كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

قامت على كاميرات الفيديو بجهود فردية طموحة

قراءة في تجربة "أفلام

من الإمارات" من خلال خمسة مخرجين

ولاء علاء الدين

أفلام من الإمارات

 

   
 
 
 
 

من خلال مشاهداتي لمسابقة (أفلام من الامارات« التي اختتمت فعالياتها يوم الثامن من الشهر الحالي، يمكنني القول إن أهم الأفلام التي أتيحت لها فرصة أن تعلق بذاكرتي، كمشاهد، من تجربة السينما الإماراتية هي تلك التي تماسّت مع أو تحركت نحو الكتابة: الشعر، القصة القصيرة، الرواية، وحتى النصوص المفتوحة الأخرى. إنها تلك التجارب التي تشعرك بأن صاحبها شاعر أو قاص أو روائي، أو عاشق في المقام الأول قبل أن يُقدم على خطوة خلق فيلم سينمائي.أ مام هكذا »حالات مصورة« كالتي شكّلها فنانون خارجون من معاطف الكتابة تتراجع إلى حد كبير اهتماماتك كمشاهد بأمور تقنية كثيرة، رغم أنها داخلة في صلب شروط تحقق عمل سينمائي، إلا أنها أمور تأتي بالتدرب وبالوقت. فهي مسألة معالجات حرفية ربما يكتسبها العاملون في الفيلم بعد فيلمهم الأول أو معه أو ربما لا يتقنونها على الإطلاق، إلا أن الفيلم يبقى قادراً على الوصول إليك لأنه عمل إبداعي مخلص.

وليس من الغريب والحال هكذا أن تكون مجموعة كبيرة من الأسماء التي أخرجت أو كتبت أو شاركت في تحقيق تلك التجارب خرجت بالأساس من معاطف الكتابة: مسعود أمر الله الخارج من معطف الشعر، الشاعرة المتدفقة نجوم الغانم، الكاتب والمخرج صالح كرامة، الشاعر إبراهيم الملا، المبدعة ابتسام الشايب، الشاعر خالد بدر، القاص ماجد بوشليبي، محمد نجيب وآخرون تحفل بهم تجربة »الحالات المصورة«، كما أحب أن اسميها، أو الأعمال »السمع بصرية« الإماراتية كما أطلق عليها النقاد خلال دورات مسابقة »أفلام من الإمارات«٫

قبل الخوض في أهم أسباب صعوبة الكتابة حول تجربة »السينما« في الإمارات لابد من الإشارة إلى أن كل الأفلام التي أنتجت في الإمارات باستثناءات بسيطة، قد استخدمت فيها كاميرات الفيديو وأن استخدام اصطلاح سينما ربما قائم على أساس أنها تعرض في قاعات العرض السينمائي، أو تسعى إلى أن تصبح أفلاماً سينمائية، والصعوبة هنا تنبع من أمور عدة أولها عدم توافر كتابات سابقة في هذا الصدد، وعدم توافر أي جهد بحثي في هذا المجال اللهم إلا ما يقوم به السينمائي مسعود أمر الله من جهد بحثي وميداني لم يلق حظه في النشر بعد، وثانيها أنها تجربة حديثة جداً بالمفهوم الزمني وكذلك لأنها، حتى لحظتنا الراهنة »سينما أفراد«: وأرى هنا جواز إطلاق صفة الفردية على تجربة الفيلم باعتبار أن فريق العمل هو شخص واحد يعمل بعيداً عن أي جهد تراكمي داخل في صلب تجربة محلية تنهل من الثقافة الوطنية في الوقت نفسه، وبعيداً عن أي شكل من أشكال العون المؤسساتي اللهم إلا بعض العون الذي لا يدخل في إطار توجه عام أو مخطط متكامل.ثالث الأسباب التي تجعل الحديث عن تجربة السينما المحلية صعبا هو الخوف من الوقوع في غبن كبير لهذه التجربة الوليدة، إذا ما تم تناولها بالمنطق ذاته الذي يتم به تناول التجارب السينمائية الأخرى التي ربما توفر لها ما لم يتوافر لهذه التجربة من إمكانات، ومن فرص للاستفادة من تاريخ وذاكرة السينما العالمية أو المحلية، يكفي أن نعرف أنه لا يوجد ناد واحد للسينما في دولة الإمارات لندرك أن فرصة الاطلاع على تجارب السينما العالمية متروكة لسعي المهتمين ومحاولاتهم، ولمشاركة بعض المؤسسات الكريمة، ومنها المجمع الثقافي في أبوظبي عبر قاعة السينما فيه، في توفير بعض النماذج المهمة.

وكذلك حرمان هذه التجربة من الكوادر الفنية المدربة في مجالات كثيرة تلزم تحقق فيلم سينمائي محترف في مجالات التصوير والإضاءة والديكور والماكياج، وكل الجوانب التقنية الأخرى التي لا يمكن التغاضي عن أثرها في أية قراءة جمالية في منتج سينمائي، فلا يوجد معهد واحد لتدريس هذه الفنون السينمائية في الإمارات، وجل الجهود التي تمت في هذا الإطار إنما جاءت عن طريق عصف ذهني خاص مصدره العشق الملهم لهذه الفاتنة المسماة بالسينما.سينما محلية تجاوزاًإلى جانب أسماء الجيل الأول الذي اهتم بتقديم باكورة إنتاج تلك »الحالات المصورة«أو »السينما المحلية« تجاوزاً، والذين أنجزوا محاولات ستحتفظ بها ولا شك ذاكرة الإبداع، كشفتْ مسابقة »أفلام من الإمارات« التي ينظمها سنوياً المجمع الثقافي في أبوظبي منذ ثلاث سنوات النقاب عن محاولات كثيرة في هذا المجال يقوم بها شباب إماراتيون متيمون بعشق السينما، وعن جهود جادة تتم على مستوى أكاديمي بهدف تعليمي وتدريبي للطلاب باعتبار الفيلم وسيطاً إعلامياً وإعلانياً وتعبيرياً، وهي تلك الجهود التي تقوم بها كليات التقنية العليا وبعض الجامعات في الدولة في إطار تدريسها لتقنيات و لفنون الإعلام، وليس بهدف دراسة فنون السينما.

وكان لنشوء المسابقة أثر السحر في نفوس محبي السينما، فأتاحت لهم للمرة الأولى فرصة أن يُعرض عملهم أمام عدد أكبر من الجمهور جاء خصيصاً لمشاهدة عروض سينما، كما أتيحت لهم الفرصة لمشاهدة أعمال آخرين بما تحمله من رؤى ومشاهدات وخبرات خارجة من ثقافات أخرى. وباستمرار المسابقة على مدار ٣ سنوات »دورة تجريبية ودورتان رئيسيتان، بخلاف الدورة الثالثة التي اختتمت فعالياتها. عُرض ما يزيد على المائتي تجربة محلية من أصل ١٩٢ فيلما أنتجت في الإمارات حتى تاريخ الدورة الثانية من المسابقة في العام ،٣٠٠٢ وحدث ما يشبه الفرز المبدئي الذي يمكن من خلاله أن نسقط ما لا ينتمي بأية حال إلى هذا الفن، ونستبعد تلك الأعمال التي لم تنجح أو تسعى بجدية في تعويض النقص التقني الواضح والذي لا حيلة لأحد فيه خلال الفترة الحالية على الأقل، بقدح فني إنساني، وأن نحصر تركيزنا في من حاول واجتهد في تقديم رؤية خاصة به، داخل إطار هذا الفن الصعب شديد الحساسية، ترفد محاولات جديرة بالاحترام نحو توطيد خطى الثقافة الوطنية في زمن التهديد الكوني. ورغم أن التجارب التي فرضت نفسها وفق هذه الشروط قليلة تكاد تعد على الأصابع إلا أن مشاهدتها في حد ذاته وسط هذه الظروف الصعبة جدير بخلق الانتباه والفرح، لأن جيلاً جديداً ما زال هاجس السينما يسكنه بعدما بردت نار جيل الرواد بحكم انشغالهم بالحياة أو لأسباب أخرى، وهي ظاهرة قد تستحق التسجيل في الوسط الثقافي الإماراتي.على جسر المسابقة إذن عبرت أسماء لمبدعين شباب جدد يُشكلون امتدادا للجيل السابق يعملون بروح الهواة وعيونهم على الاحتراف، بعضهم درس السينما في أرقى الجامعات والمعاهد في أمريكا وأوروبا، وبعضهم درس، أو ما زال، بعض أشياء عنها من خلال تدربه على تقنيات التصوير في كليات التقنية، والبعض الآخر لم يدرس بل تتبع نبض قلبه العاشق.

من الأسماء التي برزت بتميز تجاربها نواف الجناحي، عبد الله مؤمن الجنيبي، هاني الشيباني، خالد المحمود، سعود الملا، يوسف إبراهيم، حسين بن حيدر، وليد الشحي، عبدالله حسن أحمد، ياسر القرقاوي، خالد الرايحي، علي العبدول، خالد سالم، سعيد الظاهري، ومن النساء رحاب عمر عتيق، خديجة الحمادي، عائشة الهاملي، شما الرميثي، مريم فهد، مريم المنصوري، آمنة المهيري، ثريا الخوري، وحليمة سيمبا، وآخرون جديرون بالذكر هنا لولا ضيق المساحة وعدم تيسر المرجعية، كلهم مازالوا يقبضون على جمرة عشقهم للسينما.

امتازت تجارب هؤلاء واشتركت مع الجيل السابق لهم بأنها حقيقية، لم تكن المشكلة أبداً فيهم من حيث الموهبة والإبداع، بل في غياب التقنيات والتمويل، ولذلك رغم التشويش التقني البصري أو الصوتي لا يمكنك إلا أن تلمح شرارة إبداع ذاتية حميمة وخاصة داخل كل تجربة.

تجربة نواف الجناحي

في تجربة نواف الجناحي يمسّك فورا ذلك الدفء الإنساني الشفيف وتأخذك تلك الجرأة والجدة في التناول والطرح بطريقة غير متوقعة ومن دون استرسال، هو يريد أن يقحمك معه في لحظة شعورية صغيرة للغاية إلا أنها كفيلة بأن تسع كل من يدركها معه، ويلفك هذا الشعور العميق بالقرب من أعماله.

في فيلمه الصامت »على طريق« لا نعرف أبدا من هذا الشاب الذي يرتدي بنطالاً اسود وقميصاً ابيض الذي يمشي على طريق إسفلتي طويل ممتد في العمق كأنه خارج من ذاكرة إنسان، الإسفلت الأسود يسيطر على الحالة بينما الشاب يسير فوق الخط الأبيض المحدد على الطريق، يقطع مسافة ما دون أن نعرف من أين وإلى أين ولماذا؟ ثم فجأة يستلقي على الإسفلت ولا يكمل. إلا أن الدفق الشعوري الناتج عن فرحة الاكتشاف التي تنتابك وأنت ترى الفيلم وقد انتهى فجأة، كفيلة بأن تعلقه في ذاكرتك ليعيد طرح نفسه عليك فكرةً وصوراً جيدة عندما تجد نفسك ذات مرة وقد فقدت الدافع في استكمال عمل ما تؤديه من دون أسباب مقنعة، أو حينما ترى ذلك يحدث لآخرين. اللافت في فيلم »الجناحي« هو تعبيره الجيد عن فكرة جيدة، واختياره للقطات موجزة تفي بالغرض دونما استرسال قد يطعن ظهر الحدس في ذهن المتفرج. فالجناحي مهتم بالبحث داخل لحظات إنسانية عامة، ولكن بشكل خصوصي حميمي يُعلي من قيمة المشاهد بإشراكه معه في قراءة ما يريد أن يقوله وهو بشكل عام بالمقارنة بين فيلميه »هاجس« ثم »على طريق« نراه يتجه نحو تخليص منتجه الفيلمي من كل ما يراه زائداً على الحاجة سعيا وراء تكثيف اللحظة.

