كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يختتم دورته31

الأرهاب والحروب والأغتراب في حلبة المنافسة على الجوائز

د.طاهر علوان – القاهرة

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الحادية والثلاثون

   
 
 
 
 

لاادري ان كان من المهم ان ابدأ الكلام عن مهرجان القاهرة بالحديث عن ملامح موازية تكمل مشهد المهرجان وتحيط بتشعباته وتفصيلاته واجواءه ...لكنني بكل تأكيد لااستطيع ان افصل القاهرة المهرجان عن القاهرة الحياة والثقافة والتاريخ ، ربما كان هذا هو المفصل الهام الذي يمنح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي  تميزا مضافا .

فالمهرجان يستمد عناصر مهمة من قوته في امتداده بامتداد الحياة والمكان ، لايمكنك وانت تعيش المهرجان الا ان ترى انسان النيل المبحر في الزوارق الصغيرة والمراكب ، مشهد لم يفارقني بعد كل عرض فيلمي اعود فيه الى غرفتي او الى بهو الفندق او الى المركز الصحفي او لتدوين ملاحظاتي في مكان ما ، فمن هنا الى هناك بامتداد البصر تسير الحياة في النهر منذ الاف السنين بينما اطفـأ المهرجان شمعته الحادية والثلاثين في هذه الدورة .

بموازاة ذلك ستجد ان هذه (السينما ) ليست ترفا شخصيا ولا مهنة لشريحة خاصة من النجوم والنجمات ، ستجد ان السينما هنا هي امتداد آخر لولع شخصي يجمع شرائح عريضة من المشاهدين من عشاق الفن السابع الذين يتدفقون كل يوم الى صالات العرض المتوزعة في القاهرة ، حتى انني كنت الحظ بتعجب قدوم عجوز لاتقوى على السير حتى باتكائها على عكازها ، كنت الحظ قدومها شبه اليومي الى صالة (كود نيوز) لمشاهدة عروض المهرجان هذا فضلا عن طلبة السينما من مختلف الأعمار وطلبة الجامعات وجيل شاب فرح بما يشاهده .

منذ اللحظة الأولى تجد ان وراء المهرجان ثقلا كبيرا من جهة دعم وزارة الثقافة صاحبة المهرجان والجهات الراعية ولهذا وفرت لضيوفه اجواءا تعبر عن حفاوة كبيرة سواء من ناحية الأقامة  او من جهة الخدمات والتسهيلات في التنقل وفي العمل الصحافي .

بالطبع يتكامل مع كل هذا انك لاتستطيع الا ان تكون ضيفا على خان الخليلي  نهارا او ليلا  وعلى الجامع الأزهر والحسين والسيدة زينب والأهرامات والمتحف الوطني وازقة نجيب محفوظ .

هكذا اصرت رانيا ان تصحبني الى مايعرف مجازا : الى قاع المدينة ، الى قصر الشوق حيث استمد نجيب محفوظ روايته ومررنا بالجمالية حيث عاش الكاتب الكبير وبالأزقة الضيقة والحياة المسالمة التي يعيشها الفقراء في تلك الأماكن التي لم اجد فيها الا مشاهد طالما عرضتها السينما المصرية عبر تاريخها ، ثم تتكامل الصورة مع ذلك التراكم الهائل من التماثيل والأيقونات الفرعونية التي تحف بالمرء من كل جانب ، كانت رانيا ساعتها تحاول ان تخرجني من ميدان العتبة المكتظ بأية طريقة لكننا امضينا الوقت في اكتشاف المكان حتى احتضنتنا مقهى على الرصيف وجاء الشاي على (مية بيضة) وسائر السلسلة المعلومة من المشروبات الساخنة المصرية والأطعمة التقليدية .

من كل هذا سنذهب للمهرجان ..مشاركة كبيرة وافلام تتوزع على العديد من صالات العرض ولايمكن للمرء  الا ان يشاهد  نسبة محددة من  عدد الأفلام المعروضة في اقسام المهرجان وهو مانوه عنه الدكتور عزت ابو عوف رئيس المهرجان في الكلمة الأفتتاحية من جهة تنوع الأفلام المشاركة في هذه الدورة وغزارتها ، وحيث  نجحت ادارة المهرجان في تقديم حفل افتتاح متميز وانيق حقا  ، بالطبع كان هنالك نجم المهرجان ، رئيسه الفخري ، عمر الشريف ، الذي تحدث بكثير من الود والحميمية وقدم لجنة التحكيم الدولية للأفلام الروائية الطويلة للمهرجان وهم كل من : نيكولس روج – بريطانيا ، نورجول بسيلكي – تركيا ،ساندرا نشأت – مصر ، جيلالي فرحاتي – المغرب ،هشام سليم – مصر ،كريستوف زانوسي – بولندا ،زانج جنتشو – الصين ، الديكو انيادي – المجر ،سو- ري مون – كوريا ، تلدي كورسي – ايطاليا ، محمد صالح هارون – تشاد .

اضافة لذلك ، هنالك لجان تحكيم اخرى لكل قسم من اقسام المهرجان وهي :

  • لجنة التحكيم لمسابقة افلام الديجيتال
  • لجنة التحكيم للأفلام العربية
  • لجنة التحكيم لأتحاد الصحافة السينمائية الدولية

اما المكرمون في هذه الدورة فهم كل من احمد رمزي و نبيلة عبيد ونور الشريف و احمد صالح وراجح داوود و مصطفى محرم ومن بريطانيا نيكولاس روج ومن امريكا مات ديلون وايمي مولين و هارفي كيتل وكوينسي جونز ومن الجزائر الأخضر حامينا .

وقد اتسعت اقسام المهرجان بشكل اتاح تنوعا ملفتا في العروض فبالأضافة الى مسابقات الفيلم الروائي الطويل والسينما العربية وافلام الديجيتال هنالك قسم : مهرجان المهرجانات و قسم للسينما المغربية والرومانية والتركية الجديدة وقسم للأفلام المثيرة للجدل فيما كانت السينما المحتفى بها لهذه الدورة هي السينما البريطانية .

وسط هذه الكثافة من الأفلام المعروضة سنبحث عن تلك السينما التي في الذهن والتي من خلالها تم اختيار افلام واستبعاد اخرى ، الميزات والأطار الذي يجمع كل هذه الكثافة من المشاركات من العديد من بلدان العالم . بالطبع لن نجد ( فورمولا) محددة بقدر مانجد سعة في ماهو معروض الذي اتاح لفيلم شبابي بسيط الصنعة مثل ( علهوا )من مصر ان يتنافس مع فيلم حربي كبير هو العدو الحميم من فرنسا او فيلم بسم الله من باكستان او العثماني الأخير من تركيا وهذه افلام عالية الحرفية الى حد كبير .

لذا فقد تجاورت في العروض افلام على درجة متميزة من البناء والمعالجة وتنوع العناصر الفنية مع افلام اخرى ربما كانت اقل مستوى من هذا المستوى لكن القاسم المشترك كان هو تقديم السينما الأكثر قربا من ذائقة الجمهور اذ اختفت من المسابقة الرسمية مثلا انواع فيلمية اخرى كأفلام الفانتازيا والخيال العلمي والأفلام التجريبية .

في كل الأحوال سأسلط الضوء على ثلاثة افلام من بين كم الأفلام التي شاهدتها لأنني وجدت فيها ماهو جدير بالأهتمام .

