كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

أحمد زكي..

ممثل المهمّشين على الشاشة (ملف)

كتب: أحمد النجارنورهان مصطفىمحمود عبد الوارث,أحمد مجاهد العزبعلوي أبو العلا

عن رحيل الإمبراطور

أحمد زكي

   
 
 
 
 
 
 

14 عاما مرت على رحيل الإمبراطور أحمد زكي، وهو اللقب الذي لازمه منذ مطلع التسعينيات بعد بطولة فيلم «الإمبراطور» للمخرج طارق العريان، اعتبره نقاد «ممثل المهمشين على الشاشة، يطرح أحلامهم وإحباطاتهم في جل أدواره مثل (أنا لا أكذب ولكني أتجمل) و(أحلام هند وكاميليا) و(مستر كاراتية) و(حسن اللول)».

سلك طريقا مغايرة عن كل أبناء جيله، لم ينجرف مع تيار تصدر الأفيش أو تترات الأفلام، أحدث انقلابًا على معيار الوسامة كصك للبطولة بدوره في فيلم «شفيقة ومتولي»، لم يسقط في فخ الحرص على التواجد مهما كانت طبيعة الدور، بل فضل البحث عن الأدوار الصعبة حتى إذا تطلب الأمر مكوثه فترة طويلة بلا عمل.

مخرجون ينتمون لمدارس سينمائية مختلفة حرصوا على أن يكون «زكي» بطلا لأفلامهم، تعاون مع عاطف سالم في «النمر الأسود»، وصلاح أبوسيف في «البيضة والحجر»، وعلي عبدالخالق في «4 في مهمة رسمية»، فضلا عن تعاونه مع نادر جلال ومحمد خان وعاطف الطيب وداود عبدالسيد وشريف عرفة وعادل أديب.

الدور كان النداهة التي تبحث عنه، لم ينشغل بأجر أو اسم مخرج أو بطلة تقف أمامه، الراحل يوسف شاهين رشحه لبطولة «سكوت هنصور» فوافق مبدئيًا ثم تراجع لأنه كان ينتظر شيئًا آخر، وصدق حدسه ولم يحقق الفيلم النجاح المنشود أمام فيلم «إسماعيلية رايح جاي»، واستمر الإمبراطور محافظًا على صدارته حتى بعد رحيله.

 

####

 

في ذكرى وفاته.. كيف تحدَّث أحمد زكي عن أسرار حياته؟

كتب: نورهان مصطفى

فنان مصري، مات والده وهو في عامه الأول، وتزوجت والدته بعد رحيل الوالد مباشرة، التصقت به كلمة (يتيم) مبكرًا، وعندما أراد الهرب من اليُتم والوحدة، هرب إلى الفن واكتشف موهبته في التمثيل»، تلك الكلمات يُمكن أنّ تكون مقدمة عاديّة، يوصف بها الفنان المصري الراحل، أحمد زكي، لكن لا توجد كلمات أدق مما وصف بهِ نفسه، وعلى لسانه كمّا جاء في صفحات كتاب: «تعال إلى حيث النكهة، رؤى نقدية في السينما».

في سنوات عمره الأولى، عندما كان أحمد زكي طالبًا في مدرسة الزقازيق الثانوية، كان منطويًا جدًا، يراقب العالم من ركن منزو، كما يقول: «كنت أراقب العالم وتراكمت في داخلي الأحاسيس وشعرت بحاجة لكي أصرخ، لكي أخرج ما في داخلي. وكان التمثيل هو المنفذ، ففي داخلي دوامات من القلق لاتزال تلاحقني، فأصبح المسرح بيتي، رأيت الناس تهتم بي وتحيطني بالحب، فقررت أن هذا هو مجالي الطبيعي».

قال أحمد زكي عن بدايات حياته: «جئت إلى القاهرة وأنا في العشرين، المعهد، الطموح والمعاناة والوسط الفني وصعوبة التجانس معه، عندما تكون قد قضيت حياتك في الزقازيق مع أناس بسطاء بلا عقد عظمة ولا هستيريا شهرة».

وأضاف: «وفجأة، يوم عيد ميلادي الثلاثين، نظرت إلى السنين التي مرت وقلت (أنا سرقت، نشلوا مني عشر سنين) عندما يكبر الواحد يتيمًا تختلط الأشياء في نفسه.. الابتسامة بالحزن والحزن بالضحك والضحك بالدموع، أنا إنسان سريع البكاء، لا أبتسم، لا أمزح».

وعن روتين أيامه التي كانت تمُر ببطء، قال: «كنت آخذ كتاب ليلة القدر لمصطفى أمين، أقرأ فيه وأبكي، أدخل إلى السينما وأجلس لأشاهد ميلودراما درجة ثالثة فأجد دموعي تسيل وأبكي، عندما أخرج من العرض وآخذ في تحليل الفيلم، قد أجده سخيفاً وأضحك من نفسي، لكني أمام المآسي أبكي بشكل غير طبيعي، أو ربما هذا هو الطبيعي، ومن لا يبكي هو في النهاية إنسان يحبس أحاسيسه ويكبتها».

وأردف: «المثقفون يستعملون كلمة اكتئاب، ربما أنا مكتئب، أعتقد أنني شديد التشاؤم شديد التفاؤل. أنزل إلى أعماق اليأس، وتحت أعثر على أشعة ساطعة للأمل، لدي صديق، عالم نفساني، ساعدني كثيراً في السنوات الأخيرة، ويؤكد أن هذا كله يعود إلى الطفولة اليتيمة، أيام كان هناك ولد يود أن يحنو عليه أحد ويسأله ما بك».

وعن سنوات عُمره المبكرة، كان يعيش أحمد زكي كأنه في العشرين، كما يصف: «وفي العشرين، شعرت بأنني في الأربعين، عشت دائمًا أكبر من سني، وفجأة يوم عيد ميلادي الثلاثين، أدركت أن طفولتي وشبابي نشلا، كانت حياتي ميلودراما من أفلام حسن الإمام».

