كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

أحمد زكي

موهبة قتلتها السينما

قاسم حول

عن رحيل الإمبراطور

أحمد زكي

   
 
 
 
 

نتمنى أن لا تطول استراحة أحمد زكي ويعود إلى شاشة السينما معافى, ونحن نصلي من أجله ومن أجل عطائه الثري. من المؤسف أننا نتحدث عنه في هذه المناسبة وكان ينبغي أن يكون الحديث عنه ومعه في وقت نشاطه لا في وقت استراحته.

عندما شاهدت أحمد زكي لأول مرة في مسلسل "طه حسين" قلت أن هذا الرجل ممثل عبقري حقاً, ولأول مرة شعرت أنني أمام ممثل بالمعنى العلمي لا الشكلي للكلمة. بعد هذا المسلسل تألق على شاشة السينما في أدوار كثيرة يصعب حصرها مع مخرجين مصريين أكثرهم من الصف الأول. وعندما شاهدته في تلك الأدوار بقي أحمد زكي في مخيلتي هو طه حسين ودوره في تجسيد شخصية الأديب البصير, حيث تألق بالتفاصيل الإنسانية الصغيرة التي تكوّن بمجموعها الشخصية المتقمصة والتي من دونها نسمي التمثيل والتقمص سطحياً أو خارجياً. وهو الإنسان... أي إنسان, ولذلك فعندما نذهب إلى ذلك الإنسان إلى تلك الشخصية الموجودة المكتوبة ونريد أن نعيد تمثيلها أو إعادة صياغتها لا بد من قراءة تكوينها والعمل على تجسيدها من خلال شخصية الممثل الموجود على المستوى المادي الحاضر أمام الكاميرا. من هنا كانت شخصية أحمد زكي في "طه حسين" متقنة التطابق ومقنعة الأداء تماماً.

أحمد زكي موهبة تمثيلية نادرة, واعية, حساسة ومثقفة في إطار قراءة الشخصية وأدائها أمام عدسة الكاميرا. ومن ميزاته ونجاحه في شخصية طه حسين وفي عموم الشخصيات التي تقمصها, بغض النظر عن درجة النجاح, إنه كممثل يمتلك المرونة النادرة, مرونة راقص البالية, مرونة الممثل الذي اجتاز اختبار الرياضة المسرحية بنجاح, وهو أيضاً يستطيع الخروج من سجن الكادر السينمائي, ولكن سجن المخرج العربي كان دائماً قاسياً ما أطاح بكثير من الممثلين المصريين وفي مقدمهم أحمد زكي, بحلاوة وسحر صوته, إضافة إلى مرونة جسمه وهي ميزة يحتاج إليها الممثل.

مكونات الممثل الكبير إذاً متوافرة وبغنى في شخصية أحمد زكي, وهو اشتهر كممثل محبوب, لكنه لم يحقق, للأسف الشديد والمر, تألقه كممثل كبير بالمعنى الكامل للكلمة, وعلينا هنا أن نقرأ أسباب عدم صعود نجم أحمد زكي كقمة تقف بالاصطفاف العالي لكلمة الممثل.

عندما ننظر إلى غريغوري بيك في فيلم "موبي ديك" مثلاً أو سبنسر تراسي في "الشيخ والبحر" و أنتوني كوين في "أحدب الكنيسة" أو موريس شيفاليه في "جي جي" أو صوفيا لورين في "إمرأتان" و"فتاة النهر" أو جيمس دين في "شرق عدن" أو ليف أولمان في "صرخات وهمسات" أو لسلي كيرون في "غرفة على شكل L) أو لورنس أوليفيه في "هاملت" أو كلارك كيبل في "ذهب مع الريح"... والقائمة تطول كثيراً, فإننا نقف أمام عمالقة في عالم التمثيل ونجد الممثل في كل تلك الأدوار, التي لعبها ممثلون كبار, متألقاً مقنعاً وساحراً ونجماً بمعنى التألق الإبداعي الذي تتطابق شهرته مع عطائه.

أحمد زكي لا يقل موهبة عن هؤلاء بل قد يفوقهم موهبة, ولكنه لم يتألق إلى مستوى تلك الأدوار ولا تلك الأفلام والسبب واضح وهو أن السينما العربية سينما فقيرة إنتاجياً وفي أدواتها التعبيرية. إنتاج يريد أن يخفض كلفة الفيلم إلى أقل قدر ممكن حتى يحصل المنتج على أكبر مردود ممكن من فائض القيمة, وعين المنتج السينمائي المصري شاخصة فقط نحو صالات السينما في مصر, فالسوق العربية لم تعد سوقاً صالحة للفيلم السينمائي لأسباب كثيرة: منها انعدام الأمن الاجتماعي وركون الناس إلى بيوتهم أمام شاشات الفضائيات وظهور الكثير من المحرمات في الحياة الاجتماعية وعلى شاشة السينما بعد تنامي الحركات الأصولية وسيادة أعرافها في الواقع الاجتماعي والسياسي العربي. والمحرمات الرقابية أصبحت كثيرة وقاسية ليس على المنتج فحسب وإنما على الكاتب وعلى الممثل. أسيجة كثيرة فرضت شروطها على أدوات التعبير السينمائية, فصار المنتج العربي, والمنتج المصري في شكل خاص, ينتج أفلاماً بمواصفات مشروطة مسبقاً, وآفاق كتابة القصة السينمائية صارت محكومة بالضرورة بتلك الشروط القاسية: القبلة محرمة في الفيلم, كأس الخمر تستبدل بكأس عصير البرتقال, مقاسات الفستان تحت الركبة وليس فوقها, الحوار عن الوجود والضجر والمعاناة ينبغي أن لا يصطدم بقوانين الخلق والشرع, المتغير السياسي له مسافة محدودة جداً فلا الأمن ومؤسساته مسموح المساس بها ولا أجهزة الاستخبارات مسموح تسميتها, الحلم ينبغي أن يكون محدوداً, شخصيات القصة يجب ألاّ تتعدى الثلاث لأسباب إنتاجية إذ ان وجود ستة ممثلين نجوم يستنزف موازنة الفيلم العربي التي يمثل المليون دولار حدها الأعلى, وكلما قلّت مواقع التصوير كانت القصة مبعث ارتياح المنتج, فتنوع مواقع التصوير ينهك الموازنة ويزيد من بند المواصلات والإقامة. إذاً, أنت أمام فيلم مكتوب لك مسبقاً من المنتج والرقابة القانونية والرقابة الاجتماعية, وليس من الكاتب, كما أن نظام الإنتاج العربي هو نظام فردي, فلم تتأسس شركات إنتاج على غرار قوانين الإنتاج السينمائي التي سادت في العالم منذ ظهور الفيلم الروائي عام 1917 إذ تأسست شركات عملاقة للإنتاج (مترو غولدين ماير, رانك, فوكس القرن العشرين, يونايتد أرتست, كولومبيا...) شركات تأسست برساميل كبيرة مدعومة من مصارف عملاقة, فيما المصرف العربي يفضل العقار على السينما في استثمار السيولة النقدية.

أحمد زكي كان ضحية هذا الواقع, وكان أمامه خياران: إما أن يكون مقلاً في الإنتاج وهذا سيضعه في ضائقة مالية قد تعقد حياته النجومية ومتطلباتها, أو أن يرضخ لشروط المنتج وبالتالي يعيش معاناة المبدع السجين. وكان أن انعكس هذا على طبيعة شخصيته في كل تفاصيلها التي يعرفها أصدقاؤه أكثر من غيرهم وكان هذا سبباً في إشكالية تعامل المخرج مع الممثل أحمد زكي.

لعب أحمد زكي أدواراً كثيرة أقل بكثير من موهبته وفي أفلام موضوعاتها تافهة ولغة تعبيرها هزيلة وضعيفة, وتألق بسبب قوة شخصيته وحضورها على الشاشة, ولكنها غير مرسومة بدقة وضمن أدوات تعبير بائسة على مستوى الرسم بالضوء وبحركة الكاميرا والتشكيل وكل مفردات لغة التعبير السينمائية. لم يعجبني الكثير من الأفلام والأدوار التي لعبها أحمد زكي, وحتى شخصية عبدالناصر التي أعجبت الكثيرين من النقاد لم أنظر إليها بذلك الإعجاب بل وجدتها شخصية مسطحة ومؤداة من الخارج. كان شكل عبد الناصر وليس روحه هو الذي أداه من أحمد زكي, والسبب في تقديري يعود إلى طبيعة الإنتاج السينمائي القائم في مصر الذي يعتمد على ضغط فترة الإنتاج والتصوير إلى أقل عدد ممكن من الأيام وعدم إتاحة الفرصة للممثل لدراسة الشخصية مع نفسه ومع المخرج ومع الممثلين الذين يشاركونه القصة.

إن أحمد زكي موهبة نادرة في الأداء وثقافة التمثيل, موهبة عبقرية وفذة كانت وحياته الشخصية ضحية طبيعة الإنتاج السينمائي في مصر التي هي نتاج لطبيعة الواقع السياسي والاجتماعي العربي. الموهبة العربية تتلاشى في مهب الرياح السياسية ونتائجها الثقافية والاجتماعية, وقراءتي أن أحمد زكي كان يعرف ذلك جيداً. كان لا يفرح لأدواره بل أكاد أجزم أنه كان يبكي عندما يرى نفسه على الشاشة. كان يحلم بأكثر من ذلك بكثير, وهذه هي مقدمة أزماته التي قادته بسرعة نحو سرير الاستراحة. عندما أنظر إلى أحمد زكي كممثل فأنا أنظر إليه كموهبة نادرة كان على أحد المخرجين أن ينتزعها من مكامن الخطر, ولكن من أين يأتي ذلك المخرج المحكوم بشروط الإنتاج السينمائية في مصر والعالم العربي. ولهذا السبب بقينا ننظر إلى أحمد زكي كممثل ونجم عربي موهوب, ولم يظهر على الشاشة كممثل عملاق يتساوى عطاؤه مع قدرته الكامنة العظيمة, وكان هذا ظلم الواقع السياسي والاجتماعي العربي, حيث الفيلم العربي بقي عربياً بالمفهوم المحلي للغة التعبير وعربياً بالمفهوم العلمي للإنتاج السينمائي, ضحاياه الكثير من المواهب العربية وفي مقدمها أحمد زكي!

أصلي وبدموع حارة وحارقة من أجل أن يشفى أحمد زكي الممثل العبقري والموهوب حقاً.

الحياة اللندنية في

27.02.2004

 
 

كاتم أسرار النجم العربي يخرج عن صمته.. سمير عبد المنعم:

عرف أحمد زكي حقيقة مرضه وهو في فرنسا

للفنان الكبير أحمد زكي شخصان يعتبرهما كل أسرته، الأول ابنه الوحيد هيثم، والثاني مهندس الديكور الفنان سمير عبد المنعم ابن خاله، والمقربون من النجم الكبير يقولون ان سمير هو كاتم أسراره ويعمل معه في شركة انتاج فني خاصة به. سمير بدأ حديثه قائلا "لا أحب أن اتحدث عن أحمد خاصة ان له طبيعة خاصة جدا، وانه لا يحب الخوض في حياته الشخصية، وكذلك فنه هو الوحيد الذي يمكن ان يتكلم عنه" ولكنه عاد واجاب على بعض الاسئلة في الحوار التالي:

  • لماذا لا يعرف الناس ان للفنان احمد زكي ابن خال، فهل هذا موضوع سري؟

ـ وهل من المعقول ان يعلن كل فنان عن أقاربه، فهل هذا شيء طبيعي وعادي؟ أنا قريب جدا من الفنان أحمد زكي، فأنا ابن خاله ورفيقه منذ الطفولة حتى الآن، وهناك ذكريات الطفولة السعيدة والشقية التي قضيناها معا.

