شيرين رضا: «خارج الخدمة» مختلف عن «الفيل الأزرق»
كتب الخبر: هيثم
عسران
استقبلت دور العرض أخيراً فيلم «خارج الخدمة»، الذي استعادت
الفنانة شيرين رضا عبره نشاطها السينمائي بعد فترة من التوقف.
في حوارها مع «الجريدة» تتحدث رضا عن فيلمها الجديد واختياراتها
السينمائية المختلفة.
·
خضت تجربة الإنتاج للمرة الأولى من خلال «خارج الخدمة»، فما سبب
تحمسك للتجربة؟
لم تكن تجربة إنتاج سينمائي، بقدر ما يمكن اعتبارها تعاوناً مع
أصدقائي المشاركين في إنتاج الفيلم. جاءت مشاركتي من خلال التنازل
عن أجري في العمل، وهو أمر تحمست له لأن الفيلم يعبِّر عن فئة
مختلفة في المجتمع لم تنل اهتماماً سينمائياً سابقاً.
·
لكنك مبتعدة عن السينما منذ فترة.
اهتمامي بالسينما موجود وقائم، ولكني أبحث دوماً عن موضوعات
سينمائية مختلفة، تعبر عن الواقع ولا تنتمي إلى الأعمال التجارية،
فلا يمكن أن أشارك في فيلم لأجل الرقص والغناء فحسب، ما يجعلني
أتروى في انتقاء أدواري، وهو أمر يعتبره البعض بطءاً في خطواتي
السينمائية مقارنة بالدراما.
أشعر بأن السينما مقبلة على مرحلة مختلفة ستعوض الكساد الذي عانته
خلال السنوات الماضية، خصوصاً مع وجود كتَّاب شباب لديهم طموح
للتعبير عن إبداعهم، وهو ما تحتاج إليه السينما راهناً.
·
هل ارتبط ابتعادك عن السينما بنوعية الأفلام فقط؟
بالتأكيد، بدليل أنني عدت من خلال فيلم «الفيل الأزرق» الذي حقق
إيرادات كبيرة ونال جوائز عدة. ترتبط اختياراتي دائماً بسيناريوهات
تخطف قلبي منذ قرأتها لأول مرة، وموافقتي على «خارج الخدمة» جاءت
لقناعتي بالحالة التي صنعها الفيلم، بالإضافة إلى طبيعة شخصية
«هدى» التي جسدتها.
·
لكن العمل لم يحقق إيرادات كبيرة على غرار «الفيل الأزرق»!
الإيرادات ليست الحكم الوحيد في تقييم الأفلام، بالإضافة إلى أن
طبيعة الفيلمين مختلفة ولا توجد مقارنة بينهما سواء في المضمون أو
بتوقيت العرض، فضلاً عن أن الفيلم لا يزال في الأيام الأولى من
عرضه، ومن ثم لا يمكن الحكم على الإيرادات بالوقت الحالي.
·
ما سبب تحمسك لشخصية «هدى»؟
هدى إحدى الشخصيات المركبة التي يعتقد البعض بالبداية أنها
متناقضة. تعيش بمفردها وتتعاطى المخدرات، وتقبل أن تستضيف رجلاً في
منزلها لا تعرفه ولا تربطها به أي علاقة جاء يهددها بمشهد فيديو،
فهي تعاني وحدة قاتلة واستضافتها الشاب جاءت لأنه الوحيد الذي طرق
بابها، خصوصاً أن زوجها توفي من 18 عاماً ولا تجد من يسأل عنها
وتعيش معتمدة على أجر شهري تتقضاه.
·
لكن ثمة انتقادات وجهت إلى لفيلم لتعمقه في طريقة تعاطي المخدرات.
تعاطي المخدرات جزء رئيس في الأحداث، ليس فحسب لأن البطلين مدمنان،
ولكن لأن طبيعة الدور تطلبت الإشارة إلى ذلك، والمشاهد التي تناولت
هذا الأمر تشكل ضرورة درامية مرتبطة بالأحداث.
