من وسط
اخبار النار والدمار وأصوات قرقعة السلاح التي اشتعل لهيبها في غزة اخيرا
، نجح تجمع فلسطيني اسرائيلي في ميونيخ في تنظيم اسبوع لمهرجان الفيلم
الاسرائيلي الفلسطيني تحت رعاية جمعية الحوار اليهودي الفلسطيني
بالاشتراك مع دائرة الثقافة في بلدية ميونيخ، وذلك في محاولة جادة لإظهار
إمكانيات التعاون المشترك ونبذ العنف والكراهية بينهم.
افلام
عدة فلسطينية وإسرائيلية عرضت في المهرجان اغلبها فاز بجوائز دولية
ومحلية في مهرجانات عالمية مختلفة ، من ابرز الافلام التي عرضت في
المهرجان ، فيلم "القدس الشرقية" وهو فيلم فلسطيني انتج في العام 2007
للمخرج محمد العطار ، ويحكي قصة مدينة القدس منذ استيلاء اسرائيل على
الجزء الغربي منها في عام 1948و حتى سقوط الجزء الشرقي بما فيها البلدة
القديمة في حرب الايام الستة عام 67.، تركز مشاهد الفيلم على عملية هدم
منازل الفلسطينيين التي تقام بطريقة غير شرعية كما يدعي الاسرائيليون او
السياسة التي تتبناها اسرائيل لتهويد المدينة وإرغام الاهالي من
الفلسطينيين على الهجرة خارجها كما يقول الفلسطينيون، غير ان هناك مشاهد
اخرى معبرة ومؤثرة لمدينة القدس يعرضها الفيلم كالأحياء القديمة ومشاهد
المصلين في كنيسة القيامة والساجدين في صلاة الجمعة في ساحة المسجد الاقصى
واليهود المتدينين في البلدة القديمة والاطفال وهم يلعبون في الشوارع وبائع
الكعك بالسمسم الذي تشتهر به مدينة القدس.
اما فيلم
"من اجل ابي" فهو فيلم اسرائيلي ألماني مشترك للمخرج " دورر زائيف" يحكي
فيه قصة الشاب الفلسطيني طارق الذي يحاول ان يقوم بتفجير نفسه في عملية
انتحارية في قلب تل ابيب ، لكن العملية تتأخر يومين لظروف طارئة تتيح
له فرصة التعرف إلى اناس في المجتمع الاسرائيلي احدهما هي الشابة
اليهودية كارين التي يقع في حبها ، وينتهي الفيلم بانتصار الحب علي كل
الآلام والجراح ويتخلى طارق عن فكرة العملية الانتحارية ويكتشف مع كارين ان
حياة الانسان هي اهم بكثير من ان تهدر!!
عرض ايضا
في المهرجان فيلم "عيد ميلاد ليلى" وهو فيلم فلسطيني تونسي مشترك اخرجه
رشيد المشهرواي وقد نال استحسان الجمهور لفكرته الجيدة التي تدور حول
شخصية قاض فلسطيني عمل في العديد من الدول العربية ، ثم عاد الى الوطن
أملاً في الإستقرار ، لكنه فشل في الحصول على وظيفة بسبب ظروف الاحتلال و
الحصار و تردّي الظروف المعيشيّة و حالات الفوضى و الإنفلات المصاحبة
لحالة عدم الاستقرار السياسي في الاراضي المحتلة ، هكذا دفعت هذه الظروف
القاسية هذا القاضي للعمل كسائق تاكسي وتدور مشاهد الفيلم في شكل ساخر
لواقع الشارع الفلسطيني الذي يتسم بالفوضى ورفض القاضي المتمسك بالقانون
هذا الواقع الذي يغيب عنه القانون .
اما
الفيلم الاسرائيلي الاخر فهو فيلم "شجرة الليمون" للمخرج "اران ريكليز"
ويدور ايضا داخل قصة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي فالأرملة الفلسطينية
سلمى تمتلك قطعة ارض في الضفة الغربية على الحدود مع إسرائيل مباشرةً.
وفجأة تريد السلطات الإسرائيلية اقتلاع الأشجار من حديقتها الصغيرة
المزروعة بالليمون لأن وزير الدفاع الإسرائيلي قد انتقل للسكن في منزل
قريب منها، والإجراءات الأمنية تتطلب قطع الأشجار المحيطة بالمنزل ، إذ إن
المسلحين قد يستخدمون هذه الأشجار الكثيفة للاختباء بينها ولكن الفلسطينية
سلمى لا تستسلم بسهولة. وهكذا تبدأ قصة كفاح بمساعدة محام فلسطيني شاب
يرفع الأمر إلى القضاء، وسرعان ما يدب خلاف بين وزير الدفاع وزوجته التي
تبدي تفهماً لموقف جارتها الجديدة ، عرضت ايضا افلام اخرى مثل فندق تسعة
نجوم وسيدة كل العرب ، اما الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش فكان هو
الحاضر الغائب في هذا المهرجان اذ القي رياض حلوة وسابينا كاستيوس اشعارا
مختارة له اثارت شجون وحنين الحاضرين الى فلسطين وفي نهاية المهرجان القى
البروفوسير شتيفان ياكوب فيمر محاضرة عن التاريخ العريق لمدينة القدس عبر
الازمان والعصور.
إيلاف
06/02/2009 |