كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان دبي السينمائي الدولي يختتم دورته الثانية غداً...

السينما تغزو المدينة والقضايا المعاصرة في الواجهة... ولقاء النجوم حافل

دبي - فيكي حبيب

مهرجان دبي السينمائي الدولي

الدورة الثانية

   
 
 
 
 

من كان يتصور لسنوات خلت أن مدينة كدبي ستتحول ذات يوم، ولو لعشرة أيام، الى عاصمة للسينما العالمية بمقاهيها وسيارات أجرتها وباصاتها واهتمامات سكانها... وان تستضيف مئات من الصحافيين والضيوف المتحلقين من حول عدد كبير من أفلام تعرض وتناقش.. ومن حول نجوم مكرمين يكتشفون في هذا الجانب من العالم العربي ما لم يخطر في بالهم أبداً: وجود السينما.

داخل سيارات الأجرة عبارات مأثورة من أفلام ذائعة الصيت.

على الطرقات وفي المتاجر، ملصقات تدعوك لـ «تعيش السينما».

باختصار، هذه هي حال دبي منذ بدء مهرجانها السينمائي الدولي الثاني، الذي تسدل الستارة عليه غداً، بعد أسبوع حفل بعروض سينمائية مميزة وندوات ونقاشات ولقاءات مع اهل الفن.

بعد هذا، هل يمكن أحداً أن يحتج إذا كانت السياحة والنشاطات الاجتماعية تغلب الفن؟

احتجاجات ولكن...

طبعاً لا يمكن الحكم على مهرجان لا يزال في خطواته الأولى. لكن مما لا شك فيه ان مهرجان دبي لم يخيب آمال ضيوفه خصوصاً في الاهداف التي وضعها لنفسه: أولاً، جعل دبي وجهة أساسية لصناعـة السينما العربية، وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا على المدى البعيد، ويمكن اعتبار مهرجان دبي خطوة أساسية في هذا المجال. وثانياً، بناء جسر ثقافي بين حضـارات وشعـوب العالم المختلفة عبر دبي، الأمر الذي بدت تجلياته منذ اليوم الاول حين جمع نجوماً عالميين من امثال مورغان فريمان وكوستا غافراس ولورنس فيشبرن، وجون تيني وديبا ماهاتا مع نجوم عرب مثل عادل إمام ودريد لحام وليلى علوي ومنى واصف وجـوليا قصار. ثم، من خلال تـظاهرة «عملية الجسر الثـقـافي»، التي قدمت أفلاماً من مختلف انحاء العالم، تشجع على فتح حوار بين الثقافات وتخدم هدف بناء جسور ثقافية في عصر مضطرب.

أما الأفلام التي عرضت في هذا القسم، فمعظمها توجه «رسائل ايجابية تؤكد إمكان تسوية الخلافات وإزالة مصادر التوتر بشكل سلمي، طالما يستطيع الفن أن يلعب دوراً رائداً في هذا المجال»، كما يؤكد القيمون على المهرجان. ومن هذه الافلام الفيلم الأميركي «البحث عن الكوميديا في العالم الإسلامي». واسمه فقط كفيل بأن يعلق في الذاكرة بمجرد ان نسمعه مرة واحدة، كما يقول صاحب العمل وبطله ألبرت بروكس.

ويروي بروكس نفسه الدافع الذي قاده لتحقيق فيلمه هذا، ويقول: «منذ أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، وأنا لا اسمع أحداً يتحدث عن المسلمين إلا وقرن اسمهم بالإرهاب، لذا فكرت بطريقة ذكية لمحو هذه الفكرة الخاطئة، من خلال الجمع بأسلوب فكاهي ضاحك لمدة 90 دقيقة بين خمسة مسلمين وستة من اتباع الديانة الهندوسية وثلاثة من اليهود».

أسباب الضحك

وبالفعل يقدم بروكس في هذا العمل مغامرات شاب (هو بروكس نفسه) أرسلته الحكومة الاميركية الى الهند وباكستان ليتعرف الى الاسباب التي تدفع المسلمين الى الضحك. ويمضي بروكس خلال الفيلم في رحلة يرافقه فيها مساعدان من وزارة الخارجية الأميركية ومساعده الشخصي، حيث ينطلق من عرض موسيقي سيمفوني في نيودلهي ثم الى ضريح تاج محل الشهير، واخيراً الى موقع سري في جبال باكستان، لتتوالى الأحداث والمواقف الكوميدية المضحكة.

وفي هذا القسم الذي يكرّس شعار المهرجان: «نمهد دروب التلاقي.. نغرس روح التآخي»، أفلام عدة تضاف الى فيلم «البحث عن الكوميديا في العالم الإسلامي»، نذكر منها: «عيد ميلاد سعيد» و «حب وكراهية» و «صباح» و «قصة الضفة الغربية» و «ان تكون أسامة» و «كوسوفو: يد الصداقة» و «باراك» و «قاعة احتفالات مجنونة وساخنة».

أفلام «عملية الجسر الثقافي» هذه، لم تكن كل شيء في هذا المهرجان الذي شمل اقساماً عدة هي: اكتشافات المهرجان، إماراتيون واعدون، تكريماً لافريقيا، أصداء من آسيا، سينما الهواء الطلق، الليالي العربية، الافلام العربية القصيرة، المقهى الاوروبي، سينما شبه القارة الهندية، السينما العالمية المعاصرة، أرض الأفلام الوثائقية... أما الحصيلة فـ 98 فيلماً تتراوح بين أفلام قصيرة وروائية طويلة، لن يتمكن أي مولع بفن السينما ان يشاهدها كلها في الأيام القليلة المخصصة للمهرجان.. من هنا وفرت إدارة المهرجان قاعة عرض خاصة في مركزها الإعلامي تحوي حوالى 47 فيلماً على اقراص dvd، وتتيح فرصة مشاهدتها لجميع المسجلين في المركز... وكلها نقاط تحسب للمهرجان الذي يحاول أن يثبت أقدامه بين المهرجانات العالمية، وهي كفيلة بأن تغفر له بعض سوء التنظيم، أكان في اليوم الأول حين فوجئ الصحافيون بأنهم غير مدعوين لفيلم الافتتاح، إذ اقتصرت دعوتهم على السهرة التي تبعت العرض، أو من خلال المؤتمرات الصحافية التي تعقد قبل عرض الفيلم(!) وحجة المعنيين أنهم قدموا عروضاً خاصة للصحافة قبل بدء المهرجان بأسبوع. وهي حتماً حجة غريبة، طالما ان اعداد الصحافيين الوافدين من خارج دبي الى هذه المدينة يفوق عدد الصحافيين الموجودين اصلاً في دبي من الذين شملهم العرض.