فيلم "بسم الله" ..الأرهابي والفنان في حلبة صراع كونية

من اقبية افغانستان وجحور الظلام الى المدنية المزيفة والحداثة المجنونةالتي فاقم جنونها غرور العظمة ...خلاصة سمعتها من صديق ناقد قادم من امريكا اللاتينية ونحن نناقش هذا الفيلم الباكستاني الذي طاف بنا في سرد كثيف طويل متنوع الخطوط والمسارات بين لندن ونيويورك الى بيشاور وكراتشي وقرى نائية بين بالكستان وافغانستان .

بناء سردي توزعت فيه الشخصيات على ازمنة وامكنة متعددة قد تبدو ان لارابط يربط فيما بينها الا ان الفيلم اطرها جميعا على صعيد واحد وقدم حياة مشحونة مليئة بالأزمات .الشقيقان الباكستانيان  منصور وسرمد يحبان الموسيقى ولديهما طموح عريض سرعان ما يتحول بالنسبة الى سرمد الى كراهية للفن والموسيقى بسبب التحريم الذي رواه له احد الشيوخ من خلال احاديث نبوية وهذا مايدفع الشاب سرمد الى ان ينخرط مع المجاميع المسلحة في احدى القرى بين باكستان وافغانستان لكنه يعجز عن قتل احد .

في لندن تعيش ابنة عمه ماريا التي تريد الزواج من شاب انجليزي ، الأب الضعيف يجد نفسه في مأزق ان سمعته في اوساط ابناء الجالية ستتأثر في حال زواج الفتاة من انجليزي ولهذا يدبر خطة بالذهاب بالفتاة الى باكستان لزيارة شقيقه وتذهب الفتاة معه لكنه يذهب بها الى القرى النائية حيث يعيش سرمد ويجبر الفتاة اما الزواج من سرمد او الموت .ويزوجها عنوة اما منصور فيذهب الى امريكا لدراسة الموسيقى وبعد تفتح مواهبه هناك تقع احداث سبتمبر فيسقط منصور المغني والعازف المرهف ، يقع ضحية الوشايات وثقافة الكراهية ضد المسلمين ويلقى به في السجن ويجري تعذيبه بوحشية متناهية حتى يخرج من سجنه وهو معاق تماما .

هذه الدراما المشوقة استطاع المخرج شهيب منصور ان يديرها بتفوق ملفت وان يمنح مشاهديه متعة فريدة اضافة الى الجرأة في تناول موضوع الأسلام والفن والمرأة وغيرها من القضايا التي اثارها الفيلم في اطار من الجدل العقلي بين من هو متشدد ومن هو معتدل .

العدو الحميم ..عن الوجه القبيح لثقافة الحرب واوهام الغزاة

هذا الفيلم الفرنسي يشكل عندي وثيقة ادانة كبيرة لجميع اشكال الغزو والهمجية التي تصاحب اجتياح الأمم واستباحة الشعوب فهو يحكي فصولا من الأحتلال الفرنسي للجزائر ، قصص مأساوية مروعة تفيض شجنا وادانة لهذه الهمجية التي ترتكبها الجيوش الغازية فضلا عن الآلام التي تصاحب الغزاة انفسهم وتقض مضاجعهم .

تتواشج في هذا الفيلم النزعات الأنسانية مع تقدم الجيوش ، وخلال ذلك يرسم الفيلم صورة وثائقية متميزة لعدد من المعارك التي خاضها الجيش الفرنسي في الجزائر وهي في الغالب معارك جرت وقائعها في قرى فقيرة واستهدف فيها فلاحون بسطاء ذهبوا ضحية ذلك الصراع الطاحن ، حتى صدق قول احدى الشخصيات في الفيلم : لااستطيع ان اكون خادما مطيعا للجيش الفرنسي الغازي لبلادي كما لااستطيع ان اكون جزءا من جبهة التحرير ..

هذا الشعور المتفاقم هو الذي سيدفع الجزائريين سعيد ورشيد للعمل في صفوف الجيش الفرنسي مترجمين وجنديين ..فرشيد مثلا قتل افراد اسرته جميعا دون رحمة على ايدي محاربي جبهة التحرير ولهذا ينظم للفرنسيين ، ولكن نهاية رشيد هي المأساوية حيث يجري اختطافه وتعذيبه حتى الموت.

و من المشاهد المؤثرة ان  الفيلم يسلط الضوء على رمزين فرنسيين بالأضافة الى سعيد ورشيد وهما قائدي الوحدة العسكرية التي يعرض الفيلم لأفعالها ، الأول هو قائد ميداني (الممثل البرت دوينتل )، والثاني هو ضابط الأستخبارت ، كلاهما يشهد انها حرب بلا طائل ، حرب وصراع دام بلا نهاية انهما يتساءلان : لماذا نحن هنا ؟ لماذا منحت فرنسا كلا من تونس والمغرب الأستقلال وتركتهما وشأنهما ولم تفعلا الشيء نفسه مع الجزائر ؟ لماذا يشاع ان الجزائر هي فرنسا ؟ والى متى الصراع والقتل ؟.

هذه الأسئلة الموضوعية ترافق العمليات الحربية اليومية التي يقدم فيها الجيش الفرنسي افواجا من القتلى في مقابل افواج من القرويين الذين يقعون ضحايا هذا الصراع الدامي .

بالطبع ليس من ادانة ابلغ للحرب من رغبة القائد في الأنتحار : وفي مشهد يجد سعيد نفسه مجبرا على تلبية مطلب قائده الفرنسي ان يسلط عليه تيارا كهربائيا من محرك يدوي كي يموت بالصعق الكهربائي..لكن دون جدوى ..اذ يجبره مساعده ضابط الأستخبارات ان يتوقف عن ذلك ..لكن شيئا لن يوقفه اذ يقرر الهرب ..ويهرب فعلا في اشد صور الأدانة للحرب ..بالطبع يقدم الفيلم احصائية بعدد الضحايا من الجانبين ويعلن انها حرب مجنونة وفاشلة .

ضربات ...فيلم متقن عن الأغتراب وضد العنصرية  

هذا الفيلم الهولندي للمخرج(البرت تير هيردت ) اجده احد الأفلام الأخرى الجديرة بالأهتمام فهو فيلم متقن الصنعة تماما وبالرغم من تصديه لمفردات وقضايا حساسة وهي قضية المهاجرين في المجتمع الهولندي وبالأخص الجالية المغربية هناك الا انه كان موضوعيا الى حد كبير وعرض الوقائع كما هي ، كل شيء في هذا الفيلم قريب جدا من الواقع والواقعية ، اداء عفوي وشخصيات تقترب الى حد كبير من الحياة اليومية ..

سعيد (الممثل ميمون عويسا) هو ملاكم محترف وناجح تربطه صداقة حميمية بفتاة هولندية ولديه شقيق يعمل في متجر ولكن يتم طرده بسبب تقاعسه وتأخره في العمل ومع ان رئيسه يعلن ان سبب الطرد ليس بدوافع عنصرية الا انه يصرخ انه طرد لذلك السبب .

ولسوء حظ هذا الشاب يقع في مواجهة مع رجل شرطة تنتهي بمقتله ..وهنا يجد سعيد نفسه في مأزق بسبب ضغوط ابناء الجالية المغربية للدفاع عن حق اخيه القتيل وانه يفضل علاقته الغرامية مع الفتاة الهولندية على دم اخيه وتصبح قصة مقتل ذلك الشاب موضوعا للأعلام بعد ان يتهم بأنه كان يغني في احد النوادي ضد السامية .

