كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

شيء من الخوف: علامة فارقة في السينما المصرية

رحيل الفنان الكبير محمود مرسي

رياض أبو عواد

عن رحيل الاستثنائي

محمود مرسي

   
 
 
 
 
 
 

خسر الوسط الفني والسينمائي المصري فنانا ومثقفا كبيرا ومعلما ترك اثرا كبيرا في حياة تلاميذه الفنان محمود مرسي الذي توفي السبت في احد مستشفيات العاصمة المصرية عن عمر ناهز 81 عاما.

واشتهر الفنان الراحل بدوره في اداء دور الطاغية عتريس في فيلم "شيء من الخوف" في الستينات وهو احد 300 فيلم شارك الراحل في اداء ادوار مميزة فيها الى جانب عدة مسلسلات تلفزيونية حازت اعجاب الجمهور من بينها "زينب والعرش" و"العائلة" و"ابو العلا البشري".

ولد محمود مرسي في الاسكندرية عام 1923 ودرس الفلسفة في جامعتها ثم انتقل الى باريس حيث درس في معهد السينما هناك الاخراج السينمائي قبل ان يتوجه الى ايطاليا حيث درس الاخراج المسرحي والدراما والنقد الفني مع نهاية الاربعينات من القرن الماضي.

بداية الخمسينات عمل مرسي في هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) لكنه استقال منها في عام 1956 اثر العدوان الثلاثي على مصر التي عاد اليها من اجل الالتحاق بالمقاومة الشعبية التي اندلعت في مدن القناة ضد القوات الفرنسية والانكليزية.

وعندما رجع الى مصر بدا العمل كمخرج في الاذاعة يقدم برامج فنية وثقافية وقدم خصوصا برنامجا مميزا عن المسرح العالمي مشددا على اهمية تطوير التذوق الفني لدى جمهور المستمعين.

واكد الناقد السينمائي طارق الشناوي على دور مرسي في "القيام بثورة في طرق التمثيل على شاشة التلفزيون حيث كان الاداء مسرحيا فعمل في السهرات التي اخرجها الى التلفزيون على ارساء قواعد التمثيل التي استمرت بعد ذلك لفترة طويلة".

وتابع "لكن للاسف فان التلفزيون عاد ثانية الى ما تم تجاوزه على ايدي رواد مثل الفقيد محمود مرسي".

ومنذ انطلاقته كما يقول الشناوي عام 1963 مع فيلم "انا هارب" سجل علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية التي قدم فيها كما تقول الناقدة امينة الشريف 30 فيلما. واعتبر الشناوي ان "افضل افلام المخرجين كانت تلك التي مثل فيها محمود مرسي مثل «زوجتي والكلب» لسعيد مرزوق و«السمان والخريف» لحسام الدين مصطفى و«ليل وقضبان» لاشرف فهمي و«شيء من الخوف» لحسين كمال و«حد السيف» لعاطف سالم و«الخائنة» لكمال الشيخ".

وتابع "كانت خياراته في السينما التي كان مقلا فيها اصلا خيارات جيدة تماما مستندة الى ثقافة سينمائية وفكرية وموسيقية كبيرة الى جانب مواقفه التي يحاول ان يعبر عنها وهذا ايضا عكس نفسه على ادوراه التي قدمها في الدراما التلفزيونية".

ولعل اهمها مسلسل "العائلة" لاسماعيل عبد الحافظ وتاليف وحيد حامد حيث قبل وتحمل مسؤولية اداء دور مهم ضد التطرف الديني والارهاب الاسلامي في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات.

ومن المسلسلات المهمة التي قدمها على الشاشة الصغيرة "عصفور النار" و"أبو العلا البشري" لمحمد فاضل و"بنات افكاري" ليحيي العلمي.

من جهته قال المطرب علي الحجار الذي عمل معه في الجزء الاول من مسلسل "ابو العلا البشري" ان "مصدر فخر لغالبية الفنانين المصريين ان يكون احدهم اتيح له الوقوف امام عملاق السينما المصرية فهو معلم كبير .. فقد كان عندما اقع في خطأ اثناء ادائي الدور يقوم بوقف التصوير باعتبار انه اخطأ ثم ياخذني جانبا ويعيد المشهد معي حتى اتقنه لاعادة ادائه امام الكاميرا".

ولم يختلف عن ذلك الفنان توفيق عبد الحميد مشيرا الى ان الراحل كان "زاهدا في الشهرة فلن تجد له لقاء صحافيا او تلفزيونيا رغم سعي الكثيريين للحصول على اي لقاء معه الى جانب انه فعلا احد الكبار الذي خسرناهم ولن نعوضه قريبا كما لن تجد الان احدا يقف ليعلن على الملأ اعجابه في دور ممثل صغير امام احد نجوم السينما.

ووصفه تلميذه في معهد السينما ومخرج الفيلم "الجسر" عمرو بيومي الذي لعب فيه مرسي دور البطولة بانه "رجل ضخم الجسم عريض المنكبين يحمل قلبا متواضعا الى ابعد حدود التواضع لم يعترض على اي موقف كنت اراه مناسبا في الفيلم رغم انه استاذي وهو من علمني الاخراج".

وتابع انه "ممثل خاص جدا وله الطابع المميز في الاداء والشكل ولانه كان فاهما للسينما كانت دائما اختياراته صحيحة ودائما تترك اثرها لدى الجمهور".

 

ميدل إيست أنلاين في

24.04.2004

 
 
 
 
 

وفاة الفنان محمود مرسي اثر أزمة قلبية

القاهرة ـ أحمد النجار:

عن عمر يناهز 81 عاما توفي أمس الفنان محمود مرسي اثر نوبة قلبية بعد مروره بظروف صحية صعبة خلال الأيام الأخيرة جعلته يدخل المستشفى أكثر من مرة لتلقي العلاج.

ولد محمود مرسي في الاسكندرية عام 1923 وتخرج في كلية آداب جامعة القاهرة ودرس الاخراج وعمل مدرسا في المعهد العالي للسينما، ودرس على يديه العديد من كبار المخرجين أمثال علي بدرخان ومحمد عبد العزيز وعاطف الطيب وخيري بشارة. ارتبط بميكروفون الاذاعة ومثل وأخرج العديد من الأعمال الاذاعية أشهرها حياة هارون الرشيد وآخرها مسلسل «كليلة ودمنة».

