كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

افتتاح "مسابقة أفلام من الامارات" بفيلم بسام الذوادي

"حكاية بحرينية" تأكيد الامتداد العروبي للخليج وأفلام الشباب أمام الاختبار

الامارات ـ ريما المسمار

مسابقة أفلام من الإمارات

الدورة السادسة

   
 
 
 
 

المشهد هنا مختلف، مدينياً وسينمائياً. "مسابقة أفلام من الامارات" هو المهرجان الفيلمي الثالث الذي نشأ في دول الخليج (الامارات/أبو ظبي) بعد مهرجان السينما العربية بدورته اليتيمة في البحرين سنة 2000 و"الشاشة العربية المستقلة" في قطر عام 2001. بالتزامن معه او بعده بقليل ظهر مهرجان مسقط وبعدهما مهرجان دبي ليشكلا مع "المسابقة" المهرجانات الثلاثة التي استطاعت ان تحقق استمرارية ما في المشهد السينمائي الخليجي. ولكن بينما قامت المهرجانات الأخرى على تقديم النتاجات العربية الروائية والوثائقية، انطلق "مسابقة من افلام من الامارات" كتظاهرة صغيرة (كبيرة بعديد أفلامها) متخصصة بعرض الانتاجات الاماراتية البصرية بكافة أشكالها قبل ان تتحول مسابقة للأفلام الخليجية ومهرجاناً بفئات جانبية وعروض تتوخى ايصال جزء من المشهد السينمائي في العالم إلى جمهور مازال بعيداً من هواجس السينما.

للسنة السادسة على التوالي تنعقد "مسابقة أفلام من الامارات" التي افتتحت أسبوع عروضها أول من أمس في أبو ظبي كبرى الامارات آخذة من ملامح محيطها التقشف وبساطة المظهر مقارنة بمهرجان امارتها الشقيقة، دبي، المبهر والبراق. كيف لا تكون المسابقة كذلك ونجومها هم شباب وطلاب يخطون أولى خطواتهم في مجال الفيلم في محاولات لا تتعدى أحياناً كونها خيالات بصرية لا شكل واضح لها. فقط الرغبة في ولوج هذا المجال السهل الممتنع هي الجامع بين الشباب، الرغبة في مقاربة الصورة التي غدت لغة يومية واستحالت مفرداتها قاموساً جامعاً لا يحتاج فهمه إلى تخصص بتوفر الادوات السهلة وانفتاح قنوات المعرفة وتوافرها لأي كان.

ولعل التزامن الحاصل بين انطلاق "المسابقة" من جهة وفورة الافلام الخليجية والاماراتية من جهة ثانية يحث على البحث عن شكل العلاقة بين الاثنين. بمعنى آخر، هل وُلدت المسابقة من حاجة إلى منبر يحتضن التجارب الوليدة؟ أم أن توفر ذلك المنبر أسهم في أن يجاهر أولئك الشباب بأفكارهم وهواجسهم الصغيرة؟ ليست الاجابة عن ذلك السؤال فورية والا وقعت مخاطرة التسطيح والتعجل. بكلام آخر، تحتاج تلك الفورة او الظاهرة إلى دراسة أعمق بقليل (ستتوفر عناصرها مع انتهاء المهرجان) حول العوامل التي أسهمت بتغذبتها والتي يمكن اختصارها سريعاً بالقول ان ثمة وعي أكبر بثقافة الصورة إلى توفر الحقل الدراسي المتخصص مروراً بالتقنية الرقمية التي هي اساس ثورة أي انتاج بصري منذ مطلع التسعينات. تلك عوامل يمكن الجزم بتوفرها او بضرورة توفرها لاحداث فورة انتاج فيلمي. ولكن ثمة ما هو أعمق من السطح ويطاول البنية الاجتماعية لمجتمعات الخليج والذي لا يمكن الجزم به وانما اثارة التساؤلات حوله: هل ثمة تبدل في البيئة الاجتماعية المحافظة أسهم في تعزيز انتاج الصورة في السنوات الخمس الاخيرة في الخليج؟ هل تلك الافلام هي بداية انطلاقة جديدة لسينما خليجية متعثرة منذ بداياتها؟ والأهم هل هي بداية تقوم على أسس فنية مقارنة بالبدايات الاولى التي تغذت من أموال النفط؟ تلك اسئلة سنعود اليها لاحقاً في اطار تحقيقي يتوخى الاحاطة بالتجارب الفيلمية الخليجية ووضعها في سياقها الفني والاجتماعي. ذلك أن اللافت في الشق الاول، أي الفني، وللوهلة الأولى انضواء العديد من التجارب تحت خانة تصدير صورة بمقومات فوق­واقعية سواء أبالتشكيل أو بالترويج. ولعل الاخير صفة لصيقة بتلك التجارب حيث تتبدى رغبة الشباب في الترويج لأنفسهم بما هو امتداد لردود الفعل من حولهم ازاء خروج أفلام خليجية والتي تتراوح بين الحكم المسبق والنظرة الاكزوتيكية. يقابل ذلك عند الشباب استماتة في اثبات الذات تتجلى مفرداتها في صنع صورة ترويجية من خلال مواقع الكترونية محترفة وملصقات مشغولة لأاعمالهم وأحياناً تجهيزات تروج للفيلم ولكنها في الوقت عينه يمكنها ان توازيه كتجربة مستقلة.

على هذا المنوال، يمكن زائر المهرجان ان يعثر على "معرض" من الملصقات والتجهيزات في استقباله عند مدخل هيئة ابو ظبي للثقافة والتراث حيث تتركز عروض المهرجان. مرآة ضخمة باطار برونزي ترمز تشظياتها إلى شيء ما ويتوسطها عنوان أحد الافلام المشاركة في المسابقة. وتلك موجودة في ثلاثة أماكن متقاربة. في زاوية أخرى يقوم ما يشبه المجسم لقبر، تخرج منه يد وتمتد في اتجاه أخرى ملطخة بالدماء الذي يخط عنوان فيلم آخر. بينما يمكن أن تشكل عناوين الأفلام بذاتها مجالاً للبحث والتفكير بما تحمله من ثقل (فضاء مدمج، الموت قادم من الجياد، مرايا الصمت، غرور الظل وسواها) أو من رمزية (حرية، الامل، تمرد، براءة، اليقظة، بارانويا...) ربما تنطبق على التجربة الفيلمية الخليجية بأسرها.

الافتتاح

على الرغم من الدعوة العامة التي ذيلت الاعلان عن افتتاح "مسابقة أفلام من الامارات"، خلا الحفل أول من أمس من الحضور الذي يمكن وصفه بالجمهور على الرغم من أن فيلم الافتتاح، "حكاية بحرينية"، فيلم روائي طويل بمعايير جماهيرية. تشكل معظم الحضور من المخرجين الشباب الذين يجدون في المسابقة فرصة لا تتوفر في مكان آخر لمشاهدة أفلام بعضهم الآخر إلى نفر من الصحافة الخليجية وعدد قليل من الصحافيين العرب. العرض هو الثاني على صعيد الخليج للشريط البحريني بعد مشاركته في مسابقة مهرجان دبي في كانون الاول/ديسمبر الفائت. وهو الشريط الثالث للمخرج بسام الذوادي الذي أخرج أول فيلم بحريني "الحاجز" عام 1990. في فيلمه الجديد الذي يشكل باكورة انتاج "الشركة البحرينية للانتاج السينمائي" يحاول الذوادي ردم الهوة بين محطات تاريخية عربية والانتاج السينمائي المتأخر في منطقة الخليج. الفيلم أقرب الي ترجي الانتماء العربي والتأكيد على أن الخليج امتداد للحلم القومي الذي ازدهر في خمسينات وستينات القرن الماضي. في كلمة الافتتاح، أشار الذوادي إلى ان تلك مرحلة غير محكية من تاريخ الخليج أي علاقته بالتحولات والمتغيرات التي عصفت بالعالم العربي في الفترة المذكورة. على هذا المنوال، يحوك الشريط قصة متعددة الاطراف ومتشعبة الاهتمامات، تدور حوادثها في البحرين بين 1967 و1970. محور الحكاية عائلة بحرينية مؤلفة من أب وزوج جائر وزوجته التي تعاني الأمرين من تشدده وظلمه وبناته الثلاث وابنه المراهق "خليفة". يصح في الفيلم القول انه يتناول أوجه الحياة البحرينية ةربما الخليجية الاجتماعية والسياسية والانسانية. فحكاية الرجل الذي يضرب زوجته والأب الذي يجبر ابنته على الزواج من رجل لا تحبه هي حكايات تتشابه على امتداد دول الخليج كما أكد المخرج في دردشة تلت عرض الفيلم. تتوازى تلك الحكايات الداخلية مع مناخ خارجي عام لمجتمع في طور التفتح، تداعبه أحلام البطولة والنصر من خلال شخص جمال عبد الناصر الذي هو ملجأ الجميع: المرأة المظلومة والرجل الضعيف والشاب الطموح والصبية العاشقة. انه يختزل أحلامهم جميعاً بحياة تتسع لأحلامهم. يجعل المخرج الصبي "خليفة" شاهداً على كل التحولات والذي ربما يمثله ويمثل جيله. والفيلم بذلك ينهل من أفلام عربية مكرسة كأنما هو الآخر وعلى غرار المجتمع الخليجي في الفيلم ينشد الاندماج والانتماء إلى مدى عربي اجتماعي وسياسي في الفيلم وسينمائي خارجه. فحكاية الصبي­الشاهد تستلهم من "حلفاوين" فريد بوغدير و"حكاية الجواهر الثلاث" لمبشيل خليفي. والغليان الشبابي المتأثر بالماركسية وأفكار الثورة التي تتشكل في جلسات المقهى غير بعيدة بأجوائها وتلميحاتها من "كفر قاسم" برهان علوية. خلاصة القول ان "حكاية بحرينية" ـ وللعنوان دلالات كثيرة هنا­ يشبك كل تلك الحكايات والاحلام في اطار عربي جامع كأنما ليقول ان هواجس المجتمع الخليجي ليست خارج هواجس المجتمع العربي ولا أحلامه بعيدة من أحلامه.