في المقابل هنالك مروان الشاب المغربي الآخر الذي انخرط في سلك الجيش الهولندي وتخرج ضابطا وهو في طريقه للزواج من فتاة مغربية تعمل شرطية لكنه تخبره انها فاقدة لعذريتها لتتأزم العلاقة بينهما ويتعطل زواجهما ثم لتشهد هي مقتل ذلك الشاب المغربي من قبل زميلها الشرطي وتطلب شهادتها في المحكمة .

وتمضي احداث الفيلم بمتانة وانسيابية عالية لتظهر كيف يتعامل الهولندي مع المغربي ، السيدة الهولندية مثلا تسعى لفتح منافذ لشاب مغربي  حسن الصوت يريد ان يغني ويصبح فنانا معروفا اما زوجها فمشغول بتتبع القصص الواقعية التي تحدث لأولئك الأجانب .

الفيلم في كل بنائه وتنويعاته يقدم موضوعا متميزا في البناء والمعالجة كما انه نجح بشكل ملفت في نظري في تقديم ممثلين على مستوى متميز من الأداء سواء الهولنديين او المغاربة وقدم ممثلة ناجحة في هدوئها وتماسكها وعفويتها هي الفتاة التي ادت دور الشرطية من اصول مغربية وقدم سعيد الممثل المبدع الذي لاتشي ملامحه بجمالية النجوم بل كان اداءه هو الذي اطلقه نجما .

كلمة اخيرة ...

لم اكن اتمنى مع نفسي وانا اكتب عن هذه الأفلام الثلاثة المتميزة الا ان اراها متوجة بالجوائز الكبرى للمهرجان وهو ماحصل فعلا ..اذ نال كلا منها احدى جوائز المهرجان ..حيث حصل الفيلم الفرنسي على الجائزة الذهبية كأفضل فيلم في المهرجان كما حصل على جائزتي افضل مخرج وافضل ممثل .

اما الفيلم الباكستاني فقد حصل على الجائزة الفضية .فيما منح الفيلم الهولندي جائزة افضل سيناريو .

سينماتك/ خاص في

08.12.2007

 
 

افلام اوروبا الشرقية الاكثر تميزا في القاهرة

سينما أوروبا الشرقية تفرض نفسها في مهرجان القاهرة السينمائي

القاهرة - من هدى ابراهيم

أفلام من بولندا وروسيا ورومانيا والمجر تبدو الأكثر قيمة وإشراقا وإحكاما فنيا في مهرجان القاهرة السينمائي.

بدت سينما اوروبا الشرقية الاقوى والاكثر قيمة واشراقا في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الحادية والثلاثين، وان ذهبت جائزته الذهبية الى فيلم فرنسي.

ففي هذه التظاهرة الرسمية التي شارك فيها 19 فيلما من 16 بلدا والتي اعلنت نتائجها في حفل اقيم الجمعة بدار الاوبرا في القاهرة، بدا جليا تمايز افلام دول الاتحاد السوفياتي السابق عن سواها.

وشاركت مصر في المسابقة بفيلمين وكذلك المغرب وبريطانيا، اما الهند وروسيا وبولندا والمجر ورومانيا وروسيا وتركيا والمكسيك وفرنسا واسبانيا وايطاليا وهولندا والفيليبين فشارك كل منها بفيلم واحد.

وبدا الفيلم البولندي "الياسمين" للمخرج يان جاكوب كولسكي الذي عرض في اليوم الاخير من المهرجان تحفة فنية محكمة الصنع تسبر اغوار الحب وقلوب البشر من خلال قصة امراة تغوص في كنه العطر بينما ترمم ايقونات في احد الاديرة المنعزلة.

ويبدو السيناريو المستند الى نبوءة وردت في "انجيل برنابا" (احد الاناجيل غير القانونية بالنسبة للكنيسة) محكم الحبكة، جميل الايقاع، يعيد للسينما البولندية شيئا من بريق افتقدته طويلا، في عمل يتحول فيه العطر الى مرادف للحياة ويبحر في عالم الانفس المتنسكة.

ورغم انعزال الدير، فان الحيوية لا تغيب عن الفيلم، حيث تحضر عبر صوت الطفولة المتمثلة بجيني، ابنة البطلة، التي تروي الحكاية.

اما فيلم "ملاك احبني" الروماني للمخرج وكاتب السيناريو جيورجي بريدا فاثبت في المهرجان حيوية السينما الرومانية التي اظهرت في السنوات الثلاث الاخيرة انطلاقة وحضورا مشرفا في المهرجانات الدولية وتمكنت من انتزاع جوائز عدة.

وخصص مهرجان القاهرة حيزا خاصا بالسينما الرومانية الجديدة وآخر للسينما المغربية الجديدة.

ويتناول فيلم "ملاك احبني" قصة آنا الشابة المصابة بمرض الربو، الذي يحرمها من الاختلاط بالناس فتعيش منعزلة تؤلف موسيقى تجعلها شهيرة، من دون ان تخرجها من عزلتها، التي تدفعها الى الغوص في ذكريات طفولتها الغامضة والمعذبة.

وبينما هي على هذه الحال يدخل عالمها رجل غامض من بوابة هدايا ثمينة يقدمها لها ولكن من دون ان يكشف عن هويته.

وتبدو الحياة في هذا الفيلم الجميل لوحة تجريدية تتمايل الوانها كلما حاولت آنا اكتشاف هوية عاشقها المجهول الذي يظل حتى النهاية غير جاهز لرؤيتها.

وتؤدي دور آنا بامتياز آنكا فلوريا التي رشحها الكثيرون لنيل جائزة افضل ممثلة في المهرجان. وقد ذهبت هذه الجائزة مناصفة الى الروسية تتيانا لتوفا عن دورها في فيلم "رؤية كاملة" والمكسيكية مارينا ماجرو سوتو عن دورها في فيلم "اوبرا".

وبرز في المسابقة الرسمية للمهرجان عدد من الافلام التي صورت العالم بعد 11 ايلول/سبتمبر 2001 وما طرأ عليه من اختلافات في العلاقة بين الشرق والغرب او بين الاسلام والغرب.

هذا التحول جسده الفيلم الباكستاني "باسم الله" لشهيب منصور الذي فاز بجائزة الهرم الفضي، وهو مخرج تلفزيوني يخوض للمرة الاولى غمار الاخراج السينمائي. وتدور احداث هذا الشريط بين الولايات المتحدة ولندن وباكستان وهو يسلط الضوء على التناقض بين قيم التسامح ونزعات التطرف التي حلت بمجتمعات هذه الدول.

ولا يخلو هذا العمل الذي يدور على محورين، رغم سذاجة خطابه في بعض الاحيان، من مشاهد جميلة ومقاطع حوارية رائعة تبين وجهين للاسلام، احدهما رجعي متخلف والآخر صوفي متنور، يتقارعان حتى نهاية الفيلم حيث يعلو الاذان بصوتين يعبر كل منهما عن اتجاه.

هذه الصراعات وازمات عدم فهم الآخر، ظهرت ايضا في الفيلم الهولندي "الضربات" للمخرج البيرت تير هيردت الذي صور واقع المهاجرين المغاربة وما يتعرضون له من عنصرية تعاظمت في السنوات الاخيرة في المجتمع الهولندي المختلط.

