كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

حيث السينما ممنوعة أو مُقيّدة كل فيلم معجزة صغيرة
مسابقتا الأفلام الإماراتية والخليجية حديقة للحرية

نديم جرجورة

مسابقة أفلام من الإمارات

الدورة الخامسة

   
 
 
 
 

تخطّت <<مسابقة أفلام من الإمارات>> حدودها الجغرافية التقليدية (أفلام إماراتية تُشارك في المسابقة الرسمية، وتحصل على دعم معنوي لا يتعدّى التشجيع على الاستمرار في خلق صُوَر فنية مختلفة)، كي تفتح باباً جديداً أمام نتاج بصري خليجي، يُنجزه شباب منتمون إلى دول مجلس التعاون الخليجي. ففي الدورة الخامسة التي أقيمت في مبنى <<المجمّع الثقافي>> في أبو ظبي، بين الأول والسادس من آذار الجاري، أُطلقت دورة أولى لمسابقة الأفلام الخليجية، في خطوة لافتة للنظر، تؤكّد حرص إدارة المسابقة على إفساح المجال أمام الخليجيين، كي يقدّموا ما لديهم من تجارب بصرية متواضعة. وتسعى إلى وضع اللبنات الأولى لتأسيس مرحلة فنية مختلفة، ترتكز على جعل الصورة أداة قول وتعبير، وتصنع من التقنيات الحديثة مادة لمعاينة الواقع والذات والتفاصيل الإنسانية المتنوّعة.

ليست مسابقة الأفلام الخليجية الحدث الجديد الوحيد في هذه الدورة الخامسة. ذلك أن إدارة <<مسابقة أفلام من الإمارات>> ارتأت أن تُطلق مسابقة أخرى تُعنى بالتصوير الفوتوغرافي الإماراتي. كأن الصورتين، المُتحرّكة والجامدة، تتكاملان في صنع الحكاية الإماراتية، وتساهمان في تطوير لغة التخاطب الفني، وتشكّلان منافذ حسّية على التفاصيل الحياتية والمجتمعية في هذه الدولة الخليجية. أو كأن الصالة التي اعتادت أن تحتضن الأفلام، باتت ترغب في اكتشاف مواهب أخرى في إعادة صنع لحظة، أو في كيفية توثيق لقطة، أو في آلية اختبار المدى الأرحب للغوص في تشعّبات الحياة ومتاهاتها المُتفرّقة، فإذا بها تفتح آفاقاً أخرى لها في قاعة كبيرة شهدت مراراً تنويعات ثقافية وفنية مختلفة. في هذا الإطار، تحوّلت المسابقتان الإماراتيتان، في غضون خمسة أيام متتالية، إلى ما يشبه الاحتفال بمعنى الصورة واحتمالات تعابيرها: في الصالة، نتاج قليل يروي، بشغف وحب واحتراف متواضع، شيئاً من الآلام التي مزّقت الفرد والمجتمع. وفي القاعة، مرايا ملوّنة تعكس، برغبة واضحة في التمرّن على صنع لقطة، بعضاً من الحكايات الإنسانية.

خلية نابضة بالفن

إذاً، تحوّل مبنى <<المجمّع الثقافي>>، الذي بات يحمل اسماً جديداً هو <<هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث>>، إلى خلية نابضة بالحركة واللقاءات والمشاهدة والأسئلة والنكات، بين قاعة عُلّقت على جدرانها صُوَر فوتوغرافية لشباب وشابات إماراتيين يكتبون، بألوانها وإضاءاتها ومضامينها، سطوراً من الواقع والتاريخ، وصالة عُرضت فيها أفلام اختلطت جنسياتها (هناك عدد من التظاهرات الجانبية الخاصّة بأفلام عربية وغربية مختلفة) بهواجس مخرجيها ورغباتهم وآمالهم في تحقيق سينما صادقة. في هذا المناخ المتوتر بجمالياته، اكتشف الزائر المواظب على متابعة دورات هذه <<المسابقة>> أن هناك شيئاً جميلاً يحدث في منطقة الخليج العربي: تأسيس حقيقي لنتاج بصري يطمح صانعوه إلى جعله، ذات يوم، نتاجاً سينمائياً. ذلك أن هذا النتاج البصري مرتكز على ثقافة سينمائية واضحة، ووعي حيوي بأهمية الصورة وضرورتها الثقافية والاجتماعية والإنسانية، ومعرفة جادّة تستقي متابعاتها بالمُشاهدة والتنقيب والبحث عن كل جديد، ورغبة واضحة في اكتساب مزيد من <<العلم>> المختصّ بصناعة الصورة، تقنياً وفنياً. ولعلّ الفيلم السعوديّ الذي أنجزه عبد الله العياف بعنوان <<السينما 500 كم>> (شارك في المسابقة الخليجية، في <<فئة عام>>)، يُقدّم صورة نقيّة وجميلة عن علاقة الشباب السعوديين (يُمكن توسيع الدائرة الجغرافية لتشمل الشباب الخليجيين أيضاً) بالسينما، بتوغّله في قلب المجتمع السعوديّ المنغلق بقسوة، كي يُظهر المعنى الحقيقي للانعتاق من قسوة الانغلاق والتغييب. فالشباب السعوديون منجذبون إلى السينما، إلى درجة أنهم مستعدّون لاجتياز 500 كم، هي المسافة التي تفصلهم عن أقرب صالة عرض سينمائي (أي في البحرين)، كي يشاهدوا فيلماً سينمائياً في صالة سينمائية. لكن ال 500 كم ليست جغرافيّة فقط، بل نفسيّة واجتماعيّة تعكس تفاصيل عدّة يعانيها هؤلاء الشباب في حياتهم اليومية في داخل بلدهم، إذ يستحيل عليهم الحصول على حقّ المُشاهدة في وطنهم، في مقابل حيويتهم الفاعلة التي تدفعهم إلى ابتكار <<المعجزات>> من أجل السينما.

هذا مثل أول يكشف قوة الرغبة الإنسانية في التواصل الحيّ مع السينما وعالمها. فالفيلم السعوديّ يروي هذه التفاصيل، ويبيّن المصاعب المتنوّعة التي يمرّ بها الشاب السعوديّ قبل أن يصل إلى الصالة السينمائية المنشودة. في حين أن أفلاماً أخرى تشي بهذه الرغبة أيضاً، التي تظهر في كيفية اختيار الموضوع ومعالجته الدرامية وتنفيذ تقنياته. هذه أمثلة مستلّة من معاينة شخصية: <<احتفال بالحياة>> لخالد المحمود، <<أسرار سارة>> لجمعة السهلي، <<خوف>> لعبد الحليم أحمد قائد (شارك المخرج نفسه بفيلم ثان بعنوان <<سراب>>، الذي نال جائزة الفيلم التسجيلي في المسابقة الإماراتية في <<فئة طلبة>>)، <<عرج الطين>> لسعيد سالمين المري (فاز بجائزة السيناريو الذي كتبه محمد حسن أحمد، في المسابقة الإماراتية في <<فئة عام>>). هناك أيضاً أفلام خليجية: <<الجساسية>> للقطري مشعل علي، <<حياة تخشبية>> للبحريني عبد الله رشدان، <<القطعة الأخيرة>> للسعوديّ محمد بازيد (شهادة تقدير)، <<مهملات>> للكويتي عبد الله بوشهري (جائزة لجنة التحكيم الخاصّة بالمسابقة الخليجية في <<فئة عام>>)، <<يوم أسود>> للبحريني حسين عباس الحليبي.

