تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مدخل الى السينما الكردية..

الحركة السينمائية في البلدان التي توزعت بينها كردستان

لقمان محمود

يتناول الباحث برهان شاوي في كتابه “ مدخل إلى السينما الكردية “، الذي تطرقت إليه قبل ذلك أربعة محاور أساسية، تمثل نقطة انطلاق لخلق فرصة نادرة لمعرفة الكرد عند الآخر، سواء أكان هذا الآخر روسياً – سوفياتياً، إيرانياً، عراقياً، أو تركياً، وذلك من خلال النشاط السينمائي لتلك البلدان.

و انطلاقاً من هذه المحاور نجد:

أولاً: الكرد في السينما الروسية والسوفياتية

ثانياً: النشاط السينمائي الكردي في إيران

ثالثاً: الكرد في السينما العراقية

رابعاً: الكرد في السينما التركية

والآن سنبحث في موضوع الكرد في السينما الروسية والسوفياتية، بالاستناد إلى الافلام التي صنّفت و ذكرت في المراجع السينمائية والفنية السوفياتية. و أول هذه الافلام، فيلم “ زاريا “ للمخرج بيك نزاروف، والذي يُعتبر أول فيلم روائي عن الكرد.

   حيث يحكي هذا الفيلم قصة حب تجري في إحدى القصبات الكردية، حيث يحب الراعي سعيد الفتاة الفقيرة زاريا، إلا أن الاقطاعي تيمور بيك يحاول أن يتخذ منها زوجة ثانية له، رغم علمه بقصة حبها، لكن لحسن حظ الاقطاعي تبدأ الحرب العالمية الأولى، حينها تصدر السلطة القيصرية قراراً بتجنيد الشباب الكرد. وهنا يحاول الاقطاعي تيمور بك من خلال علاقاته بجندرمة السلطة القيصرية ان يعفي أعوانه من الخدمة، و أن يدفع المال كي يُساق سعيد و زوربا (شقيق زاريا ) إلى الحرب.

جدير بالذكر أن هذا الفيلم قد عرض في عام 1927، وقد قوبل – حينها – بترحاب كبير، وحفاوة بالغة في الصحافة الفنية السوفياتية. وهنا يضيف المؤلف معلومة إضافية عن الفيلم، تتلخص في أن فيلم “ زاريا “ كان صامتاً، إلا أن المخرج بيك نزاروف ركب الصوت إلى الشريط الفيلمي خلال فترة الثلاثينيات، وهناك نسختان من الفيلم واحدة باللغة الروسية محفوظة في موسكو، والاخرى باللغة الارمنية محفوظة في يريفان.

أما الفيلم الثاني فكان بعنوان “ الكرد الأيزيديون"  للمخرج آمو مارتيروسيان. ويتحدث هذا الفيلم عن الكرد الايزيديين في ظل السلطة السوفياتية. حيث يبدأ الفيلم باستعراض تسجيلي لوقائع الحياة في احدى القرى الكردية.

فالراعي جلال يذهب بقطيع الاغنام التابع للشيخ خانو إلى المراعي، و زوجته تنقل الماء إلى دار الشيخ، بينما تغط زوجة الشيخ في نوم عميق.

إنّ فيلم “ الكرد الايزيديون “ يكشف لقطة بعد لقطة عن الاختلاف بين المرحلتين: المرحلة الروسية ، والمرحلة السوفياتية. إذ نرى في هذا الفيلم جمعية زراعية تعاونية ( كلخوز ).

لكن الغريب أن السينما السوفياتية عموماً، و السينما الأرمنية خصوصاً لم تقدما أي فيلم روائي آخر على مدى عقود، حتى انهيار الاتحاد السوفياتي.

ويبدو – والكلام للمؤلف – أن هذا الامر له علاقة بحدة الصراع الطبقي في بداية نشوء الاتحاد السوفياتي، و بسياسة ستالين القومية، والتي قامت على تشتيت القوميات وتجزئتها وتوزيعها على فيافي الاتحاد السوفياتي.

بالاضافة إلى هذين الفيلمين الروائيين، هناك أيضاً أفلام وثائقية، منها فيلم “ أكراد أرمينيا السوفياتية"  والذي أنتجه التلفزيون الأرمني عام 1959، حيث يتحدث هذا الفيلم الوثائقي عن واقع الكرد في أرمينيا، وقد أنتج هذا الفيلم للدعاية السياسية، على خلفية عودة الكرد العراقيين في عام 1959، بقيادة الجنرال ملا مصطفى البارزاني من الاتحاد السوفياتي إلى كردستان العراق، عقب إعلان الدستور العراقي المؤقت، و الذي بموجبه تم الاعتراف بأنّ العراق وطنٌ مشترك بين العرب والكرد.