كان سبب الحُزن في حياة أحمد زكي أصيلاً وكأنه ولد معه، كما يقول: «توفى والدي في السنة الأولى، ولم يكن في الدنيا سوى هو وأنا، تركني ومات، أمي كانت فلاحة صبية، لا يجوز أن تظل عزباء، فزوجوها وعاشت مع زوجها، وكبرت أنا في بيوت العائلة، بلا أخوة».

وأضاف متذكرًا سنوات حُزنه البعيدة: «رأيت أمي للمرة الأولى وأنا في السابعة، ذات يوم جاءت إلى البيت إمرأة حزينة جداً، ورأيتها تنظر لي بعينين حزينتين، ثم قبلتني دون أن تتكلم ورحلت، شعرت باحتواء غريب، هذه النظرة إلى الآن تصحبني، في السابعة من عمري أدركت أنني لا أعرف كلمة أب وأم، وإلى اليوم عندما تمر في حوار مسلسل أو فيلم كلمة بابا أو ماما، أشعر بحرج ويستعصي عليّ نطق الكلمة».

وبعد فترة، اشترك أحمد زكي في مهرجان المدارس الثانوية ونال جائزة أفضل ممثل على مستوى مدارس الجمهورية، حينها سمع أكثر من شخص يهمس، قائلاً: «الولد ده إذا أتى القاهرة، يمكنه الدخول إلى معهد التمثيل».

كانت القاهرة بالنسبة للفتى الأسمر مثل الحجاز، في الناحية الأخرى من العالم، السنوات الأولى في العاصمة، كانت سنوات صعبة ومثيرة في الوقت ذاته، حسبما وصفها بـ«من يوم ما أتيت إلى القاهرة أعتبر أنني أجدت مرتين.. في امتحان الدخول إلى المعهد ويوم التخرج».

ويواصل أحمد زكي، قائلاً: «ثلاثة أرباع طاقتي كانت تهدر في تفكيري بكيف أتعامل مع الناس، والربع الباقي للفن، أصعب من العمل على الخشبة الساعات التي تقضيها في الكواليس، كم من مرة شعرت بأنني مقهور، صغير، معقد بعدم تمكني من التفاهم مع الناس».

وأضاف: «وسط غريب، الوسط الفني المصري، مشحون بالكثير من النفاق والخوف والقلق، أشاهد الناس تسلم على بعضها بحرارة، وأول ما يدير أحدهم ظهره تنهال عليه الشتائم ويقذف بالنميمة، مع الوقت والتجارب، أدركت أن الناس في النهاية ليست بيضاء وسوداء، إنما هناك المخطط والمنقط والمرقط والأخضر والأحمر والأصفر، أشكال وألوان».

وصف أحمد زكي نفسه قائلاً: «أنا لا أجيد الفلسفة ولا العلوم العويصة، أنا رجل بسيط جداً لديه أحاسيس يريد التعبير عنها، لست رجل مذهب سياسي ولا غيره، أنا إنسان ممثل يبحث عن وسائل للتعبير عن الإنسان».

وأضاف: «الإنسان في هذا العصر يعيش وسط عواصف من الماديات الجنونية، والسينما في بلادنا تظل تتطرق إليه بسطحية، هدفي هو ابن آدم، تشريحه، السير وراءه، ملاحقته، الكشف عما وراء الكلمات، ما هو خلف الحوار المباشر، الإنسان ومتناقضاته، أي إنسان، إذا حلل بعمق يشبهني ويشبهك ويشبه غيرنا.. المعاناة هي واحدة.. الطبقات والثقافات عناصر مهمة، لكن الجوهر واحد».

وعن الشخصيات التي جسدّها، قال: «الشخصيات التي أديتها في السينما حزينة، ظريفة، محبطة، حالمة، متأملة.. تعاطفت مع كل الأدوار، غير أنني أعتز بشخصية إسماعيل في فيلم (عيون لا تنام)، فيها أربع نقلات في الإحساس، في البداية الولد عدواني جداً كريه جداً، وساعة ما يشعر بالحب يصبح طفلاً».

وتابع: «في عيون لاتنام جملة أتعبتني جدًا، جعلتني أحوم في الديكور وأحرق علبة سجائر بأكملها، مديحة كامل تسأل: (إنت بتحبني يا إسماعيل؟ فكيف يجيب هذا الولد الميكانيكي الذي يجهل معنى الحب، وأي شيء عنه؟ يجيبها: أنا ما عرفش إيه هو الحب، لكن إذا كان الحب هو إني أكون عايز أشوفك بإستمرار، ولما بشوفك ما يبقاش فيه غيرك في الدنيا، وعايزك ليّا أنا بس.. يبقى بحبك».

وعبّر عن المعضلة في ذلك، قائلاً: «سطران ورحت أدور حول الديكور خمس مرات لحظة يبوح ابن آدم بحبه، لحظة نقية جداً، لابد أن تطلع من القلب، إذا لم تكن من القلب فلن تصل. واحد ميكانيكي يعبر عن الحب، ليس توفيق الحكيم وليس طالباً في الجامعة، وإنما ميكانيكي يعيش لحظة حب، هذه اللحظة أصعب لقطة في الفيلم».

 

####

 

أحمد زكي دخل ثلاجة الموتى حيًّا

كتب: محمود عبد الوارث

التعايش والتوحد مع الشخصية الفنية ميزة كان يتمتع بها الفنان الراحل أحمد زكي، بتركيزه على أدق التفاصيل والإحساس بالدور الذي يجسده، مهتمًا بطريقة المشي وكيفية التحدث وحتى بنطق كلمة «ألو»، وهو ما أكده زملاؤه والمقربون منه.

في مختلف اللقاءات التليفزيونية التي ظهر فيها «زكي» يؤكد أنه كان يدرس الشخصية بتعمق شديد، حتى إن تفاصيلها تصل إلى «جهازه العصبي» ليكون صادقًا في تمثيله أمام المشاهد.