جماليات إماراتية واختبارات خليجية

بعد <<أحلام في صندوق>> و<<فطور>> و<<الحلاّق>>، التي عُرضت في دورات سابقة، قدّم خالد المحمود جديده بعنوان <<احتفال بالحياة>>. يتميّز هذا المخرج الشاب باستمراره في البحث في ذات الفرد وروحه. يواجه القدر، ويصوّر مقارعة المرء تحدّياته المختلفة بلغة شفّافة ومتواضعة وجميلة. كأنه يصوغ نكتة وجودية بقالب بصري، أو كأنه لا يعثر على معنى أفضل للصورة إلاّ من خلال تطويع الكاميرا لمصلحة التنفيس عمّا يعتمل في وجدانه من غضب أو قلق أو ارتباك. من جهته، شارك عبد الحليم أحمد قائد بفيلمي <<خوف>> و<<سراب>>: الأول يوهم المُشاهد بمناخ حادّ من الرعب، كأنه (أي المُشاهد) يتابع متتاليات بصرية لا همّ لها سوى إحداث أكبر قدر ممكن من الخوف في داخله. لكن النهاية تثير قدراً من السخرية الضاحكة (إذا صحّ التعبير): ثلاثة أصدقاء يجدون أنفسهم في منزل موحش، فينهار أحدهم (المُصاب دائماً بمرض الخوف الشديد) إلى درجة أنه يقتل صديقيه، قبل أن يُقتل هو بنفسه بحادث سير أثناء هروبه. أما <<سراب>>، فتوثيق جيّد عن المعاناة الإنسانية التي يعيشها المرء في دولة الإمارات العربية المتحدّة، بعد أن تحوّلت إلى دولة عالمية بسبب العدد الكبير من جنسيات القاطنين بها. هناك أيضاً <<عرج الطين>> لسعيد سالمين المري، الذي مزج الصُوَر الشعرية بالقلق الوجودي الإنساني، بلغة بصرية مركّبة. أما <<أسرار سارة>> لجمعة السهلي، فمشغول بحرفية لافتة للنظر، وإن تطلّبت بعض التشذيب الفني والتقني، عن امرأة تعاني توتّراً عصبياً وانهياراً نفسياً، جرّاء عزلتها التي صنعها زوجها بلامبالاته بها.

على الرغم من هذا كلّه، فإن الغالبية الساحقة من الأفلام الإماراتية والخليجية تعاني مآزق عدّة: سوء استخدام الموسيقى في السياق الدرامي، غياب إدارة جيّدة وسوية للممثلين، تبسيط في كتابة السيناريو والمعالجة الدرامية، عدم التحضير الجدّي والمتكامل للملفات الخاصّة بالمواضيع المختارة للأفلام التسجيلية، إلخ. هذه ملاحظات عامّة، تقع فيها غالبية أفلام الشباب الخليجيين، علماً أن هناك إمكانية للتخلّص منها، تتمثّل بحماستهم ووعيهم الثقافي ورغبتهم في امتهان السينما.

في إطار المسابقة الخليجية، بفئتي <<عام>> و<<طلبة>>، تفوّقت مملكة البحرين على الدول الخليجية الأخرى، بعدد الأفلام التي شاركت في المسابقة أو خارجها: خمسة عشر فيلماً (عُرض فيلمان منها في فئة <<عرض خاص>>، أي خارج المسابقة) نال اثنان منها شهادتي تقدير: <<الراية>> لنزار جواد و<<يوم أسود>> لحسين عباس الحليبي. في حين أن المملكة العربية السعودية، التي تعيش نظاماً اجتماعياً صارماً وحادّاً، والتي لا تملك صالة سينمائية واحدة، شاركت بعشرة أفلام، واحدٌ منها عُرض في فئة <<عرض خاص>>، بعنوان <<غموض اليقين>> لعصام الفايز، بينما نال فيلما <<سدا>> لخالد الدخيل و<<القطعة الأخيرة>> لمحمد بازيد شهادتي تقدير، وفاز <<نساء بلا ظلّ>> لهيفاء المنصور بجائزة الفيلم التسجيلي في المسابقة الخليجية في <<فئة عام>>، وذلك <<لجدّية الموضوع الذي تناول واقع المرأة السعودية من زوايا عدّة: دينية واجتماعية، وللجهد المبذول في استعراض وجهات النظر المختلفة حول الموضوع>>، بحسب البيان الرسمي للجنة التحكيم. أما أفلام الدول الخليجية الأخرى، فبلغ عددها سبعة: فيلمان قطريان وآخران من سلطنة عُمان وواحد من الكويت (<<مهملات>> لعبد الله بوشهري، الفائز بجائزة لجنة التحكيم الخاصّة بالمسابقة الخليجية في <<فئة عام>>، بسبب قدرة المخرج ونجاحه في توظيف العناصر الفنية، ومنها الإضاءة والصوت وزوايا التصوير، لخلق تكوينات بصرية لافتة للنظر>>، بحسب ما أعلنته لجنة التحكيم في بيانها الختامي)، وفيلمان يمنيان أُنجزا بدعم مالي مباشر من فرنسا.

المرأة بين الماضي والحاضر

يستحقّ <<نساء بلا ظلّ>> لهيفاء المنصور الجائزة التي نالها. فهو، بالإضافة إلى جمالياته البصرية في استخدام تقنيات الفيلم التسجيلي، قدّم تشريحاً بديعاً لواقع المرأة السعودية، جامعاً التاريخ بالآنيّ، والتحليل الاجتماعي بالقراءة النفسية المبطّنة، والتوغّل في المحظورات بالسعي إلى تمزيق بعض الأقنعة التي أخفت هذا الكمّ الهائل من التزمّت الحديث نسبياً. ذلك أن هيفاء المنصور استعادت الماضي كي تضيء أزمة الآنيّ: ففي السابق، بدت النساء السعوديات أكثر تحرّراً، والمجتمع السعودي أكثر انفتاحاً، والحياة اليومية أكثر رحابة. في حين أن المأزق الفعلي تجلّى بارتفاع نسبة التزمّت والتضييق الاجتماعي المستند إلى تفسيرات أصولية ومتشدّدة للإسلام وتعاليمه، بدءاً من ثمانينيات القرن المنصرم، مع انتصار الثورة الخمينية في إيران، التي أجّجت أصولية سنية لم تجد أرضاً خصبة لها إلاّ في المملكة العربية السعودية. بدت هيفاء المنصور متمكّنة من موضوعها وأدوات تعبيرها: التقت نساء محجّبات وسافرات، وواجهت رجل دين <<أفتى>> بإمكانية أن تنزع المرأة الحجاب عن وجهها، فتعرّض لحملة شرسة دفعته إلى التراجع عن <<فتواه>> هذه، وحلّلت البؤس الاجتماعي والإنساني من خلال مكنونات القلب والروح، التي أفضت بها هؤلاء النسوة.

يشبه <<نساء بلا ظلّ>> فيلما تسجيلياً مصرياً بعنوان <<دردشات نسائية>> لهالة جلال، لجهة تحليله الاجتماعي الخاص ب<<التطوّر التراجعي>> (إذا صحّ القول) الذي عاشته المرأة المصرية في خلال مئة عام تقريباً: في السابق، كانت المرأة أكثر تحرّراً، والمجتمع أكثر انفتاحاً، قبل أن تسقط المرأة والمجتمع معاً في قبضة التزمّت والأصولية. بمعنى آخر، كشف الفيلمان، كلٌ بأسلوبه وهواجسه وأدواته الخاصّة، أن الماضي أجمل من الحاضر، وأن المجتعات العربية تسير بخطى حثيثة نحو الوراء، وأن التطوّر العلمي والتقني والمعرفي الذي اختبرته (ولا تزال تختبره) هذه المجتمعات لا يكفي لوحده كي يتطوّر المجتمع نفسه.