قضايا معاصرة

ومثلما حضرت قضايانا المعاصرة في افلام تناولت الواقع المرّ، وصورت الحروب وتأثيراتها في الشعوب، ودور المرأة المعاصرة في المجتمعات المحافظة، حضرت أيضاً هذه القضايا في الندوات والنقاشات السينمائية.

خبر اغتيال جبران تويني لم يغب عن المهرجان، إذ استهل الفنان عادل إمام كلمته في المؤتمر الصحافي الذي خصص لمناقشة اعماله، بتعزية الصحافيين على خسارة زميل لهم، متمنياً أن ينعم وطننا العربي بالسلام والاستقرار، مؤكداً في مكان آخر انه «ضد التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي الذي يقمع الشعب الفلسطيني ويحتل جزءاً غالياً من وطننا العربي».

والهجمات الإرهابية في الأردن حضرت بدورها، من خلال تكريم الراحل مصطفى العقاد في ندوة وفاء لمسيرته السينمائية المشرقة ولجهوده في سبيل الارتقاء بالفن السابع.

والقضية الفلسطينية حضرت أيضاً بقوة من خلال عشرة أفلام، أتى في صدارتها فيلم الافتتاح «الجنة الآن» الحائز على جائزة «بلو انجيل» لأفضل فيلم أوروبي في مهرجان برلين السينمائي الدولي.

إذاً، لم يبتعد مهرجان دبي عن هموم الناس ومعاناتهم، وإن كان همّ بعض السينمائيين أنفسهم تضاعف حين سمعوا بتلك الأرقام الخيالية التي صرفت على المهرجان، وقيل انها تجاوزت 30 مليون دولار، من دون اية معلومات رسمية أكيدة حول الموضوع، الأمر الذي حدا بأحد النقاد الى التحسر قائلاً: «حبذا لو صرف بعض هذه الأموال على إنتاج الأفلام، لكانت السينما العربية اليوم بألف خير».

####

لاقى اعجاب الحضور في العرض الرئيس الأول للمهرجان...

«الجنة الآن» لهاني ابو اسعد: 24 ساعة من حياة انتحاريين 

ضمن عروض مهرجان دبي استضيف المخرج الفلسطيني هاني أبو اسعد في مؤتمر صحافي خاص بفيلمه «الجنة الآن»، الذي لاقى إعجاباً من الحضور خلال العرض الرئيسي الافتتاحي الاول للمهرجان. وأشار مخرج الفيلم أبو اسعد الى حقيقة ان فيلمه يجسد سعيه الدائم نحو «الوصول الى اللحظة المثالية في فن صناعة السينما».

وأضاف قائلاً: «تتجسد اللحظة المثالية بالنسبة إلي في لحظة التقاء الخيال مع الواقع، انها اللحظة التي تحمل بين ثناياها مشاعر الفرح والحزن في آن معاً، وهي اللحظة التي يتحول فيها الخيال الى واقع ملموس. وانني أحرص على رصد هذه اللحظة في اعمالي السينمائية، اذ ان قوة وتأثير الخيال والواقع تظهران فقط في حال اتحادهما معاً».

لقد حظي فيلم «الجنة الآن» الحائز جائزة «بلو إنجيل» لأفضل فيلم اوروبي في مهرجان «برلين السينمائي الدولي»، باهتمام كبير في المهرجان، يضاف الى تكريمه خلال فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي اختتم فعالياته قبل ايام، اضافة الى حصوله على «جائزة أمنستي السينمائية الدولية» و «جائزة» قراء صحيفة برليينر مورغنبوست» في المانيا. كما فاز الفيلم ايضاً بجائزة افضل سيناريو ضمن جوائز مهرجان الافلام الاوروبية، إضافة الى انه مرشح لنيل اوسكاء افضل فيلم ناطق بلغة اجنبية العام المقبل، في حين يعرض الفيلم حالياً في الولايات المتحدة ومختلف دول العالم.

وقد واجه مخرج الفيلم كما يؤكد صعوبات عدة في تصويره، اهمها ايجاد الممولين «الذين يتحلون بالشجاعة لتقديم الدعم المالي اللازم»، ثم «الرقابة الشديدة التي تفرضها السلطات الاسرائيلية على نابلس في مختلف نواحي الحياة، على رغم عدم ممانعتها تصوير الافلام السينمائية في المدينة».

####

عادل إمام يشيد بإقامة مهرجان في دولة الإمارات 

نجم النجوم كان بدوره حاضراً في تكريمات المهرجان وهو للمناسبة عقد اكثر من لقاء ومؤتمر صحافي حيث عبر عن سعادته باختيار مهرجان دبي السينمائي الدولي له للتكريم عن المنطقة العربية كما أعرب عن اشادته بفكرة اقامة مهرجان للسينما في دبي معرباً عن أمله في أن يشاهد انتاجاً سينمائياً إماراتياً قوياً في القريب.

وخلال مؤتمر صحافي عقد على هامش فعاليات المهرجان، قال الفنان عادل إمام إن «دولة الامارات ودبي تتمتع بمقومات جذب قوية تعزز من فرص قيام الصناعة، خصوصاً في ظل بعض المشروعات المتخصصة التي تساهم في الاتجاه نفسه مثل مدينة دبي للإعلام ومدينة دبي للاستوديوهات، مضيفاً ان امكان التعاون بين دولة الامارات ودول عريقة في صناعة السينما بالمنطقة قد يكون لها أثر كبير في قيام الصناعة المنشودة».

