حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فيلمان أميركيان مع أبطال من إمبراطورية الشمس

مال هوليوود في الصين لكن ميولها في اليابان

دبي: محمد رُضا 

 

فيلمان جديدان يتناولان ضمن ما يتناولانه شخصيات يابانية. الأول «باسيفيك ريم»، الذي لا يكتفي بتقديم بطلة يابانية تشارك الأميركي مهمة إنقاذ العالم من الوحوش العملاقة التي خرجت من المحيط لتقضي على البشر (تقوم بها رينكو كيكوشي)، بل يستوحي تلك الوحوش من الأساطير اليابانية المعروفة بـ«كايجو»، التي تدور حول مخلوقات من قبل التاريخ تسكن المحيط وتخرج حين تتعرض بيئاتها العميقة للمتغيرات البيئية والإشعاعات النووية.

الثاني هو «ذا وولفرين»، وهو يستعير من تاريخ قيام الولايات المتحدة بإلقاء القنبلة النووية على ناغازاكي خلال الحرب، ليبني مدخلا لوصول بطله «ذا وولفرين» (هيو جاكمن) إلى اليابان، حيث تقع معظم الأحداث. في إطارها شخصيات يابانية كثيرة على جانبي القانون.

على الرغم من أن الاستخدامين هما في نطاق الترفيه والتنميط الإيجابي للشخصيات، فإنهما ينتميان لموجة حديثة تزداد بوضوح عاما بعد عام. في الستينات مثلا، لم تزد عدد الأفلام الأميركية التي دارت جزئيا أو كليا في اليابان أو مع شخصيات يابانية عن عشرة، لكن من مطلع القرن الحالي وإلى الآن هناك نحو 50 فيلما من هذا النوع، بينها «حرب العالمين» و«الساموراي الأخير» و«سفينة حربية» و«حياة باي» و«أبطال» و«ساعة الزحام 3» و«مفقود في الترجمة».

في المقابل، فإن عدد الإنتاجات الأميركية المصورة في الصين قليل جدا، آخرها «حياة تاي تشي» الذي قام ببطولته وإخراجه كيانو ريفز.

طبعا هناك سبب رئيس لذلك، وهو صعوبة الإجراءات الإدارية والرقابية والمالية التي تواجه كل من يود التصوير في تلك البلاد. القبضة القوية للحكومة الصينية في نظام سبق لمجلة «تايم ماغازين» أن وصفته بـ«الرأسمالية الصفراء»، حيث يتيح ذلك النظام لنفسه ممارسة اقتصادية مزدوجة؛ هو لا يزال شيوعيا، لكن طموحاته رأسمالية صرفة.

تجسيدا لذلك، فإن قيام الحكومة بالسماح لرواد السينما الصينيين بمشاهدة أفلام الأكشن والمطاردات والترفيه الشامل المقبلة من «فبارك» هوليوود، وهي ذاتها الأفلام التي كانت الحكومات الصينية المتعاقبة تصفها بـ«الرجعية» و«الاستعمارية» و«البرجوازية»، يخدمها على أكثر من صعيد.

من ناحية، يتم تخفيف القيد عما يُتاح للصينيين مشاهدته من أفلام ترفيهية، ومن أخرى تزداد قبضته على الإنتاجات الهوليوودية التي تحقق في الصين إيرادات أكثر مما تحققه في أي دولة أخرى مجاورة.

* ذروتان

* من يراقب أفلاما منتجة من الثلاثينات، بما فيها مسلسلات تشويقية كانت تُنتج للعرض قبل الفيلم الرئيس بمعدل حلقة واحدة كل أسبوع، يجد أن تمثيل الصيني في هوليوود كان يقبع في منزلة سلبية. إنه الخادم الخائن، الشرير الخفي، تاجر الأفيون الخبيث، وفي أفضل الحالات الساذج الذي يهرع لخدمة الرجل الأبيض ولو أنه يفضل أن لا يتعاطى معه على الإطلاق. بكلمة هو فومانشو؛ تلك الشخصية التي ابتكرتها مخيلة كاتب أميركي اسمه ساكس رومر، والتي تسللت إلى عشرات الأفلام التشويقية والمرعبة من الثلاثينات حتى الستينات (حين انتقلت من هوليوود لتتبناها السينما البريطانية في سلسلة أخرى). شخصية تنوي إلحاق الدمار بالعالم حبا في السيطرة عليه. وهو لا يتحدث لغة السياسيين، كما من المفترض به أن يفعل، بل ينحو إلى لغة الصدام والمؤامرة والتدمير.

في المقابل، الياباني شكل لدى الأميركي، الهوليوودي قبل سواه، مسألة أكثر إثارة للاهتمام، وأكثر دفعا للتفكير والإمعان.

أساسا، دخل الولايات المتحدة واليابان حربا ضروسا بينهما برا وبحرا وجوا، تمخضت عن ذروتين: الهجوم الياباني على بيرل هاربور في السابع من ديسمبر (كانون الأول) سنة 1941 (وهو الهجوم الذي نتج عنه إصابة 18 سفينة بينها ثلاث مدمرات وثلاث سفن حربية، ونحو 2335 إصابة بين العسكريين) وقيام الولايات المتحدة بإلقاء القنبلة النووية على هيروشيما وناغازاكي كرد رادع، وذلك في السادس والتاسع من أغسطس (آب) سنة 1945.

وحول هاتين الذروتين، خرجت كثير من الأفلام التي إما التزمت بالوقائع أو تناولت حكايات خيالية مستمدة من الظروف الواقعية ذاتها. فحول الهجوم على بيرل هاربور قام رتشارد فلايشر وتوشيو ماسودا وكينجي فوكاساكو بعمل الفيلم الحربي الضخم «تورا.. تورا.. تورا» سنة 1970، الذي سرد كثيرا من ملفات الهجوم على بيرل هاربور. كذلك قام مايكل باي، سنة 2001 بتحقيق «بيرل هاربور» حول الواقعة ذاتها. أما الهجوم على هيروشيما، فتداولته أفلام مختلفة، من بينها الفيلم التسجيلي «ضوء أبيض/ مطر أسود: دمار هيروشيما وناغازاكي» (2007) والفيلم الياباني «أطفال هيروشيما» (1952)، وأكثر من 500 فيلم آخر (بين التسجيلي والروائي) تحدثت عن الموضوع تحديدا أو عن تبعاته أو اشتقت منه أحداثها.