هناك أيضاً الفيلم القصير <<القطعة الأخيرة>>: إنه احتفاء بشارلي شابلن. فالشخصية الأساسية تقليد حيّ لهذا الممثل/المخرج، والتصوير مصنوع بالأسود والأبيض، والإطار العام يتماهى مع اللقطات الإنسانية التي صنعها شابلن. فيلم متواضع وجميل وعاديّ.

مفاجأة؟

هل يُمكن القول إن النتاج البصري السعودي أحدث <<مفاجأة>> جدّية وجميلة، في الدورة الخامسة ل<<مسابقة أفلام من الإمارات>>؟ ألم تُقدّم الدول الخليجية الأخرى نتاجاً جيّداً ولافتاً للنظر؟ لا شكّ في أن النتاج البصري السعودي فاجأ متابعي الأيام الخمسة ل<<المسابقة>>، إن ل<<غزارة>> إنتاجه، بالنسبة إلى الواقع الاجتماعي الأكثر تزمّتاً وقمعاً من الدول الأخرى، وإن ل<<جودة>> بعض هذه الأفلام المثيرة للنقاش النقدي. لا أتغاضى عن <<أهمية>> التجارب الخليجية الأخرى، خصوصاً سلطنة عُمان، التي شاركت بفيلمي <<دموع الورق>> لعبد الله رشدان (السطوة الأبوية على الأبناء، والضغط الخانق في مسائل الزواج المدبّر، الذي يقضي على حرية الفرد في خياراته الحياتية) و<<بين السطور والمرايا>> لعامر بن عبد الخالق الرواس (عن الرقابة الذاتية في عملية الإبداع) في المسابقة الخليجية، في حين أن الدورة الخامسة ل<<مسابقة أفلام من الإمارات>> اختُتمت، مساء السادس من آذار الجاري، بالفيلم العُماني الروائي الطويل الأول <<البوم>> لخالد بن عبد الرحيم الزدجالي (عن الصراع الأبدي بين الشر والخير، من خلال حكاية قرية ساحلية، يعتاش أبناؤها من صيد السمك، ويعيشون تحت وطأة القهر المالي والديني): لا تدّعي هذه الأفلام كلّها أنها بلغت مستوى عال جداً من الإبهار والسوية الإبداعية والجماليات الدرامية والفنية والتقنية. لكن هذه الجماليات نفسها قدّمت شيئاً من الاحتراف السوي، الذي يحتاج إلى صقل وتشذيب يؤدّيان، حتماً، إلى تطوير أدوات التعبير البصري. هناك أيضاً اليمن، التي <<تمثّلت>> بفيلمي <<الرتاج المبهور>> لحميد عقبي (مقتبس عن قصيدة لعبد العزيز سعود البابطين) و<<غريبة في موطنها>> لخديجة السلامي: على الرغم من الالتباس الحاصل في تحديد مفهوم واضح وثابت ل<<السينما الشعرية>> في العالم العربي، إلاّ أن <<الرتاج المبهور>> مصنوع بشيء من الجماليات الفنية التي استوفت حدّاً متواضعاً من شرطها الإبداعي. لا تعني السينما الشعرية اختيار قصيدة ما وإلقاءها على خلفية مَشَاهد مصوّرة، وإن ارتكز هذا كلّه على سيناريو وأداء وتفاصيل تقنية مختلفة. فهذه الطريقة تبدو وكأن المخرج يصنع <<فيديو كليب>> خاص بالشعر، وليس سينما شعرية تستند على جعل الصُور والمشاهد والسياق والفضاء العام <<شعراً>> قائماً بحدّ ذاته. أما <<غريبة في موطنها>>، فتوثيق درامي جميل عن فتاة يمنية تمرّدت على قوانين بيئتها الاجتماعية والدينية، برفضها ارتداء الحجاب، وبمشاركتها الصبيان في لعب كرة القدم، وبعيشها بحسب أهواء قلبها وروحها، من دون أن تتخلّى عن دراستها التي تفوّقت بها. يكشف الفيلم تناقضات المجتمع اليمني، ويرسم صورة حسية عن العلاقة القائمة بين الرجل والمرأة، وعن قدرة المرأة (الفتاة هنا) على تحقيق رغباتها، وإن لم تنجح في التغلّب كلّياً على سطوة هذه البيئة المحافظة والتقليدية (استعاد المجتمع الفتاة، بدل أن تنتصر الفتاة لرغباتها المتحرّرة).

هذه نماذج متفرّقة عن أساليب معتمدة في اختيار مواضيع حسّاسة ومهمّة، وإن فشلت غالبية الأفلام الخليجية (المشاركة في المسابقتين الخليجية والإماراتية على حدّ سواء) في تحقيق المعادلة الإبداعية المطلوبة بين المضمون والشكل. هذه أمثلة تعكس وجود نواة جدّية لصناعة الصورة المتحرّكة، في مجتمع تقليدي قاس، تحتاج (هذه النواة) إلى عمل جدّي ودؤوب للخروج من الدائرة المغلقة التي أحكمت السلطات السياسية والدينية والاجتماعية قبضتها عليها. ذلك أن هذه المجتمعات الخليجية ترزح تحت وطأة قوانين صارمة تُنظّم أساليب العيش اليومي في المجالات كلّها، وضعها متزمّتون يُصرّون على تجاهل واقع التطوّر الحاصل في العالم، ولا يكترثون بأي نشاط ثقافي أو فني، ولا رغبة لديهم في توفير دعم مالي أو معنوي، وفي إفساح المجال واسعاً أمام الخليجيين (شباباً وشابات) لتحقيق نتاج ثقافي وفني سوي.

في قراءته النقدية النتاج البصري المشارك في الدورة الخامسة ل<<مسابقة أفلام من الإمارات>> (تقليد سنوي اعتمدته إدارة المسابقة باختيارها ناقداً عربياً يُقدّم قراءته هذه في اليوم الأخير من كل دورة)، قال الناقد البحريني حسن حداد إنه يمكن الجزم <<بأن السينما كصناعة في دولة الإمارات، كما في بقية دول الخليج، لن تكون لها قائمة إلاّ من خلال دعم القطاع العام، أي الأجهزة والمؤسّسات الرسمية الحكومية، باعتبار أن الهمّ الفني والتثقيفي يتزامنان مع توجّهات هذه الدول لتربية جيل مثقف ومهتم بالأدب والفن بشكل عام، والإحساس من جانب هذه الحكومات بالمسؤولية تجاه المواطن، بغضّ النظر عن الربح المادي>>، مشيراً إلى أن هذا <<ما يتراءى لنا من خلال تصريحات المسؤولين في هذه الدول>>، وهو ما يتناقض، حقيقة، مع واقع الحال، إذ إن مشكلات عدّة تواجه الطامحين إلى صنع أفلام، أبرزها التغاضي الرسمي عن أي دعم ممكن. بالإضافة إلى المواجهة القاسية التي تفرضها قوانين السلطتين الدينية والاجتماعية في هذه الدول. من ناحية أخرى، رأى حداد أن <<التعويل على القطاع الخاص في قيام سينما محلية، فأمر لا يُمكن الرهان عليه مرحلياً، باعتبار أن رأس المال الخاص سينتظر كثيراً إلى أن يطمئن بأن هناك جمهوراً سينمائياً، أو بالأحرى مستهلكاً جيداً لهذه الصناعة المنتظرة>>.

