حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تؤجل زواجها وسعيدة بانتصارها على الأحزان والتدخين

جنيفر أنيستون: أعيش أجمل أيام حياتي

إعداد - محمد فتحي

 

تعيش الممثلة الأمريكية جنيفر أنيستون (44 عاماً) أجمل أيام حياتها، حسب وصفها، بسبب سعادتها الغامرة برفقة خطيبها الممثل جاستين ثيروكس الذي أضاف الطمأنينة إليها بعد سنوات من طلاقها المثير من الممثل براد بيت عام 2005 ، وعلى العكس من التوقعات ظلت أنيستون متمسكة بنجوميتها وبطولتها لأفلام الكوميديا الرومانسية والتي أصبحت عنواناً لشخصيتها السينمائية في عدد من أفلامها خلال الفترة الأخيرة، مما يلقي بظلاله على التغيرات الجوهرية في نمط حياتها خاصة بعد إقلاعها عن التدخين، وكذلك حرصها على تفادي أخطاء الماضي وعدم الاستجابة لمشاعر اليأس والاستسلام، وكان أبرز ما صرحت به هو تأجيل زواجها الذي انتظرته طويلاً لحين الانتهاء من ترويج أحدث أفلامها الكوميدية “مطصْمٌٌىح موش مْ” في  العام المقبل . وعن إصرارها الشديد في استكمال نجاحها وطي صفحة الماضي، وحالة الانسجام التي خلقتها في حياتها الجديدة، كان هذا الحوار مع مجلة “هاللو” البريطانية .

·        يبدو أن الأمور بدأت تتحسن مؤخراً بالنسبة لحياتك المهنية والشخصية هل هذا صحيح؟

- بالتأكيد فأنا أشعر بأنني أعيش أجمل أيام حياتي الآن، أستمتع بوقتي في العمل، وأشعر بأنه يغير حياتي إلى الأفضل، خاصة خلال إقامتي في مدينة نيويورك وتفكيري بإقامة مشروعات جديدة هناك، وأشعر أيضاً بأن لدي طاقة كامنة بداخلي وتفجرت لتوها، وفخورة بأنني انتصرت في النهاية وأقلعت عن التدخين بلا رجعة .

·        كيف استطاع خطيبك أن يغير حياتك لهذه الدرجة؟

- أشعر بالارتياح نحوه وبالسعادة الغامرة، فقد استطاع بالفعل جعل حياتي  سهلة وبسيطة للغاية، وهو يشجعني على العمل أكثر وتعويض ما فاتني خلال السنوات الماضية .

·     لقد تقابلتما لأول مرة أثناء تصوير فيلم “Wanderlust”، فكيف تصفين تلك الفترة المهمة في حياتك؟

- لقد كانت من أجمل الأوقات التي أمضيتها في تصوير فيلم، ومكثت هناك 3 أشهر بولاية جورجيا، وكان موقع العمل مفيداً جداً لموضوع الفيلم الذي نصوره، وكان تجربة محببة لكل فريق العمل في مناخ جديد .

·     ما كان شعورك أثناء العمل لوقت طويل في مكان منعزل بعيداً عن أعين الفضوليين وعدسات المصورين؟

- جعلني هذا الشعور لأول مرة في عمري أدرك حقيقة الواقع المرير الذي أقحمت نفسي فيه، من ملاحقات بحياتي كبقية المشاهير، وذلك حينما شعرت بحرية افتقدتها لفترة طويلة، بعكس أيامي الاعتيادية داخل المدينة حينما التفت ورائي بحثاً عن مصورين يطاردونني أينما أذهب لأي مكان، وجعلني هذا الشعور الرائع بالحرية التمسك به وعمل أي شيء للاحتفاظ به بداخلي حتى أثناء شعوري بأن أحدهم يراقبني حين عودتي للعيش بنيويورك أو لوس أنجلوس .

·     تزخر معظم أعمالك بموضوعات الزواج والطلاق والخلافات الحياتية داخل نطاق الأسرة والمجتمع، فهل كوّن هذا لكِ خبرة في الواقع؟

- نعم، فمعظم أصدقائي يظنون ذلك بسبب كثرة أدواري في هذا المجال، وكثيراً ما يأتون إليّ طلباً للنصيحة لجعل حياتهم الزوجية والعاطفية أفضل، وسط المجتمع، ونصيحتي الدائمة لهم بقضاء وقت أفضل بجانب أزواجهم وفتح موضوعات دائمة للحديث بها وعدم السكوت فترات طويلة، فهذا يولد شعوراً أكبر بالألفة بينهما على المدى البعيد ويزيد من ترابطهم إلى الأبد .

·        وهل من وجهة نظرك يتجاوب الرجال مع تلك النصائح أم يتميزون بالكسل تجاه تلك الأشياء؟

- بطبيعة الحال النساء يتفهمن تلك الأشياء أكثر من الرجال، فنحن نحب التفاصيل الصغيرة والعمل بالمنزل والتواجد به أكبر وقت ممكن، ولا ينشغل الرجال عادة بمثل هذه الأمور ويكون تفكيرهم أشمل من موضوعات أكبر، ولكن الأفضل للنساء أن يجدن رجالاً يحملون الصفتين فيتمتع الرجل بحس رجولي عال ويوفر الأمان لشريكة حياته بجانب اهتمامه بالأشياء الصغيرة التي تسعد المرأة، وأظن أنني وجدت واحداً منهم .

·     كثيراً ما كانت تعليقاتك حول الماضي، بأن التمثيل كان بمثابة الراحة أو الملجأ الذي يأخذك من مصاعب الحياة من حولك، فما سبب ذلك؟

- كان التمثيل ولايزال الطريق إلى إحساسي بالمشاعر العميقة واستكشاف طعم الأحاسيس والآلام في الحياة، فبعد طلاق والديّ تركاني وسط أحزان وآلام لا نهاية لها، فكان التمثيل الكوميدي والساخر وسيلة للهروب من ذلك الواقع المخيف وهو ما جعلني أتغلب عليه أيضاً، ولكن استغرق ذلك وقتاً طويلاً حتى تخلصت من شكوكي وحيرتي الدائمة في كل من حولي .

·        تبدو نظرتك متفائلة دائماً في تعاملك مع مشكلاتك الحياتية؟

- أنا بالتأكيد إنسانة متفائلة جداً وأحب أن أكون إيجابية، وأعتقد أن هناك إجابة عن أي تساؤل في الحياة، ويمكن أن نجد دائماً بصيص أمل يعيد إلينا الحياة الهادئة من جديد إذا ما واجهنا سداً منيعاً يحول بيننا وبين سعادتنا .