·
طبيعة هدى مثيرة للاستغراب كما ذكرت، فكيف تحضرت لها؟
أردت أن أصل إلى الحالة النفسية التي قد تعيشها امرأة عاشت بمفردها
لفترة طويلة، لا يطرق بابها أحد، وكل علاقاتها بمحيطها هو توقيت
استلام المعاش الخاص بزوجها، فيما تكتفي بمتابعة الحوادث من خلال
التلفزيون. عبَّرت عن ذلك من خلال إنقاص وزني قليلاً، ووضعت
مكياجاً يناسب مرحلة الشخصية العمرية.
·
كيف استطعت التعايش معها؟
لا أرتبط بتصوير أكثر من عمل في التوقيت نفسه، ما ساعدني في التفرغ
لتصوير الفيلم وإنجاز العمل بشكل كامل في غضون ستة أسابيع من
التصوير اليومي المتواصل والتعايش مع هدى بشكل كامل. حتى إنني لم
أكن أنفصل عنها إلا عند العودة إلى منزلي.
·
اتسمت المشاهد التي ظهرت لمذيعي برامج الحوارات وتابعتها هدى
بالتناقض الشديد غالباً.
بحكم ظروف حياتها، تعرف هدى الأخبار من برامج الحوارات السياسية،
والتي كانت قد وصلت ذروتها خلال الفترة التي تدور بها أحداث
الفيلم، لذا كان التنوع في المذيعين الذين تتابعهم طبيعياً، لأنها
لا تملك اتجاهاً سياسياً معيناً، بل تتابع لتعرف ليس أكثر، وهو ما
أظهرته عندما خرجت من بعد ثورة 30 يونيو بيوم لتأتي بمعاش زوجها في
وقت كان كثيرون يتخوفون الخروج إلى الشارع.
·
هل وجدت صعوبة في أداء بعض المشاهد؟
الشخصية نفسها صعبة بمشاهدها كافة لاختلافها عني بشكل كامل، فلا
صفة مشتركة بيني وبينها، لكن تبقى مشاهد الاغتصاب الأصعب بالنسبة
إلي على المستوى الفني، بسبب طريقة التصوير وحالة التعبير عن الرفض
الظاهر، فيما أنه في الحقيقة لم يكن اغتصاباً بل هي علاقة
بموافقتها.
·
استغرب البعض طبيعة علاقاتها مع سعيد.
اعتبرت هدى أن سعيد زوجها والرجل الذي تحبه لوجود عناصر مشتركة
كثيرة بينهما، ورغم قناعتها وموافقتها عليه، لكنها لم تستطع أن
تطلب منه الزواج رسمياً، لأنها ستفقد بذلك معاش زوجها، لذا قررت أن
تكمل حياتها معه.
سينمائيو مصر يرفضون توجّهات وزير الثقافة المتحفظة
كتب الخبر: فايزة
هنداوي
حالته من الجدل أثارتها تصريحات وزير الثقافة المصري الجديد عبد
الواحد النبوي، تحديداً في ما يتعلق بدعم الدولة الأفلام ذات
التوجه الوطني، ورفض {الأفلام المسفة}، مشيراً إلى أنه سيجتمع مع
المنتجين للحديث معهم حول طبيعة المرحلة وخطورتها، ونوعية الأعمال
التي يتطلب وجودها في هذه الفترة.
أثارت تصريحات وزير الثقافة المصري عبد الواحد النبوي (أستاذ في
جامعة الأزهر) المتعلقة بالسينما استياء عدد كبير من السينمائيين
في مصر، وجعلتهم يرتابون توجهاته {الرجعية}، ناهيك بكلام البعض حول
انتماء الوزير تنظيمياً إلى جماعة {الإخوان}، نظراً إلى طبيعة
صفحته الشخصية على موقع فيسبوك، إضافة إلى مشاركته في صفحة {أغضب
الإخوانية}، وكان قد سافر للعمل في قطر لعامين.