يقول «زكي» عن كيفية تجسيده مختلف الشخصيات: «الواحد لما بيحس الشخصية بيلاقي فيها حاجات بتبقى جواه.. لذلك في كل فيلم بتلاقي مشيتي متغيرة، مش ببقى قاصدها.. ببقى حاسس الحالة فالحالة بتمشي كده».

تعمُّق أحمد زكي داخل الشخصية دفع المخرج محمد ياسين إلى تدقيقه في بعض المشاهد للفنان الراحل، مركزًا على طريقة رده على المكالمات الهاتفية في مختلف الأعمال، لتكون النتيجة التي توصل إليها، وفق رواية الابن هيثم زكي: «ملقتش فيهم واحدة شبه التانية.. كل رفعة تليفون مختلفة».

ومع تلك الحالة المختلفة التي رسخها الراحل أحمد زكي وفي ذكرى رحيله، نرصد مجموعة من المواقف التي تعكس تعمقه الشديد داخل الشخصيات التي جسدها، وذلك على ألسنة زملائه الفنانين ونجله.

خلال تجسيده شخصية «عبدالسميع البواب» لم يفوّت أحمد زكي أي تفصيلة تتعلق بذلك الدور، وهو ما أوضحته الفنانة رجاء الجداوي ببرنامج «ممنوع من العرض»، عندما تحدثت عن كواليس مشهد تتسلم فيه صندوق المياه الغازية منه بعد أن يصعد من الدور الأرضي إلى الطابق الثاني.

وقتها طلب المخرج حسن إبراهيم من «رجاء» أن تقف قرب الباب حتى تفتحه بعد أن يطرقه «زكي»، وكانت التعليمات بأن يتحرك الأخير بعد سماعه إحدى الكلمات، بينما تبدأ الأخرى في الحركة بعد استماعها للفظ آخر.

وتروي «رجاء» أنها ظلت منتظرة لدقائق بعد سماعها إذن بدء الحركة لـ«زكي»، ومع تأخره فتحت الباب ظنت أن التصوير توقف، لكنها فوجئت بتكرار القائمين على العمل التعليمات من جديد، وهو ما أثار استغرابها، لتكتشف السبب لاحقًا وتوضح: «أتاريه شايل الشيلة وطالع من الدور الأرضي للتاني على رجليه عشان النفس يبقى متظبط مع الجملة اللي هيقولها، مش واقف مستخبي ويضرب الجرس على طول».

وقبل بدء عمله في الفيلم رفض أن تجسد الفنانة ميرفت أمين شخصية زوجته في العمل لعدم ملاءمتها للدور، وقال حسب ما ذكرته «رجاء»: «إزاي البواب ده يبقى متجوز الجميلة دي» ليبحث عن سيدة سمراء، ونفس الأمر فيما يخص الأطفال واستبعد عددًا منهم لبياض لون بشرتهم.

أتقن «زكي» تجسيد شخصية «خالد عبدالحميد» في فيلم «المدمن»، وظهر في عدة مشاهد وهو يمسك السرنجة ويدخل إبرتها في ذراعه اليسرى لتعاطي المادة المخدرة.

المفاجأة وضحت خلال حواره مع الإعلامي مفيد فوزي، حينما قال الأخير: «غريب جدًا إنك إنت في فيلم المدمن أخدت الحقنة»، وهو ما لم ينفه «زكي» واكتفى بقوله: «طبعًا أنا مش هضرّ نفسي.. دي كلها حاجات طفيفة».

كذلك توحّد «زكي» مع شخصية المجند «أحمد سبع الليل» في فيلم «البريء» حتى في طريقة المشي، وروى نجله «هيثم» أنه خلال عرض العمل لأول مرة على شاشة التليفزيون كان والده في غاية السعادة، ولفرط سروره بدأ يشرح له كيف أدى هذا الدور.

وروى «هيثم»: «قال لي بص الشخصية عاملة إزاي ومشيتها عاملة إزاي، وقام قلدها لي، وقال لي بص قفاه عامل إزاي عشان غبي مش فاهم حاجة».

كما كشف الإعلامي مفيد فوزي أن المخرج الراحل عاطف الطيب فوجئ بإصرار أحمد زكي على النزول بنفسه إلى الترعة في أحد المشاهد، رغم معاناته سابقًا من مرض البلهارسيا.

في السنوات الأخيرة من حياة أحمد زكي، كان الدكتور ياسر عبدالقادر، الطبيب المعالج له، قريبًا منه بشدة، وهو ما تمخض عنه تبادلهما الحديث فيما يخص كل الأعمال الفنية التي أداها الفنان الراحل.

وقال «عبدالقادر» متعجبًا بخصوص فيلم «ناصر 56»: «تصوري أنا لقيت أحمد زكي بقى طويل فجأة»، ليروي أن الراحل فسر له كيف دفعه للشعور بطول قامته: «بقوم على 4 مفاصل وأتحرك ببطء وأطلع برجليا الأول وأفرد ضهري فأديلك الإحساس بإني بطول، فيديك إحساس إني عبدالناصر».

حتى يجسد شخصية الأديب الراحل طه حسين في مسلسل «الأيام» استعان بأحد أساتذة اللغة العربية لجعل مخارج ألفاظه منضبطة، كذلك درس تفاصيل الفرد الذي يعاني من فقدان البصر.

وكشف «زكي»، في حوار له، أنه فوجئ بوجود 10 تصنيفات للشخصيات الكفيفة، مشيرًا إلى أن من يعيش بمنطقة عشوائية تكون طريقة حديثه عشوائية ولا يتحكم في تعبيرات وجهه، أما من يقطن في حي مثل الحسين يكون سعيدًا حتى في ألفاظه، ودلّ على النوع الأخير بالفنان الراحل سيد مكاوي.

