كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

رغم خروج السينما المصرية بدون جوائز‏(3-1)‏

دبي تصنع مهرجانــا سينمائيا حقيقيا

رسالة دبي ـ علا الشافعي

مهرجان دبي السينمائي الدولي

الدورة الثالثة

   
 
 
 
 

عادة وقبل أن تزور المدن التي لم تذهب إليها يوما‏,‏ تلجأ لسؤال أحد الأصدقاء‏,‏ أو من سبقوك في الزيارة‏,‏ وبما إن تلك كانت زيارتي الأولي لمدينة دبي ردد البعض بأنها ساحرة والبعض الآخر اكتفي بالقول دبي حيث الشوبنج الكبير بعيدا عن هذا وذاك قررت أن أترك نفسي لتلك المدينة والتي كان يبهرني قبل زيارتها أنها مدينة كوزموبوليتية أي تحتضن جنسيات العالم‏,‏ وبمجرد أن وصلت إلي المطار انتابني الشعور بأنني في بلد عربي شديد الاختلاف‏,‏ فالنظام هو صاحب السطوة الأعلي‏,‏ كل شيء‏,‏ دقيق ومحدد‏,‏ الإرشادات توضح لك كل شيء ومسئولو المهرجان موجودون بكثافة في المطار قبل مرورك بالجوازات‏,‏ وبعد ذلك خارج أبواب المطار كان المطر ينهمر بغزارة‏,‏ والنظام أيضا قائم فلا توجد هرجلة أو شيء من هذا القبيل‏,‏ ودائما هناك من يوجد بانتظارك ليجيب عن تساؤلاتك أو يوفر لك الخدمة التي ترغب فيها‏.‏

ثراء الأحداث

لفت نظري حركة البناء التي تملأ الشوارع‏,‏ ملحوظةـ ذلك لا يتسبب في إرباك المرورـ‏,‏ كل شيء يتم بدقة‏,‏ العمل يجري في مشروع مترو الأنفاق للعمل علي حل الأزمة المرورية التي تعانيها دبي‏,‏ الحديث عن الانتخابات التي جرت أخيرا يتصدر الصفحات‏,‏ والإنجازات الرياضية في دورة الدوحة للألعاب الأوليمبية الآسيوية تشغل حيزا كبيرا‏,‏ ونقاشات حول التمثيل النسائي في الانتخابات‏,‏ معرض كتب الأطفال ومهرجان سينمائي بلغ عامه الثالث تمتليء الشوارع بإعلاناته‏,‏ ويبدو قويا قادرا علي منافسة كبريات المهرجانات‏.‏ ويرفع شعار الجسر الثقافي الذي يربط الشرق بالغرب‏.‏دبي في ذلك الأسبوع تشعرك بحالة من الثراء والزخم الإنساني والثقافي‏,‏ فهي مدينة تمتليء بالأحداث وتستحق أن تطلق عليها بلد المتغيرات السريعة والمتلاحقة‏.‏

تذوق ثقافات العالم

صورة تملأ الشوارع وأروقة المهرجان لبسكويتة آيس كريم مليئة بشرائط الأفلام وموقعة بعنوان تذوق ثقافات العالم وهو شعار غير تقليدي وشيق يخطف العين‏,‏ ويجعل مرتادي المهرجان يشعرون بالبهجة‏,‏ وفي دورته الثالثة أكد مهرجان دبي علي قوته والتي عادة ما تقاس بحجم وأهمية الأفلام المشاركة في فعاليات المهرجان المختلفة‏,‏ وأفلام العرض الأول‏,‏ وعدد النجوم العالميين المشاركين كضيوف شرف وهذا ما توافر لمهرجان دبي في دورته الثالثة‏,‏ والذي لم يترك القائمون عليه شيئا للصدفة‏,‏ وحجم التسهيلات المقدمة للصحفيين والإعلاميين ملموس جدا فالفيلم لا يعرض في توقيت واحد بل في توقيتات وأيام مختلفة‏,‏ وأيضا يمكنك مشاهدة ما فاتك من أفلام علي‏D.V.D‏ في قاعة خاصة‏,‏ وهذا ما أكد عليه رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة‏,‏ إذ أكد أن هذه الدورة ستشهد اختلافا كبيرا وستتجاوز أخطاء الدورتين السابقتين التنظيمية فيما يتعلق بعروض الأفلام والتنوع في البرمجة‏,‏ وأضاف أيضا أن مهرجان دبي السينمائي الدولي منظومة متناغمة من العمل الجاد تشارك فيها مختلف قطاعات المجتمع بما في ذلك الفنانون ورجال الأعمال وشباب المتطوعين‏,‏ وهو ما انعكس علي الصورة التي خرج بها المهرجان‏.‏

فعاليات المهرجان

عرض المهرجان في دورته الثالثة أكثر من‏110‏ أفلام من‏47‏ دولة‏,‏ وفي معظمها أفلام لن تعرض تجاريا في صالات دبي‏,‏ وشمل برنامج المهرجان أفلاما درامية وكوميدية وموسيقية رومانسية‏,‏ وأفلاما وثائقية ورسوما متحركة وضمت أقسام المهرجان مسابقة الأفلام الدرامية‏,‏ ومسابقة الأفلام العربية الوثائقية‏,‏ وأفلام العرض الأول في الإمارات وقسم ليال عربية‏,‏ والمقهي الأوروبي‏,‏ والعرض العالمي الأول في الإمارات‏,‏ والسينما العالمية المعاصرة‏,‏ والعرض الأول في الخليج‏.‏

ومن أهم الأفلام التي شاركت في قسم العرض الرئيسي فيلم الريح التي تهز سنابل الشعير إخراج كين لوتس وهو الفيلم الحاصل علي السعفة الذهبية في مهرجان كان الدولي في دورته الماضية‏,‏ والفيلم يتناول في أحداثه الانتفاضة الإيرلندية ضد الحكم البريطاني في عشرينيات هذا القرن‏.‏

والفيلم الهندي كابول إكسبريس للمخرج الهندي الشهير كبير خان وتدور أحداث الفيلم في أفغانستان التي فرقتها الحروب ونجح المخرج في رصد التفاصيل الحياتية للمجتمع الأفغاني وطبيعة الأماكن والبشر في كابول‏,‏ وعرض أيضا الفيلم المثير للجدل هوليوود لاند والذي فاز عنه الممثل الأمريكي بن أفلك‏,‏ بجائزة أفضل ممثل من مهرجان البندقية وفي إطار من التشويق حاول الفيلم الذي أخرجه آلن كولتر‏,‏ أن يكشف الغموض الذي لايزال يحيط بوفاة النجم الهوليوودي الشهير جورج ريفيز الذي كان يجسد دور سوبرمان برصاصة في الرأس عام‏1959‏ إذ إنه علي الرغم من تأكيد تقرير الطبيب الشرعي بأنه مات منتحرا إلا أن هناك روايات كثيرة تؤكد احتمالات قتله‏.‏وفي الختام عرض فيلم بابل للمخرج المكسيكي إليخاندرو جونزالز إبينياريتو‏,‏ ومن بطولة النجم براد بت‏,‏ وكيت بلانشيت وكوجي ياشوكو وهو الفيلم المرشح للحصول علي أكثر من جائزة في الأوسكار والجولدن جلوب‏.‏وبعيدا عن الأفلام المهمة التي عرضت ضمن فعاليات المهرجان والتي ستناقش بعضها في الأسبوع المقبل‏,‏ نجد أن مهرجان دبي في دورته الثالثة أعطي اهتماما خاصا بصناعة السينما ومشكلاتها في المنطقة العربية‏,‏ فالمهرجان ليس فقط حفل افتتاح وختام مبهرين أو سجادة حمراء يسير عليها النجوم‏,‏ ولكن هناك فعاليات تتواصل وتتراكم نتائجها‏,‏ فورش العمل الجانبية‏,‏ والتي عقدت علي هامش المهرجان كانت كثيرة وأهمها ورشة العمل التي ضمت سينمائيين لبنانيين مع جهات أوروبية‏,‏ وشارك فيها المخرج بهيج حجيج‏,‏ وأولجا نقاش مخرجة ومنتجة‏,‏ وديما الحور مخرجة أفلام كثيرة وشادي زين مخرج لبناني شاب ويعمل حاليا علي مشروعه الروائي الأول‏,‏ وإماراتيين واعدين‏,‏ والذي عرض من خلاله مجموعة من تجارب شباب السينما الإماراتية‏,‏ ومنهم وليد الشحي ونايلة الخاجة صاحبة فيلم عريانة وحمد منصور صاحب كان يا بذرة وعبدالله حسن أحمد صاحب سماء صغيرة وأعقب عرض هذه الأفلام نقاش مع صناع الأفلام عن المراحل التي قطعوها لإنجاز أفلامهم‏,‏ والمشاكل التي تصادفهم كشباب سينمائي‏,‏ وكذلك ورشة عمل عن السينما الخليجية والتي تعاني عدم اهتمام من الجهات الحكومية‏,‏ وقدمت فيها مجموعة من الأوراق الموجزة للتعريف بالمتحدثين الرئيسيين ومنهم الفنان السعودي عبدالمحسن النمر‏,‏ والإماراتي حبيب غلوم والكويتي سعد الفرح والمخرج البحريني بسام الزوادي‏,‏ والمخرج العماني إبراهيم الزدجاني‏,‏ وركزت النقاشات علي ضرورة دعم الطاقات السينمائية الشابة في الخليج من أجل النهوض بصناعة السينما الخليجية‏.‏

أما الندوة الدولية الرئيسية والتي جاءت تحت عنوان الجسر الثقافي والحوار مع الغرب فقد كانت من أهم الندوات والتي شهدت زحاما شديدا حيث شارك فيها النجم العالمي ريتشارد جير‏,‏ أحد ضيوف شرف المهرجان‏,‏ والمخرج العالمي أوليفر ستون والمخرج المصري محمدخان‏,‏ والبرازيلية جوليا باشا والمخرج الهندي وردني سكروفال‏,‏ وماجدة مخرجة إثيوبية‏,‏ وأدار الحوار الإعلامي رئيس خان‏,‏ أحد أهم الوجوه في قناة الجزيرة الدولية وناقش الحضور فكرة الإساءة المتعمدة للعرب في السينما الهوليوودية‏,‏ والتي علق عليها أوليفر ستون مؤكدا أن الأقليات دائما ما تشعر بالخطر من أفلام هوليوود‏,‏ وقد يري البعض أن المسألة ليست نمطية إلي هذه الدرجة‏,‏ مشيرا إلي أنه وبشكل شخصي تعلق بالعرب منذ صغره عن طريق شهر زاد‏,‏ وعلي بابا مؤكدا أنه ضد كل أشكال التطرف‏,‏ أما ريتشارد جير فأكد أن الجمهور ليس بغبي‏,‏ فالسينما الأمريكية طالما قدمت الروس علي أنهم أشرار العالم وذلك لأنهم كانوا أعداء في السياسة وهذا ما يحدث مع العرب حاليا‏,‏ أما المخرج محمد خان فطالب بضرورة توزيع الفيلم العربي في الخارج حتي يعرفنا الآخر الذي نعمل علي التواصل معه‏.‏

وبرغم خروج السينما المصرية سواء الروائية الطويلة أم القصيرة أم الوثائقية بدون جوائز علينا ألا نأخذ الأمر بحساسية شديدة خصوصا وأن الأفلام التي عرضت داخل مسابقة المهرجان العربي كانت شديدة التميز علي المستوي الفني‏,‏ ويبقي أن نؤكد أن مهرجان دبي في دورته الثالثة استطاع أن يوجد لنفسه مكانة بارزة في عالم المهرجانات الدولية من حيث نوعية الأفلام والتنظيم‏,‏ إضافة إلي تميز دبي بنسيج سكاني كبير متنوع يضم أكثر من‏200‏ جنسية‏.‏ هذا ما وضح أثناءالتزاحم الشديد علي العروض في جميع التوقيتات‏,‏ وكان هذا الزحام والإقبال بمثابة المفاجأة غير المتوقعة بالمقارنة بمهرجان مثل مهرجان القاهرة والذي أصبح يعاني من قلة الإقبال‏*‏

الأهرام العربي في

23.12.2006

 
 

«بابل» اجتذب عيون الفنانين العرب وتساؤلاتهم في مهرجان دبي السينمائي

دبي ـ جمال آدم 

شكل فيلم «بابل» الذي قدم ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي عنصر جذب للفنانين العرب الضيوف، حيث أقبلوا على مشاهدته ومتابعة حكاياته المشوقة المختارة بعناية، وفق تنوع جغرافي واسع اختاره المخرج لتكون مشاهد فيلمه بين المغرب واليابان والمكسيك والولايات المتحدة الأميركية.

