Children of Giant...
إرث عملاق في مارفا
كتب الخبر: سوزان
كينغ
غزت هوليوود بلدة مارفا الصغيرة غرب تكساس قبل نحو 60 سنة لتصور
فيلم
Giant،
بالاستناد إلى كتاب إدنا فربر الذي حقق أعلى المبيعات، وروت فيه 25
سنة من حياة مالك مزرعة ماشية قوي، وإرادته الصلبة، وزوجته العنيدة،
وتحوله فجأة من مالك مزرعة إلى أكبر رجال النفط.
أخرج إنتاج {شركة وارنر بروس} الضخمة هذا جورج ستيفنز
(A Place in the Sun)
الحائز جائزة أوسكار، ومثل فيه روك هادسون وإليزابيث تايلر بدوري
بيك وليسلي بينيديكت، فضلاً عن جيمس دين الذي مات بعد بضعة أشهر في
حادث سير مروع، مؤدياً دور جيت رينك المتمرد.
نزل
Giant
إلى الصالات في خريف 1956 وحقق نجاحاً على شباك التذاكر، وحصد 10
ترشيحات لجوائز الأوسكار، فائزاً بأوسكار أفضل مخرج لستيفنز.
كان
Giant
أيضاً سابقاً لعصره: إنتاج كبير في هوليوود قدّم بطلة نسائية بشخص
ليسلي وتجرأ على تسليط الضوء على تحيز عنصري وتمييز ضد المتحدرين
من أصول لاتينية في بلدات غرب تكساس مثل مارفا.
يعود
Children of Giant،
وثائقي أطلق موسماً جديداً من سلسلة
Voces
من
PBS
في 17 أبريل، إلى مارفا، التي أصبحت اليوم مجتمعاً فنياً مزدهراً،
ليكتشف كيفية إنتاج الفيلم وإرثه.
سابق لزمانه
يشمل
Children of Giant،
الذي كتبه وأخرجه هيكتور غالان، مقابلات مع ابن المخرج جورج ستيفنز
الاين، صانع أفلام حائز بدوره جوائز أوسكار، الممثلين إيرل هوليمان
وإلسا كارديناس، وعدد من السكان الذين يتذكرون الصيف حين أتت
هوليوود إلى البلدة.
يشير غالان إلى أن
Giant
يبدو ملائماً اليوم مع احتلال الهجرة وسط المسرح في المناظرة
السياسية الوطنية.
يذكر المخرج أن اهتمامه بإعداد وثائقي عن
Giant
ازداد فيما كان يجري أبحاثاً عن مدرسة بلاكويل في مارفا، حيث كان
الأولاد المتحدرون من أصول مكسيكية يذهبون إليها قبل إزالة نظام
الفصل العنصري هذا، وحيث أُرغم الطلاب على التكلم بالإنكليزية، حتى
إن الكلمات الإسبانية كانت تُكتب على ورق وتُدفن في مقبرة مزيفة في
حرم المدرسة.
يخبر غالان: {اضطر والدي إلى ارتياد مدرسة فصل مكسيكية في سان
أنجيلو في غرب تكساس. كانت البلدات، الصغيرة منها والكبيرة، في
الجنوب الغربي تضم مدارس فصل مكسيكية. وهذا ما جذبني إلى هذه
القصة. بدأت أرى أوجه الشبه مع ما كان جورج ستيفنز يحاول نقله: سرد
قصة الفصل العنصري. ففاجأني واقع أنه كان سابقاً لزمنه}.
صحيح أن مارفا كانت تعاني الفصل العنصري، إلا أن موقع تصوير الفيلم
لم يكن كذلك. يقول غالان: {اعتاد الجميع الاختلاط}.
يذكر ستيفنز: {كل يوم، كان سكان البلدة يأتون}. ويضيف أن والده
قال {إن هذا سيعزز النوايا الحسنة في البلدة، كل مَن أتى لمشاهدة
التصوير سيشكل أيضاً رسولاً عن هذا الفيلم}.
كانت الممثلة المكسيكية كارديناس التي أدت دور كنة آل بينيديكت
المتحدرة من أصول لاتينية، خوانا، مراهقة عندما اختيرت لهذا الدور
المهم. صحيح أنها حظيت بـ{تجربة ممتازة} خلال العمل على
Giant،
إلا أنها صُدمت عندما أتت إلى مارفا. في الوثائقي، تتذكر أن
مرافقتها البيضاء سُئلت كيف يمكنها تحمل مشاطرة الغرفة مع فتاة
مكسيكية.
تخبر في رسالة إلكترونية: {لم أشعر بهذا التمييز لأنني ظننت أنها
مشاهد في الفيلم. ولكن عندما أدركت أن ما يحدث حقيقي، صُدمت،
تفاجأت، وشعرت لاحقاً بالحزن والغضب}.