وأردف أن الشخص الذي يصاب بفقدان البصر يعاني من انفعال شديد في طريقة حديثه وتصرفاته، وعلى هذا المنوال ظل يبحث في تفاصيل المكفوفين إلى أن تمكن من تجسيد طه حسين على أكمل وجه.

في فيلم «عيون لا تنام» ظهر «زكي» في أحد المشاهد وهو يحمل أسطوانة غاز مشتعلة على كتفه ويجري بها بعيدًا، حتى ينقذ ورشة «إبراهيم» (الفنان فريد شوقي) من الانفجار.

هذا الأمر حدث فعليًا، وفق شهادة المخرج رأفت الميهي للإعلامي مفيد فوزي، والذي كشف له أن «زكي» تعرّض للإصابة بحروق جرّاء حمله أسطوانة الغاز الملتهبة على كتفه.

وحتى يكون أحمد زكي صادقًا مع المشاهد في أدائه ألحّ على المخرج الراحل محمد خان للدخول بنفسه ثلاجة الموتى خلال تصويره أحد مشاهد فيلم «موعد على العشاء».

وروى «زكي»، في حوار مع مفيد فوزي: «كان إحساس غريب جدًا.. المخرج بتاعي ذُهل لما قلت له عاوز أدخل التلاجة اللي بيقعد فيها الموتى».

وكاد زكي يفقد حياته فعليًا داخل الثلاجة، وقال حسب ما نقله الكاتب البحريني حسن حداد في كتابه «تعال إلى حيث النكهة»: «أحسست بأن أعصابي كلها تنسحب وكأنما توقفت دقات قلبي، وأنا أحاول تمثيل لحظة الموت، وقد ضغطت على قدمي بشدة لأنبه أعصابي وأنذرها».

أصر كذلك على الالتزام بتفاصيل مشهد يظهر أحد الأفراد ماسكًا رأسه ويضع وجهه في برميل ماء متسخ، وذلك بمسلسل «الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين».

وقتها أحضر المخرج ناجي أنجلو برميلًا يحتوي على مياه نقية حتى يتمكن «زكي» من تصوير المشهد، لكن المفاجأة تمثلت في إصراره على وجود نظيره الممتلئ بالماء المتسخ، وقال: «أنا لازم أحس بده»، وفق رواية الفنانة «إيمان».

 

####

 

كيف منع السبكي أحمد زكي من الانتحار بعد دقائق من وفاة هالة فؤاد؟

كتب: محمود عبد الوارث

في عام 1990 قررت الفنانة الراحلة هالة فؤاد ارتداء الحجاب واعتزال التمثيل وتتفرغ لحياتها الزوجية ولعبادة الله، وبعد الاعتزال بفترة قصيرة تم تشخيص حالتها بسرطان الثدي وبدأت رحلة علاج طويلة في فرنسا والقاهرة.

تم علاجها من السرطان لفترة مؤقتة ثم عاودها المرض مرة أخرى وبشراسة، فواجهت المرض بشجاعة وإيمان غير مسبوق وأمضت أيامها الأخيرة في الدعوة إلى الله حتى بين الممرضات والمرضى أثناء مكوثها في المستشفى.

عن وفاة هالة فؤاد وتأثير ذلك على زوجها أحمد زكي، يحكي الماكيير محمد عشوب في برنامج «ممنوع من العرض» عن واقعة غريبة في حياة أحمد زكي، حاول فيها الانتحار مرة من فوق أحد الأسوار أثناء تصويره مشاهد من فيلم من إنتاج السبكي.

ويسرد عشوب القصة منذ بدايتها، عندما انفصل أحمد زكي وهالة فؤاد، وبدأ المرض يتسلل إلى جسد الفنانة لتدخل المستشفى لكنها لم تكن تعلم، وكانت وقتها حاملا في الفنان الشاب الآن ابن النجم أحمد زكي الوحيد، هيثم زكي، وبعد الإنجاب قررت أن تذهب إلى مستشفى النيل البدراوي لعمل «فحص شامل» على حد قول عشوب، بعدما اتصلت به وأبلغته، وطلبت منه الدعاء لها.

يقول عشوب: «اتصلت بي، وقالت إنها ستذهب غدا إلى المستشفى، وقالت لي: ادعيلي يا محمد، ادعيلي ربنا يشفيني».

مرت الأيام وكلما سأل عنها عشوب أخبروه أن الحالة تتدهور بشكل كبير، إلى أن تلقى اتصالا هاتفيا ذات ليلة من هشام فؤاد، شقيق الفنانة هالة فؤاد، ودار بينهما الحوار التالي:

ـ خير يا هشام في إيه؟ إزي هالة النهاردة؟

ـ يا محمد هالة البقاء لله.

اتجه عشوب بعدها مباشرة إلى حي الخليفة، حيث يقوم زكي بتصوير أحد أفلامه داخل عمارة، وقبل أن يلتقي به وجد أمامه المنتج محمد السبكي، جالسًا على مقهى أسفل العمارة، فسأله: «أحمد فين؟» فكان ردهم: «فوق»، ووقتها لم يكن يعلم بالخبر، ولا أي شخص بالوسط الفني، ليبدأ عشوب بإخبار السبكي قائلا: «في خبر وحش أوي.. هالة فؤاد ماتت».

سمعت الفنانة ليلى صابونجي كلامهما، ومن صدمتها اتجهت سريعًا إلى الفنان أحمد زكي وقطعت التصوير، وأخبرته وهو في أعلى العمارة بخبر وفاة هالة فؤاد، قائلة وهي تصرخ وتبكي: «أحمد، البقية في حياتك، هالة ماتت يا أحمد».

يقسم عشوب أن بعدها وجد زكي يجري على سور العمارة ويحاول إلقاء نفسه من أعلى البناية لولا أن لحق به السبكي، إلا أنه لم يتوقف عن الصراخ والبكاء واللطم على الوجه قائلا: «أنا اللي قتلتها، أنا اللي موتتها» بشكل هستيري على حد تعبير عشوب.