  • ما سر توتره وعصبيته، وقلقه الدائم الذي عرف عنه وأشتهر به في الوسط الفني؟

ـ الفنان أحمد زكي شخصية حساسة جداً، ولا يتحمل الفشل في حياته، وعندما يكون لديه هدف فلا بد ان يكرس كل طاقته لانجازه، وأذكر واقعة طريفة عندما كان في المرحلة الاعدادية، رسب في الامتحانات، فما كان منه إلا ان فكر في الانتحار، فذهب الى "ترعة" لري الاراضي الزراعية في البلد لكي ينتحر، ولكن المفاجأة انه اكتشف ان مجرى المياه خال تماما من المياه، ووجد شاباً مزروعاً من رأسه في الطين في مجرى المياه فساعده على النجاة من الترعة وخرجا معاً، وظل يضحك طوال الطريق على ما حدث.

  • هل كانت هناك بوادر على مرض أحمد زكي؟

ـ كانت عنده شكوى وهواجس انه مريض، وان بطنه منفوخة طوال الوقت، وكان دائماً يأخذ ادوية من اجل هذا الانتفاخ، وأحمد لم يذهب لمستشفى إلا عندما ألح عليه صديقه الكاتب الصحافي عماد أديب أثناء وجودهما في لندن عام 1986 لعمل فحص طبي، وبمجرد دخوله المستشفى وعمل الفحص قال له الطبيب: "لو ظللت يومين آخرين لكنت في عداد الموتى" والسبب أنه اكتشف ان المرارة على وشك الانفجار.

  • كيف اكتشف أحمد زكي مرضه؟

ـ انتابته نزلة برد، فطلب من صديقه الدكتور حسن البنا اعطاءه مسكناً لممارسة حياته اليومية، لكن طول فترة النزلة واستمرار الألم جعله يطلب من صديقه نقله للمستشفى، وتم الكشف عليه وكانت المفاجأة ان وجدوا "ماء على الرئة" حوالي ثمانية لترات. وكان اكتشاف هذا المرض بالصدفة. لأن أحمد زكي لم يشتك في يوم من الأيام من الرئة على الاطلاق.

  • هل عرف أحمد زكي حقيقة مرضه؟

ـ بمجرد ظهور نتائج التحاليل بفرنسا عرف أحمد حقيقة المرض، والاطباء هناك جلسوا معه جلسة خاصة واعلموه حقيقة الحالة، وشرحوا له تفاصيل العلاج، وهو لم يحزن لأنه يعرف ان الله يمتحن الناس وهو بيده الفضل كله.

الدستور الأردنية في

08.03.2004

 
 

نجوم خارج دائرة النسيان: أحمد زكي

حطم مقاييس النجومية فأصبح فناناً فوق العادة

عاطف النمر

اليتم جعل حياته ميلودراما تتطابق مع أسطورة العندليب !!

  • طعنات زملائه ومرارة الغربة دفعته لتحدي الإدمان والاكتئاب
  • لا يهاب الخطر ويرفض الاستعانة بدوبلير لتحقيق الصدق
  • لم يتلوث بعقد العظمة وهستريا الشهرة فاتهموه بالغرور !!

مما لا شك فيه أن القراءة المتأنية لمشوار النجم الأسمر أحمد زكي سوف تنتهي بنا إلى أنه يشكل حالة استثنائية في تاريخ السينما العربية، ويشكل أيضا حالة إنسانية فريدة لكل من عرفه عن قرب ، والحالتان لم تنبعا من فراغ ، فوراء كل منهما مشوار طويل من الألم والقهر واليتم والتيه والدموع ، انصهرت جميعها في بوتقة من الصدق فأفرزت لنا فنانا جميلا قلبا وقالبا ، وإنسانا نقيا تلقى من الطعنات والشائعات والحروب الخفية والمعلنة ما يهد الجبال ، ولكنه بالصبر تغلب على معاناة الاكتئاب الذي أدى به في مرحلة إلى السقوط في الإدمان ، وبقوة الإرادة خرج من هذه المرحلة بعد رحلة العلاج في لندن ، بالصبر أيضا أظهر ما لديه من عبقرية في قهر المستحيل ، فأفرز على الشاشة العربية فنا راقيا جعله يتربع على قمة النجومية رغم أنف الجميع ، لينال تقدير النقاد والجماهير العريضة التي عبر عن أمالها وأحلامها وآلامها وطموحها ، فنان أحب الفن للفن فأخلص له ، ولم يكن مثل بقية الأدعياء الذين اتهموه بالغرور ووجهوا له السهام الطائشة غير عابئين بشفافية نفسيته التي تتسم ببراءة الأطفال ونقاء أهل الريف البسيط .

أجتاز أحمد زكي كل ذلك بفنه وإنسانيته التي لا تعرف الحقد وتكره الغل ، ها هو القدر يفرض عليه حربا جديدة مع عدو خفي جاء فجأة لينهش في جسده دون إنذار أو مقدمات ، ها هو أحمد زكي الذي قهر الأدوار الصعبة والشخصيات المركبة يرقد الفراش الأبيض يحيط به فريق من الأطباء ، وتحيط به قلوب الملايين من محبي فنه الراقي في العالم العربي ، داعين له بقوة الصمود لقهر سرطان الرئة اللعين !!

(اللقاء الأول)

كنت في زيارة لسعيد صالح بكواليس مسرحية (مدرسة المشاغبين) ، في طريقي للخروج شاهدته - لأول مرة - جالسا بمفرده في غرفته الصغيرة الضيقة في سكون غريب ، شارد الذهن يفكر في شيء بعيد ، قطعت عليه خلوته ، تعارفنا في عجالة ، أيقنت يومها أن هذا الشاب الأسمر النحيل في حياته أشياء كثيرة تتسم بالغموض، ودود ، لطيف ، مهذب ، خجول ، قليل الكلام ،ابتسامته مريحة ، عيناه اللامعتان تنطقان بشعور الغربة من الناس والمكان وكل المحيطين به ، ترك في نفسي انطباع بأنه انعزالي يفضل الوحدة ، يشاهد ما يدور حوله دون أن يشارك فيه ، جاء من يهمس في أذني بأنه إنسان معقد ومغرور، من يومها أحسست بالحرب التي بدأ البعض شنها عليه ، مع أنه لم يكن يشكل خطورة ما على غيلان الضحك الذين يقف بجوارهم على خشبة المسرح ، فهو ليس منهم وله مفهومه الخاص في الكوميديا التي تنبع من الموقف وليس من التهريج الرخيص ، ودوره الصغير الذي يؤديه في المسرحية يستدر العطف والتعاطف مع الشخصية البسيطة المطحونة التي يؤديها بصدق المطحون في حياته .

عن هذه الفترة يقول أحمد زكي :

- (جئت إلى القاهرة وأنا في العشرين من عمري ، التحقت بمعهد الفنون المسرحية وفي داخلي زحام من الطموح والمعاناة التي عرفتها في الوسط الفني لصعوبة التجانس مع من يعملون به، فأنا إنسان بسيط قضيت معظم سنوات عمري في الزقازيق وسط أناس بسطاء لم يتلوثوا بعقد العظمة أو هستيريا الشهرة . تعبت من الانتظار والوعود والآلام والأحلام والأفلام التي لا تأتي .... وفجأة ، توقفت مع نفسي في يوم عيد ميلادي الثلاثين ، ونظرت إلى السنوات التي مرت من عمري دون أن أنجز شيئا مما كنت أحلم به ، أحسست أنني سرقت .. احباطات القاهرة سرقت من حياتي عشر سنوات كاملة. وعندما يكبر اليتيم مثلي تختلط الأشياء في نفسه .. الابتسامة بالحزن ، والحزن بالضحك، والضحك بالدموع! فأنا إنسان سريع البكاء ، لا أبتسم ، لا أمزح . أدخل السينما لأشاهد ميلودراما من الدرجة الثالثة فأجد دموعي تسيل ، عندما أخرج من العرض وأبدأ في تحليل الفيلم ، قد أجده سخيفاً فأضحك من نفسي ، لكني أمام المآسي أبكي بشكل غير طبيعي ، أو ربما هذا هو الطبيعي ، إذ أن من لا يبكي هو في النهاية إنسان يحبس أحاسيسه ويكبتها !! )

( هو والعندليب )

استطاع أحمد زكي بصدقه الفني أن يهز الدنيا ، ويخلخل عروش النجوم ويغير من مقاييس النجومية المألوفة عندما أثبت أنها لم تعد حكرا على الممثل الوسيم ذي الشعر الأصفر والعيون الزرقاء ، وهو بذلك يكرر أسطورة عندليب الغناء الراحل عبد الحليم حافظ الذي تكاد حياتهما أن تصل إلى حد التطابق ، فهما أبناء محافظة واحدة هي محافظة الشرقية ، وكل منهما عانى في طفولته من اليتم والحرمان العاطفي ، كل منهما جاء إلى القاهرة بغربة الفلاح الفطري بحثا عن قدم ومكان تحت الشمس ، وسط غيلان من النجوم الكبار الذين تربعوا على القمة ولا يريدون لأحد أن يزاحمهم عليها ، كل منهما بصدقه وتمرده وصبره نجح في تغيير كل المعادلات الثابتة والساكنة ، فغير عبد الحليم من مفهوم الغناء التقليدي ، وجاء أحمد زكي ليغير من مفهوم التشخيص السينمائي ، ومن مصادفات القدر أن كل منهما ارتبط عاطفيا وفنيا بسندريلا السينما الراحلة سعاد حسني ، التي أحبها حليم ووقف إلى جوارها في بداياتها ، وأحبت هي أحمد زكي وقدرت موهبته ووقفت إلى جواره في بداياته وأصرت على أن يشاركها بطولة فيلم (شفيقة ومتولي) ومسلسل (هو وهي) وفيلمي (موعد على العشاء) و (الدرجة الثالثة) الذي لم يكتب له النجاح الجماهيري!!

(ميلودراما القدر)

وصف لي أحمد زكي حياته بأنها ميلودراما من نمط الأفلام التي كان يقدمها مخرج الروائع حسن الأمام ، تبدأ هذه الميلودراما الفاجعة التي خطها له القدر منذ ميلاده بمدينة المنصورة بمحافظة الشرقية في عام 1949 ، لم يكمل عامه الأول حتى رحل والده عن الدنيا فلم تحتفظ ذاكرته بقسمات وجه الأب ، وتزوجت والدته بعد رحيل الأب بفترة قصيرة جدا،

ويسترجع أحمد هذه الفترة فيقول :

- (أمي كانت فلاحة صبية ، لا يجوز أن تظل عزباء ، فزوجوها وعاشت مع زوجها ، وتربيت أنا في بيوت العائلة ، بلا أخوة . رأيت أمي للمرة الأولى وأنا في السابعة من عمري !!.. ذات يوم جاءت الى البيت إمرأة حزينة جداً ، رأيتها تنظر اليّ بعينين حزينتين ، ثم قبلتني دون أن تتكلم ورحلت . شعرت بإحتواء غريب . هذه النظرة الى الآن لا تفارقني .

في السابعة من عمري أدركت أنني لا أعرف كلمة أب أو أم ، والى اليوم عندما تمر أمامي كلمة بابا أو ماما في حوار بمسلسل تليفزيوني أو فيلم سينمائي ، أشعر بحرج شديد ويستعصي عليّ نطق الكلمة بسهولة !! ) .

من هذه اللحظة تجذرت في داخله شجرة الإحساس باليتم والغربة وتغلغلت في كل تفاصيل حياته ، أصبحت الغربة من العلامات المميزة التي تقرؤها بسهولة في عينيه ، فعاش في سكون يرقب ما يجري من حوله دون أن يشارك به ، أصبح التأمل مغروساً في وجدانه بعمق ، فصار خاصية تلازمه في كل أطوار حياته . لم يضحك بما فيه الكفاية ، ولم يبك بما فيه الكفاية .. ولكنه صمت بما فيه الكفاية . وحين أراد أن يهرب الى الكلام ، وجد في المسرح المدرسي المتنفس الذي يفرغ فيه مشاعره المكبوتة ، أراد بعقله الباطن أن يهرب من وحدته بأية طريقة ، أراد أن يهرب من الحزن لقهر الشعور باليتم كانت قدماه تتآكلان وهما تأكلان أرصفة الشوارع ، أصبح زبونا لمقاعد الدرجة الثالثة في دور السينما ، ظن أنه كبر قبل الأوان . ساهم في ذلك شعوره المتواصل بأن هناك صدام متواصل بينه وبين العالم الخارجي المحيط به .

