تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

فيلم ألوان السما السبعة..

خطايا الروح تجليها رقصة التنورة

علي عبد الامير محمد

« لقد سما الجسد الترابي من العشق حتى الافلاك .. وحتى الجبل بدأ في الرقص وخف « كتوطئة لفكرته الاساسية يستهل فيلم (الوان السما السبعة) مقدمته بهذا البيت الشعري لجلال الدين الرومي ,طارحا نفسه من خلال قصة رومانسية بمسار روحي مرتكزا على موضوعة الصوفية وطرائقها في تحرير النفس من اثامها بالرقص ,مما اكسبه اهتماما لكون الثيمة بحد ذاتها تناولاً جديداً في السينما العربية .  يتمحور السيناريو الذي كتبته زينب عزيز على ثلاث شخصيات رئيسية وإن تفاوت حجم الدور تبعا لنجومية الممثل وحتى الملصق الدعائي للفيلم يشير الى ذلك بصورة جلية!,فحنان(ليلى علوي) فتاة الليل التي قضت ريعان شبابها في المتاجرة بجسدها للوصول الى المال والعيش الرغيد تحاول ان تبدأ حياة جديدة باحثة عن خلاصها الروحي من كل خطاياها, فتجد في عروض راقص التنورة بكر(فاروق الفيشاوي) وسيلة لتحقيق ذلك حيث نرى تطور العلاقة الى اعجاب به شخصيا وثم حب متبادل بينهما ,اذا ماعلمنا ان بكر المحترف في هذه الرقصة التي يزاولها كعمل يجني منه المال قد نال من خلالها شهرة اكسبته علاقات نسائية كثيرة حملت روحه اعباءا نفسية جعلته يمقت مايؤديه لكونه خرج بها من نطاق ما اوجدت له بالاصل كوسيلة للعبادة وتحرير النفس من قيود الجسد ونوازع غرائزه ,وهو ما يفسر رفضه مزاولة ولده سعد(شريف رمزي) لها , الابن الوحيد من زواج فاشل سببه شكه المبالغ فيه بسلوكيات طليقته(سوسن بدر) التي تضج انوثة ,سعد الذي يحلم بأن يصبح راقص تنورة شهيرا يلح في طلبه هذا على ابيه حتى نراه في نهاية المطاف وقد وضع قدمه على اول الطريق يعاني من علاقته المتوترة بأمه بسبب دلعها وغنجها المفرط فتراه دائم الخلاف معها الامر الذي يؤثر بشكل او بأخر في علاقته الغرامية مع جارته(منى هلا) التي تقدم دورا جريئا بتفاصيله خصوصا مشاهد الجنس الحميمة وهو ماسبب لها هجوما عنيفا من الجمهور والصحافة ,وبالتأكيد مرد ذلك الى اجادتها ما قدمته مما يحسب للمخرج سعد هنداوي الذي اعاد اكتشاف قدراتها الادائية بشكل مغاير عما الفت ان تقدمه .    لقد استطاع الفيلم ان يعيد احياء ظاهرة المخرج النجم فعلى طول دقائقه لايفتأ عقل المشاهد يتذكر اسم المخرج لكونه بالاداء المميز سحب البساط من الممثلين في سلب المتلقي اعجابه وهو ينوع بانتقالات ممتعة وذكية مابين انواع اللقطات فمن القريبة الى البعيدة الى لقطات رد الفعل بكل ماتحمله من سحر وتأثير وجاذبية واستخدام الفلاش باك بصورة دقيقة وبتوقيتات متوازنة وبتشكيل بصري يعمق لغة الحوار وبصورة انعكاسية للانفعالات النفسية والجسدية المختلفة للشخصيات من خلال حركة كاميرا سلسة وانيقة قادها مدير التصوير الكفوء رمسيس مرزوق وبالترافق لموسيقى تصويرية منسجمة مع مسيرة الاحداث لتامر كروان وهو ماتجده في العديد من المشاهد المميزة مثل مشهد الافتتاح حيث عالم المدينة الحديثة المادي والصاخب بصراعاته الاجتماعية حين تنتقل منه حنان الى اجواء الاحياء التراثية القديمة المشبعة بعبق روحاني او مشهد بكر في رقصة التنورة بانتقالاته بين واقع الجسد الراقص وتسامي الروح في ملكوت السماء في حين حنان تحلق بسعادة مع نسمات الهواء التي تثيرها حركة التنورة وهي تداعب خصلات شعرها ,او مشهد سقوط فنجان القهوة من يد حنان على ارضية المطبخ وقيامها بغسله بالماء ثم بكم كبير من رغوة الصابون هي تبكي دلالة على رغبتها الجامحة في محو كل ما اقترفته من خطايا ,وكذلك في مشهد وقوفها على البحر واغتسالها فيه ثم خروجها منه بتتابع حركة مموه ومتداخل كأنها تتخلص من اوساخ شخصية(حنان) بالقائها فيه والتطهر بالماء مستعيدة اسمها وشخصيتها الحقيقية(صباح) ,اطر رمزية بسيطة وسهلة النفاذ لعقل المشاهد العادي استخدمها هنداوي للوصول الى توضيح رؤيته لقصة الفيلم ومن المفارقة ان هذه المشاهد بمجملها جاءت دون حوار ومرتكزة فقط على الموسيقى التصويرية المعبرة بشكل كبير وهو مايبين حالة الارباك ازاء المشكلة الرئيسية التي واجهها (الوان السما السبعة) الا وهي اخفاق زينب عزيز بأيجاد سيناريو محكم ودون هفوات او حوار ناضج وعميق بعيدا عن السطحية التقليدية لمعظم الافلام المصرية يدعم القصة المميزة مسببة قصورا واضحا حاول المخرج معالجته بأطلاق العنان لرؤاه الاخراجية ساعيا لشد المتلقي بعيدا عن الهنات الواضحة والثغرات التي حتما ستثير تساؤلاته وبالتالي تخرجه من حالة الشد والاندماج مع مسيرة الفيلم ولكن ذلك لم يستطع ان يلغيها خصوصا النهاية والتي جاءت روتينية ولم تشكل اي اضافة للتكوين العام ,في حين شكل التقديم الادائي لشخصية حنان من ليلى علوي نقلة مميزة لها موضحا ماتعطيه تراكمات الخبرة والتجارب الفنية الكثيرة من اثراء تمثيلي لقدرات الفنان ,وفي نفس السياق يؤدي شريف رمزي دوره بأقناع كبير في التجسيد وايصال المشاعر والاحاسيس التي تعتري الشخصية . 

