كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

الناقد صلاح سرميني لـ (سينما):

الهدف من (ثيمة) المسابقة

هو تنويع الخيارات أمام المشاهد الخليجي

وإطلاعه على نماذج سينمائية مختلفة

حوار - رجا ساير المطيري

مسابقة أفلام من الإمارات

الدورة السادسة

   
 
 
 
 

تقام في كل دورة من دورات مسابقة (أفلام من الإمارات) تظاهرة سينمائية موازية تعرض خلالها مجموعة كبيرة من الأفلام القصيرة العالمية التي تنتمي إلى نوع محدد أو (ثيمة) واحدة تختارها إدارة المسابقة؛ بإشراف مباشر من الناقد السينمائي والمبرمج (صلاح سرميني) الذي يقوم هو ومدير المسابقة السيد مسعود أمر الله آل علي بتحديد مسمى الثيمة ومفهومها ثم البحث عن الأفلام التي تتماشى وهذا المفهوم.. وعن عملية تحديد الثيمة وعن كيفية اختيار الأفلام كانت أسئلتنا التي وجهناها إلى الناقد (صلاح سرميني) فكانت هذه إجاباته:

·     عندما علمتُ في وقت سابق أن ثيمة هذه الدورة هي (سينما الطريق) انصرف ذهني إلى الأفلام الشهيرة التي تعبر عن هذا المفهوم ك (السائق البسيط) و(باريس تكساس).. لكن لم نر أياً منها في التظاهرة.. فهل هذا تجاوز للأفلام الطويلة؟

- كما تعلم فمسابقة أفلام من الإمارات تميل دوماً إلى عرض الأفلام العالمية القصيرة التي يصعب على المشاهد الخليجي الحصول عليها، لذلك فالاختيارات تكون من الأفلام القصيرة أكثر من الطويلة، ليس تفاديا للأفلام الطويلة، ولكن محاولة لاستغلال الوقت الذي يستهلكه عرض فيلم واحد طويل في عرض أكبر قدر ممكن من الأفلام القصيرة. والهدف من التركيز على الكمّ هو تنويع الخيارات أمام المشاهد الخليجي في محاولة توثيق مفهوم سينما الطريق بصورة مركزة.

·         أنت تشرف وتبرمج التظاهرات الموازية للمسابقة.. أريد أن أعرف - المسمى المتعارف عليه للدور الوظيفي الذي تقوم به؟

أنا اعتبر نفسي سينمائياً أولا، وهذا السينمائي يشمل مسارات مختلفة، فقد درست الإخراج، وصنعت بعض الأفلام القصيرة في فرنسا، وأنتجت بعضها الآخر، كما أني اكتب في النقد السينمائي، ومنذ خمس سنوات أصبحت مبرمجاً ومنسقاً لبعض التظاهرات السينمائية، خاصة الثيمات الرئيسية في مسابقة افلام من الامارات. أنا برأيي هذا العمل يدخل في إطار النقد السينمائي، هناك فكرة أو مفهوم متعارف عليه أن الناقد السينمائي هو فقط ذلك الذي يكتب، وهذا ليس صحيحاً لأن النقد السينمائي واسع في الحقيقة، وله أشكال مختلفة، فمن الممكن أن يكون عن طريق الكتابة، عن طريق الإذاعة والتلفزيون، عن طريق الإنترنت، وكل هذه الأشكال تتناول أفلاماً قد لا يتمكن القارئ أو المتفرج من مشاهدتها، وعليه تنحصر عملية النقد في الإطار النظري فقط.. أما من خلال البرمجة فأنت كناقد سينمائي تقدم للمتفرج ما تريد أن تكتب عنه، لو كتبت عن سينما الطريق كتاباً أو كتابين قد لا يستطيع القارئ استيعاب مفهوم الطريق في السينما، وفي نفس الوقت لا يكون لديه الفرصة لمشاهدة الأفلام المشار إليها في هذا الكتاب، فمن خلال عملية البرمجة أنت تقدم للمتفرج نماذج عملة موازية للجانب النظري، وعملية الاختيار نفسها وعملية البحث، وعملية التفكير في الثيمة، هي نفسها، عملية نقد وبحث سينمائي، ولكن عملي. إذن الناقد السينمائي من خلال هذه الثيمة أصبح له دور تطبيقي ودور أهم من مجرد الكتابة. فأنت هنا بمواجهة متفرج، يدخل الصالة ويشاهد الأفلام، ثم يخرج منها مكونا رأيه الخاص، بشكل مغاير عن مجرد قراءته لمقال أو كتاب يتحدث عن هذه الأفلام.

·         هل لك تعاون مع مهرجانات أخرى؟ أم أنك فقط مبرمج لمسابقة أفلام من الإمارات؟

- أنا كناقد سينمائي أتعاون بشكل أساسي مع مسابقة أفلام من الإمارات في ترتيب وبرمجة التيمة الرئيسية، ولكن لدي تعاون مع مهرجانات اخرى، حيث اشترك كعضو في لجانها الخاصة باختيار الأفلام، وقد تعاونت في ذلك مع مهرجان دبي السينمائي، وبينالي السينما العربية، أيضاً أنا مستشار لمهرجانات أخرى بحيث أساعدهم في البحث عن الأفلام وفي اختيار ثيمات وهكذا.

·         كيف تختارون الثيمة؟ ومتى؟

- بالنسبة لثيمة (سينما الطريق) فقد تم التفكير بها للمرة الأولى خلال الدورة الماضية في جلسة مع السيد مسعود امر الله. وقد جاءت الفكرة بشكل مفاجئ. وعندما تأتي الفكرة - أي فكرة- نحاول أن نفكر في خطوطها العامة ومساراتها الداخلية، والغرض منها، ونفكر في ثيمات اخرى موازية. بعد ذلك، وخلال شهر أو شهرين نتفق على الثيمة المحددة، وضرورتها وأهميتها وأسبقيتها على ثيمات أخرى.

·         بعد تحديد الثيمة القادمة متى تبدأ رحلة جمع الأفلام وكيف؟

- بداية هناك نقاشات طويلة بيني وبين السيد مسعود امر الله، كي نفهم أولا، نحن بشكل خاص، نوع الافلام التي نريد. وعملية البحث عن الأفلام تتم من خلال تعاون شخصي بيني وبين المخرجين والمنتجين. أو عن طريق التواصل مع المؤسسات أو المهرجانات السينمائية الكبرى في جميع أنحاء العالم.

·     مهرجان كليرمون - فيران الفرنسي يتعاون معكم للسنة الثالثة.. فهل لديه التقسيمات الفرعية أو الثيمات التي تختارونها؟ بمعنى هل أفلامه جاهزة ومصنفة؟ أم أنكم بحاجة لمشاهدة جميع أفلامه ومن ثم اختيار ما يناسبكم منها؟

- مهرجان كليرمون-فيران هو أكبر وأهم مهرجان للأفلام القصيرة في العالم، وهو يضع تظاهرات موازية إلى جانب المسابقة الرسمية الدولية والوطنية والأفلام التجريبية. هذه التظاهرات الموازية، رغم محدوديتها، قد تخدمنا في عملية الاختيار، لكن عموماً نحن نتبع طريقة عامة في تعاوننا مع مهرجان كليرمون ومع غيره من المهرجانات، حيث نقوم أولاً بطرح فكرة (الثيمة) على إدارة كل مؤسسة وكل مهرجان، وهم بدورهم يقومون بعملية بحث أولية في أرشيفهم الخاص، فيقترحون علينا كماً كبيراً من الأفلام التي يشعرون باقترابها من فكرتنا. ومن هذا الكم، الذي أشاهده كله أنا والسيد مسعود، نقوم بعملية تصفية نهائية هي التي يراها المتفرج هنا. والذي يعرض في مسابقة أفلام من الإمارات هو دائماً الأفضل والأكثر تعبيراً عن التيمة التي نقدمها.

####

في ختام مسابقة أفلام من الإمارات ..

المملكة تحقق جائزتين ب(إطار) و(بعيداً عن أنظار الكاميرا)

رجا ساير المطيري 

حصلت المملكة العربية السعودية على شهادتي تقدير وجائزتين من مجموع جوائز مسابقة (أفلام من الإمارات) في الحفل الختامي الذي أقيم مساء الثلاثاء الماضي في المجمع الثقافي في العاصمة الإماراتية أبوظبي. حيث نال المخرج (عبدالله آل عياف) جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلم (إطار) فيما حاز المخرج (نايف فايز العنزي) على جائزة أفضل فيلم روائي قصير في المسابقة الخليجية عن فيلم (بعيداً عن أنظار الكاميرا). وقد حصل المخرج (نواف المهنا) على شهادة تقدير عن فيلم (مجرد يوم) كما حصلت الممثلة الصغيرة (سلمى نبيل) على شهادة تقدير عن دورها في فيلم (طفلة السماء) للمخرج (علي الأمير).

وقد توزعت بقية جوائز الدورة السادسة لمسابقة (أفلام من الإمارات) على مخرجين من مختلف الدول الخليجية حيث نال المخرج الكويتي (عبدالله بوشهري) جائزة أفضل فيلم تسجيلي في المسابقة الخليجية عن فيلم (فقدان أحمد). وحاز المخرج البحريني (فريد الخاجه) على شهادة تقدير عن فيلم (آخر بحريني). ومن الإمارات حقق المخرج (سعيد سالمين المري) على جائزة أفضل فيلم روائي إماراتي عن فيلم (الغبنة) وحصل المخرج (خالد المحمود) على شهادة تقدير عن فيلم (قصة خيالية: امرأة وولد) فيما حقق المخرج (عبدلله حسن أحمد) جائزة أفضل سيناريو عن فيلم (عصافير القظ) ونال المخرج (وليد الشحي) جائزة أفضل فيلم روائي خليجي عن فيلم (حارسة الماء). هذا وإلى جانب جوائز المسابقة تم توزيع جوائز التصوير الفوتوغرافي التي يقيمها المجمع الثقافي سنوياً بالتزامن مع مسابقة أفلام من الإمارات.

####

المبدعة السعودية (فرح عارف).. أصغر مخرجة في مسابقة أفلام من الإمارات..

اعداد: رجا ساير المطيري 

في الدورة الماضية لمسابقة (أفلام من الإمارات) كان المخرج البحريني (محمد إبراهيم) أصغر المشاركين، وكان (خالد الدخيل) هو المخرج السعودي الوحيد الذي اشترك بفيلم رسومي، أما في هذه الدورة التي اختتمت فعالياتها يوم أمس الأول، فقد جمعت الطفلة السعودية (فرح عارف) الحُسنيين؛ عندما شاركت بفيلم رسومي عنوانه (عودة الماضي) فأصبحت بذلك أصغر المخرجين المشاركين في المسابقة حيث لم تجتز بعدُ حاجز الأربعة عشر عاماً.

من اليوم الأول للمسابقة ستلفت هذه الطفلة نظرك بحجابها وهي تتنقل بين أروقة المجمع الثقافي في أبوظبي برفقة والدها السيد (إبراهيم عارف) الذي حضر خصيصاً لمساندة ابنته في تجربتها الأولى، المتمثلة في فيلم (عودة الماضي)، والذي صنعته لوحدها، وتحكي فيه قصة فتاة تحصل على وظيفة في نفس الشركة التي كان يعمل فيها والدها المتوفى، لتنطلق من هذا الموقع، في رحلة الكشف عن سر موت أبيها الغامض.

المبدعة الصغيرة (فرح إبراهيم عارف) قامت بوضع سيناريو الأحداث فرسمت الشخصيات والمواقف، ثم صممت الرسوم والأشكال باستخدام الكومبيوتر، ثم قامت بتحريكها مستخدمة برامج متخصصة، وقد فعلت كل هذا من دون اللجوء إلى أحدٍ غير معرفتها ومهارتها الذاتية. وهي تدين بهذه المعرفة إلى البيئة الصحية التي وفرتها عائلتها، وإلى أخيها (سمير) الذي لمَسَ فيها الموهبة والميل إلى هذا المجال فقام بتوفير الأجهزة المناسبة بالبرامج المناسبة كي تمارس إبداعها بسهولة. والتجربة التي خاضتها في فيلم (عودة الماضي) هي تجربتها الأولى على صعيد الأفلام الطويلة، علماً أن لها تجارب قصيرة سابقة كانت تصنعها لأغراض تعليمية خاصة بالمدرسة.