تجربة خالد المحمود

تجربة خالد المحمود تذكرني بمحترفي القصص القصيرة المكثفة والغنية التي تشتغل على النفس البشرية وتحاول مشاركتها هواجسها وأحلامها، هو قاص سينمائي بارع، يكتب تلك الأقصوصات التي تخلف داخلك علامة استفهام كبيرة لا توازيها في الحجم سوى مساحة الاندهاش والفهم المشوب بالألم أو بالحسرة أو بالفرح، لا يهم، المهم أنه نجح في أن يجعلك تفهم شيئاً ما ولّد في داخلك شعوراً ما.

يهتم المحمود كثيراً بتأليف فكرة ليعالجها وليس اقتناص لحظة، لذا يحضر في أعماله التناص والاستدعاء والإسقاط، ومثلما يختار القاص للقطته الكلمات التي تخدم حالتها، يختار المحمود العناصر التي يرى أنها سوف تعكس رؤيته بشكل جيد وتساعد في منحها العمق المطلوب من دون استسهال.في فيلمه »شارع الأحلام المحطمة« قدم عبر الأسود والأبيض الذي عزز الشعور بالألفة رؤية عن شخص منبوذ ووحيد نتيجة مغامرة عاطفية فاشلة، يلعب البلياردو وهو ثمل فاقد للثقة، كلما فاز في اللعب استعاد قليلاً من ثقته المفقودة، وهكذا إلى أن يأتي شخص أكثر احترافاً منه ليهزمه مرات تتراجع خلالها ثقته إلى أن تأتي اللحظة الحاسمة ببقاء الكرة السوداء على الطاولة ..يسارع الرجل في الهرب تاركاً الأمر معلقاً: لو أنه أكمل اللعب هل يخسر أم يفوز؟.. دفء شديد وحنان في المعالجة زاد من عمقيهما الأبيض والأسود، ولا أعرف إن كان ممكناً اللجوء إلى تلك المفردات في الحكم على تجربة فيلم إلا إنها أحاسيس مشاهد.

حالة خالد المحمود الذي درس السينما في روما بالتوازي مع دراسته للهندسة في أمريكا تؤكد تصوري لأسباب تميز تلك التجارب أو قدرتها على أن تعلق في الذاكرة، فالمحمود شاعر وسيناريست له إبداعات في المجالين ولكن باللغة الانجليزية بحكم دراسته منذ الصغر. ويتجلى ذلك البعد أكثر في فيلمه الروائي القصير »أحلام في صندوق«: يرن المنبه ليوقظ رجلاً من نومه في السابعة صباحاً ليتناول إفطاره ويخرج فيتعرض لحادثة ويموت »أو هكذا يوحي لنا المخرج«، ثم تعود الساعة لترن في الموعد ذاته لتوقظ الرجل ذاته الذي يقوم ليتناول إفطاره ويخرج ليتكرر موته الإيحائي، عندما ترن الساعة في المرة الثالثة يستيقظ الرجل ذاته ويخرج ويصل إلى مكتبه، يتحدث في الهاتف، يطول به الأمد حتى المساء ليمشي مع فتاة يوحي لنا المخرج هذه المرة بأنها ماتت عندما تختفي فجأة، لتهوي صخرة ضخمة فوق الساعة في توقيت السابعة وينتهي الفيلم.

موت الحبيب لا يقل في قسوته عن الموت الشخصي، ربما.. لم تعد هناك قيمة للوقت بعد رحيلها فلتتحطم الساعة إذن.. أيضا ربما..ويتركنا المحمود محملين بالعديد من »ربما« لينشغل بعمل آخر.

تجربة هاني الشيباني

المخرج المميز هاني الشيباني ينطلق في تجربته الخاصة بحساسية عالية للغاية بفنون المعالجة السينمائية جعلت النقاد يعتبرونه مع نواف الجناحي وخالد المحمود أعمدة صالحة لبناء سينما إماراتية قادرة على الظهور في المشهد السينمائي إذا ما توافرت الإمكانات المطلوبة.

قدم هاني الشيباني تجربة شاعرية دافئة في فيلمه »ليلة شتاء دافئة« القصة والسيناريو ليوسف إبراهيم مهدت للنضج الكبير الذي أطلقه في فيلمه »جوهرة«، وكان ذلك النضج هو السبب في حصد عدد كبير من الجوائز وشهادات التقدير في مسابقة أفلام من الإمارات ثم جائزة في مهرجان بيروت.قدم الشيباني في فيلمه محاولة روائية متميزة، دراما اجتماعية تحكي قصة بنت صغيرة: »جوهرة« منقسمة بين عالمين، ولّفت التجربة العلائق بين شخصيات عدة بنجاح لافت، وفي إيقاع منضبط إلى حد كبير.

والشيباني هنا أيضاً غازل روح المشاهدين واشتغل على هاجس البراءة التي تطحنها الحياة بتناقضاتها المرة، واستدعى مخزون الحنين والحزن في قلوب وأرواح المتفرجين، إلا أن نجاح تجربته كان الأكثر اعتماداً على المعالجات التقنية والفنية من بين التجارب المحلية الأخرى، فبالإضافة إلى الروح المبدعة التي ميزته وتوفرت للبعض الآخر، هو امتاز بمعالجة بصرية موفقة، وسيناريو وحوار متماسكين ودافئين، وبأداء عفوي من الممثلين وبتصوير أقرب إلى الاحتراف وإضاءة مناسبة، فقدم تجربة متماسكة مؤثرة ذات بعد إنساني شفيف استغل خلالها الكثير من العناصر المحلية ببراعة، الأمر الذي يشي بقدرة كامنة فيه على تطوير أدواته وقيادة فريق عمل سينمائي.

تجربة صالح كرامة

في الوقت الذي تنطوي فيه تجربة صالح كرامة على العديد من عناصر التميز نابعة جلها من جمع هذا المبدع وتجريبه في أكثر من مجال بدءا من الكتابة للمسرح وإخراجه، مروراً بالقصة والرواية إلى الإخراج السينمائي، إلا إنها أيضاً تصلح هنا مدخلا لطرح واحد من أهم التساؤلات التي أثيرت من قبل النقاد في قراءتهم للتجارب التي عرضتها مسابقة »أفلام من الإمارات« في دورتيها السابقتين، والتي كانت منصبة على استخدام اللغة الإنجليزية في معظم التجارب المشاركة بخاصة من طلاب كليات التقنية، وصالح كرامة يقدم على هامش الدورة الثالثة من المسابقة هذا العام ثماني تجارب فيلمية قصيرة كلها ناطقة باللغة الإنجليزية جمعت بين التجريبي والروائي هي: »المرآة، أين قميصي، ضوء يتنفس، احسب الفقاعات، دمية لاصقة، فالنتاين، الكرة الثلجية القصيرة، الباب المتحرك«، وهو في الأفلام كلها استعان بممثلين محترفين من بريطانيا حيث يقوم بتدريس مادة إعداد الممثل في أحد المعاهد هناك.

ورغم اختلاف القياس بين الحالتين إلا أنه مجرد تذكير بواحدة من النقاط التي أثيرت بشدة، وسبب الاختلاف أن كرامة محترف يعمل في مجال المسرح وصاحب رؤية متشكلة بالأساس وأن تجربته جاءت في اللغة الإنجليزية بحكم عمله في بريطانيا واستعانته بمحترفي تمثيل منها، كما أنه يعالج موضوعات ذات بعد إنساني وجودي لا يعوقه كثيراً حاجز اللغة، والإيجابي في تجربته أنه عندما ينتقل للعمل مع مبدعين من أهل الإمارات سوف يكون مفيداً في نقل ما اختبره خلال العمل مع أبعاد ثقافية وحضارية وخبراتية أخرى.

في فيلمه الطويل »ما تبقى« الذي يشارك به في المسابقة هذا العام يضيف كرامة بعداً جديداً لحقل التجربة الإماراتية من خلال تقديمه معالجة جمالية لروح نص »جدارية« للشاعر العربي الكبير محمود درويش، مشاهد محفوفة بالقلق تقدم قراءة بصرية سينمائية في لحظة عدم التحقق، حيث لا موت ولا حياة، إنه بحث سينمائي في التساؤل الفلسفي الذي يطلقه درويش: هل نحن موجودون بالأساس على وجه هذه الحياة؟ بلغة سينمائية، ولغة حوار عالية الشعرية.

تجربة عبدالله الجنيبي

عبد الله مؤمن الجنيبي تجربة أخرى تحمل تميزها في تلك القدرة على توليد الدهشة والبحث عن الجديد، هو في فيلمه »متى؟« قدم وعياً عالياً بالبيئة المحيطة، وهو أمر يغفله الكثيرون أو يسيئون استخدامه، وهو هنا يشترك مع الشيباني في حمل ملامح الوطن بثقافته، قدم في فيلمه تساؤلاً عميقاً يتعلق بالحياة اليومية للشباب، عالجه فلسفياً في شكل أقرب إلى العبث المنظم، وأطلق خلال مشاهده شحنة عالية من الفضول والانفعال النفساني والشعوري نجحت في اجتذاب المتفرج وتعليق السؤال في ذهنه قبل أن يغادر.

بشكل عام يمكن القول إن المنحى الذي تنحوه تجارب المبدعين الشباب في مجال الإبداع »السمع بصري« (السينما) بخاصة التجارب المتميزة منها، هو منحى إنساني راق وجدير بالاهتمام، قد يؤخذ عليه أحياناً إغفاله بشكل أو بآخر حضور آخرين بقرب الذات المبدعة يمكن لها أن ترى ذاتها عبر مراياهم، فتكون الصورة أكثر اتساعاً وعمقاً وأقرب إلى التعبير عن خصوصية عامة الى جوار الخصوصية المنغلقة للمبدع.

إلا أن تحقق ذلك الأمر ربما يحتاج إلى مزيد من الاحتكاك والاطلاع على تجارب الآخرين ومعايشة أكثر رحابة مع المجتمع بخصوصياته، وليس معنى هذا دعوة إلى توجه ساذج نحو النبش في خصوصية المكان والثقافة والتحمس نحو تقديمها ولو على حساب الجودة، وإنما دعوة إلى وعي أعمق بالمكان وثقافته وبكل مفردة تنتمي إليه، لأن الوعي بها يعني أنها سوف تصبح ظلاً عميقاً ذا دلالة في كل رؤية للمخرج بعد ذلك تمنحه مهابة الانتماء إلى ثقافة ما.

كم من المواهب المتحمسة والقادرة كشفت عنه مسابقة أفلام من الإمارات يمتلك كل منها لهبه شديد الخصوصية الجاهز لإشعال الفتيل وتفجير حالة الركود التي تخيم على المناخ السينمائي في منطقة لها من البعد التاريخي والتراكم الثقافي والتراثي ما يصلح ذخيرة مائة عام من التقليب الفني على كافة الوجوه والجوانب شريطة توفر الرؤية المبدعة، فما الذي ينقص هذا المشهد لكي يقدم تجربة سينمائية متكاملة تثرى المسيرة الجادة التي اشتهرت بها الإمارات نحو تفعيل دور الثقافة الوطنية وتعزيز المنتج الثقافي المحلي في الساحة الثقافية العربية والعالمية؟

ربما تكمن الإجابة عن هذا التساؤل في ما قاله السينمائي مسعود أمر الله في حواري الأخير معه عندما أشار إلى ثقته الكبيرة بوجود »أب« للسينما الإماراتية يتابع ما يتحقق من نجاحات وينتظر من سينمائيي الإمارات أن يثبتوا المزيد من التحقق قبل أن يبادر بإعلان تبنيه لهذه الحركة الطموحة التي عرفت طريقها نحو النجاح.في النهاية لا أعرف لماذا يحلو لي الظن أن فيلم »الرمرام« تلك النبتة الصحراوية التي تحتفظ بخضرتها مهما اختلفت حولها الظروف، هو معالجة من مسعود أمر الله وإبراهيم الملا تشير إلى حال السينما في الإمارات.