على الرغم من هذا كلّه، فإن <<مسابقة أفلام من الإمارات>>، بشقّيها الإماراتيّ والخليجيّ، تستمرّ في إتاحة الفرصة الملائمة لكشف عدد من المواهب الجدّية والاحتراف الوليد، في محاولة جادّة لدعمها وحثّها على التطوّر من خلال المتابعة والتمرين والمواجهة.  

(أبو ظبي)

السفير اللبنانية في 10 مارس

أوليفر ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم المخرج فيلماً متقناً في حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي، ولكن هذا لا يجعله يتميز كثيراً عن الجيد من أفلام حرب فيتنام.

المصرية في

01.03.2006

 
 

الأفلام البحرينية تظفر بشهادات تقدير في مسابقة الإمارات 

جاءت مشاركة الأفلام البحرينية كبيرة في مسابقة أفلام من الإمارات في دورته الحالية التي انتهت منذ أيام، حيث حصدت ست شهادات تقديرية وهي:

1- ''الراية'' للمخرج نزار جواد، يحكي الفيلم بشكل رمزي عن مفهوم الصراع على السلطة من خلال الراية.

2- ''لمتى؟'' للمخرج عبدالله البزاز، شخص يخرج من قبره، يطّلع على ما يجري في هذه الدنيا من أوضاع اجتماعية غير صالحة متسائلاً: لمتى.. ولمتى..؟!

3- ''سكين'' للمخرج محمد نعمان، شخص مقيّد، يحاول الخلاص، يخلصه من القيد سكين.. هذه السكين تقوم بقتله.

4- ''يوم أسود'' للمخرج حسين الحليبي، تدور أحداث الفيلم حول شاب جامعي متشائم، ينظر للحياة بلون أسود نتيجة ما يصادفه من واقع مظلم في وطنه، الظلام يقتحم عينيه ليرى كل شيء أسود.

5- ''ساعي'' للمخرج محمد جاسم العرادي، شخص تعترضه عدة عقبات في طريق سعيه نحو هدفه المنشود.

6- ''العود الأخير'' للمخرج محمد نعمان، ثلاثة نماذج من أفراد المجتمع الحديث، النموذج الأول الخانع، النموذج الثاني المتمسك بالأمل، النموذج الثالث الشخص المقدام.

الوطن البحرينية في 15 مارس 2006

المخرج أوليفر ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم المخرج فيلماً متقناً في حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي، ولكن هذا لا يجعله يتميز كثيراً عن الجيد من أفلام حرب فيتنام.

المصرية في

01.03.2006

 
 

مسابقة «أفلام من الإمارات» في دورتها الخامسة...

 ولادة جيل شاب جريء يتجاوز أعمال الكبار

أبو ظبي – فجر يعقوب

تناوب نقاد وسينمائيون على الحديث عن مسابقة «أفلام من الإمارات»، التي تأبى أن تصبح مهرجاناً حتى اللحظة، وها هي تدخل عامها الخامس، لذلك وإن بدت قراءتها متعجلة بعض الشيء، بحكم المحدودية الصحافية، فإن الدورة الأخيرة تكشف عن تلقائية في جرأة العنصر النسائي بشكل يفوق التوقع، فهناك اختراق واضح للمحظورات الاجتماعية في بلد يمتاز بمحافظته واسترخائه في استهلاك يحبط شجاعة التجريب وشجاعة الطرح.

وهنا قد لا يعود «مجدياً» أن تلاحظ لجنة التحكيم، تلك المبالغة في استخدام الموسيقى من دون توظيف درامي، إذ تتكرر هذه اللازمة مع نهاية كل دورة. ولكن ما هو مؤكد أن هذه المسابقة التي استعملت الرقم 5 في دورانها، والتي لا تحلم بالمهرجان على رغم مناشدات ظهرت من هنا وهناك في أروقة المجمع الثقافي في أبو ظبي، وقد تحول بدوره إلى هيئة للثقافة والتراث، أخذت تكشف أكثر فأكثر عن تجارب شجاعة لشابات وشبان إماراتيين لا يحسنون استخدام اللغة العربية في حوارات أفلامهم، ويخطئون في ترجمتها عند نقلها إلى «تيترات» إنكليزية، فإن نظرة خاطفة إلى الأسماء التي تكررت هذا العام مثل حنان الملا، وهبا الظنحاني، وميثاء إبراهيم وعبدالله حسن أحمد وعلي مصطفى ووليد الشحي، تؤكد أن هؤلاء الشبان والشابات قرروا النزول إلى الميدان بسيناريوات فيها نزوع جريء نحو مناقشة قضايا حيوية تخص المجتمع الإماراتي، والأهم من كل ذلك هو الجريان المدروس والمتقن للتخلص من تيترات أفلام الآخرين. ونقصد بالطبع أفلام «الكبار» الذين سبقوهم على طرق إنتاجية معبدة وقد تفننوا في الدعاية لها كأنها جزء مكمل لكل تلك الأفلام قليلة العدد التي صنعت من بعد استغراق في تأملات لا تنتهي.

الوسيلة؟

الواضح في تجارب هؤلاء الشباب أن الوسيلة لم تعد مهمة، وقد أضحت الكاميرات الرقمية الخفيفة مآل الأفلام المقبلة، فإصرارهم على التوغل عميقاً في تجارب حتى وإن ظهرت من دون تشذيب، خلق مفهوماً ملتبساً حول التجريب يحار في توضيح نفسه، ولا يمتاز إلا بالجرأة حتى وإن افتقدت إلى كل تلك التفصيلات الحيوية، بما يخص الإضاءة وزوايا الكاميرا والممثل وهبوب النوع الدرامي أكان وثائقياً أو روائياً أو تحريكاً.

وقد لا يختلف اثنان بمعزل عن نتائج هذه الدورة (عقدت ما بين 1 و 6 آذار/ مارس الجاري) أنها قد أفسحت المجال أمام هؤلاء الشباب ليبرروا شجاعتهم في معرض اختيارهم للمواضيع التي اشتغلوا عليها، بعد أن وجدوا أنفسهم عرضة لنميمة اللون والضوء والتوليف الكلي القدرة. وقد ابتعدوا عن «جبن» تورط فيه الكثير من السينمائيين «الرسميين» الذين انتزعوا شرعيات سينمائية مشكوك بأمرها من مهرجانات جرى التخطيط لها بعناية فائقة. ها هنا شبان وشابات يمضون باتجاهات مختلفة وفي طرق وعرة، يخطئون كثيراً ويصيبون لماماً، ولكنهم يحتفلون بطرائقهم بتلك السينما حتى وإن بدت غير مفهومة للكثير منا، إذ ظهرت أحياناً وكأنها لا تقيم وزناً لمواضيع كبيرة قيلت جهاراً في أفلام كثيرة. وقد يبدو هذا غريباً للوهلة الأولى، ولكن الميزة الوحيدة التي تتردد بين هذه الأشرطة الكثيرة وقد تجاوزت المئة فيلم أن هذه الجرعة البصرية الكبيرة كشفت عن أن بعض أصحابها يخترقون ركوداً سينمائياً عربياً في لحظات سهو الآخرين الكبار الذين أغمضوا أعينهم عن تجاربهم، واكتفوا بممالآت إعلامية فيها تبرج أكثر مما فيها نقد.