تقول (فرح عارف): (أنا أرفض الصورة المغلوطة عن الفتاة السعودية التي تصورها مكبوتة ومضطهدة من الجميع، وذلك لأن الفتاة السعودية مثلها مثل أي فتاة أخرى، تعيش حياتها بشكل طبيعي، ولا تعاني إطلاقاً من نقص في الفرص ولا في الموهبة، وتجد العناية الفائقة من المدارس والهيئات التعليمية في السعودية). وتستمد (فرح) هذه القناعة المتزنة من تجربتها الشخصية حيث شاركت في القناة الأولى للتلفزيون السعودي في فوازير رمضان وتغطيات الجنادرية والأعياد، كما صنعت فيلمها (عودة الماضي) وشاركت به في المسابقة، من دون أن تتعثر بتلك الحواجز الوهمية. وهي بذلك تضعنا أمام نموذج ناجح ومبهر للفتاة السعودية. 

4 تعليقات

   

اتوقع هاذي مي بسعودية ابد

هاذي من تورا بورا

بريئين منها السعوديات براءة الذئب من دم ابن يعقوب

نورة القحيص

12:00 مساءً 2007/03/15  

 

فرح والله والنعم 

فرح سعودية مئة بالمئئة وهي اول سعودية شاركت في برامجي التلفزيونية وبلاش حسد واسفاف بالاخرين. شاركت في التلفزيون وعمرها خمس سنوات وعلي الهواء مباشر

وفاء

12:36 مساءً 2007/03/15  

 

يا أمة ضحكت...

مادام أن هذه هي اهتماماتنا وهؤلاء هم (( نجومنا !)) فقل علينا السلام.

هناء محمد

01:00 مساءً 2007/03/15  

 

يا مقلب القلوب والابصار

يا عالم يا هوووه البنت مسويه فيلم كارتوني موضوعه شيق للغايه ولا يمس الدين ولا العادات (.)ولا العرف باي شئ ,على العكس تماما البنت تشرف انها سعوديه بالعبايه الساتره والحجاب الكامل لطفله بسنها ومع والدها واخوها..

الله يثبتنا وياكم على القول الثابت

وسنو اقلامكم للشباب (.)الي كل همهم التحليه(.)

منال التويجري

03:24 مساءً 2007/03/15

الرياض السعودية في

15.03.2007

 
 

لجنة التحكيم أوصت بدعم المشاريع السينمائية

إعلان نتائج مسابقتي "أفلام من الإمارات" و"التصوير"

أبوظبي - ضياء حيدر:

يعلن اسمه، يصرخ وينزل راكضا مختصرا درجات قاعة المسرح في المجمع الثقافي في أبوظبي، ليصعد إلى المنصة أيضا راكضا، يندفع نحو اللجنة لتسلم جائزته، يقبلها ويرفعها عاليا اكثر من مرة بحركات غير إرادية، ثم يتقدم نحو منصة مقدم الحفل، يريد أن يلقي كلمة، لا تقليد في ذلك، لان لا وقت

عادة لكلمات الفائزين، لا سيما وانه لم يفز بالجائزة الاولى، إنها إحدى جوائز فئة الطلبة في المسابقة الخليجية عن فئة الفيلم الروائي في حفل إعلان الجوائز للدورة السادسة لمسابقة “أفلام من الإمارات” التي أقيمت ما بين السادس والثالث عشر من مارس الحالي في المجمع الثقافي في أبو ظبي.

يتقدم مصرا فيتنحى مقدم الحفل قليلا تاركا المجال له، يبقى للحظات قليلة يتنفس أمام الميكرفون، لا يعرف كيف يبدأ، ثم يشكر المجمع الثقافي، ويقول “أريد أن أقول لكل من هم في جيلي أن قلة الخبرة لا تعني انعدام الإبداع ووجود المبادئ في حياتنا كعرب لا تعني عدم الحرية، لنعمل وليعرف العالم من نحن كعرب”، وتلتهب القاعة بالتصفيق، إنه مشهد يشبه بكل انفعالاته واحداً من اشد مشاهد توزيع جوائز الاوسكار عاطفية، إنها فعلا كذلك بالنسبة لهذا الشاب السعودي الصغير المخرج نايف فايز، الذي كما كان واضحا كان الحدث اكبر منه، فقد فاز بإحدى الجوائز الثلاث المخصصة لفئة الطلبة في المسابقة الخليجية، عن فيلمه “بعيدا عن أنظار الكاميرا”. كان الوحيد الذي ألقى كلمة وأعطى لتوزيع الجوائز معنى احتفاليا حقيقيا. إنها “أوسكار” الخليج بمعنى ما، فهو المهرجان الذي بات موعدا ثابتا ينتظره كل الشغوفين في السينما في الإمارات والخليج، يعملون العام بأكمله بمقدرات بسيطة للغاية ليعرضوا فيه أفلامهم التي قد لا يحصلون على أي جائزة فيها، لكنه المهرجان الذي يحفز وإلا لما كان هذا الإقبال المتزايد على صناعة الافلام القصيرة في ظل تجاهل شبه كامل تقريبا ودعم مادي ومعنوي أيضا شبه معدوم من قبل المؤسسات الرسمية والخاصة، وفي مزاج عام لا يذهب إلى السينما لا سيما الافلام القصيرة “النخبوية” بمعنى ما. وما كان ملاحظا أن هناك أسماء بدأت تكرس نفسها مثل وليد الشحي وسعيد سالمين المري وغيرهما عاماً بعد آخر، واخرى جديدة شابة تقدم للمرة الاولى أعمالها فتكون في دفعة واحدة متميزة.

واختتم المهرجان مساء فعالياته بتوزيع الجوائز للمسابقتين الإماراتية والخليجية، حيث كانت تلك الدورة الدورة السادسة للإماراتية والثانية للخليجية. فالمسابقة الخليجية استحدثت العام الماضي لترافق الإماراتية ولتتيح فرصة خروج وعرض للاعمال الخليجية والتي تشترك فيها أيضا أعمال إماراتية، فقد اشترك اكثر من مخرج إماراتي مثلا بعملين في الدورة نفسها، أول في المسابقة الإماراتية وآخر في الخليجية. كما شهد أمس توزيع جوائز مسابقة الإمارات للتصوير الفوتوغرافي في دورته الثانية، وهي المسابقة التي رافقت أيضا فعاليات مسابقة الافلام.

بعد امتلاء القاعة، بدأ الحفل بكلمة لمدير مؤسسة الثقافة والفنون في هيئة ابو ظبي للثقافة والتراث عبدالله العامري بالنيابة عن رئيس هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان. الذي أشاد بهذا الاحتفاء بالصورة ثم أثنى على جهود إدارة مسابقة الافلام ولاعضاء التحكيم والمخرجين والنقاد والإعلاميين مؤكدا أن الهيئة ستعمل على الارتقاء بجميع الأعمال الفنية والثقافية الجادة وستمنحها كل الدعم اللازم للتطوير والتقدم. ثم صعد كل من عبدالله العامري وزكي نسيبة، نائب رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وممثل عن عائلة المصور المرحوم علي محمد الظاهري إلى المنصة لتسليم الجوائز وشهادات التقدير. بعدها تلي بيان لجنة تحكيم مسابقة الإمارات للتصوير الفوتوغرافي المؤلفة من صالح الاستاذ، كيمبرلي لوند وهنري ديسلفا. وقد أوصى البيان بأهمية تنظيم ندوات نقدية لتدارك أوجه الضعف والدفع بالمؤشرات نحو النجاح كما أوصت اللجنة بتنظيم ورش عمل ودورات صقل في مجالات قراءة الصورة ومهارات التصوير إضافة لتأكيد أهمية توظيف البرامج الحاسوبية الخاصة بالتصوير الرقمي، واوصت كذلك بتوثيق النتائج مطبوعة لتكون وثيقة في متناول الباحثين.

جوائز التصوير الفوتوغرافي

بعدها أعلنت النتائج وما كان ملاحظا هو حصول الفتيات على إحدى عشرة جائزة أو شهادة تقدير من أصل تسع عشرة، ومن الملاحظ أيضا طغيان الشباب “عمرا” وليس جنسا على الفائزين. فقد منحت جائزة المصور المرحوم علي الظاهري وقيمتها 15 ألف درهم للمصورة الشابة أسماء عبدالله المرزوقي عن مجمل أعمالها. أما في المسابقة العامة فحصلت هند الاشرم الفلاسي على الجائزة الأولى وقيمتها سبعة آلاف درهم عن “مصيري المنتظر”، وحصل بدر صالح اليافعي على الجائزة الثانية وقيمتها خمسة آلاف درهم عن “الصيد بالليخ”، ثم ميثاء حريز على الجائزة الثالثة عن “اللحظات الأخيرة”. أما في مسابقة أبوظبي فحصل ماجد محمد الزرعوني على الجائزة الأولى وقيمتها سبعة آلاف درهم عن “رغم الصعاب”، مريم داوود الحمادي على الجائزة الثانية عن “تحت المياه” وقيمتها خمسة آلاف درهم وخلود سالم المريخي على الجائزة الثالثة وقيمتها ثلاثة آلاف درهم عن “أبو ظبي بانوراما”. وشهادات التقدير في المسابقة العامة ذهبت لكل من مريم عمران الحلامي، سلمى علي المنصوري، زايد علي الشعيي، موزة سعيد الرميثي، عيسى سعيد الطنيجي، حمد عبدالله المنصوري، مريم سيف العميمي، شمسة الحاج المزروعي ومحمد حسن أحمد. أما شهادات التقدير لمسابقة ابو ظبي فذهبت لكل من آمال محمد الطنيجي، عمر عبد الرحمن الزعابي وحمد رحمة الفلاسي.

وانتقالا لجوائز مسابقة الافلام، ألقيت اولا توصيات لجنة التحكيم المؤلفة من المخرج والمونيتر السينمائي قيس الزبيدي (رئيس اللجنة) ومن كل من المخرجين بسام الذوادي، وحسن أبو شعيرة، والكاتب اسماعيل عبدالله والشاعر والناقد السينمائي زياد عبدالله. وجاء في التوصيات ضرورة ايجاد السبل الإنتاجية المناسبة لدعم مشاريع أفلام السينمائيين في الإمارات وفي الدول الخليجية وذلك وفق شروط ومبادئ تراعي أيضا اهتمام أكبر بالفيلم التسجيلي لاهميته الاجتماعية والفنية، وضرورة تنظيم ورش عمل سينمائية لتأهيل مجموعة من السينمائيين أصحاب الخبرة والموهبة في الخليج وضرورة التفكير الجدي في التخطيط لمعهد سينمائي أو أكاديمية فيلمية حديثة إضافة إلى فتح باب التدريب والتأهيل لدورات سينمائية مختصة في الخارج، بالإضافة إلى ضرورة ترجمة ونشر كتب تعليمية فنية حديثة إلى جانب الأدبيات السينمائية التي يتم نشرها سنويا. كما لفتت التوصيات إلى ضرورة برمجة أفلام المسابقة من الناحية الكمية والنوعية للأفلام الإماراتية والخليجية بحيث يتم الوصول إلى عدد متنوع من الافلام الجديرة بالمشاركة في برنامج المسابقة وأخيرا ضرورة ايجاد السبل المناسبة لتسويق الافلام الجيدة.

جوائز فئة العام - الخليجية

ثم تم إعلان نتائج المسابقة. بداية بفئة العام في المسابقة الخليجية وهي ثلاث، قيمة كل منها خمسة وعشرون ألف درهم، وكانت على التوالي جائزة أفضل فيلم تسجيلي لفيلم “فقدان أحمد” للمخرج الكويتي عبدالله بوشهري، وجائزة أفضل فيلم روائي للمخرج العماني عبدالله البطاشي عن فيلمه “بنت غربى”. وأما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فذهبت لفيلم “إطار” للمخرج البحريني عبدالله عياف.

جوائز فئة العام - الإماراتية

انتقالا إلى فئة العام في المسابقة الإماراتية، حصلت منال بنت عمرو على جائزة مهرجان دبي السينمائي الدولي وعلى جائزة أفضل موهبة سينمائية إماراتية وقيمتها عشرون ألف درهم وحصل السيناريست عبدالله حسن أحمد على جائزة السيناريو عن فيلم “عصافير القيظ” وقيمتها خمسة عشر ألف درهم، وذهبت جائزة أفضل فيلم غير تسجيلي لمصطفى عباس عن فيلمه “100 ميل” وقيمتها عشرون ألف درهم، اما جائزة لجنة التحكيم الخاصة وقيمتها عشرون ألف درهم ايضا فقد ذهبت لوليد الشحي عن فيلمه “حارسة الماء” وحصل فيلم “الغبنة” لسعيد سالمين المري على جائزة أفضل فيلم روائي وقيمتها عشرون ألف درهم.