الأيام البحرينية في

23.03.2004

 
 

على خلفية نجاح الدورة الثالثة

سينما الإمارات بين الواقع وتطلعات المستقبل

تحقيق: عزالدين الأسواني

بعد جهد شاق وعمل متواصل استطاع مسرح الامارات ان يستفيد من تجاربه وخبراته وهو يقف الآن على ارضية صلبة في المهرجانات العربية والدولية واستطاع ان يحصد الجوائز، ومن بعده جاءت الاعمال الدرامية التلفزيونية لتحقق هي الاخرى نجاحات على الصعيد المحلي والعربي لتفرز الساحة الفنية الاماراتية كوادر لها وجودها وبصمتها سواء في الاعمال المحلية أو الخليجية والعربية، غير ان الفنان والمبدع الاماراتي لا يرضى بالوقوف عند حد معين او يترك مجالاً دون ان يقتحمه متحدياً ومجرباً ومستعرضاً لمواهبه الكامنة.

وها هو الآن يتعاطى مع لغة الصورة ويقتحم عالم الفن السابق بكل جرأة مسجلاً سبقاً خليجياً يحسبه له التاريخ، ومع علمنا بصعوبة العمل السينمائي وحاجته لتقنيات وتمويل وكوادر عديدة، إلا ان الفنان الاماراتي بإصراره ومجهوداته الشخصية يجبرنا على رفع القبعة وهو يناضل من اجل البناء والتأسيس لحركة سينمائية اماراتية جادة.

ومع انتهاء الدورة الثالثة لمهرجان افلام من الامارات والذي ينظمه المجمع الثقافي في ابوظبي، وعلى هامش العروض السينمائية المحلية التي استضافتها دائرة الثقافة والاعلام بالشارقة الاسبوع الماضي اقتربنا من المهتمين والعاملين في هذا المجال لنتعرف على تجاربهم الابداعية وطموحاتهم المستقبلية ومدى الصعوبات التي تواجههم.

في البداية التقينا الشاعر والسينمائي مسعود أمر الله كونه صاحب اعمق تجربة سينمائية ومديراً لمهرجان «افلام من الامارات» وهو الذي يأخذ على عاتقه مهمة تفعيل الحركة السينمائية الاماراتية ويقضي معظم وقته ناصحاً للشباب وموجهاً لهم واضعاً خبراته في خدمة الجميع، وسألناه أولاً عن بداية اهتمامه بلذة الصورة فقال:

تجربتي الابداعية بدأت مع الشعر واستمرت معي لفترة طويلة وكانت تراودني اثناءها فكرة ملحة لكتابة الشعر بالصورة، انطلاقاً من قدرة الشاعر على خلق صورة شاعرية متخيلة من خلال الفضاءات الدلالية التي تتيحها المفردة وبعد التحاقي بكلية الاعلام عام 1984 ازداد هاجسي بالصورة الى ان قدمت عام 1988 أول عمل في مشروع التخرج عن الجامعة، واستمرت كتابتي للشعر حتى عام 1991 ثم انطلقت بعد ذلك مع لغة الصورة كبديل.

ووجدت حينها ان الدراسة النظرية والانطباعات الشخصية لا تكفي لاخراج عمل سينمائي الى النور، فذهب الى اميركا وبريطانيا والتحقت بدورات لفهم التقنيات وكيفية التعامل معها، وقدمت بعد ذلك بأول فيلم بعنوان «الرمرام» عام 1994 وهو أول تجربة حقيقية لي في عالم السينما، وعلى الرغم من ان الفيلم قوبل بالترحاب واحدث صدى طيباً في الداخل والخارج إلا انني لم اكن راضياً عنه تماماً لاحساسي بامكانية تقديمه بصورة افضل.

وكنت اتوقع ان يفتح هذا الفيلم الابواب امامي لكن النتائج جاءت عكسية الى ان قدمت عام 1996 فيلم بعنوان «الغرفة القزحية» بمناسبة الاحتفال بمرور مئة عام على بداية السينما، وقدمت بعد ذلك فيلماً تسجيلياً بعنوان «عصر الباروك» اضافة للعمل في المجمع الثقافي الذي اتاح لي العمل والاحتكاك مع عالم الصورة التلفزيونية فعملت كمخرج لبرامج تلفزيونية كثيرة واخرجت حفلات تلفزيونية لعدد كبير من المطربين.

وعن الهموم السينمائية يقول المخرج مسعود امر الله انها كثيرة ولا تنتهي وهي بالمناسبة هموم جماعية وليست فردية، فالشاعر والكاتب مثلاً لا يحتاج سوى ورقة وقلم لكي يبدع ويكتب، بينما السينمائي يحتاج الى اشياء كثيرة حتى يستطيع ايصال ابداعه للناس أو على الاقل لكي ينجز اعماله، وتجربتي مع فيلم «الرمرام» كانت قاسية الى حد بعيد، ولم يكن هناك اي دعم من اية جهة سواء على صعيد التمويل او التشجيع أو حتى الاستشارة، لم يكن هناك من تأخذ رأيه الفني على الاطلاق.

ولذلك جاءت فكرة ان يخرج هذا الهم الى النور لتشجيع الكوادر وفكرنا بعمل مسابقة للافلام في اطار مهرجان ووجدنا تشجيعاً من المهتمين السينمائيين الذين لديهم هم خفي بالعمل السينمائي، وبدأ المهرجان في دورته الاولى بواحد وتسعين فيلماً بتنظيم من المجمع الثقافي وها نحن في الدورة الثالثة نسير بخطى واثقة متطلعين الى الافضل على الرغم من اننا مجتمع سينمائي صغير يحاول ان يستفيد من تجارب الآخرين والاستفادة من بعضنا البعض.

وتشكلت مجموعات سينمائية من خلال التجارب مثل مجموعة صقر الصحراء ومجموعة انعكاس وغيرهما، وهذه المجموعات تحاول ان تخلق اجواء من المنافسة فيما بينها مما يعود على الحركة السينمائية بالفائدة واعتقد ان هذه المجموعات مع مرور الزمن ستؤسس لحالة سينمائية جيدة.

وعن الصعوبات التي تواجه السينمائي يقول مسعود امر الله: مازلنا نعاني حتى الآن من عدم وجود مدرسة اكاديمية تدرس السينما، فهؤلاء الشباب يحاولون قدر الامكان الاستفادة من الدراسة النظرية والعمل خلف كاميرا الفيديو لان يصنعوا فيلماً روائياً قصيراً، اضافة لعدم توفر التمويل وهو الركيزة الاولى التي يحتاج اليها اي عمل، ومع غياب الدور السينمائي المؤسساتي للجهات التي يمكن ان تأخذ على عاتقها عملية التمويل.

بالاضافة الى مشاكل اخرى كثيرة، ودعني اقول لك بصراحة انني كنت اقول في عام 1995 ان السينما ليست موجودة فلماذا الحديث عنها، اما الآن ورغم كل هذه الصعوبات استطيع القول بأن لدينا بالفعل واقع سينمائي يمكن ان ينطلق من خلاله واعتقد ان حالنا افضل من دول اخرى ليس لان صناعة السينما موجودة لدينا ولكن لان هناك منفذاً امام المهتم الاماراتي ليقول كلمته عبر الكاميرا السينمائية، على الاقل نستطيع الآن ان نبرز الصورة الاماراتية وانت تجلس الآن وتشاهد فيلماً من الامارات.

ونحن في منطقة الخليج ننطلق من ارضية واحدة مع الاخذ بعين الاعتبار ان السينما ليست اموالاً فقط، السينما جزء من ثقافة الشعوب وارث معلوماتي يعتمد على الخبرات المتراكمة عبر العمل الطويل، ولا يمكن للاموال وحدها ان تحقق صناعة سينمائية، نعم نحن مقصرون على مستوى الصورة لكن لا تنسى ان مجتمعنا تعود ان يكون صاحب كلمة، فالبدوي تعود ان يقرض الشعر في حين انه لم يتعاط مع الرسم، وعموماً السينما عمرها الآن مئة عام فقط وبالتالي هي جديدة علينا ومازالت كذلك.

ومع ذلك فانت ترى الآن مهتمين بالسينما ولو انهم قلة قليلة، كما انك لو نظرت الى الحركة المسرحية في الامارات ستجد عمرها 25 عاماً او اكثر بقليل في حين ان عمر السينما لا يتجاوز ثلاث سنوات فقط ومع ذلك نرى اعمالاً كثيرة واقبالاً من الشباب على العمل السينمائي، ثم لا تنس ايضاً ان السينما ليست مخرجين فقط وانما كوادر في مختلف المجالات، فنحن ليس لدينا محترفون في فن التصوير او الاضاءة او الديكور والمونتاج، المخرج منا يحمل كاميرته ويخرج باحثاً عن موضوعه ويعمل كل شيء.

يصور ويخرج واحياناً يمثل، ثم يعود الى بيته ويجلس على الكمبيوتر ليضع اللمسات الاخيرة، ثم ان هناك عامل الجمهور فهذه الصناعة تحتاج الى جمهور متابع هو الذي يرفعك لانجاز الافضل وفي ظل غياب الجمهور عندنا قياساً لعدد السكان بما فيه من اطفال وعجائز ومن لا تعنيه السينما فإن المردود المادي سيكون ضعيفاً ولن يغطي تكاليف الانتاج.

وعن دور المجمع الثقافي يقول المخرج سعود امرالله ان المجمع هو جهة منظمة ووظيفة المهرجان تقتصر على عرض الافلام على الجمهور لكن ما يحدث معنا هو عكس ذلك، نحن نؤسس لحركة سينمائية مع ان المفترض هو ان تكون الحركة موجودة ليأتي المهرجان ويبرزها، نحن نقوم احياناً بعمل المونتاج لبعض الافلام داخل المجمع الثقافي، ونساعد المخرجين في شتى المجالات سواء الفنية أو الشخصية مثل مساعدتهم للتفرغ فنخاطب جهات عملهم، أو بإصدار تصاريح التصوير اذا تطلب الامر.

ونقوم بترويج الاعمال اعلامياً، كذلك نقوم بجولات لعرض الافلام داخل الدولة وخارجها، وقد عرضنا في 26 مهرجاناً عربياً ودولياً، وفي العام الماضي فاز فيلم «جوهرة» في مهرجان الشرق الاوسط في بيروت، وقمنا الآن بمخاطبة عدة مهرجانات عربية ودولية لنشارك فيها، اما على صعيد الداخلي فنحن بصدد عروض في جمعية الصحفيين واتحاد الكتاب بأبوظبي ورأس الخيمة وجامعة الامارات، كما ان السفارة المصرية طلبت ان نعرض بعض الافلام ضمن انشطتها الثقافية.

وينهي مسعود امر الله كلامه بأنه متفائل بالمستقبل السينمائي للامارات منوهاً بأن كل شيء في الدنيا يبدأ صغيراً ثم يكبر، والخطوات الاولى للسينما الاماراتية يمكن ان تمثل الشرارة الحقيقية للانطلاق وان كانت بمجهودات فردية، المهم ان يستمر العمل وان تتضافر الجهود للارتقاء بهذا الفن الى الافضل.

وعن تجربته السينمائية يقول المخرج نواف الجناحي ان انطلاقته جاءت من خلال عشقه للسينما التي أخذت كل تفكيره فقرر دراستها حتى يتمكن من ان يعيشها بكل تفاصيلها الممتعة والصعبة في آن واحد، وفي ظل غياب كتاب السيناريو يضطر نواف الجناحي لكتابة افلامه بنفسه مع انه مؤمن بأن لكل مجال مبدعيه، لكن الواقع يفرض نفسه ليكتب ويخرج اعماله «هاجس» عام 2002 وفيلم «على الطريق» 2003.

