متى تنظر السينما إلى مستقبل الطفل
بقلم:
عصام سعد
إلى أى مدى يمكن أن يكون الطفل فى مأمن من أن تشوّه هويته ويدمر
ذكاؤه بأعمال سينمائية قاسية لا تنظر للطفل بمنظور مغاير حيث انه
يعتبر أمل المستقبل فى البناء والتنمية. هناك تحديات وتهديدات
متفاقمة يعانى منها الطفل نتيجة تقصير يلحق بكافة المؤسسات وعلى
رأسها المؤسسات السينمائية وهى مسئولة مسئولية كاملة عن تنمية ذكاء
الطفل وتأهيله ليكون انسانا فاعلا فى المجتمع.
فلماذا لا تتجه السينما الى عمل أفلام جادة تخاطب الطفل باعتباره
مستقبل هذا الوطن؟
- إعداد فنان للطفل:
فى هذا الصدد يقول دكتور مختار يونس رئيس معهد البحوث والدراسات
العربية لإعداد فنان الطفل ان الاهتمام بالطفل ينصب فقط فى الحفلات
التى تقدم فى المدارس وينتهى الامر على ذلك فى حين ان الفنون
التعبيرية المختلفة وفى مقدمتها السينما من المفترض ان تتجه للطفل
باعتباره مستقبل الوطن ولكن ما يحدث يأتى فى اطار تقديم شخصيات
كارتونية تظهر القوى الخارقة للطفل بحيث يرتدى الطفل ثوبا غير ثوبه
فى الوقت الذى انتهى فيه ادب القوى الخارقة، الطفل اصبح اكثر
عقلانية فهو يحتاج الى الواقعية المبسطة وهذا لن يتحقق إلا من خلال
إعداد فنان للطفل يعمل على تشكيل وجدانه بشكل صحيح، ولك ان تتخيل
ان اكاديمية الفنون ليس بها معهد لإعداد فنان الطفل وكل الفنون
التعبيرية السبعة التى تتعامل مع الطفل تأتى عن طريق الصدفة
والاجتهاد الشخصى والنتيجة يخرج طفل مسطح العقل.
ويضيف أن فنون الطفل مرتبطة بوضع الدولة الاقتصادى اذا كانت الدولة
فى حالة رخاء من الممكن وقتها عمل أعمال سينمائية ترفيهية للطفل،
ولكن اذا كنت تتحدث عن دولة بناء وتنمية لابد من مخاطبة الطفل من
منظور مشاكله الحياتية فى مراحل عمره المختلفة فلا يمكن لطفل
الثلاث سنوات ان يكون ضمن جمهور اطفال فى سن 15 و16 و17 و18 عاما
لذلك لابد ان يكون هناك تصنيف عمرى للموضوع الذى يقدم للطفل فى ضوء
حصيلته اللغوية التى تتكون من خلال البيئة التى يعيش فيها، فلم تعد
الفنون بمثابة رفاهية للطفل ولكنها أصبحت شيئا اساسيا لمضاعفة
ذكائه وتشكيل وجدانه وهذه الامور لن تتحقق فقط عن طريق الاستاذ فى
المدرسة ولكنها ايضا تتحقق عن طريق فنان الطفل المتخصص فعدم وجود
فنان متخصص فى فنون الطفل المختلفة يعد كارثة هذا الامر اقوم عليه
فى معهد البحوث والدراسات لإعداد فنان الطفل وهو يعمل على اعداد
كتاب مسرح وسينما ونصوص أدبية. وعلى جانب اخر ضرب دكتور مختار يونس
مثالا على كيفية تنمية ذكاء الطفل من خلال تجربة عملية قامت بها
البروفيسيرة الامريكية مريان ديمون حيث جاءت بثلاثة اقفاص بأحجام
مختلفة ووضعت بها فئران تجارب ووضعت فى القفص الاول 7 فئران
والثانى فأرا واحدا فقط والثالث وهو اكبر حجما 7 فئران وعملت على
قياس ذكائها حيث وجدت ان الفئران الموجودة فى القفص الاكبر حجما
نسبة ذكائهم اعلى وذلك لان القفص الكبير به بعض الوسائل الترفيهية
التى تعمل على نشاط المخ، هذا ينطبق ايضا على الطفل بحيث تستطيع ان
تضاعف ذكاءه اذا قمت باستثارة عقله من خلال السينما فهذا يضاعف
سرعة ذكاء الطفل خاصة ان مرحلة المراهقة هى اسرع فترة فى مراحل
الطفل العمرية يكون فيها اكثر ذكاء فإذا استثمرت هذه الفترة تحصل
فى النهاية على انسان ذكى جدا. ويضيف فى العالم العربى تهدر تربية
الطفل سينمائيا بأعمال فنية تدمر عقل الطفل لعدم التزامها بتربية
الطفل فى سن مبكرة ثقافيا وفنيا.