شهادات تقدير فئة العام- الإماراتية

أما شهادات التقدير في المسابقة الإمارتية- فئة العام فذهبت لكل من الممثلة بدور عن مجمل أدوارها في “عرس الدم”، “هوجاس” و”25 فلساً”، كما ذهبت للمصور حسن الكثيري عن مجمل أعماله في “عرس الدم” “بلا قلب”، “الغبنة” و”عصافير القيظ”. أما شهادات التقدير فذهبت في فئة العام في المسابقة الإماراتية للموسيقي طه العجمي عن مجمل أعماله في “عرس الدم”، “بلا قلب”، “الغبنة” و”عصافير القيظ”، وأيضا لخالد المحمود عن فيلمه “قصة خيالية: امرأة وولد” ومحمد عبدالله الحمادي عن فيلمه “هوجاس”.

شهادات التقدير فئة العام- الخليجية

وفي فئة العام في المسابقة الخليجية ذهبت شهادات التقدير لكل من المخرجة نايلة الخاجة عن فيلم عربانة (الإمارات)، الممثلة سلمى نبيل (السعودية) عن دورها في فيلم “طفلة السماء”، فيصل الابراهيم (الكويت) عن سيناريو فيلم “كارما”، محمد يوسف جناحي (البحرين) عن فيلم “رسالة”، حميد العدواني وتاني بوديني (سلطنة عمان واستراليا) عن فيلم “...ولليل شمس أخرى” وأخيرا عمر ابراهيم (الإمارات) عن فيلمه “شتاء”.

فئة الطلبة- الإماراتية

وانتقالا لفئة الطلبة وبدءاً بالمسابقة الإماراتية لهذه الفئة فحصل على جوائزها الثلاث وقيمة كل منها عشرة آلاف درهم كل من المخرجة الشابة رحاب عمر عتيق عن أفضل فيلم تسجيلي عن فيلمها “بين شمسين”، المخرج حمد الحمادي عن أفضل فيلم روائي لفيلم “رماد”، أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فكانت للمخرجة الشابة علياء الشامسي عن فيلمها “طار فحلق فمات”.

أما شهادات التقدير في المسابقة الإماراتية فئة الطلبة فكانت لكل من ياسين مرعي لفيلمها “8.5” والتمثيل في فيلم “متأخر بخطوة”، شما أبو نواس وسحر الخطيب لفيلمهما الجريء “أنا رجل”، محمد أحمد علي الجاسم عن فيلمه “الماء يساوي الحياة” وأخيرا عائشة الأنصاري عن فيلم “أنا اخترت”.

فئة الطلبة - الخليجية

ثم فئة الطلبة في المسابقة الخليجية وحصل على جوائزها الثلاث وقيمة كل منها عشرة آلاف درهم كل من منير محمد ومعاذ بن حافظ (الإمارات) عن فيلمهما “اختلال” كأفضل فيلم تسجيلي، نايف فايز (السعودية) عن فيلمه “بعيدا عن أنظارالكاميرا” كأفضل فيلم روائي، أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فذهبت لفريد الخاجة عن فيلمه “آخر بحريني”.

الخليج الإماراتية في

15.03.2007

 
 

الكل رابح في الدورة السادسة لمسابقة «أفلام من الإمارات»

سعيد سالمين يحصد جائزة أفضل فيلم روائي للعام الثاني

أبوظبي ـ محمد الأنصاري

للدورة الثانية على التوالي من مسابقة «أفلام من الإمارات» حصد المخرج الإماراتي سعيد سالمين المري جائزة أفضل فيلم روائي عن فيلمه «الغبنة»، بينما نال عبدالله حسن أحمد جائزة أفضل سيناريو عن فيلم «عصافير القيظ»، وفيلم «100 ميل» لمصطفى عباس كأفضل فيلم تسجيلي، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لوليد الشحي عن فيلم «حارسة الماء»، بينما نالت الفنانة الإماراتية منال بن عمرو جائزة مهرجان دبي السينمائي لأفضل موهبة سينمائية محلية عن فيلمها «وجه عالق».

ومنحت لجنة التحكيم شهادات تقدير لمجموعة من الشباب المشاركين في المسابقة: الممثلة بدور عن مجمل الأعمال التي شاركت بها، المصور حسن الكثيري عن مجمل أعماله، الموسيقي طه العجمي، المخرج خالد المحمود عن فيلمه «قصة خيالية»، محمد الحمادي عن فيلمه «هوجاس». وعبّر معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، عن تفاؤله وسعادته بإبراز المواهب السينمائية الإماراتية والخليجية الشابة والأخذ بيدها من خلال «مسابقة أفلام من الإمارات» التي نظمتها الهيئة خلال الأسبوع الماضي. جاء ذلك في كلمته التي ألقاها نيابة عنه عبد الله العامري رئيس قسم الثقافة والفنون بالمجمع الثقافي مساء أول من أمس في حفل توزيع الجوائز على الأعمال الفائزة بالمسابقة في دورتها السادسة، والتي أكد فيها على أن «جميع من شارك من الشباب في هذه التظاهرة الفنية هو فائز ورابح، فقد ربح تقديم نفسه كفنان جاد يحمل وعوداً كثيرة للمستقبل، وفاز بالاهتمام الجماهيري والإعلامي الواسع».

وقام زكي نسيبة نائب رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بتوزيع الجوائز وشهادات التقدير على الأعمال الفائزة ومعه رئيس لجنة التحكيم قيس الزبيدي، وأعضاؤها إسماعيل عبدالله وزياد عبدالله وحسن أبوشعيرة وبسام الذوادي، وألقى الزبيدي كلمة أشاد فيها بمسابقة أفلام من الإمارات. وقدم مجموعة من التوصيات الفنية والنقدية، منها: ضرورة إيجاد سبل إنتاجية وإقامة ورش عمل فنية، والتفكير الجدي بإقامة معهد أو أكاديمية للسينما، وإيجاد سبل لتسويق وتوزيع الأفلام للنهوض بالصناعة السينمائية في الإمارات وإبرازها عربياً وعالميا، وقام زكي نسيبة بعد إلقاء الكلمات، بتوزيع شهادات التقدير على لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة الأفلام ولجنة تحكيم مسابقة التصوير، والنقاد المشاركين في هذه الدورة.

وفي المسابقة الخليجية ـ فئة العام؛ حاز الكويتي عبد الله بوشهري جائزة أفضل فيلم تسجيلي عن فيلمه «فقدان أحمد»، جائزة أفضل فيلم روائي للعماني عبد الله البطاشي عن فيلمه «بنت غُربى»، جائزة لجنة التحكيم الخاصة لعبدالله آل عياف من السعودية عن فيلمه «إطار».

كما منحت اللجنة شهادات تقدير لمجموعة أعمال، وهي: فيلم «عربانة» للمخرجة نايلة الخاجة، الممثلة سلمى نبيل عن فيلم «طفلة السماء»، فيصل الإبراهيم عن سيناريو فيلم «كارما»، محمد يوسف الجناحي وحميد العدواني عن فيلم «ولليل شمس أخرى»، عمر إبراهيم عن فيلم «شتاء» الذي أنتجه مجلس دبي الثقافي.

وجاءت نتائج أفلام المسابقة الإماراتية ـ فئة الطلبة على النحو التالي: أفضل فيلم تسجيلي بقيمة جائزة 10 آلاف درهم ذهبت إلى رحاب عمر عتيق عن فيلم «بين شمسين»، أفضل فيلم روائي بذات قيمة الجائزة «رماد» إخراج حمد الحمادي، جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأحسن فيلم طلبة للمخرجة علياء الشامسي عن فيلمها «طار فحلق فمات»، كما منحت اللجنة شهادات تقدير لمجموعة أفلام في فئة الطلبة.

وهي: المخرجة ياسمين مرعي، شهادة التمثيل لفيلم «متأخر بخطوة»، الطالبتان شمة أبو نؤاس وسحر الخطيب عن فيلم «أنا رجل»، عائشة الأنصاري عن فيلم «أنا اخترت»، محمد أحمد جاسم عن فيلم «الماء يساوي الحياة».

بينما كانت نتائج أفلام المسابقة الخليجية ـ فئة الطلبة: جائزة أفضل تسجيلي لفيلم «اختلال» من الإمارات لمعاذ بن حافظ ومنير محمد، جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم «آخر بحريني» لفريد الخاجة، جائزة أفضل فيلم روائي لنايف فايز عن فيلم «بعيداً عن أنظار الكاميرا»، كما تم منح مجموعة شهادات تقدير لنواف المهنا عن فيلم «مجرد يوم»، وهبة العون العون وفرح الغربلي عن فيلم «عالية».

أما جوائز مسابقة الإمارات للتصوير الفوتوغرافي التي قدمتها لجنة التحكيم المؤلفة من: صالح الأستاذ، كمبرلي لاند، هنري ديسلفا، فكانت: «مسابقة اللقطات الخاصة بالعاصمة أبوظبي» فاز بها في المركز الأول ماجد المنصوري، تلاه مريم الحمادي، وجاءت ثالثاً خلود المريخي، وفي المسابقة العامة: نالت هند الفلاسي المرتبة الأولى، تلاها بدر اليافعي، وجاءت ثالثاً المصورة ميثاء حريز، بينما كان نصيب الجائزة الكبرى «جائزة المصور المرحوم علي الظاهري» من نصيب أسماء المرزوقي.

كما منحت لجنة المسابقة شهادات تقدير لكل من: آمال الطنيجي، عمر الزعابي، حمد الفلاسي، مريم الحلامي، سلمى المنصوري، زايد الشعيبي، موزة الرميثي، عيسى الطنيجي، حمد المنصوري، مريم العميمي، شمسة المزروعي، محمد حسن أحمد. ومما يجدر ذكره أن ملصق مسابقة «أفلام من الإمارات» في هذه الدورة هو من تصوير المصورة الإماراتية هند الفلاسي.

البيان الإماراتية في

15.03.2007

 
 

اختتام الدورة السادسة لـ"مسابقة أفلام من الامارات"

فوز "بنت غربى" و"الغبنة" و"فقدان احمد" و"حارسة الماء" بالجوائز الأساسية

أبو ظبي ـ ريما المسمار

اختتمت "مسابقة أفلام من الامارات" دورتها السادسة مساء أمس الأول في أبو ظبي بتوزيع جوائزها على الأفلام الفائزة في فئتي المسابقة الاماراتية والمسابقة الخليجية. توج حفل الاختتام سبعة أيام من العروض المكثفة واللقاءات بين المخرجين والضيوف ومن النقاشات التي تحيط بظاهرة الافلام الخليجية وحركة انتاجها الناشطة منذ نحو خمس سنوات. والواقع ان ذلك التزامن بين انطلاقة المسابقة بشكلها الحالي عام 2001 وبداية الحراك الفيلمي الخليجي ليس صدفة. فالمسابقة أرست في ما أرسته ثقافة التعاطي شبه الاحترافي مع الصورة المتحركة وطقس تواصلها مع المشاهد. بهذا المعنى، شكلت المسابقة على مدى ست دورات موعد اللقاء والكشف عن المشاريع الفيلمية التي تصل أعدادها الى مئات المحاولات والتي يصعب فرزها أحياناً بين محترفة وهاوية. فالانتاج بغالبيته يميل الى عمل الهواة أو المبتدئين من دون أن يقلل ذلك من شأن الظاهرة أو من أهميتها كحركة تحتاج الى أن تتبلور قبل أن يتمكن المتابع من تصنيفها وغربلة أفلامها. والواقع ان هذا الفهم لما يجري على الساحة الخليجية على صعيد الصورة المتحركة ضروري كي لا يتجه التعاطي معه بمبالغة أو باستخفاف. البارز في المشهد السينمائي الخليجي هو ظهور تلك الحركة. أما الحديث على تجارب فردية وتقويمها فمازال يحتاج الى وقت أطول وربما الى تراكم وفرز وتوجيه ليست المسابقة بعيدة تماماً من المشاركة في تحقيقه.

على أن الايام السبعة لم تقتصر على العروض الفيلمية التي توزعت بدورها على أفلام اماراتية وخليجية محترفة وطالبية وعلى تظاهرات جانبية أبرزها "سينما الطريق" كتيمة أساسية جامعة بين أفلام قصيرة وطويلة عربية وأجنبية. كذلك عُرضت أفلام خارج المسابقة في البنوراما العربية والأخرى الدولية. جمهور المهرجان اقتصر على ضيوفه ومخرجيه الشباب المشاركين بأفلامهم. بهذا المعنى، تلعب المسابقة دوراً خاصاً في تعريف المخرجين على سينمات العالم التي لا يجدون فرصة أخرى للتعرف اليها.

الى العروض، تحرص المسابقة منذ دوراتها الاولى على اصدار الكتب والحفااظ على تقليد آخذ بالانقراض في المهرجانات السينمائية العربية بعد أن كان لسنوات طويلة الرافد الأساسي للمكتبة السينمائية العربية. ستة كتب صدرت خلال الدورة الحالية لصلاح سرميني وقيس الزبيدي وفجر يعقوب وآخرين ليرتفع عدد إصدارات "كراسات السينما" الى اثنين وثلاثين كتاباً منذ انطلاقة المسابقة. كذلك أُقيمت على هامش المهرجان مسابقة للتصوير الفوتوغرافي مخصصة للمصورين الاماراتيين.

