«نظرة
الصمت» للمخرج الأمريكي جوشوا أوبنهايمر:
أن تشرب دماء ضحاياك حتى لا تؤذّن من فوق شجرة عالية
محمد عبد الرحيم - القاهرة ـ «القدس العربي»:
ضمن عروض مهرجان «وسط البلد للفنون المعاصرة/D- Caf»
عُرض فيلم
The Look Of Silence
إنتاج عام 2014، للمخرج الأمريكي جوشوا أوبنهايمر ، وهو الجزء
الثاني من فيلمه الذي قدمه عام 2012، بعنوان
The Act of Killing
ــ تم التعرّض له من قبل/راجع «القدس العربي» بتاريخ 23 يوليو/تموز
2014 .
في فيلمه الجديد يستكمل
Joshua
حكايته عما حدث في إندونيسيا، من عمليات الإبادة الجماعية للفصائل
الشيوعية، ضحايا الانقلاب العسكري الذي وقع عام 1965، وأطاح بحكومة
الرئيس أحمد سوكارنو، وثبّت مقاليد الحكم لسوهارتو بدلاً منه. في
هذا الفيلم
The Look Of Silence
يبدو الأمر من الجهة الأخرى، وهي وجهة نظر الضحايا ــ الفيلم الأول
كان من وجهة نظر القتلة ــ وذلك عبر شقيق أحد ضحايا المجازر، الذي
يبحث عن القاتل وسط حشد من القتلة، الذين لم يزل البعض منهم يترأس
مناصب عليا في البلاد، كرئيس البرلمان الإندونيسي.
مشكلات ضِعاف البصر
يقوم السرد في الفيلم عبر شخصية شقيق أحد الضحايا، الذي يعمل
بالبصريات الطبية ــ يقوم بعمل نظارات لضعاف البصر ــ عواجيز من
أيام المجازر، ضعف بصرهم وأصبحوا لا يرون جيداً، ويبدأ الشاب في
تبديل العدسات، حتى تتضح الرؤية أمام المريض، ليقول في النهاية
«نعم .. هكذا أستطيع الرؤية جيداً» هنا يبدأ الحديث عن عمليات
القتل، وهل بعد كل هذه السنوات أصبح هؤلاء يرون جيداً بالفعل؟
تأتي الردود دائماً باحثة عن مُبررات، ومن خلال ترويج الأكاذيب حول
الخطر الشيوعي وقتها، من أنهم … أعداء الله ودينه، هم الذين
يسكرون، ولا يتورعون عن تبادل زوجاتهم في ما بينهم.
وعند السؤال.. هل رأيت ذلك؟ وهل عرفت أحداً منهم فعل ذلك؟ تأتي
الإجابة بأنه لا يهم، الأهم أنهم يكفرون بالله!
يحاول الشاب البحث في قريته عن هؤلاء، والذهاب إلى أماكن أخرى
تسكنها شخصيات كان لها أكبر الأثر في اتخاذ قرارات القتل، وتصفية
أكثر من نصف مليون إندونيسي، ليصل إلى رجل لا يدري كم أمراً أعطاه
بفعل القتل، وهو الآن يشغل منصب رئيس البرلمان الإندونيسي، ليقول
الرجل في كل صلف «لابد من نسيان الماضي، والنظر إلى المستقبل، حتى
يأمن هؤلاء على أنفسهم في المقام الأول، وإلا سنعود لما فعلناه من
جديد، فالنسيان أفضل الحلول، ولمصلحتهم قبل كل شيء».