·        ماذا كنتِ لتفعلين لو لم يكتب لكِ النجاح في هوليوود في ظل أحزانك القديمة؟

- كان أول شيء عليّ فعله هو قضاء فترة كافية للعلاج النفسي، وكنت سوف أنخرط في كثير من العلاقات والأصدقاء وعدم الكف عن الحديث معهم بشكل دائم، فأنا من النوع الذي يحب الناس الحديث إليهم، حتى في مشكلاتهم الخاصة، وأنا مازلت كذلك، ولكن أعتقد أن التمثيل كان مهماً في حياتي ولم يكن من الوارد أن أستسلم لفشلي فيه على الإطلاق .

·        والدك جون أنيستون ممثل أوبرا بارع، كيف كان شعوره حينما قررتِ التوجه للتمثيل؟

- لم يكن أبي سعيداً بالقدر الكافي ليراني أخطو نفس خطواته في مجال التمثيل، لأنه اعتقد أنني سأواجه الكثير من الصعوبات، وكان بالفعل على حق، فمجال التمثيل يكون صعباً في البداية، كما أنه وظيفة غير دائمة ويمكن أن تتوقف في أي لحظة، ولكنني جربت ذلك الشعور حينما عملت كنادلة في مطعم متواضع، وأيضاً لا يمكن أن أنسى أول مرة حينما تم طردي بسبب عدم معرفتي بالطرق أثناء عملي على دراجة كموظفة لتوصيل طلبات المنازل، وهو الأمر الذي أغضب صاحب العمل . فلا توجد وظيفة بلا متاعب، ولكن لابد أن نتعامل معها ونعمل ما نجيده حتى لا نفقده .

·     تذكرين دائماً بأنك من أكثر الممثلات رشاقة في هوليوود، فهل أنت متحمسة لألعاب اللياقة البدنية على الرغم من سنك؟

- بالطبع، فأنا أتدرب بصورة منتظمة، وأمضي ساعات طويلة في صالات اللياقة البدنية، وأعشق الركض الذي يشعرني بتجدد طاقتي كلما ركضت بعض الأميال على الشاطئ، وأعلم دائماً متى يمكنني الإقلاع عن بعض الأطعمة التي تكسبني وزناً زائداً، وأحب تناول السلطة بكثرة، وأتجنب الوجبات السريعة حتى في أوقات عملي بمواقع التصوير، وليست لي وجبات محددة لإنقاص الوزن وإنما أحرص على التدرب دائماً .

·        وماذا عن اليوغا؟

- أحب ممارسة تمارين اليوغا من وقت لآخر لأثرها المباشر في صحتي الجسدية وحالتي النفسية والمزاجية أيضاً، فهي تضع الإنسان في مناخ استرخاء ساحر، وتجعلني أتغلب على القلق والتوتر والضغط النفسي .

·     أجبرك عملك على التعامل مع كم هائل من التغطيات الإعلامية، وحرصتِ أن تبقي هادئة ومتزنة، فكيف تجنبتِ الوقوع في مواجهة وسائل الإعلام التي كانت تريد أن تنال منك دائماً؟

- التعود، فأنا عودت نفسي ألا أشعر باستياء تجاه أي شيء يكتب ضدي، وأملك قدراً كبيراً من الثقة بالنفس والقوة جعلت بداخلي قدراً من المناعة تجاه تلك الأشياء، فيجب أن يكون الإنسان متحكماً بشكل كامل في أقواله وأفعاله داخل العالم الذي يعيش فيه، وأنا محظوظة لأن لدي عدداً من الأصدقاء الذين ألجأ إليهم وأتحدث معهم بشأن شكوكي وقلقي في الحياة، والأهم أن نعيش يومنا كما يأتي سواء كان جيداً أو سيئاً، طالما نعيش حياتنا فلنستمتع  ولنفكر بشكل سليم في ما نريد أن نفعل .

·        يبدو أنك سعيدة جداً، فهل تلك الحياة هي التي تريدين العيش فيها؟

- نعم، أنا سعيدة جداً الآن، ولكن السعادة لم تأت فجأة، فكان قبلها حزن كبير وحياة مملة وبطيئة استطعت خلالها اكتساب قدر من الحكمة لأصل إلى نقطة اللارجوع من السعادة الأبدية التي تمنيتها دوماً، فأنا الآن أفكر بالأمور بشمولية أكثر، لذا أصبح كل شيء سهل التعامل معه، ولم تعد الحياة لي مجالاً للنضال والحرب، بل للاستمتاع بالوقت الذي أعيشه حتى أموت .

الخليج الإماراتية في

17/08/2013

 

سرقة الكاميرا عطلت فيلم "أوجاع ومسرات"

مهرجان بغداد حرك السينما العراقية

بغداد - زيدان الربيعي:  

كشف مدير الإنتاج في قسم السينما بدائرة السينما والمسرح في العراق سعد عبدالله، كيفية سرقة وإعادة الكاميرا السينمائية من الدائرة، مؤكداً قيام بعض الكتاب بكتابة فيلم سينمائي يوثق هذه السرقة وبطريقة الكوميديا السوداء، وقال سعد عبدالله في لقاء مع “الخليج”: إن سرقة الكاميرا قد أصابت طاقم عمل فيلم “أوجاع ومسرات” بالصدمة والحيرة، داعياً إلى الاهتمام بقطاع السينما العراقية وبدور العرض، لأنها غير متوفرة بالوقت الراهن، وذلك في الحوار التالي . .

·        ما هي آخر نشاطاتك في مجال السينما؟

- أشارك في فيلم “مسرات الأوجاع” للمخرج محمد شكري جميل، ويتحدث عن بغداد، لأن هناك الكثير من المسرات وفي نفس الوقت هناك أوجاع، من خلال حكاية محامٍ يكافح في حياته ويبني ما يريد وبعده يفقد كل شيء .

·        هل يمثل هذا الفيلم نقلة مهمة في تاريخ السينما العراقية؟

- الفيلم مميز، لأنه الوحيد من بين الأفلام التي تم إنتاجها مؤخراً الذي يسير على طريق السينما القديمة، حيث يعمل بشريط سينمائي “35” وليس ديجتال، وصناعة السينما صعبة جداً والمخرج هو من أراد أن يجعله فيلماً سينمائياً حقيقياً سينمائي حقيقي .

·        ما هي حكاية الكاميرا السينمائية التي سرقت في اليوم الأول من تصوير الفيلم ومن ثم أعيدت؟

- في أول يوم لتصوير الفيلم وكان يوم جمعة وبحضور طاقم الفيلم بأكمله من ممثلين وفنيين ومخرج، أكملنا الاستعدادات للبدء بتصوير أول مشهد، وعندما تم فتح الصندوق الذي وضعت فيه الكاميرا فوجئنا بعدم وجود الكاميرا الأمر الذي أصاب طاقم العمل بالصدمة والحيرة .