مشاهد قوية
يضم
Giant
مشاهد قوية تعالج مشكلة عدم المساواة العرقية، بما فيها خوض بيك
قتالاً عندما يحاول مالك أحد المطاعم طرد عائلة لاتينية من مطعمه،
فضلاً عن تباين واضح بين الاستقبال العارم الذي يلقاه صهر آل
بينيديكت بوب (هوليمان) في محطة القطار لدى عودته إلى المنزل من
الحرب العالمية الثانية واستقبال أنجيل أوبريغون الثاني (سال مينيو).
ترحب فرقة موسيقية وحشد مهلل ببوب، وفق ستيفنز، ومن ثم {ترى قصاصة
صحيفة صغيرة عن أن أنجيل أوبريغون عائد إلى أرض الوطن اليوم،
فتنتظر لتراه. ثم يتوقف القطار وترى تابوتاً ملفوفاً بالعلم
الأميركي}.
يؤكد غالان أن أنجيل في الكتاب لم يمت، إلا أن المخرج ستيفنز بدل
ذلك لينقل رسائل {أقوى بكثير لأنه أظهر تضحية أولئك الناس الذين
تعرضوا للتمييز العنصري حتى في الموت بدفنهم في مكان منفصل}. ولا
يزال شريط شائك يفصل مقبرة البيض عن مقبرة اللاتينيين في مارفا.
صحافي
كان رامون رنتيريا، صحافي في صحيفة
El Paso Times،
في السابعة من عمره عندما شارك بشكل عابر في
Giant.
يقول رنتيريا: {ترعرعت في فالنتين، بلدة مزارع صغيرة تقع على بعد
56 كيلومتراً غرب مارفا. نصبوا واجهة قرية مكسيكية وراء المقبرة
الكاثوليكية، أو ما كنا ندعوه في فالنتين المقبرة المكسيكية. وزعوا
منشورات ذكروا فيها أنهم يبحثون عن صبية صغار ويُفضل أن يملكوا
كلباً. فلبى بعضنا الدعوة. كان صيفاً مميزاً بالنسبة إلينا}.
وُضع رنتيريا وعدد من الصبية في مواقع محددة في موقع التصوير خلال
مشهد يصل فيه دين وتايلور في سيارة جيب إلى منزل أوبريغون.
يضيف رنتيريا: {طلبوا من بعضنا نزع قميصنا. كتبت لاحقاً مقالاً
ذكرت فيه أنهم أرادوا على ما أظن أن نبدو مكسيكيين بحق. لو علمت أن
التمثيل سهل إلى هذا الحد، لأصبحت ممثلاً على الأرجح لا صحافياً}.
Forger
باهت من البداية حتى النهاية
كتب الخبر: روجر
مور
مهما بدا ترافولتا حسن المظهر في
The Forger
فيلم، لا ينجح في تقديم شخصية المزور الذي يتمكن من الخروج من
السجن بعدما وعد المجرم (أنسون ماونت)، الذي أدخله إلى السجن
بإسدائه خدمة.
يجب ألا تبدو المخاطر منخفضة بقدر ما نراه في
The Forger.
من الضروري أن يقدم فيلم تشويق عن سرقة إحدى أهم لوحات كلود مونيه
لمحة مثيرة عن حرفة تزوير الأعمال الفنية الإجرامية، دراسة مميزة
لعالم بوسطن الإجرامي، يشارك فيها عدد من النجوم البارزين، مثل جون
ترافولتا في الدور الرئيس، كريستوفر بلامر، تاي شيريدان، وجنيفر
إيل في أدوار مساندة.
إلا أنه يفتقر إلى كل ما تقدّم، مع اعتبار كلمة حرفة أهم ما يعوز
هذا الفيلم.
تخطى ترافولتا بسنوات قدرته على أداء دور المجرم القاسي الصلب،
متخطياً بالقوة لقاءاته مع أناس من ماضيه.
يريد كيغان (ماونت) من {المزور} راي كاتر أن يعد نسخة مطابقة من
{النزهة: امرأة تحمل مظلة} لمونيه لكي يسد دينه. يتفاعل والد راي
المسن (كريستوفر بلامر) مع هذا العرض بسيل من الإهانات. لكن هذا
يشكل ردّة فعله لشتى الأمور، أوليس هذا مميزاً؟
بعيد عن الواقع
ما السبب الذي دفع راي إلى الخروج باكراً من السجن؟ ابنه المصاب
بالسرطان (شيريدان من
Mud
وJoe)
ومَن الشرطية التي تلاحقه؟ العميلة بايسلي (أبيغايل سبنسر).
