احتضنت مدينة مارسيليا احتفالاتها السنوية بالسينمات العربية وذلك
في إطار ملتقاها الثالث الذي تنظمه الجمعية الفرنسية «أفلام» التي
أصبحت مرجعا لهذه السينمات لما يزيد على عقد ونصف.
وتُعد مارسيليا ثاني أكبر مدينة فرنسية بعد باريس، ومن أكثر المدن
التي بها جاليات من أصول عربية من مختلف الأقطار المطلة على البحر
الأبيض المتوسط، من المغرب إلى سوريا مرورا بمصر ولبنان والجزائر
وتونس. وعليه، فإن مدينة مارسيليا تحظى بموقع مهم جغرافيا
واجتماعيا في علاقتها مع الأقطار العربية بحكم موقعها المقابل لتلك
الأقطار.
فقد اختارت جمعية «أفلام» أن
تسمي ملتقاها بصيغة الجمع، أي «ملتقى
السينمات العربية»،
كي تُسَطِّر على تعدد هذه السينمات وغناها واختلاف تنوعها في
المعالجة السينمائية وفي الإنتاج. وقد أكد على ذلك المندوب العام
للملتقى، الباحث والناقد الأستاذ الطاهر الشيخاوي، في كلمته
الافتتاحية للملتقى بكون الأفلام العربية «تعكس
حيوية المجتمعات العربية ولكن تتجاوز الكليشيهات أو تصوير فج
للواقع».
يخص الملتقى عروضا لأفلام توجد في الصدارة بحكم نجاحها الجماهيري،
أو بما أثارته من نقاش مجتمعي وثقافي وفني في بلدانها العربية أو
في أوروبا بالنسبة للتي حظيت بالتوزيع والمشاركة في المهرجانات
الأوروبية، وأيضا للأفلام الأولى للمخرجين الشباب – من الجنسين –
المتألقين برؤيتهم الفنية الجديدة. فضلا عن اختيار كل سنة تكريم
أحد المخرجين العرب المتميزين بعرض جميع أفلامه طيلة الملتقى تحت
عنوان «مسار
سينمائي» حيث
كان المخرج المصري ابراهيم البطوط مَنْ افتتح هذه الفقرة في الدورة
الأولى (سنة 2013)، والمغربي فوزي بن السعيدي كان نجم الدورة
السابقة (الثانية سنة 2014) فيما احتل المخرج التونسي الجيلاني
السعدي هذه المكانة في الدورة الثالثة (2015). فهذه الفقرة هي فرصة
ذهبية للاطلاع على جميع أعمال المخرج والنقاش معه مباشرة لتكوين
نظرة شاملة عن رؤيته السينمائية، إنها تزاوج بين التكريم والبحث
السينمائي عن قرب، لذا تهتم الصحافة المحلية بهذا البعد الشامل
فتخصص مقالات ونصوصا وتقارير تحليلية. وهذه الفقرة هي جزء من
الفقرات الأخرى التي تحظى بنفس القيمة والبعد البيداغوجي للتعريف
بالسينمات العربية في خصوصيتها واستثنائيتها. لأن البرنامج «يعتمد
على نفس الهندسة في بنائه وعلى نفس المبادئ لتكون له هوية واضحة» كما
يقول المندوب العام للملتقى الأستاذ الطاهر الشيخاوي.
تظاهرة سينمائية ببعد ثقافي
تجاوز عدد المشاهدين هذه السنة ما يفوق بكثير 5 آالاف مشاهد طيلة 6
أيام بالفضاءات الأربعة المخصصة للعروض السينمائية، وهي من أفضل
وأهم فضاءات مدينة مارسيليا والتي تفتخر بها باعتبارها معالم
هندسية ثقافية تتميز بها منذ ثلاث سنوات كفضاء «الموسم» (وهو
متحف ضخم لحضارات أوروبا والمتوسط) و«فيلا
البحر الأبيض» وكلاهما
يطلان مباشرة على البحر الأبيض المتوسط وقد تم تشييدهما بمناسبة
اختيار مدينة مارسيليا عاصة للثقافة الأوروبية سنة 2013، بينما «فضاء
جهة مارسيليا» (مؤسسة
عمومية) وقاعة سينما «فارييتي» التاريخية
فهما يقعان في وسط المدينة.