وسبق عرض المهرجان في دبي تأكيد جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية ترشيح فيلم «بابل» لسبع من جوائز ال«غولدن غلوب» (الكرة الذهبية) التي ستمنح للسنة الرابعة والستين في 15 يناير المقبل، والتي تعتبر غالباً مؤشراً لترشيحات جوائز الأوسكار.

وتساءل الكثيرون عن معنى ان يكون اسم الفيلم «بابل»، وما علاقته بالمدينة العراقية التي تحمل الاسم ذاته، ويبدو ان الاسم بات مشكلة كونه يشكل عبئاً ثقيلاً على مضمونه البسيط الذي لا يحتمل تأويلات ثقافية وتاريخية كبيرة، وهو نسبة الى برج بابل الذي بني بقصد الوصول الى السماء بلغات قديمة عدة، وفي النهاية ظل البرج الذي توجد أطلاله الآن رمزاً من رموز التوحد والقوة للعراق القديم.

وكان الفيلم حديث الفنانين العرب بعد انتهاء عرضه الذي دام ساعتين وربع الساعة، وقد لوحظ مدير المهرجان نيل ستيفنسون، وهو يسأل البعض منهم عن رأيهم بالمهرجان، واعتبر الفنان السوري أسعد فضة أن الفيلم مشغول بعناية وفيه سرد دقيق لتفاصيل ثلاث قصص محكمة الربط، ولا شك أن المخرج استفاد من الطاقات التمثيلية الموجودة لديه، وللمرة الأولى، نشاهد براد بيت في مشاهد بسيطة لفيلم من بطولته، ولكنه كان في تلك المشاهد ممثلاً بارعاً، وأعتقد أن عرض هذا الفيلم هو إحدى المفاجآت الكبيرة لمهرجان دبي السينمائي.

ورأى الفنان الإماراتي الدكتور حبيب غلوم أن الفيلم بأبعاده الإنسانية الحيادية والمستقلة شكل نقداً عميقاً لبعض المجتمعات الإسلامية والغربية، ولكنه أبرز أهمية الروح الإنسانية في العمل، حينما يلجأ البطل إلى قرية إسلامية عربية فينقذ أهل هذه القرية زوجته من الموت، بعيداً عن الضجيج الذي أثارته أخبار الإرهاب الكاذبة والبعيدة عن الحقيقة، ولا أبالغ ان قلت إنني رأيت عدة أفلام متقنة في فيلم واحد، وهذا ان دل على شيء يدل على صناعة سينمائية عبقرية.

وأشار الفنان المصري أحمد راتب إلى الإبداع في لعبة الزمن الذي قام عليه الفيلم، وبأن الزمن هو أحد الأبطال الحقيقيين للعمل، فيما علقت ليلى علوي لفنانين حولها بأن الفيلم كبير وفيه صناعة سينمائية رائعة.

وقالت الفنانة البحرينية شيماء سبت إن العمل فيه طاقات تمثيلية مهمة، ويتضمن أجواء سينمائية متنوعة، مشيرة إلى أنها أعجبت كثيرا بالانتقالات التي قامت فيها الكاميرا بين أكثر من أربعة بلدان، وأتوقع ان يكون هذا الفيلم هو فيلم العام، على الرغم من احتوائه على كمية عنف كبيرة.

تعددت الآراء وتنوعت، ولكنها ظلت تدور في فلك الإنجاز المهم في إنتاج هذا الفيلم الذي يبدو انه سيكون التحفة السينمائية الأهم.

البيان الإماراتية في

26.12.2006

 
 

مهرجان دبي السينمائي الدولي··· نافذة عالمية للإمارات

دبي- محمد الحلواجي:

دبي المدينة التي لا يهدأ فيها نبض الحياة العصرية، اختارت أن تتوج تألقها في نهاية عام ،2006 بمهرجانها الدولي السينمائي في دورته الثالثة، فصنعت بحق عرسا سينمائيا استقطب نخبة من أبرز نجوم السينما العالمية بتميز ونجاح عال على مستوى الإعداد والتنظيم، لتشق طريقها في عالم الفن السابع وتصل بخطى ثابتة للمراتب المرموقة التي تحتلها العواصم الفنية العالمية في أرض الفن السابع·

عندما أطلقت دبي فكرة المهرجان في ،2004 دهش الكثيرون، وساورهم الشك العميق وقالوا في أنفسهم وبصوت بالكاد أن يكون مسموعاً: هل ستنجح دبي؟ أين دبي وأين السينما؟ فهذا العالم يحتاج إلى أرضية قائمة على صناعة سينمائية راسخة· لكن دبي بحجم ذلك التحدي الذي فاق التوقعات، وهاهي تكرس تظاهرة سينمائية عالمية يفخر بها الإماراتيون والخليجيون والعرب كافة·

ألق المهر الذهبي '

سبع ليال وسبعة نهارات وأكثر من 150 فيلما رصدت لها جوائز المهر الذهبية والفضية والبرونزية إضافة لجوائز مالية تجاوزت المليون درهم وتبدّل فيها الحائط الرابع في جدران دور سينما دبي، من شاشة صغيرة أو حائط وهمي، إلى نافذة تطل منها الأفكار والرؤى والتطلعات الإنسانية القادمة من كل آفاق الأرض، لتحول دبي إلى خلية نحل فنية وورشة ثقافية ووجهة سياحية لا تتنافس إلى مع أقصى درجات الرقي والجمال، فرغم حداثة عمره مقارنة بالمهرجانات العربية والدولية العريقة، فإن مهرجان دبي السينمائي الدولي أثبت وخلال سنتين فقط قدرته في الاستحواذ على الاهتمام الإعلامي واستقطاب أطياف متعددة من السينمائيين الكبار والنقاد وعشاق الفن السابع·

كتاب السيناريو الإماراتيون

في هذا العرس السينمائي يقف السيد عبد الحميد جمعة رئيس المهرجان ليؤكد: ''في السنة الثالثة من عمر المهرجان أضفنا زخما جديدا من خلال استحداث مسابقة الأفلام العربية احتفاء وتقديرا للجهود السينمائية العربية العاملة في ظروف صعبة وإمكانيات إنتاجية هشة وضعيفة· كما استحدثتا مسابقة تحتضن كتاب السيناريو الإماراتيين وتدفعهم في اتجاه الاهتمام والحراك والتعامل الجدي مع هذا الفن الهام والأساسي والمفتقد أيضا في الوعي السينمائي المحلي والعربي بشكل عام· وأعتقد أن مثل هذه المسابقات سوف تشجع صناع السينما الإماراتيين على التواصل المستمر مع المهرجان وتقديم أفلام نوعية وراقية يمكن لها أن تشارك في الدورات القادمة لمهرجان دبي والمهرجانات العربية والدولية الأخرى· بالإضافة إلى ذلك قامت إدارة المهرجان بزيادة أيامه كي تستوعب الكم الكبير من الأفلام المعروضة في الفعاليات الرئيسية والعروض المصاحبة والثانوية، والجديد أيضا تخصيصنا لحدث مستقل يتعلق بسينما الطفل والتجمع التداولي للسينمائيين العرب والمحليين والأجانب للتواصل والاستفادة وتبادل الخبرات الفنية والإبداعية والفكرية''·

الارتقاء بالسينما العربية

ويضيف جمعة بواقعية فيقول: نحن نكمل دور المهرجانات العربية الأخرى العريقة مثل القاهرة وقرطاج ومراكش، فكل تلك المهرجانات تصب في النهاية في صالح السينما العربية والارتقاء بها، والمنافسة هي ظاهرة صحية لا خوف منها، فهي تدفع كل مهرجان نحو التميز وتطوير الأدوات والخروج بصيغ مختلفة ومبتكرة لكسب السمعة الجيدة والصيت العالمي الذي يروج في النهاية للمكان الذي نشأ فيه المهرجان· ولا ننسى أن المنافسة مطلوبة بحد ذاتها لخدمة صناع السينما العرب، ووضع خيارات متعددة أمامهم للحصول على أكبر قدر من الاستفادة المعرفية والإعلامية''·

مكسب الشباب الإماراتي

مسعود أمر الله آل علي وجه سينمائي إماراتي معروف كرس جهده ووقته وأحلامه منذ سنوات طويلة كي يشهد الواقع السينمائي الإماراتي والخليجي حراكا يبعث الدفء في روحه، ومسعود الذي اختير مديرا فنيا لبرنامج العروض العربية في مهرجان دبي السينمائي الدولي ومنسقا عاما لمسابقة الأفلام العربية يرى أن ''كل خطوة في الواقع السينمائي الإماراتي مكسب للشباب السينمائي الإماراتي الذي سينضج ويستفيد بلا شك من احتكاكه المباشر بالنجوم والطواقم الفنية السينمائية التي يستقطبها مهرجان دبي''·

سوق بوليوود

أما السيدة ''شيفاني بانديا'' المدير الإداري للمهرجان فرأت أن '' برنامج المهرجان في دورته الثالثة يعد انعكاسا للبيئات الثقافية المتعددة في دبي، حيث تضم مئات الجنسيات من مختلف أنحاء العالم وخاصة شبه القارة الهندية، لتصبح الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي أحد أكبر الأسواق التي تستقطب ما تنتجه السينما الهندية، مساهمة في ذلك برفد عائدات شباك تذاكر بوليوود بشكل كبير''·

سطوة السينما العالمية

حضرت هوليوود بتشكيلة هامة من الأفلام مثل ''هوليوود لاند'' الذي دارت أحداثه حول الانتحار الغامض للنجم التلفزيوني ''جورج ريفز'' الذي تألق في دور سوبرمان على مدى بضع سنين· وفيلم ''القرار لكم'' الذي ينتقد الهستيريا التي تجتاح هوليوود كلما اقترب موعد إعلان جوائز الأوسكار· في حين يكشف فيلم ''بلاد الوجبات السريعة'' مخاطر الهامبرجر والبطاطس المقلية· أما فيلم ''الباليهات الروسية'' فيروي قصة الولادة الثانية لفرقة ''دياجيليف'' الروسية الشهيرة لرقص الباليه· واختتمت هوليوود أفلامها في هذا القسم بفيلم ''الفرح القديم'' الذي يدور حول رحلة لإعادة تجديد صداقة قديمة واكتشاف متغيرات العالم·

أما حضور السينما الأخرى فتمثل في إيران من خلال فيلم ''زيمستان/ جاء الشتاء'' الذي يشكل قصيدة بصرية حول البؤس واليأس· بينما تمثلت الأرجنتين بفيلم ''إيل كوستوديو/الوصي''· ومن روسيا فيلم ''أوستروف/ الجزيرة''، ورومانيا فيلم ''فوست ساون آفوست/ الساعة 12,08 شرقي بوخارست''·

أضواء على المحظورات

تألقت الأفلام الوثائقية في المهرجان بمجموعة رائعة من الأفلام التي تتناول أشد القضايا المعاصرة إلحاحاً، عبر أفلام مستقلة تسلط الأضواء بجرأة على الكثير من المحظورات وتكشف حقائق وأسرار غير معروفة للمشاهدين مثل فيلم ''بلادي، بلادي'' الذي قدمته المخرجة الشجاعة ''لورا بواتراس'' والتي أمضت 8 أشهر في العراق· كما قدم المخرج ''آندرو بيريندز'' رؤية أخرى للمشهد العراقي بعد الغزو الأميركي، في فيلمه المتميز ''دم أخي'' متناولا الموضوع من وجهة نظر مختلفة نادراً ما عالجها الآخرون·

