سينما الطفل.. «قلة أدب»
كتب : آلاء شوقي
بعد أسبوع من الآن وغياب لمدة عامين ينطلق مهرجان القاهرة الدولى
لسينما وفنون الطفل الجمعة المقبل لمدة أسبوع، لكن هذه الانطلاقة
لا تبدو على أرض ممهدة، وإنما على حقل من الألغام.
المهرجان المتخصص فى سينما الطفل يقدم أفلام القصص القصيرة
والوثائقية والرسوم المتحركة، بمشاركة 44 دولة يعود، لكن «العود
غير أحمد»، حيث يتضمن أعمالا خارجة عن الآداب العامة والقيم التى
يجب زرعها فى نفوس الأطفال!
قبلات تلاقى. خيانة تلاقى.. وشذوذ جنسى أيضا تلاقى، وتلصص علي
الآباء لا يجوز تصديره للأطفال تحت السن.
نعم الإبداع لا يخضع لأحكام أخلاقية، وهذا قول رغم صحته، لا يمكن
التسليم به على طول الخط.. ونحن نتحدث عن الطفل، فحتى الدول الأكثر
تحررا تضع قيودا على ما يشاهده الأطفال، وتحذر من أن يتعرضوا
لمشاهد عنف، فما بالنا ونحن نتحدث عن المشاهد ذات الإيحاءات
الجنسية؟!
والموضوعات التى تحمل مضامين عميقة لا يجوز تقديمها لأطفال فى مثل
هذا المستوى العمرى ولا يمكن تمريرها بالنوايا الحسنة لإدارة
المهرجان التى تحاول تقديم خدمة لأطفال مصر.. لكن شتان بين النوايا
والإنجاز.
أول الأفلام المثيرة للجدل فى المهرجان هو الهولندى
«Giovanni and the water Ballet،
وهو أحد الأعمال الوثائقية من ضمن خمسة يعرضها المهرجان تحت هذا
المسمى «الوثائقى»، وتدور أحداث الفيلم الذي أخرجه استريد بوسنيك،
حول طفل يحلم بتعلم الباليه المائى، رغم أن هذه الرياضة خاصة
بالفتيات، لكن هذا الحلم ليس مجردا، فالطفل يميل إلى الفتيات
سيكولوجيا.
هذه بالطبع مشكلة قد تكون هناك أسباب جينية فسيولوجية وراءها،
وربما تتطلب علاجا نفسيا.. لكن هل هذه فكرة جديرة بالأطفال؟!
ويقدم الفيلم مشاهد تتناول علاقة تجمع الطفل الذى لا يزيد عمره علي
عشرة أعوام وبين فتاة أصغر منه قليلا تدعى «كيم»، علاقة غرام حارة،
من تفاصيلها أن الطفلين يتبادلان القبلات الساخنة فى سيارة.
الفيلم الثانى هو الألمانى بعنوان
«Lola on the pea»
يشارك ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة للمخرج «توماس
هانيمان»، تدور أحداثه أيضا عن علاقة حميمية تجمع والدة الطفلة
«بطلته» بطبيب بيطرى، وذلك بعد أن هجرها الزوج وأصبحت الأم والطفلة
تعيشان على سطح مركب.
الطفلة فى الفيلم تكتشف العلاقة، ولما كانت شديدة التعلق بالأب
الغائب حاولت بكل الطرق إفساد العلاقة بين الأم والعشيق الذى يعمل
طبيبا بيطريا، لكنها فيما كانت تخطط وتدبر تعرفت على طفل كردى
مهاجر يدعى «ريبين» ويدرس فى مدرستها، فتقع هى الأخرى فى مصيدة
الحب وتحاول محاكاة سلوك والدتها مع العشيق عبر تقبيل الطفل.
هنا لابد من سؤال: هل سينما الطفل تعنى أن يكون بطل العمل طفلا أم
أن هناك شروطا خاصة تجعل من هذا العمل لائقا وذاك غير لائق؟!
الفيلم الثالث هو الهندى «قوس قزح» إخراج «نانديتاروى وسيبو
بروسادن» وينتمى إلى فئة الأفلام الروائية الطويلة، وتدور أحداثه
حول أم تدعى «ميتال» تعانى أزمة نفسية حادة جراء تأخر طفلها «جوجول»
دراسيا، وذلك لإلحاقه بإحدى مدارس اللغات الراقية.
وبعيدا عن السياق الدرامى للفيلم، ثمة مشهد مقحم للأب والأم معا
على فراش الزوجية، وهنا يثور السؤال: هل تم إقحام المشهد لأن
«الجمهور عاوز كده» فى الهند أيضا؟!
