على بادية الشام.

وهو العمل الأول لجمال سليمان هذا الموسم، والثاني له مع الدراما البدوية. من تأليف عدنان عودة وإخراج الليث حجو، وبطولة غسان مسعود، وميساء مغربي، ونسرين طافش.

يعرض على mbc سعدون العواجي دراما بدوية تاريخية تعاقر قصصا من وحي القبائل العربية، تروي قصة الشيخ سعدون العواجي. وهي مستوحاة من أحداث تاريخية تدور بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. ومسلسل 'سعدون العواجي' واحد من أضخم الإنتاجات الدرامية لهذا العام خاصة أن أحداثه مستوحاة من قصة حقيقية جرت أحداثها في صحراء الجزيرة العربية بين عامي 1750و1830.

ويتميز العمل بوجود عدد من النجوم العرب يتقدمهم السوري رشيد عساف المتمرس بأداء اللهجة البدوية، والأردنية عبير عيسى صاحبة والموهبة الواعدة الفرزدق الكعبي الذي يقوم بدور عقاب.

ويروي مسلسل 'سعدون العواجي' حكاية الشيخ سعدون العواجي وولديه عقاب وحجاب، اللذين فارقاه وهما لا يزالان طفلين صغيرين، لكنهما أصبحا فارسين يضرب بهما المثل عندما شبّا، أما الوالد سعدون فخسر الكثير من سلطته بعد فراق ولديه فاستعان بعقاب وحجاب واستعاد مجده الضائع بفضلهما وخاض الكثير من الحروب مستفيداً من قوة ولديه ونفوذهما.

'سعدون العواجي' تأليف فهاد الشمري ومحمد اليساري، ومن إخراج السوري نذير عواد. تعرض هذا العمل حصريا قناة 'أبو ظبي' (21:00) لورنس العرب العمل سيرة ذاتية يتناول سيرة الضابط الانكليزي توماس ادوارد لورانس 1888-،1935 الملقب بـلورانس العرب وعلاقته بالثورة العربية الكبرى، ويتطرق لعلاقته مع الجاسوسة اليهودية سارة أرنسوهن التي كانت تتنقل أثناء الحرب العالمية الأولى بين المدن العربية لوضع اللبنات الأولى لدولة اسرائيل.

وتدور الأحداث بين عامي 1914 و1917 حيث يستعرض أهم الأسباب التي أدت الى الثورة العربية ضد الأتراك ثم دخول الانكليز والفرنسيين الى المنطقة، ويجسد الفنان جهاد سعد شخصية لورانس العرب.

تأليف هوزان عكو، إخراج ثائر موسى، وبطولة جهاد سعد، ومرح جبر، ورنا أبيض، ومازن الناطور. وسعد مينة وعبد الحكيم قطيفان والكويتي فيصل العميري وعمرو القاضي وسلاف معمار ورنا أبيض وحسان يونس وغيرهم.

على تلفزيون الكويت (23:15) أولاد القيمرية العمل يمثّل محاولة لتقديم رؤية مختلفة في الأعمال التراثية الدمشقية، ويُعنى بتوثيق الحدث تاريخياً حيث تبدأ الأحداث نهاية القرن التاسع عشر وهو أيضاً عمل اجتماعي انساني يتناول قضايا الحب والأسرة والطمع وتجري أحداثه في حيّ القيمرية الدمشقي في الفترة الممتدة بين انشاء خط الحجاز الحديد ونهاية الحكم العثماني. من تأليف عنود خالد، سيناريو عباس النوري وحافظ قرقوط، وإخراج سيف الدين سبيعي. هنا، يعود عباس النوري إلى الحارة الشامية، ومعه يشارك في البطولته امل عرفة ورفيق سبيعي وناجي جبر ونبيلة النابلسي وسلافة عويشق وفادي صبيح وغيرهم.

الفضائية السورية (13:30) أبو جعفر المنصور ويتناول العمل حياة الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور الذي بنى بغداد وصانع عز ورفعة العباسيين ويأتي وفق تسلسل تاريخي يبدأ من ولادة أبو جعفر في قرية 'الحميمة' جنوب الشام، ونشأته بين كبار رجال بني هاشم، وضعف الدولة الأموية، إلى صدور الأمر إلى أبى مسلم بالجهر بالدعوة للعباسيين في عهد آخر خلفاء بني أمية 'مروان بن محمد'، في خضم انشغال الأمويين بصراعات أنصارهم القدماء بالشام، وانشقاق زعمائهم على أنفسهم، فيجمع أبو مسلم الخراساني العرب من حوله، وينقضَّ على 'مرو'، ويواصل فتوحاته، حتى تصل الكوفة، حيث تتم مبايعة أبى العباس خليفة للمسلمين، فتنشأ الدولة العباسية، وتتمكن من الإطاحة بالأمويين.

ويتابع المسلسل بتولي أبو جعفر المنصور الحكم بعد مرض السفاح ووفاته، فكان أول ما واجهه المنصور ثورة عارمة حمل لواءها عمه عبد الله بن علي الذي رأى أنه أحق بالخلافة من ابن أخيه، فرفض مبايعته، واستظهر بالجيش الذي كان يقوده في بلاد الشام. فبعث أبو جعفر إلى عمه 'أبو مسلم الخراساني' على رأس جيش كبير، فهزمه، وما كاد يلتقط الخليفة العباسي أنفاسه حتى أعد العدة للتخلص من أبي مسلم الخراساني، الذي زاد استخفافه بالخليفة المنصور، ونقض بيعته، فأغراه المنصور حتى قدم إليه في العراق، ليلقى مصرعه بين يدي الخليفة.

تأليف محمد البطوش، وإخراج التونسي شوقي الماجري، وبطولة عباس النوري في إطلالة تاريخية، وهاني الروماني وبمشاركة أردنية اهمها نبيل المشيني ومنذر رياحنة وعبير عيسى وإياد نصار، وبمشاركة لبنانية، لعل أبرزها مع عمار شلق. على قناتي 'الجديد' (22:00) 'حكايات كمان' (15:00) الحصرم الشامي 2 يتناول البيئة الدمشقية بمنظور مختلف، لا يتابع الجزء الثاني ما انتهى عنده الجزء الأول، بل نقفز عقوداً عدة إلى الأمام مع شخصيات جديدة. ويصور المسلسل الفترة التي سبقت الحكم المصري لبلاد الشام 1831، تحت اسم 'يوميات الدم والنار'.

تأليف فؤاد حميرة وإخراج سيف سبيعي، وبمشاركة نجوم الجزء الأول، ومعهم أيمن رضا وسمر سامي وقيس الشيخ نجيب، وسوسن ميخائيل.

الفضائية السورية (15:30)

القدس العربي في 2 سبتمبر 2008

 
 

هل تصمد قنوات الدراما في الحرب المفتوحة؟

باسم الحكيم

من «باب الحارة 3»لا تقتصر المنافسة هذا العام على العروض الحصرية. بعض الفضائيات تكتّمت عن جدول رمضان حتى اللحظات الأخيرة... فهل هو هروبٌ من تضارب المواعيد، أم خوفٌ من محطات المسلسلات المجانيّة؟

حماوة الصراع بين الفضائيّات العربيّة على دراما رمضان، لم تقتصر هذا العام على اختيار أفضل المسلسلات فقط، بل امتدت أيضاً إلى التسابق على توقيت عرضها. يأتي هذا التحوّل، بعد أشهر قليلة من ولادة باقة من الفضائيّات المتخصّصة بالدراما المفتوحة وبينها: «الحياة مسلسلات»، «بانوراما دراما 1» و«بانوراما دراما 2» و«أوسكار دراما» و«هنيبعل الشرق»، إضافة إلى قناتي art حكايات المشفرتين: «كمان» و«زمان».

ولعل شهر رمضان سيكون الامتحان الأوّل والحاسم للفضائيّات الجديدة، وسيحدد أي منها ستكون قادرة على إكمال رحلة التحدي والمنافسة مع القنوات المشفّرة. ويبدو أن رهان قناة «هنيبعل الشرق» التي أكد ملحقها الإعلامي لطفي السلامي أنها لن تكتفي بتغطية تكاليفها، بل تسعى إلى تأمين موارد إضافية للمحطة الأم، قد سقط بحلول رمضان. الأمر نفسه ينسحب على قناة «أوسكار دراما» التي تستكمل مسيرتها حتى الآن مع المسلسلات القديمة. وهكذا، انسحبت القناتان من المنافسة بهدوء قبل انطلاقتهما، لكونهما قد أدركتا أنهما غير جاهزتين لها. وها هي الساحة تبقى خالية لـ«الحياة» و«الحياة مسلسلات»، ومعهما قناتا «بانوراما دراما».

ولأن المنافسة، باتت اليوم أصعب من أي وقت مضى، كان قرار بعض الفضائيّات بعدم الإفصاح عن مواعيد عرض البرامج والمسلسلات، «حتى لو أزعج هذا الأمر أهل الصحافة»، كما يقول أحمد حمّود، مدير العلاقات العامة في مجموعة mbc. ويضيف شارحاً: «عندما كنّا نفصح عن شبكة برامجنا سنوّياً، كنّا نتورّط بمنافسة شرسة مع أعمال تعرض على قنوات أخرى».

من هنا، وتجنّباً لتكرار الأمر، تكتمت mbc عن برمجتها حتى أمس، «وأي تسريب كان سيعرّض صاحبه للفصل من القناة». وعن عدم حصريّة عرض مسلسل «باب الحارة» في جزئه الثالث على mbc، بعد إعلان قناة «ليبيا الشبابيّة» التي تنطلق في رمضان، يجيب حمّود: «mbc وقعت عقداً مع المحطة الجديدة، يشترط ألّا تعرض أي حلقة، قبل مرورها على شاشتنا».

وعلى غرار mbc، رفضت قناتا «الحياة» و«الحياة مسلسلات»، الإفصاح عن مواعيد عرض مسلسلاتها إلى حين الإعلان عنها على الشاشة أول من أمس. كذلك تكتمت «روتانا خليجيّة» و«شام» وotv المصرية عن مواعيد برمجتها حتى اللحظات الأخيرة... فكان من الصعوبة بمكان معرفة موعد عرض بعض المسلسلات والبرامج، ولو قبل 24 ساعة من مدفع الإفطار الأوّل. بينما حرصت فضائيّات أخرى وبينها: Orbit وart و«الراي» و«دبي» و«أبو ظبي» على الإعلان عن برمجتها على مراحل.

وتبقى مشكلة أخرى مع هذه الفضائيّات: فيما تعلن قناتا mbc و«أبو ظبي» عن مواقع إلكترونيّة خاصة بمسلسلاتها وبرامجها الرمضانيّة، ثمّة مشكلة المواقع الإلكترونيّة الخاصة بهما، ومعهما مواقع معظم الفضائيّات العربيّة. هذه المواقع التي من المفترض أن تؤمن خدمة كاملة للمشاهد عن شبكة البرامج وأوقات العرض، لا تواكب برمجة رمضان وتحتفظ بجداول البرامج التي كانت تعرضها قبيل هذه الفترة، وهي طبعاً تحتاج إلى تعديل.

الأخبار اللبنانية في 2 سبتمبر 2008

المصرية في

01.09.2008

 
 