أما فيلم ''شارع الشهداء'' للمخرجة الكندية ''شيللي سيويل''، فاستعرض إمكانيات التعايش الهشة بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين· كما يشرح فيلم ''خبزنا اليومي'' لنيكولاس جيرهالتر''، أشهر مخرجي الأفلام الوثائقية المعاصرين في أوروبا، الرحلة الزراعية والصناعية المعقدة التي يقطعها الطعام الذي نسد به رمقنا كل يوم بطريقة إبداعية مبتكرة·

الفائزون بجوائز المهر الذهبي والفضي والبرونزي

في ختام مهرجان دبي السينمائي الدولي أعلنت أسماء الفائزين في مسابقة الأفلام، وشملت جوائز المهر الذهبي والفضي والبرونزي لفئات الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، والأفلام التسجيلية· بالإضافة إلى جوائز مسابقة سيناريو الأفلام القصيرة والمخصصة لكتاب السيناريو الإماراتيين، إلى جانب إعلان الشخصية السينمائية الواعدة من بين صناع السينما الإماراتيين، وفاز فيها وليد الشحي وجائزتها 50 ألف درهم·

فاز بجائزة المهر الذهبية لفئة الأفلام الروائية الطويلة فيلم ''بركات'' للمخرجة جميلة صحراوي من الجزائر وقيمتها 50 ألف دولار· وبجائزة المهر الفضية لنفس الفئة فيلم ''فلافل'' للمخرج ميشيل كمون من لبنان وجائزته 40 ألف دولار· وفاز بجائزة المهر البرونزية فيلم ''عليش البحر'' للمخرج المغربي حكيم بالعباس وجائزته 30 ألف دولار·

وقام بتسليم جوائز المهر لفئة الأفلام الروائية الطويلة المخرج العالمي أوليفر ستون ورضا بيهي من لجنة التحكيم·

وفي فئة الفيلم القصير حاز فيلم ''تمنى'' للمخرجة الفسلطينية شيرين دعبيس على جائزة المهر الذهبي وقيمتها 30 ألف دولار· وفاز فيلم ''صابت فلوس'' للمخرج التونسي أنس الأسود بالجائزة الفضية وقيمتها 20 ألف دولار· كذلك فاز فيلم ''السكت'' بالبرونزية للمخرج الفلسطيني سامح زعبي وقيمتها 10 آلاف دولار·

وفي فئة الفيلم الوثائقي فاز بجائزة المهر الذهبية فيلم ''في اتش كحلوشة'' للمخرج التونسي نجيب بالقاضي وقيمتها 40 ألف دولار· وفاز فيلم أمينة للمخرجة اليمنية خديجة السلامي بجائزة المهر الفضية وقيمتها 30 ألف دولار· وفاز فيلم ''أنا التي تحمل الزهور إلى قبرها'' لكل من المخرجة السورية هالة العبدالله والمخرج عمار البيك من سوريا بجائزة قيمتها 20 ألف دولار·

وفي مسابقة كتاب السيناريو الإماراتيين فاز سيناريو ''تمباك'' لكاتب السيناريو الإماراتي محمد حسن أحمد بجائزة 50 ألف درهم، تلاه في المركز الثاني سيناريو فيلم ''ياتينا'' للسيناريست يوسف إبراهيم وجائزته 40 ألف درهم· وفاز بجائزة المركز الثالث سيناريو ''الغرشة'' للسيناريست أحمد سالمين وجائزته 30 ألف درهم· وقام بتسليم جائزة السينمائي الواعد والأفلام القصيرة خالد البدور ممثلا للجنة التحكيم، ومسعود آل علي المدير الفني للأفلام العربية بالمهرجان والمنسق العام لجوائز المهر·

الإتحاد الإماراتية في

28.12.2006

 
 

الدورة الثالثة لمهرجان دبيّ السينمائيّ الدوليّ

انطلاقةٌ مُفاجئة, ومسابقةٌ عربيةٌ طموحة

صلاح سرميني ـ دبيّ

مثل كلّ الاحتفاليّات الكبيرة, سوف تظلّ ذكرى الحفل الختاميّ للدورة الثالثة لمهرجان دبيّ السينمائي الدولي, وتوزيع جوائز مسابقة الأفلام العربية عالقةً في الأذهان لفترة طويلة, ومن يتذكر العشاء الأخير في خيمة صحراوية حيث أُعلن فيها عن ختام الدورة الأولى للمهرجان, لا يمكن أن يسرحَ به الخيال, ويتصور بأن ذلك المكان ـ وبعد عامين فقط ـ سوف يتحول إلى واحة أسطورية يُحاذيها مسرح ضخم مخصصاً للاحتفالات, والعروض المشهدية, ومجهزاً بأحدث الوسائل التقنية, وعلى منصته المُسترخيّة في حوض مائيّ اصطناعيّ, تسلم المخرجون العرب الفائزون بأفلامهم تماثيل المهر (البرونزية, الفضية, والذهبية), وجوائزهم المالية القيّمة.

لقد كانت مسابقة الأفلام العربية (الطويلة, التسجيلية, والقصيرة) فكرةً جريئةً, وطموحة, سمعتُ عنها لأول مرة في منتصف الشهر الخامس من هذا العام عبر مكالمة هاتفية طويلة جداً مع (مسعود أمر الله), حيث كان يتابع فعاليّات الدورة ال59 لمهرجان كان السينمائيّ, وأصغيتُ مرةً ثانية إلى تطوراتها في جلسات عديدة جمعتني معه بداية الشهر السابع بمناسبة الدورة الثامنة لبينالي السينما العربية في باريس, وقتذاك, عبرتُ عن حماسي لذاك التجديد الشكليّ, والنوعيّ, وتلك التغييرات الجذرية لتوجهات مهرجان دبيّ السينمائي, وتنظيمه.

وقد حدثت تلك التغييرات في الوقت الذي كان البعض يحاول تهميش الدور السابق ل(مسعود أمر الله) كواحد من المُبرمجين العرب, وذلك بهدف الاقتراب من منصب المدير التنفيذي (نيل ستيفنسون), وإبعاده, والسيطرة على المهرجان, ولكن, كانت الإدارة أذكى بكثير من تلك المحاولات, وبفضل إخلاص, وجهود, وفطنة (مسعود أمر الله), ورؤيته المُستقبلية لمهرجان أفضل, فقد اقترح فكرة المُسابقة, ولم يتردد (نيل ستيفنسون) بمنحه الضوء الأخضر لتنفيذها مع أيّ شخص يختاره, وهكذا أصبح (وعلى عكس ما خططَ له البعض) المسؤول الأول عن كلّ البرامج العربية في مهرجان دبي, وكان من الطبيعي(والمنطقيّ) الاستعانة بمن وقفوا إلى جانبه إنسانياً, واحترافياً, وساندوه في خطواته الأولى(مسابقة أفلام من الإمارات التي تنعقد سنوياً في أبو ظبي), وأصبح الناقد السينمائي اللبناني (محمد رضا) مديراً ل(مُسابقة الأفلام العربية) بعد أن كان مُغيّباً عن المهرجان, كما تولى(كاتب هذه السطور) ـ مع آخرين ـ مهمة اختيار أفلام المُسابقة.

لقد اُستحدثت (المسابقة) إذاً, وتمّ تعيّين (مسعود أمر الله) مديراً فنياً للبرامج العربية, و(سيّمون فيلد) للبرامج الأجنبية, بينما حافظ (نيل ستيفنسون) على منصبه كمدير تنفيذيّ, وأصبح (عبد الحميد جمعة) رئيساً للمهرجان, ومع هذه الهيكلية الجديدة, لم يعدّ المهرجان بحاجة لمُبرمجيه العرب السابقين.

وعلى الرغم من طموح الفكرة, والكثير من المخاوف المُتعلقة بضيق الوقت لتنفيذها, فقد تحققت في شهور قليلة, وكنت أخشى من فشل يقضي عليها نهائياً, وخاصةً أن بعض صُناع السينما العربية, ومثقفيها, ومنذ الدورة الأولى, يتربصون لمهرجان دبي, وينتظرون الإعلان عن توقف نشاطه, ولم يستوعب هؤلاء بعد, بأن دولة الإمارات العربية المتحدة, ومدينة دبيّ بالذات, قادرةً على تأسيس مهرجان سينمائيّ تفخر به, وتتفاخر, ومع دورته الثالثة, شجع المهرجانات العربية الأخرى على إعادة النظر في طبيعتها, والتفكير في تطويرها كي تلحق بمهرجان ما يزال في بداياته.

هناك معادلات, وتساؤلات مازالت قيّد الدرس, والدراسة, ولكن مهرجان دبيّ السينمائيّ تجاوزها مُسبقاً:

ـ هل تنحصر إمكانية تأسيس مهرجانات سينمائية دولية(فقط) بدولة تمتلك صناعةً سينمائيةً راسخة, وحافلةً بالإنتاج السينمائي (مصر).

ـ هل يمتلك بلد ما مشروعية إقامة مهرجانات سينمائية (فقط) في حال قدرته على إنتاج بعض الأفلام في السنة (سوريا, لبنان, المغرب, تونس,..).

ـ ما هي الفائدة المرجوّة من مهرجانات سينمائية في بلد لا توجد فيه أيّ صناعة سينمائية, ولا يمتلك إلاّ رصيداً نحيفاً من الأفلام(سلطنة عمان, الإمارات العربية المتحدة, الكويت, البحرين, قطر...).

ـ هل المهرجانات السينمائية تسبق الإنتاج المحلي, أم تلحقه .

ـ لماذا نرحب بمهرجانات السينما العربية في (باريس, فاميك(فرنسا), روتردام, نيويورك, جنيف, بروكسل,..), ونمتعض عندما تقام في (الإمارات, البحرين, الكويت, سلطنة عمان,..), ونشمئزّ عندما يفكر أحد بتأسيسها في (اليمن, السعودية, موريتانيا, السودان,....).

ـ هل المهرجانات السينمائية قادرة على خلق إنتاج سينمائي محليّ(تجربة مسابقة أفلام من الإمارات في أبو ظبي مثلاً).

ـ هل يحق لمهرجان عربيّ بأن يديره مدير, وفريق أجنبي(دبيّ, مراكش).

في البداية, كان من الطبيعي بأن نطرح على أنفسنا, وعلناً تلك الأسئلة, والتساؤلات, ولكن, من المفيد أيضاً بأن تكون مجالاً خصباً للحوار, والنقاش, والجدل, ومن العبث بأن نضع أنفسنا في (معارضة سينمائية) متشنجة تترصد الأخطاء, وتبحث عنها, وتخلقها أحياناً, وتعمد على تضخيمها, وتتوقع الفشل, بدل أن تساعد على النجاح.

ومهرجان دبيّ السينمائي نموذجٌ واضحٌ يمنحنا إجابات وافية عن كل تساؤلاتنا, ويكشف عن قصورنا في فهم دور الثقافة السينمائية, ونشرها بأيّ وسيلة كانت, كما يقلب أفكاراً مسبقة راسخة في أذهان البعض ممن لم يتذوقوا بعد كعكة المهرجان .

وهو يلحس طعم نجاح الدورة الثالثة, فقد أثبت مهرجان دبي السينمائي بأنه قد حقق الكثير من طموحاته التي تأسّس من أجلها, وأولها, بأن هذه المدينة الإسمنتية الشامخة وسط الصحراء لم تعد علامةً اقتصاديةً, سياحيةً, وتجارية فحسب, بل هي قادرة أيضاً بأن تكون جسراً سينمائياً ما بين الشرق, والغرب, وتصبح ركيزةً مهمة في المشهد السينمائي العربي, والدولي, كما حال المهرجانات الكبيرة .