ثم اخيراً فيلم «ارواح» 2004 وعن تجربة الكاتب المخرج نواف: من الافضل ان يكون داخل العمل اكثر من عقل حتى يأخذ العمل حقه، فربما تكون لمخرج آخر وجهة نظر مغايرة لتناول النص المكتوب، لكن اذا وجد الانسان المدرك لكل فن على حدة فلا بأس، فكاتب النص يمكن ان يعرف خفاياه وهو الاقدر على احساسه، فإذا كان متمكناً من فن الاخراج فسوف يخرج بعمل متكامل، اما اذا كان ضعيفاً في احد المجالين فالاولى الا يخوض هذه التجربة.

عموماً فإن التنظير في هذه المسألة يظل مجرد كلام والمحك الحقيقي هو ان نشاهد العمل ومن بعدها نحكم على النص والاخراج، فالمسألة ليست مع أو ضد على طول الخط، المهم في المقام الاول مصلحة العمل واعتقد ان كل من يقوم بالكتابة والاخراج يعرف مواطن قوته وضعفه ولا اظن انه يقدم على ذلك من دون وعي وإلا فإنه سيسيء لعمله ولنفسه.

وعن مدى استفادته من تجاربه السابقة يقول نوافق ان لكل تجربة ايجابياتها وسلبياتها، والمبدع الحق هو الذي يستفيد من اخفاقاته قبل انجازاته، ومع اعتزازي بكل تجربة على حدة في ظل ظروفها فأنا اتطلع لتقديم الافضل وتطوير ادواتي من خلال القراءة والاطلاع ومن ثم التجويد، اما عن الصعوبات التي تواجهني كمتعاطٍ مع السينما فهي كثيرة ولا حصر لها، فنحن نخلق بمفردنا ظروفنا التي ننطلق منها من دون اي دعم أو تشجيع.

واصعب شيء عند السينمائيين هو ان يكونوا مستقلين وهذا يتنافى مع العمل السينمائي الذي يحتاج الى العمل الجماعي وتكاتف الجهود، نحن نتحايل على الواقع بطريقة ما لكي نقدم اعمالاً جيدة، غير ان الحماس وحده لا يمكن ان يخلق صناعة سينما بمعنى الكلمة، فنحن في مجتمع لا يستوعب ماهية السينما وغير قادر على التأسيس لها بالشكل الجاد والمطلوب، اما على الصعيد الفردي فأنا متفائل واستطيع ان اقول بأن التطور ممكن والارتقاء الى الافضل من خلال المنافسة يمكن ان تمهد لحركة سينمائية جيدة، المهم في الامر ان العجلة دارت ونأمل ان تستمر، واعتقد اننا نقود الساحة الخليجية الآن على المستوى السينمائي من خلال تجربتنا.

اما المخرج خالد الرايحي فيقول عن تجربته انها بدأت عام 1997 عن طريق الهواية، وقام بتصوير الاعمال الكوميدية من خلال قصص بسيطة تعتمد على الصورة في المقام الاول، وكان الممثلون في هذه الاعمال من اقاربه واصدقائه الى ان تخرج من كلية التقنية قسم الاخراج التلفزيوني عام 2001 وعن الاستفادة من الهواية والدراسة يقول خالد: للاسف لا توجد لدينا دراسة سينمائية اكاديمية فنحن درسنا الاخراج التلفزيوني والعمل الاذاعي واننا مع الاعلانات والبرامج الوثائقية.

وحاولت ان اعتمد على نفسي في تصوير وانتاج الاعمال التي احبها، واستعنت بخبرات ممثلين معروفين بخبراتهم امثال عبدالله صالح وعادل ابراهيم وغيرها، وهؤلاء كان لهم دورهم في التشجيع والتوجيه وكان أول عمل قدمته بعنوان «الخرافة بين الحقيقة والخيال» وقمت بإخراجه مع زميلي ياسر القرقاوي عام 2001.

وانتجنا بعد ذلك عدة افلام قصيرة لكننا توقفنا بعد ان وقفت المادة في طريقنا ولم نستطع تمويل اعمالنا مع عدم توفر الكاميرات، اما فيلم «الساعة» آخر اعمال انتاجي 2003 بطولة الفنان عبدالله صالح والطفل طارش منصور، وشاركت بهذا الفيلم في الدورة الاخيرة من مهرجان «افلام من الامارات» وحصل على شهادة تقدير وتنويه بطريقة معالجة الفكرة سينمائياً.

وعن العوائق التي تواجهه يقول المخرج خالد الرايحي انها كثيرة مثل نقص الخبرات والتدريبات علاوة على التمويل وعدم توافر تقنيات السينما، ونحن في مجموعة «صقر الصحراء» نحاول ان نكون بذرة لامبراطورية سينمائية متقدمة ليس على مستوى الدولة وانما على المستوى الخارجي ايضا، ولدينا افكار جديدة نبحثها ونحاول بلورتها، اما على الصعيد العملي فنحن نعيش اجواء من التنافس بشكل حميمي وبمجهودات فردية خاصة، ونحتاج فقط ان تشجعنا الجهات المعنية بإنشاء ناد للسينما في مختلف امارات الدولة.

البيان الإماراتية في

26.04.2004

 
 

ضباب الريامي رؤية سينمائية طموحة

حوار: فتحية البلوشي

الطفل: كيف يدخل هؤلاء الناس إلى التلفزيون يا أبي؟

الأب: هناك شخص يتحكم بهؤلاء الممثلين ويطبع صورهم لنا في أفلام نراها·· اسمه المخرج·

هذا التعريف جعل حمد سيف الريامي، يتخيل المخرج وكأنه ساحر الذي يتحكم بالممثلين، وعن تأثيره عليه، يقول: أحببت أن أكون مخرجا منذ صغري، وحين كان الأساتذة يسألون عن المهنة المستقبلية وأجيبهم: أود أن أكون مخرجا، يضحكون عليّ ويعتبرون أمنيتي ضربا من الجنون!

حمد سيف الريامي·· الآن أحد المخرجين الشباب، وقد أخرج العديد من الأفلام القصيرة، كما أخرج (الضباب)، أول أعماله مجموعة ''البعد الرابع السينمائية'' التي ساهم في تأسيسها، ويعتبر أول فيلم إماراتي يستمر لأكثر من ساعة·

وإذا كانت السينما الاماراتية، حلما يداعب خيال الكثير من شباب الجيل الجديد الإماراتيين، الذين يبذلون الكثير من الجهود لنقل الحلم إلى أرض الواقع، فذلك لأنها تمتلك الكثير من المقومات الفاعلة أبرزها الطاقات البشرية الواعدة، تلك الطاقات التي تختلف في تنوعها بين الممثلين والمخرجين والفنيين في مختلف التخصصات السينمائية.

هؤلاء السينمائيون هم الجيل القادم بقوة إلى الساحة الفنية حاملين أفكارا كثيرة لتطوير مسيرة السينما الاماراتية ومحاولة الوصول بها إلى درجة عالية من التقدم، يرون السينما أكثر القطاعات الفنية المظلومة في الإمارات، وهو رأي فيه الكثير من الصحة مع عدم وجود جهات رسمية تتبنى هؤلاء الشباب وتحاول تكوين نقطة بداية صحيحة لهم، تساهم بشكل من الأشكال في انطلاقهم نحو السينما الحقيقة، وإبراز قدراتهم بالشكل الصحيح لخلق جو سينمائي سليم يجعلهم ينتجون أفلاما حقيقة تمس واقع الإمارات وتعالج قضاياه وتبرز صورته الحقيقة في عيون الجماهير العربية بشكل عام.

هاجس السينما الاماراتية يلح بشكل كبير على هؤلاء الشباب فيجعلهم يأخذون بزمام المبادرة ويحاولون بجهودهم الفردية البسيطة وبتكاتفهم الخاص الوصول بسينما الإمارات المنسية إلى المشاهد العربي أو حتى الإماراتي كأضعف الإيمان، مجموعة منهم تكاتفوا ليكونوا (مجموعة البعد الرابع السينمائية) وهي تهدف إلى إنتاج أعمال سينمائية إماراتية وتوفير أفضل سبل العمل وتحاول تيسير الأمور الدقيقة المتعلقة باختيار المواقع أو الممثلين أوتعاون الجهات المختصة·

عن (البعد الرابع)، يقول حمد: الفكرة كانت تدور في أذهاننا منذ زمن، والسؤال كان: كيف يمكن أن نعدل الواقع السينمائي في الإمارات؟ طبعا تتمثل الصعوبة في عدم وجود دعم حكومي للنشاط السينمائي وبالتالي عدم وجود التعاون المطلوب من الجهات المعنية بمثل هذه الأنشطة، وعدم وجود قطاع إنتاج قوي يتبنى ما ينتجه الشباب الإماراتي في هذا المجال، من هنا وبعد أن لمسنا كل تلك الصعوبات وعايشناها على أرض الواقع فكرنا بأن نتكاتف ماديا ومعنويا ونشهر مجموعة (البعد الرابع) للإنتاج السينمائي، وهي مجموعة تعنى بتذليل كل الصعوبات التي تعترض إنتاج وتصوير أي فيلم سينمائي لأفراد المجموعة، حاولنا أن تتخذ هذه المجموعة شكل المنتج والمنسق للأعمال السينمائية الشابة ونحاول أن نجد جهات تشتري أعمالنا وتسوقها بشكل جيد في الإمارات·

الضباب

ويتابع حمد حديثه عن فيلم الضباب باكورة إنتاج المجموعة فيقول: هذا الفيلم سيستمر لحوالي ساعة من الزمن، وأخذ مني حوالي خمسة أشهر في كتابة القصة والسيناريو والحوار وإن شاء الله سنبدأ في تصوير الفيلم في شهر يوليو القادم·

يتخذ فيلم ''الضباب'' طابع مفاجأة المشاهد الذي ما أن يندمج فيه حتى يبدأ استنتاج الحدث القادم في كل لقطة، والفيلم يفاجئ المشاهد بالأحداث غير المتوقعة والبعيدة عن خياله يحتوي الفيلم أيضا على بعض الأكشن الضروري لفيلم من مثل نوعي فيلم (الضباب) وسيكون فيه بعض من ممثلي مجموعة البعد الرابع بالإضافة إلى الفنانة الاماراتية (أشجان) التي وافقت على القيام بالبطولة النسائية في الفيلم·

وهناك سيناريو لفيلم خيالي فكرته مخلوطة بالواقع تدور حول شاب يعيش في زمنين 1905 و2005 والبطولة تناقش المجتمع الإماراتي في تلك الفترتين وكيفية تقبل الشاب للحياة في مجتمع ما قبل النفط وسيتم تصويره في الحارات والأسواق الاماراتية القديمة·

ويرى الريامي أن المشكلة التي تكبل النشاط السينمائي في الإمارات هي عدم وجود فكر يتوافق مع السينما، وعدم تقدير مدى تأثير السينما على المجتمع· كذلك، فإن نسبة عالية من الجمهور الإماراتي لا تهتم بالسينما ولا تعرف منها سوى الأفلام التجارية التي تعرض في دور العرض السينمائية في مفارقة طريفة فنحن في الإمارات نمتلك أفضل دور عرض سينمائية على مستوى الشرق الأوسط ولم يعرض لدينا أي فيلم إماراتي إلا في مسابقة أفلام الإمارات!