لماذا تغلق دور العرض المسرحي والسينمائي في رمضان؟

طارق عبد الفتاح

المسلسلات وغياب التخطيط وراء اختفاء المسرح- سميحة أيوب : المسرح كان يزدهر في رمضان في الستينات والسبعينات وهزمته الآن دعاية الفضائيات- عبد الرحمن الشافعي : الثقافة الجماهيرية نجحت في الوصول إلي الناس في الأماكن المفتوحة وبالعروض المجانية- أشرف زكي: سنقدم للناس عروضا تناسب الشهر الكريم- سمير العصفوري: نفتقد المسئول الذي يفهم ما يجب أن نقدمه للناس في رمضانيأتي شهر رمضان المبارك فتطفئ انوار المسارح وتغلق دور السينما ابوابها وكأن هناك امرا دراميا علويا بوجوب مشاهدة الدراما التلفزيونية وحدها والابتعاد عن غيرها !ويتابع المشاهد اكثر من مسلسلا تلفزيونيا في وقت واحد وتتداخل الاحداث مع بعضها البعض .. ولما كان هذا الامر جديدا علي سلوك المشاهد نفسه وكانت المسارح في فترات تاريخية متواصلة هي مصدر البهجة والثقافة والتنوير ولم تغلق ابوابها ابدا طوال ايام الشهر الكريم واكتظت بالجمهور فترات امتدت من الستينات وحتي الثمانينات كان لابد لنا ان نعرف اسباب اختفاء المسرح في شهر رمضان حاليا .سيدة المسرح العربي الفنانة الكبيرة سميحة ايوب تؤكد رفضها لمنطق اغلاق المسارح في رمضان وتضيف كنا نواصل عملنا المسرحي ونقدم العروض طوال ايام رمضان في فترة الستينات والسبعينات والناس كانت تتابع العروض ... لكن يجب علي المسئولين ادراك خصوصية هذا الشهر وتقديم اعمال تناسبه وتضيف الفنانة سميحة ايوب : المشكلة الحقيقية هي سيطرة القنوات الفضائية بامكاناتها المادية الضخمة وليس فقط انتاج المسلسلات بكبار النجوم ولكن الدعاية الكبيرة لهذه الاعمال وهذه الدعاية لا نجدها في المسرح سواء في رمضان او في غيره من الشهور في الماضي لم تكن هذه القنوات موجودة المخرج الكبير سمير العصفوري يقول هناك اسباب كثيرة لاختفاء المسرح في رمضان اين الوقت ل 3 ساعات فرجة؟ بالاضافة لوقت ومجهود الانتقال للمسرح؟ ومن اين تكلفة التذكرة والانتفال ولماذا أشتري خدمة وابذل مجهودا بينما يمكنني الحصول علي خدمة اخري وانا في منزلي؟ الا اذا تم التخطيط الدقيق والواعي لتقديم شيء جذاب وخاص جدا مثلا عندما قدمت مأساة الحلاج في دار الاوبرا الخديوية سنة 67 اقترح المفكر الكبير محمود امين العالم ان نخرج للناس ونقدمها في اول يوم من رمضان في وكالة الغوري وكانت اول مرة ايضا يقدم في وكالة الغوري عروض مسرحية ولم اكن اتوقع اي نجاح ولكنها حققت نجاحا مبهرا واقبالا جماهيريا فاق اقبال الجمهور في دار الاوبرا القديمة ولكن لابد ان تلاحظ ان موضوع مسرحية صلاح عبد الصبور كان مناسبا جدا لشهر رمضان .ولكن الفنان سمير العصفوري لا يعتبر اشرافه وتقديمه لبرنامج بقعة ضوء التليفزيوني هروبا من المسرح ولكنه لجوء مؤقت والبرنامج اعتبره جهازا تعويضيا للمسرح يقدم خدمة الدليفري او توصيل المسرح للمنازل ... ويضيف العصفوري نحن نفتقد ايضا المخرج والمسئول المتفهم لما يجب ان يقدم وكيف يقدم في رمضان وكان لدينا المخرج عبد الرحمن الشافعي نجم هذه الليالي الرمضانية ومفهوم السامر والسرادق الذي يذهب للجمهور بعروض جذابه ولا يسجنه داخل الجدران .كان لابد لنا ان نتوجه لرائد المسرح الشعبي المخرج الكبير عبد الرحمن الشافعي الذي يتفق تماما مع ما ذكره العصفوري وسميحة ايوب ويضيف الناس ليس لديها اموال للذهاب للمسرح ولذا الثقافة الجماهيرية كانت اكثر ذكاء عندما انفردت بالساحة وقدمت عروضها في السرادقات وفي الحسين والدراسة والقلعة وحديقة الخالدين وحديقة الفسطاط اولا ذهبت للجمهور وثانيا قدمت العروض مجانا ثالثا لم تسجن الجمهور داخل جدران المسرح وهذا ما يليق اكثر بشهر رمضان ... ولكن الان اصبحت منافسة الفضائيات صعبة حتي عادل امام يغلق في رمضان !والسينما تفشل ايضا لأن السينما لها جمهورها الان واغلبه من الشباب وهي ايضا مكلفة ماديا .شهر احتفاليويختلف المخرج عبد الرحمن الشافعي حول فكرة مناسبة ما يقدم لشهر رمضان فيري ان شهر رمضان شهر احتفاليا وليس شهرا دينيا بمعني ان الناس تخرج للفسحة والفرجة و لن يجذبهم تقديم اعمال دينية ولن يناسبهم ايضا تقديم فيفي عبد في رمضان وهناك اشكال فرجة شعبية كثيرة يمكن تقديمها في هذا الشهر ولكن يجب الاشارة الي قضية مهمة ان هيئه قصور الثقافة كانت تقدم المنوعات حتي عام 80 ثم قرر حمدي غيث ان يرسخ التقاليد المسرحية وفق مفهوم يربي المتفرج علي احترام المسرح واستمر هذا المفهوم وحقق نجاحا وقدمت العروض في السرادقات واستمر الوضع من عام 80 حتي عام 007ولكن بكل اسف عادت الثقافة الجماهيرية في عام 008 الي المنوعات بدلا من المسرح!وهذا لم يحقق نجاحا او اقبالا واهدر قيمة المسرح!ويؤكد المخرج عبد الرحمن الشافعي ان عروض السرادقات التي قدمها قديما لاقت اقبالا جماهيريا كبيرا وصل الي اكثر من 3 الاف مشاهد في الليلة الواحدة في عروض مثل الشحاتين وبنت السلطان وغيرها وهي عروض كانت مستلهمة من تراثنا واحيانا من اعمال اجنبية ولكنها تتماس مع واقعنا .ويؤكد الشافعي ان قرار تأجيل المهرجان التجريبي بسبب تعارضه مع شهر رمضان قرار صائب تماما لانه لا يتناسب مع شهر رمضان وكان سيحدث هجوم عليه ويضيف :المهرجان القومي للمسرح يقدم مجانا للجمهور فلماذا لا يتم الامر نفسه مع العروض المسرحية في رمضان ؟الان هيئة الكتاب والفنون التشكيلية والاوبرا الكل يتسابق لتقديم اعماله في الساحات والاماكن المفتوحة وخاصة القلعة التي ستتحول الي سوق ثقافي .وسوف اكتفي هذا العام بتقديم عرض الافتتاح لمهرجان وليالي القلعة الرمضانية والتي تبدأ في 5 رمضان حتي 5 رمضان والعرضصوفي لمجموعة المشايخ القدامي والمعروفين بالصييطه وهم جزء من فرقة النيل للانشاد الصوفي بهيئه قصور الثقافة .المسرح مستمركان لابد ان نتوجه للفنان اشرف زكي رئيس البيت الفني للمسرح لنتعرف علي رأيه:المسرح مستمر في رمضان وسيبدأ النشاط المسرحي بعد الاسبوع الاول من رمضان وسنركز علي اعمال تتفق مع الشهر الكريم لأن الشاشة التلفزيونية تزاحمنا بشدة وهي متخمة في رمضان وستكون هناك عروض في الحديقة الثقافية بالسيدة زينب وعروض بمسرح الغد وهناك عرض مستوحي من اعمال يوسف ادريس وايضا هناك تجول بالعروض وامسيات مسرحية .وانا ضد فكرة الغاء العروض طوال رمضان انما لابد ان نقدم نوعاً من التوازن مع الوجبة الرمضانية الدرامية في التلفزيون ولابد ان ندخل الناس في الحالة الروحانية التي تميز شهر رمضان ... ولهذا ستتوقف بعض العروض غير المناسبة لاجواء الشهر وتستمر عروض اخري ولكن يجب ان ندرك ان المنافسة غير متكافئة بين الفضائيات والمسلسلات بكل نجومها وبين المسرح الذي يفتقد النجوم خصوصا في هذا الشهر فكل الفنانين وخاصة النجوم مشغولون بالتصوير قبل رمضان وهناك صعوبة في اجتذابهم للمسرح في هذا التوقيت .وحول قرار تأجيل المهرجان التحريبي بسبب شهر رمضان يقول أشرف: اعتقد انه قرار سليم تماما لأن اغلب العروض المقدمة لا تصلح للعرض في رمضان والمهرجانات عادة ما تتحرر من التابوهات الثلاثة وبالتالي لن نضمن احتراما للشهر الكريم .

جريدة القاهرة في 2 سبتمبر 2008

 
 

سمير الجمل يكتب عن:

الظاهرة المهندية في المسلسلات التليفزيونية

المسلسل التركي سنوات الضياع الذي سبق مسلسل نور كان أفضل درامياً ومع ذلك لم يأخذ حظه عند الجمهور

رولا سعد إستعانت بمهند كموديل في أحدث كليباتها وفي دبي أشركوه في حفل عمرو دياب عندما وجدوا مبيعات التذاكر أقل من المتوقع 

ربما هي واحدة من المرات القليلة التي ينسب فيها مسلسل تليفزيوني إلي بطله .. رغم أنه يحمل اسم البطلة وهي نور.. وهي أيضا من المرات القليلة التي يصبح فيها البطل الرجل هو مثار الأعجاب ومحور الحديث وقد جرت العادة في عالمنا العربي بوجه خاص... أن تستحوذ المرأة بجمالها وشخصيتها علي الاهتمام كله..أنه مهند بطل المسلسل التركي الذي نسجت حول الحكايات والحواديت ووقعت بسبب الإعجاب الطائش به عدة حالات طلاق.. حتي أصبح لدينا ما يمكن أن يسمي يسمي بالظاهرة المهندية... فالناس التي تجتمع حول المسلسل التركي الذي تجاوزت حلقات الـ 130 .. ليس لها كلام إلا عن مهند وبرغم ما جاء في حقه كممثل مغمور لعب بعض الأدوار الجنسية لكن الأعجاب ينمو ويكبر.الغريب في الأمر أن المسلسل الذي سبق نور وهو سنوات الضياع فيه دراما أفضل وتتحرك أحداثه أسرع .. لكن الحظ لعب لعبته.. مع مهند .. الذي تحول أيضا إلي مادة تسويقية.. استحانت به المغنية رولا سعد| في بطولة فيديو كليب.. وهي سابقة جديدة.. لأن الكليب في الغالب يعتمد علي أجساد الجميلات ولكنه هذه المرة يتحول إلي الوسامة التركي... وفي دمشق عندما وجه المنظمون لحفل عمرو دياب أن بيعات التذاكر ليست كما يجب استعانوا بمهند وحصل علي 40 ألف دولار مقابل عشر دقائق تواجدها علي المسرح ازعجت دياب فيما بعد وأدرك أنه طعن في جماهيرته وهدد بعدم الغناء .. وقد كنت في دمشق وقتها والمعلومات من مصادر قريب من منظمي الحفل..وليس هذا بغريب في وقت نسمع فيه من هنا وهناك أن قصص من ملف التفاهة النسائية العربية والذكورية عن حوادث طلاقا بسبب الأعجاب الزائد بالفتي التركي.. أو رحلات تتجه من دول الخليج إلي اسطنبول للطواف حول بيت مهند.. والتبرك به.السؤال المهمنحن في شهر الدراما... والسؤال الدرامي ضروري عما أعجب الناس وجعلهم يقبلون علي هذا العمل وهو درامياً بكل المقاييس لا يستحق أكثر من 3 درجات من عشرة .. الأجابة لها عدة أفرع.. أولها رغبة المتفرج العربي في البحث عن الوجوه الجديدة والأماكن الجديدة.. ثانيها أن ترجمة المسلسلات المكسيكية بالعربية الفصحي وهي معاصرة كان يفقدها الكثير من التواصل مع المشاهد العربي .. واللجوء إلي اللهجة الشامية كحل وسط في مسلسل نور ساهم إلي حد كبير.في التقارب والتعاطف مع الشخصيات.. وثالثها أن المسلسل رغم البطن نمو الأحداث.. واستهلاك الحدث الواحد علي مستوي أبطال العمل كله.. في تحرك عرض متكرر.. رغم هذا لعب علي وتر اللمسات والنظرات.. ومشاهد الفراش المقبولة في جو من الأناقة والفخامة..وكل هذا يلمس مشاعر إنسانية عند التركي والسوري والمصري والهندي.. لاخلاف فيها.. وإن كانت هنا موقعه بشعارات وعبارات رومانسية.. أصبحت من التراث القديم الإنساني غير المستخدم في عالمنا العربي في ظل مادية طاحنة.. تحول الناس إلي كائنات من السنوات.. للطعام والجنس والمال والجاه فقط.والعجيب أن أجواء مسلسل نور تتطابق إلي حد كبير مع المسلسل الأمريكي الجميلة والقبيح الذي سبق تقديمه منذ سنوات في أجواء من عالم الموضة والجميلات والمكائد والخيانات.. والخوض في تفاصيل التفاصيل.. بما يمنح الحلقات كل هذا المدد الذي يتحول إلي الحاح وانتشا وحواديت.. قد تصبح أقوي من المسلسل نفسه كما جري مع مسلسل نور الذي تحول اسمه ليصبح مهند.وأظن أن دخول شهر رمضان المعظم بكل حمولته الدرامية العربية الثقيلة سوف يحول بين الناس وبين مهند ولو بشكل مؤقت لأن .. وأظن أن غياب المسلسل الجيد في رمضان هو الذي أتاح الفرصة للعائلات العربية لكي تحقق نسبة المشاهدة العالية مع الأعمال التركية التي يجد فيها المشاهد العربي بعض ما يتمسك به من سلوكيات .. والكثير مما يريد أن يتحرر منه أيضا من السلوكيات.. وعلي سبيل المثال عندما نستضيف باتا.. صديق زوجها سليم... في غياب الزوج كامل ثم يساوي عليها.. مع ملاحظة أن الأخ كامل أو الزميل الصحفي بما يضعه في أذنيه من أقراط... يقدم لنا صورة غريبة لشاب يفترض فيه أنه مسلم ومثل هذه الأمور ولا تناسب الرجال.. لكن علي مايبدو أن جزء مهم جداً شفرة نجاح هذا العمل.. تتمثل في رسالة تركيا المتجهة قلبا وقالبا إلي أوروبا.. والمتمسك بشعار العلمانية ليس فقط كوسيلة للتفكير والحياة.. ولكن كسلاح يتم اشهاره في وجه كل من يحاول التمسك بظواهره الإسلامية حتي لو كان هذا الشخص

جريدة القاهرة في 2 سبتمبر 2008

 
 

حسن يوسف: هدفي نشر صحيح الإسلام

ياسر علام-مروة عبد الفضيل

لم تأت عودة الفنان حسن يوسف إلى التمثيل بعد فترة اعتزال طال مداها الزمني هادئة.. ولم تمر على الدراما التلفزيونية مرور الكرام؛ فقد عاد حسن يوسف الممثل الشقي ليدخل من البوابة الأكثر أمنا في عالم التلفزيون وهي الدراما الدينية بمعناها التقليدي التي تتناول فترة من التاريخ الإسلامي القديم أو شخصية فقهية، وقدم عددا لا بأس به من هذه النوعية.