وهي لا تخطو خطواتها هذه من أجل تحسين, أو تجميل صورتها, ولكنها تسعى لأن تكون مؤثرةً, وفعالة, فمهرجان دبيّ فرصة عظيمة للتعريف بالسينما العربية, وأفضل إبداعاتها, وبمسابقتها المُستحدثة, وجوائزها, يساهم المهرجان (ضمنياً) في تمويل أفلام قادمة, أو يساعد على تشطيب مشاريع معلقة, أو قيّد التنفيذ.

وفي الوقت الذي كان المخرجون الإماراتيون ينفذون أفلامهم بأقل التكاليف, فإن الجوائز التي حصلوا عليها في قسم (إماراتيون واعدون), و(مسابقة السيناريو) المخصصة لهم, سوف تجعلهم ينجزون أعمالهم القادمة بميزانيات مريحة لم تكن متاحة لهم سابقاً, وهكذا, لم يعدّ مهرجان دبي بمسابقته مكانا للفرجة فحسب, ولكن, مصدراً هاماً لتمويل بعض المشاريع العربية, والإماراتية, وهو بهذا يشارك في خلق صناعة سينمائية(لا فرق بأن تُنجز الأفلام بشرائط السيليلويد, أو الفيديو), والحقيقة, فإنني لا أعوّل كثيرا على أيّ مهرجان بأن يكون مصدراً للتمويل, فهذا ليس من شأنه, ولكن, يمكن أن يكون (بدايةً التمويل) من خلال اللقاءات الاحترافية ما بين المنتجين, والمبدعين, وحيث الأفلام الفائزة تثير انتباه الممولين, وقنوات التلفزيون, والمؤسّسات الداعمة,  أو (نهاية التمويل), حيث تساعد الجوائز على تسديد ديون المخرجين, أو فرصة لشراء حقوق البث التلفزيوني, أو ببساطة, يكون بعضها مخصصاً لإنهاء العمليات الفنية للفيلم كما يحدث في الكثير من مهرجانات عالمية أخرى من خلال صناديق الدعم التي ترافق فعالياتها, مثل (لوكارنو, روتردام, أميان, مونبلييه, قرطاج, نانت,...),  كما لا يمكن إنكار الفائدة المرجوة من أيّ حدث سينمائي في نشر الثقافة السينمائية, وخاصةً في بلد لا تعرف صالات السينما فيه غير الأفلام الأمريكية, والهندية, والمصرية,  ويصبح مهرجان دبيّ السينمائي في هذه الحالة فرصةً سنويةً يتعرّف الجمهور من خلالها على أفلام عربية, وأجنبية لا يتسنى له مشاهدتها خارج إطار المهرجان.

ويكفي لأيّ مهرجان سينمائي الوصول إلى هذا الهدف كي يحقق جزءاً كبيراً من الطموحات التي يسعى من أجلها .

وكل من شاهد الزحام أمام صالات (سيتي ستار) في (مُجمّع الإمارات), تبين له بأن مهرجان دبيّ السينمائيّ يساهم في التعريف بالسينما العربية, ونشر الثقافة السينمائية لجمهور يحتاجها, ولم يحصل عليها سابقاً, ويخرج من بيته خصيصاً من أجلها.

والحقيقة, بأن الدورة الثالثة لمهرجان دبي السينمائي كانت مبهرة بكل تفاصيلها, وتنظيمها, ونشاطاتها, ويبدو بأن إدارة المهرجان قد استفادت كثيراً من كل الانتقادات التي تعرض لها في دورتيّه الأولى, والثانية, وبدون جدال, فقد منحت المُسابقة العربية بفروعها الثلاثة (الطويلة, والتسجيلية, والقصيرة),  وبرنامج(إماراتيون واعدون), و(مسابقة السيناريو) نكهةً خاصة, لقد أصبح بالإمكان اعتبار مهرجان دبي مهرجاناً للسينما العربية يستضيف في أقسامه المُوازية برامج أجنبية, وبدون تلك المسابقة (الهزة التي أحدثتها في طبيعة المهرجان, وتوجهاته) لبقي مهرجان دبي منحازاً للسينمات الأجنبية, تطغى أجواءه الاحتفالية على الهموم السينمائية العربية.

دبي/ خاص بـ"سينماتك" الإماراتية في

30.12.2006

 
 

مسابقة الأفلام العربية في

مهرجان دبيّ السينمائيّ الدوليّ

صلاح سرميني ـ دبيّ

بعد دورتيّن فقط من عمر مهرجان دبيّ السينمائيّ الدوليّ, أحدثت مسابقة الأفلام العربية ( الروائية, التسجيلية, والقصيرة) نقلةً نوعيةً واضحةً في طبيعة المهرجان, وتوجهاته, ترافقت مع تغيّيرات جذرية (علنية, وضمنية) في الهيكليّة التنظيميّة.

قبل ذلكَ, كان المهرجان مجموعةً عروض أفلام مُنتقاة بعناية من جميع أنحاء العالم, يتولى اختيارها مُبرمجون عرب, وأجانب, وكانت التوجهات الأولى مُحاكاة ما أُمكن المهرجانات الكبرى (كان, فينيسيا, برلين, تورنتو,..), وجلب افضل أفلامها, وخاصةً تلك التي حازت على جوائزها, وفي الوقت نفسه حاول المدير الكندي (نيل ستيفنسون), وفريقه الأجنبي (وربما بتوجيهات من السلطات العُليا لمدينة دبي) بأن يكون المهرجان احتفاليةً كُبرى تجذب إليها صُناع السينما في العالم, وقد نجح في دورتيّه السابقتيّن بلفت الانتباه, بدون أن يصبح مكاناً حقيقياً للفُرجة, والاكتشافات, أو يتحول إلى مُلتقى سينمائيّ للنقاش, والحوار, والجدل, والأهم من ذلك, كانت السينما العربية واحدةً من الخانات العديدة التي يقدمها, وتضمنت فكرة تعدد المُبرمجين العرب خطورةً كبيرةً, حيث سادت الأفلام المُنتقاة معايّير, وأذواق شخصية انحصرت في شخصيّن, هما الإماراتيّ(مسعود أمر الله), وكان يتولى برمجة الأفلام العربية الطويلة(الروائية, والتسجيلية), بالإضافة للأفلام الإماراتية في قسم (إماراتيون واعدون), وتكريم أحد المخرجين العرب, بينما كانت مهمة الليبيّ(محمد مخلوف) برمجة الأفلام العربية القصيرة(تسجيلية, وروائية).

في الدورة الثانية للمهرجان,احتفظ (محمد مخلوف) بمهمة برمجة الأفلام القصيرة, والتسجيلية بكافة أطوالها, وتسلّم (مسعود أمر الله) برمجة الأفلام العربية الروائية الطويلة الأولى, والثانية لمخرجيها, وأُضيف إليهما العراقي(زياد الخزاعي) لقسم (اكتشافات دبيّ) من الأفلام العربية الروائية الطويلة الأولى لمخرجيها ـ ومن الواضح بأنها سوف تتقاطع, وتتضارب مع مهمة (أمر الله) ـ كما أُوكل إلى المصريّ (رؤوف توفيق) مهمةً (هلاميةً) ببرمجة تكريم لأحد صُناع السينما المصرية.

مسبقاً, كشفت تلك المهمات(المُتقاربة, والمُتضاربة) في البحث عن أفضل أفلام السينما العربية عن الأسباب الجوهرية لفشل فكرة البرمجة العربية في المهرجان, فالإنتاج السينمائي العربي خلال عام لا يتحمل أذواق أربعة مبرمجين, يمتلك كلّ واحد منهم توجهات, وتصورات مختلفة عن الفيلم الأفضل, وكان من الطبيعي بأن يخلق هذا التشتت عقبات, وتصدعات تنظيميّة, وصراعات شخصية.

(نيل ستيفنسون), المدير التنفيذيّ الذي اتهمناه يوماً (بخبراته السينمائية, والتنظيمية المحدودة), وكنتُ أول, وأكثر المُنتقدين له, تبيّن لنا فيما بعد بأنه عقلانيّ جداً, وعلى عكسنا (نحن الذين تقودنا عواطفنا) كان يستمعُ, ويُصغي إلى كلّ الملاحظات المُوجهة له, ويقرأ كلّ الانتقادات بحرص, وانتباه, بدون انفعال, وتشنج, أو إعلان الحرب, والانتقام من هذا, أو ذاك, وبدون صراخ, وزعيق نستخدمهما في مناسبات الضعف, أو القوة.

ما كتبتُه يوماً في (5 حلقات من 21 صفحة) عن الدورة الأولى لمهرجان دبيّ السينمائي الدوليّ تحت عنوان (تشريح تظاهرة سينمائية) لم أكتبه عن أيّ مهرجان عربي, أو أجنبيّ آخر, ولو كان الكنديّ (نيل ستيفنسون) عربياً, لقاطعني إلى يوم القيامة, ولما تسنى لي حضور مهرجان دبيّ مرةً أخرى, لقد أزاحَ كل الجوانب السلبية المُعششة في نفوسنا, وأصغى إلى عقله, ولأنه كان يعي بضرورة توجهات مختلفة  للمهرجان, وافقَ على فكرة (مسعود أمر الله) باستحداث مسابقة للأفلام العربية, ولم يؤجلها كي يُطيل من عمره في المهرجان, ويحتفظ لنفسه بمنصب المدير التنفيذيّ لسنوات أخرى, وعلى العكس, كانت موافقته مشروطة بأن ينفذها (مسعود أمر الله) نفسه, وهو يعرف جيداً بأن هذا المواطن الإماراتي مرشحٌ يوماً ليكون على رأس المهرجان, وهو أمرّ منطقيّ, وطبيعيّ لم يستوعبه من حاول تهميشه, وتحيّيده, وحتى إبعاده نهائياً بهدف الاستيلاء على المنصب الكبير.

(مسعود أمر الله) مخرجٌ, ومثقفٌ سينمائيّ من الطراز الأول, درس السينما أكاديمياً, كتب شعراً, ونقداً, وأخرج برامج تلفزيونية, وأفلاماً سينمائية, وبشكل خاصّ, يعود إليه الفضل في تأسيس (مسابقة أفلام من الإمارات) التي تنعقدُ سنوياً في (أبو ظبي), وتشجيع كلّ المبادرات الإماراتية, والخليجية, وظهورها إلى العلن في المهرجانات السينمائية العربية, والعالمية .

ومع المُوافقة الغير مشروطة لتنفيذ فكرة المُسابقة العربية لمهرجان دبي السينمائي, لم يعدّ المهرجان بحاجة لمُبرمجيه العرب, فقد اختفت تلك البرامج(تلقائياً) لصالح مسابقة تحتاج إلى طاقم عمل جديد, ومختلف, ولم يتضّخم (مسعود أمر الله), ويُصاب بجنون العظمة, فلم يسند إلى نفسه مهمة اختيار الأفلام, كما كان متفهماً جيداً لظروف دولة (الإمارات العربية المتحدة) التي لا تسمح بتشكيل لجان اختيار من داخلها, وكان بإمكانه العثور على عدد ملائم من الصحفيين, النقاد, الأدباء, الشعراء, الفنانين التشكيليين, وصناع الأفلام,.., ولكنه تخيّر بأن يمنح اللجان مصداقيةً عربيةً, ودولية.

لقد تميزت المُسابقة العربية لمهرجان دبيّ السينمائيّ بثلاثة مراحل في اختيار أفلام المُسابقة:

- في المرحلة الأولى يشاهد (مسعود أمر الله) كل الأفلام المُرشحة للمسابقة, ويختار منها تلك التي تتوافق مع القانون الداخلي, وتتضمّن الحدّ الأدنى من الجودة النوعية, والتقنية .

ـ في المرحلة الثانية, تشاهد لجنتا اختيار منفصلتيّن كل الأفلام المُقترحة, وتختار منها عشرة من كل فئة (الروائية الطويلة, التسجيلية القصيرة والطويلة, والروائية القصيرة).

لقد كانت لجان اختيار أفلام المسابقة العربية إضافةً نوعيةً جديدة لم يسبقه إليها أي مهرجان عربي(أو أجنبي) آخر, فقد حرص (مسعود أمر الله) ـ المدير الفني للمسابقة, والبرامج العربية ـ على انتقاء الأعضاء بعناية فائقة, وبالتشاور مع أهل الخبرة, وكلّ مبرمجي مهرجان دبيّ.