على راي أن يدرس مونيه، يشتري أقمشة، يزور اللوحات متبعاً أسلوبه
كولد مونيه بدقة، يتوصل إلى طريقة مناسبة للسرقة، ويتعاطى مع
تذمرات الرجل المسن، تهديدات ميغان، والأمنيات المستحيلة التي يحلم
بها ابنه، مثل رغبته في لقاء أمه، التي يتبين أنها مدمنة تؤدي
شخصيتها إهل
(Zero Dark Thirty
وPride
& Prejudice).
وماذا عن راي؟ يتمنى «الانتقال إلى تاهيتي والعيش مثل غوغان».
لكننا لا نرى في هذا الفيلم ما يضعه على هذا الدرب أو يجعلنا
نتعاطف مع معضلته. يعود ترافولتا إلى لحظات من فيني باربارينو
بحثاً عن لهجة من بوسطن، مع أن لا أحد من سائر الممثلين يبذل
مجهوداً مماثلاً.
بالإضافة إلى ذلك، لا تبدو «أمنيات» الولد مؤثرة والسرقة باهتة.
أما عملية تزوير اللوحة فلا تحظى بأهمية وتقتصر على بضع لحظات يحني
خلالها ترافولتا رأسه وينظر إليها وهو مقطب.
تُعتبر الخاتمة أبعد ما يكون عن الواقع في هذا الفيلم.
كان كاتب نص
The Call
وراء كل هذا، إلا أن غياب التشويق لم يكن على الأرجح خطأه. ياتي
المخرج من التفلزيون البريطاني، الذي يشكل عادة مجال تدريب أفضل
مما يُظهره هذا الفيلم الممل الباهت.
ومن بين كل النجوم المشاركين، يقدم بلامر وإهل وحدهما أداء يخرج عن
المألوف والمتوقع.
وماذا عن ترافولتا؟ يظهر كنسخة باهتة تحاول تقليد ماضيه فيPulp
Fiction.
Child 44...
خليط بين Dr. Zhivago
وSilence
of Lambs
كتب الخبر: كينيث
توران
يتطور فيلم
Child 44
رغماً عنه. تنجح هذه القصة البوليسية المشحونة، التي تبدو غريبة
ومقلقة أحياناً، في اكتساب ما يكفي من الإثارة والتشويق لتأسر
انتباهنا. تدور أحداث هذا الفيلم، الذي يؤدي فيه توم هاردي دور
البطولة، في الاتحاد السوفياتي حول نهاية عهد الحاكم المستبد جوزف
ستالين.
كما يتذكر قراء روايات التشويق، يستند
Child 44
إلى رواية نُشرت عام 2008 لتوم روب، باعت 1.5 مليون نسخة، وكانت
قوية كفاية لتدخل لائحة الروايات المرشحة لجائزة بوكر. صحيح أن
الفيلم لم ينجح في نقل كل العوامل التي ساهمت في نجاح الكتاب، إلا
أنه يتمتع بأحد أهمها: الإطار المتميز.
يعيدنا المخرج دانيال إسبينوزا في
Child 44
إلى الأجواء القاتمة في الاتحاد السوفياتي عام 1953. لكن هذا
الفيلم، الذي صوره أوليفر وود في الجمهورية التشيكية ونفذ تصميم
إنتاجه يان رويلفس، لا يكتفي بإعادة ابتكار المواقع المخيفة
الفعلية، بل يعرض أيضاً الطبيعة العفنة المريعة لنظام سياسي دائم
الريبة يعتبر الجميع خونة محتملين من الممكن نفيهم أو إعدامهم.
والأسوأ من ذلك بالنسبة إلى عمل الشرطة والعدالة، يبدو أن النظام
السوفياتي ما كان مهتماً ببعض أنواع الجرائم. فبما أن ستالين أعلن
أن الجريمة أحد أمراض الرأسمالية، وأنها بالتالي غير موجودة في
الاتحاد السوفياتي ({ما من جريمة في الجنة}، عبارة سمعناها
مراراً)، صار بإمكان المجرمين المتسلسلين القتل من دون خوف من
العقاب. فلا أحد سيحقق في أعمالهم البشعة لأن لا وجود رسمياً لها
بكل بساطة (لم تتقبل موسكو هذا الفيلم، ومنعت عرضه لما دعته وزارة
الثقافة {كائنات مختلة جسدياً وأخلاقياً أقل من البشر}).
خليط غريب
لا شك في أن إطار الفيلم المميز يشكل فيلماً ممتازاً لشخص مثل
ريدلي سكوت من
American Gangster.
وقد اشترى سكوت بالفعل الحقوق، إلا أنه لم يتمكن من إخراجه. فانتهى
المطاف بهذا الفيلم إلى إسبينوزا، الذي أبدع في
Snabba Cash (المال
السهل) بلغته الأم السويدية، فضلاً عن فيلم
Safe House
من بطولة دانزيل واشنطن.