ويطرح الفيلم اسئلة فلسفية وعملية حول قضية المهاجرين واستيعابهم في المجتمع الهولندي.

اما الفيلم الفرنسي "العدو الحميم" الذي انتزع جائزة الهرم الذهبي كأفضل فيلم بالاضافة الى فوز مخرجه فلوران اميليو سيري بجائزة افضل مخرج وبطله البير ديبونتل بجائزة افضل ممثل، فتميز بمضمونه الجريء حول فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر التي ظلت طويلا محرمة او ممنوعة على السينما الفرنسية.

وتدور احداث هذا الفيلم عام 1959 حيث يصل الى الجزائر قائد يؤدي دوره بينوا ماجيميل ويكون عليه تولي قيادة القوات الفرنسية في منطقة القبائل، لكن السرجيبت دونيك (البير ديبونتيل) الذي اتعبته الحرب يضع هذا الشاب المثالي الافكار تحت جناحيه قبل ان تقضي الحرب على كل تطلعاته.

وبينما تحتدم المعارك يتواجه الرجلان وتصبح مواجهتهما مواجهة لكل منهما مع ذاته حول تلك الحرب ليكتشف كل منهما في النهاية ان عدوهما الحقيقي هو نفسيهما.

ميدل إيست أنلاين في

08.12.2007

 
 

مهرجان القاهرة السينمائي في الدورة‏31:‏

مسلسل الأخطاء مستمر

‏*‏ علا الشافعي

رغم مرور‏31‏ عاما علي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي والتي انتهت فعالياته أمس الجمعة‏,‏ إلا أنه يبدو أن القائمين علي المهرجان مازالوا يعانون عدم وجود هيكل وقواعد تحدد الشكل التنظيمي للمهرجان ومعايير اختيار المكرمين أو العلاقة التفاعلية بين الصحافة والمهرجان والتي تشهد هذا العام أسوأ حالاتها‏.‏

والمفارقة أنه برغم الهجوم الشديد من جانب معظم الصحفيين علي فعاليات هذه الدورة والتي تشهد حالة من الفوضي والارتباك باتت أصيلة ولصيقة بالمهرجان في سنواته الأخيرة‏,‏ إلا أن أحدا من القائمين علي المهرجان لم يتحرك‏,‏ فلم يفكر رئيس المهرجان عزت أبو عوف أو نائبته سهير عبد القادر في الدعوة إلي عقد مؤتمر صحفي أو إصدار بيان من إدارة المهرجان يفند كل ما تنشره الصحافة ووسائل الإعلام من متابعات‏,‏ خصوصا أن هناك الكثير من المغالطات التي تناولتها الصحف وتحديدا فيما يتعلق بلائحة المهرجان وشروط الاشتراك في المسابقة الرسمية إذ أكد البعض أن هناك أفلاما تخالف لائحة المهرجان وهو ما سينعكس بالسلب علي صفته الدولية‏,‏ وتحديدا في حالة الفيلم الباكستاني إنشاء الله ولكن يبدو أن من يرددون ذلك لم يقرأوا اللائحة التنظيمية للمهرجان والتي تسمح بمشاركة الفيلم طالما لم يعرض عرضا تجاريا داخل مصر ومادام لم يشارك في مهرجان دولي آخر‏,‏ حيث إنه لا مانع من مشاركته لو كان عرض محليا في بلده وتكرر هذا الالتباس في أكثر من واقعة ولكن مع الأسف تعامل مسئولو المهرجان بخفة مع مثل هذه التفاصيل برغم أنها تسيء إلي الصورة العامة للمهرجان ولا أحد يعرف هل هي حالة من التعالي تجاه الصحافة من جانب إدارة المهرجان؟ أم أنه استمرار لمسلسل الفوضي؟

والمدهش أنه كانت هناك حالة من التفاؤل تسيطر علي المتابعين للمهرجان نظرا للتصريحات الوردية التي سبقت انعقاد فعالياته‏,‏ خصوصا أن المهرجان الذي وصل عمره هذا العام إلي‏31‏ عاما من المفترض أن يكون قادرا علي تجاوز كل أخطائه وأزماته السابقة ولكن مع الأسف زادت الأخطاء‏,‏ ويكفي مثلا أن الكتب المطبوعة لم تكن متوافرة للإعلاميين إذ تعاملت إدارة الإعلام مع الصحفيين بمنطق الخيار والفاقوس فيما يتعلق تحديدا بكتاب نجيب الريحاني والذي أعيدت فيه طباعة مذكراته وتتضمن شهادات كثيرة‏,‏ حيث كان يتم توزيعه سرا ولأناس محددة في حين أن القائمين علي إدارة الإعلام يعرفون جيدا من هم المهتمون بالسينما والمتابعون لأنشطة المهرجان منذ زمن طويل‏.‏ كما شهدت الندوات العديد من أخطاء الترجمة‏,‏ وكذلك التأخر في مواعيد إقامة العروض وأعطال الصوت في الندوات لذلك يصبح السؤال ملحا‏,‏ ما الذي ينقص مهرجان القاهرة ليكون مهرجانا حقيقيا بعيدا عن التأكيد والتشدق طوال الوقت بأننا المهرجان الدولي الوحيد في المنطقة العربية؟ لأنه عاجلا وفي ظل المنافسة العربية الشرسة التي يشهدها مهرجان القاهرة من قبل المهرجانات السينمائية في دمشق وأبو ظبي ودبي والتي يحرص مسئولوها قبل التحدث عن الدولة أن يكون لها ثقل فني وهيكل تنظيمي وإدارة فاعلة سواء في علاقتها مع الصحفيين والإعلاميين أم الفنانين‏.‏ 

####

ندوة صناديق الدعم الأوروبية للسينما العربية

في ندوة عن الصناديق الأوروبية الداعمة للسينما العربية‏,‏ شارك ممثلون عن كل مجموعة من المؤسسات التي تعمل علي دعم مشروعات الأفلام بالمنطقة العربية‏,‏ إذ عرضت كل مؤسسة حجم الدعم الذي تقدمه وسائل الاتصال بها والمعايير التي يتم الاختيار علي أساسها‏.‏

وتحدث سعد رمضان ممثل صندوق جنوب فرنسا عن حجم نشاط الصندوق وقال إن الصندوق يدعم حوالي‏300‏ فيلم روائي طويل أو أكثر قليلا سواء كان الدعم في صورة تمويل أم إشراف علي الإنتاج‏,‏ وأن ذلك يكون بالمشاركة مع جهات أخري مثل وزارة الخارجية والمركز الوطني للسينما الفرنسية وتهتم المؤسسة بالأفلام التي تتعثر في مراحلها الأخيرة بسبب قلة التمويل‏.‏ أما جان فرنسوا رئيس مهرجان مونبليه فقال إن نشاط دعم الأفلام في المهرجان يتركز في دول البحر المتوسط ويكون الاهتمام الأكبر موجها لجنوب المتوسط‏,‏ خصوصا أن تلك الدول تمتلك سينما عريقة ولها تاريخ في المهرجانات‏,‏ لذلك فمهرجان مونبليه يحرص علي دعم الأفلام المهمة مثل أفلام المخرج المصري يوسف شاهين في مصر وغيره من المخرجين المتميزين في شمال إفريقيا ودعمنا العام الماضي فيلما وثائقيا لمخرجة مصرية‏.‏ وتحدثت ماجدة واصف مدير قسم السينما في معهد العالم العربي بباريس‏,‏ حيث اقترحت بتقديم التماس من المشاركين في مهرجان القاهرة السينمائي إلي الجهات المانحة والداعمة للحركة السينمائية كي تنظر بعين الاعتبار للمهرجانات السينمائية في المنطقة العربية ودول حوض البحر المتوسط‏.‏