وهكذا تكوّنت لجنة اختيار الأفلام الروائية الطويلة من :

ـ بيتر غارغن (بريطانيا) : مؤرخٌ سينمائي, والأمين العام للاتحاد الدولي للصحافة السينمائية(ميونيخ).

ـ مصطفى المسناوي (المغرب) : ناقد, وباحث سينمائي.

ـ كمال رمزي (مصر) ناقد, ومؤرخ سينمائي.

ـ سيد سعيد (مصر) : مخرج, وباحث سينمائي.

ـ أوميت أونال (تركيا) : مخرج, وناقد سينمائي.

بينما تكوّنت لجنة اختيار الأفلام التسجيلية, والقصيرة من :

ـ قيس الزبيدي (العراق) : مخرج, مونتير, وباحث سينمائي.

ـ محمد رضا عباسيّان (إيران) : مخرج سينمائي.

ـ كاتارينا بيترز (ألمانيا الاتحادية) : مخرجة سينمائية.

ـ صلاح سرميني (سورية) : مخرج, ناقد سينمائي, ومبرمج.

ـ أمين صالح (البحرين) : ناقد سينمائي, مؤلف, ومترجم.

في دبيّ, استغرقت المشاهدة عشرة أيام في قاعتيّن منفصلتيّن, في تنظيم على قدر كبير من الاحتراف, والجدية, ولم يخضع الأعضاء لأيّ تأثيرات داخلية, أو خارجية, أو مجاملات لهذا الفيلم, أو ذاك, أو تسهيلات مع هذا البلد, أو ذاك, ولا حتى أيّ محاباة للأفلام الإماراتية, والخليجية المُرشحة, ولهذا, فقد جاءت الاختيارات وُفق قناعة, وأذواق, واهتمامات خمسة أعضاء من كل لجنة .

ـ في المرحلة الثالثة, والنهائية, تتولى لجنتا تحكيم دوليتيّن اختيار ثلاثة أفلام من كلّ فئة للحصول على جوائز المهر (البرونزية, الفضية, والذهبية).

وكما هو معروف, فقد تكونت لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة من :

ـ رضا الباهي(تونس) : مخرج سينمائيّ.

ـ ليلى علوي(مصر) : ممثلة .

ـ إسماعيل فروخي(المغرب) : مخرج سينمائيّ.

ـ شيلا جونستون (بريطانيا) :أكاديمية, وباحثة سينمائية.

ـ كيم دونج-هو (كوريا الجنوبية): مدير مهرجان بوسان السينمائي الدولي, والمدير الشريك لمهرجان سوق الفيلم الأسيوي, ونائب رئيس مجلس إدارة شبكة تنمية السينما الأسيوية.

بينما تكونت لجنة تحكيم الأفلام التسجيلية, والقصيرة من : 

ـ محمد عسلي (المغرب) : مخرج سينمائيّ.

ـ باري أفريتش (مقاطعة كيبك/كندا) : مخرج, ومدير مهرجان تورنتو السينمائيّ.

ـ كايّ نوردبيرج (فنلندة) : مخرج, ومنتج.

ـ جعفر بناهي (إيران) : مخرج.

ـ محمد سويد (لبنان) : ناقد, ومخرج, ومنتج.

دبي/ خاص بـ"سينماتك" في

30.12.2006

 
 

السينما العربية في الدورة الثالثة لمهرجان دبيّ السينمائيّ الدوليّ

صلاح سرميني ـ دبيّ 

توزعت أقسام الدورة الثالثة لمهرجان دبيّ السينمائي وُفق المحاور التالية :

ـ عروض المهرجان الافتتاحية لسبعة أفلام لم تُشارك في المُسابقات .

ـ ليالّ عربية.

ـ المقهى الأوروبيّ.

ـ سينما الأطفال.

ـ سينما شبه القارة الهندية.

ـ السينما العالمية المُعاصرة.

ـ أرض الأفلام الوثائقية.

ـ إماراتيّون واعدون.

ـ تكريماً لأفريقيا.

 ـ أصداء آسيا.

 ـ عملية الجسر الثقافي.

ـ المكرمون في المهرجان.

ـ سينما الهواء الطلق.

ـ موزاييك.

 ـ ندوات السينما في المهرجان.

ـ وجوائز المهر للإبداع السينمائي العربيّ, وهي المسابقة العربية للأفلام المتميزة من جميع أنحاء العالم, والتي أنجزها مخرجون عرب, أو من أصول عربية, بشرط أن تتضمن مواضيع عربية, وتشمل الأفلام الروائية الطويلة, التسجيلية, والروائية القصيرة.

وقد توزعت المُشاركة العربية على الشكل التالي :

ـ المغرب : فيلمان روائيان طويلان (عليش البحر/حكيم بلعباس ـ ياله من عالم رائع/فوزي بن سعيدي), وفيلم قصير واحد(كازا/علي بن كيران).

ولا علاقة لفيلم (كوفاديس) لمخرجه (سمير عبد الله) ـ الفرنسيّ من أبّ مصري, وأم دانماركية ـ لا بمصر, ولا بالمغرب.

ـ لبنان : فيلمان روائيان طويلان(أطلال/غسان سلحب ـ فلافل/ميشيل كمون), وفيلمان تسجيليان(خادمات للبيع/ ديما الجندي), وفيلم قصير واحد(إلى اللقاء/فؤاد عليوان).

وكان يمكن أن يُنسب (يوميات بيروت, حقائق وأكاذيب, وفيديو) إلى فلسطين, انطلاقاً من فلسطينيّة مخرجته (ميّ المصري).

ـ الجزائر : فيلمان روائيان لمخرجيّن يعيشان في فرنسا(بلديون/رشيد بوشارب ـ بركات/جميلة صحراوي).

ـ تونس : فيلمان روائيان(خشخاش/سلمى بكار ـ عرس الذيب/جيلاني سعدي), وفيلم تسجيلي واحد(كحلوشة/نجيب بلقاضي), وفيلم قصير (صبة فلوس/أنيس الأسود).

ـ مصر : فيلم روائي طويل (قصّ, ولزق/هالة خليل), و3 أفلام تسجيلية(البنات دول/ تهاني راشد ـ مكان إسمه الوطن/تامر عزت ـ كوفاديس/ سمير عبد الله) , وثلاثة أفلام قصيرة(الغرفة رقم 12/عز الدين سعيد ـ قطط بلدي/تامر البستاني ـ صباح الفل/ شريف البنداري).

ـ البحرين : فيلم روائي (حكاية بحرينية/بسام الذوادي) .

ـ اليمن: فيلم تسجيلي (أمينة/ خديجة السلامي).

ـ سوريا : فيلم تسجيلي (أنا التي تحمل الزهور إلى قبرها/ هالة العبد الله, وعمار البيك).

ـ الكويت : فيلم تسجيلي(عاصفة من الجنوب/ وليد العوضي) .

ـ فلسطين : فيلم تسجيلي(من يوم مارحت/محمد بكري), وفيلمان قصيران(كن هادئاً/سامح الزعبي ـ إتمنى/شيرين دعيبس) .

وكان يمكن أن يُنسب (يوميات بيروت, حقائق وأكاذيب, وفيديو) إلى فلسطين, انطلاقاً من فلسطينيّة مخرجته (ميّ المصري).

ـ الإمارات العربية المتحدة : فيلمان قصيران(قيد الإنشاء/فاضل المهيري ـ مرايا الصمت/ نواف الجناحي).

وهكذا, بلغ عدد الأفلام العربية التي تنافست على جوائز المهر :

ـ 10 أفلام روائية طويلة من (المغرب, لبنان, الجزائر, البحرين, تونس, مصر)

ـ 10 أفلام تسجيلية من (اليمن, سوريا, مصر, لبنان, فلسطين, الكويت, تونس).

ـ 10 أفلام روائية قصيرة من (فلسطين, المغرب, مصر, لبنان, تونس, الإمارات).

ولكنّ السينما العربية كانت حاضرة (خارج المسابقة) في قسم (ليالّ عربية) مع أفلام من  (مصر, العراق, الكويت, فلسطين, تونس,الأردن), كما حضرت في تلك (الليالي) القضايا العربية بقوة في أفلام قادمة من (المكسيك, الولايات المتحدة, ألمانيا, فرنسا, وإسبانيا), أو من خلال مخرجين, ومخرجات من أصول عربية : سمير نصر, زينة الدرة, هشام الزعوقي, نسيم عموش, آن مارس جاسر,.....

كما تجسّدت القضايا العربية أيضاً في قسم (أرض الأفلام الوثائقية) مع أفلام من (كندا, والولايات المتحدة), وأيضاً في قسم (تكريم أفريقيا) مع فيلم (باماكو) لمخرجه الموريتانيّ (عبد الرحمن سيساكو), وفي (عملية الجسر الثقافي) تبيّن ذلك في ثلاثة أفلام من الولايات المتحدة, هي : نقطة الإلتقاء, وعرب السينما الأشرار, وصوت الروح.

واكتمل حضور السينما العربية في تكريم المخرج السوري (نبيل المالح), وفي قسم (موزاييك) مع فيلمين روائيين طويلين من الإمارات العربية المتحدة(حنين/ محمد الطريفي), والسعودية(ظلال الصمت/عبد الله المحيسن), و13 فيلماً قصيراً من لبنان.

وبحسبة بسيطة, يتضح بأنّ الدورة الثالثة لمهرجان دبي السينمائيّ قدمت للضيوف, والمتفرجين  (114 فيلماً) توزعت كالتالي :

·         30 فيلماً روائياً طويلاً, وتسجيلياً, وقصيرا في (المّسابقة العربية).

·         6 أفلام قصيرة  في برنامج (إماراتيون واعدون).

·         14 فيلماً عربياً, أو لمخرجين من أصول عربية (خارج المسابقة).

·         فيلمان روائيان لتكريم المخرج السوري (نبيل المالح).

·         13 فيلماً قصيراً تحت عنوان (فيديو تحت الحصار) في قسم (موزاييك).

·         13 فيلماً عن القضايا العربية خارج المسابقة

·         كان هناك إذاً (52) فيلماً عربياً, و(13) فيلماً قصيراً جداً عن صمود اللبنانيين خلال العدوان على لبنان, و(13) فيلماً عن القضايا العربية.

·         وبهذا تكون حصة السينما العربية في المهرجان (65/114 فيلماً).

وإذا أضفنا إليها الأفلام القادمة من الشرق, والغرب ( 17 فيلماً من آسيا, 27 فيلماً من أمريكا وأوروبا, فيلماً واحداً من أمريكا اللاتينية, 5 أفلام من أفريقيا), سوف يتكشف بوضوح الشعار الذي رفعه المهرجان كجسر ثقافيّ, وملتقى للثقافات, والإبداع

إشكاليّات تمويل السينما العربية

ولكن, من المثير للاهتمام ـ بعد أن أصبح الأمر مألوفاً ـ بأنّ (فرنسا, ألمانيا, بلجيكا, سويسرا, وحتى الولايات المتحدة) كان لها حصةً مُعتبرة في معظم الأفلام, وخاصةً تلك التي أنجزها مخرجون من المغرب العربي, ولبنان, وفلسطين, بينما تمّ إنجاز أفلام أخرى بمبادرة إنتاجية من مخرجين, ومخرجات يعيشون خارج أوطانهم : خديجة السلامي, هالة العبد الله, هشام الزعوقي, أو ولدوا, وعاشوا في الغرب : سمير نصر, سمير عبد الله, , شيرين دعيبس,.

وإذا دققنا في مصادر تمويل بعض الأفلام, سوف نجد بأنها أجنبية خالصة (بدون أيّ تمويل عربي), مثل الفيلم الروائي القصير(كن هادئاً) لمخرجه الفلسطيني (سامح الزعبي), أو الفيلم الروائي الطويل(بلديون) لمخرجه الجزائري (رشيد بو شارب), بينما انحصر الإنتاج المحلي الخالص في الأفلام القادمة من (مصر, البحرين, الإمارات, الكويت), وهي التي خرجت بالصدفة من المهرجان بدون جوائز.