* شعور بالتفوق

* لكن الفعل النووي لم يحدث في كثير من النفوس بأميركا، سوى الشعور بالذنب ممتزجا بشعور بالاحترام للمقاتل الياباني الذي كان أكثر فتكا، بالنسبة للأميركيين، من القوات النازية خلال مشاركة الولايات المتحدة بحرب تحرير أوروبا من ألمانيا.

على أن الشعور الإيجابي حيال اليابانيين والاعتراف بذكاء ومقدرتهم على العمل الجاد والمخلص، بدأ في الحقبة ذاتها التي أخذت هوليوود فيها تنظر إلى الصينيين كأشرار مبيتين لا يمكن الركون إليهم. تشارلي تشان، هي الشخصية المقابلة لفومانشو لدرجة التضاد. ليس يابانيا صافيا بل جاء من هونولولو، حسب ما خطه الكاتب الذي ابتدع الشخصية إيرل در بيغرز، لكنه اعتبر، لدرجة معاداته للصورة النمطية للصينيين، كما لو كان من الجهة المقابلة جغرافيا وثقافيا لها.

صحيح أن ديفيد لين أمعن في تصوير قسوتهم على المعتقلين العسكريين في «الجسر على نهر كواي» (1957)، وأن هوليوود حاكت كثيرا من قصص الحرب التي دارت حول انتصار الجندي الأميركي على الياباني، إلا أن كل ذلك كان في عداد تجسيد واقع من ناحية، وتبعا لتوجه الأفلام الحربية لجمهور أميركي يود الشعور بالتفوق من ناحية أخرى، وكلاهما لا يلغي أن كثيرا من الأفلام، التي تم إنتاجها في هوليوود، خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية، كانت تحاول مسح الدموع عن عين المأساة التي وقعت في هيروشيما وناغازاكي. أحد أفضل الأمثلة «سايونارا» (لجوشوا لوغان مع مارلون براندو في البطولة 1957)، الذي يظهر رابطة حب قوية بين عسكري أميركي وامرأة يابانية قدر لها أن تهزم الإدارة وعنصرية السلطة، حسب رواية جيمس أ. ميتشنر.

أحد أهم أفلام الستينات في هذا الصدد، إن لم يكن أهمها فعلا «جحيم في الباسيفيك» (1968)، حيث وازى المخرج البريطاني جون بورمان في ذلك الفيلم الأميركي بين الأميركي والياباني في قصة تدور حول طيار أميركي (لي مارفن) حط اضطرارا فوق جزيرة صغيرة خالية من السكان، ليكتشف وجود جندي ياباني واحد خلفته الظروف فوقها (تاشيرو مفيوني). كل ما يحدث بينهما من عداء هو نوع من الكر والفر، الذي يكتشفان بعده أنهما ضحيتان متساويتان.

* إدوار إيجابية

* الوجهة الجديدة لهوليوود في تعاملها مع اليابانيين مشهودة في سلسلة من الأفلام الحديثة. لجانب «باسيفيك ريم» و«ذا وولفرين»، فجزء كبير مما وفره فيلم «سفينة حربية» (Battleship) في العام الماضي، قام على خلفية تلك العلاقة بين الولايات المتحدة واليابان. وجانب من هذا الاستخدام يقوم على تفعيلة معهودة في هوليوود؛ تقديم شخصيات تقف متضادة في مطلع الأمر ثم متابعة ذوبانها كل في الآخر في تعاضد مثالي، مع تبادل احترام كل طرف للطرف الثاني ولقطات من تجسيد هذا الاحترام، إما بحماس مشترك أو بمصافحة حارة أو عناق.

قبله قام الممثل والمخرج النير كلينت إيستوود بإلقاء تحية على البذل والفداء اليابانيين، من خلال فيلمه «رسائل من إيوو جيما» (2006)، بينما قام جون واين، من خلال شركته «ريبابلك بيكتشروز»، على إنجاز فيلم معادٍ لليابانيين في أحداث تقع فوق جزيرة إيوو جيما نفسها عنوانه «رمال إيوو جيما» (ألان دوان – 1949). آنذاك، وكما سبق، كانت هوليوود تمر بمرحلة اعتبرت فيها أن عليها أن تكيل للدولة التي حاربتها ولو لإشباع نهم الجمهور إلى عدو من عنصر آخر.

هذا الاختلاف في وجهات النظر، وفي القراءة التاريخية، لم يمنع هوليوود من تقديم الياباني في أدوار إيجابية ملقية عليه أضواء بطولية واضحة. بعد «جحيم في الباسيفيك» وجدنا تاشيرو مفيوني يعود فارس ساموراي في فيلم الويسترن «الشمس الحمراء» لترنس يونغ (أمام تشارلز برونسون وأرسولا أندرس) وألان ديلون. يحمل سيفه الساموراي ويستخدمه بمهارة تسرق الأنظار من النجمين الأميركي والفرنسي، على حد سواء.

وتوم كروز حمل الساموراي رمز القوة الأهم للياباني، فاستعاد ثقته بنفسه بعد أن كان خسرها خلال حياته الأميركية.

الشرق الأوسط في

18/08/2013

 

«المدينة المُحطّمة»..

العمدة الفاسد والشرطى القاتل والفيلم الساذج!

محمود عبدالشكور 

يمكن اعتبار الفيلم الأمريكى «The Boaken city» من إخراج «آلين هوجز» وكتابة «برايان تاكر»، عملًا سياسيًا من حيث اهتمامه بالفساد داخل سلطات الدولة، وتحديدًا السلطة التنفيذية التى يمثلها فى الفيلم عمدة فاسد، وشرطى قاتل، ولكن الدراما بأكملها تعانى من ثغرات ساذجة، لم تقدم مبررات قوية لسلوك الشخصيات، ولم تنجح فى الحفاظ على إيقاع الفيلم، فارتفع وانخفض ترمومتر التشويق، بل لقد مرت على المتفرج لحظات فقد فيها الاهتمام بالحكاية، وشعر بكثير من الصنعة والافتعال، بدا كما لو أن الموضوع ساخن ولكن الفيلم بارد!