فقدان الذاكرة الحتمي
الأب تجاوز الـ 107 أعوام من عُمره، وبالسؤال عن سِنه الحقيقية
يقول إنه في الـ17، ولا يستطيع سوى أن يغني أغنية حب قديمة، يغازل
فيها حبيبته، وزوجته الآن تعدّت الـ 100 عام ــ هذه أسرة القتيل
وشقيقه الباحث عن قاتله ــ الرجل مجرّد جسد هزيل، قعيد شبه فاقد
السمع والبصر، انقذته ذاكرته من فقد ابنه، وقد ذهبت، فلم يعد يدري
في أي مكان أو زمان يعيش، بينما المأساة تتجسد في حالة
الزوجة/الأم، التي تحدث ابنها على الدوام، وقد شاهدته يأوي إليها
في لحظاته الأخيرة هرباً من القتلة، الذين عادوا وأخذوه من حضنها
ليقتلوه في غابة بعيدة بجوار أحد الأنهار، ويمثلون بجثته، كما
العديد من الجثث التي امتلأ بها النهر، النهر الذي ارتعب الجميع من
اصطياد أسماكه، نظراً لأنها تغذّت على الجثث والدماء، فأصبحت
ملعونة، وكأنها تعاويذ الشيطان.
كأسان في صحة الأشباح
اعتراف آخر يأتي من أحد المرضى، وقد أصبح غير قادر على الرؤية، ومع
تعدد قياس العدسات أمام عينيه، حتى يصل إلى عدسة طبية مناسبة، تتيح
له الرؤية بوضوح، لكن بصيرته لم تزل في غِيّها تعْمَه. وعند سؤاله
هل قتل بنفسه فعلاً، يُجيب بكل تفاخر بأنه فعلها مرّات لا تحصى،
فهُم أعداء الله، وأن الرسول الكريم حذّر من هؤلاء الكفرة، وينفي
أن الرسول قام بقتل الأعداء، لكن وضعه ورفاقه كان مختلفاً، وعندما
يُضيّق عليه الشاب الخناق بالأسئلة، تتشنج ملامح العجوز، ويعود
عصبياً كما كان، قائلاً «أنتَ تسأل أسئلة عميقة معقدة، وأنا لا
أريد الإجابة، من الأفضل أن تمضي، فقد اقترب موعد الصلاة»، ثم
تتوتر ملامحه وكأنه يتذكّر ما قام به من جرائم، فيُعاود الشاب
السؤال عن تأنيب الضمير مثلاً أو ما شابه، فيجيب الرجل أنه ليس
مُستعداً أن يقضي بقية حياته يطارد أشباح قتلاه، كصديق له لم يحتمل
ما فعله، فكان يصعد في أي وقت فوق إحدى الأشجار العالية، ويؤذّن
للصلاة.
لا يستطيع الحياة في مثل هذا الجنون، فقام بشرب دماء بعض من
ضحاياه، وهكذا يطرد أشباحهم وأصواتهم إلى الأبد. وعن طَعم ومذاق
دماء البشر يجيب الرجل «الدم البشري عذب ومالح»، وأفلحت التعويذة،
وقد تبخرت ملامح الضحايا من ذاكرته، لكن لحظات صمته وتوتر ملامحه
وعينه المُجهَدة من كثرة ما رأت، يبدو أنها تحتفظ بالعديد والعديد
من صور القتلى في تشنجاتهم وصرخاتهم لحظة القتل، ربما لا تستطيع
عينه إلا رؤية هذه الأشباح، رغم أن أصواتهم لم تعد تزوره في ليل،
وكما قال الرجل بالفعل عن الدم البشري … «عذب ومالح».
نضال وخلود وتسامح موهوم
قد يبدو أن الفيلم يتحدث عن زمن مضى، إلا أن الانشغال بالحاضر كان
همّاً أساسياً، يريد صانعه الكشف عنه بكل الطرق، بداية من الكلمات
الصريحة التي تصر على (النسيان) والعيش في الحاضر، ولكن أي حاضر
يقصده سفاكو الدماء؟ هنا يتجسد الحاضر بشكل أقوى، فهو لم يتخلص مما
حدث، والجيل الجديد الذي يمثله الشاب/شقيق الضحية، والذي لم يشهد
هذه المجازر ــ دلالة لافتة لجيل جديد يحمل إرث الماضي ويسير به ــ
يدل على أن الحاضر نفسه هو استمرار مزمن لما حدث، ودائماً ما كانت
الوصايا الحكيمة من القتلة وهم الآن على أعتاب الموت ــ في لهجة
شبه آمرة ــ أن النسيان هو أفضل الطرق، وترك الماضي لحاله، وإلاّ …
لم يزل الصلف ونغمة التهديد تغلف حكمة الموتى.