لكنه قفز على التقليدية.. وقدم مسلسل "إمام الدعاة" عن سيرة حياة الشيخ الشعراوي، فيما تعد نقلة في تاريخ حسن يوسف الممتد وفي أحوال الدراما الدينية التي نحا بها منحى جديدا أكثر فاعلية -بدليل تفاعل الجمهور- حيث تخلى عن العمامة والعباءة وقدم صورة قريبة الشبه من حياتنا اليوم بموضوع ومادة ثرية بالمعرفة مهذبة للنفس عبر سيرة عطرة لشخصيات عرفناها وتآلفنا معها، أعقبها مسلسل المراغي.. وها هو يقدم للتلفزيون في شهر رمضان مسلسل "العارف بالله" عن سيرة حياة الشيخ عبد الحليم محمود.

وفي حوار وسطي -مثل النهج الذي ينتهجه فناننا- التقيناه ليسرد لنا تفصيليا قصته مع هذه الشخصية التي اختارها لتنضم إلى قافلة مسلسلاته الدينية التي يسير بها دوما من أجل رفعة الإسلام:

تفاعل مع الشخصية

·         الفنان حسن يوسف.. بعد نجاحك في تقديم شخصية الإمام محمد متولي الشعراوي، ما الإضافة التي ستقدمها من خلال الشيخ عبد الحليم محمود؟

- لست أنا من أقدم هذه الإضافة، لكنها الشخصية بكل ما تحمله من عمق وبساطة هي التي تقدم نفسها، وليس بالإمكان شرح تفاصيل صفحات عريضة من حياة هذا الشيخ الجليل في سطرين فحسب، وكل ما أود قوله إن الشيخ الشعراوي كان الناس على دراية واضحة بجانبه الديني من خلال الأحاديث التي يقدمها، وكان الجانب الحياتي من جانبه مجهولا إلى حد كبير، واستطعنا من خلال مسلسل "إمام الدعاة" توضيح هذا الجانب من حياته للجمهور، أما في حالة الشيخ عبد الحليم محمود فالجمهور لم يعرفه على كافة المستويات سواء العلمية، والاجتماعية، أو الإنسانية، وهو ما سنحاول التركيز عليه من خلال مسلسل "العارف بالله".

·         تقاربت ملامحك الشكلية والباطنية مع الشيخ الشعراوي، فكيف عن اختلاف ملامحك مع الإمام عبد الحليم محمود؟

- لا يشغلني على الإطلاق الجانب الشكلي؛ فالروح هي التي تغلب علي وأنا أجسد أيا من الشخصيات، وفي الواقع لا يوجد شبه بيني وبين الشعراوي، ما أفادني كذلك في غلبة الملامح الظاهرية للشعراوي علي هو أني عاشرت هذا الرجل عن قرب فتآلفت أرواحنا، فهناك عِشرة عمر بيننا دامت لأكثر من خمسة عشر عاما، على العكس من الإمام عبد الحليم محمود الذي لم أتقرب إليه في الواقع، لكني حاولت تعويض ذلك بأنني عاشرت أهله، ودخلت بيته، وجلست مع أولاده وتلاميذه وزوج ابنته العمدة محمود صالح، وابنه الدكتور منيع ومريديه، وزرت كلية أصول الدين والأزهر حيث كان دائم التواجد بهما، وذلك كي أبحث عن عبقه وتاريخه وأستنشق منهم عبير روحه.

خطوط التمثيل الحمراء

·         ماذا عن الخطوط الحمراء التي تضعها نصب عينيك كممثل؟

- بصفة عامة لا أقبل على الإطلاق ما يمس التزامي بشيء، أو ما يقدم في إطار غير محترم، وبالنسبة لتجسيدي لأي من الشخصيات فأهم الخطوط الحمراء التي أضعها هي ألا أقول ما لا يوجد في الشخصية التي أقدمها، ولا أقدم مهاترات، حتى إن كان ذلك في خدمة العمل الدرامي، وفي صالحي أنا كممثل، فأهم شيئين في فني هما: الأمانة، والصدق.

·         كثيرا ما يتم تقديم الشخصيات الدينية في إطار النبر الخطابي واللغة الإرشادية.. كيف استطعت أن تجسد هذه الشخصيات دون الوقوع في فخ المبالغة في الأداء؟

- لأنني لا أصطنع بل أكون بطبيعتي، ومن هنا أحافظ على التلقائية، وأن يصل كل ما أريد توصيله بشيء من البساطة، بالإضافة إلى ذلك أن معاشرتي لكل ما يتعلق بالإمام عبد الحليم محمود أفادني وقربني إلى أن أكون أكثر تفاعلا معه.

·         وما أكثر شيء لفت نظرك أثناء جلوسك مع أهل الإمام الجليل؟

- إنهم يعيشون على سجيتهم وطبيعتهم إلى حد كبير، وكلنا يعلم أن هذا الإمام كان وزيرا أي أنه عرض عليه القصور والفيلات، لكنه خشي أن يجذبه متاع الدنيا فابتعد عنها.

وسطية العارف بالله

·         في ظل تواجد بعض التيارات المتشددة تقدم شخصية الإمام عبد الحليم محمود وسطي الفكر.. ألا تخشى الهجوم عليك من جانب بعض المتشددين وأن يهتز عرشك كممثل؟

- بسبب هذا التساؤل علي في البداية أن أشرح وجهة نظري من تقديم الشخصيات الدينية بصفة خاصة، ألا وهي أن تقديمي لها ليس استعراض نفسي كممثل، بل إنني أريد تقديم نماذج استطاعت أن توضح صحيح الإسلام، فمثلا الإمام عبد الحليم محمود قدم للغرب الصورة الصحيحة للإسلام، وأرسل بعض الشيوخ لدراسة اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية لنشر الإسلام في كل البلاد، وهنا علي أن أوضح لأصحاب الفكر المتطرف ما هو الإسلام.

كذلك أحرص على تقديم قدوة للاقتداء بها والسير على نهجها، فكلنا يتفق على أن كل الفساد الذي نعيشه يرجع في مقامه الأول إلى انهيار الأخلاق، وقد يؤدي تقديمي لمثل هذه الشخصيات إلى عودتها، والله المستعان.

·         ما بين الفكر السني والصوفي مزج الإمام عبد الحليم محمود.. ألا تخشى النقد من أي الجانبين؟

- هو رائد الفكر الإسلامي المعاصر وإمام الصوفية المعاصرة، فقدم الصورة الصحيحة للصوفية؛ حيث اكتظاظها بالعديد من البدع فأراد تقديم هذا النهج حتى يبتعد الناس عن الإيمان ببعض المهاترات التي قيلت في حق هذه الطريقة، وبالنسبة للنقد المتوقع كما تقولين فلن يكون موجها لشخصي أنا كحسن يوسف بل سيوجه إلى فكر الشخصية نفسها، ونحن لدينا كل ما نستطيع الرد به، والأقوال مقابلها أقوال قالها الإمام بنفسه، وكما سبق فقد خاض هذا الشيخ معارك مع الشيوعية وبعض الصوفيين.

صحفيان مصريان

إسلام أنلاين في 2 سبتمبر 2008

 
 

بعدما قاطعتها الفضائيات الموسم الماضي...

الدراما السورية وأزمة التسويق: انفراج... ولكن

دمشق - هديل عرجة

بعد تعرض الدراما السورية خلال رمضان الماضي إلى أزمة تسويق، وتوجيه أصابع الاتهام إلى جهات مختلفة، اذ اتهم الممثلون المنتجين بسوء التسويق، وأكد المنتجون وجود مؤامرة سياسية أدت إلى غياب الدراما السورية عن عدد كبير من الفضائيات، يطل سؤال اليوم: أين الدراما السورية في رمضان الحالي؟

نظرة سريعة على ما تعرضه الفضائيات العربية يتبين ان حال الدراما السورية هذا الموسم أفضل من الموسم الماضي. على الأقل هذا ما يراه عدد من المنتجين والمخرجين السوريين، منهم المنتج وعضو لجنة صناعة السينما والتلفزيون في سورية عامر جبارة الذي يقول ان الدراما السورية لهذا الموسم شهدت إقبالاً كبيراً من الفضائيات، وتجاوز عددها الـ50 مسلسلاً، بينها أكثر من 30 عملاً يمكن تصنيفها ضمن الدرجة الأولى.

ويعزو جبارة السبب في هذا التحول الى قدرة الدراما السورية على اقتحام الساحة الفضائية هذه السنة وتجاوز المشكلة التي عانت منها رمضان الماضي، ما أدى يومها الى تدخل الرئيس السوري بشار الأسد من خلال تقديمه منحة لدعم المنتجين، وتوجيه الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية الى شراء 27 عملاً بكلفة مئة وأربعة ملايين ليرة سورية لمساعدة المنتجين في مواجهة ضعف توزيع أعمالهم، علماً أن عدد المسلسلات السورية المنتجة العام الماضي بلغ 30 عملاً. واعتبر جبارة أن هذه المنحة أثبتت للجميع وجود من يدعم المنتجين السوريين، وأن القناة التي ترفض شراء العمل السوري هي الخاسر الأكبر.

وبينما رفض الممثل ومدير إحدى شركات الإنتاج السورية فراس إبراهيم الحديث عما حصل العام الماضي، معتبراً أن ما واجهته الدراما السورية أزمة استطاعت تجاوزها، أشار إلى وجود علامات إيجابية كثيرة تدعو إلى التفاؤل بواقع الدراما السورية هذا العام من ناحية التسويق، أهمها ارتفاع مستوى الأعمال السورية، إضافة إلى العلاقة القوية بين الفضائيات والإنتاج السوري، ووعي هذه الفضائيات أهمية العمل السوري وتميّزه.

وأكد إبراهيم أن الدراما المصرية هي التي تعاني اليوم من التسويق السيئ.

وخلافاً لكل ما قيل، اعتبر المخرج السوري سيف الدين سبيعي ان الدراما السورية لم تتم مقاطعتها العام الماضي، نافياً كل ما تردد من أقاويل في هذا السياق. وقال ان ما حصل لا يتجاوز سعي الفضائيات الى إيجاد توازن بين الأعمال السورية والمصرية والخليجية المعروضة على شاشتها، ما أدى إلى تناقص حصة المسلسلات السورية على الفضائيات.

وشدد سبيعي على أن وضع الدراما تسويقياً لم يتحسن، خصوصاً مع وجود محطات تنتج أعمالاً سورية تعطيها أفضلية العرض على شاشتها، ما يؤثر في الأعمال الأخرى. وأضاف: «إن الحل لهذه المشكلة هو في إيجاد سوق وقنوات محلية تؤمن شراء الأعمال السورية وتجذب المشاهدين إليها».

أما المخرج السوري مثنى الصبح فألقى اللوم في سوء تسويق الدراما السورية على القنوات السورية الضعيفة التي يزداد عددها يوماً بعد يوم من دون أن يسمع عنها أحد، وقال: «لو كانت القنوات السورية قوية لجذبت المعلنين إليها، ولما اضطررنا الى بيع الأعمال السورية بمبالغ زهيدة. ولكن كيف سأجذب المشاهدين إلى قنوات لم يسمعوا عنها أبداً؟».

الحياة اللندنية في 2 سبتمبر 2008

 

 20 مسلسلاً سورياً على الفضائيات

دمشق ـ نور الدين الأعثر 

متابعو المسلسلات الدرامية على موعد مع أكثر من 20 عملاً سورياً في رمضان. ويرى رئيس لجنة صناعة السينما والتلفزيون عماد الرفاعي أن نجاح المسلسلات السورية خلال الفترة الماضية وإقبال المحطات التلفزيونية على عرضها، ساهما في تشجيع الشركات والمحطات التلفزيونية على الإنتاج في سورية.

وقال الرفاعي لـ«الحياة»: «يعرض عدد كبير من المحطات العربية أعمالاً سورية خلال هذا الشهر، وجزء من هذه الأعمال سيكون حصرياً»، لافتاً إلى أن عدد المسلسلات التي أنتجت هذا العام بلغ نحو 35 مسلسلاً كلفت نحو بليوني ليرة سورية (نحو 40 مليون دولار). وأكد أن الأعمال السورية لم تقاطع لأي سبب كان، إنما تعرضت لمنافسة بعد ظهور الإنتاج الدرامي الخليجي خلال السنوات الماضية.

ومن الأعمال السورية لهذا العام مسلسل «عرب لندن» للمخرج أنور القوادري و«وجه العدالة» لمؤلفه المحامي هائل اليوسفي الذي يتناول فيه قصصاً من القضاء السوري، و«بقعة ضوء» الذي غاب عن المشاهدين في رمضان الماضي، و«رياح الخماسين» و«أهل الراية» الذي يحكي السيرة الشامية، إضافة إلى«الحوت» و«شركاء يتقاسمون الخراب» وهو عمل صور في عدد من الدول الأوروبية و«طوق الياسمين». وهذه الأعمال التي أنتجتها نحو 20 شركة عاملة في السوق السورية موزعة بين التاريخي والاجتماعي والشعبي والمعاصر.

وأكد الرفاعي أن مسلسل «اسمهان» لم يصدر قرار بإيقافه وإنما صدر قرار بعدم عرضه بسبب تحفظ بعض أفراد عائلة الأطرش عن بعض المشاهد فيه، وان المنتج فراس إبراهيم تعهد بعرض المسلسل على لجان المراقبة لمشاهدته. وبعدما لفت إلى أن الدراما السورية في حاجة إلى اهتمام اكبر من الحكومة، قال: «طالبنا مرات بإقامة مهرجان في دمشق بهدف تسويق الأعمال السورية ولكن لم نلق أي تجاوب».