·        ومن سرقها؟

- في البداية لم نكن نعلم من سرقها، كنا نريد أن نبدأ بالتصوير، لكن قبل أسبوع من تاريخ السرقة، أجريت صيانة على الكاميرا بسبب عطل فني، وعنها تم تجهيز الكاميرا وحصل خلل في المولد، وعندما كنا مشغولين في تصليحه كان السارق قد سرق الكاميرا .

·        هل تعرفتم على السارق؟

- نعم، تم التعرف في وقت لاحق على الشخص الذي قام بسرقة الكاميرا وهو لم يكن غريباً، بل يعمل لدينا في الإدارة الفنية .

·        كيف تعاملتم معه؟

- تم إلقاء القبض عليه في محافظة أربيل بإقليم كردستان العراق مع الكاميرا ومعه اثنان من أصدقائه والآن هم مودعون في السجن .

·        سرقة هذه الكاميرا يحتاج أن يكتب عنها فيلم؟

- هناك كتّاب أنهوا كتابة فيلم عن سرقة الكاميرا، وهذا الفيلم إن تم تصويره سيظهر بشكل رائع جداً، لأن فيه أحداثاً شائقة ومواقف مضحكة مبكية في ذات الوقت،إذ إن جميع طاقم الفيلم كانوا يبحثون عن الكاميرا، وأنا ذهبت إلى نهر دجلة لكي أبحث عنها، والمفارقة أن السارق كان يبحث معي عنها .

·        هذا الفيلم لو تم تصويره هل تتوقع له النجاح؟

- باعتقادي أنه سينجح، لأنه كوميديا سوداء، فيه مواقف وحكايات طريفة ومؤلمة جداً، إذ كيف بشخص تثق به يقوم بسرقتك، ثم يقوم بالبحث عن الكاميرا المسروقة وبهمة كبيرة، وفي نهاية المطاف يتضح أنه السارق .

·        هل لديك أفلام أخرى؟

- لدي بعض الأفلام، لكنني لا أستطيع أن أنجزها بالوقت الراهن، بسبب تفرغي التام لفيلم “أوجاع ومسرات” الذي تعطل كثيراً بسبب سرقة الكاميرا .

·        مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية عام 2013 هل حرك السينما العراقية؟

- بكل تأكيد كان له أثر كبير في تحريك السينما العراقية من حالة الركود الكبيرة التي كانت تعاني منها في العقدين الماضيين، حيث لم تتمكن السينما العراقية من عمل فيلم واحد، لكن في عام بغداد عاصمة للثقافة العربية تم عمل 12 فيلماً ما بين وثائقي وروائي طويل .

·        وماذا عن دور العرض السينمائي؟

- للأسف الشديد لا توجد لدينا بالوقت الراهن دور للعرض في بغداد إلا دار المسرح الوطني، وهي غير كافية بكل تأكيد، لذلك أتمنى أن تكون هناك حركة كبيرة لإحياء وتشييد دور العرض السينمائي في بغداد وكذلك في المحافظات .

الخليج الإماراتية في

17/08/2013

 

السيدة التي لا تزال تختفي..

اقتباس تلفزيوني عن فيلم هيتشكوك الرائع

دبي: محمد رُضا 

هناك مغامرة أخرى في قطار سريع أمتها محطة PBS في الخامس عشر من هذا الشهر عندما بثت حلقة جديدة من برنامجها الدرامي الناجح Masterpiece Mystery الذي يقوم على تقديم رواية بوليسية أو جنائية مشوقة عادة ما تكون مقتبسة من واحد من الكلاسيكيات الأدبية.

السلسلة التلفزيونية التي انطلقت في عام 1980 قدمت لهواة هذا النوع من الدراما مئات الأعمال إلى اليوم موزعة على نوعين من الإنتاجات: الأول هو كناية عن أعمال بوليسية منفصلة الحكايات من بينها، مثلا، Silk وFoyle›s War وMurder on the Orient Express. أما الثاني فلأعمال بوليسية تتبع بعضها بعضا في حلقات ومنها، على سبيل المثال سلسلة «التحري لويس» التي ابتدعها كولين دكستر ومجموعة من حكايات أغاثا كريستي التي أسندتها إلى بطلتها الحشورية مس ماربل وسلسلة مقتبسة من أعمال آرثر كونال دويل بطولة تحريه المفضل لدى الكثيرين شرلوك هولمز.

الحلقة الجديدة من هذا البرنامج تتبع النطاق الأول: فيلم تلفزيوني من ساعة ونصف مأخوذ عن رواية الكاتبة إيثل لينا وايت (1944 - 1876) التي صدرت تحت عنوان «العجلات تدور» سنة 1936 كواحدة من نحو عشرين رواية صدرت لها ما بين 1927 و1944 وطرحتها في سوق الأدب البوليسي بوصفها واحدة من أفضل كتاب هذا النوع في تلك الفترة.

في الواقع، لا تقل إيثل إجادة عن الكاتبة الأشهر منها أغاثا كريستي (1890 - 1976) التي تبوأت الصدارة منذ أن بدأت النشر على نحو محترف سنة 1910. لكن «العجلات تدور» تبقى واحدة من أفضل أعمال إيثل والمخرج ألفريد هيتشكوك قفز على فرصة تحويلها إلى فيلم بعد عامين فقط من نشرها مغيرا عنوانها إلى «السيدة تختفي».

* على حافة النسيان

* إنها حكاية امرأة جميلة وشابة اسمها إريس تنتظر، مثل مسافرين آخرين من بلدة أوروبية عائدة إلى لندن. خلال وجودها في أحد الفنادق تتعرف الفتاة على امرأة مسنة وودودة اسمها مس فروي. في صباح اليوم التالي تستقلان القطار الذي وصل في موعده المحدد، وهو ينطلق من المحطة كالمعتاد. على متن القطار، بعد استعراض بعض المواقف والشخصيات، تغط إيريس في نوم عميق. حين تستيقظ لا تجد مس فروي. أكثر من ذلك، ينفي الجميع وجود امرأة عجوز بمثل مواصفات مس فروي على متن القطار. ومع أن إريس تسأل أولئك الذين تبادلوا الحديث مع مس فروي وبحضورها، إلا أن هؤلاء ينفون حدوث ذلك. لا أحد يبدو راغبا في تصديق إريس أن سيدة كانت على متن هذا القطار وأنها الآن اختفت باستثناء متطوع شاب يقع في حب إريس خلال هذه الرحلة الغامضة. باقي الأحداث ستدور حول البحث عن مس فولي وأسباب رفض الشخصيات الاعتراف بوجودها وما وراء ذلك من مكيدة قربت هيتشكوك أكثر وأكثر من مرحلة من أعماله السينمائية التي تحدث فيها عن منظمات إرهابية وتخريبية (شغل ذلك الزمن) تتجسس أو تخطط لعمل ما.