شاهدت لجنة التحكيم المؤلفة من المخرج قيس الزبيدي ر_يساً وبسام الذوادي وزياد عبد الله وحسن ابو شعيرة واسماعيل عبد الله أعضاءً مئة وعشرة أفلام. في بيانها الختامي أوصت اللجنة بضرورة ايجاد السوق الانتاجية ومراعاة الاهتمام بالفيلم الوثائقي وايجاد السبل لاقامة ورش عمل لتأهيل ةاعادة تأهيل المخرجين والتفكير الجدي بإقامة معهد سينمائي وإرسال المخرجين الى دورات سينمائية في الخارج. كذلك لفتت اللجنة الى أهمية نشر وترجمة كتب سينمائية وتسويق الافلام الجيدة وتوجهت الى منظمي المسابقة بطلب اعادة النظر في كيفية برمجة افلام المسابقة واختيارها على أساس الجودة الفنية.

حفل الاختتام الذي استغرق قرابة ساعتين تحول مهرجاناً بالنسبة الى المخرجين لاسيما أن الأسماء تتكرر في الافلام فهناك من يشارك بفيلم من اخراجه بينما يعمل مصوراً لفيلم آخر أو مصمم ديكور أو كاتب سيناريو في فيلم ثالث. بمعنى آخر، تتداخل التجارب ويتحول الفوز الفردي فوزاً جماعياً لفريق العمل بأكمله.

الجوائز

منحت لجنة التحكيم عدداً غير قليل من شهادات التقدير تشجيعاً لمخرجين أو ممثلين أو مصورين عن مجمل مشاركاتهم التي تخطت في الغالب الفيلم الواحد. في مسابقة الافلام الخليجية للمحترفين، ذهبت التقديرات الى المخرجة نايلة الخاجة والممثلة سلمى نبيل والمخرجين فيصل الابراهيم ومحمد يوسف الجناحي. أما الجوائز الاساسية في المسابقة الخليجية فتوزعت كالتالي:

ـ أفضل فيلم روائي: "بنت غربى" للعماني عبد الله البطاشي

ـ جائزة لجنة التحكيم الخاصة: "إطار للسعودي" عبد الله آل عياف

أ ـ فضل فيلم تسجيلي: "فقدان أحمد" للكويتي عبد الله بوشهري

أما في المسابقة الاماراتية، فمُنِحت التقديرات كل من الممثلة بدور والمصور حسن الكثيري والموسيقي طه العجمي والمخرجين خالد المحمود وأحمد الحمادي. أما الجوائز فتوزعت كالتالي:

ـ أفضل فيلم روائي: الغبنة لسعيد سالمين المري

ـ جائزة لجنة التحكيم الخاصة: حارسة الماء لوليد الشحي

ـ جائزة أفضل تسجيلي: مئة ميل

ـ جائزة أفضل سيناريو: "عصافير القيظ" لعبدالله حسن أحمد

ـ جائزة مهرجان دبي لافضل موهبة اماراتية: منال بن عمرو عن "وجه عالق"

كذلك منحت لجنة التحكيم جوائز الطلاب ففازت الافلام التالية: أفضل تسجيلي اماراتي "بين شمسين"؛ أفضل روائي "رماد"؛ جائزة التحكيم "طار فحلق فمات". وفي فئة الطلاب الخليجيين منحت الجوائز: افضل تسجيلي "اختلال"؛ جائزة التحكيم "افضل بحريني"؛ افضل روائي "بعيداًعن انظار الكاميرا".

المستقبل اللبنانية في

15.03.2007

 
 

ختام فعاليات مسابقة أفلام من الإمارات

فوز الكويتي عبدالله بوشهري بجائزة أفضل فيلم تسجيلي

أبوظبي-  عماد النويري

بحضور عبدالله العامري مدير ادارة الثقافة والفنون بهيئة ابوظبي للثقافة والتراث، وزكي نسيبه نائبا عن محمد خلف المزروعي مدير عام الهيئة اقيم حفل ختام مسابقة افلام من الامارات بالمجمع الثقافي بابوظبي مساء الاربعاء المنصرم كما اعلنت ايضا نتائج مسابقة الامارات للتصوير الفوتوغرافي.

في مسابقة الافلام الاماراتية 'فئة الطلبة' منحت شهادات تقدير لكل من ياسمين مرعي عن فيلم (5:08) شهادة تقدير في التمثيل لفيلم 'متأخر بخطوة' وشهادة تقدير لشما ابو نواس وسحر الخطيب عن فيلم 'انا رجل' ومحمد احمد علي جاسم عن فيلم 'الماء يساوي الحياة' وعائشة الانصاري عن فيلم 'انا اخترت'. وحصل فيلم 'بين شمسين' للمخرجة رحاب عمر عتيق على جائزة افضل تسجيلي. وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة 'طلبة' لعلياء الشامسي عن فيلم 'طار فحلق فمات' اما افضل فيلم روائي فقد حصدها حمد الحمادي عن فيلم 'رماد'.

وفي المسابقة الخليجية 'فئة الطلبة' منحت شهادة تقدير لنواف المهنا عن 'مجرد يوم' ولهبة العون وفرح الغربللي ولولوة الجري من الكويت عن فيلم 'عالية' اما جائزة افضل فيلم تسجيلي فقد ذهبت الى فيلم 'اختلال' اخراج منير محمد ومعاذ بن حافظ من الامارات وحصد فيلم 'اثر بحريني' لفريد الخاجة جائزة لجنة التحكيم الخاصة اما جائزة افضل فيلم روائي 'طلبة' فقد ذهبت لفيلم 'بعيدا عن انظار الكاميرا' للمخرج السعودي نايف فايز.

وفي المسابقة الاماراتية 'فئة عام' منحت شهادات تقدير لافلام 'عرس الدم' و'قصة خيالية: امرأة وولد' و'هوجاس' أما جائزة مهرجان دبي السينمائي لافضل موهبة اماراتية فقد ذهبت لمنال بن عمرو عن فيلم 'وجه عالق' وحصد عبدالله حسني احمد على جائزة السيناريو عن فيلم 'عصافير القيظ' وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم 'حارسة الماء' لوليد الشحي اما افضل فيلم روائي فكان فيلم 'الغبنة' من اخراج سعيد سالمين المري.

وفي المسابقة الخليجية 'فئة عام' منحت شهادات تقدير لكل من نايلة الخاجة عن فيلم 'عربانة' وسلمى نبيل عن دورها في فيلم 'طفلة السماء' وفيصل الابراهيم من الكويت عن فيلم 'كارما' والمخرج محمد يوسف الجناحي عن فيلم 'رسالة' وحميد العدواني وتاني بوديني عن فيلم 'لليل شمس اخرى' وعمر ابراهيم عن فيلم 'شتاء'.

وذهبت جائزة افضل فيلم تسجيلي للمخرج الكويتي عبدالله بوشهري عن فيلم 'فقدان احمد' وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم 'اطار' للمخرج السعودي عبدالله العياف وحصد عبدالله البطاشي على جائزة أفضل فيلم روائي عن فيلم 'بنت غربي'.

وقد تكونت لجنة التحكيم من المخرج قيس الزبيدي والمخرج بسام الذوادي والكاتب اسماعيل عبدالله والناقدان حسن ابو شعيرة وزياد عبدالله.

القبس الكويتية في

15.03.2007

 
 

مسابقة «أفلام من الإمارات» في دورتها السادسة...

القفاز الذهبي يتشدد أحياناً في اختيار الأعمال

أبو ظبي – فجر يعقوب

«نحو صورة بديلة» هو شعار الدورة السادسة لمسابقة «أفلام من الإمارات» التي عقدت في مبنى هيئة الثقافة والتراث (المجمع الثقافي) في أبو ظبي ما بين السادس والثالث عشر من الشهر الجاري. طبعاً، في مطالعة أولية للأفلام المشاركة في هذه الدورة لن يظهر واضحاً تمام الوضوح أن الشعار بحد ذاته قد تجاوز الدورات السابقة، بل هو انطلق منها نحو نوع من التشدد الجزئي في التعامل مع الأفلام التي تقدمت للمشاركة إذ بلغت في هذه الدورة 112 فيلماً توزعت على الأقسام المعلن عنها، وهو الأمر الذي يعكس التطور الايجابي للمشاركين فيها من مختلف الفئات.

هذه الصورة البديلة التي رفع شعارها منظمو المسابقة هي التي سمحت باختيار 25 فيلماً فئة «عام» و49 فيلماً فئة «طلبة» و36 فيلماً «عرض خاص»، فيما استبعد 12 فيلماً لعدم توافر الشروط الفنية والتقنية. أما الأفلام الخليجية، فقد شاركت دول مجلس التعاون الخليجي بـ 58 فيلماً، 18 منها من المملكة العربية السعودية. وما يلفت الانتباه في توزع خريطة هذه الأفلام هو أن الأفلام الروائية تجاوزت مثيلتها التسجيلية بكثير. ففيما بلغت الأولى 25 فيلماً، كان عدد الأفلام التسجيلية فيلمين فقط، ما يشير إلى هوة عميقة بين النوعين يأمل القائمون على المسابقة بتجاوزها في الدورات القادمة.

طبعاً يجيء استبعاد الكثير من الأفلام التسجيلية في هذه الدورة من باب عدم الفهم الكافي والدراية الموضوعية بهذه النوعية من الأفلام من جانب صانعيها، إذ بدت قريبة من البنية الريبورتاجية التي يبشر بها التلفزيون دائماً، وهو ما لم يعد مسموحاً به كما هو الحال مع الدورات السابقة اذ لطالما تسللت هذه النوعية من قبل.

نضوج

أياً تكن حالة «النضوج في الاختيار» التي وصلت إليها الدورة السادسة، فإنها ومن دون شك تلقي بأعباء إضافية على منظميها في هيئة الثقافة والتراث (المجمع الثقافي). فما كان مسموحاً به في الماضي تضاءل إلى الحد الذي أصبحت توجد فيه هناك متطلبات أقوى وأكبر في ما يخص الأفلام المرشحة. على أن هذا التشدد لم يصل إلى أقصاه كما يقول مدير المسابقة ومؤسسها المخرج الاماراتي مسعود أمر الله آل علي، فالهوية السينمائية الاماراتية لا تزال غير واضحة المعالم، يشوبها غموض في الانتاج، ومحاولات في التحايل على سبل الانتاج والتوزيع الذي يقتصر هنا بطبيعة الحال على العرض في المسابقة على رغم أنها تمكنت من أن تصمد على هذه الحال على مدى ست سنوات، وهذا ما لم يحدث من قبل في أي دولة خليجية. فإذا توقفنا مثلاً عند المهرجان الأول للسينما العربية في البحرين في (2000)، نوقن أننا كنا أمام الدورة الأخيرة فعلياً، لأنه وكما قال لنا الناقد السينمائي البحريني حسن حداد في حوار جانبي إن النادي السينمائي البحريني لا يزال غارقاً في تسديد ديونه حتى الآن، مما يعني ان جهود السينمائيين في هذا البلد ستظل تراوح في مكانها حتى اشعار آخر.

تقشف

طبعاً لا تقترب مسابقة «أفلام من الإمارات» من مهرجان دبي السينمائي الدولي في شيء، فهنا يظهر التقشف واضحاً على خطوط العروض المبرمجة في الدورة والندوة الوحيدة المرافقة لها (أدارها لهذه السنة الناقد السينمائي المغربي مصطفى المسناوي). وحتى الأفلام المتنافسة في ما بينها، وان جاء بعضها على حرفية متقدمة، تخضع لنقاشات جانبية بين المخرجين الاماراتيين والخليجيين في ندوات خاصة، على أنه يمكن للمتابع هنا أن يكون شاهداً من موقعه على اندفاع واتقاد يميزان الشباب في محاولاتهم لهذه السنة، والتي ظهرت هنا وكأنها تأطير فردي لتجارب السنوات الماضية، على رغم وجود جماعات الانتاج الفني. فالوصول الفعلي إلى التقنيات الرقمية الخفيفة سمح للرغبات السينمائية بالاقتراب أكثر فأكثر من عالم كان حكراً على الملمين بأسرارالصناعة السينمائية التي كانت تعتبر «ثقيلة».

الآن لم تعد هناك سطوة لهذه التقنيات في عالم هؤلاء الشباب، فقد سقطت سلطات الكثير من محتكري أسباب وأسرار هذا الفن أمام سهولة التجربة والتجريب، حتى وان بدا للوهلة الأولى أنها هي نفسها قد سقطت في فخ العشوائية، إلا أن الفرز جاء نتيجة حال التشدد الجزئي الذي شهدته هذه الدورة، وربما حالات من التشدد أكبر في الدورات القادمة سيحول بالتأكيد دون سريان مفعول هذه العشوائية. هنا تصبح الكاميرا الرقمية الخفيفة في جانب آخر بيئة حاضنة تتنافس مع البيئة نفسها التي وفد منها هذا المخرج أو ذاك.