«المدينة المُحطّمة» التى يقصدها عنوان الفيلم هى مدينة نيويورك، تلك الغابة الرأسمالية الضخمة، «نيكولاس هوستتلر» (راسيل كرو) هو عمدة هذه المدينة، الذى ينافس على تجديد ولايته، وسط منافسة شرسة من «جاك فاليانت» (بارى بيبر)، وموضوع الصراع هو رغبة «هوستتلر» فى استغلال بلدة بولتون لإنشاء مشروعات استثمارية ضخمة مقابل 4 مليارات دولار، سيتم هدم معظم المبانى تقريبًا لبناء عالم جديد ومختلف، هذه هى وعود «هوستتلر»، وهذا هو الإطار السياسى للفيلم: البيزنس عندما يدخل السياسة، ولكن الفيلم يبدأ قبل 7 سنوات من هذه القضية، ليكشف لنا عن تورط «هوستتلر» فى حماية شرطى اسمه «بيلى تاجارت» (مارك والبرج) قام بتصفية شاب اغتصب وقتل إحدى الفتيات، يتم طمس معالم القضية، ويتوارى الشهود، بل إن «هوستتلر» يعتبر هذا الشرطى بطلًا لأنه قام بتصفية أحد البلطجية، ويرى أنه لا يوجد أحد يبحث عن العدالة، ولكن نظر لإصرار رئيس تاجارت، وهو شرطى قوى الشخصية اسمه «فيربانكى» (جيفرى رايت)، يوافق «هوستتلر» على تنحيه «تاجارت» عن عمله رغم براءته فى القضية، يودّعه كأحد الأبطال، ويعطيه بطاقته لكى يلجأ إليه إذا احتاج أى شىء فى المستقبل.

بعد مرور سبع سنوات، نكتشف أن «تاجارت» قد أصبح مخبرًا سريًا حُرًا، وتخصص تقريبًا فى مراقبة الزوجات الخائنات لحساب أزواجهن، يقـــوم بمتابعتهن وتصويرهن، فجأة وبدون مقدمات، يستدعيه «تاجارت» الذى ينافس بقوة على منصب عمدة نيويورك، يطلب منه أن يراقب زوجته الجميلة «كاثلين» (كاترين زيتا جونز)، يعطيه شيكًا بمبلغ 25 ألف دولار إذا عرف الشخص الذى تقيم معه علاقة عاطفية، ويعده بمثل هذا المبلغ إذا أكمل مهمته بنجاح، على أن يتم ذلك قبل يوم الثلاثاء، موعد الانتخابات.

فى مشاهد سريعة ساذجة، يقوم «تاجارت» بمساعدة معاونة شابة بمراقبة الزوجة الجميلة، يكتشف بسهولة أنها تقابل رجلًا وسيمًا فى حديقة عامة، الغريب أن زوجها يترك معها أحد الحراس، ومما يدعو للدهشة أن تقبِّل صديقها هكذا علانية، وبدون أى مخاوف من المراقبة، المفاجأة أن هذا الرجل الذى تقابله الزوجة هو مدير حملة بالدعاية الانتخابية لـ «جاك ماليانت» المرشح المنافس على منصب عمدة نيويورك، والأعجب أن «تاجارت» سينجح فى التقاط ما يعتبره صورًا بخيانة الزوجة، وفى مشهد آخر عجيب، تستدعى الزوجة «تاجارت» تقول له إنها اكتشفته، تخبره أن زوجها فاسد، وأنها تقابل مدير حملة «فاليانت» لأسباب لا علاقة لها بالخيانة، رغم ذلك يستجيب «تاجارت» لطلب «هوستتلر»، ويعطيه الصور المطلوبة، ويحصل على الشيك الثانى بأجره من المهمة.

مع العثور على جثة مدير حملة «فاليانت» مقتولًا بالرصاص، يحدث أخيرًا التحول فى سلوك تاجارت، فيقرر أن يبحث بنفسه وراء فساد العمدة «هوستتلر» فى مشروع بولتون، المشكلة أن هذا التحول لا يبدو مقنعًا على الإطلاق، فنحن أمام شخص متهور قتل بلطجيًا فى الماضى، وخرق القانون بدون أى مبالاة، بل إنه قبل مساعدة العمدة لإخراجه من القضية، يضاف إلى ذلك أن السيناريو الساذج يقدم الشرطة «تاجارت» كشخصية عنيفة حتى مع زوجته الممثلة الشابة «ناتالى»، إنه يشك فى علاقتها مع زميلها الممثل فى الفيلم الذى قامت ببطولته، ونعرف من حواراتهما المشتركة أن «تاجارت» كان مدمنًا للمخدرات وللخمور ثم أقلع عنهما، شخص بمثل هذه المواصفات من الصعب أن نصدق أن يصبح باحثًا عن العدالة، خاصة أن مهمته قد انتهت بحصوله على أجره كاملًا، ولكنا نراه وقد مزّق الشيك الثانى وبدأ رحلة التفتيش وراء «هوستتلر» ومشروع بولتون، ليكتشف أن العمدة يمتلك نصف شركة ضخمة وهى التى ستتولى هدم وإعادة بناء المنطقة، وأن ابن صاحب هذه الشركة المتمرد كان سيبلغ مدير حملة «فاليانت» بهذه المخالفات، ولكن الرصاص أنهى حياته، لن تقتنع طبعًا بسلوك هذا الابن غير المبرر، ولن تفهم لماذا كان مهمًا أن تقابل الزوجة مدير الحملة بطريقة مريبة فى أحد الشواطئ، إذ كان سيقوم هو بالحصول على ملف الفساد من ابن صاحب الشركة؟! لا شىء سوى الاصطناع والفبركة وصولًا إلى مشهد المواجهة العبثى بين فاسدين: الشرطى السابق «تاجارت» يهدد «هوستتلر» بالمعلومات التى عرفها عن فساده، والعمدة يهدده بالجريمة القديمة التى ارتكبها الشرطى بحق أحد البلطجية، ولأن التلفيق يفسد الحكاية كلها، سيقبل «تاجارت» التحدى، وسيختار فضح العمدة الذى يتم القبض عليه فى حفلة رسمية مثل الأفلام المصرية، ويدفع «تاجارت» ثمن ذلك بالقبض عليه أيضًا جزاء ما ارتكبه فى الماضى، وكان أولى به أن يدفع الثمن قبل 7 سنوات بدلًا أن يدفعه فى الوقت الضائع!