مازالت هذه الفترة محفورة في ذاكرته ويترجمها بعفوية حين يقول :

- (في العاشرة كنت وكأنني في العشرين .. في العشرين شعرت بأنني في الأربعين . عشت دائماً أكبر من سني ... فعندما كنت طالباً في مدرسة الزقازيق الثانوية ، كنت منطويا جداً على نفسي ، و لكن الأشياء مازالت مطبوعة في ذهني بطريقة عجيبة ، من حيث تصرفات الناس إبتساماتهم ، سكوتهم . من ركني المنزوي ، كنت أراقب العالم فتراكمت في داخلي الأحاسيس وشعرت بحاجة ملحة لكي أصرخ ، لكي أخرج ما في داخلي . فكان التمثيل هو المنفذ الوحيد أمامي ، لتفريغ ما بداخلي من دوامات القلق التي ما تزال تلاحقني ، أصبح المسرح المدرسي هو بيتي الحقيقي . رأيت الناس تهتم بي وتحيطني بالحب ، فقررت أن يصبح هذا العالم الساحر هو مجالي الطبيعي .فإشتركت في مهرجان المدارس الثانوية ونلت جائزة أفضل ممثل على مستوى الجمهورية . عندها سمعت أكثر من شخص يهمس (الولد ده إذا أتى القاهرة ، يمكنه الدخول الى معهد التمثيل) . كانت القاهرة بالنسبة لي مثل الحجاز ، في الناحية الأخرى من العالم !!

(السنوات الصعبة)

السنوات الأولى في القاهرة كانت تشكل له صداما آخر مع عالم آخر غريب عليه .. وصفها بأنها سنوات صعبة ومثيرة في ذات الوقت ، سنوات شكلت جانبا آخر في تعامله مع البشر ، وجذرت أيضا من شعوره بمزيد من الغربة واليتم ، كلماته تشرح ذلك بكل عفوية وبساطة عندما يقول :

- (ثلاثة أرباع طاقتي كانت تهدر في البحث عن أسلوب مناسب أتعامل به مع الناس ، والربع الباقي من طاقتي كان للفن . الساعات التي كنت أقضيها في كواليس المسرح كانت بالنسبة لي أصعب من العمل على الخشبة. كم من مرة شعرت بأنني مقهور ، صغير ، معقد ، لعدم تمكني من التفاهم مع الناس . هكذا كنت أشعر وكنت أسمعهم يقولون عني ذلك ، أحسست أنني أعيش في وسط غريب ، الوسط الفني .. مشحون بالكثير من النفاق والخوف والقلق ..كنت أشاهد الناس تسلم على بعضها بحرارة وما ان يدير أحدهم ظهره حتى تنهال عليه الشتائم . مع الوقت ، أدركت أن الناس في النهاية ليست كلها بيضاء أو سوداء النفسية ، إنما هناك المخطط والمنقط والمرقط.. أشكال وألوان !! ) .

( مغرور ومعقد !!)

لم يكذب أحمد زكي فيما قال ، فقد عرفته وتعرفت عليه في هذه الفترة ، سمعت زملاءه يقولون عنه أنه مغرور ومعقد ، شاهدته يعيش في وحدته بعيدا عن الاندماج مع الآخرين ، تركيبته وفطرته السليمة وظروفه الصعبة ، وصدمة العالم الخارجي المحيط به جعلته يبتعد ليرصد ويتأمل ويراقب ، لم يكن أحد يدري ما يدور في داخله من مشاعر وأحاسيس وأحلام وطموح وثقة بالذات فسرها البعض على أنها عقد وغرور ، لم يقدر أحد من زملائه أنه إنسان يذوب رقة وخجلاً . يحدث المرأة فلا يتطلع لعينيها أو لوجهها . ويحدث الكبار باحترام شديد ، ويعامل أقرانه بمودة متناهية ، لهذا فأحمد زكي من نوعية البشر الذين يعترفون بفضل الآخرين ، ولا ينسى أبدا من مد له يد المعونة الأدبية في يوم من الأيام ، فهو حتى الان مازال يذكر بكل فخر واعتزاز المواقف النبيلة التي أبداها تجاهه الكاتب والمنتج سمير خفاجي صاحب فرقة الفنانين المتحدين الذي سمح له بالمبيت في الغرفة الضيقة الصغيرة بكواليس المسرح لحين تدبير مسكن له ، ولا ينكر ولا ينسى فضل المعونة الأدبية التي قدمها له الشاعر الراحل الكبير صلاح جاهين ، الذي كان يعتبره بمثابة الأب الروحي له ، والذي تنبأ له بأنه سوف يحتل مكانة فنية غير مسبوقة سوف تتوجه على القمة بلا منازع ، كان صلاح جاهين بالنسبة له بمثابة البلسم الشافي الذي يخفف عنه ما يشعر به من قهر والآم ومعاناة في عدم فهمه وتأقلمه مع نوعيات معينة من البشر والزملاء الذين تعودوا على تجريحه والتشنيع عليه .

( طاقة الاكتئاب !! )

لا أخفي سرا إذ ما قلت أن الاكتئاب الذي أصيب به أحمد زكي في هذه الفترة الصعبة من حياته كان وراءه عوامل كثيرة ولكن من أهمها الواقع المر الذي وجد نفسه فيه، والوسط الفني الذي لم يكن يتصور أنه بهذه الصورة التي جعلته يعيد حساباته في تعامله مع البشر ، وفرضت عليه الوقوف مع نفسه وكأنه البطل الشكسبيري ( هاملت ) الذي اتخذ منه عبارته الشهيرة ( أكون أو لا أكون .. تلك هي المشكلة ) ، فإما أن يكون أحمد زكي كما يريد ، وإما أن يضيع في هذا العالم غير الإنساني ، فلم يكن أمامه من سبيل سوى التحدي وقهر كل ما يقابله من مستحيل دون أن يتخلى عن نقائه وفطرته ، وهذا ما جعله ينظر إلى الاكتئاب بمفهوم آخر يفسره في قوله :

- (المثقفون يستعملون كلمة اكتئاب ، ربما أكون قد عانيت من هذا بفعل أشياء كثيرة لا ذنب لي فيها ، وأعتقد أنني شديد التشاؤم وشديد التفاؤل أيضا .عندما أنزل إلى أعماق اليأس ، أعثر على أشعة ساطعة للأمل . لدي صديق ، عالم نفساني ، ساعدني كثيراً (في هذه الفترة ) وأكد لي أن كل ما عانيته يرجع إلى طفولتي اليتيمة ، أيام كان هناك ولد أسمه أحمد زكي يود أن يحنو عليه أحد ويسأله ماذا بك ؟ !! ) .

من هنا تغيرت نظرة أحمد زكي للعالم المحيط به ، أصبحت له رؤية واقعية لا تصطدم بما لديه من مثاليات أساسية ، هذه الرؤية هي التي شكلت فيما بعد اختياراته الفنية ، إذ أصبح الإنسان هو همه الأول ،وقد فسر لي ذات مرة تلك الرؤية بقوله :

- ( أنا لا أجيد الفلسفة ولا العلوم العويصة .. أنا رجل بسيط لديه أحاسيس يريد التعبير عنها .. لست رجل سياسة ولا ارتبط بنهج سياسي معين ، ولا أحمل أو أؤيد أيديولوجية خاصة ، أنا ممثل يبحث عن وسائل للتعبير عن الإنسان . فالإنسان في هذا العصر يعيش وسط عواصف من الماديات والجنون ، السينما لدينا مازالت تتطرق إلى هذا الإنسان بسطحية . لقد أصبح هدفي هو إبن آدم ، تشريحه ، السير وراءه ، ملاحقته ، هدفي هو الكشف عن الإنسان بكل متناقضاته ، أي إنسان ، إذا حلل بعمق يشبهني ويشبهك ويشبه غيرنا .. المعاناة واحدة .. الطبقات والثقافات عناصر مهمة ، لكن الجوهر واحد . الجنون موحد .. عالمنا المعاصر عالم حروب وأسلحة وألم وخوف ودمار ، العالم كله غارق في نفس العنف ونفس القلق . والإنسان هو المطحون . ليس هناك ثورة حقيقية في أي مكان من العالم .. هناك غباء عام وإنسان مطحون)!!

( فلسفة فنان !!)

أحمد زكي يتكلم بعفوية دون أن يدري أن وراء ما يطرحه فلسفة عالية جدا ، ورؤية واضحة تشكل ما يعتمل في عقله الباطن ، تلك الرؤية التي دفعت به إلى تحديد اختياراته للنماذج البشرية التي سعى الى تجسيدها على الشاشة بصدق يحسد عليه ، وبعبقرية يندر أن تتكرر لفنان آخر ، فعرف بتمرده كيف ينتقل من دور إلى آخر بحثا عن تشريح أبن آدم الذي تحدث عنه وفق رؤيته ، فكان الفلاح الساذج الطيب المضحوك عليه في فيلم (البريء ) الذي صدق أن المسجون السياسي الشيوعي هو عدو لله والوطن ، وأدرك بحسه الفطري الخديعة فثار وتمرد ، وهو مقتنص الفرص الهائم على وجهه في فيلم (أحلام هند وكاميليا ) ، وأبن الحي الذي وقع في الهوى ولكنه لخجله يحجم عن التعبير عن مشاعره في فيلم ( كابوريا ) ، وهو ضابط مباحث أمن الدولة القاسي الذي يفهم حب الوطن على طريقته في فيلم ( زوجة رجل مهم ) ، وهو الموظف المطحون التائه في خضم المجتمع الذي يعاني من الكبت الجنسي في فيلم ( الحب فوق هضبة الهرم ) ، ذلك المجتمع الذي شبع من الشعارات الثورية الكاذبة ، والأقلام المخدرة التي تزييف الواقع والحقيقة ، وهو الصعيدي الباحث عن حقه الذي يكشف تلاعب أجهزة الأمن بمصير البسطاء على حساب الحقيقة في فيلم ( الهروب ) .

( الطبقات المهمشة )

كل هذه الشخوص وغيرها من الشخوص الأخرى التي قدمها لنا بمفهوم الجراح الذي يمسك بمشرط التشخيص ، لم يقدمها بسطحية السينما المعتادة ، إنما قدمها وفق مفهومه الذي طرحه في السطور السابقة ، لقد خلص أحمد زكي السينما من شخصية الأفندي الرومانسي المتأنق الذي ينتقي كلماته من كتب الشعر والرومانسية ، لإدراكه الواعي بالمتغيرات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي همشت طبقات اجتماعية لم يكن لها وجود على الشاشة ، فبحث عنها وعاشها وصادقها وأفرزها بأداء عبقري ومفهوم إنساني بحت يهدف منه إلى كشف كل الملابسات التي تؤدي لقهر الإنسان على كافة المستويات بدأ من فيلم ( طائر على الطريق ) الذي نال عنه أول جائزة سينمائية ، وصولا إلى فيلم ( أيام السادات ) الذي نال عنه وسام الفنون والآداب من الدرجة الأولى بتكريم من الرئيس مبارك شخصيا .

