في فيلم "انسرجنت"..
التمرد إكسير الشعوب.. والأمل في امرأة
ماجد فا يز
في أجواء تشويقية لاهثة. يناقش فيلم الخيال العلمي "إنسرجنت" أو
"المتمردون" للمخرج الألماني الأصل روبرت شونكة مفاهيم سياسية
وإنسانية متعددة مثل الديكتاتورية وعلاقة الحاكم بالمحكوم والتعايش
بين طوائف المجتمع المختلفة.
الفيلم الذي عرض في دور السينما المصر ية مؤخراً يستخدم تقنية
المشاهدة ثلاثية الأبعاد ببساطة وإبداع جديرين بالملاحظة.
اللقطة الافتتاحية من الفيلم الأمريكي تلخص نظرة "الد يكتاتور"
لنفسه في لوحة سينمائية مبهرة. حيث تبدأ بمجموعة لانهائية من
الرموز والأشكال غير المفهومة علي خلفية صوت يقول "قبل 200 عام
كانت مدينتا هكذا" ثم تتجمع هذه الطلاسم لتتحول إلي صورة امرأة
متسلطة كأنها تقول "أنا المدينة والمدينة أنا".
وشأنها شأن جميع الطغاة. تحاصر هذه المرأة- وتجسد شخصيتها بطلة "تايتانيك"
المخضرمة كيت وينسلت- شعبها برسالة تبثها جميع وسائل الإعلام تحذره
فيها من أعداء يريدون تدمير النظام المثالي الذي تقوم عليه مدينتهم
المحاصرة بسور يفصلهم عن عالم خارجي مخيف.
وتطبق هذه المدينة الفاضلة - ظاهر يا- نظاما للفصائل. تحكم بموجبه
طبقة "المثقفين". بينما يضطلع فصيل "الصادقين" بمهام السلطة
القضائية. أما فصيل "الشجعان" فهم طبقة "حفظة الأمن" وتسيطر علي
أذهانهم الديكتاتورة "جنين". أما "الوئام يون" وتقودهم امرأة سوداء
فهم يعيشون في عزلة و ينبذون العنف.
لكن مجموعة من المتمردين تتزعمهم "تر يس" التي تلعب دورها الممثلة
الموهوبة "شايلين ودلي" يخرجون علي هذا النظام و يرفضون المحاصصة
وديكتاتور ية "جنين" التي تعلن عن اكتشاف صندوق لدي فصيل
"المتفانين". الذي تبيده. تزعم أنه يضم معلومات من الآباء المؤسسين
ستساعد علي القضاء علي "المتمردين."
ولسخرية القدر. لا يستطيع فتح هذا الصندوق إلا متمرد. لتصدر
الأوامر بتعقب هؤلاء الخارجين عن القانون والقبض عليهم. لتبدأ
مطاردة مثيرة يتكشف خلالها تهافت نظام الفصائل. الذي يفرز أجيالاً
جديدة من المواطنين لا يشعرون بالانتماء إلي أي منها. وشخصيات
تتطلع لاقتناص السلطة مستغلة ضعف المجتمع.
وتلعب الموسيقي التصوير ية للمؤلف جوز يف ترابانيس دوراً محورياً
في إضفاء أجواء شبه ملحمية علي الصراع بين الديكتاتورة والمخلصة.
لتذكرنا بإبداعات صاحب الأوسكار هانز زيمرمان في أفلام "إنسبشن" و"الساموراي
الأخير". كما تقدم لوحات صوتية حزينة تعكس مشاعر البطلة بالذنب
إزاء والدتها وحبيبها الشجاع. وعلاقتها المتشابكة بشقيقها المضطرب
الذي تشعر بالمسئولية نحوه ولكنه يخونها في نهاية المطاف!
مشاهد الحركة والمواجهات الهوليودية الأسطورية تنتهي بأكبر انتصار
للمتمردة "تر يس" وهو الانتصار علي ذاتها - لتفتح صندوق الأسرار
لنفاجئ برسالة من المؤسسين تتلوها امرأة أيضا تكشف فيها أنهم
أنشأوا هذه المدينة ونظام الفصائل ليضعوا الجنس البشري في امتحان
يمثل المتمردون الإجابة الصحيحة عليه. لتتحول سيدة هذه الطبقة
المنبوذة إلي بطلة تفتح الأسوار لينضم أخوتها إلي بقية الإنسانية.
الفيلم يترك مشاهد مع مجموعة من الأسئلة الحائرة تبدأ بمحاولة
اكتشاف الفصيل الذي ينتمي إليه داخل مجتمعه. ولا تنتهي عند إمكانية
صلاح هذا المجتمع بالتمرد عليه.
"عمر" الفلسطيني في مصر والكويت وعمان والإمارات والعراق
كتب نادر أحمد:
انظلق في دور العرض المصرية الفيلم الفلسطيني "عمر" وبالتزامن مع
العرض في 4 دول عربية ليصبح فيلم المخرج الكبير هاني أبو أسعد
متاحاً للجمهور العربي في السينما بعد جولة كبيرة في المهرجانات
السينمائية العالمية.. حيث يعرض فيلم عمر في دور العرض بالإمارات
والكويت وعمان والعراق.