يرى المنتج السينمائي محمد العدل، عضو لجنة السينما في المجلس
الأعلى للثقافة، أن تصريحات الوزير حول الأفلام ذات التوجه الوطني
واللقاء بالمنتجين تدل على توجه خطير، وأنه سيسعى إلى عقد اجتماع
طارئ للجنة السينما، وسيطلب مقابلة رئيس الوزراء إبراهيم محلب
للتباحث في هذا الشأن، مشيراً إلى أن المناخ السياسي والاقتصادي في
مصر لا يسمح بالتصعيد، لذا سينتظرون لقاء الوزير للوقوف منه على
توجهاته بوضوح.
أما الناقد السينمائي طارق الشناوي فأكد سعادته باختيار وزير من
خارج الصندوق والشلل المتعارف عليها التي تسعى إلى الهيمنة على
وزارة الثقافة، مشيراً إلى أنه لم ينزعج من كون الوزير أزهرياً،
وأوضح أن ثمة أزهريين قدموا الكثير للثقافة والفن، من بينهم كامل
ومأمون الشناوي. إلا أن تصريحات عبد الواحد بعد ذلك أقلقت طارق
الشناوي، فتساءل عن تفكير الوزير في التعبير المطاطي {السينما
الوطنية}، والحديث عن منع الإسفاف الفني، {فهي في النهاية كلمات
مجانية ولا تستطيع أي دولة في العالم أن تمنع الفن الرديء، لكنها
تملك أن تهيئ المناخ لصناعة الفن الجيد}. وتوقع الشناوي وجود
صدامات سريعة بينه وبين المثقفين، ذلك أنه قد لا يملك المرونة التي
كان يملكها الوزير السابق جابر عصفور، وطريقته المناورة التي كان
يسترضي فيها المثقفين والدولة في آن.
ضرورة التصدي
بدوره أكد المخرج أمير رمسيس أن السينمائيين لا يجب أن يستكينوا
ويقبلوا هذا التوجه المتشدد، بل لا بد من التصدي له، مشيراً إلى أن
ذلك يجب أن يحدث تزامناً مع أول قرار يتخذه الوزير لا يتماشى مع
حرية الفن والإبداع ويعمل على خدمة التوجه المتشدد.
وقال المخرج داود عبد السيد إنه لا يعلم شيئاً عن وزير الثقافة
الجديد، مشيراً إلى أن عصفور كان يحاول جاهداً أن يصل إلى أقصى ما
يمكن في الحرية بما يتماشى مع آرائه وتوجهه التنويري، رغم الظروف
الصعبة التي تمر بها البلاد، وذلك من خلال المرونة والقدرة على
التنازل عن أهداف لتحقيق أهداف أخرى، وهو أمر مطلوب ومهم لأي سياسي.
عن تصريحات الوزير حول دعم الأفلام ذات التوجه الوطني والاجتماع مع
المنتجين، قال عبد السيد إن توجيه السينما لم يعد ممكناً، وإذا
كانت الدولة تريد إنتاج نوع معين من الأفلام فلتنتجه، ولكن عليها
في المقابل أن تطلق الحرية للمنتجين الآخرين لتقديم ما يريدونه من
أفلام، مشيراً إلى ضرورة التنوع السينمائي ووجود أنواع الأفلام
كافة، حتى التجارية منها، فهي موجودة في البلدان كافة. لكنه أبدى
خشيته من التشدد الرقابي في المرحلة المقبلة، مطالباً بإلغاء
الرقابة وتفعيل التصنيف العمري لضمان الحرية، فلا ترتبط باسم وزير
معين أو توجهه.
أما المنتج محمد السبكي فأشاد بتوجه وزير الثقافة الذي قال خلال
لقاء تلفزيوني إنه متحفظ على أفلام محمد السبكي، ولذلك سيعرض عليه
بعض الروايات لإنتاجها. وذكر السبكي أنه سعيد بمحاولة وزير الثقافة
إعادة الحياة إلى السينما المصرية التي كانت قوة مصر الناعمة
والحصن القوي للإنتماء والوطنية، لأن السينما تقود المجتمعات إلى
المستقبل، مؤكداً أنه لا يسعى إلى الربح فحسب، ويرى ضرورة تضامن
دور الدولة مع المنتج المصري لترتقي صناعة السينما.