الزمن المستمر أيضاً، الذي لا يمكن تقسيمه لماضٍ مؤلم وحاضر حكيم
ومستقبل مُتسامح، يبدو في حالة التربص بين الطرفين، أحدهما مغلوب
على أمره، والأخير يرتعب من تبادل الأدوار، ويحرض على الحالة
الراهنة أكثر مما كانت من قبل، الشباب المتحمس الآن/القتلة، أصبحوا
أصحاب مناصب وأموال وتجارة وعلاقات متشابكة، وتاريخ نضالي ــ من
وجهة نظرهم ــ يورثونه الأبناء والأحفاد، ولن يفرّطوا فيه مهما
حدث، المسألة مسألة البحث عن خلود إذن، حتى إن كان من خلال الدماء،
خاصة إن كان هذا الخلود يغلفه حِس ديني، أو هوس ديني يقرّب صاحبه
ــ ظناً ــ من خالقه.
الأسلوب الوثائقي
رغم الحالة التي يخلقها الفيلم، والجهد المبذول في عمليات البحث
والاستقصاء والتنويع ما بين الشخصيات والكشف عن المفارقة الدائمة
بين ما تقوله وما تحمله ملامحها من حقائق تجاهد في إخفائها،
وتفضحها الكاميرا في ذلك ــ خاصة نظرات الصمت الطويلة للشخصيات،
وكأنها تتذكر كل تفاصيل ما حدث ــ إلا أن الشكل الفيلمي هنا لم
يبتعد عن الشكل التقليدي للفيلم الوثائقي، من حيث الحوارات
والمقابلات، ومحاولة خلق شخصية تتصدّر منصة السرد ــ الشاب خبير
البصريات ــ فلا توجد مشاهد تمثيلية، أو إعادة لمشاهد حدثت بالفعل،
كما في الجزء الأول
The Act of Killing
الذي ينتمي أكثر لشكل الدوكيوداما، أكثر من كونه فيلماً وثائقياً
تقليدياً، ربما لو لم يُسبَق هذا الفيلم
The Look Of Silence
بالجزء الأول، لكان أكثر أثراً وتأثيراً، ربما اعتمد المخرج هنا
على ما سيُقال في هذه المقابلات، ووجهة نظر القتَلة، الذين لا
يتورعون أو يشعرون بأدنى لحظات الندم، لأنهم يُقاتلون ــ ظناً ــ
تحت راية الله، وهم الآن يعيشون في منازل فسيحة، وتزدهر تجارة
البعض منهم، وقد أصبحوا أحد اهم الرأسماليين في الدولة، إضافة إلى
السياسيين المُسيطرين على الحياة هناك.
لم يغفل الفيلم الدور الأمريكي في تدريب القادة، وبث روح القتل
والإبادة في نفوسهم، وكأنهم يقتلون بالوكالة عن خطر لا تستطيع
مواجهته الولايات المتحدة وجهاً لوجه، خاصة بعد غرقها في مستنقع
فيتنام، الذي لم يختف من ذاكرتها حتى الآن. يخلق الفيلم حالة من
التواصل مع ما يحدث على الشاشة، لكنها لا تصل بأي حال إلى حالة
الإدهاش التي خلقها في الجزء الأول منه.
مخرج
يعيد ممثّلاً أمريكياً ميتاً إلى الحياة على الشاشة بتقنيات جديدة
تجربة تفتح آفاقاً لأفلام غير مسبوقة في التاريخ
حسام عاصي - لوس انجيلس – «القدس العربي»:
هناك ترقب لانطلاق الجزء السابع من سلسلة افلام «فاست اند فوريوس»
وهو «فوريوس 7» في دور السينما هذا الاسبوع ولكن الاهتمام ليس
بمضمون الفيلم (الحقيقة لا يوجد فيه مضمون يحكى عنه) او المقاطع
المؤثرة اللامنطقية التي تتحدى الطبيعة والجاذبية وانما إحياء
الممثل بول ووكر، الذي لقي حتفه في حادث طرق في تشرين
الثاني/نوفمبر 2013 بينما كان الفيلم لا يزال قيد الإنتاج،
إلكترونيا ليقوم بإكمال اداء دوره الرئيسي في الفيلم.