وأوضح الفنان عادل إمام أنه آثر ايقاف عروض مسرحية «بودي جارد» موقتاً لحضور مهرجان دبي السينمائي الدولي هذا العام، وقال إنه تلقى دعوة لحضور الدورة الاولى الا ان انشغاله في ذلك الوقت حال دون ذلك، مؤكداً سعادته بالتواجد في هذا المحفل السينمائي الجديد وقال: «وجود مهرجانات للسينما في المنطقة أمر جيد ومشجع».

وحول أعماله وتوجهاتها الفكرية، أكد الفنان عادل إمام على كونه فناناً مصرياً قومياً عربياً، وقال ان افلامه لا تهدف الى خدمة أي طرف سياسي على حساب الطرف الآخر كما أشار الى ان السينما المصرية لا تتبع توجيهات سياسية أو تعمل على ارضاء طرف سياسي من دون الآخر، كما أشار الى تاريخ السينما المصرية التي تحفل بالعديد من الأفلام التي تحمل مضمون المعارضة منذ بدايات السينما المصرية.

كما تحدث الفنان عادل إمام عن قضية الارهاب وقال إنها تعتبر من أخطر الظواهر التي تعاني منها المنطقة بخاصة في العراق، وقال إن الوضع هناك مأسوياً معرباً عن أمله في خلاص المنطقة من هذه الظاهرة، ولمح الفنان الى حادث اغتيال الفنان العربي العالمي مصطفى العقاد وقال انه لا بد من وجود نهاية لهذا الارهاب، معرباً عن أمله في عودة الأمن والاستقرار الى كل ارجائها كي ينعم المواطن العربي في وطنه بالرخاء ويضمن سلامة ابنائه ومستقبلهم.

الحياة اللبنانية في

16.12.2005

 
 

مهرجان دبي السينمائي... كرنفال بصري

دبي - إبراهيم الملا

سحنات وملامح من كل مكان ،وبكل الألوان، ووجوه تحمل قصصا وذاكرات وتجارب من كل حد وصوب، فمن الملامح الشرقية والعربية ومرورا بالنكهات الخلاسية القادمة من أمريكا اللاتينية، وليس انتهاء بالحضورالأوروبي الوقور، واختلاط الأزياء الآسيوية والتتارية، بالتقاليد الحارة والجامحة للقارة السمراء·

امتزجت وتداخلت كل هذه الثقافات والمرجعيات في مناخ كوزموبوليتي ودولي، احتضنته دبي في مهرجانها السينمائي الثاني، كي تؤكد مجددا على رهانها المستمر في معانقة النجاح التنظيمي والاحتفائي ، وترتيب البيت حسب أصول الضيافة العربية العريقة، وحسب ما يستحقه الضيوف من ود وترحاب وأريحية فائضة، معززة كل ذلك بأجوائها الآمنة والحالمة في آن، فكان حفل الافتتاح الساحر على ضفاف الجميرا وتحت أقواس الرخام والأحجار المتلألئة برقصات المياه، وكأنه حفل للتو خارج من كتاب ألف ليلة وليلة، ومن دفتر الأحلام ومن السيرة النادرة للخيال·

كانت أروقة وردهات '' الإمارات مول'' ضاجة بعشاق ومريدي السينما، وكانت ''مدينة الجميرا'' عامرة بمطاردي الشاشات المكسوة بمفاجآت الصورة وبدهشتها المتواصلة، وافترش الآخرون أرض المسرح الخارجي لدينة دبي للإعلام كي يعلنوا في الهواء الطلق عن انتعاشهم بحوار الفن الافتراضي مع الواقع الحيّ والملموس·

ازدانت دبي هذه المرة بالألق الذي تمنحه السينما بكرم مضاعف، وكانت شوارعها ومبانيها وعمائرها على وفاق تام مع الملصقات الكبيرة، التي جعلت من الفن السابع بوابة للتعرف على الآخر والبعيد وبلا عقد جغرافية وعرقية·

لقد تحول مهرجان دبي السينمائي وفي غضون سنتين فقط من مجرد فكرة إلى فعل حقيقي وواضح ومبتكر، وقفز من منطقة الحلم إلى منطقة الزهو بالتجسيد الهائل والباهر على أرض الواقع· من ضفاف البحر ومرورا بالتراث العميق المتسلل في القلوب والعيون ووصولا إلى الصحراء المشمولة بسحرها وعزلتها الكبيرة، اختار مهرجان دبي أن يخلص للمكان أولا وأن يمزج الحداثة بالقدامة، ويطرح تجارب أبنائه بالتوازي مع تجارب الآخرين، وكي يؤكد مجددا على هويته المؤمنة بالذات والمنفتحة في ذات الوقت على الآخر بثقة كبيرة وامتنان لا ينتهي·

سينما القضايــا الإنسانيـــة في مهرجان دبي

ضمن برنامجه الجديد ''المقهى الأوروبي'' يستضيف مهرجان دبي السينمائي العروض الأولى في الشرق الأوسط والخليج العربي لأبرز ما أنتجته السينما الأوروبية، ومن ابرزها الفيلم البريطاني ''الكبرياء والظلم''، المأخوذ عن الرواية الكلاسيكية للكاتبة الشهيرة جين أوستن· ويقوم ببطولته هذا الفيلم، كل من كيرا نايتلي، وماثيو ماكفاديين، ودونالد ساثرلاند، وروزموند بيكه، وديم جودي دينتش·