فى النهاية الطفل له عالم داخلى وخارجى لابد من دراسته والاهتمام
به فنيا وسينمائيا.
- التمويل والابداع:
سحر الدالى مديرة الرسوم المتحركة بالمركز القومى للسينما قالت:
المشكلة تتلخص فى شقين اساسيين وهما التمويل والإبداع. اولا فنان
الرسوم المتحركة لابد ان يكون مؤهلا منذ صغره على ابداعات الطفل
المختلفة وهذا لن يتحقق إلا من خلال تبنى الدولة لهم وعمل مدارس
متخصصة فى هذا الفن وكذلك عمل دورات تدريبية وإتاحة الفرصة للسفر
لتبادل الخبرات والتعرف على الثقافات المختلفة حتى تتوسع مدارك
فنان الطفل لكى يخرج من القبح الموجود حاليا ويستطيع تقديم ابداعات
ترتقى بالطفل، ورغم ان المركز به فنانون على درجة ابداعية عالية
وهم صفوة الفنانين من اوائل الخريجين من الكليات الفنية المختلفة
إلا انهم يصدمون من طريقة العمل الروتينى والبيروقراطية الموجودة
بالمركز بجانب صدمتهم بتمويل الافلام الضعيف جدا.
وتقول: هناك محاولات جدية نقوم عليها من خلال ادارة الرسوم
المتحركة بالمركز القومى للسينما تتضمن تخريج كوادر فنية جديدة
بجانب عمل ورش ابداعية فى فنون الطفل بتكلفة قليلة لصناعة افلام
للأطفال تخاطبهم بشكل صحيح وتضيف كان لابد من عمل ثورة جديدة فى
الثقافة والفنون تقوم على بناء جيل جديد قادر على اصلاح المجتمع
ولكن للأسف لم يتحقق ذلك حتى الان وتقول الطفل يحتاج الى تكاتفنا
جميعا حتى نقوم بتربيته تربية صحيحة تشكل وجدانه وتؤهله لبناء
المستقبل.
- أزمة الانتاج:
ومن جانبها، قالت المخرجة فايزة حسين: الازمة ليست فى الموضوعات
التى تقدم للطفل بقدر ازمة الانتاج التى نعانى منها فهناك الكثير
من الاعمال السينمائية الموجهة للطفل قمنا بتقديمها للجهات المعنية
بالإنتاج ولكنها ترفض لعدم توافر الميزانية التى تعيننا على خروجها
الى النور حتى يستفيد منها الطفل خاصة انها تناقش سلوكياته وتعمل
على توجيهه نحو كيفية تحقيق رغبته المستقبلية فى الوقت الذى نسمع
فيه عن توافر ميزانية مخصصة للأطفال بوزارة الثقافة فأين هى؟ وتقول
نستورد افلام كارتون للطفل من الخارج تصرف عليها مبالغ كبيرة لكى
يشاهدها الطفل ونكتشف بعد مشاهدتها انها تعلم الاطفال اشياء خاطئة
ثم تصرف مبالغ اخرى لعمل برامج تقول ان هذه الاعمال ضارة بالطفل
لذلك لابد ان يكون هناك جهة انتاجية وجهة توزيع حتى يتم عمل افلام
توعى الطفل وتشكل وجدانه وتعمل على تربيته ثقافيا وفنيا، هناك
العديد من الفنانين المتخصصين فى فنون الطفل امثال مصطفى الفرماوى
وعمرو مغازى وزينب زمزم وعطية خيرى ومحمود الزيات وسامح الشرقاوى
وغيرهم قادرون على عمل افلام سينمائية للطفل تؤهلهم لمستقبل افضل.
قبيل انطلاقه بالقاهرة وشمال الصعيد
45
فيلماً فى «سينما الشباب» تحلم لبكرة
محمد مختار أبودياب
ينطلق يوم السبت المقبل لأول مرة بإقليم القاهرة الكبرى وشمال
الصعيد الثقافى مهرجان «سينما الشباب» برئاسة د. عبد الناصر الجميل
تحت عنوان «بحلم لبكرة» للأفلام الروائية القصيرة - التسجيلية
التحريك.