ظهر في أول أدواره السينمائية عام 1962 في فيلم «الهارب». واشتهر الفنان الراحل بدوره في أداء دور الطاغية عتريس في فيلم «شيء من الخوف» في الستينات، وهو أحد 25 فيلما شارك الراحل في أداء أدوار مميزة فيها. فقد قام بأداء دور البطولة في فيلم «الباب المفتوح» الذي استند الى أهم الروايات النسائية المصرية للكاتبة لطيفة الزيات، وشارك في فيلم «الليلة الأخيرة» مع الفنانة فاتن حمامة التي قامت بتأدية دور شخصيتين في الفيلم.

ومن الأفلام الأخرى التي شارك فيها بأدوار مميزة «السمان والخريف» المأخوذة عن رواية نجيب محفوظ بالاسم نفسه و«فجر الاسلام» و«الخائنة» و«زوجتي والكلب» و«امرأة عاشقة» و«أبناء الصمت» و«أمواج بلا شواطئ» و«ثمن الحرية» و«طائر الليل الحزين» و«أغنية على الممر» من إيحاء نكسة يونيو 1967، وكان من أول الأفلام التي ظهر فيها الفنان أحمد زكي الذي يعاني الآن مرض سرطان الرئة.

وكان آخر أفلامه فيلم «حد السيف» و«من يدفع الثمن» وجسد في آخر أفلامه «الجسر» مع المخرج عمرو بيومي أول فيلم عربي يخاطب جيل المراهقين في محاولة فتح الحوار بين الأجيال.

اتجه محمود مرسي في السنوات الأخيرة إلى شاشة التلفزيون وقدم أكثر من عمل ناجح من بينها «عصفور النار» و«زينب والعرش» و«العائلة» وأبوالعلا البشري» و«ولما التعلب فات». وكان آخر عمل قدمه منذ عامين بعنوان «بنات أفكاري»، وكان يجهز لعمل بعنوان «وهج الصيف» مأخوذ عن رواية للأديب أسامة أنور عكاشة وحوار عاطف بشاي واخراج هشام أنور عكاشة.

وكان محمود مرسي أول ممثل يفوز بجائزة الدولة التقديرية، والتي جاءت كتتويج لمشواره الفني الطويل. واشتهر مرسي بانطوائه وقلة أحاديثه إلى وسائل الاعلام، فيما عانى في سنواته الأخيرة أمراضا متعددة ساهمت في انطوائه.

تزوج مرسي من الفنانة سميحة أيوب وأنجب منها ابنهما الكتور علاء مرسي.

 

القبس الكويتية في

25.04.2004

 
 
 
 
 

يرحل في هدوء

محمود مرسي

أوصي أن يدفن بالإسكندرية.. دون جنازة

متابعة: فكري كمون/ حسن سعد/ سمير سعيد/ ناصر عبدالنبي

·        رفض الكلام عن نفسه.. وتكلمت الدنيا عنه

·        أسامة عكاشة: نوارة أفضل أعمالي وأشهرها

هكذا تعودنا من محمود مرسي أن يعيش في هدوء وهو الذي شغل الناس بأدواره السينمائية والمسرحية والإذاعية.. والتليفزيونية عبر أكثر من 50 عاماً من العطاء النبيل.. بلا ضجيج أو بروبجندا رحل محمود مرسي.. آخر سلالة العمالقة وصاحب مدرسة الأداء الرهيب.. عتريس في شيء من الخوف.. عيسي الدباغ.. الشحات.. مأمور السجن.. في ليل وقضبان.. أبوالعلا البشري.. النصاب المحتال.. الأب الحنون في أهالينا.. والصحفي العملاق في زينب والعرش.

بناء علي وصيته طلب دفنه بالإسكندرية بمقابر أسرته في صمت وألا يذاع الخبر إلا بعد الدفن وستقام ليلة العزاء مساء غد الاثنين بجامع عمر مكرم.

ومنذ أن علمنا بالنبأ من أشرف زكي سكرتير نقابة الممثلين والعمود الفقري.. لها.. بدأنا نسأل زملاء الرحلة والتلاميذ.

بكاء سميحة

* وكانت سيدة المسرح سميحة أيوب قد علمت بالخبر منذ دقائق معدودة فلم تتمالك نفسها وانخرطت في البكاء وكان من الصعب أن تتكلم عن رجل ارتبطت به كزوج.. وهو والد ابنها علاء.. وتربطهما معاً ذكريات وأيام رغم الانفصال.

أستاذ بمعني الكلمة

* يحيي الفخراني يقول: محمود مرسي أستاذ بمعني الكلمة وهو مثال لاحترام الفنان لذاته وفنه وهذا شيء نادر في العالم بالنسبة للوقت الحالي.. ويضيف لقد اشتركت معه في مسلسل "التعلب فات" وهذا العمل هو الوحيد الذي اشترطت فيه أن يكتب اسمه قبل اسمي لأنه محمود مرسي تقديراً لهذا الفنان القدير علي الرغم من أن أجري كان أعلي من أجره لكن قيمة الفنان محمود مرسي أعلي بكثير من أي أجر.

* الفنان عمر الحريري يقول: من أبرز أفلامي معه "الخائنة" الذي شاركتنا فيه الفنانة نادية لطفي والتقيت معه زمان في الاذاعة في العديد من الأعمال التي مثلناها واخرجها للبرنامج الثاني وكان معظمها مسرحيات عالمية وكانت آخر الأعمال التي جمعتنا في الاذاعة تمثيلا في مسلسل "سهير القلماوي.. فارسة الأدب" وقد تبادلنا أرقام التليفونات واتفقنا علي مداومة الاتصال خاصة بعد فترة انقطاع.

لقد عاش حياته ورحل كفنان وزميل ومخرج وممثل قدير فهو عقلية متفتحة كانت شخصية سوية ومحترمة كان إنسانا "دوغري" في معاملاته لاتوجد عنده مجاملات ما في قلبه يقوله علي الفور.