تترتب على تلك المعالجة ايجابيات وسلبيات. من الأولى ان الفيلم يحقق جماهيرية عربية من خلال موضوعه واستثمار عناصر مألوفة في السينما العربية (الموسيقى، الصبي كشاهد، شخصيات طريفة، شخصية المجنون...). ولكنه على صعيد آخر، ينفصل عن حاضره ليضع اللوم في شكل غير مباشر في ما آلت اليه أمور المجتمع الخليجي على الهزيمة وانكسار الحلم. فالواضح في الفيلم انه يقيم ارتباطاً بين الاحلام القومية وبين تفتح المجتمع البحريني من خلال العديد من شخصيات الفيلم لاسيما الشباب منهم لتتحول الهزيمة لاحقاً ضربة تقضي على ذلك التفتح والأمل. بهذا المعنى، يحيل الفيلم الاشياء إلى تبسيط ما لاسيما وأن الفيلم مزروع تماماً في الماضي بدون أية نظرة نقدية خلا الجدلية المعروفة بين من أيد استقالة عبد الناصر ومن اعتبرها تخاذلاً. وليس في ذلك مشكلة­أي أن يكون الفيلم منتمياً إلى مرحلة تاريخية­ سوى الخوف من أن يكون ذلك هروباً من مقاربة الحاضر ووسيلة يتيمة لاستمالة جمهور عربي بمداعبة أحلامه وذكرياته القديمة.

في مطلق الأحوال، يعيد فيلم "حكاية بحرينية" وضع البحرين على خارطة السينما العربية ويبدو ملائماً لافتتاح مهرجان معني بالدرجة الاولى بأفلام الشباب القصيرة. ذلك ان الاخيرة تحضر بموازاة حركة أخرى أقل نشاطاً وأكثر احترافاً هي التي تمخضت عنها تجارب روائية خليجية طويلة خلال السنوات الاخيرة منها الفيلمان الاماراتيان "حلم" لهاني الشيباني و"حنين" لمحمد الطريفي إلى الفيلمين السعوديين "ظلال الصمت" لعبد الله المحبسن و"كيف الحال" لايزيدور مسلم.

المسابقة

تتخذ الدورة الحالية شعار "نحو صورة بديلة" وإذ يبدو الأخير مفهوماً على صعيد موقع المهرجان من محيطه كظاهرة سينمائية ثقافية شبه يتيمة في مجتمع استهلاكي تسويقي، يحتاج العثور على دلالاته في الافلام لبعض الوقت من المتابعة لاسيما لأفلام المسابقة. كذلك يمكن الشعار ان ينسحب على باقي فئات المهرجان الجانبية التي تشكل مجتمعة صورة بديلة من الصورة السينمائية الطاغية في المشهد السينمائي الخليجي والتي تختصرها بضعة عروض هوليوودية في الصالات التجارية. يمكن كذلك لحركة الانتاج وتصوير الافلام ان تشكل صورة بديلة لمجتمع محكوم بالمحظورات والممنوعات.

يتشكل البرنامج من مسابقتين اساسيتين: المسابقة الاماراتية والمسابقة الخليجية وكل منها مقسوم بدوره إلى قسمين: أحدهما للمحترفين والآخر للطلاب. يتنافس في مسابقة الافلام الاماراتية أربعة وعشرون فيلماً بعضها تجارب اولى لمخرجيها وبعضها الآخر استكمال لمحاولات سبقت مثل هاني الشيباني مثلاً الذي يشارك بفيلم قصير في عنوان "براءة" بعد مشاركات سابقة من بينها بفيلمه الطويل "حلم". وكذلك الأمر بالنسبة إلى وليد الشحي (حارسة الماء) وعبد الله حسن أحمد (عصافير القيظ) وسعيد سالمين المري (عرس الدم). في المسابقة الخليجية، يتنافس تسعة وعشرون فيلماً من البحرين والكويت وعُمان والسعودية .

تشرف على مشاهدة الافلام واختيار الفائز من بينها لجنة تحكيم مؤلفة من المخرج والناقد قيس الزبيدي رئيساً وعضوية كل من: الصحافي السوري زياد عبد الله، المخرج البحريني بسام الذوادي، الاماراتي اسماعيل عبد الله والاردني حسن ابو شعيرة. وجرياً على عادتها، تختار "مسابقة أفلام من الامارات" ناقداً سينمائياً لمشاهدة الافلام الخليجية ومناقشة مخرجيها في نهاية المهرجان وقد اختير الناقد مصطفى المسناوي لهذه الدورة.

بمحاذاة المسابقة، تقام بانوراما عربية من عشرة أفلام أبرز ما فيها مشروع "فلسطين 2006" الذي يضم مجموعة من المخرجين والهواة، يعكسون في افلام قصيرة لا تتجاوز ثلاث دقائق جو الصيف في لقطة واحدة. أفرز المشروع ثلاثة عشر فيلماً بتواقيع مخرجين بعضهم معروف مثل آن ماري جاسر وليانة بدر واسماعيل هباش. في عروض هذه الفئة أيضاً الفيلم الوثائقي "مخيم نهر البارد" للتونسي شاكر عيادي الذي يصور يوميات مخيم للاجئين الفلسطينيين في طرابلس في لبنان. اما البانوراما الدولية، فتضم ستة عشر فيلماً كلها قصيرة.

يختار المهرجان لهذا العام تيمة "سينما الطريق" التي تتيح عرض المجموعة الكبرى من الافلام واصدار كتاب عنها بتوقيع صلاح سرميني إلى ستة كتب أخرى في سلسلة "كراسات السينما". واختيار تيمة لكل دورة تقليد دأب المهرجان عليه منذ بداياته لما يتيحه له ذلك من هامش لعرض أفلام من العالم. تحت راية العنوان، تنضوي أفلام عربية وأجنبية وتفتتح بفيلم للأخوين لوميير هو "وصول القطار إلى محطة لاسيوتا" الذي كان من بين أوائل الأفلام التي أعلنت عن ولادة السينما. في السياق عينهن يُعرض الشريط الوقائقي "انا التي تحمل تازهور إلى قبرها" لهالة العبد الله وعمار البيك وعشرات الافلام الاخرى القصيرة والمتوسطة والطويلة التي تشكل معظم برنامج العروض.

يستمر البرنامج حتى يوم الثلاثاء المقبل موعد حفل الاختتام وتوزيع الجوائز.

المستقبل اللبنانية في

09.03.2007

 
 

إنطلاقة مهرجان «أفلام من الإمارات»:

بين وعود المواهب الخليجية وواقع المنطقة العربية

محمد رضا

منذ بدايته سنة ٢٠٠٢، ومهرجان »أفلام من الإمارات« أشبه بشاشة واحدة كبيرة جداً على صفحتها تُعرض مجموعات كبيرة من الأفلام في شتى الميادين والإهتمامات والأساليب. إنه ليس للسينما القصيرة وحدها ولا للسينما الطويلة وحدها. لا يفضّل بين السينما التسجيلية او السينما الروائية، وهو غير معني بما يود السينمائي طرحه. شرطه الوحيد هو أن يكون الفيلم على حد أدنى من الجودة بحيث يستأهل دخول إحدى مسابقاته. وإن لم يكن على حد عال من الأهمية والجودة فعلى الأقل على مستوى كافٍ للعرض خارج المسابقات.

هذا المجال الواسع هو حرّية كبيرة للسينمائيين. أمر يتيح لهم الشعور بأنهم مشاركون في اللعبة التي يمارسونها وصولاً الى المشاركة في تفعيل أدوارهم في المهرجان ذاته. لكن هناك شيء آخر يعكس حرّية السينمائيين في الإمارات ومنطقة الخليج بأسرها، وهو أن القوالب المفتوحة والأساليب المتحررة والقواعد غير المحدّدة تمنح السينمائي الشاب حرية الإختيار رغم أنها حريّة قد يستطيع لجمها وتوجيهها او يسقط تحت ثقلها. لكن وجودها هو أفضل، بالنتيجة، من عدمه.

الحرية التي يتم الحديث عنها هنا هي حرية إختيار الشكل السينمائي للموضوع. طبعاً، حرية إختيار الموضوع هي الحرية المسبقة لإختيار الشكل، لكن في حسبان هذا الناقد أن الحديث عن حرية إختيار الموضوع هو تحصيل بدهي حاصل. تريد تصوير فيلم ما، فإن أول ما تفكّر به هو الموضوع.

لكن لبنة العمل لا تختمر وبل لا تنطلق الا مع البحث عما سيكون الفيلم عليه. عن لغة الفيلم ومفرداته وأسلوب تنفيذ فكرته. والسؤال ما إذا كان الفيلم سيُنجز على أساس أنه فيلم روائي او فيلم تسجيلي او بين الإثنين او إذا ما كان سيتم تحقيقه كفيلم تجريبي او فيلم كرتوني ليس سوى المدخل لمعضلة أكبر وأهم: لقد أختار المخرج موضوعه. كيف سيختار طريقته.