قوس قزح وزينب
كتب الخبر: مجدي
الطيب
أدرك القيمون على السينما البحرينية أهمية الأدب كوسيلة لتدشين
سينما وثيقة الصلة بالواقع، وأن الإغراق في المحلية أفضل السبل
للوصول إلى العالمية، وامتلاك الهوية التي تمنحها خصوصية، وتميزها
عن غيرها.
من هنا بدا وكأنها وجدت في الأديب البحريني أحمد المؤذن ضالتها،
التي تتيح لها تحقيق أهدافها، وهو ما فعلته بالضبط في الفيلمين
الروائيين القصيرين «قوس قزح» (15 دقيقة) إخراج محمود الشيخ
و{زينب» (17 دقيقة) إخراج محمد إبراهيم محمد. ففي التجربتين إحساس
طاغ ببشر مُعذبين قد لا يتصور البعض أن لهم وجوداً في مملكة
البحرين، ورصد لحياة لا مكان فيها لزيف أو تصنع، وواقعية متفردة
تختلف عن تلك التي نراها في بقية الأفلام العربية الأخرى.
في فيلم «زينب» إبحار في أعماق النفس البشرية، وتعاطف واضح مع
عذاباتها، من خلال الفتاة «زينب» التي تعيش وأمها المريضة، وتعاني
ضعفاً في النظر تفاقمت حدته عقب ضياع نظارتها الطبية في جدول ماء
القرية، وعندما يعثر عليها صديقها «علي» يكتشف أن زجاجها تهشم ما
يدفعه إلى تجشم عناء السفر إلى المدينة ليبتاع نظارة جديدة، وهو
يعلم أن اللحظة التي سترتدي «زينب» فيها النظارة ستشهد رحيله،
وعائلته، عن القرية، بناء على أوامر أبيه، ووقتها ستراه للمرة
الأخيرة!
أما
فيلم «قوس قزح» فيحطم، بجرأة يُحسد عليها، «تابو» الجنس، من خلال
الفتى المراهق «أحمد»، الذي ينشأ في منزل جدته، التي تتاجر في
أدوات الزينة ومستحضرات التجميل النسائية، ويتمنى لو أصبح حلاقاً
نسائياً، لكن امرأة مطلقة تستغل عشقه للتلصص على النساء، وتتحرش به
جنسياً. والفيلم مأخوذ عن قصة بعنوان «الكيس ما يزال في يدي» للقاص
أحمد المؤذن صدرت ضمن مجموعته القصصية «رجل للبيع»، وكتب لها
السيناريو والحوار فريد رمضان، الذي كتب أيضاً سيناريو فيلم «زينب»
وحواره.
في الفيلمين بساطة أخاذة، وواقعية لا تخطئها الأعين، خصوصاً فيلم
«قوس قزح»، الذي يُذكرك برائعة «عصفور السطح» (1990) للمخرج
التونسي فريد بوغدير، الذي اتهم يوماً بأنه يبيع تخلف الشرق للغرب،
وهو ما لم يفعله المخرج البحريني محمود الشيخ في فيلمه المليء
بالتفاصيل، والذي يقدم بيئة مجهولة بالنسبة إلى الجمهور العربي،
حيث الفقر الذي يدفع امرأة عجوز إلى تجهيز العرائس مقابل فليسات
قليلة، ويقترب من مفردات مهنة ليس لها مثيل في المجتمع الغربي،
ويكشف الحرمان الذي يقود فتاة عربية مطلقة إلى التحرش بشاب مراهق،
في محاولة من جانبها للالتفاف حول أشكال القهر الاجتماعي، والعادات
الصارمة التي تعانيها المرأة في ظل مجتمع مغلق ومُكبل بالقيود. وهي
الحالة التي نجح طاقم العمل، خصوصاً من الممثلين: أمينة القفاص،
بسام سبت وسُدابة خليفة، في تجسيدها ببراعة ومصداقية.