في مسابقة أفلام من الإمارات لا يعود مهماً ذكر الأسماء كلها، وإن لم نلحظ وجود بعض الأسماء التي تميزت في الدورات السابقة مثل نواف الجناحي وهاني الشيباني وصالح كرامة وسعيد الظاهري وغيرهم، فنحن لا نعرف حجم مشاغلهم، ولكن بات واضحاً حضور كل تلك المواضيع المستعجلة وهجوم الكاميرات غير المتقن أحياناً بسبب من تساهل يقوم به القائمون على هذه المسابقة، وخاصة بما يتعلق بأفلام الطلاب بغية تشجيعهم والأخذ بيدهم، وإن كان التشدد سيصبح مطلباً أساسياً في الدورات القادمة، وهذا ضروري في رأينا، فلا يكفي أن تكون الجرأة فقط في محاولة تبصر ما هو أمام الكاميرا الخفيفة وهي من سمح لهذا الجيل الذكي المراوغ بدفن «تيترات» أفلام الكبار الذين افتقدوا في تعاملهم مع الشباب إلى الكفاءات الإنسانية المرجوة. هؤلاء الشباب الذين ينسلون من أمامهم في سابقة فيلمية مدهشة، فالآن يولد جيل جديد ليس في الإمارات لوحدها، بل في لبنان وسورية ومصر وفلسطين والعراق والسعودية التي جاء منها هذا العام عدد من المخرجين على رأسهم هيفاء المنصور، يقوم على وصل نهاره بالليل، بأفلام الجيب، أو أفلام العثرات المصورة بالموبايل، حدّ إرواء غليله بأفلام السيني ديكتوم، وهي الأفلام التي تقول الإجابة غير المتوقعة من الصورة نفسها.

الناقد البحريني حسن حداد، وصاحب الموقع السينمائي المميز على الإنترنت www.cinematechaddad.com قدم قراءة نقدية متوازنة في مجموع الأفلام الإماراتية والخليجية التي تشارك في المسابقة للمرة الأولى، وقال ان بسبب من هذا الكم الضخم من الأفلام بدا صعباً عليه تذكر الأسماء، ولكنه لم يمنع نفسه من تذكر فيلم (خوف) وقد أحس بصنعة السينما فيه من خلال مونتاجه الرشيق والموسيقى المتناغمة مع الحدث. وأشار في حديث لـ «الحياة» إلى وجود عدد من الأفلام، وبخاصة التسجيلية منها بدت كأنها احترافية مثل «الجساسية» و «نساء بلا ظل» لهيفاء المنصور، و «سماء صغيرة» لمحمد حسن أحمد.

مفاجأة

وذهب عضو لجنة التحكيم الناقد البحريني أمين صالح إلى القول ان الأفلام الإماراتية تمتعت بحساسية فنية جيدة، وأن صانعيها في حاجة الى الدعم المادي في الدرجة الأولى. ولاحظ صالح أن الأعمال الخليجية الأخرى جاءت متدنية المستوى مقارنة بالأفلام الإماراتية التي شهدت تطوراً ملحوظاً بفضل مسابقة أفلام من الإمارات في الدرجة الأولى. وقد جاءت الأفلام التسجيلية لتشكل بجرأتها مفاجأة للمتلقي والجهات الرسمية وهي تقبل على مناقشة موضوعات مثل الهوية، اللغة، الانتماء، الفوارق الطبقية، وواقع المرأة. ورأى أن فيلم «سماء صغيرة» ناقش موضوع المرأة من دون المبالغات الدرامية المعهودة.

أما ماهر عنجاري منسق مهرجان القارات الثلاث (نانت) فقد رأى أن هذه المسابقة هي محاولات الكاميرات الخفيفة لمناقشة مواضيع جيدة وإن بدت طريقة المعالجة صعبة و «بخاصة في بلد مثل الإمارات لا توجد فيه صناعة سينما».

أما المخرج الإماراتي وليد الشحي (شارك بفيلم تسجيلي في المسابقة) فقد قال إن مستوى الأفلام الإماراتية بدا هذا العام في حال أفضل وذلك بسبب من التواصل الذي فرضته المسابقة على أجواء العمل الجماعي من خلال تشكيل جماعات فنية مثل («انعكاس» و «صقر الصحراء» و «بصمات»...الخ).

وكانت مسابقة أفلام من الإمارات افتتحت بالفيلم الإسباني «شتاء في بغداد» واختتمت بـ «البوم» للمخرج العماني خالد الزدجالي.

أما لجنة التحكيم المشكلة من أمين صالح من البحرين، وسعد هنداوي من مصر، وعادل خزام وإبراهيم الأميري من الإمارات، فقد فجعت بالحادث المروري المروع الذي تعرض له رئيسها المخرج التونسي الطيب الوحيشي مما أدى إلى إصابته بالشلل بعد تعرض نخاعه الشوكي لأذى كبير الأمر الذي استدعى نقله إلى باريس للمعالجة.

وقد هيمن الوضع الصحي الصعب للوحيشي على أجواء المسابقة مما خلق جواً حزيناً ومؤثراً، مع الإبقاء عليه رئيساً شرفياً للجنة التحكيم.

الحياة اللبنانية في 17 مارس

المخرج أوليفر ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم المخرج فيلماً متقناً في حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي، ولكن هذا لا يجعله يتميز كثيراً عن الجيد من أفلام حرب فيتنام.

المصرية في

01.03.2006

 
 

المخرج مسعود أمر الله آل علي:

نتساهل في اختيار الأفلام لتوريط أصحابها 

في الحوار معه لا يتوقف المخرج الإماراتي مسعود أمر الله آل علي أمام فيلمه «حارسات الجبل»، فما يثيره هو الدورة الخامسة من مسابقة أفلام من الإمارات وكل تلك الأفلام التي استضافها المجمع الثقافي (أبو ظبي)، وهي أفلام تبدأ من الأخوين لوميير ولا تقف عند أفلام السيني ديكتوم مروراً بتظاهرة هايكوسينما وأفلام الدقيقة الواحدة:

·         هل هناك مراوحة في المكان قليلاً بما يتعلق بالأفلام الإماراتية؟

- لا أعتقد بوجود مراوحة في الموضوع أو اللغة البصرية. أعتقد أن هناك شبه فهم لآلية السينما من ناحية، ومن ناحية ثانية فإن الأسماء التي حققت الأفلام الإماراتية قبل عام ليست نفس الأسماء، فقد تغيرت. وهذا يعني أنه لا توجد مراوحة بل استبدال وتغيير وكأن الدماء تتجدد ناهيك بأن الأفلام معمولة بشكل أفضل. أما الأفلام الإماراتية (فئة طلبة) فقد قدمت أجرأ المواضيع لهذا العام خصوصاً من قبل الفتيات، ولهذا فأنا أعتقد أن هذه الأفلام بدأت تصب في منحاها الصحيح وقد استردت عافيتها من بعد إحباط شهدناه في العام الماضي.

·         هل جاءت المساهمة الخليجية في المسابقة لتحرف التجربة عن مسارها الذي انطلقت من أجله؟

- لا، ما زلنا نحافظ على المسابقة الإماراتية وهي لا تزال قائمة ولم تلغ. والأفلام الإماراتية مستمرة منذ أربع سنوات وهذه هي السنة الخامسة. وأما قد استحدثنا مسابقة للأفلام الخليجية، فإن السبب يعود في رأيي إلى أننا نتقاسم الهموم والأرضية نفسها في ظل غياب السينما والعروض المغايرة والوعي السينمائي في دول الخليج التي لا تفتقد إلى المبدعين بمقدار ما تفتقد إلى الحاضن والبيئة. لذلك فإن استحداث هذه المسابقة يصب في صالح التجربة العامة لدول الخليج.