وسيعرض البرنامج أيضاً الفيلم المشوق ''البستاني المخلص'' المأخوذ عن رواية للكاتب الشهير جون لو كاريه، الذي يقوم ببطولته رالف فينيس في واحد من أقوى أدواره· ويقوم فينيس بدور دبلوماسي بريطاني في كينيا تأخذ حياته منحى مختلفاً تماماً عندما تقتل زوجته التي كانت تحقق في تجارب تقوم بها شركة للعقاقير على سكان محليين· ومع مقتل زوجته، يدرك الدبلوماسي أنه أصبح عالقاً وسط مؤامرة غامضة·

كما يقدم البرنامج لجمهور السينما فيلم ''قتل الكلاب''، للمخرج البريطاني مايكل كاتون جونز، الذي قدم لقطاع السينما باقة من أشهر الأفلام، مثل ''سكاندال'' و''ميمفيس بيل'' و''روب روي'' و''ذا جاكل''· ويروي الفيلم حكاية عن قس ومدير المدرسة ومدرس يجدون أنفسهم عالقين في المدرسة وسط أحداث التطهير العرقي التي شهدتها رواندا· وفي خضم هذه الأزمة، يتعين على كل واحد منهم اتخاذ القرار الصائب حول البقاء أو المغادرة·

ويقوم ببطولة الفيلم، الذي يعد من أهم الأفلام المشاركة في المهرجان هذا العام، كل من جون هيرت، وهيو دانسي، الذي جاء إلى دبي ليشهد عرض الفيلم·

أفلام القضايا الانسانية

كما يعرض المهرجان أفلاماً عديدة حول مواضيع مهمة مثل الحروب وتأثيرها على النساء والأطفال، ودور المرأة العربية المعاصرة في المجتمعات العربيية المحافظة·

وقد استقطبت الأفلام التي تحمل وجهات نظر غير مألوفة اهتمام المتابعين للمهرجان، وكمثال على ذلك الفيلم الوثائقي ''جزائريات'' الذي يستحضر حرب التحرير الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي من وجهة نظر ثلاث نساء حاربن في صفوف جبهة التحرير الجزائرية، والفيلم السعودي القصير ''انتبه'' الذي يصور مآسي الحروب التي تتغذى على الأطفال· أما فيلم ''ذاكرة معتقلة''، أحد الأفلام المهمة في قسم الليالي العربية، فهو يصور سجين سابق يجد نفسه في يوم الإفراج عنه مضطراً لمساعدة سجين آخر مصاب بفقدان الذاكرة في العثور على قريب له· بينما يسبر الفيلم الأرجنتيني ''شقيقات'' خبايا الصمت والخوف الذي يهيمن على حياة أسرة ومجتمع عاشوا في ظل الحكم العسكري الاستبدادي في الأرجنتين·

كما تأتي الأفلام الإفريقية الحاصلة على جوائز عالمية مثل ''البطل''، و''كارمن في إيخايلتشا''، و''غفران''، لتؤكد على الحضور القوي لسينما القارة السمراء في المهرجان وأهميتها على الصعيد العالمي·

القلعة المتحركة

ومن الافلام المتميزة التي يعرضها المهرجان الفيلم الشهير للياباني هاياو ميازاكي في''قلعة هول المتحركة'' وهي قصة خرافية إنجليزية للكاتبة دايان وين جونز، وذلك ضمن سينما الهواء الطلق·

وقد حاز هذا الفيلم على العديد من الجوائز، وهو أحدث إبداعات المخرج ميازاكي، وهو من اهم مخرجي الرسوم المتحركة في اليابان والذي حقق نجاحاً كبيراً على شبابيك التذاكر مع أفلامه الرائعة ''الجريء'' و''الأميرة مونونوكي''·

ويقدم فيلم ''قلعة هول المتحركة''، الذي لاقى إقبالاً شديداً في مهرجان البندقية، شخصيات غير مألوفة معززة بصور مبتكرة وحرفية فائقة في صناعة الفيلم· وتدور قصة الفيلم حول فتاة تعمل في أحد المتاجر تدعى صوفي، التي تجد نفسها وقد أصبحت فجأة في التسعين من العمر وتعمل خادمة لدى الساحر القاسي القلب هول في قلعته المتحركة الصاخبة، وبرفقة العديد من الشخصيات الغريبة·

وتحتضن شاشة عملاقة بحجم ''30 قدم ظ 07 قدم'' عروض الهواء الطلق يرافقها مكبرات صوت محيطية فائقة التطور· كما تم تزويد المنطقة المطلة على بحيرة ''مدينة دبي للإعلام'' بمقاعد تستوعب قرابة الألف شخص، بالإضافة إلى منافذ لبيع المقبلات والمرطبات·

أن تكون اسامة

كما نظمت إدارة المهرجان مؤتمراً خاصاً بفيلم ''أن تكون أسامة''، الذي يستضيف المهرجان العرض الأول له في منطقة الشرق الأوسط· ويلقي الفيلم الضوء على حياة ستة أشخاص يعيشون في كندا ويحملون اسم أسامة، حيث يناقش العديد من القضايا ذات الصلة بهؤلاء الأشخاص، ومنها العرق والهجرة والانتماء· ويتناول المخرج محمود قعبور في هذا الفيلم الوثائقي العرب في الشتات، حيث يكشف بشجاعة جوانب من عنصرية وكراهية مجتمعات أميركا الشمالية لهم إثر هجمات 11 سبتمبر ·2001 وقد حصل هذا الفيلم على جائزة ''الفيلم المفضل لدى الجمهور'' في مهرجان مونتريال السينمائي كما منحته إحدى المنظمات الكندية جائزتها كأفضل عمل سينمائي يقاوم المفاهيم العنصرية·

الإتحاد الإماراتية في

16.12.2005

 
 

ضيوف مهرجان دبي السينمائي:

برنامج رائع لا يمكن تفويت أي جزء منه

استقطب مهرجان دبي السينمائي مئات الصحافيين والنقاد والمخرجين العاملين في مجال السينما في الدولة والعالم، الذين وجدوا فيه ملاذا للتعرف على صناعة السينما في مختلف دول العالم من خلال برنامجه الغني بالأفلام. ويتنقل هؤلاء الضيوف بين قاعات المؤتمرات الصحافية والندوات وبين صالات العرض من دون أن يفوتوا فرصة التسوق والاستمتاع بالشمس والبحر.