المحور الثاني من هذا الكتاب يتناول النشاط السينمائي الكردي في ايران. وفيه نتعرف على أول فيلم كردي بعنوان “ دختر لور – ابنة اللور “ في عام 1934، للمخرج عبد الحسين سبند، الذي سعى كثيراً لتطوير السينما الايرانية، حيث أخرج – هذا المبدع – خلال عامين فقط ( 1934 – 1936 ) ستة أفلام. كما أعتبر فيلمه المعنون بـ “ ابنة اللور “ كأول فيلم إيراني ناطق.

أما في نهاية الخمسينيات، فقد أخرج فاروق جعفري فيلم “ جنوب المدينة “ الذي منع من العرض بسبب اسلوبه الواقعي في تصوير الحياة اليومية في الاحياء الشعبية للعاصمة الايرانية.

كما أخرج سيامبك باسمي في بداية الستينيات فيلمين، الاول تحت اسم “ ضفاف الانتظار “، والثاني تحت اسم “ الطلسمان العائلي “، وكلا الفيلمين يتحدثان عن حياة الكرد البسطاء ومشاكلهم الاجتماعية في إقليمي لورستان وكردستان.

في المحور الثالث، والمعنون بـ “ الكرد في السينما العراقية “، نجد أسماء مخرجين كرد أمثال: كاميران حسني مخرج فيلم “ سعيد أفندي 9 “، حكمت لبيب مخرج فيلم “ بصرة ساعة 11 “، عبد الجبار ولي مخرج فيلم “ من المسؤول ؟ “ و خليل شوقي مخرج فيلم

“ الحارس “.

وكل هؤلاء المخرجين هم كرد، ورغم ذلك – والكلام للمؤلف – لم يخرجوا شيئاً يخص الكرد، أو يتحدث عنهم، فجميعهم عملوا في بغداد، وانتجوا أفلاماً عراقية تخص المجتمع العراقي بشكل عام، و لم تطرأ في  أذهانهم فكرة إخراج أفلام ذات صبغة قومية باستثناء يوسف جرجيس، الذي حاول في بداية الستينيات إنتاج فيلم تحت اسم “ كاوا الحداد “، غير أنّ الجو الفاشي المحمل بالحقد الشوفيني ضد الكرد – حسب تعبير برهان شاوي – كان السبب في عدم انجاز هذا الفيلم.

وكذلك الامر بالنسبة للمخرج يحيى فائق الذي حاول جمع مواد و وثائق لاخراج فيلم “ مم و زين “ عن الملحمة الشعرية للشاعر الخالد أحمد خاني، لكن مشروعه أيضاً لم ير النور لنفس السبب.

أما المحور الرابع و الأخير، فجاء بعنوان “ الكرد في السينما التركية “، و فيه يستعرض المؤلف الخطوات التي رافقت الحكومة التي أتت بعد سقوط الحزب الديمقراطي، و تحديداً في حزيران 1960، و ما رافق الحكومة الجديدة من تحولات ديمقراطية، حيث انعكس هذا على مجالات الحياة كافة، ومنها مجال السينما.

وخلال هذه الفترة برز أهم مخرجي السينما التركية أمثال: يلماز غوناي، لطفي أمير عقادي، متين إيركسان و خالد رفيق. مما ضاعف من الانتاج السينمائي. و الاهم من كل ذلك هو أن السينما خلال هذه الفترة بدأت تقترب من هموم الناس، و بدأ إتجاه الواقعية النقدية يتبلور أكثر كتيار واضح له وزنه في السينما التركية.

فظهرت أفلام مثل: “ قانون الحدود “ عام 1967، للمخرج لطفي أمير عقادي، المأخوذ عن سيناريو ليلماز غوناي، والذي تحدث فيه لأول مرة عن خشونة الحياة وبؤسها وشراستها في كردستان تركيا. وذلك من خلال قصة رجل يضطر من أجل لقمة العيش أن يمارس مهنة التهريب، كما أخرج ممدوح يون عام 1975، فيلم “ أسطورة جبل آغري “ عن رواية الكاتب الكردي يشار كمال.

كذلك أخرج إيردن كيرال عام 1982 ثالث أفلامه باسم “ فصل في هكاري” حيث يتحدث هذا الفيلم عن مدرس تركي يُرسل للتدريس في قرية كردية نائية تقع في إقليم هكاري، كنوع من النفي و العقاب.

