أميتاب باتشان في مؤتمر صحفي:
أرحب بتصوير أفلامي في مصر.. وسعيد بافتتاح مهرجان "ضفاف النيل"
نادر أحمد - خالد صلاح الدين
أكد نجم السينما الهندية أميتاب باتشان أن سر نجاحه ونجوميته تعود
للجمهور الذي امتد من داخل بلاده إلي دول العالم ومنها مصر وأنه
سعيد بالاستقبال الحافل وله ولأسرته منذ وصوله إلي مطار القاهرة..
ومما زاده سعادة أن زيارته لمصر هي الرابعة منذ عام ..1975 وقد
صدقت عبارة المصريين أن من يشرب من مياه النيل يعود مرة أخري..
وأنا شربت كثيراً من مياه النيل.. وكلما أتيت إلي مصر أري حماسة
وحباً من الشعب المصري.. ولا أجد الكلمات التي أعبر بها عن حبي
وامتناني لكم.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقد ظهر أمس بأحد قاعات الفنادق
الكبري في حضور خالد رامي وزير السياحة. وسفير الهند بالقاهرة
نافديب سوري وشهده عدد كبير من الإعلاميين والصحفيين والقنوات
التليفزيونية المحلية والإعلامية والذين غضبوا واستاءوا جميعاً من
تأخر المؤتمر الصحفي ساعة كاملة بسبب ارتباط أميتاب باتشان بحوار
مع المذيعة مني الشاذلي في برنامجها "معكم".. مما دفع وزير السياحة
والسفير الهندي إلي فتح لقاء مفتوح مع الصحفيين لحين إنهاء باتشان
لقائه مع قناة سي بي سي.
الشكر لمصر والهند
وقال النجم الهندي أميتاب باتشان:
يسرني ويسعدني أن أكون في مصر وأفتتح الدورة الثالثة لمهرجان
"الهند علي ضفاف النيل".. وأن أتعاون مع الجالية الهندية والسفارة
الهندية في احتفالية تقوي الروابط بين الشعوب.. وأنا سعيد باختيار
السينما لتكون الفاعلية الكبري في المهرجان.. كما أشكر الحكومتين
الهندية والمصرية لدعوتي لهذا الحدث وأكون جزءا منه.
وأضاف : سعيد بأن الشعب المصري يقدر السينما الهندية.. وأتمني
بالمقابل أن أشاهد الأفلام المصرية في الهند. كما أن السينما
الهندية لم تكن بعيدة عن مصر فهناك أفلام عديدة تم تصويرها في مصر.
وأنا شاركت في بطولة فيلم تم تصويره في القاهرة والأهرامات عام
..1975 وأعتقد لو علم صناع السينما الهندية الإمكانيات المتاحة في
مصر فسيأتي كثير من النجوم والمنتجون لتصوير أعمالهم في مصر.
أرحب بالتصوير في مصر
وقال : إذا كانت هناك قصة وسيناريو لفيلم علي مستوي مرتفع فسأرحب
بتصويره وأعود لمصر.. فمصر بها أماكن رائعة وأنا دائم البحث عن
مشروعات مستقبلية لأقوم بها هنا خاصة أن المناخ جيد والمصريون
يتميزون بالدفء في التعامل.
مصر آمنة
ويقول أميتاب باتشان : لم توجد أي مخاوف بداخلي من زيارة مصر..
وعندما أعود إلي بلادي سأقول للهنود أن كل شيء طبيعي في مصر وهي
بلد آمنة وأدعو لزيارة بلادكم.. وكل مرة أحضر للقاهرة أشعر بإحساس
رائع للاستقبال الحافل من شعبها.. وهذه المرة أحضر بعد 15 عاماً في
آخر زيارة وأدرك كم الحب الذي يكنه الشعب المصري لي.
وكشف النجم الهندي أميتاب باتشان عن عمله كمذيع قائلاً: أقوم
بتقديم النسخة الهندية من برنامج "من سيربح المليون" وذلك علي مدي
12 عاما. وأشارك في بعض المسلسلات.. ومؤخراً انتهيت من تصوير
فيلمين أحدهما "بيكو" والآخر "وزير".. وهناك فيلم ثالث أقوم
بتصويره عقب عودتي للهند.