الفيلم التلفزيوني الجديد (ثالث اقتباس مصور من الرواية بعد نسخة عالقة على حافة النسيان أخرجها أنطوني بايج من بطولة إليوت غولد وسيبيل شيبرد سنة 1979) يتبع الحكاية كما كتبت، لكن في حين أن فيلم هيتشكوك تؤسس جيدا للعلاقة بين إريس ومس فولي، يمر الفيلم التلفزيوني على هذا التأسيس سريعا ليمنح بطليه الشابين (إريس والشاب الذي ينبري لتصديقها) صدارة مزدوجة: هما لا يزالان يبحثان عن الحقيقة وفي الوقت ذاته يتعاملان مع نشأة قصة حب بينهما.

أخرج الفيلم الجديد ديارمويد لورنس (سبق له وأن قدم عملا تلفزيونيا سابقا بعنوان «ركوب جنوبي» South Riding) ولورنس ليس هيتشكوك وهذا يعني أن العبث الساخر لسيد التشويق يغيب - تلقائيا - بسبب اختلاف المنهج والأسلوب والنظرة إلى الأمور. واحد من عناصر هذه السخرية شخصيتين ثانويتين في رواية كما في فيلم هيتشكوك: هاويا لعبة كريكيت في طريقهما إلى لندن لحضور مباراة تضم لاعبين بريطانيين وآخرين من دول الكومنولث. هيتشكوك يضعهما في صورة كاريكاتورية وغايته الهزء من شخصيات لا تزال تعيش مفهوم الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس. هاتان الشخصيتان لا وجود لهما في العمل الجديد.

* تلك الحبكة الغريبة

* ربما من غير المنصف مقارنة أي عمل جديد بالأصل إذا ما كان الأصل من صنع سينمائي فريد، لذلك يكفي «السيدة تختفي» الحالي أنه لم يرد استنساخ عمل سابق. لكن هذا ما تحاشاه أيضا فيلم أنطوني بايج قبل أن يختفي بنفسه. المشكلة هي أن المقارنة تقع بشكل تقليدي حالما يتم تحقيق عمل ما سبق تحقيقه وبنجاح - من قبل. من الزاوية ذاتها، هذه المشكلة غير موجودة أصلا لمن لم يشاهد العمل الأصلي. المشاهد «الجديد» ليس مجبرا بالتالي على المقارنة ولا يستطيع ذلك في أي حال ما يمنح هذه النسخة التلفزيونية حضورها الذي تستحقه وتبرز أهمية الحبكة التي تنطلق منها.

والحقيقة أن هذه الحبكة هي أقوى عناصر هذا العمل. الكاتبة إيثل وايت وضعت فكرة بارعة: كيف يمكن لراكب قطار سريع سوف لن يتوقف عند أي محطة أن يختفي فجأة؟ السؤال يصبح أكثر غرابة حين تتحدث عن راكب هي امرأة عجوز تبدو من الظاهر بريئة ولا علاقة لها بما كان يتفاعل في النصف الثاني من الثلاثينات من بلورة مواقف سياسية بين الدول الأوروبية. صعود النازية من ناحية وأوضاع البلقان من ناحية أخرى. أي شيء، توعز الرواية ويؤكد هيتشكوك، كان يمكن له أن يقع - بما في ذلك اختفاء سيدة عجوز يريد البعض التخلص منها (وهيتشكوك يسبق صعود القطار بحادثة أخرى حين تتعرض العجوز لحادثة أخرى مدبرة لكنها تنجو منها بأعجوبة).

يتبع كل ذلك الغموض رفض الركاب الآخرين (بعضهم عن قصد) الاعتراف بأن السيدة العجوز كانت في القطار موحين أولا ثم مؤكدين بعد ذلك أن إريس تتخيل ربما نتيجة وهم أو ضربة على الرأس (تعرضت لذلك قبل ركوبها القطار).

على صعيد التمثيل، نجد في الإنتاج الجديد إقداما جادا على تأدية الأدوار الرئيسية تحديدا سالينا كادل في دور مس فروي، وتوبنس ميدلتون في دور إريس وتشارلز آيتكن في دور تشارلي، الشاب الذي يربح الفتاة والقضية معا.

هؤلاء يخلفون بالطبع ماي ويتي ومرغريت لوكوود ومايكل ردغراف في الأدوار الثلاث المذكورة في نسخة 1936. قبل ثماني سنوات وجدنا اقتباسا آخر (في واقعه عملية لطش، كون صانعي الاقتباس لم يذكروا المصدر) في هيكل فيلم أميركي عنوانه «خطة طيران» Flightplan أخرجه الألماني روبرت شونتكي من بطولة جودي فوستر.

حبكة هذا الفيلم هي أن أميركية عائدة من ألمانيا إلى بلدها اسمها كايل (فوستر) تركب الطائرة مع ابنها الصغير. تنام. تفيق. لا تجده. تنطلق باحثة عنه وركاب الطائرة لا يصدقون أنها كانت بصحبة أحد. في حين أن المؤامرة في «السيدة تختفي» ذات بعد سياسي، فإن تلك المرتسمة على شاشة «خطة طيران» ذات بعد شخصي (أمن الطائرة كما يؤديه بيتر سارسغارد رجل فاسد ينفذ خطة زوج المرأة لكي تبدو وقد فقدت عقلها). البعد القيم الوحيد، والذي أخفق الفيلم في توظيفه، هي أنها كانت مستعدة لإلصاق تهمة الخطف برجلين آخرين لمجرد أنهما عربيان.

الشرق الأوسط في

17/08/2013

 

معرض في هامبورغ يحكي دور الصورة ووسائل الإعلام الجديدة في الثورة المصرية

مصر: الأوضاع السياسية والأمنية تهدد بمنع انعقاد المهرجانات الفنية المقبلة

القاهرة - هامبورغ: «الشرق الأوسط» 

تسببت الأزمة السياسية التي تلت فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في العاصمة المصرية في ارتباك كبير طال كل الأحداث والمناسبات الفنية المصرية المقررة خلال الأشهر المقبلة، ما أدى إلى تأجيل بعضها وتفكير البعض الآخر في الإلغاء أو التأجيل.