«البيان» التقت عدداً منهم وسألتهم عن انطباعاتهم عن المهرجان.

يزور المخرج السينمائي الجنوب إفريقي ايان غابريال دبي للمرة الأولى وذلك لمناسبة عرض فيلمه «غفران» ضمن البرنامج عن فئة «تكريماً لإفريقيا». يقول غابريال: «إن الانطباع الأول عن المهرجان هي حيويته وجذبه للجمهور من مختلف الجنسيات والأعمار وهذا ما لا نجده في عدد من مهرجانات السينما التي تجري حول العالم»، وتوقع أن يلاقي فيلمه إعجاب الجمهور خصوصا انها المرة الأولى التي يعرض فيها في الشرق الأوسط.

وعن الأفلام التي يرغب في رؤيتها، يشير ايان إلى الفيلم الصيني «الطاووس» الذي سمع عنه الكثير، وفيلم الافتتاح «الجنة الآن» معتبراً أن هناك الكثير من نقاط التشابه بين هذا الفيلم الذي يتناول قضية الصراع العربي الإسرائيلي الطويل وفيلمه الذي يتناول تداعيات نظام الفصل العنصري الذي حكم جنوب إفريقيا.

انتقل المخرج اللبناني الشاب وليد حسنية من التمثيل والإخراج السينمائي إلى العمل في التلفزيون والحجة صعوبة الحصول على تمويل للصناعة السينمائية، وله فيلم يتيم أخرجه عام 2002 اسمه «ألف ليرة». يتابع حسنية برنامج المهرجان عن كثب ضمن عمله لإحدى المحطات التلفزيونية في الدولة، ويرى أن أهم ما في مهرجان دبي تكريم المخرج السوري مصطفى العقاد وممثلين مصريين مثل عادل أمام والهام شاهين وغيرهم. ويتوقع حسنية أن تشهد صناعة السينما في العالم العربي تطوراً في السنوات القليلة المقبلة.

من الصحافيين الأجانب الذين حضروا إلى دبي للمرة الأولى خصيصاً من اجل المشاركة في حضور المهرجان من الولايات المتحدة حضرت الناقدة السينمائية سفيت لانا فيتكوالتي للمرة الأولى إلى دبي برفقة صديق دعي إلى المهرجان، تقول: «شاهدت هنا أفلاما لم تكن متوفرة في الولايات المتحدة، وقد وفر المهرجان فرصة لمتابعة أفلام عربية نادرا ما نرى مثلها في المهرجانات السينمائية الدولية الأخرى، لقد رأيت فيلم «17 أكتوبر» و فيلم «زوزو» للمخرج اللبناني جوزيف فارس، وأرغب برؤية فيلم «دنيا» وبعض الأفلام التي حضرت من آسيا».

يرفض آشوك موتواني وهو أميركي من أصل هندي يعمل صحافيا لموقع أخباري على شبكة الانترنت تقييم المهرجان قبل مرور 5 سنوات عليه، ويصفه بالجيد. ولكنه يلاحظ أن «هناك بعض الهفوات البسيطة» يذكر منها «التغيير في البرنامج الذي يعتبر امراً جدياً وخطيراً في المهرجانات العالمية». وينصح آشوك المنظمين بمزيد من التدريب للطاقم العامل في إدارة المهرجان من المواطنين خصوصا، وتكثيف احتكاكهم بأناس يقومون بالأعمال نفسها في مهرجانات الدولية لزيادة خبرتهم».

لم تتردد الناقدة السينمائية الايطالية ايرين بيفانا التي تعمل منذ سنوات في مهرجان كان السينمائي لحظة واحدة في تلبية دعوة إدارة مهرجان دبي السينمائي لها، وتصف برنامج المهرجان «بالمهم جدا خصوصا الشق المتعلق بالأفلام الشرقية، من عربية وآسيوية، من الصين والهند وغيرها».

وتشير إلى أن الكثير من الأفلام التي تعرض في المهرجان سبق وان عرضت في أوروبا، لذلك لا تعتبرها جديدة بالنسبة إليها، ولاسيما تلك التي نالت جوائز عديدة مثل فيلم «يوم آخر» للمخرجين اللبنانيين جوانا توما وخليل جريج الذي نال جائزة في مهرجان لوكارنو في سويسرا. ونصحت أيرين منظمي المهرجان « التخفيف من المظاهر البراقة في كل شيء»، وتعطي مثلاً الورق الذي طبع عليه البرنامج».  

(ك.ي)

####

يسرا: تكريم "الزعيم" يكفينا جميعاً  

أكدت الفنانة يسرا سعادتها بتكريم الفنان عادل إمام الذي اعتبرته في حوار سريع مع “الخليج” تكريماً لكل النجوم العرب والمصريين خاصة أنه كرم بين فنانين عالميين، وقالت إنها حضرت إلى دبي خصيصاً لحضور حفل التكريم، وسألناها:

·         ما رأيك في المهرجان؟

المهرجان رائع بالفعل ويتميز بالتنظيم وبتقديم مجموعة متميزة من الأفلام وبتكريمه لنجوم حقيقيين سواء عرب أم عالميين.

·         ما رأيك بنجاح دبي في تقديم المحلي؟

اعتقد أن هذا أمر إيجابي وليس سلبياً، كما يظن البعض، لأنه من المميز أن تنجح دبي في إعداد هذا المهرجان الضخم رغم غياب الس   ينما عنها، والذي اعتقد أنه غياب مؤقت لأن دبي تتطور بسرعة، وفي كل المجالات ولن تكون السينما بعيدة عن هذا التطور، والدليل هو هذا المهرجان الذي أعتبره فخراً لنا كعرب، لأنه جمعنا من مختلف الدول في اطار ثقافي أكثر من رائع.