# من كان يعلم؟ #

لكن قبل هذا الولوج الى المنطقة الصعبة، وقد أصبح لدى هذا الناقد بضعة نماذج مُشاهدة من هذه الدورة لكي يتحدّث عنها بعد قليل، فإن كل هذه الحريات التي يتمتع بها السينمائي ما كانت أن تكون لولا عوامل الدعم الرسمية من المسؤولين في الحكومة (متمثّلة بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع) وهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث (ممثلة بمدير الهيئة العام محمد خلف المزروعي) وبذلك المحارب العنيد (والشرس مسعود أمر الله، المشرف العام للمهرجان ومدير مسابقته.

الأسس كانت وُضعت قبل خمس سنوات وخلال هذا التاريخ شهد المسؤولون كما السينمائيون كما النقاد والإعلاميون كيف أن فتح المجال أمام المواهب الشابّة قليلاً سينتج عنه إرتفاعاً متزايداً في الإقبال عاماً بعد. من أقل من مئة فيلم الى أكثر من مئة، الى أكثر من مئتي فيلم الى أكثر من 300 فيلم حصيلة الإشتراكات الهابطة فوق سماء الدورة لعرضها في كافّة الفروع.

من كان يعلم حين بدأت الدورة الأولى أن الثانية ستكون أكبر والثالثة أكبر وأكبر والدورة السادسة ستكون أكبر الدورات؟

الزميلة ريما المسمار تسألني في مقابلة تلفزيونية إذا ما كانت هذه فورة. أقول لها لو كانت فورة لما استمرّت، بل هي اليوم أكبر من مجرد ظاهرة. إنها حقيقة خلقتها الحاجة والرغبة في إستغلال مناسبة تم تأسيسها: تريدون تحقيق الأفلام.... هذه هي فرصتكم. لا داعي بعد اليوم للشكوى من عدم وجود فرص.

يلفت هذا الى حقيقة أن الأسباب التي جابهت هواة السينما من قبل إيجاد المهرجان وتركتهم باردين حيال الإقدام على شيء هي أنه- وببساطة- لم يكن هناك أي فرصة لكي يتم عرض هذه الأفلام. لم تكن هناك المناسبة التي سيتوجّه فيها المخرج والمنتج والكاتب والممثل والمصوّر والموسيقى، كل بإبداعاته، اليها لعرض نتاجهم، وبالتالي لم تكن هناك المسابقة التي تحفّزهم مرة بعد مرّة.

أما وقد وقعت هذه المناسبة وتم إيجاد تلك الفرصة، فإن الكبت السينمائي تلاشى... او قل أنفجر مئات الأفلام التي توجّهت الى الدورات السابقة او الى هذه الدورة.

# سينما وسينمائيين #

الأفلام، إذاً كثيرة ومتوفّرة خصوصاً وأن التصوير بالدجيتال له شروطاً تقنية وتنفيذية وإنتاجية أخف ثقلاً بكثير من التصوير السينمائي. لكن ما هو المفقود؟

وراء كل فيلم مجموعة من العاملين. هذا واقع. لكن هل هناك مجموعة من السينمائيين؟

للإفصاح عن المقصود فإن المسألة التي يجب النظر إليها ليس إذا ما كان يمكن القول بأن هناك سينما خليجية (او إماراتية إذا شئنا الحديث عن دولة الإمارات وحدها) او هي مجرّد أفلام (على كثرتها)، بل إذا ما كان هناك سينمائيين.

الجواب السريع هو بالطبع هناك سينمائيين والا من هم الذين كتبوا وأخرجوا وصوّروا ووضعوا الموسيقى وأنتجوا ومثّلوا (في حالات الفيلم الروائي) إذا لم يكونوا -بكل ضرورة- سينمائيين؟

حرفا الهمزة والياء في »سينمائي« تعنيان الإنتماء والتجسيد. ولكي يكون هناك إنتماء وتجسيد متفاعلان وممتزجان، فلا بد من الخبرة والخبرة تأتي من عدة موارد صنع الأفلام واحد منها، التجارب المتعددة واحد منها، لكن البحث في السينما وعن السينما والإنصهار بتجارب الآخرين الكبار ومشاهدة كل ما لمع وبرق من أفلام على الشاشة هو الطريق الأهم.

»بينهم« لمحمد راشد بو علي ربما الأوفر من بين ما شاهدناه الى الآن لناحية توفير الدلائل على كيف أن مجرد صنع الفيلم لا يُحيل صانعيه الى سينمائيين تلقائيين وكيف أن الطريق صعبة وتتطلّب مواظبة والكثير من الجهد.

»بينهم« (القادم من البحرين والمشترك في مسابقة الفيلم الخليجي) هو، في الخلاصة، فيلم رعب روائي مصنوع على شاكلة الفيلم الشهير »مشروع ويتش بلير« الذي كان خرج قبل نحو ثماني سنوات وشهد إقبالاً كبيراً. في ذلك الفيلم الأميركي المصنوع بخمس دولارات ونصف، فريق من الطلبة الذين يريدون تحقيق فيلم تسجيلي يتسللون الى غابة يُقال أن غموضاً يلفّها. غابة لم يخرج منها أحد دخلها الى الآن. الكاميرا التي بصحبة الفريق تتحوّل الى الكاميرا التي ننفذ منها نحن المشاهدين الى ما يحدث مع الفريق، وذلك في معظم الأحيان.

»بينهم« لديه كل تلك العناصر المكوّنة لفيلم مشابه: هناك فريق تصوير وهناك مكان مسحور يسكنه الجن وشخصيات خائفة وليل طويل وتصوير بالأبيض والأسود. لكن كل ما من شأنه الاستفادة من هذه العناصر هو دون مستوى الإجادة: التمثيل واستخدام الموسيقى والتصوير والشؤون المتعاقبة الأخرى. الجهد مبذول في كل تلك الأصعدة لكن أيضاً المزج غير المجدي بين ما هو فنّي وما هو إستعارات تقنية. تلك الموسيقى الصادحة مسرفة بلا هوادة. المشهد الذي تم تأطير لقطته بشيء من الضبابية وتصوير الرجل فيها على نحو ظللي متأرجح، لا يعني شيئاً في الفن. ثم وقبل كل ذلك وبعده، فإن الثقة -ثقة المخرج بعمله- لم تُمنح الوقت الكافي لكي تختمر فيستدل الى الأسلوب الأفضل للتعبير والطريقة الأنجح لاستخدام كافّة العناصر والمفردات.

ما ينجح به المخرج محمد راشد بوعلي، هو تكوين الحالة البصرية. إختياراته من المواقع ومن مفردات اللقطة. هذا يُحسب له.

ناصر اليعقوبي الذي شارك بكل دورة من دورات المهرجان السابقة (بإستثناء واحدة) ينتقل الى الفيلم الروائي عبر »المتسلل«. ما يلفت هنا حقيقة أن هناك حالة إنسانية تشغل بال هذا المخرج متبلورة في قصّة شاب (بقميص وسروال- إذاً هو مختلف من الأساس) هارب من شيء ما، يهيم في الصحراء حتى وصوله الى بيت منعزل يختبيء في بعض نواحيه. الى البيت يصل رجل وإبنه ويكتشف الإبن مكان المتسلل ويبدأ بفهمه والتعاطف معه وإطعامه. لولا أن الأخ اليعقوبي لديه أيضاً الإعتقاد بأن التأثير في إطار الصورة/ اللقطة الواحدة، هو أفضل من التأثير في إطار المفهوم العام للفيلم بأسره، لكان حصل على نتيجة أفضل بكثير.

# أفلام من السعودية #

»طفلة السماء« لعلي حسن محمد الأمير هو  واحد من نحو عشرة أفلام سعودية. العدد بحد ذاته إنجازاً مهمّاً دون أن يعني ذلك حكماً على النوعية.وفي  حين   أنه حين  يتم الدخول في عملية التقيمم  يصبح لزاماً تذكّر أن الأفلام هي الأولى بالنسبة للمملكة وهي الأولى بالنسبة لصانعيها. ولابد أن نجول، في موضوع لاحق، في هذه المرحلة الأولى من ميلاد السينما في السعودية التي بدأت في العام الماضي بأربعة أفلام فيلمين قصيرين وآخرين طويلين.

بالعودة الى »طفلة السماء«، هذا فيلم مصنوع بقدر عال من النيات الجادة والطيّبة. للأسف الإختيارات التعبيرية هي التي لا تمكّن العمل بأسره من الوصول الى المصاف الذي يستحقّه. أولاً هو فيلم مع الأنثى (الطفلة والزوجة رغم غياب الثانية) ضد سلطة الرجل القمعية، وثانياً هو فيلم ضد العنف الممارس عليها. أكثر من ذلك يذهب الى حد القول »نعيش في زمن الردّة، لقد إنهار مجتمعنا للأسف الشديد«. ويضيف الفيلم لاحقاً، وبصوت بطلته الطفلة أيضاً: »أنا ضحية مجتمع« فتجيبها صديقتها »لأنك في مجتمع لا يريدك أن تتحرري«.

يُرصد أن الفتاة التي في الفيلم تمثّل وتنطق اللغة الفصحى (التي يتكوّن التعليق منها) بإجادة لا نجدها عند كثيرين من الراشدين الذين يستعينون بالفصحى تعبيراً عما يريدون قوله. ويحسب للفيلم صرخته ضد إساءة معاملة المرأة  وجرأته في طرح القضية التي يتعامل معها.

