تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

خواطر ناقد:

في المهرجان الكاثوليكي تكريم لا يعرف المجاملة!!

بقلم : طارق الشناوي

سعدت وأنا أري وجوها أحببتها كثيرا يتم تكريمها يوم الجمعة الماضي في افتتاح المهرجان الكاثوليكي رقم ٧٥ كان احتفالا بسيطا ولا أقول متواضعا لكنه يحمل في تفاصيله وفعالياته كل الدفء والجمال والحميمية.. الأب يوسف مظلوم رئيس المركز الكاثوليكي يعتلي خشبة المسرح الصغير بقاعة النيل ويصعد خلفه الأب »بطرس دانيال« وكيل المركز بكلمات مكثفة يرحبون بالضيوف ويبدأ المكرمون في الصعود.. كان الفنان الكوميدي محمد ابوالحسن أحد الوجوه التي غابت كثيرا في السنوات الأخيرة عن الساحة الفنية.. تضاءل وزنه لم أسأله عن السبب ولكنه بمجرد ان صعد إلي خشبة المسرح عاد إليه شبابه وتألقه بل لاحظت ان وزنه كثيرا زاد بضعة كيلو جرامات ايضا.. كان يداعب الجمهور يقفشات أطلقها ورد عليه الحضور بأحسن منها وحكي »ابوالحسن« عن تاريخه الفني ورغم اننا لا نحتاج إلي من يذكرنا بلمحات عديدة لهذا التاريخ مثل مسرحيته »سك علي بناتك« مع العملاق »فؤاد المهندس«.. ابوالحسن.. كوميديان لايزال بداخله الكثير يمنحه لنا فهل يا تري يسمعنا أحد ممن بيدهم الامر ليعيدوا لنا تلك الموهبة التي لا تعرف الصدأ!

الوجه الثاني هو في الحقيقة نراه صوتا اكثر مما نراه وجها.. انه صاحب الذاكرة الاذاعية النادرة التكرار ولولا وجدي الحكيم« ما كان من الممكن أن نؤرخ للحياة الفنية وخاصة الغنائية في مصر.. فلقد بدأت رحلته عام ٤٥٩١ في الاذاعة المصرية ولحق وهو شاب بكل العمالقة »أم كلثوم« »عبدالوهاب« ، »عبدالحليم«، »الموجي«، »الطويل« و »بليغ« و »مأمون الشناوي« و »حسين السيد« و »مرسي جميل عزيز«، »الابنودي« كل هؤلاء وغيرهم لا توجد لهم مع الاسف تسجيلات الا تلك التي اقتنصها »وجدي« وكان لديه استشراف للمستقبل فلقد اكتشفنا أن أرشيف الاذاعة المصرية لا يحتفظ للعمالقة بأحاديث يستطيع اعادتها للجمهور.. اغلب تلك اللقاءات تم محوها بحسن أو بسوء نيه لا أدري لكن »وجدي الحكيم« كان يسلم التسجيل للاذاعة المصرية ويحتفظ بنسخة منه في مكتبه الخاص ونكتشف ان تسجيلات »وجدي« صارت هي الذاكرة الحية للاعلام المصري.. تواجد »وجدي الحكيم« في ظل قيادات اعلامية بحجم »احمد سعيد« و»أمين بسيوني« و »سعد زغلول نصار« و»صفية المهندس« و »فهمي عمر« وسامية صادق، فلقد كانوا هؤلاء قادرين علي ان يشعروا بمواهبه فلم يعد وجدي« فقط هو صاحب الصوت المميز والتسجيلات التي تحولت الي خبطات اذاعية لكنه ايضا صار مخرجا قدم لنا عددا من أشهر المسلسلات الكوميدية الاذاعية مثل »شنطة حمزة« التي لعب بطولتها »أمين الهنيدي« و»صفاء ابوالسعود«.. و»جدي« حتي الان لايزال يبدع خارج اسوار الاذاعة المصرية ويحقق أيضا الخبطات الاذاعية وكأنه شاب في العشرين.. فهو وامسكوا الخشب ٥٥ عاما من الابداع ويحتفظ بذاكرة لا تخطيء حتي الان في ارقام التليفونات التي يحفظ منها علي الاقل ألف رقم!