·         ما مشاريعك المستقبلية؟

أصور الآن فيلم “ما تيجي نرقص” مع المخرجة إيناس الدغيدي، وفيلم “اللعبة الأمريكاني” مع هند صبري ومصطفى شعبان والمخرج مدحت السباعي، هذا إضافة إلى أني انتهيت من تصوير ثلاثة أفلام م  نها “كلام في الحب”.

####

إلهام شاهين: أعمال الشباب نواة لسينما إماراتية  

أكدت الفنانة إلهام شاهين أنها تزور دبي باستمرار ولكنها في كل مرة تشعر بالدهشة من التطور السريع الذي تعيشه المدينة باستمرار، لأنها تجد في كل مرة أشياء جديدة ومميزة.

وحول تكريم المهرجان للفنان عادل إمام، قالت إلهام شاهين ل “الخليج”: “سعدت كثيراً بهذا التكريم لأني اعتبره تكريماً لكل الفنانين العرب وهو شرف كبير لنا ونعتز به، وأقدر لإدارة المهرجان اهتمامها بالنجوم العرب وتقديرها لأهمية الدور الذي يلعبونه.

·         ما رأيك بعدم وجود سينما محلية إلى الآن في الإمارات، رغم نجاح دبي للمرة الثانية من خلال هذا المهرجان؟

الكثيرون هنا متحمسون للسينما، وهناك تجارب صغيرة سمعت عنها اعتقد أنها بمثابة نواة لتجارب أكبر لا بد أن ترى النور ما دام الحماسة موجودة والرغبة كذلك مع توفر الامكانات المادية. لذا أتوقع الكثير في المستقبل للسينما الإماراتية والخليجية عموماً.

·         ما هي مشاريعك الفنية الجديدة؟

أعيش فترة هدنة واستراحة بعد أن قدمت مسلسل “على نار هادئة” خلال رمضان الماضي، ولم أخطط بعد لأي أعمال مستقبلية.

·         هل ابتعدت عن السينما وتخططين للاستمرار في مجال الأعمال التلفزيونية فحسب؟

لماذا أفعل ذلك، الفنان قادر على الابداع والعطاء في مختلف المجالات، سواء في السينما أو التلفزيون وأبحث عن الدور الجيد فقط بغض النظر عن المكان.

####

إيناس الدغيدي: لا أحب المشكلات لكنها تطاردني  

على هامش حفل التكريم قالت المخرجة إيناس الدغيدي انها وصلت إلى دبي قبل يومين ولم تتمكن من مشاهدة أعمال في المهرجان تجعلها تحكم على مستواه، وأكدت إعجابها بدبي باعتبارها مدينة للحداثة والتطور.

·         لماذا تثار حول أعمالك دائماً ضجة كبيرة؟

لا علاقة لي، الناس تتسرع بأحكامها عليّ وعلى أعمالي، أنا هادئة ولا أحب إثارة المشكلات، ولكن ربما أفكاري التي أعرضها في هذا الوقت بالذات والتي لا تتفق مع السائد والمألوف - هي السبب، ولكني لا أبالي بالمشكلات لأني أريد تغيير الأفكار السلبية في المجتمع العربي، وتصحيح نظرة العالم الغربي لنا، ولست ضد وجود آراء مختلفة ومتناقضة في المجتمع لكن المشكلة وجود صراع بين هذه الأفكار وعدم احترام الناس لبعضها.

·         هل تتوقعين هجمة أخرى على فيلمك الجديد “ما تيجي نرقص”؟

رغم أني اخترت هذه المرة فكرة بسيطة كمحاولة للابتعاد عن المشكلات، إلا ان اسم الفيلم بحد ذاته سبب المشكلات، إذ حكم الناس عليه مسبقاً قبل أن ننتهي من تصويره، وأثاروا المشكلات حول الاسم.

·         هل ترين أن المهرجان يمكن أن يؤسس لسينما إماراتية؟

اعتقد أن السينما مهمة جداً وهي منبر ثقافي وحضاري مؤثر، فرغم انتشار الفضائيات، لا زالت للأعمال السينمائية أهميتها، ولكني في الوقت ذاته ومن خلال قراءتي لوضع الدولة العالي ولتزايد اهتمامها بهذا المجال ولوجود إمكانات مادية قادرة على تجاوز عقبة التمويل للفيلم السينمائي، أتوقع أننا سنشاهد في المستقبل القريب، سينما إماراتية وخليجية أيضاً، والخليج كان يشارك دائماً في الأعمال السينمائية وإن كانت مشاركته بطريقة خفية كالتوزيع مثلاً.

####

بطولة "رقصة الحب" أول أدوارها السينمائية

إديتي راو حيدري: النجومية يصنعها الحظ أيضاً  

تعتبر الممثلة الهندية الشابة إديتي راو حيدري نفسها محظوظة جداً لأن المخرجة شارادا رامانثان اختارتها للعب دور البطولة في الفيلم الهندي  التاميلي “سرينجارا” أو “رقصة الحب” والأكثر ادهاشاً بالنسبة لها هو وقوع الاختيار عليها رغم وجود العشرات من الممثلات الشهيرات، وهي التي لم تمثل من قبل أي دور، بل درست علم الاجتماع وتعلمت الرقص، ليبتسم لها الحظ في مدينة مدراس فور أن شاهدتها المخرجة الباحثة عمن تلعب دور البطولة في فيلمها “التاميلي”.