ويعرض الفيلم ذلك العالم النائي الموحش والقاسي، حيث أبسط مقومات الحياة الانسانية معدومة، و رغم أن الفيلم يحيط بشكل بسيط بالمشكلات الاجتماعية، ويركز على العلاقات والمصائر الفردية، فان الصورة الحقيقية للحياة في كردستان قد أزعجت السلطات التركية، فمنعت الفيلم، ولكن – والكلام لبرهان شاوي – بعد مناشدات إعلامية وسياسية أطلق سراح الفيلم، الذي سرعان ما نال الجوائز في المهرجانات السينمائية.

الإتحاد العراقية في

01/02/2009

 

 

مدخل إلى السينما الكردية

لقمان محمود 

منذ بداية العشرينيات، و بدعم من السلطة الفتية، بدأ السينمائيون السوفييت في آسيا الوسطى بتأسيس ( سينما ) هم القومية. ومن هؤلاء كان السينمائيون الأرمن يشقون طريقهم في أرضٍ عذراء ووعرة. ويقف في طليعة هؤلاء المخرج الأرمني بيك نزاروف، الذي يُعد من أهم مخرجي السينما السوفياتية، و أحد مؤسسي السينما القومية لشعوب آسيا الوسطى. حيث يرتبط مع اسمه أول فيلم سوفييتي عن الكرد.

ففي عام 1926، جمع هذا المخرج فريقه السينمائي وتوجه إلى منطقة جبال ( آراكاصي ) حيث يعيش الكرد، ليخرج هناك فيلمه الشهير ( زاريا ) ، و الذي يتحدث فيه عن حياة الكرد قبل ثورة أكتوبر.

فكما يؤكد الدكتور عبد الرحمن قاسملو في كتابه “ كردستان و الأكراد “، أن هذه المناطق الكردية قد أصبحت جزءً من روسيا عام 1813، عقب معاهدة كلستان بين ايران و روسيا، وبعد ذلك تم ضم قسم من الاكراد إلى ولاية يريفان، وفقاً لاتفاقية تركمانجاي، عام 1828، و أخيراً تم ضم كرد قارس و أردهان إلى روسيا أيضاً.

لكن بعد ثورة أكتوبر الاشتراكية، و استناداً إلى المعاهدة المعقودة بين روسيا السوفياتية و تركيا في 21 آذار 1921، أعيدت منطقتا قارس و أردهان إلى تركيا، ولم يبق في الاتحاد السوفياتي سوى آلاف قليلة من الكرد الذين يعيش معظمهم في أرمينيا.

ويأتي ضمن هذا السياق كتاب “ مدخل إلى السينما الكردية “ للكاتب و الناقد السينمائي برهان شاوي، الذي يثير تساؤلات عديدة ترتبط بالأساس بالحركة السينمائية في البلدان التي توزعت بينها كردستان، في ظل عدم وجود دولة معترف بها عالمياً تحمل اسم دولة كردستان. رغم الاعتقاد السائد عالمياً بأنّ وطناً بهذا الاسم يوجد، و يعيش على أرضه شعب اسمه الشعب الكردي، و ان هذا الشعب لم يأت إلى هذه البقعة من الارض من بقاع أخرى، و انما هو موجود منذ آلاف السنين على هذه الارض، لذا – ورغم هذا التقسيم – فان أي انجاز ثقافي وسياسي و اجتماعي للكرد في أي جزء من هذه الاجزاء يُعد انجازاً لمجموع الامة الكردستانية.

ومن هنا، يمكننا القول إن أي فيلم يُنجز من قبل السينمائيين الكرد، فانه انجازا ثقافي كردي بامتياز، باعتباره جزء لا يتجزأ من الثقافة القومية لعموم كردستان.

فاليوم يوجد سينمائيون كرد، وعلى مستوى رفيع من الشهرة أمثال: يلماز غوناي، بهمن قبادي، عائشة بولات و هونر سليم.. إلخ.

بالنسبة إلى يلماز غوناي ( 1937 – 1984 ) ، يمكننا القول وبكل إعتزاز بأنه الأب الروحي للثقافة السينمائية في كردستان. فقد حصل فيلمه “ القطيع “ على جوائز عالمية، منها جائزة فيمينا البلجيكية، وجائزة كران بير من مهرجان لوكارنو الدولي الثالث والثلاثين، والجائزة الكبرى من مهرجان فالنسيا.

أما فيلمه المعنون ب “ الطريق “ فقد حصل هو الآخر على عدة جوائز عالمية، منها جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان الدولي الخامس والثلاثين، مناصفة مع المخرج اليوناني كوستا غافراس.