تتراجع
جرعة الإثارة والجرأة في فيلم «زينب» لكن مصداقيته، التي استمدها
من نص أدبي مُلم بتفاصيل البيئة، وكاميرا ترصد أماكن في البحرين لا
تراها الأعين كثيراً، وموسيقى ذات علاقة وثيقة بالبيئة، بالإضافة
إلى الأداء التمثيلي الدافئ من: أحلام محمد، يارا المالكي، زهراء
حسين، شمس، علي حسن عبد الله وحسن عبد الله، منحته خصوصية سينمائية
فضلاً عن حسه الإنساني المرهف المتمثل في الأم التي ترى الدنيا من
ـ وفي ـ عيني ابنتها «زينب» ضعيفة النظر، وعندما امتلكت النظارة
التي تعينها على الرؤية ماتت الأم، بينما يتجسد الحب «الأفلاطوني»
في الشاب «علي» الذي لا يطمع في شيء أكثر من التطلع إلى عيني
«زينب»، والتمتع بالاقتراب منها.
تجربتان واعدتان في سياق سينما بحرينية خالصة لا مكان فيها لعنصر
أجنبي واحد، ومن ثم جاءت مشاركة فيلم «قوس قزح» في المسابقة
الرسمية لمهرجان أبو ظبي السينمائي الثامن (23 أكتوبر - 1 نوفمبر
2014) واستحق «زينب» الدعم المالي الإنتاجي، الذي جاء ضمن مبادرة
أطلقتها وزارة الثقافة البحرينية تحت عنوان «صندوق دعم الأفلام
البحرينية»، وكان بمثابة تتويج للخطوات المبذولة في ما يتعلق
بالاهتمام بالسينما البحرينية، والسعي إلى إثرائها بأفكار مُغرقة
في المحلية، وموضوعات تنطق بالصدق، ولا يغيب عنها الانحياز إلى
الناس، بغير تصنع أو ادعاء، كما هي الحال في فيلمي «قوس قزح»
و»زينب» تأليف أحمد المؤذن، الذي قدَّم صورة حقيقية للبيئة
البحرينية، ومثلما أكد حضوره في المشهد الثقافي البحريني والخليجي،
بمجموعاته القصصية: «أنثى لا تحب المطر» (2003)، «من غابات
الأسمنت» (2006)، «رجل للبيع» (2009) و»وقت للخراب القادم» (2009)،
أثبت أنه إضافة حقيقية إلى السينما البحرينية، على غرار إضافة
الأديب المصري الكبير يوسف إدريس، الذي استثمرت السينما المصرية
قصصه القصيرة وقدمت: «الحرام»، «النداهة»، «حادثة شرف» و»قاع
المدينة»، وإن بدت الحاجة ملحة إلى الاستعانة بمبدعين آخرين يقودون
السينما البحرينية إلى الأمام.
موسم عودة النجوم إلى الدراما التلفزيونية أبرزهم الشريف وسلامة
وكريم والسقا والخشاب
كتب الخبر: أمين
خيرالله
بعدما ازداد بريقها بشكل لافت في السنوات الأخيرة ولم يعد نجوم
الفن السابع يستطيعون فراقها فترة طويلة، تشهد دراما 2015 عودة
مكثفة لهؤلاء.
هاني سلامة أول العائدين في «قسمتي ونصيبك» كتابة عمرو محمود
ياسين، إخراج علي إدريس ويشارك في بطولته مي سليم وريهام
عبدالغفور. تدور الأحداث في 30 حلقة منفصلة متصلة، يقدم خلالها
سلامة 15 شخصية مختلفة، تظهر كل واحدة في حلقتين، وتحمل كل حلقة
عنواناً مختلفاً.