ضم الملتقى 55 فيلما تتوزع بين الأفلام الطويلة والقصيرة
والمتوسطة، فيها الروائي والوثائقي، جاءت من العالم العربي والعالم
بأسره حيث بعضها لم يكن بالإمكان إنتاجها في بلدانها الأصلية، ليس
فقط بسبب الحروب الداخلية كما هو الحال في سوريا وليبيا والعراق
واليمن وإنما أيضا لأسباب اقتصادية فوجدت دعما مباشرا ماديا وتقنيا
أهلها للوجود. وعادة تدخل بعض من هذه الأفلام في الخط التحريري
العام للملتقى بتبنيها بمعنى في مجملها أفلام المؤلفين والأفلام
المستقلة أو الأفلام التي لا تجد موزعا في عقر دارها وحتى في
أوروبا نفسها.
ومن مميزات ملتقى السينما العربية في مارسيليا انه تظاهرة ثقافية
محضة في مجال السينما بعيدا عن المنافسة (لا يتضمن الملتقى مسابقة
بين الأفلام) لذا تعمل إدارته على ضرورة حضور المخرج صحبة فيلمه
ليناقشه مع الجمهور مباشرة بعد كل عرض (يُعرض الفيلم عادة مرتين
على الأقل في أوقات وأيام مختلفة لكي يحظى بالمشاهدة أكثر وفي
الأوقات المناسبة للجمهور لكي لا يُحرم منها). كما حظي جمهور
الملتقى بعروض خاصة لأفلام لم تخرج إلى القاعات التجارية إلا بعد
اختتام الملتقى كما هو الحال مع فيلم «السطوح» للمخرج
الجزائري مرزاق علواش والذي أبان عن حنكته خلال المناقشة معبرا عن
أرائه بوضوح بين. وأيضا الفيلم المغربي «وداعا
كارمن» للمخرج
محمد أمين بنعمراوي الذي بدأ عرضه هذا الأسبوع في بلجيكا.
والجانب الأهم في هذا الملتقى، أن الجمهور الفرنسي يكتشف الإبداع
السينمائي العربي في شموليته، وأن العرب بكل مكوناتهم ينتجون أيضا
السينما وأفلام جيدة وليس «الإرهاب» كما
تسوقه بعض الوسائل الإعلامية الغربية. ويغتني الملتقى بالندوات
والمحاضرات واللقاءات اليومية الصباحية التي تتطرق للسينما العربية
من مختلف الزوايا في إطار نقاش مفتوح وشفاف، وجدل غني بمحتوياته،
في مجتمع لا يجد حرجا في طرح جميع الإشكاليات. يناقش أشكال الإنتاج
والتوزيع القائمة بين مختلف الأقطار العربية، وكذا الرقابة وعلاقة
السينمائي بالسلطة وهذه الأخيرة بفنون السينما والتلفزيون إلى جانب
مكونات باقي الجسم السينمائي.
كما يعطي الملتقى مكانة متقدمة لنقاد السينما من العالم العربي
الذين يضعهم في مقدمة التظاهرة إذ يشرفون على تنشيط جميع الأفلام
المشاركة والبرنامج الثقافي فيحظون بالتالي بنفس المكانة والاهتمام
الذي يتمتع به السينمائي باعتبار الملتقى، كما سبق القول، تظاهرة
ثقافية محضة ولا يمكن الفصل بين السينمائي والناقد. وقد شارك أزيد
من عشرين ناقدا، من حساسيات مختلفة، منهم من جاء من الأقطار
العربية ومنهم من يستقر بأوروبا وبعضهم من جنسيات أوروبية متخصصون
في السينما العربية، إلى جانب أكثر من ثلاثين مخرجا ومنتجا. يحضر
النقاش والجدل السينمائيين بمختلف مناهجه وفي تقاطع إيجابي وغني
يطغى عليه التبادل والعطاء والاستفادة الجماعية مواكبة لسينمات
متفاوتة الإيقاع.