( فنان المشاهير )

بعيدا عن الخط الذي انتهجه أحمد زكي لتحدي نفسه وتحدي الآخرين في تجسيد شخصيات الزعماء والمشاهير بداية من عميد الأدب العربي طه حسين في ( الأيام ) والرئيس عبد الناصر في فيلم ( ناصر 56 ) والرئيس السادات ، وبقية المشاريع الأخرى التي كان يضعها في أجندته لتجسيد شخصية عبد الحليم حافظ في فيلم ( العندليب ) والمشير عبد الحكيم عامر ، والعالم المصري العالمي أحمد زويل ، وشخصية الرئيس مبارك في فيلم ( الضربة الجوية ) ، بعيدا عن هذا النهج الذي لم يختطه فنان أخر يخشى أن يضع نفسه في محك المقارنة مع تلك الشخوص التي لها رصيد حي في أذهان ووجدان الناس، تبقى أهمية أحمد زكي في تجسيد شخصيات الطبقة الفقيرة المهمشة ، فهو في كل مرة يقدم لنا وجهاً أكثر صدقاً للمصري الأصيل في صراعه مع الحياة المحيطة به بداية من (البيه البواب والباطنية ،ثلاثة في مهمة رسمية ، الهروب ، شادر السمك ) وغيرها من الأفلام التي أحتفظ فيها بميزة التعبير عن الإنسان ذي المرجعية الشعبية .لقد أدرك أحمد زكي بحسه وذكائه الذي ينكره على نفسه في أحيان كثيرة ، إن القدر قد جاء به في فترة تغيرت فيها نوعية جمهور السينما ، الذي أصبح غالبيته من الكادحين ، وأحمد زكي نفسه هو أحد هؤلاء الكادحين ،فجاء إليهم الفتى الأسمر الذي لا يعتني بملبسه ولا يذهب إلى الكوافير لفرد شعره الأشعث المجعد . فهو وأن كان قد جاء للقاهرة مفتونا بالنجم الوسيم رشدي إباظة ، إلا أنه أراد أن يرسخ مفهوما آخر للنجومية لا يعتمد على وسامة أنور وجدي وكمال الشناوي وحسين فهمي بقدر ما يعتمد على روح وإنسانية الشخصية التي يؤديها ، في مقابل مرارة الواقع الذي تعيش فيه وتصارعه ، فهو أراد أن يصل بنا إلى النماذج العادية لأشخاص عاديين نقابلهم ونتعامل معهم كل يوم في الطريق.

( بدون بديل !! )

يبقي أن أقول أن من أهم مميزات الصدق عند أحمد زكي وحبه الشديد لمهنته ، رفضه الدائم بأن يقوم عنه (دوبلير) أو بديل بأدوار المشاهد ذات الطبيعة الخطرة مثل بقية الممثلين الآخرين ، فقد شاهدته أثناء تصوير فيلم (عيون لا تنام) وهو يحمل أنبوبة غاز مشتعلة غير عابئ بالخطورة التي من الممكن ان يتعرض لها ، ومن قبلها ألقى بنفسه من سيارة مسرعة في فيلم (طائر على الطريق) ورفض أن يقوم بذلك الدوبلير أو البديل المدرب على مثل تلك المشاهد الخطرة ، ويعتقد أحمد زكي بأن عدم استخدام البديل يعطي الفنان قدرة أكثر على المعايشة والصدق، وهذا الاعتقاد هو ما دفعه على أن ينام في ثلاجة الموتى بعد أن أسلم نفسه للماكيير الذي دهن وجهه بزرقة الموت كما يقتضى دوره في فيلم (موعد على العشاء) . و بقي في الثلاجة إلى أن دخلت عليه بطلة الفيلم سعاد حسني لتكشف عن وجهه وتتعرف . لقد أعاد المخرج تصوير المشهد أكثر من مرة ، مما استلزم إقفال الثلاجة عليه عدة مرات فلم يغضب ولم يتبرم إيمانا منه بأن اللقطة التي لا تستغرق أكثر من بضع ثوان على الشاشة لابد أن تكون مقنعة للمتفرج . وفي فيلم (طائر على الطريق) رفض استخدام الدوبلير عندما طلب منه المخرج محمد خان أن يستعين بالبديل في مشهد السباحة ، وكان أحمد زكي وقتها لا يجيد السباحة ، فطلب تأجيل التصوير لمدة شهر أختفى خلاله عن الأنظار ، دعى بعده محمد خان على الغذاء في النادي الأهلي. وأثناء جلوسهما هناك ، ذهب إلى غرفة الملابس ، وأرتدى المايوه .. ثم حيا المخرج خان .. وقفز في حمام السباحة وقام بعبوره عدة مرات بحركات فنية .

وعندما خرج من الماء قال لمحمد خان : لقد ظللت أتدرب هنا 15 يوماً !!
هذا هو أحمد زكي الذي لو تحدثنا عنه فلن ننتهي ، هذا هو الفنان الذي عانى وتعذب كثيراً من أجل توصيل ما يحمله من أفكار للناس ، ومن أجل ما يقدمه لهم من متعة بصرية وسينما راقية تخاطب عقولهم ولا تخاطب غرائزهم ، فنان فرض نفسه وموهبته وعبقريته ببساطة وصدق يحسد عليهما ، فنان تلتهب أعصابه وتتوتر كل مشاعره ، ويصيبه الأرق إلى إن ينتهي من عمله ، فيترك ما أنجزه لحكم الناس ويظل في نفس القلق إلى أن تأتيه ردود الأفعال وكأنه بعد كل هذه الرحلة الطويلة وهذا المجد الذي وصل إليه مازال في بداية المشوار، فنان قل أن تجد مثيله وسط هذا الكم الهائل من الممثلين .. إنه حقاً فنان عالمي !!

فدعوا له معي بسرعة الشفاء والنهوض من فراش المرض .

الدستور الأردنية في

16.03.2004

 
 

أحمد زكي

بين الجرعات الكيماوية وقراءة أفلام جديدة

محمود موسى

أنتهي النجم الكبير أحمد زكي من المرحلة الأولي من رحلة العلاج الكيماوي ويستعد خلال الأيام المقبلة للسفر إلي فرنسا لمتابعة حالته الصحية‏,‏ ومازال جمهوره يتوافد للاطمئنان عليه‏,‏ كما حرص عدد كبير من المسئولين والمفكرين والفنانين علي زيارته‏..‏ هذا الاهتمام الرسمي والشعبي جعل أحمد زكي يشعر بأهمية وقيمة ما قدمه من أعمال سينمائية‏.‏

وبرغم مرور أحمد زكي بظروف مرضية صعبة فإنه لم يفرط ولم يتراجع عن السعي لتحقيق أحلامه السينمائية‏,‏ وفي مقدمتها حليم الذي كتبه محفوظ عبدالرحمن ويخرجه مجدي أحمد علي وينتجه عماد أديب بمشاركة التليفزيون‏,‏ و المشير والرئيس إخراج خالد يوسف وإنتاج جهاز السينما‏,‏ و نقيب العذاب للمخرج رأفت الميهي و من ضهر راجل إخراج أحمد ماهر‏.‏

وما بين قراءة السيناريوهات والاتفاق علي تحقيق أحلامه السينمائية‏,‏ كان أحمد زكي يخضع كل اسبوع الي جرعة كيماوية لمدة‏6‏ ساعات‏,‏ وكانت الجرعات الأولي شديدة الألم والقسوة ولكن مع مرور الأسابيع بدأ يتأقلم‏,‏ ومنحه الله قوة الإرادة وتقبل ما هو فيه بصبر فاستطاع أن يقاوم مضاعفات الكيماوي الذي يتغلغل في داخله‏.‏

أما الجديد فإن روحه المعنوية ارتفعت وبدأ يقاوم مرضه بالضحك وإطلاق النكات فعندما كان الدكتور محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية موجودا في القاهرة قبل أيام قال لي ضاحكا‏:‏ أنا قررت الهروب من المستشفي لأن البرادعي موجود وهو عارف انني أقاوم وأحارب عدوي المرض بالكيماوي‏,‏ وانت عارف دلوقتي فيه مشاكل دولية حول الدول التي لديها أسلحة كيماوية‏.‏

ووسط الحالة التي يعيشها أحمد زكي‏,‏ إلا أن القريب منه يلاحظ عدم سعادته عندما يأتي هاتف من أحد جمهوره ويطلب منه الاتصال بالمسئولين في التليفزيون ليعرضوا فيلم زوجة رجل مهم او موعد علي العشاء‏,‏ وتأتي كلماته‏:‏ حاضر‏..‏ حاضر‏!‏

وبرغم ان وزير الاعلام صفوت الشريف أمر قبل أسابيع بسرعة شراء كل أفلام أحمد زكي وعرضها فإن المسئولين بالتليفزيون لم يتحركوا‏,‏ والمؤكد أن الخاسر الوحيد من عدم شراء هذه الأفلام فئة البسطاء من الملايين التي لا تمتلك ديكودرات الفضائيات‏,‏ خصوصا أنه منذ سنوات طويلة يشاهد الجمهور المصري افلام‏:‏ نزوة‏,‏ وشادر السمك‏,‏ وضد الحكومة‏,‏ والهروب‏,‏ وموعد علي العشاء‏,‏ فمتي يتحرك المسئولون في ماسبيرو يعرضون أفلام فنان في قيمة أحمد زكي‏.‏

سعادة أحمد زكي الحقيقية عندما يسمع دعاء الآلاف من جمهوره بالتعجل بشفائه‏,‏ وهذا الحب جعل المناعة ترتفع وبدأ يقاوم مرضه‏.‏

الأهرام اليومي في

07.04.2004

 
 

جلطة في الوريد وخلايا سرطانية في الرئة:

أحمد زكي يمر بمرحلة حرجة في العناية المركزة

نبيل شرف الدين

إيلاف/ القاهرة: بمشاعر الأسى والحزن، ونهر من الدعوات له بالشفاء، تلقى محبو الفنان المصري الكبير أحمد زكي تصريحاً أدلى به اليوم الاثنين الدكتور ياسر عبد القادر الطبيب المعالج لزكي، قال فيه إنه يمر حاليا بمرحلة حرجة بسبب جلطة في وريد بالرقبة.

ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن عبد القادر قوله إن الفنان احمد زكي نقل إلى العناية المركزة على اثر هذه الجلطة وسيستمر بها لمدة يومين على الأقل لحين إذابتها تحت اشراف الدكتور احمد غالي رئيس قسم الرعاية المركزة، في ما أعلن في القاهرة أن الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة المصري يتابع شخصياً تطورات الحالة الصحية للفنان الكبير.

وأحمد زكي الفنان الجميل الذي ظل مكافحاً منذ أيام الفقر والكفاح حينما كان يطارد بأحلامه منذ شروق الشمس وحتى منتصف الليل في شارع عدلي حيث نقابة السينمائيين، أو في شارع 26 يوليو بالطابق العاشر حيث يستخراج تصاريح العمل بنقابة الممثلين، ولكي تكتمل فصول المأساة يضطر النجم الأكثر وعيا وجنونا بنفسه راكباً على مقعد في الطائرة المتجهة لباريس، ليس بغرض المشاركة في مهرجان (كان) بفيلم مصري كما كان يحلم، لكن كي يحل ضيفا على مستشفي جوستاف حيث أجريت له هناك تحاليل شاملة، أشرف عليها فريق يضم أمهر الأطباء الأوروبيين في أمراض الجهاز التنفسي، وعاشت بيوت القاهرة حزناً استثنائياً لمرض نجمها الاستثنائي الذي يكره رائحة المستشفيات ولا يطيق رؤية ذوي المعاطف البيضاء والذي ظل يؤجل فكرة التردد علي الطبيب حتي اضطر رغما عنه للاستئذان من أدواره كي يلحق بسرير، ليس في بلاتوه ولكن في قسم العناية المركزة.

وكان زكي قد أصيب بضيق في التنفس يوم 24 كانون الثاني (يناير) الماضي وخضع لعلاج لمدة أسبوع في منزله ثم انتقل إلى مستشفى دار الفؤاد في مدينة 6 أكتوبر جنوب القاهرة، حيث اكتشف الأطباء إصابته بالتهاب رئوي حاد، وأجرى له الأطباء عملية بذل للمياه الموجودة في الرئة، وتم استخراج ثمانية لترات من السوائل من رئتيه، ومنعت الزيارة عنه، وقد أصدر فريق الأطباء تقريرا بضرورة استكمال علاجه في فرنسا فقرر الرئيس المصري حسني مبارك علاجه فوراً على نفقة الدولة.