وأكد الرفاعي أن قناة الدراما التي يعمل التلفزيون السوري على إنشائها مهمة لجهة عرض الأعمال السورية القديمة ولفتح المجال لعرض الأعمال الدرامية المنتجة، و«لكن حتى تكون ناجحة يجب أن تبتعد عن الروتين والمحسوبية».

الحياة اللندنية في 2 سبتمبر 2008

 
 

سباق النجوم الكبار في شهر الصوم  

التليفزيون المصري يستبعد مسلسلات الشباب من الخريطة الرمضانية

تحقيق: نجوي إبراهيم

مبدأ شهر رمضان الكريم وكالعادة بدأ معه صراع شرس بين ما يقرب من أربعين مسلسلاً يتم عرضها علي القنوات الارضية والفضائية، ويطرح هذا الكم الهائل مع الاعمال الدرامية عشرات القضايا التي تتنوع ما بين اجتماعية وسياسية واقتصادية.

ومن أهم الاعمال التي يعرضها التليفزيون المصري، تعرض القناة الاولي ثلاثة مسلسلات بالاضافة إلي المسلسل الديني، وهي مسلسل «قصة الأمس» الذي يعرض عصراً بطولة «الهام شاهين» و«مصطفي فهمي» و«أحمد خليل» و«أحمد شاكر» و«سميرة عبدالعزيز» المسلسل من تأليف «محمد جلال عبدالقوي» واخراج «إنعام محمد علي» ويتناول قضية الهجرة للخارج ومدي تأثيرها علي التفكك الاسري من خلال قصة حقيقية لاسرة عاشت في احدي دول الخليج لفترة طويلة.

ويذاع بعد الافطار مباشرة مسلسل «الدالي 2» بطولة «نور الشريف» و«عزت أبوعوف» و«سوسن بدر» و«وفاء عامر» و«صلاح عبدالله» تأليف «وليد يوسف» واخراج «يوسف شرف الدين». ويستكمل فيه الفنان «نور الشريف» أحداث الاثارة والتشويق، ويناقش الجزء الثاني المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمجتمع المصري خلال الفترة بين أواخر السبعينيات والثمانينيات وما شهدته من أحداث كبري مثل حملة الاعتقالات الشهيرة عام 1981 ثم اغتيال السادات وتولي الرئيس «مبارك» الحكم وظهور شركات توظيف الأموال وعودة طابا.

حقوق الإنسان

ويليه مسلسل «في ايد أمينة» للفنانة «يسرا» ويشاركها البطولة «هشام سليم» و«رانيا فريد شوقي» و«خيرية أحمد» و«أحمد خليل» وتأليف «محمد الصفتي» واخراج «محمد عزيزية». ويتناول المسلسل قضية خطف الاطفال والاتجار يهم وذلك من خلال الصحفية «أمينة» التي تسعي لاثارة قضية حقوق الانسان وتعمل علي مساعدتهم ويتناول أيضاً قضايا أخري مثل عمالة الاطفال وزواج الفتيات في سن مبكرة. أما المسلسل الديني الوحيد الذي يذاع علي القناة الأولي قبل أذان المغرب هو «العارف بالله» الامام عبدالحليم محمود ويقوم بالبطولة فيه «حسن يوسف» و«عفاف شعيب» و«محمود الجندي» وتأليف بهاء الدين إبراهيم واخراج «مصطفي الشال».

أما القناة الثانية فتعرض ثلاثة مسلسلات أيضاً جديدة بالاضافة إلي مسلسل تاريخي فيعرض عصراً مسلسل «عدي النهار» بطولة «صلاح السعدني» و«نيكول سابا» و«نهال عنبر» و«منة فضالي» و«سمير صبري»، والمسلسل من تأليف «محمد صفاء عامر» واخراج «اسماعيل عبدالحافظ» ويتناول الحماس الشعبي والاحلام الوطنية التي تم اجهاضها بنكسة يونيو 1967 واسباب النكسة وذلك من خلال ضابط شرطة كان له دور مهم في ثورة يوليو 1952.

شرف فتح الباب

وبعد الافطار مباشرة تعرض القناة الثانية مسلسل «شرف فتح الباب» بطولة الفنان «يحيي الفخراني» و«هالة فاخر» و«محمد لطفي» وتأليف «محمد جلال عبدالقوي» واخراج «رشا شربتجي» ويناقش المسلسل قضية الخصخصة ومدي تأثيراتها السلبية في الموظفين والعمال البسطاء، وايضاً يناقش قضية الحلال والحرام من وجهة نظر الموظف البسيط الذي يعيش مع اسرته في «مرسي مطروح» ويسعي لتربية أبنائه براتبه المتواضع إلي أن يتورط في قضية سرقة واختلاس تغير حياته ويضطر لأن يغير مبادئه ونظرته للحياة.

ويليه مسلسل «جدار القلب» بطولة «سميرة أحمد» و«مصطفي فهمي» و«محمود قابيل» و«أحمد زاهر» و«منة فضالي» ومن تأليف «أحمد عبدالرحمن» واخراج «أحمد صقر» وهو يجسد قيمة النضال من أجل شرف المهنة والاخلاص والتفاني في أداء العمل رغم كل الضغوط التي تتعرض لها الشخصية الرئيسية التي تجسدها الفنانة «سميرة أحمد».

أما المسلسل التاريخي الوحيد الذي يذاع علي القناة الثانية هو «علي مبارك» بطولة كمال أبورية «وميرنا وليد» و«جيهان قمري» ويتناول قصة حياة «علي باشا مبارك» من تأليف «محمد السيد عيد» واخراج «وفيق وجدي».

كما تشارك الـ Sitcoms أو مسلسلات كوميديا الموقف في هذا السياق الرمضاني حيث تعرض القناة الاولي هذا العام أربعة «سيت كوم» بعد الافطار وهي «العيادة» و«راجل وست ستات» و«شريف ونص» و«كافيه تشينو»، وتعرض القناة الثانية «تامر وشوقية».

استبعاد الشباب

واللافت للنظر في خريطة العرض الرمضاني علي التليفزيون المصري استبعاده لمسلسلات نجوم الشباب ومنهم أحمد رزق وشريف منير وهندي صبري ومايا نصري ونيلي كريم ونور.. وقرر التليفزيون الاستعانة بمسلسلات النجوم الكبار أمثال «يسرا» و«سميرة أحمد» و«الهام شاهين» «ونور الشريف» و«صلاح السعدني» و«يحيي الفخراني» بينما نجد معظم الفضائيات العربية تسابقت علي شراء حق عرض مسلسلات نجوم الشباب ومن أهم مسلسلاتهم مسلسل «هيما» الذي يقدم من خلاله الفنان «أحمد رزق» عدداً من القضايا الاجتماعية مثل البطالة والعنوسة والمحسوبية والفساد واستغلال مافيا رجال الاعمال بالاضافة إلي قضية التمسك بالأرض من خلال شخصية «هيما» الذي يتخرج في الجامعة ويعجز عن تحقيق أحلامه إلا انه حين يجد مجموعة من المستثمرين يسعون لشراء الجزيرة التي يعيش عليها للاستثمار فيها يقف ومعه ابناء الجزيرة ضد رغبة رجال الاعمال ويتمسكون بالجزيرة، المسلسل من تأليف «بلال فضل» واخراج «جمال عبدالحميد» ويشارك في البطولة «عبلة كامل» و«حسن حسني» و«ريهام عبدالغفور».

بعد الفراق

ويقدم الفنان «شريف منير» بالاشتراك مع «غادة عادل» مسلسل «قلب ميت» ويتناول عدداً من القضايا الاجتماعية مثل البطالة والهجرة غير الشرعية المسلسل من تأليف «أحمد عبدالفتاح» وإخراج «مجدي أبوعميرة» ويشارك في البطولة «سميرة عبدالعزيز» وجمال اسماعيل.

وتقدم الفنانة اللبنانية «نور» مسلسل «دموع القمر» ويناقش قضية الغزو الفكري والاعلامي والثقافي لمصر من خلال منظمة مشبوهة تستقطب رموز المجتمع وتوظيفهم لخدمة أهدافها بالاضافة إلي فساد بعض رجال الاعمال والمسلسل من تأليف «مجدي سالم» واخراج «عصام شعبان» وبطولة «رياض الخولي» «ورانيا فريد شوقي».

وتشارك «هند صبري» و«خالد صالح» بمسلسل «بعد الفراق» يدور في اطار اجتماعي حول الطموح وتحول شاب فقير إلي صحفي كبير وتحول الخادمة سكرة إلي سيدة أعمال بعد هروبها من قسوة الظروف وفتحها لمكتباً لتشغيل الخادمات، ويواجهان مشاكل تفرقهما ثم يلتقيان، المسلسل تأليف «محمد شرف» واخراج «شيرين عادل».

وهناك أيضاً مسلسل «بنت من الزمن ده» بطولة «داليا البحيري» و«أحمد سعيد عبدالغني» من تأليف «محمد الغيطي» واخرج «سامي محمد علي» ويتناول قضية أولاد الشوارع ومايقومون به في حياتهم الخاصة ونظرة المجتمع لهم واستبعادهم في المجتمع.

ومسلسل «جمال عبدالناصر» من تأليف «يسري الجندي» واخراج «باسل الخطيب» بطولة «مجدي كامل» و«وفاء عامر» و«محمد وفيق» و«لقاء الخميسي» وتدور احداثه حول السيرة الذاتية للزعيم جمال عبدالناصر.

ومسلسل «دموع في حضن الجبل» وهو دراما اجتماعية تدور في الصعيد بطولة أحمد عبدالعزيز ويوسف شعبان و «نيرمين الفقي» ورغم استبعاده من خريطة التليفزيون المصري فإنه يعرض علي الفضائية المصرية.

وكذلك مسلسل «شط إسكندرية» يعرض علي قناة النيل للدراما وهو من تأليف «مجدي صابر» واخراج «أحمد صقر» وبطولة «ممدوح عبدالعليم» «وفاء عامر».

ومسلسل «قمر» للفنانة «فيفي عبده» و«رانيا محمود ياسين» من تأليف عزت آدم واخراج «تيسير عبود» وتدور احداثه حول قمر بائعة السمك ثم تحولها إلي سيدة اعمال.

غياب النجوم

واللافت للنظر ايضاً في خريطة الدراما التليفزيونية في رمضان غياب أكثر من نجم ونجمة عن الشاشة رغم تكرار ظهورهم في كل عام في مثل هذه الايام وتضم قائمة الغائبين الفنان« محمد صبحي» الذي ظهر علي مدار السنوات الماضية في مسلسلات «ملح الأرض» و«رجل غني فقير جدا»، و«محمود ياسين» الذي قدم في رمضان الماضي مسلسل «السماح» وايضا «نادية الجندي» التي قدمت العام الماضي «من أطلق الرصاص علي هند علام» وتغيبت ايضاً «ليلي علوي» و«سمية الخشاب».

كما تقلص عدد المسلسلات الدينية تدريجياً حتي وصل هذا العام إلي مسلسل ديني واحد يعرض علي القناة الأولي قبل اذان المغرب مباشرة مما يؤكد أن التليفزيون المصري قلص الاعمال الدينية ويختار أوقاتاً سيئة لعرضها مقارنة بأوقات عرض المسلسلات الاجتماعية.

 

سبــــــوت

فقر مقبل

فاطمة خير

لا يستقيم الحديث عما هو سييء في رمضان الشهر الكريم ، والحديث عن الفقر يوجع القلب ، لكن الفقر الإعلامي شيء مفزع .

التليفزيون المصري ، وبرغم جهوده المستميتة للفوز بحقوق عرض أعمال درامية كثيرة وجيدة ، ومحاولاته للبقاء كأفضل شاشة تليفزيونية لمشاهدة أعمال الدراما الأكثر شهرة ، في موسم المشاهدة الأعلي ؛ إلا أن نظرة سريعة علي الإعلانات الموجودة علي شاشاته ، تدفع للقلق علي مستقبل المساحات الإعلانية في المستقبل القريب.

وفي عصر المنافسة القاتلة ، لا ينبغي الاكتفاء بمحاولة اللحاق بركبها ؛ الأهم أن نعرف من أين تؤكل الكتف، وما هو حجم التمويل المطلوب الحصول عليه من الإعلانات ، ليستمر التليفزيون المصري كجهاز متماسك ، وقادر علي البقاء في المقدمة ، وأن نعرف أيضاً كيف نحصل علي ما نريد من إعلانات ، وممن.

المنافسة للحصول علي الإعلانات لم تعد بالشيء السهل ، ولم يعد التليفزيون المصري ، وبرغم تعدادا السبعين مليون ، هو الأكثر طلباً فيها ، التسويق هو علم مستقل بذاته ، والاستفادة منها لا تتطلب بالضرورة أن يكون البقاء للأصلح.

عجلة الزمن تجري بأسرع مما توقع أي أحد ، فيما يخص صناعة الشاشة ، ومن لايردها أن تدهسه عليه أن يكون أكثر ذكاءً وحنكة .

الأهالي المصرية في 3 سبتمبر 2008

 
 

البرامج الدينية في رمضان: غياب المهارة الفنية...

ونفاق المحطات العارضة؟!