الفيلم الدنماركى
Ant boy
أى «الفتى النملة» روائى طويل أيضا، وتدور أحداثه حول طفل فى
الثانية عشرة يتعرض لـ «لدغة نملة» فيتحول إلى بطل خارق، وهذا
البطل الخارق الـ «سوبر طفل» يجب أن تكون له معجبة تطارده وتحاول
إغراءه بممارسة الغرام، وهى طفلة كذلك.. لكن لحسن الحظ لم يقدم هذا
الفيلم مشاهد خارجة، حيث اكتفى بالإيحاءات والرموز!
فى مهرجان سينما الطفل.. الأفلام عن الشذوذ والعلاقات السريرية
والخيانة الزوجية، فكم من الجرائم ترتكب تحت شعار حرية الإبداع؟!∎
كتالوج الأمراض الجنسية فى فيلم «50 ظلال رمادية»
هوليوود: جميل يوسف
تمكن بنجاح كبير الفيلم الفاضح الإباحى- الرومانسى المثير للجدل
«فيفتى شيدز أوف جراى» خلال عطلة عيد الحب، من قلب كل الموازين
وتحطيم الأرقام السابقة التى عهدناها لأفلام الحب الرومانسية
الدرامية لهوليوود فى فصل الشتاء، بتحقيق إيرادات مذهلة وفريدة فى
تاريخ هذه النوعية من الأفلام القليلة التكلفة (نحو40 مليونا)، ففى
أول ثلاثة أيام من عرضه بالولايات المتحدة الأمريكية حصد حوالى 95
مليون دولار، و172 مليون دولار من عرضه ببعض دول العالم.
والإحصائيات تشير إلي أن ما يقرب من 70٪ من رواد السينما الذين
شاهدوه خلال عطلة نهاية الأسبوع الأول لفيلم «فيفتى شيدز أوف جراى»
كانوا من الإناث، و58٪ من الجمهور كانت أعمارهم أكثر من 25 عاما.
الفيلم استهدف بذكاء كبير جمهور العروض السينمائية الناجحة السابقة
مثل «جولى وجوليا» و«كل، صلى، وحب» ومخاطبة مشاعر الشباب والبالغين
من عشاق نوعية أفلام «الشفق» و«ألعاب الجوع».
يحتوى الفيلم على مشاهد ليست ذات محتوى جنسى طبيعى، وحافل بالمشاهد
والأوضاع الشاذة، مما استدعى تصنيفه فى خانة «مناسبة فقط لسن 18
وما فوق»، وهو مقتبس من رواية شهيرة تحمل نفس الاسم للكاتبة
البريطانية (إيريكا ميتشيل) (49 عامًا) وهى أم لطفلين، اختارت
اسمًا مستعارًا هو «إى إل جيمس» لأعمالها وهى ثلاثية بعنوان «فيفتى
شيدز أوف جراى» وصفتها بأنها «فانتازيا رومانسية».
الفيلم يروى على مدار ساعتين تقريبا العلاقة الجنسية المشحونة ببعض
السادية المازوشية بين الطالبة فى الأدب إناستازيا ستيل، التى تقوم
بدورها الممثلة وعارضة الأزياء الفاتنة «داكوتا جونسون» (25 عاما)،
التى تقع فى حب رجل الأعمال الشهير الملياردير كريستيان جراى، الذى
يقوم بدوره الممثل «جيمى دورنان» (32 عاما)، بعد مقابلته لإجراء
حديث صحفى معه بشركته العالمية بالنيابة عن صديقتها كايت كافانج
(إيلويز مومفورد)، وتنقلب حياتها بعدما تنبهر بفطنته ووسامته.
تعتقد أناستازيا بشكل ساذج أنها تحبه وتبدأ فى السعى من أجل التقرب
منه بكل السبل المتاحة. على الجانب الآخر يعجب كريستيان بجمالها
ولكن بطريقته الخاصة ووفقًا لشروطه، ولإشباع رغباته السادية
المازوشية الشاذة، وتتعقد حياتهما بعدما يتقربان من بعضهما البعض.
«فيفتى
شيدز أوف جراى» من إخراج البريطانية سام تايلورجونسون، ويشترك فى
الفيلم النجوم لوقا جرايمز، وإلويس مومفورد، وجنيفرالى، وفيكتور
ريسك.
داكوتا جونسون (25 عاما) التى تحسدها معظم نساء العالم الآن، قد
ظهرت سابقا فى فيلم أذى سوشيال نيتوركب (الشبكة الاجتماعية) كما
أدت أدوارا صغيرة فى فيلمى « 21 جمب ستريت» و«ذى فايف يرز
إنججمينت». وهى ابنة الممثل دون جونسون الذى يعرف بأدواره فى
مسلسلى «ميامى فايس» و«ناش بريدجيز» من زوجته السابقة «ميلانى
جريفيث».