وبعد أن اعتمدت السينما المغاربية في الثمانينيّات على الإنتاج المشترك, تلتها بعض الأفلام الفلسطينية, واللبنانية, ومن ثم المصرية, وبحسبة بسيطة لمصادر تمويل إنتاج الأفلام المتنافسة في المسابقة العربية, سوف يتضح بأن الأفلام المُمولة بكاملها من بلدانها الأصلية قليلة جداً, إلى الحدّ الذي يجعلنا نتوقع بأن السينما العربية في سنواتها العشر القادمة, سوف تصبح أجنبية التمويل, ينجزها سينمائيّون وُلدوا في الغرب, أو يعيشون فيها منذ أمدّ طويل, أو يتأرجحون بين بلدان الإقامة, وأوطانهم الأصلية.

ألا تبتهج(مثلاً) السلطات السينمائية الفرنسية (وزارة الخارجية الفرنسية, المركز الوطني للسينما, قنوات التلفزيون, مؤسسة يونيفرانس, وشركات الإنتاج الخاصة) باشتراك أفلامها في مسابقات المهرجانات العربية, وحصولها على الجوائز أيضاً, فهي أفلام أوروبية(فرنسية بشكل خاصّ), ويمتلك معظمها الحصة الكبرى من الإنتاج.

* ما هي الخطورة من هذا التحوّل ؟

ـ سوف يتوجه المخرجون العرب إلى الغرب للبحث عن مصادر تمويل لأفلامهم, وسوف يجدون بسهولة(أو بصعوبة) إمكانيات ما لتنفيذها, وتدريجياً, سوف يتخلون تماماً عن مصادر التمويل العربية الوطنية, فتصبح أفلامهم أجنبية خالصة, وهو ما خُطط له منذ الثمانينيّات, بأن يكون الغرب حاضراً بقوة في الثقافة العربية, ومنها السينمائية, وهل من الضروريّ أن نفسر ما هي خطورة هذا الحضور ؟.

ـ في ظل فراغ (وتفريغ) السينما العربية من مبدعيها, فإن هؤلاء الذين وُلدوا, وتربوا في الغرب, وأولئك الذين سوف يكبرون فيها خلال عشر سنوات قادمة, سوف تضاف أسماءهم, وأفلامهم إلى المشهد السينمائي العربي, وهي محاولة اختطاف غير مجدية للسينما العربية نفسها .

ـ سوف تتحقق منافسات غير عادلة بين الأفلام العربية المحلية التي ينجزها المخرجون العرب الذين يعيشون في بلدانهم العربية, ويعتمدون على مصادر تمويل شحيحة, الأفلام الأجنبية لأولئك الذين يعيشون في الغرب, ويعتمدون على مصادر تمويل سخيّة.

ـ سوف تتكوّن, وتتعمق فجوة إبداعية تحول دون المنافسة, أو المقارنة, وفي حال اختيار أفلام لمهرجان سينمائي عربي, لن نجد أفلاماً عربية محلية ملفتة للانتباه, وقابلة للعرض المهرجاناتي, وسوف تتجه الأنظار تلقائياً, وبحكم الأمر الواقع, نحو الأفلام الأجنبية المُنجزة من قبل مخرجين من أصول عربية قريبة, أو بعيدة .

ولن تفخر المهرجانات العربية إلاّ بأصول هؤلاء المخرجين الذين يشقون طريقهم حتماً في البلدان التي يعيشون فيها : فرنسا, بلجيكا, سويسرا, ألمانيا, السويد, الولايات المتحدة... ولن يكون لهم أيّ دور في تطوير السينمات العربية المحلية.

دبي/ خاص بـ"سينماتك" في

02.01.2007

 
 

في دورته الثالثة‏..‏

مهرجان دبي احتفي بالسينما المثيرة للجدل

دبي ـ علا الشافعي 

إذا كان مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الثالثة قد نجح في عرض واستقطاب مجموعة من أهم إنتاجات السينما العالمية بعضها سيتم ترشيحه للفوز بجائزتي الجولد جلوب‏,‏ والأوسكار‏,‏ إلا أنه تمكن أيضا من خلال عدد من الندوات والنقاشات المهمة من طرح مجموعة من القضايا والإشكاليات الخلافية التي نتدارسها منذ عشرات السنين‏,‏ والتي زادت وطأتها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر‏,‏ والمتعلقة بالعلاقة بيننا وبين الغرب‏,‏ وضرورة إقامة جسور للتواصل الثقافي والحضاري‏.‏ ووضح ذلك من خلال القسم الذي نظمته إدارة المهرجان تحت عنوان عملية الجسر الثقافي والتي عرض من خلالها فيلم وثائقي أثار جدلا واسعا تحت عنوان‏ReelBadArabs‏ عرب السينما الأشرار‏,‏ والفيلم مقتبس عن كتاب للكاتب د‏.‏ جاك شاهين بنفس العنوان‏,‏ والذي يتناول ما قامت به هوليوود من تشويه لصورة شعب بأكمله إلي جانب الصورة النمطية التي رسمتها هوليوود للإنسان العربي المسلم‏,‏ عبر الأعوام الماضية بدءا من الأفلام الصامتة‏,‏ ووصولا إلي أفلام حديثة الإنتاج حققت نجاحا كبيرا في شباك التذاكر‏,‏ ويصل عدد هذه الأفلام إلي ما يقرب من‏300‏ فيلم منها العودة إلي المستقبل‏,‏ وأكاذيب حقيقية‏.Neversay-neveragin)(Themumy,‏ وأنديانا جونز‏,‏ وجلاديتور‏,‏ نجح مخرج الفيلم سوت جهالي في رصد تلك الحالة المتعمدة من العداء والتشويه للعرب‏,‏ ليس فقط من خلال الأفلام التي قدمتهم كتجار عبيد‏,‏ أو أثرياء نفط أغبياء‏,‏ أو بربر يعيشون في أجواء ألف ليلة وليلة‏,‏ يشربون ويضاجعون النساء اللائي هن خليعات‏,‏ راقصات‏,‏ يستخدمن فقط في إثارة الغرائز‏,‏ وصولا إلي صورة العربي الإرهابي‏,‏ القاتل وسافك دماء الأبرياء‏,‏ وربط المخرج بشكل شديد الذكاء بين تطور تلك الصورة وتحولاتها وأنماطها‏,‏ وبين تطور الأمور السياسية واتخاذ القرار في واشنطن‏,‏ إذ أصبحت هوليوود تتعامل مع العرب بنفس منطق واشنطن‏,‏ ليس ذلك فقط بل ديزني التي تقدم أفلام الأطفال والكارتون أخذت نفس الـ الستريو تايب الذي تقدمه هوليوود في أفلامها‏.‏

وأكد الفيلم علي تجاهل هوليوود لما يحدث علي أرض الواقع في فلسطين و غيرها من الدول العربية من امتهان للإنسان العربي‏,‏ وكيف أن عنفه هو رد فعل علي ما يحدث له من قمع وقهر‏,‏ أبدا لم نر علي الشاشات الأمريكية الأبرياء الفلسطينيين ممن يعيشون في مخيمات‏,‏ وبقدرة فنية مزج المخرج بين مقاطع من الأفلام‏,‏ ومشاهد القتل والعنف للعرب في نشرات الأخبار مع التعليق بصوت المؤلف علي ذلك التناقض الصارخ في الصور‏,‏ بعد ذلك انتقل المخرج إلي مرحلة ما بعد‏11‏ سبتمبر وما يسمي بـ الإسلاموفوبيا‏,‏ حيث رصد للتليفزيونات الأمريكية والأوروبية التي تعرض مسلسلات تتضمن نماذج للعرب الإرهابيين مثل‏sleepercell‏ الذي يركز علي الشخصيات الأمريكية من أصل عربي والموعودين بالجنة بعد الجهاد ضد الأمريكان‏,‏ يأتي مثل هذا الفيلم في توقيت مناسب للرد علي تلك الهجمات الشرشة علي العرب‏,‏ خصوصا أن المخرج يستعرض بتفاؤل حذر موجة الأفلام الأمريكية الجديدة التي تبدي نوعا من التفهم للعرب والتعاطف معهم‏,‏ مثلما جاء في أفلام مملكة الجنة للمخرج ريدلي سكوت‏,‏ إذ ركز المخرج علي المشهد الذي قام فيه صلاح الدين‏,‏ والذي جسد دوره الممثل السوري غسان مسعود بالتقاط الصليب من علي الأرض‏,‏ وأيضا فيلم الجنة الآن لهاني أبوأسعد‏,‏ ونموذج الأمير المتحضر في فيلم سيريانا لجورج كلوني‏,Hideou-kinky‏ لكيت وينسلت‏,‏ وهي الأفلام التي تبدي نوعا من التفهم للعرب والتعاطف معهم‏,‏ ويصبح أكيدا بالنسبة لنا أن المستقبل في أيدي صانعي الأفلام الشباب ليعملوا علي تغيير الـ ستريوتايب السئ للعرب‏.‏

ونستطيع أن نربط بين الإقبال الجماهيري الذي شهده عرض فيلم عرب السينما الأشرار‏,‏ الذين هم ضحية السياسة الأمريكية والفيلم البريطاني موت رئيس الذي عرض ضمن قسم المقهي الأوروبي في أكبر قاعات مول الإمارات السينمائية نظرا للإقبال الشديد‏,‏ والفيلم قدمه المخرج جابر سيل رينج وهو من إنتاج‏2006‏ و ينتمي إلي نوعية الأفلام الوثائقية التحقيقية برغم أن قصته خيالية تماما‏,‏ فالفيلم يفترض اغتيال الرئيس الأمريكي بوش‏.‏

بهذا الفيلم يكون بوش هو الرئيس الوحيد الذي شاهد فيلما عن اغتياله وهو لايزال يحكم أقوي دولة في العالم‏.‏ويستعين المخرج بمقابلات تليفزيونية رائعة مع من يفترض أنهم طاقم عمل وحراسة الرئيس الأمريكي‏,‏ ومؤثرات بصرية غاية في الذكاء‏.‏ تجعل من يشاهد الفيلم يتأكد من حادثة الاغتيال ومطاردة الجاني‏,‏ ويأخذنا المخرج في رحلة مثيرة عبر المراحل التي تسبق عملية الاغتيال ليقنعنا بصدق الأحداث حتي نشاهد عملية الاغتيال الفعلية التي تقع خلال تظاهرة ضد بوش في شيكاغو‏,‏ وبالطبع تتجه الأحداث إلي الجاني‏,‏ صاحب الأصول العربية‏,‏ وبالتحديد من أصل سوري‏,‏ وتتم محاكمته‏,‏ ويتابع الرئيس الجديد ديك تشيني أحداث المحاكمة‏,‏ وسرعان ما تتكشف الأمور‏,‏ فقاتل بوش طبقالسيناريو الفيلم هو أمريكي‏,‏ ذهب ابنه ليحارب في العراق وعاد ضائعا ومدمنا‏,‏ تلك هي السينما فمن خلالها تستطيع أن تري ما يجري في عالمنا من أحداث سياسية واجتماعية‏,‏ وفي تعليق لمخرج الفيلم جابريال رانج‏,‏ أكد أن فترة ما بعد أحداث سبتمبر كانت غير عادية‏,‏سادها الخوف وحاولت إدارة بوش استغلال الوضع‏,‏ وما قامت به من اعتقالات عشوائية طالت العرب والمسلمين في الولايات المتحدة دون تهم واضحة‏,‏ وأشار إلي أن رد فعل الأمريكيين الذين شاهدوا الفيلم كان إيجابيا للغاية‏,‏ وتعاملوا مع جاء في الفيلم بجدية شديدة‏*‏

الأهرام العربي في

06.01.2007

 
 

أحمد الحضري يكتب من دبي تقييما شاملا لدورة مهرجانها السينمائي الثالثة:

مهرجان دبي بريء من التحيز «العربي» ضد مصر لأن نصف أعضاء لجنتي التحكيم من الأجانب

> إدارة واعية وتنظيم جيد يعيبه فقط جدول العروض الذي تسبب في ارتباك المتابعين

> تخصيص قاعة لمشاهدة نسخ DVD من الأفلام تيسيرا علي النقاد وغيرهم ممن فاتتهم العروض

> سبعة أفلام في برنامج «الجسر الثقافي» لتشجيع الحوار بين الشعوب من بينها فيلم الختام «بابل»  

من أحدث المهرجانات السينمائية الدولية التي استجدت في العالم وفي العالم العربي بصفة خاصة، مهرجان دبي الذي انتهت أخيرا دورته الثالثة. وكانت دورته الأولي في ديسمبر 2004، والثانية في ديسمبر 2005. وبدأت دورته الثالثة يوم الأحد 10 ديسمبر 2006 وكان ختامها يوم الأحد 17 منه.