أولى
مشاركات هاني سلامة في الدراما التلفزيونية كانت في «الداعية»
(2013)، قصة الدكتور مدحت العدل وإخراج محمد جمال العدل.
بدوره يصوّر أحمد السقا «ذهاب وعودة»، كتابة عصام يوسف، إخراج أحمد
شفيق الذي قدم معه «خطوط حمراء» (2012)، تأليف أحمد محمود أبو
زيد، إنتاج صادق الصباح، يشارك في البطولة: إنجي وجدان، ياسر جلال،
فريال يوسف، إيهاب فهمي، وليد فواز، لقاء سويدان، مجدي كامل وطارق
الإبياري. يتنقل فريق «ذهاب وعودة» بين قبرص والقاهرة ولبنان
لتصوير المشاهد الخارجية.
عودة مميزة
بعد تردد أنباء عن تدهور حاله الصحية، نفى المنتج محمد فوزي، في
تصريح إلى وسائل الإعلام، تلك الأخبار، وأكد أن نور الشريف يعكف
على قراءة سيناريو «أولاد منصور التهامي» الذي كتبه مصطفى محرم،
لكن لم يُحدّد موعد لبدء التصوير.
آخر مشاركات نور الشريف الدرامية كانت في «خلف الله» (منذ عامين)
الذي تدور أحداثه في إحدى القرى التي يسكن فيها خلف الله (نور
الشريف)، صاحب كرامات ومبادئ ويجد لدى أبناء قريته وأهلها ثقة
ومكانة عظيمة لتوقعه حدوث مواقف غريبة في القرية.
شخصية شهريار في {ألف ليلة وليلة} تعيد شريف منير إلى الدراما
التلفزيونية. المسلسل مقتبس من الرواية الشهيرة التي تحمل الاسم
نفسه وقدمت مرات، لكنها تتميز هذه المرة باستخدام تكنولوجيا
عالية في تصوير الحلقات.
{ألف
ليلة وليلة} من تأليف محمد ناير، إخراج رؤوف عبدالعزيز، يشارك في
البطولة: عمرو عبدالجليل، منة شلبي، نسرين طافش ومجموعة من النجوم
الذين سيشاركون كضيوف شرف.
آخر
أعمال شريف منير التلفزيونية كان في {الصفعة} المأخوذ من ملفات
المخابرات المصرية، ويتمحور حول عملية وقعت في تل أبيب بين 1957 و
1972.
كريم عبدالعزيز الذي قدم {الهروب} (2012) مع المؤلف بلال فضل
والمخرج محمد علي، بدأ تصوير مشاهد مسلسله الجديد {وش تاني}، من
تأليف وليد يوسف، إخراج وائل عبدالله وإنتاجه، يشارك في البطولة:
حسين فهمي، منة فضالي ومحمد لطفي، ويؤدي كريم دور حارس لشخصية ذات
نفوذ في الدولة.
تجديد وكوميديا
بعد تقديم {ميراث الريح} (2013)، غابت سمية الخشاب لتعود هذا
العام مع {يا أنا يا أنتِ}، تأليف فتحي الجندي، إخراج أحمد حمودة،
يشارك في البطولة: فيفي عبده، أحمد بدير وسامح الصريطي. تدور
الأحداث في إطار كوميدي اجتماعي من خلال مشاهد مشتركة بين سمية
الخشاب وفيفي عبده.
أما
سيمون فتعود هذا العام بعد فترة غياب في {بين السرايات}، فيما
تشارك الإعلامية نجوى إبراهيم عادل إمام بطولة {أستاذ ورئيس قسم}،
وكان سبق أن شاركت في {قيود من نار} مع خالد زكي وأحمد زاهر وعايدة
رياض.
أحمد عبدالعزيز الذي قدم {حارة خمس نجوم} (2012) يشترك هذا العام
في {أريد رجلاً} مع إياد نصار، تأليف شهيرة سلام، إخراج بتول عرفة،
وهو مقتبس من رواية بالاسم نفسه للكاتبة نور عبد المجيد، وتدور
الأحداث حول وكيل نيابة يحقق في الجرائم إلى أن يقع في الحب فتتغير
حياته.