تكمن الدلالة في ما نقول في استقدام تجربتين مختلفتين لهذه السنة. ففي فيلم «براءة» للمخرج هاني الشيباني وفيلم «حارسة الماء» للمخرج وليد الشحي مثلاً ثمة تجريب واثق وناضج في معنى الصورة نفسها في الفيلم الأول الى درجة أن الصورة هنا تختار أن تكون مرافقة للبيئة التي نقصدها وهي تنفرد أمام الكاميرا، فيما تبدو البيئة الاماراتية في الفيلم الثاني منبسطة أمامها بدفق شاعري أخاذ.

على أن الشق الذي بقي على حاله في المسابقة ظل محافظاً على تكرار الصورة ذاتها، وهي صورة يجب أن نضعها في السياق العام للتطور الاجتماعي الذي تعيشه دول الخليج، ذلك ان التجارب الشابة التي وفدت من هذه الدول تظهر بوضوح تام ان هؤلاء الشباب المسكونين بحس اثبات الذات أمام تكسرات تنوس بين القدرة على مرافقة تجاربهم الوليدة والبسيطة في بعض تجلياتها بأفيشات تحاكي الكثير من التجارب الكبيرة في عالم السينما، وبين التعثر في النفاد إلى ماهية المكان بعمق، تدلل على ذلك اتساع الهوة كما أسلفنا بين حضور الفيلم الروائي على حساب الفيلم التسجيلي الذي يكاد يختفي من قوائم هذه الدورة اذ لا يعود حضور فيلمين فقط تأكيداً على أن هذا النوع وبما يملكه من قدرة على اقحام هؤلاء الشباب في ميادين هذا الفن، وذلك بغية النفاذ بعمق في مضامين هذه البيئة التي ظهرت في بعض الأفلام الروائية وكأنها تحاكي اغتراباً مؤجلاً يرفض تأمل أصحابه له، لأن ما ينقصها (الأفلام) هو القبض على مكونات هذا الاغتراب، ذلك ان مستقبل صانعي هذه الأفلام سيظل مرهوناً بهدف استراتيجي يكمن في الدرجة الأولى في أولوية عرضها كما يقول رئيس لجنة التحكيم لهذه الدورة المخرج العراقي قيس الزبيدي في حوار لنا معه، ناهيك عن أن هؤلاء الشباب يقومون بتمويل أفلامهم بأنفسهم وما يجرى في دولة الامارات – يضيف الزبيدي - لا يشبه ما يجرى في دول عربية أخرى تضج بالمشاريع والورش السينمائية بحثاً عن عناصر يتم تأهيلها للنهوض بصناعة السينما في بلادها، فيما تكشف مسابقة أفلام من الامارات عن عدد كبير من المنخرطين في العملية السينمائية لا يوجد أفق حتى الآن أمام تأهيلهم على الضد من الدول الأخرى.

الحياة اللندنية في

16.03.2007

 
 

المخرج الإماراتي مسعود أمر الله آل علي:

المسابقة تخصص خليجي وإماراتي بحت

لا ينفي المخرج الإماراتي مسعود أمر الله آل علي في حواره مع «الحياة» ان مسابقة أفلام من الإمارات مسابقة ناجحة بكل المقاييس، فهي تشهد تطوراً ملحوظاً وأصبحت أكثر نضجاً ووعياً. وقال آل علي إن عشرات الأفلام التسجيلية والروائية الإماراتية والخليجية أصبحت تنتج خصيصاً للمسابقة، الأمر الذي يعكس مدى الاهتمام بتطوير هذه المسابقة. هنا حوار مع آل علي:

·         بدا التشدد واضحاً في الاختيار في هذه الدورة... ألا تعتقد ذلك؟

- أعتقد بأن التشدد كان في الشروط. الأفلام التي وردت إلينا من دون ترجمة قمنا بإقصائها، وكذا الحال بالنسبة الى الأفلام التي فهمت الفيلم التسجيلي في شكل خاطئ. وصار في وسعي الآن أن أقول جازماً إن «التوريط» الذي تحدثنا عنه في السنوات السابقة قد جاء بنتائجه هذه السنة. هناك خليجيون وإماراتيون واصلوا هذه الدرب الصعبة، وهذا هو ما يهمنا في نهاية المطاف. وأعتقد بأن هذا التشدد الجزئي هو الذي يمكنه أن يفتح الباب أمام إعادة التفكير في صوغ الفيلم لدى صانعه. صحيح أن هذه الفكرة كانت منذ البداية بديهية، ولكن منذ هذه الدورة صار عندنا أسس لهذا التشدد الجزئي. لقد استلمنا 190 فيلماً من إنتاج سنة واحدة في الإمارات ودول الخليج، وهذا هو «التوريط « الذي تكلمنا عنه، فقد كبرت المسابقة وأصبحنا نتلقى هذا الكم، وهذا ما يجعل لديك مسؤولية أكبر في دقة الاختيار وفرز الأفلام لكي تنتهي إلى صدقية للمهرجان والمشترك الذي إن تميز فيلمه فسيشعر بالفخر لأن فيلمه يقع وسط أفلام مميزة.

·         ألا تعتقد بأن هذا «التوريط « يمكن أن يكون غير مدروس أحياناً؟

- عندما نكون واعين له فأنا أعتقد بأن لا. فإذا جاء مدروساً من طريق تقويم الجيد وغير الجيد فإنك تكون في الطريق الصحيح. على أي حال قد تكون هناك فئة تصدق أن أفلامها وصلت إلى مرحلة من النضج، ولكنني أعتقد بأن هناك فرزاً آخر هو فرز لجنة التحكيم.

نبحث عن السينما

·         لفت انتباهي حديثك عن أن بعض الأفلام التسجيلية لم تكن قد استوعبت خصوصيتها فقمتم بإقصائها... ماذا تقصد؟

- الفضاء الوحيد لمشاهدة الفيلم التسجيلي أو نمط التدريس في الكليات يكمن في النمط التلفزيوني البحت، أو هو كأنما يصنع خصيصاً لقناة تلفزيونية. لقد أردنا أن نقول لصانعي هذه النوعية إنها ليست الأفلام التي نبحث عنها للمسابقة.

·         عملياً هل يمكن القول إن عملية «التوريط» انتهت وبدأت الخطوات الجادة في الفرز والاختيار؟

- أنا قلت إنه صار هناك تشديد في الشروط، وأعتقد بأنه يجب المحافظة على توازن ما بين «التوريط» والتشدد لأننا ما زلنا في البداية، إذ لا يصح أن تجيء بالسيف القاطع دفعة واحدة، لأن هذا قد يجيء بنتائج عكسية.

·         ما هي المعايير في الاختيار التي استندتم إليها في هذه الدورة على ضوء هذا الكلام؟

- إذا كانت هناك معايير واضحة، فيمكن أن أقولها بالترتيب. بالطبع ليست هناك معايير واضحة سوى أن يكون لدى الفيلم موضوع وتقنية ولمسة ما تجعله داخل المسابقة، ويظل أن فكرة الاختيار تحتمل وجهات نظر مختلفة، وهذا ينطبق أيضاً على لجنة التحكيم، لأن حس السينما هو من يحكم في شكل أكبر في النهاية.

·         القسم الخليجي في المسابقة ازداد حضوره لهذه السنة... إلامَ تعز السبب؟

- كما قلت سابقاً، مسابقة أفلام من الإمارات أصبحت تشكل حالة استثنائية للمنطقة وهي هاجس سنوي بالنسبة الى المخرجين. فكرة «التوريط» التي تكلمنا عنها هي التي تجر الشخص إلى الآخر، فهو حين يحضر المسابقة وهو مفتون بالسينما ولم يخرج أفلاماً، فإنه يظل يفكر بصناعة فيلم ما. والأهم في رأيي هو تجمع صانعي الأفلام في مكان واحد، فالنقاشات والحوارات تسهم أيضاً في إغناء التجربة والمعرفة. هي إذاً حالة فوران، ففي دولة مثل المملكة العربية السعودية كنا نتحدث قبل سنتين عن فيلم قصير واحد والآن بتنا نتكلم عن 18 فيلماً.

·         كيف تصنف هذه الدورة مقارنة بالدورات السابقة؟

- أنا مرتاح في هذه الدورة، لأنني أجد لغة بصرية مختلفة، ليس لدى الجميع بالطبع، وأجد مواضيع مختلفة وزخماً في عدد الأفلام التي دخلت المسابقة وأجد فورة كبيرة لدى الكل تقريباً. يفرحنا كثيراً أن نسمع أن هناك من صنع فيلمه خصيصاً للمسابقة.

·         أما زلتم مصرين على ابقائها مسابقة اماراتية – خليجية؟

- نعم... فأنت الآن في مسابقة متخصصة في دولة معينة، ويمكن أن تفتحها ويكون لديك مهرجان عربي آخر. أنا لا أريد هذا ( الآخر)، فالمسابقة أصبح لها وزنها بتخصصها، وأعتقد بأن المحافظة عليها أفضل من تشتيتها. هناك مهرجانات عربية عددها أكبر من كل المهرجانات الخليجية.

مشروع مؤجل

·         هذا التخصص ألا يمكن أن يقود إلى نوع من التقوقع؟

- هو تخصص خليجي بحت لأن عمر التجربة واحد، والقواسم المشتركة واحدة. لو كانت هناك صناعة أفلام في دول الخليج لن يفكر المرء بأن تكون المسابقة خليجية وإماراتية، فليس من المعقول في نهاية المطاف أن تضع مخرجين يتلمسون طريقهم بين مخرجي دول فيها صناعة سينما.

·         أين المخرج مسعود أمر الله من الإداري الذي يقف ليدعم تجارب الآخرين؟

- لا أعرف أين أصبح مشروعي، فهذه مسألة قدر على ما يبدو. على أي حال قد لا تختلف الإجابة، فمشروعي مؤجل، ذلك ان التجربة جزء مني وأنا جزء منها، والمسألة كما أراها تكمن في أن لا بد من أن يلتقط أحد ما القفاز الذهبي ويمضي بهذا المشروع، ودائماً هناك ضحايا، وأنا كنت ضحية على ما يبدو. نعم أريد أن اذهب بالمشروع إلى حالته القصوى.

·         ألا يخالجك الندم أحياناً وأنت ترى مشاريع الآخرين تتحقق على مرأى منك؟

- أحسست بالندم أحياناً عندما لم تكن هناك حركة وكنت وحيداً وعندما دبت الحركة أحسست بأنني ما زلت وحيداً، فأنا لا يحق لي حتى التعاون الفني مع الأصدقاء الذين أصبح لديهم أفلام.

الحياة اللندنية في

16.03.2007

 
 

المخرج الكردي مانو خليل عن فيلمه "دافيد تولهلدن": لا علاقة لانضمام دافيد الى المقاتلين الأكراد في صنع الفيلم

حكايته إنسانية خالصة وكان يمكنه أن يكون مع الفييتناميين أو السود في الماضي

أبو ظبي­ ريما المسمار

لم يسبق للمخرج مانو خليل أن عرض أياً من أفلامه في بلد عربي. "كنت أخاف" يقول بدون تردد لدى سؤاله عن السبب. غير أنه حمل فيلمه الاخير "دافيد تولهلدن" الى "مسابقة أفلام من الإمارات" عندما بدا له أن موضوعه إنساني شامل لا يختص بعرق أو بشعب أو بتجربة انسانية ذات خصوصية زمانية ومكانية. بخلاف أفلامه السابقة عن جرائم "الأنفال" أو التربية البعثية للأطفال الأكراد على الحدود السورية التركية، يتسع الشريط الحالي لحكاية فرد قد تنطبق على غير زمان ومكان. وعزز ذلك الاحساس عرض الفيلم في فئة جانبية من تظاهرات المسابقة حملت هذه الدورة عنوان "سينما الطريق". الفيلم رحلة بالفعل على أكثر من صعيد. صحيح أن العرض لم يتم بسبب من اعتراض السفارة التركية في الامارات المتحدة على الفيلم الذي صُوّر في جزء كبير منه في كردستان التركية، غير أن ذلك لم يحل دون محادثة المخرج حول فيلمه الذي دار في عدد كبير من المهرجانات الأجنبية ومازال عرضه في الصالات السويسرية مستمراً الى إمكانية عرضه في مهرجانات أخرى مقبلة.