وتمر اليوم ذكرى رحيل الفنان المصري الكبير أحمد زكي، الذى وافته المنية يوم 27 مارس 2005 بعد صراع مع المرض.

 

####

 

«لأ ده ولد أسود».. قصة جملة «عنصريّة» لم ينساها أحمد زكي 20 عامًا

كتب: نورهان مصطفى

في أوائل نوفمبر 1974، عُرض فيلم «أبناء الصمت»، بطولة جماعيّة، تُجسد لحظات حماسية من تاريخ الوطن، شارك في الفيلم عدة ممثلين، كان من ضمنهم الممثل الصاعد، أحمد زكي، الذي كان لا يزال طالبًا آنذاك، يسير داخل «اللوكيشن» خائفًا من عمالقة المُشاركين حوله.

ومع بداية تصوير الفيلم، كان يجلس الماكيير، محمد عشوب، داخل إحدى الغُرف، وإذا به يجد مخرج العمل، محمد راضي، يدخل الغرفة وفي يده شاب أسمر نحيل، ويقول: «الولد ده هيعمل دور عسكري»، كما تذكر «عشوب» بداية علاقته بالفنان الراحل، أحمد زكي، وأضاف: «وقتها اشتغلنا الفيلم ده وبعدها بقينا صحاب».

وأضاف، خلال لقائه عبر برنامج «8 الصبح»، المُذاع على فضائية «DMC»: «أنا كنت داخل أعمل فيلم (زوجة رجل مهم)، وكنت ماكيير ميرفت أمين، وبعدين قالولي أحمد زكي عاوزك اتصل بيه، واتصلت بيه فعلاً، وروحنا قعدنا ع القهوة، وحكى لي الدور، وقولتله أنا محضّر لك شنب كويس»، وبالفعل استمرت علاقة الصداقة بينهما.

في استراحة الإسماعيلية الرئاسية، وعلى مائدة العشاء برفقة أحمد زكي وطبيبه الخاص، أثناء تصوير فيلم «أيام السادات» حدث موقف لم يتوقعه «عشوب»، حيث قال لهُ أحمد زكي: «إنت عارف يا عشوب أنا متمسك بيك ليه؟»، فأجاب بتلقائية «عشوب»: «طبعًا عشان أنا ماكيير كويس».

نفى أحمد زكي تلك الكلمات، وأوضح لهُ السبب الرئيسي قائلًا: «مش مسألة ماكيير كويس، ولكن لإنك شرختني في يوم من الأيام، لمّا جابني محمد راضي ليك، قولت لهُ (لأ ده أسود)، المشكلة مكنتش في المكياج، لمّا كنت بشوف النجوم وقتها بيقعدوا على كرسي المكياج، اتمنّيت أقعد مكانهم، ولمّا جه الوقت، قولتلي (لأ ده ميدخلش عشان أسود)»، وأضاف في تأثر: «عاوز أقولك متكسرش بخاطر شاب في بداية حياته، لأن ممكن دي مينسهاش طول حياته».

 

####

 

في ذكرى رحيله..

«المصري اليوم» تكشف آخر كلمات أحمد زكي: «هتعرفوا قيمتي لما أموت»

كتب: علوي أبو العلا

قال الفنان هيثم أحمد زكي إنه عندما يضع في جملة مع اسم والده يصيبه القلق، مشيرًا إلى أن مقارنته بوالده ظلم كبير أن يضع ممثل شاب مع تاريخ كبير بهذا الحجم.

وأضاف «هيثم»، في تصريحات لـ«المصري اليوم»: «والدي كان دائما يقول لي جملة (انتوا هتعرفوا قيمتى لما أموت)، كنا نقول له ليه؟ إحنا عارفين قيمتك، يقولك لأ، لما تحطوا البرىء، جنب البيه البواب والسادات والهروب والإمبراطور وزوجة راجل مهم، هتعرفوا مين هو أحمد زكى، طول ما أنا بينزلى فيلم كل سنة، وانتوا شايفين الفيلم ده بس مش هتفهموا التاريخ أو المكتبة الكبيرة اللى أنا عاملها».

وتابع: «أحمد زكي كل يوم الجميع يعرفون قيمته يومًا بعد يوم، وأصبح المدرسة والمرجع في التقمص».

 

####

 

«المهمشون».. فى سينما أحمد زكى (ملف خاص)

كتب: أحمد مجاهد العزب

فى منتصف السبعينيات، كان المنتج رمسيس نجيب يستعد لإنتاج فيلم «الكرنك» بطولة سعاد حسنى، ورشح له مدير الإنتاج، ممدوح الليثى، الشاب أحمد زكى ليلعب بطولة الفيلم أمام سعاد حسنى، وهنا قفز رمسيس نجيب من مكانه وكاد يخنق ممدوح الليثى، وقال فى استنكار: «أجيب الواد ده وأخلى سعاد حسنى تحبه!.. طيب إزاى؟!»، وبعد إلحاح سمح له بالدخول، لكنه - وقبل أن ينطق الممثل الشاب بكلمة- نظر إليه وقال: «معلش يا ابنى، روح دلوقتى وهنبقى نبعت لك لما يكون عندنا فيلم تانى».

ثار زكى، وظل يصرخ: «يا ناس حرام عليكم، ليه يا أستاذ ممدوح تبعت تجيبنى وتبهدلنى وتهينّى قدام الناس؟.. أنا عملت فيك حاجة؟.. يا ناس يا ظلمة»، ثم أمسك بكوب ماء كان موضوعًا على المكتب وسكب ما فيه من ماء، ظن رمسيس نجيب أنه سيقذفه فى وجهه، وإذا بزكى يضرب الكوب فى رأسه ويحطمه وتسيل الدماء من جبهته، وجرى إليه ممدوح الليثى وأخذه فى أحضانه.