زيارتها لدبي هي الأولى، ومشاركتها في المهرجانات السينمائية هي الأولى أيضاً “رقصة الحب” لم يعرض قبلاً، الأمر الذي أعطى مهرجان دبي السينمائي أهمية خاصة لها، فهو الانطلاقة، والمحطة الأولى لفيلمها الذي سيعرض قريباً في الهند ونيويورك، وعلى هامش المؤتمر دار معها هذا الحوار:

·         لماذا أسندت رامانثان إليك دور البطولة؟ وماذا عن أعمالك السابقة؟

ليست لي أية أعمال سابقة، أعشق السينما لكني لم أمثل من قبل، وهنا الغرابة، إذ درست علم الاجتماع وتعلمت الرقص منذ الصغر، وكان مقدراً لحياتي أن تمضي في اتجاه آخر تماماً، لولا حظي السعيد، لم ألتق بمخرجة الفيلم أو قدمني أحد إليها، بل شاهدتني مصادفة في مدينة مدراس في رحلة بحثها الطويلة عن البطلة المناسبة للفيلم. وفور لقائنا عرضت علي من دون مقدمات أن ألعب دور البطولة في الفيلم، أدهشتني وأربكتني المفاجأة، فلم يعرض علي أبداً التمثيل، فما بالك بدور البطولة في فيلم وتحت إدارة مخرجة خبيرة وقديرة؟ لم تتركني أتردد لحظة واحدة، وهكذا وجدت نفسي داخل هذا العالم المدهش.

·         ما الصعوبات التي واجهت دخولك إلى السينما وتحديداً هذا الفيلم؟

 الوقوف أمام الكاميرا كان أمراً سهلاً قياساً بالصعوبات الأخرى، خاصة أن هذا الفيلم باللغة التاميلية، فكان لا بد لي من تعلمها بسرعة قياسية عبر دراسة مكثفة لعدة أشهر، والمخرجة لم تتساهل مطلقاً في هذه النقطة، ولم نبدأ التصوير إلا بعد تأكدها من إتقاني لهذه اللغة، ومن هنا استطيع القول أن هذا الفيلم تاميلي وليس هندياً.

·         أعلم أن الفيلم حديث الانتاج، ولكن ألم يعرض قبل هذه المناسبة؟

 هذا أول عرض جماهيري للفيلم، ولم يره المشاهد الهندي أو التاميلي حتى اليوم، وهذا يجعل المهرجان مهماً جداً بالنسبة لي لأنه أعطى الفيلم انطلاقة كبرى، ولمست ردود الأفعال الايجابية بعد عرضه الأول وننتظر المزيد عندما سنعرضه في مهرجان آخر في الهند وقريباً سيعرض في نيويورك.

·         كيف وجدت مهرجان دبي السينمائي الدولي وما الذي استوقفك فيه؟

 أمضيت هنا أياماً جميلة، وأدهشني المهرجان بفخامته وتنظيمه وأناقة الاستقبال فيه، فكان فرصة رائعة لالتقي بنجوم السينما الكبار وصناعها، وهذا أمر في غاية الأهمية، فالحوار وتبادل الخبرات يغني العمل السينمائي. واعترف أنه لولا وجود هذا المهرجان لما أتيح لي الاطلاع على تجارب سينمائية مهمة أو مشاهدة أفلام رائعة.

·         هل شاهدت أفلاماً كثيرة في المهرجان؟ وأيها علق في ذاكرتك؟

 كانت فرصة عظيمة لمشاهدة عدة أفلام فاستوقفني طويلاً الفيلم الرائع “ماء” الذي اعتبره تحفة سينمائية، وربما كان أفضل ما شاهدت في السنوات الأخيرة، فهو مدهش بحرفية عالية وسيناريو أقل ما يقال عنه أنه رائع، ولن أنسى أبداً الأداء المدهش لأبطاله خاصة الطفلة التي لعبت دور الأرملة “شويا”، كما أعجبني الفيلم الأمريكي “تسع حيوات” الحائز على الجائزة الكبرى لمهرجان لوكارنو السينمائي الدولي في هذا العام، واستمتعت جداً بالفيلم الباكستاني (الليلة الطويلة) للمخرج حسن زيدي.

·         ألم تشاهدي أعمالاً عربية؟

 لا أعرف الكثير عن السينما العربية، ولم يسبق أن التقيت بممثلين أو سينمائيين عرب، لكنني شاهدت بضعة أفلام عربية في نيودلهي، وهذا ليس كافياً للحكم على هذه التجارب السينمائية، ولكن سيكون لي رأي في المستقبل لأنني أتمنى المشاركة ثانية في مهرجان دبي السينمائي، والاطلاع على تجارب في السينما العربية.

مسيرة مهمة

·         وكيف ترين دور وامكانية دبي في مستقبل صناعة السينما على ضوء مشاركتك؟

 اعتقد ان هذا المكان مهيأ لذلك، فإضافة إلى جماله، يمتلك ميزة مهمة، هي حب الناس للسينما، والدعم الكبير الذي يلقاه هذا النشاط، والمهرجان دليل بالتأكيد على ذلك، ولا ننسى دور الامكانات المادية في تطوير السينما، وهي متوفرة هنا، ويبدو أن السنوات القليلة المقبلة ستشهد ولادة صناعة سينمائية حقيقية في الإمارات.

·         كيف تنظرين إلى السينما الهندية اليوم، ومكانها على خريطة السينما العالمية؟

 السينما الهندية حافظت على وجودها ومكانتها، ففي كل عام ينتج (900 فيلم)، وهذا مهم جداً، ويعني أنها صناعة مزدهرة، والحديث هنا ليس فقط عن عدد الأفلام بل عن تنوع السينما الهندية، وغنى موضوعاتها وقدرة كل لون سواء كان كوميدياً أم اجتماعياً على المحافظة على جمهوره، وهذا نجاح كبير، ما كان له أن يتحقق لولا وجود استراتيجية سينمائية صحيحة، وتوفر مخرجين مبدعين قادرين على التطور الدائم ومعرفة ذائقة المشاهد، لكل ذلك اعتقد ان السينما الهندية ستواصل تطورها ولا قلق مطلقاً عليها.

####

مناقشات "اكتشافات" أوضحت صعوبات الداخل والخارج

التمويل.. حرب يخوضها المبدع الشاب على جبهتين

غياب التمويل العربي للأفلام السينمائية كان القاسم المشترك في حديث المشاركين في المؤتمر الصحافي الذي عقد امس على هامش المهرجان وسلط الضوء على اعمال برنامج “اكتشافات المهرجان” الذي احتضنه المهرجان في دورته الثانية على أمل اعطاء الشباب فرصة تقديم أول إبداعاتهم السينمائية.