وفيلم آخر من السعودية شوهد في اليوم الثاني من االمهرجان هو »عودة الماضي«، فيلم رسوم متحركة للمخرجة الشابّة فرح إبراهيم عارف التي استمدت من عملها مقدّمة لبرامج أطفال في التلفزيون السعودي إهتمامها لتنفيذ فيلم كرتوني يناسب تلك السن ويقدّم قصّة تحاول أن تكون ترفيهية. لكن شريط الصوت المسطّح والخالي من استخدام جيد للمؤثرات، يجعل من الصعب التمتع بالعمل، بصرف النظر عن أي مشاكل أخرى.

الخليج الإماراتية في

10.03.2007

 
 

مسابقة أفلام من الإمارات نحو وعي سينمائي أفضل

افتتاح بـ "حكاية بحرينية" و"الطريق" ثيمة المسابقة الرئيسية

أبوظبي ـ عماد النويري 

'للصورة اذا سحر عجيب، فيها اختزال للكلمات والمعنى، وجماليات جذابة بامكانها ان توصل اي رسالة الى أوسع جمهور، ولا شك في ان الصورة السينمائية قد تكون الأكثر تأثيرا وصمودا عبر الزمن، وانطلاقا من ذلك يأتي تأكيدنا استمرارية مسابقة أفلام من الامارات، التي تضم عدة فروع هي مسابقة الأفلام الاماراتية، ومسابقة الافلام الخليجية، ومسابقة للتصوير الفوتوغرافي، وبدعمنا وتشجيعنا للأفلام الاماراتية نؤكد خلق صورة تعكس هويتنا، تتمثل فيها جوانب ثقافتنا وحياتنا، ونحن نطمح من خلال ذلك الى توصيل صورتنا للعالم ومحاولة تأكيد دورنا فيه وفي صناعة الثقافة الانسانية.

هكذا تحدث محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في كلمته الافتتاحية للدورة السادسة لمسابقة أفلام من الامارات.

وتحظى المسابقة هذا العام بفروعها الثلاثة بمشاركة واسعة، اذ يعرض خلالها 320 فيلما من 42 دولة اختيرت من بين 800 فيلم من كل الأقسام، ويشارك من الامارات 122 فيلما بينها 25 عاما و36 عرضا خاصا متباينة ما بين الروائي والتسجيلي والاعلامي والتجريبي.

ومن الأفلام الخليجية اختير 58 فيلما من بين 170 فيلما وتتوزع على النحو التالي: 20 فيلما من البحرين و11 فيلما من الكويت و8 أفلام من سلطنة عمان، وفيلم من قطر و18 فيلما من السعودية. كما تعرض 5 أفلام في البانوراما العربية و3 أفلام من البانوراما الدولية و4 أفلام من مهرجان الكالا السينمائي، بالاضافة الى أفلام 'سينما الطريق' وتتنوع ما بين الأفلام الروائية والتسجيلية والتجريبية والتحريكية والفيديو كليب من مختلف أنحاء العالم.

تحكيم وتجارب إبداعية

لجنة تحكيم المسابقة تتألف من 5 شخصيات متخصصة في مجال الإعلام المرئي والمكتوب، وهم قيس الزبيدي رئيسا وعضوية كل من اسماعيل عبدالله وبسام الزواوي وحسن أبوشعيرة وزياد عبدالله.

اما مسابقة الامارات للتصوير الفوتوغرافي فتضم ثلاثة أقسام وهي: المسابقة العامة، ومسابقة أبوظبي، وجائزة المصور الراحل علي الظاهري، ويبلغ عدد المشاركين 137 مشاركا ب 1026 صورة، وتسعى المسابقة الى تحقيق الأهداف التي رسمتها منذ البداية وهي تطوير وترسيخ الثقافة السينمائية المحلية ودعم النشاط السينمائي المحلي، وتكوين حركة سينمائية بفضل التراكم على المدى البعيد وتبني المميزين ابداعيا وتشجيع مشاريع طلبة الجامعات والكليات والمعاهد، ومحاولة خلط التجارب الابداعية، وكعادتها كل دورة تصدر المسابقة عددا من المؤلفات والترجمات المختصة بالسينما توفرها مجانا للضيوف والسينمائيين المشاركين، وقد أصدرت المسابقة 26 كتابا منذ الدورة الأولى.

تيمة الطريق

باختيار الطريق تيمة مصاحبة للدورة السادسة يلفت الانتباه الى أحد العناصر الجوهرية المرافقة للسينما منذ بداياتها وأيضا دعوة المتفرج الى أحد العناصر الجوهرية المرافقة للسينما منذ بداياتها وأيضا دعوة المتفرج لمشاهدة ثاقبة للأفلام، بحيث تشمل رؤيته ونظرته النقدية كل المكونات التعبيرية للفيلم السينمائي من دون الاقتصار فقط على متابعة الحكاية والشخصيات. وفي هذا التوسع الشامل لمفهوم الطريق في السينما يأخذ الطريق اشكالا ومعاني كثيرة: الرحلة التجوال، الهيام، الترحال، الذهاب، العودة، الانتقال، الاكتشاف، الانتظار، الانطلاق، النضوج. وفي النهاية هي رؤى مختلفة لكل المبدعين.

الكويت حاضرة

الكويت حاضرة في المسابقة بتسعة أفلام روائية قصيرة وتسجيلية، كما يشارك عبدالله بوشهري في المسابقة الرسمية بفيلم 'فقدان أحمد' وفي العروض العامة والخاصة ومسابقة الطلاب تشارك افلام لكل من جمال عقل خالد ومقداد الكوت ومشاري العروج وصادق بهبهاني وفيصل الابراهيم وعلي محمد الجعفر ومنصور حسين المنصور وهبة العون وفرح الغربللي ولولوة الجري وفتحية الحداد وطارق الزامل وفيصل الدويسان.

القبس الكويتية في

10.03.2007

 
 

مسعود أمرالله:

هدفنا الابتكار والتفرد وليس التقليد ومزاحمة الآخرين

حوار - إبراهيم الملا

مع انطلاق فعالية ''مسابقة أفلام من الإمارات'' في دورتها السادسة، تتشكل أسئلة جديدة حول القيمة النوعية المضافة للمسابقة بعد مرور ست سنوات على ولادتها الرسمية، خصوصا بعد انفتاح هذا الحدث الذي يحتضنه المجمع الثقافي على مناشط ومنافسات جديدة ومفاجئة، سواء على صعيد المسابقة الأساسية والمشغولة بالفيلم الإماراتي أو على صعيد المسابقة المحلية للتصوير الفوتوغرافي التي تزامنت مع استحداث المسابقة الخليجية·

وهذه الأسئلة تكتسب مشروعيتها انطلاقا من القفزات المهمة التي تحققها المسابقة في كل دورة، والتي يبدو أنها ــ وفي المجمل ــ قفزات مبشرة لخلق حالة بصرية جامحة، ومتمكنة من توجيه أحلامها إلى قلب المستقبل، وبثقة تتناوب في كل مرة مع الحماس والطموح والتجاوز·

هذه الأسئلة وغيرها حملناها إلى مسعود أمرالله آل علي، مدير المسابقة، حيث كان للاتحاد معه الحوار التالي:

·         مقارنة بالدورات السابقة، هل ثمة ما يمكن إضافته كرصيد نوعي ومتجاوز في هذه الدورة؟

üü تميزت هذه الدورة عن سابقاتها بورود كم كبير وملحوظ من الأفلام المشاركة في الأقسام المختلفة، وشهدت هذه الدورة وصول 170 فيلما للتنافس على الجوائز، وهو أكبر رقم في تاريخ المسابقة حتى الآن، وعلى صعيد النوعية التي رافقت الأفلام الإماراتية لاحظنا التطور التصاعدي في اللغة السينمائية، وهناك جهود كثيرة بذلت في تنفيذ الأفلام مقارنة بالسنوات السابقة، أما التجربة الخليجية فشهدت تغيرات مهمة ومفصلية مقارنة بما كان يحدث قبل ثلاث سنوات مثلا، أي قبل استحداثنا لمسابقة الفيلم الخليجي، فدولة مثل السعودية التي لم تكن تحظى بفرصة إنتاج فيلم سينمائي قصير واحد، أصبحت تشارك في المسابقة اليوم بثمانية عشر فيلما، واعتقد أن هذه مؤشرات أولية توضح أن مسابقة أفلام من الإمارات أصبحت هي الحاضن الرئيسي للتجارب الخليجية والإماراتية، وتحولت المسابقة إلى همّ فني ومحفّز، يشغل صانعي الأفلام في المنطقة·

ونفخر أن مسابقتنا أصبحت هي التجمع الوحيد الذي يجمع كل هؤلاء السينمائيين في الخليج تحت مظلة مشتركة·

شروط

·     رغم أن هدف المسابقة هو احتضان وتشجيع المواهب الجديدة، إلا أن الفرز كان قاسيا هذه المرة، فتم استبعاد أفلام إماراتية كثيرة من المشاركة في المسابقة الرسمية، ما سبب هذه القسوة؟

üü نعم ، شروط المسابقة كانت صارمة هذا العام، ولكنها لم تصل لدرجة القسوة، فالأفلام التي لم تدخل في المسابقة، تم عرضها في برنامج آخر أطلقنا عليه ''العروض الخاصة'' فبالرغم من المشاكل الفنية والموضوعية الكثيرة التي تضمنتها هذه الأفلام، إلا أننا لم نحرمها من التواجد والمشاركة في برامج العروض·