صنع فيلم يواجه الكثير من التحديات منها كوارث طبيعية او مادية او
امنية وغيرها ولكن ما واجهه طاقم فيلم «فوريوس 7» كان الضربة
القاضية، اذ خسروا ممثلا رئيسيا وهو بول ووكر، الذي جسد دور برايان
اوكانار في كل افلام السلسلة منذ الجزء الاول عام 2001. هذه الضربة
كان لا مثيل لها في السابق مما وضع مخرج الفيلم الشاب، جيمس وان،
المعروف بإخراج افلام الرعب مثل «الشعوذة 2013» وسلسلة «غادر»، في
أزمة مهنية وشخصية.
«صنع فيلم من هذا النوع وبهذه الضخامة مدجج بالتحديات اصلا،» يقول
لي وان عندما التقيت به في «ستاديوم الدودجورز» في لوس انجيلس.
«وعندما تضيف شريحة جديدة من وجع الرأس مثل خسارة بول فسيتحول
الفيلم الى نوع اخر اكثر تعقيدا. فلم أستطع ان أتصل بأحد المخرجين
لأسأله كيف تعامل مع وضع من هذا النوع؟ لأنه لم يواجه احدا هذه
المصيبة من قبل.»
فعلا، عندما كانت تفقد مشاريع افلام أحد نجومها في الماضي، كان يتم
تعديل السيناريو من اجل تقليص دوره ومن ثم استخدام صور له من من
مشاهد صُورت قبل موته في مشاهد مستقبلية، مثلما فعل طاقم «العاب
الجوع» عندما توفى نجمه سيمور فيليب هوفمان قبل انهاء التصوير. كما
نجح مصمموا رسومات الكمبيوتر (GG)
في لندن بإحياء الممثل اوليفر ريد، الذي مات من سكتة قلبية قيد
التصوير، من خلال خلق غلاف ديجيتالي من صور ارشيف له وتلبيسها
الكترونيا للبدن المزدوج. الفرق هنا ان بول كان يلعب دورا رئيسيا
وفعالا في مشاهد حركة معقدة لم يكن ممكناً أن يحذف تماماً من
السيناريو ويحتاج الى اكثر من غلاف الكتروني كي يكون اداؤه مقنعا،
ولهذا كان اكمال تصوير الفيلم بدونه يبدو مستحيلا.
وان كان مقتنعا بقدرته على اكمال تصوير الفيلم من ناحية مهنية
وتقنية ولكن كان هناك معضلة اخرى. «هذا كان مثيرا جدا لي. الأمر
الأصعب كان العواطف. انا كنت محظوظا بمعرفة بول والعمل معه وبسبب
ذلك كنت اشك بقدرتي على الاستيقاظ في الصباح، الذهاب الى موقع
التصوير، والوقوف بشجاعة امام كل ممثلي المكتئبين وأتكلم إليهم مثل
قبطان السفينة «لا تقلقوا يا شباب، سوف نعمل معا لنكمل هذا
الفيلم.»
في البداية كان هناك حديث حول إلغاء الفيلم ولكن بعد السيطرة على
عواطفهم، قرر طاقم الفيلم ان يكملوا الفيلم ويهدوه لزميلهم بول.
«بول كان مثل اخ لي» يقول فان ديزيل، بطل ومنتج الفيلم. «العلاقة
بيننا في عائلة الفيلم عميقة ووطيدة، وشخصياتنا تفعل المستحيل
لبعضها البعض. هذا الدعم وشعور العائلة بيننا الذي ينزف من الشاشة.
في هذا الفيلم كل العالم سوف يشعر جزء من هذه العائلة.»
المرحلة الاولى كانت تعديل السيناريو لكي يتوافق مع الواقع الجديد.