ويؤكد الريامي أن الهدف الأول للسينما إمتاع الجمهور لكن هناك رسالة يجب أن يقدمها الفيلم مع المتعة وهي خدمة قضايا المجتمع ويضرب مثالا على ذلك بأفلام أجنبية ومصرية ساهمت في تغيير القوانين مثل ''أريد حلا''، الذي ساهم في تغيير قانون الأحوال الشخصية، وفيلم ''جعلوني مجرما''، الذي ساهم في تغيير قانون السجون·

بدايات

وعن بداياته الفعلية، يقول حمد أنه كان يأمل بدراسة الاخراج السينمائي بعد أن ينهي المرحلة الثانوية لكن الصدمة التي أعقبت تخرجه من الثانوية في عام 1994 كانت بعدم وجود تخصص إعلام في كليات التقنية العليا فدرس تخصص اقتصاد وتجارة وهو المجال الذي يعتبر نفسه فاشلا فيه لأبعد مدى، ولهذا لم يستمر في هذا المجال وتوقف عن الدراسة حتى عام ،2000 ومن حسن الطالع أن كليات التقنية العليا افتتحت قسم الاعلام التطبيقي فيها عام 1998 فعاد حمد إلى مقاعد الدراسة محولا تخصصه إلى الاعلام وتأخر في دراسته لهذا السبب مع الوقت استطاع الإبداع في هذا المجال ومع توفر الإمكانيات والطاقة البشرية استطاع حمد صقل موهبته في الاخراج واستطاع الإبداع فيه·

أول الأفلام التي أخرجها حمد كان فيلما تسجيليا عن السينما في الإمارات وكان يتحدث عن تاريخ دور العرض في دولة الإمارات وتطورها من الدور البدائية على أحسن دور عرض في الشرق الأوسط، وكان أقرب للريبورتاج وهذا الفيلم هو أول فيلم من إنتاج كليات التقنية العليا يدخل لمسابقة أفلام الإمارات في دورته عام ·2002

الفيلم الثاني كان (سائق التاكسي) كان أقرب للبروفايل عن حياة سائق التاكسي في أبوظبي، وهذا الفيلم له بعد إنساني جميل يحكي معاناة هذه الفئة من الناس وكيف يستطيع سائق التاكسي أن يبقى في عمله لمدة ست عشرة ساعة يوميا وكان نقطة تحول لأن محاسن الصدف جعلت هذا الفيلم يعرض أمام يوسف شاهين، الذي شجعني وأثنى على طريقه تعاملي مع الكاميرا وبين لي عيوب الاخراج ومميزاته وهذا الفيلم أيضا هو السبب في وظيفتي الحالية·

فيديو كليب··· هندي

ويتابع الريامي سرد مشواره مع الفن السابع:'' بعد هذا الفيلم بحثت عن عمل مغاير، وجاءت فكرة الفيديو كليب للأغنية الهندية، سمعت الأغنية بالصدفة وأعجبني الإيقاع· طبعا لم أفهم كلماتها ولهذا حصلت على الفيلم الأصلي لأفهم القصة وتابعته لمرات ومرات حتى اختمرت في بالي الفكرة وتعمدت أن تكون مغايرة للأغنية الأصلية ومختلفة عنها، كانت الصعوبة في الممثل عبدالله حسين، الذي أتعبني إلى أن اقتنع بفكرة الأغنية وأتعبني أكثر إلى أن حفظ كلمات الأغنية الهندية كي أقول بالدوبلاج له وأركب الصوت على حركة شفاهه وكأنه هو صاحب الأغنية الأصلي·

هذه الأغنية مدتها خمس دقائق واستغرقت ما يزيد عن أسبوعين في التصوير لأننا صورنا في أبوظبي ودبي والعين إلى أن اكتمل الفيديو كليب بالشكل الذي يرضينا، وحين عرضنا الأغنية للمرة الأولى في الكلية وجدت الأغنية الكثير من الإعجاب والثناء من الطلبة وطاقم هيئة التدريس وبالصدفة أيضا استمع سمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إلى الأغنية في زيارة له للكلية وأثنى على أداء عبدالله حسين وجه لي كلمات من الإعجاب أحملها كوسام على صدري للآن·

هذه الأغنية شاركت في مهرجان أفلام من الإمارات في دورته عام 2003 أيضا ونالت الثناء من الجمهور ولجنة التحكيم برغم أنها لم تحصل على شيء من الجوائز·

من الأفلام التي يعتبرها حمد تجربة جميلة بين أفلامه (الفورملا2) وهو فيلم وثائقي تسجيلي صامت، وعنه يقول:'' ليست لدي ميول رياضية لكن العمل في المجال الرياضي مثل تحديا لي· الفيلم كان تسجيلا لسباق الفورملا الذي أقيم في الدوحة وعملت فيه مع ثلاثة من أصدقائي استخدمنا كاميرتين فقط لنغطي الحدث وبعد ذلك قمنا بالمونتاج هنا في أبوظبي، صحيح أنه أخذ وقتا طويلا على أن انتهيت منه لكن الحمد لله جاء الفيلم رائعا ونال إعجاب سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان، هذا الفيلم هو أول فيلم بلا حوار وتحل الموسيقى التصويرية فيه هي التي توحي بالحدث والإثارة ''·

الكابوس والمديونير

''الكابوس'' و''مديونير'' هما آخر الأفلام التي أنتجها حمد وهي أيضا التي شارك بها في آخر دورات مهرجان ''أفلام من الإمارات''· يحكي ''الكابوس'' عن شابين مواطنين تربطهما صداقة جيدة يحاول أحدهما أن يمنع صاحبه عن الانحراف، ويناقش الفيلم مشكلة انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) والسيناريو في هذا الفيلم يعتمد بالدرجة الأولى على التشويق، الفيلم الذي يعرض في 35 دقيقة مليء بالمفاجآت وتميز بالعمل الجماعي والأداء الجيد من الممثلين الشابين عبدالله حسين وسالم الريامي، كذلك من طاقم العمل جمعة السهلي في الموسيقى التصويرية وصالح المرزوقي في الجرافيك، ونافع العامري في الماكيير والممثلة الشابة سارة·

فيلم الكابوس استغرق ثمانية أشهر منذ أن ولدت الفكرة إلى أن انتهى المونتاج وعرض لأول مرة في مهرجان الطلبة ونال جائزة أفضل فيلم، وأفضل إنتاج طلابي، وكان العرض الثاني في مهرجان أفلام الإمارات وحاز على تفاعل كبير من الجمهور برغم أنه لم ينل أي جائزة، مع ذلك تم اختيار الفيلم ضمن قافلة أفلام من الإمارات التي تجوب الدولة لتعرض الأفلام المميزة التي قدمت في مهرجان أفلام الإمارات·

أما ''مديونير'' فهو فيلم تسجيلي بطريقة درامية يعالج فكرة الديون الكثيرة التي يورط الشباب أنفسهم فيها· يحكي الفيلم قصة مواطن غارق في الديون يروي تفاصيل حياته اليومية، الفيلم بالدرجة الأولى يعتمد على الحوار وعلى اللقطات الواقعية مع بعض الدراما في مقدمة الفيلم وهي الجزئية التي تحكي رغبة بطل الفيلم وهو صغير بالحصول على أفضل حياة حينما يكبر ثم ينقل الفيلم إلى سرد تفاصيل حياة المدين على لسانه، هذا الفيلم ظلم حين صنفته لجنة التحكيم على أنه فيلم درامي بينما هو تسجيلي، قيل أن وجود شخص يجسد الدور هو السبب مع أني كمخرج أعرف الفرق بين الأفلام الدرامية والتسجيلية ولهذا أجد من المجحف اعتبار الفيلم أنه درامي بينما هو (ديكودرامي) تسجيلي بلمسة تشويقية درامية

الإتحاد الإماراتية في

18.05.2004

 
 

تعتمد حتى الآن على جهود شخصية

قراءة في أفلام من الإمارات

د.عواطف نعيم

الصناعة السينمائية ليست وسيلة للمتعة والتسلية فقط، بل هي فن وثقافة، وهي في جوانبها التثقيفية وسيلة فعّالة للتصدي للظواهر السلبية ومكافحة الآفات الاجتماعية، وإعادة قراءة التاريخ البشري برؤى معاصرة، تمد جسوراً ما بين الماضي والحاضر، هي رسالة أخلاقية وتربوية لمعالجة العديد من القضايا الفكرية والإرهاصات النفسية، السينما متعة بصرية تملك سحرها في قدرتها على إشاعة روح الجمال والخير، عبر خلق عوالم وأجواء إيحائية تعززها اللقطة المنتقاة بعناية في أحجامها المختلفة وحركة الكاميرا واستخدام الإضاءة والموسيقا واللون والأداء التعبيري المتقن، ذاك الذي يمنح الصورة البصرية دلالتها الموحية التي تغنيها عن استخدام الملفوظ.

ميزة السينما أنها تمنح معانيها وتبث شفراتها عبر الحركة المعبرة والتشكيلات الدالة في إطار المشهد المرئي، ولا يمكن أن نغفل أهمية اللون في الشريط السينمائي، فهو معبّر في حد ذاته يحمل في جوهره عناصر تغني وتوضح المضمون، جاء الاهتمام بالسينما في أغلب المجتمعات البشرية لتأثيرها الفاعل في المتلقين لحظة المشاهدة، وهي في الوطن العربي ظاهرة ثقافية لها حضورها، لا سيما في مصر وتونس والمغرب وعدد من بلدان الخليج العربي والعراق، وإن تراوحت ما بين التميز في فترة من فتراتها الذهبية، إذ جعلها تقدم أشرطة عُدت علامات في تاريخ السينما العربية، وفي فترات أخرى هبطت لتقف دون المستوى الذي يليق بها كتاريخ وحركة فنية، ومنها ما بدأ فتياً يبشر بالعطاء ثم تعثر في خطواته فظل يراوح مكانه مكتفياً بما ينجز، حذراً من تجاوز خطوط حمر في هذا البلد أو ذاك، والسينما هي ليست فقط أشرطة سينمائية تعرض أعمالاً ممتعة أو موجهة تعكس شعاراً أو فكراً محدداً، السينما كما يؤكد ذلك د. يوسف عيدابي في مقالة له يتحدث فيها عن السينما والعمل السينمائي: إنها فن وصناعة، وهي ليست فناً فردياً بل هي عمل جماعي يحتاج إلى بشر ومعدات وأدوات لصياغة رؤى مغايرة وجديدة تتصف بالجمعية والمشاركة الإنسانية المبدعة المثرية للوجدان والعقول. لذا فالسينما صناعة مضنية لا سيما حين تكون في البدايات في أي مجتمع من المجتمعات التي تسعى لتبنّيها وتطويرها.

السينما في الإمارات

في دولة الإمارات العربية المتحدة هناك سعي حثيث للنهوض بصناعة السينما على أيدي العديد من الشباب المتحمسين والدارسين هذا الفن. وقد تنوّعت توجهاتهم في الاختيار ما بين الأفلام الروائية التجريبية والأفلام التسجيلية والأفلام المتوسطة والقصيرة والقصيرة جداً، إضافة إلى الأفلام الدعائية والإعلانية، معتمدين في صياغة مواضيع أفلامهم تلك على نصوص محلية أو قصص عالمية تُعد أو تقتبس، مستعينين بالطاقات المحلية لشعراء وكتّاب وفنيين، لكنهم في الكثير من الحالات يقدمون على إنتاج تلك التجارب بجهود شخصية، لا سيما في توفير الدعم المادي للإنتاج، إلا في بعض الإنتاجات التي يقدم فيها الدعم المادي من بعض المؤسسات الفنية أو الجهات الرسمية، تجلّت فعالية تلك المحاولات والتجارب من خلال المهرجانات التي أقيمت سواء في المجتمع الثقافي في أبوظبي أو في الشارقة في قصر الثقافة، في المهرجان الأخير الذي جاء بعد ثلاث سنوات على أول تجمع حقيقي لأفلام من الإمارات والذي أسهم فيه طلبة وهواة يتساءل الشاعر إبراهيم الملا: هل ان التجربة قد نضجت وأن الحصاد أصبح لامعاً ومبشراً وقابلاً للقطف، وأن هذه الأفلام باتت مرصودة تحت مجهر المعاينة وإصدار أحكام نقدية واضحة تجاهها؟ طبعاً لا يمكن لنا أن نحكم على التجارب المقدمة بعيداً عمّا حولها وما يحيط بها من مؤثرات. ولكننا إذا أردنا أن نفعل ذلك فلا بد أن يتم الحكم وفق تذوّق سينمائي يعتمد كما يقول “الان كاسبيار”: على ثلاثة مستويات هي: الوصف والتفسير، وتحديد السمات الجمالية. فليس هناك قواعد عامة ممكن أن نعتمدها في إطلاق الأحكام النقدية على فيلم بعينه لكن القراءة الجمالية الحقيقية لكل ما يتضمنه الفيلم من مكونات سمعية وبصرية وأدبية وتاريخ الفيلم ذاته تمنحنا معياراً نقدياً للتقويم.