"كنت في لوزان قبل سنتين ونصف السنة لحضور عرض فيلمي الروائي "أحلام ملونة" يقول المخرج. "بعيد انتهاء الفيلم، اقتربت مني سيدة مسنة وبادرتني بالقول: أنا أم دافيد. لم أعر الأمر أهمية ظناً مني بأن دافيد هو أحد منظمي المهرجان أو العرض. ولكنها حين أدركت أنني لا أعرفه، أوضحت انه أبنها الذي اختفى قبل أربع سنوات واكتشفوا مؤخراً أنه انضم الى حزب العمال الكردستاني ليحارب في سبيل حرية الاكراد في تركيا. عندها صعقتني الفكرة."

الأكيد أن ما دفع السيدة الى رواية حكايتها الى خليل شعورها بأنه معني بشكل أو بآخر لمعرفتها بأصوله الكردية وربما لإحساس لا واعٍ بأنه قد يستطيع أن يوصلها اليه. فابنها مختفٍ منذ كانون الاول/ديسمبر 2001 عندما أبلغ عائلته بذهابه في رحلة الى باريس لم يعد منها. قبل ذلك، كان الشاب مهتماً بالموضوعات السياسية ومنحازاً الى الاقليات والمنكوبين. من خلال نشاطه ذاك، تقرب دافيد من تجمعات كردية في سويسرا وسافر معهم عام 1998 الى روما للتضامن مع قضيتهم ومن ثم تحول الى ناشط دائم في كل تحركات الاكراد. انقطعت أخبار دافيد عن عائلته حتى آب/أغسطس 2004 عندما اتصل للمرة الاولى منذ اختفائه بعائلته. ولكن العائلة كانت تحرّت قبل ذلك عنه ووصلها انه موجود في جبال كردستان فكان اتصاله الهاتفي بمثابة التأكيد على ذلك. لذلك بدا لوالدته "أورسولا" أن خليل هو سبيلها الوحيد الى ابنها.

يقول خليل "بدت حزينة جداً وكل أمنيتها أن تراه لمرة واحدة فقط. فوراً تجسدت لي الفكرة فيلماً. ولكنها ليست فكرة الشاب المحارب فقط وانما فكرة أن أحقق للسيدة أمنيتها. فعرضت عليها فكرة صنع فيلم."

هكذا وافقت عائلة الشاب على صنع فيلم عنه وتقدم خليل بسيناريو الى التلفزيون السويسري فحصل على التمويل. فالموضوع لا يخص شاباً سويسرياً وحسب بل يخص ابن رئيس المحكمة الفيدرالية العليا في سويسرا.

"بدأت مرحلة البحث فاستعنت بأشخاص أعرفهم من مدنيين وحزبيين للحصول على معلومات عنه. فكان دليلي الأول خبر صغير في صحيفة "ذي انديبندنت" يلقب الشاب السويسري بـ"الثوري العالمي". ثم عرضت على الحزب فكرة الفيلم للحصول على موافقتهم مع التشديد على أن الفيلم سيركز على حياة دافيد وليس على قضية الأكراد."

المرحلة الثانية بدأت مع مقابلة خليل للشاب في نيسان/ابريل 2006. "في البداية كان متردداً خوفاً من أن يتحول في الفيلم الى ثوري بطل. ولكنني اختصرت المسافة والقلق عليه بأن، قلت له أن الفيلم سيطرح سؤالاً محورياً وسيحاول الحصول على إجابة له: لماذا تركت جنة سويسرا لتذهب الى جحيم كردستان؟"

بدأ العمل على الفيلم الذي تشكل بمعظمه من مقابلات طويلة مع دافيد أبن الرابعة والثلاثين. "أجريت معه مقابلات طويلة على مدى عشرة أيام وصورت حياته اليومية. ثم سافرت الى سويسرا لأصور أمه وأباه وشقيقه وعدت اليه برسالة فيديو من أهله. شاهدها أمام عدسة كاميرا الفيلم وسجل بدوره رسالة الى أهله."

المرحلة الثالثة قامت على فكرة أخذ الأم لملاقاة أبنها بعد خمس سنوات من الانقطاع. "انه الشق الأكثر انسانية حيث تتابع الكاميرا الأم السبعينية خلال سفرها الطويل للقاء ابنها فتجتاز الجبال والطرق الوعرة قبل أن تتمكن من الوصول اليه." وبخلاف ما يتوقعه كثيرون، لم تحاول الام اقناع ابنها بالعودة "رؤيته كانت الهدف كمن يحظى بفرصة لقاء عزيز بعدما ظن انه مات."

مما لا شك فيه أن مشاهدة دافيد والتأكد من انه حي ومن انه موجود هناك بملء ارادته قد خفف عبئاً كبيراً عن أهله. وليس من دليل على ذلك أكبر من انتمائه الى ذلك المكان بامتياز بحيث لا يشير الا الاكراد بـ"هم" بل بـ"نحن" فيقول "قضيتنا" و"هدفنا"...

حتى أنه في مكان ما يحاور والده وشقيقه من خلال كاميرا الفيديو شارحاً لهما أفكاره التي لا تختلف عن المبادىء التي يعتنقانها في عملهما في القانون ألا وهي الدفاع عن حقوق شعب مضطهد والحصول على حقوقهم التي هي حقهم كبشر. على هذا الكلام رد والده بما أثار حفيظة كثيرين: "إذا كان أبني قد وجد المعنى لحياته من خلال ما يقوم به، فإنني الأسعد على وجه الأرض. وأقول له وان كنت أعلم بأن ذلك يضايق كثيرين انني فخور به."

يفصل المخرج بين انتماء "دافيد" الى المقاتلين الأكراد وبين قصته الانسانية. "انها صدفة بحتة أن يكون دافيد مقاتلاً مع الأكراد. كان يمكنه أن يكون في أي مكان آخر يناصر شعباً آخر مظلوم وما كان ذلك ليقلل من اهتمامي بحكايته. حتى أنني في نهاية الفيلم أسأله عما سيفعل اذا تحرر الأكراد فيجيبني أنه سيبحث عن قضية أخرى عادلة ليناصر شعبها."

انتهى الفيلم قبل أربعة أشهر فقط وبدأت عروضه في المهرجانات منها في لندن وسولوتورن السويسري الى عروضه الجماهيرية في الصالات السويسرية. بعيد عرضه الافتتاحي في مدينة "بيرن" السويسرية، حاز الفيلم تغطية إعلامية أثارت حفيظة أطراف تركية بحسب المخرج بسبب ما يمكن أن يُلمح في الفيلم من إثارة لقضية الأكراد في تركيا. فكان ان كتبت صحيفة تركية متهمة والد دافيد بقوله انه يفخر بابنه محارباً ضد الأتراك. "ولكن هذا غير صحيح" يقول المخرج موضحاً "نحن نتحدث عن رئيس المحكمة الفيدرالية في سويسرا المعروفة بموضوعيتها وحيادها. كل ما قاله الرجل أنه يفخر بابنه اذا كان ما يقوم به يجعله سعيداً."

أبرز أفلامه

مانو خليل مخرج كردي من كردستان سوريا. درس التاريخ والحقوق في جامعة دمشق بين 1981 و1986 ثم غادر الى تشيكوسلوفاكيا حيث درس السينما حتى تخرجه في العام 1994. عمل مخرجاً في التلفزيون التشيكوسلوفاكي قبل أن ينتقل الى سويسرا في 1996 ويبدأ عمله كمخرج مستقل لافلام وثائقية وروائية. أبرز أفلامه:

·         1993­ هناك حيث تنام الآلهة

·         1998­ انتصار الحديد

·         2003­أحلام ملونة

·         2005­ "الانفال: باسم الله، البعث وصدام"

المستقبل اللبنانية في

16.03.2007

 
 

أفلام من الإمارات··· تفتح الصورة ليدخل المبدعون

إبراهيم الملا

المسابقة الواعدة، ورغم طموحاتها العالية وأحلامها المتوهجة، لا تدعي أنها شريكة مباشرة في صناعة السينما في الإمارات، كما يقول المشرف العام عليها مسعود أمر الله آل علي، لأن هذه الصناعة بالذات مازالت بحاجة لجهود وإمكانات تفوق وبمراحل ما يمكن أن تقدمه هذه التظاهرة الوليدة، ذلك أن حماس ''المسابقة'' موجّه أساسا للتثقيف البصري، واستقطاب المواهب القادرة في الوقت الحالي على إنتاج الأفلام الروائية القصيرة وبعض الأفلام التسجيلية التي لا تحتاج لتمويل ضخم·

نزيف بصري

وبعد هذه السنوات الست يحق للمرء أن يفخر بأن ''أفلام من الإمارات'' هي المسابقة الوحيدة التي استطاعت أن تتجاوز الأنانية الجغرافية والاحتباس الفني، كي تنطلق وبقوة نحو خلق حالة خليجية وعربية ودولية تتعانق مع الحراك السينمائي المحلي، والانتباه الإعلامي المواكب له، خصوصاً وأن فن السينما لا تؤطره الحدود الضيقة والتقسيمات المغلقة، فخطورة وحساسية التعامل مع الفيلم تنبع أساساً من ولادته الصارخة والمؤثرة في فضاء يموج ويتطاحن بما يمكن أن نسميه ''نزيف العولمة البصرية''، ففي مناخ عالمي يتشرّب يوميا بآلاف الصور المبثوثة والمتحركة، ومن مصادر شتى كالإعلان والخبر المرئي والوسائط الإلكترونية المجيّرة في غالبها الأعم لصالح السوق الاستهلاكي والجشع الاقتصادي، فإن البحث عن الصورة الصادقة والمحايدة والمعبّرة عن الفن الخالص، هو في النهاية بحث يصب في المقاومة النبيلة التي تسعى المهرجانات والفعاليات المستقلة مثل ''أفلام من الإمارات'' إلى تخليصها من شوائب الهيمنة التجارية الطاغية على عالم الميديا·

جيل مهموم بالسينما

ما زالت المسابقة المحلية المخصصة للهواة والطلبة في الإمارات، هي الركيزة والهدف الذي من أجله أقيمت هذه المسابقة، والتي شكلت الملمح الأساس لقيمتها الاعتبارية والمعنوية، فالمسابقة المحلية القائمة على تخصيص جوائز لأفضل الأفلام الروائية القصيرة وأفضل الأفلام التسجيلية هي مسابقة معنية بإشاعة روح المنافسة بين المواهب الإماراتية وتطويرها، على الرغم من التمايز والاختلاف في الرؤى والأفكار والتعابير الفنية المنضوية تحت هذه الأفلام، والتي وجدت في ''شاشة'' المجمع الثقافي بيئتها الخصبة والمثالية للتعبير عن همومها وخيالاتها وعشقها لهذا النوع الخاص من الفنون· هذه المسابقة أدت أيضا لتأسيس جيل إماراتي مهموم بالسينما، ومعني بجوانبها المختلفة، مثل كتابة السيناريو، والتصوير والمكساج والمونتاج والصوت والإضاءة، وهي جوانب أدبية وتقنية رديفة من الصعب تجاهلها، وبدونها لا يمكن لعمل المخرج، ولا للعملية الإخراجية أن تحقق الفيلم المتكامل والمنشود والمستوفي لشروط العرض، وبالتالي الدخول في جو المنافسة، وأحقية الحصول على الجوائز والتنويهات وشهادات التقدير·

وبنظرة عامة على الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، يمكن للمرء أن يعاين الزيادة الملحوظة في الأفلام الإماراتية مقارنة بالأعوام السابقة، وهذا الخط التصاعدي في عدد الأفلام يجب في النهاية ألا يطغى على الكثافة والنوعية والقيمة الفنية والموضوعية المرتجاة منها·

جماليات الصورة

للسنة الثانية على التوالي أثبتت مسابقة التصوير الفوتوغرافي قدرة الصورة الثابتة على مزاحمة المتحركة، عبر الإيحاء الجمالي والتأثير الروحي وجماليات الرصد البصري، الذي يحوّل الصورة إلى شكل تعبيري راق، يخرج من الخطاب الانطباعي والتوثيقي الجامد إلى خطاب آخر يحاور العين المتأملة والبصيرة المتواصلة مع ضفاف الفن، والمتماسة أيضا مع الرؤيا والذاكرة والحلم·

إنها الصورة البديلة التي تسعى المسابقة إلى نشرها بين الفئات المبدعة في المكان، وإخراجها من النمط المكرر والسائد إلى آخر متجدد ومفعم بمناخات حرّة، وقائمة على الفرادة والتربية الإبداعية المتخلصة من آفة التقليد·

تهدف مسابقة التصوير الفوتوغرافي إلى تطوير المواهب الإماراتية في مجال التصوير بشتى مدارسه وأشكاله: التركيبية، البانوراما، الشرائح، السوالب، الصور الرقمية، المعالجات التقنية الحديثة، على ألاّ تخرج الأفكار عن قيم التصوير الفوتوغرافي، وفنونه الإبداعية، وستنشر الأعمال المختارة في كتيّب المسابقة، والمعارض الفنية الخاصة داخل الدولة وخارجها·