ولكن ذلك لم يعن قتل شخصية اوكانر. «أنا كنت ضد قتل شخصيته» يقول
وان. «وقلت للاستوديو بأني سوف اترك زمام الاخراج إذا قتلوه.» من
حظه، وافق الاستوديو معه على انهاء الفيلم مع بول وكتابة نهاية
جديدة للفيلم تكرم بول وتعبّر عن حبهم وتقديرهم له. «قمنا بإعادة
كتابة السيناريو لأن النهاية الأصلية لم تعد ملائمة وأردنا ان
نحولها الى هدية لبول» يقول وان.
المرحلة الثانية كان استخدام أخوين لبول لأداء دور أخيهما، واحد
منهما تم تصوير وجهه والثاني تم تصوير جسده. «كنا بحاجة لهما، ليس
فقط من ناحية لوجستية وعملية وحسب وانما ايضا أردنا ان يكون بول
معنا وحققنا ذلك من خلال وجود أخويه. اشتراك الأخوين كان ايضا مهما
لعائلته اذ مكنهم من وداع ابنهم» يقول وان.
الحقيقة هي ان التكنولوجيا هذه الايام تمكن من خلق اي ممثل من خلال
مركباته الديجيتالية. فقد قامت شركة «ميل» اللندنية مؤخرا بانتاج
90 ثانية دعاية تلفزيونية يظهر فيها الممثل الصيني الراحل بروس لي،
تم خلقه من خلال استخدام صور ارشيف لوجهه ثم احياءها برسومات
الحاسوب.
وان رفض ان يفصح عن كيفية احياء ووكر في «فوريوس 7»، غير الاعتراف
بأنه كرس وقتا طويلا باحثا عن صور لووكر من افلام السلسلة السابقة
لكي يستخدمها في صنع القناع الرقمي لوجه ووكر. ولكن مجلة «هوليوود
ريبورتر» كشفت انه استخدم نظام «ويتا ديجيتال» الذي ابتكره المخرج
النيوزيلاندي بيتر جاكسون لخلق الشخصيات الغريبة في سلسلة افلام «الهوبيت».
بلا شك ان طاقم «فوريوس 7» حقق انجازا هائلا، اذ لا يمكن للعين
المجردة ان تلاحظ الفرق بين ووكر الحي ووكر الرقمي. وهذا الإنجاز
لفت انتباه الاستوديوهات التي تدفع مبالغ باهظة للحفاظ على سلامة
ممثل أو في حالة اصابته بمرض او وقوعه في حادث. ففي هذه الأيام يتم
احيانا تصوير ثلاثي الأبعاد لممثلين قبل بداية التصوير من اجل خلق
نسخة رقمية منهم للقيام بالمشاهد المثيرة، كما فعلوا في فيلم
«كابتن امريكا: جندي الشتاء». بعض الاستوديوهات تقوم ايضا بتصوير
ثلاثي أبعاد لممثلين والحفاظ عليها في ارشيفات من اجل استعمالها في
المستقبل بغض النظر اذا كان الممثل حيا ام ميتا. وقد تم استعمال
نسخة ارشيف للمثل جيف بردجس من عام 1985 في فيلم «ترون: ليغاسي»
عام 2013 حيث تفاعل بردجس ابن ال 60 مع نسخته الشابة.
«ما فعلناه في هذا الفيلم سوف يفتح عيونا كثيرة،» يقول وان. «فكرة
صنع فيلم من بطولة مارلين مونرو، همفري بوغارت وبروس لي لم تكن
غريبة. فممكن ان نقدم شخصيات ايقونات اسطورية ليست من الأحياء في
افلام اليوم،» يقول وان.
هذا التطور التكنولوجي له أبعاد كثيرة ويمكن ان يعزز من نفوذ
المخرج من خلال منحه امكانية استخدام النسخة الرقمية للممثل
والتحكم بأدائه من خلال رسومات الكمبيوتر. فهل التكنولوجيا سوف
تجعل الممثلين غير ضروريين؟
إقبال
على حضور فيلم «أفراح صغيرة» في مهرجان تطوان السينمائي
تطوان (المغرب) – من أحمد بوغابة:
شهد عرض فيلم «أفراح صغيرة» ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة
في مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط في المغرب
إقبالاً جماهيريًا من سكان مدينة تطوان شمالي المملكة.