* الفنان عبدالمنعم مدبولي: خسرنا رجلا عملاقا في كل المجالات السينما والمسرح والتليفزيون.. رجلا علي وعي ودراسة فقد درس في أمريكا وفرنسا وكان استاذا في معهدي السينما والمسرح بالاضافة إلي أنه يتمتع بالجدية في كل شيء فكان مثالا للاحترام والالتزام وأعماله مميزة فقد كان يدقق ويختار ولم يقبل إلا الأعمال الجادة أعمالا تعيش لسنوات طويلة.. محمود مرسي أكبر من أن تتحدث عنه فهو فنان جامع وشامل للفن والأخلاق.

قيمة فنية كبيرة

* الفنان حسن يوسف: مثلت مع الفنان الراحل عملا واحدا وهو مسلسل "زينب والعرش" وهو قيمة فنية كبيرة كما أنه علي المستوي الإنساني قيمة أخري كبيرة وهو ما يبقي له بعد رحيله.. لقد كان صاحب قيم ومثل لايتنازل عنها. انه لم يعمل من أجل المادة ولكن من أجل القيمة والرسالة الفنية.. قال لي ذات مرة انه مستعد ألا يعمل حتي وان كان في جيبه قروش قليلة وذلك حتي لايقدم عملا "يستهيف" عقلية الناس انه ايضا كان قمة في التواضع وبالرغم من انه كان نجم مسلسل "زينب والعرش" إلا أنه كان إذا تألق ممثل أمامه في مشهد جيد كان يثني عليه لقد كان يعيش عيشة بسيطة واذكر انه اثناء عرض مسلسل "الشيخ الشعراوي" علي الشاشة ان اتصل بي ليثني علي العمل ويقول لي إيه الجمال والأداء الرائع ده وقد اتصل بي كثيرون يهنئون علي العمل ولكن اتصال محمود مرسي له وقع ووزن خاص ويعني شهادة تؤكد نجاح العمل.

* الكاتب أسامة أنور عكاشة: الأستاذ مرسي أكبر من أي كلام وهو خسارة كبيرة للفن فكان رحمه الله طرازا نادرا من الفنانين لن يتكرر وأي كلام يقال عنه سيكون أصغر منه ونحن فقدنا قيمة فنية غير مسبوقة.

ولقد كتبت له العديد من الأعمال منها "رحلة أبوالعلا البشري" و"عصفور النار" و"أبوالعلا 90" و"لما التعلب فات" و"سكة رجوع" وكان "نوارة" هذه الأعمال ومصباحها.

* المخرج محمد فاضل كان مثالاً ونموذجاً للفنان الملتزم الواعي الذي يحترم فنه ويرفض أكثر مما يقبل من الأعمال.. رحيله خسارة كبيرة للوسط الفني فلم يكن مجرد فنان فقط بل من مثقفي مصر المعدودين علي الأصابع وتخرج علي يده أجيال من المخرجين يرحمه الله بقدر ما أعطي للفن والانسانية.

لقد تعاملت معه في العديد من الأعمال كان أولها "رمضان والناس" عام 1977 وهو مسلسل كوميدي ثم "أبو العلا البشري" عام 83 و"عصفور النار" عام 86 و"أبو العلا 90" عام 95 وسهرة "سكة رجوع" تأليف أسامة أنور عكاشة.

موسوعة فنية

* نادية لطفي: تقول هو رجل لم يتنازل ولم يفلسف الأمور كي يتخلي عن مبادئه.. ان الثوابت الأخلاقية والفنية عنده شئ واحد ولا يتنازل تحت أي مبرر انه فنان عملاق ليس كغيره يأخذ رقما ويتوقف عنده وانه لذلك بلا رقم.. انه لم يقدم عملا بلا رسالة.. كان يرفض ذلك علي الفور كان يعتبر ان شرف الفنان من شرف وأمانة ورسالة العمل الذي يؤديه.. وكان سلوكه في الداخل والخارج واحداً.. كان كذلك شخصية راقية يعمل في صمت.. انه سلوك المؤمن.. انه أب عظيم وزميل عظيم وأستاذ عظيم كان غزير العلم في المجال الفني.

ولم يبخل به علي زملائه وتلاميذه أعطاه بلا تردد وكان لي شرف العمل معه في ثلاثة أعمال سينمائية بارزة في "الخائنة" اخراج كمال الشيخ "والسمان والخريف" اخراج حسام الدين مصطفي "الليالي الطويلة" اخراج أحمد ضياء الدين.

* سميرة أحمد: هو أستاذ الأساتذة وقد عملت معه فيلماً واحداً هو "ليل وقضبان" الذي قدم المخرج أشرف فهمي لاول مرة وكان كعادته عبقريا كما مثلت معه سهرة "بنتنا الصغيرة" التي كتبها الراحل يوسف عوف. وكنت أحب أن أقف أمامه أشاهد أداءه الخلاب والرائع.

# # #

مسلسل النحس

كتب نادر أحمد:

تحول مسلسل "وهج الصيف" إلي كارثة انتاجية فنية بكل المقاييس علي مخرجه الشاب هشام أنور عكاشة وكاتب السيناريو عاطف بشاي.. وقد توفي المنتج المنفذ للمسلسل "منير زكي" منذ يومين.. ثم كان رحيل الاستاذ محمود مرسي وقد صور نفس العمل فقط أي 11 ساعة ولا يدري فريق العمل ماذا يفعلون في هذا المأزق.. وامام المسلسل الكارثة:

تلقي السيناريست عاطف بشاي خبر وفاة الفنان الكبير محمود مرسي من "الجمهورية" فلم يستطع تصديقه وعاش لحظات ذهول ثم استعاد توازنه وتحدث عن مسلسله "وهج الصيف" والذي كان الفنان الراحل يقوم بتصوير أحداثه فقال:

مسلسل "وهج الصيف" اول مسلسل لي يقوم ببطولته الفنان محمود مرسي.. ولكن وفاته ستسبب كارثة انتاجية.. وخاصة انه قام بتصوير نصف مشاهده في المسلسل والذي تبلغ ساعات تصويره 22 ساعة معظمها في مكتبه.

أضاف: المسألة صعبة.. ومن الاستحالة علاجها.. وسيتوقف تصوير المسلسل.. ويجب علي المسئولين بمدينة الانتاج الاعلامي التفكير في ماذا سيفعلون.. لكي يخرج المسلسل للنور.. وخاصة انه صور نصف مشاهده.. واعتقد أن المخرج الشاب هشام اسامة عكاشة سيقع من طوله عندما يعلم بالخبر.

