كثيرون لم
يعرفوا الفنان المبدع خالد الصاوي إلا من خلال 'عمارة
يعقوبيان'، حيث جسّد دور الصحافي حاتم رشيد، وهي المشاركة المتميزة التي
دفعت جمعية
كتاب ونقاد السينما إلى تكريمه مع عادل إمام و المخرج مروان
حامد.
كما جسّد
دور
جمال عبد
الناصر في فيلم يحمل اسم الرئيس في 1998، بيد أن الفيلم لم يحظ بما يستحق
من
حفاوة الجمهور والنقاد.
في هذا
الحوار يتحدث (الفنانون) خالد الصاوي ـ كما
لقبّ ـ بإيجاز عن مواهبه المتعددة كما أنشطته، وسيتعرف القراء على علاقته
بالشباب
وحبّه للغة العربية، وأشياء أخرى
:
·
من هو خالد الصاوي الذي لا يعرفه
أحد؟
لا أظن أن
هناك جوانب خفية من شخصيتي، فأنا منتشــر على الإنتــــرنت من
خلال مدونتي، التي سميتــها: 'الخبز والحرية'، ومن خلال
تواجـــدي على الفيس بوك،
ونشري آرائي ومواقفي على عدة مواقع مثل الحوار المتمدن وكتب عربية.
عموما أنا
جاهز
دائما للإجابة بصراحة على أي أسئلة توجه لي.
·
قليلون لا يعرفون أنك فنان
متعدد المواهب، أو (الفنانون خالد الصاوي) كما لقبك الكاتب
صلاح منتصر.. تهوى
الكتابة والتدوين، صدرت لك كتب في القصة والشعر والمسرح أيضا، وتهوى
المشاغبة
السياسية أيضا.. خالد، أين تجد ذاتك أكثر؟
أجد ذاتي
في كل ما أفعله من نشاط فني
وأدبي وسياسي، ولا أميز بين نشاط وآخر لأنها جميعا أنشطــة تنبـع من وجداني
وقناعاتي الشخصية، أنا أمارس أكثر من فن لأني دائما أبحــث عـن الوسيط
المناسب لكل
فكرة، ولهذا أتحمس حينا للشــعـــر وحينا للنص المسرحي وحينا
للمقال السياسي وهكذا،
أما عن السياسة فأنا أنتمي للتيار الاشتراكي الثوري وأحلم بعالم واحد على
أنقاض
مشروع العولمة الرأسمالية السفاح.. أنا مصري جدا وعربي للغاية، ولكني قبل
هذا وذاك
إنسان، وهو انتمائي الأول.
·
هل يمكن للمدونين أن يغيروا شيئا؟
يمكن
للشباب
دائما
تغيير وجه الحياة، يمكن للشباب دائما تحريك المياه الراكدة، والتدوين في
عالمنا العربي هو ثغرة في جدار القمع الإعلامي والثقافي، يمر منها شعاع
صادق يعبر
عن رغبة الجيل الجديد في البوح بلا قيود.
·
يلاحظ أن معظم الفنانين في لقاءاتهم
التلفزيون لا يجيدون الكلام باللغة العربية الفصحى، فيلجأون
إلى اللهجة العامية. هل
المفروض أن يكون الفنان مثقفا أم تكفيه الموهبة وحدها؟
إن أردت
تدمير أمة فعليك
بتدمير لغتها أولا.. واللغة العربية في خطر بالغ رغم كونها مستودع تراثنا
وجسر
الاتصال بين العالم العربي، والسبب ليس الفنانين بل نظم التعليم الفاشلة في
العالم
العربي كله من جهة، وسيادة الانهزامية والإحساس بالدونية أمام
الغرب.. فبدلا من أن
يجيد الشاب العربي لغته بالاضافة للغة دولية واحدة على الأقل.. نجده متخبطا
بين
العامية والفصحى والانكليزية لدرجة نمو لغة (البزرميط )، كما أسميها حيث
يكتب الشاب
العربية بحروف لاتينية.. والبزرميط في اللهجة المصرية تعني
الحيوان المخلط والذي لا
أصل له.