فقد قررت دار الأوبرا المصرية تأجيل افتتاح الدورة السابعة لمهرجان الموسيقى العربية بمدينة الإسكندرية والتي كان مقررا افتتاحها مساء الخميس «لأجل غير مسمى لحين استقرار الأوضاع»، بحسب بيان رسمي عن المهرجان. وقال متحدث باسم دار الأوبرا المصرية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن المهرجان تم إلغاؤه ولن يعقد هذا العام، وإن الحديث عن التأجيل إلى أجل غير مسمى هو «مرادف للإلغاء» على حد قوله.

وكان من المقرر أن يستمر المهرجان وأن يحييه نجوم بينهم هاني شاكر وعلي الحجار ومدحت صالح ومحمد الحلو وإيمان البحر درويش وعازفا البيانو عمر خيرت وعمرو سليم وآخرون من مطربي دار الأوبرا المصرية. وتشهد مدينة الإسكندرية منذ صباح الأربعاء اشتباكات بين مؤيدين للرئيس المعزول من جانب ومعارضين له وقوات الأمن من جانب آخر، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى.

وقال الناقد المصري سمير فريد، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية، إنه لم يتقرر بعد إن كانت دورة المهرجان لهذا العام ستعقد في موعدها من عدمه، وإن اجتماعا لمجلس إدارة المهرجان ينعقد بكامل هيئته الثلاثاء المقبل لتقرير مصير الدورة الجديدة.

وفي الوقت نفسه، أصدر وزير الثقافة المصري صابر عرب الثلاثاء الماضي قرارا بتشكيل مجلس إدارة للمهرجان للمرة الأولى في تاريخه الممتد لنحو 40 عاما يضم ستة أعضاء يمثلون المؤسسات السينمائية الحكومية والأهلية في مصر وسبعة مخرجين معظمهم من جيل الشباب إضافة إلى رئيس المهرجان. وقال سمير فريد «الكثير من المعوقات تواجه المهرجان، بينها الأوضاع السياسية والأمنية، إضافة إلى الكثير من التفاصيل الفنية الخاصة بالأفلام المشاركة، والاتفاق مع الضيوف وأعضاء لجان التحكيم وضيق الوقت، والتي من المقرر أن يناقشها جميعا مجلس الإدارة ليقرر في اجتماعه مدى إمكانية عقد المهرجان هذا العام من عدمه»، على حد قوله.

ومن المقرر أن تقام الدورة السادسة والثلاثون للمهرجان في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في حال إقرار مجلس الإدارة عقد الدورة الجديدة التي تواجه بوضع أمني وسياسي غير مستقر، وإعلان الحكومة الأربعاء فرض حالة الطوارئ لمدة شهر مقبل وحظر تجوال، مما يعني المزيد من القيود على حركة العاملين في المهرجان.

وأوضح رئيس مهرجان القاهرة السينمائي أنه لا يتوقع وجود أي تأثير للأوضاع السياسية على المهرجان «فحتى لو انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وعدد من الدول المتوقع مشاركتها في المهرجان فإن ذلك لا يؤثر على العلاقات الفنية والثقافية على الإطلاق» على حد تعبيره. وأشار إلى أن المشكلة الأكبر أنه تسلم رئاسة المهرجان قبل أيام بينما لم يجتمع حتى الآن مع العاملين فيه أو يتعرف على ما لديهم من اتفاقات مع صناع أفلام أو ضيوف باعتبارها المكون الأساسي للمهرجان والتي من دونها لن يمكن أن يتم عقده بأي حال.

وكان المهرجان قد ألغي في عام 2011 بعد نحو 10 أشهر من ثورة شعبية أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك لأسباب أمنية، كما أقيمت الدورة الأخيرة في ظروف سياسية مشتعلة وألغي حفل الختام في دار الأوبرا بسبب احتجاجات كبيرة ضد إعلان دستوري مثير للجدل في ميدان التحرير القريب من مقر المهرجان.

ولا يملك أي من منظمي المهرجانات الفنية في مصر التي يعقد معظمها خلال الأشهر الأخيرة من العام عادة تأكيدا على عقد تلك المهرجانات من عدمه، حيث تفرض الأحداث السياسية نفسها على الواقع المصري وتحدد ما يمكن أن يعقد وما يجب أن يتم إلغاؤه لأسباب في معظمها أمنية.

وقال الناقد المصري الأمير أباظة، رئيس مهرجان الإسكندرية لسينما دول البحر المتوسط، إن إدارة المهرجان قررت بعد مناقشات مكثفة عقد الدورة الجديدة في موعدها المقرر مسبقا يوم 11 سبتمبر (أيلول) المقبل من دون تأجيل. وقال أباظة لوكالة الأنباء الألمانية إن «إدارة المهرجان عقدت اجتماعا مساء الأربعاء الماضي بعد إعلان الحكومة المصرية فرض حالة الطوارئ وحظر التجوال في 14 محافظة بينها محافظة الإسكندرية، حيث يقام المهرجان لتقرير مصير الدورة التي لم يتبق على موعد عقدها إلا أقل من شهر واحد، وإن الاجتماع انتهى إلى ضرورة عقد المهرجان في موعده مهما كانت الظروف».

ويعد مهرجان الإسكندرية السينمائي هو المهرجان المصري الوحيد الذي لم يتم إلغاء أي من دوراته منذ الثورة المصرية، حيث أقيم عامي 2011 و2012، ويرأسه شرفيا هذا العام النجم المصري محمود عبد العزيز، وتنظمه الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما في الفترة من 11 إلى 16 سبتمبر المقبل. وأضاف رئيس مهرجان الإسكندرية أنه تقديرا للظروف السياسية القائمة فإن المهرجان قرر إلغاء الاستعراضات والغناء في حفلي الافتتاح والختام، وأن يقتصر الحفلان على مراسم المهرجان من تكريمات وجوائز فقط، على أن تقام العروض والبرامج والندوات كاملة كما خطط لها.

وفي مدينة هامبورغ، افتتح أمس معرض «القاهرة.. أدلة جديدة على ثورة مستمرة» في متحف الفن والتجارة. ويدور المعرض حول البعث السياسي والاجتماعي لجيل من المصريين أصبح واضحا للعالم عندما بدأت الاحتجاجات الجماعية في ميدان التحرير في القاهرة في 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011 وأصبح قوة رئيسة في المجتمع المصري. ويحكي الأحداث مجموعة من الفنانين والمصورين الفوتوغرافيين والنشطاء وأمناء المتاحف الذين قدموا الأحداث من وجهة نظرهم.