كانت هذه البداية كافية لملء مشاعر النجم المصرى بالضعف والحسرة، إلا أنه استطاع أن يتجاوزها ويصبح علامة من علامات السينما، وماركة مسجلة لا يعادله آخر، وربما لن، لكنها كانت بكل تأكيد أكبر دليل على محاولات «التهميش» الذى عانى منه فى بداياته، وربما سببًا لأن يكون صوت «المهمشين» على الشاشة، ليجسد عشرات الأفلام التى عبرت عنهم، ونقلت صورا من حياتهم، بأداء صادق لممثل موهوب صار أيقونة، من «منتصر» فى الهروب، «سبع الليل» فى البرىء، «على» فى الحب فوق هضبة الهرم، و«عبدالسميع» فى البيه البواب، وغيرها.

يصفه الناقد طارق الشناوى بـ «شاعر المطحونين وترمومتر الموهوبين»، مشيرا إلى أن أحمد زكى «هو التعبير الحقيقى عن الإنسان المصرى بإحباطاته الكثيرة وآماله الضئيلة وعجزه أمام السلطة ولمحات المقاومة التى تظهر عليه بين الحين والآخر.. هو أعمق وأهم موهبة فن أداء ظهرت فى حياتنا».

ويشير «الشناوى» هنا إلى أنه سبق وشرح تعبير «شاعر المطحونين» هذا الذى وصف به زكى ولخص فيه تجاربه، قائلا: «هو الوجه الذى يتوحد مع البسطاء والمهمشين، وهو أيضاً النجم الذى تقاس من خلاله كل المواهب الأخرى فى فن الأداء.. إنه الفنان الذى رأى فيه الناس ملامحهم على الشاشة، والإنسان الذى استمع من خلاله الفنانون إلى نبضاتهم فى الحياة، ولا نزال نرى فيه مشاعرنا ونبضاتنا كلما شاهدنا أفلامه التى تعيش ولا تزال معنا وفينا».

ويتذكر «الشناوى» معنا حديثا له مع المخرج الراحل عاطف الطيب، سأله فيه عن الفرق بين نور الشريف وأحمد زكى، فرد الثانى: «نور أراه مكتملا فى الدور عندما أختاره فيه، ويمنحنى الأداء الذى أحلم به تماما، أما زكى يمنحنى أبعد بكثير من كل ما تخيلته، حتى أبعد من ذروة الأداء»، ووقتها ذهب «الشناوى» إلى نور الشريف وسأله نفس السؤال، فرد النجم الراحل: «إذا كان تقييمى كممثل هو 7 من 10، سيحصل بالتأكيد أحمد زكى على 10 من 10».

كذلك يرى الناقد كمال رمزى فى زكى أنه «لم يكن ممثلا عاديا، لأنه جمع بين قدرتين كبيرتين، رجل يمتلك موهبة تمثيل ربانية دعمتها تجاربه وحياته، بالإضافة إلى دراسة لفن الأداء بشكل أكاديمى، وهذا ما مكنه من تجسيد أى أدوار ببراعة، وتوصيل صورة المهمشين والمطحونين باحترافية وصدق».

ويضيف «رمزى» أن «زكى كان ضمن موجة سينمائية رفعته ورفعها، منحته أدوارا يبحث عنها وتبحث عنه بالذات، مثل تجاربه مع المخرج الراحل محمد خان، الذى كان مهتما فى أفلامه بالمهمشين والفاشلين، وهما جانبان لهما سحر خاص على الشاشة، لأنهما تعبير عن معاناة الطبقة المتوسطة والفقيرة، وزكى كان قادرا على تجسيد هذا، وربما كان يبحث عنه».

من هذا المنطلق، تستعرض «المصرى اليوم» 23 وجها لأحمد زكى، عبر فيها عن حياة «المهمشين»، ورصد تجاربهم ومعاناتهم داخل أعماله، بأداء لا ينسى لأنه خرج من فنان أجاد تقمص أدواره، والتوحد معها.

أبناء الصمت - 1974

شاب فى مقتبل العمر، يبدأ مشوار حياته بالتجنيد فى صفوف الجيش، تاركا زوجته الحامل وأمه وحيدتين بدونه، ويعيش النكسة التى تشهد رحيل والدته بقذائف العدو، لينمو داخله دافع قوى للانتقام، وهو ما يحققه فى حروب الاستنزاف والمهمات التى يخرج فيها، وكأنه انتصاره الشخصى، حتى استشهد فى حرب أكتوبر 1973.

العمر لحظة - 1978

«عبدالعزيز» بطل الصاعقة فى الجيش المصرى، هذا هو اسمه ولقبه الذى عرف فيه بين أهل حارته، الذى لا تمنعه الحرب وويلاتها من أن يستغل أجازته فى قضاء أوقات خاصة للسعادة والسمر، وخوض تجارب جديدة كأى شاب فى عمره، حتى يقع فى خطية مع فتاة تسفر عن جنين فى رحمها، أنكره فى البداية ورفض الزواج منها، لكنه تراجع عن قراره بأخلاق الرجولة بعد عودته إلى كتيبته، ليطلب من بطلة العمل التوسط لإخبار الفتاة بأنه سيتزوجها فى أول إجازة جديدة يحصل عليها، لكنه يستشهد فى مهمة قبل عودته، وتكون آخر كلماته لقائده «سعدية مراتى واللى فى بطنها ابنى».

شفيقة ومتولى - 1978

تستدعى السلطات الحاكمة عشرات الآلاف من الشباب للعمل بالسخرة فى قناة السويس، من بينهم «متولى» الذى يترك «شفيقة» شقيقته وحدها مع الجد العجوز، ويعمل تحت ظروف غير إنسانية، وتضطر «شفيقة» إلى قبول إغراءات ابن شيخ البلد دياب، وتكتشف البلدة العلاقة الآثمة بينهما، ويضطرها الجد إلى الرحيل برفقة القوادة هنادى إلى أسيوط، وهناك يعجب الطرابيشى الذى يقوم بتوريد عبيد إلى شركة قناة السويس بـ «شفيقة»، وتصبح عشيقته.