وهذه الشروط الصارمة أتت كنتيجة طبيعية لكثرة المشاركات ولعدم اكتمال الشروط المقررة في استمارة المسابقة (مثل عدم ترجمة الفيلم باللغة الإنجليزية مثلا)، وكذلك لأن مرور خمس سنوات من عمر المسابقة يفرض خلق نوع من التراكم والخبرة في تطوير الأدوات الفنية، والتعامل الإبداعي والرصين مع هكذا نوعية من الأفلام·

·         ما هي المقاييس الفنية والموضوعية التي جعلتكم تميلون لفيلم ''حكاية بحرينية'' كعرض افتتاحي لهذه الدورة؟

üü تم الاختيار اعتمادا على عدة معطيات، أولها الزخم الخليجي الواضح الذي اكتسبته المسابقة في الدورة السابقة والحالية، وعرض هذا الفيلم لا شك وأنه يتوازى مع أهداف المهرجان، وثانيا لأن ''حكاية بحرينية'' هو من أفضل وأجمل الأفلام التي أنتجتها السينما الخليجية حتى الآن، سواء على صعيد التقنية العالية أو على صعيد موضوع الفيلم الذي يمسنا جميعا ويخاطب أحاسيسنا المغيبة والمسكوت عنها، واختيار الفيلم أتى أيضا لتعريف الضيوف والزوار العرب والأجانب في الافتتاح بمدى التطور الذي وصل إليه الحس السينمائي في الخليج·

الأفلام الخليجية

·         هل ثمة تصورات لديكم للخروج من النطاق الخليجي وتحويل المسابقة إلى مسابقة عربية شاملة؟

üü أعتقد هنا أن التخصص مهم، فوجود مسابقة للأفلام الخليجية، يعتبر بمثابة مهرجان تخصصي لا يتوفر في أي مهرجان آخر، فإذا كنا نملك وجهة نظر معينة ونخطو من خلالها خطوات ناجحة وقادرة على تأسيس حدث ثقافي وفني جميل ومطلوب، فلماذا نذهب لمناطق مكررة ولا يمكن أن تضيف شيئا على أرض الواقع، فوجود 170 فيلما في مسابقتنا يعني أننا ذاهبون في الطريق الذي نتقن التعامل معه، وغير مستعدين أن نضحي بما نملكه من أجل متاهات ومشاريع غامضة، بالإضافة إلى ذلك فإن همنا في مسابقة أفلام من الإمارات هو خلق فضاء سينمائي في مكان يخلو من هذا الفضاء، وعدم الذهاب لأماكن سبق وأن مرت بخبرات طويلة في هذا المجال، هدفنا هو الابتكار والتفرد، وليس التقليد ومزاحمة الآخرين·

·     هناك نوع من اللبس يحيط بمسابقة الطلبة، خصوصا فيما يتعلق بالانقطاع المفاجئ، وعدم استمرارية هؤلاء الطلبة وخاصة الفتيات في الإصرار والمداومة على تنفيذ الأفلام بعد التخرج، كيف تفسر ذلك؟

üü منذ أن شرعنا في استحداث مسابقة الطلبة قبل خمس سنوات، لاحظنا هذا التذبذب الكبير في عطاءاتهم الإبداعية، ومرد هذا التذبذب على ما أعتقد هو أسلوب الدراسة التي يتلقاها هؤلاء الطلبة والذي يتسم بعدم الوضوح والاستسهال أحيانا، وكذلك ارتباط هذه الأفلام بمشاريع التخرج الإجبارية التي تقحم الطلبة وسط مواضيع مفروضة ومقيدة لمواهبهم، وهي المواضيع التي عادة ما تشبه الواجبات المنزلية، ولكن هذا الوصف لا يشمل كل الطلبة فهناك من يفاجئك أحيانا بأفكار مميزة وأساليب تقنية مبهرة ومتقنة، وللأسف أن هؤلاء ينحصرون في نطاق ضيق، وخصوصا فيما يتعلق بالطالبات ولأسباب قد تكون اجتماعية، أو لها علاقة بالوظيفة البعيدة عن مجال التعامل مع الأفلام·

·     أخيرا ·· إلى متى ستستمر تضحيات مسعود أمرالله وابتعاده عن مجال الإخراج، من أجل التفاصيل الإدارية المنهكة التي يتطلبها حدث سنوي كبير مثل أفلام من الإمارات؟

üü أنا في النهاية فرد من مجموعة شباب إماراتيين يسعون لنشر الثقافة السينمائية في المكان، وهمهم الإبداعي ينصب في إنتاج أفلام تعبر عن رؤاهم الجمالية والفكرية، فكل فيلم جيد ينفذه أحد السينمائيين من الإمارات هو فيلمي أنا أيضا، وهذه الفورة أو الحركة الفنية الطموحة التي أفرزتها مسابقة أفلام من الإمارات سوف تخدمني يوما في تنفيذ فيلمي الشخصي، واليوم عندما أبحث عن مصور أو مساعد مخرج أو مونتير فسأجد الكثير من الأسماء المحلية التي يمكن أن تساندني في مشروعي، هذا الأمر كان مفقودا وميئوسا منه قبل عدة سنوات، أنا أرى أن عملي الإداري والتنظيمي في المسابقة لن يكون بأي شكل من الأشكال ضارا بتجربتي الإبداعية في المستقبل، فالمسألة مرتهنة فقط بالوقت، فإذا توفر الوقت لتنفيذ فيلمي القادم فإن الشباب المبدعين في المسابقة سيدعمون تجربتي وسيثرونها دون شك، وفي النهاية نحن نشكل كتلة واحدة، ولا يمكن لأي شخص منا أن يكون خارج السياق، والدليل واضح، لأن الذين ذهبوا بعيدا خارج السياق، لم ينجحوا وعادوا مرة أخرى إلى هذه الكتلة المتآخية روحيا وإبداعيا·

الإتحاد الإماراتية في

11.03.2007

 
 

مسابقة أفلام من الإمارات

جيل جديد من الحالمين.. ومختبر للبحث والتجريب

أبو ظبي- عماد النويري

بعد ثلاثة ايام من افتتاح راق وبسيط تتواصل فعاليات مسابقة افلام من الامارات ويتواصل عرض العشرات من اقراص الDVD المحملة بالصور المعبرة وغير المعبرة من مختلف انحاء العالم ومن الممكن التوقف عند العديد من محطات التميز في الافلام الخليجية وغير الخليجية كما يمكن الاشارة الى بعض المواهب التي سيكون لها شأن كبير في مستقبل السينما في الخليج ونذكر من هذه المواهب المخرج الاماراتي نواف الجناحي الذي حاز فيلمه 'مرايا الصمت' تقدير واعجاب النقاد والجمهور كما يمكن ذكر بعض الاسماء المتميزة الاخرى التي قدمت محاولات يمكن لها ان تتطور اذا لاقت الدعم والتشجيع اللازمين، ومن هذه الاسماء علي حسين محمد الامير الذي قدم 'طفلة السماء' وعائشة الانصاري 'انا اخترت' ومشاري العروج 'لا للصيد الجائر' ورحاب السويدي 'جعلوا القطة تأكل لساني' وسعيد سالمين المري 'عرس الدم' وشاكر بن يحمد 'يومك' ووليد الشحي 'حارسة الماء' ومنصور حسين المنصور'رقص على نغم الرصاص'.

يمكن القول ان ما نشاهده في الافلام الاماراتية والخليجية هو مفاتيح لابواب كثيرة لم يطرق خشبها ولو لمرة وهو ايضا حب لما هو حسي وانساني.

ونؤكد هنا على ما جاء في الكتيب الخاص بالمسابقة: 'ان تفرز المسابقة جيلا جديدا من الحالمين، وان يظلوا هم اوفياء لاحلامهم ويشاركونا هذه الغبطة هو أمر جميل، لاننا في هذه التبادلية نخوض التجربة إلى أقساها'.

لماذا مسابقة افلام من الامارات؟ يجيب مسعود امر الله اللاعب الاول في الفريق والجندي المجهول وراء هذا الجهد الكبير: 'هي بمنزلة مختبر اولي للبحث والتجريب والتأويل ولكنها من غير شك حاضن صحي لمشاريع اكثر عمقا وتفتحا على الوان الصورة ومشاريعها المتعددة والاجمل هو في تكاثرها وفي ديمومتها التي اصبحت رافدا مهما لرصد التجربة في منطقة الخليج العربي'.

لقطات

تحضر الفنانة هدى الخطيب بعض عروض المسابقة وقد صرحت انها انتهت من اداء دورها في مسلسل 'الشاهين' مع الفنانة سعاد عبدالله وتستعد لعمل جديد مع وداد الكواري وعبدالعزيز الجاسم.

يصل الكويت خلال أيام المخرج قيس الزبيدي رئيس لجنة تحكيم المسابقة وذلك لبحث تفاصيل مشروع تحويل رواية طالب الرفاعي 'سمر الكلمات' الى فيلم سينمائي وسيقضي قيس عدة أيام في الكويت للتعرف على اماكن التصوير. جدير بالذكر ان قيس اخرج مجموعة من الافلام في سوريا والمانيا حازت جوائز عديدة عربية وعالمية منها: 'يعيدا عن الوطن' و'الزيارة' و'وطن الاسلاك الشائكة' كما كتب واخرج الفيلم الروائي الطويل 'اليازرلي'.