وتحدث أيضا فينسيزو بوجنو ممثل مؤسسة عالم السينما في ألمانيا‏,‏ وقال إن مؤسسته تقدم ما بين‏500‏ إلي‏700‏ ألف يورو سنويا‏,‏ حيث تقدم دعما للفيلم الواحد يصل إلي‏100‏ ألف يورو‏.‏

####

السينما البريطانية في المهرجان

كانت السينما البريطانية هي ــضيف شرف المهرجان‏

بهذه المناسبة تم اصدار كتاب تضمن إلقاء الضوء علي تاريخ السينما البريطانية في أكثر من‏300‏ صفحة من الحجم الكبير شملت صورا لأفضل مائة فيلم في تاريخها طبقا لاستفتاء معهد السينما البريطاني عام‏.2000‏ وأكد الدكتور عزت أبو عوف رئيس المهرجان أن اللقاء بين الثقافات والمبدعين والحوار بين الحضارات من خلال السينما هو جزء أصيل من أهداف مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي سعي جاهدا لتحقيقها من خلال وسائله المتاحة وإرادة القائمين عليه‏.‏

####

تكريم بطل فيلم التملص

‏*‏ أحمد سعد الدين

عن الفيلم الأمريكي التملص الذي يشارك في بطولته الممثل الأمريكي من أصل مصري عمر متولي عقدت ندوة أدارتها مريم أبو عوف قامت خلالها بتعريف النجم المصري المولود في أمريكا لأب مصري وأم هولندية‏,‏ إذ يقيم في لوس أنجلوس ودرس التمثيل والإخراج‏,‏ واشترك حتي الآن في أربعة أفلام‏.‏ في بداية الندوة قال عمر متولي‏:‏ أشعر بتوتر كبير لأنها المرة الأولي التي أشارك بفيلم في المهرجان ولا أستطيع أن أعرف ما هو رد فعل الجمهور المصري وانطباعه عن الفيلم‏,‏ نظرا لعدم معرفتي باللغة العربية‏,‏ ورغم ذلك فأنا سعيد بدوري في الفيلم لأنه يعكس قيمة يشعر بها المشاهد سواء كان عربيا أم غربيا‏,‏ وأضاف أخشي من أن يحصرني المنتجون في أدوار العربي القادم من الشرق الأوسط‏,‏ فقط لذلك أسعي لعمل أدوار أخري تلفت الأنظار في مناطق تمثيلية مختلفة‏,‏ وأجاب عن أسئلة الصحفيين بأن نظرة السينما الأمريكية للعرب سيئة في كل أفلامها‏,‏ ولكن هناك محاولات لتغيير هذا المفهوم حاليا ولكنه مع الأسف يسير ببطء‏.‏

####

مات ديلون‏..‏ نجم الأعمال المشتركة‏!‏

‏*‏ ريم عزمي

لم يكن مقدرا للممثل الأمريكي مات ديلون أن يحظي بشهرة مواطنه وزميله النجم توم كروز الذي شاركه بداية مشواره الفني‏!‏ كان من المفترض أن يكتب النجاح لكل هؤلاء من خلال فيلم الخارجون عن القانون الذي أخرجه المتميز فرانسيس فورد كوبولا وتم إنتاجه في عام‏1983,‏ وهو من نوعية الجريمة والدراما‏,‏ عن مجموعة من الشباب المنحرف الذي ينشأ خارج المجتمع ويتعرض لمشكلات جمة‏,‏ ويمثل هؤلاء الشباب مجموعة من الممثلين الذين حققوا درجات متفاوتة من الشهرة‏,‏ وهم توم كروز ودوب لو وباتريك سويزي وإيميليو إسفاتيز وصوفيا كوبولا‏,‏ وآخرون لم نسمع بأسمائهم لا من قبل ولا من بعد‏!

ورغم وسامة مات ديلون وخفة ظله فلم يحقق الشهرة التي كانت منتظرة‏,‏ واقتصرت غالبا أدواره علي الكوميديا الخفيفة‏,‏ ونذكر علي سبيل المثال أدواره في أفلام التمساح الأبيض إنتاج‏1996‏ والبنت دي هتجنني إنتاج‏1998‏ ليلة في حانة ماكول إنتاج‏2001‏ وأحدث أجزاء من العربة الطائشة إنتاج‏2005‏ وأنا وأنت ودوبري إنتاج‏2006‏ مع كيت هدسون وأوين أولسن ونفاجأ بقيامه بدور مختلف تماما‏,‏ رشح عنه لجائزة أوسكار كأحسن ممثل مساعد في فيلم التصادم إنتاج‏.2004‏

####

دعم السيناريوهات المصرية

قرر المهرجان إنشاء صندوق مصري لدعم سيناريو الأفلام العربية الطويلة كأول مشروع للمهرجان بهدف دعم وتطوير السيناريو من خلال منح ستقدم لهذه الأعمال الفنية حسبما قالت سهير عبد القادر نائب رئيس المهرجان خلال ندوة مناقشة دور صناديق الدعم الأوروبية في دعم وتنمية سينما الجنوب والبحر المتوسط‏.‏

وأضافت أن الصندوق الذي أنشأه مهرجان السينما هذا العام سيدعم من صندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة والعديد من الجهات المختلفة‏.‏

وأضافت أنه سيتم وضع الشروط والمعايير وقيمة الدعم الذي سيقدم للسيناريو الفائز أو الذي سيجري دعمه وكذلك كيفية تشغيل اللجان التي ستضم متخصصين في صناعة السينما من الكتاب والنقاد والمنتجين والمخرجين‏.‏

الأهرام العربي في

08.12.2007

 
 

(العدو الحميم)

يقطف جائزة الهرم الذهبي فـي القاهرة

عمان - الرأي - قطف الفيلم الفرنسي المعنون  العدو الحميم  الجائزة الكبرى في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي أنهى فعاليات دورته الحادية والثلاثين مساء أول من أمس بالعاصمة المصرية .

ويناقش الفيلم الذي أخرجه فلوران اميليو سيري قد نال جائزتين إضافيتين لأفضل مخرج وأفضل ممثل لبطله البير دبونتيل تناقضات المشكلة الجزائرية إبان وقوع الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي حيث اختار فترة غنية بالأحداث الجسام التي خاضتها المقاومة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي في نهاية الخمسينات .

ويعقد الفيلم مقارنة بين المقاومة الفرنسية ضد قوات النازي والمقامة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي دون أن يغفل مشاهد القسوة والوحشية التي جرى فيها التعامل الفرنسي ضد أفراد الشعب الجزائري ..لكن الفيلم في الوقت ذاته يبرز بعض التجاوزات التي وقعت بها المقاومة الجزائرية وبررت لجنة تحكيم منحها الهرم الذهبي للفيلم كونه يحذر من العواقب المريرة للصراعات الدولية والحروب. ومنحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة التي ترأسها المخرج البريطاني المخضرم نيكولاس روج الجائزة الفضية للفيلم الباكستاني  باسم الله  للمخرج شهيب منصور الذي يتناول أحوال بلده والعالم ما بعد الحادي عشر من أيلول 2001 بحيث يحكي الفيلم عن جماعات التطرف في الشرق والغرب عبر سلسلة من الأحداث التي تتشابه في دعاويها من كلا الجانبين المتنافرين لكن فكرة التعصب تكاد تصبغ رؤية كل طرف تجاه الآخر خصوصا وان تنامي هذا التطرف نشأ بفعل تداعيات ما بعد اعتداءات مدينة نيويورك .