وأحمد زكي من مواليد عام 1949 في الزقازيق بمحافظة الشرقية بمصر، والتحق بقسم التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية منتصف الستينيات، بدأ يحقق شهرة جماهيرية واسعة بعد تقدم شخصية عميد الأدب العربي طه حسين في مسلسل "الأيام"، ومن أشهر أعماله السينمائية ناصر 56 والسادات ولا أكذب ولا أتجمل، الحب فوق هضبة الأهرام، زوجة رجل مهم، البيه البواب وغيرها.

موقع "إيلاف" في

26.04.2004

 
 

احمد زكي عاد للعناية المركزة

عرف بوفاة محمود مرسي .. فاصيب بجلطة

نقل الفنان أحمد زكي ظهر أمس الي غرفة العناية المركزة.. استدعي الفريق الطبي بالكامل لمتابعة حالته بعد أن تعرض الي وعكة مفاجئة علي أثر تلقي نبأ وفاة محمود مرسي.

وصف الدكتور حسني متولي الحالة بأنها جلطة وأكد الدكتور حسن البنا أن ماحدث هو نتيجة انفعاله نفسيا فاصيب بحالة تدهور عام وساعد علي ذلك نقص المناعة مما جعلنا نلجأ لأسلوب العلاج النفسي ونسمح له بحرية الحركة داخل المستشفي وخارجها ويبدو أن الأخبار المزعجة التي تلقاها أول أمس ساهمت إلي حد كبير في هبوط معنوياته.. وضع الفريق الطبي برنامجاً سريعاً للعلاج يقتضي اجراء فحوصات وتحاليل شاملة والزامه بالتواجد داخل العناية المركزة للسيطرة علي الحالة ووضع الخطط العلاحية أول بأول.

كما اتفق فريق الأطباء علي أن التشخيص الدقيق للحالة والتقرير الطبي الكامل لن يعلن قبل مرور 24 ساعة.

الأهرام اليومي في

26.04.2004

 
 

تَراجَع سرطان أحمد زكي..وهاجمته جلطة

وقت شائعة موته.. كان يستقبل ابنه هيثم

·        نقل النجم الأسمر إلي غرفته

·        المستشفي تلقي 5 آلاف مكالمة للاطمئنان عليه

سمير الجمل- سحر صلاح الدين: تطورات سريعة ومتلاحقة في حالة أحمد زكي وسرت شائعة خبيثة في الإذاعة والتليفزيون ظهر أمس عن وفاته.. في الوقت الذي نهض فيه من فراشه بغرفة العناية المركزة وطلب الجلوس علي المقعد المجاور للفراش.. ورفض زياراته نهائيا من وفد أردني.. بينما استقبل فقط ابنه هيثم.. ولم تستطع رغدة.. الاستمرار في غرفته أكثر من دقيقتين.

المفاجأة التي كشفها الأطباء أن التحاليل وصور الأشعات أثبتت تحسن علاج السرطان بصورة كبيرة تصل إلي 75%.. بينما انهارت المقاومة تماما.. بسبب جلطة مفاجئة من النادر حدوثها أو توقعها أو تعليل أسبابها.. أدت كما قال الدكتور حسن البنا.. إلي انسداد وريدي الرقبة وتم نقله أول أمس إلي غرفة العناية المركزة.. ووضع الفريق الطبي برنامجا لمكافحة الجلطة باستخدام أدوية مذيبة ومسيلة للدم ومنع انتشارها بأوردة أخري.. والتسلل إلي القلب أو الدماغ.

وفي الثالثة والربع تماما من ظهر أمس.. كانت المعلومات المؤكدة قد خرجت من غرفة الإنعاش تعلن عن انتعاشه بالفعل.. وهو ما جعل أحد الأطباء يقول إذا استمر علي هذا النحو سيعود ظهر اليوم إلي غرفته العادية.. والخضوع لعلاج حاسم مع الجلطة التي لم تكن في الحسبان.

اكتشفنا وصول مندوب إحدي شركات التأمين يطمئن علي حالته.. حيث إنه متعاقد مع الشركة.. لصالح ابنه.. ودفع حتي الآن 3 أقساط فقط.. وقد التقط المندوب أنفاسه بعد استقرار الحالة حتي ساعته وتاريخه.

وفي الثانية صباحا. تم نقل أحمد زكي إلي غرفته بناء علي طلبه بعد ما ثار علي الأطباء.. علي الرغم من تأكيدهم أن حالته ستظل حرجة جدا خلال الاربع والعشرين ساعة القادمة.

أوضح د.ياسر عبدالقادر أن جلطة الوريد الأيسر بدأت في الذوبان "إلي حد ما". وبدأ انتفاخ عضلات الوجه في التلاشي تدريجيا.

من ناحية أخري تلقي المستشفي طوال أمس أكثر من 5 آلاف مكالمة تليفونية من مصر والعالم للاطمئنان علي صحة أحمد زكي.

الجمهورية المصرية في

27.04.2004

 
 

أطباء أحمد زكي..رفضوا علاجه في أوروبا

طواريء 48 ساعة قبل جرعة الكيماوي!

كتبت - سحر صلاح الدين: بدأت حالة الفنان أحمد زكي في التحسن النسبي.. واستجابت الجلطات الموجودة في وريدي الرقبة.. لأدوية السيولة.. حتي خشي فريق الأطباء المعالج من حدوث نزيف فتم تعديل الجرعات.

فسر د. ياسر عبدالقادر سبب عصبية أحمد زكي بأنها تعود لقلة النوم وكميات الأدوية غير العادية التي تناولها في الفترة الأخيرة.

من المقرر ان تستمر حالة الطواريء قائمة لمدة 48 ساعة أخري يتحدد بعدها موعد استئناف جرعات الكيماوي مرة أخري وتحديد موعد السفر إلي باريس.

عرضت المطربة لطيفة علي الأطباء.. توفير طائرة خاصة تنقل أحمد زكي للعلاج في الخارج فوراً من خلال رجل أعمال عربي معروف.. لكنهم رفضوا العرض لان البرنامج العلاجي هنا لا يقل عن نظيره في أوروبا بالاضافة إلي الخط المفتوح مع الدكتور شيفالييه بمعهد جو ستان للأورام في فرنسا.

تم نقل أحمد زكي إلي غرفته رقم 2229 في الفجر.. وتم تجهيز الغرفة.. بكافة وسائل العناية.. ويأمل الأطباء مع هدوء أعصابه واذابة جلطتي الرقبة.. ان تستقر الحالة إلي حد كبير.

28 أبريل 2004

الجمهورية المصرية في

28.04.2004

 
 

خروج أحمد زكي من العناية المركزة ووضعه تحت الملاحظة

كتب ـ علاء الزمر ومحمود موسي: خرج أمس الفنان أحمد زكي من غرفة العناية المركزة التي كان يرقد فيها منذ‏4‏ أيام‏,‏ حيث تم رفع المحاليل الطبية وعادت حرارته إلي معدلاتها شبه الطبيعية كما تناول الغذاء الخفيف‏.‏ يقول د‏.‏ حسن البنا المشرف علي علاج الفنان‏:‏ إنه تم نقل دم له بسبب هبوط نسبة الهيموجلوبين مما أدي إلي تحسن حالته الصحية إلي حد ما‏,‏ ولكنه سيظل تحت الملاحظة الطبية خلال الـ‏48‏ ساعة المقبلة‏.‏

واضاف د‏.‏ ياسر عبدالقادر أستاذ الأورام ان الجلطة الموجودة في الوريد الايمن لم تتم اذابتها بشكل كامل ولكن الحالة حاليا أفضل بكثير من اليومين السابقين‏.‏ كما بدأ د‏.‏ أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي أمس في علاج أحمد زكي الذي كان يرفض تقبل العلاج‏.

الأهرام اليومي في

29.04.2004

 
 

بسبب " رجل مهم ".. ابتسامات وخناقات وآهات..بطلها أحمد زكي

رغدة مشاكل .. وراء غياب يسرا

الطفلة اسراء تقدم له "عروسة"..لأنه ضد الحكومة

الحلاق الخصوصي .. زائر الفجر

مدام فرح أغمي عليها.. أمام الباب

كتب - محمد الصايم:

لأن اقامة أحمد زكي طالت بالمستشفي قبل السفر الي باريس ثم بعدها حتي دخلت شهرها الخامس.. تعددت الحكايات والخناقات والابتسامات والمفاجآت.. مع الفنان الكبير وعنه وحوله:

في الأونة الأخيرة حاول البعض تفسير غياب يسرا عن زيارة زكي.. في الأوقات الحرجة.. وعرفنا.. ان مشادة كلامية ارتجت لها أرجاء المستشفي قد وقعت طرفها الأول رغدة. والثاني يسرا.. عندما اكتشفت الأولي ان الثانية بغرفة أحمد وقد كانت رغدة تتولي من تلقاء نفسها ادارة شئون عموم الغرفة واختيار الضيوف لكن علي ما يبدو ان يسرا خرجت علي البروتوكول وكسرت النظام وتحول الشجار الي فعل ورد فعل.. بين الطرفين وتدخل أمن المستشفي لوقف التراشق بالكلام والأيدي وأشياء جلدية أخري!!

مرة أخري حاولت رغدة.. الدخول الي المستشفي بأكلة سمك وجمبري ومنعها أمن المستشفي.. وانفجرت فيهم غاضبة.. لكنهم حالوا بينها وبين السمك!!

لغز فرح

فرح سيدة أعمال حاولت أن تتصل بالفنان أحمد زكي أكثر من مرة وبلغ عدد اتصالاتها اليومية أكثر من ثلاثين اتصالا وعندما فقدت الأمل في أن تكلمه عبر التليفون رغم توسلاتها واستغراب العاملين بالمستشفي حضرت بنفسها اليه.. وعرفوا انها سيدة أعمال ومنعوها أن تقابله فسقطت علي الأرض ومازالت لغزا للجميع وخاصة بعد ان قالت: لو طلب روحي سوف أعطيها له!!

عروسة

* الطفلة اسراء محمد علي حكايتها حكاية فقد جاءت من طنطا لزيارته وانتظرت أكثر من 10 ساعات وعندما رأته فجأة أخذته بالأحضان.. وقالت له أنا بحبك علشان انت ضد الحكومة وبتدافع عن الأولاد الصغيرين لما يصدمهم الأتوبيس.. رد عليها والدموع في عينيه متأثرا خاصة بعد ان أعطته العروسة الخاصة بها وبالطبع هذا الكلام والشعور والحب يرفع عنده المناعة والروح المعنوية الي أقصي درجة!

بالكامل

* أسرة كاملة من كفر الشيخ أرسلوا له خطابات عديدة وقاموا بزيارته للاطمئنان عليه وانتظروا لمدة يومين في المستشفي وأكدوا انه صاحب فضل عليهم..

استدعي الفنان أحمد زكي حلاقه الخاص من الاسكندرية عدة مرات خلال تواجده بالمستشفي وزاره في احدي المرات فجرا وطلب الفنان ان يفتحوا له الأبواب خصيصا اكراما لمقصه!

بالأحضان

* تعانق الفنان أحمد زكي مع عامل الأسانسير عندما قال له ان والده بكي مرتين أثناء وفاة جمال عبدالناصر وأثناء مشاهدة فيلم ناصر 56 فضحك الفنان وقبله!

تمشي في حديقة المستشفي لمدة ربع ساعة
الفريق الطبي: مشكلتنا التعامل مع مريض "استثنائي" وحساس جدا!