أفلام مغايرة

في مهرجان “أفلام من الإمارات” الذي أقيم في قصر الثقافة في الشارقة وكانت قاعة المؤتمرات مكاناً قدمت فيه العروض في الفترة من 20 إلى 22 ابريل ،2004 وأشرفت دائرة الثقافة والإعلام على تنظيمه، سنحت الفرصة للعديد من عشاق السينما للاطلاع على تجارب جديدة في هذا الفن الممتع، إذ تم عرض ما يزيد على 31 فيلماً شاركت في إنجازها مجموعة من الشباب الدارسين والهواة لهذا الفن، وتوزعت الأفلام ما بين الأفلام التسجيلية والروائية، المتوسطة والقصيرة، والقصيرة جداً، أتاح هذا المهرجان توفير جو لقراءة نقدية متأنية وموضوعية من خلال متابعة عدد من الأشرطة السينمائية المشاركة، التي تميزت عن غيرها في مستويات عدة منها طبيعة المضمون، وآلية الاشتغال والمعالجة، التي منحها حضورها المؤثر لدى المتلقي لحظة المشاهدة وأثر في خارطة المشهد الإبداعي مخرج أو تفرّد ممثل، أو تميّز سيناريست، من هذه الأفلام التي لا بد لنا من التوقف عندها هي الأفلام التالية: فيلم “أرواح” فكرة وإخراج السينمائي الشاب نواف الجناحي، وفيلم “رغبة الوهم” لعبدالحليم أحمد قائد، وفيلم “الوحل” لجمعة السهلي، وفيلم “على رصيف الروح” لأمجد أبو العلاء.

هذه الأفلام اختلفت في زمنها، ففيلم “أرواح” كان قصيراً جداً مثل التماعة فكرة، والبقية جاءت في زمن متوسط في طوله، وهذه التجارب السينمائية هي لهواة ومحبين ودارسين لفن السينما، ورغم ذلك كانت هذه الأفلام في لغتها التقنية منها والحرفية بمستوى فني أرقى كثيراً من المستوى الذي ظهرت عليه الأفلام السينمائية الأخرى المشاركة في المهرجان المذكور. فهي قد امتلكت الجرأة على مناقشة مواضيع معاصرة تشكل خطراً مقلقاً في المجتمع العربي وبضمنها المجتمع الإماراتي. فالسينمائي نواف الجناحي في فيلمه “أرواح” ناقش، وبلغة سينمائية مكثفة، مشكلة الاغتراب عن الآخر حتى في البيت الواحد، وعدم القدرة على التواصل معه، فاللقطة متوسطة في منظر ثابت وكرسي يذكرنا بكرسي الاتهام في المحاكم، الثبات ميزة اللقطة، الشخصية هي المتحركة داخل دائرة الضوء المحاصرة بالظلمة، ما ان تبدأ الشخصية بالحضور ومحاولة إلقاء التحية للتواصل مع الآخر، حتى تجابه بإطلاق رصاص رمزاً لانعدام أي فرصة حوار. لعل الطفل هو الشخصية الوحيدة التي لم يتم إلغاؤها، ربما لأنها لا تزال غير قادرة على اتخاذ قرارها الذي يسمح لها بالجلوس والمحاورة، وهي في الأغلب لن تكون مهيأة للتواصل ولكنها مستعدة بحكم تجربتها الغضة على التطبع والتنفيذ، الفكرة في “أرواح” جلية، والتنفيذ بقدر بساطته كان بليغاً وعميقاً يدلل على عقلية إخراجية تعرف كيف تركب وتشكل وتلتقط الأفكار كما تلتقط اللُقى، نواف الجناحي مشروع إبداعي قادم لا بد من رعايته ومنحه ما يستحق من دعم وفرص عمل لتنفيذ رؤاه وأفكاره.

الفيلم الآخر هو “رغبة الوهم” قصة وسيناريو وإخراج أمجد أبوالعلاء، تقوم فكرة الفيلم على موضوع الاغتراب والضياع لمجموعة من الشباب العرب الذين يعانون من مشكلات نفسية بسبب العلاقات الاجتماعية والأسرية والتأثرات الدينية، إنهم يمثلون جيل الشباب الذي وجد نفسه في أرض الشتات بعيداً عن جذوره ومنبع أصالته، فضاع في زحمة الاتهامات والملامات والمصالح المتشابكة والقسر النفعي التي دفع ثمنها ضغوطاً نفسية ينوء تحت وطأتها وبحث مستديم عن كيانه الإنساني المجدي. حركة الكاميرا القلقة والإيقاع السريع اللاهث، والاستخدام الشفيف للغة الحوار والحميمية التي طغت في الأداء، منحت الفيلم جمالاً ودفقاً دراماتيكياً، رغم السوداوية التي غلبت على أجزاء عدة من الفيلم، كان للمثلين حضور راقٍ، فيه الكثير من التلقائية، وهذا الفيلم أيضاً بشّر بعقلية إخراجية ذات قدرة تركيبية وحسّ جمالي متميز.

الفيلم الآخر الذي لا بد من الحديث عنه هو “الوحل” وقد كتب قصته الفنان سالم الحناوي وأخرجه الفنان جمعة السهلي، في هذا الفيلم رصد لظاهرة خطيرة باتت تؤرق المجتمع الإماراتي هي ظاهرة تفشي المخدرات، الفيلم اعتمد في تقديم رؤيته الفنية على الصورة البصرية الموحية عبر فضائها المفتوح للتأويل، إذ تقع الأحداث داخل مكان يمثل امتداداً صحراوياً كل ما فيه جاف ومتشقق، فجأة يرفع شاب رأسه وكأنه يستفيق من غفوة طويلة وهو يعاني من عطش شديد وكل ما حوله يباس، معفّر ومترّب، يبدو كمن تاه عن مكانه في أرض جافة وهو في طريقه لأن يهلك ويذوب تحت أشعة شمس حارقة، وفي حركة الكاميرا في ذلك الجزء الرملي الجاف ومع ذلك الشاب التائه يضجّ سؤال: ما الذي يحدث لهذا الشاب؟ ويجيء الجواب مفاجئاً وحزيناً حين تستقبل الكاميرا رجلاً عجوزاً بصيراً تقوده امرأة في مثل عمره ليجلسا عند قبر حديث ويبدأ برش الماء على ذلك القبر ويبكيان فقيدهما الغالي، وقتها ندرك أننا في مقبرة، ونكتشف من خلال الصورة البصرية ودلالاتها العميقة أنهما والدا ذلك الشاب الذي يصرخ من دون أن يرياه، ذلك الشاب أنهى حياته الغضّة بتعاطيه المخدرات، حارماً نفسه من متعة الحياة ودفء العائلة، وحارماً والديه المسنين من رعايتهما بعدما أوهن الكِبر ظهريهما، فأذنب في حق ذاته كذلك في حق والديه، إنها إشارة بليغة ورقيقة تنبه إلى مخاطر وأضرار المخدرات وتحذّر من تعاطيها بعيداً عن المباشرة والوعظ القسري، بلغة سينمائية مكثفة وموحية، بعيداً عن الحوار، فلم نكن نسمع سوى صوت المؤثر من رياح وأنفاس وخرير ماء ونهنهات بكاء، فقد كان المشهد البصري شديد الدلالة وتركيب اللقطات عبر المونتاج منح الفيلم تكامل الفكرة، وكان أداء الفنان مروان عبدالله لافتاً، كما كان إخراج جمعة السهلي يعد بقدرته على معالجة مواضيع اجتماعية ببساطة ممتعة.

الفيلم الأخير الذي لنا معه هو الآخر وقفة ويستحق الثناء، هو فيلم “رغبة الوهم” لعبدالحليم أحمد قائد، هو فيلم روائي يعالج موضوع المخدرات، إلا أنه تناولها بطريقة كوميدية ساخرة، معتمداً الأسلوب البوليسي الذي يكتنفه الغموض والترقب في تقديم حكاية الطرد الذي ينتقل من يد إلى أخرى بمنتهى الحذر والسرية في جو مشحون بالترقب والتشويق من دون أن نعرف ماذا يحوي هذا الطرد، وبقدر ما كانت حركة الممثلين حذرة ومتلصصة كانت حركة الكاميرا هي الأخرى سريعة في تنقلاتها وزواياها المتابعة والمراقبة لما يدور، فكأنها ممثل آخر يرقب ما يجري بالإحساس العالي نفسه بالسرية، ويشخص السؤال المهم كعلامة استفهام حمراء اللون: ما الذي يحويه هذا الكيس الذي يُنقل من شخص إلى آخر، ومن مكان إلى مكان بكل هذه الحيطة والتكتم؟ وحين يصل الكيس السري في نهاية رحلته العجيبة إلى صاحبه الذي يتلقفه بلهفة ويخرج ما فيه ويضعه في فمه ليلتهمه متلذذاً بعدما يكون قد تعجّب من قلته وضآلته، نكتشف أن هذا الشيء المخفي داخل الكيس السري أشبه بلوح شوكولاته وإن ما وصل من هذا اللوح هو جزء ضئيل قياساً باللوح الأساسي الذي اختفى وتضاءل في تلك الرحلة السرية للكيس.

تعود بنا الكاميرا ثانية لترصد حركة انتقال الكيس من شخص إلى آخر، ومن مكان إلى مكان، ولكن في هذه المرة تكشف لنا حقيقة ما حدث، إذ إن الكيس أثناء تنقله في كل مرة يُقتطع من لوح الشوكولاته الذي يخفيه جزء من قِبل الشخص الذي يحمله حتى لحظة ما قبل الوصول الأخير في رحلة الكيس العجيبة. إذ تسقط آخر قطعة من لوح الشوكولاته داخل مكان قذر ولكنها تُنظف وتُعاد إلى الكيس لتصل إلى صاحبها الذي يضعها في فمه متلذذاً بطعمها في الوقت الذي يدرك فيه المتلقون حقيقة تلك القطعة ونوع القاذورات التي انغمست فيها لحظة سقوطها ويشعرون بالتقزز والقرف من ذلك. ولم تكن قطعة الشوكولاته إلا رمزاً للمخدرات وحقيقتها المقرفة.

لقد عبّر هذا الفيلم الجميل وبطريقة ذكية عن بشاعة تعاطي المخدرات وخطورتها ولكن بأسلوب كوميدي، ومن دون أن يعمد إلى الوعظ أو الثرثرة الفائضة، بل كان واضحاً، ساخراً وموجزاً في إيصال المعلومة وتحقيق الرسالة في سيناريو حركي رسم بدقة ومهارة، فيها ابتكار وطرافة.

هذه هي السينما. إنها إحساس بالجمال ورؤية للعالم والكون بعين شاعر تنفذ إلى عمق الأشياء وتبحر في لجّة الحياة لتخرج بعد ذلك بالرؤى الواعية والمستلّة من هموم البشر وأوجاعهم، هي ليست إنشاءً وتركيباً وإنتاجاً وتخطيطاً وتنظيماً وإدارة فقط، بل هي مشاركة جماعية إبداعية في تناغم وتناسق قادر على إنتاج معانٍ عبر حيوات جديدة تحمل المتعة والفكر والجمال.. وما أحوجنا إلى سينما تثري حياتنا وتمنحنا أفقاً لرؤية العالم بعين الشاعر وروح الصوفي.