مع أن هذا المخرج الموهوب متخصص في أفلام الحركة وإطلاق النار، إلا
أنه لا يقدم الكثير من مشاهد الحركة القوية. لكنه علق في رواية هذا
الفيلم الطويلة ومحاوره الاجتماعية الواسعة. نتيجة لذلك، يبدو
Child 44
أشبه بخليط غريب من
Dr. Zhivago
وThe
Silence of the Lambs،
مع أن هذا لا يُعتبر جيداً بالضرورة.
على نحو مماثل، جاء عمل كاتب السيناريو ريتشارد برايس خليطاً. فقد
منحت عبارات مثل {لم تحتفظ برأيها... لنفسها}
Child 44
نبضاً معاصراً أكثر من اللازم، فضلاً عن أن بعض العناصر الأساسية
في الحبكة قد تبدلت. لكن برايس يحرص على أن تعزز خطوة القصة
المتوازية في الفيلم أحدها الآخر.
يبدأ
Child 44
بذكريات خاطفة عن الفظائع في أوكرانيا التي ابتليت بالمجاعة عام
1933. فنرى طفلا يهرب من ميتم. فيتبناه جندي سوفياتي ويعطيه اسماً
جديداً: ليو ديميدوف.
ننتقل بعد ذلك إلى برلين عام 1945. ينتهي الأمر بليو إلى الادعاء
أنه أحد مقاتلي الجيش الأحمر المنتصرين ملوحاً بعلم فوق مقر الرايخ
(تكريماً للصورة الشهيرة ليفغيني خالدي). وهكذا يتحول في الحال إلى
بطل وطني ورمز للشجاعة السوفياتية.
ننتقل مجدداً إلى عام 1953. يعيش ليو (توم هاردي) في موسكو، حيث
أصبح ضابطاً في جهاز الشرطة الداخلي، محاطاً بالزملاء أنفسهم الذين
خاضوا معه الحرب، بمن فيهم ألكسي الوفي (فارس فارس) وفاسيلي
المجنون بالكامل (جول كينامان من
The Killing’s،
الذي لمع نجمه في
Snabba Cash)،
الذي لا يتردد في إطلاق النار عليك ما إن يراك.
نواقص كثيرة
أنصف النظام السوفياتي ليو، وهو يؤمن به بالكامل، حتى إنه يعجز عن
تمييز ما يستطيع ولد إدراكه: رايسا (ناومي راباس)، الزوجة التي
يعشقها، ضجرة من زواجهما ومنه.
يقوم ليو بعمل لا يُعهد إلا لشخص يؤمن حقاً بالنظام. عليه أن يعتقل
لائحة متنامية بسرعة ممن يُعتبرون خونة وأن يتجاهل واقع أن
الاتهامات، في مجتمع تُعتبر فيه الاعترافات القسرية مسألة مألوفة،
أقرب إلى حكم بالإعدام.
لكن كل عيوب النظام السوفياتي تتحول فجأة إلى مسألة شخصية بالنسبة
إلى ليو من خلال تطورين متداخلين يشكلان صدمة قوية له.
أولاً، تُتهم حبيبته رايسا بالخيانة، ويوكل إليه رئيسه المخادع،
الرائد كوزمين (فنسنت كاسل) مهمة التحقيق. في الوقت عينه، يقتنع
ليو بأن قاتلاً متسلسلاً (بالاستناد إلى القاتل الحقيقي أندري
شيكاتيلو أو «سفاح روستوف») يعمل بحرية، معذباً وقاتلاً الصبية
الصغار.
لا بد من الإشارة إلى أن هاردي، أحد أبرز ممثلي إنكلترا
(Locke
وقريباً
Mad Max: Fury Road)
يقدّم أداء ممتازاً بصفته رجلاً مهووساً بالعدالة يعرّض حياته
ومسيرته المهنية للخطر، إلا أن المشكلة ليست هنا.
يبالغ هاردي في أداء دوره، مفرطاً في اللهجة والعواطف الروسية.
ولكن من حسن الحظ أن رفاقه في التمثيل، على غرار الممثل البارع
غاري أولدمان في دور شرطي في الضواحي يكون أحد حلفاء ليو القلائل،
يعربون عن تحفظ أكبر وفاعلية أعمق.
وهكذا يقدم
Child 44
المثير للجدل والاهتمام في آن، صورة ما قام به الأفراد للاستمرار
في عالم انقلب رأساً على عقب. وهكذا، بفضل أسسه الفريدة، ينجح هذا
الفيلم في تخطي نواقصه الكثيرة، إلا أنه بالكاد يتمكن من ذلك. |