وتنقسم المسابقة إلى ثلاث فئات:

المسابقة العامة: وتُقبل فيها جميع الأعمال الفوتوغرافية من جميع المستويات: طلبة، هواة، محترفين·

مسابقة أبوظبي للأعمال الفوتوغرافية وتتناول ثيمة إمارة أبوظبي (الطبيعة، الإنسان، البيئة المحلية)، وتستكشف ثقافة المكان والزمان·

* جائزة المصوّر الراحل علي الظاهري، وقيمتها (15) ألف درهم، وتُمنح لأفضل مصوّر عن مجمل أعماله·

خليجي وعربي

بتنظيمها للمسابقة الخليجية، وبنجاح ملحوظ العام الماضي، واستمرارها للسنة الثانية على التوالي، تكون مسابقة ''أفلام من الإمارات'' قد التقطت القفاز من الجميع، فمبادرتها الطموحة هذه أدت لاستشراف المستقبل لهذه البقعة المجهولة سينمائيا في العالم، وهو توجه ذكي يضيف للتظاهرة صفة الريادة والسبق، كما أنه يضيف إلى أرشيف المسابقة ما يمكن أن نطلق عليه النواة الحقيقية للسينما في الخليج، بالإضافة إلى ذلك فإن زيادة المشاركات الخليجية هذا العام وخصوصا من الكويت وسلطنة عمان يشير إلى الصدى الجيد الذي حظيت به المسابقة في البلدان المجاورة، الأمر نفسه ينطبق على الأفلام العربية وإن لم تدخل هذه الأفلام في جو تنافسي مستقل، ولكن وجودها وتواجد مخرجيها وسط أجواء المسابقة كفيل بإشاعة التواصل والاحتكاك والنقاش النوعي والنقدي داخل أروقة المسابقة·

ومن الأفلام المرشحة منذ الآن لعرضي الافتتاح والختام يبرز فيلمان هما: ''حكاية بحرينية'' للمخرج بسام الذوادي، والفيلم التسجيلي ''مخيم نهر البارد'' للمخرج التونسي: شاكر عيادي، حيث يناقش فيلم ''حكاية بحرينية'' الذي كتبه الروائي البحريني المتميز فريد رمضان، قصة سقوط الأحلام الصغيرة في زمن الهزائم العربية الكبيرة، وذلك من خلال حكاية تجمع بين ثلاث نساء في مدينة ''المحرق'' البحرينية التي تشهد انكسار أحلامهن الشخصية والعامة وسط ظروف وأقدار قاسية·

أما الفيلم التسجيلي: ''مخيم نهر البارد'' فهو شريط وثائقي يكشف يوميات عدد من اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في مخيم معزول في نهر البارد (15 كلم شمال طرابلس، لبنان)، الشريط الوثائقي يتتبع هذه الشخصيات في المخيم ويسمح لها بالتعبير عن مخاوفها وحرمانها وآمالها في مستقبل مجهول، وسط عواقب القانون اللبناني الذي يمنع الفلسطينيين من العمل والتعليم والرعاية الصحية·

سينما الطريق

كعادتها في اختيار ثيمة سينمائية معينة، تتحول بدورها إلى عنوان ضمني وجمالي اختارت ''أفلام من الإمارات'' في هذه الدورة ثيمة ''الطريق'' كمصطلح سينمائي ثري يحيل على التجارب البصرية المعتمدة على فكرة الترحال والسفر والهجرة، وهي مواضيع روحية وفلسفية ونفسية تتشابك وتمتزج مع حس المغامرة واكتشاف الحياة من جوانبها البعيدة والغامضة، إنها الرحلة التي لا تخلو أيضا من سفر داخلي وغوص في مجاهيل الذات، هي أفلام تتجاوز المعنى الحرفي لكلمة: ''طريق'' كي تتفتح على ابتكارات بصرية، وخروقات ذهنية وتخيلية في فضاء الصورة·

واعتمد هذ القسم بشكل كبير على الأفلام القادمة من مهرجان ''كليرمون فيران'' الفرنسي، إضافة إلى الأفلام الآسيوية والعربية والعالمية التي تعبر عن مناخات التصوف والتجوال والتشرد والصعلكة، وحكايات المنفى، وزخّات الحنين، وكل ما له علاقة بالحركة الفيزيائية على سطح الأرض وفي الجو وفوق سطح الماء (طائرات، سفن، قوافل، عربات، غوص، تحليق، تسلق، مغامرات····الخ)، وأيضا السفر المتبوع بالحركة الخافية والجوانية، كما في التأمل والتجليات الفنية والشرود الذهني وأحلام اليقظة، و''النيرفانا'' ''التليباثي'' والطقوس السحرية والماورائية، وغيرها·

####

"بين يومين": عرض جريء وحوارات تائهة

الشارقة ـ إبراهيم الملا

تسيدت قضايا المرأة وعذابات الأنوثة ولليوم الثاني من أيام الشارقة المسرحية على العروض الأربعة التي شهدناها حتى الآن، فعرض ''جنة ياقوت'' تناول قضية المرأة الغريبة القادمة إلى بيئة صادمة ومتقلبة من أجل الخروج من دوامة الفقر والعوز، وعرض''شوّاق'' تناول حكاية المرأة المغلوبة على أمرها، والمسيّجة بالعار وكل معاني النبذ الاجتماعي، وعرض ''ساهر الليل'' تعاطف مع المرأة المعاقة التي تبحث عن حيز داخلي للحرية وتحقيق الذات، أما عرضنا الرابع الذي نحن بصدد الحديث عنه، فيذهب وبشكل جريء نحو التفاصيل المسكوت عنها في كواليس الذكورة وما يدور فيها من حيل ودسائس ورغبات، تتحول المرأة من خلالها إلى كائن مهمش، ومنذور للاستغلال الجنسي (الإيروتيكي)، ولكل أشكال الهدر والانتفاع والتواطؤ·

من منبع الرغبات الشيطانية هذه ينطلق عرض: ''بين يومين'' لمسرح خورفكان للفنون، كي يبحث ويغوص في ظاهرة الانحلال الخلقي الذي استشرى في جسد المكان، وطغى على العلاقات البشرية السوية، فحولها إلى فتات وغبار في مهب المصالح الذاتية وهوس السيطرة والبحث عن المراتب العليا في السلّم الاجتماعي·

كتب نص المسرحية إسماعيل عبدالله وأخرجها للخشبة حسن رجب، كامتداد لتعاون سابق بين الفنانين في العام 2004 من خلال مسرحية ''زمان الكاز''·

تُفتَح ستارة ''بين يومين'' على ديكور مخملي يتكون من ستائر شفافة محاطة بشموع خافتة، وعلى يمين الخشبة نرى سريراً فخماً مغطى بشراشف منصوبة، ويصاحب المشهد الافتتاحي موسيقى غربية حالمة لتعزيز الإيحاء الرومانسي للمكان، نتعرف بعدها على شخصية: ''شايع'' ـ يقوم بدوره الفنان جمعة على ـ الذي يدخل في جو المكان بقوة ويستحوذ بإمكانياته الصوتية والكوميدية على انتباه وتجاوب جمهور الصالة، ونراه بعد ذلك وهو يستعرض طاقاته الرجولية ويحدث زوجته التي لا نراها في الكادر، بأحاديث ملؤها الشوق والهيام والشفرات الرمزية الموحية والساخرة، وبعد أن ترتفع الستارة عن السرير المخملي، ونرى الزوجة الجميلة الممددة عليه، ينقلب التمهيد الكوميدي للعرض رأساً على عقب، فيتحول فجأة إلى جو مفعم بالجدية والصرامة والعنف العاطفي، وهي نقلة درامية مفاجئة تحسب على المخرج حسن رجب الذي أعطى حرية الارتجال الذاتي والكوميدي للممثل ''جمعة علي'' من دون أن تكون هذه الحرية خادمة أو ممهدة للنص الأصلي الذي كتبه إسماعيل عبدالله· بعد هذا التحول الدرامي القاطع والقاسي، نكتشف أن الزوجة ـ تقوم بدورها الفنانة إلهام محمد ـ هي امرأة مشبعة بحس انتقامي جارف وأن علاقتها الزوجية مبتورة منذ زمن طويل، بسبب القائمة الطويلة من الخلافات والشروخ الداخلية التي حولت الزواج إلى مجرد شكل اجتماعي فارغ، ووعاء لامع تقبع في داخله كل الشرور الإنسانية والرغبات المدمرة والسوداء، فالزوج مرتبط بامرأة أخرى وفي ليلة زفافه تلك مرض ابنه الصغير ولم يأت الأب لنجدته، ما حول الطفل إلى كائن معاق ومصاب بالشلل وتفشل كل المحاولات الطبية بعد ذلك في علاجه، أما أم الزوج فتموت حزناً وكمداً بعد مرض حفيدها، ونكتشف أيضاً أن الزوج قد سلّم كل المفاتيح المتعلقة بالشرف والضمير للمعزّب الذي يعمل لديه، وتبريره لذلك وكما يقول في أحد حواراته:'' الفلوس عزوة، والعزوة قوة، والقوة سلطة'' ومن أجل هذه السلطة يتحول الزوج إلى عبد منقاد لشهوة المال والجاه على حساب كل القيم العائلية والاجتماعية، وفي نهاية المسرحية تقوم الزوجة بتقييد الزوج وتسحب منه اعترافات خطيرة حول رغبته في تدمير ''المعزّب'' والسيطرة على أمواله بكل الطرق والوسائل الخبيثة الممكنة، ثم نرى المعزّب ذاته ـ يقوم بدوره الفنان يوسف الكعبي ـ وهو يخرج من تحت سرير الزوجة ومقيّد بالسلاسل مثل الزوج، وتعترف الزوجة بأنها قامت بتصويرهما في هذه الحالة المرثية من الذل والمهانة من خلال كاميرا مخبأة، يتصارع الزوج والمعزّب على أخذ الشريط، فالزوج يريد أن يستغل الشريط لتهديد المعزّب، والمعزب بدوره يريد الشريط كي يتجنب الفضيحة الاجتماعية الكبرى التي تنتظره، في المشهد الأخير نرى الزوجة وهي تحمل حقيبة السفر وتقول للاثنين إنها ذاهبة لعلاج ابنها في الخارج، ثم تطفئ الشموع وتترك أصدقاء الأمس وأعداء اليوم، كي يتصارعا على الوهم والأمجاد الشخصية الضائعة· عاب على الممثلة إلهام محمد وهي تروي سيرة عذاباتها مع الزوج أن صوتها كان خافتاً جداً وحواراتها كانت مبهمة وتائهة، مما أثر على تفاصيل القصة ووضع المتلقي في حالة من التشويش العام، والمضرّ بشروط الفرجة المسرحية، وعلى عكس جمعة علي صاحب النبرة العالية والفخمة فإن إلهام محمد حولت العرض إلى ما يشبه الحالة السماعية العرجاء، فالتقط المشاهد نصف القصة أما النصف الآخر فضاع وتبخّر في جوّ الصالة· وعاب على المخرج عدم اعتنائه بشخصية المعزّب الذي لم يترجم الحالة الدرامية المعبّره عن قوته وجبروته، فرأيناه في حاله متراخية وذابلة، مقارنة بالجو المشحون بالانفعال والتوتر الذي أثارته الزوجة قبل رحيلها·

الإتحاد الإماراتية في

17.03.2007

 
 

مسعود أمر الله مدير "مسابقة أفلام من الإمارات":

أردت من خلال المسابقة توريط أكبر عدد من المخرجين وجذبهم إلى فضاءات السينما

أبو ظبي ـ ريما المسمار

عقدت مسابقة أفلام من الامارات دورتها السادسة بين 7و13 آذار/مارس الجاري محافظة كعادتها على تقديم الانتاجات الفيلمية الخليجية بحالتها الخام التي قد لا تعني أكثر من تجارب هواة بالنسبة إلى الكثيرين. ولكن الروح التي تُصنع بها هذه التظاهرة هي نفسها مدعاة تفاؤل واعجاب. فمن مؤسس المسابقة ومديرها مسعود امر الله إلى فريق المهرجان المؤلف من شخصين إلى المخرجين الخليجيين المشاركين... حماسة تسري في الهواء وتنتقل إلى اوصال المسابقة وأجوائها لترتفع بها إلى مصاف الحلقة الجامعة وتجعل من امر الله المعلم القادر على تحريك مجموعة كبرى من الشباب إلى عمل شيء.

في هذا الحوار مع أمر الله، نسأله عن خصوصية المسابقة ودورها في تنشيط حركة انتاجية خليجية وعن مستقبل الأخيرة.

هنا نص الحوار.