يذكر أن رواية «فيفتى شيدز أوف جراى» (خمسون درجة من الرمادى) التى
تنتمى إلى الأدب الواقف على عتبة الإباحية، قد تحولت إلى ظاهرة
عالمية فى عالم الكتب، بعد أن ترجمت إلى أكثر من 50 لغة، وبيعت
منها أكثر من 100 مليون نسخة فى جميع أنحاء العالم، ككتاب مطبوع
أو عبر النسخة الالكترونية، ما يجعلها من أسرع الكتب مبيعاً فى
التاريخ.
منهم عشرون مليونا فقط كانوا تحت انطباع أنه كتالوج للرسومات
واللوحات العارية. وثمانين مليونا أو نحو ذلك من الذين يحبون قراءة
جمل إثارة مثل «أنه صاحب تجربة طويلة، وذو أصابع ساحرة وماهرة،
تدفعنى على الاستلقاء على الأرض لفترة من الوقت، والسماح للموجات
الدسمة من النشوة بجسدى لتهدأ».
ومعظم خبراء ونقاد هوليوود يرون أن جانبًا أساسيًا من نجاح الرواية
والفيلم يرجع إلى «لهث المحبطات من النساء فى أواسط العمر وخريفه
وراء هذا النوع من الإشباع الجنسى الأدبى». وأن الهستيريا
الإلكترونية المحيطة بالنسخة السينمائية بعرض مقتطفات دعائية مثيرة
للفيلم لشركة «يونيفرسال» ويرافق المقتطفات موسيقى للمطربة
بيونسيه، قبل نحو ستة أشهر من الموعد المقرر لعرض الفيلم فى دور
السينما هى التى أججت وقود مبيعات الرواية الثلاثية، وتزايد
الإقبال الكبير على مشاهدة الفيلم.
وقد شاهدت العرض الخاص للشركة المنتجة «يونيفرسال» الذى حضره معظم
نجوم الفيلم، وحشد كبير من الإعلاميين والعاملين بصناعة السينما فى
هوليوود قبل عرضه بدور العرض للجمهور، ورحت أراقب ردود الفعل لدى
الحضور الكثيف الذين منهم نحو 80٪ من النساء فوق العشرين، خاصة
أثناء عرض نحو 11 دقيقة تقريبا من إجمالى 125 دقيقة للفيلم، كانت
ذات محتوى جنسى صريح وغريب وشاذ بين البطلين العاريين تماما
«داكوتا جونسون» و«جيمى دورنان»، وبعد الصمت التام تسرب إلى أذان
الحضور صوت نسائى رقيق قالت صاحبته بصوت عال عن البطل «هى أذ هوت -
أنه سكسى وساخن». لتنفجر القاعة بالضحك.
المشهد الآخر الذى أثار انتباهى هو اللقطة الأخيرة قبل انتهاء
الفيلم عندما تقرر البطلة الهروب من جحيم الرجل المريض الذى ينتشى
بتعذيب المرأة التى يمتلكها، بينما يسعى البطل بكل جاذبيته التأثير
عليها للبقاء معه، وتنهى المخرجة المشهد بكلمتين متبادلتين بين
البطلين وباب الأسانسير يغلق وكلاهما يصرخ فى الآخر مناديا باسمه
«إناستازيا..... كريستيان».
ليفاجأ الجميع أنها النهاية ويغادروا القاعة ضاحكين من غرابة
القفلة غير المتوقعة للفيلم، وعلامات الدهشة على وجه الجميع.
والواقع أن البعد الأعمق لفيلم «فيفتى شيدز أوف جراى» أنه يعكس
ماسأة عالمية للمرأة السكس سلايفب فى بلدان كثيرة من العالم، ومنها
الولايات المتحدة وعالم المليارديرات الغريب مثل رجل الأعمال
الملياردير كريستيان جراى، حيث توقع المرأة بكامل إرادتها على عقد
للتنازل عن جميع حقوقها، والسماح للرجل للتصرف فى أنوثتها بالشكل
الذى يرغبه، وبرضى نزواته، نظير العيش الرغد والقصور والعربيات
والرحلات، والتحلى بأرقى وأغلى الحلى والأزياء العالمية الحديثة.
ورغم أن الفيلم سمح بعرضه فى بعض البلدان العربية، إلا أننى سوف
أتعجب كثيرا لو تم عرضه بمصر، وذكرت مؤخرا بعض التقارير الإعلامية
بهوليوود أن عددا من الدول الإسلامية منها ماليزيا، حظرت عرض
الفيلم لأنه يبدو أنه أقرب لأفلام الإباحية وليس الرومانسية كما
تروج له الحملات الدعائية فى هوليوود.
كما يواجه الفيلم فى الولايات المتحدة وأوروبا حملات مضادة
استنكارية ورافضة لانتشار أفكاره الشاذة التى تحرض على العنف ضد
المرأة لإشباع النشوة والشذوذ لبعض الأثرياء السوبر، خاصة من قبل
معظم جمعيات حقوق وحرية المرأة، والهيئات والمنظمات الدينية،
وممثلى الكنائس والجوامع والمعابد، وبعض وسائل الإعلام.∎ |