القبس الكويتية في

12.03.2007

 
 

"مسابقة أفلام من الإمارات" والإنتاج الفيلمي الخليجي

هل يتحول الحضن والراعي الى عقد مبرم بين المخرجين والمسابقة؟

أبو ظبي ـ ريما المسمار

الجدلية التي تثيرها "مسابقة أفلام من الامارات" تبدأ من العنوان. هل يصح اطلاق وصف مهرجان عليها؟ كيف يمكن أن تكون مسابقة تنافسية ومنصة عرض تتسع للجميع في آن معاً؟ لماذا يقتصر العنوان على أفلام الإمارات مع العلم أن البرنامج يضم أفلام الخليج كله من دون استثناء؟ هل هي مخصصة للافلام القصيرة التي تشكل أكثر من تسعين في المئة من عروضه؟ ولكن ماذا عن الأفلام الطويلة القليلة (مثل الفيلمين الوثائقيين "أنا التي تحمل الزهور الى قبرها" لهالة العبد الله وعمار البيك و"مخيم نهر البارد"لشاكر عياد) التي يستقبلها المهرجان؟ هل تختصر الانتاج الطويل الوثائقي؟ أم انها المتوفر والمتاح لمهرجان بإمكانيات ضئيلة؟ لماذا يغلب على البرنامج الفئات الجانبية فتطغى على لب العروض المتمثل بأفلام المسابقة؟

الأسئلة التي تحوط بهذه التظاهرة السينمائية كثيرة من دون أن تلغي خصوصيتها وإيجابياتها. لعله من الأجدر أن نبدأ من حيث انطلق تفكير المنظمين بها لنرصد توجهاته واحتمالات الخيارات الأخرى. فما انطلق في العام 2001 تظاهرة هدفها تجميع ما تراكم من انتاج فيلمي اماراتي بفضل هواة وطلاب والقليل من المتخصصين، تحول بعد عام واحد موعداً سنوياً ينتظره الشباب واتخذ اسم "مسابقة أفلام من الامارات". كان من الطبيعي بدايةً أن تلعب التظاهرة ولاحقاً المسابقة دور المنصة التي تتيح لكل ما أُنتج أن يحظى بفرصة المشاهدة والتواصل مع مشاهد أياً كان الأخير. وكان من الطبيعي أيضاً أن يجد الشباب فيها الحضن الراعي والمكان الذي تتجسد أحلامهم من خلاله حقيقة وواقعاً. لعل المؤشر المبكر الى ما كانت ستتجه الأمور اليه كان تحول المسابقة الى ما يشبه الجهة المكلِّفة بإنجاز أفلام. بمعنى آخر، أصبحت المسابقة بمثابة مؤسسة تُصنع الأفلام لها وتسهم هي في انتاجها (من خلال منح الشباب المعدات) على غرار ما يفعله بعض محطات التلفزة اليوم ولكن مع فارق ان المسابقة لا تفرض الموضوعات. بكلام آخر، وجد المخرجون الشباب في المسابقة الدافع المعنوي الى صنع أفلام والضمانة لعرضها ونشرها وتواصلها مع جمهور محتمل. إن التأمل في تلك المواصفات والتوقف عند مدلولاتها ومحاولة التفكّر في خط تطورها ستقود الى استنتاج مفاده أن صناعة الأفلام الخليجية قامت منذ نشأتها على شكل انتاجي سائد انما في مظهره الأولي هو التكليف أو الطلب. والمذهل في ذلك أن العرض سبق الانتاج. بمعنى آخر، لم يظهر المهرجان او المسابقة من حاجة الى تظاهرة تستوعب حركة انتاجية واسعة. بل إن وجوده هو الذي شغّل عجلة الانتاج وحثّ الشباب على انجاز الأفلام حتى أصبح هناك ما يمكن ان يُسمى بالحركة الانتاجية الخليجية.

لا يمكن الحكم على ذلك بالسلب او بالايجاب. فأمام احتمال أن لا تحدث تلك الحركة الا بوجود المسابقة، يحضر العامل الايجابي للأخيرة. لكن والحال ان الاثنين ـ المسابقة والحركة الفيلمية ـ تحققا اليوم، لا بد من التوقف عند بعض التفاصيل. فالمشكلة الاولى التي تواجه شكل الانتاج الحالي للفيلم الخليجي هي انطلاقه من أفق ضيق. فكما يمكن أن نناقش فكرة تدجين التلفزيون كجهة مكلِّفة للانتاج الوثائقي العربي من خلال أسره في أطر ومعادلات جاهزة وهامش حرية ضيق، كذلك يمكن أن نناقش احتمال خضوع الافلام الخليجية الى مصير مشابه. ذلك ان ارتباط الانتاج الفيلمي بجهة او بمناسبة هو في حد ذاته تضييق لآفاقه الابداعية. من هنا يطلع السؤال المحيّر والذي يشغل بال كثيرين من متابعي المسابقة والمشرفين عليها أيضاً: هل سيكمل الشباب في انجاز أفلامهم بعيداً من وجود المسابقة؟ وإذ ندرك سلفاً أن الاجابة ستكون مفتوحة استناداً الى أن الاختبار ـ في حال توقف المسابقة مثلاً ـ سيفرز المخرجين بين من سيكمل مثبتاً وجود رغبة حقيقية لديه وبين من سيفقد الحافز ويتوقف عن انجاز الافلام في دلالة الى انتفاء الرغبة الفعلية لديه، لا يمكن تجاهل التضخم الواقع الآن. التساؤل حول الحافز والرغبة والفرق بينهما يقود الى سؤال أبعد هو سؤال الحاجة. هل صنع الأفلام ينبع من حاجة لدى الشباب الى قول شيء او الى صنع صورتهم؟ الحاجة بهذا المعنى هي التي تتولد من هاجس يستحيل ربطه بمناسبة او بضمانات (مثل وجود المسابقة) بل يدفع بصاحبه الى تجسيده في شكل تعبيري (السينما هنا هي وسيلته). فالثابت أن أية سينما في بداياتها لا بد من أن تنبع من حاجة والا اندثرت سريعاً. في مرحلة لاحقة للتكوين يمكن السينما أن تتفرع في اتجاهات صناعية وترفيهية وسواهما ولكن الحاجة هي المنطلق للتأسيس.

هل السينما هي الصناعة؟

انطلاقاً من ذلك، لا يني كثيرون من المخرجين الخليجيين يربطون بين وجود سينما خليجية وبنية انتاجية صناعية. يقود ذلك التفكيلر الى تسطيح لمصطلح سينما من جهة وتبسيط للواقع الفيلمي الخليجي من جهة ثانية. فلا السينما هي مرادف للصناعة ولا مشكلة الانتاج الفيلمي الخليجي تنحصر في الانتاج. فشكل الانتاج السينمائي يرتبط بطبيعة كل مجتمع وبتركيبته وتالياً فإن غياب الصناعة لا يعني غياب السينما بالضرورة. غني عن القول ان مفهوم السينما­الصناعة ليس موجوداً الا في أماكن قليلة جداً في العالم وليس شرطاً بطبيعة الحال لوجود سينما ذات خصوصية وفنية عالية. اذاً الميل الى ربط مكشلات الفيلم الخليجي بغياب الانتاج والبنية التحتية هو قفزة كبيرة فوق مشكلات كثيرة أخرى وتجاهل لتفاصيل لا يمكن السينما أن تولد بدونها. ان متابعة بعض الانتاج الفيلمي الخليجي في الدورة الحالية السادسة ل"مسابقة أفلام من الامارات" تجعل المشاهد يفتقد أموراً كثيرة قبل أن يصل في تفكيره الى مشكلة الصناعة. فالاخيرة لا تأتي من فراغ. هي الأخرى حاجة تأتي في مرحلة ثانية من تبلور الافلام واكتسابها خصوصية في الشكل والمضمون. أما التجارب التي تجتمع تحت راية المسابقة فلا تتعدى بمعظمها التجارب المبتدئة والهاوية مما يجعل مناقشة صناعة سينمائية خليجية في ضوئها ضرباً من السذاجة واجحافاً بحقها. الأجدر وضع تلك المحاولات في اطارها وتقويمها ضمن مقاييسها.

يمكن الجزم بأن الحاصل على الساحة الخليجية اليوم تضخم يقابله مبالغة في احتضان أية صورة متحركة تلوح في مكان ما وان من خلال شاشة هاتف نقال. والمسابقة بهذا المعنى ليست بريئة من المسؤولية تماماً. فالسمة الأبرز للمسابقة تكمن في "تسامحها" المفرط مع الأفلام وهو ما كان يمكن فهمه قبل سنتين مثلاً عندما أراد مديرها مسعود أمرالله أن تعكس صورة الانتاج الفيلمي بكل ملامحه الخام. ولكن أن تستمر في الشكل عينه بعد خمس دورات يقود الى نوع من التضليل للمخرجين والحاضرين في آن معاً. بعض المخرجين يحتاج الى صدمة وان كانت ببساطة رفض فيلمه في المسابقة. فأن يضمن المخرج عرض فيلمه في المسابقة بصرف النظر عن مستواه الفني يجعل العلاقة بين المخرج والمسابقة اشبه بعقد مبرم مدى الحياة! المنافسة غير موجودة فعلياً مادامت الافلام كلها قادرة على الوصول الى فرصة العرض. المخرجون أنفسهم او الكثير منهم عاجزون عن فهم تلك المعادلة من دون أن تداعب نرجسيتهم وأن تولد لديهم شعوراً بالتفوق والعظمة يُختزل أحياناً برؤية أسمائهم مطبوعة على شاشة العرض. كيف يمكن مخرج مبتدىء أن يفرق بين قبول فيلمه في مسابقة وامكانية حصوله على جائزة وبين أهليته لذلك؟ قبول الفيلم يعني انه أهل للمشاركة والتنافس. بهذا المعنى، تتحول المسابقة أحياناً الحضن المُدَلَّل متخلية عن دورها في أن تحدد مسارات الفيلم الخليجي من خلال اختيارها من تبرز ومن تشجع ومن تصدم ومن تستبعد. انها المراحل الضرورية لغربلة هذا الكم الهائل من الافلام الخليجية والا ضاع القليل الجيد في سياق البدائي الغالب.

