تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

فيلم/ 88 دقيقة .. آل بـاتشــينـو.. ومجـازفـة أخيـرة خاســرة

المدى/ فلاح كامل العزاوي

هذا آخر فيلم للنجم السينمائي الكبير آل باتشينو على رغم انه بدأ التصوير فيه عام 2005 لكن عروضه أجلت لأكثر من مرة وحدث خلاف بين منتجيه وشركات التوزيع مما أدى الى ان يعرض في نهاية العام السابق (2008).

ولا شك ان نقاد السينما في الولايات المتحدة الأمريكية كانوا على حق عندما شنوا حملة قاسية على الممثل آل باتشينو عند تمثيله هذا الفيلم، الى درجة انهم وصفوا الفيلم بالأسوأ هذا العام ووصفوا آل باتشينو بالغائب الحاضر!!

ويقينا ان آل باتشينو بدد كثيرا من طاقته الفنية في دور يشبهه من حيث الشكل، لكنه اقل مستوى من قدراته وتاريخه السينمائي الحافل.

فشخصية البروفيسور (جاك جران) المحلل النفسي المتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي تلاحقه عقدة ذنب كبيرة بسبب مقتل شقيقته الصغيرة على يد سفاح بعد تعذيبها.. وهاهو يحس بتأنيب الضمير وهو ما رآه إهمالاً شخصيا منه، ودفعته عقدة الذنب هذه للاقتصاص من أي سفاح متجاوزا القرائن والأدلة الدافعة اللازمة لأي إدانة.. ومستخدماً مهارته في الطب النفسي لإقناع المحلفين بإصدار أحكام قاسية ضد خصومه وذلك بهدف إحقاق عدالة لم يتمكن من تحقيقها مع سفاح شقيقته الذي ما يزال في قيد الحياة ويقضي محكوميته في السجن بموجب عقوبة عدها غير عادلة.

هذه الشخصية التي يؤديها آل باتشينو قد لا تختلف من حيث الشكل عن كثير من الأدوار الناجحة التي سبق وان لعبها في أفلام مهمة.. فهي ضمن الدائرة التي يجيد آل باتشينو اللعب فيها، وتسمح له مهارته في التلون من منح الشخصية الانفعال المناسب بالقدر المناسب، ولم يعترض احد على قدرته الهائلة في الأداء، وبدا ذلك امتداداً لادوار سابقة خلت من التجدد (ولعل ذلك كان واحدا من المآخذ السلبية على أداء هذا الدور في هذا الفيلم).

وعلى الرغم من فيلم (88 دقيقة) يلتقط شخصية (جاك جرام) في لحظة مفصلية من حياته، فبعد ان استطاع عبر تأثيره على المحلفين وبالحد الأدنى من الأدلة والشهود إدانة السفاح (جون فوستر) الذي ينتظر تنفيذ حكم الإعدام فيه وهو يقوم عبر العديد من علاقاته المتشابكة خارج السجن بتنفيذ عدة جرائم قتل لإثبات براءته وللتأكيد بان السفاح الحقيقي لا يزال طليقا.. يتلقى المحلل النفسي (جاك - آل باتشينو) تهديداً بالقتل خلال 88 دقيقة، وهي المدة نفسها التي عذبت فيها شقيقته قبل مقتلها.

ويحاول صانع الفيلم من هذا التحديد الدقيق للمدة تسليط الضوء على ماضي الشخصية التي يؤديها آل باتشينو ولربطها بالحدث الراهن على الرغم من الغموض الذي تضج به أحداث الفيلم، وتوزع الشبهات على معظم الشخصيات المحيطة بجاك جرام وكل ذلك كان كفيلا بجعل الفيلم مثيرا الى درجة كبيرة.. غير انه فشل في تحقيق هذا الهدف.

قصة الفيلم التي كتبها (جاري سكوت) والتي تقوم على فكرة جديدة مليئة بالإثارة ولعلها واحدة من أكثر الأفكار أهمية لفيلم بوليسي من هذا الطراز، غير ان التنفيذ الذي قام به المخرج (جون افنيت) لم يكن بمستوى قصة الفيلم (المكتوبة) وظهرت تغيرات كثيرة أفقدت الفيلم حيويته فبدا باهتا ضعيف المستوى.. مما أعطى للنقاد فرصة الجرأة على مهاجمة النجم آل باتشينو وعلى قبوله الظهور بهذا المستوى مع العلم انه لم يدخر جهدا لمد الفيلم بالحيوية اللازمة من خلال ادائه الذي لم تشبه أي شائبة.. لكن الصراخ في الفضاء الرحب لا يجدي نفعا.. فالفيلم السينمائي ليس أداءً فقط، هذا ربما دفع بعض النقاد بوصفه (بالغائب الحاضر) فهو حاضر كممثل ممتاز في اغلب مشاهد الفيلم لكنه في الوقت عينه غائب كممثل مؤثر كما هي عادته في معظم أفلامه.

لكن المؤسف حقاً ان آل باتشينو كان يعرف كل هذا.. ويعلم ما يخاطر به عندما قبل بطولة فيلم مكتوب بشكل خاطئ بل وان خبرته كانت كافية لان يدرك انه لا خير في فيلم احتوى على عدة منتجين (19) منتجا هم المذكورون في التايتل، فمعنى احتوائه على هذا العدد الكبير من المنتجين هو ان الفيلم مر بصعوبات فنية عديدة وتمويلية اكثر وان المشروع قبل ورفض ثم كل مرة كان يلصق اسم منتج يحاول تحريك المشروع باتجاهه وهذا ما حدث بالفعل (أي ان السيناريو تم تعديله عدة مرات) هذا فضلا عن الاختلاف في اختيار الممثلين المرشحين للبطولة وكذلك البحث عن حلول فنية ودرامية لسيناريو هو في الأصل هش بالطريقة التي كتب بها وتم تغييرها عدة مرات فضاعت الأمور وبالكاد تم تصوير الفيلم.

قد يجد البعض العذر للنجم آل باتشينو الذي تقدم بالسن ولم يعد مطلوباً كالسابق (وهذه واحدة من عادات استوديوهات هوليوود كلما تقدم ممثل في السن ركن في رف النسيان) لاسيما وانه هو من جهر بذلك، بقوله في المؤتمر الصحفي للفيلم: (انه من الصعب جدا ان يحتفظ الممثل الذي تقدم به السن متجاوزاً سن الشباب بمكانته في هوليوود) وهذا حقيقي.

فجين هاكان (الممثل الكبير) اعتزل حين وجد نفسه غير قادر على إيجاد مشاريع ترضيه وروبرت روفورد يحمي نفسه بإخراج افلام بنفسه وكذلك كلينت استويد وسيدني بواتيه في بيته ليل نهار من دون عمل، اما وارن بيتي فلا يزال يبحث عن طريقة للعودة الى السينما بمشروع جديد ولا يجد لذلك سبيلاً..

بلغت الكلفة الإجمالية لميزانية الفيلم ثلاثين مليون دولار وعرض في اكثر من الف دار عرض في أمريكا وحقق في أسبوعه الأول ستة ملايين دولار وجمع طوال مدة عرضه التي استمرت شهرين نحو ستة عشر مليون دولار فيما بلغت إيراداته من عروضه التجارية خارج أمريكا نحو ثلاثة عشر مليون دولار، وبذلك يكون بالكاد قد استرد قيمة تكلفته الإنتاجية.

صور الفيلم في مدينة فانكوفر وفي جامعة كولومبيا البريطانية

الفيلم/ تمثيل آل باتشينو واليسا ويت

وإخراج/ جون افنيت

المدى العراقية في

10/03/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)