والمقارنة الغريبة ان محمود مرسي كان استاذي في المعهد اثناء فترة السبعينيات.. ورغم استاذتيه لي طوال تلك السنوات لم نتعاون معا في أي مسلسل.. وقد عرضت عليه العديد من النصوص منذ عام 1976 ولسبب أو لآخر لا يوافق علي العمل.. ثم وافق علي هذا العمل الاخير "وهج الصيف" واذكر انه قال لي واخيرا التقينا!!

المخرج الشاب هشام اسامة عكاشة:

تلقيت نبأ وفاة الفنان الكبير محمود مرسي اثناء تواجدي في البلاتوه.. فتوقفنا عن التصوير. لقد كان آخر تصوير له معي يوم "السبت الماضي" لقد تعلمت منه الكثير.. ففي بداياتي كمخرج مساعد في مسلسل "أبو العلا 90".. تعلمت منه الالتزام وحب الفن.

لقد شعر الفنان محمود مرسي بآلام وتعب شديد ليلة الوفاة.. وجاءه ابنه علاء ليقف بجواره ويستدعي له الطبيب.. ويبدو أنه شعر باجله.. فطلب من ابنه لا يبلغ احدا إلا بعد الدفن.

# # #

انها سخرية الموت.. تفرض نفسها وتدفعني لأن أسحب كلمتي المعتادة.. وبالصدفة البحتة في فقرة من فقراتها كنت أسأل: من هو ممثل مصر الأول عبر التاريخ الفني كله: هل هو محمود مرسي أو زكي رستم.. أو أحمد زكي؟!.. بعد أن فاز مارلون براندو باللقب في استفتاء أمريكي لم أكن أعرف ان الفارس الصامت سيرحل قبل اجابة السؤال! ربما حرجا - الاجابة.. أو احراجا لنا!!

هذا هو محمود مرسي.. الذي اختفي عن سهرات الفن.. وكان أستاذاً في الفن.. رفض أن يدخل سباق النجومية الساذج.. وهو سيد النجوم بلا منازع.. عاش هادئا منعزلا واسمه يدوي مثل الطبل وأعماله خارج المنافسة.

انه.. رجل المعادلات الصعبة.. في زمن الاستسهال واللهوجة!

سمير الجمل

 

الجمهورية المصرية في

25.04.2004

 
 
 
 
 

رحيل عملاق السينما العربية

محمود مرسي بعد أزمة صحية مفاجئة

القاهرة/ الخليج

فقد الفن المصري أحد رموزه الكبيرة هو الفنان القدير محمود مرسي الذي وافته المنية صباح أمس بمستشفى الصفا القريب من منزله بالمهندسين.

كان الفنان الراحل قد شعر بأزمة صحية مفاجئة ليلة أمس الأول الجمعة، حيث يقيم بمفرده في منزله في حي المهندسين، وتم الاتصال بنجله الذي نقله على الفور إلى المستشفى القريب من منزله، وحاول الأطباء التدخل لإنقاذه، ونجحت محاولاتهم للتدخل في الوقت المناسب وبدأت صحته في التحسن، وهو ما أكده الأطباء لنجله علاء، غير أن الأزمة انتابته من جديد صباح أمس السبت ولم تفلح محاولات الأطباء هذه المرة ليرحل الفنان العملاق عن عمر يناهز 81 عاما في مشهد حزين عاشه جميع المحيطين به داخل المستشفى.

وقد تسلم نجله الدكتور علاء محمود مرسى جثمان الفقيد وتم نقله إلى مدينة الإسكندرية مسقط رأسه، وقد شيعت جنازة الفقيد امس من مسجد “المرسى أبو العباس”، ثم دفن في مدافن الأسرة.

وكان الفنان الراحل يصور آخر أعماله بعنوان “وهج الصيف” قصة وسيناريو وحوار أسامة أنور عكاشة وإخراج هشام عكاشة، وكان يشاركه مجموعة كبيرة من نجوم الشباب.

يذكر ان محمود مرسي من مواليد الإسكندرية عام 1923 وتخرج في كلية الآداب جامعة الإسكندرية، وقد بدأ حياته السينمائية عام 1962 ببطولة فيلم “أنا الهارب” للمخرج نيازي مصطفى، ثم في العام 1964 “أمير الدهاء” مع بركات، ثم توالت أعماله السينمائية حيث قدم فيلم “ثمن الحرية” مع المخرج نور الدمرداش، “والسمان والخريف” عام 1967 مع حسام الدين مصطفى، “شيء من الخوف” مع حسين كمال عام ،1969 “فجر الإسلام” مع صلاح أبو سيف عام ،1971 “زوجتي والكلب” لسعيد مرزوق عام ،1971 “أغنية على الممر” عام 1972 مع علي عبدالخالق، “ليل وقضبان” مع اشرف فهمي عام ،1973 “أبناء الصمت” مع محمد راضي عام ،1974 “طائر الليل الحزين” مع يحيى العلمي عام ،1977 وكان آخر أفلامه السينمائية بعنوان “الجسر” في أواخر التسعينات مع المخرج الشاب عمرو بيومي، وكان قبله قد ابتعد الفنان الكبير لأكثر من عشر سنوات عن السينما بعد فيلم “حد السيف” الذي أنتجته الفنانة نجوى فؤاد عام ،1986 واتجه للتلفزيون وقدم العديد من المسلسلات أهمها “أبو العلا البشري، أبو العلا ،1990 العائلة”، وثلاثية الكاتب الكبير نجيب محفوظ في دور “سي السيد”، وهو الدور نفسه الذي قدمه الراحل يحيى شاهين للسينما، كما قدم أيضا مسلسلات “لما الثعلب فات، وبنات أفكاري”، والأخير هو آخر ما قدم الفنان الراحل للتلفزيون، حيث لم يمهله القدر لاستكمال مسلسله الأخير “وهج الصيف”.