فالفيلم يتتبع بحذق ومهارة ألوانا من التطرف عندما يتعرض موسيقي باكستاني إلى معاملة قاسية داخل سجن اميركي في ذات الوقت مع مشاهد أخرى تصور وقوع شقيق الموسيقى إلى معاملة لا تقل فظاعة عن شقيقه من قبل أصحاب الأفكار الدينية المتطرفة عندما ينقضون عليه داخل محكمة باكستانية بعد أن اكتشف زيف وخداع المجموعة التي وقع في حبائلها .

وتمكن الفيلم المغربي  في انتظار بازوليني للمخرج داود أولاد سيد من نيل جائزة مسابقة الأفلام العربية التي تنافس عليها ثلاثة عشر فيلما من الجزائر والمغرب ولبنان وسوريا ومصر وتبلغ قيمتها 100 ألف جنيه مصري نحو 20 ألف دولار. ويسرد الفيلم المغربي أحوال مجموعة من الأهالي البسطاء في بلدة مغربية فقيرة وجدوا أنفسهم يعيشون على مكتسبات ضئيلة جراء ظهورهم في أفلام السينما العالمية ككومبارس في مشاهد المجاميع التي تزدحم بهم السينما التاريخية التي تصور مناظرها ببلدتهم . في حين قررت لجنة التحكيم منح شهادتي تقدير لفليمي  سكر بنات  للبنانية نادين لبكي وألوان السما السبعة للمصري سعد هنداوي. وحاز المخرج الهولندي ألبرت تير هيردت على جائزة أفضل سيناريو عن فيلمه  ضربات  حيث جاء في قرار لجنة التحكيم إن سيناريو الفيلم لسيناريو جرى تشييده بمهارة معبرا عن أصعب وأجمل وأكثر المواقف ألما..مشيرة إلى أن العمل بالفعل إنجاز فني رائع وفيه يرصد نماذج لأفراد من الجيل الجديد المنحدرين من العائلات العربية المهاجرة إلى هولندا والمقيمين في هولندا ومواقفهم من فكرة الاندماج في المجتمع .

واستطاع الفيلم المكسيكي  أوبرا  للمخرج المكسيكي خوان باتريشيو ريفيرول أن يظفر بجائزة نجيب محفوظ التي تمنح لأفضل عمل أول والذي نال أيضا جائزة لجنة الاتحاد الدولي للنقااد / الفيبريسي / كما حازت بطلته مارينا ماجرو سوتو على جائزة أفضل ممثلة مناصفة مع الروسية تاتيانا لوتايفا بطلة فيلم  رؤية كامل  كما نال المخرج التركي درويش زيم عن فيلم  في انتظار الجنة  جائزة أفضل إبداع فني واكتفى الممثل ماثيو بيرد بشهادة تقدير عن دوره في الفيلم البريطاني  متى رأيت والدك آخر مرة. في مسابقة أفلام الديجيتال فاز الفيلم الصيني  الفراشة الصغيرة  بالجائزة الأولى وقدرها عشرة آلاف دولار

ونال الفيلم البريطاني  الإنجليزي  الجائزة الثانية وقيمتها ستة آلاف دولار اميركي. وأشتمل حفل توزيع الجوائز على الاحتفاء بالعديد من ابرز صناع السينما العربية العالمية من بينهم المخرج الجزائري محمد الأخضر حامينا ونيكولاس روج . واستضاف المهرجان خلال فعالياته الكثير من وجوه التمثيل السينمائي مثل لورا هارنج وهارفي كيتل وجمال سليمان وسو - ري مون وناكي سي صافان ومات ديلون وكريستوف زانوسي الذي كان ضمن أعضاء لجنة التحكيم.

الرأي الأردنية في

09.12.2007

 
 

أبو عوف حزين لعدم فوز مصر بجائزة كبيرة

فكري كمون 

فوز مصر بشهادة تقدير فقط في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الواحدة والثلاثين أثار ردود فعل متباينة وان أجمعت علي أن هناك حالة من الاحباط أصابت الجميع سواء من السينمائين أو من خارج السينمائيين وقد ظهر هذا جليا في حفل الختام أثناء توزيع الجوائز وان كابرنا أو كابر البعض واعتبر ذلك فوزاً وانجازاً لأننا البلد المنظم للمهرجان أو الذي يقام علي أرضه واننا البلد الرائد في السينما في منطقة الشرق الأوسط كما ان لدينا نجوما في التمثيل والاخراج والكتابة عباقرة تشهد لهم منطقة الشرق الأوسط ويعلمون الجميع واذا كان هذا حالنا فكيف نشارك في مهرجاننا ونخرج منه بشهادة تقدير؟!.

وزيرنا الفنان فاروق حسني سألته ما رأيك في موقعنا من جوائز المهرجان خاصة واننا لم نفز بجائزة كبيرة فكان رده لا فض فوه: لقد فزنا بشهادة تقدير بفيلم "ألوان السما السبعة" وأشفقت بصراحة أن اسأله سؤالاً آخر.. وعزت أبوعوف رئيس المهرجان وهو فنان جميل وله بصماته ويهمه تفوق أفلامنا اعترف صراحة بأنه حزين أن مصر لم تفز بجائزة كبري في المهرجان وعندما واجهناه بأن هناك ملاحظات كثيرة علي فعاليات المهرجان ومنها عدم عرض فيلم في حفل الختام قال: اننا نحارب من أجل أن يتم ذلك.

رد لكننا نواجه مشاكل في وسائل العرض بالمسرح الكبير حيث لا يكون الصوت أو الصورة واضحين اضافة إلي عملية ترتيب بوبينات الفيلم ومكان تواجدها بهذا المسرح.

أما الفنان فاروق الفيشاوي أحد أبطال الفيلم فقال ان شهادة التقدير للفيلم شيء جيد وهي تؤكد اننا بدأنا السينما الجيدة خلال مجموعة من الأفلام أنتجت مؤخراً ولا داعي للتعجل.

أما الدكتور رمسيس مرزوق مدير التصوير الكبير والذي شارك في تصوير فيلم "ألوان السما السبعة" فقال: ان فكرة الفيلم جيدة وبذلنا فيه جهدا كبيراً ولكنه أضاف أنا لم أشاهد الفيلم المغربي "في انتظار بازوليني" الذي فاز بجائزة أحسن فيلم في المسابقة العربية كي أعقد مقارنة فربما كان بالفعل فيلما جيدا وعلينا ان نثق في لجنة التحكيم.