كتبت - سحر صلاح الدين: اطمأن الفريق الطبي المعالج للفنان أحمد زكي الي حد كبير علي حالته الصحية.. بناء علي نتائج الاشعة فوق الصوتية والتحاليل والفحوصات.. وتقرر استمرار عمليات نقل الدم لتعويض نقص كرات الدم الحمراء الي جانب برنامج علاجي نفسي باستخدام أدوية خاصة للاكتئاب نتيجة الحساسية الزائدة للفنان.. حتي نظرات الممرضات بدأت تزعجه الي حد كبير وهو يعرف ان الممرضة واحدة من جماهير عريضة تحبه وتقدره.. وعلي ذلك كتب بخط يده فرمانا لرجال أمن المستشفي بمنع دخول أي فرد عليه نهائيا بما في ذلك هيثم ابنه.. الا باذن مسبق منه.. مع تثبيت الفريق الطبي وطاقم التمريض وعدم الاستعانة بأي وجه جديد يحس معه احمد بانه جاء للفرجة عليه علي حد تعبيره.

يقول د. ياسر ان ظهور جلطتي الرقبة بشكل مفاجيء.. اربك خطة العلاج الكيماوي وكان احمد قد تأقلم معها.. وبدأ يتعامل مع المستشفي كمكان للنوم والاقامة فقط.. وانطلق يعيش حياته باسلوب عادي متفائل.. ويقضي اغلب وقته في الاماكن التي يحبها ودخول غرفة العناية المركزة.. ازعجه جدا لانها ضيقة.. الامر الذي اصابه بالقلق والعصبية.. حيث نقيس درجة الحرارة والضغط كل ساعة.. ويتناوب علي علاجه 12 طبيبا بخلاف الممرضات ويتناول اكثر من 16 قرصا بالاضافة الي الحقن.. والمحاليل والدم.

ويقول الدكتور حسن البنا: اننا نتعامل كاصدقاء واحبة مع احمد زكي وهو مايسهل مأموريتنا.. علي الصعيد الانساني ويصعبها طبيا.. مع درجة حساسيته العالية.. وامتداد فترة العلاج اكثر مما كان يتوقع الي جانب التطورات المتوالية ومنها المنتظر وغير المنتظر.. ولا يجب ان ننسي ان العلاج الكيماوي بقدر ما له من فائدة واثر له.. سلبيات ونحن نحاول بكل اخلاص ونسأل الله ان يتم الشفاء ويساعدنا لكي نصل بهذا الفنان الي بر الامان.. هذا وسوف يتحدد خلال الساعات.. القادمة.. البرنامج الجديد للعلاج.. وموعد استئناف الجرعات الكيماوية.

وقد زاره أمس وزير الصحة الدكتور عوض تاج الدين وفي الثامنة صباحاً .. غادر أحمد غرفته وتمشي في حديقة المستشفي لمدة ربع ساعة.

الجمهورية المصرية في

30.04.2004

 
 

ملايين القلوب تدعو له وشائعات الموت تطارده

تفاصيل أصعب 72 ساعة في حياة أحمد زكي

تحقيق: خالد محمود

بالرغم من سنوات عمره التي تعدت الخمسين لم يكن يدرك الفتي الأسمر أحمد زكي امبراطور السينما المصرية الذي أسعد الملايين بفنه وعبقرية ادائه أن وحش المرض الرهيب سيجبره علي اعادة تمثيل مشاهد من فيلمه العمر لحظة الذي قدمه في بداية حياته السينمائية ولكن من خلال مشاهد واقعية زرعت الالم في قلوب عشاقه ومحبيه.

وفي بلاتوه الحياة ومن خلال مشاهد وسيناريوهات اجبارية عاش أحمد زكي خلال الفترة الماضية مدركا أن الفرق بين الحزن والفرح لحظة وبين البقاء والرحيل لحظة ولذلك ظل يصارع المرض اللعين رافعا شعار لاتراجع ولا استسلام.

جولات الصراع بين الفتي الاسمر والمرض امتدت لشهور طويلة ولكن الجولة الأخيرة لم تكن في صالح النمر الاسود الذي عاش أصعب 72 ساعة في حياته نرصدها بالتفاصيل من خلال هذا التحقيق الذي كتبته الدموع قبل الاقلام.

في الوقت الذي أعلن فيه تمرده علي المرض اللعين وقرر أن يمارس بعض من طقوس حياة المعتاده بمقر أقامته بأحد الفنادق العاصمة كاد أن يختنق تماما حيث شعر بضيق شديد في التنفس جعله في شبة عزلة عن العالم .. ولم يستطع أن يقول شيئ .. فقط أكتفي بالنظر إلي طبيبة الخاص طالبا النجدة وفي دقائق معدودة عاد النجم الأسمر إلي غرفتة بالمستشفي التي حاول كثيرا الهروب منها وهناك لم يجد الأطباء مفرا من إعادته للعناية المركزة لأنقاذ حياته .

وكانت المفاجأة بعد اجراء الفحوصات والأ شعة السريعة أن الازمة الجديدة ليست نابعة من تطور مرضه الأصلي ولكن نتيجة ظهور جلطتين كاملتين بالوريدين الرئيسيين بالرقبة مما أدي الي انسدادهما تماما وكادا أن يوديا بحياته لولا عناية الله.. وفي ثوان معدودة انتشرت شائعة: 'أحمد زكي مات' وانهالت التليفونات علي طبيبه الخاص وطبيبه المعالج ونجله هيثم الذين أكدوا للجميع أن النمر الأسود بخير ومازال يصارع المرض لكنه لا يستطيع في هذه اللحظات الحرجة أن يطمئن جمهوره بنفسه كما فعل في الأزمة الأولي.

وفي المستشفي امتزجت مشاعر الحزن لدي الجميع مرضي وأطباء وموظفين بالأمل وبالدعاء له.. وحاولت 'أخبار النجوم' أن تكسر حاجز الأحزان وتخترق حصون الطابق الذي يرقد فيه والذي تم اغلاقه تماما ومنع الزيارة حتي للمرضي المقيمين في نفس الطابق السابع ، وهناك التقينا بالدكتور ياسر عبدالقادر الطبيب المعالج والمتابع لحالة أحمد زكي منذ اكتشاف المرض وحتي الآن والذي قال أن حالته حرجة للغاية حيث تكونت جلطتان كبيرتان في وريدي الرقبة في الوقت الذي لا نستطيع فيه أن نفرط في الأدوية التي تحدث سيولة في الدم ،وما اكتشفناه أن أحمد زكي لديه نوع من اللزوجة في الدم وهذه طبيعة بشرية لا نستطيع التدخل فيها.

جلطة طارئة

وعن مدي علاقة هذه الجلطة الخطيرة بالعلاج الكيماوي الذي يأخذه أحمد زكي أكد د.ياسر: لا توجد أي علاقة بين هذه الجلطة والعلاج الكيماوي.. فجسمه لديه القابلية لتكوين الجلطة نظرا لزيادة لزوجة الدم وأورام الرئة التي يعاني منها والحقيقة أن هذه الجلطة لم تكن أمرا متوقعا، وعلاجها في حالة أحمد زكي صعبا لعدم تمكننا من اعطائه القدر الكافي من المواد التي تحدث سيولة في الدم نظرا لخطورة الأورام السرطانية التي يعاني منها في الأساس.

وعن مدي خطورة هذه الجلطة يقول: هذه الجلطة تمنع تدفق الدم من الرأس الي الرقبة وبالتالي للجسم مما يسبب له اختناقا وصعوبة شديدة في التنفس وآلام في الصدر، وهذه الحالة هي التي سيطرت عليه يوم الأحد الماضي عندما عاد الي المستشفي وهو يعاني من شبه اختناق كامل واستمر الحال لساعات طويلة وأصيب بتورم شديد في الوجه.

ويضيف د.ياسر: الحالة مازالت حرجة للغاية ولن نستطيع الحكم عليها قبل مرور 72 ساعة علي الأقل وسيتم تأجيل جرعة العلاج الكيماوي هذا الاسبوع حيث لم نستطع التخلص سوي من جزء من احدي الجلطتين وهي الموجودة بالوريد الايمن حيث بدأت في الذوبان وهو ما كشفته الموجات فوق الصوتية بعد استجابة العلاج بينما نواجه مشكلة مع الوريد الأيسر.

وعن مدي التعاون بين د.ياسر عبدالقادر كطبيب معالج لأحمد زكي في القاهرة وبين د.شيفاليه الفرنسي الذي وضع الخطة الخاصة للعلاج في باريس يوضح د.ياسر قائلا: مسألة الجلطة كانت غير متوقعة وطارئة ولا دخل للطرف الفرنسي فيها علي الاطلاق ونحن الذين نتعامل معها هنا ونحدد خطوات علاجها ولكن قمنا خلال الاسبوع الماضي بعمل كافة الفحوصات والتحاليل التي أفادت استجابة أحمد زكي في علاج أورامه السرطانية بالرئة بنسبة حوالي 50 % ، وقمنا بإرسال هذه الفحوصات الي فرنسا وقرر د. شيفاليه اعادة نفس أسلوب العلاج مرة أخري لمدة ثلاث دورات متتالية، وكنا قد بدأنا فعلا في اعطاء أحمد زكي الجرعة الأولي من الدورة الثانية ولكن نظرا للظروف الصحية التي يمر بها الآن فسوف يتم تأجيل الجرعة الثانية حتي تتحسن حالته الصحية.

العناية المركزة

وعن الحالة النفسية لأحمد زكي خلال الساعات الأخيرة يقول د.حسن البنا طبيبه الخاص: الحقيقة انه لا يطيق البقاء في العناية المركزة ولكننا أخبرناه أن الحكاية مسألة حياة أو موت، بعدما أصيب بتورم شديد في الوجه وعدم قدرته علي الكلام مما زاد من سوء حالته النفسية.

عصيان

ولكن أحمد زكي أعلن عصيانة بعد 24 ساعة لوجوده بالعناية المركزة وطلب الخروج وقمنا بنقله إلي غرفته بعد تحويله إلي مركز عناية مركزة بفريق طبي كامل مهمته عمل توازن بين التجلط والسيولة.

وتقرر الاستعانة بطبيب نفسي لعلاج أي أثار نفسية ناجمة عن الحالة ا لتي يمر بها أحمد زكي والموجود بغرفة العناية المركزة والتي دائما ماتترك تأثيرا سلبيا علي أعصاب المريض، وقد تم اختيار د. أحمد عكاشة نظرا لصداقته بأحمد زكي وقربه من شخصيته ، وقد بدأ العلاج صباح الاربعاء بكورس مهدئات حتي تستقر الحالة وتنتهي الأزمة المرضية الطارئة والتي جعلت أحمد لايتحرك من سريرة محاطا بالمحاليل الطبية، بعدها ستبدأ جلسات للعلاج النفسي.

وقد أخبرناه بحالته الصحية و مدي خطورتها وروينا له أيضا الشائعات التي أثيرت حوله في اللحظات الأخيرة لأنه يحب دوما أن يكون ملما بكل ما يدور حوله حتي في أصعب اللحظات والزيارة الآن ممنوعة تماما، ولكن سمح لابنه هيثم الذي لم يغادر باب حجرة العناية المركزة منذ نقل والده اليها بزيارته لدقائق قليلة، ونحن نعلم أن الحالة حرجة جدا ولم نتوان لدقيقة واحدة في انقاذ حياته فعندما ظهرت الأعراض عليه في صورة اختناق وضيق في التنفس في العاشرة والنصف صباح الأحد الماضي قمنا بنقله الي المستشفي في حوالي الثانية عشرة ظهرا وقد أصيب بالجلطة وهو داخل المستشفي وما كان يشعر به أثناء تواجده في الفندق كان مجرد بوادر لها.