"براناه" أعاد الحياة إلي "سندريلا" وحقق أعلي الإيرادات
حسام حافظ
الأفلام التي تعتمد علي قصص كلاسيكية شهيرة مثل "سندريلا" في
الغالب لا تجذب الصحافة ونقاد السينما للاهتمام بها. لكن وجود اسم
كينيث براناه كمخرج في النسخة الجديدة من فيلم سندريلا جذب اهتمام
الجميع. لأن براناه واحد من أفضل المخرجين البريطانين الذين قدموا
الأفلام الكلاسيكية علي الشاشة خاصة أعمال شكسبير. أما قصة سندريلا
فهي أشهر من من مؤلفها الكاتب الفرنسي شارل بيرو الذي نشرها لأول
مرة عام 1697 أي قرب نهاية القرن السابع عشر.
وعندما تم اختيار سندريلا براناه كفيلم ختام لمهرجان برلين تأكد
المستوي الفني المتميز لهذا الفيلم. بالاضافة إلي النجاح الجماهيري
الكبير غير المتوقع اعاد الثقة في قدرة والت ديزني الأمريكية علي
اعادة انتاج الكلاسيكيات. وهي تجارب محفوفة بالمخاطر الانتاجية
دائماً. وقد حقق الفيلم أعلي الايرادات خلال عرضه بالولايات
المتحدة.
وقصة سندريلا والتي نشك أن أحداً لا يعرف تفاصيلها تحكي عن الفتاة
الطيبة التي ماتت أمها وتزوج والدها التاجر من سيدة أخري أم
لابنتين ويعيشون جميعاً في منزل واحد. وبعد وفاة الأب تتغير معاملة
زوجة الأب للفتاة "ايلا" والتي أصبح اسمها سندريلا لأنها تعيش في
السندرة مع الفيران وخزين البيت. تلتقي سندريلا مع الأمير الشاب
بالصدفة في الغابة ويعجب بها لكنه لا يعرف عنوانها. يقيم حفلة
كبيرة لأهالي المملكة الصغيرة وتذهب زوجة الأب وبناتها وترفض ذهاب
سندريلا. وتأتي الساحرة لتوفر لها كل وسائل حضور الحفلة بشرط أن
تنصرف عندما تبدأ الساعة في دق الثانية عشرة في منتصف الليل. تجري
سندريلا ويسقط منها الحذاء الأزرق الزجاجي. ويقتصر الأمير إلي
البحث عن الفتاة صاحبة الحذاء حتي النهاية السعيدة المعروفة.
كتب سيناريو النسخة الجديدة من سندريلا كريس وايتزوايلين ماكينا
واستعان المخرج كينيت براناه بممثلة بريطانية شابة هي لي لي جميس
في دور سندريلا وزوجة الأب "كيت بلانشيت" والأمير "ريتشارد مادين"
وهيلينا كارتر في دور الساحرة وهم جميعاً ساهموا في إعادة الحياة
مرة اخري الي قصة معروف تفاصيلها لكنهم نجحوا في جذب الجمهور إلي
الشاشة رغم علمه بكل تفاصيل القصة. وهي قدرة تثبت الفرق بين مخرج
وآخر. وبدلاً من أن يصبح السؤال ماذا تقدم علي الشاشة؟.. يكون: كيف
تقدم القصة المعروفة مرة اخري لجمهور آخر غير الجمهور الذي قرأها
لأول مرة في القرن "17".
ركز السيناريو علي مقولة لابنتها "ايلا" بأن تكون طيبة وتمتلك
قلباً شجاعاً. وهو ما حرصت أن تكون عليه ايلا بقية حياتها. ونجحت
الممثلة الشابة الجميلة لي لي جيمس أن تؤدي الدور ببراعة حتي أن
اللقطات الفوتوغرافية لمشاهد الفيلم تستحق أن توضع في برواز وتعرض
في متحف وكأنها لوحات وليست لقطات من فيلم سينمائي.
حرص مصممو المناظر علي اختيار أفضل الأماكن الساحرة للتصوير بما
يتلاءم مع أحداث القصة الخيالية العاطفية والتي سحرت عقول الملايين
منذ أكثر من 3 قرون. بالاضافة إلي استخدام الخدع التصويرية فأصبح
الفيلم به قدر من الخيال العلمي عندما قامت الساحرة بتحويل الفيران
إلي خيول وثمرة قرع العسل إلي عربة ذهبية والسحالي إلي حراس
لسندريلا وهكذا. لذلك تم التصريح بعض الفيلم بالولايات المتحدة
لجميع الأعمار. ولكن الاطفال أقل من 13 عاماً يكونون بصحبة
الوالدين أو الأسرة للاجابة علي الأسئلة التي تخص السحر.