لا شىء فى الفيلم يستحق التنويه سوى أداء «راسيل كرو» الرائع لدور العمدة الفاسد «نيكولاس هوستتلر»، الصوت الهادئ فى الأداء رغم الرسم السطحى للشخصية، الحقيقة أن هذه الشخصيات الفاسدة تعمل عادة بصورة أكثر ذكاء، وعلى مستويات أكبر من التعاون مع شرطى سابق مفصول كانت «كاترين زيتا جونز» مجرد ضيفة شرف، أى ممثلة جميلة يمكن أن تقوم بدورها، بينما زحفت التجاعيد على وجه «مارك والبرج»، فبدا شرطيًا بائسًا يستحق الرثاء، ولعل أسوأ ما فى الفيلم تلك الحركة الدائرية العشوائية للكاميرا «عمّال على بطّال» مما أصاب عيوننا بالإرهاق!

أكتوبر المصرية في

18/08/2013

 

5 سنوات مرت على وفاة عبقرى السينما الغائب

محمد الدوى 

أحيت أسرة المخرج الراحل يوسف شاهين الأسبوع الماضى ذكرى مرور خمس سنوات على رحيل عبقرى السينما المصرية، الغائب الحاضر وصاحب «باب الحديد» و«الأرض» و»صلاح الدين»، وعشرات الأفلام التى ساهمت فى تشكيل الوجدان العربى والإنساني.

ويوسف شاهين، أو «جو» كما كان يحب أن يلقبه تلاميذه ومحبوه، استحق من خلال أفلامه التى صنعها على مدى 58 عاما أن يكون مواطنا عالميا، لا مصريا كما تدل شهادة ميلاده وجنسيته.‏

فقد حاول أن ينقل حسه الإنسانى إلى العالم من خلال أفلامه التى اعتبرها نقاد السينما بصمات فى تاريخ السينما المصرية ومحطات لا يمكن تجاوزها عند التأريخ لفن السينما فى العالم.‏

وربما يرجع هذا التواصل الإنسانى ليوسف شاهين مع العالم إلى تعدد الروافد التى شكلته فى سنوات التكوين.‏

فهو ابن لأسرة من أصل لبناني، هاجرت إلى مصر فى أواخر القرن التاسع عشر. وهو أيضا ابن لمدينة استثنائية، حيث ترعرع فى الإسكندرية عندما كانت من أهم موانئ البحر الأبيض المتوسط وملتقى لجاليات أجنبية من شتى أصقاع أوروبا.‏

أما تعليمه فكان مزيجا من الفرانكفونية والانجلوساكسونية. فبعد دراسته فى مدارس فرنسية تلقى تعليمه الثانوى فى فكتوريا كولدج، والتى كانت مدرسة النخبة الارستقراطية فى منطقة الشرق الأوسط، حيث تخرج منها ملك الأردن حسين بن طلال وولى عهد العراق الأمير عبد الإله والمصرفى الأردنى ذا الأصل الفلسطينى خالد شومان والأمير زيد بن شاكر ورئيس الاستخبارات السعودية الأسبق وصهر الملك فيصل كمال أدهم والمفكر الفلسطينى إدوارد سعيد وعمر الشريف، كما درست فيها ملكة إسبانيا صوفيا.‏

وفى المرحلة الثانية من تكوينه كان يوسف شاهين على موعد مع أمريكا ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تلقى تعليمه الجامعى فى معهد باسدينا للفنون فى كاليفورنيا، وهو المعهد الذى تخرج منه الممثلان الأمريكيان الكبيران داستان هوفمان وجين هاكمان.‏

هذه الروافد المتنوعة هى التى أفرزت فكر يوسف شاهين الذى شاهدناه متجسدا فى أفلامه مثل فيلم اليوم السادس (1986)، الذى حاكى فى بعض مشاهده سينما هوليوود الموسيقية خلال خمسينيات القرن الماضي.‏

هذه الروافد أيضا هى التى أفرزت أفلام السيرة الذاتية ليوسف شاهين والتى يمكن أن نلحظ فيها بوضوح تأثرا باتجاهات سينمائية مختلفة، أبرزها تلك القادمة من فرنسا وهوليوود الخمسينات والستينات. فيلمه حدوتة مصرية الذى خرج إلى النور عام 1982 مثال واضح على ذلك.‏

ولم تتوقف تأثير الراوفد المتنوعة ليوسف شاهين عند حدود تكنيكه السينمائى، بل امتدت لتشمل موضوعات أفلامه. ففى مرحلة مبكرة من رحلته السينمائية أخرج فيلم جميلة عام 1958 عن المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد والتى تعامل معها كرمز لثورة الجزائر.‏

ثم تأثره بفكر القومية العربية ومفاهيم الصراع مع الغرب والتحرر من الاستعمار التى كانت سائدة خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضى فى مصر والمنطقة العربية أخرج يوسف شاهين فيلم «الناصر صلاح الدين» عام 1963، وهو الفيلم الذى اعتبر نقلة فى مسيرة السينما التاريخية فى العالم العربي.‏

وفى عام 1965 يذهب جو إلى لبنان ويخرج لنا بياع الخواتم مع المطربة الكبيرة فيروز، وهو هنا يعتبر من القلائل من مخرجى السينما المصرية الذين خرجوا لصنع أفلام خارج مصر.‏

لكن بالرغم من عالمية روافد فكر يوسف شاهين إلا أن اعتزازه بمصريته هو الذى ظهر فى اختياراته لمواضيع أفلامه السياسية.‏

ففيلمه العصفور الذى أخرجه عام 1972، عبر عن المأزق السياسى والاجتماعى الذى أدى إلى هزيمة حرب عام 1967، وهو هنا نقل مفهوم الهزيمة من الوطن إلى النظام السياسي، بل وتنبأ بالانتصار الذى حققته القوات المصرية عندما عبرت قناة السويس عام 1973 وهنا كانت المفارقة التاريخية. فالفيلم الذى أحرقت بسببه دور العرض التى عرضته فى بيروت هو أيضا الفيلم الذى كانت أغنيته الرئيسية هى الأغنية التى أذيعت خلال حرب 1973 وفى كل ذكرى لها بعد ذلك.‏

وعندما خاضت مصر حربها مع المتطرفين، وهى الحرب التى سبقت الحرب على الإرهاب بعقد كامل، كان يوسف شاهين عنصرا فاعلا فى تلك الحرب عبر فيلمه المصير (1997) الذى أتى كرد فعل منه على ما حدث بسبب فيلمه المهاجر (1994) والذى تعرض فيه لقصة النبى يوسف عليه السلام فى مصر.‏

وبالطبع لم يكن يوسف شاهين غائبا عن علاقة العرب مع الغرب وتحديدا الولايات المتحدة من خلال أفلامه مثل الآخر (1999) والجزء الأخير من سيرته الذاتية، اسكندرية - نيويورك (2004).‏