أما بهمن قبادي، صاحب فيلم “ زمن الخيول المخمورة “ فقد استطاع أن يحقق نجاحاً عالمياً، و خاصة بعد فيلمه المتميز “ السلاحف أيضاً تطير “، حيث حصد هذا الفيلم أكثر من سبع وعشرين جائزة عالمية.

وتجدر الاشارة إلى أن فيلم “ السلاحف أيضاً تطير “، هو أول فيلم يتم تصويره في كردستان العراق، منذ ست وعشرين عاماً.

أما المخرجة عائشة بولات، فقد حصلت على جائزة الفهد الفضي في مهرجان لوكارنو للسينما، عن فيلمها “ أون غارد – Engarde  “.

أما بالنسبة للمخرج السينمائي هونر سليم، الحاصل على جائزة سان مار ماركو في مهرجان فينيسيا السينمائي لعام 2003، فيمكننا القول بأنه قد نجح في ابراز خصوصيته بنوع من التاريخ و التأمل لرصد حركة الانسان الكردي الطويل الممتد من الماضي إلى الحاضر، من خلال عمليات الترابط الزمني، الذي بدوره يعمل على الترابط المكاني، و خاصةً في فيلم “ فودكا ليمون “ المسبوق بفيلم “ تحيا ماريا.. تحيا كردستان “، وفيلم “ أحلامنا الضائعة”.

حيث يمتاز فيلم “ فودكا ليمون “ بفكرة الوطن أو حالته، وهو فيلم طويل يحكي مأساة الشعب الكردي من خلال حكاية حب بين عجوزين أرملين، يعيشان في قرية كردية نائية و بائسة كأغلب  القرى الكردستانية.

لكن المفاجأة – في هذا الفيلم – هو أنّ هذه القرية الكردية هي في جمهورية أرمينيا، بعد سقوط الاتحاد السوفياتي.

إنّ هذا الفيلم السينمائي يؤكد إصرار الكردي على الحب والحرية و البقاء.

من خلال هذا المدخل إلى السينما الكردية ، سوف نتعرف على بعض الأفلام الروسية والسوفياتية، والتي أخذت الانسان الكردي موضوعاً لها، مثل فيلم “ زاريا “ للمخرج الارمني بيك نزاروف، وفيلم “ الاكراد الأيزيديون “ للمخرج الارمني آمو مارتيروسيان.

لكن قبل ذلك سوف نتعرف على الكرد في روسيا أولاً، وفي الاتحاد السوفياتي ثانياً، وذلك بالاستناد إلى رأي أهم مستشرقين وهما : مينورسكي و لازريف.

يقول المستشرق الروسي مينورسكي عن الكرد في روسيا: أنهم يسكنون في مقاطعة يريفان في الاقسام التي تتصل بجبل آرارات، وكذلك في مناطق مختلفة أخرى من نواحي أردهان و قاقزمان في منطقة قارس، إضافة إلى منطقة زنكزور و جوانشير و أرش وجبرائيل في منطقة إليزابيت بول. وكان عددهم في يريفان عام 1910، يتعدى ال ( 125) ألف نسمة.

أما المستشرق السوفييتي لازريف، فيقول أنّ نسبة الكرد في الاتحاد السوفياتي قد وصل إلى 1% من نسبة الشعب الكردي ككل. واستناداً إلى الرقم الذي يعتمده لازريف عن نفوس الشعب الكردي، والذي يقدره ب ( 20 ) مليون نسمة، رغم أن النسبة أعلاه غير دقيقة، فإن الكرد في الاتحاد السوفياتي السابق يقدرون بحوالي ( 200 ) ألف نسمة.

ناهيك عن الحقيقة المرة ، التي تقول أن السلطة الروسية القيصرية كانت تستغل الكرد، كما كان العثمانيون يستغلونهم، حيث يذكر مينورسكي في كتابه “ الكرد – ملاحظات وانطباعات “، مستنداً إلى التقارير السرية للدبلوماسيين والقادة الحربيين الروس، بأنه كلما اندلعت حربٌ في ما وراء القفقاس إزداد إهتمام السلطات بالكرد. ففي الحرب الروسية – التركية عام 1829، كانت هناك أربعة فرق إسلامية، واحدة منها كردية مؤلفة من ( 400 ) فارس، وكان قائدها روسياً و معاونه كردياً. وكذلك الامر يتكرر أيضاً في حرب القرم، حيث كانت هناك فرقتان كرديتان، الأولى من قارس، والاخرى من يريفان.

هامش:

الكتاب: مدخل إلى السينما الكردية

المؤلف: برهان شاوي

منشورات: مؤسسة الأصداء للاعلان  والنشر والتوزيع0

الإتحاد العراقية في

01/02/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)