حداثة واختلاف
يؤكد هاني سلامة أنه وافق على بطولة {قسمتي ونصيبك} بعدما لمس أن
هذا العمل سيكون مختلفاً ومميزاً، نظراً إلى السيناريو الجيد
والأحداث السريعة الأشبه بمشاهد السينما، مشيراً إلى أن الفكرة
تحقق له رغباته لحداثتها، إذ يقدم شخصية مختلفة كل حلقتين.
يضيف أن المسلسلات العربية تطورت وأصبح لها بريق خاص قادر على جذب
نجوم السينما، رغم أن العمل التلفزيوني مرهق مقارنة بالفن السابع
لكثرة الحلقات والمشاهد، موضحاً أن {قسمتي ونصيبك} يتطلب منه
مجهوداً مضاعفاً بسبب تجسيده 15 شخصية، لكنه مع ذلك مستمتع بالعمل.
«تحت
مقص الرقيب»... يُسقط أقنعة الوصاية
كتب الخبر: القاهرة
- الجريدة
صدرت عن «المركز القومي المصري للترجمة» النسخة العربية من كتاب
«تحت مقص الرقيب... ما لا يسمحون لك بمشاهدته، ولماذا قصة الرقابة
على السينما في بريطانيا»، من تأليف توم ديوي ماثيوز، ترجمة نهاد
إبراهيم، مراجعة علي أبو شادي وتقديمه.
يتناول «تحت مقص الرقيب» تاريخ الرقابة على السينما في واحدة من
أعرق الإمبراطوريات الأوروبية، والمفارقة أن كثيرين يرون الرقابة
في دول العالم الثالث إحدى أقسى الرقابات في العالم، وأنها متهمة
دائماً بمجابهة حرية التفكير والتعبير الفني والأدبي.
أوضح ماثيوز أن تاريخ الرقابة في بريطانيا ارتبط بالمحظورات
الثلاثة «الجنس والدين والسياسة»، وتقييد حرية المبدع، والخوف من
التأثير الطاغي للفن السابع على الجمهور، وطاول «مقص الرقيب»
المئات من الأعمال السينمائية على مدى قرن كامل، كذلك تعد السينما
أحد أكثر الفنون شهرة في اصطدامها بالرقابة، ولا يختلف الأمر بين
دول العالم الثالث والمتقدمة. كذلك بيَّن كيف دخل الفن السابع إلى
حلبة الصراع مع «مقص الرقيب»، وتناثرت الأشرطة المصادرة والممزقة،
وظل الصدام قائماً بين المبدع والقوانين الرقابية بأشكالها
المتعددة.
المفارقة أن بعض الأجهزة الرقابية يمرر الأعمال الفنية الهابطة،
ويتعسف مع الإبداع الجاد، ويتخوف من طرح الفنان السلبيات
الاجتماعية والسياسية، ويعمل على قمع الأفكار الجريئة، ويتذرع
بضوابط حرية التعبير، وعدم الجنوح إلى الفوضى الفكرية.
تطرق ماثيوز في كتابه إلى إشكالية العلاقة بين المثقف والرقابة،
لافتاً إلى أن تاريخ المصادرة لم يثبت جدواه على مر العصور، وظلت
إبداعات كثيرين حاضرة في أزمنة لاحقة، وظهرت تيارات أدبية وفنية
جديدة عدة، وتمردت على الأنساق الكلاسيكية والمهادنة، ودفع بعض
المبدعين ثمن حريته في السجون والمنافي.