وحتى هجمات الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 التى وقعت فى نيويورك وواشنطن، كان ليوسف شاهين رأى فيها وحولها، عبر عنه فى الجزء الخاص به فى فيلم اشترك فيه 11 مخرجا من 11 دولة حول العالم.‏

وفى نهاية رحلته كانت بوصلة جو الفكرية قد أشارت عليه بالتوجه إلى الداخل المصرى من خلال فيلمه «هى فوضى» (2007) الذى أخرجه بالاشتراك مع تلميذه خالد يوسف وتعرض فيه للفساد، وتنبأ فيه بقيام الثورة.‏

أكتوبر المصرية في

18/08/2013

 

شُعوب من الهمس الى الهدير

محمد موسى 

لم يحظى فيلم "همس الى الهدير" للمخرج والمنتج الأمريكي بين موسيس، بفرص عرض في المهرجانات السينمائية العربية، رغم موضوعة الثورات والغليّان الشعبيّ التي يقدمها، ورغم تخصيصه مساحة زمنية كبيرة، للحراك الذي شهده الشارع المصري قُبيّل الثورة المصرية الأخيرة. أصاب القِدَم سريعاً الفيلم التسجيلي الضخم إنتاجياً، فأفلام ثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر، والتي إنطلقت زمنياً من حيث توقف فيلم " همس الى الهدير "، وصلت سريعاً الى دائرة الإهتمام السينمائي والشعبي، وتلقفتها المهرجانات العربية والدولية، وأصبح الزمن الذي سبقها، بعيداً كثيراً بأحداثه وروحه وتأثيراته، رغم إن تتبع الأحداث السياسية في مصر مثلاً، في السنوات الأخيرة، كان يُشير الى تغيير وإنفجار قادمين، وإن الثورة التونسية، التي أطلقت ما يُعرف بثورات "الربيع العربي"، سَرَعت فقط من سَيّر التاريخ هناك.

في الوقت الذي تتجه معظم الأفلام التسجيلية من السنوات الأخيرة، الى توثيق حميميّ لموضوعاتها، مع تركيزها على عدد محدود من الشخصيات، يبدو طموح فيلم " همس الى الهدير " كبيراً جداً، فالفيلم يسجل تطورات الوضع السياسي لخمس بلدان في العالم، وعلى طوال فترات زمنية، وصلت الى بضعة سنوات، ليقدمها في زمن لا يزيد على الساعتين. لن يستعين الفيلم بمواد إرشيفية تلفزيونية فقط، بل يذهب بفريقه الفني الى دول: مصر، أوكرانيا، زيمبابوي، فنزويلا و ماليزيا، ليقدم مقابلات من هناك، وليَرسم، ضمن الوقت المحدود له، سيرة تاريخية مُلفتة بتكثيفها لهذه البلدان في السنوات العشر الأخيرة. ليس من الواضح كثيراً لماذا وقع إختيار المخرج على هذه البلدان بالتحديد، رغم إختلافها الواضح، من جهة خلفياتها التاريخية والإجتماعية. صحيح إنها تشترك بوجود الحاكم الديكتاتور، ومعارضات تتباين بمستويات تنظيمها، لكن الفيلم كان سَيَملك سلاسة أكبر، لو كانت الفروقات بين البلدان الخمس في الفيلم أقل حدة. فالوضع المُعقد للمعارض الماليزي أنور إبراهيم، يَختلف بشدة عن ثورة الشباب في فنزويلا. عندما يتم إضافة هذه الإختلافات الى القفزات الجغرافية والسرديّة بين تلك البلدان التي يقدمها الفيلم، تشتت مهمة الاخير كثيراً، وتَشظت قوته، لتنحصر على مشاهد معينة بذاتها، من التي إقتربت بحميّمة من بعض شخصيات الفيلم، او ركزت على النضال او الثمن البشري الذي يدفعه ملايين حول العالم، من أجل مُثل الحرية والعيش المحترم.

يُساوي المخرج بين الأوقات المُخصصة لكل بلد من بلدان الفيلم الخمس. ولأن هذه تجارب هذه البلدان السياسية والخلفيّات الإجتماعية والتاريخية تختلف بشكل كبير، بدا إن الإنتقالات من بلد الى آخر لم تخضع لسيناريو مُسبق، يربط بفنيّة بين قصص وحراك الدول الخمس، بل إتجه الفيلم الى تقسيم حكاية كل بلد، الى بضعة أجزاء، ثم عَمد الى ربط تلك الأجزاء مع تلك الخاصة بحكايات دول الفيلم الإخرى، لتكون الإنتقالات من بلد الى آخر، بلا معنى فنيّ، سوى الرغبة بتقديم متوازن زمنياً بين قصص تلك الدول. رغم ذلك، ورغم فداحة المهمة لفريق الفيلم، يضم الأخير مشاهد صادقة ومؤثرة كثيراً، من التي تكسر حواجز الجغرافيا واللغة والتقاليد، لتصل وتؤثر في المشاهد، منها التي تخص الدولة الأولى التي قدمها الفيلم، أوكرانيا، والصحفي الأوكراني غيورغي غونغادزه الذي سلط الفيلم بعض الضوء على شجاعته، وكيف قادته تلك الشجاعة والجرأة الى موته العنيف، عندما عُثر عليه مقطوع الرأس في قبر في غابة في بداية هذه الألفية (يقال إن الرئيس الأوكراني وقتها ليونيد كوتشما، هو من رتب إغتيال الصحفي غيورغي غونغادزه). هناك أيضا الطالب الفنزويلي الشاب، ونضاله الطويل مع رفاقه، ضد الديكتاتورية المبطنة للرئيس الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، رغم شعبية هذا الأخير بين طبقات الفقراء في البلد الأمريكي الجنوبي. مثل هذه النماذج المؤثرة ستغيب عن الأقسام المخصصة لماليزيا وزيمبابوي، والذي سيكتفي المخرج منهما، بتبيان المديات التي يمكن ان تقطعها الديكتاتوريات هناك، لإسقاط خصومها سياسياً وأحيانا أخلاقياً، كتهمة اللواط، التي وجهت للمعارض الماليزي أنور إبراهيم، والتي أدت لحبسه لسنوات، قبل أن يتم تبرؤته منها قبل أعوام