محمد منصور

تمتلئ شاشات المحطات التلفزيونية العربية بعشرات البرامج الدينية في شهر رمضان... كل المحطات، حتى تلك التي تبدو طيلة العام غارقة في اللهو والترفيه وفي صناعة واستهلاك البرامج الغنائية والفنية والتجميلية، والتي تبدو معها أبعد ما تكون عن الخطاب الديني والالتزام الديني.... تهتم بتضمين خارطتها البرامجية في رمضان العديد من البرامج الدينية التي تناسب مائدة هذا الشهر الكريم... وتضفي على المحطة نفحة من التدين التلفزيوني الذي هو في المحصلة أكثر صور التدين نفاقاً في هذا العصر... إذ لا أتصور مثلاً، كيف تلهث (إل. بي. سي) وراء تقديم البرامج الدينية في رمضان... وهي التي ترعى مسابقات ملكات الجمال بالمايوهات والبيكيني، حيث تظهر الفتيات الجميلات ليعرضن أجسادهن في سوق نخاسة لا علاقة له بالعقل أو الفكر أو الثقافة أو أي قيمة حقيقية في هذه الحياة! وبعيداً عن نفاق المحطات في استجرار البرامج الدينية في رمضان... فإن هذه البرامج تعاني من مشكلة حقيقية في صناعتها، تجعلها أقرب إلى المشكلة التي تعاني منها برامج الأطفال: الاستسهال في الصناعة من جهة... واستغباء المتلقي من جهة أخرى! غالبية البرامج الدينية إذاعية... ما زالت تعيش في عصر ما قبل التلفزيون... ولا تنتمي بأي حال من الأحوال إلى ثقافة الصورة التي يقال فيها (رب صورة أبلغ من ألف كلمة)... فعدة الكثير من البرامج الدينية: طاولة ومايكرفون وخلفية ذات زخارف إسلامية... وشيخ أو أستاذ في كلية الشريعة يعظ ويفتي... وكاميرا تصور بلا مخرج في كثير من الأحيان... إذ ينتهي دور المخرج في هذه البرامج، بعد جلوس المتحدث على كرسيه... ويصبح على المصور أن ينوع لقطاته ما بين القريبة والمتوسطة والواسعة... تبعاً للحالة الانفعالية في الحديث... أو لضرورات إظهار جماليات زخارف الأستوديو باعتبارها تختصر الهوية الدينية للبرنامج! وتقبل شركات الإنتاج أو المحطات الخاصة على إنتاج وبيع وشراء البرامج الدينية، لأنها وفق هذا الأسلوب في الصناعة- الأقل كلفة والأكثر مردوداً، إذا قسنا ما تجنيه من أرباح استنادا إلى ما يصرف عليها من نفقات... وكثير من المعدين والكتاب يعتبرون هذه البرامج (سبوبة) يكتبونها بلا أي قناعة أو إيمان... وهم لا يكلفون أنفسهم حتى عناء العودة إلى المصادر الأصلية... فكثير منهم يلجأ إلى كتب التراث أو ملخصاتها، ويستنسخ منها موضوعاته وحكاياته، معتمداً على حقيقة أن لجان الرقابة الفنية في المحطات التلفزيونية لا تدقق في مدى جودة البرامج الدينية... ومعتمداً على فرضية أن مشاهد هذه البرامج يعجبه أي شيء فيه ذكر لله! ومنذ ربع قرن... والبرامج الدينية التلفزيونية تتشابه في موضوعاتها وهي تنوس بين حدي (الترغيب والترهيب) الترغيب في ملذات الجنة... والترهيب من عذاب النار. وهي في تناول موضوعاتها تتبع سبيل الوعظ والإرشاد... ولا تفكر بتطوير خطابها، ولا بالمشاهد الآخر المتعلم والمثقف الذي يبدو هذا الأسلوب الوعظي مملا له وغير مؤثر على الإطلاق! وبسبب الكسل الفني في الاجتهاد وفي البحث عما يثري تلك البرامج بالجديد والعصري، فإن حدود التجديد والابتكار في البرامج الدينية مازالت محصورة في موضوعات محددة، من قبيل تفسير القرآن... أو قصص الأنبياء والرسل الواردة فيه، أو السيرة النبوية، أو سير وأخلاق الصحابة الكرام... أو العرض المدرسي لبعض القيم الإسلامية كالأمانة والصدق وبر الوالدين... وقد أضاف إليها الدكتور أحمد الكبيسي قبل عامين برنامجاً بعنوان (لا تقوم الساعة حتى) روى فيها علامات اقتراب الساعة كما وردت في القرآن أو السنة! وقد سعى بعضهم وفي فترات متفاوتة إلى تقديم برامج عن الإعجاز العلمي في القرآن، التي ربما كان رائدها الدكتور مصطفى محمود، ثم زغلول النجار.... لكن ذلك بقي أشبه بتنويع بسيط لم يلغ رتابة الموضوعات الأخرى... وعلى صعيد الشكل عانت الكثير من تلك البرامج من استسهال في الصورة، والاعتماد على الكلمة دون ربطها بمنجزات عصر التكنولوجيا، وبالتالي فكانت تلك البرامج تعاني إشكالية واضحة: تتحدث في مضمونها عن التطور العلمي الذي لا يقف في القرآن عند حدود، فيما تبدو أدواتها التعبيرية بعيدة كل البعد عن روح التطور، والسعي لتوظيف عناصر الصورة والتكنولوجيا البصرية في إيصال رسائلها! وقد سعت البرامج الدينية في الآونة الأخيرة للاستعانة بجمهور الأستوديو لخلق نوع من التجديد في بنيتها الحوارية... وفي أسلوب صياغة شكل الأستوديو... لكن المشكلة أن جمهور المريدين، الذي يخاف من الاختلاف، ويخشى المناقشة العلمية التي يمكن أن تثري الأفكار، وتطور شكل البرنامج... هذا الجمهور سرعان ما صار عبئاً على البرامج... وعلامة من علامات رتابتها بدل تطورها! وتمتلئ شاشة رمضان هذه الأيام، ببرامج دينية لا حصر لها، بعضها لدعاة مشهورين، وبعضها لوافدين جدد على ساحة الإعلام الديني... لكن كثيرا من هذه البرامج بلا فائدة... وبلا جمهور... لأنها مصنوعة على مبدأ (الاسترزاق ورفع العتب) والذي كان أبلغ نماذجه في التلفزيون السوري ولسنوات طويلة برنامج (يا رب) لعبد القادر قصاب... الذي شغل لسنوات منصب مدير البرامج، وكان يعتقد أن (غوتا) البرامج الدينية الرمضانية من حصته... مع أنه لم يكن يمت للقيم التي يتحدث عنها في برامجه بصلة! وما أريد أن أقوله أخيراً... أن مسؤولية تطوير البرامج الدينية وإعطاءها مصداقية، ليس هي مسؤولية المحطات التلفزيونية، لأن جل تلك المحطات تضع البرامج الدينية في آخر سجل اهتماماتها مادامت لا تجلب لها إعلانات... المسؤولية تقع حقيقة على صناع تلك البرامج... على مقدميها ومخرجيها وفنييها... فهؤلاء إن كان منهم من يؤمن بما يقدم حقاً، يجب عليهم أن يقتدوا بمبدأ إتقان العمل... الذي هو في الإسلام واجب ديني قبل أن يكون حياتياً! فضيحة التلفزيون السوري أول أيام رمضان! افتتح التلفزيون السوري دورة شهر رمضان بفضيحة من العيار الثقيل... حين تم بث آذان المغرب أول أيام رمضان قبل أكثر من نصف ساعة على موعده... بسبب خطأ فني قام به أحد منفذي أو فنيي الفترة في الفضائية السورية! انهالت الاتصالات على التلفزيون وإدارته تسب وتشتم وتلعن... وكالعادة كان هم الإدارة في النهاية البحث عن ضحية يتم إنزال عقاب هذا الخطأ عليها.. وتحميلها المسؤولية المباشرة عنه! طبعاً أنا لا أختلف مع إدارة التلفزيون أن هناك مسؤولية مباشرة على من قام بهذا الخطأ الشنيع والمحرج... لكن ثمة مسؤولية غير مباشرة تتحملها إدارة التلفزيون... وكل إدارات التلفزيون المتعاقبة في كل الأخطاء التي حدثت وتحدث باستمرار ولا أمل في منع حدوثها! هذه المسؤولية اسمها: إقرار آلية عمل محترمة... آلية عمل غير استزلامية... آلية عمل تضع نصب عينيها وضع ضوابط لا تخرق باستثناءات... آليات عمل تفكر في مكافأة الملتزم قبل المسيء... لأن مكافأة الناجح هي خير عقاب للفشل! الإشراف في التلفزيون السوري: لصوصية المنصب! ثمة مرض في التلفزيون السوري اليوم اسمه: (إشراف سهير سرميني) والسيدة سهير هي مديرة القناة الأولى في التلفزيون السوري... وقد كانت قبل ذلك مخرجة مبتدئة... لكن المنصب وحده جعلها تعتقد أنها قد قطعت شوطاً كبيراً في الخبرة صار يؤهلها لأن تضع اسمها في رأس شارة الكثير من البرامج، وقبل أسماء مقدمه ومعده ومخرجه! وقد كنت قبل أيام أتابع شاشة التلفزيون السوري، فظهر برنامج كارتون انتقادي كان اسم السيدة سهير كإشراف يتصدر شارته قبل السيناريست والرسام حتى... انتهى الكارتون وجاء بعده برنامج (وجوه وراء القضبان) فكان اسم الست سهير في الإشراف يسبق اسم معدته ومقدمته الإعلامية المخضرمة فيوليت بشور! عملت طويلا في التلفزيون السوري وأعرف معنى صيغة الإشراف هذه... التي قد تكون ذات فعالية في محطات أخرى، لأن المشرف ليس مديراً بل هو شخص خبير يساند فريق العمل ويعمل معه... أما في التلفزيون السوري فالإشراف متابعة إدارية هي في نسيج مهام عمل مدراء القنوات الرقابي... فمناقشة المعد في الفكرة والمقدم في أسلوب التقديم، والمخرج في طريقة الإخراج... غالباً ما تكون مسائل بروتوكولية هدفها أن يكون المدير مطلعاً على ما يجري لا أكثر... وقد تحول هذا الشيء النافل والرقابي الطابع غالباً... إلى مهمة طفيلية، وأحياناً لصوصية يقبض عليها المدراء أجراً... بعد أن شرع لهم بعض المحاسبين الضالعين في إفساد القانون وتفريغه من العدالة... بنداً يمكنهم من شراء المدراء وتطويعهم... كي لا يعرقلوا لهم أوامر الصرف أو المعاملات المالية الأخرى... لكن بعض المدراء لم يكتف بالجانب المالي من الإشراف، بل أراد أن يغتصب حقاً معنوياً... فصار يحرص على وضع اسمه على الشاشة... بلا خجل ولا حياء! وخلال عملي السابق لم يحدث لمدير يحترم نفسه من المدراء القلائل الذي مروا بالخطأ على تلك الكراسي... لم يحدث أن وضع اسمه كمشرف على عمل وتعب الآخرين... فالمدير الذي كان ينتمي للإعلام حقاً، كان يعد أو يخرج برنامجاً بنفسه ويضع اسمه في المجال الذي عمل فيه... ولكن يبدو أننا صرنا إلى حالة قال فيها الشاعر: وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم!

ناقد فني من سورية

mansoursham@hotmail.com qpt2

القدس العربي في 3 سبتمبر 2008

 
 

عماد ياسين: اجور الفنانين في القطاع الخاص عشرة اضعاف اجورهم في القطاع العام!

فوجء بتجاوزات مالية وتعويضات عن اعمال وهمية في دائرة الانتاج بالتلفزيون السوري

دمشق من أنور بدر

عماد ياسين ممثل وإداري منظم يعتمد على برامج الكومبيوتر لكنه أثار العديد من الإشكالات وأثيرت ضده الكثير من المعارك منذ تسلم مديرية الإنتاج في التلفزيون السوري. وهو يقول أن معاركه كانت ضد الفساد والهدر ولصالح العملية الإنتاجية ورفع أجور الفنانين والفنيين.