قامت كيت بلانشيت بواحد من أدوارها المتميزة كزوجة أب. ولم يقع
المخرج كينيث براناه في فخ تشويه شكل البنتين أبناء زوجة
أبوسندريلا. وقد شاهدنا ذات مرة أوبرا سندريلا وقام بدور الفتاتين
اثنان من الشباب امعاناً في السخرية والتحقير للفتاتين.
مرة اخري يثبت كينيت براناه أن القصص الكلاسيكية القديمة هي ملعبه
المفضل والقادر دائما علي اعادة تقديمها بطريقة أكثر جاذبية. وقدمت
والت ديزني لجمهور الفيلم هدية سينمائية عبارة عن مشهد غنائي من
فيلمها "المتجمدة" وتم عرضه قبل فيلم "سندريلا" الأمر الذي أعاد
بعض التقاليد السينمائية القديمة للشركة العريقة.
نادي السينما
يكتبه هذا الأسبوع: أحمد زكريا بدوي*
فتي الدراجة
"الطفل الذي بداخلك" فيلم بلجيكي إخراج الأخوين داردين حائز علي
جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان.. و جائزة أفضل فيلم في مهرجان
لندن. ينسج الأخوان داردين حكايتهم البسيطة مِن التفاصيل الدقيقة
في الحياة و تصنع عالم بأكمله يبدو لنا انهم يصنعون أفلامهم بحرية
تامة و سعادة فلا شئ مُتكلف ولا مجهود في ترميم الأفكار لتبدو
مثيرة فبكل البساطة يتحدثون عن البشر.
تلك الرحلة تطلبت التفكير بمنطق الطفل بضعفه بتمرده بإحتياجاته
البسيطة, بقناعتهى الفطرية بأبسط المتطلبات.
علاقة الطفل بأبيه هي أوطد و أهم علاقة في حياة الولد, ماذا يحدث
عندما يفقد الطفل أبيه الذي يعني الأمان و الحياة بالنسبة له؟
فالطفل علاقته بالأصدقاء تكاد تكون سطحيه يغمرها اللعب فقط و قليل
من أشياء أخري, و لا يسمح الأباء في مثل ذلك العمر بإعطاء الصداقة
اكبر من حجمها, لذا في المطلق بالضرورة الأب هو الصديق الأقرب
للطفل ..
الصراع معقد إلي درجة من الممكن ان تسبب إضطراباً نفسياً في حياة
الطفل فالأب رحل بالفعل, لكن مازال يمكن الوصول إليه فيبقي لدي
الطفل أمل في إستعادة أبيه, فهو طفل ماذا لو قلت للطفل ان لعبتك في
الغرفة المجاورة لكني لن افتح الغرفة لك دون سبب؟ سيزمجر و يبكي
كالمجنون.
الأب يخبر ابنه انه رحل بالفعل و لا يريد رؤيته مُجدَدًا. هذا شعور
لا يقدر علي احتمالهُ طفل. ماذا تعني يا أبي انك لا تريد ان تكون
أبي؟
بالطبع لو طلب منه الغول ان يتبعه في الغابات سيفعل. فماذا يفعل
طفل دون اب يروضى الدُنيا مِن أجله؟ ماذا يفعل طفل فقد الرجل الذي
يقوده في الحياة. اقتصر تفكير الطفل علي ما كان يملكهُ بخلاف أبيه.
فكانت دراجتهُ.. إختذل العالم في قيادتهُ للدراجة. ماذا يمكنه ان
يقود سوي دراجته. ربما الدراجة تقوده إلي الأماكن و تقوم بدور الأب
سامانثا الفتاة التي تقوم برعايته, تفتقد شئ في حياتها تُكمله به
.. ترعاه بمزيج من الحب و الشفقة, هو ليس غبيًا, هو يعلم ان حبها
له ليس أصيلً. ليس نابع من الدم كأبيه. هو لا يفهم و لا يقدر علي
التعبير عن هذا, لكنه بالتأكيد يشعُر بذلك.
عندما يقع الطفل في مأزق و لا يسعه الهروب بدراجتهُ إلي أي مكان.