الجمهورية المصرية في

10.12.2007

 
 

الدورة الحادية والثلاثون لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي

تظاهرة أمام دار الأوبرا .. و"العدو الحميم" أرّق الذاكرة الفرنسية

القاهرة/ فيصل عبد الله

بإعلان نتائج مسابقاتها الأساسية، الدولية والعربية والرقمية إضافة الى جائزة إتحاد النقاد والصحافيين السينمائيين Fipresci، تكون قد اختتمت فعاليات تظاهرة الدورة الحادية والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي. تلك التظاهرة كالعادة، وكما في السنوات القليلة الماضية، لم تمر من دون ان تطلق سهام نقد قاسية شنتها الصحافة المحلية تجاه إدارتها واختياراتها مرة، وأخرى صوب الداعم المالي للمهرجان رجل الأعمال المصري نجيب سايروس. ولئن حُمل الأخير تقليص حضور الصحافة لمتابعة عروض الأفلام السينمائية والندوات الحوارية التي تليها إلا بدعوات رسمية، والتشكيك بفكرة استقلالية المهرجان عن وزارة الثقافة، مما دفع ببعض الصحافيين الى التظاهر أمام دار الأوبرا في الأيام الأولى لانطلاق هذه الدورة.

فان تضاربه مع انطلاق فعاليات مهرجان القاهرة للإعلام العربي، والذي أشرفت عليها وزارة الإعلام، ولد إرباكاً مضافاً، ولو لحين، وعبر سرقة الأضواء من الأول نحو الثاني.

ومع ذلك، فان ما دار خلف كواليس المهرجان وما أثارته من ردود أفعال عليها ليس جديداً على هذه التظاهرة، إنما في التحديات التنظيمية والجدية القادمة رياحها من مهرجانات سينمائية منافسة مثل مهرجاني مراكش ودبي الوليدين، خصوصاً ان الأخير عرف كيف يوظف سلطة المال والعمالة الأجنبية في استقطاب أسماء كبيرة كما هو الحال في دورته الرابعة. إن عثرات، على شاكلة عرض شريط سينمائي مختلف عن ذلك المبرمج، أو عدم الالتزام بمواعيد العروض المقررة وفق جدول زمني محدد، وطريقة إدارة الندوات وجعلها أكثر حيوية في اغناء وتعدد قراءات الأشرطة المعروضة بدلاً من مداخلات طويلة تتغزل بجمال ممثلة، كما حدث مع المكسيكية لورا هارينغ، او إظهار إعجاب مبالغ بشريط ما او بالعكس التنديد بصناعه. والتدقيق في الترجمات المباشرة الى اللغة العربية او تلك المطبوعة في كاتلوغ المهرجان، كما يفضحه اسم مخرج الشريط الفائز بجوائز المهرجان الأساسية إذ تحول على يد المترجم الى مخرجة، كان بالإمكان تجاوزها، لكنها بمجملها وتكرارها تضع رهانات مهرجان القاهرة السينمائي في موضع تساؤل. وهي رهانات ليست بالقليلة ولا بالهينة، ولعاصمة ذات إرث فني كبير وآخر ضارب في عمق التاريخ. ولو دققنا جدياً في فقرة المسابقة الدولية للأفلام الروائية الطويلة، وهي الأهم، لوجدناها تقريباً خالية من اكتشافات حقيقية، حتى إن قسماً منها عرض او يعرض تجارياً او سبق ان جال على مهرجانات سينمائية ثانوية.

المسكوت عنه

شملت فقرة أفلام المسابقة الدولية، 18 فيلماً من 15 بلداً، وكان شريط "العدو الحميم" للفرنسي فلوران اميليوسيري، والذي خطف ثلاثة أهرام ذهبية، لأفضل فيلم ومخرج إضافة الى واحدة لممثله البرت دوبانتيل، الأقرب للفوز منذ البداية. وما كان قرار لجنة التحكيم، التي رأسها المخرج البريطاني نيكولاس روج وضمت في عضويتها المخرج البولوني والكاتب كريستوف زانوسي والممثلة التركية نورغول ياسيلكاي والمخرجة المصرية ساندرا نشأت، مخيباً لأحد إنما المصادقة على توقعات نقدية وشعبية سبقت عرضه في صالات السينما التجارية. وفيه يستعيد مخرجه موضوعاً إشكالياً ظل يؤرق الذاكرة الفرنسية لسنوات طويلة، وكان أشبه بالتابو المحرم، ألا وهو الحرب الجزائرية. لكن قراءة فلوران جاءت مخالفة، وعلى عكس اشتغالات سينمائية كثيرة، منها ما هو متعاطف مع حركات التحرر الوطني كما في "معركة الجزائر" لجيلو بونتيكورفو، او استرجاع العلاقة التاريخية بين المستعمِر والمستعمَر مثلما نقلها الجزائري محمد لخضر حامينا الى الشاشة في شريطيه "ريح الأوراس" و "وقائع سنوات الجمر". او الغبن والنسيان وعدم المساواة الذي لاح بسوطه الشباب المنحدر من أصول شمال أفريقية في حروب فرنسا "الأم" والدفاع عنها، حسب صنيع رشيد بوشارب في "بلديون".

إذ أحال فلوران تلك الحرب الى عذر درامي لمقاربة العدو الحقيقي القابع داخل أعماق الجندي والضابط الفرنسي، وليس ذلك الرابض على جبهات القتال وأعالي الجبال. إنه العدو الذي لا يتردد من ارتكاب فعل الحماقات والممارسات الهمجية والدموية، ويتفنن في أساليب التعذيب وممارسة سياسة الأرض المحروقة عبر رمي القنابل العنقودية والنابالم، والتي دفع ثمنها المدنيون الجزائريون والعُزل ثمناً غالياً. إن بطلي الشريط تيريان، ذي الفكر الإنساني والمثالي والذي عرف العالم من خلال الكتب، ونقيضه ضابط الاستخبارات بيرتو،الذي قاوم الاحتلال النازي لبلده وتعرض للتعذيب، يضعهما المخرج إزاء امتحان قيمي لآدميتهما ولوحشية الحرب.

المسكوت عنه في الجانب الفرنسي قابله آخر، ولكنه من صناعة سورية. وجاءت عبر شريط "خارج التغطية"، الفائز بالجائزة البرونزية لمهرجان دمشق السينمائي الأخير، عرض ضمن فقرة (مسابقة الأفلام العربية)، لعبد اللطيف عبد الحميد. وفيه يطرق صاحب "رسائل شفوية" و "صعود المطر،" و"قمران وشجرة زيتون" و "اختيار المستمعين" موضوعاً قلما قاربته السينما السورية، ألا وهو المعتقل السياسي. ويدور حول جهود بطله عامر(فايز قزق) في إطلاق سراح صديقه زهير(نضال سيجري) المعتقل لدى السلطات الأمنية، وتأمين المتطلبات اليومية لزوجة الأخير وأبنته. بعد عشر سنوات من الاعتقال، والمراجعات والوساطات، تنمو على الجانب أحاسيس ومشاعر بين عامر وزوجة صديقه. وبالمقابل، تبدأ الشكوك والهواجس تأكل عقل وقلب زوجة عامر، بفعل غيابه عن البيت والاهتمام المبالغ به بزوجة صديقه. لكن زيارة الأخيرة لزوجها في المعتقل، وفي مشهد مكثف، تتكشف عمق الهوة التي تفصل بين الاثنين. فهي لا تجد الكلمات المناسبة لكي تقولها وبحضور شرطي يرصد ويمرر الرسائل والصور بينهما، بينما الزوج يبادلها نظرات الريبة والشك. وما ان تنتهي الزيارة، وفي أثناء العودة، تطلب الزوجة من عامر التوقف وسط الطريق لتترجل راقصة على أنغام أغنية عراقية قديمة بصوت إلهام المدفعي. الإشارة سرعان ما يلتقطها عامر، وليتحقق له ولها رغبة مكبوتة وفي مشهد يستحضر الغياب في آن. اقترب عبد اللطيف، سواء بالتصريح او التلميح، من منطقة حساسة، وبحدود سقف المسموح به وتحت رنين هاتف بطله المتقطع، الذي استعار منه الشريط عنوانه.