لكن للأسف، تجد جمعية «أفلام» أمامها
عوائق كثيرة (محليا) من طرف اليمين الفرنسي الذي يحارب مثل هذه
الأنشطة، خاصة حين تكون ناجحة بهدف «اغتيالها»،
وتتخذ هذه «الحرب» أوجه
كثيرة منها كعدم مساهمة بعض المؤسسات المُنْتَخَبَة في تمويل
أنشطتها فتبقى رهينة نضال المؤمنين بالسينما العربية الذين يساهمون
قدر المستطاع لتمديد حياة الجمعية (التي صمدت 15 سنة لحد الآن)
وبملتقى حديث الولادة (ثلاث سنوات فقط). والأغرب أن الجهات العربية
كلها لا تعمل إطلاقا على مساعدة الجمعية سواء الموجودة في مرسيليا
ونواحيها أو من طرف الأقطار العربية، وهو ما يهدد استمرارية
الملتقى وجمعية «أفلام» نفسها
ومن ثمة قد يغيب صوتا فرنسا يدعم العرب ثقافيا من خلال السينما.
15
عاما من النضال
احتفلت جمعية «أفلام» في
نفس المناسبة بمرور 15 سنة على تأسيسها، يتكون مكتب الجمعية،
ومجلسها الإداري، وأغلب المنخرطين، من الفرنسيين الذين عاشوا في
الأقطار العربية خلال فترات طويلة، أو عملوا واشتغلوا بها، أو
ازدادوا بها وقضوا جزء من حياتهم بها قبل عودتهم إلى بلدهم الأصلي
فرنسا. ثم إلتحق بهم في السنوات الأخيرة الفرنسيين المهتمين
بالثقافة العربية عموما والسينما على الأخص. ونجد بينها متخصصين
كمخرجين سينمائيين أو في المسرح وباحثين ونقاد وعلى رأسهم الناقد
والباحث السينمائي الذائع الصيت «ميشيل
صيرسو»صاحب
مجموعة هائلة من المؤلفات حول السينما العربية.
وتترأس الجمعية السيدة صولانج بولي التي عاشت سنوات طويلة بالشرق
الأوسط بين مصر وسوريا وفلسطين ولبنان ولها دراية عميقة بالمنطقة
والمدافعة على الثقافة العربية، وأيضا السيد مارسيل سيغوري الذي
ازداد بتونس وهو أمين مال الجمعية واحد المناضلين ضد العولمة.
تأسست جمعية «أفلام» سنة
2000 وعرفت تطورات كثيرة في مسيرتها الإيجابية، إذ تعتبر الأكثر
نشاطا في التعريف بالسينما العربية في فرنسا، خاصة في جنوبها، من
خلال تمديد العروض إلى المدن والقرى المجاورة لها، وكذا بالمؤسسات
التعليمية والاجتماعية كالسجون مثلا وذلك على امتداد السنة تظهر
نتائجها جلية خلال «ملتقى
السينمات العربية».
وكانت سابقا – في بداية تأسيسها – تكتفي بتخصص دورات موسمية حول
بلد معين من البلدان العربية المنتجة للسينما وأيضا حول محور محدد
خلال السنة أيضا (كالهجرة وحرب التحرير والاستعمار والمرأة
والوثائقي.. إلى آخره) وبذلك تنظم نشاطين كبيرين في السنة. وتستدعي
المبدعين العرب من المخرجين والممثلين والنقاد وحتى الكتاب
للمناقشة مع الجمهور التواق لاكتشاف عوالم العرب من المعنيين
مباشرة.
وبعد تطور عملها وتوسيع رقعته واكتساب المشروعية الثقافية على
المستوى المحلي، ارتأت أن تضيف خطوة جديدة في مسارها بالتفكير في
تنظيم ملتقى سينمائي سنوي يجمع أهم الأعمال العربية على أساس أن
تبتعد عن المنافسة أو المسابقة حتى يبقى الطابع الثقافي هو المهيمن
في العروض واللقاءات بين المبدعين، فضلا عن أنشطتها على امتداد
السنة كالعروض الأولى لبعض الأفلام أو الاحتفاء بفيلم عربي ناجح.
مرت سنوات من البحث عن التمويل، لتتمكن للجمعية من استغلال اختيار
مدينة مرسيليا عاصمة للثقافة الأوروبية سنة 2013، لتفرض نفسها كجهة
متخصصة في السينما العربية حيث حصلت على دعم مكنها من تنظيم أول
دورة لملتقيات السينمات العربية في نفس السنة، وهكذا وصلت إلى
الدورة الثالثة سنة 2015.