الافلام

العدد الكبير من الأفلام المعروض في المسابقة يتشارك على أرضية الاكتشاف. انه الاكتشاف بمفهومه البسيط لوسيلة تعبير لا تزال مفاتيحها عصية على مخرجي المنطقة. وهذا ما ينطبق على بلدان عربية كثيرة أخرى ولكن ليس بقدر الخليج حيث غياب ثقافة الصورة يبدو أشد وطأة بغياب سبل استهلاكها حتى (لا وجود لصالات عرض تجارية في بلدان خليجية كثيرة). إزاء ذلك الغياب، يأتي الشباب الى الأفلام بالمرجعية البصرية المتاحة والتي هي التلفزيون أو الافلام الهوليوودية. هكذا تنقسم الافلام بين المتأثرة باللغة التلفزيونية او الناسخة للنموذج السينمائي الهوليوودي. الشكل الآخر السائد الحكاية التي لا تقوم على مفردات السرد بدون أن يكون للصورة أي فعل سوى مصاحبة السرد او الصوت. وثمة توجه رابع الى ما يسميه الشباب "تأمل" في حين أنه أقرب الى تجميع مشاهد طويلة ـ للطبيعة غالباً ـ بدون سياق محدد. ولكن السمة الغالبة للافلام هي انطلاقها من محاولة تجسيد المفاهيم المكرسة على الشاشة سواء الدينية او الاجتماعية. على هذا المنوال، يقوم بعض الافلام على ترجمة آيات قرآنية (تتناول الحسد والنميمة مثلاً) الى حكاية او مجموعة مشاهد. ويذهب آخرون الى ترداد مفاهيم ثابتة كالخيانة والغدر من دون اضافة أي عمق حتى ولو خطابي او ارشادي. فأن يصور فيلم خيانة زوجة من دون اي سياق أو تحليل لهو ضرب من تكريس مفهوم خاطىء وحكم مسبق عنوانه المرأة الخائنة كشخصية واقعية بمواصفات ثايتة بصرف النظر عن دوافعها. الافلام ايضاً تميل الى أحكام أو تفلت غير مقصود في نهاياتها. هكذا ينتهي فيلم المرأة الخائنة بعقابها بينما تختتم الافلام "التأملية" بأي مشهد يصبح معها اختتام الفيلم لزاماً. وإذ تميل الأفلام الى سوداوية مؤشراتها الحضور القوي للموت والقبور والخيانات والغدر، يتبين أن السبب ليس نظرة الشباب السوداوية الى الحياة بقدر ما هو فهمهم للسينما كحاملة للتراجيديا والمآسي لتستحق أن تكون جادة ومؤثرة.

أفلام قليلة تخرج عن ذلك السياق شكلاً ومضموناً مع ندرة اجتماع الاثنين في فيلم واحد. بعض الافلام يحيد عن العناوين العريضة ليستقي من اليومي المعيش موضوعه كالفيلم الطالبي مثلاً "انا راجل" الذي يحاول ان يستفتي أشخاص من خلفيات متعددة حول اهتمام الشبان في الخليج بمظهرهم الخارجي بدءأً باللباس والالوان ووصولاً الى نزع الشعر ومروراً بارتداء الحلي. يلمّح الفيلم الى ارتباط كل ذلك بالمثلية الجنسية ويبين الهوة في المجتمع بين تيار ينادي بالتحرر على الاقل على صعيد الحرية الشخصية وآخر غارق في العقلية التقليدية والمحافظة وما يلتصق بها من أفكار منمطة. على صعيد الشكل أيضاً، تبرز محاولات منها لوليد الشحي تقوم على نحت الصورة وأخرى لأمثال عبد الله حسن أحمد ونايلة الخاجة وفيصل الابراهيم تتلمس التركيبة الدرامية. خلا ذلك، تبتعد الأفلام من ملامسة الشائك في بيئتها لذلك ربما تغلب الافلام الروائية على الوثائقية التي تحتاج بطبيعة الحال إلى مواجهة أعمق مع محيطها. وما يتوجه من الروائي الى تناول المجتمع، يغرق في معظم الأحيان في المفاهيم السائدة أو يهرب من الواقع تماماً الى نموذج سينمائي مشتهى كالافلام الهوليوودية. ان ذلك التجزيء في فهم السينما (كوسيلة او رسالة أو أداة ترفيه أو طريق الى الشهرة...) يقصيها الى الآن عن أن تكون في عيون الشباب كلية واحدة وأسلوب تفكير ومقاربة للمعيش نابعة من حاجة الى البوح او التكسير او التعبير عن الذات.

####

منع فيلم يعكر هدوء "مسابقة أفلام من الإمارات"

أبو ظبي ـ ريما المسمار 

لم يتوقع أحد من ضيوف مسابقة أفلام من الامارات أو من منظميه أن يعكر هدوء أيامه منع فيلم كان من المقرر أن يُعرض العاشرة من ليل أمس أي قبل يوم واحد من اختتام الدورة السادسة. قبل ساعات من موعد عرضه، أُوقِف عرض الفيلم السويسري الانتاج "دافيد توهلدان" للمخرج الكردي مانو خليل المقيم في سويسرا بأمر من وزارة الخارجية الاماراتية بعد اعتراض السفارة التركية داخل الامارات عليه. ويدور الشريط الوثائقي الطويل حول شاب سويسري، دافيد توهلدان، ترك عائلته قبل ست سنوات ليلتحق بحزب العمال الكردستاني في كردستان التركية. جاء اعتراض السفارة التركية على الفيلم بعد أن نشرت صحيفتان اماراتيتان، "البيان" والامارات اليوم"، مقابلة مع المخرج ومعلومات حول فيلمه يوم الجمعة الفائت. فعبّرت عن قلقها من الفيلم ووصفته بالعمل الارهابي موضوعاً وتمويلاً ملمحة الى أن عرضه سيسيء الى العلاقات بين تركيا والامارات.

في تصريح الى "المستقبل"، اشار المخرج الى أن الفيلم لا يمس بالاتراك ولا يسيء الى الدولة التركية بشيء بل هو حكاية ذلك الشاب الذي "قرر ترك جنة سويسرا للذهاب الى جحيم كردستان" وأكد خليل أن القصة الانسانية هي التي تعنيه وأن وجود الشاب في كردستان ليس الا صدفة اذ كان يمكن أن يكون في أي مكان آخر يحارب من آجل قناعاته بعدالة قضية ما. كذلك أكد المخرج ان تمويل الفيلم مصدره سويسري بحت من التلفزيون ووزارة الثقافة السويسريين وأن "فلساً من جهة كردية لم يُصرف على الشريط".

من جهته، لم يشأ مدير المسابقة مسعود أمر الله العلي أن يعلق الا أنه صحح الموقف بأنه ليس منعاً بل توقيف ريثما يتم التأكد من الاتهامات التي تطلقها السفارة التركية. واللافت بشهادة مخرجين تابعوا الدورات السابقة أنه لم يتم من قبل قص أي فيلم أو منع عرضه على الرغم من جرأة الموضوعات التي طُرِحت أحياناً.

الجدير ذكره ايضاً أن حكاية الفيلم مع السلطات التركية بدأت منذ عرضه الاول في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي في مدينة بيرن السويسرية حيث اثارت السفارة التركية ضجة مشابهة من دون أن يؤثر ذلك في جولات الفيلم على عدد من المهرجانات أو على عرضه في الصالات السويسرية لاسيما أن موضوع الفيلم سويسري الصميم ذلك ان الشاب محور الفيلم هو ابن رئيس المحكمة الفيدرالية العليا في سويسرا.

وقال خليل أن المشكلة لا تخص المهرجان بل "انني أتفهم موقف المهرجان ومديره وحرصه على ألا تتحول المسابقة الى حلبة للصراعات السياسية" ولكنه تساءل كيف يمكن دولة تسعى الى دخول الاتحاد الاوروبي ألا تعترف بالآخر وبحرية التعبير داعياً إياها أن ترد على الفيلم بفيلم وليس بكتم الأصوات الحرة ومنع الفن.

الفيلم هو الخامس للمخرج الذي درس السينما في تشيكوسلوفاكيا بين 1986 و1993 وعمل في التلفزيون التشيكوسلوفاكي قبل أن يصنع فيلمه الخاص الاول "هناك حيث تنام الآلهة" عن عائلة كردية تعيش على الحدود بين سوريا وتركيا عام 1995، طُرد على أثره من سوريا كآي شخص "يفضل فناْ آخر غير المفروض عليه" واستقر في سويسرا حيث تابع انجاز أفلامه فكان التجريبي القصير "انتصار الحديد" عام 2001 والروائي الطويل "أحلام ملونة" والوثائقي "الانفال" عن جرائم صدام حسين ضد الاكراد وهي أفلام ممولة من سويسرا.

العرض الذي أُلغي أمس كان سيشكل العرض الاول لأحد أفلامه في العالم العربي.

المستقبل اللبنانية في

13.03.2007

 
 

مسابقة أفلام من الإمارات

أحلام كبيرة وتجارب مثيرة للاهتمام

أبو ظبي- عماد النويري

عدد كبير من الافلام تجري ملاحقتها كل يوم سواء المشاركة في المسابقة الرسمية او تلك المعروضة على الهامش او في التظاهرات المصاحبة مثل تظاهرة سينما الطريق والافلام متنوعة كما ذكرنا في رسالة سابقة ما بين الافلام الروائية القصيرة او التسجيلية او التجريبية اوافلام التحريك.