ويشارك في المعرض مجموعة من الشخصيات المعروفة في عالم الفن في العاصمة المصرية من بينهم الفنانة لارا بلدي وهبة فريد، بالإضافة إلى المصورين توماس هارويل وطارق حفني، والفنانة الناشطة ياسمينا متولي، والمخرج السينمائي فيليب رزق، والصحافيين روان الشيمي واليكس نانز. كما يبحث المعرض دور الصورة والشبكات الرقمية التي أسهمت في إثارة التمرد كما سجلت الأحداث ونشرتها حول العالم. ويصل عدد المشاركين في المعرض إلى 62 فنانا، من بينهم مجموعة من المصورين الفوتوغرافيين التقليديين وتقارير صحافية مصورة من صحيفة «الشروق»، وصور وأشرطة فيديو من هواة وأعمال فنية. كما يوجد حائط يحمل تغريدات وقصاصات صحافية.

وتجدر الإشارة إلى أن المعرض هو عملية تجريبية مستمرة التجديد، وتعبر عن العملية السياسية غير المنتهية ولا تمثل عملية منتهية، كما أوضحت إدارة المتحف. ولذا فإن الصور التي التقطت في أعقاب أحداث عزل الرئيس محمد مرسي ستظهر في المعرض.

وقد تم إعداد المعرض بالتعاون مع فنانين ونشطاء ومصورين من الوسط الفني المصري. ويهدف المعرض إلى فحص الدور التي لعبته الوثائق المصورة عبر شبكة الإنترنت، والتي أسهمت أيضا في إطلاق شرارة الثورة ونشرها حول العالم. ويركز المعرض على الاستخدامات المتنوعة للصورة والفيديو والصور التي التقطها المصورون المحترفون ولقطات الفيديو التي سجلها النشطاء وما يطلق عليه الصحافيون المدنيون والوثائق التي جمعها العديد من الفنانين.

الشرق الأوسط في

17/08/2013

 

فيلمان ومخرج واحد:

من بلاهة توم "وجيمى" الى ارتباك "نظرية عمّتى"

محمود عبد الشكور 

استقبلت دور العرض المصرية فيلمين لمخرج واحد هو أكرم فريد، وذلك فى موسم عيد الفطر السينمائى، الفيلم الأول هو "توم وجيمى"، والثانى هو "نظريةّ عمّتى".

الملاحظ أن مشكلة الفيلمين الأساسية واحدة، إنه السيناريو وثغراته وملاحظاته كالمعتاد، ورغم أن الفيلم الثانى أفضل بكثير، وعلى كل المستويات من الفيلم الأول، إلا أنه يعانى ارتباكاً واضحاً يصل الى درجة التناقض، وفى كل الأحوال، فإن أكرم فريد يكاد يكون قد تخصص تقريباً فى مجال الكوميديا: الفيلم الأول كوميديا فارص، والثانى كوميديا إجتماعية.

"توم وجيمى" كتبه الثلاثى سامح سرّ الختم ومحمد نبوى وعلاء حسن، وقام ببطولته اثنين من الكوميديانات حققا نجاحاً سابقاً مستحقاً بمشاركتهما فى فيلم ظريف وناجح هو"غبى منه فيه"، أتحدث عن هانى رمزى وحسن حسنى، ولكن بينما كان دور هانى رمزى فى "غبى منه فيه" لشاب محدود الذكاء، فإن شخصية هانى فى "توم وجيمى" أقرب الى المتخلف عقلياً والعبيط والغبى معاً، وبينما كانت معظم مواقف "غبى منه" فيه ظريفة وخفيفة، فإن الكثير من مواقف "توم وجيمى" غليظة وسمجة ومفتعلة، كما أن الأحداث تدور حول نفسها، مجرد مطاردات متكررة.

المشكلة الأكبر فى توم وجيمى أن عبط وسذاجة الشخصية انتقلت الى الفيلم نفسه، بل إنك تشعر بوضوح أن صناع العمل يستخفّون بعقل جمهورهم، ويميلون الى الإستستهال اعتقاداً منهم أن أى مقلب أو شقلبة مفتعلة ستبعث الضحك بشكل آلى، الفيلم فشل أيضاً فى أن يحتذى نموذج أفلام ديزنى الموجهة للأطفال، ذلك أنه يقدم حفنة من الإفيهات الغليظة والمكشوفة، كما أنه فشل فى أن يكون فيلما انتقادياً سياسياً، حيث اكتفى ببعض السخرية من المرشحين للرئاسة المصرية، ووعودهم الكاذبة، شئ أقرب الى برامج السخرية التليفزيونية، لا أكثر ولا أقل.

الرجل اللعبة

رسمت شخصية حاتم أو توم (هانى رمزى) بكثير من المبالغة، شاب أبله طويل وضخم وقوى الى درجة أنه قادر على تحطيم كل شئ إذا تهور جده (جمال إسماعيل) وجدته (ثريا إبراهيم)، وقاما بإيقاظه للذهاب الى مدرسته، فقد توم والداه فى حادث سيارة، ونجح فى الصف الأول الإبتدائى بعد ثلاثين عاماً كاملة!

قرر جده أن يكتفى حفيده بهذا القدر، وأرسله لكى يشق طريقه فى الحياة، بالعمل فى أحد المطاعم، مرتدياً زيا يجعله أقرب الى مهرج السيرك، وبعد فشله المتوقع، عمل فى محل للعب الأطفال، وهناك تقابله بالصدفة طفلة ثرية (جنا)، فتأخذه الى قصر جدها مرشح الرئاسة جمال (حسن حسنى)، لقد اعتبرته مجرد لعبة لتسليتها.

يتحدد الصراع طوال الفيلم عبر لعبة القط والفأر المتكررة بين حاتم/توم، وجمال/جيمى، كما يخوض جمال منافسة شرسة مع منافس آخر على الرئاسة يدعى طاهر (غسان مطر)، ولكن معظم الفيلم يدور فى هذه الحلقة المفرغة: توم يرتكب الحماقات الخرقاء، يغضب جيمى ويطرده من القصر، تبكى الحفيدة التى فقدت والديها أيضاً فى حادث سيارة، فيعيد الجد توم الى القصر، فيواصل حماقاته من جديد، وهكذا.

فى خط المنافسة الرئاسية تتوالى السخرية من وعود الرئيس المعزول مرسى ومن تعبيراته المضحكة (القرد والقرداتى، برنامج المائة يوم الذى يتحول هنا الى برنامج المائة واثنين يوم، أهلى وعشيرتى ..إلخ)، كما يسخر الفيلم من نجوم الإعلام الجدد (قناة الفراعين تصبح قناة البلالين، وتوفيق عكاشة يصبح وفيق نتاشة)، تصل المنافسة الى حد افتعال اختطاف الطفلة وتوم، لإجبار جدها على الإنسحاب، رغم أن مقالب توم معه جعلته أضحوكة، وأطاحت بمؤيديه من الأحزاب.