المتحدث الإعلامي لـ «لقاء الصورة»: ميزانيتنا لا تتجاوز الـ30 ألف
جنيه مصرى
الفيلمان الفائزان جائزتهما حضور مخرجيهما مهرجانى مونبلييه
ومارسيليا بفرنسا
القاهرة ـ «سينماتوغراف»: محمد البحيرى
كشفت نانسي عيد المتحدث الإعلامي لمهرجان لقاء الصورة في دورته
الحادية عشر، عن الجوائز التي سيقدمها المهرجان للأفلام الفائزة
خلال حفل الختام وقالت نانسى فى لقاء خاص مع «سينماتوغراف» إن
المهرجان هذا العام يختلف عن السنوات الماضية، حيث يتميز بعرض
الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة، وهذا لم يكن يحدث من قبل
عندما كان يتم التركيز على عرض الأفلام الطويلة فقط، وأضافت قائلة:
سوف تقوم لجنة التحكيم باختيار فيلمين فقط للحصول على جائزة
المهرجان، وليس هناك ما يُسمى بجائزة أفضل فيلم أو أفضل مخرج أو
أفضل سيناريو، وذلك لعدم إحباط الشباب الذين لم يحصلوا على جوائز،
وهى عبارة عن حضور مخرجي الفيلمين الفائزين في مهرجانى مونبلييه
ومارسيليا بفرنسا، كما سيتم تقديم شهادات تقدير لبعض مخرجى الأفلام
المشاركة، ونحن نهدف بالأساس لتشجيع الشباب الموهوب من مخرجين
ومصورين ومنتجين وممثلين على إنتاج الأفلام الروائية والتسجيلية
القصيرة.
وعما يميز هذه الدورة تقول: أردنا من خلالها إحداث تفاعل حقيقى بين
صناع الأفلام والجمهور عن طريق فتح باب الحوار والمناقشة بين
الجمهور الذي يشاهد الأفلام ومخرجيها، وهنا يحدث تبادل ثقافي حول
الأفلام بين المخرجين وبعضهم البعض من جهة، وبين الحضور والمخرجين
من جهة أخرى.
وعن المعايير التى يتم اختيار الأفلام بها قالت نانسى: وصل لإدارة
المهرجان 118 فيلما روائيا وتسجيليا قصيرا، اخترنا من بينها 24
فيلما فقط بناء على ثلاثة معايير، وهي الطابع الابتكاري والمتفرد
للعمل الفني، إضافة إلى تميز الإخراج الفني والعمل الخاص بالصورة،
فضلا عن مدى قوة السيناريو وأداء الممثلين في هذه الأفلام، وهناك
معايير أخرى تضيفها لجنة التحكيم التى ضمت الطاهر الشيخاوي وهو
ناقد سينمائي والمدير الفني للقاءات الدولية للسينمات العربية
والمخرجة المستقلة نادية كامل وصانع الأفلام إسلام العزازي الذى
يعد أول من أقام ورشة لصناعة الأفلام فى الجيزويت بالاسكندرية .
وعن مدى تأثير المهرجان الفرنسى على السينما المصرية بعد11 سنة من
انعقاده قالت: لقد شجع المهرجان عددا كبيرا من الشباب على إنتاج
وتقديم الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة، فأصبح هناك جمهور خاص
يشاهد هذه الأفلام، كما أن المهرجان يمنح فرصا كبيرة لهؤلاء الشباب
للعمل في صناعة الأفلام الطويلة، خاصة أن أفلامهم القصيرة تعرض علي
نقاد ومخرجين كبار.
وحول
ميزانية المهرجان، أكدت أنها لم تتجاوز ال30 ألف جنيه مصرى، وأن
المركز الثقافى الفرنسى هو فقط من يموله، لكن هناك شركات تتعاون
معنا فى إقامته مثل اورما ومدرسة
La femis
في باريس، وهي مدرسة حكومية ترسل أفلاما قصيرة من إنتاج طلابها
لعرضها في المهرجان ولكن خارج سباق المنافسة، كما أن شركة اورما
سوف تقوم باختيار أحد المخرجين لدعم فيلمه في مرحلة الإنتاج وما
بعد الإنتاج التي تشمل توزيع الفيلم وتسويقه.
ونفت نانسى وجود أى رقابة على الأفلام قائلة: لاتوجد أى رقابة على
الأفلام التي تشارك أو تعرض في المهرجان، ولكن من يحدد عرضها إدارة
المهرجان بالمعهد الثقافي.