حصة مصر من الفيلم، سيتسحوذ عليها رموز معارضة مصرية من العقد الذي سبق الثورة المصرية الأخيرة، سيظهر مثلاً أيمن نور، المعارض المصري، الذي كاد العالم أن ينساه، رغم إنه قاد حركة شرسة وجريئة جداً ضد النظام المصري السابق. كما سنتعرف على رموز من حركة السادس من أبريل عام 2008، والإرهاب الذي تعرض له أغلب أفراد هذه المجموعة. يعرض الفيلم التسجيلي مشاهد صورها الأمن المصري وقتها لتعذيب فتيات وشباب مصريين، عُرضت على مواقع في الإنترنيت. أعضاء حركة السادس من أبريل وغيرهم، سينضمون الى ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011، والتي يشير الفيلم التسجيلي اليها بإشارات قليلة، فالثورة المصرية، هي الحدث الأبرز الذي مَرّ على الدول التي تناولها الفيلم التسجيلي، حيث إن الدول الباقية الإخرى مازالت تتعثر بشكل او بآخر بمشاكلها ومتاعبها، بل إن بعضها شهد تراجعات مُخيفة في الفترات الزمنية التي ركز عليها الفيلم

تسعى "العوّلمة" الإسلوبية التي إنتهجا الفيلم، لتعرية نموذج "الديكتاتور" في بلدان مختلفة. في مقابل الإحتفاء بنماذج إنسانية شجاعة، وقفت بوجه أنظمتها القمعية، لتكون الضّد للنموذج الأول، ولتشكل ما يُشبه حركة "كونيّة" لنيل الحريات، هذا الإتجاه زينه الفيلم بمقولات فلسفية شرقية عن الحرية والحياة، ظهرت في مواضع مختلفة من الفيلم. والذي بطموحه الكبير لتسليط الضوء على عذابات وملاحم بطولة  من دول مختلفة، أهمل كثيراً، القوة التي تملكها الوثيقة التسجيلية الحميميّة، والتي أثبت المخرج في مواضع عديدة من فيلمه ، إنه قادر، حينما يشاء، على بلوغها.

تتنوع إنشغالات المخرج بين موسيس بين السينما التسجيلية والتلفزيون والسينما الروائية، فهو ساعد في إنتاج الفيلم المعروف "صباح الخير فيتنام"، والذي قام ببطولته النجم روبن وليامز في عام 1984، كما نالت كثير من أعماله التلفزيونية والتسجيلية، جوائز رفيعة في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها. عرض فيلم " همس الى الهدير" في الصالات السينمائية الأمريكية في نهاية العام الماضي، ثم في مواقع ألكترونية لعدة مؤسسات سياسية أمريكية.

الجزيرة الوثائقية في

18/08/2013

 

فيلم فلسطيني قطري نرويجي بمهرجان الشمال

اعداد نضال حمد 

يفتتح في مدينة هاوغيسوند النرويجية من19 حتى 22 - 8-2013 مهرجان فيلم الشمال الجديد، نيو نورديك فيلمس، بمشاركة عشرات الأفلام العالمية من دول الشمال وهي النرويج، السويد، الدنمارك، فنلنده وايسلنده. بالإضافة الى مجوعة أفلام جديدة وقديمة من دول وبلدان عديدة ستعرض على هامش المهرجان، الذي قال منظموه أنهم سيعرضون هذا العام وفي هذه الدورة عشرون فيلما جديدا. جدير بالذكر ان هذه الدورة من المهرجان تحمل الرقم 41 إذ مضى على انطلاق أعمال هذا المهرجان سنوات طويلة

جديد المهرجان في هاوغيسوند سيكون الفيلم الفلسطيني، القطري النرويجي " ازرقاق"للمخرجة الفلسطينية راما ماري.

الفيلم الفلسطيني، القطري النرويجي " ازرقاق" من إخراج الفلسطينية  راما ماري، وانتاج مشترك مع الفلسطينية مي عودة التي درست السينما في مدينة ليلهامر بالنرويج، بالإضافة للنرويجي من أصل بولندي ليف ايغور ديفولد، الذي درس السينما في مدرسة السينما بمدينة ليلهامر النرويجية، وفي معهد السينما بمدينة " لودز" البولندية حيث تخرج من نفس المعهد في وقت سابق كبار وعمالقة السينما البولندية والعالمية : اندجي فايده ورومان بولانسكي وكشيشتوف كاشلوفسكي.

تدور أحداث ازرقاق في بلاد ممنطقة بأسلحة القتل، حيث يظن ياسين ووالدته انهما استطاعا تخبئة جريمتهم جيدا عن طريق رمي الجثة عند احد الحواجز العسكرية التي تحرس عالمهم. ولكن حتى عندما يبدأ الشك بمداعبة أهل القرية. سيشاء القدر ان ينهي هذه القصة بنفس الروح الملعونة لهذه الأرض

ازرقاق هي قصة عن الدمار الداخلي الذي يصيب مكان بعد عقود من التعايش مع الموت. هي عن الخمول العاطفي الذي يصيبنا تجاه الموت

ومن هنا ياتي اسم ازرقاق وهي حالة الاختناق التي تصيب الطفل من قبل ان يولد، ومن قبل ان يعطى فرصة للوجود الطبيعي

يروي الفيلم قصته بصمت وكاميرا الفيلم تضع الجمهور في اطار واحد. لا تتحرك لاظهار وجهة نظر أخرى، ولا تعطي تفاصيل اكثر من وجهة النظر الواحدة

يطغى عليه اللونان الازرق والرمادي، ولقطاته تطول لتستفز جمهوره. هو فيلم سوداوي، ياتي من منطقة احباط اتجاه كل مايعيشه اليوم الفلسطينيون من حالة تعايش مع الخيانة. ويتجرأ الفيلم لتفحص الشخصية المضادة للبطولة.  بحسب ما أوضحته لنا المخرجة راما ماري.

في معرض ردها على سؤالنا حول الفيلم قالت المخرجة راما ماري، التي درست الإخراج في سان فرنسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية :

" للوهلة الأولى قد تبدو هذه القصة أنها عن محاولة رمي أخطائنا على الاحتلال. لكن المشكلة الحقيقية هنا هي ليست أن ياسين قرر التخلص من جريمته عن طريق الحاجز، بل هي عن سهولة وجود أداة قتل تسمح له باخفاء جريمته. اعتقد أن من لا يرى هذه الحقيقة المؤلمة هو محتل في عقله، وقد تعايش مع فكرة الاحتلال كوضع طبيعي.