شائعة الموت

وكانت كثيرا من الشائعات قد بدأت تثار حول حالة أحمد زكي منذ اعلان عدم سفره الي باريس مرة أخري لتقييم تأثير العلاج عليه منذ أسابيع قليلة عندما أصبحت حالته الصحية لا تسمح بذلك لوجود ضعف عام في المناعة ناتج عن العلاج الكيماوي وبدأ يختلط قلق الناس بحبهم لهذا النجم الذي دخل القلوب بأعماله لتثار علي ألسنة الجمهور مجموعة من الشائعات التي تشير الي رحيله.. وبعدها بأيام قليلة أصر علي مغادرة المستشفي وان يوهم نفسه بأنه بخير متجولا في الشوارع وساهرا مع أصدقائه في الفندق ولم يكف ولو للحظة عن التحدث في مشروعاته السينمائية القادمة وتخيلاته لها ورغبته في أن يقدم نماذج أخري من البشر ليكمل بها الرحلة.. يستغرق في أحلامها.. يسكنها، لكنه لم يستطع فقد سكنته الآلام.

عاش أحمد زكي خلال الأيام القليلة الماضية لحظات صمت طويلة كان يقطعها بجملة واحدة لأقرب شخص حوله وهي 'ياه بقي الجمهور بيحبني الحب ده كله' وكان ذلك رد فعل طبيعا للمكالمات وباقات الزهور والزوار والرحلات الجماعية للشباب للسؤال عنه والتوقيع في دفتر الزيارات.

وكان هو يقرأ كلمات الدعاء بالشفاء.. وكلمات الاعجاب والحب بمفرده وهو علي فراش المرض في غرفته بالمستشفي لدرجة أن عينيه كانت تمتليء بالدموع والرضا في آن واحد ورغم الآلام الشديدة التي يعاني منها أحمد زكي الآن إلا انه مازال مصرا علي ألا يتألم الآخرون لألمه، فمنذ اللحظة الأولي التي اكتشف فيها المرض اللعين وأخفي النبأ عن الجميع، كان لا يرغب أن يتألم أصدقاؤه وجمهوره ومحبوه لآلامه ولكن آهاته العالية هذه المرة لم تمكنه من إخفاء أوجاعه عن الآخرين ولا حتي عن ابنه هيثم الذي كان يحرص أن يداعبه ويشعره بإنه بخير.

الوصية

ولأن أحمد زكي معروف دائما بحبه لفنه، فمع أول لحظة استطاع فيها الوقوف علي قدميه والخروج من المستشفي قام بزيارة صفوت الشريف وزير الاعلام وأوصاه بضرورة أن يتبني التليفزيون المصري شراء وتجديد حقوق عرض أفلامه حتي يتمكن جمهوره من رؤيتها تليفزيونيا، ومن هذه الأفلام 'أرض الخوف'، 'عيون لا تنام'، 'طائر علي الطريق'، 'التخشيبة'، 'الحب فوق هضبة الهرم'، 'زوجة رجل مهم'، 'الراعي والنساء'، 'البيه البواب'، 'الباشا'، 'الامبراطور'، 'أحلام هند وكاميليا'، 'الهروب'، 'ضد الحكومة'، 'موعد علي العشاء'.

وظل يتابع تنفيذ الجهات المختصة بعد موافقة الوزير لتنفيذ وصيته لكنه كان حزينا لعدم اتخاذ أية خطوات ايجابية في هذا الموضوع، وخلال الأيام الماضية كان كثيرا ما يسأل كل من حوله: هل سيتبني التليفزيون المصري فعلا هذه الوصية؟ هل بدأ المسئولون في التفاوض علي حق عرض أعمالي.. أولادي.. تاريخي.. وأضاف: انني لم أقصر.. فقد قدمت أعمالا متنوعة وربنا يشفيني وأكمل المشوار.

ومازال الفتي الأسمر ينتظر دعاء المصريين حتي يعود الي فنه ومحبي ابداعه.

الرئيس يأمر بطائرة خاصة

اهتم الرئيس مبارك بالاطمئنان علي صحة الفنان أحمد زكي في بداية أزمته المرضية وقرر علاجه بالخارج.. وحرص الرئيس مبارك علي الاطئمنان علي صحتة في أزمته الجديدة حيث كلف اللواء سعيد زاده كبير الأمناء برئاسة الجمهورية بالاتصال بالاطباء المعالجين وتجديد عرض سفره للعلاج مرة أخري للخارج. وتوفير طائرة حربية خاصة اذا استدعي الأمر نقله الي أي مكان في العالم وقد أوضح د. حسن البنا أن أحمد زكي لايحتاج إلي السفر للعلاج بالخارج لأن ما يمكن عمله هناك متوافر هنا كما أن حالته لا تسمح بالسفر إلي الخارج.

أخبار النجوم المصرية في

01.05.2004

 
 

فنان قهر الفقر

أحمد زكي.. ظلمته السبعينات ومنحته الثمانينات مجده الذهبي

ناهد صلاح

البطل لايموت، إنه مثل فرسان الساموراي، يمضي دائما مع الريح في ترحال لا يعرف الراحة والاستقرار، فيما تبقى الأرض ويبقى الناس العاديون، هكذا حسم النجم الأسمر أحمد زكي صراعه مع المرض والموت، مؤكدا البعد الأسطوري في شخصيته كفنان وإنسان عندما قال مخففا أحاسيس الأسى التي رآها في عيون عدد من زائريه: إذا لم تجدوني هنا، فستجدوني على الشاشة، أنا سأبقى معكم دائما، حتى لو رحلت.لم يتحدث النجم اليتيم عن خلود الفن، ولم يطلق الشعارات الحماسية الجوفاء في الهواء استجداء لفلاشات المصورين، وصرخات المعجبين لكنه كان يتحدث من تلك النقطة الغامضة التي انطلقت منها عشرات الأساطير القديمة عن أولئك الأبطال الذين يملأون الحياة بحضورهم المتميز، ثم تأتي اللحظة العجيبة التي يصارع فيها البطل وحشا لايقهر، يختطف الأصدقاء والأحباب ويعطل البرامج اليومية، ويجمد الأحلام عند نقطة مجهولة، إنه الموت الذي أراد جلجامش أن يقهره عبر تسلط غير انساني.

وعندما رأى جثة صديقه انكيدو أصابته الدهشه التي منحته الخلود عبر ممارسته لسلوك التحضر الذي يشبه الفن الآن، فعندما خاف انكيدو من الهبوط إلى الغابة قال له جلجامش نفس الكلمات التي رددها أحمد زكي لنفسه ولأصدقائه وزواره في مستشفى دار الفؤاد غربي القاهرة، لقد قال جلجامش لإنكيدو: لا تتحدث يا صديقي كإنسان ضعيف، إنس الموت، من يمض في المقدمة يحفظ صاحبه، يحم صديقه، فإذا سقطا حفرا لنفسيهما اسماً خالداً.

لم يجد الطفل اليتيم أحمد زكي عبد الرحمن ذلك الرفيق الذي يشاطره رحلة التحدي التي خاضها وحيدا منذ ولد في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية في 18 نوفمبر العام 1949 وبعد وفاة والده وزواج والدته من آخر. تربى يتيما في كنف جده والتحق بالمدرسة الصناعية واهتم بالتمثيل منذ صغره، وعندما أنهى دراسته الثانوية لم يكن يحلم بشيء سوى الحياة عبر تلك الشخصيات التي لا تموت مثل هاملت وعطيل وماندورز، فسافر إلى القاهرة وقدم أوراقه إلى المعهد العالي للفنون المسرحية العام 1970.

وعندما حانت لحظة الامتحان فكر الفتى في التراجع لكن شيئا غامضا دفعه إلى استكمال الخطوة التي لم يكن يدرك إلى أين ستنقله، وأمام اللجنة التي ضمت عددا من كبار أساتذة ونجوم المسرح ارتبك تماما وأصابه الوجوم حتى سمع اسمه، لقد قال واحد من الكبار الجالسين على المنصة أمامه سكت ليه يا أحمد، هتمثل إيه؟

نظر نحو سعد أردش وجلال الشرقاوي، وبقية الأساتذة مذهولاً «هل ينادونني باسمي؟، لقد كان رنين الاسم مختلفا وكأنني أسمعه لأول مرة، وسألني الأستاذ جلال الشرقاوي: انت بتحب التمثيل؟، فقلت طبعا، وطلبوا مني أن أقدم المشهد الذي سيتوقف عليه مستقبلي فزاد ارتباكي».

لقد ذكر أحمد بعد ذلك كثيرا أن لونه الأسمر وشعره الخشن، ومخالفته للصورة النمطية للممثل الوسيم على غرار الطبعات الهوليودية كانت تقف عثرة في طريق أحلامه، وكان يقول لنفسه دائما: كيف لهذا الوجه الأسود الذي يشبه وجه عطيل أن يصبح من بين نجوم الفن، لكنه في هذه المرة سمع صوت ديدمونة يهز كيانه وهي تخاطب عطيل قائلة ان روحه الزكية الوثابة تشع نورا على بشرته السوداء فتملأ وجهه نجابة وضياء، وانطلق الشاب الريفي يقدم مقاطع من مسرحية عطيل لشكسبير، وبيت الدمية لهنريك إبسن، ولم يعلق أي من أعضاء اللجنة .

ولم يكملوا معه اختبارات الشفوي والأسئلة المتعلقة بالثقافة الفنية والمعلومات العامة، وكعادة المتشائمين فسر أحمد ماحدث على أنه عدم قبول، واعتبر نفسه من الراسبين، وعندما تم إعلان النتيجة بعد أسابيع قليلة، ذهب من دون حماس للإطلاع عليها، فوجد نفسه في مقدمة الناجحين، وبدأ دراسته الأكاديمية، ثم بدأ العمل في المسرح وقدم أثناء دراسته بالمعهد مسرحية «النار والزيتون» ثم شارك في دور صغير في مسرحية «هاللو شلبي» التي قدم فيها مشهدا مبكراً أظهر قدرته الفائقة على تقمص شخصيات العديد من مشاهير الممثلين أبرزهم الفنان محمود المليجي.

ويبدو أن هذا الدور كان أشبه بحبة القمح التي أنبتت حقول الموهبة لدى النجم المتميز الذي برع في تقديم عشرات النماذج المختلفة من البواب إلى الوزير ورئيس الجمهورية، ومن المدمن إلى النصاب والعاطل، ومن اللص إلى الضابط المريض بانتهازية السلطة، وفي ذلك المشهد كان الموت مفتاحا مأساويا لتفجير كوميديا مختلفة عن حالة «الفارص» التي غلبت على المسرحية، فقد كانت الشخصيات التي يقلدها أحمد زكي كلها تموت في نهاية المشهد ليسقط أمامنا على الخشبة وهو يتلوى بينما الجمهور غارق في الضحك، لكن الصورة الأقرب إلى شخصية أحمد الحقيقية.

هي شخصية أحمد الشاعر الفقير الرومانسي في مسرحية «مدرسة المشاغبين» والتي كانت نافذة تعرف عليه الجمهور من خلالها، كما تعرف عليه عدد من المنتجين والمخرجين، فبدأ يعرف طريقه إلى السينما بعد حادثة أثرت في تكوينه كثيرا، حيث عاد إلى مسكنه ذات مساء بعد انتهاء عمله في المسرح فوجد ورقة صغيرة أسفل الباب تحدد له موعدا في مكتب المنتج وكاتب السيناريو ممدوح الليثي، وطار فرحا إلى هناك في اليوم التالي ليفاجأ بما لم يتوقعه.

أو يحلم به، لقد عرض عليه الليثي بطولة فيلم من انتاجه أمام النجمة اللامعة سعاد حسني، لأن مخرج الفيلم الشاب علي بدرخان رأى ضرورة اسناد البطولة لوجه جديد، فقام كاتب المسرح لينين الرملي بترشيح أحمد بعد مشاهدته له في عرض «النار والزيتون»، وعاد أحمد إلى مسكنه المتواضع وهو يرقص فرحا في الشوارع، وبدأ يستعد للدور الذي سيضعه في صفوف النجوم، وعندما اقترب موعد التصوير، كانت الصدمة قاسية، لقد تم إسناد بطولة فيلم الكرنك إلى النجم المعروف نور الشريف بناء على حسابات انتاجية وأمور تتعلق بالتوزيع والايرادات، وزادت نقمة أحمد زكي على ظروفه وتخيل أن لونه وسماته الشكلية هي ال��ي حالت بينه .