عشق الفنان الراحل السينما والمسرح لدرجة أنه باع نصيبه في عمارة بالإسكندرية ورثها من والده وسافر إلى باريس لدراسة الإخراج السينمائي على نفقته الخاصة، ثم التحق للعمل كمذيع بالقسم العربي بالإذاعة الفرنسية للاستعانة بمرتب الوظيفة لاستكمال دراسته، غير انه تم فصله من عمله هو وبقية المصريين العاملين بالإذاعة الفرنسية آنذاك كرد فعل على قرار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس، كما أمهلتهم فرنسا مدة أسبوعين لمغادرة البلاد في أغسطس ،1956 فتقدم بطلب للالتحاق بالقسم العربي بالإذاعة البريطانية وتم قبوله وبعد ثلاثة اشهر من وصول محمود لندن لدراسة الإخراج السينمائي والعمل بالإذاعة البريطانية وقع العدوان الثلاثي على مصر في ديسمبر 1956 بعدها قرر العودة إلى مصر.

يذكر أن الفنان الراحل عاش طفولة معذبة بعد انفصال أبويه، وهو طفل صغير، وتنقل بين منزلي الأب والأم، حتى التحق بإحدى المدارس الداخلية.

 

الخليج الإماراتية في

25.04.2004

 
 
 
 
 

غياب "العملاق" تاركاً الساحة للصغار

القاهرة - محمد صلاح:

واحداً تلو الآخر يذهب الكبار تاركين الساحة للصغار يمرحون فيها, وقد تبدل الزمن وتغيرت الأحوال فصار "اللعب مع الصغار" هو السائد. اختزل مسار الممثل المصري محمود مرسي الأوضاع في مصر سياسياً واجتماعياً وفنياً, فالرجل الذي عاش عصر "العمالقة" بدا مكتئباً في سنوات الأخيرة وهو يرى السينما وقد ابتلعها "المهرجون" وسيطر عليها التلفزيون مفسحاً معظم أوقاته لـ "الفن الخفيف". رحل مرسي أمس وترك تراثاً سينمائياً ينتمي الى الزمن الجميل.

كان مرسي تعرض لأزمة صحية خلال الفترة الأخيرة وتوفي عن عمر يناهز 81 عاماً وهو ولد في محافظة الاسكندرية في 7 حزيران (يونيو) العام 1923. وستشيع جنازته اليوم في مسقط رأسه في الاسكندرية. وفي ايامه الاخيرة كان يشارك في تصوير مسلسل تلفزيوني جديد بعنوان "وهج الصيف" عن قصة للكاتب أسامة أنور عكاشة الذي ارتبط معه بالعديد من الأعمال المميزة, وتم تصوير حوالي خمسين في المئة من المسلسل.

كان زملاء مرسي وتلاميذه يشيرون اليه بلقبه "العملاق" الذي اطلقوه عليه منذ قام ببطولة مسلسل يحمل الاسم نفسه قبل سنوات. بدأ مشواره الفني في مجال التمثيل على مسرح المدرسة الإيطالية في الاسكندرية مؤدياً دور لويس في مسرحية "لويس الحادي عشر", ثم التحق بفريق التمثيل في كلية الآداب في جامعة الاسكندرية لاعباً دور "أوديب" في مسرحية أخرجها الفنان الراحل جورج أبيض, ثم سافر إلى باريس عام 1951 ودرس الإخراج السينمائي في معهد الدراسات العليا السينمائية لمدة عامين. ثم الى لندن عام 1954 ليعمل مخرجاً في الإذاعة البريطانية. عودة إلى القاهرة عام 1956 للعمل في الإذاعة المصرية. وحين انشئ التلفزيون المصري عام 1960 اهتم بمواكبة الجديد فسافر مع المخرج حسين كمال إلى روما لدرس الإخراج التلفزيوني.

يظل فيلم "شيء من الخوف" واحداً من أبرز علامات السينما العربية, وحين تعطل عرض الفيلم عندما صور بعضهم للرئيس الراحل جمال عبد الناصر أن مرسي جسد شخصيته فيه كديكتاتور أصر عبد الناصر على رؤية الفيلم وأمر بعرضه بعدما أشاد بدور "عتريس" الذي لعبه مرسي, لكن الاخير عاد فأغضب الناصريين عندما قدم عام 1973 فيلم "أغنية على الممر" الذي شرّح أسباب نكسة 1967. بعد سنوات أغضب مرسي الساداتيين على فيلمه "حد السيف" الذي رصد التحولات الاجتماعية التي أفرزتها سياسات السادات وخصوصاً الانفتاح الاقتصادي. وفي مسلسله التلفزيوني الشهير "العائلة", قبل سنوات, وجد مرسي نفسه في مواجهة انتقادات عنيفة من الإسلاميين كادت تحدث أزمة لولا تدارك المسؤولين الذين أصروا على إضافة مشهد إلى إحدى الحلقات لتخفيف وطأة تلك الانتقادات.

حصيلة مرسي تتجاوز 50 فيلماً أهمها "أنا الهارب" و"السمان والخريف" و"زوجتي والكلب" و"شيء من الخوف" أمام شادية ويحيى شاهين إخراج حسين كمال, و"أبناء الصمت" و"حد السيف". أما أشهر المسلسلات التلفزيونية فهو الذي أخذ من ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة. وحصل مرسي على جائزة أحسن ممثل عن دوره في "شيء من الخوف" والجائزة الأولى عن دوره في "الليلة الأخيرة" والجائزة التقديرية للفنون في العام 2000.