وفي جواب آخر اضافت مارا ميري أنها :

"كتبت هذه القصة في فترة ظهور تقرير جولدستون، حيث أراد بعض القادة الفلسطينيون اخفاءه لأن كان لهم دور في اعانة الضربة على غزة. فالقصة تبحث في الخيانة الداخلية. لأننا أصبحنا لا نستطيع تجاهلها في العشر سنوات الماضية. لكنها لا تستطيع أن تتجاهل وجود نظام دموي أكبر من شياطيننا الداخلية يتحكم بنا. ولذلك قررت أن انهي هذه القصة بالطريقة المفاجئة التي تقوم الجندية فيها باطلاق النار، وانهاء الفيلم. ولم اترك أية مجال لادراك ما حصل في النهاية. فالقصة بالأساس تعكس عدم امكانية وجود قصة فلسطينية بعيد عن الاحتلال. قصصنا لا تستطيع أن تكتمل، هناك دائماً قوة اكبر تأتي لتنهيها.

المنتج المشارك ايغور ديفولد قال لنا: دعيت للعمل المشترك في هذا الفيلم من قبل مي عودة. وبعد قراءتي للسيناريو تأكدت أنني سوف أشارك في إنتاج في هذا الفيلم. وقال أيضا انه يعتقد ان المشوق والمهم في الفيلم ان كل من المخرجة والمنتجة الرئيسية هما من النساء. وقد اخترن العمل على التطرق عبر الفيلم لموضوعات جديدة في المجتمع الفلسطيني ليست واضحة للاوروبيين ولهذا يكون الفيلم أصعب. وبمعنى أعمق يظهر الفيلم الوضع المأساوي في فلسطين.وانا بما انني بولندي الجذور مازلت اذكر ايام اعلان حالة الطوارئ في بولندا ابان الحكم الشيوعي. واستطيع فهم كيفية الحياة تحت الاحتلال.   

ترشح الفيلم للمرتبة الأولى للحصول على منحة من مؤسسة عبد المحسن قطان برنامج الثقافة والفنون - رام لله - فلسطين. ولقد قامت المنتجة الفلسطينية مي عودة بعد دراستها في النرويج بإشراك النرويجي ايغور ديفولد كمنتج مشارك لهذا الفيلم. ومعا تقدما بمنحة إنتاج للمؤسسة النرويجية اوست نورشك فيلم سنتر، حيث قام المنتج انغريم ايترهوس بتقديم منحة منه شخصيا. فيما غطت الجزء المتبقي من التكاليف مؤسسة الدوحة للأفلام

معلوم ان النرويجي "إنرجريم يترهاوس" هو الذي رشح الفيلم الى مهرجان هاوغيسوند العالمي النرويجي هذا العام ، حيث قدمه باسم مؤسسة " اوست نورشك فيلم سنتر" النرويجية وجدير بالذكر ان الانتهاء من تصوير هذا الفيلم تم  نهاية الأسبوع الفائت من هذا الشهر، أي في آب أغسطس 2013 .  

سيعرض ايضا في المهرجان فيلم  "وجدة" السعودي للمخرجة السعودية هيفاء المنصور والذي سبق له وعرض في عدة مهرجانات سينمائية نرويجية وأوروبية، ونال بعض الجوائز. وقصة الفيلم تدور حول فتاة سعودية صغيرة السن تسمى وجدة، تحلم ان تقتني وتقود دراجة هوائية خضراء اللون في مجتمع له عاداته وتقاليده الخاصة بشان الذكور والإناث والأولاد والفتيات.

الجزيرة الوثائقية في

18/08/2013

 

النجوم والسياسة... والحكاية تستمر 

كتب الخبرربيع عواد 

أن يتعاطى أي إنسان عادي السياسة أمر طبيعي، لكن أن يتعاطاها الفنان فهو أمر لن يقبله الناس في أغلبيتهم، بحجة أن الفنان شخصية عامة ومهمته إيصال رسالة جميلة إلى الجمهور وليس الغرق في زواريب السياسة، مع ذلك فرضت الظروف السياسية والأمنية التي تواجه المنطقة العربية على بعض الفنانين المجاهرة بانتماءاتهم إلى هذا الفريق أو ذاك أو تأييدهم لهذا الرئيس أو ذاك، بالتالي انقسمت الآراء حولهم بين مؤيد ومستهجن.

لم تفكّر غادة عادل يوماً بالانضمام إلى حزب سياسي، واصفة، في حديث أخير لها، انخراط بعض النجوم في أحزاب سياسية بغير المنطقي، ومستغربة تحوّل البعض الآخر إلى نشطاء سياسيين. تقول في هذا المجال: «التخصص مهمّ في الحياة، على الفنان مثلاً أن يركز في عمله، كذلك الأمر بالنسبة إلى السياسي».

تضيف: «أرفض الانضمام إلى حزب لمجرد تحقيق حضور شرفي أو للوجاهة لأنها تصرفات غير مسؤولة، وأكرس حياتي لعملي وعائلتي»، مؤكدة أنها لم تفكّر يوما بمغادرة مصر، رغم الأوضاع المتردية أمنياً وسياسياً ومتسائلة: «من سيدافع عن بلدنا في حال خرجنا منه؟».

حرية وأولويات

لا يجد هاني سلامة ضرورة في أن ينضم الفنان إلى حزب سياسي، تاركاً القرار إلى الحرية الشخصية، لكنه يؤمن بضرورة أن يعبّر الفنان عن رأيه بما يحصل في وطنه... مشيراً إلى أنه كفنان يمكن أن يوصل رسالته من خلال الأدوار التي يؤديها، وهذا ما حصل في مسلسل «الداعية» الذي عرض خلال شهر رمضان وحقق ردود فعل إيجابية، كونه يهاجم عمل الدعاة في فترة حكم الإخوان المسلمين لمصر.

يضيف في تصريح له: «من الجيد أن المسلسل عرض بعد خروج الإخوان من الحياة السياسية، ولو لم يحدث ذلك لتعرضت أسرة المسلسل للخطر، خصوصاً أننا انتقدنا هذا النظام بشدّة في الحلقات الأولى، ورفعنا شعارات «يسقط حكم المرشد»...

 يعتبر سلامة قبوله العمل بأنه مهمة وطنية، موضحاً: «أريد أن أخرج غيظي ضد هذا التيار المتأسلم الذي دمّر البلاد... وإحساسي ببلدي ووطنيتي حمّسني لقبول هذه المهمّة مهما كانت الأخطار».