·         ما هي الأرضية التي تختارون عليها الأفلام؟

- بما أن لدينا مسابقتين («عام» و «طلبة»)، فإننا بدأنا هذا العام بالفرز. أكثر من عشرين فيلماً لم تدخل المسابقة، بل عرضت في عروض خاصة. طبعاً المعايير ليست قاسية جداً، ولكننا ننظر إلى الفيلم بما إذا كان متوافقاً مع أدنى شروط عمل الأفلام. مثلاً هناك أفلام أرسلت على أساس أنها وثائقية، وهي لم تكن أكثر من ريبورتاجات فاستبعدت. هناك أفلام جاءت مهزوزة تقنياً فاستبعدت أيضاً. أما بالنسبة الى الطلبة فنحن عادة ما نكون متسامحين وخصوصاً لمن يشارك منهم لأول مرة. بالنسبة الى المسابقة الخليجية فنحن لم نضع استثناءات، والفكرة، كما كانت منذ بدايتها، تقوم على أننا لن نكون قساة من المرة الأولى، فما يهمنا هو توريط الآخر بهذا الحقل.

لكي لا نظلم

·         بما أن المجال أضحى مفتوحاً أمام الأفلام الخليجية.. لماذا لا يفتح الباب أيضاً أمام مساهمات عربية؟

- بالنسبة إلي المسابقة سوف تظل إماراتية خليجية، أما الأفلام العربية فستظل من خارج المسابقة لسبب مهم جداً، فنحن تكلمنا عن الأرضية المتشابهة التي تربط دول الخليج، وعندما تردنا أفلام عربية لها تاريخ وارث، فإن الأفلام الإماراتية سوف تظلم. أما الأمر الثاني، فهذه أول مسابقة في دول مجلس التعاون الخليجي، ولأول مرة تحضر السعودية بعشرة أفلام أنتجت في سنة واحدة، ولذلك فما نملكه نحن هو الريادة في هذا المكان، أما عندما نقلبها إلى عربية، فقد نتحول إلى ذيل القائمة، ناهيك بأنه عندما تضيف مهرجانك إلى قائمة المهرجانات العربية، وهي كثيرة، فأين يصبح موقعك؟ أنت اليوم الرقم واحد في الخليج، ومن هنا سيصبح تعاملنا مع المؤسسات والمهرجانات المختلفة توفير خدمة الأفلام الخليجية عموماً، وعندما تكون عربياً، فأنت مضطر لتناول الأفلام المعروضة. اليوم إن 90 في المئة من أفلام المسابقة تعرض لأول مرة، وهكذا فأنت تملك الريادة في كل شيء، تمتلك حاجة لا يمتلكها أي مهرجان آخر وعندما تتنازل عنها فأنت تتنازل عن شيء مهم جداً.

·     هناك أسماء إماراتية (نواف الجناحي – هاني الشيباني – صالح كرامة) برزت في الدورات السابقة والآن لا نراها في هذه الدورة... هل هناك قطيعة لسبب ما؟

- لا أعتقد أن هناك قطيعة، فأنت عندما تقول أن هناك أسماء برزت فإن الوضع الطبيعي لأصحاب هذه الأسماء أن يراجعوا أنفسهم عشرات المرات قبل صناعة أفلام جديدة، وكما تعلم فإن التأني في صناعة الفيلم أمر مطلوب وشرعي، عندما يعرف صانعه بأنه مطلوب، يبدأ بمراجعة نفسه. وأعتقد أن لكل مخرج ظروفه، والأسماء البديلة تتجدد في الوقت الذي يجب فيه المحافظة على المكتسب.

·         في حوار سابق معك قبل عام قلت: «اليوم تخريب وغداً سينما» أين أصبحنا الآن؟

- ما زال العبث قائماً...! فعندما تقلب الأشياء، تكتشف الأشياء الجديدة. والفيلم الذي تشاهده للمرة الأولى قد تعجب به، وعندما تشاهده للمرة الثانية فإنك تكتشفه وفي المرة الثالثة قد تعشقه. لقد أصبح لدينا شرعية لوجود أفلام إماراتية لم تكن موجودة من قبل، ووجود هذه الشرعية يعني وجود سينما، وكما ترى فالآن هناك أفلام وأسماء مميزة يقوم بعضها على التخريب، ولكنها تبني حالها بحالها في النهاية.

·         وإلى متى سيستمر هذا «التخريب» وأنت مسؤول عنه بصفتك مديراً للمسابقة؟

- لا أعرف.. ربما سيستمر طالما أنا ملتصق بهذا المكان. على أي حال أعتقد أنني أحاول أن أجعل هذا «التخريب» تخريباً جميلاً قدر المستطاع!

الحياة اللبنانية في 17 مارس 2006

المخرج أوليفر ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم المخرج فيلماً متقناً في حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي، ولكن هذا لا يجعله يتميز كثيراً عن الجيد من أفلام حرب فيتنام.

المصرية في

01.03.2006

 
 

«مسابقة أفلام من الإمارات»

تظاهرة سينمائية بطعم الفاكهة وربيع للصورة

جعفر حمزة

''ما نريد الوصول إليه من خلال المسابقة هو أن نقيم حركة سينمائية في دول الخليج، لا أكثر ولا أقل''....... مسعود أمرالله آل علي (مدير مسابقة أفلام من الإمارات)

لم يكن عدد الأفلام المشاركة في جميع الأقسام في ''مسابقة أفلام من الإمارات'' والتي أقيمت في أبوظبي بالإمارات، والتي بلغت 1369 فيلماً، بأمر يستحق الوقوف والتأمل في هذا العدد ''الضخم'' من الأفلام المشاركة فحسب، بقدر ما كان ''الشغف'' الموجود لدى الجميع بلا استثناء ''لمشاهدتها'' سواء ما كان منها داخل المسابقة أو خارجها، ولا أدل على ذلك من المتابعة التي لا تنقطع منذ الصباح عند الساعة العاشرة وتستمر حتى منتصف الليل، ويتخللها فترات راحة لا تتجاوز 45 دقيقة، ليستمر مشوار طويل عبر مئات الأفلام ومن شتى التوجهات والمواضيع، لتكون بحق في ''بستان'' متنوع الصورة والرسالة.

ونعتقد بأن هذه المسابقة شكلت أكثر من مجرد ''تظاهرة سينمائية'' تحاول أن تُخرج ''المواهب'' و''القدرات'' صورة وشكلاً وفناً، إذ بدأت هذه المسابقة من خلال دورتها الحالية باستمرار دام لخمس سنوات متواصلة، لتضم صوراً أخرى من الجوار بعد أن كانت حاضنة للصورة الإماراتية لأربع سنوات ''سِمان''.

ما شهدناه من جو يتسم بتلك الجاذبية للصورة، يقدم أكثر من مجرد تجربة شخصية في الإنتاج السينمائي ''المتواضع'' تقنياً وإنتاجاً، هذه المسابقة هي ''محاولة فقط لاختراق كتلة البلادة، والجمود التي تحيط بمشروع ثقافي مهم أُهمل - وما يزال - قصدا، أو بغير. السينما تقهر، وتذل، وتهان في دول العالم كافة، ولكنها أيضا تربِك، وتعري، وتفضح في الوقت نفسه، وتستمد نارها، وحرقتها من وقودها الفطري، والأبدي''. ذلك هو الشعور المدروس الذي يطرحه مدير المسابقة مسعود أمر الـ.. آل علي، فالمسابقة تتعدى كونها ''عادة'' ابتدعها المجمع الثقافي في أبوظبي، لتكون محلاً للزمان والمكان لعرض التجارب الشبابية في مختلف توجهات الصورة، ما يشعر به المرء عند حضوره لفعاليات المسابقة هو مزيج من الفرصة التي ترتسم ملامحها في دولة الإمارات العربية المتحدة، لتكون ملجأً للصورة الشبابية ، ولا يبدو ذلك مستغرباً بعد احتضان دبي لمهرجانها السنوي السينمائي، فضلاً عن وجود تحركات مؤسساتية تدعم الحركة السينمائية لتغدو الإمارات سبيلاً آخر لدعم الحركة السينمائية فضلاً عن التجربة المصرية على مستوى الوطن العربي الذي فقد منذ فترة طويلة ''الحاضنة'' للمواهب الشبابية بعيداً عن ''التبرج'' و''التكلف'' في الصورة تجارياً وهو ما شهدته الساحة العربية لفترة ليست بالقصيرة.