والفيلم مغربي من إخراج محمد الشريف الطريبق، وهو ثاني فيلم روائي
له بعد فيلم «زمن الرفاق»، وله أيضًا مجموعة من الأفلام القصيرة
والتلفزيونية.
والطريبق من مواليد مدينة العرائش (شمال)، وقضى سنوات دراسته
الجامعية في تطوان، التي صور فيها فيلميه بممثلين محليين حفاظا على
اللهجة المحلية، وهو ما يفسر الإقبال الجماهيري على الفيلم رغبة من
الجمهور في مشاهدة ذاته على الشاشة.
والفيلم يتطرق إلى عوالم المرأة في سنوات الخمسينيات من القرن
الماضي التي كانت فضاءاتها مغلقة داخل البيوت، لكنهن ينجحن جماعيا
في خلق أفراح متعددة وغنية بالعطاء والتواصل وتبادل الخبرات بينهن
بدون حدود أو تحفظ.
وتَعَثر المهرجان الدولي في يومه الرابع، حيث فوجئ الحضور بإلغاء
المؤتمر الصحافي المقرر مع الممثلة المغربية، الوزيرة السابقة
للثقافة ثريا جبران، لكونها غادرت المدينة والمهرجان، علما أنها
حظيت بتكريم خاص، وتسلمت درع المهرجان أثناء حفل تكريمها.
كما عرف الفيلم التونسي «بدون 2» للمخرج جيلاني السعدي مشاكل تقنية
في العرض، إذ توقف العرض قبل استئنافه في جو متوتر؛ لأن الفيلم
يشارك في المسابقة الرسمية. فيما شهدت باقي العروض الموزعة على
القاعات الأخرى نجاحا في التنظيم.
وشهد مهرجان تطوان أمس عرض فيلم مغربي آخر، إلا أنه خارج المسابقة
الرسمية، وهو «إطار الليل» للمخرجة المغربية المقيمة في الولايات
المتحدة الأمريكية، طالا حديد.
هذا الفيلم، وهو أول فيلم روائي طويل لمخرجته، سبق عرضه في
المهرجان الدولي في مدينة مراكش المغربية، ضمن فقرة «نبضة قلب» في
ديسمبر/كانون الأول 2014، وأيضا في المهرجان الوطني للسينما في
مدينة طنجة المغربية في فبراير/ شباط 2015، وحصل على الجائزة
الكبرى.
وانطلقت، مساء السبت الماضي، في مدينة تطوان الدورة الواحدة
والعشرون لمهرجان سينما بلدان البحر الأبيض المتوسط.
ويخصص مهرجان تطوران 12 جائزة مالية للأفلام الفائزة في المسابقة،
التي تتضمن ثلاث فئات من الأفلام، بواقع 6 جوائز للأفلام الروائية
الطويلة، و3 جوائز للأفلام القصيرة، ومثلها للأفلام الوثائقية.
ويترأس لجنة الأفلام الطويلة الناقد والباحث السينمائي المغربي
المقيم في فرنسا، علي سكاكي، وستشاهد 14 فيلما.
بينما يترأس لجنة الأفلام القصيرة المخرج المغربي سعد الشرايبي،
ويتنافس على جوائزها 16 فيلما، فيما يترأس لجنة الأفلام الوثائقية
السينمائي والباحث الإعلامي الجزائري أحمد البجاوي ويتنافس على
جوائزها 13 فيلما.
وتتوزع جنسيات الأفلام المتنافسة على مختلف الدول المطلة على حوض
البحر المتوسط وتم إنتاجها بعد الدورة الأخيرة للمـهرجان في مارس/
آذار 2014.
ويستمر المهرجان حتى 4 أبريل/ نيسان الجاري عبر عروض سينمائية تتم
مناقشتها بحضور مخرجيها، إضافة إلى ندوات ومؤتمرات، فضلا عن تكريم
شخصيات سينمائية وإحياء ذكرى نجوم راحلين، منهم الممثل المغربي،
محمد البسطاوي، والممثلة المصرية فاتن حمامة.