 

جريدة الحياة في

25.04.2004

 
 
 
 
 

رحيل الفنان الكبير محمود مرسي عن عمر 81 عاماً

متابعة: جـمال نافـع ـ عـلاء الزمـر

رحل الفنان الكبير محمود مرسي أمس عن عمر يناهز‏81‏ عاما‏,‏ بعد صراع طويل مع المرض‏,‏ وقد تم دفنه في مقابر الأسرة بالإسكندرية‏.‏ وسيقام العزاء غدا في مسجد عمر مكرم بالقاهرة‏.‏

الفنان الكبير محمود مرسي ولد في‏7‏ يونيو‏1923‏ بالإسكندرية‏,‏وكان يهوي التمثيل منذ دراسته الثانوية‏,‏ ويعد نفسه لدراسة الإخراج السينمائي‏,‏حيث سافر الي فرنسا بعد دراسته الثانوية والتحق بمعهد السينما‏'‏ الايديك‏'‏ بباريس‏,‏ ودرس به لمدة‏4‏ سنوات‏,‏ ثم سافر الي لندن لدراسة المسرح وعمل أثناء هذه الفترة بالاذاعة البريطانية ثم وقع العدوان الثلاثي علي مصر‏1956,‏ فعاد لمصر حيث عمل في البرنامج الثاني‏(‏ الثقافي‏)‏ كمخرج إذاعي وأخرج للاذاعة العديد من التمثيليات والبرامج الخاصة‏.‏

وعقب انشاء التليفزيون انضم كمخرج تمثيليات بعد سفره الي روما في بعثة للتليفزيون‏,‏ وكان أول فيلم يخرجه للتليفزيون فيلم‏'‏ الطريق الطويل‏'..‏واتجه للتمثيل حيث كان أول أفلامه‏'‏ أنا الهارب‏'‏ في سلسلة أفلامه التي بلغت أكثر من‏300‏ فيلم من أشهرها‏:(‏الباب المفتوح‏)‏ و‏(الليلة الأخيرة‏)‏و‏(المتمردة‏)‏ و‏(‏أمير الدهاء‏)‏ و‏(‏ثمن الحرية‏)‏ و‏(‏العنب المر‏)‏ و‏(الخائنة‏)‏ و‏(‏فارس بن حمدان‏)‏ و‏(‏السمان والخريف‏)‏ و‏(الليالي الطويلة‏)‏ و‏(‏شيء من الخوف‏)‏ و‏(‏فجر الإسلام‏)‏ و‏(زوجتي والكلب‏)‏ و‏(‏أغنية علي الممر‏)‏ و‏(‏الشحات‏)‏ و‏(‏امرأة عاشقة‏)‏ و‏(أبناء الصمت‏)‏ و‏(‏أمواج بلا شاطئ‏)‏ و‏(التلاقي‏)‏ و‏(‏طائر الليل الحزين‏)‏ و‏(شمس الضباع‏)‏ و‏(‏سعد اليتيم‏)‏ و‏(حد السيف‏)‏ و‏(من يدفع الثمن‏)‏. كما شارك في العديد من المسلسلات التليفزيونية مثل‏'‏ زينب والعرش‏'‏ والعائلة‏'‏ و‏'‏أبو العلا البشري‏'‏ و‏'‏بنت الأيام‏'‏ و‏'‏المحروسة‏85'‏ و‏:‏سفر الأحلام‏'‏ و‏:‏عصفور النار ولما التعلب فات‏'‏ و‏'‏الرجل والحصان‏'‏ وثلاثية نجيب محفوظ‏'‏ وآخر أعماله التليفزيونية‏'‏ بنات أفكاري‏',‏ وكان يستعد للمشاركة في بطولة مسلسل‏'‏ وهج الصيف‏'‏ تأليف أسامة أنور عكاشة وإخراج هشام عكاشة‏.‏

وشارك في عشرات الأعمال الاذاعية كمخرج ثم كممثل وكانت آخر أعماله قد أذيع في مارس الماضي وهو مسلسل‏'‏ فارسة الأدب العربي‏'‏ مع سميحة أيوب اخراج نشوي عبد المنعم‏.‏

وقد عمل كأستاذ بمعهد السينما حيث رأس قسم الاخراج بالمعهد‏,‏ وحصل علي العديد من الجوائز منها‏:‏ الجائزة الأولي في التمثيل عن فيلم‏'‏ الليلة الأخيرة‏'‏ وأحسن ممثل عن فيلم‏'‏ شيء من الخوف‏'‏ وسعد اليتيم‏'‏ وجائزة الدولة التقديرية في الفنون عام‏2000.‏ وكان قد تزوج من الفنانة الكبيرة سميحة أيوب منها الدكتور علاء الذي يعمل محللا نفسيا‏.‏

قالوا عن الفنان الراحل‏

‏*‏ سميحة أيوب‏:‏كانت منهارة عندما اتصلنا بها أثناء عودتها من الإسكندرية عقب مشاركتها في تشييع جثمانه‏,‏ كانت منهارة انهيارا تاما الي الحد أنها لم تستطع التعبير عن حزنها‏.‏

‏*‏ ليلي علوي‏:‏هو فنان قدوة‏,‏ تعلمت منه أول درس في التمثيل من خلال مسلسل‏'‏ دمعة ألم‏'‏ عام‏1980,‏ وهو أول مسلسل لي وشاركت في بطولته سميحة أيوب وزيزي البدراوي ونصحني أن أكون طبيعية أثناء تأدية الدور‏,‏ كما تعلمت منه عشق الفن‏.‏ وكان يشجع كل الفنانين خاصة الشبان‏,‏ كما كان لمسلسل العائلة النقلة الكبري في حياتي الفنية‏.‏

‏*‏ صلاح السعدني‏:‏شاركته في بطولة فيلم‏(‏ أغنية علي الممر‏)‏ ومسلسلات‏(‏ ثلاثية نجيب محفوظ‏)‏ و‏(‏سفر الأحلام‏).‏ فكان قدوة لنا جميعا خلال تصوير هذه الأعمال‏.‏

‏*‏ الكاتب أسامة أنور عكاشة‏:‏ فقدنا أهم فنان مصري في القرن العشرين‏,‏ وكتبت له مسلسلات‏:‏ رحلة السيد البشري‏,‏ وأبو العلا‏90,‏ وعصفور النار‏,‏ ولما التعلب فات‏.‏

‏*‏ يحيي الفخراني‏:‏كان مثالا يحتزي به‏,‏ فقد قدم نموذجا في كيفية إحترام الفنان لذاته وجمهوره‏.‏ وقد شاركته مسلسل وحيد هو‏'‏ لما التعلب فات‏'.‏

‏*‏ عزت العلايلي‏:‏ لقد رحل فنان عظيم‏,‏ وأستاذ كبير‏,‏ ومعلم‏,‏ وتراجيديان ليس له مثيل‏.‏ فهو فخر للفن ولمهنة التمثيل وللمثلين بالاضافة الي أنه مثلي الأعلي‏.‏