تتم استعادة الطفلة رغم بلاهة توم، ويقرر الجد فجأة أن ينسحب من السباق الرئاسى، ويترك قصره لكى يمارس فيه توم حماقاته، بعد أن ينضم إليه جده وجدته، هكذا تنتهى حكاية الرجل اللعبة بعد أن استهلكت كل المواقف الفوضوية المتكررة، وبعد أن تجشأ توم وأطلق الغازات فى وجه الكاميرا، وبعد أن تاه هانى رمزى فى الإمساك بشخصية تبدو غبية أحياناً ومعتوهة أحياناً أخرى، وزاد من الفوضى صعوبة فهم الكلمات التى ينطق بها، وبالكاد نستطيع أن نتبين أنه يبدل الحروف مثل اللمبى، البوليس مثلا يتحول الى اللبوس، والجاكوزى يصبح الشاخوزى، وآسف تتحول على لسانه الى آفس، هذه هى طريقة الإضحاك المعتمدة.

صحيح أن أكرم فريد والمونتيرة مها رشدى أجادا بناء مشاهد الحركة، وصحيح أن ملابس خالد عبد العزيز وديكور كمال مجدى كانا مميزين، بل إن الإنتاج جيد وسخى كما اتضح فى مشاهد التكسير والتهشيم المتتالية، إلا أن كل ذلك لم يستطع حل مشكلات السيناريو، ولا الأداء المفتعل حتى من الطفلة الصغيرة جنا التى اكتشفها أكرم، وقدمها بصورة أفضل فى فيلم سابق.

النظرية وعكسها

أما فيلم "نظرية عمتى" الذى كتبه عمر طاهر، فإن أوضح مشاكله فى الإرتباك الذى حدث فى الجزء الأخير منه، وهو ارتباك مؤثر يكاد يناقض بقية الفيلم، الحكاية ببساطة عن محاولة فتاة لفت نظر شخص تحبه من طرف واحد، عن طريق تطبيق النصائح التى تقدمها لها خبيرة علاقات عاطفية محترفة، وفى الوقت الذى يقول الجسم الأساسى من السيناريو أن الحب يمكن إيقاظه وتحضيره فى المعمل برسم الخطط وجمع المعلومات وتجهيز الشبكة لصيد العريس، فإن الجزء الأخير يقول إن الحب قضاء وقدر، وخارج عن تخطيط العقل، وأن كل تلك الخطط لا معنى لها لو لم يكن الرجل يحب المرأة.

تناقض عجيب فعلاً لم يفطن إليه أحد، فدون شرط الحب المسبق، لن يكون هناك أى تأثير لنظرية العمة المجربة، فالمعروف أن مرآة الحب عمياء، وبالتالى لن تحتاج المرأة الى تغيير شكلها، او مطاردة رجلها، أو تعديل سلوكها، " وحبيبك يبلع لك الزلط " كما يقولون.

ولكن الفيلم يستمر وقتا طويلاً فى إثبات العكس، فالفتاة سارة (حورية فرغلى) التى تعمل فى قناة فضائية، تعشق من طرف واحد نور (حسن الردّاد)، المذيع فاتن الجميلات، تنصحها صديقتها باللجوء الى عمتها ماجدة (لبلبة)، خبيرة أمراض الرجولة، وفى عيادتها، يتم تدبير خطة متكاملة للفت أنظار نور الى زميلته، ودفعه الى الزواج منها.

الخطة تنقسم الى عمل ملفات تضم كل المعلومات الممكنة عن الفريسة، مع سرد الخبيرة لحكايات من خبراتها الشخصية، وهذه الحكايات أفضل ما صنعه عمر طاهر فى الفيلم، وهى أقرب ما تكون الى الحكايات التى كان يرويها سمير صبرى لصديقه عادل إمام فى فيلم "البحث عن فضيحة"، كان عادل بالمناسبة يحب ميرفت أمين من طرف واحد، ويبحث عن خطة للفت النظر إليها، وجعلها تحبه وتتزوجه.

الملاحظة الوحيدة على الحكايات الظريفة حقاً أن الثنائى نور وسارة يقومان بأداء شخصياتها دون مبرر فنى مقنع، فى فيلم السبعينات القديم كان يؤديها مجموعة من ضيوف الشرف، لم أستوعب كيف يمكن أن تروى لبلبة حكايات من وجهة نظرها، فيظهر نور وسارة،رغم أن الثنائى حورية وحسن أبدعا فعلا فى تجسيد شخصيات متنوعة وعجيبة.

أعجبنى بالمقابل ان عمر طاهر قدم نماذج للعلاقة بين آدم وحواء فى حقب مختلفة (السبعينات والثمانينات والتسعينات وسنوات القرن الحادى والعشرين الأولى)، كما ظهر حسن الرداد فى شخصيات طريفة ومتنوعة (لاعب كرة وأمين شرطة وتاجر مجوهرات ومهاجر عراقى)، وكذلك فعلت حورية بحضور وخفة ظل (فتاة عاشقة للكرة وبنت بلد سليطة اللسان وسيدة ارستقراطية وراقصة مغوية).

على الجانب الآخر، أدت لبلبة دورها بجدية شديدة، بدا كما لو أنها تشرح خطة حربية، مما زاد من جرعة الكوميديا، خاصة مع استخدام لوحات إرشادية، واستخدام تعبيرات غير عاطفية لوصف علاقات عاطفية (مثل الرش بالتنقيط وفتح الكشّافات)، وفى النهاية تنجح خطة العمة، يلتفت نور الى سارة، يلغى رحلته للعمل فى دبى، ويطلب الزواج من زميلته.

فجأة يتدخل الأب  (حسن حسنى) رافضاً خداع  ابنته وطريقتها فى الإيقاع بفتاها، مع أنه كان يرجوها فى مشهد سابق أن تبحث عن عريس، ترتبك كل الخطوط بسبب هذه الأزمة المفتعلة، ويزيد الإفتعال عندما يؤكد نور أنه كان معجباً من زمان بسارة، وهو أمر نسمع عنه لأول مرة، ولم يحدث ابدا أن أشار الفيلم اليه من قبل!

أراد عمر طاهر أن يقول إن كل نظريات عمتى لا جدوى منها بدون حب، طيب لماذا يكون هناك نصائح أصلاً إذا كان الحب موجوداً وقادرا على شق طريقه؟ وكيف نفسر نجاح نصائح العمة فى الإيقاع بالعريس الغافل الذى كان على وشك السفر دون أى مبالاة؟

هنا ثغرة الفيلم الواسعة المزعجة، لم يكن هناك داع لهذه الثرثرة وهذا الإستطراد، الحكاية مجرد لعبة، خطة للإيقاع بعريس تحدث أحيانا دون أى ضمان لاستمرار الزواج، لو توقف الفيلم عند هذا الحد لكان عملاً جيداً وذكياً، ولكنه تورط فلم يحسم التناقض، ولم يلتفت إليه.