سمير صبري« مزيج من المغني والمذيع والممثل والراقص.. هو اول مذيع تليفزيوني مصري يحقق نجومية.. ارتبط في بداياته بمهرجان التليفزيون الذي واكب ايضا بدايات التليفزيون المصري في مطلع الستينيات وكانت مصر تطلق علي التليفزيون اسم التليفزيون العربي وليس فقط المصري وكان التليفزيون اثناء قيادة . دعبدالقادر حاتم للاعلام هو احد اسلحة الدولة - اللوجستية - ورأينا كيف ان التليفزيون المصري العربي كان ايضا تليفزيونا دوليا حيث ان مصر كانت تقيم علي ارضها مهرجانا دوليا كل عام تشارك فيه اكثر من ٠٧ دولة وكان »سمير« الذي يجيد ٤ لغات هو نجم هذه المهرجانات.. تألق سمير صبري مذيعا وقدم افلاما وغني في الحفلات وفي الاستديو.. إلا انك لو سألتني ما هي اهم موهبة لسمير صبري لقلت لك علي الفور انه اهم مقدم برامج عرفته الشاشة الصغيرة طوال تاريخها!!

»محسنة توفيق« حدوتة مصرية بكل ما تحمل هذه الحواديت من لحظات توهج وذروة وترقب.. فنانة لا تنسي حتي لو غابت.. من القلائل الذين جمعوا بين التألق علي خشبة المسرح والتألق امام كاميرا السينما بنفس الوهج.. دخلت التاريخ المسرحي بروائع مثل »منين اجيب ناس« ، »دماء علي ملابس السهرة« ودخلت تاريخ السينما مع ابداعات يوسف شاهين »حدوتة مصرية« ، »الاختيار«، »العصفور« ، »اسكندرية ليه«.. ومع المخرج عاطف الطيب »الزمار« ، »قلب الليل«. ومع أحمد فؤاد »بيت القاصرات«.. لست أدري كيف تختفي هذه المبدعة الكبيرة عن حياتنا الفنية اصبحنا نراها عبر مايذاع لها من ارشيفها القديم ولكن »محسنة توفيق« كما رأيناها في الحفل تستحق ان تكتب لها اعمال فنية.. هي لا تخسر بالابتعاد بقدر ما تخسر نحن وتفقد خشبة المسرح وكاميرا السينما احساس نادر نتوق دائماً إليه!

وكأننا اردنا ان يتوقف بها الزمن.. احدثكم عن الفنانة التي اطلقوا عليها الطفلة المعجزة « فيروز.. انها ايقونة الطفولة في الخمسينيات منذ ان اطلقها صانع المواهب »أنور وجدي« عام ٠٥٩١ بافلام ياسمين. وفيروز هانم«.. »دهب« نعم النجاح هو منحة إليهة اراد لها الله ان تمنح الاطفال ومن مختلف الاجيال حالة من السعادة.. كل من شاهدها في طفولته اعتقد انها تعبر عن زمنه وطفولته.. هو الطفلة صارت الان وجدة وأبناء اطفالها لايزالوا يرونها نفس الطفلة المعبرة عن الطفولة في كل زمن.. ما الذي حدث لفيروز؟ كبرت الانسانة لكن عيون الناس رفضت الاعتراف بالسنوات وكأنهم ينفون عن انفسهم ايضا مرور السنوات.. حاولت »فيروز« في الستينيات ان تتواجد شاركت في بطولة عدد من الافلام لكن الناس لم ترض ومر زمن وواءه زمن ولاتزال فيروز هي الطفلة الاشهر.. نعم الزمن من الممكن ان نقرأه الان علي وجهها لكن روحها لاتزال تتثبت بروح الطفولة عينيها هي عيون الطفلة »دهب« ياسمين.. فيروز هانم!

غدا ختام المهرجان لتوزيع جوائز لجنة التحكيم في المهرجان الكاثوليكي ولكن كان يوم الافتتاح يوم التكريم لمبدعين اثروا حياتنا ولا يزالوا يوم دافيء وحميم وبسيط مثل روح الأب يوسف مظلوم.

أخبار النجوم المصرية في

26/02/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)