وعلى العموم غدا (الوان السما السبعة) تجربة سينمائية لسبر اغوار الروح بأجواء صوفية رومانسية حين يعيد الحب الى النفوس بريقها الغائب مع بصيص من الامل .

المدى العراقية في

17/02/2009

 

 

المكتبة السينمائية:

ألان سـتــــــــون..الأفلام و مغامرة الحياة الأخلاقية

عادل العامل 

تمثل الأفلام ، بالنسبة لألان ستون Alan Stone ، و هو محلل فرويدي سابقاً و رئيس سابق للجمعية النفسانية الأمريكية ، الوسيلة الديموقراطية الحديثة العظيمة لاستكشاف حيَواتنا الجماعية و الفردية. وهي توفر مناسبات لتأمل ما يدعوه بـ « المغامرة الأخلاقية للحياة « : الخيارات التي يتخذها الناس ــ إلى ما وراء حدود شخصيتهم و أحوالهم ــ استجابةً لتحديات الحياة . و نوعية هذه الخيارات ، بالنسبة له، هي مقياس الحياة التي عِيشت جيداً .

وفي مقالاته السينمائية هذه ، يقرأ ألان ستون الأفلام باعتبارها نصوص حياة .

فهو منشغل بفكراتها أكثر من انشغاله بتقديمها البصري ( على الشاشة ) ، و بقوتها على تحريكنا أكثر من انشغاله بنجاحها التجاري . و يكتب ستون عن كلٍّ من أفلام الفن و قنابل هوليوود السينمائية ذات الميزانيات الكبيرة . و يقدم مجالاً استثنائياً من الاسناد التاريخي ، و الأدبي ، و الثقافي ، و العلمي الذي يعكس تاريخه الشخصي المؤثر : فقد كان بروفيسوراً للقانون و الطب ، و لاعب كرة قدم في جامعة هارفارد في أواخر الأربعينيات، و مديراً للتدريب الطبي في مستشفى مكلين ، و مستشاراً لأتورني جنرال جانيت رينو في العلم السلوكي . و في نهاية الأمر اتجهت حماسة ستون بوجهٍ خاص نحو الأفلام التي تنطوي على التعقيد المطلق للحياة ، و توسِّع من خلال ذلك فهمنا للإمكانيات الإنسانية : فهو في Antonia>s line)   ) ، يرى صورةً مفعمةً بالحيوية عاطفياً لعالم ما وراء البطرياركية ، و في ( ثلاث عشرة محادثة حول شيءٍ واحد ) ، قوة الاحتمال المطلق في الحياة البشرية ، و في (American Beauty ) كيف يقوم الجمال في التجربة الاعتيادية باجتذابنا خارج أنفسنا ، و كيف أن الجمال و العدالة خيران متميزان ، من دون رابطٍ جوهري . و تتضمن الأفلام الأخرى التي جرت مناقشتها في هذه المقالات ( التي كتبها ستون لمجلة بوستن ريفيو بين عامي 1993 و 2006 ) Un Coeur en Hiver : ، و قائمة شندلر ، و قصة تافهة ، و ثلاثة عشر يوماً ، و نسخة عام 1997 من لوليتا ، و معركة الجزائر ، و آلام المسيح ، و إقتناع Persuasion  ، و الماء .

وقد وصف ألين سكاري ، مؤلف On Beauty  ، كتاب ستون هذا بقوله : إن هذا الكتاب اللامع أشبه بالمحادثة المثالية بعد فيلم من الأفلام . و القليل من النقّاد يمتلكون دقة ألان ستون الأخلاقية ، والسايكولوجية ، و الروحية ، بل صبره و مجال تناوله . و بعين عالم النفس التي لديه بالنسبة للعلاقات الإنسانية الجوهرية المعقدة ، يُعد ستون مرشداً ملهَماً عبر عالم السينما الأمريكية و الأجنبية . وقد جعلني كتابه هذا أود أن أشاهد ثانيةً كل فيلم ورد فيه .

المدى العراقية في

17/02/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)