يستطيع أكرم فريد أن يحقق الكثير فى مجال الكوميديا، ولكن بشرط العمل على سيناريوهات أكثر إتقانا، هكذا فعل فى فيلم "عائلة ميكى"، ولذلك ما زال هذا الفيلم هو أفضل أعماله، وأكثرها تكاملاً، حتى إشعار آخر، أتمنى حقاً أن يتجاوزه فى أعمال قادمة.

عين على السينما في

17/08/2013

 

المهرجانات الفنية في مصر مهددة بسبب الأوضاع الأمنية

(القاهرة - د ب أ

تسببت الأزمة السياسية، التي تلت فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، في ارتباك كبير شمل كل الأحداث والمناسبات الفنية المصرية المقررة خلال الأشهر المقبلة، ما أدى إلى تأجيل بعضها وتفكير البعض الآخر في الإلغاء أو التأجيل.

قررت دار الأوبرا المصرية تأجيل افتتاح الدورة السابعة لمهرجان الموسيقى العربية بمدينة الإسكندرية، التي كان مقررا افتتاحها مساء أمس الأول «لأجل غير مسمى لحين استقرار الأوضاع»، بحسب بيان رسمي عن المهرجان.

وقال متحدث باسم دار الأوبرا المصرية، لوكالة الأنباء الألمانية، أمس الأول، إن «المهرجان تم إلغاؤه، ولن يعقد هذا العام، والحديث عن التأجيل إلى أجل غير مسمى مرادف للإلغاء».

وكان من المقرر أن يستمر المهرجان، وأن يحييه نجوم بينهم هاني شاكر وعلي الحجار ومدحت صالح ومحمد الحلو وإيمان البحر درويش وعازفا البيانو عمر خيرت وعمرو سليم، وعدد من مطربي دار الأوبرا المصرية.

وتشهد مدينة الإسكندرية منذ صباح الأربعاء اشتباكات بين مؤيدين للرئيس المعزول من جانب ومعارضين له وقوات الأمن من جانب آخر، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى.

«القاهرة السينمائي»

وذكر رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الناقد المصري سمير فريد، في اتصال هاتفي مع الوكالة، انه «لم يتقرر بعد إن كانت دورة المهرجان لهذا العام ستعقد في موعدها أم لا»، لافتا إلى ان «اجتماعا لمجلس إدارة المهرجان يعقد بكل هيئته الثلاثاء المقبل، لتقرير مصير الدورة الجديدة».

وأصدر وزير الثقافة المصري صابر عرب، الثلاثاء الماضي، قرارا بتشكيل مجلس إدارة للمهرجان للمرة الأولى في تاريخه، الممتد لنحو 40 عاما، يضم ستة أعضاء يمثلون المؤسسات السينمائية الحكومية والأهلية في مصر، وسبعة مخرجين معظمهم من جيل الشباب، إضافة إلى رئيس المهرجان.

ومن المقرر أن تقام الدورة السادسة والثلاثون للمهرجان في نهاية نوفمبر المقبل في حال إقرار مجلس الإدارة عقد الدورة الجديدة التي تواجه بوضع أمني وسياسي غير مستقر، وإعلان الحكومة الأربعاء فرض حالة الطوارئ مدة شهر وحظر تجوال، ما يعني المزيد من القيود على حركة العاملين في المهرجان.

وأوضح فريد أنه لا يتوقع وجود أي تأثير للأوضاع السياسية على المهرجان «فحتى لو انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وعدد من الدول المتوقع مشاركتها في المهرجان فإن ذلك لا يؤثر على العلاقات الفنية والثقافية على الإطلاق».

اتفاقات الأفلام

وأشار إلى أن المشكلة الأكبر أنه تسلم رئاسة المهرجان قبل أيام، بينما لم يجتمع حتى الآن مع العاملين فيه أو يتعرف على ما لديهم من اتفاقات مع صناع أفلام أو ضيوف، باعتبارها المكون الأساسي للمهرجان، وبدونها لا يمكن أن يتم عقده.

وألغي المهرجان في عام 2011 بعد نحو 10 أشهر من ثورة شعبية أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك لأسباب أمنية، كما أقيمت الدورة الأخيرة في ظروف سياسية مشتعلة، وألغي حفل الختام في دار الأوبرا بسبب احتجاجات كبيرة ضد إعلان دستوري مثير للجدل في ميدان التحرير القريب من مقر المهرجان.

ولا يملك أي من منظمي المهرجانات الفنية في مصر، التي يعقد معظمها خلال الأشهر الأخيرة من العام عادة، تأكيدا على عقد تلك المهرجانات من عدمه، حيث تفرض الأحداث السياسية نفسها على الواقع المصري، وتحدد ما يمكن أن يعقد وما يجب أن يلغى لأسباب في معظمها أمنية.

مهرجان الإسكندرية

وقال رئيس مهرجان الإسكندرية لسينما دول البحر المتوسط الناقد المصري الأمير أباظة إن إدارة المهرجان قررت بعد مناقشات مكثفة عقد الدورة الجديدة في موعدها المقرر مسبقا يوم 11 سبتمبر المقبل دون تأجيل.

وأضاف أباظة، لـ»د ب أ»، أن «إدارة المهرجان عقدت اجتماعا مساء الأربعاء الماضي بعد إعلان الحكومة المصرية فرض حالة الطوارئ وحظر التجوال في 14 محافظة، بينها محافظة الإسكندرية، حيث يقام المهرجان لتقرير مصير الدورة التي لم يتبق على موعد عقدها إلا أقل من شهر، وأن الاجتماع انتهى إلى ضرورة عقد المهرجان في موعده مهما كانت الظروف».

وتابع انه «تقديرا للظروف السياسية القائمة فإن المهرجان قرر إلغاء الاستعراضات والغناء في حفلي الافتتاح والختام، على أن يقتصر الحفلان على مراسم المهرجان من تكريمات وجوائز فقط، وتقام العروض والبرامج والندوات كاملة كما خطط لها».

ويعد مهرجان الإسكندرية السينمائي المهرجان المصري الوحيد الذي لم يتم إلغاء أي من دوراته منذ الثورة المصرية، حيث أقيم عامي 2011 و2012، ويرأسه شرفيا هذا العام النجم المصري محمود عبدالعزيز، وتنظمه الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما من 11 إلى 16 سبتمبر المقبل.

الجريدة الكويتية في

17/08/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)