وتستمر الفعاليات 6 أيام وتحمل
الدورة الأولى للمهرجان اسم المخرج عمر عبد العزيز ، وتمت دعوة
وزيرى الثقافة، والشباب والرياضة لحضور حفلى الافتتاح والختام.
وتتكون لجنة التحكيم من د. غادة جبارة عميد المعهد العالى للسينما
ود.منى الصبان الأستاذ بالمعهد والمخرجة نيفين شلبى، وفاتن التهامى
مدير المهرجان ومنى عنتر مدير إدارة السينما بالإقليم.
وقال الدكتور عبد الناصر الجميل رئيس المهرجان: منذ
توليت مسئولية إقليم القاهرة وشمال الصعيد الثقافى قررت أن نبتعد
عن الروتين وأن نقوم بتنفيذ شيئ يفيد الشباب وتم عرض فكرة المهرجان
على وزير الثقافة الدكتور عبد الواحد النبوى الذى رحب بالفكرة
وأوصى بإنتاج سينما للكبار والصغار وتقديم سينما جادة لها فعالية
وتأثيرفى المجتمع بعيدا عن السينما التجارية التى تقدم فناً لا
يعبر عن المجتمع المصرى.
وأضاف الجميل ما شجعنا على إقامة المهرجان أيضا وجود عدد كبير من
الأفلام المتميزة التى يقوم بعملها طلاب وخريجى المعهد العالى
للسينما والتى تحقق جوائز خارجية وهو ما ينطبق أيضا على باقى شباب
الجامعات العاشقين للسينما ولديهم الموهبة فى صناعة فن راقٍ بعيدا
عن الإسفاف والعمل على بث روح الانتماء والحفاظ على الهوية المصرية
العريقة ومحاربة التطرف القادم إلينا من الدول الخارجية أمثال
أمريكا وقطر وتركيا.
وأشار الجميل إلى أن مجلس إدارة المهرجان يهدف إلى إخراج الفعاليات
بشكل رائع حيث تم التجهيز لها بشكل متميز وحصلنا على دعم مالى من
وزارة الشباب قدمته لنا الدكتورة أمل جمال وكيل وزارة الشباب
والرياضة ، كما تم إختيارعدد من الفنانين الكبار والشباب الذين
أثروا الفن السينمائى ولم يتم تكريمهم بالشكل اللائق حيث سيتم
تكريمهم خلال فعاليات المهرجان ومنهم المخرج عمر عبد العزيز الذى
سميت الدورة باسمه لأنه متواصل جيد مع الشباب ، كما أنه يقوم
بدعمهم وتوفير منح لهم من خلال نقابة المهن السينمائيه ، كما سيتم
تكريم الفنانين الكبار نور الشريف ويحيى الفخرانى وعلى بدر خان
وكريمة مختار وسهير المرشدى وعبد الرحمن أبوزهرة وسناء شافع وحسن
الرداد ولقاء الخميسى ونسرين أمين والمصور السينمائى محمد شفيق
ومهندس الديكور محمود محسن وأيضا تكريم لجنة التحكيم التى بذلت
مجهودا كبيرا لإنجاح المهرجان وهم د. غادة جبارة ود.منى الصبان
والمخرجة نيفين شلبى.