الخليج الإماراتية في

05.07.2004

 
 

المخرج السينمائي وليد الشحي: في الامارات قدرات تعمل على تأسيس قاعدة للسينما البديلة

حوار: عياش يحياوي

تشهد الساح الثقافية في الإمارات خلال السنوات الأخيرة ظهور مواهب متميزة في فن الإخراج السينمائي، مواهب تتكون من مخرجات ومخرجين قدموا أفلامهم للجمهور في “مسابقة أفلام الإمارات” في المجمع الثقافي في أبوظبي، وعرضوها في دبي والشارقة. من بين هذه المواهب المخرج وليد الشحي صاحب الجائزة الأولى في الدورة الأخيرة ل “المسابقة “، التي شارك فيها بفيلم “طوي عشبة”، هذا الفيلم شارك مؤخرا في مهرجان سينمائي في هولندا، ويشارك في الدورة الأولى لمهرجان مدينة أصيلة السينمائي في المغرب، الذي ينظم بين 24 و27 من الشهر الجاري. هنا حوار مع وليد الشحي حول الورشة السينمائية في رأس الخيمة وقضايا سينمائية ذات صلة.

·         في البداية أرجو أن تقدم فيلم “طوي عشبة” للقارئ، حتى يتابع معك هذا الحوار؟

- يغلب على هذا الفيلم الطابع السريالي في معالجته لمحور الفكرة الرئيسية، فهو ينزع إلى الرمزية ويجتهد في البحث عن خصوبة الحياة في أرض خراب، وعشبة بطلة الفيلم هي رمز للأمل، بتحديها لكل مظاهر الموت، إنها تغرس “فزاعات” في أرض جرداء قاحلة، على الرغم من أن “الفزاعات” لا تغرس إلا في الأراضي الزراعية العامرة بالبساتين الخضراء.

طوي عشبة “ليس اسما حقيقيا لبئر معروفة، إنه من اختراع الفريق الذي أعمل معه، وقد بذلنا جميعا جهودا كبيرة، وكبيرة جدا حتى نقدم فيلما يتحدث من خلال الصورة وليس من خلال المنطوق اللغوي، ولذلك ألغينا مساحات واسعة للحوار من الفيلم. كان هدفنا هو أن نعطي للصورة موقعها وسلطتها وجماليتها. وكنا بذلك نتجاوز السلبيات التي ظهر بها فيلمنا الأول “وجوه ونوافذ”، الذي أسهمت المساحات الواسعة للحوار في ضعفه الفني.

·     “طوي عشبة” سيشارك في الدورة الأولى لمهرجان مدينة أصيلة السينمائي في المغرب خلال الشهر الجاري، هل ستحضر عرضه؟

- للأسف لم أحضر عرض هذا الفيلم في نوتردام في هولندا، ولكني عازم على حضور عرضه في أصيلة، لأن في ذلك شرفا كبيرا لي بأن أمثل بلدي في هذه التظاهرة العالمية، وأنا هنا اتقدم بالشكر ل”المجمع الثقافي” في أبوظبي وللسينمائي مسعود أمر الله على الجهود التي يبذلها للتعريف بالقدرات السينمائية المحلية في المهرجانات العالمية. وعلى الرغم من عدم وجود أي دعم لإنتاج هذا الفيلم فإني فخور بتقديمه باسم الإمارات. غير أني سأكون أسعد لو بادرت جهة ثقافية في الدولة بابتعاثي لمهرجان أصيلة، لأن ذلك سيبث في نفسي مشاعر الاعتزاز ويدعمني معنويا، بل أتمنى أن تسهم هذه الجهة في دعم سفر مجموعة من المخرجات والمخرجين المتميزين من ابناء الدولة للمشاركة في هذه التظاهرة السينمائية، التي يحضرها مخرجون من مدارس سينمائية مختلفة على المستوى العالمي، مما يجعلها مجالا خصبا للتكوين وتطوير الأفق السينمائي جماليا وفنيا.

·     بعد النجاح الذي حققه “طوي عشبة” يتساءل المراقبون للشأن السينمائي المحلي عن الخطوة القادمة التي سيقوم بها وليد الشحي، هلا تحدثت عن ذلك..

- توجد فكرة جديدة اشتغل عليها مع زملائي في الورشة السينمائية في رأس الخيمة، وستكون هي محور الفيلم الجديد بإذن الله، ويدخل جهدنا هذا في إطار مفهوم “السينما البديلة”، التي نعمل على التأسيس لها في الإمارات على الرغم من انعدام أي دعم لجهودنا هذه.

·     هل فكرت الورشة في تكوين مواهب جديدة على المستوى الصوت والتصوير والإضاءة والماكياج والملابس...الخ، مواهب تضاف إلى القدرات الحالية في الورشة السينمائية في رأس الخيمة، من أجل تكوين رصيد فني بشري يدعم هذا المشروع مستقبلا؟

- هدفنا في المرحلة الراهنة هو الارتقاء في تنفيذ التقنيات الواردة في السؤال، ولا ابالغ إذا قلت إني أقضي خمس ساعات يوميا أمام الإنترنت لقراءة كل ما له صلة بالجديد في المجال الفني السينمائي على المستوى العالمي، بالإخص المجال الذي يستعمل كاميرا الفيديو وسيلة للتصوير.

إن تصويرنا بكاميرا فيديو يتطلب منا تقديم عشرة أضعاف الجهود التي يتطلبها التصوير بكاميرا التصوير السينمائي، ولكننا عازمون على بذل أكبر الجهود لتقديم أفلام ذات نوعية، ونحن نعلم أننا في بداية الطريق، ولكننا نعلم أيضا أننا في الطريق الصحيح، وثمار هذا التعب ستظهر بقوة في السنوات المقبلة.

وبهذه المناسبة أؤكد أن الفيلم الجديد الذي نعمل على التحضير له سيشهد ظهور مجموعة جديدة من المواهب في المجال الفني، كما سيشهد جمالية أكثر نضجا وتطورا، على الرغم من كل الصعاب التي تواجهنا على المستوى المادي وعلى مستوى نوعية الأجهزة التي نستخدمها.

·         هل بدأتم كتابة سيناريو الفيلم الجديد؟

- نحن في مرحلة دراسة الفكرة، ويعمل السيناريست أحمد سالمين بجهد كبير على وضع الخطوط العريضة للسيناريو بالتنسيق مع أعضاء فريق الورشة. وقد زار الفريق مؤخرا موقعا مفترضا للتصوير، حيث درس طبيعة المكان ومدى صلته بمضمون الفيلم وجمالياته، كما درس الإيحاء المطلوب في الموسيقا التصويرية انطلاقا من روح المكان. وقد اصبح لنا أرشيف جيد في مجال الموسيقا نعمل على تطويره باستمرار حتى تكون لنا خيارات مختلفة.

·         هل توجد علاقات حوار بين المهتمين بالإخراج السينمائي المحلي؟

- يوجد حوار مفتوح ومتواصل بين المخرجين الشباب، وشخصيا ألتقي بشكل دائم مع هاني الشيباني ونواف الجناحي وياسر القرقاوي وخالد الرايحي وغيرهم، حيث نتبادل الأفكار والنصائح على المستوى الفني بشكل خاص. وأؤكد أن كل المخرجات والمخرجين متحمسون لتأسيس قاعدة سينمائية في الإمارات، يدفعهم إلى ذلك حبهم للسينما وإصرارهم الثقافي النبيل بأن تشهد السنوات القادمة حضورا قويا للفيلم الإماراتي في الحياة الثقافية المحلية والعربية والعالمية. قد يبدو ذلك بعيدا، ولكن كل شيء يبدأ بخطوة، المهم الإيمان والصدق في العمل والانفتاح على التجارب المماثلة والرائدة والمبدعة في العالم.

نعم، نحن نستخدم كاميرا فيديو في التصوير، ولكن أمامنا تجارب أمريكية وعربية بدأت تصور الأفلام بالكاميرا الرقمية، ومحمد خان المخرج السينمائي المصري الكبير صور آخر فيلم له بهذه التقنية، وكذلك المخرج البحريني بسام الذوادي وفي الكويت توجد تجارب مماثلة.

·         ماذا تنتظر من مشاركتك في الدورة السينمائية في اصيلة؟

- لا شك أنها ستكون مشاركة مثمرة بالفوائد ، حيث سأتابع تجارب سينمائية تمثل تيارات ومدارس متنوعة، وسأشارك في الحوار الذي ستشهده هذه الدورة، كما أنه من المعروف أن المغرب بلد متميز في مجال الإنتاج السينمائي، حيث توجد فيه استوديوهات سينمائية عالمية في منطقة ورزازات في جنوب المغرب، ويشهد سنويا خمسة مهرجانات سينمائية عالمية أهمها مهرجان مراكش السينمائي الدولي، وهذا كله سيثري مشاركتي في الدورة السينمائية المذكورة.

الخليج الإماراتية في

05.07.2004

 
 

مسعود أمرالله:

الأفلام الإماراتية أثبتت حضورها خارجيا والقادم أفضل

حوار: عياش يحياوي

بالنسبة للسينما الإماراتية ـ المرصودة كرافد إبداعي جديد في الساحة المحلية ـ فإن مجرد المشاركة على هامش المهرجانات الخارجية يعتبر بحد ذاته خطوة نوعية ولافتة، أما إذا كانت هذه المشاركة مصنفة داخل المسابقة الرسمية لهذه المهرجانات، وكانت تتمثّل في وجود أحد السينمائيين الإماراتيين ضمن لجان التحكيم الرئيسية لهذه المهرجانات، فهذا يعتبر بحق تتويجا مبكرا لجهود وتضحيات شخصية أخذت تنمو وتتبلور تدريجيا في مكان بدأ أخيرا يستوعب ويستشعر أهمية هذا الفن الجاد والمؤثر والمنتمي بقوة للإنسان أينما كان، لأن هذا الفن ـ وفي صلب حضوره الثقافي العارم ـ يخاطب الحساسية البصرية الجديدة دون وساطات ولا تعقيدات عرقية أو جغرافية أو اجتماعية·

في هذا الصيف كانت المناسبة متوهجة ومتألقة للحضور الإماراتي في مهرجان(إيكو) السينمائي الدولي في اليونان والذي يقام سنويا بجزيرة (رودس) العريقة (مسعود أمر الله ـ ولأول مرة على مستوى السينما الخليجية يشارك ضمن لجان التحكيم الرسمية في المهرجان)، بالإضافة إلى مهرجان معهد العالم العربي بباريس (فيلم: الأرضية المبتلة للمخرجة لمياء قرقاش، وفيلم: جوهرة لهاني الشيباني ـ الفيلمين داخل المسابقة الرسمية ـ وأيضا مسعود أمر الله كعضو في لجنة التحكيم)، وأخيرا مهرجان أصيلة السينمائي في المغرب (فيلم: ''طوي عشبة '' للمخرج وليد الشحي ضمن المسابقة الرسمية

وعطفا على هذه المشاركات المميزة التي تستحق الإشادة والالتفات، أجرينا هذا اللقاء مع (مسعود أمر الله) الشغوف والمهموم والمهجوس حتى العظم بفن السينما كأفق إبداعي بحاجة إلى تأسيس حقيقي في الإمارات، بغض النظر عن كل العراقيل المحسوسة والوهمية وبرغم كل العصي التي يمكن أن توضع في عجلة هذا الفن المنطلق بثقة نحو إشراقته المنتظرة في السنوات القليلة القادمة·

تجربة مثيرة

·     أنت مصنف كأول سينمائي خليجي يشارك في لجنة تحكيم مهرجان (إيكو) السينمائي الدولي باليونان، ما هي ظروف هذه المشاركة وماذا عن المهرجان نفسه؟