وكان الرئيس الفخري للمهرجان الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، ورئيس المهرجان عبدالحميد جمعة ومدير المهرجان نيل سيتفنسون.

وكانت الدورتان الأولي والثانية بدون أي مسابقة إكتفاء بالعروض السينمائية للأفلام المختارة في الأقسام المختلفة والندوات والتكريمات. وأضيفت في هذه الدورة الأخيرة مسابقة بين الأفلام العربية فقط المنتجة في مختلف أنحاء العالم بجوائز مالية موزعة علي ثلاث نوعيات: الروائية الطويلة والوثائقية والقصيرة. كما أضيف في العروض السينمائية قسم جيد لسينما الأطفال.

وقد ضمت عروض أفلام المهرجان 114 فيلما (الطويل منها والقصير أيضا) موزعة علي عشر دور عرض.. داران منها في منطقة جميرا، وسبع في مبني مول الإمارات (من بين الشاشات المتاحة هناك)، وسينما في الهواء الطلق وكانت الأفلام المختارة لعروض المهرجان موزعة علي الأقسام التالية:

 

> فيلم الافتتاح

- «بوبي» (أمريكا) إخراج إميليو إستيفنز.

يدور الفيلم حول حادث اغتيال الأمريكي روبرت كينيدي يوم 4 يونيو في فندق امباسادور لوس أنجليوس وما أدي إليه ذلك من تحطم الحلم الأمريكي في أن يسود جانب الخير في العلاقات بين أفراد المجتمع وبين الدول المختلفة، كما كان يتضح من أقوال ذلك المرشح للرئاسة. لقد قدم المخرج فيلمه عن السيناريو الذي كتبه بعيدا تماما عن الخط الوثائقي، بل قدمه من خلال أحداث أخري متشابكة تدور في الوقت نفسه، بين المدير السابق للفندق (انتوني هوبكنز) الذي يعاني من الوحدة والمدير الحالي الذي يخون زوجته (شارون ستون) والمغنية (ديمي مور) التي تعاني من خلاف دائم مع زوجها وعدة نماذج أخري.. ليقدم من خلال هذا وقع المأساة التي تعرض لها روبرت كينيدي الذي كان يحلم بعالم اكثر عدلا وانصافا.. وليختتم الفيلم بخطابه الرائع الذي يعبر عن آمال الجميع اليوم بالرغم من مرور كل هذه السنين. وهكذا كان اختيار هذا الفيلم من حيث رسالته ممتازا في إتفاقه مع هدف المهرجان في بناء جسور التواصل بين الدول.

> مسابقة الأفلام العربية الروائية

قام بتنسيق هذه المسابقة الناقد السينمائي المعروف وكاتب السيناريو محمد رضا، ساعدته لجنة مكونة من خمسة سينمائيين هم بيتر كارجن (بريطانيا) وأوميت أونال (تركيا) وسيد سعيد (مصر) وكمال رمزي (مصر) ومصطفي المسناوي (المغرب) في اختيار الأفلام العربية التي ترشحها للمسابقة. واستقر الاختيار علي عشرة أفلام، ستة كل منها من انتاج دولة عربية منفردة والأربعة الباقية من الانتاج المشترك بين دولة عربية وأخري أوروبية، وكلها من إخراج مخرجين عرب. والأفلام العشرة هي:

- حكاية بحرينية/البحرين/ إخراج بسام الذوادي.

- عليش البحر/ المغرب/حكيم بلعباس.

- بركات/ الجزائر ـ فرنسا/ جميلة صحراوي

- قص ولزق/ مصر/ هالة خليل

- فلافل/ لبنان/ ميشيل كمون

- عرس الديب/ تونس/ جيلاني سعدي

- خشخاش/ تونس/ سلمي بكار

- بلديون/ المغرب ـ الجزائر ـ فرنسا ـ بلجيكا/ رشيد بوشارب.

- أطلال/ لبنان ـ فرنسا/ غسان سلهب.

- ياله من عالم رائع/ المغرب ـ فرنسا ـ ألمانيا/ فوزي بن سعيدي.

> ليال عربية

يتضمن هذا البرنامج 11 فيلما روائيا طويلا، وأربعة أفلام قصيرة، وأغلبها ينتمي إلي انتاج دول عربية، وهي مصر وفلسطين والمغرب والكويت والعراق وتونس وسوريا والأردن، وبعضها من انتاج دول أخري ولكنها تتناول الواقع العربي في انتاج مشترك، وهذه الدول هي: أمريكا وانجلترا وفرنسا وألمانيا وأسبانيا والنرويج والمكسيك.

وأفلام هذا البرنامج خارج المسابقة بطبيعة الحال، الطويل منها أو القصير، والعربي منها أو الاجنبي.

ويشترك هنا فيلمان مصريان روائيان طويلان، وهما: «خيانة مشروعة» سيناريو واخراج خالد يوسف، وقد عرض في حفل متميز في سهرة ثاني ليالي المهرجان، وفيلم «استغماية» سيناريو واخراج عماد البهات.

> المقهي الأوروبي

يضم ستة أفلام تمثل انتاج السينما الأوروبية في عام 2006، تجمع بين عدد من المخرجين القدامي والمخرجين الشبان. وأحد هذه الأفلام «أحبك يا باريس» يضم 18 قصة قصيرة لكل منها مخرج مختلف. والأفلام الستة من انتاج فرنسا وانجلترا وألمانيا وايطاليا وأسبانيا وايرلندا وسويسرا وليختشتاين. واختير لحفل افتتاح هذا البرنامج فيلم «الريح التي تهز سنابل الشعير» إخراج كين لوتش.

> سينما الأطفال

استجد هذا القسم من البرنامج علي مهرجان 2006،، ويضم خمسة أفلام طويلة، يعتمد منه فيلمان علي تحريك الأجسام ذات الأبعاد الثلاثة (وليس الرسم) وفيلم يقوم فيه بالتمثيل أشخاص عاديون وعدد من الحيوانات والطيور، ويتولي عدد من الممثلين المعروفين تسجيل حوار هذه الحيوانات والطيور، وتم هذا في الفيلم الأمريكي «شبكة شارلوت». وفيلمان من أداء ممثلين عاديين وأطفال.

والأفلام الخمسة من انتاج أمريكا وانجلترا وفرنسا وألمانيا والدانمارك وايرلندا وفنلندا واستراليا وقد اختير فيلم «شبكة شارلوت» لافتتاح هذا القسم من الأفلام.

> سينما شبه القارة الهندية

ويضم هذا القسم تسعة أفلام من إنتاج الهند وباكستان وبنجلاديش، وإن كانت أمريكا قد اشتركت في إنتاج فيلمين منها وانفردت بانتاج فيلم واحد. وقد اختير لافتتاح هذا القسم عرض الفيلم الهندي «كابول اكسبريس» وهو أول فيلم كوميدي روائي طويل يخرجه كبير خان. ومن بين أفلام هذه المجموعة الفيلم الباكستاني «مصرع شاروخ خان» سيناريو واخراج محمد احتشام الدين، والذي عرض بمناسبة تكريم الممثل الهندي شاروخ خان.

> السينما العالمية المعاصرة

تسعة أفلام روائية طويلة، أربعة منها من انتاج أمريكا وفيلم من انتاج كل من روسيا والأرجنتين ورومانيا «هوليوود لاند» من إخراج آلان كولتر وتمثيل بن أفليك وبوب هوسكينز، ويدور هذا الفيلم حول الغموض الذي أحاط بوفاة النجم جورج ريفز في عام 1959، الذي اشتهر بتمثيل أدوار سوبرمان في تلك الفترة، وهل كان الأمر جريمة قتل أم انتحار.

أما الفيلم الإيراني «جاء الشتاء» فيدور حول البؤس الشديد الذي يعيش فيه سكان بلدة ريفية إيرانية صغيرة وهو من اخراج راقي بيتس. وامتاز هذا الفيلم بشاعرية اخراجه وروعة تصويره وصدق تمثيله بالرغم من أن جميع ممثليه من غير المحترفين.

> تكريما لإفريقيا

ستة أفلام روائية طويلة من مالي وجنوب إفريقيا وغينيا بالاشتراك مع فرنسا والنمسا وأمريكا. وتتناول هذه الأفلام موضوع الرغبة في الهجرة والخوف من الأجانب وأعمال الفروسية، وبعضها يتجه إلي الشاعرية في التعبير.

> أصداء من آسيا

خمسة أفلام طويلة من شرق آسيا، من اليابان والصين وهونج كونج وكوريا الجنوبية والفلبين. وينتمي ثلاثة من هذه الأفلام (من اليابان وكوريا الجنوبية) إلي الانتاج السينمائي الضخم ذي الميزانيات الكبيرة، بينما ينتمي الفيلمان الباقيان إلي الانتاج العادي، وإن كانت جميعها تشترك في الرغبة في التجديد، وإضافة لمسات من المرح.

> عملية الجسر الثقافي

في محاولة للتوصل إلي حوار وتفاهم بين الشعوب وتشجيع العلاقات الانسانية للتوحيد بينها، يهتم مهرجان دبي في كل دوراته بهذا القسم بالذات وباختيار أفلامه. وفي هذه الدورة تم اختيار سبعة أفلام طويلة، اختير أحدها ليكون فيلم حفل ختام المهرجان وهو الفيلم الأمريكي «بابل». والأفلام السبعة من انتاج أمريكا وايطاليا وألمانيا والهند.

> مسابقة الأفلام العربية القصيرة

عشرة أفلام روائية قصيرة، ثلاثة من مصر، اثنان من كل من الامارات العربية المتحدة وفلسطين، وفيلم من كل من تونس والمغرب ولبنان، ولقد اشتركت فرنسا في انتاج الفيلم المغربي وأحد فيلمي فلسطين، إنما المخرجون جميعهم من العرب. والأفلام المصرية الثلاثة القصيرة المشاركة في المسابقة هي: «صباح الفل» اخراج شريف البنداري وتمثيل هندي صبري، وفيلم «قطط بلدي» إخراج تامر البستاني وتمثيل خالد أبوالنجا ورولا محمود، وفيلم «الغرفة رقم 12» اخراج عزالدين سعيد وتمثيل لطفي لبيب وسحر رامي.

> مسابقة الأفلام العربية الوثائقية

عشرة أفلام أيضا، اثنان من كل من مصر ولبنان وفيلم من كل من تونس والمغرب وسوريا وفلسطين واليمن والكويت، هذا وقد اشتركت مصر وفرنسا في انتاج الفيلم المغربي، وانما جميع المخرجين من العرب. والفيلمان المصريان المشاركان في هذه المسابقة هما: «البنات دول» إخراج تهاني راشد وفيلم «مكان إسمه الوطن» إخراج تامر عزت.

> أرض الأفلام الوثائقية

خارج المسابقة. خمسة أفلام وثائقية طويلة، إثنان من كل من أمريكا وكندا، وفيلم من النمسا. وتتميز الأفلام الأربعة الأمريكية والكندية بأبحاث جادة ترتبط بالسياسة الأمريكية وعلاقاتها بالدول العربية، وتدور أحداثها في أمريكا والعراق وفلسطين في الوقت الحاضر. أما الفيلم النمساوي فيقدم بحثا جادا أيضا ولكنه يدور حول الصناعات الغذائية في خدمة أوروبا وسكانها لسد حاجة كل يوم.