'القدس العربي' وفي بداية الدورة الرمضانية الحالية التقت السيد عماد ياسين وحاورته حول الإنتاج الدرامي السوري للعام الراهن وحول المعارك التي أثيرت معه ولا تزال أصداؤها تتردد في الإعلام. بداية سيد عماد ياسين دعنا نأخذ فكرة عن الإنتاج الدرامي السوري لهذا العام؟ تجاوز إنتاجنا الدرامي لهذا العام (40) عملاً أي بزيادة ملحوظة على أعمال العام المنصرم والتي تراجعت إلى (27) عملاً فقط. كما تميزت أعمال هذا العام بتنوع أكبر إذ عادت الدراما البدوية مع عملين ضخمين 'صراع على الرمال' لحاتم علي و 'فنجان الدم' لليث حجو. إلا أن الأعمال التي تتكىء على البيئة المحلية ما زالت في الصدارة فلدينا أربعة أعمال عن البيئة الشامية وهي الجزء الثالث من 'باب الحارة' للمخرج بسام الملا و 'أهل الراية' للمخرج علاء الدين كوكش و'أولاد القيمرية' للمخرج سيف الدين السباعي و'بيت جدّي' للمخرج رشاد كوكش. إضافة لعملين أولهما عن البيئة الحلبية باسم 'حديث الروح' للمخرج فهد ميري والثاني 'الحوت' للمخرج رضوان شاهين عن الصيادين وبيئة الساحل البحرية. بالإضافة لأعمال تاريخية مهمة كمسلسل 'أسمهان' للمخرج شوقي الماجري و'لورنس العرب' للمخرج ثائر موسى ويبقى الكم الكبير من حصة الدراما الاجتماعية المعاصرة. انتم في مديرية الإنتاج التلفزيوني أين هي حصتكم من الإنتاج كقطاع عام؟ لدينا مجموعة من الأعمال المتراكمة من خطة إنتاج 2007 قمنا باستدراكها وعرضنا أغلبها على الشاشة السورية دون انتظار ما يسمى بالدورة الرمضانية كـ'جريمة بلا نهاية' و'أشياء تشبه الحب' كذلك أنجزنا مسلسل 'العيلة عيلتنا' من إخراج أسامة محمد و'خبر عاجل' للمخرج غزوان بريجان وهما في الدورة الرمضانية الراهنة إضافة لمسلسل 'غفلة الأيام' من إخراج طلال محمود و 'مواسم الخطر' من إخراج أسامة شقير. وقد حاولنا في هذه الأعمال أن ننوع في أسماء الكتاب والمخرجين قدر الإمكان وأعطينا فرصاً لأسماء جديدة كي تتمكن من إنجاز عملها الأول. أما في مجال الممثلين فقد حاولنا استقطاب الأسماء الهامة في الدراما السورية وبشكل خاص بعض الأسماء التي غابت عن ذاكرة الشركات الخاصة للإنتاج الدرامي. واعتقد أن أسماء هذه النجوم مهمة في مجال المتابعة الدرامية. ماذا عن إنتاج الأفلام التلفزيونية؟ بدأنا هذه الخطوة عام 2007بإنتاج ستة أفلام هي :'مشروع السعادة' للمخرج محمد الآغا و' شغف' للمخرج طلال محمود و 'لقمة عسيرة الهضم' للمخرج سهيل الويش و'رحاب' للمخرج خالد الخالد و' العطلة الأخيرة'من إخراج طلال محمود. وسبق عرضها جميعاً على الشاشة السورية في مناسبات متباينة وتتراوح مدتها الزمنية ما بين (90) دقيقة و(107) دقائق. أما في خطة هذا العام فأنجزنا فلمي 'الجد' لسهيل الويش و'أزهار البنفسج' للمخرج بسام الملا وكلاهما يمتد ل (90) دقيقة فقط. ولدينا الأفلام الأربعة التي فازت بمسابقة ' الجولان في القلب' والتي اسندت لمخرجين شباب. بعيداً عن الأعمال المنتجة ومشاريع الأعمال دعنا نعود إلى المعركة الإعلامية التي تزامنت مع تسلمكم مديرية الإنتاج التلفزيوني؟ رغم أنها مسألة قديمة ولا أحب الخوض في تفاصيلها لكنني اعتقد أن من حق أي مدير أن يراجع كل الحسابات المالية في دائرته بل أعتقد أن ذلك من واجبه أيضاً. وقد فوجئت بأرقام مذهلة دخلت لأحد الأشخاص كتعويض قراءة نصوص درامية في لجنة القراءة. وكانت ساعات النصوص الدرامية المبينة في الجدول فوق طاقة أي شخص على القراءة. وعند التدقيق تبين أن العادة تجري بوضع هذا الاسم في كل كشوف القراءة وهي بالطبع قراءة وهمية. رفضنا هذا التقليد الجاهلي فحوربت في أكثر من موقع وبشكل خاص ممن كانوا يتقاضون تعويضات مالية عن أعمال وهمية. أو ما يسمى ' تنفيعة' وهؤلاء الأشخاص الذين تتردد أسماؤهم في كل الكشوف دون أن يدركوا حتى مضمون هذه الكشوف المالية. لكن موضوع التعرفة التي يتقاضاها الفنانون في التلفزيون السوري ما زالت دون حل؟ هذا الموضوع تأخر لأسباب عديدة أولها الروتين القاتل وتمسك البعض بقشور القانون لعرقلة هذا المشروع الذي رُفع منذ شهر شباط / فبراير 2007 وتحول إلى قرار من السيد وزير الإعلام في 22/10/2007 لكن هذا القرار بقيّ في أدراج المالية في التلفزيون بحجج مختلفة منها عدم وجود تغطية مالية لعام 2007 ومنها أنه يحتاج إلى النشر في وزارة المالية ولا أدري كم يستغرق نشر قرار ونحن تجاوزنا منتصف عام 2008 بحيث أصبحت التعرفة المقترحة قديمة وتحتاج إلى تعديل وهذا أحد أسباب تخلفنا إذ يسبقنا الزمن بشكل مستمر. فمحاسب الإدارة مثلاً ضرب عرض الحائط باقتراح اللجنة المشكلة وأعاد دراستها مع مدققين ماليين وأصرّ على مناقشتها في لجنة الدراسة لتأخير وتخفيض ما يمكن وبعد إقرارها نحتاج إلى توقيع الوزير وبعدها النشر وبعدها ... وصولاً إلى وزارة المالية وربما أكثر من ذلك. وحتى عندما راجعنا مكتب وزير المالية طلبوا ملخصاً جديدا عن الموضوع ولم نتلق أي جواب حتى تاريخه. ما يعنينا أن أجور الفنانين في القطاع الخاص هي عشرة أضعاف التعرفة السائدة في التلفزيون وهذا يعيق عمل نجوم الدراما السورية في التلفزيون الوطني. سمعنا عن تشكيل لجنة الدراما في التلفزيون هل ستساهم بتجاوز تلك العقبات الروتينية؟ بالعكس هي عائق روتيني جديد في وجه مديرية الإنتاج وتساهم بتأخير عملها وسحب الصلاحيات من مديرية الإنتاج، حيث يستحيل عقد اللجنة التي تتشكل من دستة مديرين بشكل دوري ومتتابع خلال أشهر. لماذا ننتظر أشهرا لاتخاذ قرار أو للموافقة على قرار اتخذناه ونحن أكثرية في مديرية الإنتاج مع أن نظام عمل التلفزيون لا يوجد فيه شيء باسم لجنة الدراما. وهي مجرد اجتهاد من أحد المدراء السابقين ولكنها تؤكد باستمرار على أننا وجدنا آبائنا على ملة ونحن على هديهم سائرون.

القدس العربي في 3 سبتمبر 2008

 
 

لهذه الأسباب أُوقف «فنجان الدم»

منار ديب

فيما لم تتوقف إعلاناته على شاشتها طوال الفترة التي سبقت رمضان، آثرت mbc ـــــ وفي اللحظات الأخيرة ـــــ تأجيل عرض مسلسل «فنجان الدم» الحصري. وقد علمت «الأخبار» أن الشاشة السعودية تعرضت لضغوط، بدأت بتوجيه 80 شيخاً من ولد سليمان من عنزة، ومجموعة من شيوخ شمر، كتاباً إلى الديوان الملكي ووزارة الإعلام في السعودية، مطالبين بوقف عرض «فنجان الدم» و«سعدون العواجي» على «أبو ظبي»، «لأنهما يثيران النعرات القبلية»، علماً بأن العمل ظلَّ مدرجاً على شبكة برامج القناة على موقعها الإلكتروني، حتى العاشرة من مساء أول من أمس. وفيما يستمر عرض «سعدون العواجي» على «أبو ظبي»، فإن خروج المحطة عن سلطة الجهات السعودية المعنية، سيوقف الأمر عند حدود المناشدة.

ويعتقد عدنان عودة، مؤلف «فنجان الدم» (بطولة جمال سليمان)، أن إيقاف المسلسل البدوي السوري، يقفُ وراءه منافسون من منتجين سوريين وعرب ومؤسسات إعلامية أخرى، ليس لهم مصلحة في نجاحه. ويتوقع عودة أن تتغير الصورة بعد مشاهدة الديوان الملكي السعودي للمسلسل، و«قد يعرض بعد رمضان، ومن المنتظر أن يعرض أيضاً على الفضائية الليبية، بعد قيام mbc بالعرض الأول».

ويوضح أن شارة العمل كانت تحوي إشارة واضحة إلى «أن بعض الأحداث قد تستند إلى أسس واقعية»، لكن الحكاية برمتها متخيلة، ولا بدَّ من التركيز على القراءة الدرامية والفنية. أما عن استخدام أسماء شبيهة بأسماء شخصيات حقيقية، فيلفت عودة إلى التوضيح في «جنيريك» المسلسل: إن لقب «مصوت بالعشا» مأخوذ عن الشيخ تركي بن جدعان بن مهيد العنزي، ولقب «معشي الذيب» عن الشيخ مكازي بن سعيد الشمري. لكن هذه الألقاب استعملت في العمل من دون إحالة إلى أصحابها، كذلك فإن لقباً كمعشي الذيب شائع بين البدو، وهناك الكثير من الشيوخ يحملونه، أما إحالة أسماء كـ«نوري الهزاع» إلى الشيخ نوري الشعلان، فلا أساس لها من الصحة، فالأسماء البدوية تتكرر، والأمر مجرد صدفة. ويتساءل كاتب العمل: كيف للأحداث أن تكون حقيقية، ولم يعرف مثلاً عن شمر وعنزة أنها كانت تخفر قافلة الحج الشامي كما يظهر في المسلسل. لكن الناس، كما يرى، يتعاملون مع الدراما على أنها وثيقة تاريخية، مؤكداً أن البدو ليس لديهم تاريخ، بل موروث شفوي يتضمن تدخلاً مستمراً للرواة. ويشير بأصابع الاتهام إلى أسلاف بعض الشيوخ المشهورين الذين أرادوا أن يستفيدوا مادياً (الحصول على حقوق) واجتماعياً (الوجاهة).

الأخبار اللبنانية في 3 سبتمبر 2008

 

ضعنا!

هل تستحق المنافسة كل هذه الفوضى في جدولة برامج رمضان؟ فبعدما تكتّمت mbc على أوقات عرض برامجها حتى اللحظات الأخيرة، عادت وبدّلت المواعيد على الشاشة. ثم جاءت أزمة «فنجان الدم» لتزيد الطين بلّة. وها هي المحطة تُعلن نهائياً أن «باب الحارة» سيعرض عند العاشرة مساءً، و«أبو جعفر المنصور» عند الواحدة فجراً. وخوفاً من جماهيرية «باب الحارة»، راحت «الجديد» تبدّل مراراً جدول برامجها، لتقرر أخيراً أن تعرض «أسمهان» عند التاسعة، و«كلمة حق» عند العاشرة. نعتذر من قرّائنا عن هذه «اللخبطة»، ونتمنى على الفضائيات توخي الدقة. فالمنافسة لا تقتصر على مواعيد العرض، بل على مضمون البرامج أيضاً!

الأخبار اللبنانية في 3 سبتمبر 2008

 
 

ميرفت امين في «كلمة حق»

الدراما المصرية: نحن ضحية حرب مسلسلات شرسة

50 مسلسلا مصريا يشكو تخبط القرارات الفنية ومزاحمة 20 مسلسلا سوريا على التلفزيونات الخليجية.

القاهرة - أشتكى منتجو الدراما المصرية من حرب تشنها عليهم فضائيات خليجية هذا العام بسبب رفضها شراء أكثر من مسلسل مصري واحد مقابل شراء عدة مسلسلات سورية، بل واشتراط عدم عرض ما تشتريه بعض الفضائيات على فضائيات أخرى ما تسبب في خسائر مالية كبيرة.

ويقول المنتجون إن هذه الحرب جزء من حرب مسلسلات شرسة بين المسلسلات المصرية والسورية شاركت فيها فضائيات خليجية وعربية، بعدما استمرت فضائيات الدراما المصرية - بعد إطلاقها في ثوب جديد ضمن قنوات النيل وإضافة قناتين لها للسينما والبرامج- في تجاهل المسلسلات العربية المنافسة خصوصا السورية. وردت الفضائيات العربية بقصر عرض مسلسل مصري واحد ضمن برامجها والأغلبية للدراما السورية والعربية.

وعلى الرغم من أن عدد المسلسلات المصرية في رمضان بلغ 50 مسلسلا مصريا ميزانيتها مليار جنيه، مقابل 20 مسلسلا سوريا فقط، فقد اهتمت غالبية الفضائيات العربية رمضان الحالي بعرض أكثر من مسلسل سوري وعربي مقابل الاقتصار على شراء حق عرض مسلسل مصري واحد، ما أثار تكهنات لدى المنتجين من أن تكون هذه "ضربة درامية" موجهة من الفضائيات العربية للدراما المصرية، ردا على منع رئيس نقابة الممثلين المصرية مشاركة أي ممثل عربي في أكثر من عمل سينمائي أو درامي واحد في مصر فقط سنويا.

ويقول منتجون أن هذه الحرب ستعود على المنتجين المصريين بخسائر كبيرة كون أن موسم رمضان هو موسم بيع هذه الدراما، وعدم شراء الفضائيات العربية سوى مسلسل مصري واحد للعرض يعرضها لخسائر كبيرة، علما أن المشاهد المصري والعربي سيضطر لمشاهدة كل هذه المسلسلات على الفضائيات بصورة مكثفة صعبة لتكرار عرضها علي الفضائيات بمعدل 168 حلقة يوميا من المسلسلات!

وفي هذا الصدد نقلت صحيفة "المصري اليوم" عن عدد من المنتجين المصريين توقعهم خسائر كبيرة بسبب انسحاب الفضائيات الخليجية من السباق على المسلسلات المصرية والاكتفاء بعرض مسلسل واحد في كل فضائية وتركيزها على المسلسلات السورية والعربية الأخرى مؤكدين أنه بعدما كانت الفضائيات الخليجية هي السوق الوحيدة التي تستحوذ على جميع المسلسلات المصرية كل رمضان، وحقق من ورائها المنتجون أموالاً طائلة، انسحبت هذه القنوات هذا العام من السوق المصرية.