وعلى المنوال نفسه، قدم المصري أحمد عاطف شريطه "الغابة" ضمن (خانة) مسابقة الأفلام العربية. وفيه متابعة لظاهرة مشردي مدينة القاهرة من الأطفال، وما يتعرضون له من استغلال جنسي، فضلاً عن حياة العنف المسلط عليهم من قبل عصابات تنازع فيما بينها السيطرة على مناطق نفوذ، وتوظفهم في أعمال تطول الدعارة والسرقة والقتل وتجارة المخدرات. إلا ان الشريط وقع في أغلب فصوله في فخ الاستسهال والعجالة، بدلاً من الدراسة المتأنية لهذه الظاهرة التي تهدد مصير أكثر من مليوني طفل. لذا جاءت معالجته مخيبة في بنائها الدرامي، وضعيفة في لغتها السينمائية، وغير مقنعة في رصدها للظاهرة. ودليلنا مشاهد فارغة، مثل توزيع الهدايا بين المشردين من قبل عاملات او متطوعات في منظمة معنية بشؤون الطفولة، أو تلك التي تتم فيها عميلة سرق الأعضاء البشرية علناً من عصابة متخصصة في هذا الشأن. والطريف هو سرعان ما ان ينتهي الشريط حتى يحضر في البال عمل "علي زاوا" للمغربي نبيل عيوش، والذي تصدى لهذه الظاهرة ذاتها في بلده، ولكن عبر قراءة متأنية وازنت بين حجم المشكلة وأسبابها واللمسة السينمائية والفنية الذكية.

تكريمات

وكرمت الدورة الحالية، إضافة الى السينما البريطانية، وللسينما المغربية الجديدة، والرومانية، خصوصاً بعد النجاحات التي حققتها في الفترة الأخيرة وكللتها بفوز "أربعة أشهر وثلاثة أسابيع ويومان" لكريستيان مينجو، رهطاً من نجوم السينما العالمية. وعلى رأسهم الأميركي هارفي كيتل، ومواطنه مات ديلون والمخرج البريطاني نيكولاس روج والموسيقي كوينسي جونز، والمخرج والمنتج الجزائري محمد الأخضر حامينا. أما على الصعيد المصري، فقد كانت من نصيب الممثل أحمد رمزي ونور الشريف والنجمة نبيلة عبيد والمؤلف الموسيقي راجح داود وكاتب السيناريو مصطفى محرم والناقد السينمائي أحمد صالح. وخصت لجنة تحكيم المسابقة العربية بتنويه للبنانية نادين لبكي عن شريطها "سكر بنات" والمصري سعد هنداوي صاحب "ألوان السما السبعة".

في حين فازت الروسية تتيانا لتوفا بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "رؤية كاملة" وتناصفتها مع المكسيكية مارينا ماجروسوتو عن دورها في فيلم "أوبرا"، والذي فاز مخرجه خوان باتريشيو ريفرول بجائزة نجيب محفوظ لأفضل عمل أول. وذهبت جائزة أفضل سيناريو الى الفيلم الهولندي "ضربات" لمخرجه ألبرت تير هيردت، وحاز الفيلم التركي "في انتظار الجنة" لدرويش زايم.

المدى العراقية في

18.12.2007

 
 

مهرجان القاهرة السينمائي‏..‏ ومنافسيه‏!‏

‏كتب عــلاء سـالم

نعم كانت هناك أخطاء وقعت فيها إدارة مهرجان القاهرة‏...‏ لقد كانت دورته ال‏31‏ دورة ناجحة حافلة بالأخطاء التي يمكن تلافيها في دوراته القادمة و أول هذه الأخطاء عدم دعوة الصحفيين في احتفالية الافتتاح والاكتفاء بالقنوات التلفزيونية التي هي أحد أضلاع المثلث الإعلامي الإعلاني‏(‏ الصحف‏-‏ التلفزيون‏-‏ افيشات وملصقات الشوارع والميادين‏)‏ وأيضا كان هناك نقطة ضعف كبيرة و هي انقسام إدارة المهرجان وتشتتها مابين أكشاك المركز الصحفي بالأوبرا التي تخدم الصحفيين المكافحين والغرف الفندقية الفاخرة علي نيل القاهرة بالفندق والتي تخدم المميزين والإدارة الرئيسية بشارع قصر النيل التي لا تخدم أحد‏...‏ فكان علي السادة الصحفيين أن يتنقلوا بين هذه الإدارات الثلاث لمعرفة أخبار المهرجان والذي انقضي ولازال البعض يتسائل من هو المسئول عن تنظيم البرنامج اليومي للندوات‏...‏ ولك أن تعرف أن المسئول عن ندوات المكرمين شخص يختلف عن المسئول عن ندوات الضيوف الأجانب وهناك شخص مختلف مسئول عن ندوات الضيوف العرب بالإضافة إلي أخر يضع برنامج ندوات الأفلام المصرية وعلي الصحفي المتابع لنشاط المهرجان أن يلهث للبحث عن هؤلاء الأشخاص وعندما يتهور أحد و يلجا إلي مديرة المهرجان سهير عبد القادر يشاهد العجب فهي سيدة غاضبة دائما من شيء ما لا نعرفه واعترف أنها لديها خبرة كبيرة في تنظيم المهرجان تحترم ولكنها بعيدة تماما عن الدبلوماسية التي تحتاجها إدارة مهرجان بحجم مهرجان القاهرة الذي يبحث عن التميز في الشرق وسط زحام المهرجانات والتي تتنافس إداراتها في دعوة الصحفيين والإعلاميين وتدفع لهم أيضا في مقابل التغطية المميزة‏...‏ بالإضافة إلي ضعف وفشل نشرة المهرجان اليومية التي تنشر تقريبا نفس المعلومات الموجودة بكتالوج المهرجان في حين انه يمكن استخدامها لتكون دليل منه نتعرف علي مواعيد الندوات والتكريمات‏...‏

وتكون أيضا وسيلة إدارة المهرجان لتوجيه الإعلام والضيوف ولكن للأسف لم تنشر جتي موقع المهرجان علي الإنترنت وظل الضيوف والإعلاميين يسألون بعضهم البعض عنه‏!!...‏ إن مهرجان القاهرة احتفالية فنية رائعة ينقصها القليل من الرتوش التي تجعلها علي القمة‏...‏ أيضا هناك ملاحظة أخيرة وهي قلة عدد دور العرض المشاركة في الاحتفالية ولدي اقتراح هو إن يتم تنظيم الوقت مع أصحاب دور العرض بان يقتسم المهرجان ساعات النهار فيكون النصف الأول من اليوم لأفلام المهرجان والنصف الثاني للأفلام التجارية أو العكس وهكذا تشارك كل دور العرض في فعاليات المهرجان ويستفيد الجمهور من المهرجان أقصي ما يمكن‏.‏

الأهرام اليومي في

18.12.2007

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)