وأكدت فاتن التهامى أن المهرجان سوف يساعد على تخصيص برامج وقنوات
لإظهار نوع السينما الجديدة لتكون قادرة على دعم المجتمع ومنحه
طاقة ايجابية وطرد السينما الرديئة خاصة وأن السينما تعتبر مصدرا
من مصادراً الأمن والدخل القومى ، كما أن الهدف من المهرجان هو
المساهمة فى اخراج طاقات جديدة وفتح الأبواب أمام الشباب للتعبير
عن قدراتهم الخاصة التى يتمتعون بها ولا يجدون متنفسا للتعبير عنها
بسهولة
وأضافت أن عدد الافلام التى تقدمت للمشاركة بلغت 200 فيلم فى جميع
فروع المسابقة وهى الأفلام القصيرة التسجيلية - التحريك
والجميل فى الأمر هو مشاركة مختلف القطاعات فى المهرجان مثل كلية
الاعلام بجامعة القاهرة والمعهد الدولى للإعلام بأكاديمية الشروق
ومركز الجيل ، حيث تم اختيار 60 فيلما للعرض خلال فعاليات المهرجان
منها 45 فيلما فى المسابقة الرسمية و15 فيلما سوف يتم عرضها فى
اليوم الختامى على هامش المهرجان بعيدا عن المسابقة الرسمية وذلك
لسابق مشاركتها فى مهرجانات أخرى وحصولها على جوائز ومنها فيلم«جريدى» الذى
سبق له الحصول على 4 جوائز وعندما قمت بعرض الفكرة على لجنة
التحكيم رحبت بذلك بهدف اتساع القاعدة وتحفيز الأفلام الجديدة
بالمشاركة وحصد الجوائز ، مشيرة إلى أن إدارة المهرجان رفضت
الإعلان عن أسماء الأفلام التى سيتم عرضها فى المهرجان فى سابقة
جديدة بهدف بث الحماس فى نفوس جميع الشباب وتشجيعهم على المشاركة
بفاعلية والاستفادة من الافلام المعروضة والتواصل مع زملائهم ومع
الاعلام والمثقفين خاصة أنه سيتم إقامة ورشتى عمل الأولى فى «فن
كتابة السيناريو» للكاتب
والسيناريست نادر خليفة والتى سيتم من خلالها عمل تطبيق عملى على
كتابة السيناريو ، والثانية فى «السنوغرافيا« «جماليات
الصورة» للدكتور
عبد الناصر الجميل أستاذ السينوغرافيا بالمعهد العالى للفنون
المسرحية والهدف من إقامة الورشتين هو إكساب الشباب خبرات جديدة
وتوظيف امكانيات أخرى مثل الديكور لإثراء العمل الفنى.
وكشفت التهامى عن وجود تعاون بين إدارة المهرجان ووزارة الشباب
والرياضة والتى سوف تقوم باختيار مجموعة من الشباب للمشاركة فى
ورشتى السيناريو والسينوغرافيا مع العلم أن هذه الورش سوف تمتد بعد
انتهاء المهرجان حتى يستفيد الشباب بشكل متميز ، كما سيتم تكريم
الرعاة من أجل تشجيعهم على دعم المهرجان وجذب رعاة جدد وذلك لتخفيف
العبء عن كاهل الدولة حيث يرعى الدورة الحالية د. راندا رزق أستاذة
بكلية الإعلام ود. عبد الله الدهشان رئيس مجلس إدارة معاهد العبور
ود. هويدا مصطفى عميد المعهد الدولى العالى للإعلام بأكاديمية
الشروق، ومركز الجيل للكاتب أحمد عبد الله رزة حيث تقوم ابنته
الفنانة بشرى بالمشاركة وتقديم جائزة باسم المركز بالإضافة لوزارة
الشباب التى ساهمت أيضا بدعم المهرجان ماليا.
ومن جانبها، أكدت الدكتورة غادة جبارة أنه من الرائع أن تقوم وزارة
الثقافة عن طريق قصور الثقافة بإقامة مثل هذه المهرجانات
السينمائية التى من شأنها أن تساهم فى تشجيع المواهب الشابة وبث
الحماس بداخلها للإبداع والانطلاق والمساهمة فى صنع سينما تحمل
آلام وطموحات المجتمع، وأضافت جبارة أنها سعيدة بالإقبال الكبير من
صناع الأفلام على المشاركة حتى أنه تقدم للمهرجان حوالى 200 فيلم
تم تصفيتهم إلى 45 فيلما سوف تنافس خلال الفعاليات.
وأشارت عميد المعهد العالى للسينما إلى أن مصر تمتلك الكثير من
المواهب فى كافة المجالات وتحتاج لمن يساعدها ويفتح لها الطريق حتى
تستطيع أن تقدم نفسها بشكل راقٍ خاصة فى المجال السينمائى.
ومن جانبها أبدت المخرجة نيفين شلبى سعادتها بالمشاركة كعضو لجنة
تحكيم بالمهرجان مؤكدة أنه من الجميل والرائع أن تقام مهرجانات
عديدة تدعم الشباب وتساعدهم على إبراز طاقتهم والارتقاء بأعمالهم
الفنية.
وأضافت شلبى أنها تتمنى أن يقام عدد كبير من المهرجانات بالمحافظات
خاصة وأن شباب الأقاليم مظلوم لأنه لا يمتلك الإمكانيات لصناعة
الأفلام. |