ونعتقد بأن ما تهدف إليه المسابقة فضلاً عن تطوير وترسيخ الثقافة السينمائية المحلية والخليجية، ودعم النشاط السينمائي، وتبني المميزين إبداعياً، ودعمهم وتشجيع طلبة الجامعات والمضي قدماً في بث روح الإقدام على طرح الصورة.

فضلاً عن كل ذلك، ما نعتقده شخصياً هو ما ذكره مدير المسابقة في إيجاد حس سينمائي وحركة للصورة في المنطقة تبتعد عن ''الإسفاف'' المطروح والمقترن بالصورة الموجودة حالياً، ولا يكون ذلك الأمر إلا من خلال تهيئة ''انطلاقة'' مميزة تجمع لديها ''محبي'' الصورة من الشباب الخليجي في تظاهرة تكون الصورة بألوانها المختلفة الشعار المرفوع، والفكرة الموجودة هي الروح الموجودة المتحركة بينهم.

»هايد بارك« إماراتي

لم تكن ''مسابقة أفلام من الإمارات'' موسومة بالديباجات المتعددة للون والصوت والصورة، أو بتلك ''المواد التجميلية'' التي تأخذ بالأبصار نمط الأفلام التي نشاهدها، بل هي من سمة تلك ''البساطة'' التي تدخل القلوب، وتلك الرسالة التي تلمسها لا شعورياً، وذلك لسبب بسيط، لأن الفكرة والرسالة هي منك وليست ببعيدة عنك، قد تكون مشوشة أو بعيدة عن الدقة والجودة إلا أن أقرب ما تكون للنفس بما تحويه من تجربة شبابية تحكي عن واقع ورسالة تبحث عن ساحة ''هايد بارك'' لا يحاسب فيها الخطيب بقواعد اللغة، والخطاب المكتوب مسبقاً، وتلك هي الجاذبية التي تأخذك في عالمها وهو عالمك، لكن ببساطة الروح والبصر التي تتفاعل معها عفوياً.

الكثير من المواضيع المطروحة والكثير من الرسائل والكثير من الصور كانت كلها نتاج ''شوق'' للتعبير عن الذات، بالرغم من ''التلكؤ'' في تهجئة ألف باء السينما، إلا أن كل تجربة عُرضت تشعر بأنها قريبة منك شئت أم أبيت لأنها ترفد البساطة والعمل الدؤوب الذي قام به مخرج ومصور وكاتب وممثل وممنتج هذا الفيلم أو ذلك، وما أسهل أن يكون التنظير في مثل هذه الأمور، إلا أن الأسهل منه هو أن تكون ممن عاش فترة ''ولادة'' نتاج فيلم خاص بك قد جهدت في العمل له لكي يظهر للنور ولو بعين واحدة.

ما لمسناه من الكثير من المخرجين الشباب سواء كانوا من الإمارات أو الدول الخليجية الأخرى هو ''هم مشترك'' غياب الاهتمام الجاد بالنتاج الشبابية في مجال السينما، واشتراك هذا الهم جعل من ''مسابقة أفلام من الإمارات'' ''متنفساً'' يعبر فيه الجميع عن همومه ذاتاً ومجتمعاً لتكون المسابقة ''هايد بارك'' للصورة المفقودة في طيات نفوس الشباب.

وتتعدى مساحة شاشة العرض في المجمع الثقافي في أبوظبي لتشمل فضلاً عن الإنتاج الشبابي عوالم أخرى تأخذك من البرازيل إلى ألمانيا ومن أسبانيا إلى اليابان، وقبل كل ذلك تتسلل الصور إلى روحك قبل عينيك لتدرك معنى آخر للعالم المحيط بك، وهو العالم الحقيقي بعفويته وحلمه بعيداً عن ''شطحات'' و''بهرجات'' هوليوود ''العتيدة''.

ما تلمسناه في المسابقة تعدى كونه اجتماعاً لعرض الأفلام، ليكون مراجعة فهم الذات عبر الصورة، ولتُفتح آفاقٌ جديدة لسينما كانت المسابقة لها ''العبّارة'' للعالم العربي، ولا أدل على ذلك من عرض فيلم ''دموع بيخال'' الذي يُعتبر أول فيلم كردي يُعرض في دولة عربية، وتأتّى ذلك من خلال ''مسابقة''!

»هايكو سينما« أفلام الثلاثة سطور!

الصورة كائن حي ينمو ويتطور وتتكون له هوية خاصة به ليتفاعل مع ذاته والمحيط، وقد باتت صورة ''المسابقة'' تتشكل منذ السنوات الأربع لها، أي بعد ولادتها مباشرة، لتكون أطرافها أبعد من الإمارات ورسالتها أبعد من الوطن العربي، وهكذا بدأت ثيمة ''المسابقة'' هذه الدورة لتكون دعوة مفتوحة للأفلام من كافة أقطار العالم في هذا البرنامج، والمقصود بهذه الثيمة هي الأفلام التي القصيرة جداً، والتي لا تتجاوز مدة عرضها الخمس دقائق.

ويُشار إلى أن ''الهايكو'' هو أسلوب كتابة في الشعر الياباني يعتمد على الإختزال والتكثيف بحيث لا تتعدى الثلاثة سطور.

وكانت ''البدعة الحسنة'' هذه المرة في الدورة الخامسة للمسابقة هي تظاهرة استعادية تمنح المتابعين فرصة حقيقية للتعرف إلى الفيلم القصير في كل أشكاله وأساليبه وآفاقه المستقبلية.

وما يلفت النظر لهذا النوع من الأفلام أنها من القوة والصعوبة في آن واحد بحيث تختزل الفكرة والقصة ليراها المشاهد عابراً فيها المكان والزمان في أقل من خمس دقائق وبعضها الآخر في أقل من دقيقة، لتصل الفكرة ولتبقى في اللاشعور تنمو وتكبر، كبذرة صغيرة تعيش في الذاكرة.

والإقدام على هه الخطوة يعزز ولأكثر من مرة مكانة ''المسابقة'' لتكون أكثر من مجرد ''عرض'' للأفلام وتقييمها والانتهاء من البرنامج تصفيقاً ومدحاً وإطراءً.

ما قدمته ''المسابقة'' هو تلاقي ممتع للصورة بشتى لغاتها المختلفة حركة ولوناً وصوتاً، لتكون حصيلة التراكم المعرفي المُسهم في رسم ملامح جديدة لتجربة جديدة لدى الشباب المشارك هي ''الثيمة'' الأصلية لأفلام ''الهايكو سينما''.

ممنوع التصوير، المكان محظور!