> اماراتيون واعدون

ستة أفلام قصيرة تتراوح مدة عرض كل منها من 4 إلي 23 دقيقة، تقدم لنا ستة رجال وامرأة من المخرجين الجدد من أبناء الإمارات العربية المتحدة، الذين تنعقد عليهم الآمال مع زملائهم في ايجاد حركة سينمائية متكاملة في تلك المنطقة. وخمسة من هذه الأفلام من انتاج الإمارات العربية المتحدة، أما السادس فمن انتاج أمريكا.

> سينما الهواء الطلق

ستة عروض سينمائية بمعدل عرض واحد مساء كل يوم في الساحة المكشوفة بمدينة دبي للإعلام. خمسة من هذه العروض شملت إعادة لخمسة أفلام من الأقسام المتنوعة السابقة الذكر، وعرض واحد لفيلم يقتصر عرضه علي هذا المكان، وهو فيلم «فولفر» (اسبانيا) إخراج بيدرو ألمودوفار وبطولة بينيلوبي كروز.

> المكرمون

تم تكريم ثلاثة سينمائيين من دول مختلفة وهم:

- أوليفرستون المخرج الأمريكي الذي بدأت قائمة أفلامه في عام 1974 وكانت كلها باعتراف الجميع مثيرة للجدل والاهتمام. وقد عرض له المهرجان فيلمي «سلفادور» (1986) و«مركز التجارة العالمي» (2006).

- نبيل المالح المخرج السوري، وعرض له المهرجان في هذه المناسبة فيلمي «الفهد» (1972) و«الكومبارس» (1993).

- شاروخ خان الممثل الهندي، وعرض له المهرجان فيلمي «شالت شالت» (2003) و«مين هون نا» (2004).

> فيلم حفل ختام العروش السينمائية

«بابل» (أمريكا) إخراج أليخاندور وجونزالز اينياريتو

ويدور حول رؤية عصرية لقصة برج بابل. ويضم الفيلم ثلاث قصص تدور في ثلاثة أماكن متباعدة في عالمنا، يعرضها علينا المخرج في صورة متوازية، ينتقل بسلاسة من إحداها إلي الأخري، حتي يفاجئنا بعد فترة بأن هناك رابطا قويا يجمع بين القصص الثلاث. زوجان أمريكيان (براد بيت وكيت بلانشيت) في رحلة سياحية في المغرب، حيث تقع حادثة غير مقصودة عندما يطلق صبي مغربي ساذج بندقية والده علي سيارة السائحين الأمريكيين فتصيب الزوجة الأمريكية، ويعتبر الحدث إرهابيا. وفي اليابان تعاني ابنة صماء بكماء لرجل أعمال ياباني من أنه لا أحد من الشبان يهتم بها. وفي أمريكا قرب حدودها مع المكسيك تحاول مربية مكسيكية ترعي طفلين أمريكيين أثناء سفر والديهما، أن تحضر حفل زواج ابنها في قرية مكسيكية قريبة مصطحبة معها الطفلين الأمريكيين بدون إذن أهلهما، فيتعرض الطفلان لحادث غير مقصود أيضا عند عبور الحدود للعودة. ثم يتضح لنا أن الطفلين الأمريكيين هما إبنا الزوجة التي أصيبت خطأ في المغرب، وأن تحقيق رجال البوليس المغربي في الحادث يؤدي إلي أن البندقية المستعملة كانت مهداة من رجل الأعمال الياباني والد الفتاة الصماء البكماء.
فيلم علي درجة عالية من التشويق والاتقان وضبط الايقاع وبراعة الأداء من سائر الممثلين الأمريكيين والمكسيكيين والمغاربة واليابانيين، بحيث لا يشعر المتفرج بأي ملل بالرغم من طول مدة عرضه عن المعتاد وقد تم عرض هذا الفيلم في الاحتفالية الختامية في مساء الليلة قبل الأخيرة في المهرجان.

> حفل توزيع المسابق

في مساء الليلة الأخيرة تم حفل توزيع الجوائز في مكان في جوف الصحراء، يسمي منتجع الصحراء، معد خصيصا لمثل هذه المناسبات، بحضور عدد هائل من المدعوين إلي جانب ضيوف المهرجان، وفي مقدمتهم الأمير ألبرت الثاني أمير موناكو، والمكان مجهز بحيث يواجه المدعون بحيرة صناعية تتوسطها جزيرة تقوم بدور المنصة التي ستتم عليها العروض الفنية التي تسبق توزيع الجوائز، تصاحب هذه العروض ألعاب مائية ونارية مبتكرة، إلي جانب الإضاءة المتنوعة التي كانت تسقط علي المكان وعلي الخلفية المواجهة للموجودين. وكان المشتركون في الاستعراضات الراقصة يخرجون من باطن هذه الجزيرة بصورة تلفت الأنظار. أما الفائزون بالجوائز فكانوا يصلون إلي هذه الجزيرة المنصة عن طريق معبر يعلو ماء البحيرة الصناعية. ابتكار متميز ودقة مبهرة تجعل من هذا الحفل سهرة لاتنسي يتفوق بها مهرجان دبي علي سائر المهرجانات السينمائية. هذا وقد وشارك المخرج السوري نبيل المالح في توزيع جوائز مسابقة الأفلام القصيرة ثم جوائز مسابقة الأفلام الوثائقية علي مستحقيها، مزيدا من التكريم له. ثم شارك المخرج الأمريكي أوليفر ستون في توزيع جوائز مسابقة الأفلام الطويلة علي الفائزين بها، مزيدا من تكريمه أيضا. وتلي ذلك توزيع الجوائز الخاصة بالسينمائيين الإماراتين الجدد الواعدين.

> لجنتي تحكيم جوائز المهرجان

تشكلت لجنة تحكيم الأفلام العربية الروائية الطويلة من خمسة أعضاء هم: رضا الباهي (مخرج/تونس)، رئيسا وعضوية كل من ليلي علوي (ممثلة/مصر) وإسماعيل فروخي (مخرج/ المغرب) وشيلا جونستون (ناقدة/بريطانيا) وكيم دونج ـ هو (مدير مهرجان سينمائي/كوريا الجنوبية).

وتشكلت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام العربية الوثائقية والقصيرة من خمسة أعضاء أيضا هم: محمد عسلي (مخرج/المغرب) رئيسا وعضوية كل من باري أفريتش (مخرج/كندا) وكاي نورد بيرج (مخرج/فنلندا) ومحمد سويد (مخرج/لبنان) وجعفر باناهي (مخرج/ إيران).

> جوائز المهرجان

الأفلام العربية الروائية الطويلة

- المهر الذهبي (50 ألف دولار): «بركات»/ الجزائر/ إخراج جميلة صحراوي.

- المهر الفضي (40 ألف دولار): «فلافل»/ لبنان/ ميشال كمون.

- المهر البرونزي (30 ألف دولار): «عليش البحر»/ المغرب/ حكيم بلعباس.

> الأفلام العربية الوثائقية

- المهر الذهبي (40 ألف دولار) «كحلوشة»/الجزائر/ نجيب بلقاضي.

- المهر الفضي (30 ألف دولار): «أمينة»/اليمن/ خديجة السلامي.

- المهر البرونزي (20 ألف دولار): «أنا التي تحمل الزهور إلي قبرها»/سوريا/ عمار البيك وهالة العبدالله.

> الأفلام العربية القصيرة

- المهر الذهبي (30 ألف دولار): «اتمني»/ فلسطين/ شيرين دعيبس.

- المهر الفضي (20 ألف دولار): «نبتة سحرية»/تونس/ أنيس الأسود.

- المهر البرونزي (10 آلاف دولار): «ع السكت»/فلسطين/ سامح الزعبي.

> ملاحظات عامة

- أبدأ بتقديري واعجابي بادارة هذا المهرجان وحسن تنظيمه وعمل جميع القائمين بأموره علي تيسير مهام كل ضيوف المهرجان ورواده، بصورة نموذجية. لقد وفرت إدارة المهرجان العدد الكافي من المتخصصين الأجانب والعرب لتحقيق كل جوانبه بدءا من توفير الأفلام اللازمة للمشاركة في اقسامه المختلفة إلي سائر مايتطلبه مثل هذا المهرجان الضخم من تذليل كل الاحتياجات. ويستعين المهرجان بعدد من طالبات كليات التقنية العليا ليكملن الصورة من الاستجابة إلي كل ما يتطلبه هذا العدد الضخم من الضيوف والرواد لتيسير مهامهم، وهي فكرة رائعة تستحق الذكر أيضا.

- وفر المهرجان لرواده قاعة لمشاهدة نسخ dvd من أغلب أفلام المهرجان، تضم 9 شاشات، لكي يتمكن من يريد مشاهدة فيلم ما فاته عند عرضه الأصلي، أو من يريد فحص فيلم ما شاهده من قبل. وفي هذا ما يسهل مهمة النقاد وغيرهم.

مهمة النقاد وغيرهم

- في اليوم الثاني من أيام المهرجان أقيم مؤتمر صحفي تعلن فيه مدينة دبي عن مشروعها العملاق لانشاء مجموعة من الاستديوهات الضخمة لتكون في خدمة الانتاج السينمائي المحلي والعالمي.

وأوضحت الدكتورة أمينة الرستماني مديرة قطاع الإعلام أن هذا المشروع قد بدأ في عام 2005 والمتوقع الانتهاء من تشييده بالكامل ليضم 14 ستديو ضخم بكل ما يلزمها من مكملات، خلال عام 2008. واتضح لنا أن المرحلة الأولي تتضمن ثلاثة «ستديوهات، اثنان منها يضم كل منهما بلاتوه (قاعة تصوير) بمساحة 2320 متر مربعا (25300 قدم مربع) يمكن ضمهما عبر بوابة ضخمة لتصبح المساحة اكثر من 4600 متر مربع. والاستديو الثالث يضم بلاتوه بمساحة 1420 مترا. وهذا المشروع أضخم من أي مشروع مماثل في العالم وسيكون مجهزا بأحدث المعدات العالمية

- كانت عروض الأفلام السينمائية الخاصة بالمهرجان تتم في أماكنها العشر السابق ذكرها في مواعيد مختلفة لا تتفق مع بعضها، كأن تبدأ إحداها عرضا في الساعة 45،2 بعد الظهر، بينما عرض آخر يبدأ في الساعة 00،3 وآخر في 15،3 ورابع في 45،3 وهكذا. ويؤدي هذا إلي أن ينتهي كل عرض في موعد مختلف أيضا. وكان هذا يسبب لي ارتباكا في اختيار عرضين لأشاهدهما متتاليين، فهذا يعني أن أفقد جزءا من العرض الذي اخترته أولا أو من الذي اخترته ثانيا. واقترح لتلافي هذا أن تبدأ جميع العروض في وقت موحد، حتي يتمكن المشاهد من رؤية كل فيلم بالكامل مع الحصول علي فترة راحة قصيرة بين كل عرضين.

- كان نصيب كل فيلم من العروض السينمائية عرضا واحدا أو اثنين أو ثلاثة علي الأكثر، ولا أعرف سببا وراء هذا الاختلاف في فرص المشاهدة. وأغرب ما تم في هذا الاعتبار إن الفيلم المهم «فولفر» (أسبانيا 2006) للمخرج المعروف بيدرو ألمود وفار عرض مرة واحدة فقط في سينما الهواء الطلق البعيدة عن تجمع ضيوف المهرجان!! وأذكر أخيرا أن مصر لم تفز بأي جائزة من جوائز المهرجان التسع المخصصة للأفلام العربية فقط، بالرغم من أن لجنتي التحكيم كانتا تضمان عشرة أعضاء من بينهم خمسة من دول غير عربية، هي: إنجلترا وكندا وفنلندا وإيران وكوريا الجنوبية!!

جريدة القاهرة في

23.01.2007

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)