مهرجان (إيكو) هو مهرجان مختص بالأفلام التسجيلية والتجريبية وأفلام التحريك المتعلقة بالبيئة (الإيكولوجيا)، ولا تنحصر البيئة هنا في المفهوم التقليدي والضيق للكلمة لأنها تعني في أفقها الشمولي كل ما له علاقة بالبيئة من مؤثرات مباشرة وغير مباشرة، كالحالات الإنسانية المرتبطة سلبا أو إيجابا بالمكان المحيط بها، كما أنها تشمل الظواهر الأخرى كالآثار والتاريخ والعلوم والفنون المؤثرة والمتأثرة ببيئاتها المختلفة· تضمن المهرجان حوالي 200 فيلم من مختلف أنحاء العالم وبخمس فئات وخمس لجان تحكيم شملت 19 عضوا، وهو واحد من أهم المهرجانات العالمية التي تتناول موضوع البيئة كموضوع شامل ومستقل·

التجربة بحد ذاتها كانت جديدة ومثيرة بالنسبة لي، والمهرجان نفسه مميز واستثنائي، فالأفلام المعروضة هناك لا تستطيع أن تشاهدها في أي مهرجان آخر، كما أنك تظل محاطا بالألفة والخصوصية والكم الكبير من المشاعر الإنسانية البحتة، لأن المهرجان غير معني بالبهرجة والزيف الإعلامي الذي تلاحظه في المهرجانات الكبرى·

أما عن ترشيحي كعضو في لجنة تحكيم الأفلام التسجيلية القصيرة فقد تم مباشرة من خلال رئيسة المهرجان (المخرجة اليونانية: لوكيا ريكاكي) التي حضرت (مسابقة أفلام من الإمارات) بالمجمع الثقافي، وأعجبت بما رأته وبنوعية الأفلام المشاركة والمستضافة، كما أنها أبدت وجهة نظر إيجابية تجاه المسابقة كونها مسابقة نوعية ولا تهتم بالجانب التجاري أو الترفيهي أو الدعائي في السينما مقارنة بمسابقات أخرى على المستوى الدولي، بالإضافة إلى ذلك فقد أشادت المخرجة بالمسابقة لأنها تهدف لخلق جيل إماراتي واع لأدوات السينما وشروطها التي تسعى للوصول إلى فن نوعي وخالص، وهذا بحد ذاته شهادة نفتخر بها من مخرجة لها اسمها وصيتها وخبرتها التنظيمية الكبيرة على مستوى المهرجانات السينمائية، ويبدو أن هذه القناعات والانطباعات التي تتناسب وتوجهات مهرجان (إيكو) قد شجعتها على إشراكنا في لجنة التحكيم كنوع من التواصل الذي أتمنى أن يستمر ويثمر مستقبلا·

غياب عربي

·         من كان معك في لجنة التحكيم وما هي الآلية التي كنتم تعملون من خلالها؟

كان معي أربعة أعضاء، ثلاثة منهم من اليونان (الأولى خبيرة آثار، والثانية مسؤولة البرامج اليونانية في قناة ستار التلفزيونية الشهيرة، والعضو الثالث كان مصورا فوتوغرافيا)، أما العضو الأخير فهو مدير البرامج الترفيهية بتلفزيون الـ (بي بي سي) في اسكتلندا· وهذه اللجنة كانت معنية بمشاهدة الأفلام التسجيلية القصيرة، وكان عددها حوالي 31 فيلما من مختلف أنحاء العالم ماعدا الدول العربية طبعا !

·         وكيف تفسر عدم مشاركة الدول العربية في مثل هذا المهرجان المهم؟

يبدو أن هناك قصورا من نوع ما في فهم العرب للبيئة وأهميتها، الأفلام التسجيلية العربية غارقة تماما في السياسة، ورغم أن المهرجان قد عرض أفلاما سياسية كثيرة، إلا أنها كانت أفلاما ناضجة وواعية لما تريد أن تقوله وتطرحة وتنتقده حول السياسات التي تتحول إلى معاول تدمير للبيئة وبالتالي تدمير الإنسان ذاته· كلمة البيئة ليست أحادية في معناها، إنها واسعة وفضفاضة وتغطي جوانب عديدة ومؤثرة في حياتنا، وهي خصبة لدرجة أنك تستطيع أن تصنع فيلما حول شخص يتم طرده من مصنع مثلا كي يخرج بعدها ناقما ومستعدا لارتكاب جرائم في المجتمع (المصنع هنا هو الوسيط الذي له علاقة بالبيئة

·     ما هي إذن المواضيع التي تتحدث عنها الأفلام التي شاهدتها من خلال اللجنة، وكيف كانت هذه المواضيع ملائمة لتوجهات ونظرة المهرجان للبيئة؟

كنا ننتقل أثناء المشاهدة من الفيلم السياسي البحت إلى الفيلم الروحاني البحت، ثم من فيلم إنساني إلى آخر متعلق بالحيوان أو بالشجر أو بالغذاء ـ شاهدنا فيلما عنوانه: (سلو فوود) ومن عنوانه يتضح أنه ينتقد الشكل الاستهلاكي الطاغي للـ (الفاست فوود)!·

الفيلم الروحاني الذي شاهدناه كان يدور حول امرأة يونانية تبحث عن عوالمها الخاصة والداخلية في بلد بعيد هو الهند، فكانت هناك مقارنات واضحة بين جغرافية المكان في البلدين وتأثير ذلك على الروح والأحاسيس الداخلية·

قسوة وتشاؤم

·     ما هي الأفلام التي حصلت على جوائز من خلال قرارات اللجنة التي شاركت بها، وهل حصل اختلاف في وجهات النظر من حيث أولوية الاختيار وأحقية فيلم بالفوز مقارنة بفيلم آخر؟

لم يكن هناك أي خلاف بين أعضاء اللجنة، لأن الأفلام المميزة استحقت الفوز وكانت جديرة بالجوائز التي حازتها ـ الجوائز مخصصة لفيلمين فقط وباقي الجوائز عبارة عن شهادات تميز·

الفيلم الذي استحق الجائزة الأولى كان عنوانه (حكايات الرجل الأسود) ويتحدث عن رجل منفي من أوغندا ويعيش في بلجيكا، حيث يقاوم التفرقة العنصرية تجاه السود عن طريق الحوار والندوات العامة والتلفزيونية وليس عن طريق العنف وفرض الآراء، استطاع هذا الرجل التواصل مع البيض بأسلوب فكاهي ومحبب وبدون أي حواجز وحساسيات، وكان هذا الفيلم الوحيد الذي حمل في ثناياه كما كبيرا من الحس الإنساني ومن التفاؤل والصدق والعفوية في التعامل مع الفيلم التسجيلي، حيث إن الأفلام الأخرى كانت كلها ذات نظرة ناقدة وقاسية وتشاؤمية، الفيلم الذي فاز بالجائزة الثانية كان عنوانه: (سيربليس) أو (الفائض) وهو ذو هوى سياسي واجتماعي يتحدث عن دور الزعماء والسياسيين والشركات الضخمة التي تستثمر وتستغل الإنسان العادي والبسيط كي يستهلك منتجاتها بشكل آلي ودون وعي منه، بحيث يصبح الاستهلاك جزءاً ضرورياً من نسيج حياته اليومي، ويصبح هو بالتالي أحد المنتجات التي يتم تحريكها والتحكم بها عن بعد من خلال الإعلانات وخطابات الزعماء السياسيين·

استفادة

·     كيف يمكن الاستفادة من مثل هذه المهرجانات في تفعيل وإثراء (مسابقة أفلام من الإمارات) التي تشرف أنت عليها شخصيا، كالناحية التنظيمية مثلا أو من ناحية التعاون في تبادل الخبرات وانتقاء الأفلام و آليات عمل لجان التحكيم··الخ؟

أعتقد أن الاستفادة كانت من خلال التعرف على شكل الفيلم الذي يصلح لمهرجان معين مقارنة بالمهرجانات لأخرى، فمثلا شاهدت في المهرجان فيلما عن الطريقة البدائية التي يتم من خلالها نقل الأبقار من إحدى الجزر إلى القرية، قد تعتقد من الوهلة الأولى أن هذا الفيلم يصلح للعرض في قناة مثل (ديسكفري) أو (ناشونال جيوغرافيك) ولكنه في النهاية فيلم له خصوصية تميزه عن الشكل التوثيقي الجامد، مثل هذه الأفلام تحمل في داخلها روحا خاصة تجعلك تشفق على عناصر الطبيعة المعرضة للأذى والتصفية والتعذيب·

قمت طبعا باختيار بعض الأفلام كي أعرضها على هامش (مسابقة أفلام من الإمارات) في الدورة القادمة وذلك حتى يتعرف الشباب السينمائيون عندنا على شكل آخر ومتميز من الأفلام التسجيلية· وأنا لدي قناعة شخصية بضرورة مشاهدة كل التجارب السينمائية وبمختلف تصنيفاتها، لأن السينما عالم يتسع لكل الأفكار ولكل الأشكال البصرية بدون استثناء·

وحيد نوعه

·         شاركت أيضا في مهرجان معهد العالم العربي بباريس الذي أقيم هذا الشهر، حدثنا عن طبيعة هذا المهرجان·

مهرجان العالم العربي في باريس هو المهرجان الوحيد من نوعه الذي يقام في الخارج ويضم معظم نتاجات الأفلام العربية خلال سنتين وبكل تصنيفاتها (الروائية والتسجيلية القصيرة والطويلة) سواء كانت مُنتجة في الوطن العربي أو في خارجه أو بتمويل أجنبي، شرط المهرجان الوحيد هو أن يكون المخرج عربيا، مهرجان القاهرة مثلا يُقام كل سنة ولا يتضمن أفلام الفيديو القصيرة ولا الأفلام الوثائقية، ومهرجان قرطاج يهتم بالأفلام المغاربية والأفريقية وبعض الأفلام العربية وباستثناءات بسيطة·

اعتراف سينمائي

·         كيف تقيم تجربتك الشخصية في المهرجان كعضو في لجنة تحكيم الأفلام التسجيلية الطويلة والقصيرة؟

أعتقد أن المشاركة في هذا المهرجان المهم على صعيد الوطن العربي هي فرصة كبيرة للاحتكاك برموز السينما العربية وبجيل المخرجين الجدد والتعرف عن قرب على مشاريعهم وهواجسهم ومواضيعهم السينمائية، كما أن النقاشات المثمرة مع أعضاء لجنة التحكيم الضليعين في فن السينما هي بحد ذاتها إضافة شخصية لا يمكن تجاهل فوائدها، لأن فرصة إبداء رأيك الشرعي والموثق حول الأفلام وتأثيرك المباشر في فرص الفوز للأفلام المشاركة ضمن المسابقة هو اعتراف باسم دولة الإمارات سينمائيا وبجهود سنوات من الاطلاع الشخصي والتضحية والانهماك الكبير في هذا الفن الإشكالي والصعب والرائع أيضا·

صدى الإمارات

·         وماذا عن مشاركة الأفلام الإماراتية في المهرجان؟

الإمارات ورغم التجربة القصيرة في مجال الأفلام، هي الدولة الخليجية الوحيدة المشاركة في المهرجان وبفيلمين: (الأرضية المبتلة للمخرجة لمياء قرقاش، وجوهرة لهاني الشيباني) والأجمل من ذلك أن هذين الفيلمين كانا ضمن المسابقة الرسمية في مهرجان يصعب اختراقه بسهولة، وهذه بادرة مبشرة وهي أن يكون هناك فيلمان من الإمارات وسط 18 فيلما روائيا قصيرا تم إنتاجها على مدار سنتين داخل وخارج الوطن العربي·

·         وكيف كان صدى الفيلمين لدى النقاد والحضور؟

الفيلمان كانا محل إشادة، خصوصا فيلم (الأرضية المبتلة) للمياء قرقاش الذي اختير أيضا لمهرجان (روتردام) بهولندا وهو أول عمل إخراجي لها، حيث وصف النقاد الفيلم بالجرأة وأعجبوا كثيرا بالتجربة وبالرؤية المغايرة التي تمتلكها هذه التجربة الجديدة والناضجة

الإتحاد الإماراتية في

01.08.2004

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)