تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

عشرون سنة على البداية وأكثر من نصف بليون جنيه استرليني...

«بي بي سي» في يوم استعراضي مع الضحك

محمد موسى

600 مليون جنيه استرليني تقريباً، آلاف المشاريع الخيرية في افريقيا، آسيا، اميركا اللاتينية، بريطانيا، وأماكن اخرى من العالم، متبرعون بريطانيون ساهمت مساعداتهم الخيرية في تحسين حياة الآلاف، وحتى حفظ حيوات، يبدو من المستحيل الآن حصرها... هذه هي بعض انجازات يوم «كوميك ريليف» التلفزيوني، الذي يعرض اليوم، علماً انه يقدم كل عامين على قناة «بي بي سي» الاولى البريطانية، ما حوله الى أحد احداث الجزيرة البريطانية الكبرى، اجتماعياً وإعلامياً. فالاستعدادات تبدأ له قبل اشهر، ويُستعان فيه بأشهر نجوم التلفزيون والغناء والكوميديا في بريطانيا، ليقدموا أحد اطول الاستعراضات الكوميدية والغنائية الحية المتواصلة في العالم، اذ يبث من الساعة السابعة مساء بتوقيت لندن، ويستمر الى ما بعد منتصف الليل.

وعلى رغم ان عمر فكرة «كوميك ريليف» التلفزيونية يتجاوز العشرين عاماً، الا ان النجاح الذي تحصل عليه كل دورة جديدة يتجاوز دائماً السنوات التي قبلها، فالأموال التي تجمع من تبرعات البريطانيين اثناء عرض الاستعراض الكبير، تزداد كل عامين، والمؤسسة التي تقف خلف «كوميك ريليف»، بدأت ابتكار طرق مختلفة لدفع البريطانيين للتبرع بأموالهم، منها بيع «انوف» حمر اصطناعية ليتم ارتداؤها في اليوم الذي صار يطلق عليه الآن «يوم الكوميك ريليف»، كذلك يلهم الاستعراض التلفزيوني كثراً في ابتكار الأفكار الهزلية في جمع النقود، من طريق القيام بأمور طريفة تصل أحياناً الى الجنون، في حين يختار بعضهم الطريق التقليدية للتأثير في عواطف الناس.

ويسجل للذين يقفون خلف المشروع الخيري والبرنامج التلفزيوني انهم ابتكروا أسلوباً فريداً وجريئاً في الســعي الى جيوب البريطانيين. فالبرنامج الضخم يضع الكوميديا الصارخة جنباً الى جنب المشاهد والتقارير التلفزيونية المؤثرة عن الفقر في افريقا مثــلاً، او عن الاطفال المشردين في الهند، وأحياناً عن مواضيع في بريطانيا نفسها، عن العنف المنزلي، او إجبار الفتيات القاصرات على تجارة الجنس، وسواها من المواضيع الإنسانية المؤلمة.

هذه الانتقالات المتواصلة بين الجدية والهزل، بين الضحك الذي تفجره الكوميديا والحزن الذي يسببه الهم الانساني، تتم بسهولة كبيرة، من دون ان تثير استغراب المشاهدين او الكوميديين. وعرف القائمون على البرنامج منذ البداية، أن التقديم الجدي لمشاكل الفقر والمرض والحروب، لن يحقق النتائج المرجوة، في دفع البريطانيين للمشاهدة او التبرع بأموالهم، خصوصاً في ظل وجود عدد من البرامج التي تتعامل بجدية كبيرة مع هذه القضايا، وتملك ساعات بث تلفزيوني دائم على التلفزيون البريطاني.

وتطور اليوم التلفزيوني الكوميدي الخيري كثيراً مع الزمن، فبعدما كان التلفزيون البريطاني يفتح الخطوط الهاتفية أثناء فترة الاستعراض لحض البريطانيين على تقديم تبرعاتهم، دخل الانترنت ورسائل الخليوي القصيرة في السنوات الأخيرة، بين الطرق التي توفرها «بي بي سي» للراغبين في التبرع. كذلك يمكن تقديم الاموال لهذه المؤسسة الخيرية، من طريق شراء الاسطوانات الموسيقية التي تقدم أغانيها في يوم «كوميك ريليف»، او من طريق شراء بضائع معينة، منها غذائية، تم الاتفاق مع الشركات المنتجة لها، على وضع علامة «الانف الاحمر» على اغلفتها، مقابل ان تحصل المؤسسة الخيرية على جزء من ارباح بيع هذه المنتجات.

وتحول حضور اكبر النجوم الموسيقيين والكوميديين الى إحدى مميزات اليوم التلفزيوني الكوميدي، فالقائمون على التنظيم، يتابعون عن كثب ما يجري على الساحة الفنية في بريطانيا والولايات المتحدة، ويدعون، اكثر النجوم نجاحاً على الساحة الفنية، ليقدموا وصلات كوميدية، او مشاهد من مسلسلاتهم الكوميدية، اعدت خصيصاً لهذا اليوم. وعلى رغم ان النجوم لا يتقاضون اي عائد مادي عن اشتراكهم في «كوميك ريليف»، الا ان الشعبية التي تحيط بالاستعراض الحي، تساهم في تعزيز نجومية بعضهم، وتذكر بمواهب بعضهم الآخر.

وعلى رغم ان السياسيين بعيدون كثيراً من تنظيم «الكوميك ريليف»، او الظهور في الاستعراض، الا ان رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير كسر هذه القاعدة، ليظهر قبل عامين في «اسكتش» مع الممثلة الكوميدية كاترين تيت، في خطوة فاجأت كثراً، خصوصاً ان المشهد التمثيلي تم في مقر رئيس الوزراء في «10 داوننغ ستريت»، ليعتبر اشارة مهمة الى السمعة الكبيرة لهذا لاستعراض الكوميدي الاشهر في بريطانيا.

* «بي بي سي» الأولى، ابتداء من السابعة بتوقيت غرينتش.

الحياة اللندنية في

13/03/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)