بدوره يؤكد ملحم زين أن اعتزاله الفن ليس بعيداً، وأنه يفكّر جديّاً بهذا الموضوع،  مشيراً إلى أن السياسة من ضمن أولوياته. في هذا الصدد لفتت مصادر صحافية إلى أن مصاهرته للعائلة اليمنية النافذة قرّبته من السياسة العربية. ومع أنه أعرب مراراً عن حبّه للسياسة، إلا أن زين يبدو اليوم أكثر جدية في التعامل مع هذا الأمر وتردّد أنه يعتزم خوض الانتخابات النيابية المقبلة.

جرأة صادمة

يرفض نقولا الأسطا الانضمام إلى أي فريق أو حزب سياسي، معلناً أن انتماءه الأول والأخير إلى وطنه لبنان، لذا لا يجاهر بآرائه السياسيّة، «خصوصاً في هذه المرحلة التي يختلط فيها الحابل بالنابل ويسود انقسام عمودي حاد. لكنني أتقبّل الرأي الآخر واحترمه».

عن رأيه بالثورات العربية يقول: «يحق للشعوب أن تقرر مصيرها، لن أقول أكثر في ظل هذه الصراعات في العالم العربي وأفضّل الترقب. يؤلمني كثيراً سقوط ضحايا أبرياء أينما كان، بسبب تجاذبات سياسية وعسكرية لا أفهمها، لكن تردّداتها تطال بلدنا بشكل قوي، إذ تتقاطع مصالح معظم الدول للأسف في هذا البلد الصغير الذي يدعى لبنان».

منذ فترة وجيزة وجهت رغدة رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد أثارت استياء قسم كبير من الشارع العربي عموماً والسوري خصوصاً، فيما وجدها البعض الآخر جريئة وفي مكانها، كتبت فيها: «السيد الرئيس بشار الأسد.. سأخاطبك أباً وأخاً وقائداً كما أنت لنا دائماً... مجزرة «خان العسل» لم تقع اليوم، بل منذ أيام عندما قامت عصابات جبهة العهر بشن هجوم اجتاحت على أثره المنطقة».

تابعت رغدة في رسالتها: «سيدي الرئيس... لا نريد بيوتنا بل نريد سوريتنا، لا نريد عقاراتنا بل نريد إنقاذ حضارتنا، لا نريد أنجاساً يبكيهم البعض لأنهم من الشعب السوري، لا نريد خونة بين صفوف الشعب السوري، أسقِطوا الجنسية السورية، علقوا المشانق في الساحات... نريد قصف كل منطقة فيها إرهابي، ولو مات آلاف المدنيين، كل من بقي من المدنيين في المناطق تلك، هو حاضن ومتواطئ، لن تنتهي الحروب بدون دم وقتل وتنكيل... يكفي صبراً، أحرقوا الأرض بمن فيها لتتعمد سوريا بالدم كي تجتاز أزمتها... لا تهادنوا مع القتلة ومن احتضنهم! لا ترحموا كل من قدم طعاماً أو ماءً أو ضماداً أو مأوى أو سلاحاً لخنازير الزنى وزعران النكاح وحثالة المتأسلمين... أما آن للكيماوي أن يستشيط؟».

الجريدة الكويتية في

18/08/2013

 

وسط اهتمام إعلامي ورسمي

مهرجان الفيلم القصير في أفران المغربية يحتفي بالسينما الكويتية 

وسط احتفالية عامرة بالتكريم والاحتفاء عاشت السينما الكويتية ليلة افتتاح الدورة الخامسة عشر لمهرجان الفيلم العربي القصير في افران ازرو المغربي . بحضور عدد بارز من الشخصيات يتقدمهم عامل جلالة الملك محمد السادس في مدينتي افران وازرو وحشد من النجوم وصناع السينما المغربية

وفي كلمة الافتتاح نوه الامين العام المساعد لشؤون الثقافة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب الدكتور بدر الدويش بالرعاية والاهتمام البالغ من قبل ادارة مهرجان الفيلم العربي القصير في دورته الخامسة عشر في اختيار الكويت الدولة الضيف، وشدد على عمق العلاقات التي تجمع بين الشعبين الشقيقين الكويتي والمغربي في ظل سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر والعاهل المغربي الملك محمد السادس

كما أشار في كلمته في حفل الافتتاح بالمهرجان ومكانته العربية والدولية والابعاد المتوقعة من مشاركة السينما الكويتية عبر اجيال من أبناء السينما الكويتية التي راحت تشق طريقها مقرونه بطموحات كبيرة وامال متجددة ودعم ايجابي من القطاعين الرسمي والخاص والاهتمام الشخصي من لدن رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وزير الاعلام.

وزير الشباب الشيخ سلمان الحمود والامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور علي اليوحا .

وألمح الامين العام المساعد الى ان مشاركة الكويت تتمثل بعدد بارز من الافلام في المسابقة الرسمية وهي «شنب» لمقداد الكوت. و«الجعدة» لداوود شعيل «وأليس في بلاد العجائب» لدانة المعجل، بالاضافة الى فيلم «ماي الجنة» لعبدالله بوشهري والذي عرض في حفل الافتتاح ايضا . وفي كلمته في حفل الافتتاح أكد رئيس مهرجان الفيلم العربي في افران ازرو السينمائي المغربي عبدالعزيز بالغالي على أهمية المشاركة الكويتية وأهمية المرحلة الجديدة من تاريخ السينما الكويتية التي تحضر لانطلاقة فنية جديدة تتمثل بعدد من المناسبات من بينها التحضر لاطلاق مهرجان الكويت السينمائي في اكتوبر المقبل والذي يتوقع ان يمثل منعطفا بارزا في مسيرة السينما الكويتية الجديدة .

وشهد حفل الافتتاح ايضا تكريم عدد من الفنانين السينمائيين المغاربة وهم الفنانة آمال عيوش والفنان محمد خيي.

كما تضمن حفل الافتتاح تبادل الهدايا، والتقاط الصور مع حشد بارز من السينمائيين المغاربة والعرب والدوليين .

وحري بالذكر ان الكويت تشارك في مهرجان الفيلم العربي بوفد يترأسه الامين العام المساعد الدكتور بدر الدويش ويضم في عضويته المخرج هاشم الشخص والباحث عامر التميمي ومراقب السينما بالمجلس عبدالله الجديد ومسؤول العلاقات عبدالله العنزي.

النهار الكويتية في

18/08/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)