‏*‏د‏.‏هاني مطاوع رئيس أكاديمية الفنون‏:‏كان أستاذا لجلينا في الوقت الذي كان يدرس فيه الاخراج المسرحي لطلاب معهد الفنون المسرحية في الستينيات‏.‏ وقد تعلمنا منه الكثير من القيم والالتزام والاستقلالية في الرأي بالاضافة الي الحكمة والحزم‏,‏ فقد كان نموذجا للفنان والمخرج المسرحي والمخرج الاذاعي‏,‏ بالاضافة انه شخصية ودودة جدا مع طلابه‏.‏

‏*‏ علي الحجار‏:‏شاركته مسلسل‏'‏ أبو العلا البشري‏'‏ وتعلمت منه الدرس الأول في التمثيل فكان المعلم والأب والأستاذ والقدوة‏.‏

 

الأهرام اليومي في

25.04.2004

 
 
 
 
 

أول ممثل يحصل على جائزة الدولة التقديرية

محمود مرسي

النجم الذي رفض الأضواء

القاهرة/ الخليج

يعد محمود مرسي أول ممثل يحصل على جائزة الدولة التقديرية إذ حصل عليها من قبله ممثلون ولكن بصفتهم مخرجين، مثل يوسف وهبي وحمدي غيث وسعد أردش، وقد جاء في حيثيات منح مرسي الجائزة أنها تأتي تتويجا لمشواره الفني الذي قدم خلاله عدة أدوار مهمة منها دوره الشهير في فيلم “شيء من الخوف”، وأدواره التلفزيونية التي تميزت بأداء إنساني رفيع مثل دوره في مسلسل “أبو العلا البشري”.

الفنان يحيى الفخراني يقول: لقد كنت سعيدا جدا بمسلسل “لما التعلب فات” الذي التقيت فيه لأول مرة بالفنان محمود مرسي، فقد كان هذا اللقاء شيئا رائعا بالنسبة لي، لأنني منذ زمن طويل كنت أتمنى أن أشاركه بطولة أحد أعماله، والحقيقة أنه كان مثالا لالتزام الفنان وحرصه على خروج العمل في أروع صورة ممكنة، ولا أنكر أنني شخصيا كنت أحس بمتعة كبيرة خلال المشاهد التي كانت تجمعني به، وأتعلم من بساطته وتلقائيته في الأداء، فقد كان الأستاذ الكبير محمود مرسي مدرسة فنية تتحرك على قدمين.

ويقول المخرج محمد فاضل: موت الفنان محمود مرسي خسارة فادحة للجميع وليس للفن فقط فهو نموذج للفنان الجاد والملتزم، متواضع يضفي داخل الاستوديو جوا من الهدوء والالتزام.

أما الكاتب يسري الجندي فقال: محمود مرسي ظاهرة يصعب تكرارها لم يكن اختياره لأعماله عشوائيا بل كان مزيجا من فنون الإبداع والذي لا يعرفه الكثيرون انه كان أحد رواد الدراما الإذاعية.

ويصفه الفنان احمد بدير بأنه رحمه الله قيمة فنية كبيرة وأحد العلامات البارزة في الفن والتمثيل في مصر والعالم العربي.

ويقول الفنان اشرف زكي: فقدنا رمزا كبيرا من رموز الفن كان مثالاً للاحترام والتفاني في عمله رفض كل التكريمات والجوائز وأمام الإلحاح الشديد قبل جائزة الدولة التقديرية.

ويقول ممدوح الليثي نقيب السينمائيين ورئيس جهاز السينما بمدينة الإنتاج الإعلامي:

لقد كان أخا وصديقا وإنسانا على المستوى الفني فمحمود مرسي رمز لجيل لن يتكرر، معلم تخرج من تحت عباءته نجوم كبار أمثال نور الشريف والسعدني. محمود مرسي سيظل علامة بارزة في ذاكرة ووجدان الشعب المصري بفنه الذي عاش من اجله. لقد كان شجاعا في مواقف كثيرة مهموما قلقا على حال السينما المصرية هكذا محمود مرسي.

أما المخرج محمد النجار فيقول: حزنت وتألمت من رحيل راهب السينما المصرية الفنان القدير محمود مرسي الذي أسعدني الحظ أن اقف مخرجا لأحد أعماله وهو مسلسل (لما التعلب فات) تأليف أسامة أنور عكاشة وهناك سر أقوله لأول مرة عندما اعترضت على أحد المشاهد للفنان القدير محمود مرسي مع النجم يحيى الفخراني فأوقفت التصوير واستشعر الفنان محمود مرسي أن المشهد لم يعجبني. فأراد أن يكرر المشهد اكثر من مرة حتى يصل إلى المستوى الذي يرضيني وكأنه ممثل هاو ولن أنسى عندما شاهد لي فيلم “الصدفة” واتصل بي يهنئني على هذا العمل هكذا يكون العملاق محمود مرسي.. عزاؤنا أن يكرم هذا الفنان القدير حق التكريم على ما قدمه لفنه.

النجمة مديحة يسري التي لم تكف عن البكاء قالت: رحل أعز أصدقائي وأخي الذي لم يفارقني طوال رحلتي الفنية، رحل الفنان الإنسان، لقد كان عملاقا في كل شيء رحل حزينا على صديقه وتوأمه المخرج الكبير كمال الشيخ فهما كانا قلباً وعقلاً واحداً. لقد كان مهموما في الأيام الأخيرة متشائما من أشياء كثيرة كالسينما وما يحدث لها وحال العرب، اعتقد أن الصمت والصراع الإنساني قتله دون أن يطلق صرخة واحدة، ومن المواقف التي لن أنساها انه كان قريبا مني جدا عندما رحل ابني عمرو على إثر حادث أليم هكذا يكون الصديق والأخ.

أما النجمة آثار الحكيم فقالت: لقد شعرت اليوم بأنني يتميه لقد رحل أبي الذي لم تشغله الدنيا عن أصدقائه وأبنائه وتلاميذه لقد كنت بمثابة ابنته، فهو الناصح والصديق، لقد كان حريصا أن يتصل بي بعد كل عمل أقدمه حتى في مشاكلي العائلية لم يتركني سنظل نتعلم من كل لقطة للفنان القدير محمود مرسي.