إسقاطات رمزية
لفت ماثيوز إلى خوف الرقابة من الإبداع، لا سيما ذلك الوسيط المرئي
“السينما”، وتجاوز المسموح من التعبير، والأكثر مأسوية تسرب هذا
الذعر إلى المبدع، وممارسته لدور الرقيب على عمله سواء كان
السيناريو أو النص الأدبي، والحذف والتبديل والقمع لمخيلته وحرية
تفكيره وإبداعه، كما أن الممارسات الرقابية تقترن أغلبها بالتعسف،
وتتناقض مع اتساع دائرة الميديا، وظهور الإنترنت، ومواقع التواصل
الاجتماعي، وينحصر دورها في قمع الفكر والإبداع الماثل تحت طائلة
{مقص الرقيب}.
أطروحات ماثيوز تعيد إلى الأذهان عصر محاكم التفتيش والمكارثية،
واستبدال مقص الرقيب بوسائل البطش والتنكيل، وفي أفضل الأحوال
إبداء الملاحظات لصاحب العمل المرئي أو المقروء، ومحاصرته بين
المصادرة والإبداع الحذر، كما أن الرقابة أرقت المثقفين على مر
العصور، ودفعت بهم إلى أشرس المعارك، ولم يتحمل البعض قسوة القمع،
ولجأ إلى ما يسمى بالإسقاطات الرمزية، واستحضار شخوص من التاريخ،
واستنطاقها بالنقد السياسي والاجتماعي، وكشف سلبيات الحقبة الحالية.
تخوفات مشروعة
أشار ماثيوز إلى أن الرقابة منذ مولدها وحتى اليوم، ارتدت أقنعة
متنوعة تتماشى مع الأعراف الاجتماعية، واكتسبت صلاحيات أكبر بمعدل
بطيء، لكنها ظلت خاضعة لما سماه المؤرخ غوفري بيرسون «التخوفات
المشروعة»، كذلك الرقابة لها اليد العليا حتى الآن، وهناك رقابات
متعددة قمعت الإبداع في مختلف المجالات، وقلصت من إمكانية تناول
مشاكل وهموم إنسانية، وتحالفت القوى المحافظة والأصولية لقمع أية
محاولة جادة للتعبير عن الواقع، كما يواجه المبدع العديد من
الأقنعة الرقابية الأخرى، وتتمثل في المتلقي لعمله الفكري أو
الفني، ورفضه لطرح سلبيات شرائح من المجتمع، ويتضاءل «مقص الرقيب»
أمام دعاوى قضائية مطالبة بمنع أفلام وروايات وكتب فكرية.
ينتهي ماثيوز إلى أن الرقابة في كل زمان ومكان مهما حسنت نواياها،
وارتدت من أقنعة، ستظل قيدا صارماً على حرية الفكر والإبداع، وأحد
أشكال الوصاية على الفنان والمتلقي معا، وفرض ذائقة ثقافية بعينها،
حتى لو استبدلت البطش والتنكيل ضوابط التعبير و{مقص الرقيب».
تجدر الإشارة إلى أن المؤلف توم ديوي ماثيوز صحافي بريطاني متخصص
في الكتابة عن السينما، ويكتب في عدد كبير من الصحف البريطانية،
منها «الغارديان» و{تايم آوت».
أما المترجمة نهاد إبراهيم، فناقدة مسرحية وسينمائية، حاصلة على
درجة الدكتوراه في النقد الأدبي من المعهد العالي للنقد الفني
بأكاديمية الفنون المصرية، صدر لها عدد كبير من الأعمال منها
«شهرزاد في الأدب المصري المعاصر»، و{توفيق الحكيم من المسرح إلى
السينما»، والمجموعة الشعرية «في بيتنا شجر التوت».
مراجع الكتاب علي أبو شادي، الناقد والباحث السينمائي المعروف،
أمين عام المجلس الأعلى للثقافة الأسبق، كذلك شغل منصب رئيس
الرقابة على المصنفات الفنية، رئيس المركز القومي للسينما، رئيس
المهرجان القومي للسينما المصرية. صدر له عدد كبير من الكتب
السينمائية نذكر منها «سينما وسياسة»، «خمسون فيلما من كلاسيكيات
السينما المصرية»، «اتجاهات السينما المصرية»، و»أبيض وأسود». |