(الأناضول)
مخرج
فيلم «الرسول» المثير للجدل يؤكد عرضه في رمضان
طهران – من أحمد دورسون:
ذكر الإيراني «مجيد مجيدي»، مخرج فيلم «محمد رسول الله» الذي يجسد
شخص خاتم الأنبياء بالصوت والصورة، أنه من السابق لأوانه توجيه
الانتقادات للفيلم، مؤكداً ضرورة التعريف بالرسول محمد عن طريق
الفن.
وفي حديثه أشار مجيدي، الذي يعد الأول من نوعه يحكي حياة الرسول
محمد، بعد فيلم «الرسالة»، من إخراج الأمريكي من أصل سوري «مصطفى
العقاد»، إلى الانتقادات التي صدرت من بعض البلدان العربية حول
الفيلم قبل عرضه، مضيفاً « احترم ذلك أيضاً، ولكن ينبغي علي أن
أقول أنه تم الإستعجال في توجيه هذه الانتقادات، واعتبرها أحكاما
مسبقة، وعليهم تقييم الفيلم بعد مشاهدته».
ولفت أنه تلقى ردود أفعال إيجابية من علماء دين سنة وشيعة بعد
تنظيم عرض خاص لهم، قائلاً « أخذنا آراء خاصة من علماء دين سنة
وشيعة، وردود الأفعال كانت مرضية وداعمة، وقسم كبير منهم أبدى
إعجابه بالفيلم، وكانت الانتقادات في نقطة أو اثنتين، فقط لا
تؤثران على المحتوى».
وأفاد مجيدي أن الفيلم الذي تأجل عرضه عدة مرات، يعد ثمرة عمل
تواصل لسبع سنوات، لافتاً أن العرض الرئيسي للفيلم سيكون في شهر
رمضان المقبل، وأنه يُعد مشروع ضخم وذو بعد دولي.
كما أشار مجيدي إلى أن الفيلم سيعرض في دور السينما العالمية،
مضيفا أن الفيلم «سيشارك في مهرجان «كان» السينمائي، وبعدها سنكون
مستعدين لعرضه في دور السينما العالمية».
وتابع مجيدي، أن «العقاد تناول في فيلم الرسالة جزءا من حياة
الرسول، أما أنا فسأتناول فترة أخرى وهي طفولته، وأنا مسلم واهتم
بالقيم الإسلامية كباقي المسلمين، وفي هذا الإطار، اهتممت بأن لا
تظهر صورة النبي أبداً في الفيلم، حيث يحكي سيرة الرسول في طفولته،
كما تم تصويره من الخلف فقط، وهناك بعض الحوارات الصوتية له، فنبي
الإسلام هو إنسان كباقي الناس، وعاش ضمن المجتمع كالبقية، فلا فتوى
دينية بخصوص موضوع الصوت، كما أعتقد بضرورة إيجاد مخرج لهذا
الموضوع من أجل الأفلام الدينية التي تعالج التاريخ الإسلامي».
وكان مجيدي، قال في حوار سابق «إن أكثر موضوع أثار الجدل حول
الفيلم، هو مسألة إظهار شخصية الرسول»، مبينا أنهم أجروا دراسات
واسعة، خلال مرحلة التحضير للفيلم التي استمرت سنتين، وتباحثوا مع
علماء سنة وشيعة مختصين في هذا المجال، وأضاف: «لم نختر فترة تثير
اختلافًا بأي شكل من الأشكال، بل اخترنا موضوع الفيلم؛ من فترة
زمنية يتفق عليها السنة والشيع «.
ولفت إلى أن الموضوع الرئيسي للفيلم؛ يركز على مرحلة الطفولة في
حياة الرسول، وهي مرحلة كان يشعر فيها الناس؛ بالحاجة إلى دين جديد
وتغيير اجتماعي، موضحًا أن الفيلم عالج تلك الفترة؛ في إطار
الحوادث التي يتفق عليها المؤرخون السنة والشيعة. |