وبين هذه البطولة، لكنه مع الوقت استعاد اتزانه، وبدا يعمل في مجموعة من الأدوار الصغيرة في السينما حيث شارك في أفلام مثل «بدور» و«أبناء الصمت» ثم «العمر لحظة» و«وراء الشمس» و«شفيقة ومتولي»، وكانت هذه الأدوار كفيلة بإظهار مدى الموهبة التي تسكن أعماق هذا الممثل المختلف الذي ما لبث أن لعبت ملامحه لصالحه أخيرا بعد أن لعبت ضده كثيرا، فأحدث انقلاباً في مقاييس النجم بعد تألقه في تجسيد شخصية عميد الأدب العربي طه حسين في المسلسل التليفزيوني الذي أخرجه الراحل يحيى العلمي بعنوان «الأيام».

ولت السبعينات بأفلامها التجارية ونجومها المستعارين، وأعلن مخرجو الثمانينات عن مولد موجة جديدة من الواقعية في السينما المصرية، كانت بحاجة إلى أبطال من قلب الشارع المصري، أبطالا يحملون ملامح عادية تناسب أجواء السينما الجديدة الأكثر تأثرا بموجة الواقعية المباشرة التي اجتاحت إيطاليا في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ونجح نور الشريف في تكييف موهبته للمرحلة الجديدة بذكاء تميز به عبر مشواره الطويل.

في الوقت الذي تراجعت فيه أسماء أخرى مثل محمود ياسين وحسين فهمي لصالح النجوم الجدد وفي مقدمتهم أحمد زكي الذي أصبح المشاهد على يديه يتقبل البطل الأسمر صاحب الشعر القصير، وتأكدت نجومية أحمد زكي مع سينما محمد خان وعاطف الطيب وخيري بشارة، وأصبح الممثل المفضل الذي شارك في أفلام معظم مخرجي هذه الموجة في ذلك الوقت والتي بحثت عن أبطالها بين الملايين الذين يعيشون على هامش المجتمع وساعدت ملامح أحمد زكي على أن يكون وفيا للبسطاء والفقراء وأصحاب الأحلام المحطمة، كما ساعدته على أن يلتقط الشخصيات التي يؤديها من أكثر المناطق إنسانية وإعتيادية وأكثرها تأثيراً في الآخرين.

لكن هل ضاعت سنوات السبعينيات من عمر أحمد هباء، في حين منحته الثمانينيات مجده الذهبي، وشهدت التسعينيات تباطؤه وتراجعه الكمي لصالح الكيف، بحيث لم يستطع أن يعبر الألفية الجديدة إلا بالقليل من الأفلام والكثير من الأحلام؟

يرى الكثير من النقاد، كما يرى أحمد نفسه أن سنوات السبعينيات التي أعقبت تخرج أحمد في المعهد هي أكثر السنوات زخما من حيث التأثير في تكوينه الفني بعد مرحلة الطفولة، سواء من حيث بحثه عن دور يليق بطاقاته الكامنة، وسواء من حيث الحراك الديناميكي الذي شهدته مرحلة حكم الرئيس الراحل أنور السادات من نصر أكتوبر إلى إعلان الانفتاح والردة على ثورة يوليو والتشهير بقائدها في موجة مايسمى بأفلام «مراكز القوى»، ثم بداية مرحلة نقد الانفتاح في أكبر حملة نقد سياسي واجتماعي قامت بها السينما، هذا بالإضافة إلى غليان الشارع المصري العام 1977 .

وتأجج شعور المصريين العهد الناصري ترك فيهم عزة نفس كبيرة وفي مثل هذه اللحظات تتفجر النماذج . البشرية وتتألق الشخصيات وتنتشرالنكات، وتزدهر جلسات الدردشة والتقد السياسي على المقاهي التي استمد منها أحمد زكي مخزون انفعالاته، ونماذجه الإنسانية الفريدة وحمل منها معيناً لا ينضب من القدرة على تجسيد المعنى بحركة بسيطة دالة ومعبرة في آن واحد وعبر أحمد زكي عن أبناء جيل الثمانينيات والتسعينيات.

وأصبح أحمد زكي كممثل ترمومتر النجوم الموهوبين في الأداء الدرامي في السينما والذي لا يختلف اثنان على موهبته، حتى أن النجم الكبير نور الشريف عندما سئل عن الفارق بين موهبته وموهبة أحمد قال: إن موهبتي سبعون بالمائة، أستكملها بالدراسة والجهد، أما موهبة أحمد فهي كاملة مائة بالمائة، هكذا تفوق أحمد زكي على ملامحه بفيضان موهبته التي حطم بها صورة النجم الوسيم صاحب الوجه المليح والعيون الخضراء والشعر الملون.

تزوج أحمد زكي مرة واحدة من الممثلة الراحلة هالة فؤاد ابنة المخرج السينمائي أحمد فؤاد وأنجب منها ابنه الوحيد هيثم إلا أن الحياة الزوجية بينهما لم تستمر وانتهت بالانفصال قبل أن يداهم مرض السرطان اللعين هالة فؤاد وترحل عن الحياة تاركة لأحمد جرحاً غائراً في نفسه فلم يفكر في الارتباط بغيرها، ربما تحت تأثير الإخلاص المثالي لقصة حب لم تنجح في الواقع فكان لابد أن تنجح في الخيال، وربما خوفا على شعور ابنه الوحيد هيثم، حتى يجنبه ذلك الإحساس باليتم الذي عاشه أحمد في الصغر بعد رحيل والده وزواج أمه.

قبل دخوله المستشفى بأكثر من شهرين كان أحمد زكي يحاول أن يدافع عن حلمه ومحاولة خروجه إلى النور وهو فيلم حليم، الذي يجسد فيه شخصية أخرى تحتل مكانة خاصة في قلوب الناس وهو عبد الحليم حافظ فقد كان هذا الفيلم أحد الأحلام الكبيرة لأحمد زكي وكان متحمسا له منذ سنوات، وقد قام بالفعل بشراء السيناريو.

وتابع كتابته لحظة بلحظة وبذل كل جهده في سبيل ظهور هذا العمل، إلا أنه تعثر في النهاية وأصيب بطله بإحباط شديد لعجزه عن تخليد ذكرى العندليب الذي عشقه وذاب في فنه وشخصيته كما ذاب من قبل في شخصية السادات وقدمها في فيلمه الناجح «أيام السادات» الذي منحه الرئيس مبارك عنه وسام الدولة للعلوم والفنون من الطبقة الأولى، ولأن الفنان أحمد زكي يؤمن بما يقدمه فقد رهن بيته ومكتبه لينتج هذا الفيلم ويقدمه للناس.

كان يبحث أحمد زكي عن الفيلم الذي يعود به للناس بعد فيلمه الأخير «معالي الوزير» الذي حصل به على جائزة أحسن ممثل من مهرجان القاهرة وقرطاج، وكان من بين مشروعاته الفنية التي كانت تشغله وحسم فيه مرحلة كبيرة فيلم كان يجري التحضير له مع المخرج رأفت الميهي بعنوان «من ضهر راجل» مع المخرج الشاب أحمد ماهر وأيضا كان من بين أحلام أحمد زكي تقديم شخصية سعد زغلول وصلاح جاهين .

آخر تكريم لأحمد زكي كان الشهر الماضي في احتفالية بمناسبة يوم المسرح العالمي، باعتباره أحد خريجي المعهد وأكد عميد المعهد الدكتور أحمد سخسوخ أن التكريم يأتي تقديرا لموهبة أحمد زكي وعطائه الفني وتسلمت عنه الجائزة الفنانة سمية الألفي.

البيان الإماراتية في

20.05.2004

 
 

عاد لممارسة حياته بشكل طبيعي

أحمد زكي يبدأ العد التنازلي لتصوير فيلم «حليم»

طلب أحمد زكي من المخرج مجدي أحمد علي البدء في تصوير فيلمه الجديد «العندليب» أول سبتمبر القادم بعد أن استقر رأيه على أن تكون بداية عودته لاستئناف نشاطه الفني من خلال قصة حياة المطرب عبدالحليم حافظ على الرغم من وجود 4 مشاريع سينمائية أخرى تحت يده حاليا جاهزة للتنفيذ في أي وقت.ويقول أحمد زكي لـ «البيان» أنه يتلقى حاليا العلاج العادي بعد أن توقف عن العلاج الكيماوي لحين استرداد جهاز المناعة داخل جسمه حالته الطبيعية على أن يقوم طبيبه الفرنسي د. شيفالييه بفحصه مرة أخرى في نهاية الشهر القادم في باريس خاصة بعد شعوره بآلام جديدة في الصدر مع ارتفاع في ضغط الدم خلال الأيام الماضية.

وأكد أحمد زكي أنه يوزع إقامته حاليا بين القاهرة والاسكندرية لحين انتهاء حر شهور الصيف ويمارس حياته بشكل طبيعي ويستقبل أسرته وأصدقاؤه ومحبيه وزائريه من كل مكان بعد أن أمضى يومين فقط داخل مستشفى دار الفؤاد لإجراء بعض الفحوص الطبية العادية.

وأضاف بأنه استقبل خلال الأيام صديقه السيناريست محفوظ عبدالرحمن وبحث معه الخطوط العريضة لفيلم «حليم» فهو ليس رصدا دقيقا لتفاصيل حياة عبدالحليم حافظ ولكنه سوف يقدم بعض المحطات المهمة في حياته فقط ومن بينها على سبيل المثال بداياته الأولى كمطرب وكيف ظل متمسكا بغناء أغانيه الخاصة مثل «توبة» و«صافيني مرة» ورفض ضغط الجمهوري عليه ليغني أعمال الموسيقار محمد عبدالوهاب.

ويستعرض الفيلم أيضا أهم محطاته السينمائية ودوره في تأييد ثورة يوليو وصداقاته مع الملوك والأمراء والرؤساء العرب وحفلاته الشهيرة في العالم العربي وعلاقته بأشهر المؤلفين والملحنين ثم رحلته مع المرض والأزمات الصحية التي مر بها الى أن أسدلت الستار على حياته داخل مستشفى لندن كلينك في لندن.

·         وما هي مشاريعك السينمائية الأخرى التي تنتظرك بعد فيلم «حليم»؟

ـ هناك فيلم «نقيب العزاب» قصة يوسف جوهر ويشترك معي في بطولته ممدوح وافي وتخرجه إيناس الدغيدي و«من ظهر راجل» و«ماشي يكلم نفسه» قصة لينين الرملي و«المشير والرئيس» لممدوح الليثي ويشترك معي في بطولته نور الشريف.

·         وكيف تقضي أوقاتك بعيدا عن أجواء الفن؟

ـ مظاهر الحب تحيط بي من كل مكان وأشعر بسعادة كبيرة عندما أكون بين الناس ومنذ أيام استقبلت وفدا نسائيا من لجنة المرأة بأحد النوادي الكبرى بمصر الجديدة حيث تم إهدائي درع النادي وسط مظاهر حب جعلتني أشعر بسعادة غامرة ونسيت معها كل آلامي.

وقد تلقيت منذ أيام قرار تكريمي في حفل إفتتاح مهرجان القاهرة الدولي للأغنية المقرر إقامته يوم 22 أغسطس القادم وأتمنى أن تساعدني ظروفي الصحية على حضوره حيث يعرض على هامش المهرجان فيلما قصيرا عن مشواري الفني مع مجموعة من الأغاني الخفيفة التي قدمتها في أفلام «البيه البواب» و«هستريا» و«مستر كاراتيه» و«كابوريا».

البيان الإماراتية في

29.07.2004

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)