بشكل عام يمكن الان الحديث عن ملامح خاصة تميز اغلب الافلام ونقول اغلب الافلام لان هناك بقية منها هي محاولات ساذجة لا يمكن اعتبارها تجارب حقيقية حيث لا يتوافر فيها الحد الادنى مما هو مطلوب لصناعة فيلم. وفي الوقت ذاته يمكن الاشارة الى عناوين مميزة لتجارب اخرى تنبئ عن نضج حقيقي في فهم معنى الصورة وكيفية صناعتها.

وهنا نشير الى تجربة نواف الجناحي ومعه مجموعة من الاسماء الواعدة مثل وليد الشحي وسارة العقيلي وخالد المحمود وسعيد سالمين المري وفاطمة الملا وصادق بهبهاني ومنصور حسين المنصور وحسن ابراهيم حسن اسماعيل ورحاب السويدي ويجمع الجميع بلا استثناء هدف واحد هو تقديم الواقع الخليجي ثم الواقع العربي اذا امكن، لكن ليس بالنيات وحدها مهما تعاظمت الأهداف تصنع الافلام.

دراما مقيدة

المكان في الفيلم الخليجي الجديد متنوع لكن محصور ومحدد في الجغرافيا ولا يخرج ولا يتجاوز البيت والبحر والصحراء والزمان ربما يعود الى الوراء، لكنه في ما ندر يتجاوز الحاضر ليتحدث عن المستقبل القريب والشخصيات تدور في فلك الدراميات التلفزيونية العربية البليدة، وهي في الاغلب تحاول الفعل والتحرك لكنها مازالت مقيدة بالعادات والتقاليد ولا تبذل الجهد الكافي للتحرر والانعتاق، شاهدنا ذلك في فيلم 'المتسلل' لناصر اليعقوبي و'طار فحلق فمات' لعلياء الشامسي و'عرس الدم' لسعيد المري و'اليقظة' لعلي العلي.

طبعا لابد من الاشارة الى ضعف الامكانات التي تعيق البحث عن امكنة اكثر اتساعا واكثر رحابة..

تجربة مثيرة

ولابد من الاشارة ايضا الى اننا نتحدث عن مشروعات طلبة وافلام هواة يجري تنفيذها من خلال جهود فردية وشركات صغيرة للانتاج تملك من الاحلام اكثر مما تملك من الامكانات المادية المطلوبة لتنفيذ مشاريع سينمائية حقيقية.

تجربة مشاهدة افلام الهواة ومشاريع الطلبة من خلال مسابقة جادة هي بالفعل تجربة مثيرة للاهتمام ووجه الاثارة هنا هو ان معظم هذه الافلام جاءت من مجتمعات تفتقر الى موروث سينمائي حقيقي وتفتقر ايضا الى وجوب تشجيع حقيقي من الجهات الرسمية لرعاية الموهوبين او حتى مجرد محاولة 'التعرف عليهم'.

لقطات على هامش المسابقة

الفنان الدكتور حبيب غلوم حضر جانبا من فعاليات المسابقة وتواصل مع الشباب المخرجين واخبرنا انه متوجه لحضور فعاليات مهرجان المسرح في الشارقة.

تحضر فعاليات المسابقة مديرة مهرجان سنغافورة الذي يقام في ابريل المقبل ومن المتوقع اقامة تظاهرة عن سينما نجيب محفوظ سيحضرها الناقد والسينمائي هاشم النحاس.

أخبرنا الناقد المغربي مصطفى المسناوي انه قد تم اعتماد ميزانية ضخمة لاحدى شركات الانتاج في المغرب لانجاز 30 فيلما يكون موضوعها فقط ثقافة البربر، وفي الايام المقبلة سنشهد افلاما بكل الوان الطيف!

يستعد المخرج البحريني بسام الذوادي للعمل على فيلمه المقبل وهو معالجة مرئية لرواية 'شقة الحرية' لغازي القصيبي.

القبس الكويتية في

13.03.2007

 
 

قراءة نقدية تحذر من المجاملة على حساب السينما الخليجية

اختتام الدورة السادسة لمسابقة « أفلام من الإمارات»

أبو ظبي ـ محمد الأنصاري

اختتمت مساء أمس فعاليات الدورة السادسة لمسابقة «أفلام من الإمارات» التي نظمتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في المجمع الثقافي، وأسدل الستار على أكثر من 300 فيلم حصاد هذا العام، وأعلن رئيس لجنة التحكيم المخرج العراقي قيس الزبيدي أسماء الأفلام الحائزة على جوائز هذا العام والتي بلغ مجموعها حوالي ربع مليون درهم إماراتي، وستقوم «البيان» بتغطية كاملة للختام غدا.

وكان أبرز محطات اليوم الختامي لمسابقة أفلام من الإمارات القراءة الفنية النقدية التي قدمها الناقد الرسمي للدورة الكاتب المغربي مصطفى المسناوي. وأكد المسناوي في قراءته أن وصول السينما في الإمارات والخليج بصفة عامة إلى مستويات جيدة من حيث كم الإنتاج المعروض في هذه التظاهرة الضخمة؛ لا ينبغي أن يدفع النقاد ومتابعي الحدث أن ينظروا بعين التقريظ والمديح والمجاملة لأن ذلك يسيء إلى هذه السينما الوليدة بقدر ما يرضيها ويرضي الفنانين الشباب المنتجين لتلك الأفلام، وأن المجاملة ستعرقل نمو السينما في الإمارات والخليج، وستكون حائلاً دون تطورها وانطلاقها خارج حدودها الجغرافية والفنية. وأثنى المسناوي الذي كان يتحدث أمس وسط حضور المخرجين الإماراتيين والخليجيين على تنظيم المسابقة واحتضانها للتجارب الإماراتية والخليجية الشابة، إلا إنه حصر المستوى الجيد من الأفلام المشاركة بعدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة في أحسن تقدير -بحسب وصفه- وأنه ينبغي الوقوف بتمعن وتخصص لقراءة مجمل الأفلام التي شاركت في المسابقة، كي يتعرف مخرجوها على الإيجابي فيطوروه وعلى السلبيات التي رافقت تصويرها فيقوموا بتقليلها ويجودوا مكوناتها مستقبلاً، كي تجد الأفلام الإماراتية والخليجية طريقها ومكانها على الخريطة الفنية العربية، والتنافس عربياً إن لم تستطع حالياً التنافس بمستوى عالمي.

وحدد مصطفى المسناوي عيوب الأعمال السينمائية التي قدمت في مسابقة أفلام من الإمارات؛ بثلاثة مستويات من العيوب، أولها «العيوب التقنية» التي شكلت التصوير السيئ و غير الواضح، والخلل التقني في الصوت وعدم التحكم بالكاميرا، وعدم التطابق الواضح في «المكساج»، وهو ما برز في العديد من الأفلام المشاركة.

والمستوى الثاني من العيوب حصره المسناوي بالعيوب «الجمالية»، حيث تأسست السينما على لغة لها قواعدها تطورت طيلة مئة سنة لتصل إلى ما يمكن تسميته «الدرجة الصفر» لجماليات الفن السابع، ومن أبرز معالم هذا المستوى من العيوب في الأفلام المشاركة؛ عدم احترام اللغة السينمائية حيث انقسمت تلك اللغة في أغلب الأفلام بين المباشرة بإفراط، أو التعقيد غير البناء، أما المعلم الثاني من هذا المستوى من العيوب فيتمثل بالإفراط المستعمل للموسيقى المصاحبة للفيلم، وعدم استخدام المؤثرات الصوتية بشكل صحيح.

كما إن التقليد الأعمى لنتاج السينما الغربية، يشكل معلماً آخر يضاف إلى عيوب هذا المستوى ـ خصوصاً - في أفلام الطلبة، كذلك سقوط أغلب الأفلام الروائية المقدمة في المسابقة في دوامة «الميلودراما» التي شكلت المبالغة في الأداء إحدى صورها، كما واجهت العديد من الأفلام مشكلة العجز عن إنهاء الفيلم -وهو ركن أساسي للفيلم الناجح- بينما وقعت أفلام أخرى في مطب غياب الموضوع والوقوع في سذاجة الواقع الذي تحاول تقديمه.

مستوى العيوب الثالث الذي ناقشه الناقد مصطفى المسناوي ؛ هو «عيوب في الرؤية السينمائية» وأشار إلى أن معظم الأفلام التي قدمت في المسابقة كانت بلا هدف ولا فكرة أو موضوع، أي أنها قدمت فرجة عابرة ليس إلا، كما أن بعض الأفلام تناولت قضايا خطيرة وكبرى بأسلوب ساذج وبعيد عن العمق، كما أن بعض الأفلام كانت عاجزة عن دفع المشاهد للموقف الذي تتبناه.

وختم المسناوي قراءته الفنية النقدية للأفلام بقوله انه يمكن التنويه ببعض الأفلام القليلة التي سعت إلى تقديم رؤية جديدة ومواضيع وتقنيات احترمت عين المشاهد، ومنها: «أنا رجل»، «عربانة» الذي أنتج بحرفية جيدة وطريقة ذكية، «حارسة الماء» الذي قدم عبر تفاصيل كبيرة بناء رمزياً للعلاقة بين الماء والطفولة المتجددة، «عصافير القيظ» الذي قدم بأسلوب جميل عوالم من المشاعر النابعة من حياة البراءة.

البيان الإماراتية في

15.03.2007

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)