13
عاما على رحيل أحمد مظهر.. برنس السينما المصرية
القاهرة ـ «سينماتوغراف»
تحل اليوم ذكرى رحيل فنان مبدع متعدد المواهب، ويعد من أهم نجوم
السينما المصرية، أحبه الناس وعشقوا موهبته فهو ممثل من طراز
استثنائى، لقب بفارس السينما المصرية فى عصرها الذهبى، قدم العديد
من الادوار المختلفة ما بين رومانسى وكوميدى ودينى ووطنى وارتبط
أسمه بالادوار التاريخية التى تالق فيها، انه الناصر صلاح الدين
الفنان احمد مظهر.
أحمد حافظ مظهر ولد في 8 أكتوبر 1917 بمنطقة العباسية بالقاهرة،
تخرج من الكلية الحربية عام 1938 وحصل منها على بكالوريوس العلوم
العسكرية، والتحق بسلاح المشاة ثم انتقل وعين ضابطا فى سلاح
الفرسان، وتدرج حتى تولى قيادة مدرسة الفروسية، كما شارك فى حرب
فلسطين عام 1948.
وفى عام 1956 تقاعد مظهر على المعاش برتبة عقيد، ثم عمل سكرتيرا
عاما بالمجلس الاعلى لرعاية الفنون والاداب، الى أن تفرغ عام 1958
لممارسة هوايته والعمل فى السينما
.
كانت بداية المشوار السينمائى لمظهر عندما كان المخرج ابراهيم عز
الدين يبحث عن ممثل يجيد ركوب الخيل ليقوم بدور فى فيلم «ظهور
الاسلام» حتى
وقع الاختيار على احمد مظهر.
وفى عام 1952 قام المخرج يوسف السباعى بترشيحه لبطولة فيلم «رد
قلبى» والذى
حقق نجاحا كبيرا وانتشارا واسعا وتوالت بعد ذلك اعماله المتميزة
.
لقب احمد مظهر بـ«البرنس» لوسامته
وأخلاقياته وانضباطه الشديد، إلى جانب ثقافته في شتى المجالات ،
كما كان يجيد التحدث بعدة لغات أجنبية، وكان عضواً مؤسساً في «جمعية
الحرافيش» التي
يرأسها الكاتب الراحل«نجيب
محفوظ» وتضم
صفوة نجوم المجتمع من كتاب وفنانين وصحفييين.
تنوعت أدوار الفنان احمد مظهر فى اعماله فعرف كيف ينتقل من دور الى
اخر فمنها الرومانسى مثل فيلم «دعاء
الكروان»،
والتاريخى مثل «وا
اسلاماه» و«الناصر
صلاح الدين»،
والكوميدى مثل «لصوص
ولكن ظرفاء»،
والدينى مثل«الشيماء»،
والوطنى «رد
قلبى» واستطاع
ان يقنع مشاهديه بكل الادوار التى قدمها بانواعها ورسخت فى عقولهم
وقلوبهم.
بلغ رصيد مظهر من الافلام السينمائية ما يقرب من 100 فيلما، وكان
اخرها فيلم
«عتبة
الستات»،
ومن ابرز الاعمال السينمائية التى قدمها «غصن
الزيتون، الجريمة الضاحكة، القاهرة 30، اللقاء الثانى، نادية،
الايدى الناعمة، النظارة السوداء، جميلة بوحريد، ابنتى والذئاب،
شفية ومتولى، امبراطورية ميم، الاخوة الاعداء، الرداء الابيض، دعاء
الكروان».
عانى احمد مظهر فى السنوات الاخيرة من حياته من تدهور فى حالته
الصحية، وانتقل على اثرها الى مستشفى الصفا بالمهندسين الى ان
وافته المنية بعد صراع طويل مع المرض يوم 8 مايو 2002 عن عمر يناهز
85 عاما.
جدير بالذكر ان احمد مظهر قد حصل خلال مشواره الفنى على العديد من
الجوائز المحلية والدولية منها: جائزة الممثل الاول عن فيلم «الزوجة
العذراء»،
وجائزة الدولة للتمثيل عن دوره فى فيلم الليلة الاخيرة، والناصر
صلاح الدين، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الاولى من الرئيس
الراحل جمال عبد الناصر. |