يكف عن المقاومة و كأن شئ في نفسه تهاوي. ما أجمل الطفل الممثل
¢توماس دورت¢ عندما قال ¢أريد ان اعيش معكِ يا سامانثا تجمّع
الإستسلام إلي جانب الخوف الطفولي في عيناه و يداه المرتخيتان
بجانبه و روحه الخامدة.. لا يمكنك ان تقول ان ذلك الطفل قد شُفي. و
انه قد إعتاد حياته الجديدة مع سامانثا. و إنه لا يكن أي عداء او
رغبة في المقاومة مع أحد. هذا طفل أصبحت تقلبات الحياة أقوي من
إستيعابه, قتلت فيه شيئاً للأبد.
هناك أفلام تمر مرار الكرام في المهرجانات العالمية و تحصد جوائز
قليلة. لإنهم يجدونها بسيطة أكثر من اللازم, وانه لابد من خط درامي
ولو بسيط- مُفتعل يخدم القصص حتي يظهر الإكتمال علي الشاشة. تلك
الأفلام هي الأصدق في صُنعها. و هذا إحداها.
*ناقد سينمائي
في الاجتماع السنوي لجمعية النقاد
"الخروج للنهار" أحسن فيلم مصري و "فندق بودابست" أفضل الأجنبي
حسام حافظ
أقامت جمعية نقاد السينما المصريين ندوتها السنوية لاختيار أفضل
فيلم مصري خلال عام 2014 وأفضل فيلم أجنبي شاهده الجمهور. وبعد
مناقشات استمرت أكثر من ساعتين منح النقاد فيلم "الخروج للنهار"
للمخرجة هالة لطفي جائزة أفضل فيلم مصري عام 2014 واختار النقاد
فيلم "فندق بودابست" للمخرج ويزاندرسون كأفضل فيلم أجنبي عرضته دور
السينما في مصر خلال .2014
قام الناقد السينمائي ضياء حسني برئاسة لجنة التحكيم وإدارة الحوار
مع النقاد حول الافلام المتنافسة بحضور الناقد الكبير سمير فريد
ومحسن ويفي رئيس الجمعية.. والنقاد: أحمد عبدالعال ومنال بركات
وأحمد شوقي وإبراهيم عوف وصفاء الليثي وأحمد حسونة ورانيا يوسف
ورامي المتولي ومحمد بدر الدين وفتحي أمين وحسام حافظ.
أجمع النقاد علي أهمية فيلم "الخروج للنهار" أول فيلم روائي
للمخرجة هالة لطفي. وقال الناقد محسن ويفي انه تجربة متميزة
للسينما المستقلة ويختلف عن الافلام السائدة. وهو بلا حبكة تقريبا
يقدم حياة عائلة في أماكن محدودة "الشقة والشارع والمستشفي" وإضاءة
طبيعية وتدور احداث الفيلم خلال أقل من 24 ساعة واستعانت المخرجة
بممثلين هواة وغير معروفين ورغم ذلك قدموا أداء راقيا.
وقال الناقد الكبير سمير فريد ان فيلم "الخروج للنهار" ينتمي إلي
السينما الخالصة ولا يمكن تلخيصه في كلمات لانه ليس أدبا وليس
مسرحا ويتحدث عن الموت بأسلوب يختلف بالطبع عن فيلم "فيلا 69"
للمخرجة أيتن امين الذي شاهدناه العام الماضي ويتناول فكرة الموت
ايضا. وبالطبع فإن لتلك الافلام جمهورها الذي يختلف عن جمهور
الافلام السائدة.
وقال الناقد أحمد شوقي إن "الخروج للنهار" لا يعتمد علي نص مكتوب
مثل 90% من الافلام المصرية. لكنه يعتمد علي الصورة والاحساس الذي
يتركه للمشاهد ومعاني الشجن وتأمل الحياة والمرض والموت في تناغم
كان له تأثيره علي المتلقي.
وناقش هواة أفلام: "فتاة المصنع" للمخرج محمد خان و"الفيل الأزرق"
للمخرج مروان حامد و"ديكور" للمخرج أحمد عبدالله السيد وذهبت
الجائزة في نهاية النقاش الي "الخروج للنهار".