 

·         لنبدأ من شعار المهرجان "نحو صورة بديلة". عن أية صورة بديلة نتحدث؟ وبديلة من ماذا؟

ـ الشعار "نحو صورة بديلة" يعنى أولاً صورة بديلة من السينما التجارية المنتشرة في العالم بشكل أكبر من السينما الفنية. في دولة الإمارات أغلب الصالات تقدم سينما تجارية سواء أكانت هوليوود أم الأفلام العربية التجارية.الصورة الأخرى الصورة البديلة أو الأفلام الأخرى التي يجب أن يشاهدها صانع الفيلم الإماراتي أو الخليجي ليست موجودة وليست حاضرة باستثناء ما بدأ يُعرض مؤخراً في مهرجان دبي. المسابقة ايضاً تعرض أفلام لا يمكن مشاهدتها في الحالة الطبيعية.

الوجه الآخر للصورة البديلة يحاول أن يبدل في صورة الخليجي أو الإماراتي الذي كانت بدايات ظهوره في السينما العالمية في هيئة البدوي الذي لا يفقه شيئاً كما صورة سائر العرب ثم انتقلت إلى صورة الخليجي الغني المشبع بالنفط والمرفّه لتصل في الفترة الأخيرة إلى الخليج الإرهابي . الأفلام المعروضة في المسابقة تعكس للمرة الاولى ربما صورة الخليج. حتى المشاهد العربي سيكتشف في هذه الافلام تفاصيل لايعرفها عن الخليج عن مشاكلنا وهمومنا. تحاول تلك الافلام ان تقول ان الخليج ليس مجرد مجموعة دول غنية نفطية بل على العكس حيث ان المجتمع الخليجي مثل أي مجتمع آخر حي فيه طبقات في الغنى وفي الفقر ولا يمكن أن يكون مجتمعاً ذا بعد واحد. فالصورة البديلة أيضاً هي هذه الصورة التي نشاهدها في هذه المسابقة من خلال افلام تدخل في عمق المجتمع وتدخل إلى بيوت الخليجيين المغلقة دائماً.

·     كلامك يوحي بأن هذا الجهد الذي يبذله الشباب يقوم بمكان ما بكسر الجدار. هل الشباب قادرون على اختراق الجدران وتخطي المحظورات بواسطة الكاميرا؟

ـ في غياب التراكم في الصورة الخليجية، فإن أية صورة سواء أكانت من الماضي أو من الحاضر أو من الذاكرة فهي طازجة لم تطرق من قبل.لم ينتج الخليجيون كماً هائلاً من الأفلام لنقول أن هناك مواضيع كثيرة طُرحت والآن حان دور تخطي المحظورات. حضور الصورة هو في حد ذاته كشف للذاكرة وللتاريخ وللماضي وللحياة اليومية. لسنا مثل السينما الاميركية في علاقتها بحرب فييتنام مثلاً التي عولجت في مئات الافلام حتى أصبح البحث عن مناطق لم تُطرق ضرورة. كل فيلم خليجي هو كشف.

على صعيد آخر، هناك من يحاول أن يتطرق إلى مشكلات اليوم وإلى ما هو مخبأ وثمة جرأة في الطرح ولكنني أتوقع خلال السنوات الاربع او الخمس المقبلة أن يكون الوعي السينمائي قد تأسس بما يسمح بطرق المناطق المحظورة وكيفية تناولها. فلا المتفرج ولا الرقيب تعود على حضور الأفلام كجزء من مجتمعاتنا. المسألة حديثة بالنسبة إلى المجتمعات الخليجية رغم مرور 110 سنوات على ولادة السينما. هذه التجارب تضع الحجرالأول وباعتقادي انها مهما تباينت مستوياتها لا بد من أن تؤدي إلى شيء. هذا التجمع وهذا الإهتمام لا يمكن أن يكون من فراغ.

·         بدأت مسابقة أفلام من الإمارات كتظاهرة وانتقلت في السنة الثانية إلى ما يشبه المهرجان. ما الذي استدعى ذلك التحول؟

ـ كانت الفكرة بالدرجة الأولى رصد الإنتاج الإماراتي خلال السنوات الماضية. فوجئنا في الدورة الاولى بتجميع نحو150 فيلماً. فكانت الفكرة تهدف إلى خلق حالة سينمائية لادراكنا اننا نعيش عالم الصورة اليوم ولا يمكن أن يكون هذا المجتمع بلا صورة أو بلا ذاكرة تحفظ مكنوناته اليومية. كان الرهان في الدورة الأولى على إمكانية حصولنا على ستة أو سبعة أفلام إماراتية. لكن الذي حدث اننا استقبلنا 90 فيلماً في السنة الأولى على الرغم من أن الانتاج كان صفراً في السنة التي قبلها. يبدو أن كان هناك أناس مهتمون ولكنهم خجولون يصنعون أفلامهم ويعرضونها أمام أصحابهم وفي بيوتهم. فلما توفر المكان الحاضن لهذه التجارب ظهر كم هائل من الأفلام.

·     إذاً يمكن القول إن العرض سبق الإنتاج أو بمعنى آخر وجود المهرجان أوجد الإنتاج. الا يُخشى من ان يتسبب ذلك في غياب التحدي والسعي إلى الافضل مادام الشباب يعرفون ان هناك من سيحتضن تجاربهم بصرف النظر عن مستواها الفني؟

ـ ربما كان هذا صحيحاً في السنوات الاولى. ولكن المخرجين الذين استمروا معنا إلى هذه الدورة لم تعد المسابقة فقط هي همهم. بل صار الهم سينمائياً يحركه القلق. وباتوا يعرفون ان عرض الفيلم في المهرجانات يحتم عليهم مقاييس غير التي في المسابقة.

·         من يختار الأفلام لمسابقة أفلام من الإمارات وما هي المعايير؟

ـ بالدرجة الأولى أنا أشاهد كل الأفلام وربما لي اليد الطولى في الاختيار النهائي. ولكن نحن لجنة مكونة من ثلاثة أشخاص تشاهد الأفلام. طوال السنوات الخمس الماضية كنا متساهلين جداً في الاختيار أو لنقل لم يكن هناك إختيار. كل ما يصلنا يُعرض في المسابقة. وقد انتقدت على ذلك منذ الدورة الثانية ولكنني كنت مصراً على عرض كافة الأفلام لأنه لم يكن ممكناً الحكم على شخص يمسك كاميرا للمرة الاولى. الهم الأساسي بالنسبة إلي كان توريط الشخص في المسابقة وليس إقصاءه. كنت أريد أن أجذبه ليحضر ويشاهد الافلام أريده فقط أن يتورط في هذا الفضاء ومن بعدها أنا أكيد إنه سيتغير. في هذه الدورة كنا أكثر تشدداً.

·         بأي معنى كنتم متشددين في هذه الدورة؟

ـ في الدورة السادسة من المسابقة أعتقد أن الأهم بالنسبة إلي هو كيفية استجابة الأفلام الإماراتية والخليجية معنا وتطورها. من ملاحظتي للدورات السابقة ألمس تطوراً كبيراً. هناك فهم أكبر للغة البصرية والتقنية وأيضاً في المحتوى وإختيار الموضوع. اللافت ايضاً تكاثر التجارب في دول خليجية كانت حتى قبل سنتين تقتصر على تجارب قليلة جداً. هذه السنة مثلاً هناك 18 فيلماً من المملكة العربية السعودية مقابل 13 في العام الماضي. ومن الكويت عرضنا 13 فيلماً في هذه الدورة مقابل فيلم واحد في سابقتها. نحن نتكلم على زيادة في العدد ولكن بانتظار النوعية أيضاً. ولعل من المؤشرات الجيدة ان ثمة أسماء تتكرر مما يعني ان هناك مثابرة وشغف حقيقي لدى البعض وارادة للاستمرار.

·         أي دورتلعب مسابقة الأفلام من الإمارات اليوم غير الدور الحاضن؟

ـ قد يكون وضع المسابقة مغايراً لفكرة المهرجانات لأنها مثل ما قلنا هي التي أوجدت حركة الانتاج. بهذا المعنى، لعبت المسابقة بالدرجة الأولى دور المؤسس لحالة سينمائية خليجية لا أعرف إلى أين ستؤدي. لا أعرف اذا توقفت المسابقة اليوم هل ستكمل هذه الحالة أم لا. ولكنني أكيد من أن هناك مخرجين مستمرين.

·         تحدثنا عن انجازات المسابقة خلال سنواتها الست. ماذا ينقصها بعد؟

ـ ينقصها الكثير الذي ينقص المجتمع الخليجي ككل وهو فهم دور السينما. وهذا لن يتحقق ما لم يرافق تطور الأفلام دعم الحكومة وفهمها لدور السينما. أعتقد ان ما نفتقده في دول الخليج مدرسة تؤهل صناع سينما وتصنع أجيالاً. فبوجود معهد متخصص للسينما نضمن الاستمرارية والتخصصات الغائبة. أما الكلام على عن صندوق لدعم الأفلام فهذا شيء لاحق للمدرسة حيث يجب أن يكون عندنا كم هائل من الشغوفين بالسينما والمتمكنين من تقنياتها لكي يصنعوا أفلاماً بعد ذلك عن طريق الصندوق.

·         من الواضح ان المسابقة استطاعت خلال ست سنوات أن توطد علاقتها بالمخرجين. لكن ماذا عن الجمهور؟

ـ الجمهورلهذا النوع من الأفلام غير موجود. الفيلم القصير والفيلم التسجيلي يعانيان من ابتعاد الجمهور منهما وعدم الاعتراف بهما كشكلين فنيين مستقلين. عندما تتكلم على فيلم قصير في الامارات لا يفهمون ماذا يعني فيلم قصير. هذه إشكالية مع الجمهور.الشيء الآخر المتوقع نظراً للتراكم عند الجمهور في مشاهدة الأفلام الأميركية أن يأتي المشاهد الاماراتي إلى الفيلم الخليجي بتوقعات مماثلة للتي يذهب بها إلى فيلم اميركي. المشاهد يعاني من إشكالية عدم فهمه بأن هذه الأفلام لا علاقة لها بالسينما الأميركية

برغم ذلك، أعتقد ان الحضور أثناء مسابقة افلام من الإمارات ليس سيئاً عندما نجد في الصالة عندك 300 شخص.

·     ألا تعتقد أن الخيارات التي تقومون بها في الفئات الجانبية لا تساعد على مد جسور التواصل مع المشاهد المحلي؟ كأن تقدمون مثلاً ثيمة السينما التجريبية لجمهور غير معتاد الا مشاهدة الافلام الاميركية؟

ـ فهمي للأشياء مغاير. ما يعنيني بالدرجة الأولى هم صنّاع هذه الأفلام الذين أريدهم أن يشاهدوا الافلام ويكونوا صورة عن ما يحدث في السينما وعن هذه الموجات التي لا تصل اليهم. ما يهمني من التيمة اذاً هو التنويع لصانع الفيلم ليتسنى له أن يشاهد تجارب مختلفة في السينما لا يمكن أن يشاهدها في الوضع الطبيعي. صانع الفيلم الإماراتي أمام سينما تجارية فقط وقنوات تلفزيونية. فإختيار التيمة يساعد على فتح مناطق كثيرة في السينما كانت غائبة عنه.

·         من خلال متابعتك للأفلام ، هل تعتقد انها ستكون هي البداية لسينما خليجية حقيقية؟

ـ قد تكون بداية لحركة ما. اذا اعتبرنا أن عمر المسابقة عشر سنوات واستطاعت خلالها ان تفرز ثلاثة مخرجين جيدين فبالنسبة الي حققت هدفاً كبيراً. ما يعنيني أكثر من ذلك ليس ان يكونوا كلهم مخرجين ولا ان تكون كل الأفلام جيدة بل ان تراهن على أسماء يمنكها ان توصلك إلى مكان وتخلق حالة خليجية وسينما يمكن تكون خليجية. ليس الرهان على الكل ولا على كل الأفلام.

·         هل من طموح للمهرجان في الوصول إلى شيء أو دور آخر؟

ـ الطموح هو فعلاً عمل شيء في هذه البلدان حيث صورة السينما غائبة. لكن شكل المسابقة ودورها هو ما تكلمنا عنه من تشجيع واحتضان ومساعدة في الترويج وبتقديم الأفلام إلى مهرجانات اخرى. وبوجود التظاهرات وبنفس الوقت لاصدار سبعة كتب تصبح المسابقة مهرجاناً ومدرسة وفرصة للمشاهدة ومكاناً يقدم خدمات.

الحفاظ على المكتسبات هم لدي. ربما هذا هدف بسيط جداً ولكن بالنسبة إلي شيء كبير أن ألتقي مع شخص بعد سنة من الآن مازال محافظاً على حبه للسينما.

المستقبل اللبنانية في

23.03.2007

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)