ويقول المخرج هاني أبو أسعد "أنا سعيد للغاية لحصول فيلم عمر علي
فرصته للانطلاق في العالم العربي. فهذا يعني الكثير بالنسبة لي.
كما أنني أعتبر هذا الفيلم بمثابة تحية واجلال لأفلام الاثارة
المصرية. إنه فيلم عن الحب والصداقة والثقة ضد خلفية القمع
السياسي. الموضوعات التي نتعامل معها بشكل يومي في حياتنا. وخاصة
في هذا الوقت".
ويحكي الفيلم فرصة عمر الذي اعتاد تجنب رصاصات المراقبين أثناء
عبور الجدار العازل من أجل زيارة حبيبته نادية. لكن فلسطين المحتلة
لا تعرف الحب البسيط. ولا الحرب واضحة المعالم. علي الجانب الآخر
من الجدار. يصبح الخباز الشاب سريع التقلب مناضلاً من أجل الحرية.
عليه مواجهة خيارات مؤلمة في الحياة والشجاعة.
فيلم عمر من تأليف واخراج هاني أبو أسعد ويشارك في بطولته النجوم
الشباب آدم بكري. ليم لوباني. إياد حوراني. سامر بشارات والممثل
والمنتج الفلسطيني الأمريكي وليد زعيتر الذي يشارك بانتاج الفيلم
أيضاً من خلال شركته الانتاجية.. وهو مشهور بأدواره في التمثيل
بعدد من الأفلام الهوليوودية مع النجوم أمثال جورج كلوني وإيوان
ماكغريغور.
سيد خاطر: مهرجان الإسماعيلية في أكتوبر
كتب محمد فتحي عبدالمقصود:
أكد د.سيد خاطر رئيس قطاع شئون الانتاج الثقافي أنه من المقرر
اقامة مهرجان الإسماعيلية السينمائي للأفلام التسجيلية والقصيرة في
شهر أكتوبر وبمدينة الإسماعيلية وأنه يتابع مع محمد عزيز رئيس
المركز القومي للسينما ترتيبات اقامة المهرجان.
أضاف أنه رفض بشدة فكرة إلغاء اقامة المهرجان أو نقله إلي مدينة
بورسعيد فلا يوجد منطق لأن يقام مهرجان يحمل اسم الإسماعيلية في
مدينة أخري.
وعن عودة الدولة للانتاج السينمائي يقول إنه من المفترض أن تعود
الدولة للانتاج السينمائي فالسينما الآن في أحوج ما يكون لذلك
وتاريخ السينما في مصر يشهد بالدور الهام الذي لعبته الدولة في
انتاج أهم أفلام السينما المصرية.. ويضيف أنه لو كان يمتلك دعماً
للمركز القومي للسينما يتيح له انتاج أفلام سينمائية لفعلها ولكن
الانتاج السينمائي الآن يحتاج إلي مبالغ كبيرة.
رؤية حرة
محمد فتحي عبدالمقصود
"البحث عن فضيحة" كانت فكرة غريبة عندما نصح بها سمير صبري صديقه
عادل إمام في أحداث الفيلم الذي يحمل نفس الاسم ليستطيع أن يتزوج
من حبيبته والآن للأسف تتحول الأفكار الغريبة للأفلام إلي واقع
بسبب إعلام قائم علي الفضائح والاثارة وأصبح "الشذوذ" الفكري هو
الطريق الوحيد للتواجد علي الساحة الإعلامية.
توزيع جوائز مهرجان "سينما الشباب"
"المرايا البعيدة" و"أرشيف" و"أصدقاء حتي الموت".. أحسن الأفلام
حسام حافظ
14 مخرجاً ومخرجة من الجيل الجديد قدمهم "مهرجان سينما الشباب"
دورة عمر عبدالعزيز التي انتهت هذا الأسبوع. وقام وزير الثقافة د.عبدالواحد
النبوي بتسليم الفائزين شهادات التقدير والجوائز المالية ووعد
اعتباراً من العام القادم بمساهمة الوزارة في انتاج أفلام الشباب.
بتقديم منح انتاجية للانتهاء من الأفلام والمشاركة بها في مسابقة
العام القادم.
أقيم حفل الختام بمركز الابداع بالأوبرا باشراف د.عبدالناصر الجميل
رئيس المهرجان وفاتن التهامي مديرة المهرجان أعقبه حفل خاص مع
الفائزين حضره المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق ورئيس
المحكمة الدستورية العليا الحالي والسيدة حرمه بالإضافة الي وزيري
الثقافة والشباب. وبلغت قيمة الجوائز المالية للفائزين 35 ألف
جنيه.
وكانت النتائج كالآتي: في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة فاز
بالمركز الأول فيلم "المرايا البعيدة" اخراج محمد بسام وبالمركز
الثاني فيلم "الحياة" اخراج سارة بطرس وبالمركز الثالث فيلم
"ملامح" اخراج مصطفي هشام.