·
أشاد الكثيرون بدورك الجريء في عمارة
يعقوبيان، منهم الفنان جمال
سليمان. ألم تتردد في قبوله عندما عرض عليك؟
لم أتردد
مطلقا.. أنا أحب الجرأة
وأعرف حدودي جيداـ ولا أتجاوزها ـ وحدي دون حاجة لرقيب، وليس هناك مشهد قمت
به
وندمت عليه بعدها.
·
يعاني بعض الفنانين من البطالة، في حين يشارك
بعض الفنانين
العرب في أعمال تلفزيونية أو سينمائية مصرية.. ما تعليقك؟
بالنسبة
لي أرى العالم
العربي وحدة واحدة ولا أميز بين شعوبه مطلقا، والبطالة الفنية لا تأتي من
تزاحم
الفنانين على العمل، بل من عجز الهياكل الإنتاجية عن استيعاب طاقاتهم.
·
يُنتقد
النجوم الشباب بالإساءة إلى تاريخ السينما المصرية، كما أنهم يحتلون مساحات
شاسعة
في أعمالهم، في حين يحضر جيل الآباء في دور هامشي. ألا تتفق
معي بأنها سينما سريعة
الانطفاء، ولا يمكنك مشاهدة معظم أفلامها أكثر من مرة واحدة، بخلاف أعمال
أحمد زكي،
نور الشريف، محمود عبد العزيز، وغيرهم من الكبار؟
لا أميل
مطلقا إلى إذكاء روح
العداء بين الأجيال عموما، لكل جيل ظروفه وأعماله التي تعكس المناخ العام،
ولكل جيل
أعمال رائعة وأعمال منحطة.
أحيانا،
يسيء التهافت الرمــضـــاني لبعض الأعمــال
الجيدة. شخــصيا، لم يتح لي مشاهـــدة 'فجر ليــــلة صيف' إلا مؤخرا، ودورك
كان
رائعا، رغـم أنه يميل إلى الكوميديا، ولم يسقط في إسفاف
التهريج.
·
هل يمكن أن
تحدثنا عن دورك في المسلسل المأخوذ عن رواية 'وهج الصيف' لأسامة أنور
عكاشة، و
الصعوبات الإنتاجية لا سيما بعد وفاة الفنان الكبير الراحل
محمود مرسي أثناء تصويره
نصف مشاهد المسلسل؟
مثلت هذا
العمل عام 2004 وأعتبره عملا واجه الكثير من سوء
الحظ، فالعملاق محمود مرسي توفي أثناء التصوير وأعيدت مشاهده، والعمل لم
يبث إلا
بعد فترة من إنتاجه وهي أشياء تحدث أحيانا.
·
من هو الفنان الذي يبهرك أثناء وقوفك
معه أمام الكاميرا؟
كثيرون
أحببت التمثيل معهم، ولكن من كان يمكنهما أن يبهراني
توفيا للأسف، وهما العملاق أحمد زكي والسندريللا سعاد حسني.
·
صديقك الأقرب
إليك..
الكتاب
والإنترنت والقلم وآلة العود التي أعشقها.
·
ما هو جديدك الفني
والإبداعي؟
أنتظر عرض
فيلمين هما 'ميكانو' مع تيم الحسن ونور، و'أدرينالين' مع
غادة عبد الرازق، وأصور حاليا فيلم 'الفرح' مع جمانة مراد ودنيا غانم.
·
كلمة
أخيرة
:
أيها
الشباب العربي.. حطم الحواجز بين الدول العربية واصنع الوحدة الآن
رغم أنف الجميع.. ولتكن ثورة شاملة لاسترداد حقوقنا من سبتة
ومليلية إلى غزة والقدس
إلى بغداد.. وإنها لثورة حتى النصر بإذن الله.
القدس العربي
06/02/2009 |