ويقول الكاتب والسيناريست أسامة أنور عكاشة: فلنعزي أنفسنا في أحد فرسان السينما المصرية والعربية الأخ والصديق أبو العلا البشري الذي حمل بين دقات قلبه خيرا وحبا وأملا وتفاؤلا للأجيال القادمة من خلال أعماله السينمائية المتعددة. كنت أتمنى أن تنكس الأعلام لهذا الصرح العملاق فهو يقف بين اعظم نجوم العالم فهو صاحب مدرسة خاصة به لا يشاركه فيها أحد إلى الآن.

أما النجم محمود ياسين فيقول: تألمت كثيرا برحيل الأستاذ والمعلم الفنان القدير محمود مرسي الذي وقفت أمامه في واحد من أهم الأفلام التي قدمتها في حياتي السينمائية وهو فيلم ليل وقضبان. لقد كان أبا ومعلما وأنا في بدايات حياتي وكسر بداخلي الرهبة وأنا اقف أمامه، محمود مرسي ساعد نجوما كثيرين من أبناء جيلي رحمة الله عليه.

السيد راضي رئيس اتحاد النقابات الفنية: رحم الله الفنان القدير محمود مرسى وسأطلب من الوزير صفوت الشريف إطلاق اسم الفنان القدير محمود مرسي على أحد استوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي فهو يستحق كل تقدير فأعماله ستظل عالقة بذاكرة المشاهد المصري والعربي.

أما النجم صلاح السعدني الذي وقف أمامه ابنا في مسلسل (الثلاثية) عن رواية نجيب محفوظ فقال: تألمت من رحيل أستاذي وأخي العزيز الذي كنت أسعد كالطفل وأنا اقف أمامه أو ارشح في أي عمل من أعماله رحم الله الفنان الأستاذ محمود مرسي وأتمنى أن تكرمه الدولة حق التكريم.

عبد الرحمن حافظ رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي: عزائي لكل فناني مصر برحيل أحد رواد السينما المصرية الذي أمتعنا كثيرا والذي كان يستعد للوقوف أمام الكاميرا في أعمال لمدينة الإنتاج الإعلامي.

قدمنا معه مسلسل (بنات أفكاري) ومسلسل (لما التعلب فات) وهي من الأعمال المميزة للشركة المصرية لمدينة الإنتاج غفر الله للفقيد.

ظاهرة مدهشة في السينما العربية

يقول الناقد كمال رمزي: إن محمود مرسي من الظواهر المدهشة في السينما العربية، فقد كان من أكثر الفنانين بعدا عن الأضواء، ودائما ما كان يرفض بإصرار إجراء أية حوارات صحافية معه، ولا يمكن أن تراه في حفلة أو افتتاح فيلم، ولم يظهر كضيف في أي برامج تلفزيونية.

ويضيف رمزي: قدم محمود مرسي ما يقرب من أربعين شخصية متباينة، بعضها يجسد الرقة في أكثر وأعمق صورها أثيرية وشعرية حيث تبدو في جمالها كما لو كانت “قوس قزح”، حلما إنسانيا حميما، وتصل إلى درجة النقاء الكامل في مسلسل “أبو العلا البشري” الذي كتبه أسامة أنور عكاشة، مستوحيا شخصية “دون كيشوت” للإسباني سرفانتيس وأخرجه محمد فاضل بحس مرهف وفيه يخرج “البشري” محمود مرسي من بلدته الصغيرة، ذاهبا إلى غابة القاهرة ويحاول بوداعته أن يروض وحوشها التي تريد بإصرار، أن تفترسه وطول المسلسل لا ينسى محمود مرسي جوهر شخصية “أبو العلا البشري” الذي لا يعرف كيف يكره، أو كيف ينتقم، وهو عندما يتألم جريحا فإنما يتألم من اجل الذين أثخنوه بالجراح، انه هنا الصفاء الإنساني الكامل.

ويشير الناقد علي أبو شادي إلى أن عبقرية أداء محمود مرسي التمثيلية قد أفادت النقد السينمائي قائلا: تتجلى روعة أداء محمود مرسي التمثيلية في اثنين من أفلام كمال الشيخ، وذلك لأن الممثل في أفلام كمال الشيخ قلما يصرخ، أو يرتفع صوته، أو يبالغ في إظهار الانفعالات، لذا كان من المنطقي أن يصبح محمود مرسي بطلا لفيلمين من أهم أفلامه، وهما فيلما “الليلة الأخيرة” عام ،1963 و”الخائنة” عام ،1966 وهما الفيلمان اللذان دفع بهما محمود مرسي النقد السينمائي خطوة إلى الأمام، بطريقته الخلاقة، الخاصة والمؤثرة في الأداء.

ويضيف أبو شادي: وإذا كانت موجات الشك في “الخائنة” تكاد تتحول إلى يقين بخيانة الزوجة، فإن بركان الريبة الذي ينفجر في أعماق “الريس مرسي” في “زوجتي والكلب” لسعيد مرزوق عام 1971 يمنع الهواجس من الاستقرار، ولا يستطيع أن يوقف اندفاع خيالات خيانة زوجته الجميلة له، ويعبر محمود مرسي بعينيه الزائغتين، وشفتيه المرتجفتين عن طوفان الصور الذي يندلع داخل ذهنه، ولهذا نرى أن محمود مرسي بتفهم كامل لأبعاد الشخصية التي يؤديها، اجتماعيا ونفسيا وخلقيا وجسمانيا، يتدرج في الانفعالات، متحولا بليونة من شعور لآخر، وفق منطق سليم وصحيح، ومن خلال لمسات أسلوب مميز وخاص، وهو ما يظهر مرة أخرى في تنويعة “عطيلية” يقدمها محمود مرسي من خلال دور هائل في فيلم “ليل وقضبان” لأشرف فهمي عام ،1973 فهو هنا مأمور سجن لا تعرف الرحمة إلى قلبه سبيلا، وها هو يرى بعينيه، من خلال فتحات خشب النافذة زوجته، في أحضان أحد مساجينه، وتتجلى ثقافة “الأستاذ” وعلمه وموهبته، عندما يسيطر تماما على سيل الانفعالات الجارف الذي من الممكن أن يكتسح أي ممثل آخر.

 

الخليج الإماراتية في

26.04.2004

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004