كانت من أكثر المشاركات من دول الخليج من حيث عدد الأفلام في المسابقة، حيث بلغت الأفلام 17 فيلماً، موزعة بين العام (8) والطلبة (6) والعرض الخاص (2)، وكما ذكرت إحدى الصحف الإماراتية الأفلام البحرينية المشاركة بوصفها كانت في أمس الحاجة ''ليخرجوا من حيزهم المحلي إلى الخليجي''، والملاحظ في الأفلام البحرينية المشاركة بصورة عامة هي غياب اللغة لتكون الصورة ذات النصيب الأكبر في النطق مع الموسيقى لتحاور المشاهد روحاً وفكراً، حيث تطرح أسئلة عن واقع اجتماعي وسياسي، وكان الهم المشترك ليس للشباب البحريني فقط، بل لجميع المشاركين هو غياب الدعم والتشجيع، وما لفت انتباهي عند حواري مع المخرج والممثل الشاب محمد النعمان، والحاصل على أربع شهادات تقدير لأفلامه ''لمتى؟''، ''ساعي''، ''العود الأخير''، وفيلم ''سكين''، هو شكواه ''المزدوجة'' من غياب الدعم من جهة ومشاكل الحصول على مواقع تصوير، حيث تم استدعاؤه أكثر من مرة لمركز الشرطة لاستجوابه عن ''ماهية'' التصوير الذي يقوم به!

وبالرغم من المصاعب وقلة الإمكانيات إلا أن المشاركات البحرينية كانت ذات صبغة خاصة في العرض وفي الظفر بالتقدير والجوائز، حيث فاز فيلم ''الهروب الأخير'' للمخرجة الشابة ''عواطف حبيب المرزوق'' حيث يتناول الفيلم قصة اجتماعية تتحدث عن واقع الهروب من المدارس بفعل أسباب أسريّة متعدّدة، وأسباب خارجية تؤدي بالنهاية لنتائج مأساوية.

وحصل فيلما ''الراية'' للمخرج نزار جواد و''يوم أسود'' للمخرج حسين الحليبي، على شهادة تقدير لفيلمهما، وما ذاك إلا صورة تنم عن ''عشق'' يحتاج لبيئة ينمو فيها ويكبر لينتج.

وما يحز في النفس تلك النبرة التي بدت مشتركة نوعاً ما لدى المشاركة الشبابية البحرينية التي ''تعتب'' بخصوص التغطية الإعلامية المحلية، ففي حين يقام سنوياً مهرجان للأفلام القصيرة في البحرين إلا أن ''التغطية الإعلامية'' دون المستوى كماً وكيفاً، في حين كما يقول ''عبدالله البزاز'' الممثل في كثير من الأفلام القصيرة ومنها ''فيلم ''ساعي'' الحائز على شهادة تقدير من المسابقة، يقول ''ان مشاركتنا هنا في الإمارات حظيت باهتمام محلي على مستوى التلفزيون والجرائد المحلية على حد سواء، في حين مشاركتنا في البحرين لا تُذكر إلا بسرد أسماء الأفلام المشاركة فقط، لا غير''.

»عدوى« الصورة الخليجية!

بداية إمارتية ناجحة أخذت في التوسع لتحضن بقية التجارب الخليجية، وتلك التظاهرة السينمائية الشبابية تنتظر أن تتزود سنوياً من خلال أكثر من تجربة في المحيط المحلي، لتكون رافداً يدعم بقية الروافد في الخليج، لتنتقل تجربة إنتاج الصورة من مرحلة ''المكان الوحيد'' إلى توسع في التجربة واختلاف في الطرح، وما قدمته ''مسابقة أفلام من الإمارات'' في دورتها الخامسة، كان أكثر من مجرد عرض لنتاجات سينمائية واعدة، فما قدمته كان ''ألف باء'' سيرة جديدة في إنتاج الصورة وتسليط الضوء عليها من عدة زوايا.

وما حلم به الإماراتي ووجده في ''مسابقة أفلام من الإمارات'' يأمل أن يجده البحريني في البحريني، والكويتي في الكويت، والسعودي في السعودية، والعماني في عمان، و القطري في قطر. لتكون المهرجانات أو المسابقات المحلية تتماشى مع مقدار ''العشق'' المتدفق والذي تجده في عيون المشاركين قبل أن تشاهده في أفلامهم، فهل تخطو الجهات الثقافية والمعنية بالسينما في القطاعين العام والخاص في دول الخليج منحى ستكون في أمس الحاجة إليه، وهي كوادر محلية تفهم لغة الصورة وكيفية الخطاب، وتكون لها الإمكانية على خلق الصورة وبثها من جديد.

فهل تنتقل ''العدوى الحميدة'' إلى بقية دول الخليج، لتكون بمثابة ''نقلة جديدة'' تقدم خطاباً نحن في أمس الحاجة إليه للحديث مع الذات والآخر.

الوطن البحرينية في 22 مارس 2006

المخرج أوليفر ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم المخرج فيلماً متقناً في حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي، ولكن هذا لا يجعله يتميز كثيراً عن الجيد من أفلام حرب فيتنام.

المصرية في

01.03.2006

 
 

المكتبة السينمائية

السينما التجريبية.. مغامرة إبداعية لا تتوقف عن التجديد والعطاء

المؤلف-صلاح سرميني:

يقدم الكتاب مفهوم السينما التجريبية تداولاً ومعالجة من مختلف الزوايا. ''تستخدم السينما التجريبية إمكانات التعبير عن طريق الصورة والصوت بطريقة حرة متحررة تماماً، خالقة بذلك كتابة جديدة أكثر طواعية للهموم والمشاغل المعاصرة، وتصبح المادة العلمية نوعية، ويمكن للعناصر الأولية للسينما: سرعة الضوء، تتابع الصورة، مونتاج الصورة، والصوت والإطارات أن تكون مُنسقّة ومرتبة بطريقة تترجم تماماً الفكرة الفنية للسينمائي، من دون عقبة تحدّه. وقبل كل شيء هي متحررة من البناء الروائي التقليدي المقدّس، فهي لا تحكي بالضرورة قصصاً وحكايات بمقتضى السياق الأكاديمي: موضوع، فعل وتطور، والإدعاء بتقديم الحقيقة من خلال سرد متخيل''.

مارسل مازيه

ويتناول الكتاب بصفحاته التي لا تتجاوز الـ130 الزوايا المتعددة للسينما التجريبية من خلال جماليات السينما التجريبية و''ألوانها'' المتعددة.

 

من سلسلة الكتب الصادرة من المجمع الثقافي في أبوظبي

قصص تلك الأفلام

المؤلف-إبراهيم الملا

الكتاب عبارة عن محاولات رصد لا تدعي الحياد المطلق لأنها تستند في النهاية على ذائقة شخصية.

ولكنها تحاول الإمساك بالشغف الحارق والمنفلت تجاه نوعيات منتقاة من الأفلام، تبعاً للأثر القوي الذي يعبر عن خصوصيتها وحضورها المتميز وانعكاساتها الروحية الممتدة إلى ما بعد المشاهدة الأولى.

ومن الأفلام التي يستعرضها الكتاب في قراءة لمعرفة ''خيط الشد'' الذي يجذبنا إليها هي:

''عن شميت''، ''تحدث معها''، ''أناس أعرفهم''، ''ذكاء اصطناعي''، ''كل شيء عن أمي''، '',''187 ''المتهور''، ''حارس المعبر''، ''إصلاحية الشوشانك''، ''المحترف''، ''حكاية برونكس''، ''الجدار''.

يقع الكتاب في حوالي 130 صفحة.

من سلسلة الكتب الصادرة من المجمع الثقافي في أبوظبي.

الوطن البحرينية في 22 مارس 2006

المخرج أوليفر ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم المخرج فيلماً متقناً في حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي، ولكن هذا لا يجعله يتميز كثيراً عن الجيد من أفلام حرب فيتنام.

المصرية في

01.03.2006

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)