وأكد زياد الخزاعي - مسؤول اعداد برامج - عمق سعادته وامتنانه لإدارة مهرجان دبي السينمائي الدولي التي أتاحت الفرصة لعدد من المخرجين لتقديم اعمالهم السينمائية الاولى، وهي اعمال لاقت صعوبات كبيرة لترى النور، خاصة صعوبات التمويل.

وأضاف الخزاعي: حرصت على التوازن اثناء اختياري للأفلام. وأردت ان أتيح الفرصة لأكبر عدد ممكن منهم لأنني كناقد وكاتب اقدر إبداعاتهم وطاقاتهم، لذا كان من المقرر أن نختار خمسة افلام، ولكن إدارة المهرجان مشكورة أتاحت لي الفرصة لأختار فيلما سادسا، فاخترنا “غير صالح” للمخرج العراقي عدي رشيد وهو اول فيلم عراقي بعد احتلال العراق وسقوط النظام السابق. والفيلم صوره عدي في ظروف غاية في الصعوبة، وكان من المفترض ان يكون موجودا بيننا، ولكن ظروفا خاصة حالت دون ذلك.

وهنا ايضا فيلم “الطفل الراقد” للمخرجة ياسمين الساري، وفيلم “المرواغة” للمخرج عبداللطيف الشيش، وفيلم “يوم جديد في صنعاء القديمة” وهو أول فيلم سينمائي يمني وهو للمخرج بدر بن الحرسي، وفيلم “النظرة” للمخرج نور الدين لخماري، وفيلم “تحت السقف” للمخرج نضال الدبس.

وأكد المخرج اليمني بدر بن الحرسي انه سعيد جدا لمشاركته من خلال هذا المهرجان. وأضاف: قبل ثماني سنوات قدمت فيلمي التسجيلي الاول وها أنا اليوم أقدم فيلمي الروائي الاول، وهو أول فيلم روائي ايضا في تاريخ اليمن.

وحين بدأت توقعت وجود صعوبات ولكن ليس إلى هذا الحد، وحرصت رغم الصعوبات على الحصول على كامل الدعم المادي اللازم للفيلم من اليمن تحديدا، وان كان لا بد من وجود تمويل مشترك، فأنا افضل ان يكون عربيا، لأن الغرب في حال اشتركوا في تمويل اي عمل فلا بد أن يفرضوا شروطهم عليه.

وشاركه منتج الفيلم أحمد عبدلي الرأي وقال: استغرق العمل في الفيلم  عامين ونصف العام، وكان من ابرز الصعوبات التي واجهتنا الحصول على التمويل وبذلنا جهدا كبيرا لإقناع المستثمرين بأن بإمكانهم الاستفادة من تمويل الفيلم من دون أن نسمح لهم بالتدخل في مضمونه، والصعوبة التي واجهتنا مع الممولين كانت بسبب عدم إدراكهم لأي شيء حول صناعة السينما.

وأكد نور الدين لخماري ان تمويل فيلمه “النظرة” مغربي نرويجي وليس فرنسياً رغم انه يعالج موضوع مصور صحافي فرنسي، “وذلك لأن فرنسا إذا أرادت أن تمول فيلماً فلا بد أن تتدخل في مضمونه وتغيره، وهذا الامر رفضته بالطبع لذا بحثت عن التمويل بعيدا عن فرنسا”.

وخلال المؤتمر اكد نضال الدبس مخرج فيلم “تحت السقف”، انه انتظر لخمس سنوات كاملة ريثما تمكن من إنتاج هذا الفيلم. وأضاف: من المعروف ان انتاج الافلام في سوريا يتم عن طريق المؤسسة العامة للسينما، التي تنتج فيلما واحدا كل عام، ونعتبر هذا حدثا احتفاليا، لأن المشكلة التي تواجهنا هي عدم وجود قطاع خاص للسينما على عكس المسلسلات الدرامية التي تحقق اليوم نجاحات متميزة لغياب عقبة التمويل من طريقها.

وأضاف: هذا الفيلم الواحد يكون رغم هذا متميزا ويعرض في مختلف المهرجانات وينال الاعجاب ويحصد الجوائز، لأن لدينا طاقات ومواهب سينمائية كبيرة لكن يقيدنا التمويل من جهة وبيروقراطية الرقابة من جهة اخرى.

وأشار المخرج المغربي جيلاني فرحاتي الى ان المغرب تشهد مسيرة لتعزيز الديمقراطية والانفتاح قائلا: ننظر بحماسة وتفاؤل للمستقبل.

ولا بد ان يدرك الجميع أن المخرج هو سفير الثقافة والفن والإنسانية، وتمكنا من الحصول على مبلغ ثلاثة ملايين يورو كدعم من الحكومة للسينما.

ونأمل ان يزداد هذا الرقم مستقبلا.

وأكد المخرج نضال الدبس انه شخصيا سيظل في حالة عراك مع الدولة للحصول على تمويل ودعم لمشاريعه المقبلة، وقال: ندفع الضرائب، وهذه اموالنا وحقوقنا ولا أستجدي بل أطالب بحقي، وفي الوقت ذاته لست ضد التمويل الاجنبي المشترك ولكن شرط ألا يتدخل هذا الممول في عملي ويغير في مضمونه كما يشاء.

وأكد فينسينزو بوجنو مدير صندوق السينما الدولي في برلين ان هذا المهرجان هو افضل مكان ليعرف من خلال المعنيين بالسينما بالصندوق الذي تأسس لتمويل الافلام خاصة في دول الشرق الأوسط وشرق آسيا وافريقيا وأمريكا وغيرها، وأضاف: نضع مبدعي الدول العربية على قائمة الاولويات ونركز على دعمهم ومساعدتهم.

الخليج الإماراتية في

16.12.2005

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)