وفي مسابقة الأفلام التسجيلية فاز فيلم "أرشيف" اخراج أحمد حمدي
بالجائزة الأولي وفيلم "وجوه تحكي" للمخرجتين مريم محمد وكريستين
نبيل بالمركز الثاني وفيلم "سيركو" اخراج محمد الموجي بالمركز
الثالث.
وفي مسابقة أفلام التحريك فاز فيلم "أصدقاء حتي الموت" اخراج سارة
نبيل بالمركز الأول وفيلم "ذات الرداء الأحمر" اخراج يمني علام
بالمركز الثاني وفيلم "الأرض الطيبة" اخراج أماني محمد بالمركز
الثالث.
كما منحت لجنة التحكيم 4 أفلام جوائز خاصة وهي: فيلم "أبواب
القاهرة" اخراج محمود حمدي وفيلم "حياة طاهرة" اخراج مهند دياب
وفيلم "مولد جبل الطير" اخراج أمين صفوت وفيلم "ذكري الموت
المرتقب" اخراج وليد السباعي.
بلغت قيمة الجائزة الأولي 4000 جنيه والثانية 3000 جنيه والثالثة
2000 جنيه وهي نفس قيمة جائزة لجنة التحكيم للأفلام الفائزة.
نادى السينما
عن فيلم "العذراء والأقباط وأنا"
يكتبه هذا الاسبوع: أحمد زكريا بدوى..
يحاول صانع الفيلم التسجيلي في بعض الأعمال وضع قدر من "الدراما"
المكتوبة إلي العمل لكسر نمطية السرد وإضفاء بعض الجو السينمائي
ويكون ذلك بقدر معين. حرصًا علي ألا يتحول العمل إلي روائي صرف.
المخرج الفرنسي من أصل مصري "نمير عبد المسيح" تلاعب بالمعهود حيث
صنع الدراما من مادته التسجيلية وخلق منها طبقات متعددة بالنسبة
للشخصيات وقام بإخراج الفيلم التسجيلي الطويل "العذراء والأقباط
وأنا".
جعل رحلة صنعه لفيلمه قصة للفيلم فوجد المنتج الذي يموله للذهاب من
فرنسا إلي مصر وملاحقة الحقيقة التي يسعي إليها.. صحة حدث "ظهور
السيدة العذراء".
بعد عدة أيام في القاهرة وتحديدا في "حي الزيتون" فشل نمير في
إيجاد المادة التي يبحث عنها لفيلمه. وحتي بعد أن ذهب لأسيوط
بالصعيد.. كانت النتيجة ذاتها.
تخلي عنه المنتج . فلجأ إلي أمه لتأتي من فرنسا لتمويل الفيلم
ومساعدته في الخروج بمادة لفيلمه من قلب مولدها بأسيوط حيث استقر
أمير في نهاية رحلته غير المجديه جوار أقارب أمه.
الطبقات هي أهم ما يميز هذا الفيلم خاصة انها طبقات بالنسبة
لشخصيات الفيلم وعلاقتها ببعض. فبالنسبة للمنتج لا يوجد فيلم
وبالنسبة لأمه "المنتج اللاحق للفيلم" الفيلم يبدأ في الصعيد من
حيث بدأت هي الإشراف علي الإنتاج وانه حسب طلبها لن تظهر عائلتها
في الفيلم الا بالشكل التي تريده هي وتشرف عليه.
أما بالنسبة لأبطال الفيلم "أهل الصعيد" هو مشهد تمثيلهم لظهور
العذراء الذي أراده المخرج منهم. وبالنسبة لنمير الفيلم هو رحلته
نحو اكتشاف العقيدة ومدي صدق المعجزات التي يصدق عليها الجميع
وبشكل آخر الفيلم بالنسبة لنمير هو مجموع كل القصص التي خرج بها من
رحلته فهو قد حصل بذكاء يحسد عليه علي كل ما يريده كمخرج من الجميع
وبذل جهداً مضنياً في عملية ما بعد الإنتاج لخلق القصة بتلك
الطريقة بالإيقاع المشابه للمغامرة بالعقد المتكررة التي يبدو حلها
صعباً وربما لم يكن في الحقيقة.
الفيلم جاء كوميدياً بامتياز رغم ان المخرج عاش عمره في فرنسا ولا
يعرف عن مصر الكثير إلا أنه عرف عن طريق المصاعب التي واجهها ما
يعاني منه المصريون واستخدم ذلك بذكاء داخل فيلمه حيث إنه لجأ في
نهاية الأمر إلي تمثيل مشهد مزيف لظهور العذراء وخلق فرحة مزيفة
لذلك الشعب البائس.
من أجمل المشاهد هو مشهد مشاهدة أهالي القرية لشريط الفيلم والمشهد
الذي أدوه بتوجيه المخرج ورغم معرفتهم اليقينية بأنه مشهد مصنوع
لكن بمجرد عرض لقطة ظهور العذراء المصنوعة بالجرافيكس سكن الضحك و
تمعن الجميع بتقديس لتجلي العذراء في سماء قريتهم وكأن التاريخ
يعيد نفسه من وجهة نظر المخرج وأن العامل الديني ينجح دائماً في
اللعب علي أوتار الجموع . |