أنا لا أكذب ولكنى أتجمل - 1981

يقع «إبراهيم» الطالب الفقير المجتهد فى حب زميلته «خيرية» وتبادله هى أيضا الحب، رغم أن الطالب الثرى «هانى» معجب بها، لكن مشكلة «إبراهيم» أنه دائما يخفى حقيقة مستواه الاجتماعى على «خيرية» خوفاً من أن تبتعد عنه، مدعيا أنه من عائلة ثرية، حتى تكتشف الأمر وينتهى كل شىء.

طائر على الطريق - 1981

يعمل «فارس» سائقا بسيارات الأقاليم، وذات يوم يطلب منه شخص أن يتولى توصيل ثرى عجوز وزوجته الشابة إلى المزرعة التى يمتلكها فى فايد، ليتعلق «فارس» بها، وتنشأ قصة حب بينهما بعد أن عرف أنها تزوجت العجوز خوفا على والدها من نفوذه، وتتوالى الأحداث حتى يتفقا على الزواج بعد أن تحاول الطلاق من زوجها الذى يرفض، وتزداد الأمور صعوبة بعد حملها من «فارس»، ليحاول زوجها قتلها، لكنها تهرب منه، وبينما يسرع فارس بسيارته للذهاب إليها يكاد أن يموت فى حادث على الطريق، حين دهمته شاحنة برزت أمامه فجأة، فاندفع وسط الرمال وخرج من السيارة إلى الصحراء شاردًا.

الاحتياط واجب - 1983

«حسان» مشرف فى إحدى الإصلاحيات، جاء من الريف باحثاً عن دور له فى العاصمة، ليقابل نماذج مختلفة من الشباب المنحرف داخل الإصلاحية، لكنه يحسن معاملتهم ويكتسب صداقتهم حتى يتحسن سلوكهم وينشأ جو من الود بين الجميع، لدرجة أنهم ساعدوه بعد ذلك فى الوصول لحبيبته، واسترداد أموالها من شقيقها النصاب الذى يطمع فيها، ويرد «حسان» لهم الجميل بتقديم مذكرة للمسؤولين يطلب فيها خروج النزلاء إلى الحياة والعمل بمصنع حبيبته، وتتم الموافقة.

النمر الأسود - 1984

«محمد» يعيش مع والدته فى حى فقير، ثم يهاجر إلى «ألمانيا» للعمل فى مصانعها بعد نصيحة أحد زملائه، وهناك يحاول شق طريقه إلى النجاح، لكنه يواجه بعض الصعوبات التى يتخللها تعرفه إلى جارته الجميلة «هيلجا»، التى تساعده كثيرا فى رحلة نجاحه حتى يشتهر فى مجال الخراطة ويخترع آلة جديدة، كما يحترف الملاكمة، ويساعده مدربه اليونانى «كوستا» الذى عاش فترة فى «مصر»، حتى يطلق عليه جمهور الملاكمة فى ألمانيا لقب «النمر الأسود».

الراقصة والطبال - 1984

طبال موهوب أغرته إمكانياته حتى أصابه الجنون، هذا هو ملخص القصة التى تحكى عن شاب تبنى راقصة موالد وقرر بموهبته أن يحولها إلى راقصة محترفة، وبالفعل تصبح بارعة بفضله، وتقع فى حبه لكنه يرفض الارتباط بها من باب الغرور أيضا، فتتركه وتصبح من أشهر الراقصات، وعندما يفكر فى العودة لها تطرده، ليصاب بالجنون.

سعد اليتيم - 1985

قُتل والده بيد عمه، وربّته امرأة فاضلة حتى أصبح شابا يافعا، وتشاء الأقدار أن يحب ابنة عمه دون أن يعرفها، ليدخل فى صراعات جديدة نتائجها إما أن تكون قاتلا أو مقتولا، فى زمن عرف بعصر الفتوات فى الأربعينيات.

الحب فوق هضبة الهرم - 1986

كأى شاب، يحلم بعش الزوجية والاستقرار والوقوع من قبلها فى حب فتاة جميلة، وهو ما يحدث بالفعل، لكن آلام الفقر أكبر منه، فلا يتمكن من توفير مسكن يجمعهما ويظل طوال الفيلم لا يشغله سوى البحث عن أربعة جدران تجمع شمل الحبيبين، حتى ينتهى المطاف داخل عربة الترحيلات.

البرىء - 1986

قروى ساذج اسمه سبع الليل، كان نكتة أهل قريته وزملائه حتى وصل إلى سن التجنيد، عندها بدأ مرحلة جديدة فى حياته، حيث يكلف بقضاء الخدمة فى أحد المعتقلات، ويظن أنه يحمى الوطن من أعدائه، حتى يكتشف أن الوضع وقتها ليس كذلك، بعد القبض على الشاب حسين ابن قريته، الذى تربى معه ويعرف أخلاقه وثقافته جيدا، وتكون تلك الواقعة بتفاصيلها نقطة تحول جديدة فى شخصيته.

المخطوفة - 1987

شاب مكافح يبحث عن فرصة عمل تنجده من فخ البطالة، وبعد فشله تقوم أمه ببيع كل ما تملكه ليشترى «تاكسى»، لكن فرحته لم تكتمل بعد أن اصطدمت فتاة متهورة بسيارتها فى التاكسى، لينهار الحلم كله فى دقائق ويتحول من فرحته لغضب متوحش دفعه لصفعها، ليلقى بعد ذلك مصيره داخل القسم، حيث أخلت الشرطة سبيلها لأنها ابنة مسؤول كبير، فقرر بغضب اختطاف الفتاة، لتحاصره قوات الأمن وتُنهى حياته برصاصها.