وأكد معظم منتجي الدراما أنه بعد قرار أشرف زكي نقيب الممثلين الخاص بعدم السماح لأي ممثل عربي بتقديم أكثر من عمل واحد في العام، عقد رؤساء القنوات الخليجية عدة اجتماعات سرية واتفقوا على شراء وعرض مسلسل مصري واحد فقط على كل قناة من قنواتهم، واعتمدوا على الأعمال السورية والخليجية، وبذلك تعرض المنتجون المصريون إلى خسارة كبيرة، لم ينقذهم منها سوى انطلاق 3 فضائيات جديدة متخصصة في الدراما، اشترت أعمالهم وهي "بانوراما دراما 1" و"بانوراما دراما 2" و"الحياة مسلسلات".

وطالب المنتج محمد فوزي القائمين على صناعة الدراما المصرية بأن ينتجوا عدداً أقل من المسلسلات بعدما عجزت الكثير من المسلسلات عن تغطية تكاليفها، وأن يعتمدوا على الكيف حتى لا يصل الأمر إلى "التدليل" على أعمالهم، مؤكداً أن "موقف الخليج من الدراما المصرية هذا العام يعد جرس إنذار للمنتجين يجب أن ينتبهوا إليه".

فيما قال المنتج مصطفى عبد العزيز أن أشرف زكي، نقيب الممثلين، هو السبب في هذه الأزمة فقراره جعل الخليجيين يقررون أيضاً عدم شراء أو عرض أكثر من عمل مصري على أي فضائية خليجية، مؤكدا "نحن نعيش الآن أزمة حقيقية بعدما تخلت عنا قنواتهم الفضائية وبالتالي سيقل إنتاجنا الدرامي العام المقبل ومعه ستقل فرص الممثلين في تقديم مسلسلات".

وأخذت حرب المسلسلات أشكالا مختلفة منها عدم شراء سوى مسلسل مصري واحد أو اشتراط بعض الفضائيات العربية عدم بيع المسلسل الذي تشتريه لفضائيات أخرى ما يقلل من أرباح المنتجين ويضطرهم لرفض هذه الشروط ومن ثم عدم شراء الفضائيات الخليجية لهذه المسلسلات، خصوصا أن تكلفة المسلسل الواحد تتعدى 10 ملايين جنيه، وأي قناة فضائية لا تدفع في العمل أكثر من مليوني جنيه.

ويصف السيناريست أسامة أنور عكاشة ابتعاد قنوات الخليج عن الأعمال الدرامية المصرية بأنه "جزء من سياسة حروب دول الخليج على الفن المصري التي بدأت بتدمير الغناء باحتكار شركة «روتانا» معظم المطربين المصريين، وحالياً في الدراما، كما سبق أن أفسدوا ذوق المسلسلات من خلال تدخلهم برؤوس أموال ضخمة، واليوم يحاولون السيطرة مرة أخرى برفضهم شراء الأعمال المصرية"، حسب تقديره. (قدس برس)

ميدل إيست أنلاين في 3 سبتمبر 2008

 
 

ثالث مسلسل يبعد من قائمة العرض وقناة «أبو ظبي» لا ترضخ لتهديدات لوقف آخر ...

«أم بي سي» تؤجل «فنجان الدم» خوفاً من نعرات

الرياض - أحمد الفهيد

أسقطت قناة «ام بي سي» فجأة المسلسل البدوي «فنجان الدم» من قائمة برامجها المقررة لشهر رمضان، وأرجأت عرضه إلى أجل لم تسمه بسبب «تلقّيها مراجعات من منطقة الخليج العربي وأوساط قبائل تتحفّظ عن مضمونه لناحية إمكانيّة إثارته في شكل غير مباشر بعض الحساسيات أو النعرات القبلية».
وأوضحت القناة في بيان أمس: «احتراماً منها لمشاهديها، آثرت «أم بي سي1» تأجيل عرض المسلسل ريثما يتمّ الانتهاء من تصوير حلقاته ومشاهده بالكامل، إذ لا تزال بعض المشاهد والحلقات قيد التصوير، إضافةً إلى استمرار وضع اللمسات التوليفية الأخيرة على مشاهد أخرى، بالتالي التمكّن من مشاهدة حلقاته بالكامل قبل عرضها على الشاشة».

وتدور أحداث «فنجان الدم» الذي يؤدي دور البطولة فيه السوري جمال سليمان والمغربية ميساء مغربي، حول «معيوف»  - شيخ قبيلة المعيوف - الذي قطع نذراً على نفسه (تحت وطأة غزوات قبيلة النوري الهزاع والقبائل الأخرى) إذا ما أُعطيت قبيلته (ومعظمها من النساء) ألفاً من الذكور، وعند ولادة الذكر الألف تقوم قبيلة المعيوف بوفاء النذر وفقاً لطريقة تقترحها النجود بنت شعلان المعيوف (عرّافة القبيلة)، وهنا يقترح بنيّة المحزّم عقيد حرب قبيلة المعيوف أن تغيّر القبيلة مسكنها الجبلي الوعر إلى السهول حيث منابع المياه والمراعي.

وبعد معركة حاسمة ينتصر المعيوف على النوري الهزاع. وهكذا تحل قبيلة المعيوف محل قبيلة النوري في زعامتها للبادية، وبعد أن تستقر أمورهم تبذر بذرة الفتنة بين الأخوين سلمان وشعلان ما يؤدي إلى انقسام القبيلة لاحقاً، كما تنشأ قصة حب بين النوري الهزاع وعليا المعيوف، وهما من قبيلتين متصارعتين لكن هذا الحب لا يخفف من وطأة الحرب بين القبيلتين.

وتصرّ  «ام بي سي» على رغم قرار تأجيل العرض، على أن «لديها مِلء الثقة بأن محتوى «فنجان الدم» لا يسيء إطلاقاً إلى أيّ جهةٍ كانت، وتثمن هذا العمل الدرامي الملحمي».

وليست هذه المرة الأولى التي تستبعد فيها إدارة المجموعة مادة تلفزيونية مقررة سلفاً من جدول العرض، إذ أقصت العام الماضي مسلسل «للخطايا ثمن» استجابة لاعتراضات مذهبية.

وقبل أعوام أوقفت عرض مسلسل «الطريق إلى كابل» ـ وهو إنتاج مشترك مع تلفزيون قطر ـ بعد عرض ثماني حلقات منه وذلك بسبب رفض جهات الإنتاج والتوزيع تزويد المحطة ببقية الحلقات و «إخلال الجهة المنتجة للمسلسل والجهة المنفذة التي تملك حق التوزيع بالالتزامات المبدئية والبديهية التي قدمتاها والمتضمنة تسليم حلقات المسلسل قبل الموعد المحدد لعرضها في شهر رمضان».

ويواجه مسلسل «سعدون العواجي» الذي يعرض على قناة أبو ظبي حملة «قبلية» أيضاً لإيقافه بدعوى الإساءة وإثارة فتنة نائمة، لكن القناة لم تلق بالاً لكل المطالبات الخطيّة الموجهة لإدارة تلفزيون أبو ظبي، أو تلك التي استخدمت الشبكة العنكبوتية عبر موقعي قبيلتي «شمر» و «عنزه» المعنيتين بقصة المسلسل الذي يروي سيرة حقيقية، ويعرض الأحداث تصريحاً لا تلميحاً كما في «فنجان الدم».. وتضمنت بعض هذه المطالبات في صيغتها «لغة تهديد بما لا يحمد عقباه».

وكانت «ام بي سي» تراجعت أخيراً عن إنتاج مسلسل يروي سيرة «راكان بن حثلين» من بطولة ياسر المصري ولارا الصفدي، واستعاضت عنه بإنتاج مسلسل «عيون عليا» من بطولة الممثلين نفسهما استغلالاً لتألقهما في رمضان الفائت في مسلسل «نمر بن عدوان» الذي سجل نقاط مشاهدة مرتفعة حتى بعد إعادة عرضه.

الحياة اللندنية في 3 سبتمبر 2008

   

... وميساء مغربي تتهم منتجين بافتعال المشكلة

الدمام (السعودية) - ماجد الخميس 

استغربت نجمة مسلسل «فنجان الدم» ميساء مغربي قرار إيقاف المسلسل وقالت في حديث الى «الحياة»: «تفاجأت وبعض الممثلين بخبر الإيقاف بعد انتهائنا من تصوير مشاهد من الحلقة الأخيرة، صورناها في نهار رمضاني، وتحت درجات حرارة عالية». وأضافت: «عشنا أجواء من الحزن، تشبه العزاء، بعد نبأ الإيقاف، خصوصاً أن جهود عام كامل قد ضاعت، وحرمنا من الحضور الجماهيري المميز في رمضان».
وأكدت أن «المسلسل لا يحمل إساءة لأحد»، وتابعت: «ما روّجه بعض المنتجين ممن لهم مصلحة في إيقاف العمل، حول أنه يسيء إلى بدو الجزيرة العربية ونسائهم، معلومات خاطئة، فالعمل تاريخي بدوي يتكلم عن منطقة الشام تحديداً، والإحداثيات تثبت ذلك في السيناريو والحوار، كما يتضح ذلك من خلال المصطلحات الشامية... باختصار يصور المسلسل نخوة المرأة البدوية، ويحمل معاني كبيرة للصلح».

الحياة اللندنية في 3 سبتمبر 2008

 

ضحية

مالك القعقور 

قد يكون أجمل ما في شهر رمضان من الناحية التلفزيونية، أنه محطة لانطلاق عشرات المسلسلات الجديدة. بمعنى آخر أصبح شهر رمضان محطة تجدد فعلية لكل الشاشات والفضائيات العربية.

واذا كان من المبكر جداً الحكم على أي مسلسل ايجاباً أو سلباً، فإن النقطة الايجابية الأولى هي أن مروحة الخيارات أصبحت واسعة جداً أمام المشاهد الذي ملّ مشاهدة مسلسلات الشهر الكريم وبرامجه في الموسم الماضي او الذي سبقه، بل هو الآن أصبح في نقطة الانطلاق والاستعداد لتلقي مسلسلات جديدة تتراوح بين الكوميديا والدراما الاجتماعية مروراً بالقصص الشخصية - التاريخية، وصولاً إلى المسلسلات البدوية.

واذا كان من الصعب على المشاهد أن يحصي كل المسلسلات ومتابعتها، وبالكاد يمكنه حفظ أسماء مسلسلات يمكنه متابعتها بخاصة من المغرب إلى منتصف الليل، فإن الانطباع الأول الذي يخرج به من جال في أول ليلة من شهر رمضان هذا الموسم بين هذا الكم من المسلسلات والمحطات، أن هناك نوعاً من «الخبط واللزق» في كثير من المسلسلات الرمضانية، التي كتبت نصوصها على عجل أو بتكرار الأفكار واستنساخها بخاصة في المسلسلات الكوميدية، التي لم يعد يعرف هل هي لإضحاك الجمهور، أم للضحك عليه.

فبعض المسلسلات استحضر شخصيات تاريخية بارزة، وقدمتها في معالجة درامية، ومن خلال الحلقة الأولى من المسلسل، يتضح كم ان القائمين على المسلسل سيظلمون المشاهد، والشخصية التي تم استحضارها، وكذلك التاريخ العربي والإسلامي.

وبالمثل كانت الحال في بعض المسلسلات البدوية، التي تجزم إنها بدوية حين ترى الخيول والسيوف والملابس، إضافة إلى بعض لكنة بدوية. أما البداوة الحقيقية فغائبة عن تلك المسلسلات.

وتطغى على بعض المسلسلات الخليجية الجريمة والانحراف والفساد، وهو خط تبناه بعض المنتجين منذ سنوات، بعدما لاحظ إقبالاً عليه من جانب بعض المشاهدين، لكن هذا الجمهور ملّ هذا النوع من الدراما ولم تعد تثيره. والمعضلة التي تعاني منها الدراما العربية هي في عدم التجدد، والقولبة، فالفكرة الناجحة تستنسخ في خمسة وربما عشرة مسلسلات، حتى يملها الجمهور، ثم يخرج منتج بفكرة جديدة، فيعاد استنساخها، والضحية هو هذا المشاهد العربي الباحث عما يسليه ويرفه عنه في ليالي رمضان.

الحياة اللندنية في 3 سبتمبر 2008

 
 

شاعر “حقيقي” يرثي ولديه علىأبوظبي” في رمضان

رشيد عساف: “سعدون العواجي” يحمل رسالة للشعوب العربية

أبوظبي - “الخليج”:

ينتمي رشيد عساف إلى جيل الوسط من الممثلين في سوريا الذين شهدوا على تطور الدراما ونهضت بجهودهم الأعمال التاريخية والبدوية، وهو من أكثر الممثلين الذين أدوا شخصيات البداوة كونه ينتمي إلى بيئة مماثلة في بلده الأم سوريا.

وهذا العام يجسد عساف واحدا من أهم أدواره البدوية، في مسلسل “سعدون العواجي” الذي يعرضه تلفزيون أبوظبي طوال الشهر الفضيل، حيث يلعب دور البطولة لشخصية حقيقية ما زالت عالقة في الأذهان حتى يومنا هذا.

عن شخصية سعدون وما شده إليها وما يميزها، كان هذا الحوار مع النجم السوري رشيد عساف.