وعند اختيار أفضل فيلم أجنبي استبق النقاد للنقاش مجموعة من
الافلام: "ذئب وول ستريت" و "فقط العشاق يبقوا احياء" و "الاحتيال
الامريكي" و"فندق بودابست" و"الفتاة الراحلة" و "بين النجوم" و
"ايدا" و"الصيد" وذهبت الجائزة لفيلم "فندق بودابست" للمخرج ويز
اندرسون.
وكما اعتاد النقاد رصد بعض الظواهر السينمائية خلال العام اعتبر
الناقد سمير فريد منع فيلم "حلاوة روح" وإعادة عرضه بحكم المحكمة
من أهم احداث العام الماضي السينمائية وأشار محسن ويفي الي وصول
عدد الافلام المصرية المنتجة خلال 2014 الي 36 فيلما ووجه التحية
إلي كل الذين يحافظون علي استمرار صناعة السينما المصرية مع
التأكيد علي ضرورة تطويرها. كما وجهت جمعية النقاد التحية لقاعة
زاوية في وسط البلد التي تعرض الافلام المتميزة المختلفة من
الانتاج الاوروبي وغيره.
وأشار النقاد الي نجاح الدورة 36 من مهرجان القاهرة السينمائي
برئاسة سمير فريد خاصة اتاحة الفرصة للنقاد في البرامج الموازية
وإقامة "أسبوع النقاد" لأول مرة في تاريخ المهرجان وطالبوا الادارة
الجديدة للمهرجان بالحفاظ علي استمرار اسبوع النقاد مثل باقي
المهرجانات العالمية.
أبيض وأسود
هاشم النحاس
حسام حافظ
احتفل السينمائيون هذا الأسبوع بعيد الميلاد الثمانين للمخرج
الكبير هاشم النحاس متعه الله بالصحة وهو واحد من الرموز
السينمائية بالنسبة لجيلنا والأجيال القادمة. دخل السينما من باب
"ندوة الفيلم المختار" في خمسينيات القرن الماضي مع الأديب الراحل
يحيي حقي. لذلك فإن هاشم النحاس دخل السينما من باب الثقافة وهو
خريج قسم الفلسفة بكلية الآداب عام 1956 وفي سنة تخرجه يقوم بترجمة
كتاب "كيف تعمل المؤثرات السينمائية".
قادته الثقافة السينمائية إلي تأسيس جمعية الفيلم عام 1960 مع
أستاذنا الكبير أحمد الحضري ومجموعة من شباب تلك الفترة. وقدم
للمكتبة السينمائية مجموعة كبيرة من الكتب منها كتاب "يوميات فيلم"
الفريد من نوعه في المكتبة العربية يكتب يومياً كواليس إعداد
وتصوير فيلم "القاهرة 30" للمخرج الراحل صلاح أبوسيف عن رواية
للأديب صاحب نوبل نجيب محفوظ ومن يومها ارتبط بصداقة كبيرة بهذين
العملاقين كل في مجاله. وقدم كتاب نجيب محفوظ علي الشاشة في أكثر
من طبعة وكتاباً آخر لحواراته مع صلاح أبوسيف.
ويتجه هاشم النحاس إلي إخراج الأفلام التسجيلية بعد بدايته الرائعة
مع الثقافة السينمائية. فأصبح نموذجاً للمخرج المثقف وقدم فيلمه
الشهير "النيل أرزاق" الذي أتمني أن يكون مقرراً علي طلاب المدارس
خاصة في هذه الأيام التي نكافح فيها من أجل حقنا في مياه هذا النهر
العظيم الذي لولاه ما كانت مصر. وقد اختار مهرجان كليرمون فيران
فيلم "النيل أرزاق" كواحد من أفضل 100 فيلم تسجيلي في العالم وهو
من إنتاج عام 1972 واستطاع أن يصمد في الذاكرة حتي اليوم. ووصل عدد
الأفلام التي أخرجها النحاس إلي 41 فيلماً وحصل علي 18 جائزة مصرية
وعالمية.
وعندما يكتب هاشم النحاس عن أحد الأفلام الروائية أو التسجيلية
تظهر بوضوح ثقافته وخبرته الطويلة بأسلوب لا تقل فائدته عن مشاهدة
الفيلم ذاته.
تحية للمخرج والمثقف الكبير هاشم النحاس في عيد ميلاده ونتمني أن
تعيد سلسلة "آفاق السينما" طبع كتبه التي نفدت وأن يعرض التليفزيون
أفلامه للأجيال الجديدة.
hafezhossam@gmail.com |