أربعة فى مهمة رسمية - 1987

الموظف الذى يجد نفسه فجأة متورطا فى المسؤولية عن 4 حيوانات، ومكلفا بأن يوصلها إلى القاهرة ويسلمها إلى الإدارات المختصة، ليواجه روتينا حكوميا لم يكن يتوقعه، يصعب عليه المهمة ويلقى به فى أزمات لا حصر لها، ليقرر فى النهاية أن يترك الوظيفة ويحتفظ بالحيوانات ويتحول إلى السيرك.

البيه البواب - 1987

ينزح «عبدالسميع» إلى القاهرة برفقة زوجته وأولاده للبحث عن لقمة العيش، فيعمل بوابا بإحدى العمارات، وبذكائه يتمكن من العمل سمسارا بجانب مهنة البواب، حتى نجح فى تحقيق نسبة ليست بالقليلة من الأموال، وتتوالى الأحداث بين جشعه ووقوعه فى حب سيدة نصابة، التى تسعى للاستيلاء على أمواله، حتى يتورط فى أزمات عديدة، تعيد إليه عقله مرة أخرى.

أحلام هند وكاميليا - 1988

الشاب عيد المشاغب، الذى لا يتوقف عن ممارسة هوايته فى السرقة رغم أنه أحب وتزوج وأصبح أبًا لطفلة جميلة، ورغم أن معدنه النظيف يذكره دائما بالتوبة والبعد عن الجريمة، إلا أن رفقة السوء لا تتوقف عن إقناعه واستدراجه، حتى يقع فى أيادى الشرطة ويتعرض للمحاكمة والسجن.

الدرجة الثالثة - 1988

ابن من أبناء الدرجة الثالثة فى صفوف مشجعى كرة القدم، الذى يصبح ممثلا عنهم فى إدارة النادى، لكنه يكتشف أن ثمة لعبة تدار ضدهم وأنه يتم استغلاله لأغراض أخرى تضر بمن يمثلهم، فيقرر التصدى والدفاع عن الدرجة الثالثة وأبنائها البسطاء.

ولاد الإيه - 1989

«زكى» الموظف البسيط، يتورط فى عملية كبيرة بالصدفة، بعد أن تطلب منه فتاة أن يوصلها إلى أقرب صندوق بريد، ثم يوصلها إلى منزلها، وهناك تقتل الفتاة على يد رجال تاجر مخدرات كبير، ويتهم زكى بقتلها، ليجد نفسه متورطا فى جريمة لا يعرف أبعادها، ويظل طوال الأحداث فى محاولات لإثبات براءته، حتى تصيبه رصاصة مجهولة على باب المحكمة، ومع ذلك يقاوم وهو ينزف لكى يسلم مستندات براءته للمحكمة.

كابوريا - 1990

ملاكم لا تتجاوز شهرته أهل حارته، لكن طموحه دائما أكبر من ذلك، لذلك لا يتردد فى أن يستغل فرصة قدمها له أحد الأثرياء أن يتحول لفقرة فى حفلاته، لكنه بعد ذلك يكتشف أنه تحول إلى نموذج أشبه بـ «أراجوز» لا نفع منه ولا فائدة سوى إرضاء أهواء أصحاب النفوذ والمال، لذا يقرر العودة من جديد إلى حارته.

الهروب - 1991

صعيدى، تجتمع فيه سمات «الجدعنة» كما نعرفها، لكنه يقع فى مصيدة شريك نصاب حول أحلامه وأحلام أهل قريته إلى كابوس، ليقرر الصعيدى الانتقام منه ويقتله، ويتحول من شاب يجرى على مستقبله، لهارب يتحدى الأمن، وسفاح تملأ أخباره الصحف، حتى يلقى مصيره المشؤوم فى نهاية الأحداث بالقتل رميا بالرصاص.

مستر كاراتيه - 1993

ابن القرية الذى توفى والده فقرر أن يأخذ مكانه فى مهنته التى كان يعمل بها بالمدينة، سايس جراج، وبعد قدومه إلى القاهرة، يقرر أن يتعلم الكاراتيه للدفاع عن نفسه من بطش المدينة الواسعة وسكانها، وبالفعل يواجه عدة أزمات أهمها مافيا مخدرات، ليكتشف فى النهاية أن الأرض فى قريته أولى به من معارك المدينة الصاخبة، ويعود إليها.

سواق الهانم - 1994

الصدفة تضعه فى طريق لطيفة هانم سليلة عائلة الباشاوات التى لم تنس أصلها رغم ثورة يوليو، ويصبح سائقا لسيارتها، وهنا يجد نفسه داخل قصص جديدة، بين السيدة المتسلطة وزوجها المتواضع وابنتهما التى تقع فى حب السائق، وابنهما المشاغب، لكنه يقرر فى النهاية ترك كل هذه المظاهر الكاذبة والعودة إلى حبيبته الأولى فى الحارة.

اضحك الصورة تطلع حلوة - 1998

مصور بسيط، ليس لديه سوى ابنة ووالدته، ومحل صغير يمارس فيه مهنته التى أحبها واحترفها، ومع ذلك لا يتردد فى التخلى عنه والهجرة إلى القاهرة من أجل ابنته التى التحقت بكلية الطب، ليظل بجوارها، ويعلمها من دروس الحياة ما يساعدها على الكفاح والحب، ولا يتردد فى دخول أى معركة من أجلها، حتى لو لم تكن القوة متكافئة.

هستيريا - 1998

يعيش زين مع أمه وأخيه رمزى وأخته حورية ويعانى من سوء الأحوال الاقتصادية بعد وفاة والده، ورغم ذلك لا يتردد فى الوقوف مع شقيقته فى قصة حبها من جارهم الفقير، ولا يتراجع عن أحلامه الخاصة بأن يصبح مطربا، حتى إنه يلجأ إلى محطات المترو لتكون مسرحه الذى يشهد فقراته الغنائية.

نشر سابقاً في المصري اليوم بتاريخ:

الإثنين 26-03-2018 18:08 | 

المصري اليوم في

28.03.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004