·         حدثنا بداية عن شخصية سعدون التي تؤديها في المسلسل؟

 سعدون العواجي شخصية معروفة في تاريخ قبائل شبه الجزيرة العربية وله قصة شهيرة مع ولديه عقاب وحجاب اللذين فارقاه وضعفت شوكته بسبب ذلك، وثمة خطان في كتاب السديري عن حياة سعدون العواجي: خط الفروسية وخط الشعر، أما المسلسل فيحاول التركيز على سعدون العواجي الشاعر.

·         يمر سعدون بمراحل عمرية مختلفة، هل وجدت صعوبة في تجسيدها؟ وكيف السبيل إلى إقناع الجمهور بحقيقة ملاءمة رشيد عساف للدور؟

 في الواقع سعدون العواجي يمر بخمس مراحل عمرية مختلفة أجسد منها ثلاثاً، أما مرحلتا الطفولة والشباب فيؤديهما ممثلان آخران لأنني لا يمكن ان العب أدوارا لا تناسبني كما أنني لا يمكن أن أخدع الجمهور، ثمة صعوبات في تجسيد هذه المراحل بالتأكيد، لكن التمرس في تأدية مختلف الأدوار وبراعة المؤلفين فهاد الشمري ومحمد اليساري في رسم ملامح شخصية سعدون العواجي ساعداني على إتقان مختلف المراحل التي يمر بها.

·         ما الذي يميز شخصية سعدون العواجي عن غيرها من الشخصيات البدوية التي قدمتها؟

 ما يميزها أنها شخصية حقيقية وليست افتراضية كما بقية الأعمال البدوية التي أديتها سابقا، وهذا ما يكبد فريق العمل مسؤولية كبيرة خاصة وان المراجع عن هذه الشخصية قليلة واغلب ما نقل عنها هو نقل شفاهي، لذلك فإننا حرصنا على توخي الحيطة والحذر الشديدين قبل البدء بتصوير العمل.

·         هناك مجموعة من الوجوه الجديدة يشاركونك البطولة ألا يؤثر ذلك على جودة العمل؟

 بالعكس سينعكس ذلك بشكل ايجابي، فهناك مجموعة من النجوم الأردنيين منهم الشاب خالد نجم الذي يؤدي دور حجاب بامتياز، وهناك الممثل الفرزدق الكعبي صاحب دور عقاب، بالإضافة إلى النجوم المعروفين عبير عيسى ومرح جبر ويوسف الجمل.. وكلهم يؤدون أدوارهم بحرفية حتى الأطفال كانوا مميزين في هذا المسلسل.

·         كيف تقيم العمل مع المخرج نذير عواد؟

 نذير عواد مخرج متمكن ولقد عملنا سابقا في أعمال بدوية منها “كهف المغاريب” وهو واحد من المخرجين القادرين على إدارة دفة العمل بامتياز، إضافة إلى أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يساعدونه والمتخصصين في هذه النوعية من الأعمال. في المحصلة سعدون العواجي عمل جماعي وكل واحد من الفريق يؤدي عمله على الوجه الأكمل.

·         كيف تدرب نفسك على إتقان اللهجة البدوية؟

 أنا انتمي إلى منطقة حوران جنوب سوريا وهي منطقة تتحدث بلهجة بدوية، أي ان هذه اللهجة ليست بعيدة عني، واعتقد أن هذه الأعمال تحتاج ابن بيئة لا يتقن اللهجة فحسب بل يعرف بيئتها ويعرف كيف يعيش ويتصرف كبدوي خالص، وهذا ما يميز جميع أبطال مسلسل سعدون العواجي.

·         فيما مضى كانت تصنف الدراما البدوية كدراما من الدرجة الثانية، هل لا يزال هذا التصنيف موجودا؟

 لا اعتقد ذلك، الدراما البدوية الآن أصبحت من فئة الخمسة نجوم، لقد أصبحت دراما مهمة تستقطب الجمهور والمنتجين وحتى الممثلين الذين كانوا فيما مضى يرفضون العمل في هذا النوع من الدراما.

·         أخيراً ماذا تقول للمشاهدين الذين يتابعونك في رمضان؟

 أنا متأكد أن مسلسل سعدون العواجي سيلقى استحسان الجمهور فهو عمل حقيقي، ويحمل رسالة إلى الشعوب العربية مفادها أن الدولة هي الحاضنة للجميع وان الوطن هو الذي يبقى.

البيان الإماراتية في 3 سبتمبر 2008

 

بعض الأعمال تعرض على أكثر من 10 قنوات

زحام الفضائيات يشتت جمهور رمضان

القاهرة - “الخليج”:  

تكتظ التلفزيونات العربية بالعديد من البرامج والمسلسلات خلال رمضان وهذا يجعل المشاهد في حيرة من أمره لأنه يعيش مشتتًا وفاقدًا للتركيز لعدم قدرته على متابعة هذا الكم الكبير من الأعمال. وتباينت الآراء في هذا الشأن، فالبعض يعتبر ذلك أمرًا ايجابيًا وآخرون انتقدوا هذا التكدس الذي يظلم الجمهور، والتحقيق التالي يرصد هذه الآراء لتحديد سلبيات وايجابيات هذه الظاهرة.

الدكتور صفوت العالم أستاذ الاعلام بجامعة القاهرة يوضح أن ازدحام المحطات الفضائية بالبرامج والمسلسلات في رمضان أصبح أمرًا عاديًا في ظل انتشار الفضائيات وحرص الجميع على نيل رضا المشاهدين بالأعمال الجديدة لذلك يحدث تنافس رهيب على شراء حقوق العرض الحصري للمسلسلات التلفزيونية التي تنتج خصيصا للعرض في رمضان.

ويضيف: تركيز المشاهد يقل وسط كل هذه الأعمال ومن المستحيل أن يتابع كل ما يقدم اليه، ولكنه من الممكن أن يأخذ نبذة مختصرة عن كل موضوع على حدة خاصة لانشغال الجميع بالعبادة وأيضا الظروف المعيشية الصعبة التي جعلت من التلفزيون رفاهية لا تستحق أن يضيع معها كل الوقت. وتوقع حدوث خسائر مادية للعديد من الفضائيات التي أنفقت الملايين من أجل تحقيق نجاح جماهيري وبالتالي تعويض حجم انتاجها من الاعلانات، اذ ستفاجأ بانصراف الجمهور عنها في ظل التشتت الذهني الذي يصيبه من جراء هذا الزخم التلفزيوني، خاصة أن هناك منافسًا قويًا وهو الانترنت الذي دخل كل البيوت العربية مثل التلفزيون ولجأ عدد من مستخدميه الى مواقع توفر خدمات تحميل البرامج والمسلسلات الرمضانية الناجحة.

الناقدة ماجدة خير الله تؤكد أن هوجة برامج ومسلسلات رمضان أثرت بالسلب على أذواق المشاهدين الذين احتاروا معها خاصة أن أغلبها مكرر ويدفع للملل وتوقعت مع مرور السنوات أن نشاهد آلاف الأعمال الرمضانية مما يسبب حالة من الضجيج التلفزيوني. وتتابع: كل عام نشهد تنافسًا رهيبًا على العرض الأرضي والفضائي والمحصلة في النهاية لا تفيد المشاهد بشيء باستثناء عدد من الأعمال القليلة الهادفة والتي للأسف تضيع وسط هذا التكدس الرهيب، ولابد من وجود تنسيق بين المحطات الفضائية في توقيت عرض الأعمال حتى يستطيع الجمهور ترتيب مواعيده نظراً لأن ظروف العمل تختلف من شخص لآخر، فمثلا مسلسل “شرف فتح الباب” للفنان يحيى الفخراني تم تسويقه لما يقرب من عشر محطات وليس منطقيا أن يعرض في توقيت واحد.

الدكتور سامي عبدالعزيز أستاذ الاعلام عبر عن استيائه من ازدحام المحطات الفضائية بالأعمال الرمضانية خاصة أنها تفتقر الى التنوع وأغلبها يركز على الجانب الترفيهي والمسابقات الوهمية والفوازير التي تتسم بالغباء والدراما التي أحيانا ما تشوه التاريخ وتفقدنا الأمل في المستقبل.

ويشدد على ضرورة الارتقاء بالاعلام العربي بصورة تخدم المجتمع، فالأموال التي تصرف على انتاج المسلسلات يمكن استخدامها في الارتقاء بالاعلام بصورة تعكس حقيقة مجتمعنا، ويؤكد أن كلامه لا يعني اهمال الدراما التلفزيونية ولكن يجب توجيهها في الاطار الصحيح لأنها تفتقد الموضوعية وتحتاج الى التواصل الحقيقي مع هموم الناس.

الفنان صلاح السعدني الذي يشارك في هذا الزحام الرمضاني بمسلسل “عدى النهار” يرى أن زيادة الأعمال التلفزيونية في هذا الشهر الكريم تمنح المشاهد فرصة الاختيار، فقديما كان مفروضا عليه عدد من الأعمال ورغم قوتها وأسماء أبطالها الا أن هناك من يبحث عن التنوع.

ويقول السعدني: يجب على الشركات المنتجة احترام رغبات الجمهور خاصة الأجيال الجديدة التي تحمل عقلية مختلفة في ظل التقدم التكنولوجي الرهيب الذي نعيشه، كما أن الأعمال القوية الهادفة ستفرض كلمتها خلال رمضان مادامت تتسم بالموضوعية وتتضمن اسقاطات حقيقية على الواقع الذي نعيشه.

تشبع

الفنانة لقاء الخميسي ترى أن الزيادة المبالغ فيها لمسلسلات “الست كوم” ستسبب حالة من التشبع عند المشاهد فبعد نجاح “تامر وشوقية” و”راجل وست ستات” نشهد هذا العام عشرات الأعمال نظرًا لأن بعض المنتجين يرون أن انتاجها غير مكلف ومكسبها مضمون وبالطبع هذا تفكير خاطئ لأن العمل الضعيف انتاجيا سيكون الفشل مصيره وبالتالي فإن انتاجه لا محل له من الاعراب.

المذيع طارق علام الذي يطل علينا على الشاشة الرمضانية هذا العام من خلال برنامج “حلوة الدنيا” الذي يقدمه للعام الثاني على التوالي يؤكد أن الشاشة التلفزيونية العربية رغم امتلائها بمئات البرامج الا أنها تتجاهل الموضوعات الانسانية التي تخصص في تقديمها خلال السنوات الماضية لأنها تدعم روح التعاون والمحبة وترسخ مبدأ الأمل في الغد المشرق ما دامت يد الخير ستظل ممدودة كما يقول. المذيعة حليمة بولند التي قدمت “فوازير حليمة” خلال العام الماضي لن تقدم جديدًا هذا العام لارتباطها بعقد مع شركة “روتانا” بعد تصالحهما مؤخرا تحاول تسويق الفوازير نفسها في عدد من المحطات التلفزيونية، خاصة أنها لم تعرض سوى على تلفزيون “الراي” وهي بذلك ستساهم في زيادة التكدس التلفزيوني، ولكنها تدافع عن فوازيرها وتقول: من حقي أن ابحث عن الانتشار خاصة في مصر لأن الفوازير حققت نجاحا في منطقة الخليج ولكن لم تحظ بمشاهدة كبيرة من الجمهور المصري لظروف ارتباطه بالأعمال الدرامية المصرية، لذلك فكرت في تسويق الفوازير لعدد من المحطات الفضائية المصرية وطلبت مني سوزان حسن رئيسة التلفزيون المصري في العام الماضي عرضها على الفضائية المصرية.

وتضيف حليمة: من حق كل الجهات الانتاجية أن تقدم شتى أنواع الأعمال الفنية، ومن حق الفضائيات أن تتنافس فيما بينها وفي النهاية الحكم للجمهور لأن هذا الزحام لا يضره في شيء فالقرار النهائي عنده ولا أحد يستطيع اجباره على مشاهدة ما لا يحبه.

الفنانة دينا فؤاد التي تشارك في الجزء الثاني من مسلسل “الدالي” تؤكد أن هذا الزحام يظلم الوجوه الجديدة لأن الناس تقع في حيرة ولا تستطيع استقبال كل هذه الأعمال التي توجه اليهم في ثلاثين يوما. وتقول: هذا ليس في صالح المواهب الشابة، فقديما كان أي ممثل صاعد يشارك في أحد مسلسلات رمضان تسلط عليه الأضواء ويأخذ فرصته في استكمال مشواره لأنه يعرض عليه بعد ذلك العديد من الأعمال، عكس ما يحدث في الوقت الحالي، ورغم أن انتشار الفضائيات يعطي ميزة تكرار العرض الا أن الزحام التلفزيوني الرمضاني يؤثر في تركيز المشاهد.

المؤلف محمد الغيطي الذي يشارك في رمضان بمسلسل “بنت من الزمن ده” لداليا البحيري يرى أن ارتباط الناس بالتلفزيون في رمضان على مدار السنوات الماضية جعل كل الفضائيات تجهز نفسها طيلة العام لهذه المناسبة، وأن من الطبيعي أن يتبع ذلك زيادة في كم الانتاج البرامجي والدرامي بسبب زيادة عدد التلفزيونات العربية. ويؤكد أن هذا الأمر ايجابي للغاية لأنه يعطي فرصة لتعدد الأفكار وتنوعها، ولكن يجب أن تنظم العملية بحيث يحدث هناك تكامل بين المحطات التلفزيونية للمشاركة في أعمال ذات انتاج ضخم وتحمل قيمة، خاصة أن الفترة القادمة ستشهد تنافسًا من الدراما غير العربية بعد الانتشار الرهيب لمسلسلي “نور” و”سنوات الضياع” التركيين.

البيان الإماراتية في 3 سبتمبر 2008

المصرية في

01.09.2008

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)